آخر 10 مشاركات
203 - حب من اول نظرة - سالي وينت ورث - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          249- عذاب الحب -بيني جوردان -مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          93 - قمر في الرماد - جين دونيللي (الكاتـب : فرح - )           »          و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree59Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-20, 10:52 PM   #71

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الحادي عشر
💫💫💫💫💫💫
رمقتها فاطمة بتعجب و سألت " تقولين تريد رؤيتي في منزلها ، تقصدين منزل زوجها . هذا الذي يعرف علاقتها بأخي " أضافت بسخرية
قالت هنية بصبر " نعم تريد ذلك و لا تقلقي زوجها ليس في المنزل"
ردت فاطمة بضيق " و ما الذي ذكرها بي الأن بعد هذه السنوات "
قالت هنية بملل " سيدة فاطمة هل ستأتين أم لا ليس لدي وقت لجواب أسالتك يمكنك أن توجهيها للسيدة رتيل "
زمت فاطمة شفتيها بحنق و قالت ببرود " حسنا أخبريها أني سأمر عليها في الغد و ليس اليوم و أنا لا يهمني إن كان زوجها هناك أم لا ليس لدي ما أخاف عليه أو اخفيه عكسها هى "
أجابتها هنية بلامبالاة " على راحتك سأخبرها "
تركتها هنية و رحلت فأغلقت فاطمة الباب و هى تستند عليه مفكرة فيما يمكن أن تكون رتيل تريده ، خلال السنوات الماضية كانت تتهرب من الجواب على تساؤلات حذيفة عنها . فماذا تخبره أخي لقد تسببت لها بالشلل و أجبرها والدها على الزواج من ابن عمها مؤكد كان سيعود من الخارج و والدها ذلك الرجل المجنون ربما قتله .. عادت لغرفتها لتجد زوجها الجالس على الفراش يلاعب صغيرهم بمرح و يشاكسه ليضحك . جلست شاردة الذهن فسألها زوجها " ماذا بك فاطمة من الذي أتي "
أجابته بحيرة " أنها رتيل زوجة حذيفة السابقة تريد رؤيتي "
اعتدل زوجها و ترك الصغير يتلاعب بالمكعبات الملونة على الفراش و قال بهدوء " لم لا تقولين رتيل صديقتي فاطمة ، أتذكر قربكم وقت كنتن تدرسن معا "
لمعت عيناها بالدموع و قالت بحزن " لا أستطيع أن أغفر لها ما فعلته بأخي علي "
قال علي بتعجب " هى من فعلت بأخيكِ فاطمة ، أتذكر أن أخيكِ هو من تزوج الفتاة سرا من خلف ظهر أبيها و أتذكر أنه من تمم زواجه بها كما قلت لي و أخفى الأمر عن الجميع لولا أخبارك أنت لتذهبي معها للطبيب وقت ظنت أنها ربما تكون حامل .. و هو أيضاً من تركها غارقة في دمائها و سافر دون أن يتأكد أنها بخير كما أدعت وقتها لتجعله يرحل حتي لا يؤذيه أبيها و كل هذا بعد ماذا بعد أن طلقها فرجاء لا تقولي أنها فعلت شيء بأخيكِ "
هطلت دموعها بحرقة و قالت بعصبية " و لكنها تزوجت رجل أخر أليس هذا كافيا ، عندما يعلم ماذا ستظن ستكون حالته مؤكد سيصدم و سيعاني "
قال علي بخيبة من عدم تعاطفها مع الفتاة بعد أن مرت بكل ذلك من أجل أخيها الغبي " ليس مثل حالتها هى و هى عاجزة و مجبرة على الزواج بأخر و هى تحب أخيكِ أنتِ "
سألته بعصبية " لم تدافع عنها هكذا هل تعلم ما تمر به لتقول هذا هى متزوجة من ثري عائلة الدالي و تعيش ببزخ لن يقدر أخي لو عمل لسنوات أن يجعلها تعيش في نفس المستوى و هذا ما كان يهم والدها و يرفض أخي لأجله "
تنهد علي بضيق فالحديث معها لن يجدي ، قال ببرود " حبها لأخيكِ لم يشمل العيش ببزخ و لم تفكر في ذلك عندما فكرت بالهرب معه فلا أظن أن هذا يهمها "
سألته بعصبية و نفاذ صبر " لما تريد أن تصل بالضبط علي و ماذا تريد أن تثبت بحديثك "
هز كتفيه بلامبالاة و قال بهدوء " لا شيء لقد كنا نتحدث فقط و لا أريد أن أثبت لك شيء ، و أذهبي غدا لتريها أنا لا أمانع "
نهضت بضيق و قالت بغضب " سأعد الطعام "
أجابها باسما " أجل فقد جعت أنا و ميمو حبيب البابا "
تركته و خرجت فتمتم بخفوت " حمقاء مثل أخيكِ "

*****************
ما أن لمس شفتيها حتى انتفضت صارخة باعتراض و هى تبتعد عنه
و لكن ذراعيه لم تسمحا لها بذلك كان كل ما يفكر به هو معاقبتها على شعوره عندما ذهب للجامعة و لم يجدها ظانا منه أنها تركته و هربت كالمرة الماضية .. هذا الشعور البشع طوال الطريق كاد يوقف قلبه . شدد من ضمها لصدره و ترك شفتيها و وجهها مدفون في عنقه و قدميها و جسدها يتحركان بعصبية بينهما و صوتها المكتوم يقول بعصبية " أتركني أيها الحقير المختل "
أبعدها عنه و هو يلهث بقوة و جسده يطالبه بالمزيد معترضا على ابتعاده عنها لتشعل في جسده رغبات مكبوتة لزمن طويل ينظر لوجهها الشاحب و جسدها المرتجف قائلاً بتحذير " إياك و فعلها مجدداً سيكون عقابك شديد" كانت تنظر إليه بحقد و كراهية راها قابعة في مقلتيها ليقرع قلبه بقوة ثائرا أنها لن تلين تجاهه أبدا
فُتح الباب و حافظة تنظر إلى وقفتهم المتحفزة بتوتر قائلة " سيدتي السيد حفيظ يسأل عن القادم "
أمسك داري بيدها و قال بهدوء " زوجها من أتى أخبريه بذلك هل ندخل حبيبتي حتى لا يقلق عمك. "
لم تستطع فعل شيء أمام عمها و هو يقبض على يدها بقوة تهللت أسارير حفيظ قائلاً بترحيب ما أن دلفت و داري " حماتك مؤكد كانت ستحبك ، للتو كنا سنتناول الطعام تفضل تفضل لتتذوق طهو زوجتك "
نظر إليها داري بخبث قائلاً " حقاً ، أنا في شوق لذلك فمنذ زواجنا لم تصنع لي كوب شاي "
نظر حفيظ بعتاب " حقاً مهيرة " سألها بجدية
أجابت بصوت مضطرب " لديه خادمة عمي و لدي جامعة و لا وقت لأفعل ذلك "
قال داري بسخرية " لا أمانع الأن من أجل دراستها و لكن فيما بعد سأطالب بكامل اهتمامها بكل شيء "
قال حفيظ باسما و قد لاحظ شحوب مهيرة " حسنا هيا لتناول الطعام ربما ترفض أنت أن تطهو لك مهيرة مجدداً " أضاف مازحا ذهبت مهيرة لتعد المائدة لتلهي عقلها و تبعد تفكيرها عن ما فعله معها قبل قليل . لم تعد أعصابها تتحمل هذا التوتر ، كلماته الجريئة و وقاحته معها و الأن ملامستها هكذا ، تبا لقد قبلها عنوة ، كما فعل من قبل و قبل عنقها و لكن هذه المرة لمس شفتيها ، كادت ترفع راحتها تلمس شفتيها مازالت تشعر بشفتيه التي لمستها بخشونة
و كأنها مازالت تمتلك شفتيها ، أقشعر جسدها مفكرة فيما يمكن أن تفعل لو فكر في فعل أكثر من القبلة ، دوماً ما تجد نفسها عاجزة أمامه و لا تستطيع أن تبعده هى .. و هو من يفعل و يبتعد ، يجب أن تتصرف بسرعة لتتحدث مع بسام ثانياً ... جلسوا على المائدة بعد أخبرتهم حافظة و تناول داري الطعام متذوقا " امممم أنه رائع كصانعته "
مطت شفتيها ببرود و لم تجيب فابتسم حفيظ قائلاً بمرح " إذن نجحت في اختبارها الأول "
أجاب داري بخبث " في كل اختباراتها تنجح أنها ماهرة في كل شيء ليس لدي شك في ذلك "
قال حفيظ بمزاح " هكذا إذن من يشهد للعروس " قبل أن يجيب
رن هاتفه النقال فاعتذر و نهض من على المائدة ، سمعته قبل أن يخرج يقول ببرود " نعم جانيت ماذا هناك "
تلاشى صوته عندما خرج فالتفت حفيظ إليها متسائلا " حبيبتي هل هناك ما يضايقك ، هل أنت و داري تشاجرتم قبل مجيئكم ، أخبريني و سأكسرلك رأسه إن أغضبك "
ابتسمت لعمها بفتور مطمئنة " لا عمي لا تخف علي أنا أستطيع أن أخذ حقي منه كاملاً إذا فعل شيء لي "
قال باسما " حسنا يا ابنتي تعلمين أني دوماً بجانبك "
أومأت برأسها و عادت لتتناول الطعام و قالت بمزاح " من طهوه أفعل أنا أم حافظة أيها العجوز "
ضحك حفيظ بمرح قائلاً " هل هناك مثل طهو مهيرة النجدية "
ابتسمت بفتور و داري يعود للجلوس و ملامحه منغلقة كمن تلقي خبر سيء .. سأله حفيظ " هل هناك ما أزعجك بني سمعت خبر سيء "
أجاب داري باسما بتوتر" لا عمي ، كل خير ، لا تقلق "
قال بأمر " تناول طعامك إذن لنتحدث قليلاً لحين تعد لنا مهيرة الشاي "
عادوا لتناول الطعام بصمت و عقلها يفكر فيما قالته تلك الجانيت عكر مزاجه هكذا .. ربما عمها يريد سؤاله عن ذلك ، و هى أيضاً تتسأل لم لا تعيش معه زوجته تلك ..مثل رتيل

*****************
سألت هنية بلهفة " ألم تأتي معك "
أجابت هنية بضيق " لا ، ستأتي غداً تقول أنها لا يهمها زوجك و لا شيء تخفيه أو تخشى عليه مثلك "
ردت رتيل بعصبية " تلك الحمقاء الغبية "
قالت هنية بصبر " هل أذهب لأجلب مالك لحين يعود السيد داري أم أظل معك أنت لحين يأتي ثم أجلبه "
أشاحت رتيل بيدها لتصرفها قائلة " لا ، فلتذهبي لتجلبيه لقد مللت صمت البيت و هو يظل طوال اليوم لدي ريم "
ابتسمت هنية موافقة على حديثها " معك حق ، فهو يجعل للبيت صوت بدلاً من كونه يشبه المقبرة "
ردت رتيل بسخرية " حسنا يا حارس المقبرة أذهبي و أجلبي روحها لتعود لها الحياة مرة أخرى ، يكفينا الغبية الجديدة التي تعاملنا بحذر بارد و كأنها في قفص للأسود و تنتظر أن نفترسها "
ضحكت هنية و هى تعدل من حجابها و تنصرف تاركة رتيل تفكر بحزن في الفوضى التي أصبحت عليها حياتها منذ سنوات ليتها لم تفعل ذلك وقتها ، ليتها لم تستمع لرجائه ليتها لم تنجرف وراء مشاعرها تجاهه ، ليتها و ليتها و لكن سبق السيف العزل .. أغمضت عيناها التي ترقرقت بالدموع و الندم و هى تتذكر يوم ذهبت لرؤيته

★★★

" لأين تأخذني حذيفة ، لا أستطيع البقاء لوقت طويل لا أريد لأبي أن يشك بي "
قالتها رتيل و هى تحاول توقفه و هو ممسكا براحتها بقوة ليخرج من حقل عمه تجاه الطريق .. قال حذيفة مطمئنا " لا تقلقي رتيل لن أؤخرك كما اعتدنا ، هل أبلغت ابنة عمك بما تقول عندما يسأل أحد عنك "
أجابت و هى تنظر للطريق الذي ألفته منذ ذلك الحين عندما أتت لتتزوجه .. " أجل أخبرتها و لكن لأين تأخذني حذيفة , لا تقل أنك ذاهب لمنزل عمك ، لا حذيفة لا أريد أن يراني أحد معارفه فيخبر أبي "
قال حذيفة بجدية " من سيرانا رتيل ، أطمئني لا أحد قريب من منزل عمي "
سألته بضيق " لم تأخذني حذيفة أنا لا أريد رؤية أحد أرجوك لا تخجلني بالجلوس معهم "
وصل ليقف أمام باب المنزل و بدلاً من دق الباب أخرج مفتاحه و فتحه ، قال و هو يدخلها " لا أحد هنا رتيل ، لقد سافر عمي لرؤية الطبيب ليومين و سيعود بعد غد "
ابتلعت غصة و هى تنظر للباب المغلق و البيت هادئ حولها " و لم أتينا هنا نحن إذا كان هو ليس موجوداً "
أقترب منها و أمسك بكتفيها مارا على ذراعيها بحرارة و صوته يخرج مبحوحا " لا لشيء غير البقاء معا وحدنا و هناك سقف فوق رؤوسنا "
نظرت لراحتيه التي تلامسها بحرارة " أريد العودة للمنزل حذيفة" قالتها بتوتر و أمر ..
التصق بها و راحتيه تترك ذراعيها لتزيح الشال الكبير على رأسها و كتفيها ليظهر حجابها الصغير و الذي أمسك بمشبكه ليفكه و يبعده بعد ذلك عن رأسها ، كل هذا و هى مسمرة لا تعرف ما تفعله ، ما أن أقترب ليقبل عنقها حتى ابتعدت عنه بفزع قائلة بارتباك و صدمة " ماذا تفعل حذيفة "
عاد ليمسك بذراعيها بقوة قائلاً بتأكيد " لقد تزوجنا رتيل ، أنت زوجتي "
قالت بارتباك " نعم ، و لكن ..نحن ..لم "
أسكتها عندما شدها لصدره يحتويها بين ذراعيه بحنان قائلاً " نعم حبيبتي ، نحن تزوجنا حتى لا يستطيع والدك تزويجك لأحد أخر و لكن هذا لا يمنع أننا زوجان حبيبتي و أنا أحبك رتيل ، أحبك لعمر كامل ، ألم تثقي في للأن و أني لن أتخلى عنك أو أتركك أبدا "
ارتعش صوتها و هى تحاول الابتعاد عنه قائلة بخوف " نعم حذيفة و لكن أنا لا أستطيع فعل ذلك ، سيقتلني أبي و يقتلك عندما يعلم "
مر بشفتيه على صفحة وجهها و هو يردد من بين قبلاته " و من سيخبره لا أحد سيعلم بما بيننا سوانا أنا و أنت ، لا تخافي حبيبتي نحن لن نبتعد أبداً و لن تكوني لغيري "
" حذيفة " خرجت مخنوقة و هى تقاوم مشاعرها و تجبر عقلها أنه فعل و وضع خاطئ و لابد أن تفيق حتى لا تغرق و لكن همساته و لمساته " أذهبت بالباقي المتبقي من تعقلها و هو يردد بحرارة
" روح حذيفة و قلب حذيفة و حبيبة حذيفة و حياة حذيفة "
سألت و أنفاسها تخرج حارة كحرارة مشاعرها " كيف أخذت مفتاح عمك "
رد بخفوت و هو يقودها للداخل " سأخبرك ، و لكن فيما بعد "
أدخلها غرفة نوم صغيرة بفراش صغير لا يتعدى المتر مغطى بشرشف قطني مطبع بالزهور الحمراء على أرضية بيضاء و زرقاء أغلق الباب خلفهم و قال بصوت مرتعش " هذه غرفة مروة ابنة عمي قبل أن تذهب لتدرس في المدينة ، لم تشأ أن تبدلها يوماً "
كانت شاحبة بعيون زائغة تهرب من النظر إليه حتى لا يرى مشاعرها المرتسمة في حدقتيها .. أمسك براحتها و قادها للفراش و أجلسها عليه و جلس بجانبها قائلاً بلهفة " لا أصدق أنك معي هنا رتيل "
هزت رأسها نافية " هذا خطأ حذيفة ما نفعله هو أمر خاطئ "
رد بتأكيد " بل هو عين الصواب حبيبتي "
مال على وجهها ليطبع قبلاته الحارة و يده تعمل على أبعاد ثوبها بفتح أزراره ليظهر جسدها المحتقن بالحمرة و صوته يقول برجاء " أرجوك لا تبعديني رتيل ، زوجتي حبيبتي لا أصدق أنك ستكونين بين ذراعي الأن " قرن قوله بالفعل و هو يلف ذراعيه حولها و يرقدها على الفراش الضيق نظرت في عيناه بيأس و دمعتين تهربان من بين جفونها ، لا تريد أن تبدأ حياتهم هكذا في العتمة أمسك بوجهها مثبتا نظراته الولهة على عينيها الباكية تمتم بصدق " أنا أحبك ، و سأحبك دائماً و أبدا ، رتيل ستكون لحذيفة حتى يوم مماته "
خرجت شهقات بكائها خافتة ملتاعة فقال بحزم " أششش حبيبتي كفي بكاء ، لا أريد أن أرى دموعك هذه ما حيت خاصةً من أجلي "
قالت له بصوت مرتجي " لا تفعل حذيفة ، أنا خائفة ، أبي لن يرحمنا لو علم "
رد مطمئنا " أخبرتك من سيخبره يا حبيبتي هذا الأمر سيكون بيننا فقط أعدك "
أغمضت عيناها رفضا لحديثه و عقلها يحثها على النهوض و عدم الاستسلام و لكن جسدها يحاربها مستسلما لتلك المشاعر و الأحاسيس الجديدة عليها تجعلها مضطربة غير قادرة على حسن التفكير .. و الفضول لتعرف بما ستشعر معه حقاً ..
لم يسمح لها بالتفكير كثيرا و هو يغرقها بقبلاته النهمة المتطلبة و يديه تعمل على نزع ملابسها ليتوقف عقلها تماماً تحت وطئة مشاعرهم الجارفة التي اكتسحتهم كلاهما لتتركهم منهكي العواطف و الأجساد ..
نهض حذيفة من على الفراش ليمسك بسرواله يبحث في جيبه عن شيء . كانت تراقبه بمشاعر مختلطة ما بين صدمة و عدم تصديق و ذهول من فعلتها ، هل حقاً تركته يمتلكها ، هل حقاً تركت حذيفة يقترب منها بطيب خاطر ، هل حقاً لم تبالي بالنتائج و تناست والدها و هى بين ذراعيه .. ليس والدها فقط بل الكون كله و الأن ماذا ستفعل مؤكد سيقتلها والدها عندما يعلم .. جلس حذيفة بجانبها و لمس وجنتها الساخنة قائلاً برفق " أنت بخير رتيل "
عندما لم تجيب مال على رأسها يقبلها و أضاف بتوتر " حبيبتي خذي هذا "
نظرت لم في يده فلم ترى شيئاً رفعت عيناها تنظر لوجهه بحيرة و الصدمة مازالت بداية عليها فمد يده و دس شيء في فمها لتشعر بمذاق غريب في فمها و شيء صغير علمت أنه حبة دواء .. قال برجاء " ابتلعيها أرجوكِ"
ارتعش جسدها بعنف لتشعر بفداحة فعلتها الأن أكثر من قبل .. أضجع بجانبها و شدها لصدره يضمها بقوة قائلاً بحزن " حبيبتي أسف و لكن لا نستطيع المجازفة بهذا الأن "
خرج صوتها مرتجف " و لم لم تفكر بذلك و أنت تجلبني لهنا حذيفة"
لم تستطع التحمل و انفجرت باكية ما أن أنهت عبارتها ، شعر حذيفة بالذعر من انهيارها فشدد من ضمها بقوة و هو يقول برجاء " حبيبتي كفى ، أرجوكِ لا تخيفيني عليك هكذا رتيل نحن سنكون بخير أنا لن أتركك أعدك بذلك "
قالت باكية بمرارة " أنت ستسافر بعد أشهر حذيفة ماذا سنفعل لحينها "
أجاب يطمئنها " سأذهب غداً لأرى إن كنت أستطيع التعجيل بسفرنا سأبدأ في تحضير كل أوراقك فقط أهدئي رتيل و لا تظهري قلقك لأحد كمن فعل شيء "
أندست في صدره باكية و شعور بأن الكون تهالك فوق رأسها شعور مفزع . و التفكير في والدها لو علم كان كحد السيف على رقبتها ..
رن هاتفها لينتشلها من أفكارها السوداء تلك الفترة فأمسكت هاتفها بلهفة تجيب .. " حبيبي "

***************
سأله حفيظ بجدية و هم في غرفة الجلوس بعد أن ترك المائدة و ترك مهيرة و حافظة ينظفان المائدة .. ”ماذا هناك داري ، هل أمورك و مهيرة بخير "
أجاب داري بصدق " لا ، لسنا بخير "
اكفهرت ملامح حفيظ و سأل بحزن " لم بني ألم اوصيك أن تترفق بها و تعاملها بصبر حتى تتعرف عليك جيداً "
زفر بحرارة و قال بيأس " ابنة أخيك هذه من أعند من قابلت في حياتي هى حتى لا تعطيني الفرصة للحديث معها كالبشر العاديين تتعامل معي كألد أعداءها فكيف تتعرف علي "
ضحك حفيظ بمرح قائلاً " أصبر بني أصبر مهيرة مازالت طفلة هى دوماً كانت تحت جناحي ، هى ليست كالفتيات الأخريات الذين عركتهم الحياة و يعرفون كل كبيرة وصغيرة فيها و كيف يتصرفون مع أي موقف يتعرضن له ، تعلم الشيء الوحيد الجنوني الذي فعلته في حياتها دون أذني أو التفكير في عواقبه هو ذهابها لبسام . لا تنس زيجتكم ليست طبيعية لتتقبل الوضع بسرعة أو تعطي نفسها فرصة لتتعرف عليك ، أنت فقط أجعل نفسك طويل معها و إلا ما تلين مع الوقت ، لم لا تأخذها و تسافران لمكان وحدكما بعد اختباراتها و أنا سأعتني برتيل و مالك "
قال داري موافقا " لا أمانع بالطبع و لكن توافق هى ليس لدي مشكلة"
رد حفيظ باسما " حسنا فلتخبرها و ترى "
أومأ داري برأسه موافقا بصمت فقال حفيظ سائلا باهتمام على دخول مهيرة بصينية الشاي و هى تضعها على الطاولة بينهم " هل ستعود زوجتك والدة مالك لهنا " اهتزت الأكواب عندما وضعتها بيد مرتعشة فنظر إليها حفيظ بمكر سائلا " ماذا حبيبتي هل الأكواب ثقيلة "
أجابته بارتباك " لا عمي فقط كادت أن تفلت من يدي ، هل تريد شيء آخر "
أجاب باسما " أجلسي حبيبتي ، داري زوجك و ليس أحد غريب "
ردت بضيق " لا حتى تتكلمان بحرية "
أجابها داري بلامبالاة " و لم ستقيدين حريتنا أي شيء نتحدث به يخصك بشكل أو بآخر "
قالت بعنف من بين أسنانها " لا أظن ذلك ، سأجلس مع حافظة لحين تنتهيان "
خرجت و تركتهم فقال داري بضيق " ارايت لا تطيق أن تعرف شيء يخصني "
ضحك حفيظ بسخرية " و من تريد أن تعرف عن ضرتها يا ولد "
مط داري شفتيه بسخرية و قال " و لا حتى عن زوجها نفسه "
قال حفيظ ضاحكا " اتركنا من هذا الأن و أخبرني ما الذي ضايقك من المكالمة "

******************
كانت جالسة بجانبه في السيارة عند عودتهم من منزل عمها ، كان صامتا منذ خرجا و لم يحادثها بكلمة أو يتغالظ عليها كعادته . يبدوا شاردا غير منتبه حتى لوجودها ، شعرت بالغيظ منه و ودت لو ضربته كف على وجهه و تخبره أن أفيق و لا تكن أناني تريد امتلاك كل شخص أو شيء يعجبك لرغبتك به فقط بغض النظر عن رغبات الآخرين .. فيما يفكر الأن في كيفية أخبارها بمجئ زوجته الأخرى الأن ، هل سيعيش ثلاثتهم في منزل واحد الأن ، لم تتحمل فكرة أن تأتي الأخرى أيضاً ربما تكون سيئة ليست كزوجته الأخرى التي تحاول بشتى الطرق أن تكون صديقتها و هى ترفض أي بادرة تقارب بينهم .. سألته بعنف جعله يتعجب " هل زوجتك الأولى ستعود للمنزل هنا و العيش معنا "
نظر إليها باهتمام صامت قبل أن يقول ببرود " لا ، أنا و جانيت منفصلان "
سألته بحدة " ماذا يعني منفصلان ، هناك شيء اسمه طلاق و ليس انفصال "
لوى شفتيه بسخرية " هذا عندما تكونان على نفس الديانة و لكن جانيت ليست هكذا زواجنا كان مدنيا و هم لهم قوانين غير قوانينا"
سألته باحتقار " و لم تتزوج بمن على غير دينك هل نحن قليلات لتأخذ منهم "
قال بسخرية و هو يمد يده يلمس وجنتها " لم أقابلك وقتها مهرتي لاكتفيت بك عن العالم "
نفضت مهيرة يده بعيداً بغضب قائلة " أنا لم أرى في حقارتك "
قال ببرود " ربما ، هل رأيت الكثير في حياتك يا صغيرة "
قالت بحقد " كم أكرهك "
أجابها بلامبالاة و قلبه يصرخ احتجاجا على كلمتها " أعلم ذلك مهرتي و حزين لذلك "
" ليتك تموت حزنا لأرحتني منك " قالتها بقسوة و هى ترمقه بحقد
أوقف السيارة على جانب الطريق و التفت إليها بجسده الضخم حتى كادت تلتصق في باب السيارة بجانبها لتبتعد عن ملامسته ..قال داري بهدوء " سأخبرك و للمرة الأخيرة مهيرة ، لن أسمح لك بعد الأن في بث سمومك و كرهك في وجهي ، ستتعاملين معي كأي زوجة محترمة ، أنت لست صغيرة بالنسبة لي لأعاملك بدلال و أتحمل نوبات كرهك و حقدك لي ، أنا للأن لم أقترب منك احتراما لمشاعرك و لعلمي أنك لم تتقبليني كزوج أعطيك الفرصة لتعرفيني و تتقبليني و لكنك لا تحاولين التقرب و لو خطوة على أمل أني سأسأم يوماً و أطلقك و لكني لم و لن أفعل لدي نفس طويل و لا ايأس سريعًا ، و ما تدبرانه أنت و ابن عمك من خلف ظهري فلتنسياه أنا لا أحد يستطيع لوي ذراعي أو أجباري على فعل ما لا أريد ، لذلك و منذ الأن ستحاسبين على كل كلمة تخرج من فمك خاصةً أمام مالك و رتيل ، سأتحمل جنونك فيما بيننا أما أمام الأخرين أنت زوجة محترمة تحترم زوجها و إن كانت تكرهه ، مفهوم يا زوجتي سيكون عقابك بما لا ترضين و القرار لك في طريقة معاملتي معك منذ الآن "
عاد ليدير السيارة و يتحرك بها عائدا للمنزل بصمت و هى تفكر بقلق في حديثه و معناه هل يعلم أنها تتحدث مع بسام ، من أين له أين يعلم هل يراقب هاتفها .. هل يتجرأ و يلمسها غصباً حقاً ، و لم لا فعلها اليوم عندما قبلها و أمام المنزل دون اعتبار لأحد أن يراهم .. وقف أمام المنزل و خرج من السيارة و تركها دون أن يفتح لها الباب و دلف للمنزل ، ما أن رآه مالك حتى اندفع ليلقي بجسده بين ذراعيه قائلاً " بابا لقد هاتفتني ماما تقول أنك ستأخذني إليها قريبا "
شعر داري بالغضب و ضغط على أسنانه بقوة و عيناه تلتقي برتيل على مقعدها .. هزت كتفيها بلامبالاة و مالك يثرثر عن حماسه لرؤية والدته .. دلفت مهيرة بصمت تنظر لم يحدث ، تريد أن تعرف ما سيقول الأن بعد رفضه جوابها .. قال داري بجدية " حبيبي لا نستطيع الذهاب الأن ، سأسافر مع خالتك رتيل للطبيب بعد أسبوعين ، لا أستطيع ترك كل شيء و الذهاب و لكني أعدك أن نراها قريبا "
ارتسمت الخيبة على وجهه قائلاً ببؤس " و لكنها أخبرتني أنها تنتظرنا لقد جلبت لي حاسب جديد بدلا من ذلك الذي أسقطته أنت و خرب .. "
قال داري باسما " لديك واحد هنا بالفعل فلم تحتاج ما جلبته و متلهف لرؤيته "
أجاب مالك بحزن " أنه صغير و سهل الحمل و به ألعاب كثيرة و ليس كالذي جلبته أنت "
أجابه داري بصبر " حسنا سأجلب لك واحد جديد و لكن السفر الأن لا أستطيع من أجل خالتك رتيل ألا تريدها أن تشفى "
أجاب مالك بخيبة " نعم بالطبع أبي أريد ذلك ، حسنا سأنتظر لحين تعود "
أنزله داري بهدوء فذهب ليجلس على المقعد و يمسك بلعبته و يلتهي بها و الخيبة ترتسم على وجهه ، سأل رتيل بعصبية " لم أعطيتموه الهاتف يا غبية "
ردت بحنق " الغبي هو أنت ، فأنت من جلب له هاتف يا أحمق "
أقترب منها بغيظ و ضغط على كتفها بأصبعيه متمتما " لسانك سأقطعه لك " فصرخت بألم و هى تضربه على يده " أيها المتوحش سأكسر يدك المرة القادمة "
قال ساخر " و أنا سأكسر رقبتك ..و أفعلي لو تستطيعين " أضاف بسخرية
عقدت مهيرة حاجبيها بغضب و هى تنظر لظهره هل هكذا سيعاقبها كما قال ، و لكن هل يعامل رتيل بخشونة هكذا دوماً .. أنه حقير متجبر كيف لا يرى الآخرين حقيقته و كيف يتعامل مع زوجاته مؤكد زوجته الأخرى تركته من أجل هذا " مهيرة " قالتها رتيل باسمة و قد لاحظت نظرات الغضب في عيناها له رمقتها بمرح كمن يعلم في ما تفكر قالت بسخرية و هى تفرك كتفها " أنه متوحش و لكن بقلب طيب "
أجاب داري بسخرية " لا تتعبي نفسك هى تعلم أنه ليس لدي قلب من الأساس .. أليس كذلك مهرتي " سألها بسخرية
رمقته مهيرة باحتقار و قالت " سأذهب لغرفتي عن أذنكما "
صعدت ركضا على الدرج فقالت رتيل بملل " أنها مملة و غبية لا أعرف لم تتحملها بدلالها السمج "
أجاب بسخرية " كما أتحمل غباءك "
سألته بمكر " و هل هى مثلي لديك "
زفر داري بتعب قائلاً و هو يفرك شعره بيديه " جميعكم غبيات هذا ما أنا متأكد منه ، سأذهب لغرفتي انتبهي لمالك "
لم تجيب و هى تشعر بالشفقة عليه و على حالها تمتمت بحزن
" كلنا في الهواء سوأ يا ابن العم "
التفتت لمالك قائلة بمرح " اقترب يا ابن الشقراء فلتريني كيف ألعب هذه اللعبة فالجلوس ليل نهار على المقعد ملل للغاية "

*******************
لا تعرف ما الذي أيقظها صباحاً في وقت مبكر هكذا فنهضت من الفراش لتنظر من خلف ستار النافذة لتجد أن الشمس لم تشرق بعد ، فتح باب المنزل ليخرج داري الذي أنحنى ليعقد رباط حذاءه استقام و حرك ذراعيه يميناً و شمالا ينشط جسده قبل أن ينطلق راكضا ببطء ظلت تراقبه بمشاعر مختلطة شعور بالغضب من وضعها و شعور بالحقد عليه من صمتها أمس بعد حديثه المهدد لها كيف لم تقول و لو كلمة واحدة ردا على حديثه .. ما يقلقها أكثر الأن هو كيف يعرف بما يدور بينها وبين بسام ، هذا ما يقلق حقا ظلت تراقبه على الطريق الممهد بين الأرض الزراعية على الجانبين كان المنزل على رأس الطريق ليرى من في الأعلى نهايته ، ظلت تراقبه حتى ما عادت تراه و قد أختفى .. عادت لتستلقي على الفراش شاردة و كل ما تفكر به هو كيف ستتخلص منه ..

****************
كان يركض كعادته منذ كان مراهقا في الثالثة عشر و والده كان يحثه على الرياضة و أن يواظب عليها ، دوماً ما كان يخبره تلك المقولة التي مل سماعها في المدرسة في حصة الرياضة من المعلم الذي كان يجعلهم يقطعون الفناء ركضا لعشرات المرات و من بعده والده الذي أكد على صحة حديثه مرددا على مسامعه العقل السليم في الجسم السليم ، يا لها من عبارة مملة ترددت على مسامعه لسنوات و للسخرية هو يخبرها لمالك عندما يريد منه أن يفعل شيء أو يمتنع عن ما يضر . و لكن و بعيداً عن العبارة أو حديث والده أو أمره لقد أستمر على فعل ذلك و لم يتوقف ليوم واحد منذ أمد بعيد ينتظر أن يكبر مالك قليلاً ليتحمل ذلك و سيجعله يأتي معه لممارسة رياضته الوحيدة .. لا يعترف بالنوادي الرياضية كمكان لممارسة الرياضة .. أفضل شيء هو الطبيعة ذلك الوقت المبكر قبل شروق الشمس و بعد أذان الفجر يخرج للركض حتى شروق الشمس و نشر أشعتها على أوراق الشجر الاخضر لتجف قطرات الندى كان سيصل لنهاية الطريق عندما سمع صوت حوافر مسرعة و سمع صوتا محذر يقول بتحذير " أنتبه يا سيد ، أنتبه يا سيد "
💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-20, 10:55 PM   #72

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني عشر
⁦💫💫💫💫💫
سمع داري الصيحة و صوت حوافر مسرعة بعصبية تطرق الأرض فالتفت بسرعة ليجد حصان أبيض ضخم يركض مندفعا على الطريق و الرجل يركض خلفه . كان دون سرج و لجام و يبدوا غاضبا تحرك داري مسرعا نحوه بدلاً من التنحي عن طريقه فلو تركه مندفعا هكذا ربما أذى أحد غيره أو أوذى هو .. نظر الرجل بدهشة لداري المندفع بدوره تجاه الحصان و هو يقول بحزم كما يقول لحصانه " توقف " و لكن هذا ليس حصانه ليستمع لحديثه أو يفهمه و ما حدث كان حقاً لا يصدق فقد تعلق داري برقبة الحصان يحجمه عن الركض رفع الحصان قائمتيه الاماميتين ليرتفع معه داري عن الأرض و لكنه لم يتركه كان يحيط رقبته بذراعيه الاثنين بقوة مما جعل الحصان يزداد هياجا و يتحرك بعنف محاولا تخليص نفسه حتى كاد يخلع عظام كتفيه من موضعهما قال داري بحزم " قف ثابتا أيها الحصان الغبي " عاد لرفع قائمتيه ثانياً و هبط بها بعصبية لتحط إحداهم على قدم داري الذي شعر بعظامها تتحطم و رغم ذلك لم يترك الحصان الذي وصل إليه الرجل في نفس اللحظة ليمسك به مع داري و يهدئه .. هدء الحصان على أمر صاحبه الذي سأل داري بقلق عندما رأي وجهه يتفصد عرقا و الألم مرتسم على ملامحه " هل أنت بخير سيدي ، أعتذر منك لهذا "
وقف داري متحاملا على نفسه قائلاً بهدوء " لا بأس قدر الله وماشاء فعل ، المهم لم يتأذى أحد ، هيا خذ حصانك و أعده و أنتبه بعد ذلك ربما المرة القادمة أوذى أحدهم "
قال الرجل باهتمام " حسنا تفضل لأوصلك لمنزلك فيبدوا أن محاربته أتعبتك "
رد داري مشيحا بيده " لا ، تفضل أنت عد لمنزلك و أنتبه كما قلت سابقا "
تركه الرجل و عاد بالحصان على الطريق عرج داري عائدا للمنزل و الألم في قدمه و ذراعيه لا يحتمل كان يسير ببطء شديد و الطريق أمامه طويل كانت الشمس قد أشرقت و نشرت أشعتها الدافئة و بدأت الحركة و خروج الرجال من منازلهم متوجهين لعملهم في الأرض .. و بدأ الأطفال في الخروج و اللعب أمام منازلهم أو الذهاب لمدارسهم .. وصل داري للمنزل و قد بلغ به التعب مبلغه فالألم شديد في قدمه ، دلف للمنزل يتحامل على قدمه كانت رتيل جالسة على مقعدها و مالك قد استيقظ بدوره ينتظر الفطور مع رتيل التي كانت تشاكسه لتأخذ منه لعبته .. رفعت رأسها تنظر إليه باسمة لتتلاشى بسمتها ما أن رأته ، أندفع مالك إليه ليحتضنه كما تعود منتظرا منه أن يحمله و لكن داري أوقف اندفاعه بتعب قائلاً " حبيبي تمهل والدك لن يستطيع حملك اليوم "
سألته رتيل بقلق " ماذا حدث معك داري ما بها قدمك "
جلس بتهالك على المقعد مجيبا " لقد حطت قدم حصان على قدمي و أنا أوقف اندفاعه على الطريق أظن أنها كسرت "
شهقت رتيل بخوف و اندفعت لمقعده دافعه مقعدها المدولب و قالت أرفعها على ساقي لأنزع حذاءك و نراها ، و هنية ستحضر الطبيب على الفور "
كانت مهيرة تهبط على الدرج و زوجها يجيب رتيل " لا أظن أني سأتحمل لمسك لها رتيل "
قالت بحزم " لنرها داري حتى نطمئن سأنزع حذائك برفق لن تشعر أعدك "
سألت مهيرة بتوتر " ماذا حدث "
أجابتها رتيل بأمر " تعالي مهيرة أنزعي حذاءه لنرى ما أصاب قدمه"
رد داري رافضا " لا فقط أرسلي هنية لتحضر الطبيب ليعطيني مسكن ما فالألم شديد "
اقتربت مهيرة بحزم و جلست أمامه على ركبتيها قائلة بأمر " عد بجسدك للخلف فقط و سنرى ما بها "
رد بحدة " قلت لا شكراً لك سأنتظر الطبيب "
قالت رتيل هاتفة " هنية تعالي لهنا فورا "
خرجت هنية تجفف يدها قائلة " ماذا هناك رتيل تحتاجين شيء "
قالت رتيل أمرة " أذهبي و أجلبي دكتور محمد معك على الفور داري أصيب في قدمه "
خرجت هنية مسرعة فقالت مهيرة بحزم " قلت عد بجسدك للخلف"
عندما لم يفعل قامت بدفع صدره ليعود ليستند بظهره على المقعد نظرت إليه رتيل أن لا تجادل و راقبت مهيرة و هى تفك رباط الحذاء بهدوء أمسكت بربلته لترفع قدمه و أمسكت بحذائه لتنزعه برفق و رغم ذلك لم يتحمل الألم و خرجت من بين شفتيه أهه ألم قوية و جبينه يتفصد عرقا ، اقترب مالك قائلاً بخوف " بابا "
رسم داري بسمة فاترة و قال بهدوء " لا تخف حبيبي أنا بخير "
نزعت جوربه ببطء شديد و يده تقبض على المقعد بقوة كاتما تألمه حتى لا يفزع مالك مجدداً ، شهقت بخفوت لرؤية قدمه فقد كانت منتفخة و جلده بين أزرق و أسود كانت مظهرها بشع لتعلم كم يتألم حقاً .. نهضت من أمامه قائلة " تريد الصعود لغرفتك لحين مجيء الطبيب "
ردت رتيل بحزم بدلاً عنه " نعم أرجوكِ مهيرة ساعديه ليصعد لغرفته "
أمسكت بذراعه لتساعده على النهوض فأمتثل لأمرهم حتى لا يضيع أنفاسه في الجدال العقيم معهم .. أستند على قدمه السليمة و رفع ذراعه ليحيط بها كتف مهيرة يتحامل عليها بدلاً من قدمه المصابة لم يكن يعلم أن صعود الدرج عذاب لهذا الحد و هو يتحامل على نفسه حتى لا يرهقها معه .. حتى وصل لغرفته أدخلته مهيرة و أجلسته على الفراش قائلة " تريد أن تتسطح لحين مجئ الطبيب "
هز رأسه نافيا و قال " لا سأكون بخير ، هل لك أن تهتمي بمالك أرجوكِ فهو يبدوا خائفا طمئنيه و أخبريه أني بخير "
أومأت برأسها موافقة و خرجت دون أن تضيف كلمة

بعد ذهاب الطبيب سألتها رتيل " أخبريني كيف حاله و ماذا قال الطبيب "
أجابتها مهيرة و هى تطعم مالك طعام الفطور الذي فات الجميع بعد ما حدث " بخير قال لا كسور في قدمه و لكن الضربة كانت قوية لقد حماه حذاءه السميك لذلك لا كسور لقد أعطاه حقنة مسكنة و كتب له بعض المراهم و الحبوب أرسلت هنية لتجلبهم هو نائم الأن"
تنهدت رتيل براحة " شكراً لك على مساعدتك "
ردت مهيرة ببرود " لا أستطيع أن أجيبك و أقول لك أنه واجبي تجاه زوجي فهو ليس كذلك لقد فعلت ما يفعله أي كان في موضعي مع إنسان يتألم "
ردت رتيل بملل " حسنا نشكر لك انسانيتك عزيزتي "
أتت هنية قائلة بتوتر " فاطمة هنا رتيل لقد قابلتها على الطريق "
قالت رتيل بجدية " أدخليها بسرعة هنية "
نظرت لمهيرة بقلق " هنا رتيل "
أجابت رتيل بضيق " حسنا أدخليها غرفة الجلوس ... "
قاطعتها مهيرة بملل " لم لا تأخذيها لغرفتك و لن يقاطعك أحد " أضافت بسخرية
ردت رتيل موافقة " حسنا هنية أدخليها و سنذهب لغرفتي "
خرجت هنية و عادت مع امرأة تحمل طفل صغير لديه عامين ونصف تقريباً كان سمراء البشرة بعيون بنية ملامح صغيرة جميلة تشبه ذلك الغائب الحاضر .. قالت رتيل بلهفة و عيناها تمتلئ بالدموع " فاطمة "
فتحت ذراعيها تستقبلها لتجد فاطمة نفسها تنزل الصغير و تضم رتيل و هما تبكيان معا بحرقة و اشتياق و قد تناسوا كل ما مر و لم يبق غير علاقتهم القديمة .. نظرت إليهم مهيرة بحيرة فابتعدت فاطمة لتنظر إليها على المقعد قائلة " كيف حالك رتيل "
أومأت برأسها باسمة و هى تزيل دموعها " بخير يا حمقاء كما ترين ، كيف حالك أنت ، هل هذا طفلك "
أومأت فاطمة باسمة و أمسكت بيد الصغير قائلة " هذا محمود ، رحب بخالتك رتيل ميمو "
اختبئ الصغير خلف والدته و يده في فمه فضحكت رتيل قائلة و هى تمد يدها إليه ليقترب " تعالي ميمو ، أنا لا أتناول الصغار على الفطور أليس كذلك مالك "
نهض مالك من على المقعد و أمسك بيد محمود قائلاً بتساؤل " هل نستطيع أن نلعب في غرفة الجلوس بألعابي خالتي رتيل "
قالت رتيل باسمة " أجل بالطبع حبيبي أذهبا معا "
على غير رتيل ذهب محمود مع مالك بطواعية فقالت رتيل ضاحكة
" أنظرى إليه لم يصافحني حتى و ذهب مع مالك "
قالت فاطمة باسمة " لقد سمع كلمة ألعاب و لذلك ذهب أنه فضولي"
نهضت مهيرة قائلة " عن إذنكما خذا راحتكم "
قالت رتيل باسمة " فاطمة ، هذه مهيرة زوجة ابن عمي داري "
شعرت مهيرة بالحيرة من حديثها لم لا تقول فقط زوجة زوجي فكرت ساخرة صديقتها تعلم على ايه حال فمؤكد تعلم من زوجها ..
احنت فاطمة رأسها مرحبة بصمت و على شفتيها ابتسامة فاترة ..قالت رتيل بلهفة " هيا لنجلس في غرفتي اشتقت للثرثرة معك "
أدارت مقعدها لتوجه فاطمة لغرفتها .. دلفت للغرفة فقالت لفاطمة " أغلقي الباب و تعالي لتجلسي ، لا تقلقي على محمود هنية بالخارج ستهتم به مع مالك هى لن تتركهم وحدهم طويلاً "
سألتها فاطمة بعد أن أغلقت الباب و جلست على طرف الفراش
" أين زوجك "
ردت رتيل بتلقائية و هدوء " مسافر منذ ثلاثة سنوات و بضعة أشهر ألا تعلمين "
عقدت فاطمة حاجبيها بتعجب و سألتها ببرود " ماذا تقصدين بجوابك رتيل ، الجميع يعلم أن زوجك هنا نراه يمر بحصانه كل ظهيرة "
قالت رتيل بحزم " أنت تفهمين جيداً من أقصد فاطمة فلا تتخابثي علي "
ضربت فاطمة على ساقها براحتها قائلة بحدة " رتيل لم طلبت مقابلتي دون لف و دوران "
قالت رتيل بحزن " ماذا تقولون لحذيفة عند سؤاله عني "
ردت فاطمة بمرارة " لا تخشي شيء نحن لم نبلغه بزواجك أو بما حدث معك"
ردت رتيل بعصبية " أعلم هذا فأنا أتحدث معه على الهاتف "
نظرت إليها فاطمة باحتقار قائلة " و زوجك يعلم بذلك أيتها الزوجة المحترمة أنك تتحدثين مع زوجك السابق من خلف ظهره "
ضربت رتيل مقعدها بغضب قائلة بحدة " أنت أيتها الحمقاء لا تعظيني و تتدعين العقل ، حذيفة مازال زوجي و لا زوج لي غيره إذا صدقت أو لم تصدقي أنا زوجة حذيفة فقط "
رفعت فاطمة حاجبها ساخرة و سألتها ببرود " و زوجك ما محله من الإعراب "
ردت رتيل بعنف " داري يعلم أني أنتظر عودة حذيفة ، و يعلم أني سأعود إليه فور عودته "
سألتها بسخرية " هكذا ببساطة ، ما هذا الزوج الديمقراطي الذي لا يمانع عودة زوجته لزوجها السابق و تركها هكذا بكل بساطة "
أجابت رتيل بمرارة " لأنه تزوجني فقط ليقوم بمساعدتي بعد أن تخليتم جميعاً عني و أولهم أنت بعد سفر أخيكِ ، أنتِ حتى لم تأتي للمشفى لترين كيف حالي بعد الحادث "
لمعت عين فاطمة بالدموع و قالت بعنف " لقد أتيت و لكنك لم تريني ، لم يسمح والدك لأي منا برؤيتك أو الاطمئنان عليكِ ، لقد هاتفنا حذيفة وقتها ليسأل عنك قبل أن يسافر كان في المطار يريد أن يعلم ما حدث معك كنا نعلم أنه سيعود و لذلك لم نخبره شيء ، لم نستطع أن نخبره كم تضررت كنا نعلم أنه سيترك كل شيء و يأتي و لن يسافر و عندها كان أبيك سيحرقنا جميعاً لو علم عن ما حدث بينكم "
هطلت دموعها و قالت بمرارة " و لكن بعدها لم تحاولي أن تعرفي أخباري أنت لم تأتي لهنا كأي صديقة قديمة لتطمئني علي "
ردت فاطمة ساخرة " هل أنت مجنونة ، أتي لمنزل زوجك حتى يعلم من أنا فتهدم حياتك ثانياً "
شهقت رتيل باكية و هى تشير لصدرها " لقد تهدمت حياتي بالفعل يوم أجبر أبي حذيفة على طلاقي "
قالت فاطمة بغضب مكتوم " لولا تهديده بأبي ما فعلها .. أنت لم ترى أبيك وقتها و حالة الهياج الذي كان بها لقد وضع السلاح في رأس أبي بعد تأكده من رفض حذيفة طلاقك و عدم قبوله فعلها هدده صراحة إن لم يفعل أردى أبي ، هو لم يكن يريد ذلك لولا خوفه على أبي "
سمعت طرق على الباب فقالت رتيل و هى تمسح دموعها " تعالي خالتي هنية "
دلفت هنية و وضعت صينية كبيرة عليها بعض الضيافة و العصير و خرجت مطمئنة فاطمة على محمود مقفلة الباب مرة أخرى .. قالت رتيل باسمة " أعلم أنك تحبين البقلاوة لذلك جعلت هنية تعدها لك "
أمسكت فاطمة الطبق و أخذت منه واحدة و دستها في فم رتيل قائلة بمرح " تتذكرين وقت كنا نتشاجر عليها "
تناولت رتيل البقلاوة و فاطمة تأخذ واحدة بدورها قائلة " نعم أتذكر و أتذكر وقت كان حذيفة يحتفظ بنصيبه لي و أنت تستشيطين غضبا و غيرة "
ضحكت فاطمة بشجن " نعم من يوم رؤيته لك و أصبحتِ كل حياته "
ابتسمت رتيل بحزن و سألتها " لا أعرف كيف تحملت ابتعاده كل هذه السنوات "
تركت فاطمة الطبق و جثت أمام مقعد رتيل تنظر في عينيها بتفحص قائلة " لم طلبت رؤيتي حقاً رتيل "
قالت رتيل باكية " أريد صديقتي بجانبي لتدعمني وقت الحاجة "
" دعم ماذا رتيل " سألت بحزن
أجابت رتيل بمرارة " عند عودة حذيفة و معرفته بزواجي "
سألت فاطمة بحزن و توتر " هل أنت و زوجك ... هل أنتم .. هل "
قاطعتها رتيل باكية " لا ، و لكن حذيفة لن يصدق فسيكون مر سنوات طويلة من العاقل الذي سيصدق انتظار أحدهم له "
نظرت فاطمة إليها بحزن ، بالطبع فالوضع صعب و هو غائب لسنوات فمن أين له أن يثق بها خاصةً أنها أخفت عنه زواجها .. قالت فاطمة بحزم " حقيقة أنا لا أعرف كيف هو مطمئن أنك تنتظرينه لهذا الوقت دون زواج هل هو أحمق لهذا الحد مع معرفته بأبيكِ "
أجابتها رتيل بحزن .. " أنا أكذب عليه . كلما سألني أخبره أني أهدد أبي بقتل نفسي لو أجبرني على الزواج , لذلك يصدق أني أنتظره "
قالت فاطمة بضيق " حسنا وقتها أخبريه إن صدق و أخبرك أنه يثق بك فهذا يعني أن علاقتكم قوية بالفعل رغم ما مررتم به ، أما إذا لم يصدقك فهو لا يستحق ثانية واحدة انتظرته بها و تخطيه و الاستمرار في حياتك سيكون أفضل من معانتك معه لإثبات اخلاصك له ثم أنت لا تحتاجين لأحد يثبت له شيء الأمر بينكما لا يجب أن يتخطاكم . ثم هل فكرت في والدك فهو مازال على رفضه كيف تظنين سيقبل بعودتك له "
قالت رتيل مؤكدة " سيساعدني داري لقد وعدني "
ابتسمت فاطمة بتعجب قائلة " أنا لا أصدق زوجك هذا هل هو رجل حقاً "
ضربتها رتيل نحنق " تأدبي يا حمقاء و أنت تتحدثين عن وحش عائلة الدالي أنه سيد الرجال "
سألتها بسخرية " و حذيفة ماذا "
صمتت رتيل لتعود دموعها تهطل بغزارة رمقتها فاطمة بشفقة قائلة
" كفى رتيل البكاء لن يجديك نفعا الأن ، أعلم الأن كم أخطأ أخي معك و لكني التمس له بعض العذر و أنا أعلم كم من السنوات أنتظرك و مازال ينتظر ظانا أنك أيضاً تنتظرينه "
قالت رتيل بعنف " و لكني أفعل ، أنا أنتظر مثله "
قالت فاطمة باسمة " حسنا يكفي هذا الحديث و أخبريني ألا تذهبين للطبيب لمعرفة إذا كان هناك علاج لحالتك أم لا "
ردت رتيل لتخبرها عما مر بها خلال السنوات الماضية و موعد ذهابها للطبيب و قيامها بعملية لتخفيف الضغط على العمود الفقري بعد الحادث لتعود للسير من جديد ..

فتحت مهيرة الباب بهدوء و مدت رأسها تنظر للداخل بعد أن ذهبت صديقة رتيل بعد تناولهم الغداء معا ، قالت رتيل طالبة منها برجاء
" هل لك أن تذهبين لرؤية داري في غرفته رجاء فهو لم يتناول الفطور للأن "
رغم رفضها أن تظهر له أي مظهر من مظاهر الإهتمام به حتى لا يفهم أفعالها بشكل مغلوط و لكنها لم تستطع إلا أن توافق قائلة " حسنا سأذهب إليه ، و لكن لدي سؤال هام أريد جوابه و لا تظني أني لدي نوايا خلفه و لكنه الفضول "
قالت رتيل باسمة " اسألي بالطبع و لم سأظن بنوايا غير فضولك " أضافت بخبث .. سألت مهيرة ببرود " لم لا يظل زوجك معك في غرفتك ، منذ أتيت و أنا ... أقصد أنه ... يعني "
قالت رتيل بملل .. " فهمتك عزيزتي .. أنا و داري لسنا زوجين كما تظنين "
سألتها مهيرة ببرود و شك " ماذا تعنين "
قالت رتيل ساخرة " لا شيء يشغل عقلك تعلمين تريدين معرفة شيء عن زوجك أسأليه هو "
ردت مهيرة بعصبية " ليس زوجي أخبرتك "
قالت رتيل ساخرة " حسنا فهمنا ليس زوجك ، هل لك أن تذهبي و ترين سيد المنزل كيف حاله فالوقت أقترب من الغروب و هو لم يفق بعد "
و ها هى تنظر إليه مازال نائما على حاله للأن ، دلفت للغرفة و اقتربت من فراشه بهدوء حتى لا توقظه ، سخرت مهيرة ، لم أنت أتية إذن يا ذكية أليس لتوقظيه .. راقبته بصمت كان وجهه مسترخي و تنفسه هادئ ، و يبدو ، يبدو مسالم .. مستأنس ، كادت تضحك علي تشبيهها فهو يطلق علي الوحوش عندما تروض يقال عنها مستأنسة و لكنها تظل وحوش .. مازالت ترتعب منه عندما تكون بمفردها معه لأي سبب من الأسباب ، كأنها تنتظر أي وقت انقضاضه عليها و افتراسها .. مدت يدها لا إراديا لتلمس جبينه فربما لديه حرارة ..ما إن لمست جبينه حتى فتح عيناه لتلتقي بعيناها بتساؤل .. سحبت يدها مسرعة و قالت بارتباك "لقد أرسلتني زوجتك لتعلم لم لم تستيقظ للأن ظننا .. أقصد ظنت أنك مريض "
نهض داري و تحامل على يديه ليعتدل و يستند على دعامة السرير ، كانت ذراعيه تؤلمانه أيضاً من محاربته للحصان و لكن ليس كألم قدمه .. لولا تلك الحقنة الذي أعطاها له الطبيب لا يعرف كيف كان سيتحمل الألم .. قال داري سائلا " أين مالك "
أجابته بهدوء " في الأسفل .. لقد تناول طعامه و يلعب جوار زوجتك "
اومأ برأسه بهدوء و قال " هل لك أن ترسلي لي هنية "
سألته مهيرة بتوتر " إذا كنت تريد شيء أخبرني سأجلبه لك "
أجابها بهدوء " لا ، شكراً لك أرسلي هنية فقط رجاءا "
لا تعرف لم شعرت بالغضب من رفضه طلب شيء منها و لكنها لم تظهره له و هى تخرج من الغرفة قائلة بلامبالاة " حسنا سأرسلها لك"
بعد ذهابها عاد داري ليستلقي على الفراش و شعور الألم يعاوده ربما لانتهاء وقت المسكن الذي أعطاه له الطبيب كم من الوقت غفى .. رن هاتفه فأمسك به ليجيب بخفوت دون أن ينظر لرقم المتصل " نعم " جاءه صوت جانيت الغاضب تقول " متى سنحضر مالك لأراه داري ، أنا ليس لي شأن بما قلته أمس ، أريد أبني هنا "
أجابها ببرود " جانيت ، أخبرتك لا أستطيع المجيء الأن .. كنا لديك من عدة أشهر و لم تهتمي حتى بالجلوس معه فما الذي جد الأن "
أجابته بحنق و قد استسلمت لقول الصدق " أمي تسأل عنه تريد أن تراه و تراك أنت أيضاً "
سألها بحدة " و لم تريد رؤيتي أيضاً ، هل أخبرتها عنا "
أجابته بضيق " لا ، لم أخبرها أننا انفصلنا , لا أريدها أن تنتكس "
أجابها باحتقار " ألم تخبريها أنك تعيشين مع رجل أخر و أنني أريد تطليقك و أنت من يرفض "
ردت بعنف " و ما يهمك من طلاقي فأنت متزوج بالفعل بأخرى "
قال داري بغضب مكتوم " تعلمين لولا مالك لرفعت دعوة طلاق للخيانة الزوجية "
قالت بسخرية " و أنا ماذا تظنني سأفعل ، سأرفع دعوة ضدك أيضاً بزواجك بأخرى تعلم القانون لدينا "
قبض على الهاتف بغضب قائلاً " ماذا تريدين "
أجابت ببرود " أريد بعض المال فالمشفى التي بها والدتي لا تعجبني و العناية بها سيئة "
رد بقسوة " حسنا "
أغلق الهاتف و كاد يحطمه على الأرض عندما دلفت مهيرة للغرفة و هى تحمل صينية طعام كبيرة .. قال داري بحدة فور رؤيتها " ألم أقول لك أرسلي هنية "
وضعت الطعام بجانبه على الفراش و قالت ببرود " ليست متوفرة الآن و هذا أرسلته زوجتك لولا أنها مقعدة لأتت هى إليك "
استند على السرير و قال ببرود" حسنا شكراً لكِ. هل لك أن تتركيني الأن "
نظرت إليه بغضب متعجبة من رفضه وجودها معه ،ربما كونه لا يريدها أن ترى ضعفه .. و ربما يريد أن يخفي شيء عنها كأن يخفي سوء حالته ... سألته بلامبالاة " هل تريد شيء آخر "
رد بنفاذ صبر " لا شكراً لك ، أتركيني الأن أرجوكِ "
كادت تعند معه و تظل بالغرفة نكاية به و لكنها لم تشأ أن تتعبه في الشجار معها فرغم نومه الطويل إلا أن الألم يظهر على ملامحه ..
خرجت من الغرفة و أغلقت الباب بعنف معلنة عن غضبها مما جعل داري يبتسم بتعجب من سبب غضبها فهو يعلم أنها لا تطيقه أو تطيق البقاء معه ، اعتدل و شد الصينية و بدأ يتناول الطعام بنهم ..

مر يومين و داري لا يستطيع الخروج من المنزل و لم يجعل مهيرة تذهب لجامعتها و هو ليس معها مما جعلها تغضب من تحكمه كان يهبط لتناول الطعام و يظل على الأريكة يتململ و يتذمر طوال الوقت و هو يشاكس مالك و رتيل متجاهلا تلك الغاضبة .. كان قد أرسل في اليوم التالي المال لجانيت على حسابها في المصرف و هو يسبها و يلعنها لرفضها الطلاق .. لو كانت تريد المال تخبره فقط ، كم يشعر بالغضب و هى مازالت زوجته و لكن ماذا يفعل و مالك و القانون يكبلانه .. حسنا إلا ما يأتي وقت و توافق عليه .. قال داري بضيق و هو يلقي بجهاز التحكم للتلفاز على المقعد " يا إلهي كيف تمكثون في المنزل طوال اليوم ، لقد مللت من يومين فقط "
ضحكت رتيل بمرح و هى تلقي ببعض الفول السوداني في فمها قائلة " كفاك تذمر أيها البغيض بالكاد نتحمل المكوث فيه و أنا خاصةً و أنا مقيدة بهذا المقعد فلا تجعلنا نتمرد "
لأول مرة ينتبه إلى وضع رتيل هذا حقاً ، لم يأتي يوم و يفكر أن يخرجها من المنزل لتغير مناخها الذي تعودت عليه ، كيف لم ينتبه لهذا من قبل ...
قال داري بحزن " لم لم تخبريني من قبل أنك مللت الجلوس في المنزل رتيل "
قالت رتيل ساخرة " و ماذا كنت ستفعل تحملني على ظهرك "
أجابها بسخرية مغيظا " بل على حمار فلدي واحد في الحظيرة "
قذفته رتيل بحب الفول السوداني الذي كانت تتناوله قائلة بحنق
" غليظ " فعل مالك مثلها و ألقى الحبوب على والده لتضحك رتيل بمرح و داري يقول بغضب مصطنع " مالك لا تقلد خالتك و إلا ستكون ولد سيء الخلق مثلها "
قالت بسخرية " نعم قلد والدك لتكون أكثر سوءا مني "
جمع داري الحبوب من على ملابسه و قذفها بها ففعلت المثل و فعل مالك مثلهم .. كانت مهيرة تراقبهم بحيرة لم تعد تفهم شيء مما يحدث و لا تفهم علاقتهم بالضبط ، لا يبدون كزوجين ، لا يبدون كبسام و ملك و لكن بينهم تقارب و تفاهم من نوع ما نوع خاص بهم . حسنا ما الذي يهمني من علاقتهم .. لقد أخبرها بسام أنه يقوم بالإجراءات لرفع دعوى طلاق مؤكداً عليها أن لا تخبره .. وجدت بعض الحبوب تضرب وجهها لتنتشلها من أفكارها و مالك يضحك على مظهرها المصدوم .. نهضت قائلة بصوت مختنق " عن إذنكما سأذهب لغرفتي "
بعد ذهابها سألت رتيل بتعجب " هل تضايقت من المزحة "
أجاب داري بحزن " بل تضايقت من حياتها معنا على ما يبدوا "
" داري ما نهاية هذه العلاقة الغريبة بينكما " سألته رتيل بجدية
هز رأسه نافيا " لا أعرف بعد رتيل ، أنا أعطيها الوقت الذي تحتاجه"
قالت رتيل باسمة بحزن " داري ، تصرفك معها خاطئ أنت لا تفعل شيء لتقربها منك . بل أنا أرى أنها تزداد نفورا منا جميعاً "
قال داري بشرود " لا تقلقي فقط أطمئن عليك و سيكون لي تصرف أخر . أعدي نفسك سنسافر للمدينة معا لرؤية طبيبك لنعرف متى سنسافر خارجا لنجري الجراحة "
سألته بلهفة " حقاً متى "
رد باسما " فور شفاء قدمي "
قالت رتيل متمنية " أتمنى أن أشفى سريعا "
رد داري باسما " ستشفين عزيزتي ، ستشفين بأمر الله "
نهض قائلاً بملل " سأذهب لغرفتي فقد مللت الجلوس معك كما الجلوس في المنزل "
غمزته بمكر " بل مللت بعد رحيل مهرتك "
مط شفتيه ببرود قائلاً " لا شأن لك بها و لا تضايقيها بحديثك الخبيث و أسألتك المستفزة عنا ، لا شأن لك بيننا مفهوم "
أشاحت رتيل بيدها قائلة " أذهب إلى غرفتك معك حق الجلوس معك مملا "
ضحك داري بخفة قائلاً لمالك " تأتي لنغفو قليلاً معا "
قبل أن يجيب مالك قالت رتيل بحنق " أترك مالك معي ستأخذه أيضاً وقتها سأموت مللا فعلا "
رد داري ضاحكا " اشفقت عليك بالفعل ، أعدك بنزهة على ظهر الحمار "
ردت رتيل بسخرية " هاهاها ظريف "
صعد الدرج على مهل و هى تراقبه بتعجب من صبره للان على تلك الغبية ابنة النجدية المملة

💫💫💫💫💫💫💫💫💫



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-20, 10:57 PM   #73

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

noor elhuda likes this.

صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-20, 11:00 PM   #74

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر

💫💫💫💫💫💫

جلست بجانبه في السيارة و أغلقت الباب بعنف و هى تضع حقيبتها على ساقيها بعصبية .. نظر إليها داري بتعجب صامت قبل أن يدير السيارة و يتحرك .. أشاحت بوجهها لتنظر إلي الطريق و غضبها يزداد من هذا الوضع الذي وجدت نفسها به .. سألها داري بهدوء
" هل هناك ما يضايقك مهيرة "
التفتت إليه بحدة قائلة بقسوة " أنت ، أنت هو من يضايقني في حياتي "
قبض على عجلة القيادة بقوة متسائلا " هل ضايقك مجيء جانيت للمنزل ، لا تتضايقي ستعود قريبا لمنزلها "
أجابته ببرود " و لم أتضايق هى أو أنت لا تهماني في شيء فأنت لست زوجي بل زوجها هى .. فقط كل ما أريده هو التخلص من هذه الحياة السقيمة و أعود لحياتي بعيداً عنك و عن مشاكل زوجاتك "
أجابها بلهجة حادة " ليس لي زوجات غيرك مهيرة ، ألا تظنين أنك تهربت بما فيه الكفاية من الحقيقة مهيرة أنت ترين بعيناك وضعنا لم لا تسأليني صراحة لنكف عن اللف والدوران حول الأمر .. إذا كان هذا ما يضايقك في وضعنها كوني تزوجت من قبل فأنا لا أستطيع تغير القدر و قد حدث لا هروب منه لم لا تعطي نفسك فرصة لتقبله أنت أيضاً ..و ها أنا أخبرك أنه لا زوجة لي غيرك في الحقيقة فما الذي تريدينه أكثر "
ما تريد منه .. هل يظن أنها تريد منه شيء ، ماذا يظنها تريد أن يحبها مثلاً .. هذا الرجل لا يعرف الحب له طريق .. هل يظن أنها ستصدقه و هو يخبرها أنه ليس متزوج أي منهم حقاً .. هل يظنها ساذجة ربما رتيل علاقتهم غريبة لم تفهمها بعد و لكن تلك الشقراء التي تنتهز كل فرصة لتلمسه حتى و هى تسبه و تتشاجر معه .. حسنا ليريح نفسه هى لم و لن تظل معه بإرادتها أبداً .. قالت تجيبه بحقد " أنا لا أريد منك شيء و لا حتى اسمك هذا أريد حمله أنتظر اليوم الذي سأتمكن فيه من التخلص منه و القاؤه من على كاهلي "
هذه الفتاة حقاً عنيدة كيف يتفاهم معها لا شيء يقوله تتقبله أو تصدقه .. أوقف السيارة على جانب الطريق و التفت إليها قائلاً
" هل بقاؤك معي أمر جلل بالنسبة لك لهذا الحد مهرتي "
قالت بعنف و هى تمسك حقيبتها بقوة " كف عن قول هذا الاسم لي أنا مهيرة فقط لا مهرتك و لا مهرة الجيران مفهوم "
رد داري بتأكيد " بلى أنت كذلك بعقد شرعي كُتب بيني وبين عمك حفيظ و أنت وافقت عليه هل نسيتِ ذلك ؟ بموافقتك المجيء لمنزلي وافقت على الزواج و كوني لا أقربك هذا كرم أخلاق مني أعطيك الفرصة لتعرفيني و لكن يبدوا أنه مهما فعلت معك أنت تقابلينه بالجحود ، يبدوا أنه على أن أغير أولوياتي مهرتي فبدلا من المحافظة على مشاعرك أشبع مشاعري أنا فما رأيك "
شحب وجهها و سألته بخشونة " ماذا تعني .. ما الذي تقصده "
أمسك داري بيدها ليشدها لصدره وضعت راحتها على صدره تمنع اقترابها منه و لكنه تمتم بخشونة " أنت لست بقوتي يا صغيرة "
لف ذراعيه حولها و ضمها بقوة يشدها من على مقعدها لتكون أكثر قربا ، كانت تحاربه مصدومة و لكنه لم يعطيها فرصة لتبتعد قائلاً
" تعرفين تلك القبلة الباردة يوم جئت لمنزل عمك ظلت تطاردني لليال طويلة و أنا أتقلب في الفراش متذكرا ملمس شفتيك و بشرتك الناعمة على وجنتي الخشنة أردت أن أعرف شعوري و أنا أمتلك شفتيك و هل سأحترق كما حدث للمسها فقط "
خرج صوتها متحشرجا " إياك أن تلمسني "
أجابها داري بأسف " فات الأوان صغيرتي "
أطبق على شفتيها و أحدى راحتيه على مؤخرة رأسها تمسك بها حتى لا تبتعد مثبتة وجهها قربه .. كانت تخرج أصوات معترضة و جسدها يرتجف بعنف غير قادرة على السيطرة على ارتجافه وجدته يشد رأسها أكثر و شفتيها حبيسة فمه الذي يمارس أحدى هواياته القديمة التي أمتنع عنها لوقت طويل ليكون اللقاء بينهم كالألعاب النارية بالنسبة له على الأقل .. مارس على جسده أقصى درجات السيطرة و لكنه لم يستطع منع يديه و فمه من أشباع رغباتهما المكبوتة لزمن طويل بلمس جسدها و امتلاك شفتيها ليفيق على ارتخاء جسدها بين ذراعيه فابتعد و هو يتنفس بقوة كانت شاحبة بعيون ذابلة و أنفاسها متقطعة غير قادرة على الحديث كمن كانت ستفقد الوعي شدها لصدره قائلاً بحرارة " أسف حبيبتي "
لم تقاومه أو تبتعد عنه فهى مستنزفة و لا تستطيع محاربته عاد ليدير السيارة و يتحرك بها عائدا للمنزل و هى مازالت مستندة على صدره بتعب خرج صوتها مرتجف غاضب " أكرهك "
شدها لصدره يقربها أكثر و أجابها بصدق " و أنا أحبك "
عادت و كررت بعنف أكثر " أكرهك "
قبل رأسها بقوة و أجاب " و أنا أحبك "

أشرقت ملامحها عندما دلفت فاطمة للغرفة " كيف حالك يا حمقاء للتو تذكرتني "
قبلتها فاطمة و تركت محمود الذي توجه لمالك الجالس بجوار والدته يلعب بإحدى الألعاب الإلكترونية ... " للتو ماذا يا غبية لم يمر الكثير منذ كنت هنا أخر مرة أخشى أن يطردني زوجك إن اقتحمت منزلكم كل حين "
شدتها رتيل لتجلس بجانبها على المقعد الخالي قائلة " لا تخافي داري طيب القلب لو جئت كل ساعة لن يمانع أنه رجل كريم و مضياف "
نظرت فاطمة لجانيت المراقبة لهم فقالت سأله " من هذه"
أجابت رتيل ضاحكة و هى تضع راحتها جوار فمها حتى لا يستمع مالك " هذه الحيزبون زوجة داري الأولي "
اتسعت عينا فاطمة بدهشة " و ابنة النجدية "
قالت رتيل ساخرة " الثالثة "
عقدت فاطمة حاجبيها و ارتسم الحزن على وجهها قائلة " مسكينة لها ضرة على ايه حال "
أجابت رتيل بلامبالاة " لا أظن ، قريبا ستعود لمنزلها ، هى و داري منفصلان قريبا سيطلقها "
اتسعت عينا فاطمة بتفهم " حسنا ، هذا جيد ، لا أعرف كيف وافق عمها على زوجك "
ردت رتيل بعنف " أنت أيتها الحمقاء أخبرتك ليس زوجي ، لا تقولي هذا أمام والديك أو أي أحد "
سألت فاطمة بخبث " هل تقصدين حذيفة بأحد "
لمعت عين رتيل بحزن " لا قصدت أي أحد أخر ، فحذيفة سيعرف الأمر مني أنا على ما أظن "
ابتسمت فاطمة بحزن و قالت تلهيها عن ذكر شقيقها الذي يجلب الحزن و الدموع لعيونها " متى ستسافرين للعملية "
أجابت رتيل بحماسة " بعد عدة أيام ، فقط أتمنى هذه المرأة أن ترحل قبل أن نسافر حتى لا يقلق داري على مالك "
" و لم يقلق عليه أنه مع والدته " سألت فاطمة بتعجب
أجابت رتيل بهدوء " تعرفين يخشى أن يحدث شيء أو تأخذه معها تعلمين يمكنها الاتصال بسفارتها هنا يستخرجون له أوراق و تأخذه خاصةً أنها للان ليست مطلقة داري و الحضانة مازالت بينهما ليست لصالح أحد فيهم .. "
قالت فاطمة باهتمام " لأين ستسافرين رتيل "
قالت رتيل بتوتر " كندا "
اتسعت عينا فاطمة بصدمة و قالت بذهول " رتيل "
ردت رتيل بعصبية " لقد طلبت ذلك من داري و لم يمانع يجب أن يتخذ أحدنا خطوة نحو الأخر و هذا أفضل شيء لنا "
سألت فاطمة بقلق " و زوجك هل سيقبل ذلك "
ردت رتيل بخفوت " لم يمانع أخبرتك ، هو أيضاً حياته متوقفة بسببِ على أحد منا أن يتحرك و قد فعلت أنا "
سألتها بحزن " متى ستخبرينه "
أجابت بهدوء " قبل سفري بيومين "
صمتت فاطمة بضيق فحياة شقيقها الأكبر ستكون أكثر تعقيدا مما مر في الفترة المقبلة ..

تتجنبه كالوباء لا تريد التواجد معه في مكان واحد منذ ذلك اليوم حتى الجامعة ترفض الذهاب إليها ، و وجبات الطعام ترفض تناولها معهم مما يجعله يشعر بالغضب فيصعد طارقا بابها بعنف و لكنها ترفض أي حديث بينهم مغلقة بابها بالمفتاح حتى لا يستطيع الدخول .. نظر لمقعدها الخالي بضيق فنهض قائلاً بحزم " لا أحد يصعد خلفي "
توجه لغرفته أولاً ثم خرج من الغرفة و توجه لغرفتها ، طرق الباب بهدوء قائلاً بأمر " مهيرة أفتحي الباب "
انتفضت على الفراش و قالت بعنف " لا أريد شيء من أحد و لا تناول الطعام أتركوني وحدي "
قال داري بخبث " عمك حفيظ في الأسفل و يريد رؤيتك "
ردت عليه بعنف " أغرب عن وجهي أيها الكاذب "
ضحكة خافتة و صوت مفتاح يدور في الرتاج ليفتح الباب و دخوله للغرفة و عيناه تحتويها بشغف .. اعتدلت و انكمشت على الفراش و هى تقول بغضب " أخرج من غرفتي "
اقترب داري من الفراش و أمسك بيدها لتهبط قائلاً بأمر " هيا لتناول الطعام "
كانت تبدوا شاحبة و مرهقة الوجه و بعيون تحيطها الهالات السوداء .. نفضت مهيرة يده و ردت باضطراب متلعثمة " لا .. أريد .. شيء منكم "
شعر داري بالشفقة لوضعها كل هذا بسبب قبلته ذلك اليوم .. لم هل قضم منها قطعة هى مجرد قبلة و ليست ليلة حب قضاها معها ..
قال داري برفق " مهيرة ما الذي يزعجك منذ عدنا من الجامعة "
و كأنه لا يعرف ؟!! الفتاة تبدوا في حالة صدمة .. قالت بغضب عنيف " أنت تزعجني ، أنت و وجودك في حياتي "
قال داري ببرود " الن تغيري هذه الأسطوانة ، ألم تسأميها ، ماذا فعلت لك .. هل أنت غاضبة من قبلتنا ذلك اليوم " سألها بمكر
دفعت المصباح بجانب الفراش ليتحطم فقال داري بملل " هذا الثالث منذ مجيئك هنا مهرتي "
قالت بازدراء " أخرج لا أريد رؤيتك "
قال داري بخبث " إن لم تأتي معي لتناول الطعام عاقبتك "
ردت بحقد " اتمنى أن أراك ميتا "
كم قلبه يؤلمه حين تظهر كرهها له بهذه الفظاظة و لكن ماذا بيده ليفعله .. فهى لا تعطيه أي فرصة للحديث معها عن حياته و توضيح ما يخصه هى ببساطة تكرهه و لن تغفر له إجبارها على الزواج هو و عمها يعلم أنها خائفة على عمها ليبلغ عنه الشرطة حقاً و يتهمه بالتزوير يوم عقد القران هى تصدق فيه الأسوء و هو الزواج على زوجته المقعدة و ترك أم طفله ، هل تصدق أنه بالفعل وحش كما تقول عنه رتيل .. قال داري بصوت خافت " لو الموت يكون بين ذراعيك مهرتي أرحب به منذ الأن "
ردت بعنف " بعيد عن أحلامك "
" أحلم بتقبيلك الأن مهرتي هل تظنين أني سأحقق هذا الحلم " سألها بمكر و هو يقترب منها على الفراش .. رفعت أصبعها محذرة
" إياك أن تقترب مني سأصرخ و سأهدم المنزل فوق رأسك "
أجابها بخشونة " سمعت هذا الحديث من قبل و لا شيء حدث "
اعتدل بعد أن كان قريب و سألها مجدداً " هل ستأتين لتناول الطعام "
ردت مهيرة من بين أسنانها بقوة " أخرج من غرفتي لا أريد رؤية وجهك "
رفع داري حاجبه بمكر قبل أن يشدها لتنهض و تقف أمامه سألها بخفوت " هل قبلتي كانت سيئة لهذا الحد ، حتى أنك لا تريدين رؤية وجهي "
تلفتت حولها تبحث عن ما تضربه به فهى ما عادت تتحمل وجوده و رؤيته بعد ما حدث ، لا تستطيع أن تنظر في وجهه دون تذكر ما حدث بينهم في السيارة ،لا تعرف كيف تحركت على قدميها ذلك اليوم و صعدت لغرفتها متجاهلة رتيل التي ظلت تهتف باسمها بتعجب من عودتها .. و منذ ذلك الحين و هى لا تحلم إلا بما حدث لتنهض فزعة و هى تتخيل أنه فعل معها أكثر من ذلك و لمسات يديه على جسدها تحرقها و كأن تفكيرها تحول لحقيقة و جسدها يعود ليرتجف كما كان يفعل و يديها تلتف حول جسدها تحميه ليته يختفي من حياتها فقط .. راقب داري تعاقب المشاعر على وجهها من غضب لتساؤل لحيرة لعودة الغضب ثانياً .. شفتيها السفلي ترتجف كأنها تتذكر قبلته .. كل ما فكر به هو قبلة أخرى كتلك و جسدها يلامسه بأكمله .. كان يريد أن يشعر بجسدها ملتصقا به و هى بين ذراعيه التي وجدها تلتف حولها ليقترب منها برغبة فجة لم يستطع السيطرة عليها.. تحركت بعنف لتبتعد و لكنه لم يسمح لعقلها باستيعاب ما يفعله بها و شفتيها تعود لمرساها بين شفتيه ..أهه اعتراض مكتومة خرجت من بينهما عندما حررها لثانية لتتنفس قبل أن يعاود هجومه مرة أخرى و قد فقد السيطرة تماماً ، ضمها بقوة و تركها تتنفس و همساته الحارة تزيد من ارتجاف جسدها " أحبك مهيرة .. أحبك .. يا إلهي كم أريدك .. كوني لي مهيرتي " عاد ليمر بشفتيه ثانياً على وجهها و شفتيها بجنون قبل أن يدفعها تجاه الفراش ليسقط معها عليه .. لم يكن واعيا لم يفعله
و هو يغرقها بقبلاته النهمة المتطلبة حتى شعر بدموعها تغرق وجنته لتجعله يفيق من جنونه .. نظر إليها و هى تبدو متهالكة عاجزة لا تقوى على صد هجومه مرة أخرى مما جعله يشعر بالغضب يريد الصراخ أن لا تفعلي بي هذا لا تشعريني بقذارتي و كم أنا حقير .. أبتعد عنها بعجز قائلاً ببؤس " أسف حبيبتي يبدوا أني لا أسبب لك غير الألم "
ترك الغرفة مسرعا مغلقا الباب بقوة لم تستطع أن تتحرك على الفراش و لا شيء يدل على وعيها غير دموعها الغزيرة التي هطلت كالشلال تغرق وجنتها و الفراش كانت في حالة صدمة و هى تفكر أنه كان يمكن أن يكمل ما كان يفعله و هى عاجزة عن صده أو ردعه لم أمامه تكون هكذا لم .. لم هو يشعرها بالعجز أمامه حتى لا تستطيع الرفض أو الدفاع عن نفسها ضد هجومه ..

سألتها رتيل بتعجب " ماذا بك هل أنت مريضة "
ردت ببرود " لا ، أنا بخير "
كانت قد قررت أن لا تمكث وحدها مجدداً حتى لا يحدث كما حدث لها ليلة أمس .. كانت تشعر بنظراته مسلطة عليها و لكنها لم تجرؤ أن تنظر إليه حتى لا ترى على وجهه كل ما دار بينهم .. قررت العودة لجامعتها و عدم طلب ايصاله لها و لكنه لم يسمح بذلك و أصر على ايصالها و لكنها كانت تتعمد الجلوس في المقعد الخلفي للسيارة و هو لم يمانع .. مر أسبوع و لم ترحل تلك المرأة و مازالت تسمع سبابها له رغم طريقتها الغريبة في محاولة لمسه .. تبدوا كمن تسبه لعدم سماحه لها لتلمسه .. كانت تتناول الغداء بصمت عندما سألت رتيل بحماسة " أحزري لأين سأذهب قريبا "
مطت شفتيها ببرود قائلة " لا أريد أن أعرف لا يهمني "
زمت رتيل شفتيها بحنق قائلة " يا لك من مفسدة للبهجة "
نهضت قائلة ببرود " لسوء حظكم تحملوني لحين أرحل "
كانت قد علمت أن بسام قام برفع الدعوى للطلاق و ينتظر أن ترسل له الاوراق ليأتي و يعيدها لمنزله لحين صدور حكم لها و بعدها تقرر ماذا ستفعل ، كان بسام متفائل للغاية أنهما سيربحان القضية لذلك طمئنها مؤكداً عليها أن لا تخبره لحين تبلغه المحكمة .. سألها بضيق
" لأين مهيرة "
ردت ببرود " لغرفتي لقد تناولت طعامي هل هناك مانع "
قبل أن يجيب وجدت تلك المرأة تضع راحتها على رقبته تلمسه قائلة بقوة " أريد أن نتحدث في غرفتي قليلاً عزيزتي ، ألم يحن الوقت لذلك "
نظرت إليه باحتقار قبل أن تصعد لغرفتها .. قالت رتيل بحنق من تلك الحمقاء و الغبية الأخرى الملتصقة به
" طلقنا جميعاً يا ابن العم نحن لا نستحقك " دفع يد جانيت عن عنقه قائلاً بغضب مكتوم " نعم بالفعل جانيت لقد حان الوقت لنتحدث لنعرف سبب مجيئك هنا "

سمعت صوت الغرفة يغلق بعنف فعلمت أن تلك المرأة صعدت لغرفتها .. هل صعد معها يا ترى أم مازال في الأسفل .. جلست على الفراش بعنف و هى تقبض على الشرشف بغضب لتستمع صوت طرق هادئ و فتح و غلق الباب ...نهضت غاضبة تتحرك بعصبية

"تبا جانيت لم ترتدين ملابس كهذه و أنت تعلمين بمجيئي " سألها غاضبا .. قالت جانيت بدلال و هى تلامس صدره " ألست زوجي داري و يحق لك رؤيتي هكذا "
نظر إليها باحتقار قائلاً بقسوة " كما يحق لكل غريب رؤيتك أيضاً "
كورت جانيت شفتيها ببرود و قالت " أنت السبب فيما وصلنا إليه "
لم يجب حديثها و سألها ببرود " هذا لم يعد يهمني جانيت . أخبريني ماذا تريدين و سبب مجيئك هنا "
كانت تشعر بالحقد على الغبيتين في الأسفل فهو يتعامل معهم أفضل مما يعاملها رغم أن واحدة منهم لا تخفي كراهيتها له و رغم ذلك يبدوا مدلها بها .. تتذكر وقت تزوجها كان كمن تزوج قضاء حاجة أو واجب ، لم ينظر إليها يوماً كتلك النظرة التي تراها في عينيه و هو ينظر لتلك الغبية ، أما الحمقاء العاجزة فهو يعاملها بحنان كمالك الصغير و هى تراه يحضر لها قوالب الشكولاتة و البسكويت و كل ما تطلب .. و لكن هى كيف كان يعاملها وقت زواجهم كعاهرة فقط يفرغ حاجته بها هذا ما كانت تشعر به .. حتى مجيء مالك لم يكن مخطط له و لكنه تقبله بفرح عند رؤيته و لكن بعدها تغير كل شيء لم تعد تكتفي بعلاقة الواجب التى يقوم بها معها كلما طلبت منه فعل شيء ليشعرها بالمتعة أكثر يرفض ذلك غاضبا و سيل من المواعظ و التحذيرات من عواقب أفعالها يسكب على رأسها كالسيل .. حسنا جانيت الأن فرصتك لتنتقمي منه و تفسدي حياته كما أفسد حياتي ، لولا تعنته و أوامره لكنا معا للأن و مالك بيننا ..
قالت بصوت خافت و هى تمسك قميصه تفتح أزاره بتروي " أريد الطلاق داري و لكن بشروط "
نزع يديها عن قميصه و قال ببرود " شروطك جانيت و لا شيء آخر"
أمسكت بخصلاته براحتيها بقوة و هى تقبله بعنف على شفتيه ..أمسك بيدها بعنف ينزعها عن رأسه قائلاً بسباب " أيتها اللعينة ماذا تظنين نفسك فاعلة "
قالت جانيت بخشونة " شرطي الأول عزيزي "
نظر إليها داري بقسوة " بعيد عن أحلامك جانيت "
اقتربت منه و عادت لتعبث بأزراره قائلة بخبث " لا تخف لا تعرف أي من زوجاتك فعلتنا "
أبعد يدها مجدداً " لا شأن لهم بذلك ، هل تظنين أني ألمسك بعد رؤيتي لك مع رجل أخر و أيضاً تعيشين معه . هل أنت عاقلة لتفكري أنني أستطيع لمسك . هذا يثير اشمئزازي مجرد التفكير في ذلك يجعلني أريد التقيؤ "
شعرت جانيت بالغضب " حسنا هذا شرطي إذا كنت تريد الطلاق أقضي معي الليلة و كما أريدها أنا "
نظر إليها باحتقار قائلاً " تعلمين ما يحزنني ، أن حقيرة مثلك هى والدة مالك ، والدة طفلي أنا ليست أكثر من ساقطة "
كاد يبصق عليها و لكنه قال بصوت لاذع " إن كنت تريدين المال لقاء ذلك لا مانع لدي ، أما هذا .. "
استدار ليخرج عندما تعلقت بعنقه قائلة بحرارة و رجاء " الليلة فقط داري ، اشتقت إليك كثيرا أرجوك أنا أريدك بشدة سأتركك تفعل ما تريده أنت "
كانت تتحدث و قبلاتها تمر عليه بجنون و يدها تعبث بملابسه و هو يبعدها بحزم لا يريد أن يستمع أحد لصوتهم " أقسم جانيت إن لم تتعقلي لأخذتك الأن على المطار .. لا أريد لمالك أن يراني أعاملك بفظاظة فأنت للأسف أمه و لا أريده أن يكرهك عندما يعلم بأفعالك "
جن جنونها و صبت عليه جام غضبها و هى تسبه بغضب و تدفعه ليخرج من الغرفة .. أمسك بيدها بعنف قائلاً بغلظة " كفي عن غباءك جانيت سأتركك لتفكري فيما تريدينه المال و الطلاق أم البقاء زوجة و القليل من المال التي ستحكم به المحكمة لديكم .. "
توجه للباب ليخرج تاركا إياها تشتعل ..


كانت تقطع غرفتها بتوتر لا تعرف ما الذي يغضبها و يجعلها تريد الصراخ على رأس أحدهم، ما هذا الشعور الذي تريد على إثره صب جام غضبها عليه بل و قتله إن استطاعت ، هل هى عودة تلك المرأة، أم تلك الأخرى الماكثة في الغرفة الكبيرة في الطابق السفلى و تنظر إليها بتقبل و فرح كأنها حصلت على هدية عندما جاءت على المنزل ، أم هو ذلك الزوج المزيف الذي حصلت عليه، أم هو كل ما يخصه و نسائه، تبا له لم لم تستمع لخالتها مديحة لكانت حرة الأن و هو يتعفن خلف القضبان، و لكن كانت ماذا ستفعل و عمها أيضاً في الأمر، لا، لا تستطيع أن تأذيه أو تؤذي بسام بعد مساعدته لها في والده، يكفي أنه من أهتم بها منذ كانت صغيرة تتذكر كل تلك الأسباب فتشعر بالغضب لتكبيلها بها . عادت لتقطع الغرفة بعصبية و هى تعلم أنه في غرفة تلك المرأة ، كانت تريد أن تعرف ماذا يفعل معها في غرفتها، و لم كانت تريده، إذا كان حقا كما أخبرها لم يعد بينهم علاقة لم ذهب معها لغرفتها، هل هذه غيرة ما تشعر بها، استنكرت الأمر، بالطبع لا، و لم أغار أنا لا أحبه، و كيف أفعل و هو قام بخداعي مع عمي و ابتزازي ليجبرني على القبول ، جلست على طرف الفراش بضيق، لم لا تستمع لصوت من الغرفة المجاورة، لا تعرف منذ البداية لم وضعها بجوار غرفتها و لم يضعها بجانب الأخرى، فهن زوجاته لا هى، لم لا تصرخ به الآن كما كانت تفعل منذ أتت، كلما تحدثت معه تظل تسبه و تلعنه و لا تعرف السبب لذلك، نهضت من على الفراش و حسمت أمرها لتخرج و ترى ماذا يفعل هذا الوغد.. وضعت عباءتها على ملابسها القصيرة و حجابها على رأسها و خرجت من الغرفة متجهه لغرفتها لتلك الشقراء ، كانت تفكر في طريقة لتجعله يخرج من الغرفة و لكن عقلها الغاضب لم يهديها لشيء وقفت بتوتر خارج الغرفة تفكر، ما هذا الهراء الذي أفعله هنا، ما شأني بهم ليذهبان إلى الجحيم لا يهمني، هل هو زوجي حتى أغار أو أغضب، مهلا مهلا، من قال أني أغار، من الغبي الذي يظن أني أفعل، هزت رأسها بعنف و استدارت لتعود لغرفتها عندما فتح الباب، التفتت لترى من الذي خرج منها ربما مالك معهم لذلك لم يصدر منهم صوت فهو يحرص على عدم الشجار مع والدته أمامه، احتقن وجهها و هى ترى مظهره المشعث بشعره الغير مرتب كمن كان يتخلله أحد بأصابعه و قميصه مفتوح الأزرار حتى معدته، سألها بصوت متصلب متجاهلا مظهره الذي يدل على ما كان يفعله " لأين كنت ذاهبة مهيرة"
كان يبدوا غاضبا هل منها لرؤيته هكذا أم لعلمه أنها علمت أنه كذب عليها عندما أخبرها أن لا شيء بينه و زوجته تلك و هو غير ذلك على ما يبدوا من مظهره ، رغم أن قلبها مازال يضطرب خوفاً منه عند رؤيته إلا أنها وقفت أمامه بشجاعة قائلة " و ما شأنك أنت، هل تظن أنك زوجي لتسألني لأين أذهب، عندما أترك البيت وقتها تتساءل لأين ذاهبة الزوجة التي تزوجتها بالتزوير و الغش و الابتزاز و الغصب "
نظر إليها داري بتعجب لعصبيتها قائلا " أهدئي حبيبتي، كل ما قلته أنا أعرفه و لا داعي لتذكريني به مرة أخرى، لقد سألت سؤال واضح "
خرجت الأخرى من الغرفة تقف مستندة على الباب تستمع لحديثهم الذي لا تفهم منه شيء، كانت ترتدي قميص شفاف يظهر جسدها الأبيض قائلة لداري "ماذا هناك حبيبي"
التفت إليها داري قائلا ببرود " لا شأن لك جانيت هذا يخصني و زوجتي "
رمقته جانيت ببرود و دلفت لغرفتها تغلق الباب في وجهيهم و هى تقول " أذهب إلى الجحيم" ، نظرت له مهيرة باحتقار لتأكدها من ما كان يفعله في الداخل، أسرعت لغرفتها لتغلق الباب بدورها و لكن داري وضع راحته بحزم يمنع غلقه، سألها بغضب و هو يدلف خلفها " هل تظنين أني سأدعك تذهبين دون جواب، أين كنت ستذهبين أيتها الصغيرة"
" أخبرتك لا شأن لك بي، هل تظن أنك زوجي حقا"
رفع داري راحتيه و أخذ يغلق أزرار قميصه فاستشاطت غضبا لعلمها ما حدث لتُفتح أزراره .. قال داري بهدوء و قد أستعاده فلا داعي لغضبهم معا يكفي غضبها هى، و بصوت أجش أجاب" أقبلي و سأكون زوجك، ألا ترى أني صبرت كثيرا عليك عزيزتي و هذا ليس من صفاتي صدقيني و لكن معك فعلت، لي سنوات صابرا مهرتي"
قالت بحدة " و لو صبرت عمرك بأكمله أنت لن تكون في يوم ما زوجي ، عندما أتزوج سأتزوج من أحبه و أحترمه ، لا رجل تزوجني بالتزوير و الابتزاز و لديه أيضاً زوجتين واحدة معاقة و الأخرى لديه منها طفل ، عندما أتزوج لن أتزوج الكاذب المخادع الذي يقول شيء و يفعل عكسه ، عندما أتزوج سأكون أنا وحدي في قلبه و في بيته و في حياته ، عندما أتزوج سأكون الأولى في كل شيء فهمت "
أقترب منها داري و مال عليها ليقترب من وجهها ينظر بعينيها بتحدي قائلاً بقسوة " أنت تتحدثين عني عزيزتي فأنا كل ما سبق و زائد عليهم أني أحبك و بجنون و تعلمين أنت زوجتي بالفعل "
زمت شفتيها بغضب من كذبه بوقاحة يحبها حقا و ماذا كان يفعل في غرفة زوجته الأخرى فقالت ببرود " هل لك أن تخرج من غرفتي فأنت رجل غريب عني و لا يصح وجودك معي أو الحديث معي وحدنا فأنا لا أعترف بك زوجا على إيه حال "
رفع حاجبه بمكر " هذا لم يكن رأيك و أنت جالسة مع ذلك الشاب في الجامعة و تتحدثان بهمس كما العشاق أين كان تفكيرك وقتها فيما يصح و لا يصح زوجتي المؤدبة " لفظها مؤكداً على نعتها بالمؤدبة
كتفت يديها بقوة ، لن تبرر لن تفعل ليفهم ما يفهمه لن يهمها , قال داري ببرود " ليس لديك جواب "
ردت بغضب " أذهب إلى الجحيم "
قال بسخرية " أنت أيضاً لا بأس على قلبي كالشهد يا صغيرة "
استدار ليخرج و قبل أن يغلق الباب قال بمكر سائلا " سأسافر مع رتيل قريبا للعلاج هل تأتين معنا أم تظلين مع جانيت لحين عودتنا "
قالت بحدة " بل سأنتظر في منزل عمي لحين عودتك لا تظن أني سأظل مع تلك الشقراء ال...."
كادت تقول الوقحة و لكنها لم تكمل سألها ببرود " الماذا "
أجابت بنفاذ صبر " هل لك أن تخرج من غرفتي فحديثنا قد طال و لا داعي له "
قال ببرود " هذه غرفة زوجتي إذا لم تكوني على علم بذلك لذلك يحق لي البقاء و الحديث و أشياء أخرى كثيرة أتجاهلها بمزاجي كونك تبدين صغيرة و ترتعبين عند ذكر تقبيلك فقط و ليس شيء أخر ، لذلك إياك أن تخبريني ما أفعل و لا أفعل مفهوم يا ... يا صغيرة أم أنك كبرت الأن و تريدين مني أن أوضح "
قالت بتهور تريد اغضابه رغم تحذيرات بسام لها أن لا تخبره الآن لحين ترسل إليه المحكمة الأوراق " لقد رفعت دعوى طلاق ضدك"
نظر إليها داري ماليا قبل أن يقول بصوت خافت هادئ " أعلم ذلك مهرتي"
نظرت إليه بعيون متسعة دهشة ، يعلم .. يعلم و لم يخبرها أو يثور كما حذرها بسام أن لا تقول شيء و هو غير موجود حتى يحميها إذا لزم الأمر .. سألته بتوتر " و ما هو ردك "
أجاب داري بخيبة " تريدين ردي حقاً ، غريب و هل أنت مهتمة به ففي النهاية القانون لن يسألني ردي أو رائي علي فعلتك . أخبريني على ماذا استندت أنت و بسام على الدعوة "
أجابته بتوتر و قلبها يخفق بجنون " على زوجتيك بالطبع و أني لا أتحمل هذا الحياة معكم "
سألها بصوت أجش و هو يقترب منها يلامس وجنتها " و هل جربتها حتى تعلمين أنك لا تتحملينها "
خفق قلبها بعنف من لمسته لا تريده أن يلمسها و لو ببراءة تتذكر قبلته و ذلك اليوم يوصلها للجامعة و في غرفتها ، همساته الحارة بجوار أذنها و التي تجعلها مضطربة تكاد تصرخ مطالبة بثبات مشاعرها على كراهيته سابه فوضى نبضاتها و جنون دقات قلبها بقربه
أشاحت بوجهها عنه مما جعل ملامحه تنغلق بحزن عالما أنها لن تعطيهم فرصة للتجربة .. شعور باليأس تملكه أراد هزها بقوة ليخبرها لم لا تعطيني الفرصة لم لا تحاولين التقرب كما أفعل أنا لم لا تصدقين ما أخبرك به و أنه لن يكون هناك غيرك .. أراد قول الكثير و لكنه لم يضيف غير " للأسف عليك الصبر للتخلص مني لحين عودتي مع رتيل الأن لا أفكر غير بها " بالطبع لا يفكر بغيرها
قالت بعصبية " و لم أصبر ، أنها كلمة واحدة ستنهي كل شيء "
أجاب داري بمرارة " نعم بالفعل كلمة واحدة ستنهي كل شيء و لكن تعلمين أني سأقطع علاقتي بالسيد حفيظ لو فعلتها دون الحديث معه أنا لا أحب أن أكون خاسرا في النهاية و إن كان خسارتك واجبة فلا داعي لخسارة عمك حفيظ أيضاً ، سأتقبل أولى خساراتي بصدر رحب مهرتي المهم تكونين سعيدة "
توجه للباب سائلا " هل هذا حديثك النهائي لا تريدين المجيء معي و رتيل "
هزت رأسها نافية بقوة قائلة " لا أفضل أن أكون مع عمي حفيظ "
سألها برجاء " و إن أخبرتك أني سأحتاج إليك معي هل ستمانعين أيضاً سيكون طلبي الوحيد و الأخير منك "
سألته بمرارة " تحتاج إلى لدعمك في قلقك على زوجتك "
أجاب داري بصدق " لا بل أحتاج دعمك لقلقي على ابنة عمي و التي بصدد المرور بتجربة ستحدد مصير الباقي من حياتها "
قالت مهيرة بتوتر " و إن فشلت الجراحة لن تمانع أنت فأنت تزوجتها هكذا "
سألها بحزن " و هى ألا تشعرين بالشفقة لوضعها هذا ألا تتمنين لها الشفاء و تكون إنسانة طبيعية مثلك "
ردت مهيرة بعصبية " بالطبع أريد أنا فقط أردت أن أوضح أنها لن تخسرك و إن فشلت الجراحة "
زفر بحرارة قبل أن يتخلل خصلاته بأصابعه قائلاً " حسنا شكراً لك على ايه حال و أعلمي أني أريدك سعيدة فقط أي كان ما تريدينه حتى لو كان الابتعاد عني "
فتح الباب ليخرج فلم تستطع أن تمنع نفسها من قول غاضب " أنت كاذب حقير ، أخبرتني بعدم وجود علاقة بينك و بين زوجتك الأولي لقد أخبرتني أنكم منفصلان و مع هذا تذهب إليها لغرفتها و ا......... "
لم تستطع أن تكمل ظنونها لخجلها من قول أنها تعلم ما كان يفعله معها ... التفت إليها داري عاقدا حاجبيه يحتوي ملامحها بعيناه متفحصا و قد تضخم قلبه بالأمل ، هل تغار ؟! هل تغار عليه من جانيت أجابها بهدوء " أنا لم أكذب عليكِ ، لا علاقة لي بها حقاً نحن سنتطلق قريبا "
ردت بعنف " كاذب ، هل تظن أني صغيرة تضحك علي بهذا الهراء بينما أنت كنت معها في غرفتها و ملابسك ... ملابسك ... لقد رأيت بعيني "
تكتف داري و قال ببرود " أنا لن أدافع عن نفسي فهذا لن يهمك صحيح مهرتي فأنتِ تطلبين الطلاق فما سيفيدك علمك بصدق أو كذب ظنونك بي "
ردت بحقد " معك حق لن يفرق معي و لن يهمني فأنا سأتركك في كلا الحالتين "
ضغط على أسنانه بقوة و أقترب منها قائلاً بهدوء " لم لا نفترق صديقين بدلاً من عدوين مهرتي "
قالت بتوتر و بعض الحدة التي شابت صوتها " لا أريد المزيد من الأصدقاء شكراً لك "
قال بسخرية " لا تقبلين بي صديق و لا حبيب و لا زوج و لا رفيق سكن ألا تريدين أي علاقة بي "
ردت بقسوة " نعم لا أريد أن أعرفك بأي طريقة "
أجاب ببرود " كما تريدين "
خرج من الغرفة فعادت لتجلس على الفراش بتهالك و هى تنفجر باكية بحرقة " الكاذب الحقير " قالتها بحقد قبل أن تضرب المصباح بجانبها ليتحطم لقطع صغيرة كما تشعر بنفسها الأن و هى تجده تقبل فراقهم و طلاقها بصدر رحب دون أن يرتفع صوته أو يحتد بغضب رافضا ..

💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-20, 11:04 PM   #75

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس عشر

كانت تهبط الدرج في اليوم التالي بعد أن ارتدت ملابسها لتذهب للجامعة .. سمعت رتيل تقول بجدية " داري يجب أن نتحدث في أمر هام الأن و ليس فيما بعد "
أجاب بتعب و هو يفرك وجهه كمن لم يحصل على قسط وافر من النوم .. " ليس الأن رتيل اليوم لا شيء سأفعله غير النوم في سريري لا حديث و لا ذهاب لمكان. و لا عمل و الكلام للجميع "
كانت ملامحه مرهقة بالفعل فقد شعرت به يخرج من المنزل فور أذان الفجر للركض كعادته و يبدوا أنه لم يغفو قبلها .. زمت شفتيها بضيق هل يخبرني أن لا أخبره عن ذهابي للجامعة .. حسنا سأذهب وحدي فاختباراتي قربت .. همت بالحديث عندما قالت جانيت بخبث " عزيزي تحتاج لبعض الدلال مساج ، حمام طويل حتى تستعيد طاقتك هل أساعدك على ذلك " سألت بمكر
قبل أن يجيبها داري قالت رتيل ساخرة " لا تشغلي عقلك ، هو كالوحش أمامك هل تظنين أنه لا يستطيع الاستحمام وحده دون مساعدة من تظنينه مالك الصغير "
كانت مهيرة تعلم ما خلف حديثها الوقح و تلك الحمقاء هل هى ساذجة فعلاً أم تدعي السذاجة و أنها لم تفهم نوايا المرأة .. كانت تريد أن تنهض لترحل أو تصعد لغرفتها و لكنها لم تستطع بل شعرت كأنها التصقت بمقعدها تريد أن تعرف ماذا سيكون عليه رده .. و هو لم يخيب ظنها و لم يتأخر لثانية و هو يقول ببرود " لتكون كل واحدة منكم في شأنها و لا تتدخل فيما أفعله احتفظا بنصائحكم و اقتراحاتكم لأنفسكم ، سأصعد لغرفتي و إياك أن تأتي واحدة منكم تطرق بابي فكما قلت لا مزاج لي لسماع سخافاتكم اليوم " كان يتحدث بالإنجليزية لتفهم جانيت فتحركت رتيل بمقعدها تجاهه
و قالت ساخرة " و هل سيصعد مقعدي الدرج "
مط شفتيه ببرود قائلاً " لا و لكن هنية ستصعد "
نظر لمهيرة بهدوء قائلاً بلامبالاة " تريدين الذهاب أذهبي سأطلب لك سيارة أجرة لرجل أعرفه سيوصلك و يحضرك أي أمر أخر " عندما لم يتحدثن تركهم و ذهب و نظراتها الحائرة الغاضبة ترافقه لصعوده الدرج متعجبة و غاضبة من عدم اهتمامه بما تفعله ...
قالت رتيل ساخرة بمكر " لقد أعطاك الإذن أذهبي كما تريدين يبدوا يا عزيزتي أنه لم يعد يبال لماذا يا ترى ، لتفرحي " أضافت بسخرية
رمقتها مهيرة ببرود قبل أن تتركهم و تذهب لغرفتها لتستعد للذهاب بالفعل ...
نظرت رتيل لجانيت قائلة بمكر " و أنت ألن تأتي كارثة بيئية أو صحية تأخذك لتريحنا منك "
لم تفهم جانيت حديثها و لكنها أجابت ببرود لعلمها أنها تسبها " أنت بغيضة و تستحقين أن تكوني مقعدة "
رفعت رتيل حاجبها بمكر و قالت بلغتها ببراءة " كل هذا كوني أقول أن مالك سعيدة بوجودك معنا و هذا يشفع لك عندي "
ردت جانيت ببرود " كاذبة لم تذكري مالك في حديثك "
أجابت رتيل بلامبالاة " لأني قلت الصغير و ليس مالك ، لعلمك أنت حقود مثل زوجته الأخرى .. و أنا أكره كلاكما أنت و هى لا تستحقان ابن عمي و سأطالبه بتطليقكم ليرتاح منكم "
قالت جانيت ساخرة " لتظلي وحدك معه "
ضحكت رتيل بخفة و أجابت بسخرية مغيظة "ربما"
رمقتها جانيت باحتقار و نهضت بدورها لتتركها .. تمتمت رتيل ساخرة " غبيتان "

عائدة من الجامعة بعد أسبوع و شعورها بالنقمة عليه يتعاظم لا تعرف سبب ذلك .. هل لكونه كف عن إيصالها و تركها لذلك الرجل يوصلها و يحضرها و هو منشغل بالتجهيز للسفر مع زوجته .. أم لكونه كف عن طرق بابها و الحديث معها أو محاولة التقرب منها .. هل يغضبها عدم مبالاته بها أم كونه يهتم بزوجته المقعدة أكثر . و هذه السخيفة الشقراء مفترضا بها أتية لترى مالك و تمضي معه الوقت و لكن كل ما تفعله هى أنها دوماً ما تراها تتحرش به في المنزل كلما قابلتهم في مكان ، الليلة الماضية وجدتها تشده من قميصه ليدخل معها غرفتها و لكنه كان يرفض بغضب و عندما راها قادمة دلف معها للغرفة و أغلق الباب بقوة مما جعلها تغضب من وقاحتهم و هى تسبه داخلها ناعته إياه بالكاذب ... كانت منذ الصباح و هى تشعر بالقلق لا تعرف سببه لم يتبق الكثير على سفرهم كانت تفضل وجوده هنا وقت قضيتها لتنتهي من هذا الأمر .. و لكن الآن بسفره تعلم أنه لن يسمح لها أن تحصل على حريتها بسهولة فليلة أمس كان يتحدث مع المحامي الخاص به .. لتفهم هى عن ماذا يتحدثون مؤكد يخبره أن يقوم بتأجيل القضية. لعدم وجوده هى لا تعرف هل كانت تستطيع الحصول على حكم في غيابه أم لا فهى تاركة كل الأمر لبسام ..حسنا لا يهم الأن أو غداً ستحصل على حريتها ..أصبري مهيرة لم يتبق الكثير .. قطعت أفكارها رتيل الجالسة كعادتها في الردهة الكبيرة .. لم يكن معها صحبة غير مالك الصغير يلعب بتلك اللعبة الإلكترونية التي تصدر ضجيجا مزعجاً لها .. أين تلك المرأة إذن ..
" حمد لله على سلامتك ، كيف كان اختبارك اليوم مهيرة "
حقاً لا تعرف ماذا دونت في الورقة و لكنها ستظن أن ما كتبته هو الصحيح .. قالت بهدوء " جيد شكراً لك "
ابتسمت رتيل و قالت بصبر " لم لا تجلسين معي قليلاً نتحدث فقد مللت الجلوس وحدى و داري في الخارج مع الحيزبون و هنية تعد الطعام .."
حقاً لا تعرف كيف خرج تساؤلها عنيفا هكذا أو كيف خرج من الأساس " و أين ذهبت معه و لم يخرج معها "
لم تعلق رتيل على حدتها و لا عن تساؤلها عن داري لتتركها هكذا و كأن سؤالها طبيعي " لقد ذهبت لسفارتها و لا أعرف لماذا و لكنهم سيعودون ليلاً اليوم "
" ستظل معه طوال اليوم " سألت مهيرة بغضب ففي الصباح لم يخبرها أنه سيذهب لمكان .. و لم يخبرك مهيرة هل أنت زوجته
لم تستطع رتيل أن تمنع بسمتها العريضة من الظهور و قالت بمرح
" نعم و ربما يبيتان في فندق ما للصباح و يعودان غداً "
هدئت مهيرة أنفاسها و قالت ببرود " حسنا ، سأصعد لغرفتي لأبدل ملابسي و أتي أخبري هنية تعد الطعام الأن فأنا أشعر بالجوع "
صعدت لغرفتها فتمتمت رتيل باسمة " هل تفهم شيء مالك "
رفع مالك رأسه سائلا " هل قلت شيء خالتي رتيل "
أجابت باسمة " لا يا حبيب خالتك أكمل لعبك لحين أخبر هنية تعد لنا الطعام "
رد بحماس " نعم فأنا جائع كثيرا "
ردت رتيل بحماس " فوراً "

كانت واقفة في نافذة غرفتها مساءً بعد تناولهم وجبة العشاء تركت رتيل بتلميحاتها الخبيثة عن صمتها و صعدت لغرفتها .. بدلت ملابسها و صعدت لفراشها تحاول النوم و لكنها ظلت تتقلب بأرق طوال الوقت على سريرها .. نهضت بضيق لتقف في النافذة تراقب الطريق المعتم و ها هى لساعة كاملة و الوقت تخطى الثانية عشرة تنتظر ، لا تعرف ماذا تنتظر و قد تأكدت أن حديث رتيل صحيح ربما أخذها فندق ما ليظل معها وحدهم بعيداً عنهم ، لاحظت ضوء سيارة بعيد فتحركت لتغلق مصباح غرفتها و تعود لترى من القادم ، اقتربت السيارة من منزلهم بالفعل لتعلم أنه قد عاد و رفض البقاء خارج المنزل .. أوقف السيارة أمام المنزل و أستدار ليخرج تلك المرأة و صوت تذمرها يصل إليها غير مفهوم من لسانها الثقيل كأنها كانت غافية .. سمعت صوته الغاضب " هيا جانيت كفاك فضائح للأن يكفي ما فعلته اليوم "
هبطت تترنح من السيارة و أرتمت على صدره قائلة بحدة " أنت هو السبب ، أخبرتك أني أريدك مرار أنت زوجي هل أنا مريضة سأسبب لك العدوى لو اقتربت ، قبلني داري ، قبلني أرجوك اشتقت لذلك "
شهقت مهيرة بخفوت .. أنها مخمورة كيف تركها تفعل ذلك ألم يكن معها .. شدها من ذراعها بوحشية ليدخلها المنزل و جانيت تسبه بغضب " أيها الوغد المتوحش أتركني ، سأبلغ عنك الشرطة "
كانت تسمع سبابها في الخارج لتقترب من الباب تستند عليه بغضب من نفسها كونها تريد أن تعلم ماذا حدث ليصلون لهذا الوضع و هى مخمورة .. قال داري بوحشية " أقسم لك إن لم تعودي لرشدك لن أهتم و سأقيم دعوة ضدك و أخذ حضانة مالك و لن تنالي قرش واحد مني بعد اليوم "
سمعت صوت الباب يفتح و جانيت تقول بغضب " لن تفعل ذلك "
أكد داري " بل سأفعل ، سأمحى وجودك من حياة ولدي لدي المال لذلك سأفعل أي شيء لتختفي "
سمعت صوت ضرباتها و هى تقول بعنف " أنت لست رجل لذلك لتفعلها "
سمعت صوته يقول بمرارة " تعلمين ربما أكون هكذا فقط كوني تزوجتك "
سمعت صوت بكائها و هى تقول بأسف " حبيبي أسفة لم أقصد أنا أحبك داري .. أنا أريدك بشدة أرجوك ظل في غرفتي اليوم حبيبي ألم تشتاق إلي .. سأجعلك سعيدا كما كنت معي "
اتسعت عينا مهيرة و هى تستمع لحديثها هذا المرأة مختلة عقليا ما هذا الذي تفعله و تقوله ..لم تستطع البقاء في غرفتها ففتحت الباب بعنف لتجدها تحاربه لتقترب و هو يبعدها بحزم " توقفي جانيت " قالها بصوت مكتوم . نظرت جانيت لمهيرة غاضبة و قالت ثائرة "ألا تستحين لتتجسسي على رجل و زوجته "
اجابتها مهيرة بسخرية " ربما لا أستحى و لكني لست رخيصة كإحداهن " الوقحة تتحرش به و تقول عنها هى لا تستحي
سمعت صوته الغاضب يقول بأمر " مهيرة عودي لغرفتك "
نظرت إليه باحتقار قبل أن تغلق بابها بعنف قائلة " كفو عن وقاحتكم إذن و أفعلا ذلك خلف الأبواب لا في العلن و أحاديثكم المبتذلة تلوث سمعي "
سألته جانيت بغضب " ماذا قالت الحقيرة "
دفعها داري لغرفتها قائلاً بعنف " صدقيني حقيرة هذه لا أظن أنها تمثلها ربما أقرب لشخص أخر "
سألته بعنف " هل تقصدني "
أجاب داري بصدق " أنتِ أعلم بذلك مني تصبحين على خير "
أغلق الباب بعنف قبل أن يتحرك لغرفتها .. طرق الباب بحزم منتظرا أن تجيبه و لكنها كعادتها لم تفعل ، قال داري بهدوء
" سنسافر بعد غد مهيرة أريد الحديث معك عن ذلك "
أجابت بعنف " لا أريد ذلك لا شيء يخصك يخصني أخرج من حياتي فقط اللعنة عليك "
زفر داري بتعب " حسنا مهيرة تصبحين على خير "
عم الصمت فعلمت أنه عاد لغرفته هكذا دون دخول غرفتها عنوة كما لم يعد يوصلها للجامعة أيضاً كمن ينسحب ببطء من حياتها كما تريد منه ، لم هى حزينة إذن ، هل أصيبت بشيزوفرانيا ستجن حتما تباً لك و ليوم رأيتك ...

قال بصوت ناعس قلق " نعم رتيل ، لم تهاتفيني الأن في هذا الوقت "
أخذت شهيق طويل لتجيبه بحزم " سأتي بعد غد "
هب حذيفة جالسا على الفراش و سألها بعد تصديق " أتية لأين "
أجابت بصوت مرتجف " إليك ، سأتي لكندا "
"رتيل لا أصدق ، أخيراً حبيبتي ، أخيراً سنجتمع من جديد " قالها بفرح غير مصدق
هطلت دموعها بغزارة و أجابت بحزن " نعم أخيراً "
سألها بقلق " و كيف ستأتين وحدك و والدك ، كيف سمح لك ، هل ستأتين دون إخباره "
أجابته بحزم " لا بل يعرف لا تقلق ، هو يعرف أني سأسافر "
دب الشك و الخوف في قلبه فهو يعرف الرجل فكيف سيتركها تسافر .." رتيل طمأنيني هل ما تقولينه حقيقي كيف ستأتي بموافقته"
قالت رتيل ساخرة " ماذا يهمك كيف سأتي المهم أني أتية و سنعود لبعضنا أليس هذا ما يهمك "
أرتجف الهاتف في يده و شعور غريب يطرق باب عقله أن رتيل تظن أنه لم يعد يهتم بها .. هل تظنه يتهرب منها بأسالتها " لا ، بل ما يهمني هو سلامتك حبيبتي ، فنحن في النهاية سنعود لبعضنا و لكن ما يهمني أنك تكونين بخير "
أجابته بمرارة " أنا بخير حذيفة أطمئن ، أنا فقط .... "
قطعت حديثها عند فتح الباب لتجد داري ينظر إليها بهدوء ، سمعت صوت حذيفة القلق فعادت تقول بحزم و عيناها على جسد داري المتصلب بضيق " أنا فقط أخبرك أنه بعد غد سنكون لديك سأخبرك عن مكان لقائنا عندما أصل "
سألها بقلق " سنكون . أنت و من رتيل ، رتيل أخبريني عن موعد وصولك و سأنتظرك في المطار "
أجابت بحزم " لا ، عندما أصل سأخبرك إلى اللقاء الأن "
أغلقت الهاتف دون إعطاءه فرصة ليغرقها بالأسئلة .. أغلق داري الباب و توجه للجلوس بجانبها على الفراش كان قد أعد كل شيء و سيرحلان في الصباح الباكر .. "كنت تريدين الحديث معي منذ أيام ماذا كنت تريدين "
كتفت ذراعيها و رمقته بسخرية و لكنها ممتنة لعدم تطرقه لحديثها مع حذيفة منذ قليل " هذا منذ أيام و سيادتك تذكرت الأن "
ابتسم داري بهدوء " أخبريني الأن لدي مزاج لسماعك بينما وقتها لم يكن لدي "
ترددت قليلاً قبل أن تقول بحزم " أنت تعرف أني طلبت منك الذهاب لكندا لرؤية حذيفة "
أومأ برأسه موافقا و قال بغضب مكتوم " نعم أعلم ذلك و لكن سبب قبولي هو رؤيتي أنا لهذا الحقير و ليس أنت "
سالت دمعة وحيدة على وجنتها فأزالتها بعصبية براحتها قائلة
" و إن يكن المهم أني سأراه لأعرف أين أنا "
قال داري بحزم " و هذا يأخذنا لسبب طلبك الحديث معي ، هل تريدين مني أن أعامله جيداً مثلاً "
هزت رأسها نافية " لا ، بل أريد منك شيء أخر "
سألها داري بملل " رتيل هل لك أن تخبريني فقد بدأت أمل مجدداً "
أخفضت رأسها تنظر لساقيها العاجزة و ردت " أريدك أن تطلقني قبل سفرنا "
صمت عم الغرفة بعد طلبها فشعرت بالقلق من صمته و عدم صدور ردة فعل على حديثها .. رفعت رأسها تنظر إليه بقلق قائلة " داري أنت لم ... "
قال يقاطعها بعنف " أصمتِ رتيل و إلا أزهقت روحك ، أنتِ غبية رتيل لم أرا أحدا في غباءك طوال حياتي .. أولا تتزوجين من خلف ظهر أبيك ثم تتممين زواجك و بعدها تتسببين في مشكلة بين عائلتين بمعرفة والدك الذي كاد يرتكب جريمة و يقتل الرجل .. و بعدها تحاولين الهرب و تسببتِ لنفسك بالشلل و الأن تريدين الطلاق ، لماذا للذهاب لرجل حقير تركك تنزفين و هرب و يظن أنك تعيشين بسعادة في منزل والدك تنتظرين مجيئه هل تظنين أني سأسمح لك بالعودة إليه ، تعرفين لم وافقت على ذهابك إليه ، ليرى ما وصلت إليه بسببه لا ليحدث تفاهم بينكم ، أنسي الأمر و إياكِ تجرؤين على طلب ذلك مني مجدداً "
نهض بغضب يغادر الغرفة فأمسكت بيده و هى تبكي بحرقة " أرجوك داري لا تفعل هذا بي لقد وعدتني بتركي عند طلبي لذلك "
نزع يدها بحدة قائلاً " نعم وعدتك و سأفي بوعدي و لكن في الوقت المناسب "
قالت بحرقة " لن يقبل بي لو ذهبت و أنا زوجتك "
رد داري بعنف " هذا جيد لتعرفي معدن الرجل الذي ضحيت بحياتك و عائلتك من أجله "
" داري أرجوك ، لقد أضعت بالفعل حياتي فلا تجعلني أضيع الباقي منها هذا أملي الوحيد " قالت رتيل بيأس
نظر إليها بحدة و قال بحزم " أنت حمقاء رتيل لا تظنين أنه سيقبل بك على ايه حال فلتحتفظي بالباقي من كرامتك و أنت زوجتي "
تركها و خرج فانفجرت بالبكاء بهستيريا و هى تصرخ به بغضب
" لا تفعل داري عد لهنا و تحدث إلي اللعنة عليك أيها الوحش القاسي ، سأتخلص من حياتي لتستريح أنت أيضاً "
قال يجيبها بعنف " أفعلي يا غبية ، أنت حمقاء كبيرة "
صعد لغرفته بغضب بعد أن كان ينوى الذهاب لعم مهيرة ليطلب منه إبقاء مالك معه لحين عودته ..

ضمها حفيظ بقوة و قبل رأسها بحنان قائلاً " كيف حالك يا شقية أراكِ لم تعودي تبالين بعمك العجوز و تأتي لتطمئنين عني .. لولا زوجك أخبرني بسفره ما علمت "
وضعت مهيرة رأسها على صدره تلتمس بعض السكينة قائلة " أسفة عمي تعلم لقد كانت اختباراتي الفترة الماضية فلم أستطع المجيء و لكن الآن و قد انتهيت سأتي معك منذ اليوم ما رأيك "
قال داري بهدوء " تفضل بالدخول أولاً سيد حفيظ هل ستظل واقفا على الباب "
دلف حفيظ و مهيرة تحت جناحه و رأسها مستريح على صدره سأل داري باسما " متى نويت السفر بني "
أجاب داري و هو يشير إليه ليجلس " صباح الغد إن شاء الله "
قال بصدق " تصل بالسلامة بني "
ابتسم داري بفتور و قال بهدوء " حبيبتي لم لا تذهبين لتعدي طعام عمك حفيظ المفضل لحين أتحدت معه قليلاً "
كانت تود ضربه لصرفها هكذا فهى تريد أن تؤكد على عمها أنها ستذهب معه اليوم لمنزله ..خرجت على مضض فجلس داري بجانب مقعد حفيظ قائلاً بجدية " ستعود مهيرة للمنزل هل أنت مستعد للأمر كما اتفقنا "
زفر حفيظ بحرارة و طرق بعصاه بحدة قائلاً بعصبية " لا أعرف لم هذا الجنون بني ، دعني أوقف ما يفعله بسام و أنا سأتحدث مع مهيرة "
رد داري بحزم " لا عمي صدقني هذا أفضل حل لنا ، هى لن تأتي في يوم و تتقبلني فلم أعذبها معي . فقط كل ما أرجوه منك هو عدم تكرار ذلك معها لا تجبرها على ما تكره أنت تعلم ما حدث مع رتيل ابنة عمي أليس كذلك أرجوك لا نريد للمأساة أن تتكرر .. لبعض الوقت صور لي غروري أني أستطيع كسبها و لكن خاب ظني فلا أريد ارتكاب المزيد و المزيد من الأخطاء .. و أنت من سيساعد في عدم حدوث ذلك بترك مهيرة تتخذ القرارات التي تخص حياتها منذ الآن "
كان حفيظ يشعر بالغضب من بسام لتدخله لولاه ما فكر داري بهذه الطريقة ..و ربما كانت للأمور أن تكون هادئة بينهما و لكن الغبي تبا له .. قال بجدية " حسنا بني كما تريد ، أخبرني كم من الوقت ستظل هناك "
أجاب داري بهدوء " لا أعرف ربما شهر أو أكثر قليلاً لحين أطمئن على شفاء رتيل "
أومأ حفيظ موافقا " شفاها الله و عافاها بني و الأن أخبرني عن الطلب الذي أخبرتني به عندما هاتفتني "
تراقبه بتعجب جالسا مع زوجتيه و كأنه شقيقتيها و ليس ضرائرها
كان يمازح مالك الصغير و هو يخبره عن ما سيحضره له من ألعاب لحين عودة والده .. قالت مهيرة بتوتر " سأعود معك اليوم عمي سأذهب لأعد حقيبتي "
أجاب داري بحزم " لا ، ليس اليوم عزيزتي غداً ستذهبين عمك لن يمانع أن توقظيه من نومه في الصباح الباكر "
ضحك حفيظ بخفة " نعم لا بأس ، مهيرة النجدية تفعل ما تريده وقت ما تريده "
كادت تبكي لحديث عمها لم زوجها غصباً إذن .. نظرت لوجه زوجها الخالي من التعابير " حسنا كما تريد " قالتها بقسوة و هى تنهض مضيفة " سأعد لعمي الشاي "
نظر لانصرافها بضيق و عاد للحديث مع حفيظ بهدوء صارفا تفكيره عن غضبها لرفضه هذا الوقت ...
******************
دلف داري لغرفتها بعد أن طرقها .. فتح بمفتاحه لعلمه أنها لن تفتح له الباب .. كانت واقفة مسمرة بجانب النافذة ، يبدوا أنها كانت تشاهد رحيل عمها على الطريق .." مهيرة " هتف بها بهدوء لتلتفت إليه .. و عندما تجاهلته قال داري سائلا بخفوت " لا تريدين رؤيتي ، لا تريدين وداعي قبل رحيلي غداً مع رتيل "
التفتت إليه ليجدها تبكي بصمت و وجهها محتقن بالدماء . اتسعت عيناه ناظرا إليها بحزن " هل هذا بسببي "
ردت بصوت مختنق " أجل ..أنت تعرف كم أكرهك و لا أريد رؤيتك ، لم لم تتركني أذهب مع عمي اليوم عندما جاء و أنت تعلم أني كنت أريد الذهاب معه ، لم تهوى تعذيبي "
اقترب داري بهدوء هى معها حق هو كان يعلم أنها كانت تود الرحيل معه و لكن ماذا يفعل أراد فقط أن يبقي معها أكثر وقت ممكن ربما لا يعود بأمكانه فعل ذلك أو رؤيتها .. قال يجيبها " أردت البقاء مع مالك اليوم قبل أن أسافر تعلمين أنه سيظل معك و مع عمك لحين أعود ..و تعلمين أن جانيت ستسافر معنا أيضاً و أنا لا أستطيع تركه مع هنية أنها امرأة عجوز بالكاد تقوم على خدمتنا "
هو يكذب ، هو يكذب بوقاحة و لكن ماذا يخبرها أنه يريد البقاء معها هى.. أن يشعر بأنفاسها في المنزل في ليلته الأخيرة هنا قبل أن يرحل .. يكفي أن تغفو تحت سقف منزله للمرة الأخيرة ربما .. تعلم بالطبع تعلم أنها ستسافر معه هذا الكاذب يخبرها أنها ستعود لبلدها يظنها صغيرة و ستصدقه أنه لن يأخذها معه لتهون عليه قلقه على الأخرى بعد رفضها الذهاب .. هل يظن أنها ستصدق أنه لا علاقة بينهم حقاً .. إذا كانت تصدقه في علاقته برتيل لن تصدقه بعلاقته مع هذه المرأة يكفي ما تراه بأعينها و تفعله أمامهم بوقاحة .. تبا مهيرة ما يهمك أنت من علاقته بها هى زوجته أنت لا تبا لك .. قالت بقسوة " الأن و قد أخبرتني بسبب بقائي هنا أتركني وحدي رجاءاً أريد أن أغفو حتى أعد نفسي للذهاب غداً لمنزل عمي "
سألها بصوت مبحوح " ألا تريدين أن تودعيني مهرتي ربما لا نرى بعضنا مرة أخرى "
خفق قلبها بعنف و سألته ساخرة " لماذا هل ستموت و تريحني منك"
سألها داري بصوت بارد " تريدين موتي حقاً مهيرة "
أنتظر ردها و هو يتفحص ملامحها المتوترة و نظراتها الزائغة لتجيب بعد وقت بصوت مرتعش " لا ، لا أريد ذلك ، لا أريد ذلك من أجل مالك ، لا أريد أن يعيش دون والده ربما وجد من يهتم به و يرعاه و ربما يحبه و لكنه لن يجد من يحبه مثل والده و لن يجد من يهتم به مثل والده و لن يجد من يريد صالحه مثل والده .. "
سألها بحزن " هل تلمحين لشيء ، هل تشيرين لعمك مهيرة ، لم لا تفهمين هو كان يفكر في صالحك فقط و لا شيء أخر كان يريد أن يطمئن أنك مع شخص لن يؤذيك "
سألته بمرارة " هو كان يفكر في صالحي لفعلته و أنت فيما كنت تفكر "
تنهد داري بحرارة و قال بصدق " في حبك مهيرة "
تكتفت بقوة و كأنها تقي نفسها من البرد أو تحمي نفسها من أي هجوم محتمل من قبله " ألا ترى أن هذه كذبة رخيصة لتبرر فعلتك و ابتزازك لي و تزويرك لموافقتي "
أشاح براحته بلامبالاة و قال بهدوء " لا يهم إن صدقتي ذلك و لكنه الحقيقة "
قالت مهيرة بغلظة " حديثنا طال "
قال بسخرية " هل تصرفيني مهرتي "
"أنا متعبة و أريد النوم " قالتها بقسوة لتصرفه بالفعل
تنهد داري بضيق سائلا برجاء" هل أطلب منك طلب أخير مهيرة "
شددت من ضمها جسدها بذراعيها كأنها تعترض على طلبه و لكن لسانها لم يطاوع عقلها ليسأل بخفوت و فضولها لمعرفة طلبه يربكها " ماذا تريد "
قال داري بحرارة " قبليني برضاكِ مهرتي "
لم تشعر عندما سقطت ذراعيها بجانبها بعد طلبه هذا هل من صدمتها ، أم من تجرؤه ليطالبها بهكذا طلب أم بثقته من موافقتها على ذلك .. قالت باستنكار " أنت لا تظن أني سأوافق على ذلك صحيح "
أجابها داري بهدوء " لا " كلمة واحدة إذن لم طلب و ماذا كان ينتظر منها غير ذلك ..
سألته بسخرية " و لم طلبت إذا كنت تعرف الجواب "
زفر داري بتعب " غباء مهرتي ، أصابني الغباء للحظة "
قالت ببرود لتنهى الحديث معه " تصبح على خير "
ضغط على نواجذه و مط شفتيه ساخرا ، هل كنت تظن أنها ستوافق يا لك من أحمق ، ليتك قبلتها عنوة أفضل لك على الأقل ستلمسها كما تريد أما الآن بطلبك الغبي هذا كيف ستقترب منها ، كيف ستفعل حقاً يا لك من محترم متحضر تبا لك و لتحضرك الأن تبا لك أضعت فرصتك بوداعها ربما للمرة الأخيرة ، أنت أحمق أحمق صرخ بها داخله .. قال بفتور " ربما سأظل لشهور مع رتيل لحين تشفي فهل ستتضايقين من مالك و كنت ستفعلين أخبريني و أنا سأجعله يظل عند عمي حسين "
أجابت نافية بقوة " لا الأفضل أن يظل معي لأكون مطمئنة عليه لحين تعود "
أومأ برأسه صامتا و استدار ليخرج من الغرفة على الأقل تهتم بابنه ، قبل أن يغلق الباب قال بخفوت " ربما لنا حديث أخر عند عودتي "
أجابته بحدة " سنتقابل في المحكمة إذن يمكنك أن تحدثني هناك في وجود محامي "
تصلب جسده احتجاجا على حديثها و لكنه رد بهدوء " ربما لا تحتاجين ذلك تصبحين على خير "
أغلق الباب خلفه بهدوء فعادت لتنظر من النافذة و هى تشعر بعدم الراحة ربما لاستسلامه هكذا و عدم محاربتها أو نفي ما تقوله و رفضه كما كان يفعل من قبل عندما كان يخبرها بعدم تركه لها لم الأن يبدوا أنه لا يمانع ، هو لم يعد يبالي بها بالفعل كما قالت زوجته .. وضعت جبينها على الزجاج البارد تلتمس منه بعض البرودة لجبينها الحار لعلها تشعر بالارتياح و يذهب هذا الشعور الغريب و تلك الانتفاضة داخل صدرها و تهدئ تلك النبضات المضطربة ...
💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-20, 03:56 PM   #76

hamossa

? العضوٌ??? » 342870
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 590
?  نُقآطِيْ » hamossa is on a distinguished road
افتراضي

very beautiful thank uu

hamossa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-20, 06:08 AM   #77

كرومه

? العضوٌ??? » 404831
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,143
?  نُقآطِيْ » كرومه is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

كرومه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-20, 04:24 PM   #78

نفوسا

? العضوٌ??? » 438155
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 268
?  نُقآطِيْ » نفوسا is on a distinguished road
افتراضي

لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

نفوسا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-20, 11:13 AM   #79

حكـايه

? العضوٌ??? » 419577
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 137
?  نُقآطِيْ » حكـايه is on a distinguished road
افتراضي

قـراتت الجزء الاول من هذه السلسله ومتشوقة لهذا لجزء

حكـايه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-20, 12:44 PM   #80

عبق السنين

? العضوٌ??? » 456481
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 157
?  نُقآطِيْ » عبق السنين is on a distinguished road
افتراضي

السلسه جميله وانا تابعت الجزء الاول وها انا اتابع الجزء الثاني بحماس بالتوفيق عسوله🌹👍🏻

عبق السنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.