آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree352Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-21, 08:41 PM   #431

حناان محمد

? العضوٌ??? » 373975
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 516
?  نُقآطِيْ » حناان محمد is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يارب النهاردة وداد تظهر وطمنا عليها




حناان محمد غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-21, 12:47 AM   #432

ali.saad
 
الصورة الرمزية ali.saad

? العضوٌ??? » 334068
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 490
?  نُقآطِيْ » ali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم عسى المانع خير طولتي الغيبة علينا سلامات أن شاء

ali.saad غير متواجد حالياً  
قديم 26-02-21, 12:56 PM   #433

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 01-03-22, 02:01 PM   #434

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
افتراضي عهدي انا الفصل التاسع والعشرين

اتمنى تكونو في تمام الصحة والعافية عدنا بعد انقطاع طويل لظروف خارجة عن ارادتي لاستانف معكم فصول عهدي انا .

وقفت وسط ذلك الجناح الفخم الذي يختلف ولا يقل فخامة عن المنزل الكبير الذي احضرها له مصعب والذي بتواجد في هذه البقعة المنعزلة من الجبل اضافة الى بعض المنازل المتوسطة الحجم .
لم تتأثر بمظاهر الثراء والفخامة حولها ، كل ما كان يشغل بالها في تلك اللحظة هل اخطأت بمرافقة هذا الرجل الى هنا ...سخرت من نفسها وكأنها كانت تملك مكانا اخر تذهب اليه
شددت قبضتيها الواهنتين على العكاز الذي باتت تستعمله لتتحرك ونظرت نظرات قوية لمصعب لا تعكس خوفها و قلقها قائلة
_كنت اظنك تاجرا لم تبدو ابدا انك لص و قاطع طريق
لم يأخذ جملتها على محمل الاهانة ، بل ابتسم قائلا بهدوء
_يبدو اننا لدينا قاسم مشترك

تراجعت خطوتين للوراء في الوقت الذي اقترب مصعب خطوة منها مضيفا وهو يمد لها مفتاحا يحاول بثها اكبر قدر من الطمأنينة
-تستطيعين المكوث هنا قدر ما شئت و تأكدي انك ستكونين ضيفة معززة مكرمة يا نيران ، وهذا المفتاح لتغلقي على نفسك باب الجناح لتكوني اكثر اطمئنانا
وزعت انظارها بين يده الممدودة و الباب وقالت بتهكم
_وهل هذا الباب سيحميني منك اذا اردت بي سوءا
نظر لها مطولا ووخزة الم تنخز صدره لحالتها تلك و شعور بالغضب يعصف كيانه ممن فعل بها هذا ويقسم انه سيقتص لها ، كان رأسه مليئا بالأسئلة التي تحتاج لأجوبة منها لكنه لن يضغط عليها الان ، نحى كلا الشعورين ليجيب
_انت اخر شخص في الدنيا افكر في اذيته يا نيران
رغم دفء نظراته و نبرته الهادئة لم تتسلل الراحة لقلبها وظلت ترمقه بتوجس وهو يضع المفتاح على طاولة دائرية تفصل بينهما وقال وهو يهم بالمغادرة
_سارسل لك احدى الخادمات بالطعام و لتساعدك على الاستحمام وتغيير ملابسك .
انتظر
هتفت بها فتوقف عند عتبة الباب والتفت اليها متسائلا
_لماذا احضرتني الى هنا ؟ مالذي تريده مني ؟
لماذا احضرها الى هنا وهو عالم بما سيلاقيه على يد اخيه بسبب فعلته هذه ؟ كل ما يعرفه ان رؤيتها في القافلة دون سابق انذار ، اعادت لقلبه النبض الذي فارقه ولم يكن مستعدا ليغامر بابتعادها عنه مجددا .
لم يرد على سؤالها بل اغلق الباب خلفه دون كلام .

في الخارج كانت زوجة اخيه تنتظره بقلق وحدسها ينبئها ان مصيبة ستحط على رؤوسهم ، فور ان راته هرعت اليه تسأله بلهفة
-ماذا حصل يا مصعب ،أين هلال و الآخرون و من تلك الفتاة التي جاءت معك
رد بلهجة تسمعها منه لأول مرة ردا لم تتوقعه ولم يخطر في بالها
-انها الفتاة التي احب يا امي
-مصعب !!!!!
صيحة الزعيم جعلت فرائسها ترتعد فسألت بذعر مصعب الذي كان قد هيأ نفسه لما سيلاقيه من أخيه
-مالذي فعلته يا مصعب ؟
اجب بثبات بالرغم من الخوف مما هو قادم
-فعلت ما توجب علي فعله
لم تفهم قصده لكنها جذبته من يده تهتف بقلق و عيناها معلقتان بالمدخل
- لا يهم ، ستخبرني لاحقا ، يجب ان تختفي الان حتى تمر فورة غضب هلال
لم يمهلها هذا الاخير لتمم جملتها فقد دخل كالإعصار يطيح بكل ما أمامه و هوى بصفعة قوية على خد مصعب
-أيها الوغد الغبي
اراد معاجلته بصفعة اخرى لكن ريحانة حالت بجسدها بينهما و صاحت بتوسل
-بالله عليك يا هلال لا تضربه
ازاحها من امامه بخشونة وامسك اخاه من تلابيبه وتحدث من بين اسنانه
-اناديك وتتجاهلني ، وتنزع لثامك ونحن في الغزو و فوق هذا وذاك تحضر غريبة الى مخبئنا ضاربا عرض الحائط بكل قوانيني
بشجاعة او غباء قال مصعب
-ليست غريبة، هذه الفتاة ستكون زوجتي يا اخي
لكمه بقوة لكمة فجرت الدماء من انفه على اثرها ثم صرخ هادرا
-رعد !!! عقيق !!!!
دخل رعد معه رجل يماثله في الضخامة والقوة فقال الزعيم امرا
-هل جمعتم الرجال في الساحة
اجابا بنعم ورعد يختلس النظر بشفقة لصديقه ، في تلك اللحظة جاءت جورية التي كانت تراقب ما يحدث بصدمة وركعت عند قدمي والدها و قد ايقنت ما ينوي فعله بعمها
-سامحه يا أبي اتوسل اليك ان تسامحه
نظر لابنته احب الناس الى قلبه والتي لو طلبت نجمة من السماء لفعل المستحيل ليحضرها لها ، لكن الا هذا الطلب فما فعله مس هيبته امام رجال ، وكل شيء الا ان تمس هيبة الزعيم
-ريحانة خذي ابنتك واختفيا من أمامي
قالها بهدوء ما قبل العاصفة بعدما استل سوطه المعلق في الحائط ، قبل ان يأمر رجليه بأخذ مصعب و يخرج
هتفت ريحانة من بين دموعها
-لماذا يا بني فعلت بنفسك هذا
اما جورية فتمسكت به لتمنع الرجلين من اخذه وهي تنتحب، بينما رعد اوشك هو ايضا على البكاء وهو يقول بصوت خفيض
-ايها الغبي ، هل تستحق تلك الغجرية ان تهلك من اجلها
_صدقني تستحق و اكثر

******************
انهي الحكيم إسحاق فحصه للشيخ فهب اليه عقاب يسأله بقلق كبير
ما به أبي يا حكيم
تحدث وهو يخرج بضع قوارير زجاجية صغيرة من حقيبته الجلدية
ـ الشيخ يحتاج الى الراحة يا سيد عقاب ، انه في سن لم يعد يسمح له بان يثقل كاهله بمشاكل القرية ومشاغلها
نظر الى المنذر الذي بدأ يستعيد وعيه قبل ان يسأل الحكيم
ـ لكنه سيكون بخير ، اليس كذلك
ـ إن شاء الله
تحرك صوب والده تاركا الحكيم يجهز الدواء وانحنى يقبل كتفه
ـ اخفتني عليك يا ابا عقاب
قال المنذر بصوت متحشرج متعب و هو يحاول النهوض
ـ المجلس...سيعقد ..يجب ان اكون ...
منعه ابنه من النهوض برفق
ـ لن تذهب الى اي مكان يا أبي ، يجب ان ترتاح ، جلسة المجلس سأطلب من العم عباس ان يخبر السادة بتأجيلها
امسك المنذر بيده وقال
ـ لا تؤجلها ، ترأسها أنت يا عقاب
ربت على يده الممسكة به و مال يقبلها
ـ أمرك يا شيخ
ناول الحكيم كأس الدواء التي أعدها لعقاب الذي أسند والده ليشرب ما بها ، ثم ساعده ليستلقي مجددا...والتفت بعدها للحكيم قائلا
اريد منك ان تبقى الى جانب الشيخ هذه الليلة يا حكيم
هز رأسه موافقا بينما اتجه عقاب الى الخارج حيث كانت زوجتاه وحماه ينتظرون بقلق وكانت ردينة أول من سأله بعيون دامعة
-كيف حال عمي يا عقاب ؟؟
ربت على كتفها قائلا
متعب ويحتاج الى قليل من الراحة...
هتفت قائلة
سأذهب لأحضر له بعض الطعام
هز عقاب رأسه موافقا بينما رمق الحبيب ابنته جليلة بنظرة صارمة كي تظهر المزيد من الاهتمام بعمها ، فهتفت هي الاخرى وهي تلحق بضرتها وهي تخفي غضبها أن الفرصة لم تسنح لها لتزف للجميع خبر حملها وتقهر ردينة
وانا ساذهب لاساعدها
-ما به أخي المنذر يا عقاب !!
التفت لمصدر الصوت القلق وهتف عقاب متفاجئا
-عمي شاهين !!! كيف علمت ؟!
أجاب شاهين وهو يلتقط انفاسه فقد حضر مسرعا بعد ان بلغه الخبر بمرض أخيه
-عابد كان يحضر لي بعض الأعشاب من عند إسحاق في الوقت الذي جاء الحارس يستدعيه
ثم استطرد بقلق حقيقي
-كيف حال المنذر ، اهو بخير ؟ هل استطيع رؤيته ؟
طمأنه عقاب وهو يمد يده ليفتح باب مخدع والده
-بالطبع يا عمي تفضل ، الحكيم معه وقد قال انه اصبح بخير
بعدما دلف شاهين لأخيه صاح الحبيب غاضبا
-كيف تسمح له برؤية والدك وهو السبب فيم...
جحده عقاب بنظرة اخرسته ، لم يألفها حموه منه وقال بغيظ مكتوم
-انه اخوه و هذا بيته ان كنت نسيت ؛ والاهم ان عمي شاهين هو أمهر حكيم في البلاد .
دمدم بتبرم
-لم انسى لكن..
قاطعه عقاب
-لندع الخوض في هذا الأمر لوقت لاحق فبيننا حديث لم ينته بعد
كان الحبيب يعلم أن العقاب يلمح لموضوع الارض و تدخله فيه لن يكون محمودا ، هو قطعا سيأخذ صف شاهين لذلك حاول التهرب منه على الأقل حتى يستعيد المنذر عافيته فهو الاقدر على الوقوف لولده
-لنؤجل كل حديث في الوقت الراهن حتى يستعيد والدك عافيته ، كما انه يجب ان نبلغ صقرا بما حل بوالده
عقاب كان اكثر اصرارا عندما قال وهو يتحرك صوب احدى الغرف
-والدي سيكون بخير لا تقلق يا عماه ، وصقر قد أرسلت في طلبه ، وحديثنا لا يحتمل التأجيل ، تفضل معي ....
بقيت زوجته تراقبان ما يحدث دون فهم لتقول ردينة بعدها

اضطر الحبيب مرغما على اطلاع عقاب على تفاصيل خطته مع المنذر بشأن الأرض التي استولى عليها من الفلاحين فهو لم يترك له خيار , وبالطبع كان قد حضر نفسه لثورته في وجهه لكن عقاب لم يثر ولم يغضب كما توقع بل اكتفى بسؤاله عن صكوك الارض
-انها لدي في البيت
نهض عقاب واقفا يعدل عباءته على كتفيه , وقال بلهجة امرا منهيا المقابلة
-حسنا يا عماه , احضرها لي قبل أن تبدأ جلسة المجلس
وخرج تاركا اياه يتميز من الغيظ و لا يجرؤ على الاعتراض .

*********************
خلا المنزل عليه وازداد وحشة ، يملأه الصمت الصاخب الذي يحدث ضجيجا في روحه العليلة ....هل أخطأ بطرده لحجاب ...هكذا فكر صقر وهو يعيد رأسه الى الوراء على مسند كرسيه ....اخرج زفيرا ثقيلا وطالع السقف نظرات ساهمة ، يفكر فيما حدث اليوم ...هروب نيران ...انقاذه ميسم التي رأته في اضعف حالاته ....
وعى من شروده على قهقهتها القادمة من الجحيم ، تجهمت ملامحه وحدق بنظرات شرسة في وجهها الشاحب ، بينما تنظر له امانة بكل سخرية وتقول بتشفي
-بقينا سويا ولا شخص ثالثنا يا صقر ...و هذا ما اريده بالضبط .
صر على اسنانه قائلا
-ان ظننت انك قادرة على ان تحوليني إلى مجنون فأنت واهمة
اطلقت قهقهة عالية مطولة و ردت
مجرد حديثك معي دليل على أنك تسير على درب الجنون يا صغيري
تصاعد غضبه ووقف يصيح بها
-ماذا تريدين مني ؟ أن أشق عنقي بنفسي كما فعلت ؟
مطت شفتيها للأمام و اصبعها تمررها على نحرها المذبوح لتقول بلا مبالاة
-ربما ، وربما اريد ان تفعل بنفسك ما هو أسوأ...
-عليك اللعنة ...
صرخ بها بغضب وبدأ برمي خيالها بكل ما تطاله يده
استوحشت ملامحه و تصبب وجهه عرقا و همس لنفسه من بين أنفاسه المتلاحقة ، لم يعد يهمه إن كانت شبحا او وهما او اي شيء فهذه اللعبة قد طالت كثيرا
-سأتخلص منك يا أمانة ...أقسم على هذا ...
قهقهت مجددا هاتفة من بين ضحكاتها
-خلاصك مني لن يكون سوى بموتك يا ابن زوجي
علا طرق الباب واختفت صورتها من امامه ، مسح وجهه بقوة و سار بخطوات غاضبة ليفتح ، ظهر امامه رئيس الخفر يقول بتوتر
-سيدي صقر ، السيد عقاب يطلبك
رفع حاجبا مستغربا
-عقاب عاد !
-نعم يطلب حضورك
لم يكن صقر في حالة تسمح له برؤية أخيه مهما كان الأمر الذي يطلبه فيه
-اذهب واخبره اني سآتي غدا
وقبل ان يغلق الباب نادى حارس منزله يأمره بالبحث عن حجاب ولا يعود إلا به ، فهو سلم أنه لن يستطيع العيش في منزله وحيدا.
*************
خرج شاهين من مخدع اخيه بعد ان تأكد أن الحكيم قد قام بعمله على أتم وجه ، كما اشار له ببعض الأعشاب التي ستكون مفيدة ومقوية لأخيه...رغم كل الخلافات و الاختلافات بينهما لكنه يبقى أخوه الوحيد ولا يحتمل ان توخزه شوكة.
في صحن الدار كان عقاب واقفا ينتظره ، وبعد الاستفسار منه والاطمئنان على حالة المنذر ، طلب منه أن يبقى ليحدثه في أمر هام ، وها هو يجلس أمام عمه آلآن لآ يعرف كيف و بماذا يبدأ، كان شعوره بالحرج والخزي كبير لدرجة أنه وجد صعوبة في فتح الموضوع..و أخيرا قام وفتح الصندوق الصغير الموضوع على الطاولة
هذه صكوك الاراضي التي تخص الفلاحين يا عمي ، ارجو منك ان تعيدها لهم وأخبرهم أن يدنا قد رفعت عنها
قال شاهين وهو يشير بسبابته للحجج
هل للمنذر علم بهذا
سأخبره عندما يتماثل للشفاء
استقام شاهين واقفا و أغلق ذلك الصندوق ثانية
انا لا اريدك ان تبث في هذا الشأن دون أن تعود لوالدك خاصة وهو في هذا الظرف افضل ان ننتظر حتى تتحسن صحته
حاول عقاب الاعتراض
لكن يا عماه ، ما ذنب اولئك المساكين ف..
قاطعه شاهين برفق
لا باس في الانتظار طالما ستعود حقوقهم اليهم ، وحتى ذلك الحين تستطيع أن تعوضهم بالطريقة التي تراها مناسبة
هز رأسه موافقا ورافق عمه الى الخارج ...وتحرك بعدها لمجلس الشيخ حيث عقدت الجلسة التي ترأسها بدل الشيخ بناء على رغبة هذا الأخير حيث لم يعترض أي من السادة على هذه الرغبة ، بل على العكس تماما ، كان أغلبهم مرحبين ... فعدا عن ان عقاب ابن الشيخ وولي عهده فهو ايضا معروف عند الجميع انه احكم واعدل من المنذر نفسه و أكثر تحكما في انفعالاته .
**********************

بسمة عفوية تداعب ثغره دون ان يدري كلما نادته بشيخي، ووجد نفسه يردد اسمها ناسيا او متناسيا انه منعها من مخاطبته،
عهد...
اما هي فكانت عاصفة من المشاعر المتناقضة وغير المفهومة تجتاح كيانها ، مشاعر كتلك التي تملكتها في الفترة الاخيرة عندما تكون مع عقاب تتركها تتخبط من كلمة منه .
دست يديها في جيبها تخفي عنه رجفتهما ، غير مدركة لاحمرار وجنتيها الذي فضح بعضا مما تشعر به و قد كان صخر مبتهجا للغاية بتأثير أبياته عليها ، ومعجبا بسرعتها في لملمة شتات ذاتها عندما قالت بنبرة واثقة مسيطرة
-اعتذر ان ازعجتك
ليت الازعاج كله يكون هكذا ، حدث نفسه بشقاوة أنسته السنون انها مازالت موجودة به ، لكنه قال بثباته المعهود وهو يعاود الجلوس مكانه
-لا بأس ، تفضل
تقدمت نحوه و تنحنحت محرجة تلعن موقفها هذا الذي يجبرها على اعتذار لا تخطط له في الوقت الراهن على الأقل
-انا..انا يا شيخ صخر ...جئت اتأسف لما بدر مني اليوم في مجلسك...وإن كان يرضيك انا مستعد للاعتذار أمام من كانوا هناك صباحا ...
-هل اعتذارك اعتراف بخطئك في حقي ام مراضاة لي ؟
لم تتخلص بعد من تخبطها الداخلي ، لكن جملته تلك أيقظت النزعة الهجومية لديها فهتفت
-هو اعتذار عن تدخلي في ما لا يخصني يا شيخ وللآن لم يتبين لي ان كنت اخطأت في حقك ام لا ...
ابتسم ابتسامة صافية لم يقصد بها إلا اعجابه بعنادها و اعتزازها بذاتها ، لكنها كانت مستفزة لها ، شعرت انه يسخر منها وأنها ليست ندا له ، لتستطرد بتحفز
-مازال ما سمعته مشبوها وغامضا ولن اعتذر حتى يتضح كل شيء
انطلقت منه ضحكة صاخبة حتى ادمعت عيناه فهذه الفتاة تعتذر وتتجاوز حدودها وتتطاول وتتهم في آن واحد وهو لم يكن يوما صبورا على أحد كما هو صبور عليها ، صاحت به
-هل قلت ما يضحك يا شيخ ؟
تأملت عيناه في النظر إليها ثم قال وبقايا الضحكة عالقة في شفتيه وبصوت هادئ دافئ أصابها بقشعريرة لذيذة
-هلا اخذنا هدنة مؤقتة ...هذه الليلة على الأقل
ليجعل الله كل ايامك ضحكا وفرحا وسرورا
التفت كليهما لمصدر الصوت فرأت عهد امرأة كبيرة في السن مكتنزة يظهر عليها الهيبة والوقار ، خمنت انها ام صخر وتأكد توقعها عندما رأته ينحني ويقبل يدها ويضعها على جبينه ثم يؤمن على دعائها له من كل قلبه والبسمة تزين شفتيه.
غضت عهد بصرها و استأذنت للمغادرة بحرج وقد احست ان وجودها لا يصح وام الشيخ موجودة ، هذه الاخيرة شيعتها بنظرات غامضة حتى اختفت و سالت ولدها
-هل هذا الفتى هو ابن الحكيم شاهين ؟
-نعم واسمه عهد
يبدو في سن عروة ، ظننته اكبر سنا
هو بالفعل أكبر منه ببضع سنوات لكن لا يبدو عليه ذلك
عادت المرأة تنظر في طيف عهد و تفرك ذقنها ثم التفتت الى صخر
-هذا الفتى به شيء غريب
هو نفسه قال ذات الجملة عندما رأى عهدا او مرة ، واضح ان فطنته ورثها من أمه ، الا انه ما كان ليفصح لها او يكاشفها بحقيقة عهد
-هو لون عينيه الغريب فقط يا ام صخر
هزت رأسها نافية
-لا ، العينين مرآة الروح و الغرابة بهما لا علاقة لها باللون يا بني.....بالمناسبة مالمميز به لتسمح له بالمكوث بجناحك الحبيب
-ربما بسبب معزة والده عندي
قالت وهي تتفحص ابنها
-وان كان والده بنفسه مكث و مرافقه بغرفة الضيوف ، إذن ما أبقيته الا لمعزته هو لا لمعزة أبيه
أصبت يا أم صخر ، همس لنفسه بها ثم تساءل مغيرا مجرى الحوار
-لا اظنك اتيت لنتحدث عن عهد و وبقائه في جناحي
تغير مزاجها وقالت بتجهم
-إحدى الخادمات كانت تسترق السمع لحديثي مع أخيك حمزة عندما كان يخبرني عن الأفعى ضحكة و هي من اخبرتها عن السم الذي أمرت بوضعه لها في الطعام
هز رأسه مستنتجا ، هذا السبب إذن وراء عدم اصابتها بشيء ...تلك الملعونة كانت تعلم بخطته ...استطردت والدته بحنق
-بني صبرنا كثيرا على تلك الافعى و يجب أن نقطع رأسها ..لقد عادت تتجول في المنزل بحرية كأن شيئا لم يكن
استحالت ملامحه للقسوة ، وقال بنبرة غاضبة
-تلك الخادمة ستعاقب لتكون عبرة لسواها ، أما ضحكة فحسابنا معها سيكون بعد عرس حمزة ، لا نريد لفرحته وفرحته عروسه ان تتنغص بسببها ، لكن لا بأس بقرصة اذن
سألته بقلق
-على ما تنوي ؟
نظر في الأفق وقال متوعدا
-ان لم تكن ترغب بالبقاء في جناحها فالسرداب أولى بها ...

*****************
فتح المنديل بحرص و ابتسامة صغيرة تتشكل على وجهه دون أن ينتبه ، تناول مستمتعا اخر قطعة من قطع الحلوى التي اعدتها من أجله سندس ، من أجله هو وضاح صنعت الحلوى وطرزت المنديل و خاطرت لتنتظره عند مدخل القرية قبل سفره...يا الله كم هو جميل هذا الاحساس ...ان تشعر انك مهم عند شخص ما، ان يكون رضاك هو غايته ، ان تتلقى دون ان ينتظر منك مقابلا أو عطاء
همس لنفسه وهو ينظر للمنديل في يده
يبدو أن عهد محق ، ابنة الفقيه معجبة بي ...يجب ان اتوقف عن اللحاق بمن لا تريدني و ان اخطو باتجاه من تريدني
***************
صباح اليوم التالي
قبل ان يخرجا من باب المنزل اوقفهما نداء عروة الذي اتى مهرولا يسالهما
-الى اين تذهبان
تولى وضاح الرد قائلا
-الى الخان فاليوم سيأتي المعماري لاجل الاصلاحات ويجب ان نشرف عليها
تساءل عروة مستغربا
-الن تبقيا لحضور مراسم نصب خيمة الاحتفال
كانت عند اكثر استغرابا عندما قالت
-وهل يحتاج نصب الخيمة الى مراسم ؟ كما انني اعرف ان خيمة الاحتفال تنصب امام منزل العروس اليس كذلك ؟
-هذا صحيح اذا لم يكن العريس من اسرةالشيخ ، ونصب الخيمة عندنا لديه طقوس وعادات يجب ان لا تفوتاها
رافق كلماته مع سحبهما من يديهما و اخذهما نحو الباب المؤدي للحديقة ..كان المكان مكتظا بالحاضرين الملتفين حول حمزة العريس الذي يرتدي قفطانا من المخمل الاخضر وعمامة بيضاء لكن عيون عهد لم تكن ترى سوى صخر الذي كان يتبادل اطراف الحديث مع بعض السادة بوجه بشوش وملامح مسرورة وقد بدا مختلفا بارتدائه لجلباب ابيض ناصع و عباءة باللون البني الفاتح تماثل لون عمامته ...انتبهت من تحديقها فيها عندما سمعت وضاح يهتف بتساؤل
-ماذا سيفعلون بهذا الميزان الكبير
حولت عهد نظرها الى جهة البوابة حيث كانت تدخل عربة تحمل ميزانا نحاسيا لم ترى اكبر منه يوما ، ليجيب عروة ضاحكا
-الم اقل ان لنصب الخيمة في قريتنا عادات وطقوس....هذا الميزان من اجل ان توضع هدايا اقارب واصدقاء العريس في احدى كفيته و الكفة الاخرى سيجلس بها اخي حمزة ولن تنصب الخيمة حتى تعلو كفة حمزة بمقدار شبر على الاقل و الا ستؤجل الى الغد وهذا يعني ان تكون الهدايا تفوق وزن اخي حمزة
ارتفع حاجبا واضحا بذهول وهو يطالع حمزة ويقول
-رجل ضخم كالسيد حمزة يحتاج الى الكثير لتعلو كفته
ابتسم عروة وهتف
-لنقترب اكثر
علت الجلبة عندما استقر حمزة ضاحكا في احدى الكفتين و زادت اكثر عندما اعلن الشيخ صخر انه اول من سيضع هديته و قد حرص ان تكون ثقيلة وزنا وقيمة...نزع عباءته واخذها عنه احد خفره ثمر شمر عن ساعدين قويين ووضع في الكفة الاخرى سرجا من الذهب الخالص منقوش عليه اسم حمزة ابن الشيخ اسد على كلتا الجهتين ولم يكتفي بهذا بل فك عن خصره سيفه ووضعه مع غمده الفضي المطعم بالياقوت الاحمر ايضا في كفة الميزان ...وقف حمزة غير مصدق فسيف الشيخ لا يقدمه الا لابنه البكر ولي عهد فهو رمز القوة في عرفهم، وردد مصدوما
-اخي ...هذا كثير
ابتسم صخر وربت على كتفه.
-لا شيء يكثر عليك يا اخي
انحنى حمزة يقبل يد اخيه بتأثر لكن صخر سحبها و جذبه اليه يحتضنه باخوة صادقة و سط تهليل وهتاف الحضور ...لم يكن حمزة وحده المصدوم بتصرف صخر ، ايضا عهد التي شعرت بتأنيب الضمير فتصرف كهذا لا يصدر من اخ خائن يستبيح عرض اخيه و تبادل معها وضاح نظرات تؤكد هذا المعنى ....
توالى تقديم الهدايا النفيسة ولفائف الأقمشة النادرة والغالية حتى ارتفعت كفة حمزة عن الارض باكثر من الشبرين ونصف لكن احدا لم يتفوق على هدية الشيخ صخر
احد اعمام حمزة صاح يعلن بدء الاحتفال و الذي سيستهل برقصة العريس بالسيف على ظهر جواده الذي زين سرجه بالشرائط الخضراء والذهبية و وضع على مقدمة رأسه علامة بالحناء
-اريد ان يبدأ اخي وسيدي الشيخ صخر بهذه الرقصة
هتف بها حمزة وهو يقدما حبل اللجام لصخر الذي اخذه منه وتعانقا ثانية
دقت الطبول و عزفت المزامير و بدأ الشيخ في رقصته وحتى برقص هيبة ووقار جعل قلب عهد يدق بشكل جعلها تشك ان صوت ضرباته بات يغطي على صوت الموسيقى...تلاقت نظراتهما و قدم لها صخر اجمل بسماته حتى ظهرت غمازتيه ...واه من تلك الغمازتين المستترتين خلف اللحية ...اما هي فعجزت عن مبادلته البسمة ببسمة وما كان امامها سوى الفرار علها تعيد لملمة شتاتها بعيدا عنه، لكن عروة كان لها بالمرصاد عندما هتف بصوت عال دارت الرؤوس له وهو يناول عهد سيفا
هيا يا عهد ارنا رقصة السيف التي تعرف بها قرية العدنانيين
لا قاطعة انطلقت من فم الشيخ صخر قبل ان يدرك، حتى وان كانت في عيون الجميع رجلا فهو يعرف انها ليست كذلك ، ولم يكن يحتمل ان تتطلع لها عيون الكل وهو تتحرك بالسيف امامهم وخاصة ان كانت عيون فطنة قد تفقه لما هو غريب فيها كما فقهته والدته، استغربها الكل واولهم عروة الذي قال مستغربا
- لماذا يا اخي ؟
تنحنح صخر وقال متداركا وهو ينزل عن صهوة الجواد
-لاني اريد من وضاح ان يرينا تلك الرقصة كما قام بها في يوم المهرجان
تهللت اسارير وضاح و اخذ السيف من عروة يهتف بحماس
- من عيوني يا شيخ صخر ومبارك لك يا سيد حمزة
ابتسم هذان الاخيرين له و بدأ الرجال يحيون وضاح ويهللون له عندما امتطى جواده بخفة ورشاقة ليقدم لهم رقصة السيف .
عبر شرفة المنزل الكبير كانت ام صقر تتابع مع باقي النساء المراسم و قد كانت سعيدة ومتأثرة ببادرة ولدها البكر و دعت الله ان يسعده و ترى اليوم الذي يزف فيه الى عروسه ....احست بتغير الاجواء عندما عم الصمت الشرفة...وعندما التفت ت لترى ماذا يحدث ،لترى زوجة ابنها تقف وسط النسوة المدعوات و قد ارتدت اجمل وغلى ثوب لديها و تزينت بزينة مبالغ فيها كأنها العروس وهذه ليلتها ...كما لم تغفل عن وضع الكثير من المجوهرات والحلي الذهبية .
طالعت ضحكة حماتها بنظرات تشع تحديا وعنجهية و اطلقت زغرودة جلجلت في اذان الحاضرات
اقتربت منها شقيقة صخر الكبرى و همست لها بتوبيخ :
-ما هذا الذي تفعلينه ؛ وكيف تنزلين سافرة هكذا امام النساء ؟
نظرت لها دون ان تلقي لها بالا و حركت شعرها بطرف يدها بدلال ودنت من حماتها بضع خطوات لتقول بميوعة
-الا يحق لي الاحتفال بزواج زوجي ؟
ابتسمت ام صخر ابتسامة بدت للكل عادية الا ان ضحكة الوحيدة التي استشفت ما تخفيه من قسوة
-طبع يحق لك يا ضحكة الاحتفال كما تريدين وكما تشائين
واضافت بينها وبين نفسها
-فهذه ستكون المرة الاخيرة لك
واستطردت توجه حديثها للعازفات
-هيا يا بنات اتوني افضل ما عندكن
وتظاهرت بالانشغال بالاحتفال وعيناها لا تفارقان كنتها ، وعندما حانت اللحظة المنتظرة ،اشارت لخادمتها الوفية اشارة خفية فأماءت المرأة برأسها و دنت من ضحكة و همست بالقرب من اذنها بما جعل عيناها تتسعان بسعادة غير مصدقة وتخرج مهرولة الى الخارج.
-غبية
استدارت بسرعة عندما سمعت صوت حماتها و خادمتها تقف خلفها بخضوع فتابعت المرأة الاكبر سنا
- لو انك كلفت نفسك والقيت نظرة الى ساحة المنزل لرأيت ولدي صخر يقف مع اخيه كتفا بكتف يا غبية
- ماذا تريدين يا ام صخر
رددتها ضحكة بصعوبة تسيطر على غضبها ، تبا كيف صدقت ان صخرا ينتظرها هنا ....ولم تجب ام صخر بل اشارت برأسها للخادمة التي هجمت على ضحكة تقيد يديها لتقوم ام صخر بإخراج زجاجة دواء صغيرة ورغم مقاومة ضحكة وشراستها نجحت العجوز في جعلها تتجرع محتويات القارورة لتسقط بعدها غائبة عن الوعي -ماذا افعل الان يا سيدتي
نظرت السيدة بقرف لكنتها و قالت وهي تعدل ملابسها
-انا سأتصرف اذهبي انت
رغم ثقتها العمياء في خادمتها لم تكن لتكشف لها مكان السرداب حتى وان قامت هي بحمل تلك الافعى بنفسها وزجها به .
**************
خرج من منزل والده نادما لانه اقدم على هذه الزيارة التي جعلته يتحمل توبيخ عقاب له بسبب تخلفه عن الحضور بالأمس ، وكأنه كان يعلم بوعكة والده وحتى لو كان يعلم اليس الحكيم معه ، ماذا كان سيفيد حضوره هو ...توقف للحظة يفكر انه لم يتأثر برؤية والده ممددا على السرير بضعف ، لم يشعر بأي شيءكأنه يرى شخصا غريبا لا يربط بينهما اي صلة ولوهلة صدمه هذا الشعور
- صقر
نداء نورس له من امام بوابة المنزل الكبير انتشله من شروده القصير فرفع رأسه ليسأله عابسا
-كيف عرفت انني هنا ؟
-لم يخبرني احد فمنذ الصباح وانا ابحث عنك حتى خادمك حجاب لم يعرف اين انت
رفع حاجبه متسائلا
-هل حجاب بالمنزل
- واين سيكون ؟
تسللت اليه بعض الراحة عندما تأكد ان حارسه قد عثر على حجاب وأعاده ، اضاف نورس يحثه على الاسراع
-هيا صقر سنتأخر على صاحب الدكان واخشى ان يبيعها لشار اخر
رمقه صقر بنظر مستهينة ليقول بعنجهية وهو يمتطي حصانه
وهل يجرؤ على بيع دكان لاحد اخر والصقر يريد شراءها
ضحك نورس وهو يضرب كفا بكف لكنه كان مطمئنا فهذه احدى فوائد شراكته لصقر ابن الشيخ ، شراكة اقترحها صقر ليبدأ تجارة خاصة به منفصلة عن تجارة العائلة و رحب بها نورس لعلها تعيد صداقتهما لعهدها السابق
بعد ساعتين كان صقر يضع ختمه على صك شراء الدكان مجاورا لختم نورس ، ثم وضع ختمه على صك الشراكة بحضور صاحب الدكان وشاهدين اخرين. تصافح الصديقين و ردد نورس بحبور
-ليجعل الله هذه الشراكة فاتحة خير على كلينا يا صديقي
لم يؤمن صقر على دعاء صديقه فقد كانت عيناه تحدق بصدمة في المرأة التي مرت من امام الدكان و كلمات مسعود رحمه الله ترن في اذنيه عن المرأة الغامضة التي يبحث عنها
-كانت طويلة القامة و لديها عرج خفيف في قدمها اليسرى
وهمس غير مصدق
_كانت هي ....قمر شقيقة جليلة.
**************
عند انتهاء مراسم نصب الخيمة ،نادى صخر عهد التي كانت تقف مع وضاح وعروة و صديق هذا الاخيرة فاقتربت منه تقول ومازالت ربكة تسيطر عليها في حضرته
-نعم يا شيخ
اريدك ان ترافقني لمكان ما -
-يجب ان اذهب للخان لقد تأخرت على المعماري بسبب مراسم حمزة
قال ببساطة وقد صمم على ذهابها معه
فليتكلف وضاح بهذه المسألة ولياخذ عروة معه فلديه معرفة بأمور البناء وعلى كل حال نحن لن نتأخر ، تتابع معهم بعد عودتنا
هزت رأسها وجذبت لجام حصانها قائلة
- كما تشاء
احضر وميض حصان الشيخ فقال صخر
ابقى انت والخفر سأذهب انا وعهد فقط-
نظرة عهد باستغراب وتساءلت
-الى اين سنذهب يا شيخي
ابتسم لها وقال بغموض وهو ينطلق بحصانه
-ستعرف بعد قليل
لحقت به وفضولها يتجاوز الحدود وقد لاحظت انهما قد خرجا من القرية فصاحت بصوت مرتفع
-لقد ابتعدنا كثيرا يا شيخ ، هل مازال هذا المكان السري بعيدا
لم وهو يسرع بحصانه و يلقي عليها بين الفينة والاخرى نظرة ليجدها تواكب سرعته خطوة بخطوة وبعد مدة هتف بحماس
-ها قد وصلنا
تطلعت به فاغرة الفم ، متسعة العينين
-ان..انه ...البحر ....
كان قد سمعها تتحدث مع اخيه وتخبره انها لم ترى البحر يوما وانا امنيتها ان تتنفس هواءه المعبأ بالملح وتتمكن من لمس امواجه ...استغرب كثيرا فكيف لابن السيد شاهين الذي لديه تجارة تمتد الى كل مكان في البلاد و بضائعه تمر عبر كل الموانئ لم ير البحر يوما ، شده حديثها الذي لا يشبع منه عن القصص التي قرأتها في صغرها عن جنيات البحر اللواتي تسلب عقول البحارة بغنائهن حتى يلقون بأنفسهم في المياه ليتحولوا الى وجبة لهم و عن القراصنة الذين يملكون جلودا تلمع تحت اشعة الشمس واسنان ذهبية و فضية ووجد تركيزه رغما عنه يتشتت عن حديث السادة من حوله ويتابع بشغف حديث عهد و يجبر نفسه بصعوبة كي لا ينظر اليها وعندما حدثتهم عن امنيتها البسيطة تلك وعدها بينه وبين نفسه ان لا يمر اليوم الا وحققها لها
-سمعتك صدفة وانت تخبر عروة برغبتك برؤية البحر وانا كنت ارغب ان اتي اليه بعد انتهاء المراسم
ترجلت عن حصانها وهتفت بسعادة
-شكرا لك يا شيخ ...شكرا لك بحجم السماء
وتحول عهد التاجر الشاطر وابن الحكيم شاهين الى طفلة صغيرة تركض حافية على الرمال و تلعب تارة وهرب تارة من الامواج التي ترتطم بها ، كلاهما لم يشعر بمرور الوقت خاصة هي باللعب وهو بمراقبتها بشغف
-كادت الشمس تغرب يا عهد يجب ان نعود
احس بحركة غريبة حوله فمشط بعينيه المكان بنظرات صقرية قبل ان يظهر سبعة رجال ملثمين على احصنتهم وعيونهم تظهر انهم لا ينوون خيرا .

امسك مقبض سيفه ونظر بسرعة لعهد ليتأكد انه قريبة منه وقد كانت كذلك فهي أيضا لاحظت نظراتهم التي تضمر شرا لهم واسرعت تلتقط سيفها وتقف في وضعية الاستعداد وسمعت صخر يقول بنبرة قوية
-من انتم وماذا تريدون
لم يجب الرجال السبعة بل ترجلوا عن احصنتهم و احاطوا بعهد و صخر كقطيع الضباع الجائعة
همس صخر لعهد وفي داخله يندم على عدم سماحه لخفره بمرافقتهما ليس خوفا على نفسه بل خوفا عليها هي عهد ، بهذا الخاطر قال مقررا التنازل من اجلها هي فقط
ان كنتم قطاع طرق خذوا ما تريدون و ارحلوا

قال احد الرجال و على ما يبدوا انه قائدهم
روحك هي ما نريد يا صخر
هتفت عهد وهي ما زالت في وضعيتها تحمل سيفها بكلتا يديها وتوجهه نحوهم
-انهم يعرفون هويتك يا شيخ
أيقن صخر انهم ليسوا قطاع طرق وقد شك في هذا الصوت المألوف ليقول
-من انت يا هذا ؟
نزع الرجل لثامه فتعرف عليه صخر على الفور
-انا عزام اخو السيد عبد الكريم الذي اذللته و جلدته امام كل اهل القرية واخذت منه دكانه ومنزله من اجل امرأة حقيرة لم تنجب له سوى حقيرات وضيعات مثلها .
كظم صخر غضبه و ألجم لسانه عن شتمه وشتم اخيه وحاول التحلي بالهدوء وان كان لم يتخلى عن نبرته القوية الصارمة
من تتحدث عنهن هن زوجة اخيك وبناته عرضه وعرضك يا عزام ، واخوك عصا اوامري زكان لابد من عقابه
هتف الرجل بحرقة حمية لاخيه
-باذلاله يا شيخ وهو سيد من سادة مجلسك
-وانا الشيخ وطاعتي واجبة عليك وعليه
تحدث عزتم بكره وهو يستل ورجاله سيوفهم
-هذا الزمان سيولي ياااا صخر
هجموا على صخر وعهد اللذان لم يكونا لقمة سائغة لهم واستطاع صخر بضربة واحدة ان يقتل احدهم في الوقت الذي نجحت فيه عهد في اصابة اخر اصابة بليغة ، عندما سألها صخر وهو يحاول التخلص من مهاجميه ليهب لمساعدتها
- انت بخير
اجابت وهي تسدد ضربات سيفها البوية لاثنين يهاجمانها دفعة واحدة و قد كانت ملابسها المبللة تثقل من حركتها كما انها كانت قلقة على عمامتها من ان تفك في خضم القتال
-,انا بخير يا شيخ لا تقلق
كانت مقاتلة بارعة و فارسة لا يشق لها غبار لكن هذا ليس وقت الاعجاب يجب ان يقتل هؤلاء الاوغاد قبل ان يصيبها اذى. بحركة خاطفة شق سيفه نحر الاول و نطح الثاني برأسه فترنح للخلف ولم يجد الوقت ليجهز عليه فقد اسرع لعهد يساعدها و قد استطاعا القضاء عليهما ايضا ولم يبقى لهنا سوى عزام فقال صخر من بين اسنانه
-دعه لي يا عهد
-هو لك يا شيخ
بكل الغضب الذي يعتريه وبكل خوفه عليها مما كان قد يصيبها ، ..كانت كل ضربة من سيفه تصيب هدفها ولم يكن يرغب بقتله بل كان يرغب بجعله يتشوق الموت ولا يطاله .. تلونت عيناه بلون الدم ولم تعد له غاية سوى تقطيع هذا الوغد ولم يوقفه سوى صوت عهد القلق عليه لا على عزام
-يكفي يا شيخ لنأخذه الى القرية
لم يكن يسمعها فغضبه اعماه واصم اذنيه
-يكفي يا شيخ.....كفى يا صخر
نداءها باسمه اعاد له جزءا من تعقله فاستدار ينظر لها لكنه هتف دون وعي عندما رأى الرجل الذي نطحه وكان مغشيا عليه يريد ان يطعنها من الخلف
انتبهي يا عهد
تخشبت قدماها ورفعت له نظرة مصدومة تهمس لنفسها
-انه يعرف


وداد ألبوران غير متواجد حالياً  
قديم 02-03-22, 03:07 PM   #435

Wafaa elmasry

? العضوٌ??? » 427078
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 233
?  نُقآطِيْ » Wafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond repute
افتراضي

عودا حميدا
اشتقنا للرواية وكنا فقدنا الأمل في استكمالها
أتمنى أن تكونى بخير وكل أمورك على ما يرام
بالتوفيق


Wafaa elmasry غير متواجد حالياً  
قديم 03-03-22, 05:32 PM   #436

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثلاثون عهدي انا

الفصل الثلاثون
بعينين مظلمتين ووسط عتمة السرداب لا يبددها سوى ضوء خافت ينبعث من مصباح زيتي موضوع على الدرج ، يقف حمزة يطالع جثة زوجته الممددة على الارض ، لاشعر بذرة ندم و لا ذرة شفقة ، كل مايحس به الآن هو الكره اتجاه من كانت امرأته
عند نزوله الا السرداب صرخت وصرخت وهاجت وماجت حتى انها شتمته باقذح الالفاظ ، لكنه لم يتحرك قيد انملة،لم ينبس ببنت شفة ، ظل ينظر لها بقرف .
غرورها و عنجهيتها منعاها من أن تستعطفه ان يسامحها ، ان تستسمحه على خطئها الذي لا يغتفر بحقه وربما لو فعلت لكان ...سامحها ؟ لكن ربما ترفق في عقابه فقط من اجل اطفالهما ،ولكنها لم تفعل ،لحسن حظه هو انها لم تفعل .
ابت الا ان توقع صك اعدامها عندما اطلقت في وجهه سيلا من الكلمات المسمومة التي تطعن فيه وفي رجولته بل انها تخطت كل الحدود و شككت في نسبه ، عندها لم يدر بنفسه الا وقبضتاه تطبقان على رقبتها ولم تتركها الا وهي جثة هامدة .
انتبه لوقع الاقدام على الدرج لكنه ظل على وقفته ولم يلتفت وقد خمن انها امه ، هذه الاخيرة ما ان وقعت عيناها على وجه ضحكة الذي يناظر السقف بعينين جاحظتين حتى سقط المصباح الذي كانت تمسكه في يدها
بصوت ميت مسموع همس لها
قتلتها يا أماه !!!
تجاوزت ام صخر صدمتها واقتربت منه وربتت على كتفه تقول بنبرة حنونة لكنها قوية
لقد استحقت ان تمنت فهون هليك يا بني
قالت انني لست رج..
قاطعته قبل ان يتمم جملته وقد هزها صوته المهزوم
اياك يا حمزة
ادارته بقوة ليواجهها وامسكت بكتفيه و حدقت في عينيه تبغي ان تنفذ كلماتها عبرها الى اعماقه فقد خمنت ما قد تكون ضحكة تفوهت به وقادها الى حتفها
اياك يا حمزة ان تهزك كلمات هذه الافعى ، و اياك ان تهتز صورتك في عينك او صورة اخيك عندك، انت حمزة ابن الشيخ اسد وشقيق الشيخ صخر و ساعده الايمن ، ان كان صخر سيد عشيرتنا و شيخ قريتنا فانت شيخ شبابها وفخرها ... سيد الرجال انت يا حمزة ب اصلك ونسبك وشهامتك وخلقك وطيبة قلبك وهذه اللا محزون عليها هي من لم تعرف قيمتك فاياك ان تجعل اي كلام قالته يؤثر بك ولو بمثقال ذرة
لا ينكر ان حديث امه عزز ثقته بنفسه التي اهدرتها في التراب ضحكة ، لكن الجرح في قلبه ما زال ينزف
احتضنت وجهه بين راحتيها وهمست بحنان امومي صرف
انت تستحق ان تسعد مع امراة تحبك وتراك انت فقط فانسى ضحكة وكل مايتعلق بها اتركه وراء ظهرك
سافعل يا امي
عدني بذلك
قال ودمعة عصية وجدت طريقها عبر خده
اعدك ان احاول...
ثم اضاف وهو يشير بعينه الى جثة ضحكة
ماذا سنفعل الان ؟
قالت بعد برهة من التفكير
عند منتصف الليل احملها لجناحكما وانا سأتصرف بعدها، الان اخرج الى رجالك ولا تدع احدا يشعر بشيء
************************************************** **********

بعد ساعتين كان صقر يضع ختمه على صك شراء الدكان مجاورا لختم نورس ، ثم وضع ختمه على صك الشراكة بحضور صاحب
الدكان وشاهدين اخرين. تصافح الصديقين و ردد نورس بحبور
ءليجعل الله هذه الشراكة فاتحة خير على كلينا يا صديقي
لم يؤمن صقر على دعاء صديقه فقد كانت عيناه تحدق بصدمة في المرأة التي مرت من امام الدكان و كلمات مسعود رحمه الله ترن في اذنيه عن المرأة الغامضة التي يبحث عنها
ءكانت طويلة القامة و لديها عرج خفيف في قدمها اليسرى
وهمس غير مصدق
ـكانت هي ....قمر شقيقة جليلة.
نعم من غيرها هي وشقيقتها سيلجأ لام مسعود ، اي غبي اعمى انيت يا صقر
اذهب انت يا نورس وسأراك مساء
هتف بها دون ان يهتم نداء نورس لينتظر، وهو يهم باللحاق بجليلة وخادمها و يقين لا يبل التشكيك ان هذا الخادم هو من قتل مسعود

عد الى هنا بعد العصر واحضر معك العربة ( وهمست بحسرة بصوت ظنته غير مسموع له) فلا اظنني ساقوى على المشي بعد خروجي من هنا
ث رفعت يدها لطرق الباب لكنه امسكها قبل تلمسه وهتف بهمس منفعل
سيدتي لا تقولي انك..
سحبت يدها من بين اصابعه بعنف وصاحت به دون ان ترفع صوتها وهي تلتفت حولها
هل جننت يا عسران
كان قد فقد تعقله بعدما فهم سبب حالتها تلك و سبب حضورها الى ام ياسر ؛ وسيكون مجنون لو سمح لها بفعل ما تفكر فيه...
اطبق على يدها بقوة وسحبها خلفه رغم مقاومتها الطفيفة حتى لا تثير الانتباه حتى وصلا الى زقاق منعزل وعندها عاجلته بصفعة بثت فيها كل غضبها و وجعها
ساجعلك تدفع ثمن تصرفك الارعن هذا غاليا جدا
واستدارت على عقبيها لتغادر لكنه اعترض طريقها هاتفا
وانا مستعد للدفع لكن فقط اجيبيني اتوسل اليك... انت حبلى
ثواني مرت لا يسمع فيها سوى صوت انفاسهما المتسارعة حتى اجابت اخيرا
نعم
رجفة قوية سرت بجسده والدموع تلتمع بعينيه وهو يردد برهبة وبصوت متهدج وسبابته تشير الى بطنها
انه طفلي
كان اقرارا وليس سؤال ، فمن غيره سيكون والد هذا الطفل خاصة وهو اكثر من يعرف بحال زوجها العجوز فلولا هذه الحال لما لجأت اليه
ردة فعله العاطفية تلك فاجأتها واثرت بها لبرهة فقط ، قبل ان تقول بتسلط وهي ترخي اللثام على وجهها
كما امرتك اذهب وعد بالعربة بعد العصر... وفعلتك هذه لن تمر دون جزاء
لم يتحرك من امامها يبادلها نظراته القوية باخرى غامضة ليقول وهو يقترب منها
انا اسف يا سيدتي
ارفق كلماته بضربة خاطفة الي رقبتها افقدتها الوعي
لن اسمحلك بالتخلص من طفلي
عوج صقر الذي كان يراقب مايحدث دون ان ينتبها له زاوية فمه وضحكة ماكرة تتشكل عليه
لم تغفل عينيه عنهما وهو يرى عسران يحمل سيدته وهو يدعي انها غابت عن الوعي من شدة الحر حتى وصل بها الى المنزل عندها فقط عاد ادراجه وهمس لنفسه
وقعت بين يدي يا ابنة الحبيب ، ليس انت فقط بل انت وخادمك واختك وربما ابوك الوغد ايضا.
عندما عاد الى السوق لمح ميسم مع امها الثرثارة وخالتها ومعهم ابنة الفقيه سندس، راودته رغبة في الاقتراب منها يشبع عيناه بحسنها فلم يتردد ، سار باتجاههن بمشيته المتبخرة وبمزاج رائق بلغ عنان السماء ولكن سرعان ما خسف به الارض عندما سمع كلمة العروس..عبس وجهه وتوارى خلف السلع المرصوصة امام الدكان المجاور للدكان الاثواب الذي تقف عنده ميسم ومن معها وارهف السمع ليتبين ان كانت ميسم هي المقصودة ام الاخرى ابنة الفقيه ، وسرعان ما تاكد عندما سمعها تقول
الست تستعجلين باختيار الثوب يا امي ، على الاقل ننتظر حتى عودة وضاح وعهد
لترد سعاد بسعادة عارمة وهي تقلب الاثواب المطرزة باللون الابيض والذهبي المخصصة للعرائس
ولما الانتظار ، يجب ان نلحق في خياطة ثوب العرس وثوب الحناء وباقي الملابس قبل عودتهما كي لا يتاخر تحديد موعد العرس،
التفتت الى اختها تسالها رايها
اليس كذلك يا فريحة
اجابت فريحة التي لم تكن تقل فرحة عن سعاد وربما اكثر
معك كل الحق يا اختي ، والله لا اصدق ان حلمي سيتحقق وتصبح حبيبتي ميسم كنتي ، لولا خجلي لكنت اطلقت الزغاريدة في السوق
اسود وجه صقر بعدما سمعه واقسم انه لن يكون صقر ابن المنذر ان ترك هذه الزيجة تتم.


*************************************
اوشكت الشمس على المغيب والشيخ لم يعد بعد هو وعهد
كانت هذه كلمات وضاح القلقة لعروة وهو يقف امام بوابة قصر الشيخ يراقب الطريق عله يلمح حصان عهد او صخر
لم يبدو على عروة اي قلق فهو اعتاد اختفاء اخيه في كثير من الاحيان رغبة منه في الاختلاء بنفسه وتصفية ذهنه ، لذلك قال ليبث الاطمئنان في قلب وضاح بينما هو منهمك في شحذ خنجره
لا داعي للقلق يا صديقي طالما عهد مع اخي الشيخ فهو بخير
ظهر وميض حارس الشيخ الذي كان في الاسطبل منذ مغادرة صخر ، فركض اليه وضاح يساله
هل تعرف اين ذهب الشيخ مع عهد
رد على سؤاله بسؤال يحمل دهشة
الم يعودا بعد ؟
لا لم يعودا، اجبني هل تعرف اي ذهبا؟
هز راسه نافيا
لا ، فالشيخ لم يخبرني ، لكن لا تقلق لا اظن سيدي سيتأخر وطالما عهد معه فهو سيكون بخير
هتف عروة
أريت الم اخبرك
لم تفلح كلمات عروة وتأكيد وميض في اجلاء مخاوفه وظل واقفا في مكانه يفرك يديه بتوتر وعيانه لا تفارقان الطريق ولسانه يدعو ان تكون عهد فعلا بخير

***-************************************************** *******
ردة فعل السريعة مكنته من أن يستل خنجره و يسدده في رمية دقيقة خاطفة ليستقر في قلب الرجل قبل ان يغرز سيفه في ظهر عهد لكنه اغفل عن الآخر الذي استغل تشتت صخر ليطعنه في ذراعه فانتبه له صخر وأجهز عليه قبل أن يركض الى عهد يسألها بلهفة وعيناه تجوبان على جسدها تتفحصانها بخوف ، وخوف هذا جعله لا يعي انه يخاطبها كانثى
هل انت بخير ؟ لم يصبك هذا الكلب باذى اليس كذلك
عيناها المتسعتين بصدمة وحدهما كانا الشيء الحي بالتمثال المتخشب الذي تحولت إليه...ليفقه صخر اخير ماذا زل به لسانه
ـ عهد انا...انا
شعرت بان الأرض تميد بها ومازالت الحروف لا تجد طريق الخروج
لعن الشيخ نفسه على زلة لسانه واقترب منها يحاول ان يبرر ان يشرح وقبل ان ينطق بكلمة سألته بصوت ثبتت تشوبه بعض الحدة وعيناها مغرورقتان بالدموع تأبى أن تذرفها
منذ متى و ان تعلم يا شيخ
اجابها بنفس الثبات دون أن يظهر تخوفه من ردة فعلها
منذ أن كنت في قريتكم
سقط سيفها كأنه بات اثقل من قدرتها على حمله وشعور بالانهزام المقيت يسيطر عليها ، وعقلها يستعيد كل مشاهدها معه وكل تصرفاته

معها، تصرفات فسرتها عرفان بجميل والدها منه لعلاج شقيقه رغم استغرابها ؛ لكن الان فقط ادركت السبب الحقيقي
اطرقت ببصرها ارضا والصمت بينهما كان الحاضر الوحيد الذي يعكر صفوه سوى هدير موج البحر ،قبل ان تبتلع ريقها وتقول بمرارة وهي ترفع عيناها تناظره بخيبة لا تجد لها مبررا
كنت تسخر مني ومن ابي طيلة هذه المدة
اراد قول شيء لكن نبرة صوتها المرتفعة وهي تصرخ في وجهه اوقفته
لماذا لم تقل شيئا؟ لما لم تواجهني او تواجه ابي ام انك لم ترد ان تنغص استمتاعك بحالنا
صرخ هو الاخر مدافعا بشدة عن موقفه ، يرفض ان تراه بهذه النظرة
لا والله ، لم افكر هكذا ولو للحظة يا عهد ، مقامك كبير عندي ومقام السيد شاهين على راسي وما كان صمتي....
توقف للحظات والالم الذي في ذراعه من ذلك الجرح يحرقه كالنار ...غضب عهد اعماها عن رؤية شحوب لونه والعرق الذي يغرق في وجهه لتصيح بحرقة
بالطبع لا تجد مبررا لخبثك ولؤمك
لم يعد صخر قادرا على التحمل فخر على ركبته و اه الالم تنازع لتخرج من شفتيه
فزعت عهد لحالته هاته بعد ان انتبهت لها اخيرا وهتفت بخوف
صخر مابك
كلمة واحدة قالها قبل ان يغيب عن الوعي
عهد
اسرعت عهد تتلقفه بين ذراعها قبل يسقط ارضا وهي تنادي باسمه برعب
صخر .. صخر بالله عليك اجبني ...صخر
لم يعد يتحرك وبالكاد يبدو انه يتنفس ، اي احد مكانها كان سيرتعب مهما بلغ من درجات ظبط النفس ، خاصة لو كانت فتاة , لحسن الحظ عهد ليست فتاة عادية ، لم تكن يوما ولن تكون ابدا ، سرعان ما لملمت شتات نفسها ومددت الشيخ على رمال الشاطئ لتفحصه وتعرف ما حل به. كانت خائفة بل مرتعبة ، لكن ليس هذا وقت الخوف والرعب
مزقت كم جلبابه المخضب بالدماء وتفحصت الجرح بعينين مدققتين خبيرتين ، لم يكن عميقا لكن من لونة المسود و والانتفاخ و الزرقة المحيطة به خمنت ان...هتفت بجزع يا الهي.. واسرعت الى الرجل الذي طعن صخر وامسكت بسيفه تشتمه وتتفحصه وللأسف صدق تخمينها ..نصل السيف مسموم .
لقد اراد هذا الرجل قتل صخر باي ثمن ، ان لم يفلح السيف بفعلها فحتما السم سينهي امره
في هذه اللحظة بالذات ادركت انه لايهمها ان كان يعرف انها فتاة ولا حتى لو عرف العالم باسرها كل ما يهمها ان ينجو صخر وان لا يموت ادركت في هذه اللحظة الفارقة بين الموت والحياة انها تحب هذا الرجل الذي يصارع الموت.
اسرعت لركاب حصانها ولسانها يلهج بالدعاء لله ان ينجي صخر واخرجت الحقيبة الجلدية التي اعطاها لها والدها ، افرغت محتوياتها على الارض وبدات تبحث بين تلك القوارير الطبية الصغيرة كان والدها امدها بكل ما قد تحتاجه من ادوية ان لا قدر الله تعرضت لمكروه . حتى مراهم لسعات النحل لم يغفل عنها ...اخيرا وجدت القارورة المنشودة ، ترياق سم الافاعي، هبت اليه لكن قدمها تصلبت و الشيطان يصور لها اسوء ما قد يحدث ، ماذا لو كان السم الذي وضع على النصل ليس سم افعى بل سم نبات او سم عناكب او xxxxب...ربما سيزيد الترياق حال صخر سوء
***********************************

ظل يحوم حول منزل عمه كفهد مفترس يتحين الفرصة لينقض على فريسته ، لن يسمح لهذه الزيجة ان تتم ، على جثته ان تتم، لم يتوقف عند الاسباب ولا تهمه السبل ليحقق غايته وغايته الان الا تكون ميسم لرجل سواه .
انتظر حتى حلول الظلام لينفذ خطته، كان يعرف مداخل ومخارج المنزل جيدا وكان يدرك جيدا انه اذا تسلق سور المنزل من جهة الحديقة الخلفية فلن يراه احد وسيكون قريبا من الملحق الخاص باسرتها ، وبالفعل ما حسبه هو ما كان ، ما ان قفز عن السور حتى وقف امام باب المنزل الصغير ، تحرك وهو يتلفت حوله حاول فتح الباب لكنه كان عصيا وان استخدم القوة سينتبه له احد سكانه .فلم يجد سوى الدخول من احدى النوافذ التى كانت دفتها مواربة
يا لحظك يا ابن المنذر
حدث بها نفسه عندما وجد نفسه في غرفة ميسم التي فزت في جلستها عندما شعرت باقتحام احدهم غرفتها
التقت عيناهما وعندها ايقنت انه لا ينوي خيرا فهذه ليست عيانا صقر بل عينا الوحش الذي يتلبسه وقبل ان ينطق بحرف هجم عليها وكمم فمها وهمس بحقد في اذنها
تريدين ان تتزوجي ابن خالتك يا ابنة عابد ، لا والله لن يحدث


وداد ألبوران غير متواجد حالياً  
قديم 03-03-22, 08:22 PM   #437

لو لو جوري

? العضوٌ??? » 495771
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » لو لو جوري is on a distinguished road
افتراضي

يعني بعد الغيبه الطويله دي يا وودي تنهي الفصل علي المشهد المرعب دا طمنينا ببلييييييز علي الأبطال والله اشتقنا جدا 😘😍😘😍 لهم

لو لو جوري غير متواجد حالياً  
قديم 04-03-22, 03:43 PM   #438

روان ومروان

? العضوٌ??? » 424059
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 122
?  نُقآطِيْ » روان ومروان is on a distinguished road
افتراضي عهدي انا

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم استغفر الله العظيم وأتوب إليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

روان ومروان غير متواجد حالياً  
قديم 07-03-22, 02:12 AM   #439

سحر عطية

? العضوٌ??? » 480908
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » سحر عطية is on a distinguished road
افتراضي

حمدلله على سلامتك و لعل المانع خير و أخيرا رجعنا تانى يا ريت نعرف المواعيد

سحر عطية غير متواجد حالياً  
قديم 08-03-22, 11:44 PM   #440

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الواحد والثلاثون
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
امسكت برأسها الثقيل وارادت ان تعتدل جالسة فوجدت يده تمتد لتساعدها ، وفي الحال تذكرت فعلته، لطمت يده و صرخت في وجهه

ايها الوغد كيف تجرؤ

اشار بعينيه للخادمة ، ينبهها بوجودها معهما في الغرفة ، حتى وان كانت خادمتها الوفية فالحرص واجب والخوف كل الخوف من زلة لسان تودي بهما للهاوية

صمتت جليلة مرغمة لثواني ، ثم امرت الخادمة ان تحضر لها بعض الماء ، وفور خروج هذه الاخيرة انهالت بصفعة قوية على وجه عسران الذي لم يحرك ساكنا ، في حين اضافت هي

يبدو انك نسيت او تناسيت من تكون السيدة جليلة ابنة السيد حبيب ايها الوضيع

صفعته مرة ثانية وتابعت مستنكرة

تمد يدك علي انا ، هزلت والله ، يبدو انني دللتك كثيرا

رفعت يدها لتصفعه ثالثة لكنه امسكها قبل ان تلامس خده وضغط عليها بقوة

لقد تركتك تفرغين غضبك بما يكفي يا سيدة جليلة فاهدئي الان واسمعيني جيدا

ترك يدها وتراجع خطوة للخلف عندما سمع طرق الخادمة على الباب والتي لاحظت توتر الجو بينهما لكنها لم تعلق ، واكتفت بوضع ابريق الماء والكوب على الطاولة التي تتوسط الجناح وقالت

هل تامريني بشيء اخر

ردت باقتضاب : لا فآثرت الخادمة الانسحاب وتركهما على انفراد

سيعود السيد بعد قليل ولا يجب ان يراك هنا ، اخرج فانا لا اطيق رؤيتك الان

قالتها بصوت خافت لكنه قوي النبرة ثم اشاحت بوجهها عنه، اما عسران فبقي واقفا يطالعها بغضب يفوق خاصتها لكنه يكتمه

ان كنت لا تطيقين رؤيتي فلابأس لكني لن اخرج قبل ان تسمعي ما لدي ، لن اسمح لك بإجهاض طفلي الذي في بطنك يا سيدتي ولو انطبقت السماء مع الارض

هتفت به وكلاهما يحافظ على خفوت صوته

ومن انت لتسمح او لا تسمح انت مجرد خادم لدي ، آمرك فتطيع ، اطلب فتنفذ .

وانا لم اعترض ولن اعترض يوما ، فعلت كل ما طلبته ، حتى اني ازهقت روحا من اجلك ومستعد ان افعلها مجددا ان انتي امرت ، ولكن ادعك تقتلين طفلى فعلى جثتي .

لم تعهد منه هذا التمرد ولأول مرة تراه بغير ثوب الخنوع الذي البسته اياه ، لا تنكر انها تشعر بالخطر الان يهددها منه لذلك فالأفضل الا تستفزه في الوقت الراهن حتى تفكر في حل يقيها شره ، قررت مهادنته فقالت متسائلة

وكيف سأبرر لزوجي هذا الحمل عندما يبدأ بطني بالبروز

سمعا صوت عربة السيد من الخارج لينهي عسران المحادثة

لقد عاد ، سأذهب الان قبل ان يراني وسأخبرك غدا بالحل الذي توصلت اليه وصدقيني يا سيدتي فيه من الخير لك الكثير.

خرج من الجناح تاركا اياها تتميز من الغيظ كانه هو السيد وهي الخادمة لكن لابأس ستعرف كيف تتخلص منك

*******************

مقاومتها بجسدها الضئيل امام قوة جسده العضلي كانت واهية تكاد لا تذكر، كان صقر اعمى عند دموعها وعن عجزها ، عن كل شيء سوى رغبته في نيلها و ان يطبعها بطابعه ، وعندما نجح في نزع ثوب نومها عنها أيقنت انها هالكة لا محالة توقفت عن الحركة ووضعت يدها على يده المكممة لفمها ، حركته الواهنة تلك رغم ضعفها جعلته يتوقف تماما وينطر ليده المبللة بدموعها فسألها بخفوت وبنبرة مخيفة

كل هذه الدموع من اجل ابن خالتك الغبي

حركت راسها نافية بضعف فابعد يده قبل ان يقول بتحذير

اياك ان تصرخي

همست بقهر تستجديه وهي مازالت ترزح تحت ثقل جسده

اتوسل اليك يا صقر لا تفضحني، استحلفك بالله ان لا تجعلني اكرهك واكره نفسي لأنني احببتك

ما زادته كلماتها الا غضبا فانقض عليها يقبلها بعنف ولمساته تعيث فسادا بجسدها وهو يقول بين الفينة والاخرى

تحبينني وتريدين الزواج من ذلك الابله وضاح، تريدين خداعي يا ابنة عابد

اقسم اني احبك

اذا استسلمي لي ، كوني لي وحدي يا ميسم

همس في اذنها بنبرة مغوية اوشكت ان تئد مقاومتها لولا صورة والدها التي لاحت بمخيلتها لتمدها بالقوة التي تحتاجها لتقول

سأكون لك وحدك لكن في الحلال ...في الحلال فقط يا صقر. إما ان تنالني في الحلال وإما ان تقتلني إذا استمريت فيما تنوي..

**********

ارتجفت يدها الممسكة بالقارورة و هي تنظر صخر بعجز, نظرت الى السماء ثم حسمت قرارها ، اسندته و جعلته يتجرع بعضا من محتوى القارورة ثم ركضت بسرعة و وربطت لجام حصانه بحصانها ثم بصعوبة حملته ووضعته على صهوة جوادها , ركبت خلفه لتمسكه كي لا يقع وانطلقت بأقصى سرعة لتعود للقرية.

رغم ضوء القمر الذي ساعدها كي تتبين طريقها لكنها وقفت في مفترق الطرق حائرة ، لا تذكر انهما مرا من هنا عند مجيئهما لشاطئ البحر. نظرت لصخر الذي كان مازال غائبا عن الوعي والعرق يتصبب منه ، تحسست جبهته واذا بجلده يكاد يحترق من شدة الحرارة ؛ حتى ما معهما من ماء نفذ بعد ان كانت تبلل به وجهه بين الفينة والاخرى

اوشكت على البكاء وهي تلعن نفسها ورغبتها في رؤية البحر ، عاودت النظر الى صخر واول ما فكرت به انها يجب ان تفعل شيئا لهذه السخونة والا ستقضي عليه ، ومن رحمة الله بهما انها سمعت خرير المياه فتحركت باتجاهه لتجد النهر على مقربة منهما

انزلت الصخر عن ظهر الجواد ومددته على ، وربطت الحصانين في جذع الشجرة قبل ان تشعل النار وتملأ قربتي الماء ، ورغم ان التعب قد بلغ بها مبلغه الا انها قاومته لتكمل ما تفعل ، مزقت قطعة من ملابسها وغسلتها جيدا في ماء النهر قبل ان تستعملها كمادة تخفف بها من حرارته وعيناها تمسحان المكان خشية خطر مصدره حيوان مفترس او لص او قاطع طريق ولحسن الحظ وقعت انظارها على عشبة تنمو بكثافة في قريتهم يتناولها المزارعون لتمدهم بالقوة اثناء العمل في حر فصل الصيف وتعوض ما فقدت اجسادهم من مياه وهي ايضا تعطى للمريض ليستعيد صحته.

قطفت بعضها وغسلتها جيدا ولاكتها جيدا في فمها قبل ان تضعها في فم صخر وتساعده على بلعها وتامل ان يستعيد وعيه بسرعة ان ان يمر بهم احد يرشدها الى طريق قرية القيسيين.



*********

فلتت اعصابه ولم يعد يحتمل الجلوس والانتظار دون ان يحرك ساكنا، ربما تكون عهد في مازق وتحتاجه لإنقاذها وهو يقبع هنا في البيت كالنساء ينتظر خبرا

تبا لكم ، سأخرج للبحث عنهما.

صاح بها بوجه وميض وعروة واتجه راكضا باتجاه الاسطبل ليأخذ حصانه يصحبه نداء هذا الاخير باسمه ، الا انه لم يتوقف ولم يلتفت له، يكفيه ما اضاعه من وقت بسبب برودهم

تحدث وميض وعيناه تشيعان وضاح

انا اشاطره قلقة يا عروة، اخشى ان يكون الشيخ او عهد في خطر

برر عروة نفسه قبل ان يبرر لحارس اخيه في محاولة لطرد المخاوف التي بثها فيه وضاح

انتما تهولان الامر ، اخي اعتاد على مثل هذا الغياب الذي قد يمتد لأسبوع ، ام انك نسيت

انت من نسي انه قبل ذهابه يخبرنا بمكانه واكون انا معه وبعض الحراس .... اخبر السيد ليخبرنا كيف نتصرف وانا سأذهب لأوقف ذلك المتهور ، فقد يتوه او يضيع وهو جاهل بمخارج ومداخل مناطقنا

كان حمزة قد حمل جثة زوجته في جناحهما كما امرته امه وترك لها الامر لتتولاه وعند خروجه منه وجد عروة في وجهه يلهث ويقول من بين انفاسه المتقطعة

اخي صخر لم يعد بعد يا حمزة ووميض ووضاح قلقان من ان يكون مكروه قد الم بهما

ماذا؟ كيف لم يعد بعد وقد انتصف الليل؟ ولماذا لم تخبرني سوى الان؟

ردة فعل حمزة الغاضبة اربكته و جددت مخاوفه وهو من كان يظنه سيطمئنه ويؤكد له ان الاخرين يبالغان في قلقهما

قبل ان يتمالك نفسه صرخ حمزه به

اخبر الحراس ان يجتمعوا في ساحة المنزل لنخرج للبحث عن الشيخ ريثما احضرت سلاحي.

**************
جلس مقابلا لها على ذات السرير لا يفصل بين وجهيهما سوى سنتميترات قليلة يمعن النظر في تلك المنكمشة امامه تلف جسدها في لحاف رقيق تستر منه ماطالته يده , لم يكن امامها سوى هذا الاقتراح والا كان صقر سيلحق العار بعائلتها ، لتنالي ما جنت يداك يا ميسم ، هذا صقر الذي احببت والتمست له العذر

ردد صقر بهدوء، وبصراحة وجدت رغبتها صدى في نفسه ، هو لم يفكر يوما في الزواج الا انه لا يعترض على زواجه من ميسم ، كان سيجن عندما سمع انها ستتزوج بوضاح ، شعر بغصة وحرقة في قلبه انسته تفكيره في جليلة ومسعود والعرافة والقرية وما فيها، ولاول مرة يكبح جماح رغبته في امرأة و يخضع لطلبها .
ليكن بالحلال اذن كما تريدين ...لكن اهلك لن يوافقوا .
همست بصوتها المرتجف المذعور
و والدك ..لا احسبه سيوافق ايضا
الرعب منه الجلي في عينيها يزعجه كثيرا ولكنه يعرف كيف يمحوه ولا يترك سوى ولهها وبه وعشقها له كما كانت وكما ستكون دائما لذلك قال بلا مبالاة
موافقته وحذائي صنوان ، لا تشغلي بالك بالشيخ واخبريني ، ماذا لو رفض والدك انت
-ابي لا يرفض لي طلب ، انا كفيلة باقناعه وحتى لو لم يقتنع المهم انني لن اتزوج وضاح
امسك بخصلة من شعرها يتشممها ثم همس
_بل المهم ان تكوني لي، زوجتي كما طلبت ، حتى لو اضطررت ان اتزوجك خطفا كما فعل عمي شاهين مع زوجته الراحلة .
نهض واقفا وفتح باب النافذة ليخرج كيف دخل لكنه توقف وسالها دون ان ينظر اليها
احقا تحبينني يا ابنة عابد
تجرأت ورفعت نظرها اليه وقالت دون تفكير
حبك دائي الذي ليس له دواء يا ابن الشيخ ، لكنك بفعلتك هذه اقمت بيني وبينك جدار لن ينهدم ابدا
كور قبضته و جوابها الغير متوقع هزه بشكل لا يصدق .
********************************
منذ مدة ليست بالقصيرة وهم يبحثون ولا اثر لأي منهما، وبمرور الوقت الامل بالعثور عليهما يصبح ضعيفا ، و يصبح وضاح اكثر عصبية وتوترا كما هو الان عندما لكم جدع الشجرة عدة مرات حتى احدث بيده جرحا بليغا وهو يستم ويلعن
-اهدأ يا وضاح والا فعد للقرية وانتظرنا ،اعصابنا لا تحتمل توترك
هتف بها حمزة بنزق وهو على صهوة جواده في الوقت الذب سمع وميض ينادي عليهم بعد ان تفرقوا كل يبحث في اتجاه، ركض حمزة ووضاح ومن كان معهما من حراس الى مصدر الصوت . قلوبهم سقطت في ركبهم عندما وجدوا عددا من الجثت على الشاطيء وعروة يبكي وهو ممسك بعمامة اخيه التي تعرف عليها حمزة في الحال وهي ملطخة بالدماء،اما وضاح فقد وقف على حافة الانهار عندما لمح غمد خنجر عهد بالقرب من احدى الجثث ،همس بجزع
يا الهي !
كان الاكثر تماسكا هو وميض الذي قال بتعقل
اظن ان هؤلاء الرجال قد اشتبكوا مع شيخي و السيد عهد
انقض عليه وضاح ممسكا اياه من تلابيبه
واين هو عهد ؟ اين عهد ؟ ماذا ساقول لعمي شاهين ؟
حافظ وميض على هدوءه وقال
انا واثق انه بخير والشيخ صخر ايضا بخير والا لا سمح الله كنا وجدنا...
قاطعه حمزة بحزم وقد انقضى تشتته
_ قلت لك اهدأ يا وضاح والا اقسم ان اجعل الحرس يقيدونك
مسح حمزة على وجهه ورأسه بعنف وهو يسمع حمزة يسال وميض عما يجب فعله ليقترح هذا الاخير ان ينفصلو ا ويتابعوا البحث باتجاه النهر وجزء يذهب باتجاه الغابة و بالفعل انطلقوا حسب توجيهات وميض.

عهد!!!
لم تصدق عهد التي كانت تضع الكمادة على جبين صهر المشتعل اذنيها عندما سمعت صوت وضاح ، وهذا الاخير لم يصدق نفسه عندما عثر عليها اخيرا بعدما كاد يموت رعبا بعد منظر الدماء الذي رآه على شاطيء بالقرب من غمد خنجرها
احتضنها بقوة ولسانه يلهج بالحمد ثم ابعدها عنه يسالها بلهف وعيناه تتفحصانها
- هل انت بخير ؟ ماذا حصل لك ( وبعد ان انتبه اخيرا لصخر) وما به الشيخ
وقبل ان تجيب عن هذا الكم من الاسئلة صعق الاثنان عندما سمعا صخر يقول بصوت متوجع
_عهد حبيبتي سامحيني !!!


وداد ألبوران غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.