آخر 10 مشاركات
269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          إغراء النسور - آن ميثر ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          1121-زواج ألزامي- بيني جوردان -دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          Harlequin Presents - October 2013 (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          Harlequin Presents April 2013 (الكاتـب : سما مصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree352Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-20, 05:16 PM   #1

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
Rewitysmile1 عهدي أنا




بالفصل الاول:
قبل سنوات....
قرية التل الاسود او قرية العدنانيين كما يطلق عليها اهلها اقوى واكبر واغنى القرى بالبلاد تحكمها عادات و قوانين يحرص شيخها ذو الفقار العدناني على تنفيذها و عدم تخطي حدودها
حال النساء بهذه القرية كحال باقي القرى بالمنطقة فالمرأة مواطن من الدرجة الرابعة هذا اذا صح ان نسميها بالمواطن فللأسف الاحصنة و الدواب تحتل مكانة اهم منها و الأسوأ انهن اعتدن على هذا الوضع حتى اصبح طبيعيا
الشيخ ذو الفقار يحكم هذه القرية بيد من حديد لا يجرأ اي أحد على معارضته او حتى مناقشته في اي قرار يتخذه لذلك كان المجلس العشائري الذي يضم سادة القرية والذي يعقد للتشاور كقلته فالحكم اولا واخيرا للشيخ ذو الفقار .
قسوته و صلابته كانت تتلاشى عندما يكون برفقة زوجته حبيبته وابنة عمه نوايا يتحول الى رجل رقيق و حنون كل غايته خلق ابتسامة على ثغر حبيبته و ام ولديه منذر صاحب العشر سنوات وخولة ذات الثمان سنوات
انهارت سعادته بعد ان توفيت نوايا بعد اربعين يوما من ولادة ابنه الاصغر التي اصرت ان تكون هي من تسميه على عكس ما اعتادوا ان الاب هو من يسمي اولاده الذكور
شاهين ابنه الصغير والحبيب و كيف لا وهو يشبه والدته بكل شيء يملك نفس عيونها العسلية و نفس لون شعرها الاسود ونعومته صورة مصغرة عنها .
كانت خولة تحبه كثيرا وتعتبره ابنها رغم صغر سنها اما المنذر فقد كانت غيرته منه تزيد كل يوم و في كل موقف يلمس تفضيل والده لشاهين عليه رغم كده بالعمل واهتمامه بالأرض التي زاد محصولها منذ ان تولى شؤونها

كلما كبر شاهين كبرت معه رغبته للتعلم والاستكشاف و كلما تعلم اكثر كلما فهم و ازداد وعيه ليتمرد على عادات وتقاليد قريته الظالمة و كلما ازداد اصطدامه مع اخيه و اتسعت الهوة اكثر بينهما .
الميزة التي يتمتع بها شاهين و التي لا يستطيع احد انكارها انه كان تاجرا ذكيا و مفاوضا داهية اذا دخل صفقة يخرج منها بعشرة اضعاف الربح المتوقع لذلك اعتمد عليه والده بأمور البيع والشراء بباقي القرى والقبائل بهدف تحقيق مكاسب اكبر من جهة و ابعاده عن امور القرية كونه كان يلمس منه بذور المعارضة . وفي احد الايام امره والده بشد رحاله الى قرية جوما القريبة منهم للاتفاق مع شيخها على شراء كميات من الملح حيث كان يعتبر من المواد الغالية و المهمة
عندما وصل الى منزل الشيخ ضرغام وعرفه بنفسه رحب به ترحيبا يليق بابن الشيخ ذو الفقار واصر على ان لا يتحدث معه باي امر من امور التجارة قبل ان يتلقى واجب الضيافة ، وصل الى مسامع شاهين اثناء تناولهما الغذاء ضجيج من الخارج
-ما هذا الصوت يا شيخ ضرغام؟
اجابه وهو يلوك قطعة اللحم و يده تمسك بقطعة اخرى اكبر
-البارحة صدر حكم طرد بحقيرة عاهرة واليوم موعد التنفيذ
نفض يديه عن الطعام و اتجه الى النافذة ليرى امرأة ملابسها ممزقة و الدماء تسيل من جرح غائر بجبينها غطت كامل وجهها واثار الجلد واضحة بصورة مؤلمة على ظهرها وتحاول جاهدة ان تحمي بجسدها الطفل الصغير الذي تحمله كي لا بصيبه حجر طائش من الاطفال الذي يرمونها بالحجارة و خلفهم رجال القرية مهللين ، لم يحتمل ذلك المشهد و اندفع كالطلقة خارجا من منزل الشيخ الى الساحة ليقف بين المرأة والجمع الغفير و صاح بصوت جهوري
-ما هذا الذي تفعلونه بحق الله
ليجيبه صوت احدهم
-ومن انت ايها الغريب؟
جاءهم صوت الشيخ ضرغام من الخلف
-انه ضيفي السيد شاهين ابن الشيخ ذو الفقار ،( اقترب من شاهين شاقا طريقه وسط الحشد ) تعالى يا بني ودع الرجال ينفذون الحكم
نظر له باشمئزاز وقال بصوت غاضب
-رجال ؟ وهل من الرجولة التنكيل بامرأة و كشف عورتها امام كل اهل القرية ايا كان الذنب الذي اقترفته ، اين نخوتكم و شهامتكم
بدأ الشيخ يغضب
-اسمع يا فتى لا تتدخل فيما لا يعنيك و لتدخل الان الى الديوان لننهي اتفاقنا وبعدها تعود الى قريتك
-لا يوجد اي اتفاق بيني و بينك و لا يشرفني ان اضع يدي بيدك
هاج الرجال وبدأوا بالصراخ و حاول بعضهم التهجم عليه بالعصي بينما هو ظل واقفا شامخا حاملا عصاه بوضعية التأهب .
الشيخ ضرغام يدرك قوة عشيرة العدنانيين و لو مس ابن كبيرهم باي سوء فلن تكفيهم رقاب كل اهل قرية جوما فداءا له
لذلك حكم عقله و رفع يده يوقف رجاله
-اكراما لوالدك سأدعك تخرج سالما و سأتغاضى عن وقاحتك
-ما كنت لاسميها وقاحة يا شيخ يا كبير القرية يا من تعرف حدود الله وعلى كل حال لن اخرج دون المرأة و الطفل
لم يمهله الرد و ركض الى باب منزل الشيخ ، فك رباط حصانه و سحبه خلفه ، ساعد المرأة التي لم تتوقف عن البكاء حتى اعتلت الحصان و مد لها الطفل و سحب حصانه مبتعدا تحت انظار الجميع دون ان يجرؤ احد على ايقافه

عندما ابتعد مسافة كافية توقف عن السير و ساعدها للترجل عن الحصان بعد امسك عنها الطفل
-لا داعي للبكاء يا سيدة انت الآن بخير
-الله وحده سيجزيك عن انقاذك لنا، انا لا اعرف كيف اشكرك
-الشكر لله وحده وكما قلت لهم مهما عظم ذنبك فلا يحق لهم ان يتصرفوا بذلك الشكل .
-كل ذنبي ان..
قاطعها
-ان لا اريد ان اعرف ،
قالت بانفعال
-يجب ان تعرف ، انا لست عاهرة مثلما كانوا يهتفون ، انا اشرف منهم ومن نسائهم و هذا ذنبي الذي عوقبت عليه
-حسنا لكن اهدئي من فضلك
بدا كانها لم تسمعه واسترسلت تحكي وتفضي بما في صدرها
-زوجي يعمل دليلا لقوافل التجار وقوافل الحج وقد ذهب هذا العام الى الحج منذ اكثر من بضعة شهور و طيلة هذا الوقت كنت اتعرض لمضايقات سرمد ابن الشيخ ضرغام وطبعا من المستحيل ان افتح فمي و اشتكي و اكتفيت بتجنبه و اخذ حذري منه لكن ذلك لم يردعه بالعكس تمادى الى درجة انه تهجم علي داخل منزلي ، اخطأت عندما دافعت عن نفسي و صرخت طالبة النجدة
ازداد بكاءها و همست بصوت مختنق
-اخبرهم اني انا من استدرجته الى منزلي و اخبرهم كذبا اني صرخت عندما رفض اعطائي المال ، طبعا صدقوه فهو ابن الشيخ و ما انا سوى زوجة صاحب دكان صغير ، جلدوني و احرقوا منزلي و الباقي انت تعرفه.
كانت الدماء تغلي بدماغه وقبضته تشتد كلما استمرت بالكلام وقبل ان ينطق سمع حركة من خلف الاشجار كانه هناك من يسترق السمع ، اشار لها بالتوقف واقترب من مصدر الصوت وقبض بيده على ذراع ذلك الملثم
-من انت ولماذا تتجسس علينا، هل ارسلك ضرغام ؟
جذب اللثام عنه ليتجلى امامه القمر بل الشمس في ضياءها و دفئها ، وجهها الابيض كبياض الياسمين و عيونها الخضراء التي اسرته منذ اللحظة الأولى و تلك الشفتان المكتنزتان اشبه بحبة الكرز
انتشله صوت السيدة التي هبت واقفة من سحر هذه الفاتنة و صاحت متفاجئة
-سيدة جورية !!!!
سحبت ذراعها من قبضته وتنحنح هو بحرج
-اسف
تجاهلته ووجهت كلامها الى ريحانة
-سامحيني يا ريحانة لم استطع انقاذك
-لا باس يا سيدتي الحمدلله الذي ارسل هذا الشاب بالوقت المناسب ( التفتت الى شاهين ) هذه السيدة الصغيرة جورية ابنة اخ الشيخ ضرغام
-اسف ظننتك ...
قاطعته
-غير مهم ايها الغريب
-اسمي شاهين
ظلا ينظران الى بعضهما البعض للحظات قبل تبعد عيناها عنه وتقول لريحانة وهي تضع رداءا على كتفيها يسترها
-ماذا ستفعلين الآن
-سأذهب الى اختي بديار بني مروان
تدخل شاهين بالحوار
-انها بعيدة عن هنا ، مسير عشرة ايام على الاقل ولن تستطيعي الذهاب بمفردك
اضافت جورية
-هل لديك اقارب بمكان قريب
-ليس لي احد سوى اختي
حسم شاهين امره وقال
-انا سآخذك الى اختك اذن
تحرجت منه فهي لا تريد ان تثقل عليه
-لا اريد ان اثقل عليك ايها الشاب يكفي ما فعلته من اجلنا
لكنه اصر وابى الا ان يكمل ما بدأه
-لن يكون ضميري مرتاح اذا تركتك تذهبين بمفردك، انتظريني هنا سأعود الى قريتي لأحضر العربة والزاد وسنشد الرحال قبل مغيب الشمس بإذن الله
شيعته جورية بنظرة اعجاب عندما امتطى حصانه ببراعة وانطلق به كالبرق.
عندما عاد كانت مازالت جورية لم تعد الى القرية لم تشأ ان تذهب قبل ان تطمئن عليها وهو ايضا كان يدعوا ان يجدها عند عودته ، رغبة خفية بالنظر الى تلك العيون اعترته طول الطريق
احتضنت ريحانة وقبلت الصغير واعطتها كيسا من المال
-قد تحتاجين الى شيء بالطريق
مد شاهين يده معترضا يد جورية و رعشة سرت بجسده عندما لامس اصابعها وشعور بالرضا تملكه وهو يشاهد حمرة الخجل تغزو وجنتيها لكنه قال بثبات
-انا سأتكفل بها و بما تحتاج بسفرها هي والصغير احتفظي بمالك .
عادت الى قريتها وكل تفكيرها مع ذلك الغريب لتهمس بصوت غير مسموع
-شاهين !!!!
نفس الشيء بالنسبة له ، لم يصدق ذلك الاضطراب الذي حل بنبضه فور رؤيته لجورية ، اه يا جورية ماذا فعلت بالشاهين .
****************
بقي على ديار بني مروان مسير يوم لكن الشمس اوشكت على المغيب لذلك فضل امضاء الليلة ايضا بالخان رغم اعتراضها ليكرر نفس الجملة التي يرددها عليها منذ ان شدا الرحال
-لن اغامر بالسفر ليلا و انتما برفقتي ، ان امنت شر حيوانات البرية فلن آمن شر قطاع الطرق
وصلا الى الخان و كالعادة اخذ لها غرفة هي والطفل الذي اخبرته انه اخو زوجها من زوجة ابيه وبعد ان اطمأن عليها واكد عليها ان لا تفتح الباب لاحد غادر ليحضر لهم الطعام .
في طريق العودة من السوق لاحظ جلبة قرب الخان و سأل احد الرجال الذين كانوا واقفين يتابعون ما يحدث بعيون فضولية
-انه فتى مصاب بوباء خطير ، اللهم احفظنا و يبدوا انهم سيحرقونه
قال بصدمة
-يحرقونه ! حي ؟؟؟
-نعم انه الحل الوحيد قبل ان ينتشر الوباء
لم ينتظر حتى يسمع بل شق طريقه وسط الازدحام حتى وجد نفسه امام فتى نحيل اصغر منه ب خمس او ست سنوات لم يتجاوز الرابعة عشر مقيد وملقى على الارض بينما اربعة رجال ضخام يقومون بوضع الاخشاب و الحطب غير مهتمين بتوسلاته
-ماذا تفعلون ؟
قالها شاهين وهو يوزع نظارته بين الفتى والرجال الذين قال احدهم بصلافة
-و ما شأنك انت ؟
بينما قال احدهم
-هذا الفتى مصاب بوباء ونحن نحاول التصرف كي لا يعدي القرية
ارى انه على ما يرام وجهه لا يحمل اي بقع
عاد الضخم الصلف
-انظر الى يده و ستعرف
انحنى شاهين جالسا القرفصاء بجانب الفتى و مد يده ليمسك بيد الفتى يتفحصها
اوقفه الضخم
-ماذا تفعل ايها الغبي الست خائفا من العدوى
تجاهله و نظر الى يد الفتى التي كانت متورمة بشكل مخيف و مزرقة وتملأها تقرحات كريهة استطاع ان يعرف ان الوضع هنا ليس وباء ، لم يكن ليخفى عليه الامر وهو من قرأ ودرس الكتب طبية منذ سنوات و خولت له رحلاته مخالطة الاطباء و العطارين والاستفادة من علمهم .
هب واقفا
-هل انتم اغبياء الا يوجد طبيب بهذه القرية
قال الضخم بعد ان بدأ صبره ينفذ
-و لما الطبيب الم ترى علامات الوباء
صاح بوجهه
-ايها الجاهل انه ليس وباء انها غرغرينا وعلينا نقله الى الطبيب فورا
اجابه ببلاهة
-غر...ماذا ؟
صاح بهم
اين الطبيب يجب ان تبتر ذراعه قبل ان تمتد الى باقي جسده
كان الجميع في دهشة مما يقول هذا الشاب وكرر سؤاله بحدة اكبر
-اين طبيب القرية يا قوم
قال احد الحاضرين
-للأسف قريتنا لا يوجد بها لا طبيب ولا حكيم ، اقرب طبيب لنا بديار بني مروان
شتم بداخله فهو لن يستطيع اخذه الى هناك وترك ريحانة و الطفل بمفردهما و بنفس الوقت لن يستطيع الانتظار الى الصباح لنقله معهم ، بعد دقائق من التفكير حسم امره....

*****************
اجفلت من الطرقات و سالت بتوجس
-من هناك
-انه انا شاهين احضرت لكما الطعام
نهضت بسرعة لتفتح له الباب
-تأخرت كثيرا ، ما بك تبدو متعبا
قال بابتسامة متعبة وهو يناولها الطعام
-أظنني سأغير نشاطي من التجارة الى الحكامة
عقدت حاجبيها بعدم فهم لكنه قال
-عمت مساء اراكما صباحا
ظلت واقفة تحدق به لكنها ابتسمت له
-عمت مساءا
عاد الى غرفته ونظر وتمدد على السرير وهو غير مصدق انه اقدم على هذا الفعل ، لقد بتر ذراع الفتى بنفسه لكنه لم يملك حلا اخر ، لم يعرف كيف قفزت تلك الفتاة الى مخيلته ليبتسم وهو يهمس جورية و يغط بنوم عميق .
تسلل خيط الشمس ليداعب جفنيه ، ابتسم مرة اخرى وهو مغمض عينيه غير راغب في الاستيقاظ من هذا الحلم الجميل الذي كانت بطلته تلك الجورية ، فجأة قفز من السرير كالملسوع وهو يستغفر الله و يستعيذ من الشيطان ، سمع طرقات الباب
-اسف يا ريحانة لقد سرقني النوم
-لا باس سأنتظرك بالأسفل
-لا .انتظريني بالغرفة
-حسنا
توضأ وصلى الفجر ثم غير ملابسه و خرج مسرعا الى منزل الفتى وبصورة ادق لم يكن منزلا بل كان كوخا من القصب ، دخل بعد ان فتح له شاب تبدوا عليه الطيبة تعهد له باللامس بالاهتمام به كونه يتيم ولا احد لديه ،سأله شاهين باهتمام
-كيف حاله اليوم
-مازالت حرارته مرتفعة و لم يتوقف عن الهذيان منذ الامس
اعطاه الكيس الذي يحمله و قال
-قم بغلي هذه الاعشاب و اعطه كاسا كبيرة مرتين باليوم و استمر بالكمادات ( اخرج بعض القطع النقدية من كيسه ) و اشتري له طعاما و فواكه
-هذا المال كثير يا سيدي
ابتسم شاهين وربت على ذراعه
-لا ليس كثير وانت ايضا تتعب وتحتاج الى مكافأة ، سأغادر الآن وسأعود بعد يومين و ان شاء الله اجده قد تحسن
************************
و هاهو قد اوصل الامانة الى اهلها و سلم ريحانة الى اختها وزوجها ، اصر زوج اختها على ان ينال واجب ضيافته ثلاثة ايام رغم ضيق حالهم وبساطة عيشهم لكنه شاركهم الطعام و امضى بمنزلهم ليلة واحدة واعتذر بكل تهذيب كونه يجب ان يعود الى قريته
عند باب المنزل وقفت ريحانة واسرتها تودعه بينما حمل هو الطفل و دس خلسة بعض المال بجيب جلبابه دون ان يراه احد كي لا يحرجهم وقالت ريحانة بامتنان
-لقد انقذت حياتنا ولا ادري كيف سأرد هذا الدين
انزل الطفل على الارض و ربت على رأسه قبل ان يقول دون ان تفارق وجهه الابتسامة
-لا داعي لرد اي شيء فقط لا تنسيني من الدعاء
-سأدعو لك كل يوم وبكل صلاة حتى اخر يوم بحياتي
صعد الى عربته واستدار بها وقبل ان ينطلق اوقفته ريحانة واسرعت راكضة اليه
-مالامر يا ريحانة هل تحتاجين شيئا
-اريد منك معروفا اخر اذا تكرمت علي
-اطلبي ما تريدين
اريدك ان تقابل السيدة جويرية
تهللت اساريره لكنه اخفى ذلك جيدا وقال
-لكنني لا استطيع الدخول الى قريتكم مجددا ثم لماذا سأقابلها
قالت مسرعة
-لا داعي كي تدخل القرية لتقابلها فهي تذهب كل مطلع الفجر الى الوادي الغربي لجمع الاعشاب الطبية
لم يستطع منع الابتسامة الصغيرة التي غزت ثغره من الظهور عندما قال
-وماذا سأقول لها
-اطلب منها على لساني ان تخبر زوجي اني بريئة ومظلومة و اني حافظت على شرفه في غيبته
ظهر التأثر واضحا بعينيه وعاهدها على ان ينفذ طلبها الاخير
-سأبلغها يا ريحانة برسالتك اطمئني .
ثم انطلق عائدا الى قريته لكن قبل ذلك عليه التوقف ليكمل ما بدأ
وصل الى قرية الفتى الذي بتر ذراعه و اثر ان يزوره في كوخه ليطمئن عليه ، كان قد تحسن قليلا لكنه كان حزينا و بائسا لدرجة كبيرة
-احمد الله يا عابد لقد لطف بك في قضاءه و ذراع افضل من روح
-الحمدلله على كل حال يا سيدي لكن من سيشغلني الان و انا....
لم يستطع المتابعة بعد اختنق الكلام بحلقه وسالت دموعه على خده
-لا تبكي يا عابد كلما اغلق بابا فتح الله برحمته ابواب
مسح دموعه بباطن يده وتمتم بخفوت
-ونعم بالله
-اذن ما رأيك ان تسافر معي الى قريتي مؤكد انني سأجد لك عملا هناك
رفع راسه اليه بسرعة وظهرت على وجهه ابتسامة متوترة
-حقا؟!! هل انت جاد يا سيدي
- ان كنت توافق طبعا و تستطيع السفر
اجابه بلهفة
-طبعا موافق و لما لا اسافر انا لا احد لي بهذه القرية
وهكذا رافق عابد شاهين برحلة العودة التي استغرقت وقتا اقصر من رحلة الذهاب .




روابط الفصول

الفصل الأول .... اعلاه
الفصل الثاني والثالث .... بالأسفل

الفصل الرابع والخامس نفس الصفحة
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر والحادي عشر نفس الصفحة
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر ج1
الفصل الثالث عشر ج2 والرابع عشر ج1 نفس الصفحة
الفصل الرابع عشر ج2
الفصل الخامس عشر ج1
الفصل الخامس عشر ج2 والسادس عشر نفس الصفحة
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون ج1
الفصل العشرون ج2
الفصل الحادي والعشرون ج1
الفصل الحادي والعشرون ج2
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون ج1
الفصل الثالث والعشرون ج2
الفصل الرابع والعشرون ج1
الفصل الرابع والعشرون ج2
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون ج1
الفصل السابع والعشرون ج2
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون ج1
الفصل الثاني والثلاثون ج2 والثالثه والثلاثون










التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 23-03-22 الساعة 12:05 AM
وداد ألبوران غير متواجد حالياً  
قديم 01-07-20, 05:33 PM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


تم نقل مشاركتك إلى الصفحة الرئيسية لإنها كانت في قسم المكتملة


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

Wafaa elmasry likes this.

قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 01-07-20, 09:13 PM   #3

Mini-2012

? العضوٌ??? » 456252
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,977
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » Mini-2012 is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺❤🌺❤🌺 🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺❤🌺❤🌺

Mini-2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
ﺎﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
قديم 02-07-20, 03:50 PM   #4

ميسم97

? العضوٌ??? » 462131
?  التسِجيلٌ » Feb 2020
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » ميسم97 is on a distinguished road
افتراضي فصل الاول كان مشوق جداً ابدعتي وداد ومنتظره القادم 💛💛💛

فصل الاول كان مشوق جداً ابدعتي وداد ومنتظره القادم 💛💛💛

ميسم97 غير متواجد حالياً  
قديم 02-07-20, 04:44 PM   #5

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
افتراضي عهدي انا الفصل الثاني

الفصل الثاني
كان شاهين متلهفا لرؤية جورية مرة اخرى و حمد الله ان ريحانة هي من طلبت منه ذلك فضميره لم يكن ليسمح له ان يسألها عنها كي لا تعتبره استغلالا لموقفها وضعفها واخيرا وصل الى قريته بجنح الظلام
دهش عابد عندما وتوقفت العربة امام منزل اشبه بالقصر بكبر حجمه وجماله
اهلا بك يا عابد هذا منزلي
-يا الهي لم اظن عائلتك بمثل هذا الثراء يا سيدي
ضحك شاهين بخفوت وقال بمرح
-هل تحسدنا يا عابد
اسرع عابد ليقول
-حاشا لله ادام الله نعمه عليكم يا سيدي
-امزح معك هيا لندخل
فتح الحارس الباب
-حمد الله على سلامتك وعودتك بخير يا سيدي
-شكرا يا وطبان هذا ضيفي عابد ادخله الى المضافة واحسنوا اكرامه
دخل الى المنزل الكبير وقبل ان يفتح تفاجأ بضحى زوجة اخيه تحمل مصاحا زيتيا وتفتح له الباب وتتحدث بخفوت
-اين كنت يا شاهين الشيخ ذو الفقار لم يترك مكانا لم يبحث عنك به
سالها بخفوت
-هل هو غاضب مني
اجابت وهي تلتفت وراءها
-كلمة غاضب لا تصف ذرة من حالته هيا ادخل والصباح رباح
-سأصعد الى جناحه عودي الى مخدعك قبل ان يراك المنذر
-ارجوك يا شاهين اجل المواجهة الى الصباح .
-لا تقلقي فهو الحاج ذو الفقار وانا شاهينه مهما غضب اعرف كيف اراضيه.

*****************
-مساء الخير يا ابا المنذر
قالها شاهين وعلى وجهه ابتسامة لم تقدر على اخفاء توتره بينما ظل الشيخ ذو الفقار موليه ظهره ناظرا امامه عبر النافذة ليقول بعد فترة من الصمت
-هل سمحت لك بالدخول ؟
تنحنح بحرج وقال بخفوت
-ما كنت لتسمح لي حتى الصباح
قال بنبرة حازمة
-اذا كان يجب ان تنتظر حتى الصباح
-لم استطع ان انام دون ان اراك يا ابا المنذر
ظل ينظر عبر النافذة صامتا قبل ان يقول
-تناديني ابا المنذر في كل مرة تعرف انك اقترفت خطأ فادحا
اقترب شاهين من والده حتى اصبح خلفه تماما وهمس
-ما كان علي ان اسافر قبل طلب الاذن منك يا والدي
نظر له من فوق كتفه وقال
-ليس هذا خطأك الوحيد يا شاهين ، تماديت كثيرا بتدخلك باحكام قرية اخرى و زدت على ذلك حمايتك لزانية فاجرة
ادرك ان من نقل الاخبار الى والده قد زيف الحقيقة ، وضع يده على كتف والده وهمس
-انت ادرى الناس بولدك يا ابا شاهين
قاطعه ذو الفقار و قد التفت اليه بالكامل
-ولاني ادرى الناس بك اعرف كم انك طائش اهوج
-لا والله لست لا طائشا ولا اهوج لكني ارفض ان ارى الظلم امامي و المنكر ولا اغيره ، المرأة لم تكن لا زانية ولا فاجرة وحتى ولو كانت الشرع يقول ان يقام عليه حد الله لا ان تنتهك و تهان بمثل تلك البشاعة لقد
قاطعه الشيخ ذو الفقار مرة اخرى قائلا
-سنتحدث غدا اريد ان انام الآن
يعرف ان والده لا يكرر كلامه مرتين لذلك استأذن وانصرف .
كان قد بقي اقل من ساعتين على اذان الفجر لذلك ذهب الى الاسطبل فقد اشتاق الى حصانه ، حتى سمع صوت الاذان ، صعد الى غرفته بسرعة توضأ وذهب الى المسجد وبعد اداء الصلاة عاد الى الاسطبل اخذ حصانه وانطلق بسرعة الى الوادي
رآها تحمل سلة من القصب تضع بها بعض الاعشاب ، رفعت راسها عندما سمعت صوت صهيل الحصان لتلتقي عيناها المندهشتين بعينيه المبتسمتين
ترجل عن حصانه و ربط لجامه بجذع شجرة وقال بابتسامة
-اسف ان أجفلتك
عقدت حاجبيها وهي تسأله
-هل وجودك هنا صدفة
ليس صدفة فانا احمل لك رسالة من ريحانة
سالته بلهفة
-هل هي بخير ، اوصلتها الى اهلها بسلام ؟
هز راسه ببطء مجيبا
-نعم الحمدلله ... وهي تطلب منك ان تخبري زوجها بحقيقة ما حصل عند عودته الى القرية.
اسرعت تقول بدون تردد
-بالطبع سأفعل ، لن اسمح ان يسمموا عقله اتجاه زوجته .
نظر لها مطولا نظرة اشعلت وجنتيها خجلا و اخفضت راسها وتكلمت بصوت خافت
-شكرا لك على معروفك مع ريحانة وشكرا على ايصالك الرسالة
لم يجبها بل ازدادت ابتسامته اتساعا و مد يده الى سلتها واخذ منها نبتة ثم
-جذور الكركم مفيدة للالتهابات كما انها تنقي الكبد من السموم
ارتفع حاجبيها و فغرت شفتيها وقالت مستغربة
-هل تفهم بطب الاعشاب
اعاد النبتة الى مكانها وقال
-ليس تماما لكني اقرأ كثيرا بهذا المجال ولدي العديد من الكتب عن الاعشاب استطيع ان اعيرك احدها
اخفضت راسها لتقول
-يبدوا انك نسيت ان الفتيات لا تقرأ ايها الغريب
اخذ نفسا عميقا وقال
-اسمي شاهين وليس الغريب ثم انني استطيع ان اعلمك القراءة لو احببت
رفعت راسها بسرعة لتساله و بعينيها بريق جميل
-حقا !! هل يمكنك هذا ؟
هز كتفيه ورد ببساطة
-ولما لا
وتابع بنبرة خافتة
-سيسرني ذلك اكثر مما يمكنك التخيل
شعرت جورية بحمرة الخجل وقالت وهي تتظاهر بالانشغال بترتيب اعشابها
-يبدوا انك تقرأ كثيرا
انحنى ليجلس على العشب الخضر وقال و عيناه تطالعان المكان
-القراءة والخيل كانا عشقي الاول
-قالت مستفهمة
-كانا ؟
رفع بصره الى عينيها الخضراوين وقال دون ان تفارقه ابتسامته
-نعم فأظن انني اصبحت اعشق لون الزمرد .
ارتبكت و زاد احمرار وجهها حتى ظنت انه قد ينفجر ولم تعرف ماذا تفعل او ماذا تقول فهتفت متلعثمة
-يجب...يجب ان اعود..الى...الى القرية

عادت الى قريتها وعاد هو الى قريته وحمد الله ان مواجهته لوالده قد مرت بسلام رغم التقريع والتوبيخ الذي ناله امام جميع سادة المجلس


مرت الايام وازداد انجذابه لجورية في كل مرة يلتقي بها بذريعة تعليمها الكتابة والقراءة وتحولت الدروس الى احاديث طويلة تشمل كل شيء ويوما بعد يوم ازدادت مكانته في قلبها ، كل شيء بها يأسره شخصيتها القريبة من شخصيته ، شجاعتها و طيبة قلبها وخجلها في كل مرة يتغزل بعيونها كل ما فيها يأسره .
.
وفي احد الليالي وكعادته مؤخرا بالجلوس بسطح منزل يقرأ احد الكتب ، لمح شخصا يحاول التسلل الى منزلهم ، وضع الكتاب جانبا والتقط خنجره ونزل دون جلبة ليتفقد الامر ، شيء ما منعه من مناداة الخفر و التصرف بمفرده ولحسن الحظ انه فعل فما ان وصل الى الجهة الخلفية من منزله وقفز بخفة على السور ليهاجم اللص من الخلف حتى صدم ان هذا اللص ما هو الا جورية .
جرها خلفه الى الاسطبل و طلب من عابد ان يمنع اي احد من الاقتراب من المكان
-بالله عليك توقفي عن البكاء واخبريني ماذا حصل لتأتي الى منزلي متسللة كاللصوص في هذا الوقت معرضة نفسك للخطر؟
همس بها شاهين بنبرة حانقة لجورية التي تدفن وجهها بين كفيها لترد بصوت مختنق
-غدا عرسي على سرمد ابن عمي....
بالله عليك توقفي عن البكاء واخبريني ماذا حصل لتأتي الى منزلي متسللة كاللصوص في هذا الوقت معرضة نفسك للخطر؟
همس بها شاهين بنبرة حانقة لجورية التي تدفن وجهها بين كفيها لترد بصوت مختنق
-غدا عرسي على سرمد ابن عمي
صاح غاضبا
-ماهذا الذي تقولين، سرمد ذلك الحقير الذي حاول الاعتداء على ريحانة ؟
هزت رأسها بنعم ، ازداد غضبه و امسك بكتفيها وهزها بقوة
-ولماذا لم تخبريني من قبل ، ماذا كنت تنتظرين؟ ان تصبحي زوجة ذلك الوغد.
جاء عابد راكضا
-سيدي شاهين ارجوك اخفض صوتك كي لا يسمعك احد الخفر
ترك شاهين جورية والتفت اليه محاولا كبت غضبه واردف بنزق
-حسنا عد الى مكانك و اذا اقترب احدهم من هنا اعطني اشارة دون ان تدخل علينا مجددا
بعد ان دلف عابد الى الخارج مجددا تهالكت جورية على الارض محاولة كتم شهقاتها وقالت بصوت مختنق
-كنت اظن اني استطيع اقناع والدي برفضي لسرمد خاصة انه لا يطيقه لكنه لم يستطع الوقوف بوجه اخيه ولو كنت اريده زوجا لما كنت فررت اليك
انحنى اليها وامسك بكتفيها برفق هذه المرة وساعدها على الوقوف وقال لها وقد عاد نبرته الحنونة التي تعودت عليها منه رغم النار التي تستعر بداخله
-اهدئي يا جورتي لن تكوني لسواي اعدك بذلك
رفعت عيناها الدامعتين اليه وقالت بانكسار
-كيف يا شاهين ؟ لابد ان اهلي اكتشفوا هربي واصبح دمي مهدور واهلك سيرفضون بالتأكيد زواجك من فتاة هاربة لقد اصبحت وصمة عار لن تسمح عشيرتك ان تتلطخ بها
اطرقت براسها ارضا وهي تشعر بالخزي في تلك اللحظة لعنت تهورها لكنها ما كانت ستتحمل الزواج بسرمد الموت اهون لها و كم تمنى شاهين ان يضمها الى صدره ويبثها الطمأنينة لكنه قال بابتسامته التي تنفذ الى روحها
-ومن قال انك هربت من اهلك يا حبيبتي ؟
نظرت اليه فاغرة فمها وسرعان ما ابتعدت عنه خطوتين الى الوراء لتقول غير مصدقة متلعثمة
-هل..هل تريدني ان اعود الى قريتي ....فرطت ...فرطت بدم
قاطعها واضعا يده امام فمها دون يلمسه وهمس بعصبية
-لا تكملي يا جورية ...كيف استطعت نطقها بل كيف استطعت التفكير انني سافرط بدمك ..افرط بروحي ولا اجعلهم يلمسون شعرة منك
شعرت انها تائهة وتوقف عقلها غير قادر على فهم اي شيء لتهمس بصوت بالكاد يسمع
-ماذا تقصد ؟ انا لم اعد افهم اي شيء ؟
ربت على كتفها بلطف وهمس
-العرف يقول ان الفتاة التي تهرب يهدر دمها لكن التي تخطف
صمت و على وجهه ابتسامة ماكرة اصابتها بالعدوى لتبتسم هي الاخرى وتقول بلهفة
-تقصد انك ستخبر عشيرتك انك اختطفتني
-بالضبط وحينها سيجبر والدك على تقبل زواجنا و لن يستطيع احد مسك بسوء بعدها .
اقتراحه سينقذها لكنه حتما سيجر عليه المشاكل من كل حدب وصوب ، خفتت ابتسامتها واعترضت
-لن اوافق يا شاهين على فكرتك ا...
فهم ما يدور في عقلها وما تريد ان تقول ودون ان يستمع اليها خرج متجها الى منزله ساحبا ايها خلفه، لن يتركها للافكار تعصف بها ، ما حصل قد حصل و ما يجب فعله الآن هو وضع الجميع امام الامر الواقع واولهم والده الذي كان مازال بمجلسه هو وولده المنذر وعمه درار كانوا يتباحثون امر احدى الاراضي ، التفت اليها وامسك طرف غطاء رأسها ليغطي به وجهها وقال كلمة واحدة قبل ان يطرق الباب
-ثقي بي
سمع صوت الشيخ ذو الفقار يأذن بالدخول ، اخذ نفسا عميقا ودلف الى المجلس دون ان يترك معصمها
-ماذا تريد يا شا..
توقفت الكلمات بحلقه وهو يراه واقفا امامه برفقة فتاة متشحة بالسواد لا يظهر منها سوى عيناها الزمرديتين، رمقها بتعالي ووجه كلامه لابنه
-من هذه الفتاة التي معك وماذا تفعل هنا بهذا الوقت
تبا لهذا الحظ من بين جميع اعمامه لم يتواجد سوى درار الذي من المفترض ان يتزوج ابنته الصغرى بعد ان تزوج اخيه من اختها الكبرى ضحى
كرر الشيخ ذو الفقار سؤاله لكن بنبرة اقوى
-هل اصابك الصمم ، من هذه الفتاة يا شاهين
لا مجال للتراجع هكذا فكر قبل ان يقول
-انها جورية اختطفتها من قريتها و ستكون زوجتي غدا يا والدي
ثلاثة ازواج من العيون اتسعت على اشدها مذهولة مما قيل و كان اول من شق الصمت بغضب و عصبية كان درار عندما قال
-ايها الولد العاق منذ متى كان اولاد الشيوخ والوجهاء يرتكبون افعال الرعاع كيف سمحت لنفسك
اوقفه الشيخ ذو القفار بصوته الهادر
-كفى يا درار
ليتدخل المنذر
-عمي محق يا والدي شاهين لا يتوقف عن تصرفاته اللا مسؤولة و افعاله الرعناء التي تحط من شأن عشيرتنا و الله اعلم من اين جاء بهذه الحثالة التي معه
لم يتحمل ما سمع من اخيه ليندفع بالكلام وهو بغاية الانفعال
-صن لسانك يا منذر جورية ستكون زوجتي و ابنة اصل انها ابنة اخ الشيخ ضرغام ولن اسمح لاحد بإهانتها .
اغمض الشيخ ذو الفقار عينيه بإبهامه وسبابته وعم الصمت قبل ان تشقه صفعة هوى بها هذا الاخير على وجنة ولده ، تبعتها شهقة جورية واضعة يدها على فمها في حين كانت ابتسامة خبيثة قد ظهرت على وجه المنذر وسرعان ما اخفاها
كانت هذه اول مرة يضرب ذو الفقار شاهين ، رغم كل اخطاءه وتجاوزاته التي كانت ضد اعرافهم واصولهم لم يكن الامر يتجاوز التقريع والتوبيخ انما هذه المرة فقد تخطى جميع الخطوط الحمراء
تكلم الشيخ بحزم دون ان ينزل بصره عن شاهين الذي اخفض راسه و صدره يعلو وينزل بسرعة
-درار عد الى منزلك وسنتحدث غدا
اعترض قائلا
-لن اذهب الى اي مكان قبل ان اعرف كيف ستتصرف مع هذا الولد العاق
نظر له بطرف عينه و همس بنبرة خطيرة
-لن اكرر كلامي مرتين
ابتلع ريقه فهو يعرف اخاه حق المعرفة خاصة وهو غاضب لذلك خرج من المجلس على الفور
-منذر خذ الفتاة الى زوجتك واطلب منها ان تهتم بها
تحرك المنذر باتجاه جورية قائلا
-اتبعيني يا فتاة
نظرت الى شاهين بعيون دامعة خائفة ، امسك يدها مربتا عليها وقال لها مطمئنا
-لا تخافي واذهبي معه .
سارت خلف المنذر منكسة راسها تدعو ان يكون القادم اهون

جلس الشيخ على كرسيه وقال بهدوء
-اغلق الباب
اغلق شاهين الباب ثم عاد ليقف امامه ، استجمع شجاعته وتحدث قائلا
-ابي ارجو ان تضع بحسبانك قبل اي قرار ستتخذه بحقي انني لن اتخلى عن الفتاة
امسك الشيخ بعصاه بكلتا يديه واسند راسه على مقدمتها يفكر في حل لهذه الورطة ، كون الفتاة من الاكابر و ابنة اخ احد الشيوخ سيجعل الحل الوحيد هو زواج ولده منها عدا ذلك ستلومه باقي العشائر و تضيع هبيته لكن من جهة اخرى فأبناء الشيوخ لا يتزوجون سوى بنات اعمامهم وهو قد اعطى كلمته لأخيه ان يكون عرس ابنته على شاهين عند نهاية موسم الحصاد .
جمع ذو الفقار سادة عشيرته بساحة المنزل عوض المجلس على غير العادة و تفاجأوا بشاهين عاري الصدر ومقيد الى النخلة ، تعالت الهمهمات بين الرجال ليسكتهم خروج الشيخ اليهم حاملا سوطه و قد تخلى عن عصاه و عباءته دون ان يتخلى عن هيبته
-كما علمتم جميعا فان ابني شاهين قد اقدم على اختطاف فتاة من عشيرة اخرى ، فتاة ابنة كرام و من اصل كريم وطالما الاعراف تبيح ما اقدم عليه ولدي فلا يليق بي ولا باسم عشيرتي الا اتباع الاعراف والعادات و الليلة عرس شاهين و جميعكم مدعوون
كان الجميع ينظرون اليه برهبة غير قادرين على النطق بحرف عندما شمر على ساعديه و اضاف
-لكن شاهين اخطأ ، في حقي و في حق عمه و عشيرته و حسابه سيكون امام من اخطأ في حقهم و بيدي
ودون ان يزيد انهال بسوطه على ظهر شاهين الذي رحب بهذا الحساب و الف حساب في سبيل جوريته
جلدة واثنتين و ثلاثون ، اي عريس يتلقى ثلاثين جلدة في يوم عرسه سوى شاهين الثائر المتمرد ، كل جلدة جلدها لولده الحبيب كانت تلسع قلبه هو قبل ظهر ولده لكن هو الشيخ ذو الفقار قبل كل شيء
رمى السوط ارضا و بنبرة صارمة قال لولده البكر
-استدعي الحكيم ليداوي جراح اخيك و لتبدأ التحضيرات للعرس.

قضى يومه بغرفته ممددا على بطنه و الحكيم يغير ضماداته بين الحين والاخر لكن سعادته بظفره بجورية فاقت اي الم و ابتسامته التي لم تغادر ثغره تشهد على ذلك .
جلس شاهين بجوار والده و والد زوجته الذي بدا انه راض كل الرضى عن تلك الزيجة فشاهين مهما كانت عيوبه حتما سيكون افضل من ذلك الغبي سرمد اما هذا الاخير فقد كان غائبا عن المشهد حتى الان
علت اصوات الاهازيج و الهتافات التي تطلب خروج العريس لأداء رقصة الخنجر و لبى شاهين النداء و خرج الى الساحة حاملا خنجره الفضي وقبل ان تدق الطبول لتعلن بداية الرقصة جاء صوت الكريه صائحا
-انا سرمد ابن الشيخ ضرغام اتحدى شاهين ابن ذو الفقار نزالا ينتهي بموت احدنا .
اراد الشيخ ضرغام التدخل لكن عصا ذو الفقار اوقفته دون كلامه لينظر اليه ويهمس متسائلا
-هل ستسمح لهما بالنزال ؟
جاء الجواب من شاهين الذي نزع عباءته و رماها الى عابد و قال بحزم
-هل تريده نزالا بالسيف ام بالعصا يا ابن ضرغام
نزع سرمد عباءته هو الاخر ليخرج سيفه من غمده و يشهره بوجه شاهين ، حينها اعطى ذو الفقار اشارته بعينيه لاحد الرجال ليرمي السيف الى شاهين و تبدأ المواجهة.
كان التفوق واضحا لشاهين رغم انه ليس في افضل حالاته فجراحه اضعفته ونالت شيئا من قوته لكنه رغم ذلك كان يكر بقوة الصخر و يفر بخفة الفهد ،
انحنى عمه على اذن والده ليهمس بإعجاب:
-يبدوا ان تدريباتك قد اتت اكلها يا اخي
لم يجب بل كانت عيونه تشع بفخر وزهو وهو يرى ابنه يصول ويجول بالساحة فارسا بل افضل من اي فارس و بلحظة مباغتة كان قد اطاح بسيف سرمد بعيدا واضعا سيفه على عنقه
-لن اقتلك يا سرمد فانا لا اريد لشيء ان يعكر صفو هذه الليلة ، فلتغادر و اياك ان تخطوا قدماك هذه القرية مجددا .
واستدار عنه ليخطوا باتجاه والده الذي هتف بفزع
-احذر يا شاهين
التفت شاهين خلفه بسرعة ليرى سرمد قاما اليه يريد طعنه من الخلف لكنه كان الاسرع و تلقى ضربته بسيفه قبل ان يدفعه ليسقط ارضا ، وضع قدمه على رقبته
-عفيت عنك مرة و ساعفوا عنك مرة اخرى لكن قسما بالله لن تكون هناك ثالثة .
وانتهى العرس وغادر سرمد ووالده بخزي في حين ظل باقي الضيوف بضيافة العدنانيين لثلاثة ايام .
دخل الى مخدعه حيث كانت تجلس جورية على طرف الفراش تضم كفيها المنقوشتين بالحناء بتوتر فوق حجرها ترتدي عباءة بيضاء مطرزة بخطوط ذهبية و راسها ووجهها مغطيان بثوب من نفس اللون يعلوه تاج ذهبي
اقترب منها ببطء وقلبه ينبض بسرعة ، جلس بجانبه فابتعدت عنه قليلا الى حافة الفراش ، التوى ثغره بابتسامة صغيرة واقترب منها اكثر ارادت الابتعاد ثانية لكنه امسكها من خصرها قبل ان يقول مازحا
-ستسقطين ارضا .
رفع الغطاء عن وجهها و عن شعرها الكستنائي الذي يراه لأول مرة ، تخلل بأصابعه خصلات شعرها الطويلة التي تعدت خصرها ليهمس بصوت خافت اجش
-وأخيرا يا جوية
كانت ترتجف حرفيا وازدادت رجفتها مع كل كلمة يهمس بها ، ظلت مطرقة بوجهها و سألها هامسا
-الن تنظري الي ؟
بقيت صامتة لا تنطق بحرف ، امسك بذقنها ورفع وجهها اليه ليقبل وجنتها برقة و همس بنفس الرقة
-انظر الي يا جورية ، اريد ان ارى حجري الزمرد
رفعت له عينين دامعتين ، احتضن وجهها بين كفيه و سألها بخفوت
-اشتقت لك
ضمها الى صدره و هو يقول
-كم تمنيت ان احتضنك مثلما افعل الان و كم حلمت بهذا لكن الواقع احلى من الف حلم
انفجرت حينها بالبكاء دون ان يعرف السبب ، ابعدها عن احضانه قليلا
-ما بك يا حبيبتي هل ضايقك احد هنا
اجابته بصوت مختنق
-انا خائفة
امسك بكفيها بين يديه ليسألها
-مما انت خائفة وكيف تخافين وانا معك
سحبت كفيها لتغطي وجهها لتقول من بين شهقاتها
-خائفة ان ياتي اليوم الذي تعيرني فيه بعاري كوني هربت وجئت اليك و خائفة من اليوم الذي ستتزوج فيه من فتاة تنتمي لعشيرتك تليق بك
اعادها الى صدره و شدها اليه اكثر و همس بلوم
-ما تعتبرينه عار انا اعتبره تضحية و التضحية هي اسمى درجات الحب، اطمىني يا حبيبتي فانا لن اكون لسواك مثلما انت لن تكوني لسواي
رفعت وجهها اليه لتهمس بصوت مبحوح
-اتعدني
ابتسم لها و قبل جبينها ليقول
-اعاهدك امام الله يا جورية ، حرمت علي جميع بنات حواء من بعدك يا زمردية العينين
ابتسمت له ابتسامة طال انتظارها وعادت لتفن وجهها بصدره واحست باصابعه تمتد لحل ربطات عباءتها ، ابتعدت عنه بسرعة و صرها يعلو ويهبط غير قادرة على تنظيم تنفسها ، مد يده لها دون كلام وانتظر ان تقترب ، انتظر دقيقة و اثنتين و ثلاثة حتى اقتربت تمسك بيده قالت بنبرة خائفة
-شاهين
همهم بخفوت
-قلب شاهين
ابتلعت ريقها و قالت بصوت بالكاد يسمع
-اريدك ان انام بين ذراعيك دون شيء فقط انام ، احتاج ان انام هذه الليلة بامان افتقدته طويلا
رفع راسه الى السقف يحبس شهيقا محرقا ثم زفره بصوت مسموع ، ماتطلبه صعب بل مهلك ، كيف يكون بكذا قرب و تطلب منه ان...ان تنام فقط
التفت الى الطاولة وحمل خنجره و جرح باطن كفه جرحا طفيفا ثم مسحه بالشرشف و رماه على الارض تحت نظراتها الذاهلة
-ما..ماذا..ماذا فعلت ؟
قالتها بتلعثم وهي توزع نظراتها بينه وبين الشرشف الملقى باهمال
جذبها من خصرها اليه و همس بصوت اجش
-الا تعرفين انهم ينتظرون دليل العفة والرجولة
احتقن وجهها باللون الاحمر و اختفت الكلمات من قاموسها ، كيف سترد ماذا ستقول ودون ان يترك لها المجال لتفكر اكثر
سحبها الى الفراش و ساعدها لتتمدد بجانبه بين ذراعيه
وقال بغيظ لم يستطع ان يكتمه
-نامي يا جورية تصبحين على خير .
وان كانت تحب شاهين قيراطا فبعد تلك الليلة اصبحت تحبه اربعة وعشرين قيراطا.

searcher and Wafaa elmasry like this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 06-07-20 الساعة 04:59 PM
وداد ألبوران غير متواجد حالياً  
قديم 02-07-20, 06:06 PM   #6

nesrine la alegria

? العضوٌ??? » 454775
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 231
?  نُقآطِيْ » nesrine la alegria is on a distinguished road
افتراضي

متابعه عجبتني البدايه

nesrine la alegria غير متواجد حالياً  
قديم 03-07-20, 06:46 PM   #7

نجلاء الكاشف

? العضوٌ??? » 464263
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » نجلاء الكاشف is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق والنجاح الدائم

نجلاء الكاشف غير متواجد حالياً  
قديم 03-07-20, 08:01 PM   #8

وداد ألبوران

? العضوٌ??? » 474563
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » وداد ألبوران is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثالث من عهدي انا

الفصل الثالث
انهى صلاة العشاء و ظل واقفا على باب المسجد ينتظر سيده ، الحقيقة انه ليس سيده فقط بل صديقه ومنقذه ايضا فلولاه لكان قد خسر حياته وليس ذراعه فقط
اطل براسه مرة اخرى ليراه اخر الخارجين من المسجد، سار بجانبه في طريقهما الى الخان الذي يفترض ان يقضيا ليلتهما به وقال عابد قاطعا الصمت الذي طال
-سيدي شاهين ما لأمر منذ الصباح وانت شارد كأن هناك ما يقلقك
بقي على سكوته الى ان وصلا ، رفع راسه الى السماء ثم نظر الى عابد ليقول بنبرة حازمة
-اذهب الى باحة الخان واحضر العربة وانا ساحضر امتعتنا من الغرفة ، سنعود للقرية
-الان!!!!!
- نعم الان
اراد عابد ان ينبهه الى حالة الجو التي تنبئ بقدوم عاصفة يستحيل معها السفر لكنه ابتلع تنبيهه عندما هدر صوت شاهين يأمره ان يتحرك
الكابوس الذي رآه بليلة الامس جعله متوترا طيلة اليوم و غصة بحلقه لا تفارقه ، رفع راسه الى السماء التي تلبدت بالسحب لتسقط اولى قطرات المطر على وجهه ودعا الله من كل قلبه ان يحفظ زوجته .... جورية .

انطلقت العربة تشق ظلام الليلة ، عابد يمسك بأسنانه لجام الحصان البني العربي الاصيل و يده اليمنى تمسك السوط و شاهين ممسكا بقوة بعصاه الآبنوسية ويتمتم بالدعاء .. مع غزارة الامطار اصبح من الصعب عليه ان يتحكم بالعربة خاصة بذراعه المبتورة ، افاق شاهين من شروده وانتبه الى صراع عابد لذلك نزع عنه عباءته السوداء بسرعة و استلم اللجام والسوط عنه و تولى قيادة العربة ، كانا قد اقتربا من مشارف القرية عندما ضربت الصاعقة قرب حوافر الحصان ليجن جنونه وتنتابه حالة من الهيستيرية و كاد ان يوقع العربة وراكبيها اسفل الجسر المنهار بفعل العاصفة لولا ان قفز شاهين من العربة بسرعة و بشجاعة حاول تهدئة الحصان لكنه لم يستطع ولم يكن امامه سوى حل وثاقه عن العربة ليركض بعيدا
-هل انت بخير يا عابد
كان صدره ينزل ويهبط وهو مازال متشبثا بالعربة عندما قال
-الحمدلله الحمدلله
القى نظرة اخرى على الجسر وقال بغضب
-تبا كيف سنمر الى الجانب الاخر
وقفا يلتفتا يمنة ويسرة علهما يجدا احدا قد يساعدهما و في تلك اللحظة ظهر قطاع الطرق على ظهور احصنتهم ملثمين و يحملون السيوف
وبعد ان التفوا حولهما التفاف الخاتم حول الاصبع تحدث زعيمهم بصوت آمر
-اتركا ما تحملا من اموال و اركعا على الارض
لم تهتز شعرة منه بل بقي واقفا كل ما يشغل باله كيف يصل الى زوجته في حين اقترب عابد من سيده وهو على الاستعداد التام لافتدائه بحياته لو اقتضى الامر
قال احدهم والذي من كان يبدو من صوته الفتي و هيئته اليافعة بالكاد تجاوز مرحلة الطفولة :
-الم تسمعا امر الزعيم ام انكما اصمين ، هيا اركعا
رد عابد :
-السيد شاهين العدناني لا يركع الا لله لا لشرذمة من اللصوص
انفعل احد رجال الزعيم الملثمين و ترجل من حصانه باندفاع نحوه قائلا
-جنيت على نفسك
وقبل ان يهوي بسيفه على عنق عابد تلقت يد شاهين معصمه تعتصره بقوة
افاق الزعيم من صدمته لسماع الاسم ، ترجل عن حصانه هو الاخر ووقف بينهما ليقول باحترام
-معذرة منك ايها السيد
واستدار الى رجاله يأمرهم بالتراجع وعاد ليقول له بنفس نبرة الاحترام
-يمكنك المرور
لم يتوقف كثيرا عند التغير المفاجئ لموقف قاطع الطريق هذا بل اعاد نظره الى القنطرة والى عربته عديمة النفع دون حصانه وقال بصوت يحمل الكثير من قلة الحيلة
-كما ترى نحن عالقان
ترجل الزعيم من على حصانه
-حصاني تحت امرك يمكنك ان تسلك طريق البئر القديم ، انها سالكة
استغرب شاهين هذه المرة كثيرا من هذا اللص الذي تحول الى طوق نجاة له ولم يكن حاله مختلفا عن حال باقي الرجال المصدومين مما يفعل زعيمهم الذي قال
-هيا يبدوا انك مستعجل لا تضع الوقت
-لكن..؟
-ام انك لا تتقن ركوب الاحصنة
ليتدخل عابد معترضا
-سيدي شاهين امهر من امتطى حصانا بقرية العدنانيين بل بالقرى كلها
-هيا يا سيد شاهين اذهب بأمان الله
امتطى الحصان ومد يده لعابد ليركب خلفه وقال
-شكرا لك وسأعمل على ان ارد لك حصانك ودينك
-حصاني هدية لك و الدين مردود
وضرب على الحصان لينطلق بسرعة مع تفاقم عجب شاهين هاتفا
-مع السلامة يا حاج.

عم الصمت ولم يعد يسمع سوى صوت زخات المطر و صوت حوافر الحصان تدب في الارض دبا
-اخي
-اياك ان تكرر ما فعلت يا مصطفى
-كيف تسمح له بالذهب هكذا وفوق ذلك تمنحه حصانك الذي لا تسمح لاحد بلمسه
-لنعد ادراجنا
-ليس قبل ان اعرف من هذا الرجل
امتطى الزعيم حصان احد رجاله وقال دون ان يلتفت اليه
-قلت لنعد ادراجنا .

************************************************** ********

مع اول خيوط الفجر وصل الى منزله ، منزل كبير بطابقين يحيط به سور حديدي عالي ، ما ان تبين حضرمي حارس البوابة ملامح القادمين حتى اسرع بفتح البابين الكبيرين قائلا بترحيب

-اهلا بعودتك يا سيدي
ركض بسرعة الى الداخل بينما ترجل عابد عن ظهر الحصان و سال باهتمام
مشيرا الى الاضواء المنبعثة من المنزل
-ماذا يجري يا حضرمي
اجابه والقلق ينضح من كلماته
-السيدة جورية حالتها سيئة منذ الامس
ثم هز راسه بأسف و سحب الحصان الى الاسطبل دون كلام

كان شاهين يتوجه الى غرفته عندما سمع صراخها الذي هز قلبه و قلب كيانه و قبل ان يفتح الباب اصطدم بفريحة التي تفاجأت برؤيته
-حمدلله على سلامتك يا سيدي
-كان القلق باديا عليه عندنا سألها
-ما بها جويرية يا فريحة
-يبدوا انها ولادة مبكرة
اشتدت قبضته حتى جرحت اظافره باطن كفه و سألها و الخوف بدأ يتسلل اليه ، خوف عليها و خوف من ان يفقدها
-ك..كيف...كيف وضعها؟
-الولادة متعسرة جدا و السيدة متعبة للغاية
ازداد خوفه مع كل كلمة كانت تنطق بها و سألها مرة اخرى
هل خولة بالداخل مع القابلة؟
اجابت بتردد وتخوف من ردة فعله عندما يعرف الوضع ؛
-الحقيقة اننا عندما ارسلنا الى القابلة وجدناها بالقرية المجاورة منذ البارحة تولد ابنة زعيمها
قال صائحا
-ماذا تقولين يا فتاة ومن يولد جورية ؟
ارتعبت لتجيب هامسة
- السيدة خولة و تساعدها اختي سعاد
ان كان الخوف هو ما استولى عليه فور دخوله فالان مايعصف بقلبه هو الذعر والعجز ، نعم هو الحاج شاهين العدناني عاجز عن مساعدة حبيبته ونور عيونه، ولايملك الان الا ان يطرق باب الرحيم اللطيف ويتضرع اليه ان يرأف بحاله وحال زوجته.
دخل الى الغرفة المجاورة صلى صلاة الفجر وجلس يتلو كتاب الله بعد ذلك.
هذه المرة الخامسة التي يتعرض لهذا الموقف ، المرة الخامسة التي يعيش بها هذا الذعر ، المرات الاربع السابقة كانت تفقد جنينها بالشهر الثاني او الثالث دون سبب يذكر لكن هذه المرة وصلت للشهر السابع الامل زاد بقلبه لكن بنفس الوقت الخطر زاد ايضا ، كان كل يوم يرى شحوبها ووهنها يزداد يوما تلو الاخر ولولا التزامه مع التجار لما سافر وتركها .
مرت ساعتان ومازال يسمع صوت صرخات جورية الواهنة ، لم يتحمل اكثر ، دس مسبحته بجيبه ودلف خارج الغرفة .
في اللحظة التي سمع فيها اول صرخة للمولود تبشر بقدوم حياة جديدة تزهر المنزل الذي طالما اشتاق لطفل، رفع راسه الى السماء يحمد الله ويشكره على عطيته تلتها صرخة خولة التي كسرت قلبه وانبأته انه خسر زوجته وحب حياته.
اغمض عينيه بألم لتنساب دموعه بصمت و يقول بصوت مكتوم
-اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها.
والقلب الذي كان يرفرف منذ ثانية واحدة من الفرح اصبح يعتصر من الالم، سار الى غرفته يجر قدميه جرا وبيدين مرتعشتين فتح الباب ليقع بصره على زوجته الممددة على السرير و الغطاء يغطي وجهها الذي طالما كانت نظرة واحدة اليه تضيء حياته.
كانت سعاد الخادمة تنتحب بينما خولة تحمل المولودة وتبكي بصمت ، قال بصوت يحمل الكثير من الالم
-صبي ام فتاة
غالبت دموعها واجابت
-فتاة يا اخي
ارتكاني بمفردي معهما
وضعت الطفلة بمهدها و ربتت على كتف اخاها وانحنت تقبله وقالت
-رحمها الله واعانك على فراقها
انسحبت الى الخارج و خلفها سعاد الخادمة وما ان اقفلت الباب وتركته بمفرده مع زوجته وطفلته حتى اطلق صرخة قهر لم يستطع ان يكبحها، ازاح الغطاء عن وجهها وقبل جبينها وقال :
-كنت لي الزوجة والحبيبة والام طيلة التسع سنوات الماضية والان دونك انا ارمل ووحيد وللمرة الثانية يتيم
وضع راسه على صدرها واجهش بالبكاء مسترسلا
-مثلما حافظت على وعدي لك وانت حية سأحافظ عليه بعد وفاتك (اعاد الغطاء على وجهها مرة اخرى وهو يقول)
-وداعا يا من سكنت القلب ، رحمك الله و الحقني بك مسلما .
التفت الى الرضيعة وظل يتأملها للحظات قبل ان يحملها قبل راسها و اذن بأذنها اليمنى واقام الصلاة بأذنها اليسرى ثم وضعها برفق في مهدها يهزها برفق ويحدثها كأنه تفهمه
-انت منذ هذه اللحظة دنياي وعالمي وسندي ورفيقتي وعصاي التي اتكئ عليها
صمت قليلا محاولا ان يهدئ نفسه واضاف
-سامحيني... سامحيني يا ابنتي لكن ما باليد حيلة اعرف انني ساظلمك بما سافعل لكن ظلمي لك سيكون اهون من الظلم الذي ستفرضه عليك هذه القرية
نامت الصغيرة على صوت والدها ، دثرها بالغطاء وخرج لينفذ ما عقد العزم عليه .
وجد سعاد وفريحة واقفتين امام الغرفة ومعالم الحزن تكسو ملامحهما فالجميع يعرف مقدار الحب الذي يكنه لزوجته و فقدانها صدمة بالتأكيد ستقصم ظهره و اكثر من يدرك هذا جيدا اخته خولة فهي تعيش معهم من ست سنوات بعد وفاة زوجها و كانت شاهدة على قصة الحب الكبيرة منذ بدايتهما
قال هامسا
-اين خولة؟
اشارت سعاد الى الغرفة
-دخلت تصلي
اخذ نفسا عميقا و قال
فريحة نادي زوجك حضرمي و عابد و انتظروني جميعا بالديوان وانت سعاد الحقي بهم انت وخولة عندما تنهي صلاتها
واستدار ليعود الى غرفته .
وقف حضرمي زوج فريحة ما ان رأى السيد شاهين يدلف الى الديوان
-البقاء لله يا سيدي
وقال عابد والذي يكون زوج سعاد
-رحم الله السيدة جورية وجعل مثواها الجنة .
قال الحاج بعد ان تنهد بعمق
-امين يا رب العالمين (جلس على الاريكة قرب خولة التي كانت قلقة على اخيها وفي نفس الوقت تنتظر ما سيقول )
-منذ سنوات وانتم تعملون هنا في هذا المنزل و الله يشهد اني اعتبركم جزءا من عائلتي ولكم مكانة في قلبي وفي قلب خولة اختي وجورية رحمها الله
قال حضرمي
-ونحن ايضا يا سيدي وحده الله يعلم كم نقدركم ونحترمك ونبادلكم نفس القدر من المحبة وربما اكثر
-اعرف هذا يا حضرمي لذلك سأستأمنكم على سر وانا واثق من قدرتكم على الحفاظ عليه
هذه المرة كان عابد من تحدث
-بحياتنا يا سيدي وسنصونه ولو على قطع رقابنا.
صمت مطولا لكنه حسم قراره وقال بلهجة حازمة
-جورية زوجتي رحمها الله انجبت ولدا و اسميته عهد
قالت خولة معارضة
-ماذا تقول يا شاهين هل اثر عليك حزنك على زوجتك
اما فريحة فقالت بحزن
-ليكن الله بعونك يا حاج اعرف ان الصدمة ليست هينة عليك
في حين قالت سعاد
-عوضك الله بابنتك وجعلها..
قاطعهم صارخا
اصمتوا جميعا، انا لم اجن يا خولة ولم اصبح خرفا ستفهمون فيما بعد لكن منذ الان على الجميع ان يعلم ان المولود ولد و اسمه عهد
قال عابد
-امرك يا سيدي انت دائما تعرف الصالح ونحن معك في اي شيء تقول
وقال حضرمي مؤكدا
-سيعلم كل من في القرية ان السيد شاهين رزق بالولد المنتظر .
تابع بنفس الحزم
-ستعاملونه معاملة تليق بابن شاهين وحفيد الشيخ ذو الفقار وريثي الوحيد وانت يا فريحة سترضعين عهد مع ابنك وضاح منذ اليوم اصبحا اخوين
-هذا شرف لنا يا سيدي
رفع سبابته وبنبرة لم يعهدوها منه اضاف بتهديد:
-ما دار هنا سيبقى بيننا و اذا خرجت كلمة واحدة خارجنا نحن الستة قسما بالله ان تروا وجها اخر لي لن تتخيلوا بطشه يوما
ابتلعت سعاد ريقها بينما قال عابد
-حفظنا لسرك سيكون لحبنا لك و تقديرنا لهذه العائلة التي لها جميل و دين بعنق كل واحد منا وليس خوفا من بطشك
-انا واثق من هذا
ساد صمت طويل والجميع يتبادلون النظرات فيما بينهم الى ان قطع الصمت صوت شاهين:

-حضرمي تعالى معي لنجهز مراسم الدفن وانت يا عابد اذهب الى امام المسجد ليشيع الخبر
قالت خولة بلهجة حادة
-شاهين اريد ان اتحدث معك
قال وهو يغادر
-سنتحدث لكن ليس الآن
و قبل ان يصل الى الباب همس لها وهو يوليها ظهره
-لا تسمحي لأحد برؤية عهد سوى فريحة لترضعه ....

*********
بالمنزل الصغير المجاور لمنزل السيد شاهين جلس حضرمي وعابد وزجته سعاد على طاولة العشاء التي لم يلمسها احد ، قالت سعاد
-لا استطيع التوقف عن التفكير بالجنون الذي طلبه منا السيد شاهين
نظرا اليها بنظرات غاضبة في حين قال عابد وهو يمسك بذراعها بقوة
-قسما بالله لو تفوهت بحرف عن هذا الموضوع من قريب او من بعيد فستكونين محرمة علي ما حييت
قالت بلهفة وخوف
-انا اتحدث معكم انتم فقط
شدد ضغطه وهو يقول
-ولا حتى بينك و بين نفسك (نهض مغادرا ) سأذهب الى الاسطبل
نهض حضرمي وقال
-انتظرني سأذهب معك
اما سعاد فبقيت مكانها تلعن لسانها الذي يجلب لها المصائب
***********

searcher and Wafaa elmasry like this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 06-07-20 الساعة 05:02 PM
وداد ألبوران غير متواجد حالياً  
قديم 03-07-20, 08:04 PM   #9

ام ابنتها

? العضوٌ??? » 323577
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 301
?  نُقآطِيْ » ام ابنتها is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور

قرأت البداية ..الفكرة مميزة

لي عودة عند الانتهاء من قراءة الفصول


ام ابنتها غير متواجد حالياً  
قديم 03-07-20, 09:28 PM   #10

maryam ghaith

? العضوٌ??? » 457425
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » maryam ghaith is on a distinguished road
افتراضي

الله اللله جميله جدا احسنتى والله منتظرين القادم على نار

maryam ghaith غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.