17-09-20, 10:02 PM | #212 | ||||
| البارت الثاني و الخمسون نوبة صرع 💔 " ألم يتزوج بعدها ؟ " سألت ملك بفضول , و أجابت فاطمة بصراحة " لا ابنتي لم يفعل , لكن لو أردت رأيي فان علي من معرفتي به , تعمد فعل كل ما حصل ؟ " " ما الذي تقصدينه ؟ " " يعني بعد أن بدأت والدته في فتح الموضوع المشؤوم ثانية , خشي أن يصل الأمر الى مريم مجددا , أول مرة انتهى بها الى فشل كلوي , لم يكن يريد أن يغامر بمرة ثانية , قد تفقدها حياتها نهائيا , خاصة مع حالة الاكتئاب التي كانت تعيشها , لذلك تظاهر بأنه طاوع والدته , و قبل بأكثر شخص غير مناسب " " تقصدين أنه خطط لزواج فاشل ؟ " استغربت ملك الأمر , و أكدت فاطمة ذلك بأن هزت رأسها موافقة " و ما أدراك ؟ " من معرفة ملك الصغيرة بعلي , هي متأكدة أنه لن يتجول و يتباهى بالأمر , لذلك بدت معرفة فاطمة به أمرا غريبا صمتت فاطمة للحظات تعض شفتها , ثم حدقت الى الجانبين , قبل أن تدنو من ملك و تهمس لها , و كأنها تفشي لها سرا خطيرا " حسنا قبل انفصاله عن تلك التي تدعى أميرة , هي أتت الى هنا بحثا عنه , كانت مهتاجة جدا و بدأت في الصراخ كشخص مجنون , و مما فهمته من الجدال الكبير الذي دار بينهما , أنها لم تر وجهه منذ مدة طويلة " " لماذا ؟ " سألت ملك بنفس النبرة الهامسة و ردت فاطمة " قالت بصوت غاضب أنها لا تريد الاستمرار في الاتفاق , الذي ينص على أن لا علاقة بينهما , و أن يبقيا في غرفتين منفصلتين , الى أن يصبح هو جاهزا للأمر , أعتقد أن علي اشترط ذلك قبل الزواج و هي وافقت عليه , ربما راهنت على قدرتها على اغرائه , و جعله يتراجع عن ذلك الشرط و يتم الزواج , و لكن كان واضحا أنها فشلت فشلا ذريعا " اتسعت عينا ملك و هي لا تصدق ما تقوله و سألتها " لذلك لم ينجب منها أطفالا ؟ " و هزت فاطمة رأسها مجددا للتأكيد , لكن ملك استنكرت ما فعله علي " لكن أليس هذا حراما ؟ لم يتزوجها ان لم يرد معها علاقة ؟ " تنهدت فاطمة ثم مطت شفتيها و أجابت " حسنا كما قلت لك , علي يكره من يضغط عليه و يلوي ذراعه , و تلك العقرب لم تدع طريقة , الا و ضغطت بها على السيدة صفية لترشيحها لتكون كنتها , و ذلك وضعه تحت ضغط نفسي رهيب , هو يعرف جيدا كم أن أميرة طماعة غيورة , و لن تحتمل الوضع كزوجة ثانية في الخفاء , و أنها ستسعى بخبثها لانفصاله عن مريم , كان متأكدا أنها ستفتعل المشاكل منذ البداية , لذلك وضع شرطه الذي أفقدها عقلها , و لم يفعل غير مراقبتها تفسد العلاقة بتصرفاتها الغبية , بالنسبة لي ابني كان محترما كفاية , حتى لا يستغلها و يطلقها في النهاية " قالت المرأة بفخر واضح هزت ملك رأسها و قد فهمت وجهة نظرها , ففي النهاية لا أحد يجبر أحدا على الزواج , حتى النساء لم يعدن يخضعن للزيجات المحتمة , فما بالك برجل مستبد مثل المجنون , و واضح أن الرجل وقع بين , مطرقة رغبات والدته و سندان مشاعر مريم , لكن عليها الاعتراف أنه كان ماكرا جدا بما فعله , رغم أنها لم تتوقع ألا يقيم علاقة , مع تلك المدعوة أميرة و يستغلها قبل الانفصال . " و والدته هل قبلت الأمر بسهولة ؟ " " بعد حصول الطلاق و ما رافقه من مشاكل و فضائح , لم تعد السيدة صفية تفتح الموضوع أمامه , و كأنها تعلمت درسها , بعد أن أصبحت سمعة ولدها على المحك , و بدأت أعماله تتضرر بقراراتها الأنانية , لذلك تركت الأمر مؤقتا , و هو ارتاح من الضغط الممارس عليه " ضحكت ملك لأول مرة منذ جلوسهما , بصوت عال و علقت على ما سمعته " اذا كان فعل ذلك فعلا , فهو مجنون لا محالة " ضحكت فاطمة هي الأخرى و استرسلت " بعدها ربطته الشائعات بالكثيرات , و لكنها كانت تختفي سريعا دون ترسبات , رغم ذلك هو كان يحرص ألا ينفيها , خصوصا أمام والدته حينما تستفسر , لأنه كان ممتنا بأنها تشغلها عنه لبعض الوقت , يعني عارضة أزياء أو ممثلة أو محامية , الكثيرات مما أكسبه سمعته السيئة كزير نساء , خاصة أنه يشاع عنه أنه أعزب , فالقليلين فقط من المقربين من يعرفون مريم , لأنه تزوج قبل أن يذيع صيته في عالم الأعمال , و هو يبقي الأمر على ما هو عليه , لأن وضع مريم و رنا الحساس , يشكل نقطة ضعفه الكبيرة من جهة , و من جهة أخرى يجنبهما تسليط الأضواء عليهما , و وضعهما تحت ضغط الشهرة الذي لا يرحم , و لكن للأمانة أنت أول امرأة يحضرها الى هنا , و يقول عنها أنها زوجته " عبست ملك سريعا و أنكرت مباشرة " و لكني لست زوجته " ربتت فاطمة على يدها بعتاب و أصرت " بلى كفي عن العناد , السيد لا يختلق أكاذيبا مادام قال أنك زوجته فأنت كذلك " "...." حاولت ملك تغيير الموضوع , بما أنها لا يمكنها اقناع فاطمة بالعكس " خالة فاطمة لا تكوني متأكدة جدا من سمعته , أنا رأيت أشياء سيئة بنفسي , ثم هل نسيتي تلك الشقراء الأجنبية ؟ " و أشارت الى الطابق الثاني , عبست فاطمة و كأنها لم تفهم " سارة ما بها ؟ " و ردت ملك بلهجة شبه متأكدة " أليست عشيقة المجنون ؟ " نهرتها فاطمة بنظرة مستنكرة , و هي تضع يدها على قلبها " لا سمح الله , علي ابني الذي ربيته , لا يقع في الحرام و لو ذبحوه " نظرة ملك كانت تتساءل , عمن تكون تلك المرأة اذا , و فاطمة أشبعت فضولها " سارة مجرد ممرضة من أصل روسي بامكانات جيدة , رشحها د .جلال للاعتناء بمريم , و هي تعمل هنا منذ سنتين , و لولا أنها تجيد ما تفعله , لما بقيت يوما واحدا في هذا البيت , حسنا صحيح أنها متحررة بعض الشيء , لكم لم يبدر منها ما يعيب الى حد الساعة , و الا كان علي صرفها دون تردد " اعترفت فاطمة و ظهرت ملامح الاستغراب على وجه ملك , التي استنتجت بسرعة كبيرة " يعني ذلك الطبيب يأتي لمعاينة مريم ؟ " " أجل و سارة تقوم بالتحاليل مرتين أسبوعيا , و ترسلها اليه و هما ينسقان سويا العلاج " صمتت ملك مجددا , و قد صارت مشاعرها مختلطة , تعاطف حزن أسف , حتى أنها لوهلة شعرت بالشفقة على علي و عائلته , بسبب كل هذه المآسي التي تمطرهم دون رحمة , في المقابل أصبحت الكثير من الأمور واضحة الآن , منعها من الاقتراب من الطابق الثاني , خوفا من التعرض لمريم , سبب صدمة رنا , موقع تلك الشقراء من الاعراب , زيارة الطبيب الدورية , الأكل الذي يجهز بعناية , و ينقل الى الطابق الثاني , كل تلك الأمور التي كانت مبهمة بالنسبة لها أصبحت مبررة . فجأة أدركت ملك أمرا هاما آخر , و صرخت في وجه فاطمة " اذا تلك المرأة التي صفعتني , هي والدة مريم صحيح ؟ " كان تأكيدا أكثر منه سؤالا " أجل " أجابت فاطمة بملامح شعور بالذنب , بعدما تذكرت ما حدث يومها " يا الهي , الآن فهمت سبب هجومها علي " و مجددا لاح سبب آخر لملك حتى تكره علي , و تلاشى معه أي استعداد للتعاطف أو الشفقة , كيف لا و هو من استفز مشاعر عمته , التي تحزن لحال ابنتها المسكينة , و وضعها أمامها لتشفي غليلها . " لا أدري فعلا كيف شعرت بالشفقة عليه ؟ أحمق " كلمت ملك نفسها باستياء بعد اشباع فضولها , أكدت فاطمة عليها أن لا تدع علي يعلم بالأمر , و طلبت منها أن تتعامل بشكل طبيعي كالسابق , و ألا تثير انتباهه لاطلاعها على الوضع , لأنه لو علم سيغضب كثيرا , و هي لا تضمن العواقب . غادرت ملك غرفة فاطمة باتجاه غرفتها , أغلقت الباب و استلقت على السرير , محاولة هضم كل ما سمعته قبل قليل , لكن لسبب ما بدأت تشعر بالراحة و بعض الأمان , فلربما وجود مريم بكل ثقلها في حياة علي , قد يمنعه من أذيتها و التعرض لها , لأن ذلك قد يؤذي مشاعرها , اذا وصل الأمر الى مسامعها , فحسب وصف فاطمة لها , هي امرأة طيبة حساسة و مراعية , و أكيد لن يعجبها ان رأت منكرا تحت سقف بيتها , حتى و ان كانت حبيسة غرفتها , الا أن هذا لا ينتقص من مكانتها , كسيدة لهذا المنزل . لأول مرة تشعر ملك بأنها تعيش وسط عائلة هنا , و ليس مجرد أفراد لا تعرف ما صلتهم ببعضهم , لأول مرة منذ وصولها , يخف خوفها و قلقها ناحية علي . بعد تفكير معمق قررت أن تكون عاقلة , و تستمع لنصيحة فاطمة و لا تظهر معرفتها بالأمر , في النهاية هي لن تجني شيئا , من اثارة غضب المتسلط , تقلبت ملك على السرير لساعات , محاولة تشتيت تفكيرها , لكن صورة مريم كانت تأبى أن تفارق خيالها , الى ساعات الفجر الأولى . . . . مرت عدة أيام على انكشاف سر هذا البيت , و لم يصل الخبر الى مسامع علي بتواطؤ من فاطمة , التي شعرت براحة كبيرة , في المقابل ملك التي كانت تعتبر نفسها غريبة في هذا المنزل , لم تدرك منذ متى تلاشى هذا الشعور بالغربة , و أصبحت جزءا ممن حولها , رغم أنها قررت في البداية أن تنعزل عنهم , و أقنعت نفسها أنها ليست هنا لتكوين صداقات , لكنها لم يمكنها الا أن تكون مطيعة , مع فاطمة التي تحبها و تحترمها , و ودودة مع رنا التي يذوب قلبها كلما لمحتها , حتى علي لم يعد عدوانيا كما كان في البداية , و لم يعد يستفزها أو يؤذي مشاعرها . و رغم أنها تعتقد أنها هنا كمجرد خادمة , الا أن لا أحد يعاملها على هذا الأساس على أرض الواقع , فلا شيء مما يطبق على الخدم يطبق عليها , سوى تواجدها في غرفهم و استخدامها لمرافقهم , بالعكس هي أقرب الى سيدة منزل , تخدم الموجودين بنفسها , تماما كما كانت في بيت والديها , لا شيء شاذ في النهوض مبكرا لتحضير الفطور , أو تنظيف المطبخ أو طبخ الطعام , الفرق الوحيد أنها تفعل ذلك فقط , لتحرير نفسها بعد انقضاء العام , سبب تنساه هي نفسها من وقت الى آخر . كانت ملك في كل مرة تذكر نفسها , ألا تظهر علمها بأمر مريم أمام علي خاصة , هذا الأخير أصبح أكثر ادمانا على العمل , يغيب من وقت لآخر لبضعة أيام , يعتقد البعض أنه ذهب في عطلة , لكنه في الحقيقة يتنقل في زيارة , الى أوروبا أو أميركا لعقد صفقة , حضور مزاد , أو حتى حضور حفل أو عزاء , مانحا بذلك الوقت لملك لتأخذ نفسها و تتأقلم قليلا , حيث أنها تشعر براحة كبيرة أثناء غيابه , لكن و رغم كل اشارات الاطمئنان هذه , كان هناك شيئا ما في قلبها , يقول بأن هذه الهدنة مؤقتة , و أن المجنون سيعود قريبا الى ألاعيبه , تماما كالهدوء الذي يسبق العاصفة . . . . مرت الى الآن ثلاثة أشهر منذ قدومها , لم تعد ملك تفكر في وضعها كثيرا , الا أنها تشتاق الى والديها بشدة , لكن كلما حاولت الاتصال بهما , على أمل أن تعود المياه الى مجاريها , كلما وجدت صدا زاد حزنها . رغم ذلك كانت الأيام تمر بحلوها و مرها , و كانت ملك ممتنة للسلام الذي تنعم به , دون أن تعلم أن الأمر لن يطول كثيرا , و أن هناك دائما ما يعكر عليها راحة بالها . في صباح أحد الأيام , و بعد نصف ساعة من مغادرة علي برفقة كريم , و رنا برفقة ابراهيم متجهة الى المدرسة , علا صوت صراخ و ملأ المكان , مشوشا على هدوئه المعتاد , خرج الجميع من المطبخ باتجاه الصالون , بحثا عن مصدر الجلبة المفزعة . هناك كانت سارة تقف على السلم , تعلو وجهها ملامح مرتعبة , تطلب من فاطمة بكلمات سريعة غير مفهومة , أن تتصل بعلي لأن مريم حالتها سيئة , و هي لا تستطيع الوصول الى الطبيب , الذي لا يرد على مكالمة هاتفه , كان الجميع يركضون هنا و هناك , في حالة فوضى عارمة , فاطمة تتصل بهاتف علي , الذي شارف على الوصول الى الشركة حتى يتصرف , سارة تحاول يائسة الاتصال بالطبيب , و ترك رسالة له في المشفى الذي يعمل به , و الخادمات يبحثن عن أحد السائقين , لارساله لجلب أي طبيب متاح . وسط الضجة وقفت ملك لبرهة تراقب , عقلها يخبرها أن تعود الى المطبخ بهدوء , و أن تتظاهر بألا علاقة لها بالأمر , و هم سيتدبرون حلا بمعرفتهم , فليس عليها أن تتورط في شيء لا يخصها . أما قلبها فكان يحثها على استكشاف ما يحدث , فقد يكون أمرا يمكنها المساعدة فيه , في النهاية هي طبيبة , و مريم أكيد تعاني من مضاعفات ما لحالتها , و الا ما كانت سارة مرتبكة الى هذه الدرجة . بعد أخذ و رد حزمت ملك أمرها , و قررت الصعود الى هناك لتحري الوضع , رغم أن ما ستتفعله هناك غير محسوب العواقب , لكن لا خيار آخر لديها , فقد تكون أفضل من يقدم المساعدة . صعدت ملك الى الطابق الثاني , باتجاه غرفة مريم و لحقت بها سارة , التي لا زالت تمسك الهاتف بيدها , سألتها ملك قبل ولوج الغرفة عما يجري , الا أنها تجاهلتها و رمقتها بنظرة انزعاج , تطلب منها أن لا تتدخل , لم تبال ملك بها و دخلت الغرفة مباشرة , و ما رأته هناك أكد ظنونها , و لم تعد تحتاج اجابة من سارة , فمريم كانت تتلوى فوق السرير , تعاني نوبة صرع شاملة . دنت منها ملك بسرعة , كانت لا تزال واعية تحدق ناحية الباب , فيما كان جسمها كله يتشنج بشدة " لا تخافي , أنا هنا معك سأساعدك " همست لها و هي تحاول التقاط كتفيها , لعمل الاسعافات الأولية لم تتمكن مريم من الرد عليها , حيث أغلقت عينيها مباشرة , و غابت عن الوعي بعد ثوان معدودة , أزالت أثناء ذلك ملك الوسادة , و قلبت مريم على جانبها الأيسر , و لكن النوبة كانت لا تزال مستمرة " أنبوب قيدال بسرعة " طلبت من سارة التي كانت بصدد اخراجه من العلبة , و التي لم تمانع مساعدتها لوضعه بين أسنان مريم , بالضغط على صدغها بقوة , لتفتح فمها الذي كان متشنجا , تحسبا لابتلاع لسانها أو قطعه , بمجرد تثبيته مدت ملك يدها سريعا الى قناع الأكسجين , ثبتته و فتحت القارورة , ألقت بعد ذلك نظرة سريعة على جهاز المراقبة , و نظرة أخرى على الأدوية الموضوعة , على الطاولة الى جانب السرير , أثناء ذلك كانت سارة تحاول منعها من لمس الأشياء , لكن ملك لم ترد أن تؤخر الأمر أكثر , استدارت ناحية سارة التي تضيع وقتها , أمسكتها من ذراعيها و قالت بجدية " أين الفاليوم ؟ " لم تكن سارة ترد عليها , بل كانت تحاول جاهدة اخراجها من هناك , فهي المسؤولة الوحيدة هنا , آخر ما يمكن فعله كممرضة , هو تلك الخطوات الاسعافية , في انتظار تعليمات الطبيب , و الذي من حقه وحده وصف أي دواء , اذا سمحت لملك أن تعطي مريم دواءا غير ملائم , و حصل شيء معها ستكون هي الملامة , و لن تنفذ من غضب علي و انتقامه . قطعت ملك عليها تأملها و معارضتها " أين الفاليوم ؟ بانزوديازيبين ؟ ألا تفهمين أريد جرعة فورا ؟ " هزت سارة رأسها بالرفض , لكن ملك كانت قد فقدت صبرها , و بدأت بالصراخ في وجهها " اسمعيني جيدا , أنا طبيبة و ستناوليني الآن جرعة لاعطاها لها , و الا أحذرك اذا لم تتوقف النوبة الآن , ستموت المريضة و سأحملك المسؤولية كاملة " جفلت سارة لبضع لحظات من تهديدها , فما تقوله ملك حقيقي , حالة مريم كانت تبدو سيئة جدا , ليست كأية مرة سابقة , صحيح أنها تعرف ما يجب أخذه خلال النوبة , لكنها ممرضة و يجب أن تتلقى الضوء الأخضر من الطبيب , لضمان تغطية قانونية في حالة حصول وفاة , و لكن ما دامت هذه الغبية تريد تحمل المسؤولية , فذلك سيكون أفضل خاصة أنها ذكرت العلاج بالفعل , في النهاية لا يبدو بأن مريم , ستصمد الى حين حضور الطبيب . مدت سارة يدها بعد ذلك , و فتحت درجا فيه بعض الأدوية , و لكنها لم تفعل أكثر من ذلك , و وقفت متكتفة تحدق بحقد الى ملك من فوق , و قد كانت أكثر طولا منها " أعطها 10 مغ فاليوم بسرعة " طلبت ملك منها لكنها رفضت الامتثال لأوامرها , فما كان منها الا أن أخذت بنفسها الحقنة , و سحبت الجرعة المطلوبة و حقنت مريم في الوريد , بعد دقيقتين خفت النوبة حتى توقفت , لكن ملك لم تتوقف , فقد شرعت في فحص سريع لمريم , و أشارت الى سارة بأمر آخر " أريد قياسا للسكري في الدم بسرعة " أمام اصرار ملك لم تجد سارة بدا للمساعدة , أخرجت آلة القياس و تأكدت من مستوى السكر في الدم , و الذي كان طبيعيا , بعد ذلك بادرتها ملك " أين آخر تحاليل أجرتها المريضة ؟ " هي كانت قد تذكرت ما ذكرته فاطمة , عن اجراء تحاليل دورية و ارسالها الى طبيبها , أخرجت سارة التحاليل بسرعة , و ناولتها لملك التي أنهت فحصها بنظرة سريعة , كانت النتائج مسجلة على لوح الكتروني , الكثير منها هناك مدون بالترتيب , ألقت ملك نظرة سريعة عليها , باحثة عن أي اعتلال , فهي تعلم أن للنوبة سببا ما , و أن الفاليوم يرخي العضلات فقط , و لا يدوم مفعوله لوقت طويل , في غياب العلاج الحقيقي , قد تعاودها التشنجات في أية لحظة , و قد تكون مميتة هذه المرة . بعد دقيقتين وضعت ملك أصبعها على احداها و سألت سارة " منذ متى هذا هكذا ؟ هل تم تصحيحه ؟ " كانت ملك تشير الى نسبة الكالسيوم في الدم , فيما تقف سارة هناك تحدق في الرقم , و كأنها تراه لأول مرة , ثم حركت رأسها بالنفي , و ارتجف صوتها مع ملامح متوترة " لم لم يتم تصحيحه , هي فقط تأخذ كالسيوم عن طريق الفم " دون أن تدخل ملك في مناقشات أخرى معها لا فائدة منها طلبت مجددا " أعطني زجاجة كالسيوم , و زجاجة مصل بسرعة " فهمت سارة ما تريده ملك , و كانت أسرع تجاوبا هذه المرة , أخذت المصل و بدأت بتحضير المحلول الذي طلبته منها , بعد أن أعطتها الجرعة المطلوبة , أثناء عملهما على ذلك عاودت مريم النوبة , و كانت أكثر حدة كما توقعت . أخذت ملك فاليوم للمرة الثانية و حقنتها به , و لكن النوبة هذه المرة لم تتوقف , و صاحبها تذبذب في ضربات القلب , حيث كانت مريم على وشك التعرض لنوبة قلبية , غيرت ملك قرارها سريعا , أخذت زجاجة الكالسيوم من يد سارة , و سحبت جرعة خلطتها مع بعض المصل , حقنتها بعدها مباشرة في الوريد ببطء شديد , و عيناها لا تفارقان جهاز المراقبة , كانت ملك تتصبب عرقا , أعصابها متشنجة و تحبس أنفاسها , و قد بدا واضحا أن الخيار كان خطيرا , لكن لم يكن أمامها غيره , اما هذا أو تفقد المريضة . بمجرد أن توقفت النوبة , سحبت ملك الحقنة مباشرة , و أغلقت الخط الوريدي سريعا , أثناء ذلك كانت سارة قد أنهت تحضير ما طلب منها , علقته الى رأس السرير , و أوصلته الى الخط الوريدي , أطلقت ملك قطرات العلاج ببطء , و فيما كانت تحاول ضبط التدفق , كانت تعطي التعليمات الى سارة " هذا يحتاج أن يمر في 24 ساعة ليس قبل ذلك , راقبي تخطيط القلب و الفحص العصبي , عليك مراقبة مكان دخول الدواء الى الوريد , لا يجب أن يتسرب الى تحت الجلد , أي احمرار أو انتفاخ يوقف المصل مباشرة " كانت ملك منهمكة في اجراء فحص مفصل لمريم , فيما كانت سارة تهز رأسها ردا على التعليمات , و تستوقفها من حين الى آخر , بسبب أنها كانت تحدثها بالانجليزية , و لكنها تخلط معها بعض الكلمات الفرنسية . فجأة انطلق صوت كدوي الرعد من الخلف " ماذا تفعلين عندك ؟ لم أنت هنا ؟ " لم تحتج ملك أن تستدير , حتى تتعرف على صاحب الصوت المخيف , و لكنها قررت تجاهله و الاستمرار فيما تفعله , فذلك أهم من جنون هذا الرجل الآن , وقف علي لبرهة عند مدخل الغرفة , و عينيه تحدقان باستغراب للمنظر أمامه , كأنه يحاول استيعاب الوضع , لكنه ما لبث أن خطا مسرعا ناحية السرير , حينما لاحظ أن ملك تتجاهله , و لا تنوي أن ترد عليه , و بالتالي فعليه أن يعرف بنفسه , و قد راوده احساس سيء جدا , أن مصيبة وقعت هنا قبل وصوله , بمجرد أن أصبح علي خلف ملك مباشرة , شدها من ذراعها و نحاها بقوة عن مكانها , ثم انحنى يحاول الاطمئنان على مريم , لكن ما رآه صدمه بشدة , كانت مريم شاحبة الوجه تغرق في عرقها , مع خصلات من شعرها الطويل تلتصق بخدها , كانت تعض على الأنبوب في فمها , تغمض عينيها و لا تحرك ساكنا , و كانت تستلقي غائبة عن الوعي , مع قناع الأكسجين على وجهها , منظرها بدا مخيفا يوحي بأنها ميتة . أصيب علي بشلل كلي , تعرقت يداه و دق قلبه بشدة , حتى شعر أنه سيتوقف عن النبض , شخصت عيناه و جف حلقه , و تبادر الى ذهنه لحظتها أسوء الأفكار , عما يكون قد حدث في غيابه . بعد دقيقة طويلة جدا , بلع ريقه و مد يده بتردد و لمس وجنتها , و كأنه يحاول التأكد من شيء ما " مريم هل أنت بخير ؟ مريم حبيبتي افتحي عينيك أنا هنا " كان صوته متحشرجا و كأنه على وشك البكاء لكن مريم لم تكن ترد و لا تتحرك , مما أرعب علي أكثر , و دفعه الى أن يجثو على ركبتيه أمام السرير , و يأخذها في حضنه بشدة , مستمرا في هلوسته معتقدا أنها توفيت " مريم لم لا تردين علي ؟ مريم أنا علي أنا هنا الآن , هيا افتحي عينيك أرجوك لا تفعلي ذلك بي " كانت نبرة علي تزداد حزنا , و صوته يعلو تدريجيا , و قد بدا على وشك الانهيار تسمرت ملك مكانها تقف مباشرة خلفه , بعدما دفعها الى هناك حين دخوله , و كانت تراقب بصمت مطبق , مندهشة من رد فعل علي , الذي يرغو و يزبد يبدو كمن فقد صوابه , و قد انهارت فجأة كل تلك العنجهية و الكبر , و صار يتصرف كطفل صغير يتوسل والدته . لم يستمر الأمر مطولا , حتى دخل د .جلال من الباب مهرولا , يتبعه كريم و فاطمة بعدما اتصل علي بالمستشفى , طلب منهم اعلامه و ارساله الى بيته لحالة استعجالية , فما كان عليه الا قطع اجتماعه الصباحي الهام , و القدوم بطائرة هيليكوبتر بعد أن أيقن أن الوضع خطير , بمجرد أن لمحه علي , حتى تنحى من مكانه سريعا و أشار لمريم " جلال , مريم لا ترد علي و لا تتحرك , افعل شيئا أرجوك " قال بنبرة شبه متوسلة صدمت ملك أخذ جلال سريعا مكان علي , الذي تراجع خطوة الى الوراء , و هو يضع يديه على رأسه بيأس , كان شعره مبعثرا بسبب تمرير يده العنيف عليه , أكثر من مرة نتيجة توتره الشديد , كانت ربطة عنقه مفكوكة , و الأزرار العلوية لقميصه مفتوحة , حتى أن لا أحد يعرف , أين ألقى سترته قبل الدخول الى هنا , فكل ما كان يجول في خاطره لحظتها , أن ملك قتلت مريم , و أنه هو الملام الوحيد للسماح بحصول ذلك , فكيف سيتحمل ذنب ابقاء قاتلة , تحت سقف بيته مع زوجته المريضة ؟ شعر علي و كأن الغرفة أطبقت عليه كالقبر , و أن روحه على وشك الخروج من جسده بعد عشر ثوان معذبة , رفع جلال رأسه ناحيته و قال بكل ثقة " هي بخير , فقط في غيبوبة " يا ترى ماذا ستكون ردة فعل علي على ما حصل ؟ 😘😘💞 ......... | ||||
17-09-20, 10:57 PM | #214 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 14 والزوار 26) ملك علي, Berro_87, الذيذ ميمو, زمردة الاسلام, Just give me a reason, Alaa_lole, ام الحوراء, منيتي رضاك, NoOoShy, ابنة العرب, mansou, غير عن كل البشر, ملك اسامة, آلاء الليل Merciiiii 💞❤️❤️❤️ | ||||
18-09-20, 10:11 PM | #219 | ||||
| البارت الثالث و الخمسون لدينا قاتلة هنا 💔 " هي بخير , فقط في غيبوبة " كانت هذه الكلمات كانعاش لروح علي , التي قاربت على الخروج من جسده , و تنفس بعمق لأول مرة منذ دخوله الى هنا , في هذه اللحظة قررت ملك المغادرة , فلا شيء تفعله هنا و المريضة الآن في رعاية طبيبها الخاص , لكن قبل أن تخطو خطوة واحدة , استدار علي فجأة ناحيتها , و قد كان وجهه غاضبا و عيناه تطلقان شرارا , و كانت نظرته مخيفة لدرجة ارعابها , بدا واضحا أن هذا المجنون , لم يكن ليدعها و شأنها بسهولة , و قد أدركت ملك الآن فقط , أنها ارتكبت خطأ سيئا جدا بالدخول الى هنا . " صحيح أن مريم على قيد الحياة , و لكن هذا لا ينفي أنها كانت هناك لايذائها , هو رآها بنفسه تقف هناك , تعبث بالأدوية و الأجهزة , لا يعقل أنها دخلت هنا فقط للتجول " هذا ما كان يجول في خاطره , مهيجا أعصابه أكثر مما حصل . بمجرد أن رأت ملك ملامحه المتجهمة , أدركت فورا فيم يفكر , تراجعت خطوتين الى الوراء ببطء , و لكنها ما لبثت أن استدارت , و هرولت خارجة من الغرفة , فالرجل يبدو كمن يريد ارتكاب جريمة . و بالفعل طاردها علي على الدرج , حتى أدركها في منتصفه , أمسكها من ذراعها و ثبتها الى الحائط , الذي ارتطم به ظهرها بشدة مطلقة أنة مفزوعة , كان علي يضغط بشدة على ذراعها , و كأنه يحاول اجتثاثه من مكانه , كان وجهه ثائرا و عينيه غاضبتين حد الجنون , أما صوته كان و كأنه قادم من الجحيم " ما الذي كنت تفعلينه هناك ؟ من الذي سمح لك بالدخول الى هناك ؟ " علا صوته بشدة في آخر كلمة , و ضرب الحائط خلفها بقبضته , تماما الى جانب رأسها , مفرغا فيه شحنة غضبه , لدرجة أن ملك ارتجفت بأكملها , أغمضت عينيها و قد بدا الرعب على ملامحها . لم تجد ملك بما تجيبه , و لم تقو على قول كلمة واحدة , لأول مرة تخاف من أحدهم الى هذه الدرجة , كان الرجل و كأنه على وشك قتلها , لكن صمتها أجج غضبه و استفزه أكثر " ماذا هل أصبت بالخرس ؟ كيف سولت لك نفس ايذاءها أجيبيني ؟ من أدخلك الى هناك ؟ " نطقت ملك أخيرا بصوت مرتجف , و قد حاولت جاهدة السيطرة على نبرتها لتبدو واثقة " لا أحد , سارة كانت تصرخ و أنا ذهبت الى هناك بنفسي " ملك لا تريد أن يكتشف هذا المجنون , أن فاطمة سمحت لها بمعرفة الحقيقة و الا سيؤذيها , فقررت أن تلصق الأمر بالصدفة . ابتسم علي بطرف فمه بسخرية , كانت تبدو تكشيرا أكثر منه ابتساما " فعلا ؟ على أساس أن الأم تريزا تعيش بيننا " كان علي يتحدث باستفزاز , مستمرا بالضغط على ذراع ملك التي بدأت تؤلمها , و كانت هي تحاول ألا ترد عليه في البداية , تقديرا لحالته النفسية المضطربة , بسبب خوفه على زوجته , لكنها لم تعد تتحمل , فيم هي تحاول الافلات من قبضته , كان هو يزيد ضغطه عليها رافضا اطلاقها , فما كان منها الا أن حدقت اليه بكل حقد متحدية " اذا كنت تدرك أنني قاتلة و شيطانة , لم تبقيني معهم اذا تحت سقف واحد ؟ " قالتها ملك بامتعاض شديد واضح في عينيها , و رد علي كان أكثر حدة " تحاولين قتلها ثم تتباهين أمامي بكل وقاحة ؟ سنرى اذا " بعدها بدأ بتصعيده المتوقع من متسلط مثله , صرخ بأعلى صوته كرجل مجنون , و هو يحدق الى عينيها بتحد أكبر " كريم اتصل بالشرطة , أخبرهم بأن لدينا قاتلة هنا " كريم الذي كان متسمرا أعلى الدرج , لم يجرؤ على التقدم خطوة , كان يقف هناك و يراقب الوضع بقلق , هو يعلم أن علي ليس متهورا , و لكن ملك أفضل شخص يستفزه على الاطلاق , يتحداه و يخرج الجنون الذي بداخله , و هو الآن لا يضمن أن يؤذيها بالفعل , كان كريم بصدد النزول لمحاولة التدخل , لكنه صدم لسماع أمر علي الذي جمده مكانه , لأنه متأكد أن آخر شيء يريده صديقه , أن تتدخل الشرطة هنا وسط بيته و عائلته , و قبل أن يقرر التنفيذ من عدمه , علا صوت ملك فجأة , و صرخت هي الأخرى بكل قوتها , معربة عن ضيقها ذرعا بما يفعله علي , صرخت ملك موجهة كلامها ناحية كريم , الذي تحدثه لأول مرة منذ تعرفت عليه , و قد ثبتت مكانها الآن , و لم تعد حتى تحاول التخلص من قبضة علي " أجل كريم اتصل بالشرطة بسرعة , أنا الآن من أريد الذهاب الى هناك بنفسي و طواعية , أصلا أكبر غلطة اقترفتها في حياتي , أنني رضخت لابتزازك الدنيء , و جاريت كذبك الذي لا ينتهي , حتى لا أدخل السجن , لكن الوضع تغير الآن أيها السيد , و أنا الآن من يريد الدخول اليه , على الأقل أعرف ما هي تهمتي , على الأقل أعرف متى أغادر , و لن أكون مجبرة حينها , على رؤية وجهك البغيض هذا كل لحظة من حياتي " كانت ملك تحاول ابتلاع دموعها التي تتجمع في عينيها , هي الآن لا تريد أن تبرر أي شيء لهذا الرجل , لا تريد أن تدافع عن نفسها أمام اتهاماته , فليعتقد أنها مجرمة و ليفعل ما يشاء , فهي لم تعد تهتم , و لكن عينيها كانتا تقولان أكثر بكثير مما تشعر به , و صوتها المرتجف كان يبوح بيأسها و قلة حيلتها , دون الحاجة لقول كلمات , دون حتى أن تذرف ملك دمعة واحدة , ارتجفت يد علي التي تمسك ذراعها , معلنة عن تأثير ما قالته عليه , و ظهرت ملامح الامتعاض على وجهه , لم تفوت ملك ردة الفعل هذه , مدت يدها دون وعي منها , و أمسكت يده التي يضعها على الحائط الى جانب رأسها , و وضعتها على رقبتها أمام دهشة الجميع , و قالت ما تفكر به منذ وصولها الى هنا " أنت تضغط في المكان الخطأ سيدي , اذا أردت أن تشفي غليلك و تنهي الأمر نهائيا , عليك أن تضغط هنا و بشدة , حينها سيستريح كلانا الى الأبد " صعق علي لما قالته , و شعر بانقباض في قلبه , فهي الآن تريده أن يقتلها و ينهي الأمر , لم يفهم لم اعتقادها بأنه قادر على قتلها بسهولة , يؤثر فيه و يؤلمه الى هذه الدرجة ؟ أو أنها تحاول أن تذيقه من نفس الكأس , ليعرف كيف يكون شعور من يتهم بالقتل ؟ أو ربما هي يائسة بالفعل من هذا الوضع , لدرجة أنها تريد التخلص من حياتها ؟ ساد بعدها المكان صمت رهيب , حيث كان علي يكتفي بالوقوف , و تأمل ملامح المرأة الغاضبة أمامه , يضع يده على رقبتها الصغيرة , متحسسا عروقها التي تنبض بشدة تحت أنامله , و هي تحاول تمالك نفسها و عدم الانهيار , لم يكن يسمع الا صوت الأنفاس , و الاثنان يحدقان ببعضهما بكل حقد , كذئبين يوشكان على الدخول في معركة . فجأة أرخى علي يديه الاثنتين , و كأنه استفاق من غيبوبة , و تراجع الى الوراء واضعا يده على جبينه , و الأخرى على خصره و قد أطرق رأسه , متجنبا النظر ناحية عينيها مجددا استغلت ملك فرصة ابتعاده عن طريقها , و ركضت مسرعة ناحية غرفتها تحت أنظار الجميع , فاطمة الخادمات الجنائني السائق و كريم , الكل كان يقف هناك يحاولون استيعاب ما يحدث , و يشهدون على واحدة من لحظات نزاعها مع هذا الرجل , و قد كان الموقف مذلا بكل المقاييس . بقي علي واقفا مكانه دون حراك , و كأنه فقد القدرة على الكلام و التصرف , الى أن تدخل كريم بصوته الأجش " علي الطبيب يطلب رؤيتك " نظر اليه علي بذهن مشوش , و كأنه اكتشف وجوده الآن فقط , أخذ نفسا عميقا ثم هز رأسه بالموافقة , و صعد الدرج على عجل باتجاه الغرفة , في الغرفة كانت سارة تقف صامتة بملامح متجمدة , و على وجهها علامات الاستياء الشديد , بعدما تلقت وابلا من التأنيب من طرف جلال , أما الطبيب فقد كان يجلس جانبا , يراجع بعض التقارير بتركيز , بعدما أنهى فحص مريم , هذه الأخيرة كانت لا تزال في حالة غيبوبة , لكنها كانت تنام بكل هدوء لا تشكو من شيء , تقدم علي ناحيتها و جلس الى جانبها على السرير , أمسك بيدها و أزال الشعر عن وجهها , ثم سأل بهدوء " ما الذي حصل ؟ " ترك جلال ما يفعله و أجابه باقتضاب " تعرضت لنوبة عصبية جديدة , كانت شديدة هذه المرة " نظر اليه علي بقلق و لكنه طمأنه " لا تقلق هي الآن بخير , هذه حالة غيبوبة التي تلي النوبة , ستستفيق بعدما يزول أثر المخدر " هز علي رأسه موافقا دون تعليق , و عاد للمسح على رأس مريم , لكن جلال بادره " هل يمكن أن نتحدث في المكتب ؟ لندع مريم ترتاح قليلا " لم يجد علي مانعا من مرافقة الطبيب الى مكتبه , طبع قبلة خفيفة على جبين مريم ثم غادرا . في المكتب جلس علي الى كرسيه , و جلس جلال على الأريكة " هل ستكون بخير ؟ " سأل علي و كأنه لا يصدق ما يقوله جلال , نظر اليه الطبيب بجدية , و لم يجد مانعا من طمأنته مجددا " هي الآن بخير علي , فقط تحت تأثير المخدر , سنتأكد بعد أن تستفيق , اهدأ لو سمحت " صمت جلال قليلا , و كأنه يفكر فيما يجب قوله ثم سأل مباشرة " هل يمكن أن أتحدث الى تلك المرأة ؟ " تفاجأ علي من الطلب , و قد أدرك أنه يقصد ملك , هو اعتقد أن جلال حينما أراد الانفراد به , كان يريد مناقشة تدابير علاجية أخرى بخصوص حالة مريم , لم يعلم أنه سيكون فضوليا بشأن ملك , و عاد امتعاضه مجددا " لماذا ؟ " كان صوته مستاء و لكنه حاول اخفاءه , و رد عليه جلال بصراحة " حسنا سارة تقول بأنها طبيبة , و أنها من قدم الاسعاف الاستعجالي , أريد أن أفهم منها ما الذي حصل بالضبط " زاد استغراب علي لسماع ما قاله " ما الذي تقصده ؟ " لم يفهم جلال سبب استغراب علي و لكنه كرر كلامه " كما قلت سارة قالت أنها من قام بتقديم الاسعاف و العلاج أثناء النوبة , و على حسب كلامها هي طبيبة , و أنا أريد مناقشتها فيم حدث , حتى أقرر مالذي يجب فعله لاحقا " لم يجد علي ما يضيفه , هل يعقل أن ملك تمكنت من خداع سارة لتصديقها ؟ أو أن ما يقوله جلال حقيقي ؟ تردد بعدها قليلا ثم أرسل في طلب ملك . قصدت فاطمة الحمام لاستدعائها , هي هناك منذ صدامها مع علي , تحاول أن تتمالك نفسها , و تزيل أثر الحزن بغسل وجهها , كانت تجلس الى جانب الحوض , تضم ركبتيها الى صدرها و تغرس فيهما رأسها , دنت فاطمة منها و حاولت مواساتها " ابنتي هل أنت بخير ؟ " هزت ملك رأسها بالايجاب دون رفعه " حبيبتي لا أريدك أن تحزني , و لا أن تحقدي على ذلك الرجل المتسرع عديم العقل , امسحيها في أنا تعرفين كم أحبك " رفعت ملك رأسها و حدقت ناحيتها , بعينين متألمتين دون أن تقول شيئا . استمرت بعدها المرأة بمواساتها , قبل أن تخبرها أنه يستدعيها , و كما توقعت رفضت ملك الذهاب , فآخر شيء تريده الآن هو رؤية وجه ذلك الرجل , لكنها تراجعت عن رفضها , حينما أخبرتها أن الطبيب هو من يريد الاستفسار عما حدث , و أعطتها تأكيدا أنها لن تسمح لأحد , بأن يتعرض لها خاصة علي . فاطمة كانت مستاءة جدا مما حدث قبل قليل , خاصة أنها المرة الثانية التي تقف فيها متفرجة , و ملك تتعرض للاهانة من طرف من تعتبره ابنها , لذلك قررت أنها ستكون هناك , و ستحرص ألا يزعجها أحد , هي لم ترب علي ليتنمر على امرأة ضعيفة تحت أنظارها , و هي لديها السلطة لفعل ذلك , و لن تدخر جهدا لاستخدامها , و ملك تدرك ذلك جيدا , فعلي لا يعامل فاطمة على أنها خادمة , بل هي أم ثانية بالنسبة له , و هو يخشى غضبها تماما كما يخشى غضب صفية . بعد نصف ساعة , و بعدما أخذت ملك وقتها لتهدئة نفسها , قصدت المكتب بوجه محتقن , و دخلت بخطى متباطئة بعد أن دقت الباب , كان علي يجلس الى مكتبه بملامح متصلبة , باردة لا توحي بأية مشاعر , كان يتكئ على كرسيه منتظرا بفضول , ما الذي يريده الطبيب من ملك , و مالذي قد تقوله لتبرير فعلتها ؟ لم تطل ملك النظر الى وجهه أكثر من ثانيتين , و لكنها أوصلت فيهما كل مشاعر الغضب و الحقد التي تسكن قلبها , أشاحت بعدها بوجهها ناحية الطبيب , الذي كان يجلس على الأريكة , و هزت رأسها بتحية ناحيته رد جلال التحية و أشار لها بالجلوس مقابله " تفضلي " جلست ملك الى جانب سارة , التي كانت تعابيرها و كأنها على وشك البكاء , لكنها لم توجه لها أية كلمة . بعد برهة من الصمت المطبق سأل جلال أخيرا " هل يمكن أن تخبريني بالتفصيل , عما حصل مع مريضتي ؟ " حدقت ملك الى وجهه قليلا مترددة , ثم بدأت بسرد ما وقع بصوت هادئ , دون أي أثر للتوتر أو الخوف " حسنا أنا أعرف أن المريضة تعاني من فشل كلوي مزمن , في مرحلته النهائية أي مرحلة تصفية الدم , حين وصولي الى غرفتها , كانت تعاني من نوبة صرع شاملة , أفقدتها وعيها سريعا , بعد القيام بتدابير سلامة أولية , قمت باعطائها جرعة فاليوم في الوريد لايقاف النوبة , حتى يسنح لي الوقت لايجاد السبب , بعدها توقف التشنج فعلا , بالفحص السريع المريضة لم تكن تعاني من حمى , و ضغطها كان متوسط الارتفاع , كان تنفسها سريعا بسبب النوبة , مع اعتلال في ضربات القلب على جهاز المراقبة , في البداية أرجأت الاعتلال الى التشنج العضلي الشديد , و لكنني استبعدت الأمر بسبب استمراره , حتى بعد انتهاء النوبة , يعني كان لسبب آخر تماما " صمتت ملك قليلا و كأنها تسترجع ما فعلته , و كان علي ينظر أمامه متفاديا النظر اليها , و لكنه كان يرمقها بنظرة سريعة بين الفينة و الأخرى , و كأنه يحاول أن يجد أجوبة على أسئلته و أهمها " كيف عرفت ملك بأمر مرض مريم من الأساس ؟ و هو الذي كان يعتقد ألا فكرة لها عن وجودها " لكنه قرر التريث حتى ينهي الطبيب استجوابه . استمرت ملك في ايفاد الطبيب بما يريده من معلومات " كما قلت بما أن النوبة كانت دون حمى , فأكيد هناك اعتلال كيميائي في مكان ما , لذلك حاولت ايجاد السبب , السكري كان عاديا في القياس السريع , نسبة اليوريا و الكرياتينين كانت عادية , بما أنها أجرت عملية تصفية البارحة فقط كما أخبرتني سارة , بالنسبة للبوتاسيوم كان في الحد الطبيعي الأعلى , بامكانه اعطاء اعتلال في ضربات القلب , و لكنه لن يسبب نوبة عصبية , كما أن موجة تي كانت عادية في التخطيط , الصوديوم أيضا كان منخفضا نوعا ما , بامكانه اعطاء نوبة عصبية , و لكنه لا يؤثر على القلب , كما أن مستواه كان مقبولا , لذلك فالتحليل الوحيد الذي يؤدي انخفاضه الى الأمرين معا , هو انخفاض مستوى الكالسيوم , و بالفعل نتائج البارحة تقول أن مستواه بلغ 60 مغ/ل , و هو منخفض جدا , اضافة الى أن تخطيط القلب كان يشير الى اعتلال في خط كي تي " في هذه اللحظة رفع علي رأسه , نظر الى ملك و سأل باندهاش " ماذا ؟ " هو ربما لا يفقه شيئا في التعابير الطبية , و لكن ما كانت ملك تقوله واضح جدا , هناك اعتلال في تحاليل مريم , و لا أحد أخبره أو تدخل . طبعا ملك تجاهلته لا تريد الدخول معه في جدال آخر , قد يحوله سريعا بهوسه المعتاد الى اتهام آخر ناحيتها , فلم يكن منه الا أن توجه بعينين متسائلتين الى جلال , الذي أشار له بالتريث . صمت علي على مضض , و لكنه كان على وشك الغضب مجددا بسبب ما سمعه , أما ملك فقد استمرت بكل ثقة " سارة أخبرتني لاحقا أن المريضة , تأخذ كالسيوم عن طريق الفم , و لكن برأيي فالجرعة صغيرة جدا و غير كافية , اضافة الى أن آخر حقنة فيتامين دي أخذتها , كانت منذ أربعة أشهر , كان عليها تناول جرعة أخرى قبل شهر و لكنها فوتتها , و هذا سبب اعتلال مستوى الكالسيوم " في هذه اللحظة اتجهت نظرات علي الغاضبة اتجاه سارة , و خاطبها بصوت مغتاظ " ماذا يعني هذا ؟ " ارتجفت المرأة من الخوف , و طأطأت رأسها و أجابت بلهجة شبه باكية " آسفة سيدي , لكن السيدة تعاف الدواء , و ترفض أخذه في أوقات كثيرة , و حينما أصر كانت تقول أنها أخذته بالفعل , و لكن أعتقد أنها كانت تراوغني و لا تتناوله , قبل أسبوعين أعطيتها حقنة الفيتامين لتشربها , لكنها أرجعتها كلها , و حينما أصررت على اعطائها جرعة أخرى رفضت " صرخ علي في وجهها و ضرب على المكتب " و لم لم تخبريني ؟ " قلبت ملك عينيها بتذمر , فهاقد وجد ضحية أخرى ليفرغ فيها جنونه , و أجابت سارة بقلة حيلة " آسفة سيدي و لكنها قالت أنها بخير , و أكدت أنها تأخذ ما يكفيها , و أن ليس علي اخبارك , لأنها فعلت فوثقت بكلامها " مريم كانت تبصق الدواء بعد أخذه , لم تكن تحب طعمه , ثم أن لا أحد قال أن التحاليل بها علة , لذلك هي اعتقدت أن لا بأس بالأمر , و بالطبع لن تذكر الأمر أمام علي , لأنه سيجبرها على تناوله بهوسه المعتاد . توقف علي عن طرح الأسئلة على سارة , خاصة بعدما أشار لها جلال بالتوقف عن الحديث , لأن حسابها سيكون لاحقا , و خاطب ملك مجددا " أكملي لو سمحت " دون أن يبدي أي موافقة أو رفض على كل ما كانت تقوله , مما وتر علي أكثر و شوش ذهنه . لكن ملك استرسلت بكل هدوء و ثقة "حسنا بعد اكتشاف السبب , بدأنا بتحضير المحلول لاعطائه للمريضة , و لكن النوبة عاودتها ثانية , أعطيتها جرعة فاليوم أخرى , و لكنها لم تستجب كما أول مرة , و بهذه الجرعة استنفذت الحد الأقصى من الدواء , و كان علي الانتقال الى أمر آخر , اما فينوباربيتال في الوريد على عشرين دقيقة , أو العلاج الخاص بالكالسيوم في الوريد مباشرة , و أنا اخترت هذا الأخير لأن اعتلال ضربات القلب , لم يسنح لي بتأجيل الأمر لدقائق أخرى " هنا تدخل د. جلال " بما أنك تعرفين أن اعطاء الكالسيوم في الوريد , هو العلاج الوحيد الذي بامكانه ايقاف النوبة حالا , لم لم تفكري به قبل بدء النوبة الثانية ؟ لم حضرت المحلول بدل اعطائه مباشرة ؟ " حدقت ملك اليه بجدية و أجابت " الغرفة لا تحوي جهاز انعاش قلبي , اعطاء الكالسيوم مباشرة في الوريد , قد يؤدي الى تباطؤ مفاجئ في ضربات القلب , و الذي يسبب سكتة قلبية , قد لا يمكنني السيطرة عليها , و بما أن المريضة استجابت في المرة الأولى , فقد اعتقدت أن حالها قد استقرت , و أن لدي الوقت لتعليق المحلول , الذي يعد أكثر أمانا , و لكن النوبة الثانية نسفت القرار برمته , و أجبرتني على تغيير تدخلي , فخطر استمرار الاعتلال , كان أكبر من خطر اعطاء الدواء في الوريد " كانت نظرة علي تزيد غضبا , لم لم يخبره أحد سابقا , أن الغرفة تحتاج الى جهاز انعاش قلبي ؟ و لكن جلال أشار له مجددا بالصبر حتى ينتهي النقاش , و واضح أنه لا يزال هناك الكثير لقوله و سماعه . أكملت ملك التي كانت ممتنة , لأن الطبيب يسيطر على هذا المارد سليط اللسان , و يمنعه من التدخل و المناقشة . " بعد أخذها الكالسيوم في الوريد , انتظمت دقات قلب المريضة , و توقفت النوبة مباشرة , بعدها قمنا بتعليق المحلول الذي حضرناه , و الذي يحتاج 24 ساعة , لاحقا سنحتاج الى اعادة تحليل الكالسيوم في الدم " صمت الطبيب قليلا , و هو يمعن في التحليل الذي حصل عليه , ثم توجه لها بسؤال آخر " ألم تفكري في أسباب أخرى للنوبة ؟ " هزت ملك رأسها بالايجاب , و قد فهمت سبب سؤاله " بلى المريضة تعاني من ارتفاع مزمن في ضغط الدم , كما أنها تأخذ مانع تخثر , و سبق و أن عانت نزيفا في الدماغ , تسبب لها بشلل نصفي , حصول نزيف مجددا متسببا في نوبة , كان جد وارد و أنا لم أستبعده تماما , و لكن الفحص العصبي الآني لم يظهر أي اعتلال , رغم ذلك هي تحتاج الى فحص شامل بعد استفاقتها , لتقرير عمل أشعة تصوير دماغي من عدمها , و لكن كما قلت حتى و ان عانت المريضة من نزيف دماغي , لم يكن ذلك ليغير من قراري باعطاء الأدوية , لأن لا شيء منها يتعارض و حالتها " هز د .جلال رأسه و أشار الى أمر آخر سريعا " و ضغط الدم , لم لم تفعلي شيئا بشأنه ؟ " حركت ملك رأسها معارضة " صحيح كان ضغط الدم مرتفعا نسبيا , و لكن كما قلت أنا لم أستبعد نهائيا حدوث نزيف في الدماغ , و لو كان الأمر صحيحا , فارتفاع ضغط الدم هو الطريقة الوحيدة , التي يحافظ بها الجسم تلقائيا , على وصول الدم الى الخلايا الدماغية المتضررة , خفضه فجأة قد يؤدي الى جلطة دماغية , و يحرم الخلايا من التروية المناسبة , و يتحول النزيف الى انقطاع في الأكسجين , مما يؤدي الى ضرر دماغي غير قابل للاسترجاع , بالنسبة الي كان الضغط مقبولا , كنت سأخفضه لو ارتفع أكثر " كانت ملك تشرح للطبيب بتفصيل كبير , و قد بدت متمكنة من كل معلومة ألقتها , في المقابل كان علي يشعر باستغراب كبير , يزيد مع كل كلمة تقولها ملك , و ألف سؤال يطرح نفسه " لم تبدو ملك ملمة جيدا بحالة مريم ؟ لم يبدو و كأنها تحفظ تاريخها الطبي , و مشاكلها الصحية عن ظهر قلب ؟ أكيد حصل الكثير دون علمه , لكن متى و كيف ؟ و الأسوء هنا لم يبدو د .جلال و كأنه يوافق على كل قرار اتخذته ؟ ألم يعتقد مثله أنها تهورت هناك , و أوشكت على قتل مريضته ؟ مالذي تغير اذا ؟ و لم يبدو أن هذه المرأة المجنونة تتحدث بصدق ؟ و أنها كانت تستميت هناك لانقاذ مريم و ليس لقتلها , مراعية كل التفاصيل بدقة شديدة ؟ أو أنها تحاول التباهي فقط لازعاجه ؟ ألا يبدو غريبا أن تنقذ مريم , بدل محاولة ايذائها كما افترض ؟ " تشوش ذهن علي دون اجابة شافية , و بدأ بعدها يشعر بصداع سيء . مرحبا , بداية شكرا لآرائكم ، التي تشجعني كثيرا على النشر رغم انشغالي الشديد 😘😘 ثانيا أنا أعتذر للمتابعين , الذين وجدوا صعوبة في فهم كل هذه الأمور الطبية المعقدة , في الحقيقة أردت أن أجعلها مختصرة و بسيطة , و لكنني لم أستطع الا أن أكون وفية لمهنتي و تخصصي , و هي المرة الوحيدة التي سأفعل فيها ذلك في الأعلى ما يسمى في الطب بالتحليل التشخيصي " discussion diagnostic " و معناه مناقشة كل الاحتمالات الواردة , للخروج بتشخيص دقيق و علاج مناسب , و هو متعة العمل كطبيب 💞💞 لذلك لكل شخص مهتم بهذه التفاصيل , أنا بامكاني الرد على تساؤلاتكم بخصوص هذا البارت 🤗😉 . ......... | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|