آخر 10 مشاركات
504-الحب هو الجواب -جينيفر تايلور - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          507 - الحب أو لا شئ - ناتالي فوكس - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          [تحميل] هن لباسٌ لكم بقلم ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ رواية أعادت معنى التميز ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          85- الانتقام الذيذ- دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          235 - دمعتان ووردة - جيسيكا ستيل-كاملة بصورة واضحة (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree352Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-20, 10:11 PM   #11

Habiba Banani

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 442853
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 499
?  نُقآطِيْ » Habiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond reputeHabiba Banani has a reputation beyond repute
افتراضي


ابدعتي بالتوفيق ان شاء الله



Habiba Banani غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-20, 05:01 PM   #12

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
افتراضي الفصل الرابع (عهدي انا )

الفصل الرابع
انتهى يوم شاهين العصيب و انتهت الجنازة و اتجه الى غرفته يجر قدميه الثقيلتين ككهل في التسعين من عمره وليس شابا في الخامسة الثلاثين، كانت خولة اخته بانتظاره لكنها اشفقت على حاله و ارجأت الحديث الى الصباح .
فريحة قد ارضعت عهد و جلست على الارض قرب مهدها تهزه حتى نامت ، هبت واقفة عند دخول شاهين الذي سألها بصوت منهك
-هل نام عهد
-نعم ارضعتها ..اقصد ارضعته ونام قبل قليل
-يمكنك الانصراف
حمل ابنته برفق محاولا الا يوقظها و ظل يتأمل ملامحها النائمة قبل ان تسقط دمعة خائنة منه على خدها الصغير لتجعد انفها بحركة جعلت ابتسامة صغيرة تتسلل الى ثغره ، قبل جبينها و يديها الصغيرتين و تمدد على السرير الذي احس انه بارد برودة الجليد بعد ان غاب عنه مصدر دفئه ، وظل محدقا بالسقف حتى بزوغ الفجر لكنه لم يكن الوحيد الذي جافى النوم عيونه ، كان شخص اخر لم يذق النوم في تلك الليلة ليس بسبب الفراق كشاهين وانما بسبب غيظه ، نبأ ولادة ابن ذكر لشاهين قلب نيران الحقد من جديد وهو من ظنها خمدت.
ترددت اخيرا قبل ان تتشجع وتطرق باب ديوانه بعد ان غادر الرجال المجلس ، بعد ان سمعت صوته يسمح لها ، دلفت وهي تقدم قدما وتؤخر الأخرى
بغلظته المعتادة سألها
-ماذا تريدين ؟
ابتلعت ريقها و بدأت تفرك يديها بتوتر
-ك...كنت...انا
-لا املك اليوم بطوله قولي ماذا تريدين بسرعة او انصرفي
تنحنحت دون ان تتخلص من توترها لتهمس
-بخص..بخصوص موعد عرس ابنتانا ش..شهد وورد
نظر اليها بتفحص وهو يهمس بنبرة اخافتها
-مابه الموعد
-انت تعلم انه لم يمضي اسبوع على وفاة زوجة اخيك
انقض على فكها بقوة اسكتتها
-منذ متى تتدخلين بشؤوني يا ضحى
اتسعت عينا بذعر وهي تراه يرفع يده الى الاعلى وقبل ان يهوي بها على خدها دخل ابنه عقاب الذي صاح هادرا
-ابي !!!!
ظلت يده معلقة بالهواء قبل ان ينزلها وهو يقول بقسوة
-عودي الى مخدعك ، لا اريد ان المحك اليوم
فرت من امامه و دموعها تتساقط على خدها ليلحق بها عقاب غير ابه بنداء والده له
ارتمت على فراشها تبكي بألم ويد ابنها الحبيب تربت على راسها برفق، رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز الثانية عشر فهي تحس انه ملجأها و الوحيد الذي يمدها بالقوة والامان في هذا المنزل الذي لم تنعم فيه بالسعادة ولو ليوم واحد ، اه لو تعلم نساء القرية ما تعانيه زوجة الشيخ منذر من ذل ومهان لتحولت نظرات الحسد التي يرمقنها بها الى نظرات شفقة و عطف
***********
حز بنفسه عدم مجيء اخيه لكي يعزيه بوفاته ومازدا المه اكثر اقامته لعرس ابنتيه بعد اسبوع واحد من الوفاة ، ومنذ متى يهتم منذر لاحد سوى نفسه كي يهتم الآن ويراعي شعوره ، لكن ساعة واحدة برفقة عهد تنسيه الدنيا وما فيها و تضمد جراحا ما كان ليظن انها في يوم قد تلتئم.
وعندما عاد من المسجد بعد اشراقة يوم جديد و قد وجد خولة بانتظاره تحمل كأس الحليب بالزعفران الذي اعتاده كل صباح في نفس الوقت من جوريته الراحلة ، تناول الكأس منها دون ان ينبس ببنت شفة و شربها دفعة واحدة
-صحة وعافية
قالتها بصوت حنون لتصلها ايماءة متعبة منه و تابع سيره الى غرفته ، ما إن مر بجانبها حتى وضعت يدها على كتفه ليقول بوهن وهو يوليها ظهر
-انا غير قادر على الجدال بخصوص قراري بعد يا خولة
طبطبت على كتفه برفق وقالت بنبرة حانية
-لا باس يا اخي لا باس
التفت اليها حيث تابعت بعينين ممتلئتين بالعبرات
-انت ابني يا شاهين لست فقط اخي ، احس بقلبي يتمزق وانا اراك بهذه الحال
حاول كبت دموعه حين همس
-انها جورية يا خولة جوريتي
ضمته الى صدرها دون ان يعترض بل على العكس لقد كان بحاجة الى حضنها الذي طالما تلقاه بكل حب ورعاية منذ نعومة اظافره ، بكى كطفل و تحول بكاءه الى نشيج يمزق نياط قلبها لكنها لم تقل شيئا ظلت تمسح على ظهره حتى هدأ تماما ، رفع راسه وقال بصوت مختنق
-تخيلي لو كنت انا من مات بدل جورية
شهقت واعادت ضمه وهي تقول
-لا قدر الله ، اطال الله بعمرك يا حبيبي ،
جففت دموعه بابهاميها وتابعت بحنو ممزوج بالحزم
اعرف انك كنت تحبها كما لم يحب رجل امرأة من قبل لكن جورية غادرت هذه الدنيا و تركت لك قطعة منها تحتاج اليك ، تحتاج الى والدها شاهين العدناني بحنانه الذي يملأ هذا الكون ويفيض، بقوته و رجاحة عقله ، شاهين الذي سيعوضها عن فقدان امها وهو ادرى الناس بفقدان الام ، اخبرتني في يوم من الأيام ان الحياة تمضي ولا تقف عند اي احد مهما كان وها انا اكررها لك اليوم
هز رأسه وهمس
-احتاج الى بعض الوقت لأستطيع لملمة شتاتي
ربتت على وجنته وقالت
-خذ وقتك وانا معك ، كلنا معك و كلنا نحتاجك
قبل يديها و عاد الى غرفته بينما وقفت هي تدعو الله ان يخفف عنه .
اقترب من مهد عهد يراقبها وهي نائمة وبعد لحظات بدأت تتحرك ، يبدو انها بدأت تستيقظ اتسعت بابتسامته و نزلت عبراته عندما رآها تفتح عينيها كانت هذه اول مرة يراها مستيقظة ...يالله انها تملك نفس العينين ، انه نفسه البحر الاخضر الذي كان يغوصه بعيني جورية
حملها بين يديه و احس بمزيج من المشاعر تعصف به ، انها تشبهه كما سمع خولة تقول لكنها اخذت عيني جورية ، يا الهي ما اجمل تلك العيون ...
سبحانك ربي ما اعظم كرمك حتى في ابتلاءك ...
***********
عاد عقاب الصغير الى منزله وتفاجأ بوالده جالسا بمنتصف البهو الكبير ، فهو دائما ما يكون بالأرض في هذا الوقت ، و اقترب بخطوات مترددة الى حيث يجلس الشيخ منذر على كرسيه وسط البهو الكبير ، وهمس بصوت متوتر
-السلام عليكم يا والدي
واقترب ليقبل يده لكنه سحبها و سأله بخفوت
-اين كنت ؟
احس بالخوف لكنه لم يكن ليكذب ابدا ، ابتلع ريقه قبل ان يهمس
-بمنزل عمي شاهين
وقف شاهين يطل عليه بطوله الفارع و تحولت عينيه الى جمرتين مشتعلتين ثم رفع يده عاليا وهوى بها بكل قوته على خد عقاب ليسقط ارضا
هرولت ضحى التي كانت تراقب الموقف عن كثب الى طفلها الجالس على الارض وارتمت جالسة بجانبه تبكي وتتفقد وجهه الذي ارتسمت عليه اصابع منذر القاسية لتهتف ببكاء
-ابني !!! ارجوك يا منذر سامحه هذه المرة !!!
هدر بصوت زلزل الجدران
-عودي الى مخدعك يا ضحى والا والله لن ارحمك
زحفت على ركبتيها حتى وصلت الى قدميه تقبلها
-اتوسل اليك انه ابنك سامحه
ركلها بعيدا عنه
وصرخ بها
-كلمة اخرى وسأجعلك تتمنين الموت ولا تطولينه
وقف عقاب ومسح خيط الدم الذي سال من جانب شفته السفلى ليقول بهدوء
-ارجوك يا أمي عودي الى مخدعك
ظلت تنظر اليه بعينين متألمتين وبعد ان اماء لها برأسه صعدت الى غرفتها بخطوات متخاذلة و قلب ام معذبة .
جلس المنذر بكرسيه و قال بغضب
-تجرأت وخالفت اوامري هذه المرة ايضا
اطرق براسه ارضا واكتفى بالصمت وصاح به والده
-الست خائفا من العقاب الذي ينتظرك يا ولد ؟؟!!!
رفع راسه ونظر الى عينيه مباشرة
-لقد اخطأت يا والدي و سأرضى بالعقاب الذي تحدده لكني لست خائف لأنك انت من علمني ان لا أخاف من مخلوق ابدا
زاد غضب في تلك اللحظة الى الحد الذي خاف ان يجعله يتهور ففي النهاية هو ابنه و رغم قسوته عليه فهو الأحب الى قلبه لكن لابد من عقابه
صاح هادرا
-عبااااس !!!
حضر رجل ضخم الجثة اسود البشرة عاري الصدر يرتدي سروالا تقليديا منفوشا باللون الاسود و يلف خسره بحزام احمر عريض
-خذه الى مخزن الحبوب و قيده هناك و حذاري ان تسمح لاحد ان يقدم له طعاما او شراب
ظل الرجل يحدق به ببلاهة قبل ان يقول بنفس البلاهة
-اقيد من ؟ السيد الصغير عقاب ؟
-نعم
اشاح بنظره عنه وضرب بعصاه على الارض وصاح مرة اخرى
-تحرك ايها الغبي
ارتبك الرجل و قال بتلعثم
-في الحال !! امر سيدي
بعد ان اخذ عباس عقاب من امامه همس بشراسة من بين اسنانه
-لن اسمح لك ان تأخذ ابني مني يا شاهين
عاد عباس بعد ان نفذ امر سيده ومد له المفتاح
-هذا مفتاح مخزن الحبوب
اخذ نفسا عميقا وقال بهدوء
-ابقه معك و لا تنسى ان تطعمه لكن دون ان يراك احد و لا تدعه يعرف انني انا من طلبت منك هذا.
عقد حاجبيه وقال
-ما هذه الضجة
دخل احد الخفر هاتفا
-يا شيخ منذر يا شيخ منذر
-اي مصيبة تحمل لي يا وجه النحس
قال الرجل وهو يلهث
-السيد الصغير صقر
انتفض واقفا وسأله بقلق
-ما به ؟
-لقد ضرب ابن سعيد وفقأ له عينه
قال بتوجس
-وصقر هل هو بخير ؟
-نعم انه بخير و اختبأ بمنزل السيد درار عمك يا شيخ منذر
تحدث باستهانة بعد ان اطمأن ان ابنه بخير و طالما ان الطفل المصاب هو ابن مزارع فقير يعمل لديه اذن فالأمر بسيط

-خذ الطفل الى اسحاق الحكيم و اطلب سعيد ان يحضر الى مجلسي كي اراضيه وانت يا عباس احضر ذلك الولد الشقي الي كي اعاقبه بنفسي..
***********************************

حان اوان المواجهة المؤجلة التي انتظرتها خولة يجب على شاهين ان يعيد النظر في هذا القرار وقبل ان تبدأ حديثها اوقفها دخول فريحة الى الديوان حيث تنفرد بأخيها شاهين
وسألت هذه الاخيرة
-هل ارضعت عهد يا فريحة
ردت بابتسامة
-نعم يا سيدة خولة
سألها شاهين بلهفة
-مستيقظ اليس كذلك
-لا يا سيدي لقد نام ، الاطفال في هذا العمر ينامون كثيرا ، استأذن سأذهب للاطمئنان على وضاح
-وهل هذا يحتاج الى استئذان يا فريحة انت لا تؤاخذينا فقد اخذ عهد من الوقت الذي تخصصينه لطفلك
-استغفر الله يا سيدي عهد و وضاح اصبحا اخوين والله يشهد اني اعامله على هذا الاساس
ربتت خولة على ذراعها وقالت
-بارك الله بك يا فريحة
-وبارك الله لنا بهما .
بعد ان غادرت فريحة التفتت خولة الى اخيها لتقول
-لقد سعدت اليوم بزيارة عقاب لقد كنت مشتاقة له كثيرا
-هل رأيت كم تليق به العمامة
دمعت عينيها وقالت من بين عبراتها
-كم كنت اتمنى ان اراه عندما احتفلوا به عند الختم والبسه الشيخ العمامة .
اقترب منها وضمها الى صدره
-لا باس يا اختي ستشهدين ختمة عهد وتقر عينك وعيني بارتدائه العمامة
نظرت اليه نظرة مليئة القلق والخوف ، خوف عليه لا منه لقد بدا مصدقا تماما لما يقول ينظر الى عهد على انها ولد بالفعل قرأ افكارها وقال بعد صمت طويل
-كم عدد البنات اللاتي تم وأدهن قبل ولادتهن ؟ وكم بنتا ماتت اثناء ختانها ؟ وكم طفلة تم اغتيال طفولتها وتم تزويجها قبل حتى ان تدرك معنى كلمة زواج واخرهن بنتا اخي المنذر اللتان لم تتجاوزا الرابعة عشر ؟
لم يكن يسأل هذه الاسئلة بغية سماع اجابتها بل كانت اقرارا لواقع حي تابع قائلا
-وكم فتاة تم اختطافها عندما رفض اهلها تزويجها ولم يملكوا حتى الحق في الاعتراض لأنها العادات ، العادات والاعراف التي تمنع الفتاة من حقها في التعلم و حقها في تقرير مصيرها بل وحتى تتعارض مع شرع الله وتحرمها حقها في الارث وانت يا خولة رغم انك ابنة الشيخ ذو الفقار رحمه الله كبير عشيرة العدنانيين وسيد القرية كنت ايضا ضحية لهذه العادات، كنتي سترمين بدار الارامل تمضين حياتك بنسج السجاد وغزل الصوف لولا وقوفي بوجه المنذر وتركي المنزل ، وانا لا اريد لابنتي هذه الحياة .
***************

: في كل مرة كان يفتح عباس باب مخزن الحبوب ليقدم الطعام او الماء لعقاب كان يتفاجأ من صلابته ، لم يبكي او يخف و لم يتذمر او حتى يشتكي كان يتقبل عقابه برضا تام يعجز عنه الكبار ، لطالما فاجأه بقدرته على التحمل والصبر منذ ان بدأ تعليمه فنون القتال و اصول المبارزة وركوب الخيل ، كان دائما يثبت انه اكبر من سنه بكثير
وقف طويلا يتأمله قبل ان يخطو بضعة خطوات الى الداخل وانحنى يهزه برفق
-سيدي عقاب استيقظ
فتح عينيه ببطء و اعاد اغلاقهما ثم فتحهما مرة اخرى واعتدل في جلسته على الارض ، استقام عباس وقال
-لقد عفا عنك الشيخ منذر وهو بانتظارك بمجلسه
هب واقفا وبدأ ينفض التراب من عنه وهو يقول
-المكان مليء بالجرذان لقد قتلت العديد لكن اظن ان مازال هناك المزيد
ظل يحدق به عباس مندهشا ، كان يتوقع ان يبدي فرح بانتهاء هذا الحبس لا ان يتحدث عن الجرذان ، هذا الطفل يستمر بإدهاشه لكنه قال دون ان يبدي ذلك
-هيا كي لا تتأخر على والدك
عندما كان عباس يقفل باب المخزن الضخم جاء احد الخفر وقال متسائلا وهو يلتفت وراءه
-هل سامح الشيخ السيد الصغير اخيرا؟
وضع المفتاح الكبير بجيب سرواله المنفوش وقال ونظراته على عقاب الذي كان متجها الى باب المنزل
-عقاب الذي زار عمه فقط مجرد زيارة بريئة يحبس لأربعة ايام ، و صقر الذي فقأ عين طفل يسمع بضع كلمات توبيخ وينتهي الأمر .
اتسعت عيان الرجل بذعر و اخذ يلتفت يمينا ويسارا وهمس بخفوت من بين اسنانه
-ما بك يا عباس اتريد ان تعرض نفسك وتعرضني معك للجلد ؟ منذ متى نتحدث بشؤون الشيخ الخاصة ؟
زفر بحنق وهو يلوح بذراعه وقال
-سأذهب لمتابعة عملي

***********،،**،
لم يذهب عقاب الى مجلس والده في الحال كما طلب بل صعد مسرعا الى مخدع والدته كي يطمئن عليها ، طرق الباب و فتح دون ان ينتظر ردا ، توقفت نظراته المصدومة عليها جالسة ارضا وجهها المكدوم مبلل بعبراتها وتحتضن اخيه الاصغر صقر ذو السبع سنوات الذي كان ساكنا بحضن امه ينظر اليها بنظرات ثابتة كانه تمثال من شمع وما ان انتبهت ضحى لوجوده بالغرفة حتى هتفت بسعادة
-عقاب !!!! ابني الحبيب !!!
تشوشت رؤيته بغلالة من الدموع وركض الى حضنها الذي يشاركه فيه اخيه ليحتضنها، رفع كفه ليمررها على كدمات وجهها ، اغمضت عينيها وشدت على ولديها وزادت من ضمهما الى صدرها وقالت تغالب المها وعلى وجهها ابتسامة
-الحمدلله ان منذر سامحك اخيرا يا حبيبي
لم يستطع كبت دموعه اكثر وسمح لها كي تتحرر اما صقر فظل ثابتا في مكانه يراقب فقط دون ان تصدر عنه اي ردة فعل الى ان نهض اخيرا وركض خارج الغرفة ، وقبل ان ينطق بكرها بحرف سمع صوت والده ينادي بقوة انتفضت امه على اثرها وهي تهتف بخوف
-اذهب الى والدك يا بني ....اسرع يا حبيبي
اطرق براسه ارضا ثم تحرك باتجاه مجلس والده دون حماس حيث كان يجلس هذا الاخير بكامل هيبته وقال بصوت جهوري قوي
-الم يطلب منك عباس ان تأتيني على الفور ؟
اخذ نفسا عميقا وهمس
-اسف كنت اريد الاطمئنان على امي اولا
طرق بعصاه على الارض بضعة طرقات ببطء وهو يتفحص ولده قبل ان يقول بصرامة
-ارجوا ان تكون قد تعلمت ان لا تعصى اوامر والدك مجددا
لم يجادل و لم يعترض بل قال بمنتهى الهدوء
-تعلمت يا والدي
شدد المنذر على كل حرف قائلا
-لن تطأ قدماك دار شاهين مجددا ..مفهوم ؟
اراد ان يصرخ ان دار شاهين هي المكان الوحيد الذي يشعره بمعنى العائلة بمعنى الحب والترابط بين افرادها ، حتى من يعملون بها يشعرون انهم افراد منها لكنه اجاب
-لن افعل مجددا لكن عندي رجاء يا والدي
-تكلم
-ارجو منك ان لا تضرب والدتي مجددا
صاح به المنذر :
-لا تتدخل فيما لا يخصك يا ولد ، المرأة كالدابة اذا لم تضربها لا تسير
لم يستطع الحفاظ على هدوءه اكثر من ذلك وقال منفعلا
-انها امي يا ابي وليست دابة كما...
لم يجد الفرصة ليكمل كلامه فقد اسكتته صفعة والده الذي احس بلسعة بقلبه عندما رأى الدموع متجمعة بمقلتي عقاب وهو متأكد ان الصفعة ليست ما اوجعه
جلس على كرسيه وحاول تنظيم تنفسه قبل ان يقول بحزم
-لن تذهب مرة اخرى الى دار شاهين و لن تقرب ارضه ...اذهب الان الى لعباس لتتابع تدريبك
استدار عقاب ليغادر المجلس الا ان صوت والده اوقفه ليقول بخفوت
-سأحاول ان اتمالك نفسي مع ضحى .
اجابه بإيماءة و غادر .
عقابه بكره و رجله الصغير الذي يعده ليكون الشيخ من بعده ولهذا يجب ان يقسو عليه كي يشتد و يصير صلبا يكسر ولا يكسر .
كان صقر يجلس على عتبة احد المنازل يشاهد الاطفال يلعبون امامه وصورة والدته بالأمس تتوسل والده الذي كان ينهال عليها بالضرب لا تفارق عينيه ، قاطع شروده احد الاطفال
-صقر تعالى والعب معنا
اتجه الى الطفل وقام بدفع حتى سقط متاوها و انهال عليه بالضرب .
بعد ضرب صقر للطفل الذي تبين انه ابن احد اعضاء المجلس العشائري فقد تم عقابه بحبسه ليلتين بمخزن الحبوب دون طعام و قد ارتضى والد الطفل بهذا الحكم لكن عندما سمع والد الطفل الذي فقعت عينه بالأمر ثار و احس بالظلم ولم يجد من ينجده سوى شخص واحد ، ومن غيره شاهين هو الوحيد الذي ينصر المظلوم حتى لو وضع السيف على رقبته .
انطلق الى مجلس الشيخ ليقابله واستقبله بنبرة تشوبه السخرية
-اهلا بشاهين اخي ابن امي وابي
جلس شاهين دون ان ينتظر الاذن بذلك واضعا ساقا فوق الاخرى و قال بثقة
-لا يرحب بالمرء في داره يا منذر ام انك نسيت
التفت المنذر الى باقي الرجال وقال
-دعونا وحدنا و سنتابع المجلس فور مغادرة ضيفي ..عفوا اقصد اخي
-لا يا منذر دع اعضاء المجلس جالسين فما جئتك من اجل امر شخصي وانما جئت احكم مجلسكم ...العادل
وقال الكلمة الاخيرة باستهزاء
احكم السيطرة على انفعالاته و بأكبر قدر من الثبات قال
-ولما لا يا شاهين هات ما عندك
وقف شاهين موجها كلامه للجميع و ناظرا بعين كل واحد منهم .
-منذ القديم و العرف و الشرع يقول ان السن بالسن والعين بالعين و من اقترف ذنبا يعاقب بما اقترف
تحدث المنذر بنفاذ صبر
-وضح يا شاهين و اختصر
-ما اريد قوله ايها الشيخ ان ابنك الصغير صقر قد فقأ عين ابن سعيد الرجل المسكين و ما كان منك الا ان اعتبرت الامر لعب اطفال دون ان تأخذ له حقه او تعاقب ابنك على ما اقترف .
ضرب المنذر بعصاه على الارض بكل قوة وهب واقفا ليقول بغضب
-هل تريدني ان افقأ عين ابني يا شاهين
-العين بالعين يا ابن امي و ان لم يكن فالدية لأهل الصبي واجبة
تدخل احد الحاضرين وقال بهدوء
-صقر ابن الشيخ مازال صغيرا يا شاهين وهو لم يكن يقصد ما حصل
رد بكل ثبات
-الصغير لابد له من عقاب كي يتعلم و يرتدع و على والده تحمل وزره عدا كون هذا الوالد هو شيخ القرية وسيد العشيرة
صاح به المنذر الذي لم يعد قادرا على كبح غضبه
-تماديت كثيرا يا ابن ابي ولن اسمح لك بالتمادي اكثر
تحدث احد المقربين للمنذر صائحا بشاهين
-اخرج من هنا فانت لست عضوا بالمجلس ولا يحق لك التدخل
اقترب والد الطفل الذي ضربه صقر اخر مرة من المنذر وهمس باذنه
-يا شيخ ارى ان تدفع الدية لأهل الصبي فأخوك راسه اقصى من الصوان وسيسبب لنا بمشاكل نحن بغنى عنها و اظنك تفهمني .
كان المنذر قد وصل الى حده لكنه حكم عقله فالرجل محق لذلك قال محاولا التحدث بهدوء رغم الغضب الذي يعصف به.
-معك حق يا شاهين صقر قد اخطأ وبما اني والده سأحمل وزره و اعاقبه بيدي و دية عين الصبي سأدفعها لأهله.
شعر بالرضا مؤقتا و قرر انه سيحرص بنفسه على تنفيذ القرار
-انتهى ما جئت لأجله يا سادة وسأترككم لمتابعة شؤونكم
بعد انتهاء المجلس صب المنذر جام غضبه على صقر قيده بالشجرة و ظل يجلده حتى انهكت قواه دون ان يهتم لابنه الذي غاب عن الوعي منذ فترة.

***************************
شاهين الطيب المتسامح و المتفهم للغاية ينقلب الى القسوة في لحظة عندما يتعدى احد منهم خطه الاحمر "عهد" يتملكه شيطان ان احدا اخطأ و نداها بضمير المؤنث حتى خولة لم تسلم من غضبه و بمرور الايام ومضي السنون اندثرت حقيقة انها فتاة لتحل محلها حقيقة واحدة رسخها شاهين بذهن كل منهم "عهد ابنه ووريثه"
عاد من رحلته القصيرة بعد غروب الشمس يحمل لفافتين قماشيتين و
دخل الى المنزل ليجد وضاح وعهد كعادتهما يتشاجران على الحصان الخشبي و ميسم الصغيرة طفلة سعاد ذات العام تلعب بجانبهما بدمية من الخيوط صنعتها لها خولة .
التوى ثغره بابتسامة صافية فهؤلاء الصغار قد اعادوا الروح والبهجة للمنزل بعد وفاة جوريته ، ظل واقفا يراقبهم عندما خرجت فريحة من المطبخ قائلة بترحيب
-حمدا لله على سلامتك يا سيد شاهين
ابتسم لها قائلا
-سلمك الله يا فريحة
زادت ابتسامته اتساعا عندما شاهد عهد تتغلب على وضاح و تحتل الحصان الخشبي وتضحك بانتصار
قهقه عاليا واقترب منها ليحملها عاليا
-اصبحت قويا يا عهد
ضحكت عهد لتهتف بطفولية محببة
-انا اقوى من وضاح
قطب وضاح حاجبيه بعبوس وهتف محتجا بطفولية
-بل انا اقوى اليس كذلك يا امي ؟
حملته فريحة و مسحت على ظهره بحنان
-كلاكما قوي يا حبيبي .
مد يده باللفافة الى فريحة قال وهو يداعب عهد
-هذه لوضاح
قالت باستغراب وهي تفتح اللفافة و وتتفحص الى الجلباب البني الجميل
-لكن العيد مازال بعيدا يا سيدي
-انه ليس للعيد فغدا ان شاء الله سيذهب برفقة عهد للكتاب حان الوقت ليبدآ حفظ القرآن .
دون ان تغيب الدهشة عن ملامحها تساءلت
-الا ترى انهما مازالا صغيرين فهما لم يتجاوزا الثالثة بعد
تاوه قليلا بعد جذبت عهد لحيته السوداء و ضحكت عاليا وقال ضاحكا
-انه الوقت المناسب يا فريحة واخبري زوجك اني انا من سيدفع اسبوعية وضاح للفقيه مختار
انحنت تقبل يده بامتنان
اكرمك الله كما تتكرم علينا
سحب شاهين يده قبل ان تقبلها ليقول
-وضاح وعهد اخوة لا تنسي انك من ارضعتهما معا والان خذي الصغيرين ليناما لقد تأخر الوقت و عهد سينام بمخدعي هذه الليلة.


عند شروق اليوم التالي كان عابد يصطحب عهد ووضاح الى الكتاب يرتديان الجلبابان الجديدان حيث سيبقى معهما حتى نهاية الدرس كما طلب منه شاهين واكد عليه ان لا تغيب عهد عن عينيه و يمنعها من اي احتكاك مع اي كان وعندما سأله ان كان الفقيه مختار سيشك بالأمر طمأنه انه تفهم الموضوع و فسره على خوف مبالغ به من شاهين على وحيده الذي جاء الى الدنيا بعد عشر سنوات من الانتظار .
بمرور الايام اثبتت عهد تميزها عن الجميع بسرعة بديهتها و سرعة حفظها وعند عودة شاهين كل مساء ينفرد بها بصومعته يختبر ما تعلمته في اليوم ثم يقرأ لها عدة صفحات من احد الكتب ذات اللغة المبسطة والتي تليق بسنها لتلقي على مسامعه ما فهمته و غالبا ما تكون مصيبة
كان يريدها ان تنهل من كل العلوم والمعارف والحساب وارادها ان تبرع في كل المهارات من ركوب الخيل و استعمال السهام والرماح والسيف وحتى العصا منذ نعومة اظافرها كي يتشد ساعدها ويقوى بأسها وهكذا كانت الصغيرة عهد تقضي يومها ....

وفي احد ايام الشتاء استغل عقاب الذي اصبح شابا قويا له صيت ووزن شمس النهار وجمع العمال لاصلاح الناعورة التي حطمتها العاصفة تحت اشرافه ، واثناء انهماكه بالعمل ندت منه ابتسامة صغيرة عندما تذكر ابن عمه الصغير ذلك الطفل صاحب العينين الواسعتين بلونهما الغريب الذي يصادفه كل يوم وفي نفس الوقت في طريقه الى المسيد( الكتاب )و يتعمد العبث بشعره الكثيف الناعم الذي يغطي جبهته ، تلك الحركة التي تغضب الصغير و تجعله يزمجر بوجهه كقط صغير شرس ، ردة فعله تلك تضحك عقاب وتجعله يتعمد استفزازه كل يوم و اليوم اضحكه اكثر عندما لمحه من بعيد و قطب حاجبيه قبل ان يختبئ بسرعة خلف عابد ضحك بسره وتابع مايفعل
انتهى العمال بنفس الوقت الذي وصل فيه زيد ابن خاله الذي ترجل بعصبية عن جواده وقال بانفعال
-هل علمت ما فعله اخوك هذه المرة ؟
زفر عقاب بصوت عال واشار لاحد الخفر ان يأخذ الحصان وقال
-اخبرني والدي هذا الصباح ، كيف حال غزوان الآن ؟
اجابه بعصبية
-وضعه سيء لن يستطيع السير لشهور طويلة ، والده تركه لدينا امانة حتى عودته من الحج ،سيعود و يجد ابنه طريح الفراش بسبب السيد صقر
وضع كفه على كتف و قال بحزم
-اهدأ يا زيد لا داعي للصراخ ، افهم ان موقف خالي حرج امام صديقه ومعه الف حق و صقر سينال عقابه على فعلته
رد ساخرا وقد كتف ذراعيه امامه
-عقابه لا يزيده سوى عدوانية و اندفاعا
ابعد يد عقاب وتابع بغيظ
-لو كنت حاضرا عندما كان يضرب غزوان بالعصا لحطمتها فوق رأسه و ليعاقبني الشيخ حينها بدلا عنه .
لم يعلق بل اكتفى بالصمت ، فهو نفسه اصبح غير قادر على فهم اخيه الذي يزداد عنفه اتجاه الاخرين بمرور الأيام والمصيبة هي لمحة الانتصار التي يراها بعينيه كلما عاقبه والده بالجلد او الحبس ، وحدها والدتهم التي تستطيع ان تحتوي غضبه و عنفه فيتحول الفتى العنيف الهمجي الى حمل وديع لكن سرعان ما يعود كما كان بل واسوء كلما رأى كدمة او اثار صفع على وجنتها.
************
لشيخ ذو الفقار رغم قسوته و شدته الا انه كان عادلا لا يظلم ولكن الامور بدأت تسوء شيئا فشيئا بعد وفاته و تسلم ولده الاكبر المنذر مكانه واصبح شيخ القرية الجديد فلقد كان واضحا تحيزه و محاباته للوجهاء و السادة على حساب الفقراء والمستضعفين و هذا ما اجج الصراع من جديد بينه و بين اخيه شاهين لكن المشكلة كانت تكمن في جبن و خنوع اولئك المظلومين وعدم دعمهم له كي يساعدهم في اخذ حقهم وامام هذا الوضع كان مجبرا على التراجع والتركيز على تربية عهد وتنشئتها النشأة الصحيحة وقد كان اكثر من فخور عندما ختمت القرآن بسن الثامنة و دمعت عيناه من السعادة وهو يرى الفقيه مختار شيخ الكتاب يلبسها العمامة بيديه ويثني عليها امام جميع الحاضرين للوليمة التي اقامها شاهين وبذلك تكون اصغر من ارتدى عمامة الختم بالقرية و طبعا كان المنذر مغتاظا من هذا فصقر قد بلغ الرابعة عشر و لم يفلح في الختم حتى الان و ابن شاهين الذي ولد البارح تفوق على ولده بل على ولديه فعقاب البكر قد ختم القرآن في سن الثانية عشر
زفر بحنق وهو يستمع لابن عمه الذي يحكي بإعجاب واضح عن الوليمة وعن كرم شاهين وعن ذكاء وفطنة ولده عهد ليقول بحدة عجز عن اخفاءها
-يكفي حديثا بهذه المواضيع التافهة و لنتكلم في المهم
تنحنح حبيب بحرج وسأله مستفهما
-هل تقصد امر الارض القريبة من النهر ؟
حك طرف لحيته بسبابته وتحدث بهدوء
-منصور قد توفاه الله و لم يكن له في الدنيا سوى زوجته وبناته و بما ان البنات لا يرثن اباءهن فالأرض يجب ان تكون لي
-معك حق يا شيخ منذر لكن برأيي ان تعطي مبلغا من المال لأرملته تفاديا لاي قلق قد يحدثه شاهين فيما بعد
صاح به و قد تخلى عن قناعه الهادئ
-وما دخل شاهين او سواه انا الشيخ وانا من يقرر
اقترب حبيب من الشيخ ليجلس بمحاذاته ليقول
-طبعا انت الشيخ وانت صاحب القرار لكن لا يمكننا تجاهل شاهين وانكار الازعاج الذي قد يتسبب به لو علم اننا وضعنا يدنا على الارض هكذا دون حجة
كل يوم يزاد غيظه منه و نقمته عليه وقال من بين اسنانه بصوت خافت
-تبا لشاهين و تبا لليوم الذي ولد فيه
ونظر الى حبيب بطرف عينه مدركا انه معه حق فيما يقول و تابع
-افعل ما تراه مناسبا لكن اريد الارض ان تكون لي اليوم قبل الغد
بعد انصراف ضيفه من مجلسه خرج لفناء المنزل ليجد صقر دخل لتوه عائدا من تدريبه على ركوب الخيل و القتال رفقة عباس بعد ان يقضي صباحه بالأرض يتعلم شؤون الزراعة ويراقب العمل بسبب غياب عقاب الذي ذهب برحلة تجارة الى احدى القرى البعيدة
هدر صوت المنذر كالرعد
-صقر!!!!
التفت له دون ان يتململ من صرخته يحدق به بعينان لا مباليتين وتابع المنذر غاضبا
-الا ترد ايها العاق ام انك اصبت بالصمم
اجاب بلامبالاة
-نعم يا والدي
امسكه بتلابيبه وقال يكز على اسنانه
-ايها الغبي ، العاق انت دائما تتسبب بأحراجي وتجعل ذلك المتبجح يحظى بأفضلية علي تبا لك
سئم حقا من هذه الجملة التي يسمعها منه كل ما ضرب احدهم او قام بعمل متهور و التي دائما ما يقابلها بالتجاهل لكن هذه المرة لم يفعل شيئا منذ بدأ التدريبات وهو ينفس عن غضبه بها
قال وهو ينظر الى يدي والده القابضة على ملابسه
-ماذا فعلت هذه المرة لاستمع لهذه الديباجة من جديد
لم يكن المنذر بحالة تقبل استفزازه خصوصا بعد اجتماعه مع حبيب لذلك دفعه عنه وانهال عليه ضربا بعصاه في الوقت الذي هرولت ضحى فزعة لنجدة ابنها وهي التي كانت واقفة تراقب ما يحدث بصمت بعد سماعها لصوت زوجها ينادي صقر بنبرة لا تبشر بالخير .
وقفت حائلا بينهما وهي تترجى المنذر ليصفح عنه وتتوسله دون ان يأبه لها، ابعدها بعنف و صاح بها
-ابتعدي عني يا امرأة
و رفع عصاه مرة اخرى لينهال بها على صقر لكنها رمت نفسها فوق جسد ولدها لتتلقي الضرب بدلا عنه الغريب في الامر ان لا المنذر توقف ولا صقر حرك ساكنا او ابدى اي ردة فعل لكن باليوم التالي وجد حصان المنذر المفضل ميتا دون ان يعرف احد السبب او الفاعل الذي وقف يراقب بتشفي غضب والده وهو يتحسس اثار ضربه له.

مضت الايام وكل يدور بفلكه الى ان حلت الكارثة على القرية و عم الوباء ، كان شاهين قد سافر كعادته للترويج لسلعه و فور علمه بهذه الطامة انطلق بسرعة عائدا الى القرية هو ورفيق سفره عابد وقلبه يدعو ان تكون عهد بخير هي وباقي اسرته
وصل الى منزله الذي غاب عنه لخمسة عشر يوما ليجد خولة منهارة وتبكي حالها حال الباقين ، وقع قلبه عند قدميه وسألها وهو يكاد يموت قلقا ورعبا
-اين عهد ؟ اصيب بالوباء؟
لم تكن قادرة على الكلام فحالتها قد اجابت بما عجزت عنه لكنه كذب نفسه وهزها بعنف
-تكلمي يا خولة بالله عليك
تركها لتتهاوى على الارض والتفت الى فريحة ، امسكها من معصمها بقوة و صاح هادرا
-اجيبيني يا فريحة عهد اصيب بالوباء
وتابع بصراخ وهو يضغط على جانبي راسه
-بالله عليكن لتتحدث احداكن
تحدثت سعاد بصوت مختنق و وعينان منتفخة بالبكاء
-عهد و وضاح اصيبا يا سيدي كلاهما اصيب بالوباء

searcher likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 06-07-20 الساعة 05:04 PM
وداد ألبوران غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-20, 06:10 PM   #13

ياسمين78

? العضوٌ??? » 433181
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 128
?  نُقآطِيْ » ياسمين78 is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك فصل جميل التفرقة بين الاخوة بتعمل اكتر من هيك مشاكل لكن الولد المتميز و الذكي اهله مش بيميزوه لكن هو ما بيغلط اغلاط كارثية تحتاج عقاب قاهر عليها لكن الغيرة بين الإخوان بتشعلل حتى لو الاهل مش قاصدين منذر اصلا حقود يعني لو ابوهم اصلا ما ميز شاهين. ح يكرهه لتفوق شاهين عليه مع انه البكر و القيادة صارت اله بس حقده وكرهه كبر معه ووبدو ولاده يكونو متله صقر عنف ابوه انعكس عليه وصار يتعامل ويعبر عن غضبه بعنفه للضعفاء ... نشوف شو صار مع عهد و وضاح حاسة وضاح الي حيموت .. تسلم ايدك بانتظار القادم

ياسمين78 غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-20, 06:56 PM   #14

نجلاء الكاشف

? العضوٌ??? » 464263
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » نجلاء الكاشف is on a distinguished road
افتراضي

جميل جداً ورائع احسنت

نجلاء الكاشف غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-20, 07:42 PM   #15

noha 3

? العضوٌ??? » 345538
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » noha 3 is on a distinguished road
افتراضي

جميلة وبداية موفقة

noha 3 غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-20, 09:57 PM   #16

اسراءالرسول

? العضوٌ??? » 444117
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 269
?  نُقآطِيْ » اسراءالرسول is on a distinguished road
افتراضي

بدايه موفقه واحداث جميله وخفيفه للان
بالتوفيق 😘😘😘


اسراءالرسول غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-20, 10:35 PM   #17

maryam ghaith

? العضوٌ??? » 457425
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » maryam ghaith is on a distinguished road
افتراضي

تحفه تحفه جميله الروايه جدا ابدعتى

maryam ghaith غير متواجد حالياً  
قديم 05-07-20, 05:06 AM   #18

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميله جدا سلمت يداكى

جيجي هاني غير متواجد حالياً  
قديم 06-07-20, 02:23 PM   #19

Noor2db

? العضوٌ??? » 409602
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » Noor2db is on a distinguished road
افتراضي

روايه رائعه احسنتي

Noor2db غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 05:50 PM   #20

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
افتراضي الفصل الخامس من عهدي انا

صلو على الحبيب
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

الفصل الخامس


نزل الخبر كالصاعقة عليه صدره يعلو و يهبط بسرعة و غصة بحلقه كمن يبتلع شفرة مسننة توقفت الكلمات في حلقه لا يمكن ان يخسر عهد لا يمكن ان يضيع امله الذي يعيش به هذه المرة سيموت حتما ما ان عثر على صوته حتى سألها بكلمات جاهد كي يجمعها
-اين...اين عهد...اين هما...
ضمت ابنتها ميسم ذات السبع سنوات اليها و همست
-لقد اخذ حضرمي وضاح الى الحكيم اسحاق وعهد بغرفته ، لا نعرف ماذا سنفعل نخاف ان يكتشف...
توقفت عن الحديث فهم لن يستطيعو ان يغامروا بكشف حقيقة عهد ، تجاهل حديثها صعد راكضا الى غرفة ابنته ليجده ممددة على السرير مصفرة الوجه تملأ البقع وجهها و التقرحات تحيط بفمها
اقترب منها بخطوات مرتجفة وقلب يعتصر من الالم ابعد الغطاء عنها وحمل جسدها المشتعل بين يديه غير مبال بالعدوى ، عازما على اخذها الى حكيم القرية
اوقفته خولة ورغم الالم الذي يعتصر قلبها لكنها تخشى على اخيها من يوسم بفضيحة ستتناقلها اجيال واجيال
-اخي لقد خرج السهم من القوس ولايمكننا الوقوف بوجهه ، الطبيب اسحاق اذا علم يحقيقة عهد فالحميع سيكتشف سرنا
اوقفها بحركة من يده
- انا لا آبه بكشف سري ولا بتبعات ذلك ، فليذهب السر الى الجحيم ولتضيع كل ثروتي و لاذهب انا ايضا فداء لصغيرتي المهم هو انقاذها .

على مقربة من منزل الحكيم كان رجال المنذر يضعون اغطية على افواههم وانوفهم ويحملون المرضى ويضعونهم بعربات تابعة للشيخ ، زاد ضم عهد الى صدره واقترب اكثر من المنزل ليجد المنذر مكمما مثل رجاله يتابع الوضع بصمت و حضرمي خارج من عند الحكيم يحمل ابنه ودموعه تتساقط على خديه كالشلال ، نعم ذلك الرجل الضخم قوي البنية صاحب الملامح القاسية يبكي الان على فلذة كبده ، انقبض قلب شاهين اكثر وسأله بخوف واضح
-ما الامر لماذا تحمل وضاح واين يذهب الرجال بباقي المرضى
تطوع المنذر للإجابة و عيناه تشع بشماتة
-الحكيم اسحاق اصيب بالوباء هو الاخر و سنقوم بعزل جميع المصابين بعيدا عن القرية كي نحد من انتشار العدوى ريثما يصل الحكيم الذي ارسلت بطلبه من قرية النوارس
اجابه شاهين بشراسة وحدة
-قرية النوارس تبعد بمسير شهر هل تظن ان وضع المصابين يحتمل كل هذا الوقت
رد المنذر ببرود
-انه الحكيم المتوفر و باقي القرى مصابة ايضا ولن يفرطوا في حكماءهم لأجل عيون مرضانا
رفع شاهين بصره الى السماء وهو يضم لا اراديا عهد اكثر فأكثر
-يارب ..يارب
الانتظار لن يجدي نفعا يجب ان يفعل شيئا ، لن يبقى مكتوف اليدين كي تضيع عهده كما ضاعت جوريته ، اكتست نبرته الحزم ووجه امره لحضرمي
-حضرمي احضر ابنك واتبعني
ظل حضرمي واقفا بمكانه كالتائه غير مصدق ان ابنه الوحيد قد يضيع منه ، قد يأخذه الموت وهو مازال صغيرا بالعاشرة
هتف شاهين بحدة
-حضرمي!!!!
لكن حضرمي المسكين غائب الادراك يبتلعه الخوف داخل هوة سوداء كبيرة ، اقترب منه شاهين وبكل قوته صفعه على خده عله يستفيق و قال يكز على اسنانه
-افق يا رجل وتماسك من اجل وضاح
انتفض المسكين ونظر الى سيده بقلة حيلة الذي تابع بنفس الحزم
-اتبعني بسرعة
وصلا الى المنزل كل حامل فلذة كبده ، صعد شاهين بسرعة الى غرفته يلحق به حضرمي
وضع شاهين عهد على السرير الكبير و اخذ منه وضاح ليضعه بجانب عاهد وهو يقول
-اذهب واغتسل بالكبريت واحرق هذه الملابس و ايضا فراش عهد ووضاح و ملابسهما ، احرق كل شيء
ذهب حضرمي لينفذ ما طلب منه و خرج شاهين من غرفته واقفلها بالمفتاح ثم هبط الى الطابق الارضي وتحدث بصرامة
-لا اريد احد منكم ان يقترب من الطابق العلوي اذا اردت من احدكم شيئا يضعه على درج السلم ويبتعد مفهوم ؟
واستحموا جميعا بالكبريت وانتي يا سعاد خذي ابنتك الى منزلكم ولا تدعيها تقترب من هنا
اقتربت منه خولة لكنه ابتعد بضع خطوات لتقول وقد فقدت السيطرة مجددا على عبراتها
-اخبرني ماذا تنوي يا اخي
قال بغضب وهو يلوح بيديه
-ذلك الوغد المنذر يريد عزل المرضى حتى يحضر الحكيم الذي الله اعلم متى يصل ،و الحمدلله ان المرض لا يفرق بين غني او فقير و الا لكان قدر احرق جميع المصابين المستضعفين
صمت يأخذ انفاسه و يحاول ان يهدئ من ثورته وتابع
-سأحاول ان اجد علاجا لهذا الوباء
-كيف يا اخي كيف ؟ وما ذا ان اصابك مكروه انت الاخر ؟
-قضي الامر يا خولة
سمعوا طرقات على الباب وركض عابد ليتفح بسرعة ، دخل عقاب بخطى مسرةا وهتف منفعلا
-لقد عدت الان من السفر يا عمي و علمت ان عهد اصيب بالوباء
كتم شاهين دموعه وقال
-نعم يا بني انها ارادة الله
احاط عمته بذراعه وربتت هي على صدره واردف بجدية
-ما المطلوب مني يا عمي ، انا مستعد ان افعل اي شيء من اجل ان يشفى عهد
اغمض شاهين عينيه ومسد جبهته يفكر فيما ستكون خطوته التالية قبل ان يقول
-اذهب الى منزل الحكيم واحضر لي جميع الاعشاب و الزيوت التي تجدها ، اي شيء وكل شيء
-سأذهب فورا
رددها عقاب وهو ينطلق الى حيث امره عمه بينما سأل عابد
-واناا ياسيدي ماذا افعل
-انت ابقى قريبا ولا تذهب الى مكان مؤكد سأحتاجك فحضرمي بحالة لا تخولني للاعتماد عليه ، وقع بصر على فريحة المنهارة على الكرسي حالها اسوء من حال زوجها فطفلاها واحد انجبته والاخرى ابنة قلبه سقتها من حليبها وكلاهما يصارع الموت
زفر بعنف وطلب من اخته اناءا مملوءا بالماء البارد
-وضغيه على الدرج اياكي ان تتقتربي من مخدعي يا خولة
القى تحذيره وصعد الى صومعته ومكان خلوته ،حمل كل كتبه الطبية الموجودة هناك وكل قوارير الادوية التي كان قد ركبها من قبل وعاد الى غرفته واقفل على نفسه مع عهد ووضاح يتفحص كليهما ، يحاول ان يفهم الاعراض المتطابقة التي تظهر عليهما
رفع راسه الى السماء وبكل تضرع وتوسل دعا الله ان لا يختبره بعهد فهو حمل لا طاقة له به ولن تكون له به اي طاقة.

من بين الكتب التي بدأ ببحثه فيها كان كتابا حصل عليه من احد المكتبات اثار انتباهه غلافه الغريب الذي اغراه واستفز فضوله لفهم محتواه القديمة و قد اعطاه لصديق يسافر الى الصين برحلات تجارية وطلب منه ان يترجمه له ظنا منه انها كتابة صينية لكن صديقه اخبره انها كتابة قديمة و هذا الكتاب من احدى ممالك الشرق الاقصى التي احرزت تقدما في مجال الطب ووعده ان يترجمه له عند اول زيارة له للشرق و بالفعل وفى الصديق بوعده وها هو ذا شاهين يبحث بالكتاب وكله عزم على ان يجد علاجا به لهذا الوباء الغريب .

بعد ستة ايام لم يذق بها طعم النوم قضاها بالعناية بالطفلين و تركيب الوصفات التي قراها بالكتاب بعد ان وفر له عقاب وعابد كل ما احتاجه من اعشاب ، بداية انخفضت حراتهما تدريجيا كما بدأت البقع بالتلاشي
جلس على طرف الفراش ولسانه لا يتوقف عن الدعاء والذكر وتلاوة القرآن عندما بدأت تتململ وتغمغم بكلمات غير مفهومة ، انتفض شاهين في مكانه واحتوى وجه عهد بين كفيه وقال بنبرة مملوءة بالأمل
-حبيبتي يا اميرة والدك افتحي عينيك الزمرديتين
وكانت تلك اول مرة يخاطبها كفتاة
فتحت عينيها بمشقة و رمشت بهما عدة مرات ، ضمها الى صدره غير مصدق ويقول بانفعال واضح
-الحمدالله يارب لك الحمد ولك الشكر ، عهد يا عمر والدك تحدثي الي
ابعدها عنه قليلا و هتف بلهفة
-بماذا تحسين اخبريني ، تكلمي اسمعيني صوتك الذي اشتقت اليه
تنحنحت قليلا لتجلي حنجرتها وقالت ببطء وصوت متحشرج
-ماء..اريد ماء
التفت يمينا ويسارا وهو يبحث عن ابريق الماء الذي كان امامه ، ارتشفت قليلا ثم اعاد الابريق الى مكانه وعاد يسأله بنفس اللهفة
-هل انت بخير يا عهد اخبريني يا ابنتي طمئني قلب والدك
هزت راسها الذي كانت تشعر انه ثقيل وقالت بصوت خافت
-نعم بخير
اعادها الى احضانها وهو يحس كان روحه التي سلبت منه قد ردت اليه
-تماثلي للشفاء بسرعة واعيدي البهجة للدار مرة اخرى
-ابي
-نعم يا عهدي
قالت بصوت مجهد وببراءة طفولية
-لا اريدك ان تقص شعري ابدا ، اريده كشعر ميسم
دمعت عيناه وهو يهز راسه نافيا بسرعة
-لن افعل يا حبيبتي اعدك بذلك
لم يدركا ان وضاح كان قد افاق ايضا لا يفهم شيئا مما حوله
عادت الفرحة الى المنزل بتماثل الطفلان للشفاء ولم يدخر شاهين جهدا في علاج باقي المصابين و انتشر الخبر بباقي القرى و قد كان له الفضل بعد الله في التخلص من هذا الوباء، وهكذا زادت شهرته كما زاد حب الناس وتقديرهم له وزادت شهرة قرية العدنانيين واصبح التجار يتوافدون عليها من كل حدب وصوب .
اما وضاح فقد اخبر والديه بما سمع و قد شرحا له حجم خطورة افشاء هذا السر على عهد التي هي اخته و شاهين صاحب الفضل عليهم وقد فهم رغم حداثة سنه الوضع جيدا والتزم معهم بالحفاظ على السر وهكذا نشأت رابطة اخوة وصداقة بين الطفلين نادرة من نوعها.


مر الشتاء بقسوته وشح امطاره هذا العام مخلفا خسائر كبيرة واراض جرداء جعلت العديد من الناس يهاجرون من قراهم بحثا عن لقمة العيش وهذا كان حال زبير وزوجته أمانة اللذان حطا الرحال اخيرا بقرية العدناننيين بعدما سمعا انها من بين القرى التي لم تتضرر بموجة الجفاف التي حلت بالبلاد واملهما ان يجدا عملا حلالا يساعدهما على العيش بكرامة
وكما اقتضت العادة فكل غريب ينوي العيش بقرية ما فعليه طلب الاذن من كبيرها ولذلك فقد قصدا مجلس الشيخ منذر
انتظر الزوجان طويلا حتى كلا وملا من الانتظار واوشكت الشمس على الغروب الى ان جاء الفرج اخيرا واستدعاهما الشيخ
دلف زبير بملابسه البسيطة التي تظهر مدى فقره خلفه زوجته الفاتنة امانة التي ما ان وقع عليها نظر المنذر حتى سلبت لبه ، لم يبدو عليه انه كان يستمع لما يقول الزبير فقد كان كل تركيزه مع الحسناء التي امامه ويكاد يقسم ان حسنها وجمالها يفوق جورية التي كان الجميع يتحاكى ببهائها لسنوات وسنوات
حركة خفيفة من العجوز درار عمه نبهته الى حديث الرجل الذي ختم كلامه قائلا
-ونحن يا شيخي نطمع في ان تساعدنا في عمل يوفر لنا لقمة حلال نكسبها بعرق جبيننا وباذن الله سترى منا كل ما يصرك
بعد صمت طويل قال المنذر
-تقضيان ثلاثة ايام في ضيافتنا كما تنص العادات وبعدها لكل حادث حديث
واردف بنبرة غامضة وعيناه على الزوجة التي تخفض رأسها باجترام
-وانا واثق انني سارى ما يسرني....
مرت الايام الثلاثة استضافهما الشيخ في مضافته الخاصة ، حظي الزوجان فيها بكل ما تشتهيه الانفس من طعام وشراب وملابس جميلة و ثمينة وقد كانا في كل يوم يحمدان الله على حسن اختيارهما لهذه القرية ويدعوان لشيخها الكريم
وباليوم الرابع استدعى المنذر الزبير بمفرده ، دلف الزبير الى المجاس وقد تغيرت هيئته واصبح بملابسه الجديدة كأنه احد السادة
-اجلس يا زبير
-استغفر الله يا شيخ، لا يجوز في حضورك
-قلت لك اجلس
جلس الزببر على مقربة منه على الكرسي الذي اشار له المنذر الذي لم يضيع الوقت ودخل في صلب الموضوع
-لن الف وادور فانا رجل واضح وصريح
رفع الزبير نظراته للمنذر منتبها لماسيقوله الشيخ وقد اعلمه حدسه انه ابدا لن يروقه
-اريد منك ان تطلق زوجتك
انتفض الرجل واقفا مندهشا مصدوما
-ولما اطلقها وانا لم ارى منها الا كل خير
ابتسامة شريرة احتلت وجهه ليقول ببرود
-لانني اريدها... اريد ان اتزوجها
وكأن الزببر المسكين قد تلقى صفعة تكاد تذهب صوابه ، تهاوى على الكرسي يسأل
-ماذا تقول يا شيخ ؟... انت تريد الزواج من زوجتي
رد المنذر ببرود وببديهية
-بعد ان تطلقها طبعا...
يتبع...
اتمنى يكون الفصل قد نال اعجابكم

searcher likes this.

وداد ألبوران غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.