آخر 10 مشاركات
4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree87Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-21, 08:11 PM   #121

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية لتمسك بيدي


اليوم هنزل اربع فصول
اسفة لتأخري كان عندي حالة وفاة


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 08:13 PM   #122

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية لتمسك بيدي

الفصل الثالث والعشرون

"هل أعجبتك، الفرسة أم ماذا يا بدوي؟!"
لمعت عيناه غضبا ممتعضاً من طريقة عمران لكنه قال ببرود:_
"أي فرسة ؟!"
وما لاقاه ضحكة متهكمة من الرجل وقال :_

"ابنة المنصوري ، أرى أنها تمشي قدما في القضية وأنت مكانك لا تتحرك "
خبط بقبضته على المكتب أمامه قائلاً من بين أسنانه:_

"كل ما لك أن تكسب القضية ، غير ذلك لا يُعنيك "
صمت الرجل لدقائق ثم أخرج ملف من الدرج ووضعه أمامه فنظر له أكمل بتساؤل دون أن يتناوله

"افتحه "
قالها بأريحية وانتشاء أغاظه لكنه بالأخير فتح الملف ينظر فيه ،فاشمئز وجهه من الصور والمحادثات أمامه إلا أنه وجد بآخر الملف اسم إحداهن ،قطب بين حاجبيه والتفت إليه سائلا:_
"من هذة؟"
هز الرجل كتفيه قائلاً ببساطة مستفزة:_
"ابنة الجوهري"
★★★★

"ما أجملها من عودة ،حين تكوني أول من أراه" همسها شهاب بحرارة صادقة فور أن دخل واضطرب قلبه لوقفتها الواشية بمدى هشاشتها
أجفلت واستدارت بفرح قائلة بدهشة :_
"متى عدت؟!"
وضع ما بيده على الطاولة أمامه وقال:_

"لتوي عدت ،كما قلت لكي على الهاتف أن خالد سيأخذني من المطار ،عاد هو على الشقة عندي وجئت أنا هنا كي أضع بعض الكتب الهامة والملفات"

أومأت برأسها فأردف قائلا بحنان :_
"كيف حالك صغيرتي؟"
"بخير لقد اشتقت إليك"
قالتها بتسرع ووضعت كفها على فمها في خجل ،الكلمة خرجت تلقائية لم تنوي أو تتقصد قولها أبدا ً
ابتسم لردة فعلها قائلاً:_
"لا تخجلي هكذا، حتى أنها خرجت منكي بغير قصد ،كما أني اشتقت لرؤيتك أكثر "
ابتسمت وأطرقت برأسها وسألته بخفوت خجول:_
"هل ستأتي اليوم كما قلت لي"
أومأ برأسه قائلاً:_
"نعم ،لدي عمل كثير بالمركز الآن سأُنهيه ثم أكون عندك في السابعة على الأكثر "
انحسرت ابتسامتها لذكره المركز فسألها بقلق:_
"ما بكِ ؟!"
"لا شئ"
قالتها وهبت واقفة ثم أردفت :_
"سأنتظرك ليلاً، لا تتاخر علي"

★★★★

بعد ساعة في مكتبه بالمركز بعد أن وزع على الجميع الشوكولاته والمياه الغازية المعلبة بسبب خطبته ،صحيح أن الأمر جاء بعد شهور من خطبته لكنه لم يراهم فقد سافر فورا للمؤتمر ولم يأتي سوى اليوم
رفع رأسه على دخول مادلين العاصف قائلة :_
"إذا الخبر صحيح "
أومأ برأسه دون اهتمام لغضبها الواضح قائلاً:_
"بالتأكيد ، ألم تأخذي الحلوي؟"
"من هي؟"
قالتها بتهور ،فرفع أحد حاجبيه قائلا:_
"وما يخصك في ذلك يا دكتورة ؟"
"شهاب لا تُقنعني أنك كنت تعيش قصة حب وأخيراً كُللت بالزواج ،لقد قلت لي بنفسك أنك لست مرتبط "

مط شهاب شفتيه واضعا كفيه بجيبي سرواله وهو يقول بهدوء :_
"الأمر لا يعنيكي وقلت لكِ من قبل ،لا تلعبي دورا ليس دورك "
طفرت الدموع في عينيها وسألته:_
"هل تشكك في مشاعري لك ؟"
زفر بحدة وهو يستدير خارجاً من وراء مكتبه قائلاً بحزم:_

"يا دكتورة لست بالغر كي لا أفهم مشاعرك ،لو مشاعرك كانت صحيحة لو بنسبة واحد بالمائة لم أكن لأتركك هنا أبدا ً وأزيد تعلقك بي ، الأمر كله إعجاب لا أكثر "

أطرقت برأسها فتنهد قائلا وابتسامة جميلة تناوش شفتيه:_
"على فكرة ،أنتِ تعرفينها وأراهن أنكِ أحببتيها"
قطبت بين حاجبيها تسأله بدهشة:_
"كيف ؟"
"لقد كانت مريضتك ،قابلتها هنا مرة وتعرفتي عليها ،وكنتِ واقفة معي "
★★★★

"ماما سأذهب إلى الشقة،كي أضع تلك الأشياء والملابس التي اشتريتها مؤخراً"

قالتها وهي واقفة على درجة السُلم ترتدي حذائها رافعة قدم وثانية الأخرى ،فالتفتت إليها والدتها قائلة:_

"لما لم تخبريني كي آتي معك ،لا يصح أن تذهبي وحدك ،ماذا لو ذهب حمزة وانتِ وحدك هناك!"
نزلت من السُلم سريعا مقتربة منها وقالت:_
"لا تقلقي ماما رنا ستقابلني هناك ،كما أن حمزة عنده عملية الآن "
"متأكدة يا نهي ؟"
"نعم حبيبتي لا تقلقي"

بعد ساعتين
كانت تفتح الشقة وتدخل، اتجهت إلى غرفة النوم ،ووضعت ما بيدها ،ثم اتجهت إلى المدفأة فتحتها وخلعت ملابسها الخارجية،وظلت فقط بسروال بيتي ضيق وفوقه سترة دون أكمام.
بدأت في إخراج الملابس والأشياء من داخل الأكياس وشرعت في رصهم بالخزانة
وبالتوازي
أنهى حمزة عمله واشترى بعض الملابس له ثم اتجه إلى الشقة ليضعهم
فتح الباب ودخل وأغلقه خلفه لكنه قطب بين حاجبيه بدهشة وهو يسمع صوت نهى يأتيه من الداخل قائلة :_

"رنا ،جيد أنكِ أتيتي ، حين أرسلتي رسالتك أن شهاب عائد اليوم خشيت أن تتأخري علي"
"رنا اين انت ِ،لما لا تردي"
حك رأسه بخجل ،خوفا من أن تكون والدتها معها في يقتحم جلستهم وقبل أن ينبههم ،ابتسم بخبث وصوتها النزق يأتيه :_
"رنا ،اسرعي ،لقد نبهت عليا أمي أن أعود سريعا و طمأنتها أن حمزة لديه عمليه"
وضع الأكياس بيده على طاولة السفرة بحذر ،وتقدم من الغرفة شاكرا الظروف التي أجلت العملية للغد
خرجت هي من الغرفة بتأفف وتسمرت مكانها وهو يطلق صفيرا عاليا وعينيه تتلكأ عليها قائلا ً بمشاكسة:_
"يا حظ حمزة"
امتقع وجهها وهي تتقهقر سريعا كي تغلق الباب ،فأغلقته بوجهة قبل أن يدخل مباشرةً وقالت برجاء:_
"حمزة بالله عليك ،اخرج "
"لن اخرج يا نهي افتحي الباب" قالها بضيق وقد ضايقته ردة فعلها
سمعها تقول برجاء :_
"حمزة ،امي لو علمت انك معي بالشقة وحدنا ،اقسم لن ترحمني،لقد اقسمت لها انك ورائك عمل"
"حسنا اخرجي، ولا تخافي "
قالها بهدوء ،فتقدمت من الفراش ترتدي ملابسها ولفت حجابها سريعا ثم قالت:_
"حسنا ،انتظرني عند سيارتك بالأسفل وسألحقك"
"نهي انا لن اتحرك قبل خروجك، بعيدا عن اني زوجك وليس هناك خطأ من وجودك معي الا انني ابدا لن أُلحق الضرر بكي ،لا اصدق انكِ تخافين مني حقا " قالها بعتاب

فانتظرت دقائق ثم فتحت الباب وخرجت منه ،تنظر إليه بحذر
فرمقها بضيق وهو يتقدمها إلى الصالة الخارجية للشقة ثم قال:_
"هل تظني لاني معك في شقة وحدنا،سأخون ثقة والدك في؟"
عضت شفتها السفلى وقد المها حزنه فتقدمت منه قائلة باسف:_
"حمزة ،لا تغضب ، انا لم اقصد ذلك انا فقط خجلت"

ابتسم بخبث وهو يشدها إليه ،يحجزها بين ذراعيه قائلاً:_
"والله عيب علي أن أكون طبيب نساء وتوليد و دبدوبتي تخجل،عار علي يا إمرأة"
ضحكت بخجل قائلة بمشاكسة:_
"الم تتعلم من الطب سوي الوقاحة ؟!"
غمز بعينيه قائلاً بعبث:_
"وهل هناك أهم منها، انا احفظها عن ظهر قلب ٍ،بجميع بنودها ،لما لا اعلمك؟!"
"حمزة" قالتها بتحذير ،فلم يمهلها الاعتراض وهو يرتشف من أنفاسها حتي انفصل عنها هامساً ببحة:_
"جميلة انتِ، دبدوبة شقية خجولة ،اصبحت اذوب فقط من نظرة عينيها،يا الله انا احبك ِ يا نهي "
زادت فتنتها والخجل يرسم وروده علي وجنتيها هامسة:_
"انت تُثبتني بحديثك هذا كي تُعلمني الوقاحة "
دفعها بلطف جهة الباب الخارجي للشقة قائلا بغرور مصطنع :_
"أُعلِمك فقط؟!، بحق الله يا فتاة ،سأجعلك المادة الخام للوقاحة نفسها "
★★★★

ابنتها تذبل أمام عينيها كل يوم ولا تريد البوح،هي ليست بالصغيرة كي لا تدرك أن هناك ما يدور بينها وبين زوجها في الخفاء، ثقل الحمل يزداد عليها فيضعفها ومع ذلك ترفض أن تسكن معها حتى تلد وهي لن تستطيع أن تفعل شقتها هي وزوجها بالكاد تسعهم
هذة الفتاة توجع قلبها، لقد اطمئنت على إخوتها فمتى يرتاح قلبها من أجلها ،زواجها جاء ظلم ،صحيح أن الله أكرمها برجل لكن كأي فتاة كان من حقها أن تختار ،ملك الشقية تذبل كل يوم أمامها
استغفرت سرا وهي ترفع يديها بالدعاء وطوت سجادة صلاتها ووضعتها جانبا ثم دخلت عليها الغرفة وكعادتها كل يوم ،تجلس أمام التلفاز نصف جلسة بسبب تكور بطنها وألم الحمل ،الطعام تمس منه اليسير فقط
اقتربت منها بعزم وضمتها بين ذراعيها بحنان فانفجرت في البكاء وكأنها كانت تنتظرها
"يا ابنتي ما بكي، ما بكي حبيبتي أخبريني يا قلب أمك؟!"

قالتها بقلب أم مفطور على طفلتها والأخرى تبكي وتتشبث بها بألم فسألتها بحزم رفيق:_
"ملك يا ابنتي اهدئي وأخبريني ،ماذا بينك وبين زوجك؟"

"ألم تنبهي علي يا أمي ألا أخبرك ما بيننا"
قالتها من بين بكائها فاغتاظت المرأة من كتلة الغباء المتكورة بين ذراعيها وقالت:_
"هذا في المشاكل البسيطة والعادية ،منذ متى وأنتِ وزوجك متباعدان ها منذ شهور ألم يخطر على عقلك أن الأمر يحتاج لتدخل كبير أم أنكِ أستصغرتي كون كبيرك إمرأة "

"لا يا أمي كيف تقولي هذا ، أنتِ على رأسي "
"حسنا حبيبتي أخبريني ماذا حدث"
قصت عليها كل شئ بدايةً من مقابلتها لرندا حتى آخر مرة منذ شهور وهي تعترف له بحبها ودخولها المشفى وعودته يتعامل معها بالحسنى لكن ببرود وتباعد
زمت المرأة شفتيها بعدم رضا ،ابنتها أخطأت لا تنكر وستعنفها أشد التعنيف على ذلك لكن هو أيضا تهور ولم يستطع معالجة الأمور بحكمة وبالأخير الأمر عالق بين الإثنان لذا أخرجتها من بين ذراعيها قائلة بحزم:_
"هيا قومي بدلي ملابسك "
"إلى أين يا أمي ؟! قالتها بقلق وهي ترى أمها تتوجه للخزانة تجمع منها الملابس ،فردت عليها قائلة:_
"إلى بيت والدك ومن يريدك فليأتي ونتفاهم ولكل حادث ٍ حديث"
★★★★

عاد من العمل ليلاً يتأفف بإرهاق ،هذة الفترة لا يستطيع أن يشم نفسه حتى بدءاً من عمله في معرض السيراميك ومن ثم عمله الخاص في التصوير نهايةً بإصرار خالد أن يكون معه بالمكتب الجديد حتى أنه أقترح أن يكون شريكه بالمجهود لكنه رفض مكتفيا بأن يعمل معه
لفت انتباهة صمت المكان فاتجه إلى الغرفة يفتح النور فقطب بين حاجبيه في حيرة من الفراش المرتب ،خرج ينظر في المرحاض والمطبخ ثم عاد إلى الغرفة مرة أخرى يفتح الخزانة فوجد بعض ملابسها غير موجودة
قطب بين حاجبيه يرفع هاتفه لأذنه يهاتفها فدقائق وأتاه صوت والدتها الجامد :_
"مرحبا يا حسن "
ابتسم يسألها :_
"مرحبا يا أمي ،هل ملك بخير لما لم تخبرني أنها عِندك؟"

"هي بخير، لم تُخبرك لأني أنا من أخذتها، ابنتيِ عندي حين تُدرك قيمتها تعالى ونتفاهم"
نظر إلى الهاتف الذي أغلقته المرأة بوجهة ممتقع ،ماذا حدث هو لا يفهم شئ

"يا الله يا ولي الصابرين"
قالتها المرأة بنفاذ صبر من تلك البائسة التي تبكي جوارها ثم التفتت إليها قائلة:_

"فقط أخبريني لما تبكي ؟ هل كان يعجبك حالكم ،لا تظني يا ابنة بطني أنكِ لستِ مخطأة
يا حمقاء ألم أنبهك أن سر بيتك لا يخرج ، حتى وإن كانت رندا جيدة ،لا يصح يا غبية ،ما بين الرجل وامرأته حلوه ومره سر مدفون يموت مع موتهم ، الأصدقاء علاقتنا بهم لها حدود حتى وإن كانوا كالإخوة ،قدسية رباط الزواج من أحقيتها ألا تخرج لأحد "
تنهدت بهم وأردفت :_

"أنا أشعر بكي ، أعلم أنكي صغيرة ومازلتِ في بداية حياتك لتتعلمي ،لم أجبرك على البوح لي إلا حين طال الأمر ،منذ شهور وأنا أصبر وأقول ستحل الأمر ،حبيبتي صحيح أخبرتك أن سركم لا يخرج لكن هناك مشاكل تحتاج لكبير ،لطرف خارجي يوزن الأمور ويوجهكم للصواب ،،،"
قاطعت حديثها على صوت طرق الباب ،فابتسمت بخبث وقالت :_
"ادخلي الغرفة ولا تخرجي إلا حين أدعوكي"

رسمت علامات الجمود على وجهها وهي تفتح له الباب الذي أطل منه وعلامات القلق على وجهة
أشارت له بالدخول دون تعبير وتركته ودخلت تجلس على الأريكة فتقدم منها يجلس أمامها وسألها بارتباك:_
"ماذا يحدث يا أمي ؟!"
"أمك متأكد ؟! أرى أنك لم تعطي تلك الكلمة حقها كما فعلت أنا معك" قالتها بجمود
فارتبك أكثر قاطباً وسألها بخفوت :_
"لما يا أمي تقولين ذلك ،أنتِ على رأسي"
" أسمع يابني حين دخلت هذا البيت ،قلت لك أنك وملك أصبحتم واحد عندي وأنك ابني مثلما هي بنتي ،قلت لك إذا أغضبتك يوما فقل لي ولك الكلمة إن لم أراضيك صحيح أم لا،لم أطلب منك سوى أن تضعها في عينك وتراعي صِغرها"
أومأ حسن برأسه فأردفت :_
"حسنا لكن للأسف لم أرى ذلك ،ابنتي تذوي منذ شهور وأنا صامتة ، أرى شرارات التوتر بينكم وأصبر نفسي لكن إلى هنا وكفى ،لن أجلس صامته وأخسر ابنتي ، ألقي عليها اليمين واذهب لحالك طالما أنك لهذا الحد لم تريدها"

شحب وجهه وتسارعت دقات قلبه وهو يهب من جلسته إلى جوارها مما أرضاها أنها تسير على الطريق الصحيح
مسك يدها قائلا بشحوب:_
"لما تقولين ذلك ،يا أمي هل ملك من طلبت"
شدت كفها منه قائلة بحزم:_
"لا هي لم تطلب شئ ،لكنها أخبرتني أنك أقسمت إذا علم أحد بينكم ستطلقها وأنا أجبرتها على الحديث ،فلتُطلقها وليوفق الله كل منكم بطريقه"
ابتلع رقيقه بصعوبة واحترامه لتلك المرأة بكلماتها الصائبة يكبلة لذا أطرق برأسه قائلاً:_

"أنا لم أقسم بالطلاق يا أمي لقد كان قسم عادي ،كما أني لا أستغنى عنها ، لكنها أخطأت "
تنهدت برضا والتفتت إليه قائلة :_
"أخطأت أعلم لا أنكر لكنك أنت أيضاً أخطأت ،تهورت وضربتها ولم تسمع منها حتى لم تفهم،حتى هذا أعذرك عليه لكنها أخبرتك بالحقيقة وندمت، إذا كان كل زوجان عند كل عثرة كبيرة بحياتهم يبنون السد بينهم مرة واحدة لن تستقيم الحياة
لا أدافع عنها لكن أقسم لك بالله إذا كانت ملك تفكر كما تظن لألقيتها تحت قدمك تقبلها الآن لكنها لم تفعل هي فقط أخطأت حين أفضت ما بداخلها للمصدر الخطأ وندمت في فورها "
أومأ برأسه لكن رغما عنه دمعت عيناه ،سيظل ذاك اليوم ندبة بقلبه وبالأخص ما حدث مع الضابط
وانفطر قلبها من أجله ،الشاب صغير وخلوق لكن المجتمع لا يرحم لذا احتوته بين ذراعيها بحنان قائلة:_
"يا حبيبي لا تفكر سوى في كونك أنت حسن ،الشاب المتعلم الخلوق المعتد بنفسه والمعتمد عليها ،الذي يسعى لكسب قوت يومه بالحلال ،الرجل الذي استأمنته على ابنتي والأب المنتظر أليس ذلك يدعو للفخر "

كلام المرأة يسري في روحه فيطمأنها لكنه قال بمرارة :_
"الأب!!! هل الأطفال الذين سيأتون سيسامحني حين يعيرونهم بي؟!، على قدر فرحتي أنهم إثنان على قدر خوفي"
"قطع لسان كل من يفعل ، أنت مدعاة للفخر وليس للمعايرة الرجل بذاته لا بأهله، أسعى واجتهد واصنع لك اسماً مفرداً تتحاكى به العائلات حتى ينشأ صغيريك في مجتمع مجبر على احترامهم "
ابتسم ناظرا إليها وقال:_
"منذ أن تزوجت ملك ولا أسجد سجدة إلا وأحمد الله على تعويضي بكِ"
قبلت رأسه ثم غمزته بمشاكسة سائلة:_
"والطلاق !؟"
أحمرت أذنيه خجلا وقال مُطرقاً:_
"أنا أحب ملك يا أمي لكني أخاف بظلمها معي"
"لتعلم أولا ً أني عنفتها منذ أن أخذتها والبائسة تبكي طوال اليوم أن حسن سيطلقني يا أمي ، ثانيا هي تحبك أيضاً وبعدك عنها هو ما يظلمها "
هز رأسه بتفهم فأشارت له قائلة :_
"أدخل لها ستجدها بائسة تبكي بالداخل حتى أحضر لكم العشاء فستبيتون الليلة هنا"

دخل عليها الغرفة فوجدها متكورة على الفراش تبكي كما قالت والدتها بالخارج
جلس جوارها وجذبها من ذراعيها هامساً بحنانه التي افتقدته :_
"لما تبكي يا ملك؟"
"ستطلقني صحيح ؟ أقسم أن أمي من أجبرتني على الحديث ، أقسم أني لم أفعلها إلا أملا في أن يحل ما بيننا"

ابتسم ماسحا دموعها بأنامله ولهفتها هذة ترضي غروره الذكوري وهمس :_
"يا مجنونة هل لو أريد أن أطلقك كنت سأنتظر ؟!، أنا أحبك يا ملك وأنتِ تعلمين"
"هل سامحتني ؟!"
سألته برجاء فضما إليه مقبلا وجنتها وهو يلصق خاصته بها وكفه الآخر يربت على بطنها في حنان وهمس:_

"سامحتك منذ أن علمت الحقيقة يا ملك ، منذ أن اعترفتِ لي بحبك وآمن بكي قلبي ،لم أكن أبتعد نفورا بل خوفاً"

ابتسمت بحب وسألته:_
"هل تحبهم؟! "
"أحبك أكثر" همسها بحنان وهو يدرك جيدا حاجتها لسماع ذلك الآن فضحكت برضا وهي تقول:_
"الطبيب يقول أن وضعيتهم مقلوبهم فلا يستطيع تحديد جنسهم إلى الآن"
مال بها على الفراش يعدل من وضعيتهم وسألها باهتمام:_
"أنتِ ماذا تريدين ؟"
لمعت عينيها وهي تنظر في عينيه وهمست:_
"ممممم أريدهم ذكرين يكونوا عِزوة لك ويعوضانك عن كل شئ "
ابتسم مقبلا رأسها وقال:_
"أما أنا فأريدهم ولد وبنت ،هو لأجعله يشب رجلا يعتمد عليه وهي لأشبعها، دلالاً يليق بها "
قبل أن ترد عليه قطع حديثهم طرق الباب وصوت والدتها تدعوهم للعشاء...
★★★★

"ريم منشغلة لا أحد يحدثها "

قالتها بمشاكسة لحماتها والجدة اللتان يُعدان الطعام معها من أجل تجمع العائلة اليوم ، إحتفالاً بفك عبدالرحمن للجبس ومعاودته لسير حياته الطبيعية إضافة ً للعلاج الطبيعي وهو تخصصها على كل حال
ضحكت المرأتين واقتربت منها حماتها قائلة :_
"رائحته شهية يا ريم ،ما طريقته"
بدأت ريم في تقطيع القرع ،متجنبة قدر استطاعتها سخونته وقالت :_
"قمت بغسل القرع جيدا ومن ثم نظفته من البذور ،وفتحت كل واحدة دائرة من الأعلى ودهنتها بالزيت لأن عبدالرحمن لا يحب الزبدة ومن ثم حشيتها طبقات من الأرز بالخضار واللحمة المشوية وقمت بلفها بورق الفويل مرتين جيدا ووضعتها في صينية بها ماء ساخن في الفرن على الرف الأول من الأسفل من ساعتين لساعتين ونصف على مائة وستين وكلما يجف الماء الساخن أقم بتزويده فقط"

"فقط" قالتها حماتها باستهجان وهي تخرج صواني البشاميل والرقاق من الفرن
ثم التفتت إليها قائلة بمشاكسة :_
"كلمها أشتهيها ،سأتناولها عندك أوفر"

"ومن قال أنها ستعدها لكي ،ليكن بعلمك هي لم تفعلها إلا من أجل عبدالرحمن لأنه يحبها كثيرا"
قالتها الجدة مبتسمة لريم التي احمرت وجنتيها وسألتهم بارتباك:_
"لما تأخروا هكذا"
"المشفى ليست بالقريبة حبيبتي ،هم على وصول"
لم تكد تنهي حديثها حتى رن الجرس وانتشرت أصواتهم بالخارج فور فتح الجد لهم

بالخارج
جلس عبدالرحمن جوار الجد الذي قبل جبهته قائلا بحنان:_
"حمدا لله على سلامتك يا ولدي "
ابتسم عبدالرحمن وهو يرد عليه فشاكسهم خالد قائلاً:_
"آه يا أخ عبدالرحمن منذ الحادث تستغل مرضك وأنت تأخذ المكان جوار جدي "
لعب عبدالرحمن حاجبيه له مبتسما وقال:_
"ولما تغار أنت ، معروفة أنا الحفيد الأكبر والمحبوب "

"لا أنت ولا هو "
قالها شهاب الذي دخل لتوه يحمل تميم بمشاكسة ومن ثم وضعه على ساق الجد قائلاً:_
"هذا البطل هو أغلاكم"
"صحيح"
قالها الجد ممطرا تميم بسيل من القبلات المتتابعة على وجنته حتى تذمر الصغير قائلاً وهو يمسح وجنته:_
"جدي لقد بللت وجنتي ،يكفي"
ضحكوا جميعا وجلس شهاب جوار عبد الرحمن هامسا بمشاكسة :_
"ها قد فُك جبسك يا وقح يامسكين"
ابتسم عبدالرحمن بخبث وهو يميل عليه هامساً :_
"لما لا تكمل جميلك وتأخذ تميم معك يومين"
خبطه شهاب على رأسه بكف يده قائلا :_
"يا وقح لم أقصد هذا "
"هل تجر عمنا للرذيلة يا عبدالرحمن "
همسها خالد بمشاكسة وهو يحشر رأسه وسطهم من الخلف
ابتسم عبدالرحمن بتواطئ وقال:_
"ليته يُجر لها لا أعلم كيف سيكون عريس قريبا "

"الأمر يدعوا الضحك معك حق "
زم شفتيه بامتعاض وهو يخبط رأسهم ببعض فتأوه الإثنان وهو يتركهم قائلاً:_
"تحتاجان لإعادة تربية من جديد
★★★★
بعد انتهاء اليوم
تواطأت بجسدها على الفراش تفك تجبسه من إثر مشقة اليوم ،فركت عينيها بكفها وهي تسمع صوت إغلاق الباب وصعود زوجها وطفلها
اتكأت على مرفقها بدخول عبدالرحمن الغرفة وسألته :_

"أين تميم"
"تميم بالأسفل مع خالد"
قالها وهو يتكئ جوارها ،فتأففت بنزق قائلة:_
"ولما لم تصعد به ،لتوي أخذت حماماً ساخناً يا عبدالرحمن "

قالتها وهي تحاول النهوض كي تجلبه من الأسفل لكنه جذبها من ذراعها قائلا ً:_
"تميم سينام مع خالد يا ريم "
رمقته بدهشة سائلة :_
"نعم؟! ولما "
تنهد معتدلا في جلسته يحتوي كفيها بين كفيه وقال:_
"لقد اشتقتكِ يا ريم ، ألم تشتاقي لي؟"
احمرت وجنتيها وتوترت وهي ترمش بعينيها لا تعرف بما ترد ،مازال بداخلها حاجز من جهته يبعدها عنه ،رغم كل محاولاته الفترة الماضية لرآب الصدع بينهما ،هي تأبى التصديق لقد تعايشت منذ زواجهم مع أمر عدم حبه لها كان يكفيها إحترامه وتعلقه بها ،المودة الدافئة بينهم،عشقها هي له ،لكن إنتكاسته بسبب أخرى لا تنمحي من أمام عينيها وهي ليست بالجبانة حتى لا تصارحه ،لا منذ أول يوم في زواجهم واتفقا على الصراحة في كل شئ على الأقل من جانبها هي لم تُخِل بها ،لذا عادت بعينيها إليه قائلة :_
"أنا لا أرفضك يا عبدالرحمن هو حقك على كل حال ،لكني كنت أريد فترة أستعيد فيها نفسي ،حتى أني فكرت أن أذهب لبيت والدي"
"ماذا"
قالها بجزع وأردف ساخِطاً :_
"منذ متى وأنتِ متباعدة يا ريم ،منذ شهور وأنا قعيدفي الفراش وما بيننا لا يتعدى حياة روتينية باردة ،حتى محاولاتي للقرب منكِ تُلاقيها بالصد "

انتابها الغضب وهي تنتزع كفيها منه قائلة:_
"لا تلقي عليا اللوم وكأن ما بيننا كان عادي و أفسدته ،لقد كنا سنتطلق وما منعنا هو الحادث"
"لما لا تصدقي أني أحبكِ أنا لا أفهم"
طفرت الدموع من عينيها قائلة بألم:_
"هكذا أنا لا أصدق ،يكفي ألمك من أجلها، نومك جواري وأنت تفكر فيها ،مقابلتكم سويا وبالأخير صفعتك لي وتشدقك بالزواج منها"

"كنت مشوش يا ريم ، أقسم لم أكن لأدرك حبي لك إن لم يحدث ذلك ومع هذا أنا نادم "
قالها بيأس من مسامحتها له فنظرت إليه بجمود وهي تعطيه ظهرها تستعد للنوم وقالت :_

"حسنا "
اقترب منها بغيظ ،يلتصق بها وهو يدفن وجهة في عنقها وقال بيأس:_
"أنا أحبك ،منذ متى وأنا أهون عليكي هكذا ،أعشقك يا عديمة الإحساس أعشقك"

وكاذبة إن لم تتأثر وكل حواسها تهفوا لضمه ،لطالما كانت عاطفتها لعبدالرحمن متوجة بالأمومة لذا جاء همسها ضعيفا ناعماً وهي تقول:_
"أنت لا تهون "
أدارها بين ذراعيه يحتكر عينيها بنظراته وهو يقول بصوت أجش:_
"طفلك أنا تاه بطرقاته حتى التقاكي ، ألا تضميه؟!"

وكيف لا تفعل وكلامه يدك حصونها دكاً، بالنهاية هي أنثى وحبيبها يتوسل وصلها، عاطفة عينيها لا تقبل الجدل وحديث شفتيه تتراقص له دقات قلبها الخائنة فلم يكن أمامها سوى الإستسلام لعاطفته الهادرة التي لأول مرة تشعر أن العشق يُكللها وهو يذيبها بين ذراعيه في بادرة حب تتجاذب فيها دقات القلوب حتى امتدت للصباح ...
★★★★

منذ متى لم تذهب للمركز!؟
منذ أسبوع تقريبا وبالتحديد ذاك اليوم الذي علمت منه أنه خطب تلك الفتاة التي أتتها من قبل وللمصادفة كانت نفس الحالة التي تناقشت معه فيها
عادت بذهنها لصدمتها فور أن أن أخبرها بصوته الرخيم :_
"لقد كانت مريضتك"
وقتها عقدت حاجبيها في دهشة سرعان ما تحولت لصدمة وهو يُذكرها بها
الصدمة ألجمتها وقتها ،ونبرته الحنونة في حديثة عن الفتاة تُثير مشاعرها رغماً عنها ،حتى أن نزعة شيطانية تلبستها لتخبره كل شئ لكن عاد ضميرها المهني يُكبلها أن تفعل فاستأذنت منه،متمتمة بمباركة سريعة وهربت
ماذا فيها لو أخبرته ؟!
هل ستكون مخالفة للقسم الذي اقسمته قبلا إستئماناً لهذه المهنة الشريفة
أم ستكون أمانة يحكمها ضميرها أن تخبره بعيب ضروري قد يكون فاصلا بعلاقته في شريك حياته وله الحق في القبول أو الرفض
جلست على الكرسي الهزاز وأفكارها تتوارد تباعا
هي ليست تلك المرأة الغيور التي ستُزيح أخرى عن طريقها كي تصل للرجل الذي تحب
لا هي أعلى من ذلك ، لكن نفسها تأبى أيضاً أن يتزوج شهاب البرعي من فتاة كهذة ؟
ماذا لو ظلت في إثمها؟!، ماذا لو لم تتعالج
هبت واقفة تبدل ملابسها سريعا وهي تعزم أن تحذره ،هي لن تفضحها لا لن تفعل
لا تستحق مهنتها إن فعلتها، بل لا تستحق اسم والدها 'دكتور نصار الربيعي' أن فعلتها

بعد ساعتين كانت تجلس أمامه في مكتبه صامته فسألها بدهشة :_
"يا دكتورة ،لقد أخذتي إجازة أسبوع واليوم تأتين فجأة وتجلسين صامتة هكذا؟!"
رفعت رأسها إليه سائلة بتردد:_
"أحتاج استشارتك في شئ ، إذا علمت أن أحدهم سيتورط في شئ ربما يكون سئ وهو لا يستحق إلا خيراً هل تحذره وتنبهه أم تتركه"
حك أحد حاحبيه قائلاً:_
"لقد قلتِ ربما أي أنني لست متأكد من سوء شئ ،لأتأكد أنا أولا ً ومن ثم أرى ماذا علي فعله "
هزت رأسها بتفهم ثم سألته بطريقة حاولت أن تكون عادية :_
"أين تعرفت على خطيبتك؟"
ضيق عينيه بتوجس وسألها:_
"لما تسألين"
"مجرد دردشة "
قالتها وهي تهز كتفيها بلامبالاة مصطنعة فرد عليها قائلاً:_
"ألم أخبرك بدايتنا كانت صدفة هنا بالمركز ومن ثم تكون مريضتك لكن أحكام القدر شائت وجمعتنا لنبدأ بصدفة وننتهي بعمر أن شاءالله"
غيرة مريرة مرت بقلبها بتمنى لو كانت هي بدلاً منها ،لكنها نحتها جانبا وهي تسأله بحذر:_
"هل تعرف مما كانت تتعالج عندي؟!"
ابتسم باسطا كفية وهو يقول:_
"بالطبع أنا أعلم عنها كل شئ"
قالها قاصدا ظروف والديها ونشأتهالكنها امتقع وجهها وهي تسأله :_
"ألم يفرق الأمر معك بالنهاية أنت رجل شرقي "
قطب بين حاجبيه بدهشة ثم قال مبتسماً :_
"ولما يفرق معي، أنا لست تلك العقلية المتحجرة حتى أن الأمر عادي لا يحتاج لتفهمي المعتاد ،حتى وإن لم تلجأ إليكي أبدا ً ،هو أمر ثانوي"
بروده الذي يتحدث به آثار حنقها خاصة مع تحفظه الدائم معها وإشارته قبلاً لنقطة حجابها فقالت باندفاع وهي تهب واقفة :_

"إذا كان عندك المانع أن تتزوج من فتاة متحررة وغير محجبة مثلي لكن بالطبع ليس هناك مانع من الزواج من أخرى مدمنة أفلام إباحية وعادة سرية "

انحسرت ابتسامته وهو يوازيها في وقفتها قائلاً بدهشة :_
"ماذا؟!"
_______________

يتبع بالفصل التالي

Neven shanan likes this.

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 08:15 PM   #123

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية لتمسك بيدي

الفصل الرابع والعشرين

استيقظ على صوت بكائها ليلا فانتفض من رقدته يسألها بقلق:_
"ملك ما بكي ؟!"
"ظهري يؤلمني يا حسن وأشعر بالحر الشديد"

"حسنا انهضي معي "
قالها ناهضاً وهو يستدير يقف جوارها من الناحية الأخرى فسألته بإرهاق:_
"إلى أين ،ظهري يؤلمني يا حسن لا أستطيع"

"سأساعدك هيا معي"
قالها وهو يحثها على النهوض بين ذراعيه فطاوعته وهي تتكأ بكليتها عليه
أخذها إلى المرحاض وساعدها في أخذ حمام بارد يهدئ من سخونة جسدها ثم ساعدها في إرتداء قميص قطني خفيف يخفف عن جسدها قليلا
عاد بها إلى الغرفة وأراحها على الفراش ثم سألها برفق:_

"هل تشعرين بالتحسن؟!"
أومأت برأسها بامتنان وهي تتنهد راضية من عودة حسن الحنون مرة أخرى
سألها باهتمام:_
"هل أنتِ جائعة؟!"
هزت رأسها نفياً فتمدد جوارها على الفراش مرة أخرى بعد أن أغلق الأنوار متهيأً للنوم
لم يكن أكمل دقائق في الغرق بين غياب النوم حتى استيقظ علي صوتها النزق تناديه

رمقها بنصف عين مهمهما بكلمات غير مفهومة مما جعلها تصرخ به
فتح عينيه بحدة ينظر لها قائلاً:_

"ملك قولي ما تريدين دون صراخ"

دمعت عينيها وأولته ظاهرة قائلة:_
"لا أريد شئ منك، نام"

"يا الله يا ولي الصابرين"
همسها بغيظ ثم اقترب منها يديرها بين ذراعية قائلاً بهدوء :_
"ملك حبيبتي ماذا تريدين"

"أنا جائعة "
ضحك لطريقتها البائسة فسألها :_
"هل أعد لكِ شئ من الداخل ؟!"
قضمت شفتيها تهز رأسها نفيا وقالت :_
"حسن أنا أريد كريب نوتيلاً"
"نعم؟!"
زمت شفتيها ببؤس فضحك قائلا ً:_
"هل أنت ِ جادة ؟! تريدين كريب النوتيلا ، الآن في منتصف الليل؟!"
أومأت برأسها فقبل جبهتها بحنان تحكم به من ضعفها وتناول هاتفه يطلب لها ما تشتهي
بعد قليل كانت تتناول الكريب خاصته بنهم بعد أن أنهت خاصتها وأمامها هو على الناحية الأخرى من الفراش يدلك قدميها المتورمتين برضا .
لا شئ أحب إليه أكثر من إقتراب موعد ولادتها بقدر ما هو خائف بقدر ما هو متشوق وسعيد

شاكسها قائلاً:_
" أنبهك فقط أنكِ ستجدين نفسك زائدة من خمسة إلى عشرة كيلوجرامات على الأقل "

زمت شفتيها بنزق قائلة :_
"حسن ،لا تستفزني ، تعلم أن وزني لايزيد على عكسك أنت فلا تحقد علي"
ضحك مقترباً منها يضمها إليه بحنان وهو يربت على بطنها قائلاً:_
"هل أطلب لكِ مرة أخرى؟!"
"وهل إن أردت ستفعل؟؟"
قبل وجنتها وهو يومأ برأسه فابتسمت تتأمل عينيه الجميلتان وهي تقول:_
"تعلم أنا أريدهم أن يرثوا منك جمال عينيك "
"وانا أريدهم ألا يفعلوا"
قطبت بين حاجبيها تسأله:_
"لماذا"
"حتى لا تتأملين عين أحد غيري، استيقظ ليلاً على تحرشك برموشي، وملامحي "
لوت شفتيها قائلة بغضب:_
"أنا لا أتحرش بك يا حسن "
أشرف عليها هامسا بمشاكسة :_
"هل تطولي؟! سأفعل أنا"
اتبعت يديه قوله بالفعل وهو يغرق بين أنفاسها ،هامسا بكلمات حبه واشتياقه،حاجته وولعه بها "
وهي بدورها تحتويه ،تبثه روحها وعشقها ،تتغلب على ألمها من أجله فهو يهرب من همومه بين ذراعيها وهي راضيه فقط ليكن بخير
★★★★

"أتركي العمل!"
قطبت بين حاجبيها مضيقة عينيها بتوجس وسألته:_
"ماذا؟!، هل يُهئ لي ما سمعت؟، أم علك تمزح"

زفر عمر أنفاسه مُهدئاً ذاته ثم اعتدل في جلسته قائلاً:_

"لنكن واقعيين ،العمل هذا لا يناسبك ، سِرك المحاماة والقضايا،اللعب بها والسعي وراء ثغراتها لا يليق بامرأة وبالأخص أنكي قريبا ستكونين زوجة وأم"

ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيها محاولة ألا تغضب وهي تقول بتهكم:_
"آه ربة منزل ،ووعاء لجلب الأطفال ،هذا ما تريده صحيح"

"أنا لم أقل هذا ، أقول أن المهنة لا تناسب إمرأة ،لو كنتِ طبيبة مثلا لم أكن لأمانع"
قالها بهدوء في محاولة لإقناعها لكنها قالت بحدة:_

"لا تضحك علي وعلى نفسك يا عمر، الطبيبة تقضي مناوبات ليلة بالمشفى،وتتعرض للكثير أيضاً من المخاطر ،لا فرق في نوعية العمل بل في من يعمل "

"حسنا يا غدي وأنا أرفض عملك ومن حقي ، أنا رجل لا يريد إمرأة عاملة ،بل أحتاج لمن أعود للمنزل أجدها في استقبالي وإزالة عني عناء اليوم وليس العكس"
قالها بغضب من رأسها العنيد الذي لا يلين فتحلت غدي بالهدوء كما نصحها عمها وهي تحاوره:_

"حسنا يا عمر ، أنا أؤكد لك أن عملي لن يؤثر على بيتي "

"وأنا لا أريد المجازفة ، لا أحب عملك ولا أريدك عاملة " قالها بجفاف ،فسألته بدهشة :_
"لكنك تقدمت لي وتعلم عملي وطبيعته ،بل أنك تعرفت علي من خلال عملي هذا "
"آه حين كان هذا ال..... يغازلك لجمالك وملابسك المتحررة "
قالها بتهكم ،فانتفضت واقفة وهي تقول بتحذير:_
"لم يفعل ولم يجرؤ يا عمر ، أنا لم أكن لأسمح له فلا تتمادى"

وازاها في وقفتها قائلاً ببرود سخيف:_
"حسنا وأنا قلت ما عندي من اليوم لا عمل لكي"
"ومن سيسمح لك بذلك ؟!"
"أنا زوجك وعليكِ طاعتي"
قالها بعناد ،ظناً منه أنه سيجبرها إلا أن صمتها طال حتى انهته قائلة ببرود:_
"لم تعد زوجي بعد ياعمر ،ومن الآن أنا أريد الإنفصال ،لن أعيش مع رجل يدفن طموحي .."
★★★★

غيرتها واحتراقها كانا يعميانها عن تصلبه، أمامها، دهشته وتوتره، إنحسار ابتسامته وعينيه الزائغة وكأنه يجمع الخيوط :_
ترغي وتزبد أن:_
"لم أظنك بهذة العقلية أبدا ً يا شهاب، أن ترفضني أنا فقط من أجل أني ظاهريا لا أناسب معاييرك أمام الناس،لكن لا يهمك أن أكون سيئة من الداخل أو غيره..!"
لحظة ،لحظة ، ماذا تهذي هذة ؟!
ومضات سريعة تمر بعقله، صدفته برنا في المركز،العينان البريئتان المكبلتان بالذنب، حديث مادلين أنها اختارتها، ،استشارة مادلين له عن فتاة تشاهد الأفلام الإباحيه وتمارس العادة السرية،عدم رؤيتها مرة أخرى بالمركز، الفتاة التي طلبت منه رقم طبيبة فعالجها إلكترونيا، تصلبها فور سماعها اسم مادلين،صدمتها واختفائها حيال طلبه لخطبتها هو شك من قبل لكن انجذاب قلبه لها أبى أن يفكر في الأمر حتى ....!!!

ابتلع ريقه بصعوبة وملامح وجهة تشتد أكثر محاولاً أن يسيطر على صدمته ويتعامل مع تلك الثائرة أمامه لكن رغما عنه خرجت نبرته مرتجفة وهو يقول :_
"دكتورة مادلين أنا لا أسمح لكي ،فإلزمي حدودك ولا تتخطيها،من تتحدثين عنها الآن هي إمرأتي كرامتها من كرامتي ،كما أنها تعالجت وتماما من الأمر "

لم يسمح لها حتى أن ترد وهو يتناول سترته ومفاتيحة متجها إلى الخارج لكنه قبل أن يخرج حذرها قائلا بقسوة غريبة عليه:_
"قد أُمَرر حديثك عن مريضة من مرضاكي بأسرارها لكوني أعلم عن الأمر سأعتبره خطأ غير مقصود، لكن إياكِ أن تتعرضي لها ،ستكون نهاية حياتك المهنية حينها وأنا لن أتهاون أبدا ً في هذا الأمر ليس لشئ أكبر ض من كونها دخلت هذا المركز مريضة ولها خصوصية أسرارها "

أنهى حديثه وخرج صافقاً الباب خلفة ،لاغياً كل مواعيد اليوم والغد

لف وجال بسيارته في الشوارع وبالأخير عاد إلى منزله ،يشعر أن تفكيره مجمد
لأول مرة يُخْفِق عن قراءة مريض ، كيف لم يربط الأمور ،بل كيف لم يلحظ عليها
أخرج هاتفه وفتحه على تلك المحادثات المتراكمة بينهم منذ شهور والتي قلت مؤخراً بالتدريج نظرا لتقدم حالتها
ندمها وجلدها لذاتها في كل محادثة ، حرصها على التوبة كما تقول، خوفها من الله ومن نفسها ،نعتها نفسها بالمدنسة، وقوفة جوارها ومؤازرته إياها ،منعها من نعت نفسها بذلك ،تقدم حالتها ثم إنتكاساتها مرات ومرة أخرى وأخيرا تقدمها ونجاحها .
وصوله لآخر المحادثات بينهم ومن ثم تذكر ذلك الفيديو الذي بعثه لها من رقم آخر
تراها فتحته أم صدقت في توبتها !!!
يا الله عقله سيشت، إثنان يتنازعان بداخلة ،جانبة الشرقي الذي يدفعه للإبتعاد ورؤيته الطبية التي تؤكد له أنها وإن كانت بدأت عامدة لكنها لم تكن تفهم ، الأمر تحول لإدمان دون إرادتها ،،،،
زفر بسخط وهو يتجه إلى المرحاض يصلي ركعتين استخارة بعد قضاء الفرض والسنة ومن ثم تمدد على فراشه مغلقاً هاتفه وهو يضع ذراعه على عينيه حتى ذهب في النوم

كعادته استيقظ في منتصف الليل ليقضي القيام ثم يباشر أبحاثه ومذاكرته
أزاح الأوراق بيده متنهداً بإرهاق، الأفكار تتزاحم في رأسه وأمام عينيه
نظرتها البريئة ، خجلها الكاسح منه دوما ً،ولهها به والذي ينتفض قلبه الآن لتذكره ،بكائها الدائم،حساسيتها المفرطة رغم هدوءها
تلك الصغيرة لم تأخذ قلبه فحسب بل أخذت روحه معها ،تحول مشاعره وتفكيره الآن عن منذ ساعات يحيره
فمنذ ساعات كان يفكر في ذاته ،و ارتضاها بها وقبول عِلتِها لكن الآن بعد أن هدأت نفسه من تلقي الصدمة فهو يخاف عليها هي
هل سيكون قدر المسؤولية؟!
ليس طبيب الأمس ليُنكر أن الأمر قد يعاودها حتى بعد زواجهم
ماذا سيفعل حينها ؟! ،، هل سيستطع احتواءها والوقوف جوارها ؟! أم سيكون سببا في نكستها !!!

تناول هاتفه يفتحه وهو يتنهد بإرهاق من كم الإتصالات والرسائل المبعوثة له من جميع الجهات
ابتسامة شاردة حنونة تُظلل شفتيه رغماً عنه وهو يقرأ رسالتها الصغيرة فهي تخجل أن تهاتفه هي بل تنتظر اتصاله

"شهاب ،هل أنت بخير؟، لماذا لم تهاتفني !!"

يعقد حاجبيه لتلك الرسالة التي تمت إرسالها الآن من الرقم الآخر
"السلام عليكم، دكتور شهاب ،، هل أنت متفرغ أريد أن أتحدث معك ؟!"
ترددت نفسه خوفاً من الرد لكنه تلبس رداء مهنيته وهو يرد عليها كتابياً من أن يفضحه صوته وتأثره بأنه يعرفها :_

"وعليكم السلام
نعم أنا متفرغ ،تفضلي؟!"

"لقد قضيت الفترة الأخيرة ما بين تذبذب وثبات حتى كان عندي من القوة ألا أعود لذنوبي سوى مرة في الأسبوع من ثم الأمر بدأ يقل تدريجيا حتى آخر محادثة بيننا ،وبعدها أُرسل لي فيديو بعنوان كان يثيرني من قبل لكنه وقتها أثار اشمئزازي ونفوري لكني لم أفتحه بل حذفته سريعا دون النظر فيه والتزمت على تعليماتك في الطعام والصلاة "

كان يقرأ رسالتها وهو يلهج بالحمد سراً فعلى كل حال حتى قبل معرفته بها كان يخشى من إخفاقه في تلك الحالة التي أخذ على عاتقه معالجتها إلكترونيا لذا أرسل إليها مشجعا ً

"أنا فخور بكِ حقاً يا فتاة، ألم أقل لكِ أني متفائلٌ بكِ وأنكِ على قدر المسؤولية"

"حسناً لكني أريد استشارتك في أمر ، لقد ارتبطت بأحدهم وأريد أن أعترف له بذلاتي فعلى كل حال أنا استكثره على نفسي"
يا الله ،ترى محادثاتها الآن هي رسالة له من الله ؟!، تراها رداً على استخارته ؟!
هل الصغيرة ،تستكثره على نفسها ،تريد أن تعري نفسها بخزي أمامه ؟!
هل يرضى لها ذلك !!!!
استجمع نفسه وهو يكتب لها:_
"دعي الماضي لأيامه ،وامضي لحاضرك، هو ليس له شأن بماضيكي أبدا ً كما أنكِ أُمِرتي من الناحية الدينية بالستر، أنتِ لم تخدعيه أو تغشيه ،لا تخبريه بشئ "

"حسنا لكني أشعر أني لم أتعافى تماماً، مازالت الأفكار تراودني وشيطاني يلاحقني ،بعض الألم والذي أتغلب عليه بالأطعمة التي نصحتني بها ، صحيح أني أتغلب على كل ذلك لكني أرى أني أظلمه "
تنهد بهم وهي تصارحه بما كان يفكر فيه منذ دقائق فبعث لها:_
"صارحيني ،هل تحبين هذا الذنب ،هل رغبتك الداخلية في الخروج من تلك الشرنقة أكبر من إشتياق نفسك البشرية لهذة الأفعال؟!"

"أقسم بالله أبدا ً ، أريد أن أتخلص من كل ذلك الأمس قبل اليوم ، أريد أن أنام فأستيقظ وأنا ناسية كل ما كنت أفعل أريد أن أشعر أني نظيفة أستحق من حولي"

رسالتها الأخيرة تنكأ قلبه وكأنها تقصها عليه الآن بدموعها النادمة فلم يتردد وهو يبعث لها:_
"استمري في مجاهدتك ،أنتِ نظيفة بالفعل ،من منا يعني لا يُخطِأ ،سر نظافتك في سعيك وراء علاجك ،ثقي بي لقد اقتربنا من الخطوة الأخيرة "
"حسنا"
"فقط أريدك أن تقتربي من الله ،مسألتك العامل الديني بها أكبر وأقوى ،خذي من القرآن سيفاً تهاجمي به ذاتك، وأؤكد عليكي لا تخبري اي احد حتى من سترتبطي به بشئ "

أغلق معها على أذان الفجر فتوضأ وصلاه ثم ارتدى ملابسه وخرج من شقته إلى وجهة معينة يحتاجها منذ الأمس

بعد ساعتين كان يجلس أمام قبر صديقه الراحل يقرأ له الفاتحة ومن ثم اتكأ على الحجر واضعا أحد ذراعيه على ركبتيه المثنية وهو يقول بهم:_

"ماذا أفعل يا يحى ، لأول مرة أشعر بفائدة حديثي لك في موتك فإن كنت على قيد الحياة لم أكن أقدر أن أفضي لك أبدا ً هذا السر لأنه لا يخصني لكنك تشعر بي صحيح؟!
أخاف منها، أخاف عليها ، أخاف من نفسي
لقد تحدثت معي يا يحى ،تريد أن تصارحني ، أن تذل عزتها أمامي وهي تعترف لي ،لم لكن لأرضاها ،،،"

"تعلم أشعر أن الله جعلني أعلم في الوقت المناسب ،ماذا لو كانت جاءت وأخبرتني ،مجرد تخيل صورتها مؤلم ،،،"

تنهد قائلاً:_
"ماذا لو كنت أنت مكاني؟! يزعمون أن قلبي حنون فماذا إن كانوا عاشروا قلبك ، رحمك الله يا صديق لقد أخذت قطعة من روحي برحيلك !!"
اتكأ برأسه على ذراعه وهو يقول:_

"لا تخاف يا يحى ، لن أخذلك ، أنا لن أتركها ، بالأساس لا أستطيع ،حتى أني نصحتها كطبيب ألا تخبرني، وأنا أبدا ً لن أجعلها تعلم أني أعلم الأمر سأكون غبي إن فعلت الأمر حساس ليس بالهين وقد يكون سببا رئيسيا في الحكم على إرتباطنا بالإعدام وأنا أحبها ، أشعر أنها ابنتي قبل أن تكون حبيبتي ،فقط أخاف أن أخذلها يوما ، ألا أكون قدر المسؤولية ، أن أكون سببا في نكستها فهي رقيقة هشة لن تستطيع المواصلة !!"

أنهى حديثه ثم قرأ الفاتحة مرة أخرى وخرج مستقلاً سيارته مبتسماً بإرتياح وقد انتوى وجهه معينة لكن قبلها يجب أن يفعل شئ
★★★★

فتح حمزة باب الشقة فوجد أحد عملاء التوصيل يسلمه باقة من الزهور ومعها علبة مغلفة
استلم منه ثم شكره وأغلق الباب خلفه قاطبا بين حاجبيه وهو يقرأ الكارت المكتوب عليه "شهاب البرعي "

مط شفتيه بامتعاض متجهاً إلى غرفتها وهو يطرق الباب بطريقة موسيقية قائلاً بدرامية متخذاً طريقة الأمهات :_

"افتحي يا بائسة ،افتحي يا نحنوحة ، طبيب المُحن المخضرم أرسل لكي ورد وأنتِ تبكين على الأطلال في الداخل ، افتحي يا آخر صبري "
فتحت الباب بلهفة تنظر إلى ما في يده مبتسمة وهي تمد يدها لتأخذهم فراوغها باعداً يديه وهو يشاكسها :_

"الآن ضحكتِ؟!، أشرقت الشمس بورود شهاب البرعي ، تعالي يا نعمات افرحي بإبنتك"

قضمت شفتيها بخجل على صوت نعمات الآتية من المطبخ تسأله:_
"ماذا حدث يا حمزة ألن تعقل أبداً"
حرك فمه بولولة مصطنعة يميناً ويساراً وهو يقول:_

"عريس الهنا أرسل ورد وهدية للبائسة التي تلزم غرفتها من الأمس والآن أصبحت ضحكتها من الأذن للأذن وكأننا لم نكن نعجبها"

ضحكت وهي تأخذ منه ما بيده تناوله لرنا تقبلها بحب ثم ضربته بقبضتها في صدره قائلة:_
"ألن تعقل أبدا ً ،زفافك تبقي عليه أيام "

أكمل ولولته المصطنعة وهو يقول:_
"نعم سأتزوج وأريحكم مني نهائيا ً ، هاهي تشعر بي وتهاتفني ليس لي غيرك يا دبدوبتي"
أنهى حديثه مخرجا هاتفه الذي يرن برقمها فابتعد عنهم إلى الشرفة كي يرد عليها
★★★★

أغلقت باب غرفتها ضاحكة على حمزة ثم جلست على فراشها بابتهاج وهي تنظر لباقة الزهور الفخمة بورقها الأسود الأنيق المقوي والزهور البيضاء الرائعة ، تشممتها بحب ثم ركنتها على الفراش وهي تفض العلبة الملفوفة
تسارعت دقات قلبها وهي تتبين نوع علبة الشوكولاته الفخم
«ليندت التركية »
وليس السويسرية كما تحب تماماً
قبل أن تتناول إحداهن لفت نظرها ذاك الجواب الملصق في الغطاء
انتزعته تقلبه بين يديها وهو تميز لونه الأصفر الباهت وكأنه بُعِث من الزمن القديم ،تلك الألوان التي تظلل أحرفه والقلوب البيضاء التي مطبوعة عليه وكأنها محفورة به
رفعته لأنفها وقلبها يتضخم من فرط سعادتها تشم رائحة عطره المميزة
فتحته سريعا تقرأ ما به وضحكتها تملأ وجهها ،قلبها يقرأها قبل عينيها ، أذنها تسمعه يهمس لها بها حبا ً:_

"قلبي كالصائم الذي لهث من ظمأه وجِئتِه أنتِ كماء زمزم ليس لتروي عطشا بل لتروي عمرا"

انتابتها نوبة بكاء لا تعلم فرحاً أم ماذا لكن ماهي متأكدة منه أنها إن حمدت الله كل ثانية لن يكفي
رن هاتفها برقمه فردت عليه بصوتها المتحشرج مما جعله يسألها بقلق :_
"ماذا حدث ،لما تبكين يا رنا"
"لا أبكي، أنا سعيدة بما أرسلت "
ابتسم برضا وهو يشاكسها بصوته الآسر قائلاً:_
"ستجعليني أصدق إذا ً!"
"تصدق ماذا"
سألته بدهشة فضحك قائلاً:_
"المقولة الشهيرة ،النساء تفرح تبكي ، تحزن تبكي"

ابتسمت فتنحنح قائلاً:_
"رنا أريد أن أحدد مع جدك موعد الزفاف ،هل أنتِ جاهزة ؟!"
توردت وجنتيها ولم ترد فقال بحنان:_
"صغيرتي ، إذا كنت ِ غير جاهزة لنؤجل الأمر "

صمتت دقائق ثم قالت:_
"لا ليس كذلك ، فقط خائفة "
"حسنا يا صغيرة خوفك أنا جدير به فلا تقلقي "
★★★★

انقلب على ظهره وهو يفكر في رؤى الجديدة التي يراها منذ عودتهم ، رؤى أخرى ناضجة ،نضوج يعجبه لكنه يستفذه
أين تلك الهائمة به
لا تهاتفه في عمله إلا للضرورة ، تقضي واجباتها كزوجة على أكمل وجه لا ينكر لكنها لم تعتد تهتم به كما السابق
فور أن تلفها عاطفته تذوب به وكأنها عادت تلك القديمة لكن فور إنتهاء موجتهم العاصفة تعود كما هي
رفع ذراعه عن عينيه وفريدة تقفز على بطنه تقبله من وجنته فابتسم وهو يضمها إليه بحنان
أين كان غافل عن تلك الصغيرة ؟! واحتياجها لهم معاً ،منذ عودتهم وهي لا تنام إلا بوجودهم معها في غرفتها ،وفور أن يأتي من العمل تظل قابعة بين أحضانه وكأنه سيهرب

سمعها تتأفف بنزق قائلة:_
"بابا لما لا ترد علي؟!"
نثر قبلاته على وجهها وهو يقول :_
" أسمعك يا شقية ماذا تريدين!؟"
نظرت إلى باب الغرفة بخبث طفولي مما جلب الإبتسامة لشفتيه ثم عادت إليه مرة أخرى هامسة :_
"ماما غاضبة مني ، أجعلها تصالحني"
ضحك وهو يهمس لها سرا كما تفعل :_
"ماذا فعلتِ هذة المرة يا شقية؟!"
قلبت شفتيها باستياء تحرك يديها في شعرها بدلال ذكره بوالدتها قائلة بلامبالاة :_
"لا شئ فقط قلت لها بالأمس أنك جعلتني اُسلِم على الفتاة الجميلة رنا وتحدثت معها ،مقابل ألا أشرب اللبن، لكنها غضبت علي ألا أعيد حديث قيل أمامي مرة أخرى وأجبرتني على شرب اللبن "

" حيوانة !! "
سبها سرا متسع العينين من خبثها الطفولي وتلك اللامبالاة المستفزة التي تتحدث بها وكأنها لم تُسلمه لوالدتها تسليم أهالي كما يقولون
مسكها من ياقتها بتهديد مصطنع وهو يقول:_

"هل تفتنين علي من أجل ألا تشربي اللبن يا خائنة "

ضحكت بسعادة وهي تهز رأسها مما دفعة لتقبيلها وضحكتها تنتقل له هو الآخر
ابتسم بمكر على دخول رؤى فقد علم سبب استيائها الزائد منذ الأمس بسبب تلك الواشية الصغيرة
تابعها بعينيه تضع الملابس المرتبة بالخزانة ثم التفتت لفريدة قائلة بحزم :_
"فريدة ، كوب اللبن في الخارج أمام التلفاز ، أريد أن أخرج بعد دقائق أجده فارغاً"
تجمعت الدموع في عينيها وهي تلتفت لوائل هامسة:_
"لم تلعب معي منذ الأمس"
رد لها همسها مما جعلها تقفز مسرعة إلى الخارج ثم اعتدل على الفراش وهي تتمدد جواره فسألها:_
"لما أنتِ غاضبة منها؟!"
"لقد فعلت خطأ وأعاقبها عليه "
قالتها ببرود وهي تتناول المبرد من على الجارور تبرد أظافرها فسألها بخبث داخلي مقترباً منها :_
"ماهو الخطأ الذي ارتكبته؟!"
زفرت بسخط وحديث ابنتها يشعل فتيل غيرتها الذي تحاول تلجيمه منذ عودتهم لذا قالت بإقتضاب:_
"لا شئ ،فقط نقلت حديث لم يصح أن تفعله "
هز رأسه بلا مبالاة وهو يخرج من الغرفة يطمئن لانشغال فريدة أمام فيلم الكارتون الذي سيبدأ فغدا إجازة على كل حال ،ثم عاد إليها مرة أخرى وأغلق الباب وجدها تتفحص هاتفها فتمدد جوارها وسحب الهاتف منها فرمقته بضيق مما جلب الابتسامة لشفتيه وقال :_
"إذاً يا غاضبة لما لم تسأليني من هي رنا ؟!"
تنهدت ببطء من طريقته الماكرة ثم قالت بهدوء :_
"لا لشئ لقد فهمت منها أنها إحداهن تعرفها وتقابلتم صدفة عند خالتي "
أدار وجهها ناحيته وسألها :_
"لما لم تسأليني من هي عوضا عن غضبك"
لوت شفتيها بتهكم قائلة:_
"غريبة ، أذكر أنك ِ كنت تكره كثرة تعليقي وغيرتي المجنونة "
ضمها إليه هامساً:_
"الأمر مختلف يا رؤى، كنت أريدك أن تتأكدي من حبي لكي وأن حفصة أختٍ لي ليس أكثر ، ولأكن صريح أنا لا اشتاق لغيرتك فقط بل اشتاق لكل شئ بكي"

مطت شفتيها بابتسامة شاردة وهي تتذكر والدتها في نصيحتها أن تتزن ولا تُدلي له دلو حبها فالرجل أن أهملتيه بذكاء ركض ورائك وإن التصقتي به زهدك هو كائن هكذا لا يجدي معه سوى الموازنة والذكاء في التعامل

انتبهت على اقتراب أنفاسه منها هامساً بدفء:_
"أنا لا أحبك فقط ، أنا أعشقك ، أتنفسك "
اتبع حديثه بقبلاته المتتابعة على وجهها وأردف بصدق يريد أن يزرعه فيها حتى تنسى جرح الأمس:_

"من قال أني لم أكن أريدك كل يوم وكل ليلة معي ، لن نتحدث في جروح الماضي أو في أسبابي لكن كل مرة كنت أقسو عليكي فيها كان حفاظا عليكي فلو تركت نفسي لهواها لم أكن لأخرجك من بين ذراعي أبدا ً "

دمعت عينيها رغما عنها وهي تقول:_
"أنت لم تكن تقسوا فقط ، أنت أشعرتني أني رخيصة لا أساوي عندك شئ و"
قاطع حديثها لدقائق مرتشفا أنفاسها ثم انفصل عنها قائلاً ببحة وتحشرج:_
"لستِ رخيصة لا تقولي ذلك ، لا أنكر أننا أخطأنا نحن الإثنان لكن دعينا نبدأ من جديد "

داعب أرنبة أنفها بخاصته وسألها :_

"أتثقين بي ؟! لا تخافي أبدا ، فلن أعيد أخطاء الماضي أبدا ً ، فقط غضبي أحاول أن ألجمه تحمليه من أجلي أعلم أنكِ ستفعلي وسأعمل جاهداً ألا يعميني عن جرحك"

تنهدت بأمل يداعب قلبها وهي تبتسم فدلل ابتسامتها وهو يقول:_
"إذا لن تسأليني من هي رنا ؟!
حركت كتفيها بلامبالاة مصطنعة فضحك قائلا ً :_
"هي ابنة ياسر الجوهري التي كنت قصصت عليكي حكايتهم من قبل وتعمل مع شهاب صديق يحيى رحمة الله فنشأت صداقة بينها وبين حفصة وكانت آتية في زيارتها "
هزت رأسها بتفهم أرضاه ورغما عنها كانت تبتسم داخلها في راحة ثم التفتت إليه على همسه :_
"اذاً ألن تعودي تقوليها ؟! مثل الماضي"
رفعت وجهها تقبله من وجنته راضية مشبكة أصابعة خلف عنقه وقالت :_
"أحبك يا وائل أحبك"
لم يمهلها الشرح أكثر وهو يحتويها بحنانه ، يغمرها بعاطفته الشديدة التي اشتاقتها كما اشتاقته ،يروي لها بين ذراعيه كم يحبها وكم اشتاقها...
★★★★

يقف بالردهة الخارجية لصالة التجميل ينتظر دخوله لها
خرجت له إحدى الفتيات قائلة بمشاكسة :_

"إذا كنت جاهز يا عريس فالدبدوبة بانتظارك"

ضحك بدهشة فيبدو أن رنا فضحتهم بلفظه التحببي لزوجته

ابتلع ريقه وزفر أنفاسه متجهاً إلى الداخل
صفوف الفتيات على الجانبين يرتدون نفس الفستان بنفس اللون أنظارهم معلقه بردة فعله
ونظره هو على تلك الواقفة ظهرها له ، ارتفع صوت أحد الأغاني الرومانسيه المشهورة
لف ووقف أمامها ومجرد أن وقعت عينيه على بهائها أطلق زغرودة تعالت لها ضحكات الفتيات وأتبعها قائلاً وهو يتناول ذراعها يدور بها :_

"اللهم صلي على النبي ، ما هذة الحلاوة؟!"
أطرقت برأسها خجلاً وهي تبتسم بسعادة ،فغمزت رنا للفتيات أن يتركوهم قليلاً
سمح لعينيه أن تتأمل كل إنش بها ، بِدأً من حجابها الملفوف بطراز جميل أبرز حلاوة وجهها المكتنز ، بضع خصلات من شعرها انسدلت منه على جبينها، مساحيق التجميل البسيطة التي تكللها ، طلاء شفتيها الذي أظهر بهائهم وصغرهم ،تكور وجنتيها الحمراوتين،
فستانها الذي لا يعلم من منهم لف الآخر ؟! هل قِدها الملفوف هو من أسدله عليها بكل هذة الفتنة ، أم هو من لف جسدها بفتنة تدفع الدم دفعاً لأوردته
اقترب منها فأجفلت متقهقرة خطوة للخلف مما جلب الابتسامة لشفتيه وهو يقبل وجنتيها ثم مال على أذنها هامسا بشقاوة بأفيه لأحد الأفلام المشهورة
"هتموتى يا سوسو "
"حمزة" تذمرت بخجل وعينيها تلمعان من وسامته الطاغية ، بذلته السوداء الأنيقة ، شعره المصفف، تخليه عن رابطة عنقه مستبدلها ببيون أسود ...
قطع تأملها له ،دخول رنا تدعوهم للخروج للحاق بعمل فوتوسيشن التصوير قبل غروب الشمس
فتعلقت ذراعها به تخطوا معه إلى الخارج

"قاعة الزفاف"
على صوت المسؤول عن الأغاني في القاعة قائلاً:_
" العروسين يتفضلوا على المنصة لإفتتاح الزفاف برقصة خاصة بهم على أغنية من إختيار العريس وعلى الجميع التصفيق"
تعالى التصفيق من الجميع وعلى صوت الصفير فور بدء الأغنية
قُول حبيبى إنك معايا وجنّب منِّى

دى الحقيقة ولا حلم وطال شوية

والكلام الحلو ده بتقُوله عنى

يعنى فعلا دُنيتى رضيت عليا

قُول حبيبى إنك معايا وجنّب منِّى

دى الحقيقة ولا حلم وطال شوية

والكلام الحلو ده بتقُوله عنى

يعنى فعلا دُنيتى رضيت عليا

وَعّد منى تعيش معايا سنين مَعِشتش زَيُهم

احلامك اللى حلمتهم

انسَى الحياة والدنيا دى وتعالا نِهرب منهم

مبقتش عايز ناس خلاص جالى اللى بيهم كلهم

وَعّد منى تعيش معايا سنين مَعِشتش زَيُهم

حلامك اللى حلمتهم

انسَى الحياة والدنيا دى وتعالا نِهرب منهم

مبقتش عايز ناس خلاص جالى اللى بيهم كلهم

يالِى سايب ليا رُوحك ومأمنى

اللى فَاتك من الحياة هتعيشُه بيّا

وفى عيونك ألف حاجة مفرحنى

والحياة بتزيد جمال لو بَصُوا ليّا

يالِى سايب ليا رُوحك ومأمنى

اللى فَاتك من الحياة هتعيشُه بيّا

وفى عيونك ألف حاجة مفرحنى

والحياة بتزيد جمال لو بَصُوا ليّا

وَعّد منى تعيش معايا سنين مَعِشتش زَيُهم

حلامك اللى حلمتهم

انسَى الحياة والدنيا دى وتعالا نِهرب منهم

مبقتش عايز ناس خلاص جالى اللى بيهم كلهم

وَعّد منى تعيش معايا سنين مَعِشتش زَيُهم

حلامك اللى حلمتهم

انسَى الحياة والدنيا دى وتعالا نِهرب منهم

مبقتش عايز ناس خلاص جالى اللى بيهم كلهم

خلاص .. خلاص

وَعّد منى تعيش معايا سنين مَعِشتش زَيُهم

حلامك اللى حلمتهم

انسَى الحياة والدنيا دى وتعالا نِهرب منهم

مبقتش عايز ناس خلاص جالى اللى بيهم كلهم

وبين ذراعيه كانت تتسربل من حيائها وهو يراقصها ، عينيه هائمتان بها مستمتعا بخجلها فهمس لها بمشاكسة:_

"نهى ماذا لو قَبِلتك الآن "
اتسعت عينيها في أرتياع قائلة :_
"حمزة أقسم لو فعلتها سأبكي"
"جبانة!"
همسها مبتسما فأطرقت برأسها وهي تتمايل معه
رفع ذقنها يحتضن عينيها بعينيه وهو يسألها:_
"هل تشعرين بسعادتي ، هل أجد صداها بداخلك؟!"

أشرقت ابتسامتها وقلبها يتضخم فرحا وأومأت برأسها بشدة مما جعله يضم رأسها لصدره فهمست بحب:_
"أنا أحبك يا حمزة"

بالجانب الآخر يقف مستندا إلى السياج المطل على البحر يتناول مشروبة وهو يتأمل فرحتها الطاغية بخالها وصديقتها، المشكلة أنها أنثى بكل معنى الكلمة لكن فور أن تنظر لها لا تفرق ابتسامتها عن طفلة ليس شكلها بل روحها .
فستان كريمي ينسدل عليها بانسيابية فاتنة وحجاب بدرجة أغمق مثبت على رأسها بإحكام يبرز جمال وجهها بفتنته البسيطة .
ابتسم برضا لعدم وضعها مساحيق تجميل كما نبه عليها، لمعت عينيه وتعالى هدير قلبه وغيرة أدهشتة تسيطر عليه رغما عنه وهو يرى حمزة يشدها من ذراعيها و يراقصها بعد أن أخذ والد العروس ابنته
تضحك بسعادة والمشاكس خالها يهمس لها بكلمات يبدو من نظرات عينيه أنها تخص عروسه
انتهت الرقصة وزفر أنفاسه يتجرع مشروبه البارد وهو يبصرها تقترب منه بابتسامة سعيدة لكنه قطب حاجبية بضيق وهو يرى جزء من رقبتها ظهر من تحرك الحجاب أثناء سيرها

قابلها في منتصف الطريق فسألته بتوجس من تجهم وجهه :_
"شهاب ماذا بك؟!"
ملامحه القاتمة لم تبشر بالخير وعينيه على نقطة ما قائلا بتعنيف رقيق:_
"رقبتك ظاهرة من الحجاب لما لم تشبكيه بمشبك؟!"

أسبلت أهدابها تنظر لما يقول ثم عدلته جيدا وقالت:_
"طريقته هكذا دون استخدام مشابك سأنتبه لعدم تزحزحه مرة أخرى
أومأ برأسه محذرا ً دون أن يستطيع السيطرة على غيرته الساطعة بعينيه :_
"حسناً انتبهي لا تتكرر مرة أخرى يا رنا"
أومأت برأسها مسبلة أهدابها وقد أسائها عدم تعليقه على مظهرها إلى الآن وكأنه قرأ ما يجول بذهنها فابتسم ابتسامة جانبية هامساً بنبرة غزلية مزلزلة:_
"تسرقين القلب "
توردت وجنتيها مبتسمة برقة وهمست بتلقائية :_
"أنت أيضاً"
"أنا أيضاً ماذا " قالها بتسلية رجولية أخجلتها خاصةً مع عينيه اللامعتين بنظرة تخصها

"هل لي أن أسرق تلك الجميلة منك لأراقصها"

التقت الإثنان على صوت عمار الذي اقترب منها يحيطها بذراعية وهو يغمز شهاب قائلاً:_
"أدرك أنك تريد أن تكون الرقصة لك ، لكن حظ سعيد المرة القادمة يا دكتور ".....
___________

يتبع بالفصل التالي

Neven shanan likes this.

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 08:16 PM   #124

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية لتمسك بيدي

الفصل الخامس والعشرون

بعد إنتهاء الزفاف وفور أن أغلق الباب خلفهم بقدمه أنزلها من بين ذراعيه برفق فابتعدت خائفة وهي تفرك كفيها بتوتر
ابتسم بعبث واقترب منها هامساً بحب:_
"أخيراً نحن معاً "
رمشت نهى بعينيها عدة مرات وابتسمت بخجل
مال إليها ولفحتها أنفاسه فابتعدت مذعورة ،قطب حمزة بين حاجبيه في دهشة واقترب منها سائلاً :_
"حبيبتي ما بكِ ؟"
لمعت عينيها بالدموع وهي تنظر في عينيه اللامعتين وقالت بخجل مضحك :_
"أنا خائفة "
"مني ؟"
قالها بعبث وهو يقترب منها فأومأت برأسها

ضحك عاليا وهو ينظر لخوفها الحقيقي ثم تنهد قائلا بنبرة دافئة :_

"حسنا كنت أود أن أحملك إلى غرفتنا بنفسي لكن يبدوا أني لو فعلتها لن يحدث خير لذا دعيني أصطحبك الى الغرفة كي تبدلي فستانك "

هزت رأسها نفيا قائلة برقة :_
"لا سأذهب وحدي"
واتبعت حديثها باإاتجاه نحو الغرفة دون أن تلتفت إليه
نادى حمزة عليها بخفوت فالتفتت ناظرة إليه في استفهام
ابتسم حمزة بعبث قائلا بشقاوة :_
"ألا تريدين مساعدة في خلع الفستان "

امتقع وجهها خجلا وهزت رأسها نفيا بقوة ثم دخلت إلى الغرفة سريعاً
بعد نصف ساعة
تجلس على الفراش تبكي بخوف وبالطبع لم تستطع تبديل الفستان وحدها
انتفضت بذعر على صوت طرقات هادئة على الباب وصوته يقول:_
"حبيبتي هل انتِ بخير ؟"

لم ترد عليه لدقائق وهي تتحرك في الغرفة بتوتر ذهاباً وإياباً وفكرة مجنونة وحيدة تسيطر على عقلها
كيف تهرب منه؟!
هل تمثل عليه النوم ،، أم أفضل تمثل التعب ،،ربما تصرخ في وجهه ،،لكن ماذا عن الفستان!!
قطب بين حاجبيه في دهشة وهو يحاول فتح الباب فوجده مغلق مما جعله يكرر النداء بقلق قائلاً:_
"حبيبتي هل أنتِ بخير لما تغلقين الباب ؟"

ولم يصله منها سوى شهقة بكاء خافتة زادت من قلقه
"نهى افتحي الباب ،لما تبكي ؟!"
قالها بقلق وهو يشد شعره ذهابا وإياباً هو الآخر أمام باب الغرفة
وبالداخل تجلس بفستانها على الفراش بعد أن عجزت عن إيجاد حل للهرب منه تبكي ،لطالما تحدثت هي وصديقاتها عن هذة الليلة ،لكن أبدا ً لم تتوقع أن تكون خائفة هكذا .
سمعت صوته النزق يأتيها ،فتناولت أطراف فستانها وهي تفتح الباب بحذر وتنظر إليه من شقه كقطيطة تنظر لصاحبها بنصف عين مترجية ألا يخذل رجائها قائلة برقة :_
"حمزة أنا بخير "
كاد أن يضحك عاليا وهو يرى نصف وجهها المستدير ترمقه بحذر من شق باب الغرفة وكأنه سيلتهمها لكنه تمالك نفسه وهو يسألها بهدوء:_
" حبيبتي لما كنتِ تبكين ؟!"
لوت شفتيها كطفلة مذنبة وهي تقول:_
"لا شئ أنا خائفة ،مممم لما لا تأخذني ونذهب عند أبي"

كادت عينيه أن تخرج من محجريهما لما تقول وهو يسألها ببلاهة :_
"آخذك أين ؟!"
"عند أبي يا حمزة "
"وماذا سنفعل عند أبيكي يا روحي ،لأحلق له ذقنه أم تغير والدتك لكي الحفاض"
همسها بينه وبين نفسه بغيظ لكنه اقترب مبتسما وهو يهادنها قائلاً:_
"حسنا أفتحي الباب لأبدل ملابسي أنا الآخر وأخذك"
"حقاً"
قالتها بلهفة مضحكة وهي تضيق عينيها في توجس فأومأ برأسه مبتسما كي يطمأنها
فتحت الباب ببطء وهي مازالت متمسكة به تتقهر معه للخلف ،ترمق دخوله بحذر
تنهد متحليا بالصبر و قد لمعت عيناه وهو يتأمل هيأتها البهية ببطء فنهرته بتحذير رافعة سبابتها الصغير:_
"حمزة لا تنظر لي هكذا"
اقترب منها هامسا بحب:_
"لما يا روح حمزة ،هل تخافين مني ؟!"
رمشت بعينيها عدة مرات كعادتها حين تتوتر وطفرت الدموع في عينيها مرة أخرى قائلة :_
"أنا لست خائفة منك "
قضمت شفتها السفلى بخجل وأردفت :_
"أنا خائفة مما سيحدث ، أنت وقح يا حمزة "

تعالى صوت ضحكاته من حديثها ثم ابتسم بهدوء مستغلاً عدم انتباهها وضمها إليه مسيطرا على شهقتها المتفاجئة قائلاً بحنان :_
" أنا لن أؤذيكي أبدا ً يا نهى ثقي بذلك ،نحن سنبدل ملابسنا ونصلي ثم نتناول العشاء ما رأيك "
رفعت رأسها إليه قائلة بتحذير طفولي :_
"لن تفعل وقاحة ؟!"
سيطر على ضحكاته بصعوبة وهو يقبل جبهتها ثم قال بطيبة مصطنعة:_
"لا أبدا"
تركها وهو يوليها ظهره مبتسما بخبث وهو يفتح الخزانه يأخذ منامته هامساً بينه وبين نفسه:_
"بل سأكون أنا الوقاحة بذاتها حبيبتي"
ثم تحرك خارجا من الغرفة وهو يقول بصوت هادئ مطمئن :_
"سأبدل ملابسي في الغرفة الأخرى "

ابتسمت براحة فور أن خرج ثم أغلقت الباب جيدا خلفة واستدارت تنظر إلى الفراش بامتعاض من تلك الغلالة التي وضعتها والدتها ،رفعتها بين كفيها وقد توردت وجنتيها
غلالة حريرية بيضاء ليست بالقصيرة ولا الطويلة ،مقدمة صدرها من الدانتيل الشفاف ،وبها فتحة طويلة من الجانبين ،ومفتوحة الظهر ،،،"
رمتها على الفراش وهي تتناول مإزرها الحريري الشفاف قائلة بغيظ :_
"وما فائدته هذا بحق الله إن خلع ملابسي أهون منه"

تناولتهم بين كفيها متوجهة إلى الخزانة وألقتهم بها ثم أخذت منامة كريمية اللون من قطعتين ،بلوزة فضفاضة وسروال طويل ،ثم تناولت عدة أشياء أخرى من الخزانة وأغلقتها وهي تبدأ في خلع فستانها قبل دخولها إلى الحمام في معركة مع خلع الفستان فأبدا لن تسمح له بخلعه.
بعد نصف ساعة
بالخارج
تململ مكانة خائفا أن تكون نامت فاقترب من باب الغرفة وطرقه قائلاً :_
"نهى حبيبتي هل أنتهيتِ؟!"
دقائق وفتحت له باب الغرفة ترتدي إسدال الصلاة فابتسم هامساً :_
"قلبي سيتضخم من فرط فرحته ، إلى الآن لا أصدق أنكِ هنا معي بشقتنا وسنصلي سويا"

ابتسمت بخجل فأخذها من يدها كي يصلي بها
فور أن سلم من الصلاة التفت إليها وهو يضم رأسها إلى صدره بحب هامساً بحنان:_
"هل مازلتي خائفة؟!"
"قليلاً"
همستها بحياء ،فوضع يده علي جبهتها قائلا بحنان :_

"اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه "

فك طرحة إسدالها ببطء ،مخرجا شعرها منه وهو يتخلله بأصابعة لاثماً وجنتها وهمس :_
"تعلمين أني لن أضرك صحيح؟!"
أومأت برأسها مرتبكة فلثم وجنتها الأخرى هامسا بإغواء:_
"وإني أحبك ِ"
أومأت برأسها بضعف وانفاسه الدافئة تطمئنها فتركته يساعدها في خلع إسدالها
وفور أن خلعه عنها نظر لها بخيبة وهو يقول ببؤس:_
"بيجامة يا نهى؟!"
فلتت ضحكة قصيرة منها رغما عنها من منظره الممتعض فأومأت برأسها
سألها بغيظ:_
"وأين شجيع السيما الذي اعترف لي بحبه وهي تراقصني في الزفاف"
ابتسمت بخجل متذمرة :_
"حمزة"
"يا روح وقلب حمزة "
قالها بولع مائلاً إليها ،ينهل من أنفاسها التي طالما اشتاقها ،
تخجل فيهدهدها وهو يُخضعها بعاطفة جامحة بث بها عشقه وولعه .
تمتنع فيذيبها راضيه حتى غرق وأغرقها معه في موجة غرامٍ أرجحتهم سويا على بحر عشقٍ ملأوه سويا من قطرات حبهم
★★★★
بعد مرور شهر

"لكن ظهري مازال يؤلمني"
قالها عبدالرحمن بتأوه مصطنع فتذمرت ريم قائلة:_

"عبدالرحمن أنت تتدلل، منذ ساعتين وأنا أُدَلِك لك ظهرك لإدعائك أن الجلسة الكهربية لم تأتي بفائدة "

اعتدل على ظهره مشبكا كفيه خلف رأسه وهو يقول:_

"هل تبخلين علي بساعتين من وقتك يا طبيبة "

ابتسمت ريم وهي تتمطأ ثم تمددت جواره قائلة بصدق:_

"تعلم أني لا أبخل عليك بعمري، لكن أقسم أن ظهري أنا الذي أصبح يؤلمني وليس أنت "
ابتسم بخبث مقتربا منها وهو يقول :_
"لما لا أرد لكي صنيعك لي فأنا أحب تسديد ديوني"

صدته بكفيها في صدره وهي تضحك قائلة:_

"لا أشكرك لخدماتك ،لست في حاجة لها ،المسكن متوفر والحمدلله"
رمقها بحنق وهو يشرف عليها قائلاً بعبث:_

"مسكن وزوجك موجود والله عيب "

ابتسمت وهي تدعك عينيها بقوة حتى احمرت فسألها وهو يمسك كفها :_
"يكفي ،لما تدعكين فيها هكذا ، لقد احمرت كثيراً"

هزت رأسها يمينا ويسارا وتنهدت قائلة :_

"لا أعلم يا عبدالرحمن ، أشعر وكأن شئ يجري بها منذ الصباح لكن الأمر يزداد"
كللتها أنفاسه وهو يقترب منها مبتسما ً بعبث وهو يقول:_

"حسنا ً فرصتي لما لا أنفخها لكي؟!

تعالي وجيب قلبها من نبرته العابثة ،رغما عنها يوهنها شغفة الجديد عليها، تريد أن تشعر بأنوثتها بعينيه الجديدة وليس تلك الواجبة كما قبل، أن تتدلل عليه حتى يشبعها إفساداً، أن تعوض سنيناً مضت جوارها دون قلبه ، أن ينصهر بها حتى يرى نساء العالم فيها
عادت بعينيها إليه وهو يداعب أرنبة أنفها بخاصته قائلاً بنزق :_
"أين شردت ِ بعيداً عني"
"معك"
همستها بحب وعينيها تلمعان بأمل فهبط بفمه إلى عينيها ينفخها بأنفاسه الدافئة مرة تليها قبلة ثم مرة تليها قبلة حتى ابتعدت بوجهها ترمقه بنصف عين قائلة:_

"هل هكذا تعالجها متأكد؟!"
ضحك قائلاً بمشاكسة:_
"أفضل علاج وما يدريكي أنتِ ،فقط أتركي نفسك لي"

تعلقت ريم بعنقه قائلة بدلال أنعشه:_
"ها أنا كلي لك "
غرق فيها يضمها إليه ينهل من رحيقها هامساً من بين قبلاته :_
"يا الله أنا أحبك إلى حد يفوق قلبي"....

★★★★

قطب بين حاجبيه متعجبا ً بعد أن أبلغته مديرة مكتبه أن خطيب ابنته بالخارج ،مط شفتيه بتعجب ثم قال لها :_

"حسنا دعيه يتفضل "
طرق الباب ودخل ،فاستقبله الرجل مرحبا به ثم دعاه للجلوس على أريكة جانبية وهو يقول:_

"كيف حالك يا دكتور ،وما أخبار خطيبتك معك "

ابتسم شهاب وقد شجعه ترحيب الرجل على الخطوة التي أخذها فقال:_
"بخير الحمدلله "
أومأ الرجل ثم سأله :_
"ماذا تشرب ؟!"
"قهوة"
طلبها الرجل له ثم التفت إليه مبتسماً وهو يقول:_

"جيد أنك أتيت كنت سأطلبك على كل حال"

قطب بين حاجبيه مبتسما وهو يسأله بأدب:_
"لعله خير"
أومأ الرجل برأسه وهو يستقيم واقفا متجها إلى مكتبه آخذا شئ من عليه ثم عاد إليه قائلاًوهو يضع ما بيده أمام شهاب على الطاولة :_

"هذا هدية زواجكم أنت ورنا ،تذاكر سفر لثلاثة بلاد مختلفة تركيا ،ماليزيا، وأخيراً روما "
ابتسم شهاب بحرج وهو يحك ذقنه بسبابته قائلاً:_

"على رأسي لكن أحب أن يكون شهر العسل من مالي الخاص أنا آسف"

" أنا أهادي ابنتي، الأمر لا يمسك بشئ ،معك أو غيرك كنت سأفعل ذلك"
قالها الرجل ببساطة فسأله شهاب باحترام :_
"لما لم تعطيها بنفسك لرنا؟!"
مط ياسر شفتيه قائلا بعملية :_
"لن تفرق كنت سأبلغها على أي حال"
أومأ شهاب برأسه ثم ابتلع ريقه قائلا بهدوء وحذر:_
"حسنا ،سر زيارتي اليوم هي رنا ، أريد أن أعرف،،،،"

صمت دقائق متنحنحاً ثم أردف:_
"ما سبب انقطاعك عن رنا رغم حبك الظاهر لها ، الأمر ليس بالطبيعي"
عم الصمت لدقائق وهو يتمالك أعصابة أمام ذاك الشاب المهذب ،هو لا يريد فتح ذاك الموضوع لقد أُغلِق منذ زمن لما ينبش في الماضي الآن ؟!،هو لا يبدو أنه من ذاك النوع الفضولي الثرثار، أو حتى السطحي الذي يهتم بالشكليات والتفاصيل!!

أجلى حنجرته متغلبا على اختلاج عضلة فكة أمام ذاك الذي لا يفوته فائتة وقال بجمود:_
"لما تسأل هل يفرق الأمر معك؟!"
فرد كفيه قائلا ببساطة:_
"على العكس أنا أسأل من أجلها لا لشئ آخر "

أومأ برأسه مفكراً لدقائق ثم قال بجمود وتحذير مبطن :_

"حسنا سأخبرك ،لكن قبلاً أريد أن أخبرك شئ ،قد يبدوا لك أني بعيد عنها لكن عيني لم تغفل عنها يوما ، إذا فكرت يوم مجرد فكرة أن تكون سبباً في حزنها لا أخفي عليك سأجعلك تكره اليوم الذي رأيتها فيه ولا يغرنك حلمي وتهذيبي الواضح"
ابتسم بإعجاب إذا كان الرجل يظن أنه سيغضب من حديثه هذا فقد ساء الظن ليس أحب إليه مما يسمع الآن ولو أن قلبه يتمنى لو تسمعه هي
أومأ برأسه منتظرا حديث الرجل والذي يبدو أنه ليس بالهين

نقر بسبابته على طرف كرسيه يصوغ بعقله طريقة مناسبة لبدء الحديث ثم قال بلا مبالاة شديدة الإصطناع:_

"باختصار كنت أحب والدة رنا كثيرا،رغم أني كنت متزوج قبلها إلا أنها كانت حبي الأول ، وحين طلبتها للزواج وتمت خطبتنا تعاميت عن نفورها مني متحججاً بصغر سنها وأغلقت عقلي عن فكرة عدم تقبلها لي ،،،"
صمت لدقائق يبتلع غصة مؤلمة بحلقه ثم أردف باختناق:_

"بعد زواجنا كانت نافرة ،متباعدة لكنها هادئة فصبرت عليها حتى أتى يوم وجدتها تفتح علي باب الغرفة مندفعة بغضب وهي تقول بتهور غريب عليها:_

"ياسر طلقني ، أنا لا أحبك ،بل أكرهك ،قلبي متعلق بسواك ولا أريدك ،لقد عاد ،كنت أظنه غدر بي لكنه عاد وسأل عني أصدقائي"
تجمد مكانه دقائق لا يقوى على الحركة وهو لا يصدق ما تقول حتى نطق ببطء:_
"أنتِ بما تهذين؟!"
"أنا لا أهذي يا ياسر أنا أريد الطلاق وستطلقني رغما عنك "

لمعت عيناه بالغضب وهو يقول مشدداً:_

"ابتعدي عني الآن حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه"

ومتى أصبحت مستفذة هكذا وهي تتحداه بجنون:_

"ما الذي سيحدث يعني؟"

ملامحه أصبحت أكثر قتامة ، أعصابه منفلته وهي لا تساعده أبدا ً ،أمسكها من ذراعها بشدة قائلا بغضب:_
"هل تستفزيني يا نجلاء ،لأمد يدي عليكي؟"

ونفضت ذراعة غير عابئة ونفخة شيطان تزين لها جنونها فتجابهه بتحدي :_

"فلتفعلها إن كنت رجل"
عم الصمت عقب جملتها ،تبتلع شهقة صامتة وهي تتبين جنون ما تفوهت به وعينيها تتسع برعب وهو يرفع كفه عاليا ،ضارباً به الحائط ورائها وهو يقول:_

"ستندمين لما تفوهتي به بغبائك ،ولأني رجل فقط لن أفعلها ..."
عاد من شروده وهو يشعر بتجمع الدموع في عينيه فأطرق برأسه مستجمعاً ذاته ثم أردف بصوت متحشرج :_

"ومرت الأيام ،نفورها يزداد وعندي يزداد ،نتشاجر كل دقيقة لاستفزازها لي حتى أتى يوم ،،،،"

ارتعش صوته فصمت زافراً أنفاسه المختنقة
وذاك الراصد لحركاته أمامه يتابعه بذهول، أهذا قهر الرجال؟!
هل حقا ما يسمع ؟،الرجل عكس ماهو متعارف عليه تماما بالقسوة والشدة من أمامه الآن تتابعت عليه ويلات قلبه فيبدو أنه زهد كل شئ ،لم يخطر بباله أبدا ً أن يكون هو المظلوم في تلك القصة ،،،
قطع أفكاره منصتا باهتمام له بعد أن عاد يتابع حديثه:_

"وهكذا حتى أتى يوم من كثرة استفزازها لي أخذتها غصبا،قاومتني بالبداية لكن ما جعلني أتابع هو إستكانتها لي فسول لي قلبي المريض أنه تعلق وربما شغف ،لكن ما لم أتوقعه هو فور انتهائي كلماتها المنتقمة التي ذبحتني بها ذبحاً"
ضيق شهاب عينيه بتوجس من القادم فأردف ياسر مبتسماً بمرارة :_
"لقد قالت لي بالحرف وعينيها جامدتان لا حياة فيهم:_

«هل ارتحت الآن ؟! تعلم لما جعلتك تواصل ولم أمنعك؟!، لقد كنت أراك هو وليس أنت"

حسنا هو في أكثر أحلامه جموحا لم يتخيل القصة بتلك البشاعة رفع رأسه والرجل يتابع قائلاً:_
"ستتعجب حين أقول لك أني في دقيقتها شعرت أني تحولت لجماد أو إلى مسخ لا يشعر ، آخر في مكاني كان سيضرب وربما يقتل لكني طلقتها في ساعتها ولم أزد عن ذلك حتى علمت بخبر حملها
رغما عني شعرت بكره ناحية ذاك الجنين وعافته نفسي كلما أفكر به أشعر بالتشويش ، مما يضحكك كنت من كثرة تشويشي أفكر هل هو ابني أم لا
حتى يوم ولادتها دمعت عيناه وأردف:_
"لا أعلم أي قوة دفعتني للذهاب للمشفى يومها، فور أن حملتها بين ذراعي قطعة لحمة حمراء وكأن برداً وسلاما ً نزل على قلبي "
ابتسم بحنين وأردف :_
"كانت تفتح عينيها على اتساعهما تناظرني بدهشة و شفتيها تتحركان بهمهمات ناعمة تفعل بقلبك الأفاعيل"

سأله شهاب بحذر:_
"حسنا ما الذي تغير؟!"
بسط راحتيه وهو يعتدل في جلسته قائلاً:_

"توالت الأيام ورغما عني يراودني شيطاني بجملة والدتها ، أنها حين حملت في ابنتي كانت تراني آخر ومن ثم تزوجها من هذا الرجل ،خشيت أن أكره ابنتي ، أن أنفر منها أو أؤذيها مرة دون وعي أو قصد ففضلت وجودها مع جدها ومتابعتي لها عن بعيدٍ قريب ،،،،
ابتسم بتهكم وأردف :_
"وما طمأني أكثر هو ترك نجلاء لها عند زواجها من ذلك الرجل ،
أنا لا أبرر لنفسي أني لست مخطأ أو أحمل والدتها وحدها الخطأ على العكس يا شهاب حتى أني أنا الآن لا أحمل أي مشاعر لنجلاء ، ما بداخلي مجرد أثر سلبي لذكرى مرت مع زمن فبطبيعة عملي أنا رجل سوق واعتدت الخسارة "

عندما أنهى حديثه وصمت ،علم شهاب أنه لن يخرج من الرجل بأزيد من ذلك لذا استقام واقفا ً وهو يشكره ثم استأذنه وخرج....
★★★★

ضحكاتهم تعم المكان مجتمعين بالشقتين المتجاورتين بالقاهرة ،شقة شهاب القديمة والأخرى الخاصة بالعائلة وقد استقروا في الشرفة الكبيرة"التراس" المتصلة بين الشقتين والتي تتميز بطراز حميمي مغلقة بنوافذ زجاجية معتمة من الخارج
سيطر خالد على ضحكاته قائلاً:_

"حقاً شهاب لما لا تعرفني على حماك ،مممم أستطيع أن أعمل ساعي عِنده بالمكتب لا يهم يكفي اسم مؤسسة الجوهري "

رفعت غدي إحدى حاجبيها قائلة بامتعاض:_
"مادي حقير"
وضع خالد إحدى ساقيه على الأخرى قائلا بسخرية :_

"تركنا لكي الشرف يا محامية ، ألم تسمعي ،عمك سيلف العالم تركيا ،ماليزيا، ثم روما دون أن يدفع جنية يوحد الرب"

لكزته الجدة بعصاها تنهره وهي تضم شهاب الجالس جوارها لها قائلة بخوف :_
"قل أعوذ برب الفلق في عينك يا خالد ،سمي بالله يا ولد ستحسد عمك"
ربت شهاب على كتفها بحنان مقبلا ً رأسها وهو يستكين لضمتها له ،لم يشعر بالراحة من قبل كما الآن خاصة ً بعدما أفضى له ياسر الجوهري سره ، الرجل يعشق طفلته لكنه يخاف عليها وإن كان خوفه غير منطقي لكن يبقى مسألة أنه خلاف ما تعتقد رنا تريحه وسيسعى جاهدا أن يثبت لها ذلك موطِداً العلاقة بينها وبين والدها ،،،،
المعضلة الحقيقة تكمن في والدتها ،المرأة يبدو أنها أخرجتها من حساباتها نهائياً لا يعلم أي قلبٍ تمتلك لا يعشق تلك الصغيرة، صغيرته هو التي سيعمل علي تعويضها جيدا ...!!
لكنه أيضاً لن يتسرع في الحكم عليها فلكل حكاية زاوية متوارية لا يعلمها إلا صاحبها !!

خرج من شروده على صوت أنس الهادئ يسأله :_

"هل ستلتقطون الصور أولاً أم العقد أولاً؟!"

اعتدل شهاب في جلسته وهو يقول:_

"لا العقد أولا ً بالطبع بما أن المكان واحد "

خبط خالد بكفيه على فخذيه وهو يقف قائلاً :_

"حسنا هيا بنا ؟!"
"إلى أين؟!" سألت غدي بدهشة
وقف كل من شهاب وأنس وعبد الرحمن الذي رد غامزاً بحيوية أنعشت قلب تلك التي تتابعه بعينيها:_

"سهرة شبابية ،سيودع بها شهاب العزوبية للأبد"

احتجت غدي واقفة :_
"لا أنا أعترض لن تخرجوا دوننا "
"أين خطيبك منكي أنتِ أريد أن أعرف؟!"
سألتها والدتها بتعجب، فسيطرت على اضطرابها بأعجوبة فهي أخفت أمر خلافها هي وعمر عنهم حتى طلبها الإنفصال منه حتى يمر زفاف شهاب على خير لذا ابتسمت قائلة بمرح مصطنع:_

"سيادة الضابط يتأكد أن الأمن مُستَتِب " ثم تقدمت من شهاب قائلة بدلال:_
"عمي الحبيب ستخرج معهم منذ متى وأنت بتلك الأخلاق "

ابتسم بحنان يقبل رأسها وهو يقول:_
"حسنا اجهزوا جميعا و لنخرج سويا "
تذمر كل من خالد وعبد الرحمن فالتفتت إليهم قائلاً:_

"لا أريد أن يغضب أحد مني قبل سفري لذا لنفرح جميعا ،حتى أني هاتفت هنا عدة مرات أن تأتي لكنها أصرت أنها ستحضر على وقت الزفاف مع والديها
★★★★

ليلاً بعد انتهاء يومهم ودخول الجميع إلى غرفهم تناول هاتفه متصلاً بها فردت على الفور مما أضحكه قائلاً:_

"هل كنتِ جالسة على الزر أم ماذا ؟!"

تجاهلت مشاكسته وهي تقول باختناق:_

"شهاب أنا خائفة ،لا أعلم هل هذا الأمر عادي أم ماذا ، أشعر بضيق غريب واختناق لا أفهمه ،توتر غير مفهوم ،تشوش في أفكاري ، حتى جسدي أشعر به يرتعش"

اعتدل في جلسته وهو يقول بحنان:_

"يا إلهي صغيرتي لما كل هذا ، هل تخافين مني؟!"

""لالا ليس منك "
نفت بسرعة ثم أردفت قائلة :_

"ربما من الأمر نفسه ،لا أعلم ،أشعر أنك حلم حتى ، تعلم كلما تهاتفني أو أراك تظل في نفسي دهشة المرة الأولى وكأنك حلم سأستيقظ منه على واقع حزين"

حاول أن يلهيها عن تفكيرها وهو يشاكسها قائلاً:_

"إذاً صغيرتي كانت تحلم بي "
عضت شفتها السفلى بخجل وهي تهمس اسمه في حياء فضحك قائلا ً:_
"هل أنتِ سعيدة بهدية والدك لنا؟!"

صمتت دقائق ثم قالت بصدق مسه :_
"تعلم أنا كنت سعيدة جدا بالرحلة التي جهزتها أنت إلى دهب وشرم الشيخ ،شهاب كل شئ منك يجعلني أشعر أني في السماء لكن أيضاً لا أكذب عليك ،اتصال والدي علي وهو يبارك لي ويخبرني أسعدني كثيرا"
تنهد براحة ثم همس قائلاً:_
"نامي هانئة ولا تخافي من الغد سنكون سويا أن شاءالله"
★★★★

أمام صالة التجميل حيث توجد العروس والفتيات من أقارب العروسين
اصطف عدد من السيارات يجعلك تسمي بالله من العين بالأخص وهبوط الشباب الضاحك مع الهتافات العالية والتصفير كل منهم يرتدي بذلة تماثل بذلة العريس تماما باختلاف رابطة العنق فخاصته سوداء أنيقة أما كل منهم اختلف لونه فمن هو مرتبط ، ارتدى نفس لون فستان امرأته ومن ليس مرتبط ،ارتدى اللوم الأبيض مثل إخوة شهاب الكبار
تعالى صوت الزغاريد تملأ المكان فور أن انتهت العروس إعلاناً لخروجها
تضخم قلبه من فرط فرحته وهو يرى طلتها الملائكية ترفل بفستانها الأبيض الذي لف جسدها ببهاء يخر له القلب خاصةً بتصميمه البسيط الذي أصرت عليه وحجابها الذي يلف وجهها بملائكية ،وجهها الصغير الذي ينظر له بضياع ورجاء ،جميل يأسر العين بمساحيق التجميل البسيطة التي أرضته

اقترب منها هامساً بحب:_
"هل تعلمي أني أسب نفسي الآن؟!"

قطبت بين حاجبيها بقلق لكنها ابتسمت وهو يردف وعينيه تلمعان بسعادة كما لم ترهم من قبل هكذا :_

"ما الذي جعلني أوافق جدك على أن عقد القران يكون يوم الفرح لا أعلم "
ابتسمت بخجل دامعة العينين تنظر لحسنه بعينين سعيدتين لا تصدق أنها بعد ساعة فقط ستكون زوجته

علي الجانب الآخر
فور أن خرجت مع العروس تنافسها في طلتها الجميلة ،اقترب منها متناولاً كفيها يقبلهم وهو يقول:_
"مممم دبدوبتي هل تنافسين رنا على جمالها اليوم أم ماذا"

ابتسمت نهى بخجل فسمح لعينيه التمهل على هيئتها فستانها الكريمي الذي يحتضن جسدها المكتنز بحميمية لايشعرها سواه نظرا لاحتشامه
عينيها المرسومتان رسمة فرعونية زادتهم جمال على جمالهم ،وجنتيها المكتنزتان تدعوان للقطف لذا مال عليها مقبلا وجنتها بخفه مما أجفلها واحتقن وجهها تدفعه بغيظ وهي تتركه قائلة:_
"أقسم أنك وقح ولا فائدة فيك "

غازلها بعينيه وهو يتقدم منها وقد أسره هيئتها التي لم يراها منذ زمن ،
ترتدي فستان فيروزي ينسدل على جسدها بضيق ثم يتسع بفتحة دائرية تبدأ من أسفل ركبتيها إلى قدميها اللذان يكللهم حذاء أسود ذو كعبٍ عالي ،وحجاب يلائم لون الفستان لفته بطريقة عصرية حديثة واضعة مساحيق تجميل فبدت كالملكة نعم ملكة لا يليق بها سوى هذا خاصةً وهذا الأمير الصغير جوارها والذي يرتدي بذلة تماثل خاصته
ابتسم مائلا عليها وهو يقول بعبث:_
"هل قلت لكي من قبل أني أحبك؟!"
ابتسمت تضع يدها في ذراعه الذي أثناه لها وهي تقول بدلال جديد عليها:_
"نعم قلت لكني أحب أن أسمعها أيضاً"
"إذا أحبكِ"

يحتضن خصرها بحميمية وهو يميل عليها هامساً:_

"تعلمين أنكِ أجمل من العروس"
ابتسمت تضم نفسها إليه وهي ترفع رأسها إليه قائلة بدلال:_

"حقا"
نظرته الشغوفة وهو يغازل ماهو أبعد من فستانها باللون الأزرق الذي يحب ،حتى استقر أخيراً على طلاء شفتيها الأحمر ثم غمزها هامساً:_
"ما رأيك أن نحجز غرفة بنفس الفندق الذي سيقضي فيه شهاب ليلته قبل سفره"
ضيقت روضة عينيها قائلة بدلال رغم احمرار وجنتيها الواضح "

"ولما يا بشمهندس أنس"
لكزها بكوعه في خصرها بخفه وهو يغمزها قائلاً:_

"كي أذكرك بليلة زفافنا "


مسجد محمد علي بقلعة صلاح الدين
يقف كل من حمزة وأبيه يتناوشان على من فيهم سيقدمها لعريسها حتى أعترض أصواتهم قائلاً بنبرته الرخيمة
"ألا أصْلُح أنا"
التفت حمزة بدهشة من وجود ياسر الجوهري مبكرا هكذا بينما ابتسم عبد الحميد برضا وهو يُفسِح له المجال لتلك التي أغرورقت عيناها بالدموع بينما اقترب منها هو مقبلاً رأسها وهو يحتضنها متمتماً لها بالمباركة ثم همس :_

"ماذا ؟!هل ستخرجين لهم باكية ليقولوا أرغموها على الزواج؟!"
نظرت له بدهشة فربت على كتفه بحنان وهو يحثها على التقدم معه حتى استلمها منه شهاب وانسابت الموسيقى الهادئة بالمكان ترحيبا بتقدمهم وتلك الزهور البيضاء التي تزين المكان تشي بزفاف هادئ أرستقراطي يليق بصاحبه استقروا جميعا على طاولة كبيرة لبدء مراسم عقد القران
وفور أن قال الشيخ
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، مبارك للعروسين ،جعلها الله زيجة العمر إن شاء الله ويرزقكم الخلف الصالح "
انفض الجميع يبارك لهم وفور أن انتهوا لم يستطع يقسم أنه حاول لكنه لم يعي بنفسه إلا وهو يغمرها بين ذراعيه يدفن وجهة في عنقها دامع العينين
أبدا ً لم يكن يصدق أبدا ً أنه سيحبها بهذا القدر، شعوره الآن أشبه بالذي قضى حياته يبحث عن شئ مفقود وفور أن عثر ،عثر على الكنز
وهي كانت بين ذراعيه مزلزلة من داخلها ،فرحة أعمت عينيها عن كل من حولها حتى عن أمها التي باركت لها مباركة عادية لم تؤثر بها وهي تشعر به سيحميها عن العالم أجمع
ابتعد عنها بحرج وقد احمرت أذنيه على صوت حمزة قائلا بغيرة لم يستطع كبحها :_
"يكفي هذا يا عريس "
أخذها حمزة بين ذراعيه بقوة فبكي الإثنان في مشهد تناوبت فيه ردود الأفعال ما بين مستخفٍ، ومبتسم ودامع العينين وقد أثر به مشهدهم
وحدهم من كانوا يفهمون بعضهم جيدا ، علاقتهم لم تكن خال وابنة أخته ولا حتى صديقين لقد كانوا أكثر من الإخوة ،لقد شب على أنها أمانته الصغيرة فور أن فتحت عينيها عليه وهاهي الآن تُسلب منه
مسح دموعه مربتاً على رأسها بحنان وهو يقربها منه ثم قبل جبهتها والتفت لشهاب قائلاً بعد أن سلم عليه واحتضنه:_

"أنا أثق بك ،ضعها في عينيك ، هي لا تستحق سوى أن تحيا سعيدة ، سعيدة وفقط ،،،"

جانبا ً فور أن وصل الزفاف دار بعينيه باحثاً حتى أبصرها
ورغم احتراق كل خلاياه فور أن رأها ترتدي فستان عنابي قصير إلى ركبتيها يحتضن منحنياتها بسفور لا يترك للعين خيال وأسفله سروال قطني أسود يلتصق بساقيها الملفوفتين كجلدٍ ثانٍ ،طرحة حريرية تلفها حول وجهها دون إحكام مما اسدل بضعة خصلات من شعرها على وجهها إضافة ً إلى جمال عنقها الأبيض الداعي للنظر
وجهها الذي زينته بمساحيق تجميل صارخة لكنها زادت فتنتها فتنة إلا أنه يحترق بالغضب من طلتها الملفتة والمثيرة للنظر لا وكي ترفع ضغطه أكثر ،ذاك الكعب العالي وهل كانت تحتاجه من الأساس !!!
سيطر على أعصابه مقترباً منها هامسا بجمود:_
"مبارك غدي العقبي لنا "
احمرت وجنتيها رغما عنها من اشتعال عينيه فور أن رأته إلا أنها ردت عليه بتمتمة هامسة ترجح عدم سماعه لها وإن أنصت

وعلى طاولة أخرى ،يجلس كل من حفصة وطفليها والتي هبت واقفة وهي تبصر وائل ورؤي وفريدة يتقدمون منها لكن ما أدهشها هو تقدم رؤى منها تحتضنها قائلة:_
"كيف حالك يا حفصة ،اشتقت لكي"

بادلتها الإحتضان وقد شعرت أنها عادت رؤى القديمة التي كانت تحبها ثم انحنت تتلقف فريدة بين أحضانها تُجلسها علي ساقيها تُثرثر معها ثرثرة طفولية مع أطفالها
★★★★
باليوم التالي

تجهم وجهة وقلقه الزائد آثار ريبتها خاصةً وهو يلف ويدور حولها منذ أن أتى لزيارت أولادها
استغفرت بصوت مسموع وهي تقول:_

"يا أبو فريدة لا تلف ولا تدور ، أنت تريد إخباري بشيء "

ابتسم بتوتر ولم يرد فحثته قائلة :_
"لا تثير فضولي وقل ما عندك"
طلب من أطفالها وفريدة أن يخرجوا ليلعبوا بالخارج ،مستغلا وجود والدته بالمطبخ وسألها برجاء خفي:_

"أنتِ ما زلتِ على وفائك ليحى رحمة الله صحيح ؟!"

نظرت له بدهشة وسألته:_
"لما هذا السؤال الغريب أنا لا أفهم ؟!"

ابتلع ريقه وسألها بضيق:_
"هل تعرفين رجل يدعى معاذ الحلبي؟!"
قطبت بين حاجبيها لدقائق تشعر أن الاسم ليس بالغريب عليها ثم سرعان ما لمعت عيناها وأخيراً تذكرته فأجابته مبتسمة :_
"نعم بالطبع ،دكتور معاذ ، تقابلنا في الندوة الدينية التي كنت مدعوة لها في دبي من فترة ،تلك التي كان معي فيها شهاب البرعي"
أومأ برأسه فسألته بتعجب:_
"لكن من أين عرفته ولما تسأل؟!"
تنهد بهم وهو يقول:_
"لقد كلم شهاب البرعي عنكِ، أقصد هو يريد التقدم لكي وأخبر شهاب فشهاب أوصله لي لعلمه أنكي تقطنين معنا ،يبدو أنه خجل من أن يخبرك بنفسه أو ربما وفاءا لصديقة "

أنهى حديثة بنبرة ذات مغزى أثارت ضيقها فابتسمت بسخرية وهي تهب واقفة تقول وقد تجمعت الدموع في عينيها:_

"حسنا يا وائل سأبلغه ردي بنفسي "
★★★
قبل أن يتمكن حتى من أخذ أنفاسه أو استيعاب حديث حفصة وجد أمه تندفع إليه قائلة بغضب واتهام:_
"أرأيت؟! أرأيت ماذا جنيت من وراء سعيك وراء المتعوسة زوجتك"
"أمي ، إهدأي ،من تتحدثي عنها هي زوجتي "
"اجتمع المتعوس وخائب الرجا"
قالتها بحدة ثم أردفت بغضب:_
"هل سمعت ما قالت زوجة أخيك ها؟!
لقد قالت ستبلغه الرد أي أنها ستفكر، أنت السبب في بعد أبناء أخيك عني لن أسامحك أبدا ً"
أنهت حديثها بوصلة بكاء وولولة فتنهد بتعب ثم قال:_
"من قال ذلك هي لم توافق"
"لكنها لم ترفض أي أنها اقتنعت بالمبدأ ،،،"
اقتربت منه وأردفت برجاء :_
"تزوجها بني، تزوجها وضم أبناء أخيك أنت أولى بهم "

"ماذا تقولي يا أمي، سأجاريكي أنها اقتنعت أنه حقها على أي حال ،لن نستطيع إجبارها"
صرخت فيه بغضب :_
"ألا تسمع أقول، ما الذي تهذي به هل أمر زواجها عادي عندك هكذا؟! ، أقسم أن تزوجت من غيرك لا أنت ابني ولا أعرفك"

"يا الله يا الله يا ولي الصابرين ، حسنا لأتزوجها أمي وأخرب بيتي وليحترق كل شئ أليس هذا ما تريدين"

أنهى كلامه واستدار بغضب يشد فريدة الواقفة بجانب الغرفة من ذراعها غير واعيا لاستماعها لحديثهم حتى الهذي الأخير الذي لم يكن سوى حديث من فورة غضبه "....
★★★★

بالأعلى
كانت تحدث والدتها على الهاتف تبكي
وغصة مؤلمة استحكمت بحلقها فطفرت بدموعها إختناقاً قائلة بانفعال رغما ً عنها:_
"فقط متى سيفهمون يا أمي أنه لم يمت أنه يعيش بداخلي ،بين ثنايا روحي، إذا كان الله قال عنه حي يُرزق هو وذويه فمن أنتم حتى تُمِتُوه
يا الله كل ما بي ينتفض حميه من أجله ،من أجل شعوره لو كان حيا ويستمع لأحدهم يريد الزواج من إمرأته ،نعم كنت وسأظل إمرأته وحده يا أمي
أحاول أن أتقي الله قدر استطاعتي حتى أنال شرف جواره في الجنة ،عوضا على صبري على فقده في الدنيا و ظمأي له أن ألقاه في الجنان وأرتوي منه أدعي لي يا أمي أدعي لي ..."

_____________

يتبع بالفصل التالي


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 08:19 PM   #125

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية لتمسك بيدي

الفصل السادس والعشرون

ابتسم بتفكه وهو يضم رأس عروسه النائمة إلى صدره ،لو علمت الحاجة فاطمة والدته أنه قضى ليلة زفافة يهدئ من روع عروسه الباكية لقضت المتبقي من عمرها تندب حظه العثر.
أراح رأسه إلى الخلف مغمضا عينيه بإرهاق وأحداث الأمس تتوالى على رأسه
ففور انتهاء الزفاف وبعد أن أوصلوهم إلى الفندق الذي سيقضون به ليلتهم حتى الفجر حيث موعد الطائرة ،تشبثت بأهلها باكيه بطريقة هستيرية أقلقتهم جميعا مما اضطره لدعوتهم للدخول
ورغم محاولات الجميع حتى حمزة الغيور الذي حاول معها إلا أنها ظلت متشبثه بأحضان والدة حمزة في الغرفة تبكي وفقط ولا تريد تركها أو التحدث معهم
إلى أن انتصف الليل فاستأذن منهم كي ببدل ملابسه وأن تستعد هي الأخرى حتى يلحقوا بموعد الطائرة
وعليها فور أن وصلوا إلى المطار وسيل من البكاء والدعوات من الجميع وكأنهم مهاجرين وأخيرا ً ركبوا الطائرة لم تمهله فرصة التحدث في شئ وهي تميل برأسها إلى كتفه مدعية النوم حتى ذهبت فيه بالفعل
ويبدو أنه ذهب هو الآخر في النوم وها هو استيقظ على صوت تنبيههم استعدادً للهبوط
ربت على وجنتها بخفة كي تستيقظ حتى انتبهت وفتحت عينيها تناظره بدهشة حتى اعتدلت ووجنتيها تتوردان خجلاً من وجودها بين أحضانه
ابتسم وهو يميل عليها لاثما وجنتها وهمس بمشاكسه :_
"صباح الخير"
ردت تحيته بحياء فسألها باهتمام :_
"هل مازلتِ خائفة؟!"
هزت رأسها نفيا لكن داخلها كانت تقرع طبول الخوف، يا الله ماذا دهاها؟!، أنه شهاب ،نجمها البعيد الذي أصبح بين يديها لما الخوف ؟!

بعد ساعتين كانوا قد وصلوا إلى جناحهم بالفندق
دخلوا وأغلق الباب خلفهم ثم توجه إليها سائلا بحنان :_
"هل أنتِ بخير صغيرتي"

أومأت برأسها ورغبة عنيفة في البكاء تراودها مجددا.
يا الله ، أتراها عين حسود كما قالت نعمات؟!
لكن علاما يحسدونها بحق الله، كيف ستظهر أمامه إن بكت الآن بالتأكيد سيضجر ،فقد فعلت له أسطوانة النكد من أول ساعة في حياتهم الزوجية
وللعجب كان هو يفهم كل ما يدور في ذهنها،عينيها اللتان تدوران في أنحاء الغرفة عداه ،يتفهم رهبتها وخوفها ،لا ينكر أن بعض الضيق ينتابه من تباعدها لكنه كان متوقع هذا على كل حال
ابتسم قائلا ًبطريقة عادية كي يفك رهبتها قليلاً:_
"لما لا ندخل لنرى الغرفة "
اتبع حديثه وهو يضمها من من كتفيها يحثها على التقدم معه للداخل
أثاث أبيض يريح النفس حتى الفراش شراشفة بيضاء ،منثور عليه ورود حمراء على شكل قلب وداخلة أوزتين كبيرتان في وضع التقبيل
كتم ضحكته على حاله حتى لا يحزنها وهي تبدو بكل تلك الهشاشة حتى أن توترها وصل إليه ثم استدار إليها قائلاً بحنان
"سآخذ حماماً في الحمام الخارجي وأترك الخاص بالغرفة كي تكوني على راحتك ومن ثم نصلي"

بعد أن سلم من الصلاة ،التفت إليها فوجدها تلعب بأصابعها في خيوط السجادة
فاقترب منها حتى أصبح جوارها وقال بهدوء عاتب:_

"رنا هل تخافين مني أم تخافين من الأمر نفسه؟!"

قضمت شفتها السفلية مطرقة برأسها تهزها نفيا وهي تقول:_

"أنا لا أخافك "
استقام واقفا وهو يمد كفه إليها فرفعت رأسها إليه ، أومأ لها يطمئنها فوضعت كفها في يده تستقيم توازيه في وقفته .
احتواها بإحدى ذراعيه ووضع يده الأخرى على ذقنها يرفع وجهها إليه وهمس بتحشرج وعينيه تلمعان ببريق مغوي :_
"هل تعلمي أني إلى الآن لم أرى شعرك حتى ألا ترين ذلك ظلم يا صغيرة ؟!"
اتبع حديثه بأن بدأ يفك طرحة اسدالها وأتبعها بمشبك شعرها فانسدل مسترسلا حتى أسفل كتفيها ،ليس بالأسود ولا بالبني مزيج بين الإثنين به موجة طبيعية تزيده جمالاً
عاد بعينيه إلى عينيها الخجولتين هامسا بتأثر:_

"أنا لم أقل لكي كم أنتِ جميلة من قبل صحيح ؟! ، جميلة بدرجة أسرتِ بها قلبي كما لم يحدث أبدا ً ، عيناكي بريئتين تحثان صدري على أن يخبئك بين ضلوعه "

زاد من ضمه إليها وهو يستشعر حاجتها بذلك ،مسندا جبهته على خاصتها وهو يتخلل شعرها بأصابعة مردفاً بعاطفة مختنقة أشرقت شمسها أخيرا للخروج:_

"حبيبتي إذا كنت ِ خائفة قولي ولا تخجلي"

"حبيبتك؟!"
سألته بدهشة دامعة العينين وهي تتجرأ مُسنِدة كفيها على صدره ،فابتسم رافعا أحد حاجبيه وهو يهمس بعاطفته الهائجة نحوها:_

" أتسألين؟! بالطبع أنتِ حبيبتي الأولى والأخيرة يا رنا ، أنا أحبكِ بدرجة لم أكن أتخيل أبدا ً وصولي إليها بعد هذا العمر لكنكِ كنتِ منحة القدر "
أسبلت أهدابها بخجل يعززه أكثر هيبته الفطرية لكنها همست بنعومة بما تحتاج قوله دون تردد:_
"أنا أيضا ً، أنا أحبك جدا يا شهاب"
تأوه مغمضا عينيها وهو يميل إليها هامسا ً بحرارة :_

"يائس أنا كلي إليكي يا صغيرة ، فدعيني أخطوا إلى جنتك"

اتبع حديثه بارتشاف أنفاسها نفسٍ نفسٍ على مهلٍ حدالثمالة ،متذوقاً أخيراً ،رحيقها الذي طالما تمناه منذ أن أحبها ، يحتويها بعاطفة جياشة أذهلتها .
سيطر على خجلها وخوفها بسهولة جاعلاً إياها تغرق في بحر غرامه منقذاً إياها في شط عشقة وقد كانت ليلتها الأولى مع رجلٍ لو قضت عمراً على عمرها تسطر حبه لن يوفيه

بالصباح
رفرفة غريبة ناعمة متبتلة وشغوفة على كل إنش في وجهها تجعلها تقطب بين حاجبيها ثم تعود غارقة في غيمتها الوردية مرة أخرى حتى فتحت عينيها أخيراً
قابلتها عيناه اللامعتان ببريق عشقه .
ظلت على حالها ثوانٍ وكأنها لم تستوعب بعد وسرعان ما أغمضت عينيها بخجل جلب ابتسامة حنونة لشفتيه وهو يحتويها بين ذراعيه يرفعها قليلاً هامساً بحب:_
"صباح الخير حبيبتي"
اتبع جملته بقبلتين ودودتين على وجنتيها ثم عاد لعينيها مرة أخرى وقد فتحتهم أخيراً وهمس:_
"مبارك علي أنتِ يا راني"
"راني؟!" قالتها بدهشة مبالغة تبدد بها خجلها فأومأ برأسه وهو يقول:_
"نعم أُدَلِلك ،أنتِ راني خاصة شهاب ألم يعجبك ؟!"
ابتسمت قائلة برقة:_
"لا يعجبني لكن أين ذهبت صغيرتي؟!"
ضحك مداعبا أنفها بكفة ثم قال :_
"راني ،حبيبتي ،مدللتي وصغيرتي، أصبحتِ كل شئ"

أنهى حديثه ثم تناول وجهها بين كفيه وسألها باهتمام ذات مغزى :_

"حبيبتي هل أنت ِ بخير "
أومأت برأسها ودقات قلبها تتسارع بلهفة كأنها تتسابق أيهما تلهج بالحمد أكثر
لقد فوجئت به بالأمس يحملها بحنان حتى وضعها أمام باب المرحاض تاركا لها خصوصيتها وقد أخبرها أنه أحضره لها
لقد كان حوض الإستحمام مليئاً ببتلات الورد ، المياه دافئة عطرة ،واضعاً كل المستحضرات الطبية التي تحتاجها وجانبا روب الاستحمام وملابسها
هل لها أن تحبه أكثر ،تعشقه أكثر، تذوب به حتى تتلاشى فيه
انتبهت من شرودها على صوته يقول:_

"رنا حبيبتي لا داعي للخجل بيننا ، أنتِ حتى تسبلين أهدابك كلما أحدثك ،حتى أنكِ منذ الأمس لم تتحدثي سوى بضع كلمات "
احتقنت وجنتيها ثم شبكت أصابعها ببعضهم وهي تعتدل في جلستها قائلة :_
"شهاب الفكرة أني أخجل من كونك أنت شهاب"

ابتسم يداعب أرنبة أنفها بخاصته مغمغما بدفء عاطفته التي بدأت تسيطر عليهم م جديد :_

"فزورة هذة"
حركت يديها في توتر قائلة بدلال:_
"لا أقصد ، أنت دكتور شهاب ،هيبتك الفطرية ،يعني هكذا"

ضحك مخللاً شعره بأصابعه وهو يقول:_

"أي هيبة بحق الله لقد أصبحت زوجك ،شهاب ،شهاب وفقط أنسي أي شئ إلا هذا المتيم بكِ"
لم يمهلها الرد وهو يغمرها بغزوة عشقٍ جديدة يثبت لها بأعمق الطرق كيف أن تتوحد فيه حد التلاشي..
★★★

يقضون ليلتهم مع والديه من أجل تلك العاصفة التي بدأت من الأمس
أنهت محادثاتها مع رنا والتفتت إليه تسأله :_
"هل نام والديك يا حمزة؟!"
"نعم لقد صلوا العشاء وناموا ، أولاد حلال والله"
نظرت إليه بشك تسأله بتوجس:_
"ماذا تقصد؟!"
اقترب منها قائلا بعبث:_
"كل خير دبدوبتي ،ألن نواكب المسيرة ؟!"
سألته بحيرة وهي تتمدد على الفراش بأريحية أغاظته :_
"أي مسيرة ؟!"
تناول كفيها بين كفيه قائلا بجدية مصطنعة:_
"مسيرة إستغلال العاصفة في جعل المصريون مائة وخمسون مليون "
نظرت إليه بحيرة سرعان ما انمحت وعينيها تلمع بالإدراك ،وجنتيها تحتقنان خجلاً تقول بحنق تعنفه:_
"حمزة بالله عليك ألن تكف عن الوقاحة ؟! بالله عليك أرحم خجلي قليلاً"
امتعض قائلاً بنزق:_
"أقسم أنكِ ليس لكي في الطيب نصيب ، ألف واحدة أخرى تتمنى حمزة الوقح هذا "
خبطته بالوسادة قائلة بغيظ :_
"حسنا اشبع بهم "
"ولا مليون واحدة تغنيني عن دبدوبتي "

قالها بعبث يراقص حاجبيه بشقاوة فابتسمت رغما عنها مما جعله يقول متصنعاً الرجاء:_

"أيرضيكي أن نكون مائة وتسعة وأربعين مليون فقط والله عيب ٌ علينا وعلى وطنيتنا مازلنا عرسان جدد"

"لا وأنت لا تحب أبدا ً أن تقصر بحق وطنيتك وهل يصح ؟!"

أغمض عينيه مومإً برأسه وهو يقول:_
"أبداً"

قبل أن يتحرك من مكانة كان والده يطرق باب غرفته قائلاً:_

"حمزة يا ابني هل مازلت مستيقظ؟!"

انفجرت ضاحكة من شكله مما جعله يضغط الوسادة على رأسها بغيظ قبل أن يقوم
توجه إلى الباب وخرج لوالده الذي قال له :_

"أرتدي شئ ثقيل يا حمزة وتعالي معي للحديقة ننزع الماء ،يقولون أنها ستعاود المطر في الصباح مرة أخرى"

سأله حمزة ببؤس وقد ضاعت خططه :_
"ألم تكن ستنام يا بابا"
"لالالالالا لم يأتيني النوم وأنا غير مطمئن، هيا أسرع وتعالى ورائي"
قالها الرجل وتركه واتجه إلى الخارج فدخل اليها ينظر لها بغيظ وهي تحاول السيطرة على ضحكاتها مما جعله يدفن راسها في الوسادة قائلاً بغيظ طفولي:_
" أقسم أنكِ مستفزة "
★★★★

«مدينة إسطنبول مطعم المدينة »

ضمها إليه بحب مبتسماً،وهو يسألها بحنان :_
"هل أنتِ سعيدة الآن حبيبتي؟! ها قد جئنا إلى مطعم الشيف بوراك كما أردت ِ"

"جدا شهاب ، أريد أن أتصور معه ؟!"
قالتها ببهجة فضحك وهو يسحب لها كرسياً كي تجلس وجلس هو الآخر قائلاً بمشاكسة :_
"دعينا نرى أولاً هل سنأكل خروفٍ محشو بورق العنب أم ماذا "
شاركته ضحكته وهي تنظر له بحب وكأنها تريد تقفز كالطفلة جالسة على ركبتيه تهلل بفرح
بعد دقائق من طلبهم للطعام التفتت على صوت مرأة مبتهج ورائها تتقدم منهم قائلة:_
" أوه دكتور شهاب البرعي في اسطنبول ما هذة المفاجأة الجميلة "
ابتسم وهو يقف يحيي المرأة بوقار ومن ثم تناول كفها بين كفه وهو يقدمها لها باعتزاز قائلاً:_
"مدام رنا زوجتي"
ثم التفت إليها قائلا :_
"حبيبتي هذة الأستاذة ". ." مذيعة بقناة ". ."

سلمت عليها مباركة لها ثم التفتت إليه ضاحكة وهي تقول:_

"لا أصدق حقا هل تزوجت ، لقد كنت معي فقط من عام تقريبا وقلت أنك إلى الآن لم تجد من تراها زوجتك"

ابتسم شهاب ناظراً لها بحب وهو يقول:_
"ها قد وجدتها"
بعدها دعاها للجلوس معهم لكنها استأذنت منهم متعللة بفريقها في العمل ينتظرونها ثم انصرفت

لاحظ تجهمها وصمتها فضيق عينيه يسألها :_

"حبيبتي ما بكِ"
"لا شئ"
قالتها بهدوء فضحك في نفسه وهو يقول:_
" هل بدأت لاشئ سريعا هكذا"
لكنه عوضا عن قول ذلك احتوى كفها بين كفيه وهو يقول بنبرة رخيمة:_

"حسنا أخبريني ما الذي حرمني من ضحكتكِ الجميلة ؟!"

ابتسمت تسألة بتوتر:_
"لا أقصد شئ ، لكن تلك المرأة قالت أنك كنت معها من عام ويبدو أنكم كنتم تتحدثوا"

سيطر على ضحكاته المستمتعة بصعوبة وهو يقول:_

"لم أكن أتوقع أبدا ً أنكِ ستكوني إمرأة مصرية مائة بالمائة هكذا بحق الله نحن مازلنا بشهر العسل هكذا أنا لا أحتاج ضمان "
ابتسمت بخجل فتناول كفها يقبله وهو يقول:_

"حبيبتي لقد قدمتها لكي أنها مذيعة ، وكنت معها العام الماضي في برنامجها التليفزيوني "

اتسعت ابتسامتها فغمزها بمشاكسة واعتدل في جلسته لوصول الطعام

ليلاً
غازلها بعينيه وهي تَطُل عليه بذلك الفستان الذي طلب منها ارتدائه قبل قليل
تجمع شعرها جانبا ، وجهها خالي من مساحيق التجميل كما يحب ، فستان حريري من اللون الزهري دون أكمام بحمالة واحدة يصل إلى بعد ركبتيها بقليل ، تزينه ورود بيضاء صغيرة من جانبه ،حافية القدمين كعادتها التي لاحظها

هدأ الإضاءة ومن ثم شغل سيمفونية رومانسية لبيتهوڤن ثم تناول كفها بين كفه يتلقفها بين ذراعيه يراقصها
همس بحب وجاذبية:_
"تأخرت رقصتنا قليلاً صحيح؟!"
"يكفيني أني معك "
صمتت ثوانٍ ثم أردفت هامسة:_
"اخبرك شئ!!؟"
أومأ بعينيه مخافظاً على حركتهم الرتيبة فتشجعت قائلة:_
"لقد أعجبت بك منذ اللحظة الأولى"
رفع أحد حاجبيه مبتسما وهو يقول بعبث:_
" حقاً ، إذا لم أكن وحدي الواقع في الأمر ،لقد كنا عالقين سويا ً"
أومأت برأسها مبتسمة فتنحنح ثم سألها بمشاكسة :_

"إذا الصغيرة غارت اليوم صحيح ؟!"
"أليس من حقي؟!"
سألتها بدلال خجول فابتسم هامساً وهو يضمها إليه أكثر:_
"بل كلي حقك يا صغيرة"
لفهم الصمت دقائق ،عناق عينيهم حينها كان أبلغ من أي حديث حتى قطعه هو هامساً بحرارة :_
"أتعلمين من أنتِ؟!"
"من؟!"
"دلوعتي"
همسها وهو يقربها منه أكثر ،يدني من أذنها متبعاً همسه بالقصيدة كاملة ،وأنغام الموسيقي تُكلل غيمتهم الرومانسية أكثر فأكثر

دلوعتي خاصمتها صالحتها لما بكت وتوسدت أحضاني ألقت علية القبض مشتاقاً لها فتحولت عصبيتي لحناني

دلوعتي خاصمتها صالحتها لما بكت وتوسدت أحضاني ألقت علية القبض مشتاقاً لها فتحولت عصبيتي لحناني

إن الرجال فوارس لكنما لا سلطة تعلو على النسوان

دلوعتي خاصمتها صالحتها لما بكت وتوسدت أحضاني ألقت علية القبض مشتاقاً لها فتحولت عصبيتي لحناني

عدنا نشاكس بعضنا حتى الصباح عاد المزاح والمزاج كما يجب

خطفت بمكر هاتفي قفزت لصدري بدأ الحساب والتحري يا محب

من هذه صاحبتها كم نمرة ألغيتها كم حلوة بغيابنا غازلتها هيا اعترف يا حضرة السلطان

دلوعتي خاصمتها صالحتها لما بكت وتوسدت أحضاني ألقت علية القبض مشتاقاً لها فتحولت عصبيتي لحناني

أعد كم صعب علية عدهن فلأعترف مجموعة وتجمعوا في واحدة

هي أنت يا دلوعتي طيوبتي محبوبتي المتفردة المتجددة والمتوقدة

فتصافحت وجناتنا وتهامست أنفاسنا اشهد لنا يا حبنا هي أو أنا لا لن نضيع في الخصام ثواني

دلوعتي خاصمتها صالحتها لما بكت وتوسدت أحضاني ألقت علية القبض مشتاقاً لها فتحولت عصبيتي لحناني

إن الرجال طيبون سادتي لا يجرحون مشاعر النسوان...
★★★★

فور أن فتح عينيه ربت وائل على كفه قائلاً بحنان :_
"سيد ياسر ما الذي حدث ،ما الذي جعلك تقع هكذا ؟!"

آه عميقة خرجت منه رغما عنه وهو يتذكر ما حدث ليلة زفاف ابنته يقصه عليه
فقد مر الزفاف كله بشكل طبيعي إلا النصف ساعة الأخيرة ،حينما مرت عينيه على ذاك الشاب الوسيم الذي كان يبارك لشهاب حين كانت ابنته بين الفتيات وبعدها بقي لوقت قصير مع ذاك الشاب الذي يدعى خالد
رعدة قوية مرت بصدره حينها ،جعلته يتجه إليهم بتوتر مبتسما وهو يقول بهدوء يخالف رعشة قلبه :_
"عفواً يا بني هل أنت قريب شهاب؟!"

ضمه خالد حينها وهو يقول:_
"نعم يا سيد ياسر ،حسن يكون من عائلتنا وهو صديقي"

وعليه الشاب لم يزد أو ينقص فقط ابتسم وأومأ له برأسه مما جعله يستأذن منهم
لكن توازنه اختل وعينيه تقع على تلك الوحمة التي ظهرت من قميص الشاب على عنقه وهو يلتفت جانبا ،مما اضطرهم لإسناده ومن حينها لم تزر عينه النوم حتى وقع غائبا عن الوعي
عاد من شروده على صوت وائل المندهش وهو يقول:_

"هل مازال أمر ذاك الظرف الذي أُرسل لك منذ فترة برأسك سيد ياسر رغم أني أكدت لك من بحثي عدم صحته؟!"
ابتلع ياسر ريقه قائلاً بوهن :_
"وكيف لا يكون في رأسي يا وائل ، هل تعرف معنى أن يكتب لك أحدهم أن رضيعك الذي تظن أنه توفي ابن أسبوع ٍ هو شاب حي يرزق الآن "
تنهد وائل قائلاً:_
"لما لم تنبهني وقتها كنت جلبت لك كل معلومات هذا الشاب"

"لقد أرسلت أحد الحرس ورائة بالفعل وأكد لي أنه يقطن عمارة خاصة بعائلة البرعي"
مط وائل شفتيه وهو يسأله:_
"هل أنت متأكد من أمر تلك الوحمة؟!"

تحشرج صوته قائلاً:_
"إذا كذبت أنها نفس تلك الوحمة خاصتي يا وائل فكيف أن رنا عندها مثيلتها أيضاً؟!"

صمت وائل لدقائق ثم سأله باهتمام:_
"من أرسلت خلفه ؟!"
"عماد"
"حسنا اترك الأمر لي سأجلب لك كل معلومات ذاك الشاب من الإبرة إلى الصاروخ لا تقلق"
★★★★
بعد أسبوع
كوالالمبور ماليزيا برج المنارة

ضحكت بسعادة وهي تمسك الرينغيت بيديها "عملة ماليزيا" قائلة :_
"ألا ترى أنها تشبه عملات بنك الحظ يا شهاب"

ابتسم قائلاً:_
"صحيح حتى أنها تشبهها في الألوان "

بعد دقائق كانوا يدخلون مصعد زجاجي سيرتفع بهم يشاهدون فيه العالم من الأعلى
مجرد أن بدأ في الصعود تمسكت فيه خائفة وهي تقول بقلق:_
" شهاب أنا خائفة "
ضمها إليه مهدئاً:_
"حبيبتي لا تخافي ، أنسي أنكِ ستصعدين لإرتفاعٍ عالي تذكري أنكِ معي وفقط "

أدارها بين ذراعيه يوجهها للزجاج ظهرها يهنأ آمنا على صدره الرحب كي ترى المنظر المبهج وهو يتحدث كي يبدد خوفها :_
"تخيلي لو كان زفافنا تأجل قليلاً وكان يوم الإعصار"

ضحكت قائلة:_
"كانوا سيزفوننا باللودر كما رأينا بالفيديو الذي أرسله حمزة "

استدارت تنظر له وهي تقول:_
"تعلم لقد أشتقت لهم جدا ، وبالأخص حمزة لا أتخيل اني بعيدة عنه"
غيرة طفيفة مرت بصدره لكنه كبحها مبتسماً وهو يقول بمشاكسة:_
" ضربة قاتلة لكبريائي يا راني "
لمعت عيناها تناظره قائلة :_
"أنا أحب راني منك جدا ، راني خاصة شهاب"
غمزها قائلاً بعبث:_
"راني فقط "
"أنا سعيدة ، سعيدة يا شهاب ،أحبك جدا أريد أن أصرخ بها "


ليلا بالحي الصيني
شاورت له على تلك الفاكهة الغريبة وهي تقول:_

"شهاب ما هذة الفاكهة الغريبة ، أريد منها "
"من عيني يا جميلة "
اتبع جملته بأن ذهب واشترى لهم منها ،مسكتها بين كفيها تنظر لها بدهشة من شكلها الأحمر البيضاوي وتلك الأشواك الخارجة منها لكنها لا تؤذي ،حاولت تقشيرها لكنها لم تقدر فأخذها منها وقشرها لها ثم وضعها في فمها منتظرا رأيها

همهمت باستمتاع وهي تقول:_
"طعما لذيذ جدا ، افتح أخرى وتذوقها ستعجبك "
اقترب منها هامسا بحب وهو يميل على كفها يتناول المتبقي من خاصتها :_
"ولما أتناول أخرى بخيلة أنتِ"

ابتلعها باستمتاع ثم غمزها قائلا ً:_
"جميلة ، أظن أنكِ اضفتِ لمذاقها مذاقاً صحيح؟!"

ضحكت بخجل وسألته:_
"ما اسمها؟!"
"أعتقد يطلقون عليها الدراجون فروت"
★★★★★
بعد بضعة أيام

إيطاليا_العاصمة_روما

بعدما أنهى عزف المقطوعة وجدها تقف أمام البيانوا تنظر إليه وعينيها تلمع بشغف
اقترب منها مبتسماً وهمس:_
"أيعجبك؟"
أومأت برأسها وهي تبتسم فسألها بمشاكسة رجولية لا تليق إلا به:_
"البيانو أم صاحبة؟"
التفتت إليه مبتسمة فأحاطها بذراعيه وهو يقرأ إجابته في نور عينيها دون الحاجة لسماعها
سمعها تسأله :_
"متى تعلمته ولما ؟!"
ابتسم وهو يقربها منه أكثر وقال :_
"أحب المغامرة في كل شئ وذات مرة كنت أتناول طعامي خارجا ً وعازف المكان عزف مقطوعة جذبتني لأجد نفسي التحق بإحدى المدارس الخاصة بتعليم الموسيقي وتعلمتة "

استندت برأسها على صدره وهي تشعر أنها امتلكت رجل بمعني الكلمة
رجل عشقها بعقله وروحه وقلبه حتى بعينيه التي ترى نفسها بها دائما
رفعت رأسها إليه وهو يقول بحماس :_
"لما لا أُعلِمك؟!"
"حقا ؟!" سألته بلهفة
فحثها بذراعيه حتى أجلسها على المقعد أمام البيانو وجلس جوارها ملتصقاً بها محاوطاً خصرها بأحد ذراعيه ،مستنداً بذقنه على كتفها ورأسه توازي خاصتها وإن ارتفعت عنها قليلاً
نظرت له بجانب عينها وهي تقول بمشاكسة اكتسبتها منه :_
"هل حقاً هكذا ستُعلمني ؟"

ابتسم طابعاً قبلة دافئة على وجنتها وهمس :_
"نعم هكذا فقط انتبهي"
اتبع قولة بأن حرك أصابع يده اليمنى على البيانو ببطء ثم همس:_
"هيا افعلي مثلها"
حاولت أن تفعل مثلة ففشلت لذا تذمرت قائلة :_
"حقاً أنا فاشلة "
وضع كفه على كفها يحرك أصابعها ببطء بيده وكأنه يُعلم طفل رضيع كيف يخطو أولى خطواته هامساً بحزم حنون :_
"لا تقولي هذا أبدا ً ،حبيبتي ليست فاشلة "
تذمرت بدلال :_
"ألم ترى؟"
بحركة سريعة كان يُجلسها على ركبتيه فتعلقت بعنقة ضاحكة نظر في عينيها الجميلتين مبتسماً وهمس بدفء غزلي :_
"نعم رأيت "
أسبلت أهدافها في خجل فعانق أنفاسها لدقائق طويلة أنساها فيها العالم بأسره حتى تركها محتقنة الوجنتين تدفن رأسها في عنقه بخجل
تنحنح يسألها ضاحكاً يبدد خجلها قليلاً :_
"صحيح لما تجمعي شعرك هكذا عاليا
ابتسمت بخجل وقالت:_
"ليس لشئ فقط غسلته وتركته يجف حتى أُمشطة لكني انشغلت بالحديث مع ماما نعمات في الحديث فاضطررت أن أجمعه هكذا "
ابتسم قائلا بحب :_
"يليق بكِ كل شئ وكأنكِ تضفين على الأشياء جمالك
تسارعت دقات قلبها بسعادة من حديثة فسألته بدلال يحق لها :_
"حسناً هل إذا طلبت منك يوماً تمشيطة تفعلها أم تضحر؟
ابتسم يشدد من احتضانها وهو يستقيم بها واقفاً فسألته بدهشة :_
"إلى أين نذهب ؟!"
دخل بها غرفتهم ووضعها على الفراش تحت أنظارها الحائرة ثم اتجه إلى طاولة الزينة متناولا فرشاة الشعر خاصتها واستدار متجهاً إليها وهو يلوح لها بالفرشاة ، جلس وراءها وفك شعرها ثم بدأ بتمشيطه.

بعد فترة قصيرة كان انتهى ، فطبع قبلة عميقة على جانب عنقها ثم أدارها بين ذراعيه ،ينظر بغلالة الدموع الرائقة في عينيها قائلا باستنكار نافي:_
"تطلبين ؟ "
"لا أنتِ فقط تتمنين ، تمشيط شعرك وطلاء أظافرك، كحل عينيكِ وأحمر شفتيكِ "
"كلي لكِ وكلكِ لي"
تعلقت بعنقه تسأله بدلال:_
"لما اصريت على عدم مكوثنا في فندق وأخذت تلك الفيلا"

غمزها هامساً بعبث :_
"طبيعي ، نحن في روما "
ضيقت عينيها في تساؤل ،فاقترب منها أكثر مغمغما بحرارة وهو يتبع قوله فعلاً:_

"روما حيث مدينة العشاق يا جميلة وما أنا إلا عاشق"
★★★★

منذ يومين وهو متغير ، لا يحدثها سوى باقتضاب، شارد على الدوام ، يقضي معظم وقته بالعمل ولا يأتي سوى على النوم حتى الطعام لا يرغبه ، حين تسأله ما به يطمئنها أن لا شئ
ماذا يحدث بحق الله ، أغلقت مع والدتها مستغفرة فقد كانت تسألها ماذا تفعل وقد نصحتها والدتها ألا تضغط عليه فالرجال لا يحبون الزن

وعلى باب الغرفة كانت تقف تلك القردة الصغيرة تستمع إلى والدتها وهي تشتكي لجدتها من حال أبيها ،وضعت سبابتها بين أسنانها تفكر لا تدري ماذا تفعل هل تخبرها ما حدث عند جدتها منذ أيام ، ذكائها الطفولي يحذرها حتى لا يتشاجرا وقلبها البرئ يحثها أن تقول لها عل أبيها يعود يلاعبها كما السابق ،لكن هل ستعاقبها ؟!
مطت شفتيها وهي تحسم أمرها ،تضم دميتها إلى صدرها وشعرها يتأرجح حول كتفيها حتى وصلت إلى والدتها وصعدت جوارها على الفراش ، وضعت كفها على وجنتها قائلة :_
"ماما أريد أن أخبرك عن ما يحزن بابا"
التفتت إليها رؤى بدهشة مبتسمة وهي تقول:_

"ومن أين تعرفي يا شقية؟!"
ثنت ساقيها أسفلها وسألتها بحذر:_
"هل ستغضبين مني إن قلت ؟!"
هزت رؤى رأسها نفيا وهي تربت على شعرها ثم قالت:_
"لا تخافي "
صمتت لدقائق ثم قالت:_
"تيتا زينب تشاجرت هي وأبي "
صمتت رؤى بترقب حتى لا تثير ريبتها تنتظر منها أن تُدلي ما عندها فأردفت الصغيرة ببراءة:_
"تيتا قالت لبابا أن يتزوج طنط حفصة ،وبابا تشاجر معها ثم أخبرها أنه سيتزوجها"
امتقع وجهها ونار حارقة تسري بعروقها حتى أن بعض الدموع طفرت في عينيها لكنها سيطرت على نفسها بصعوبة حتى لا تقلق طفلتها التي تسألها بحيرة :_

"هل معنى هذا أنها ستأتي وتعيش معنا هنا يا ماما؟!"
★★★★

لدقائق مسمر مكانه لا يستطيع الحراك وهو ينظر لها من شق الباب الذي يبدو أنها تركته نصف مغلقا ولم تنتبه ،
ضم قبضتيه بقسوة وهو يشعر أنه مكبل لايستطيع أن يتقدم أو يتأخر
بكاءها الآن يهزه هزا.
هذة إمرأة لم تخلق للبكاء، بئس رجلاً كان السبب في أن تذرف دمعة من عينيها .
يعلم أن خسرانها القضية هزها، وزعزع ثقتها بذكائها وعملها المستقيم ،هو السبب في ذلك يعلم ،لقد جعلها تُخطأ بنفسها ،المعلومات المتوارية التي كان يسمح بأن تنكشف لها كان يفعل ذلك من أجل أن يكون الخطأ خطأها وتفشل في كسب القضية، لكن رغما عنه هو لم يفعل ذلك حبا في المال أو الشهرة لقد خاف عليها ،هؤلاء البشر هو أعلم بهم منها، لقد أقسم له الرجل إن لم يتصرف أن يُزيحها عن طريقة بطريقته فماذا عساه أن يفعل سوى أن يحميها
يعلم أن شعوره تجاهها ضربا من الجنون ،بالكاد يكبل ذاته عنها ،هو يحتقر نفسه كل ليلة من التفكير بها ، مهما بلغ به المجون ، لم يكن رجلا ينظر للنساء أبدا ً ، المرأة عنده خط أحمر لا يجب تخطي حرمتها فماباله معها بلغ من الحقارة دركها ، يلاحقها ،يفكر بها، يخاف عليها وهي إمرأة متزوجة ، ملكا لغيره
ما الذي أتى به اليوم، لا يعلم ،فقط نظرتها له بالمحكمة بعد نطق الحكم كانت قاتلة ،لم يفيق إلا ووجد نفسه أمام مكتبها علها تصفح عنه ولو بنظرة تسامح عابرة.

زفر بإنهاك ومشاعره على شفا حفرة من الانهيار ،لكنه استجمع ذاته ،طبيعته الباردة وملامحة الجامدة وهو يطرق على الباب طرقه واحدة تلاها دخوله ...
رفعت رأسها بحدة وانتفضت واقفة وهي تتبين هويته، دارت حول مكتبها ووقفت أمامه صارخة بغضب:_

"أنت ،ما الذي أتى بك إلى هنا ، أنت حقير ،قذر ،لم أرى من هو أوضع منك"

"حسنا، سأمررها لكي تلك المرة لكن إياكِ أن تعيديها مرة أخرى"
"اتجرؤ"
قالتها بقهر ،فرفع أحد حاجبيه وهو يفك ذر سترته جالسا على المقعد ورائة وقال:_
"لا أعلم ، ماالذي يزعجك ،قضية عملنا عليها نحن الإثنان وبالنهاية أنا من ربحتها ، ليست أول قضية تخسريها على كل حال"
مالت على سطح المكتب مستنده عليه قائلة بإزدراء :_

"فقط لي سؤال واحد ، كيف تستطيع النوم ،ها؟! ، وأنت السبب في دموع رجل مسكين كالذي خسر القضية هل تستطيع النوم وأنت تضع رأسك على وسادتك ؟!"

"ليس لكي شأن بنومي أم عدمه، لا تجعليني أطمع في التفكير أنكِ تهتمين لتعبي"
قالها ببرود متهكم ،استفزها لأن تخبط على سطح المكتب بكفها صارخة بغضب :_
"أخرج من هنا ،لا أريد أن أراك مرة أخرى"

صدر لسانه في أحد وجنتيه وهو يحكها بسبابته قائلا بكسل :_
"ممممم سأخرج نعم ،لكن للأسف سنتقابل مرة أخرى"

قبل أن ترد عليه ،اختلجت عضلة فكة بعنف وهو يسمع صوت عمر الغاضب يقول :_
"ماذا يحدث هنا وأنت ما الذي أتى بك هنا ؟!"...

____________

كدا نزلت اربع فصول تعويض
جماعة بعد اذنكم ممكن تهتموا باللايكات والتعليق على الفصول بآرائكم تقديرا ليا ♥️


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 08:20 PM   #126

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صافب مشاهدة المشاركة
اين رابط التحميل
لسه مخلصتش حبيبتي


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 08:22 PM   #127

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كف القمر مشاهدة المشاركة
رواية جميلة أول مرة رواية تناقش إدمان المواقع الإباحية وشهاب إنسان جميل قوى ومثقف حبيته جدا بس مش عارفة إيه ممكن يكون رد فعله لوعرف إن رنا هى البنت إلى بيعالجها
حبيبتي مبسوطة انها عجبتك ياريت تنورينا ب ارائك ع طول


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 08:23 PM   #128

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريانً مشاهدة المشاركة
الروايه جميله بجد بنتظر يوم السبت عشانها وع شهاب ♥
حبيبتي فرحتيني برأيك ياريت تشاركينا برايك دوما 💙


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-21, 11:30 PM   #129

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

أبدعتي عزيزتي
عظم الله اجركم
اتمنى ما تطولي علينا
عن جد خفت انو تسكري الرواية
وهي رواية هادفة
شكرا كتير


Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 03:47 AM   #130

ريانً

? العضوٌ??? » 473236
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » ريانً is on a distinguished road
افتراضي

حبيت تصرف شهاب تجاه رنا
واحد ف رومانسية شهاب 😍🥺
والده يحيي مصره تدمر بيت ابنها مستنيه رد فعل رؤي
تسلم ايدك ع الروايه ال كلها مشاعر وف نفس الوقت بتقدم دروس ♥


ريانً غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.