شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   منتدى سلاسل روايات مصرية للجيب (https://www.rewity.com/forum/f28/)
-   -   الضرب تحت الحزام (https://www.rewity.com/forum/t471831.html)

MooNy87 16-07-20 12:11 AM

الضرب تحت الحزام
 


الضرب تحت الحزام فن.. هناك أساليب عديدة ناجحة وكل الخيارات مفتوحة لمن لا يراعي معايير الشرف أو لا يخاف الله. لا شك أن أقوى الأمثلة هو ما قام به الرئيس الأميركي جونسون، عندما كان في صراع على منصب حاكم ولاية. استدعى مدير حملته الدعائية وطلب منه أن ينشر خبراً يؤكد أن منافس جونسون لا يقيم علاقة عاطفية مع الأبقار!.. بدا الذهول على مدير الحملة الدعائية، وقال إن هذا الخبر غير مطروح أصلاً .. قال جونسون في غموض: ونحن لم نقل إنه يحب الأبقار.. نحن نفينا ذلك!.. لم نتهمه بشيء..
هكذا خرج الخبر، وبالطبع كانت نتيجته هي أن الناس بدأت تشك.. من قال هذا؟.. لماذا يطرح الآن؟.. النتيجة المنطقية هي أن في الخبر شيئًا من صحة، ولا يوجد دخان من دون نار!
يمكنك أن تجرب هذه الطريقة بسهولة.. عباس لم يسرق الكفتة من المطبخ، عندما يحتد عليك عباس، يمكنك أن تؤكد أنك لم تقل إنه يسرق الكفتة.. أنت نفيت ذلك.. الناس تتلقى خبر أن عباساً لم يسرق الكفتة.. تحوم علامات شك كثيرة.. ما مناسبة هذا الكلام؟.. لماذا ينفون كلامًا لم يطرح أصلاً؟.. واضح أن عباسًا سرق الكفتة فعلاً وهم ينكرون ذلك.. لا يمكنك أن تعرف الحقيقة في هذا العالم..
هذه طريقة خبيثة لا تفشل أبدًا ونتائجها مضمونة..

ذات مرة كتب أحد القراء على النت يهاجمني، ثم قال: «اسألوه عن سلوى الشافعي ومجلة الحياة.. اسألوه عن منتدى الثقافة المضادة وجماعة 19 أغسطس»...

طبعًا لا داعي لأن أكذب عليك.. لا أعرف حرفًا عن سلوى الشافعي ولا مجلة الحياة، ولا أعرف ما هو 19 أغسطس.. لكن التعليق مكتوب بطريقة: «لقد أمرنا الله بالستر.. لن أقول كل ما أعرف.. لكني سأفعل لو ضغط علي هذا الوغد أكثر من اللازم».

كم من قارئ قرأ هذا التعليق وأدرك بالفعل أنني أداري أسرارًا مشينة؟.. لابد أن سلوى هذه عشيقة سابقة تخليت عنها، ولابد أن منتدى الثقافة المضادة موقع إجرامي كنت أديره.. وربما هو موقع لعبادة الشيطان..

أتمنى فقط أن أرى وجه هذا الرجل وهو يكتب التعليق.. هو يكذب ويعرف انني أعرف أنه يكذب.. ويعرف أنه يعرف أني أعرف أنني أكذب. لكن لا مجال للرحمة هنا.. نحن في حرب.

لهذا أطالع مقالات النت التي كتبها آخرون، فأجد هذه الطريقة تستخدم بكثرة..

ـ»اسألوا عباس الشماشرجي عن أيام لوكسمبرج ومخابرات القذافي.. اسألوه عن أموال الششماوي.. وعن لقائه بدكتور عبد الغفار عبد العزيز..»

أراهن على أنه في 90% من الحالات لا يعرف عباس الشماشرجي أي حرف عن هذا الذي يلمح له التعليق. ربما هو لم يغادر قريته قط ولم ير لوكسمبرج ولا يعرف مكانها على الخريطة، لكن التهمة صارت دامغة وقد سقط من عيون الناس. طريقة جونسون في الضرب تحت الحزام تعمل على ما يرام.. من المستحيل أن تصدق أن عباس الشماشرجي بريء بعد هذا كله..

هناك طريقة «أشياء لا أستطيع ذكرها».. وهي طريقة أخرى ناجحة جداً، والغالب أن يكون معنى هذه العبارة «ليس لدي ما يُقال أصلاً».. لكن الناس تفهم المعنى الخفي: الأمر أسوأ من أسوأ شيء يصل له خيالك.. لو كان عباس الشماشرجي غارقاً في العمالة للموساد ويسبح في أنهار الخمر، ولا يفارق الغانيات، ويدعو لعبادة الإله الوثني «بعل».. ولو كان يبيع بناته في سوق النخاسة أو يحب البصق على الأرض.. لو كان هذا كله فأنت لم تصل بعد لما يعرفه قائل هذا الكلام.

كما قلت لك: الضرب تحت الحزام فن له ألف سر.. هذا سر مهم من أسراره.

د.أحمد خالد توفيق


الساعة الآن 08:12 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.