10-08-20, 08:46 PM | #1 | ||||
| شُرفة🔗 هذا البحر و أضواء المباني ، و ضوضاء المدينة ، أنتَ هناك تتجلَّى في انعكاس الأضواء على سطح البحر الأسود ، في النجمة التي لا يضمُّها دب ، في يابسة معتِّمة تقتنص من لمعة البحر بقعة ، و أنتَ يا صاحب الركن المضيء ، يا أيُّها الحلم البديع ، يا كلُّ أيام الربيع ، أنتَ هناك ، بعيد … و لكنك من القرب ما يجعلك في قلبي تتنفَّس عبر عواطفي ، في رأسي تتركَّب في شكل أفكاري ، بأحلامي كأوَّلها ، بأيامي كتواريخ مميَّزة ، بأرقام لوحات السيارات ، بأرقام الميلاد ، بألوان الأشياء تتجلَّى في برتقالي كفُقد ، و رمادي كسرمد ، و سماوي كحلم ، في رائحة بنفسج ، و في نكهة ليمون ، أنتَ هناك عالق ، في الذاكرة . حيثُ تختبئ ليالينا الشحيحة ، حيثُ أناجي القمر فيناجيك ، و أنادي البحر فيناديك ، و حيثُ أجعل لك من الحروف قصيدة ، و من الكلمات نثر محتقن بالحب ، و لما تُقبل تباشير الصباح أغنِّيك بلحن فُقد ، بأنَّك يا لون الصباح ، و أحلام الصباح ، و أنفاس الصباح ، و الأيام التي تقبل مع الصباح ، بأنَّك يا صباحي ، في البعيد ، في السراب ، في الوهم تتلاشى ، و وحدي من لا تجد الصبح سوى نزوة ، سوى سقطة من الشمس لم تقصدها ، يا شعاع الشمس الأوهج ، بربِّك متى تعود لهذا القلب الأهوج ! و إنَّك سماوي المستوى ، ناصع الجبين ، و ذو عشٍّ أسود على رأسك ، بدا كما لو أنَّه لي ، حيثُ تضيع كلماتي إليك ، و عندما أهرع إليك دون قدمين ، أتصوَّر أنَّك تضعني على رأسك ، حيثُ أموج و أموج ، و أختفي في ظلامي لأجلك . أناديك فلا أسمع سوى صوت فقد مستمر ، أحاكيك فلا يردُّ عليَّ سوى صوت وحدة شاهق ، و لا أجد بدًّا من تأمُّلك ، قبل أن أنام كنتُ غابرًا أحدِّق بك ، أستشفُّ من خلف نعاس عينيك نعاسي ، أسرق من شفتيك صوت أحلامي ، و أخبِّئ راحتك ما بين كفَّي و أنفثها على جسدي فأستمرُّ في تلطيخ نفسي بك ، أنا أستمتع بذلك ، تكفيني أشياء صغيرة معدودة ، كي أكون سعيدة . أهمَّها : نعاس عينيك ، و شعرك الفاحم ، و قلبك المضيء ، ثم سأمضي لن أناديك ، و لن تواسيني ، سأمضي كما لم أفعل ، سآخذ زادي الثمين و سأذهب . يمكنني أن أعيش في خلاء أسود ، في عراء دامس ، في صحراء قاحلة ، فيما وراء الطبيعة ، في أيِّ مكان بارد أهوج قرمزي .. عينيك الناعستين في مخابئ عينيَّ ، و شعرك الأسود ما بين أناملي ، و قلبك ، ذلك القلب المضيء ، في داخلي أحفر له فجوة و أبقيه حتى أبتلع نفسي بجانبه . قلتُ : هل تعلمين أين يمكن أن تحبسيني لدهور دون أن أقاوم ؟ قالت : أين ؟ قلتُ : في هذه الشرفة ، بين يديَّ مذكِّرة ، و بحوزتي قلم . و تعجَّبت ، لم تكن تعلم أنها الشرفة المطلَّة على أيامنا ، الشرفة التي سجَّلت حضورك أوقاتًا كثيرة ، الشرفة التي تُشرف على أحلامي … و أحبك ، حتى يصبح الحديث عنك هلامي ، و إلى أن تبدو تراتيل الحب غير ذات تأثير و لا مصداقية ، لذلك ماذا تبقَّى لكي أقوله ؟ أفتقدك ؟ يا لك من عابث ، يا صاحب الركن المضيء بداخلي ، يا شمعة القلب المظلم إلا منك .. أحتاجك ؟ أنا لا أفعل ، أنا أحتاج احتياجك لي ، ألم أكن دومًا أمُّك ؟! أريقَت أحرفي لأجلك ، و سالت أدمعي سيلًا شريدًا ، و صمتُ عن الكلام ، ما كان هناك شيء يشرحك ، ما كنتَ قابلًا للتوضيح ، أنت! مهلًا، من قال بأني من البراعة حتى أكتبك و الشجن يفيض بي ، عذرًا ما سبق محض عصر للكلمات … يا صاحبي ، و سأحكي لك حكاية قصيرة ، من فصلين أوَّلهما صيف و التالي خريف . رأيتُك ، فثارت شجوني ، و تقرَّح جرح الفقد فأدمى فؤادي . رأيتُك ، فاختبأتُ شجوني وراء أهدابي ، و فاض حبُّك فلَمَعَت مقلتيَّ . _ نهاية سعيدة ؟ ، على الأرجح خرافية ، كما تكون الأشياء التي تحضر معك ، كيفما تكون الأمور برفقتك … يا صاحب الركن المضيء : شختُ عن تجارب الحب الجديدة ، و شابت حروفي على ترجمة فقدك ، و صرتَ أنتَ أنتَ ، تتجلَّى ، تتحلَّى ، تتملَّى ، تتسلَّى ، و تهوي و تهوي أبد الآبدين بداخلي ، تمامًا عند الذاكرة . و أنتَ أزرق ، و تعرف أنَّك من تلك الديار البهيجة ، و تحسبُ أني من دارك ، و تظنُّ أني في حوارك ضليعة ، و تتعجَّب .. كنتَ . و تترقَّب .. كنتَ . و تمضي أبدًا ، لا زلتَ تفعل . و أسجد في صلاتي ، فأغرق ، و ما أدري بماذا أناجي ، و بأيِّ شيء أنادي ! و أبقى و أبقى ، حتى يشقُّ على جبيني تحمُّل الفكر و الموقف ، أقول بحشرجة تشي بالكثير : يا رب ، ذلك الركن المضيء ! عزيزي . الليل ها هنا أحمر ، الصبح ها هنا أصفر ، الشروق شَجَن ، و الغروب سَكَن ، أضواء السيارات وحدها شَغَب ، إطلالات النوافذ شاحبة ، ألوان المباني باهتة ، و أصوات الآخرين ، العابرين ، الدَّابين على اسفلت الطريق ، أصواتهم همهمة ، دمدمة ، غمغمة ، هدير … و يا ذلك القلب المُجفِل ، تأخَّر حزنك في الطريق ، و تاه نبضك في الغدير ، و مِلتَ و مِلتَ حتى جانَبت صوت المُنى ، و أسماء الدنى ، و أحلام السناء ، و صِرتَ في غربة ، و بتَّ في فجوة ، و سقطت حتى كنتَ في حفرة ، أنتَ يا ذلك القلب الأحدب ، يا ذا الشرايين العالقة ، في ذاكرة ، ذاكرة الجسد … انبض ، انبض ، و نَل من إجفالك ثغرة حُب ، طفرة حياة ، برؤياه و مرآه ، و ذكراه و سلواه ، و بريق عينيه ، و دفء جفنيه ، و راحتيه ، و ما بين رمشه و المُقل ، هناك فلتسرق قبلة ، و نم أسيرًا حسيرًا ، كبيرًا نهيرًا ، ليل طويل . أما كان لك أن تبقى ، و تظلّ ؟ كما أنتَ في الذاكرة ، كما أنتَ في الحرف ؟ تمطَّى ، تلوَّى ، و تندَّى و تندَّى ، أيا ريحُ مطر ، يا لون الخريف . تلك البعيدة، الشريدة، الواجدة لفقدك هذه القريبة، السائبة، المضيئة بك آس. | ||||
17-08-20, 12:34 AM | #3 | ||||||||
نجم روايتي ونبض متألق بالقسم الأدبي وبطلة اتقابلنا فين
| أعجز كلّ العجز عن وصف شرفتك البديعة و لا أخفيكِ أنّي أغرمت بهذه اللّوحة الأخّاذة التي رسمها قلمك بدقّة فأتقنها, يُسعدني القول: أنّي أعدتُّ قرائتها مرّات و مرّات لا أعلم عددها و لا أظنّني سأتوقّف عن قرائتها ببــساطة, عشقتُ جمالها و تشرّبتُ إحساسها النّقيّ. هذا الإحساس الصّادق, العميق.. و التّعبير المشرق البهيّ الذي وجدتّه هنا, أسر قلبي بكلّيته.. جعلني أحلّق في سماء قلبك المتعدّدة الألوان و أغوص في أعماق بحيراتك الكثيرة الممتعة الخلاّبة, أسعدني و أبهجني السّير في عالمٍ من عوالمك الكثيرة عزيزتي آس و استكشاف أسرار و مكنونات جواهر الأحاسيس الفريدة المتفرّدة بأنواعها و بريقها و رونقها. دمتِ في سعادة و جمال🌺🌹🌷 | ||||||||
18-08-20, 12:45 PM | #4 | |||||
| اقتباس:
سعيدة بأن النص قد أعجبك وردة ، يهمُّني رأيك دائمًا 👌 و لقلبك الطمأنينة ، و سلام ،و تحيات عطرة 🌸 | |||||
18-08-20, 12:54 PM | #5 | |||||
| اقتباس:
كم هي كلماتك لطيفة و أنيقة ، لديك مَلَكة تشكيل الحروف بمهارة يا جوريَّة ، و أنا أقف مشدوهة بكلماتك الحُلوة ، فاعذري شُحَّ كلماتي و اعلمي أني لك ممتنَّة ، أنا المحظوظة برأيك على نصِّي المتواضع . مرورك يعني لي الكثير ، سلمتِ جوري ، كوني بخير دائمًا 🧡 | |||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|