آخر 10 مشاركات
أبواب الجحيم-زائرة-ج1 من سلسلة دموع الشياطين-للآخاذة::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          نعم يا حبيب الروح (17) الجزء1س عائلة ريتشي-للآخاذة أميرة الحب*مميزة -حصرية**كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          لنجعل اليوم يوم الاعتراف .....؟ (الكاتـب : ميكاسا أكرمان - )           »          لوحة ليست للبيع -ج2 من أهلاً بك في جحيمي- للكاتبة الآخاذة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : Omima Hisham - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-20, 12:06 AM   #1

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي



مرحبا بالجميع ..
اول شي بحب اعرفكم بحالي .. انا هبة ماجد كاتبة هاوية ..
هذه روايتي الاولى الكترونيا للامانه ليست جديدة تم نشر بعض فصولها
روايتي الجديدة ( العروس المتمردة)
اتمنى تنال اعجاب الجميع





ملخص الرواية 🥰

يظل المرىء منا طوال حياته يظن بأنه يملك مقدرات الاشياء من حوله ..
وكأنه يركب بساط السحر الذى يسطوا به حينما يريد واينما يريد وأن قلبه الطروب الذى يسكن جانبيه سوف يظل طفلآ يلهو ويلعب مادام لايعرف الهوى بعد..
ولا طريقه المملوء بالآشواك ..

ولكن هيهات هيهات ! اوتدرى النفس ماذا تفعل حينما تسوقنا الاقدار ؟

ما من علة يصاب بها الجسد الا ولها عند الاطبة دواء !! الا علة العشق فقد اصيب بها الاطباء وحاروا فيها العشاق!!
وبدلت صرخات الوليد الى آنات !!
وصخب الحياة وضجيجها الى سكنات!!
وتصبح الاقدام تسير فى الطرقات دون عنات!!
وتتوقف الزمان عند الاهات!!
انه العشق الذى تسوقه الاقدار للقلوب ولا مشفيات!!


فهاهي ايجة يلديز بدأت بإجراء مقابلات لاختيار زوج لها بعد أن نشرت إعلانا بهذا الخصوص في صحيفة بعد أن أراد جدها أن يجبرها على الزواج من حفيد رفيقه ..
لكن حين حضر بيرك ارتشل الرجل المثير البالغ الجاذبية هدد أمانها النفسي وزعزع ثقتها بنفسها ولم تستطع اختيار غيره من الرجال الذين قابلتهم.
فهل تنجح خطتها في اختيار زوج قبل موعد مقابلة جدها ، أم أن بيرك خشبة خلاصها الوحيدة !! وإذا كان سيجاريها في مشروعها، فهل سيسوقها حقا إلى الخلاص أم إلى الغرق؟؟؟
وتلك هى الاقدار حينما تسوقنا رغما عن أنوفنا!!




روابط الفصول

الملخص .... اعلاه
الفصل الأول .... المشاركة التالية
الفصول 2، 3، 4 .... بالأسفل

الفصول 5، 6، 7، 8 نفس الصفحة
الفصل 9، 10، 11 نفس الصفحة
الفصل 12





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-08-20 الساعة 09:49 PM
الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 12:32 AM   #2

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي 🌸الفصل الأول 🌸

الفصل الأول 🌹(العروس المتمردة )


...الهروب 🌹

ما استرعى انتباه ايجة يلديز وخطف أنفاسها لم يكن خليج انجلترا المطل من مدينة ساسيكس الرائعة أمامها، إنما عضلات ذاك الشاب وكتفيه العريضتين.
كان الشاب الطويل القامة، الأسمر البشرة والعاري الصدر يدهن باللون الأبيض سياجا حديديا يفصل بين حديقة مشذبة وشاطئ نضيف.

أرغمت ايجة نظراتها على الابتعاد عن ذلك المشهد الجذاب ثم أطفأت محرك سيارتها المستأجرة، وهي تفكر في التعقيدات التي قد يشكلها وجود ذاك الرجل.
كيف يفترض بأن أجري مقابلات سرية بحثا عن زوج بوجود رجل يراقبنا؟
زفرت ايجة شفتيها بقوة ولعنت حظها مئات المرات ... لما عليها القيام بهذه الخطة !!! ااااه جدي ااااه
لقد كانت كلمات والدتها واضحة بعد أن تحدثت ايجة معها لتسئلها عن سبب استدعاء جدها لها على وجه السرعة .... تذكرت صراخ والدتها في الهاتف ..
: ايجة يريد جدك أن يزوجك بحفيد السيد ادم ..
: ماذا!
: اجل ايجة ...انتظري فقط انه شاب ...........
ضاعت كلمات والدتها عندما اغلقت الهاتف ... ماذا يعني أن يتحكم جدها في حياتها بهذه الطريقة .. لقد توفي والدها في عمر صغير فانتقلت رعايتها إلى جدها الذي اعتنى بها هيا ووالدتها ولكن سرعان مانضجت ايجة بدأت بالتمرد وقررت ترك كل شئ خلفها والهجرة إلى بريطانيا لتستقر هناك ..
لم تعد تستطيع احتمال جدها وتحكمه إطلاقًا لاسيما بعد أن تزوجت والدتها بعد وفاة والدها بسنوات لم تقبل المكوث مع والدتها وزوجها اللعوب أو البقاء في قصر جدها العتيق مع اوامره وتحكمه ... لذلك قررت أن تترك كل شئ وتذهب باحثة عن الحياة والمتعة وحدها ....
في انجلترا حيث استقرت لمدة 7 سنوات حتى الان لم ترى فيها جده سوى بعض المرات في مكالمات فيديو مختصرة ....
الوضع الان بعد أن قرر جدها استدعائها على وجه السرعة لم تستطيع ايججة أن تترك الأمر وتتبرأ من تلك العائلة وتترك جدها بلا اجابة بل عليها أن تضع له حدا لتحكمه وديكتاتوريته .... أجل لن تسمح له التحكم تزوجي هذا ولا تعشقي هذا ....
يجب أن تنهي المهزلة بأن تحضر له زوجها ... سيكون الامر سريعا زوج سريع ، زواج مصلحة على ورق وينتهي بالطلاق السريع بعد أن تلقن جدها درسا لن ينساه .....

كانت لارا مساعدة ايجة قد فتحت باب السيارة وهمت بالخروج عندما سمعت تعليق ايجة ..
ااااه جدي ...
لارا : هل قلتي شيئا ايجة؟
: اجل لارا أنا متضايقه كثيرا ، لما عليا ترك عملي في انجلترا طالبه اجازه سنوية مستعجله لاتي إلى هنا متخفية ابحث عن رجل يقبل أن يكون زوجي !!!
لارا :حسنا لنعود ادراجنا ؟؟ وينتهي الأمر
ايجة : وبهاذا أكون ناكرة الجميل الأولى على مستوى الجمهورية التركية وانجلترا !!
لارا : أليس ماتفعلينه نكران أكبر ايجة أن تضعي جدك بهذا الموقف!! حسنا اذهبي وتزوجي ذلك الرجل وينتهي الأمر ، فهذا وهذا سيان ! مالفرق!
ايجة : لن اتزوج رجلا على طريقة جدي التقليدية ... رجل بدائي اقرع له كرش بسبع طبقات بالتأكيد
لارا: هل رأيتيه!
ايجة؛ حتى لو لم يكن هكذا لارا لا أحب أن يفرض أحدهم أمرا علي ... من سمح لجدي أن يقبل بذلك الزواج! ليذهب ويتزوج هو من ذلك الرجل أنا لن أفعل وسأضع له حد وسأحضر زوجي الوسيم معي لأعرفه على جدي وسيعرف بعدها لا يمكن لأحد أن يفرض أمرًا علي..
لارا: حسنا تحدثي مع علي... قد يقبل الذهاب...
تنهدت ايجة بقوة ففهمت لارا أنها ستغرقها في البحر اذا لم تصمت ...
استدارت ايجة ونظرت ثم أشارت باتجاه الرجل عاري الصدر قائلة: آمل أن ينتهي عمله مع انتهاء العطلة الأسبوعية. لا أريده أن يبعد المتقدمين للوظيفة.
نظرت لارا بالاتجاه الذي تشير إليه ايجة،
فتحولت تعابيرها من الفضول إلى الذهول، بقيت صامتة لبرهة إلى أن استطاعت أخيرا أن تقول بتعبير إعجاب: عجبا...عجبا
لم تر يوما مثل هذا التعبير على وجه مساعدتها. فضربت المرأة الأخرى ممازحة
: لارا إذا رأى داني عينك تنظران هكذا لغيره سيجعلك عمياء صدقيني....
أجلت لارا حنجرتها وحولت نظرها إلى رئيستها قائلة:"إذا كنت مرتبطة فهذا لا يعني أنه لا يمكنني التكلم. ثم ألم أقل لك إن وكيل الإيجار قال إنه من المحتمل أن يكون عامل الصيانة في المكان؟"
ـ لا، لم تقولي لي ذلك
أجابت ايجة بذلك بصوت حاد، بينما لارا تنظر بلا ملل إلى ذلك الرجل الغريب:"بصراحة إنه مثال رائع عن عامل الصيانة الممتاز!"
حملقت ايجة بمساعدتها. وإن يكن ممتازا؟ هذا الأمر لا ينفي أنه حجر عثرة تعيق مخططاتها.
نفثت نفسها بقوة لم لا تسير الأمور كما يجب؟ هذا المنزل الذي تملكه الشركة حيث تعمل والذي استأجرته لثلاثة أسابيع كان معزولا جداً ولكن لا يمكنها الاشتراط وهذا المكان هو الوحيد المتوفر حاليا سيعرف جدها اي مكان تذهب اليه إذا ما استخدمت احدى بطاقتها أو اسمها في اي مكان لذلك كان عليها بالاستعانة باسم الشركة ...
تمتمت قائلة"الأجدر بهذا الرجل ألا يقف في طريقي، لدي أقل من شهر لأجد زوجا مناسبا وأتزوجه، لا أريد لأجير ضخم أن يفسد جدول أعمالي"
ونظرت إلى مساعدتها المكتنزة الجسم التي كانت سابقا في احدى شركات الأمن :" قد اضطر إلى أن أحرضك عليه،
أطلقت لارا ضحكة سريعة :" انه ضخم الجثة سأحتاج إلى المزيد من رجال الأمن..
ايجة : أحتاجك في الالتزام بالبرنامج وفي حفظ السرية التامة"
ألقت ايجة نضرة سريعة على المكان ثم تابعت قائلة:" وبما أن المكان منعزل جدا هنا وبما أنني سأقابل الكثير من الرجال العازبين، يُحتمل أن أحتاج مهارتك في الفنون القتالية"
فتحت ايجة باب السيارة وترجلت قائلة:" وبما أننا نتكلم عن الرجال سأذهب لاكتشف ما خطب هذا العامل"

صفقت باب السيارة واجتازت الحديقة متجهة نحو طريدتها. كانت تسرع نحوه بينما بدا غافلا عن وجودها. وحيث أنها كانت مسرعة, بالكاد لاحظت المنزل البحري المؤلف من طابقين. حتى أنها لم تلحظ الكوخ الأبيض والأزرق إلى يسارها ولا الأحواض المزينة بالأزهار الحمراء والصفراء
ايجة بطبيعتها امرأة ايجابية منطقية وواثقة من نفسها، غير أنها في الوقت الحاضر عكس ذلك تماما، إذ مقيدة ببرنامج زمني، قال جدها اذا لم تأتي قبل شهر اغسطس القادم سأجعلك تندمين أنك ولدت .... تذكرت انها في نهاية شهر يونيو اذا لم يتبقى أمامها سوا شهر واحد لتنجح في مهمتها ..أنها غاضبة كثيرا وأقسمت أن تلقن جدها درسا لن ينساه،
كانت رائحة البحر تعبق في الجو لكن ايجة لم تشعر بها، إذ كانت حواسها كلها منصبة على المهمة التي أمامها.
زاد التوتر من عدائها إزاء ذلك الدخيل الذي تجرأ على اقتحام مكانها السري لم تكن بحاجة إلى غريب يدس أنفه في شؤونها الخاصة، فهي لا تظن نفسها قادرة على تحمل شخص آخر ينظر لها وكأنها غبية.. أو حتى مجنونة.
لم يكن من شأن احد كيف تختار زوجها! هيا ستختاره وتحضره ...
أما الحب فهو لم يكن في قاموسها بعد أن قام علي بخيانتها ...
كانت ايجة بحاجة إلى خطة وبعض المرشحين الجيدين وإلى شيء من الخصوصية، وهنا تكمن المشكلة الآن!
سارت في الحديقة المنحدرة ونظراتها شاخصة إلى الرجل الذي يدهن السياج وعندما كادت تصل إليه، أجفلها بالنظرة التي رمقها بها. كانت التكشيرة تعلو وجهه تماما مثلها، لكن اقترابها منه لم يفاجئه.
وقبل أن تصل إليه، وضع الفرشاة من يده ووقف واضعا يديه عل خصره، بدا من تصرفه غير الودود ذاك أنها هي الدخيلة
إنه وقح فعلا! من تراه المستأجر ومن هو الأجير هنا؟
قال لها:"إذا أنت المستأجرة؟"
بدا وكأنه كان يتوقع حضورها لكنه ما كان ليأسف البتة لو أنها لم تأت مطلقا
أجابت باللهجة نفسها:"نعم، أنا هي متى ستنهي عملك؟ في نهاية العطلة الأسبوعية على ما آمل، لأنني صباح الاثنين سأبدأ ببعض... الإجتماعات المهمة، ولا أريد ضجة في المكان أو... ما شابه".
بقي صامتا ونظراته المتشككة تنضح عجرفة وغطرسة. وعلى الرغم من انزعاجها لوقاحته، همس صوت في داخلها ينبهها إلى وسامته. كانت عيناه مذهلتين وكأنهما من عالم آخر ..
ظنت ايجة أنها لم ترى في سوداهما ولكن تحت شمس حزيران المشرقة. ظهر فيهما بريق ألوان متلألئة، قطع حبل أفكارها وهي تحدق إليه..
ضاقت عيناه الآسرتان اللتان تظللهما أهداب داكنة اللون. زم شفتيه وهز كتفيه بلا مبالاة قائلا بسخرية:"لا يسعني شيئا بالنسبة إلى الضجة ولكنني سأحاول أن أبقي صوت "ما شابه" منخفضا
قطبت ايجة حاجبيها مضطربة عم يتكلم؟
ـ عفوا؟
أفلت السؤال من فمها لاهثا أكثر مما ودت أن يبدو. أما هو فتنهد، جاذبا انتباهها إلى انفه المستقيم وتناسبه مع فمه الجميل الملتوي بسخرية
ـ اسمعي آنستي..
وعندما توقف لحظة عن الكلام، راحت تحصر أفكارها لتستعيد تركيزها عما جعلها تواجهه
وقبل أن يكمل فكرته، مال قليلا إلى الأمام. لو كان شخصاً آخر لما لاحظت ايجة تلك الحركة ولكنه ضخم وحركته هذه دفعتها خطوة إلى الوراء..
قال لها:" شئت أم أبيت، أنا هنا طيلة شهر حزيران وتموز ووكيل الإيجار ارتكب خطأًً".
ورمقها بنظرة سريعة وقحة ثم تابع:" بما أنك امرأة أقرت بنفسها أنها لا تحب الضجة، فأقترح عليك القيام بترتيبات أخرى"
حدقت إليه، آملة أن تكون ملاحظته مجردة من أي معنى مبطن. بالطبع لا! لا يمكن أن يكون حدقا لدرجة اللعب على الكلام.
سألته:"ماذا تعني بخطأ؟"
عقد حاجبيه عند سماع سؤالها وأجاب ساخرا:"أعني غلطة، سهو، زلة.."
قاطعته قائلة:" أفهم جيدا معنى الكلمة، ولكن أي خطأ؟"
ـ لقد ازعجوا حضرة الانسه ... ماكان يجب أن يعطوكي المنزل...
ـ بلى، بالطبع، ما دمت أنا هنا
ـ هذا هوا الخطأ بالضبط
شعرت بقلبها يغوص ولكنها لم تجب، في حين كرر شرحه:"السماح لك باستئجار هذا المكان كان خطأ"
وإذ رفضت تصديقه، سألته "ولم علي أن أصدقك؟"
ـ اتصلي واسألي..
لم تكن ايجة تحب أن يتفوق عليها أحد، فسحبت هاتفها الخلوي من حقيبة يدها وطلبت رقم الشركة، فقال لها :"إنه يوم السبت"
أدركت ما يعنيه بدلك، فكشرت وأقفلت الهاتف:" هذا صحيح"
أعادت هاتفها إلى الحقيبة، محاولة استعادة ثقتها بنفسها:"اسمع، لا يهمني في أي يوم نحن، لقد استأجرت هذا المنزل لمدة ثلاثة أسابيع وهذا كل شيء"
كان نسيم البحر يداعب خصلات شعره الأسود اللامع، فوقعت خصلة على حاجبيه وبقيت هناك لحظات قبل أن تنضم مجددا إلى تموجات شعره
اضطربت ايجة، فحولت نضرها إلى عينيه اللامعتين لكنها شعرت بارتباك قوي عندما تلاقت نظراتهما
قال بحدة "طيلة سنوات، كان شهر حزيران مخصصا للصيانة، يبدو أن السؤال الجديد غريب عن كل ما يجري"

علق قوله في دهنها وشعرت بمزيد من الشك والريبة للطريقة التي لمعتا فيها عيناه العدائيتان
قال:"لا يمكنك أن تبقي"
فأجابته:"علي ذلك لقد قمت بالكثير من الترتيبات ولدي العديد من المواعيد طيلة الأسبوع، إن بعضا من.. المتقدمين للوظيفة سيأتون من ولايات بعيدة. الإعلان الذي وضعته سيبقى ساريا طيلة الأسبوع المقبل وقد وضعت فيه هذا العنوان لا يمكنني أن أغير خططي
ـولا أنا
لم تستشف ايجة من قوله أي قلق أو اعتذار وان شعرت بشيء كالسكين في نبرة صوته

استقامت في وقفتها وأرجعت كتفيها إلى الخلف وعلى الرغم من أن ايجة لم تكن قصيرة القامة، إلا إن فارق الطول بينهما بقي مضحكا
لم تشأ أن تدعه يرهبها بعدائيته فراحت تواجه كل تكشيرة منه بواحدة منها هذا الشاب لا يعرف من تكون ايجة يلديز عندما تصمم على شيء
قالت بصوت هادئ:"يبدو أننا وصلنا إلى طريق مسدود"
حدق إليها لحظة طويلة ثم أومأ قائلا:" على ما يبدو"
لم تكن اي تحب المساومة، لا سيما مع شخص يجب أن يكون التعامل معه سهلا، لقد أساءت الحكم على هذا الضخم ظنت انه سينحني ويتوسلها أن تسامحه، لكن يبدو انه يأخذ برنامجه على محمل الجد بقدر ما تأخد هي برنامجها..
ربما إرجاء هذا العمل إلى وقت لاحق إلى إلغاء عمل آخر الأمر الذي قد يقف في طريق رزقه. يمكنها أن تفهم عناده فإذا سمح لها بإبعاده عن المنزل قد تمنعه ربما من شراء الطعام لعائلته
ايجة : حسنا، أظن
وماتت الكلمات على شفتيها لقلة حماسها، لكنها جاهدت لكي تتابع كلامها إذ لم يكن أمامها خيار آخر:" أظن يمكنك البقاء لكنني أسألك ألا تصدر ضجة في المنزل بينما أنا .. أجري المقابلات"
والتقت بنضرته القاسية:" ستبقى بعيدا، اتفقنا؟"
على الرغم من الحيوية التي تنضح بها عيناه اللامعتان، بدتا مخيفتين، وبعد برهة من الصمت بدت دهرا، أحنى رأسه بشبه إيماءة بطيئة
حملق بيرك بالمرأة الواقفة أمامه، ذاهلا لموافقته على أول تنازل قام به.
كان ينوي أن يمسك المستأجر، أيا كان، بعنقه ويجره بعيدا عن هذا المكان، ما الذي في تلك المرأة جعله يغير رأيه؟ أو الأصح من ذلك، يفقد عقله؟
وفيما كان ينظر إليها، استوقفه مظهر بذلتها التبنية اللون وقد بدت فيها وكأنها ترتدي علبتين من الكرتون تخفيان كل أثر للأنوثة فيها، أما شعرها فكان مفروقا في الوسط ومربوطا من الخلف. كل ما كان ينقصها هو أن تعلق في عنقها لافتة تقول: أنا عذراء عجوز. اقترب على مسؤوليتك الخاصة!
من سوء حظه، كانت عيناها المتلألئتان تقولان شيئا آخر.كانتا كبيرتين براقتان. وكان جفناها يعلوان أجمل لون أخضر رآه يوما. أما أهدابها الطويلة فتنطق بالإثارة الخجولة لكنه لم يستطع أن يتجاهل ذلك الإحساس الذي غمره وعلى الرغم من أن شفتيها كانتا وسط ذلك القماش التبني وذاك الشعر المسرّح إلى الخلف، إلاّ أنهما بدتا مثيرتين.
و انتابه شعور قوي بان الإثارة التي تنضح من تلك المرأة لم تكن متعمدة، على عكس معظم النساء اللواتي سعين وراءه لمصلحة شخصية. ولكن ليس هذه! هي لم تعرض نفسها عليه، بل كانت أبعد ما يمكن عن ذلك. تلك الإثارة الكامنة فيها شوشت ذهنه لدرجة أنه قبل بتلك التسوية.
فجأة بدا له أن شهر حزيران الهادئ الذي طالما ينتظره بفارغ الصبر ليمضي إجازته في منزله الصيفي على الخليج، لن يكون هادئا كما ظن.
أطلق شتيمة خافتة ثم استدار بعيدا وأمسك فرشاة الدهان غاضبا من نفسه لأنه ضعف أمامها، كان يتطلع بشوق إلى هذه الإجازة ليبلسم جراحه ويهدئ ألمه إثر موت والده،
ناهيك عن حاجته للابتعاد عن ضغط العمل. كان مرهقا ومستنزف القوى بعد كل تلك الأيام التي عمل فيها أكثر من ثماني عشرة ساعة في اليوم. وأحس بحاجة إلى للهروب والاسترخاء والاستمتاع إلى صوت البحر أو القيام ببعض التمارين الجسدية.
كان بيرك ارتشر محامي مجتهد لديه شركة كبيرة للمحاسبة ... وبعد أن حصلت بعض الأمور والتعقيدات كان عليه حلها بنفسه .. واستطاع بمهارته ان يرسي سفينة الشركة إلى بر الأمان ..
وحيث أنه كان يعمل بمفرده قرب الشاطئ، كان بإمكان بيرك أن يفكر بهدوء ويمضي الوقت بالتأمل والتخيل.
كانت تلك الإجازات المنعزلة تنشطه فكرا وروحا وجسدا وكل سنة كان يتطلع شوقا إلى شهر حزيران وإلى هذا المكان الذي يرحل منه نشيطا، حيويا ومستعدا للعمل مجددا.

عاد يدهن السياج باللون الأبيض، منزعجا لعجزه عن التعامل مع تلك المتطفلة كما كان قد خطط مسبقا. ما خطبه؟ وماذا في تلك المرأة يعيق مخططاته؟
ـ ربما علينا أن نتعارف أليس كذلك؟

رمقها بنظرة مضطربة بينما كانت هي تحدق إليه. بدا انزعاجها جليا نظرا لخديها الأحمرين وعينايها اللامعتين فشعر بوخزه إعجاب مفاجئة. اللعنة! إنها عنيدة جدا. راح يتساءل عن موضوع وعن الوظيفة التي يتقدم لأجلها قراء الإعلان! لم يشك بشيء مثير للريبة فهي بريئة ومتحفظة جدا لتقوم بأي خدع لا أخلاقية.
تمتم قائلا: " يمكنك أن تناديني بيرك...بيرك لا أحد
على الرغم من أن أصدقاءه ينادونه بيرك ، إلا أنه ابتسم في سره لاسم الشهرة الذي اخترعه بسرعة. لقد ظنته عامل الصيانة وسيدعها تظن ذلك سيكون من المثير للاهتمام أن يراقب رد فعل امرأة لا تعرف أنه بيرك ارتشر ، الثري. فالنساء عادة يتوددن إليه ويتدللن عليه ويرفرفن بأهدابهن لكنه لم يلحظ حتى الآن أي تودد أو تقرب من قبل هذه المرأة
فأجابته عندما مدت يدها لتصافحه: "أنا ايجة فاروق يلديز....
سألها بلهجة باردة لا تمت للترحيب بصلة:"كيف حالك، آنسة يلديز
ـ كيف عرفت أنني آنسة؟
كانت تعابيرها تنم عن السخرية وهي تسأله ذلك.
لم يستطع كبح التسلية التي شعر بها هل كانت تمزح؟ فأجابها:" افترضت ذلك

غزا الاحمرار خديها عندما استشفت سخريته سحبت أصابعها من يده ورفعت كتفيها ثم تراجعت خطوة إلى الوراء وقالت: " حسنا... سأذهب لأحضر حقائبي
ثم استدارت وعادت عبر الحديقة..

على الأقل، هذا المكان جميل
تعليق لارا أعاد ايجة من أفكارها إلى عالم الواقع أشارت المساعدة إلى درج في آخر الردهة الواسعة وتوجهت إلى هناك
ـ هذا الدرج يؤدي إلى غرف النوم بالطبع ستأخذين الغرفة الرئيسية هناك غرفة للضيوف ستكون لي
ألقت ايجة نظرة على الدرج، فلفت انتباهها فسحة في وسطه وخلفها نافذة طويلة تبرز منها السماء الخلية من الغيوم
ـ أظن أن بإمكاننا إجراء المقابلات الرسمية إلى يسار الردهة!
ـ إلا إذا كنت تفضلين إجراءها هناك
وأشارت لارا إلى مكان خلف ايجة، فاستدارت لتجد غرفة جلوس شاسعة في آخرها موقدة يحيط بها إطار من الرخام الأبيض. ورغم أن هذه الغرفة تقع في الجهة الشمالية من المنزل، إلا أن النور يغمرها وكانت الألوان الفاتحة المستعملة في تزيين الغرفة تضفي طابعا مشرقا على المكان. أما النباتات الخضراء المزروعة في أحواض من السيراميك فتزين الغرفة ومفعمة بالحياة. هذا التدرج في الألوان والإشراق الناعم ذكر ايجة بعينين جميلتين رأتهما.
تمتمت لارا وهي تقترب من رئيستها:"جميل"
ـ نعم إنه وسيم
ـ ماذا؟
سؤال لارا انتزع ايجة من أفكارها:" كنت أتكلم عن المنزل وليس عن ذاك الرجل"
أحست ايجة أنها قالت شيئا لم تقصد قوله وقررت أن تنفي ما أفلت منها، فقالت بلهجة وتعبير لا يدعان مجالا للجدال:" وأنا أيضا.. كنت أتكلم عن المنزل } ~
نهاية الفصل الاول


الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 12:35 AM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 15-07-20, 10:39 AM   #4

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي 🌸الفصل الثاني 🌸

🌸الفصل الثاني🌸
صعبة الارضاء
لاحظ بيرك أن مقتحمة المنازل الصعبة المراس تلك بقيت متوارية عن الأنظار طيلة العطلة الأسبوعية في حين أن الأخرى التي تضحك بصوت عال كانت اجتماعية أكثر، حيث أنها تحييه كلما صادف والتقته بينما بقيت في الداخل، للأسف! هذا لا يعني أنه كان متشوقا لرؤيتها، لا مطلقا كل ما في الأمر أنها شاحبة اللون وسيفيدها أن تتنزه قليلا على الشاطئ تحت الشمس..

صباح الاثنين، وبينما كان بيرك يخرج من الماء بعد ساعة من السباحة المنشطة، لاحظ سيارة غريبة في الطريق الخاص المؤدي إلى المنزل. فراح يتساءل وهو ينشف شعره، عن نوع المقابلات التي تجريها هاتان المرأتان ولكن ما همه هو؟ ولم يبالي؟ لديه أمور يقوم بها.
وعلى الرغم من أنه جاهد ليحافظ على لا مبالاته، لم يستطع إلا أن يلاحظ أن كل نصف ساعة تأتي سيارة وترحل أخرى. وعند الساعة الثانية بعد الظهر قرر أن يشذب الأغصان اليابسة من شجرة السنديان العالية القائمة أمام المنزل كانت الرؤية ممتازة من فوق.

وسمع صوت إطارات سيارة على الحجارة المرصوفة في الطريق الخاص، فالتفت ورأى سيارة أخرى تركن أمام الباب الأمامي ليترجل منها رجل نحيل أصلع يرتدي بذلة بنية اللون. وما استرعى انتباه بيرك هو أن كل الزائرين من الرجال الأنيقين وليس من الإناث وأن امرأة واحدة لم تأت إلى المكان وكان معظم الرجال يحملون حقائب أوراق.
تملك الفضول بيرك رغم أنه ليس من النوع المتطفل. انتهى عند الساعة الرابعة من تشذيب الشجرة فنزل منها وأمسك صندوق العدة غاضبا من نفسه لهذا القلق الذي ينتابه بسبب ما يجري في المنزل. كان يود أن يعرف ما تقدم عليه هاتان المرأتان. لقد أوضحت الآنسة الباردة أنها لا تريده أن يصدر ضجة في المنزل. ولكن الحنفية التي تسرب الماء في المطبخ لا يتطلب إصلاحها سوى جلدة مطاطية وذلك لا يسبب أي ضجة، وبالتالي يمكنه إصلاحها من دون أن يزعج أحدا.
استدار حول المنزل وصعد الدرجات الخشبية الثماني بأقل ضجة ممكنة ثم انسل إلى الداخل من الباب الخلفي الذي يؤدي إلى مطبخ قديم الطراز كان هذا المكان هو المفضل لديه في المنزل الكبير، حيث أنه أكثر حميمية من الغرف الأمامية وكان يعجبه الأثاث الجلدي والديكور الهندي الذي يطبعه. وعلى الرغم من أنه يستمتع بالبقاء في الكوخ في زياراته المنفردة،الا انه يذكره بوالده الذي مات وحيدا بعد ان قامت والدته بهجره بعد أن عشقت مديرها في العمل وتركت والده وحيدا يعاني مرارة الخيانة والهجر ... فترك تركيا حزينا لاسيما بسبب شتم والده له (جده) وشتم زوجته الخائنة الايطالية التي تركته من أجل رجل اخر فلم يحتمل قسوة عباراته الجارحة في كل الاوقات فهاجر طالبا المأوى من ابنه الوحيد بيرك الذي يعيش في بريطانيا...
استدار بهدوء حول المائدة الرخامية المرقطة باللونين الأخضر والذهبي، التي تفصل المطبخ عن الغرفة لتي تتم فيها المقابلات، ووضع صندوق العدة على الطاولة، فصدر صوت قوي عن احتكاك الحديد بالرخام أتت على إثره تلك السيدة ذات الوجه الضحوك. وعندما رأته تحولت تعابير القلق على وجهها إلى ابتسامة عريضة وهمست قائلة"ظننت أنك لص"
ألقى عليها نظرة مشككة، وسألها:"وماذا كنت لتفعلي لو أني لص فعلا؟"
ـ كنت لأبرحك ضربا أيها الوسيم
قالت ذلك وهي تدخل المطبخ وتستند إلى الطاولة بالقرب من الباب..
ـ كنت حارسة أمن ولو أردت ذلك، لأوقعتك أرضا تماما حيث تقف
ـ وهل هذا نوع من الغزل غير الإعتيادي؟
ضحكت ورفعت له يدها اليسرى لتريه محبس الزواج:"لا ولكن... خطرت لي الفكرة"
وفجأة سمعا صوت الآنسة عروسه تنده من غرفة الجلوس ."لارا؟ لقد رحل المرشح الأخير"
ـ إذا، اسمك لارا؟
سأل بيرك ذلك بصوت خافت بما يكفي لئلا يسمعه من هو خارج المطبخ
-لارا اجل
ثم توجهت نحوه ومدت يدها وهي تتابع:" وتقول ايجة إنك تدعى بيرك لا أحد، تشرفت بلقائك لا أحد
أمسك يدها مصافحا ودنا منها وهو يهمس:"أظن أن من الأفضل ألا تذكري أنني هنا...
غمزت بشكل تآمري:"فهمت. لكن ايجة ستقطع رقبتي لو عرفت. ثم إنني أريد فعلا لهذا الهراء أن ينتهي. في الليلتين الماضيتين، كدت أجن"
قرع جرس الباب:"لارا ماذا تفعلين في الداخل؟ أرجوك افتحي الباب"
بدت التكشيرة على وجه المساعدة
ـ الواجب يناديني
وأسرعت نحو الباب:"أنا قادمة"
........................................
عاد بيرك إلى عمله وأمضى ربع الساعة التالية وهو يصلح الحنفية بهدوء وكان انتباهه مركزا على المقابلة الجارية في غرفة الجلوس أكثر منه على عمل التصليح الذي يقوم به. لم يستطع سماع الحديث بأكمله ولكن ما سمعه كان صعب التصديق. بدا له أن الآنسة يلديز تجري المقابلات بحثا عن زوج. انتهى بيرك من عمله وبسط راحتيه على الرخام البارد وهو يهز رأسه خائب الأمل. لم يكن أي شيء يفاجئه ولكن ما سمعه أدهشه فكان من الصعب عليه أن يكبح انزعاجه. لم بحق الله، تلجأ هذه المرأة إلى مخطط سخيف عقيم كهذا؟.
ـ حسنا... شكرا على وقتك، سيد لا أحد!!
ماذا تظن نفسها فاعلة!!
ألقى بيرك نظرة من فوق كتفه. يبدو أن الآنسة ذات الشفتين المثيرتين أصبحت قريبة منه
أجاب الرجل ضاحكا:"كان ذلك...مثيرا للاهتمام. إلى اللقاء آنسة يلديز وحظا سعيدا"
ـ شكرا على مجيئك
سمع بيرك صوت الباب ينغلق ثم ساد الصمت.
ـ متى يحين الموعد التالي، لارا؟
ـ ليس قبل خمس عشرة أو عشرين دقيقة اتصل ليبلغنا أنه سيتأخر قليلا
ـ الحمد لله أحتاج لقليل من الراحة وإلى كوب من..
وإذ دخلت المطبخ ورأته، ماتت الكلمات على شفتيها وانشلت فيها كل حركة وتغيرت تعابير وجهها:"أنت !"
استدار ليواجهها تماما واستند إلى الطاولة، شابكا ذراعيه على صدره العاري. كانت ترتدي قميصا أزرق طويل الكمين، محتشما للغاية وتنوره رمادية تصل إلى ركبتيها ولا تظهر شيئا من شكل جسمها. أما شعرها فكان مسرحا إلى الخلف تماما مثلما رآه يوم السبت، مجردا من كل جاذبية. ومع ذلك، لم تستطع تلك الطريقة التي اتبعتها في لباسها وتسريح شعرها أن تخفي جاذبيتها إذ كان من الصعب إخفاء تينك العينين الخضراوين والشفتين الممتلئتين وذلك القوام الجميل مهما حاولت جاهدة، وراح يتساءل عما يدفعها للقيام بذلك !!!
كان الصمت مشبعا بالتوتر. لم يكن بيرك معتادا على أن تحدق إليه امرأة. لكنه تجاهل الوخزة التي تملكته ونظر إليها من دون أن يبتسم"مرحبا"
بدا وكأن تحيته الباردة أيقظتها من الشلل الذي أصبها، فقالت له بلهجة حادة:أنت، لا يفترض بك أن تكون هنا
أمر آخر لم يكن معتادا عليه هو أن يقول له أحدهم إنه لا يفترض به أن يكون في مكان ما. ازداد انزعاجه أضعافا، لكنه لم يظهر على وجهه
ـ لم أصدر أي ضجة
أجابته لاهثة " هذا... هذا ليس مقصدي. المسألة هي أنه لا يفترض بك أن تدخل المنزل خلال المقابلات! لقد أمرتك بألا تفعل ذلك"!
حدق إليها لحظات وكانت خلال هذا الصمت تلهث غضبة لتأخره عن الانحناء أمامها والاعتذار. إذ كان هذا ما تريده، فعليها اذا أن تنتظر طويلا
بيرك ـ أنا لا أتلقى الأوامر
قال ذلك واستدار حول الطاولة ليأخذ صندوق العدة ويخرج من الباب الخلفي. وبينما كانت يده على مقبض الباب، استدار ونظر إليها مستفسرا:"لم بحق الله تبحثين عن زوج بهذه الطريقة؟"
فتحت فمها مشدوهة لفظاظته وقالت له بصوت بالكاد يشبه صوتها:"اخرج من هنا"
بيرك؛ هل استطيع أن اعرف السبب !
ايجة: ليس من شأنك اطلاقا !!
بيرك: أم أنك حامل !
كان الاثنان يتحدثان اللغة الانجليزية فقط..
ايجة؛ كيف تجرؤ؟ بالتأكيد لست حامل ..
أجابها مكشرا : إذا السبب!!
ردت ايجة له النظرة ذاتها: وهل أنت أبي! أو أمي! لا ! إذا اخرج من هنا ولا تدخل فيما يخصك اتزوج بالطريقة التي أريدها لا أسمح لأحد أن يتدخل كيف سأتزوج ومن سأتزوج ولماذا لا أنت ولا عجوز حقير اخر ... والآن هل ستخرج ام استدعي لارا
قهقه بيرك بقوة مما جعلها تشعر بالغيظ من وسامته ..
قال : فهمت الان سبب احتشامك بهذا اللباس ! حسنا يجب أن تتزوجي بسرعة لن ترتدي هذا إطلاقًا ... سيكون لباسك أكثر اغراء لتجدي عريس سريع ...
ايجة : صدقني جاري العزيز لا شأن لك بما ارتديه او لا ارتديه..
بيرك : هل أنت بريطانية !
ايجة : لا أنا تركية الأصل لكن لا أفهم سبب سؤالك هل ستحضر البوليس وتتهمني بتهديد مواطن بريطاني!
بيرك : أنا لست بريطاني الاصل يا انسه على أي حال أنا ذاهب !!
استوقفته ايجة عندما سألت: ماذا أنت إذا!
تركها وتوجه نحو الباب قبل أن يخرج قال دون أن يلتفت أنا تركي الجنسية أيضا ،خرج وقام بإغلاق الباب ....
...................................

شعرت ايجة بأنها مصدومة وبعد مرور حوالي ثلاثة أيام على حبس نفسها داخل ذلك المنزل، أحست بحاجة تدفعها للخروج والتنفيس عن كبتها. حتى لو كان ذلك يعني أن تلتقي ذاك العامل الوقح. لم عليها أن تختبئ؟ هي المستأجرة الشرعية لهذا المكان ومن حقها أن تستمتع بالشاطئ. وبعد هذا اليوم الرهيب الذي شهدته، يحتمل جدا أن تصاب بالجنون لو بقيت في المنزل تحدق إلى الجدران.
هيا عادة متفائلة وواثقة من نفسها ولكن تفاؤلها وثقتها بنفسها خضعا اليوم لامتحان أليم
وثبت عن الكنبة حيث أجرت العديد من المقابلات العقيمة وقالت:'"أنا ذاهبة لأتمشى لارا
كانت مساعدتها جالسة على كرسي عند زاوية الأريكة، فنظرت إليها وأغلقت دفتر ملاحظاتها
ـ حان الوقت لتخرجي وتستمتعي قليلا بالطقس الجميل
ثم وقفت وتابعت قائلة:" سأصعد لأتصل بداني وأرى كيف تسير أموره وأمور الأولاد وكيف يتعاملون مع زيارة أهله. أنا فعلا متشوقة لكي أعرف
ـ حسنا..
تمتمت ايجة بذلك مشغولة الفكر بمقابلات اليوم التافهة كانت قد خرجت من غرفة الجلوس وأصبحت في المطبخ تقريبا عندما نادتها لارا
ـ هل أطلب العشاء من الخارج؟
كشرت ايجة إذ لم تكن ترغب كثيرا في تناول الطعام، لكنها قالت:"طبعا"
ـ بعد ساعة.. الآن؟
ـ نعم
ألقت نظرة على ساعة يدها، فوجدتها الخمسة والنصف، ورأت أن لديها متسعا من الوقت لتروح عن نفسها
خرجت من الباب الخلفي ووقفت لحظة على الشرفة المكسوة بالخشب.
صوت الريح الذي ينفخ في الأعشاب البحرية خلف السياج المطل حديثا وتمايل الأمواج بددا توترها نسبيا. إنها فعلا معجزة أن يكون للحظة واحدة من سحر الطبيعة هذه كل هذا التأثير.
تنشقت ملء رئتيها وأحست بأنه كان عليها القيام بهذه النزهة منذ أيام. كانت بحاجة إلى ذلك، إلى الشمس والأمواج لتهدئ القلق الذي استحوذ عليها
نزلت الدرجات المؤدية إلى الحديقة، مركزة نظرتها على الشاطئ. مشت بخطوات واسعة حتى السياج الحديدي وفتحت البوابة ثم اتجهت نحو الشاطئ الرملي. كان كل شيء هادئا، مريحا لدرجة أنها شعرت بضغط ذلك اليوم تتبدد وتتبخر كالسحر
حاولت بعض الأفكار المقلقة أن تراودها: لماذا هي في هذا المنزل؟ وماذا سيحصل في الأسبوعيين التاليين؟...لكنها جاهدت لئلا تدع غضبها وإحساسها بالظلم يطفوان فقد أمضت مؤخرا الكثير من الوقت وهي في هذه الحالة..
لماذا عليها أن تقوم بهذه الخدعة؟ لماذا تقحم رأسها بالمصائب ؟ لما عليه الانتقام من جدها ! هيا تنتقم من نفسها ليس منه !!حسنا لتترك هذه المؤامرة اللعينة وتعود الى العاصمة لندن حيث مقر عملها هناك ..
حسنا ايجة اهدأي وفكري الاحتمالين ماذا إن لم تستجيبي لندائته وكأنك لا تعرفينه !! ماذا سيحصل! سيتبرأ منك ثم سيقطع عنك المعونة وعن والدتك أيضا صحيح انها تزوجت ولكنه لايزال يعطيها بسخاء هيا وزوجها الحقير ذاك ..
لم تحبه ايجة يوما بسبب تلك النظرات التي كان يرمقها بها ولم تكن تريد أن تخبر والدتها وتدخل في جدال عقيم سينتهي بنتيجة معروفة مسبقا لذلك فضلت الصمت والرحيل لتبدأ حياتها وحدها مستقله صحيح أنها كانت تحتاج لمعونة جدها في تدليلها هنا وشراء تلك الشقة السكنية الفاخرة لذلك ستضع ان كل هذا سيذهب ادراج الرياح تعرف أنها امرأة عاملة تكسب بجهدها ولكنها تعلم أنها تحت حمايته جدها في النهاية وإذا لم تذهب ملبية نداءه الان سينهي علاقته بها وبوالدتها أيضا فهو لم يكن مضطر أن يرعى زوجة ابنه الميت وزوجها أيضا !! عرفت الان انه كان يخطط من البداية أن يعيدها لتركيا حيث ارض اجداده ستعيش هناك تحكم على نفسها بالاعدام البطئ من زواجها برجل غبي قد يكون بدين واصلع وابيض اللون بني الشعر ... تلك الفكرة جعلتها تغضب كثيرا
أما الاحتمال الاخر ستتزوجين رجلا على ذوقك ... وتقدميه لجدك على انه حب حياتك الوحيد والفريد سيبقى في قصره يمثل دور العاشق البار وينتهي الأمر بعد شهر أو شهرين بطبيعة الحال ذلك الرجل لن يقبل لحفيده الفريد أن يتزوج من امرأة قد كانت متزوجة ولم تعد عذراء وستضع جدها تحت الأمر الواقع انها لن تسمح لأحد التحكم بها وستكون سيدة نفسها .


مطت ايجه ذراعيها ثم أخفضتهما وهي تستنشق الهواء بملء رئتيها. ثم رفعتهما مجددا وأخذت نفسا عميقا تستعيد به ثقتها بنفسها. وراحت تحدث نفسها:"لا تقلقي، ايجة! غدا سيكون أفضل. لن يكونوا جميعهم غير ملائمين.وماذا في الأمر لو نظر ليك بعضهم وكأنك مجنونة؟"
ربما كان عليها أن تذكر كلمة "زواج" في الإعلان الذي وضعته في الصحيفة حيث أن أقرب ما يشير إلى الزواج كان مجرد تلميحات مثل:"رجل أعمال ناجح يبحث عن تحديات جديدة" بالإضافة إلى شروط أخرى قد توحي بأي وظيفة، مثل"مهارات في التواصل مع الناس" و "الإخلاص شرط إضافي"
ماذا كانت تنتظر؟ أن يدخل الرجل المناسب فجأة ويلقي عليها نظرة ليركع بعد ذلك عند قدميها ويتوسّلها أن تتزوجه؟
لم تقدر حتى أن تضع إعلاناً شخصياً حيث بدا لها ذلك فظيعاً بالنسبة إلى ما تنوي القيام به. ونظراً لتربيتها المتحفّظة، بدت لها فكرة نشر اعلان بحث عن زوج سيجعل هذا المكان النائي ممتلأ بالرجال ... من كل الاشكال وماذا ان وصل الأمر لجدها ! لالا لن تخاطر بهذا !!!
أخفضت ذراعيها على جنبيها، منكمشة. فمقابلات اليوم كانت محبطة جداً. شعرت بالبلل، فخفضت ناظريها لتجد أن ماء البحر تسلّل إلى حذائها، تراجعت إلى الوراء لكن الأوان كان قد فات. خلعت أحد خفيها ثم الآخر وأفرغتهما من الماء وقالت:"هذا ما كان ينقصني"
ـ ماذا تتوقعين غير ذلك وقد جئت إلى هنا بهذا الحذاء؟
أتى هذا الصوت من خلفها، فأجفلت ايجة لقرب هذا الصوت ألذكوري ورغبت لو يختفي
ـ لِم لا تخلعين جاربيك، آنسة يلديز؟ فأجمل ما في رمل البحر هو أنه ينسل بين الأصابع
حاولت أن تُخفي انزعاجها، فلم تُجب أو تستدر نحوه إنما تابعت تفرغ الماء من حذائها.
ـ تفضلي!
ولمس ذراعها مسترعياً ا انتباهها لم تشأ الاعتراف بذلك لكنه كان يصعّب الأمر عليها بدا وكأنها لا تستطيع منع نفسها، فنظرت باتجاهه. وإذا بها تتفاجأ برؤيته يمسك كوبا من الشاي المثلج حدقت إلى الكوب ثم حولت نظراتها إلى وجهه:"ما هذا؟"
التوت شفتاه وكأنه وجد سؤالها سخيفا"احزري"
واجهته، حاملة حذاءً في كل يد:"كيف أمسكه؟"
وحدّقت إلى يديها المحمّلتين. ومن دون أن يتلفظ بكلمة، أخذ منها الفردة الأولى ثم الثانية ورماهما من فوق كتفه. شهقت ايجة عندما رأت حذائها يحلّق فوق السياج الحديدي ويغط في حديقة المنزل.
ـ والآن، بإمكانك أن تمسكيه!
حدّقت إليه غير مصدّقة:"لقد رميت حذائي!"
كانت ضحكته عميقة وفيها شيء من السخرية، فشعرت بوخزه خفيفة في ظهرها.
ـ خذي الشاي، آنسة يلديز لا بدّ أنك تختنقين حرّا في هذه الثياب.
لم تكد تصدّق جرأته:"لا أريد الشاي، كما أنّني لا أشعر بالحر مطلقاً"
التوت شفتاه مجدداً كما لو أنه يسخر منها"لن أناقش ذلك"
نظرت إليه بعينين متشككتين هل أذعن لكلامها أم أنه أهانها؟
رفع الكوب وكأنه يشرب نخبها وأخذ منه رشفة
ـ أنت تسخرين لكني أعدّ شايا لذيذا جداً
اضاف بيرك : ـ ماذا تفعلين؟.
ايجة :ـ اذهب من هنا
بيرك :ـ آه تخلعين جاربيك
رمقته بنظرة متجهمة:"آمل أنك تستمتع بالعرض"
مال برأسه ليراقبها بشكل أفضل وهي تخلع جاربيها بطريقة مثيرة. وعندما تلاقت نظراتهما. رفع كوبه ناحيتها فاشتعلت النار في خدّيها و أخفضت تنورتها بسرعة
أشر إليها بكوبه "أدين لك برشفة الآن
ـ أنا لا أخلع جاربي لإرضائك، سيد لا أحد!.
قالت هذا قبل أن تستدير مجدداً لتكمل خلع جرابيها
لم يكن توازنها جيداً على الرمل، لكنها تدبرت أمرها بشكل حسن
ـ ينقص العرض بعض الموسيقى
تجاهلت ايجة كلامه لكن وجهها اشتعل ناراً حارقة. استقامت في وقفتها بعد أن خلعت جاربيها، وفكّت زر كمّها ورفعته حتى مرفقها وفعلت الأمر عينه بكمّها الآخر
واجهته متضايقة لكنها قررت ألاّ تدع ذاك الرجل يربكها، فتحكمت بصوتها "لقد انتهى العرض"
ـ ياللأسف!
قال ذلك بسخرية واضحة، ثم رفع كوبه مجدداً وسألها: " هل تشعرين بالعطش؟"
هزت رأسها نفيا، رافضة الإقرار بأنها تشعر فعلا بالظمأ:"أنا ذاهبة لأتمشى"
أومأ لها قائلاً:"إنها فكرة جيدة"
لحق بها فستدارت اليه وقالت
-سيد لا أحد شكرا لك لا تخف لن أغرق فأنا أعيش على الشاطئ واعرف كل شئ ..
ألقى نظرة ثاقبة إلى الجاربين اللذين وضعتهما على كتفها وتابع قائلاً: "تعرفين كل شيء عدا أن الناس يخلعون جواربهم قبل التمشي على الرمل؟
ايجة : ـ نحن في بلد حرّ ومن حق المرء أن يغض الطرف عن نصيحة لم تعجبه
قالت هذا ثم استدارت مبتعدة عنه، ومتجهة نحو المياه كان محقاً بالطبع، فالمياه التي تداعب كاحليها أشعرتها بالبرودة..
بيرك : ـ لم تقولي لي لما تجرين المقابلات بحثا عن زوج؟.
ايجة : هذا ليس من شأنك !
بيرك: حقا؟ سأسالك مجددا هل أنتي حامل!
انزعجت ايجة لقربه منها وللمواضيع التي يختارها للتحدث، فرمقته بنظرة حادة كطعنة الخنجر:"لا تتبعني! ولا قلت لك طبعا لست حاملاً"
بقي يزعجها بأسئلته فقال:"أقرّ بأنك لست أكثر النساء جاذبية ولكنك لست بشعة جداً. فلم الإعلان؟"
توقفت وحدّقت إليه" هل أنت عديم الإحساس أو أنك غبي؟"
توقف بجانبها وأخذ رشفة أخرى من الشاي، وهو ينظر إليها من فوق حافة الكوب. تشابكت نظراتهما لوقت بدا وكأنه لن ينتهي وبدأت ايجة تشعر بطنين غريب في رأسهاكان لعينيه تأثير قويي عليها لكنها جاهدت لتتحمل هذه النظرات. فإن كان يظن أنها ستبرر تصرفها، فهو مخطئ تماما
أخفض كوب الشاي وقال ببرودة:" أنا فضولي ليس إلاّ"
فانفجرت غاضبة:"اسمع...لديك عمل تقوم به، لذا قم بما عليك فعله وابق بعيداً عن حياتي الخاصة"
تراقصت خصلات شعره الداكن عندما تلاعب بها نسيم البحر العليل حدّق إليها بيرك عدة ثوانٍ وقال بملامح قاسية:"لو كنت مدير فعلا وأقدمت إحدى الموظفات عندي على أمر غبي مثل وضع إعلان للزواج، لطردتها في الحال"
ايجة : ولكني لست موظفة عندك أيها الا أحد !ثم من أين لك أن تكون مديرا ؟؟
كانت نظراته ثاقبة مباشرة لدرجة أنها شعرت بالانزعاج واضطرت للإشحة بنظرها عنه. كيف يجرؤ على التكلم معها بهذه الطريقة؟ ثم حدّقت إليه غضبة لدرجة أنها بالكاد استطاعت أن تتنفس ثم أضافت :" الطريقة التي أختار بها عريسي ليست من شأن رب عملي. لذا نظرا للدعوى التي سأرفعها ضدّه، اعتبر نفسك محظوظا لأنني لا أعمل لحسابك"
كان الفضول يقوده نحو الجنون. عليه أن يعرف لما عليها اللجوء إلى مخطط غريب للحصول على زوج بالطريقة التي يتبعها معظم الناس لشراء تلفزيون مستعمل.
كان متحمسا لمعرفة نتائج هذا المشروع، ناهيك عن أسبابه، إلاّ أنّ مجرد التفكير بما هي مقدمة عليه، يغيظه أشدّ غيظ.
ازداد غضبه حدّة، فتمتم قائلا:"يا لها من غبية عنيدة".
ثم هزّ رأسه وحدّق إليها:حسنا لأعرف ماتخططين له ...
يعتقد بيرك أن النساء هن الأكثر خبثا وأنانية .. فقد كان ضحية لهذه الأنانية من والدته عندما تركته في عمر صغير مع والده وذهبت باحثة عن عشقها ...
لكن تفاني أبيه وتضحيته عوّضا له حنان الأم. لقد علّمه والده كل شيء عن عالم الأعمال بالإضافة إلى أمر آخر حزين قرأه بيرك دائما في عيني والده وهو أن الحب يمكن أن يكون مأساوياً احيانا..ترك بيرك تركيا عندما كان في سن ال18 وترك خلفه والده الذي لحق به بعد سنة واحدة فقط حتى توفي قبل عام .... ترك تجربة سيئة لبيرك عن الحب والنساء .... قرر أن يلتفت اليهم سوا للتسلية فقط ...
ومنذ زمن بعيد، قرر بيرك ألاّ يخسر قلبه، وإذا تزوج في يوم من الايام من جهته المرأة المميزة التي يختارها، لن ينتهي به الأمر مثل والده الذي لم يتبق له سوى ذكريات الحب البعيد الأليمة والكلام السئ والنميمة لاسيما من جيرانه ومن والده أيضا الذي لم يوافق يوما على زواج ابنه من فتاة ايطالية وعندما هربت مع عشيقها أثبتت أن كلام جده كان صحيحا للغاية ....
نظر إلى المرأة الواقفة عند الشاطئ وقد انحنت لتلتقط صدفة، ثم استقامت لتنفض الرمال عنها
تمتم قائلا:" الحب خطير لا يمكن العبث به، آنسة يلديز . فماذا تخططين بحق الله؟"


الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 03:01 PM   #5

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

مبارك الرواية جميله جدا وبداية مميزة واسلوب سلس اتمنى لك التوفيق والنجاح متابع معك دمتي بخير وود🌸🌸🌸

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 07:35 PM   #6

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي

ا
لفصل الثالث /(العروس المتمردة )

الفضولي

دلكت ايجة صدغيها وكأنها تحاول التخفيف من صداعها
ـ أنت لا تعرفني ولا يحقّ لك أن تفترض أي شيء عني
ـ أعرف كثيرات أمثالك
شدّت على شفتيها وأصدرت صوتا
خافتا أشبه بالشتيمة، فتحضر بيرك للهجوم الذي كان يعرف أنها ستشنّه عليه
رفعت يدها لتصفعه ولكنه أمسك بها قبل أن تتمكن من ملامسة وجهه
قالت من بين أسنانها ويدها مسمرة في قبضته
ايجة :-لا أعلم أي نوع من النساء تعرف وأؤكد لك أنني لا أود أن أعرف مطلقا
ثم حاولت إفلات يدها من قبضته
"دعني"
بيرك : ـ لكي تحاولي صفعي مرة أخرى؟ أتضنينني غبياً؟
حدّقت إليه من دون أن تنطق بكلمة لم تكن مضطرة لذلك فعيناها كانتا تقولان:
طبعا، أظنك غبياً.
أفلتها وهو يطلق شتيمة خافتة،
وإذ لم تكن تتوقع ذلك، كادت تتعثر وتسقط أرضا.
ـ ربما لا يجدر بك أن تتفوهي بالحماقات، عزيزتي وحده رجل عديم الفكر يوافق على زواج كهذا
ـ أنت إذا ممتاز لهذا العمل
قالت هذا وهي على شفير البكاء
ـ أين أقف في الصف؟
هذا السؤال الجنوني سبب لها صدمة بدت جلية على وجهها ولكنها لم تكن أقوى من الصدمة التي أصابته هو عند سماع هذا السؤال يصدر عنه.
أغلقت فمها وابتلعت ريقها ثم همست بصوت أبح :"ماذا؟"
مرر يده في شعره وحاول أن يستعيد رباطة جأشه. سخريته هزّتها وقد نجح في ذلك قال بضحكة ملتوية:"أنا
بنظرك غبي بما يكفي لذا أين تريدينني أن أصطف؟"
تحولت تعابيرها الذاهلة إلى نظرات قاتلة :"لا تكن سخيفا! على زوجي أن يكون حائزا أقلّه على إجازة جامعية، ومن الأفضل أن يكون حائزاً على دراسات عليا"
ويجب أن يكون ثريا ايضا !!!
ابتسم بيرك وشبك ذراعيه فوق
صدره ونظر اليها بتسلية !


وقال: هل يوجد آله اوتوماتيكية لصنع الرجال ياترى؟
ههههه هذه المواصفات توجد في فتى أحلامك وليس لزوج يتم شراءه بمالك؟
اي رجلا ثريا سيقبل بزواج كهذا !! يبدو أن غبي اخر يوجد هنا عزيزتي ... لماذا سيضطر رجل حاصل على دراسات عليا أن ييبع نفسه لك!
ايجة : قلت لك سيأخذ مقابل كل
ليلة على اي حال ليس كل الرجال يفكرون بطريقتك أيها البربري كما ان الامر لن يطول !
بيرك : لقد قلتي انك ستتزوجينه
للأبد ماذا تغير ! الا يوجد لديك المال الكافي لتدفعي له طوال عمرك!
ايجة : أنا أعرف ما تحاول الوصول اليه تريد أن تعرف سبب ما افعله لكن اطمئن لن
اخبرك شيئا واذهب انت واعتقادك للجحيم ..
امسك بيرك ذراعها قبل أن تذهب
قال : حسنا ماذا ستفعلين بعد الزواج؟ ها !
ايجة : مايفعله المتزوجون سيد لا أحد ..
بيرك : اسمي بيرك ..
ايجة : هااااا حسنا سيد بيرك لا أحد ، اتساءل عن سبب فضولك هذا !!
مررت لسانها على شفتيها الجافتين وقد بدا أنها تتعلق بأي شيء يقنع هذا العامل الوضيع بأن فرصه معدومة
معها، مهما بلغ بها اليأس.. لن تقبل به عريس لها ..
ـثم عليه أن يعرف كيف يتحدث إلى
رجل أعمال ذكي ومثقف يملك المال والسلطة..كجدها ماذا ستقول له ! سيقوم بسلخها اذا ما احضرت عامل صيانة كزوج لها ...
أما بيرك فنظر إلى السماء بشكل مسرحي وقد وجد أن الكلام لن يجدي للتعبير عن احتقاره وازدرائه...
نظرت ايجة الى عينه
قالت : ـ لا يهمني ما تفكر فيه
ثمة رجال منطقيون يتمتعون بمستوى معين، يفهمون أن بإمكان شخصين منسجمين لديهما أهداف متشابهة، أن يتوصلا إلى زواج جيد
بيرك : ـ هراء !
بدا العداء في عينيها قبل أن تجيب:"لم أتوقع منك أساسا أن تفهم أتخيل أنه يصعب عليك أن تفهم شيئا أكثر تعقيدا من تقشير الموز بقدميك أو القفز من شجرة إلى أخرى!"
ـ هل تقولين إنّني قرد؟
أشاحت بنظرها عنه وراحت تحدق إلى البحر "أريد أن أبقى بمفردي حتى قرد غبي يمكنه أن يلحظ ذلك"
بيرك : بالمناسبة، كم رجلاً منطقياً مثقّفاً أُعجب حتى الآن بعرضك؟
سألها هذا فعضت على شفتيها وكانت هذه ردّة فعلها الوحيدة
ـ أبهذا القدر؟
ألقت عليه نظرة سريعة متهرّبة
:"لدي معايير عالية وأنا متطلبة بعض الشيء"
وعندما انتهى من مراقبتها،
حدّقت إليه مستفهمة: "ماذا يُفترض بهذا أن يعني؟"
ـ هذا يعني أن الرجال أيضاً لديهم معايير، آنسة يلديز
ومضة انزعاج في عينيها قالت له إنه ضرب وتراً حساساً
ـ ماذا.. ماذا تقول؟
أشار بيديه إليها :"قد لا أكون أكثر الرجال أهلاً للزواج، ولكنني أعرف تماماً ما يريده الرجال"
ترك بيرك الصمت يطول بينهما قبل أن يقول لها مباشرة ومن دون أي مراوغة" الرجال حتماً لا يريدون فتاة
باردة"
ايجة : ـ متزمتة؟ باردة؟ كيف تجرأ؟ أنت لا تعرف عما تتكلم..
قالت ذلك بنبرة بدت الصدمة فيها، ثم استدارت على عاقبيها وهمّت بالرحيل، لكنه لحق بها وأمسكها من ذراعها
ـ لا، لا أعرف! ولكن إذا احتجت إلى نصيحة، آنسة يلديز ، فعليك أن تسمعيها من خبير.
واجهته مضطربة :"وهل أنت خبير في النساء؟"
ابتسامته كانت أشبه بإجابة،
فحاولت الإفلات من قبضته وهي تقول" حسناً، أنا لا أحول اجتذاب الرجال من نوعك"
بيرك :ـ عزيزتي، عندما يتعلق الأمر بما يريده الرجال من النساء، فأنا هو النوع الوحيد..
ايجة : هل تعرف شيئا سيد بيرك لم أرى رجلا وضيع مغرور مثلك في حياتي ... أما ما تريده فسأقول لك أن هذا زواج مصلحة ورقي باتفاق مسبق ... بدون اي توابع او مطالبات بحقوق فقط سيقوم بتمثيل دور العاشق الفريد أمام أحدهم.
بيرك: هل حبيبك!
ايجة: لا إنه جدي !!
بيرك: ها ولماذا تفعلين شيئا كهذا في جدك؟
ايجة : الى هنا وكفى سيد لا أحد لقد قلت لك أكثر مما ينبغي أن تعرفه فقط من أجل أن تتركني وشأني ... لا أجوبة بعد اليوم هل فهمت؟
قال لها بيرك وكأنه لم يسمع جملتها الاخيره: أم أنه يريد أن يزوجك أحدهم!!
نفثت ايجة غضبها واردفت: اجل يريد تزويجي لحفيد صديقه الغبي .. والاكثر اهمية هو لماذا سيرضى بالزواج من امرأة لم يرها في حياتة مطلقآ؟ لابد أن السبب الوحيد المنطقي في ما يحصل هو ان العريس هو
رجل تافة لا بد انة قصير القامة سمين و يسيل لعابة بشكل دائم من شفتية الكبيرتين.
بيرك: ههههههههه ! كل هذا ! هل رأيتيه
ايجة: من المؤكد انة بشع بما فية الكفاية و ربما الى درجة تخيف الاطفال او انة طويل نحيف كالقصبة و لدية اذنان طويلتان بعيدتان عن راسة. ومن المحتمل ان يكون لدية نتوء ايضآ.
غضب بيرك من وصفها : حسنا !! هل رأيته لتقولي هذا!
ايجة: لن أقبل أن أراه الا ويدي بيد زوجي وسأضع الجميع أمام الواقع المرير أن لا أحد يستطيع ان يرغمني على فعل مالا أريده .. ذلك الرجل القذر هو وهو وحفيده وجدي أيضا سألقنهم درسا لن ينسوه.
بيرك : حسنا هل تعرفين اسمه إذا!
ايجة: لا يهمني اسمه بالتأكيد سيكون عمر أو احمد ماذا سيحضر جدي !! هل ارتحت الان ! سيد سيد ايا كان لقد مللت منك ومن حديثك أيضا واستجوابك الان دعني وشأني ولا تدخل في شؤوني هل فهمت..
بيرك : فهمت كثيرا انسة ايجة فاروق يلديز..
وهذه المرة الاولى التي ينطق بها اسمها .. لم تعرف لماذا شعرت بالقشعريرة عندما نطق اسمها بتلك الطريقة الغامضة....
راقبها بيرك تبتعد، وهو يفكر على مضض بنفسيتها. فهو لم يجد الآنسة يلديز مفعمة بالحيوية وحسب، وإنما مثيرة وبشكل كبير، رغم مخططاتها ومكائدها
الأنانية
استدار بدوره واتجه إلى كوخه،
ناشدا السلام والهدوء والانفراد..
لم تستطع ايجة أن تحتمل وجود ذاك العامل المزعج في الخارج يشوي اللحم على الفحم خلف كوخه لم تستطع أن تتحمل أيّاً من هذا. كانت بحاجة إلى الخروج ممّا بدأت تسمّيه"منزل الرفض".
ولكي تستعيد تفاؤلها ونظرتها الإيجابية إلى الأمور، كان لا بد لها أن تخرج إلى حيث المياه المهدّئة والنسيم
المشبّع بمياه البحر المالحة وأن تتأمل مغيب الشمس البرتقالية.
أخذت نفساً عميقاً وخرجت من الباب الخلفي، مصممة على ألاّ تعير أي انتباه لهذا الرجل وأن تبلغ الشاطئ بأسرع ما يمكن..
اتجهت بسرعة نحو الدرجات ونزلتها مهرولة ثم اجتازت السياج. وما أن أصبحت في الجهة الأخرى حتى رمت نفسها على الرمال ولم تلتقط أنفاسها إلاّ عندما داست قدماها الحافيتان الرمل الدافئ.
فكّرت بصوت عال: "كان ذلك أسهل مما ظننت "
وقبل أن تدرك ما تفعله، استدارت لتنظر إلى بيرك. فأجفلت لرؤيته يقلب عن الطعام الذي يعده،بمهارة
تمنت لو أن تدعوا نفسها لتلك الوجبة الشهية التي جعلتها تتذكر كم هيا جائعة ... اعادت نظرها إلى المياه لم يعيرها ذلك الرجل أي انتباه ..
ما ان استدارت حتى نظر اليها بيرك يفكر بتلك الغريبة.. لم يستطيع ان يفهم طريقة تفكيرها وأنانيتها...
ولكن ما لم يستطيع فهمه هو كرهه لها واحتقاره لتفكيرها..
فهيا لم تفعل شيئا سوا الرفض والتمرد .. على حياة ترفضها .. فاستخدمت الطريقة المعروفة في رفض أي مشروع زواج وهو شراء زوج مؤقت بطريقتها هيا وعلى ذوقها ... شعر بالشفقة على الرجل الذي ستختاره تلك الفتاة ... كيف سيستطيع الزواج منها زواج على ورق !!
فكر انه إذا كان مكان الرجل الذي ستختاره لن يقبل بهكذا زواج ولن يسمح لمرأة ان تملي عليه تصرفاته ...
وأول شئ سيقوم به هو مطالبته بحقوقه كاملة ....
فكرت ايجة من المؤسف أن لارا ليست أفضل منها في الطهي فكانتا تطلبان العشاء كل مساء وقد أصبح الأمر مملاً، لذا شعرت بأنها قد تعطي أي شيء مقابل وجبة منزلية.
حاولت وهي تتمشى أن تنسى كم كان نهارها سيئاً وبدأت تخشى ألا يكون هناك أي رجال منطقيين، كما افترضت. لو كانت في تركيا لحصلت على
ماتريده ... لكنها عادت لتفكر لو أرادت أن تحصل على زوج غبي ... ستحصل بأسرع وقت لكنها ليست غبية لتقع بهذا فجدها يعرف تمام المعرفة طريقة تفكيرها واي زواج غير مقنع قد يفهم جدها تلك اللعبة ويصعب الأمر ... وقد يطلب منها أن تنجب حفيدا من ذاك
الرجل.. لذا عليها أن تقوم بدراسة كل خطوة ... يجب على زوجها أن يكون أهلا لثقة جدها ... ولما لا قد تشعر بالراحة لذلك الرجل كما يحصل في المسلسلات والأفلام فتقع في حبه وينتهي كابوس جدها ... تنهدت بيأس لأنها تعرف أن ماتقوله مستحيل أن يتحقق .. شتمت نفسها مئات المرات ... وشتمت حظها .. لقد كانت تعيش في أمان وسلام في تلك الوظيفه كمحاسبة وكان مديرها يثق بها كثيرا وبقدراتها فجاء جدها لينتزع منها ذاك
الأمان..
تذكرت كيف كان السيد ماكس يحاول التقرب منها عدة مرات ومدح جمالها وأنوثتها ولكنه توقف عن ذلك عندما فهم أنه مجرد صديق أو مدير للعمل وهيا بطبيعتها لا تحب الخلط بين عملها وحياتها الخاصة فكيف إذا
ما انتهى منها كيف سيكون مستقبل وظيفتها !! قد يقوم ماكس بطردها بعد أن ينتهي منها كما حصل مع اللاتي سبقنها .. لذلك اوضحت له بنظراتها وتعاملها أنها تفضل الرسمية بينهم ...
حسنا تذكرت ماكس أنه وسيم للغاية ورب عملها ماذا ان طلبت منه أن يقوم بهذا الدور !!
اه ايجة اه يالك من غبيه ماذا ستقولين تعال لنتزوج! بعد أن رفضتي النظر اليه واذا ما وافق لن يقبل منها اي مقابل مادي سيطلب منها أن تقيم علاقة معه وبهذا ستعود لنفس النقطة خسارة وظيفتها .... تبا ..







الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 07:36 PM   #7

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .. وشكرا لتفاعلك اسعدني

الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 07:38 PM   #8

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار مشاهدة المشاركة
مبارك الرواية جميله جدا وبداية مميزة واسلوب سلس اتمنى لك التوفيق والنجاح متابع معك دمتي بخير وود🌸🌸🌸
شكرا لك .. تحية لك مني وتفاعلك اسعدني


الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 07:47 PM   #9

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع (رواية العروس المتمردة)
(المغرورة )
خرجت لارا من المنزل متتبعة تلك الرائحة الزكية التي دغدغت معدتها... اه يالها من رائحة ...
سمعت صوت من خلف السياج الفاصل بينها وبين جارهم الوسيم..
سمعته يقول ؛ هل استطيع دعوتك لتناول الطعام !
اجابت لارا بفرحة: بالتأكيد سيد !!
ضحك بيرك : اسمي بيرك يا سيدة
لارا: حسنا!! سيد بيرك لقد قالت لي ايجة ان اسمك لا أحد!
كشر بيرك ثم أجاب: الانسة يلديز ليست أمي على أي حال .. هل ستشاركيني المائدة!
لقد أحب بيرك مرحها وقلبها الطيب فابتسم لها ...
وفكر أنها ستكون جاسوسته وسيعرف منها مايريده ..لذلك أصر أن يدعوها..
اقتربت لارا واجتازت السياج بسرعه وجلست على المائدة وهيا تتنشق الرائحة وتتنهد بمتعه..
بيرك: يبدو أنك لم تتناولي الطعام منذ وقت..
لارا؛ أجل ماتقوله صحيح منذ قدومنا ونحن نطلب الطعام وأشعر أن بطني يؤلمني من الاطعمة الجاهزة..
بيرك: الست متزوجة! توقعت أن تكوني ماهرة !!
لارا : هههههههه
ضحكت بمرح وبصوت مرتفع جعله يضحك على ضحكها .... اومأ رأسه بيأس ثم عاد للشواء...
والان حان وقت الهجمة الأولى فقال: اذا أنت تعملين مع السيدة يلديز!
اجابته بدون تفكير: أجل نحن نعمل سويا منذ قدومها هنا فنحن نشعر بالراحة سويا..
بيرك: لكن لماذا تحتاج فتاة مثلها لمساعدة شخصية
لارا: اوه سيد بيرك لا تنخدع بشكلها الأنثوي الخلاب فخلفها يختبأ فتاة عاملة من الدرجة الأولى مجتهدة تعتمد عليها سلسة من أهم الشركات في لندن .. فهيا من اكفأ المحاسبات لدى السيد ماكس ولا يستطيع أن يستغني عنها إطلاقًا
بيرك: هااااا .. حسنا لماذا إذا تقوم بالبحث عن عريس!
لارا: ستقص ايجة لي لساني صدقني!
بدأ بيرك بتقليب قطع اللحم بمهارة .. ويقوم بمسح قطرات العرق بمنشفه صغيرة يضعها فوق كتفه..
بيرك : لا تخافي لقد اخبرتني أن جدها يريد تزويجها رغما عنها..
لارا : أيه.. اجل اشعر بالشفقه عليها فعلا ، لكن لو كنت مكانها كنت سأقبل ما يعرضه جدها فالعريس المتقدم شديد الثراء .. اخبرتها أن تراه فقط ولكنها ترفض حتى أن تعرف اسمه او تبحث عنه في الفيس بوك لتراه
بيرك بصوت منخفض : جيد جدا
قطبت لارا حاجبها : هل قلت شيئا!
بيرك: أجل قلت أنني أسمعك اكملي !!
لارا: لقد اعتادت ايجة ان تعيش وحدها هنا ولم تتقبل يوما أن يتحكم بها احدهم .. لذلك لم تقبل تلك الصفقة اطلاقا ..
بيرك : حسنا لتأخذ حبيبها وتعرفه على جدها ..
لارا؛ لقد انفصلت عن علي منذ وقت طويل، ورفضت الحب واغلقت على قلبها ..
بدأ بيرك بوضع اللحم المشوي في الصحن أمامها، بينما كل تركيزه لكل حرف تقوله اثناء تناولها الطعام ...
اضافت: أتمنى أن تجد زوجها المنشود وتنتهي وظيفتي هنا لأعود إلى لندن حيث زوجي وطفلي الصغيران ..
بيرك : حسنا إذا غادرتي ستغادر ايجة أليس كذلك !
لارا : بالتأكيد ستغادر فهيا أكثر النساء في هذا العالم خوفا ورقة لن تبقى هنا بالتأكيد ... ولكن لن أذهب إلى مكان وأخذلها .. أتمنى أن تجد عريسها بالسرعة القصوى ...
قدم لها بيرك المزيد من اللحم تفضلي ...
**********************
بعد ساعة، شعرت ايجة بتحسن طفيف بعد الأيام الثلاثة المحبطة التي عاشتها على صعيد المقابلات، لكنها كانت تشعر بجوع شديد وهذا الأمر بدا واضحا بشكل أليم عندما اقتربت بما يكفي لتشم رائحة المشاوي التي يعدّها بيرك اختلست نظرة ناحية الكوخ ووقفت مجفلة.
لم يكن بيرك وحده هناك، ف لارا برفقته!. لقد وضعا طاولة عليها شرشف أحمر وأبيض وحولها ثلاثة كراسي، أحدها شاغر فأحسّت بأنها الشخص الذي حجزا له هذا الكرسي، من المؤسف أنها تشعر بالجوع وتحب المشاوي، فهي لن تفكر حتى في الانضمام إليهما.
لكن قوتها وعزمها كانا ضعيفين وحتى لو وجدت الشجاعة لترفض الانضمام إليهما فأي عذر سوف تتحجّج به؟
هزت رأسها متمتمة" لارا ، عليك أن تشرحي لي أمورا كثيرة"
ماذا ستفعل الآن؟ أتكذب وتقول إن عليها إجراء مكالمة هاتفية أو تأكل المزيد من فطائر الفطور تلك وتشرب كوبا من القهوة وتسمّي ذلك عشاءً؟ أو تقصد أحد المقاهي وتأكل وحدها؟ أو في أسوأ الحالات تستسلم لحبّها للمشاوي وتنضمّ إليهما؟
انحسم القرار بسرعة عندما رأتها لارا وراحت تقفز وتلوّح لها وتنادي باسمها. لم يكن بوسع ايجة أن تتجاهله ولم يكن لديها أي عذر مقنع.
اجتازت البوابة بقلب مثقل وساقين متردّدتين ودخلت الحديقة.
قادتها رائحة الدجاج المشوي مباشرة إلى المائدة. ونظراً للأصناف الموضوعة عليها، لن تبق معدة ايجة تتعذب مدّة طويلة
ـ أخيراً!
قالت لارا هذا بضحكة عريضة ثم أضافت:" خفنا أن يكون البحر قد ابتلعك"
خافت ايجة وأملت ألاّ تكون لارا قد أخبرت بيرك عن هذا اليوم المريع.
نهضت المساعدة ذات الشعر المجعد ونفضت فتات الخبز عن بنطلونها.
ـ حان الوقت لأتصل بداني.
ومدّت يدها إلى بيرك:"لقد أنقذتني، بيرك .. أقسم بأنني لو أكلت مجدّداً من الطعام الجاهز، لكنت أُصبت بانهيار عصبي"
نظرت إليها ايجة مجفلة وكادت تفقد صوابها:" ماذا...ماذا؟ لارا لن ترحلي الآن"
ابتسمت لها لارا بمكر:"لقد استغرقت وقتا طويلا في التنزه وأنا كنت أتضوّر جوعا، فأكلت ثم أنت تعرفين أن داني ينتظر اتصالي عند الساعة السابعة"
ـ أليس لديك هاتف خليوي؟
لم تأبه لكونها بدت متلهفة جدّا لكي تبقى لارا، فبيرك.. يعرف أساسا أنها لا تحب البقاء معه بمفردها، لا سيما بعد ليلة البارحة وحديثه الذي عرفت معناه اليوم
فعلى الرغم من الجهود الأنثوية كان يومها عقيما, الفرق الوحيد الذي لاحظته هو أنه صعب عليها النظر طيلة الوقت في عيني المتقدمين للعمل، ذلك أنهم كانوا منشغلين باستراق النظر إلى ساقيها المشبوكتين عند ركبتيها المكشوفتين ولم تستطع أن تصدق بأن كل الرجال مثل بيرك عندما يتعلق الأمر بما"يريده الرجل من المرأة", إلاّ أن من رأتهم اليوم أثبتوا نظريته على ما يبدو.
لارا؛ ـ لقد تركت هاتفي في المنزل
قالت لارا هذا، معيدة ايجة إلى دنيا الواقع والحاضر، ثم تابعت كلامها قائلة" كما أنك لن ترغبي بسماعي أتكلم مع داني فعندما نفترق لأكثر من ليلتين، نتغزل كثيرا ببضعنا على الهاتف"
شعرت ايجة بخديها تشتعلان لكنها لم تستطع أن تفكر في شيء تقوله. كانت ضحكة بيرك مثيرة للغاية لكن ايجة حاولت أن تبقى نظراتها على مساعدتها.
غمزت لارا رئيستها ثم أشارت إلى المائدة الوافرة بالطعام" كان العشاء لذيذا. وقلت لبيرك إنه يستطيع أن يحضّر لي المشاوي متى شاء"
ثم أرسلت لمضيفها قبلة لعوب:"إلى اللقاء يا من أنقذت حياتي"
أومأ إليها بتحية دافئة وهو يضحك لها. بعد لحظة، تحوّل انتباهه إلى ايجة ، فأجفلت إذ جعلها ذلك تدرك أنها كانت تراقبه.
عندما نظر إليها، اختفت الابتسامة عن ثغره" تبدين… شبه امرأة اليوم"
.لم تعرف لما كانت نبضات قلبها تتسارع لا يمكن أن يكون مردّ ذلك إلى أنها تقف أمام شاب وسيم للغاية.
وأملت ألا يكون هذا هو السبب، طالما أنه ينظر إليها وكأنها"شبه امرأة". مند رحيل علي, لم ينتابها يوماً شعور كهذا نحو أي رجل فما بالها الآن تقف أمام رجل يهينها فيستمر نبضها بالتسارع وكأنه حصان سباق؟
ـ شبه امرأة.
كررت هذه العبارة محاولة أن تبدي ردة فعل عنيفة، لكنه استرخى في كرسيه وشبك ذراعيه على صدره العاري كالعادة, أتراه لا يملك قميصاً؟
- تفضلي بالجلوس. تبدين مرهقة
ابتلعت ريقها، متمنية لو بإمكانها أن تختفي. ولكنها تشعر بجوع شديد والطعام أمامها بدا لذيذا جدا
أحسّت بأنها خسرت المعركة معه، فغاصت في الكرسي الذي أشار إليه ثم استندت إلى الخلف لتحدّق إلى الأغصان المتدلية فوقهما
ـ حسنا. أنا مرهقة جداً .لكي أجادل وجائعة جدا لكي أتحلّى بأي كبرياء
لم تعرف ما الذي حصل في الثانيتين التاليتين لأنه لم يتكلم كما لم تسمع أي حركة.
ـ لحم مشوي؟
-اي شئ ..
قدم لها اللحم والدجاج وبدأت تأكل بينما سكب لها كأسا من العصير. مرّت دقيقة طويلة لم تستطع خلالها أن تحتمل الصمت المطبق، فحوّلت انتباهها من الطعام إليه. كان جالسا، شابكا ذراعيه ينظر إليها
-آه... إنه لذيذ جداً
قالت ذلك لتكسر الصمت ولكن ما قالته كان الحقيقة المجرّدة، فحتى ما تطهوه والدتها لا يضاهي هذا الطعام لذة.فهو ربما متطفل ولكنه طاه ماهر كان عليها أن تعترف له بذلك
رفع ذقنه ليعبّر عن شكره لكنه لم يُجب. فشعرت بشيء من الخوف والترقب وهي تتساءل عما يفكر فيه خلال هذا الصمت كله وهو يراقبها.
ومع كل لقمة تأكلها وكل لحظة تمر، كانت ايجة تجد صعوبة أكبر أن تبتلع طعامها، وبدأ القلق ينتابها.
وعندما لم تعد تحتمل هذا التوتر، وضعت الشوكة من يدها وواجهته:
"لا يمكنني أن آكل وأنت تحدق بي على هذا النحو. أيّاً كان ما تفكر فيه أفصح عنه"
استمر يراقبها لبرهة وهو لا يزال يفكر ثم هز رأسه:"أنا حائر! أي تبرير يجعلك تنشرين إعلان في الصحيفة تطلبين فيه زوجا؟ لم عليك أن تتزوجي! حسنا لا تكترثي لنداء جدك .. لماذا تورطين نفسك في المتاهات !
ايجة : لن أفعل .. ثم الم أقل لك لا مزيد من الاجوبة !! هل تعتقد انك رشوتني بهذا الطعام؟
بيرك: لم تجيبي بعد؟
ايجة : ولن أجيب ...
بيرك: حسنا تزوجي رجل عادي لما عليكي ان تبحثين عن إبرة في كومة من القش ما دام الأمر كذبا !!
ايجة : أنت لا تعرف جدي بي.....حسنا سيد لا أحد
بيرك : بيرك بيرك
ايجة : ماذا!
بيرك: اسمي بيرك انسه ايجة ... كما كنت ستقولينه وتوقفتي ..
شعرت ايجة بوجنتيها تحترقان ...
ايجة: حسنا بيرك بي ... جدي ليس غبي اطلاقا .. يعرفني جيدا ويعرف أن فتاة مثلي لن تقبل بالزواج من رجل فقير معدم بلا تعليم ..
شعر بيرك بالغضب من وقاحتها وأردف: يعني مايهمك هو المال! سيكون معيارك الأول للوقوع في الحب!
ايجة: حب! لا يوجد حب في قاموسي سيدي العزيز ...
هل سأكل حب ! أم اشربه بينما زوجي لا يستطيع تدبر المال لا يهمني المال بقدر اهتمامي بالتعليم والثقافة لذلك اي كذب أو خداع سيجعل جدي يكتشفني إذا أردت رجلا كما تقول صدقني لكنت أنت اول المرشحين ؟
تلك الكلمات المستفزة أغضبته فنظر اليها باحتقار واضح ثم قال: ومن الذي أخبرك أنني افكر بالترشح سيدة يلديز لأكون زوجتك !
ايجة: زوجتي! لم أفهم..
بيرك: بالتأكيد زوجتك فالرجل هو من يتقدم للزواج ...اما إذا تمت خطبته ستتبدل الأدوار ليكون هو الزوجة !
ايجة: أنا لا أفكر بهذه الطريقة ..
بيرك: أما أنا فبلا .. أما عني فأفضل البقاء بلا ارتباط لذلك لا أفكر بالترشح لتلك المهمة ..ولو كانت اخر المهام ...
ايجة : هههه أنت لا تعرفني سيد لا أحد أو كائن من تكون رجل معدم مثلك سيقبل بأي مقابل أقدمه له وستتغير حياته في يوم وليلة مقابل شهرين فقط من حياته يقوم بتمثيل دور العاشق أمام جدي هذا في حال كنت أريدك...
بيرك : أنت لست سوى فتاة مغرورة انسه يلديز وتحتاجين من يكسر هذا الغرور ولدت وبفمها ملعقة من ذهب تعتقد أن بامكانها شراء الشجر والحجر ... أما أنا لست للبيع صدقيني ولو قدمتي لي كل أموالك لن أقبل أن أكون زوجة لك ...
انهى كلامه ودخل إلى منزله غاضبا تلك الفتاة مغرورة بطريقة مستفزة اثارت غيظه بطريقه لم يختبرها سابقا...
تلك الغبية لا تفرق عن جدها إطلاقًا فكلاهم يعتقدون أن بإمكانهم شراء الرجال ......
راحت الصور تتوالى في ذهنه وتظهر بشرتها الفاتحة وعينيها المشتعلتين وشعرها المنسدل على كتفيها وشفتيها المثيرتين.
فرك عينيه، محاولا إبعاد تلك الصور عن ذهنه واستند على الباب ...
.................
ماذا تعنين بأنك راحلة؟
قالت ايجة هذا وهيا تصرخ ولشدة الصدمة وعدم التصديق اللذين تملكاها، أوقعت الخبز المحمص على أرض المطبخ، وحدقت بدهشة إلى لارا التي كانت واقفة في الممر المؤدي إلى المطبخ وفي يدها حقيبة:
ـ لقد... لقد تلقيت مكالمة هذا الصباح، وفرض علي عمل براتب يفوق ما أتقاضاه مرتين
هزت لارا كتفيها وقد بدت خجلى من نفسها ثم تابعت قائلة:" قالوا إنهم يحتاجونني فورا وإلا وظفوا شخصا آخر"
استندت ايجة بوهن إلى جدار المطبخ:" عملنا معا مدة خمس سنوات. لم أكن أعلم أنك تعيسة معي"
لا، لست تعيسة ولم أكن يوما كذلك، لقد أحببت العمل معك
ـ لم إذا تقدمت بطلب لوظيفة أخرى؟
هزت لارا رأسها وقد بدا الارتباك عليها
ـ لم أفعل، لا أعرف من طرح اسمي ولكنني لن أرفض هذا العرض!
لم تستغرب ايجة أن يطلب أحدهم لارا للعمل، فهي موظفة مذهلة ولم تدرك ايجة حتى تلك اللحظة كم تقدمت في العمل بفضل اعتمادها على لارا لقد أخبرت مساعدتها أشياء لم تسربها إلى أحد، وخبر رحيلها وقع عليها وقع الصاعقة فهي ستفتقدها ليس فقط كمساعدة إنما أيضا كصديقة وشعرت بنفسها تختنق لكنها تمكنت من الكلام
ـ بالطبع يريدونك، فأنت رائعة لكن.. لكن ماذا سأفعل من دونك؟
وراحت تنظر حولها، محاولة التفكير
ـ أنا أثق بك لارا وأنا بحاجة إليك، لا يمكنني أن أقابل زمرة من الرجال بمفردي!
بدا الأسف على وجه لارا ، لكن فقط بقدر ما يبدو على شخص تضاعف راتبه للتوّ:"أنا حقا آسفة، أنت تعرفين أن داني واجه بعض العقبات في عمله ونحن بحاجة إلى المال تراجعي ايجة !! لنعد إلى لندن سويا أرجوكي !
ايجة: وماذا سأقول لجدي لارا ! أخبريني ! هل تعتقدين أنه سيتركني وشأني؟
لارا: حسنا جربي التحدث مع ماكس !
ايجة: ماكس! كيف تقولين هذا لارا ! تعرفين ما ينتظره ماكس مني أليس كذلك ! لن يطلب المال بالتأكيد .. أنا وأنت نعلم ما يريده وأنا لن افعله ... ثم منذ متى وأنا اخلط العمل بحياتي الشخصية .. حياتي لي وحدي لارا ..
لارا: حسنا اذهبي إلى تركيا وتحدثي مع جدك بصراحة!
ايجة : ماذا تعتقدين لارا ! هل جدي رجل من هذا النوع ! القابل للمناقشة! سأجده ينتظرني مع عريسه في المطار بالإضافة إلى المأذون ... لن أعود الا وأنا متزوجة لارا ..
أشارت لارا بيدها إلى الخارج:" يمكنك أن تطلبي من ذاك الشاب أن يبقى في الجوار في حال صرخت"
أغمضت ايجة عينيها ، غير قادرة على تصديق اقتراح مساعدتها.. أو بالأحرى مساعدتها السابقة.
ـ سيساعدني ذلك كثيرا
-فكري بالأمر،إنه ضخم وهو طاه ماهر كما أنه ليس منجذبا نحوك ما عساك تطلبين أكثر؟
كشرت ايجة ، وفضلت عدم التفكير في دقة ما قالته لارا:" كيف يمكنك أن تتركيني هكذا؟"
احمر وجه لارا التي أجابت بصدق:" أنت تعرفين أنني ما كنت لأفعل هذا لو لم أكن بحاجة إلى المال"
تنهدت ايجة بأسى:" لا يمكنني تأمين مثل هذا الراتب لك ولكن لا بد أنك تفهمين معنى الولاء"
بدت لارا على وشك البكاء وهي تقول:" طبعا داني والأولاد يأتون في الدرجة الأولى وولائي هو لهم قبل أي أحد"
ودت ايجة لو تناقشها لكنها لم تستطع واجهت ايجة هذه الحقيقة المرة وانخفضت نظراتها إلى الأرض
سمعت بوق سيارة في الخارج، فعرفت أن سيارة الأجرة التي أتت تقل لارا إلى المطار قد وصلت وهذا الصوت أعادها إلى الواقع الأليم: لارا راحلة فعلا، والآن بالذات.
في تلك اللحظة أحست بمدى أنانيتها، فلارا تستحق تلك الفرصة ونظرا لما كانت ايجة تفعله سابقا للحصول على منصب أرقى ، لا يحق لها مطلقا أن تغضب من مساعدتها لأنها تركت عملها لتقبل بمنصب أفضل، وإن يكن الأمر قد حصل فجأة.
أرغمت ايجة نفسها على الابتسام قائلة:" اسمعي لارا، لا تعيريني اهتماما أنت تفعلين الصواب وستكونين مجنونة لو لم تقبلي العمل"
أخذت لارا نفسا عميقا، محاولة حبس دموعها، ثم اجتازت المطبخ ورمت ذراعيها حول عنق ايجة وقد قهرها منظر الأسى البادي على صديقتها
ـ أنا آسفة حقا!
وشدتها أكثر إلى صدرها
ـ لا تقلقي سأكون بخير
تعالى صوت الزمور مجددا، فتمتمت ايجة ، شاكرة لأن صوتها لم يتقطع:" من الأفضل أن تذهبي"
تبادلتا نظرة سريعة ولمعت في عيني لارا لمحة ندم لاضطرارها إلى ترك ايجة :"اعتني بنفسك!"
وبعد لحظة كانت قد رحلت أما ايجة فبقيت بلا حراك تصغي إلى الصمت، أفاقت من هول ما جرى ألقت نظرة على ساعة يدها كانت الساعة السابعة والنصف وأول موعد لليوم هو في الثامنة ،مرت خمس دقائق أخرى بينما بقيت واقفة مكانها تحدق إلى الفراغ ودهنها معطل عن التفكير
وعندما أيقظت نفسها أخيرا، عرفت أن عليها أن تواجه بيرك ففي عالم اليوم، من الجنون أن يدعو المرء أشخاصا غرباء إلى منزله، لا سيما للتكلم معهم عن مسألة حميمة مثل الزواج تنهدت بيأس لا يوجد حل اخر سواه ....


الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 08:32 PM   #10

الكاتبة هبة ماجد

? العضوٌ??? » 475193
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » الكاتبة هبة ماجد is on a distinguished road
افتراضي

مرحبا بقرائي الحلوين انتظر دعمكم وتشجيعكم الي لا تحرموني من ارائكم وتعليقاتكم وشكرا لوقتكم اعزائي

الكاتبة هبة ماجد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحب ، العشق ، دراما ، اكشن ، غموض ، كوميديا ، ضحك ، حزن ، كره

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.