آخر 10 مشاركات
117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree566Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-21, 08:45 PM   #701

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رنة هاتف تسللت من بعيد تنتزعه بعنف من ذكرياته فانتفض فاتحًا عينيه، تطلع حوله ليقابله خواء مكتبه والصمت المحيط بالسراي في تلك الساعة من الليل، مسح وجهه طاردًا النعاس الذي غلبه بعد عودته من عقد القران حين اختلى بنفسه أخيرًا وقد تعب من الضغط الذي مارسه على نفسه لساعات ليتحمل ذلك الموقف البغيض، مذكرًا نفسه أنّ الحصاد في النهاية يستحق كل هذا الصبر.
ليصبر قليلًا وبعدها سيرتاح تمامًا من تلك الفتاة وأسرتها كلها ويعود له أحفاده كلهم، حين تنتهي هذه المسرحية سيكونون كلهم قد تعلموا أنّ مصلحتهم تكمن فيما خططه لهم لا في ذلك الضعف الذي يصممون على التعلق به.
انحدرت عيناه إلى درج مكتبه وخانته نفسه فعاد يخرج الصورة منه وقد أعاد له الزفاف اليوم ذكرى زواجه من راقية. نظر إلى صورة زفافهما تقف جواره بفستانها الأبيض الذي جعلها مثل حورية هاربة من كتب الأساطير، حورية حزينة تنظر بجمود للصورة وعيناها تفضحان مشاعرها تمامًا. انقبضت يده بقوة وكاد يمزق الصورة لكنّه ككل مرة انهزم فأسرع يرميها في الدرج ويغلق عليها.
ظل مكانه يحاول استعادة سيطرته لكنه كان يعرف أن الليلة من تلك الليالي التي تهزمه فيها لعنته وكم يكرهها، كم يكره الضعف الذي يأتي فجأة بعد فترة طويلة من إحكام سيطرته فيخنقه كما الليلة، يدفعه إلى تصرف أهوج أحمق، بلا كرامة.
قاوم بشدة تلك الرغبة، قاوم بعنف لكنّها كانت أقوى منه، نهض متجاهلًا رنين هاتفه وغادر مكتبه بقدمين تعرفان طريقهما جيدًا عبر الظلام، تحفظان الطريق إلى جناحها، إلى سجنها الذي أمر أن تبقى فيه.
من كان يعاقب منهما؟ هي أم هو؟
توقفت خطواته حين مر بغرفة فلك وظل مكانه لبرهة طويلة مترددًا قبل أن يفتح الباب برفق، وقف مكانه ينظر لجسدها النائم ومرت ذكريات بعيدة في عقله أسرع يطردها مغلقًا باب الغرفة وعاد يتابع طريقه إلى أسيرته العصيّة.
توقف مترددًا على عتباتها ككل مرة، تمر ذكريات العمر سريعًا، يُذكر نفسه أنّ الضعف لعنة، أنّها داست على كبريائه مرات ومرات، أنّها تكرهه. الآن... ذلك الخافق الأحمق داخله يستحق أن يتذوق بعض الألم ليتذكر وليتوقف عن ضعفه الغبي.
فتح الباب بهدوء محاذرًا إحداث صوتٍ يوقظها ودلف بخطوات ساكنة،عيناه على فراشها ونور القمر يتسلل عبر النافذة يغمرها، أنفاسها تتردد بانتظام. توقف أمام الفراش يراقبها مليًا، يقاوم قلبه الذي يشده يكاد يجعله يركع أمام فراشها. ضغط على أسنانه وهو يستسلم مدعيًا أنّها جاذبية الأرض شدت ساقيه المتعبتين إليها، جلس جوارها ومرت عيناه على خصلاتها الفضية الطويلة ودون أن يشعر مد يده لتتوقف بارتجاف قبل أن تلامس خصلاتها بينما صوتها يعود مكررًا بقسوة
"أفضل الموت على أن أكون لك، لو كنت آخر رجل في العالم لن أمنحك قلبي ولا نفسي"
أغمض متنفسًا بقوة وصوتها يواصل بكراهية تكفي لتغمر كوكبًا بأكمله
"أنا أكرهك وسأظل أكرهك حتى أموت"
قبض يده مقاومًا لمسها وشعر بنفسه ينتزع قلبه ليدوسه بعنف لينهض بعدها ويغادر جناحها معيدًا إغلاق صفحات الماضي ومنهيًا لحظات الضعف البغيضة تلك إلى غير رجعة… أو هكذا أمل.
تحرك بسرعة ممتنا لظلام السراي فآخر ما يريده أن يكتشف أحد سر زياراته الليلية لزوجته العاصية. هز رأسه يطرد آخر خيوط الضعف وعاد إلى مكتبه مقررا شغل وقته ببعض العمل فيبدو أنه لن يتذوق نومًا الليلة، استقبله رنين الهاتف فدخل إلى المكتب والتقطه، قطب حين رأى الرقم محجوبًا، انتهى الرنين قبل أن يرد ثم اهتمز معلنا وصول رسالة، فتحها وهو يتجه ليجلس خلف مكتبه. كان يزيح الكرسي حين ضغط على التسجيل المصور في الرسالة ورأى عن بعد سيارة مقلوبة، انقبض قلبه بتوجس قبل أن ينتفض بعد ثوان حين انفجرت بصورة مرعبة. عاد التسجيل يتكرر أمامه وعقله متوقف يحاول الاستيعاب.
بعد لحظة توقف قلبه تمامًا حين وصلت رسالة جديدة قرأها في الحال
"خالص عزائي في حفيدك أسامة"
نقل عينيه بين التسجيل والعبارة التي تكررت في عقله بدوي خانق، يحاول استيعاب ما قرأه بينما ذكرياته تصفعه بكل لحظة تلقى فيها خبرا كهذا. سقوط الهاتف من يده انتزعه من ذهوله فمال يلتقطه وعاود قراءة الرسالة وساقاه تخونانه، سقط على كرسيه يحيطه صمت أشبه بالموت الذي يرفض أن يصدق أنه هزمه مجددًا وسرق منه جزءًا آخرًا.
للحظات طويلة ظل صامتًا يحارب عواصف الذكريات ليوقفها بقوة، أعاد قراءة الكلمات وعقله يفكر في كل اتجاه قبل إن تقسو عيناه وتحركت أصابعه بسرعة ليتصل بهاتف أسامة، وانتظر طويلًا وكرر الاتصال لكن النتيجة كانت واحدة، جمّد قلبه وطرد هواجسه قبل أن يتصل برقم آخر وما أن أتاه الصوت حتى ردد
"استيقظ وانتبه لكلامي جيدًا ونفذه بالحرف الواحد"
ألقى أوامره بصرامة ثم أغلق الهاتف وألقاه ونظر أمامه بجمود تام.
****************
ظلت عيناه معلقتين بشاشة هاتفه للحظات طويلة، بنظرات لا تقل سوادًا عن الحقد الذي يملأ قلبه ولم تخفف منه كل السنين الماضية، ألقى الهاتف على مكتبه وابتعد ناحية شرفته ينظر للسماء المظلمة وتمتم بعد بُرهة بصوت قاتم
"ذق قليلًا من عذابي وتألم يا منصوري، أدعو الله أن تكون الآن تحترق بحسرتك وعذابك"
طاف وجه راقية في مخيلته حزينًا متوجعًا فهمس بألم
"ربما أنا أتوجع أكثر منه الآن يا راقية، ليت بيدي أن أجنبكِ هذا الألم، ليته كان بإمكاني في كل مرة توجعتِ بخسارتهم لكنني عاجز ومُكبّل. يعز عليّ أن أُعرِضكِ لهذا الوجع… سامحيني يا حبة القلب"
انحدرت دمعة حارة على خده وطيفها يرمقه بعتاب وألم
"ليت الله يمد في عمري حتى أراكِ وأطلب سماحكِ بنفسي"
اختنق بمشاعره واستسلم لها لوقتٍ لم يحسبه قبل أن يتمالك نفسه، مسح وجهه وحرّك كرسيه يدفعه خارج مكتبه وتحرك عبر بيته الكبير ليتوقف أمام مصعد خاص وضغط زره لينفتح الباب ودلف إليه، تنفس بعمق حين توقف المصعد في الطابق السفلي وغادره متجهًا إلى الجناح المعزول عن بقية البيت، فتح الباب ودخل بهدوء ودارت عيناه في المكان وأنفه تلتقط رائحة المشافي المألوفة، ولوهلة سافر عقله لذكرى بعيدة حين استيقظ ليجد نفسه في غرفة مشفى بسيطة بعد أن ظن أنّ حياته انتهت ليصفعه القدر بقسوة. نعمان القديم مات يومها ولم يبق منه إلا بقايا روح تعافر لنصف قرن بحثًا عن سلام لا يتحقق رغم كل ما فعله لينتقم من سالم المنصوري.
هز رأسه يطرد الذكرى بقوة ودفع كرسيه للأمام لتنتبه الممرضة التي غافلها النوم على كرسي قريب ونهضت مرتبكة فأشار لها
"أين الطبيب؟"
أشارت إلى الغرفة الداخلية
"معه بالداخل يا سيدي"
أومأ وتحرك ناحية الغرفة وما أن رآه الطبيب حتى اتجه إليه بوجهه المقطب القلق وقبل أن ينطق بحرف سأله بجمود
"ما الأخبار؟"
هز رأسه بأسف
"لا جديد، على نفس الوضع"
حاد ببصره نحو الفراش واقترب يتأمل الغافي بسكون وشحوب جعله أقرب للموتى، وانقبض قلبه بمرارة قبل أن يتمالك مشاعره ويلتفت للطبيب
"ألا يوجد أمل؟"
أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يجيبه بخفوت
"الأمل في الله دائمًا يا سيدي، لكن لن أكذب عليك بوضعه هذا هو في حاجة لمعجزة"
قبض يديه على ذراعيّ كرسيه بقوة قبل أن يخبره
"وأنا أريد هذه المعجزة بأي طريقة، كل ما يحتاجه لينجو قم به مهما كانت المتطلبات، سأوفر كل اللازم لكن لن أقبل بالفشل"
ألقى الطبيب نظرة نحو الفراش ثم أومأ قائلًا
"تمام يا سيدي، كما تريد وأرجو أن يساعدنا الله ويأخذ بيده"
أمّن من أعماقه قبل أن يلقي عليه نظرة أخيرة مترجية، وعاد يدفع كرسيه مغادرًا وعقله يفكر إن كان سيندم لاحقًا على هذه الخطوة أم لا. لا يعرف لكنّه ما كان ليتخلى عن فرصة أخرى يدفع بها طريق انتقامه نحو نهايته.
*****************



Gogo 2002 likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-21, 09:07 PM   #702

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هناك شيء حدث، هي متأكدة، إيهاب لا يمكنه خداعها أبدًا. لم تتوقف عن التحرك في غرفتها رغم الدوار الذي تشعره بينما ترفع يدها المرتجفة لتعيد الاتصال بيأس، مرة بأسامة ومرة بإيهاب الذي منذ أوصلهما وغادر ليلحق بصديقه كما قال، أغلق هاتفه تمامًا فلم تستطع الوصول إليه. لم يعد عندها شك أنه كذب، وقلبها المنقبض يؤكد لها هذا، هل يمكن أن يكون أسامة أصيب بمكروه؟
هزت رأسها تطرد الفكرة قبل أن يسيطر عليها دوارها فجلست على حافة الفراش.
"لماذا لا يرد أحدكما؟"
همست باختناق والدموع تحرق عينيها، والوساوس تلتهم قلبها بقسوة، مهما كان ما بينها وبين أسامة لا تريده أن يصاب بأذى.
شهقت وقلبها قفز مرتعبًا مع الصرخة التي دوت في الخارج وتعرفت فيها صوت نيروز، احتبست أنفاسها وعرق بارد غمرها وعقلها يخبرها أن ما تخشاه حدث، بساقين من عجين كانت تتحرك وستار ضبابي يلف حولها. لمحت نيروز تجري على السلالم تنادي أمها وجدها، ورأت سمية تندفع من جهة المطبخ هاتفة بجزع
"ماذا حدث؟"
"أمي، أخي… أخي"
سقط قلبها من ارتفاع شاهق وكادت تخوناها قواها فتسقط، تمسكت بدرابزين السلالم وسمية تهتف
"انطقي ماذا حدث"
شهقت نيروز بانهيار محركة يدها بالهاتف
"الخبر على الانترنت، أخي… سالم أصيب و"
تشوش عقلها بينما باب المكتب انفتح على مصراعيه وأطل الجد هاتفًا
"ماذا يحدث؟"
التفتت نيروز له مرددة بانهيار شديد
"أحدهم أطلق الرصاص على سالم أمس"
"ماذا؟"
هتافه امتزج بصرخة سمية الملتاعة فارتخت ساقاها بضعف ونزلت ببطء تجلس على السلم وقبضتاها متشبثتان بالدرابزين
"ليس أسامة، ليس هو… إنه بخير"
تمتمت بارتجاف بينما نيروز تردد
"الخبر في كل الصفحات، ويقولون أنه في المشفى"
انتزع جدها الهاتف ينظر للخبر وردد برفض
"لا، ليس هو أيضًا، لا"
وحدها انتبهت لكلماته فرفعت رأسها تنظر له، ماذا يعني بهذا؟ انتبهت لشحوبه في تلك اللحظة وقد بدا أنه مثلها لم يحظ بلحظة نوم، بدا أن عمره تضاعف في ليلة واحدة. كان يهز رأسه رافضًا متمتمًا بنفس الكلمات قبل أن يرمي الهاتف لنيروز واندفع عائدا إلى مكتبه، صفع الباب بقوة هزت الجدران لتلتفت سمية في الحال إلى نيروز وتهتف باكية
"اتصلي بإيهاب ويوسف فورًا، أريد أن أعرف أين هو"
أسرعت نيروز تتصل بينما اندفعت سمية نحو السلالم وخلفها إحسان تحاول تهدئتها، توقفتا حين رآتاها تجلس كطفلة ضائعة فنادتها سمية لكنها كانت في عالم آخر وعقلها يعيد التفاصيل، لم ينتزعها سوى صوت إحسان التي أمسكت مرفقيها وأوقفتها برفق
"لا تخافي، لم يحدث شيء"
هزت رأسها بقوة لتعود إلى الواقع واندفعت تنزل السلالم جريًا إلى المكتب ودون استئذان اقتحمته، بينما الجد يتحدث على الهاتف بغضب
"لا يهمني، أريد ذلك الحقير بأسرع وقت، حفيدي لن"
توقف مع اندفاعها والتفت مشيرًا لها بصرامة أن تغادر لكنها تمسكت بمكانها
"سأنتظر اتصالًا وأريد نتائج وإلا لن يحدث طيب، فهمت؟"
أغلق الهاتف ورماه على مكتبه والتفت لها قائلا
"ماذا تريدين؟"
اقتربت هاتفة بانفعال
"ماذا كنت تعني بكلامك؟ ليس هو أيضًا؟ ماذا قصدت بهذا؟"
"لا أعرف عما تتحدثين ولا ينقصني هذيانك الآن، اذهبي لغرفتكِ"
رأت بوضوح أنه يخفي شيئًا فتجاهلت أمره ورددت بتوتر
"أجبني أرجوك، هل حدث شيء لأسامة؟"
حاولت قراءة ملامحه الجامدة لتحصل على ردها لكنّها فشلت فاقتربت خطوة وارتعش صوتها برجاء
"أخبرني، هل كنت تقصده؟ منذ أمس وهو لا يرد على اتصالاتي وإيهاب… أحدهم اتصل به وانقلب حاله مثلك"
أخيرًا حصلت على ردة فعل حين قطب بانتباه
"هل سافر لأسامة؟ هل حدث أي"
قاطعها بجمود
"لم يحدث شيء، عودي إلى غرفتكِ"
"لن أفعل قبل أن تجيبني"
ضاقت عيناه واجهها ببرود شديد قائلًا
"منذ متى هذا الاهتمام والقلق؟ اعتقدت أنّكِ تريدين الطلاق منه بأي طريقة"
ارتبكت نظراتها قبل أن ترد بانفعال
"إنّه زوجي وأبو ابنتي، بالطبع سأقلق عليه"
رماها بنظرة قاسية ثم أشار لها
"أسامة بخير، هيا اذهبي"
فتحت فمها لتعترض لكنه هتف بصوت أجفلها
"إحسان، أخرجيها من هنا"
اندفعت إحسان فورًا ووجهها الشاحب أخبرها أنّها سمعت حديثهما عبر الباب الموارب، اتجهت إليها وأحاطتها بذراعها هامسة برفق
"تعالي يا ابنتي، لماذا توهمين نفسكِ هكذا؟ لم يحدث شيء، ابني أسامة بخير"
تحركت معها رغمًا عنها وعيناها لا تفارقان الجد الذي تجاهلها تمامًا، ولم يكد الباب ينغلق خلفهما حتى زفر بقوة ومال يضرب المكتب براحتيه مرددًا بتوعد قاس
"إياك أن يكون لك يدٌ بما حدث، هذه المرة سأمحوك من على وجه الأرض"
******************
هل يوجد من هو أكثر منه سعادة وحظًا الآن؟ لا يعتقد، كم مرة حلم بتلك اللحظة؟ كم مرة توجع قلبه حرمانًا واشتياقًا؟ والآن رغم الألم في صدره هو سعيد ومستكين القلب كما لم يشعر يومًا. عيناه لا تفارقان وجهها النائم بسكون بعد أن أنهكها البكاء والسهر، كفها تحتضن كفه أسفل خدها وتنام بعمق ورأسها على حافة الفراش بينما ما زالت في فستان زفافها المصبوغ بدمه.
ابتسامة هائمة ارتسمت على شفتيه وهو يتأملها قبل أن تغلبه رغبته في لمسها فرفع كفه الحر نحوها، يريد أن يصدق أنّها هنا حقًا وليست خيالًا هاربًا من أحلامه. ارتجف قلبه حين لمس خدها وأغمض عينيه مستغرقًا في شعوره بها. هي هنا وليست حلمًا. كانت بين ذراعيه قبل ساعات تبكي وتتعلق به كأن حياتها متوقفة عليه.
"آه يا روايا، يا وجعي. لا أصدق أنني لست في حلم"
همس وهو يفتح عينيه ينظر لها باشتياق غامر، لا يهمه كيف صارت ليلة زفافهما، ولا يهمه إصابته ولا من حاول قتله بل ربما هو ممتنٌ في هذه اللحظة لأنّه بفعلته تلك قدم له خدمة كبيرة. كسر ذلك الحاجز بينهما ودفع بقلبها إليه بعد أن ظن أنّه سيقضي وقتًا طويلًا حتى يكسبها من جديد.
استسلم لرغبة قلبه يحرك أصابعه على ملامحها المرهقة، جفنيها وأنفها وشفتيها وخانه تأوه مشتاق بينما يقاوم شوقه لكل خلية منها.
اهتز جفناها وفتحت عينيها منتبهة على تأوهه ولوهلة حدقت فيه بحيرة قبل أن تنتفض جالسة وتهتف
"هل أنت بخير؟ هل تشعر بأي ألم؟"
قلبه انتشى ناهلًا من لهفتها وخوفها عليه، وانتفض بين ضلوعه حين تحسست إصابته مرددة بجزع
"أين تتألم؟ سأنادي الطبيب حالـ"
أوقف كلماتها حين أسرع يمسك رسغها يوقفها والخطوة التي ابتعدتها لغاها بشدة رقيقة لكنّها كانت كافية لتسقطها على صدره الذي تلقاها بترحاب. صرخت ضلوعه بألم شديد لكنّه كان لا شيء مقابل وجودها هكذا بين ذراعيه. تشنجت لوهلة وهمست اسمه بارتباك ليضيق ذراعيه حولها ويهمس
"لم أكن يومًا بخير كما أنا الآن يا روايا، أوجاعي كلها تنتهي بقربكِ ولمسة منكِ كافية لتنهي كل عذاباتي"
شعر برجفتها قبل أن تتململ محاولة التحرر فشدها أكثر
"يكفي بعدًا يا رواء، ألمي يزداد كلما ابتعدتِ"
دمعة حارة لامست صدره قبل أن تستكين هي وتكف عن المقاومة ولبرهة طويلة ظلا هكذا، يضمها مغمضًا عينيه ينهل من قربها ويحمد الله أن أعادها له. اليوم ينتهي عذابه، اليوم يشعر أنّه نال الغفران عن كل خطاياه القديمة.
شهقة ضعيفة خانتها بينما كفها تلامس قلبه كأنّها ما زالت تطمئن نفسها أنّه حي ولم يتركها؛ فهمس وهو يضمها أقرب
"أنا بخير يا عمري، أنا هنا"
أومأت بأنين متحشرج بينما تدفن نفسها أكثر في صدره لتتسع ابتسامته، أبعدها بعد ثوان ينظر لوجهها الدامع ومسح دموعها بحب ثم ردد بمرح
"لو عرفت أن إصابتي بالرصاص ستعيدكِ لي لكنت من البدا"
أوقفت كلماته بسبابتها على شفتيه
"لا تقل شيئًا غبيًا كهذا"
ابتسم أسفل إصبعها لتزيحه بارتباك واحمر وجهها، أسرع يمسك كفها قبل أن تبعده وقبّل راحتها مغمغما
"صدقيني، كنت على استعداد لفعل أي شيء يعيدكِ إليّ"
ضاقت عيناها وتمتمت بحذر
"إياك أن تكون…"
قاطعها ضاحكًا وهز رأسه نفيًا
"لا، أقسم ما حدث لا يد لي فيه، إنّها صدفة بحتة ولو أني ممتن لمن أصابني"
انتزعت يدها هاتفة بنزق
"حسنًا، وأنا لست ممتنة أبدًا"
ضحك بسعادة وعيناه تتشبعان منها قبل أن يتحامل على نفسه ليعتدل قليلًا وأخبرها
"صحيح أنّه أفسد عليّ المفاجأة التي أعددتها لليلة زفافنا لكن نظرًا للطريقة التي تطورت بها الأمور بيننا فلست غاضبًا أبدًا"
زمت شفتيها وأشاحت وجهها المحمر كاتمة ابتسامتها. رفع كفه يلمس خدها فجفلت وعاودها ارتباكها
"روايا"
همس اسمها وكفه تتحرك لتحيط عنقها وتشدها إليه برقة ولم يزده اضطراب عينيها إلا رغبة في محوه واستبداله بمشاعر كالتي تعصف داخله الآن، همست اسمه بارتباك وتنفست بصعوبة وهو يقربها أكثر ليهمس قرب شفتيها
"اشتقت لكِ بجنون"
اهتز قلبها بعنف قبل أن تنتفض شاهقة حين انفتح الباب بقوة
"سالم، أخي"
تفجرت فقاعتهما الوردية مع الهتاف الذي تردد في الغرفة قبل أن تندفع نيروز نحوه. تراجعت رواء بارتباك قبل أن تجد نفسها مدفوعة للخلف لتحتل نيروز مكانها وتتعلق بعنقه منفجرة ببكاء حار
"أخي، أنت بخير، كنت سأموت والله كنت سأموت"
"نيروز"
ردد بدهشة قبل أن يغلق ذراعيه حول جسدها الذي ينتفض بقوة وخوف
"أنا آسفة يا أخي، سامحني. آسفة على كل شيء"
"هششـ اهدأي، لا تبكي"
تمتمت بلوعة وبكاء
"كنت ستموت يا أخي، كنت ستتركني مرة أخرى، كنت ستذهب وأنت غاضب مني"
"لست غاضبًا منكِ يا صغيرتي، أنتِ شقيقتي وابنتي ولا يمكن أن أغضب منكِ مهما حدث. اهدأي"
همس لها مربتًا على ظهرها بحنان وتراجعت رواء للخلف تتأملهما بتأثر. دمعت عيناها وهي ترى الدموع في عينيّ سالم وهو يضم شقيقته مواصلًا هدهدتها بينما تواصل هي اعتذاراتها بحرقة بالغة. مسحت دموعها وهي تشيح بوجهها جانبًا ليقابلها وجه سمية مستندة بشحوب إلى الباب. اتجهت لها تسندها فمالت تبكي على كتفها وضمتها رواء بعجز وعادت دموعها كأنّها لم تنضب بعد كل تلك الساعات التي بكت خلالها.
ابتعدت سمية بعد ثوان وتحركت متجهة إلى سالم وراقبتهم رواء من مكانها قبل أن تتحرك لتخرج من الغرفة، توقفت بتوتر حين رأت يوسف واقفا يستند للحائط مقابل الغرفة بوجه شديد الشحوب وما أن رآها حتى خفض وجهه متحاشيا النظر إليها لكنّها لمحت في عينيه شيئًا من الاعتذار والندم، وقبل أن تحلل ما رأته تحرك متجاوزا إياها إلى غرفة شقيقه، ونسيت هي كل أفكارها بشأنه حين سمعت أمها تناديها فالتفتت لتراها تقترب مع طيف وفي يدها حقيبة الملابس التي أحضرتها لها من البيت لتبدل فستان زفافها، خفضت عينيها تنظر له بوجع وتحسست دم سالم تهمس لقلبها مطمئنة إياه أنه بخير وما زال معها.
*******************

Gogo 2002 likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-21, 09:35 PM   #703

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الألم في قلبه يقتله، لا يتذكر حتى أنّه تألم بهذا القدر حين كان صبيًا وفقد أسرته كلها فجأة، توارى ألم فقدانهم في ذكرياته ولا يشعر الآن أنه كان يساوي ألمه الآن وهو ينظر إلى ابنة شقيقه، ابنته التي رباها، ترقد شاحبة غائبة عن الوعي، هزيلة كما لم يرها يومًا، لا تفارقها عيناه المحمرتان بدموع يكبتها بقوة منذ خرج الطبيب ورمى في وجهه الخبر. دمعة مثقلة بالوجع والمرارة خانته وكلمات الطبيب تحز قلبه كسكين بارد
"آسف، لم نستطع إنقاذ الجنين، كان الحمل ضعيفًا جدًا"
عض شفته بقوة يقاوم رغبة قاتلة في البكاء ومال يحتضن كفها هامسًا بوجع
"أنا آسف يا جايدا، آسف يا صغيرتي"
كان يعرف أنّها لن ترد عليه بعد أن حقنها الطبيب بمهدئ ليوقف نوبة انهيارها العنيف حين استيقظت وعرفت الخبر. خلعت قلبه وهو يراها تصرخ بجنون وتتخبط في كل اتجاه مقاومة الممرضات اللاتي منعنها بالقوة من إيذاء نفسها حتى حقنها الطبيب بالمهدئ لتهمد حركتها ببطء وتغرق في النوم وشفتاها لا تتوقفان عن الهذيان.
"يوسف"
رفع رأسه منتبهًا على أنينها الضعيف وانقبض قلبه بقسوة وصوتها الضعيف يتردد متوسلًا ينادي على زوجها الخائن. قبض كفه بعنف وامتزج ألمه بحقده الذي اشتعل داخله بجنون وشيطانه أخبره أنّ يوسف هو السبب، وقد آذاها كما توقع. شيطانه ركل همسات ضميره المعذبة يوقفه عن لومه هو ويخبره أنّ يوسف وجده وحدهما السبب.
عاد ينظر لجايدا مختنقًا بشدة، لكنّها ستلومه وحده. كانت سعيدة وهو من ورطها في كل هذا، هو من أوصل لها الخبر ليثبت لها خطأها ويزيل الغمامة التي وضع يوسف على عينيها. من أين له أن يعرف أن حملها كان ضعيفًا وأنّها ستنهار هكذا؟ هز رأسه يمنع نفسه من الإغراق في التفكير وعاد يهمس بجمود بعد أن توقفت همساتها وعادت للنوم
"هما السبب، هما وحدهما السبب"
انقطعت كلماته مع دخول الممرضة تخبره بخفوت
"انتهى وقت الزيارة يا سيدي"
أومأ مقاومًا غصته وهو يترك يد جايدا ثم نهض ومال يقبل جبينها بحنان
"ستكونين بخير، أعدكِ"
واعتدل يرمقها مطولًا ولم يستطع أن ينطق أمامها بالقسم الذي يتردد داخله، أن يأخذ بحقها من يوسف قبل أن يبعدها عن هنا تمامًا ليتفرغ وحده لانتقامه كما كان يجب أن يحدث من البداية. انتزع عينيه عنها وتحرك مغادرًا وأخبر الممرضة باقتضاب
"اهتمي بها جيدًا، وأبلغوني فور أن تستيقظ"
أومأت له فألقى نظرة أخيرة على جايدا وغادر بعدها بخطوات سريعة وعقله يعيد رسم تفاصيل خطته باتجاه جديد ورغبة أكبر في إنهاء كل هذا في أقرب وقت.
******************
بالكاد أوصل يوسف أمه وشقيقته إلى السراي وانطلق بسيارته مسرعًا إلى شقته بينما يعيد الاتصال بجايدا ليصله نفس الرد.
"ردي يا جايدا، بالله عليكِ ليس وقت غضبكِ"
حاول إقناع نفسه أنّ هذا سبب رفضها الرد على اتصالاته بعد أن انشغل عنها تمامًا بحادث شقيقه ونسي وعده لها بالسفر في اليوم التالي للزفاف. مؤكد هي غاضبة لأنّه لم يتصل ولم يذهب للشقة كما يُفترض ليجمع معها حقائبهما ويسافرا.
تنفس بتوتر وهو يزيد سرعته وقاوم باقي أفكاره، يكفيه عذابه طيلة الساعات الماضية محترقًا بالذنب نحو الجميع ليركز على جايدا التي لا يعرف كيف ستتقبل التغير الذي طرأ على خطتهما، لا يمكنه السفر الآن وسالم في هذه الحالة. بالتأكيد ستتفهم الأمر، أخبر نفسه بهذا وهو يكرر الاتصال قبل أن يعيد كتابة رسالة أخرى لها يتوسلها أن ترد عليه.
ألقى الهاتف وركز على الطريق حتى يصل إليها سالمًا وما أن وصل أمام العمارة حتى أوقف سيارته بضغطة قوية على الفرامل واندفع خارجها ليصعد مسرعًا إلى شقته، وككل مرة قابله الصمت لكنّه هذه المرة أحاط قلبه بشعور مقبض مخيف. فتح النور وهو ينادي عليها بينما يتجه مباشرة إلى غرفة النوم لكنّ خطواته توقفت فجأة. اهتز قلبه وهو يميل لينظر بعينين متسعتين إلى نقاط حمراء على الأرض، هل هذا دم؟ همس داخله بتوجس بينما يحرك عينيه ليلاحق خط القطرات القادم من ناحية غرفتهما
"جايدا"
هتف بجزع ونهض على ساقيه ليندفع إلى الغرفة
"جايدا أنتِ بخير؟ حبيبتي"
توقف مصدومًا يحدق في الغرفة الخالية ودارت عيناه على الحقائب المفتوحة وداخلها بعض ملابسهما بينما بقية الملابس مبعثرة على الفراش والأرض ولمح أوراق سفرهما ملقاة بإهمال. انحنى يلتقطها وحرك عينيه بجزع في المكان وصور مخيفة ترتسم أمامه قبل أن يخرج بسرعة يفتش في باقي الشقة وهو يناديها. توقف أخيرًا مدركًا غيابها وانقبض قلبه أكثر بينما يفكر، أين ذهبت؟ وذلك الدم؟ هل وصل جده إليها واختطفها احتياطًا ليجبره على إكمال خطته؟ هل عرف أنّه ينوي الهرب معها؟
عاد ينظر لقطرات الدم التي تقوده إلى باب الشقة وانتفض طاردًا كل أفكاره… هي في خطر، ولا بد أن يجدها بأي طريقة. لن يحتمل أن يصيبها مكروه، لن يحتمل هذا أبدًا.
خلال ساعات كان قد جاب كل المشافى بحثا عنها دون جدوى… لا وجود لجايدا هاشم في أي مشفى ولا في أقسام الشرطة كأن الأرض انشقت وابتلعتها.
وهذا يضعه أمام خيار واحد… جده.
مؤكد أرسل رجاله ليختطفوها حتى يتأكد من أنه سينفذ خطته للنهاية، وربما بالفعل عرف بخطته للهرب معها فاختطفها ليقطع عليه الطريق. ضرب مقود سيارته بقهر متذكرا آثار الدم في شقتهما، مؤكد آذوها.
انقبض قلبه بينما يتذكر حالتها، هي ضعيفة ويخشى أن تكون حالتها تدهورت أكثر، هل هي وجنينهما بخير؟
تساءل بخوف وهو يزيد سرعته ليصل إلى السراي بسرعة، ورغم كل غضبه ورفضه وجد نفسه يدعو أن تكون مع جده على الأقل سيعرف طريقها ويطمئن أنّها بخير، لا يريد التفكير في احتمال آخر لغيابها.
ما أن وصل وأوقف سيارته حتى غادرها مندفعا إلى الداخل وسأل أول خادمة قابلته
"أين جدي؟"
أجابته مشيرة إلى المكتب فاندفع ليطرقه ولم ينتظر حتى إذن جده ليدخل هاتفًا
"أين هي؟"
رمقه باستنكار ثم أكمل مكالمته بهدوء وأغلق الهاتف لينظر له
"ما هذه الوقاحة يا يوسف؟"
اقترب من المكتب ومال يسند كفيه إليه مرددًا
"أين أخذتها يا جدي؟"
قطب وهو يتأمل وجهه مليًا ثم قال
"لا أعرف عما تتحدث، وسأتجاوز عن تصرفك الوقح هذا لانشغالي فيما هو أهم"
انقبض يداه وقاوم بشدة ليتحكم في نفسه، جزء منه غاضب ويريد الانفجار وجزء يخشى منه كالعادة
"أين جايدا يا جدي؟ أين زوجتي؟"
رفع وجهه مقطبًا بشدة
"وما شأني أنا بها؟ لماذا تسألني؟"
عض شفته ثم ردد باختناق
"زوجتي اختفت كأنما انشقت الأرض وابتلعتها"
"حقًا، سأعود وأسألك ما شأني باختفائها؟ هل يُخيل إليّ أم أنّك تتهمني؟"
نظراته القاسية كادت تُغلب الجانب الضعيف منه لكن صورة الدم وطيف ملامحها المرهفة دفع بغضبه للأمام فمال هاتفًا
"لا أحد له مصلحة في إخفائها سواك يا جدي، هل أمرت رجالك باختطافها لتتأكد من أنني سأنفذ خطتك للنهاية؟"
ظل يواجهه بنظراته بهدوء تام قبل أن يخبره
"سأدعي أنني لم أسمع شيئًا من هذا، اذهب إلى غرفتك أو اخرج وابحث عن تلك الـ…"
قطع شتمته قبل أن ينطقها واحترق قلب يوسف أكثر
"ابحث عنها في أي مكان، الله أعلم أين ذهبت أو مع من"
كز على أسنانه مع الاتهام المبطن وكاد ينفجر فيه لكنّه احتمل وهزمه خوفه فتوسله
"أرجوك يا جدي، أخبرني فقط ولن أعترض… قل أنّها معك لكنّها بخير، أتوسل إليك طمئني"
ضاقت عينا جده وقستا بشدة وهو يرى دموعه المكتومة
"هل ترى نفسك يا ابن يحيى؟ هل سمعت نفسك وأنت تتوسل بهذا الضعف؟ ومن أجل من؟ فتاة لا تعرف أصلها من فصلها"
هتف بحرقة
"توقف عن إهانتها، إنّها زوجتي ولن أسمح"
ضرب جده براحته على المكتب صائحًا بقوة
"لا تسمح؟ هل سترفع صوتك على جدك أيضًا لأجل فتاة وضيعة ارتضت الزواج منك في السر؟"
"إنّها زوجتي"
صاح بانفعال ثم انخفض صوته بتوسل
"مهما كان رأيك فيها هي زوجتي و… أم ابني"
لم يعرف كيف اعترف له لكنّه شعر أنّه خسر وانتهى الأمر، كل تهديدات جده لم يعد لها معنى بعد أن تورط وداس على آخر ما يملك من ضمير، والآن هو على وشك خسارة زوجته وابنه.
"ابنك؟"
صوت جده تردد غريبًا وزادت تقطيبته بانتباه شديد، لم يعرف ما يدور في عقله الآن ولم يعد يهمه، كل ما يريده أن يطمئنه عليهما وهو على استعداد لفعل أي شيء لأجل هذا.
"جايدا حامل يا جدي، آسف لأنني أخفيت عنكم لكنك من دفعني لهذا. أنا مستعد لأي عقاب لكن لا تعاقبني بهما… سأفعل أي شيء لكن"
قاطعه جده بغضب عاصف
"آسف؟ ذهبت وتزوجت في السر وقلت نزوة وتركتك تتسلى قليلًا ببنت الـ.."
أوقف جملته قبل أن يتمها وتنفس بقوة ليتابع
"تسمح لتلك الوضيعة بحمل حفيد المنصوري وتقول آسف؟ تكون واهمًا إن ظننت أنني سأسمح بهذا يا ابن يحيى"
تراجع يوسف قابضًا كفيه بقوة يشعر بكل شيء ينهار حوله
"فقط أخبرني أنّهما بخير"
"لا أعرف لكن لا تعتقد لوهلة أنني سأسمح لك بتكرار غلطة أبيك… تلك القذرة فور أن أجدها سأنتهي من أمرها تمامًا، ستطلقها وترميها إلى الشارع حيث تنتمي أمثالها"
توقف قلبها لحظة قبل أن يهتف بحرقة
"ليس من حقك… أنت ساومتني بحياتها لأنفذ ما تريده، أعطيتني كلمتك ولا يمكن أن تتراجع الآن"
قست نظراته أكثر ونهض واقفًا
"قلت ستعود لعقلك وتنهي هذه النزوة بنفسك وستعرف أنّ تلك الوضيعة لا تستحق"
"قلت توقف عن إهانتها"
تأمله جده لحظة ثم ابتسم ساخرًا
"أنا أعذرك الآن لكن أرجو أن تظل على موقفك بعد أن تعرف حقيقة ما…"
توقف حين رن الهاتف والتقطه سريعًا
"نعم هل وجدته؟ جيد… أعدّه جيدًا لاستقبالي، أنا قادم في طائرة الغد"
قطب يوسف بتوجس وحاول فهم أي شيء من كلامه لكنّه ودع محدثه وأغلق الهاتف ليلتفت إليه
"حسنًا يا يوسف، أظنني قلت كلمتي، هيا اذهب"
"لن أذهب قبل أن تخبرني صراحة أنّك لا تعرف مكانها"
اهتز قلبه مع نظرته لكنّه تمسك بموقفه ليخبره جده ببرود وهو يشير نحو الخارج
"قلت لا أعرف مكانها… والآن اتركني واخرج، هناك أمور أهم بكثير في هذه اللحظة تتطلب اهتمامي"
ظل يحدق فيه للحظات طويلة قبل أن تتهدل كتفاه ويغادر بيأس طرده سريعًا مقررًا العودة لسيارته ليعاود البحث عنها بينما تابعه جده بنظراته حتى اختفى وأسرع يلتقط هاتفه ليتصل بأحد رجاله يعطيه أوامر صارمة تخص جايدا بينما عقله يخطط لاستغلالها لمرة اخيرة قبل أن يتخلص منها ويخرجها من حياة حفيده للأبد.
**********************

Gogo 2002 likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-21, 09:37 PM   #704

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


قاومت رواء توترها الذي يتضاعف مع كل لحظة تقربها من سراي المنصوري، كانت تعرف أنها ستعود هنا بعدما تنازلت عن شرط إقامتها بعيدًا لكن الآن وهي تقترب من اللحظة التي ستدخل فيها ذلك البيت زوجة تجد صعوبة في التعامل مع الأمر.
"لماذا أنتِ متوترة هكذا؟"
جفلت على صوت سالم جوارها فالتفتت إليه بارتباك، كان يراقبها منذ ركبا السيارة وأدرك مشاعرها
"لست كذلك"
ردت منكرة فابتسم بحنان تلك الابتسامة التي تضعف قلبها، شعرت بيده تضغط كفها لتتذكر أنه ظل يحتضنها منذ غادرا المشفى
"أنتِ كاذبة فاشلة يا روايا"
رمقته من طرفها بلوم طفولي فضحك وعانق أصابعها بأصابعه
"أعرف أنكِ قلقة بشأن حياتنا في السراي لكن لا تقلقي وثقي بي، أنا أعطيتكِ وعدي ولن أخل به أبدًا حبيبتي، انسي كل مخاوفكِ ودعينا نبدأ حياتنا معًا بتفاؤل وثقة ببعضنا"
تعلقت عيناها بعينيه تلتمس ذلك الوعد لتتمسك به فابتسم بيقين وأخبرها
"مهما كان ما ينتظرنا مستقبلًا نحن معًا في كل شيء، أنت تمدينني بالقوة والأمل يا رواء، لا يمكنكِ أن تتخيلي مهما أخبرتكِ كيف أحتاجكِ لأستعيد سالم الذي أحببتِه قديمًا"
اهتز قلبها حين رفع كفها يقبل راحتها بحب
"عودتكِ منحتني الأمل لأتغير، لا تعرفين كيف انقلب حالي بعد فراقنا، لا أريد العودة لذلك الشخص الذي تحولت إليه، ولا أريد أن أصبح مثلما يريدني جدي"
رفع يده يمسح دمعة خانتها واستكانت كفه على خدها، فمالت دون شعور مستكينة بخدها لكفه قبل أن تسمع يهمس بصعوبة
"أنا أخاف من نفسي بشدة يا رواء"
نظرت له بقلق وهمست
"لماذا تقول هذا؟"
تحشرج صوته وهو يجيبها
"داخلي شخصان على النقيض من بعضهما يتصارعان، ووجودك وحده يمنحني التوازن، أخبرتكِ مرارًا كم أحتاجكِ وأعرف أنها أنانية مني. اعتقدت أنني سأرتاح حين نتزوج لكن خوفي الآن تضاعف، وأخشى أن تندمي يومًا أو أكون تسرعت بدفعكِ لتوافقي وأصحو يومًا لأجدكِ قررتِ أن"
قاطعته واضعة سبابتها على شفتيه
"ألم تخبرني ألا نقلق بشأن القادم مهما كان؟ أنا أخذت قراري يا سالم ومهما كان ما دفعني لأوافق على العودة لك، أنا لن أتراجع ولن أتخلى عن فرصتنا نحن الاثنين في حياة جديدة"
تعثر صوتها وعادت الدموع لعينيها
"وليس الآن، ليس بعد أن كدت أخسرك. كل عنادي وغضبي وألمي منك السنين الماضية في كفة وحياتك في كفة"
مشاعره كلها تجسدت في نظراته ولم يقاوم أن يطبع قبلة أخرى على راحتها لتواصل هي بهمس متهدج
"لن يكون الأمر سهلًا أبدًا فجراحي عميقة لكنني مستعدة لأخاطر، ربما شفاء الماضي لن يحدث إلا بوجودنا معًا"
أومأ مبتسمًا وقلبه استكان براحة، لم يهتم للسائق في الأمام ورفع ذراعه ليضمها للجانب السليم من صدره، تشنجت واعترضت هامسة لكنّه أغمض مغمغمًا
"دعيني هكذا قليلًا، ما زلت لم أستوعب بعد وجودكِ والكلام الذي قلتِه الآن"
ابتلعت ريقها بصعوبة وحاولت الاسترخاء تذكر نفسها أنّه سالم حبيبها وأنّه الآن زوجها ولا يجب أن تخشى قربه. دفعت ذكرياتها البعيدة لتستكين وأغمضت حتى أيقظها صوته يخبرها بوصولهما، فتحت عينيها وقد عاودها التوتر لكنّ ابتسامته هدأتها قليلًا.
"هيا حبيبتي، لا تخافي"
غادرا السيارة والتقط كفها سريعًا يحتضنها وتحركا معًا تجاه السراي وما أن دخلا حتى استقبلتهما إحسان بالزغاريد ومن خلفها ظهرت سمية بابتسامة واسعة وعينين دامعتين واقتربت لتحتضنهما تهمس بالحمد مرارًا لنجاة سالم ثم ضمت رواء بقوة وهمست
"أهلًا بكِ في بيتكِ يا رواء، السراي أنار بكِ يا ابنتي"
عانقتها وهي تقاوم دموع تأثرها قبل أن تبتعد سمية وتنظر لابنها بلوم
"نفذت ما برأسك؟"
ضحك وقالت رواء بتنهيدة يائسة
"رأسه عنيد حتى أن الطبيب وافق على خروجه فقط ليرتاح من إزعاجه المتواصل بطلب الخروج"
ابتسم سمية والتفت هو لها قائلًا
"ما شاء الله، زوجتي الحبيبة تعترض على تصرفات زوجها وتشكوه لأمه من أول يوم"
ضحكت سمية وهي تشدهما إلى الداخل
"هيا من دون كلمة اذهبا إلى جناحكما وارتاحا، تبدوان على وشك الوقوع أرضًا من التعب"
"أنا متشوق فعلًا للذهاب إلى جناحنا لكن ليس لهذا السبب"
ردد بعبث فاتسعت عينا رواء مع نظراته المشاكسة واحمر وجهها بينما ضحكت سمية وضربت كتفه
"اذهب يا مشاغب، لا أريد أن أضربك أمام زوجتك وأنت عريس جديد"
ضمها إليه وقبّل خدها قبل أن يلتقط كف رواء ويشدها معه ليصعدا السلالم نحو جناحه الذي تم تعديله لأجل زواجهما. ارتعد قلبها وهي تخطو بقربه فضغط على كفها يمنحها حبًا ودعمًا دون كلمات، طمأنت قلبها ليهدأ قليلًا وواصلت طريقها مع سالم حتى توقفا أمام أحد الأبواب فالتفت لها بعينين تتألقان وابتسامة منبعثة من قلبه
"أخيرًا أنتِ معي، في غرفتي التي حلمت بكِ طويلًا فيها"
ارتجف قلبها بجنون بينما يفتح الباب ويشدها لتخطو معه وهو يواصل
"لا تعرفين كم مرة تخيلتكِ هنا معي، كم مرة دعوت الله أن نتزوج وتأتين لتنيري غرفتي وتسكني قرب ضلوعي"
أشاحت عينيها بارتباك عن نظراته مدعية تأمل مسكنها الجديد، خطت مرتبكة قب أن تشهق حين التفت ذراعه حول خصرها وشدها لتلتصق بصدره
"سالم"
همست بوجل وهي تنظر في عينيه بينما مال هامسًا بابتسامة
"تعرفين؟ بدأت الآن أشعر بقليل من الحنق نحو ذلك الأحمق الذي ضربني بالرصاص"
رمقته بحيرة بينما وجهها محترق لقربهما الشديد
"لقد حرمني الأحمق من أحد أحلامي الغالية"
"اي حلم؟"
غمغمت بخفوت لتتسع ابتسامته الشقية، وتاهت هي في نظراتها له تشعر في كل لحظة قربه أنّه يصغر في السن ويعود لسالم الذي عشقته قديمًا، قبل أن تغرق في ذكرياتها سمعته يقول
"حلمي بليلة زفافنا يا روايا، حلمت دائمًا أنّني سأحملكِ بين ذراعيّ إلى هنا"
ونظر بأسى لإصابته وردد بتذمر
"وانظري الآن لا يمكنني فعل هذا"
ضحكت بارتباك وردت وهي تحاول فك ذراعه عنها لتبتعد
"لا بأس، لم تكن لتستطيع حملي أساسـ"
انقطعت جملتها بشهقة حين اشتدت ذراعه حول خصرها لتجد نفسها مرفوعة عن الأرض
"مـ ماذا تفعل؟"
هتفت بارتباك ودون شعور تعلقت كفاها بكتفيقه بينما ابتسم بخبث
"ماذا كنتِ تقولين؟ لا أستطيع حملكِ؟ ها قد حملتكِ بذراع واحد"
"سالم أنزلني… جرحك سـ"
قاطعها بضحكة مرحة
"آسف كبريائي تعترض على اتهامكِ المجحف ويجب أن أثبت لكِ خطأكِ"
ارتبكت نبضاتها أكثر ورغمًا عنها تعلقت به حين تحركت قدماه
"تمام، اقتعنت… هيا أنزلني"
"لا، سأنزلكِ حيث أريد"
أخبرها بعناد طفل ولم تقاوم هذه المرة ابتسامتها لردود أفعاله
"أنت عنيد"
رددت بيأس فأومأ بعينين تلمعان بشقاوة تذيب أعصابها على مهل كما تفعل ابتسامته
"ألم نحسم هذه النقطة منذ وقت طويل؟"
توقف في منتصف الغرفة ولم ينزلها، ظل رافعًا إياها وعيناه تدوران على وجهها باشتياق وعشق لم يبذل جهدًا ليخفيه
"أنا فيما يخصكِ يا رواء بدر العزايزي عنيد للغاية"
تاهت في عينيه قبل أن تشعر به يخفضها ببطء شديد معذب ورغمًا عنها مالت مستندة له وهمست اسمه بارتجاف
"سالم"
"سالم يحيى المنصوري ذاب عشقًا من أول نظرة وقلبه العنيد استسلم لحورية العزايزية، والآن فقط صارت ملكه وتحت سقفه وقرب قلبه كما كتب القدر منذ الأزل"
دمعت عيناها وهي تنظر إليه وعاد قلبها ينتفض حين مال قاصدًا شفتيها ولوهلة شعرت بنفسها تنقسم لامرأتين متناقضتين، وقبل أن تمسها شفتاه أو تفهم ما يدور داخلها ترددت طرقة عنيفة على بابهما المفتوح، انتفضت شاهقة وانتزعت نفسها منه متنفسة بسرعة وتخبط قبل أن يلتفت الاثنان إلى الباب، لمحت بتشوش نيروز واقفة هناك بابتسامة لم تشعر بصدقها لحظة خاصة حين رمتها بنظرة حانقة اختفت سريعًا وهي تندفع إلى الداخل وتتعلق بعنق سالم هاتفة
"الحمد لله على سلامتك يا حبيبي، أنرت بيتك"
ضمها برفق وابتسم لرواء فتراجعت بوجه محمر ويدها تعدل حجابها بارتباك، ابتعدت نيروز بعد ثوان وتأملت وجهه قائلة باعتراض
"لماذا خرجت من المشفى وأنت ما زلت متعبًا؟ انظر لنفسك أنت شاحب جدًا وتحتاج لترتاح"
"أنا بخير يا نيروز"
هزت رأسها وشدته من يده نحو غرفة الملابس
"لا، لست كذلك. هيا تعال لتبدل ملابسك وتنام لترتاح قليلًا، وأنا سأذهب حالًا وأحضر لك وجبة خفيفة تعيد لك قوتك"
حاول الاعتراض لكنّها أصرت واستسلم هو أمام عنادها وأمام سعادته بعودة علاقتهما أخيرًا، ألقى نظرة نحو رواء وقبل أن يفتح فمه يطلب مساعدتها صفقت نيروز قائلة
"هيا يا أخي، ولا تقلق على زوجتك الحبيبة لن آكلها، سأتحدث معها قليلًا حتى تعود"
مط شفتيه ودخل الغرفة لتختفي ابتسامتها في الحال والتفتت نحو رواء بنظرة قاتمة سوداء، ألقت نظرة حذرة نحو غرفة الملابس وتحركت نحوها، وقفت أمامها ومالت تهمس لها بنبرة حادة
"لا تفرحي كثيرًا يا عروس، ولا تظني أنّ إقامتكِ في سراي المنصوري ستطول"
تراجعت رواء وكتّفت ذراعيها ترمقها بهدوء استفزها فكزت على أسنانها وقالت بتوعد
"أنا أقسمت أن أجعل حياتكِ هنا جحيمًا وسأفعل"
ابتسمت لها ببرود
"شكرًا يا نيروز على مباركتكِ الغالية، وصدقيني أنا أساسًا لم أتوقع ترحيبًا ولا حياة مثل الجنة هنا. أنا آتية وكلي استعداد لأسوأ الاحتمالات فوفري خرمشاتكِ الصغيرة هذه لأحد غيري فلن تُجدي معي، معركتي هنا مع شخص آخر"
ضاقت نظرات نيروز واشتعلت عيناها غضبًا لرد فعلها البارد بينما تتابع هي
"وآخر ما أريده أن أُضيع جهدي معكِ، فهمتِ يا أختي الصغيرة؟"
كزت على أسنانها وفتحت فمها لتشتمها لكنّ صوت سالم ارتفع مناديًا
"روايا، أحتاج مساعدتكِ هنا حبيبتي"
ابتسمت لها بتسلية ورفعت صوتها
"آتية حبيبي"
ورمقتها بنظرة جانبية وتحركت نحو الغرفة لتوقفها نيروز مرددة بحقد
"أنتِ شؤم"
اهتز قلبها مع الكلمة وكأنما أدركت نيروز أنّها أصابت هدفها تحركت مقتربة الخطوة التي ابتعدتها لتواصل بكراهية
"منذ دخلتِ حياة أخي وأنتِ كنتِ شؤمًا عليه وعلينا كلنا، بسببكِ قاطعنا ورمانا من حياته وهاجر ونسينا، وانظري بعد أن عدتِ… دخولكِ حياته وزواجكِ منه كان قدم شؤم، كاد يموت والله أعلم ماذا سيحل بنا أيضًا بوجهكِ الشؤم هذا"
قاومت رواء قسوة الكلمات ورفعت رأسها قائلة بهدوء
"الطيرة حرام يا نيروز، لا تدعي كراهيتكِ لي تعميكِ لهذه الدرجة"
وتحركت لتتركها لكنها توقفت لحظة والتفتت تخبرها
"وعامة أنا أسامحكِ، أنتِ أخت زوجي وكما أخبرتكِ معركتي ليست معكِ أنت"
رمقتها نيروز بغضب قبل أن تندفع بخطوات عصبية إلى الخارج وصفعت الباب خلفها بقوة، تنهدت رواء وتهدلت كتفاها وقاومت شعورها الخانق والحزن الذي سيطر على قلبها مرة واحدة، التفتت نحو غرفة الملابس وخفق قلبها حين رأت سالم واقفًا مستندًا للحائط يتأملها بحنان امتزج ببعض الأسى، ابتسمت بارتباك
"لم تبدل ملابسك؟"
عادت ابتسامته ببعض الشقاوة
"ناديت زوجتي لتساعدني لكنّها انشغلت عني"
ردت بترفع
"لا تدعي العجز يا سالم يحيى المنصوري، ألم تبدل ملابسك في المشفى بسهولة؟"
"من قال هذا؟ ممرضة حسناء هي من سا"
قطع جملته حين رمقته بنظرات قاتلة وضحك مصححًا
"آسف إنّها كذبة، هل أجرؤ أصلًا؟"
"جيد أنّها كذبة وإلا"
اقترب منها بتمهل فعاودها التوتر
"وإلا ماذا؟ روايا تغار"
زمت شفتيها وأشاحت وجهها بارتباك وقبل أن تنطق بشيء تدافع عن نفسها كان يقترب ليحيطها بذراعه ويضمها، تبخر تشنجها اللحظي عندما سمعته يهمس
"آسف لما قالته نيروز"
"هل سمعت؟"
شعرت بإيماءته قبل أن يقول
"إنّها مدللة ولسانها منفلت وعنيدة وتحتفظ بالغضب والحقد كثيرًا لكنها"
قاطعته هامسة بتفهم
"لكنّها طفلة"
ضمها أقرب وقلبها شعر بكل ما يريد قوله لتربت على ظهره بحنان وابتعدت قائلة
"أعرف أنّها تغار عليك، كانت هكذا منذ أول مرة رأيتها وكرهتني بسبب غيرتها عليك"
رفع كفه يحتضن وجهها
"لا تدعي كلامها ومحاولات انتقامها تؤثر بكِ"
"لا تقلق بشأن هذا أبدًا"
نظر لعينيها مبتسمًا قبل أن يميل ليقبل جبينها فارتجفت بقوة
"شكرًا لتفهمكِ حبيبتي"
هزت رأسها وابتسمت بارتباك وهي تبتعد لتقول بمرح مفتعل
"نحن في الخدمة دائمًا"
وأسرعت بعدها تتجاوزه نحو غرفة الملابس مرددة بتوتر
"سأذهب لأبدل ملابسي، لو كنت متعبًا اذهب لتنام وسأوقظك حين يحضروا الطعام"
قبل أن يرد اختفت هي بسرعة في الداخل وأغلقت الباب فهز رأسه ضاحكًا ثم تحرك نحو الأريكة القريبة وألقى جسده عليها متمتمًا
"أول ليلة عذاب يا ابن المنصوري… لنرى كم ليلة ويوم ستعد قبل أن ترأف بك بنت العزايزي"
قالها وابتسامة هائمة ترتسم على شفتيه وتتسع بينما قلبه يزوره السكون والسلام لأول مرة منذ زمن طويل.
**********************



Gogo 2002 likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-21, 09:56 PM   #705

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتهى الفصل حبايبي، يا رب يعجبكم بكل أحداثه
قراءة ممتعة.
بعتذر لو كنت تأخرت عليكم بس غصب عني، وكان نفسي أنزل فصلين النهاردة بس مقدرتش. هرتاح من الكتابة النهاردة وأرجع أكمل الفصل الثالث والأربعون من بكرة,
مش هوعدكم إني أنزل فصلين يوم الجمعة لأن لما بقولكم لازم يحصل حاجة تخرب مخططي.
فإن شاء الله فيه فصل يوم الجمعة ولو ربنا قدرني يمكن يكونوا فصلين.
*****
حاجة أخيرة مهمة
كان حصل توهان ولخبطة عند البعض بخصوص العائلات وتشابك العلاقات والشخصيات فوعدتهم إني هعمل تصميم لشجرة عائلة المنصوري وعائلة نعمان المرشدي
دي شجرة عائلة المنصوري وقريبًا هصمم شجرة عائلة المرشدي.




الصورة طلعت كبيرة قوي ومش عارفة أظبطها بس إن شاء الله تكون واضحة ومفهومة لكم

دمتم بكل ود

Gogo 2002 likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 14-09-21, 12:01 AM   #706

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

رقيه احساسها باليتم اكيد بيذيد باللى بيحصل فيها من عيلتها بعد وافاه والديها

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً  
قديم 14-09-21, 12:34 AM   #707

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

الجد سالم واضح ان مفيش حاجه بتهده نيروز سخيفه جدا الفصل رائع تسلم ايدك

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً  
قديم 14-09-21, 02:49 AM   #708

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي

بدأت تتفكك الارضية من تحت المنصوري
سعيدة جدا لبداية نهاية الظلم والاجرام اللي بيقوم بيه الجد
وتحريكه لابناؤه على انهم دمى بدون مشاعر
جايدا كما اي منصوري اذا احبت اسرفت


nmnooomh متواجد حالياً  
قديم 14-09-21, 11:09 PM   #709

tia azar

? العضوٌ??? » 354006
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,794
?  نُقآطِيْ » tia azar is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

tia azar غير متواجد حالياً  
قديم 15-09-21, 04:39 AM   #710

ام حيان

? العضوٌ??? » 441852
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » ام حيان is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم يعطيكم العافيه رواية رائعة

ام حيان غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.