15-07-20, 06:12 PM
| #35 | ||||
|  الفصل السابع من عهدي انا اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الفصل السابع : اخذه فكره لأول يوم داست قدماه هذا المكان المعزول والبعيد كل البعد عن باقي القرى ، لا يمر به مسافر ولا عابر سبيل، تحده الجبال من ثلاث جهات ، اتخذه وطنا وسكنا له هو واسرته الصغيرة بعد ان طردوا من قريتهم ظلما وعدوانا ومع الوقت انضم له العشرات والعشرات ممن هم على شاكلته من منبوذين ومظلومين وارتأى ان رد الظلم بالظلم هو عين العدل وكانت هذه البداية فبعد سنوات تحول من الرجل المسكين المغلوب على امره الى زعيم لأكبر عصابة من قطاع الطرق ، يحسب لها اي مسافر واي قافلة الف حساب . تشرذمت افكاره عند دخول اخيه الاصغر وساعده الايمن مصطفة ، الذي وضع بضع صرر من النقود على الطاولة قائلا وهو يلتقط انفاسه -غلة الليلة يا زعيم قلب هذا الاخير الصرر وتساءل بغير رضى -هل هذا كل ما غنمتموه فقط وضع جرة الماء التي كان يرتشف منها وبللت عنقه وصدره واجاب وهو يمسح قطرات الماء عن لحيته -السيل هذا العام دمر العديد من الطرق مما سبب شح القوافل وندرة المسافرين من التجار توقف مصطفى عن الحديث يطالع اخاه بنظرات مترددة لم تخفى عن الزعيم الذي قال وهو يعد النقود -بحلقك حديث يا مصطفى، انطقه قبل ان تختنق به تنحنح مصعب يجلي حنجرته ويجلي توتره من ثورة اخيه بسبب ما سيقول لكن لا مناص فالأوضاع سيئة وهو يخشى من تذمر الرجال ان يتحول لتمرد -اقول يا اخي لو نرابط عند مضارب قرية العدنانيين ، انها من اغنى القرى واكثرها فيضا بالخيرات وتجارها من... -قلت لا هدر الزعيم مانعا اخاه من الاستفاضة في الكلام وتابع بحزم -لن تتعرضوا للقرية ولا لاحد منها ، لا انت ولا اي من رجالك والا ...ان تعرف -لكن يا أخي -انتهينا يا مصطفى واياك ان تعيد الحديث في هذا الشأن مرة اخرى....قل للرجال ان يستعدوا عند الفجر واخبرهم اني سأكون على رأسهم تهللت اسارير مصطفى فمشاركة اخيهم تعني عودتهم بالغنائم الوفيرة وسأله بوجه مستبشر -هل وصلتك اي اخبار هز رأسه بنعم -قافلة من فارس محملة بأغلى واثمن البضائع ، لكن لا تخبر رجالك بشيء قل لهم ان ينالوا قسطا من الراحة كي نخرج فجرا -امرك يا اخي . ***************** -اخيرا هل هلالك يا حبيب ، طالت غيبتك هذه المرة هتف بها المنذر مستقبلا حبيب ابن عمومته وصديقه المقرب الذي غاب عن مجلسهم شهرا كاملا بعد زواجه للمرة الرابعة وهذه المرة من فتاة بعمر الخامسة عشر ضحك احد الرجال الحاضرين واضاف -لابد انه لم يستطع ترك حضن العروس الجديدة نفش ريشه وجلس متبخترا يمسح على شاربه قائلا بزهو -ومن منا يستطيع ترك العسل بعد تذوقه قال المنذر من بين قهقهته -انت لم تتذوق العسل بل غرفت منه حتى التخمة يا رجل تعالت ضحكات الحاضرين قبل ان يغمز حبيب للمنذر ويهمس -ما رأيك ان تحذو حذوي يا ابا عقاب ، لقد طال صيامك عن العسل وجاء وقت الافطار تكدر مزاجه وتجهمت ملامحه ، هو كره صنف النساء رحيل سيدة النساء في عينه الذي انتحرت فيه امانة ، المرأة الوحيدة التي دق قلبه لها لكنه كرهته للحد الذي فضلت فيه الموت على ان تكون معه ، كان قاسيا معها لا ينكر وقد ندم ونوى مصالحتها فور عودته لكنها كانت قد فارقته وفارقت الحياة كلها وهو من بعدها لم يقرب امرأة قط ، حتى زوجته ضحى هجر فراشها منذ ذلك اليوم حتى وفاتها . ضرب بعصاه الارض بقوة قاطعا ضحكات الاخرين واحاديثهم الجانبية ليقول بنبرة بالغة الجدية -كفانا كلام فارغ ولنلتفت لما عقد المجلس من اجله . ********************** عندما وصل الى ساحة القرية شردت عيناه السوداوان ناحية عمه الذي كان يسير مع خادمه ذو الذراع الواحدة وكأنهما صديقان ولاحظ ذلك العجوز الفقير يقترب منهما بجلبابه الرث المرقع وعمه يسلم عليه بكل تواضع و بسمته المعهودة لا تفارق شفتيه ، ويمد يده الى جيب جلبابه ويخرج شيئا ما يقدمه للعجوز الذي انحنى على يد شاهين يقبلها قبل ان يسحبها هذا الاخير ويربت على ذراعه. كثير من الاحيان تمنى لو كان شاهين هو والده مؤكد حاله كانت ستختلف عن حاله الان يستمر بمتابعة عمه عن بعد ويعود بذاكرته الى يوم عزاء والدته بينما الجميع يلتف حول والده واخيه منهم من يؤدي الواجب ومنهم من يتملقهما بينما يقف بزاوية بعيدة بمفرده كالمنبوذ يراقب المشهد بعينين متحجرتين تخفيان كمد قلبه والوحيد الذي احس بهذا الكمد كان شاهين. يد قوية حطت على كتفه التفت يناظر صاحبه رافعا حاجبه الكث ، سرعان ما لانت نظرته الصقرية عندما قابله وجه عقاب الذي قال -حالك لا يعجبني يا اخي ضحك كمن القيت طرفة على مسامعه ليقول والابتسامة مازالت عالقة على شفتيه -ومن بهذه القرية كلها يعجبه حالي يا عقاب. لكنه استرسل متسائلا وقد غاب المزاح عن نبرته واكتست بحزن لا يحسه سواه -اجبني يا عقاب ، لو كنت انا ابنا لشاهين بدلا عن عهد اما كان حالي سيختلف حتما لم يخفي دهشته رغم انه نفسه تمنى لو كان شاهين هو والده -هل تغار من عهد يا صقر ، اهذا سبب تعنتك معه كلما تواجهتما ؟ هو حقا يغار من ذلك الصغير الذي يحظى بكل ما يجب ان يحظى به هو واخيه وهم اولاد الشيخ لكنه اختار الصمت بينما اضاف عقاب -لا تنسى ان عهد رغم كل شيء فقد والدته وحرم حنانها وعمره دقائق -حرم من ام واحدة و حظي باثنتين تتنافسان في الاغداق عليه بالحب والحنان ، ام انك لا ترى عمتك كيف تود لو تحمله بين رموش عينيها كلما اجبرتني على زيارتهم نظر له عقاب بتدقيق وقال بتشكك -اخشى اني استشف نبرة الحقد من حديثك هذا كز على اسنانه و كور قبضته ورد بإقرار لم يجد بدا منه -نعم احقد عليه ، بل اكرهه واتمنى لو اني احطم رأسه وار قبضة عقاب القوية على ذراع صقر اوقفت حديثه وهمس له بخفوت خطر -اسمعني جيدا يا ابن امي ، انت اخي الوحيد وحبي لك لا جدال فيه وانت تعرف اني اقف ضد الكل معك ظالما او مظلوما ، لكن ان كنت تظن ان عهد كغيره فانت واهم ، لو مسسته باي سوء مهما كان بسيطا فستجدني اول من يقف في وجهك نفض صقر يد اخيه عنه وقال بنفس الخفوت -تهديدك هذا لا يخيفني وان كنت اكف اذاي عنه فهو من اجل عمي فقط ...تذكر عمي فقط وسار مبتعدا قبل ان يعمي الغضب عينيه اكثر محدثا نفسه ....حتى انت يا عقاب. ************************************************** بعد انتهت من تخزين الزيت بالمخزن تمهيدا لتسليمه للتاجر صباح غد و تفقدها سير العمل بدكاكين والدها ومراجعة حصيلة البيع لذلك اليوم ، كانت بطريقها للمنزل مساءا تسحب عنتر وراءها -مساء الخير يا عهد التفتت الى مصدر الصوت وابتسمت بإجهاد سرعان ما نفضته عنها وعيناها مسلطة على ذلك الطبق المغطى الذي يحمله تود لو تخترقه لتعرف محتواه ، عهد يا عهد يبقى الطعام نقطة ضعفها مع انه لا يظهر عليها -اقتربت منه و اتسعت ابتسامتها وقالت بحميمية مبالغ فيها دون ان تزيح نظرها عما يحمل -اهلا يا يزيد كيف حالك يا صديقي اين اطلت الغيبة ؟ اجاب بتذمر -انت تعرف سيدي حبيب يثقل علي بالعمل و المهام ولا اجد الوقت لحك رأسي ، ليتني كنت اعمل لدى والدك على الاقل هو شخص مراعي ومتفهم قهقهت عهد وهي تضرب على ظهره -ولما تحك راسك وتزعج جيوش القمل المعششة به ثم انك لو عملت لدى والدي سيفرض عليك الاستحمام وهو امر لا تحبذه قال بعبوس وهو يتجاوزها ليغادر -سامحك الله ، وداعا اسرعت بمسكه من ذراعه وسالته متلهفة -انتظر يا رجل ، ما ذا يوجد بهذا الاناء ؟ -انها فطائر بالعسل و الجوز ارسلتها معي زوجة سيدي لابنتها سال لعابها كم تعشق الفطائر وخاصة هذه التي بالعسل و الجوز وابتسمت بخبث لتردف -ما رايك ان تبيعني ايها وتخبر سيدتك انها وقعت منك بالوحل ؟ ابعد عنها الطبق الذي تحاول الوصول اليه ليقول -لا يا اخي ستوبخني و ربما تضربني ، لا.. لا اريد لا لن تسمح ان تفلت منها تلك الفطائر الشهية و لحقت به لتشده ذراعه مرة اخرى -هي تضربك في جميع الاحوال كل ليلة يا يزيد ، اليس من الافضل ان تضربك وبجيبك خمس قطع نقدية. ورفعت اصابعها الخمسة امام عينيه واضافت لتحرك مواطن الطمع لديه -خمس قطع كلها لك وحدك لم تحتج ان تضيف اكثر ليهتف متلهفا وهو يمد لها الطبق -معك حق انا موافق . ******************************** وهذه البذور التي احضرتها تفيد عسر الام المعدة بغليها مع اوراق الليمون رددتها ميسم وهي تخرج الاعشاب من السلة وتضعها على الطاولة امام شاهين الذي قال ببشاشة: -احسنت يا ابنتي انت تبلين حسنا و عما قريب ستصبحين امهر من اسحاق الحكيم شعور جيد انتابها بعد اطراء شاهين الذي لم يرفض طلبها بتعلم طب الاعشاب بل على العكس علمها ايضا القراءة واعارها عدة كتب تفيدها في ذلك وقالت بامتنان -كله بفضلك يا عمي واردفت وهي تضع امامه عشبة اخرى -اما هذه فهي تفيد المرضعة وتزيد من حليبها اخذ تلك العشبة يتفحصها وسألها -من اين اتيت بهذه النبتة -من التل الكبير ، انها تشبه تلك التي اريتها لي بالأمس تلك اوراقها اقصر ومصفرة قليلا ، ثم اني اخبرتك انها تنمو على ضفاف النهر لماذا ذهبت حتى التل الكبير لتجلبي هذه الاعشاب السامة اخذتها افكارها لذلك اليوم الذي ذهبت فيه صباحا الى جانب النهر تجمع الاعشاب والنباتات الطبية لتتفاجأ بشخص يعدو بسرعة مخيفة ويرمي نفسه بالنهر ، ظنته مجنون يريد قتل نفسه ، رمت سلتها واوشكت على العدو لاحضار النجدة لكنها توقفت فاغرة فاها وهي ترى هذا المجنون يشق المياه الباردة برودة الثلج بذراعيه ويسبح عكس التيار الهادر . انزوت بمكان مخفي وتابعت مراقبته بفضول شديد عندما تعرفت هويته ، وهو مستمر بالسباحة كانه وحده في هذا الكون حتى انهكت قواه . لتتحول الصدفة الى عادة ، كل يوم في نفس الوقت وفي نفس المكان تنتظره دون ميعاد ، يوم يتكرر المشهد وايام لا تلمح طيفه وتحول الفضول مع الايام الى شعور لم تعد قادرة على تفسيره وباتت تتقصى اخباره وترهف السمع اذا ما جاء طاريه على لسان احد عائلتها بل وحتى تلتمس له من الاعذار سبعينا اذا وصلها عنه احد افعاله المتهورة حتى جاء ذلك اليوم الذي حدث به ما لم يكن بالحسبان انتزعها من هوة افكارها نداء شاهين لها -يبدو انك متعبة فلنؤجل درس اليوم الى يوم اخر ردت بايماءة وبدأت تلملم اعشابها لتعيدها الى السلة عندما طرقت سعاد الباب الموارب واطلت برأسها عبره -عذرا سيد شاهين على المقاطعة ، كنت اريد ميسم ان تساعدني قليلا -انتهينا على اية حال . ******************************** في طريقه للحانة الموجودة بالقرية المجاورة فوالده يسير على نهج جده ويمنع بيع الخمر في القرية لاحظ تجمعا كبيرا بعض الشيء وصوت الموسيقى يصدح ، اقترب من ذلك الجمع بفضول ، وازاح بعض الاشخاص عن طريقه حتى صار بالمقدمة ، ليجد مجموعة من الغجريات الراقصات. كانت نظراته الصقرية ثابتة عليها وحدها رغم انها لم تكن ترقص كزميلاتها الاتي لم يثرن اهتمامه رغم جمالهن وتمايلهن المثير ; وانما فقط تدق على الدف و عيناها تجول على وجوه الرجال المحدقين بالأجساد الراقصة كانت اجملهن بشعرها الاسود الفاحم والذي ينساب على ظهرها بتموجات عابثة ترتدي فستانا ضيقا بفتحة صدر واسعة وكتفين سمراوين عاريين لكن ليس هذا ما جذبه لها بل تلك النظرة الماكرة بعينيها البنيتين و اللتان زادهما الكحل العربي اتساعا وجمالا ،حدث نفسه وهو يكتف ذراعيه امامه "لم اكن اظن ان الغجريات شهيات هكذا" وتراقصت على شفتيه ضحكة شيطانية ، قامت حاملة دفها لتجمع ما يجود به المتفرجين وعندما اقتربت منه طالعها بنظرات ساخرة وتحرك مبتعدا اقتربت صديقتها وهي ترقص وقالت بغيظ رغم ابتسامتها الصفراء التي تلقيها بوجوه المتابعين -ظننته سيدفع اكثر من الجميع من مظهره المهيب وملابسه الثمينة كانت هي ايضا مغتاظة ليس بسبب انه لم يدفع فقط بل ايضا بسب بنظرته تلك لتجيب صديقتها بهمس -لا تقلقي سيدفع وسيدفع اضعافا غير صقر رايه وقرر ان يعد الى منزله الذي استقل به بنفسه بعيدا عن والده و عن ابنه المدلل عقاب ويؤجل ذهابه الى الحانة بوقت اخر صفق الباب بقوة حتى اهتزت فرائس تلك المسكين المقيدة اسفل السرير، وجهها تعلوه جميع الالوان و جسدها بالتأكيد ليس افضل حالا . انحنى اليها وبدأ بفك قيودها وبعد انتهى غرز اظافره بذراعها لتقف ثم وقال بنبرة قاسية اعتادتها منه وهو يمد يده بكيس مليء بالنقود -خذي هذا المال وارحلي بعيدا اقسم انني ان لمحت طيفك بالقرية او علم احد ما كان بيننا سأدفنك وانت حية ثم دفعها عنه لتسقط ارضا لتبكي بذل على حلمها الذي تحول كابوسا وسعادة انها انتهت من هذا الكابوس وخرجت لتنفذ بجلدها. اما هو فارتمى على السرير وقال بفحيح كالافعى -اصبح مكانك جاهزا ايتها الغجرية. ************************************ دلفت عهد الى المنزل تحمل الصحن الفارغ بعد ان اجهزت على كل مابه من فطائر تهتف -السلام عليكم يا اهل الدار ردت خولة ببشاشة -وعليكم السلام يا نور الدار ونور عيوني انتبهت لما تحمل بيدها وسالتها -ماهذا الذي بيدك يا عهد تجشأت ورفعته امام عين عمتها -انه صحن اشتريته يا عمتي خديه -وهل تباع الصحون متسخة غمزتها عهد وقبلت راسها -تظاهري انك صدقتني يا عمتي الجميلة -هيا ادخل لوالدك الى صومعتك لقد طلب ان ارسلك له فور وصولك توجهت اليه متجاهلة ميسم التي كانت خارجة مع امها والقت التحية فقط على الخالة سعاد . قبلت يد والدها ووضعت امامه غلة الدكاكين هذا اليوم ، استغربت صمته وسالته بقلق -خيرا يا ابي ، اراك على غير ما يرام بنبرة صارمة قلما تسمعها منه -اسمع يا عهد ، مهما حدث ومهما سيحدث تذكر دائما ان صقر وعقاب ابني عمك و دماء واحدة تجري بأجسادكم انتم الثلاثة ولا اريد اي نزاع بينك وبين احدهما وخاصة صقر ، مفهوم ؟ اطرقت براسها ارضا وقالت مقرة -مؤكد قد بلغك ما جرى بالمعصرة وافهم ما ترمي اليه يا ابي واعترف اني اخطأت وقد اعتذرت من عقاب -اعرف ان لصقر افعالا هوجاء تستفز ايا كان وتخرجه عن طوره لكن انت بالذات لست ايا كان يا عهد ، حكم عقلك قبل ذراعك و تذكر انه ابن عمك من لحمك ودمك -حاضر يا ابي ، اعدك ان لا يتكرر ما حدث هذا اليوم ربت على كتفها واثقا في وعدها . الليلة هي ليلة ضرتها وقد اقسمت انها ستكون الاخيرة وحتما ستكون فهي قد نفذت كل تعليمات ام مسعود بالحرف وبقي فقط خطوة واحدة امسكت جلباب عقاب وجلباب ردينة ضرتها وعقدتهما معا ورمته بكانون النار بعد ان رشت عليهما بضع قطرات من قارورة ام مسعود . ها قد انتهت وكل ما عليها الان سوى ان تنتظر ، لكن من اين لها الصبر للانتظار ، فهي بين الفينة والاخرى تتسلل من مخدعها الى مخدع ردينة وترهف السمع علها تسمع شجارا او صراخ لكن لاشيء حتى ملت و قررت ان تعود غدا لام مسعود تخبرها ان سحرها كحليب الاتان لا ينفع ولا يضر. مع اول خيوط الشمس التي لاحت على منزل الشيخ ، استيقظ على صوت زوجته الثانية ردينة -عقاب هيا افق لقد جهزت لك الماء الساخن لتتوضأ تقلب في سريره وقد شعر بثقل يجثم على صدره يكاد يخنق انفاسه ، فتح عينيه وبعد ان رمش عدة مرات هب من مكانه كمن لدغته عقرب يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وقد تحول وجه زوجته في عينيه الى وجه بشع دميم يشبه الضفدع فر من الغرفة حاف القدمين عار الصدر يبسمل ويستعيذ من الشيطان تاركا المسكينة تنظر في اثره بذهول. ************************************ لم تطق سندس صبرا وجاءت قبل المتسولة وابنتها مع اشراق الشمس الى منزل صديقتها لتبشرها بما سمعت ادخلتها ميسم الى غرفتها واغلقت الباب -عساه خيرا يا ابنة الفقيه بسعادة حقيقية هتفت سندس -كل الخير يا عزيزتي ، كل الخير ، اوليس تحقيق حلمك هو خير يا بنت -اي حلم هذا ؟ ماذا تقصدين اعتدلت في جلستها على السرير وربعت قدميها و وقالت بغبطة -اخي سليم تغلمين انه يعمل بخان السيد تمام بحنق صاحت بها -وما دخلي انا بأخيك واين يعمل لكزتها برفق في جنبها وانبتها -اسمعي ولا تقاطعيني -لقد سمع اخي سليم راشد ابن السيد تمام يحدث زيد صدفة عنك -عني ؟؟؟ -نعن لقد اخبره ان سيتقدم لخطبتك فور رجوع والده من رحلته ضمت كفيها بتأمل وبعينين تلمعان -اخير يا صديقتي ستتزوجين من ابن احد السادة وسيتحقق حلمك وتعيشين بسعادة كما تتمنين اكفهر وجه ميسم وتعالت انفاسها وبدأت تسير ذهابا وجيئة بالغرفة استغربت سندس حالتها تلك فهي يجب ان تكون سعيدة - وما ردة فعلك هذه يا ميسم ، ظننتك سترقصين فرحا عاودت هذه الاخيرة الجلوس وقالت -انا لست موافقة على راشد -لماذا ، اليس غنيا ووالده من السادة ولديهم خان واراض ماذا تريدين اكثر لم تجد ميسم كلاما ترد به فاكتفت بالصمت ، لتسترسل الاخرى وقد خمنت سبب تكدرها -ام انك تحبين شخصا اخر وتخفين الامر عني غصة استحكمت حلقها -اه لو تعلمين يا سندس ، ليس عنك فقط بل عن الكل ، حتى هو اكتم عنه حبي ضمتها الى صدرها وهمست بشرود الكتمان سم العشق يا ميسم لكنه سم لا يقتل وانما يعذب ، يعذبك كل ما رأيت من تحبينه وانت غير قادرة على محادثته ، على مناداته باسمه بل حتى على رمي السلام ، يعذبك وانت تتخيلينه مع اخرى غيرك ولو كانت حلاله ، يعذبك خوفك ان تكوني لسواه ان الكتمان عذاب لا اذاقه الله لقلب محب سالت دموع ميسم وكأن صديقتها تصف بدقة ما تحمله في قلبها لابن المنذر و ياويلها من المنذر وولده من هذا العشق الذي لا تملك له الا الكتمان فلو باحت به فلن يجر عليها سوى الوبال -اخبريني عنه ، من هو فلربما استطيع مساعدتك اسم جعل ادراك سندس يتوقف واعينها تتسع وهي تسمعه يخرج من فاه رفيقة طفولتها -صقر ابن المنذر. يتبع.... شكرا لكل البنات على تعليقاتهن وكلماتهن الجميلة واعتذر عن عدم الرد لاني مازلت جديدة بالمنتدى ولازلت لا احسن التعامل معه ارجو ان تنال احداث الفصل اعجابكن | ||||
|
|
15-07-20, 10:46 PM
| #40 | ||||
|  لو سمحت ليه مافيه صفحة أولى مرجعية ب أرقام الفصول بدل ما نبحث بين الصفحات اذا دخلنا ع المنتدى مباشرة لانه مش دايما بقدر ادخل من الفيس لانه بيضيع المنشور ازا ما شفناه فورا او أجلنا القراءة لوقت تاني وشكرا الك  | ||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
352Likes
العرض العادي
