آخر 10 مشاركات
ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          1060 - زهرة الربيع - ناتالي فوكس - د ن (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لا زلت صغيرة - كاثرين جورج (الكاتـب : ΜāŘāΜ ~ Ś - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طبيب قلبي .. *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree674Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-20, 03:49 AM   #311

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي


ربنا ييسر امورك كلها ❤❤

روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 05:24 PM   #312

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روجا جيجي مشاهدة المشاركة
ربنا ييسر امورك كلها ❤❤




آمين يا رب ⁦❤️⁦❤️💖💖💖💞
شكرا على المشاعر الطيبة 💖💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-20, 02:19 AM   #313

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم تيسر أمورها كلها
واكتب الفرج لها يالله


ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-20, 10:42 AM   #314

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام حاتم الطائي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم تيسر أمورها كلها
واكتب الفرج لها يالله




امييييييييين يا رب 💖💖💖💖💖💖
يسلمك حبيبتي على المشاعر الحلوة 🌹🌹🌹🌹⁦❤️⁩💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-20, 10:10 PM   #315

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الواحد و الستون هوس و عناد 💞




توحشتكم بزاف و مصبرتش على فراقكم , فسرقت بعضا من وقتي و قررت تنزيل بارت خفيف أرجو أن ينال الاعجاب 💞💞






" اذا أنت لست من هنا ؟ "

سألت مريم ملك التي تجلس الى جانب سريرها على أريكة وثيرة , و تحاول وضع برنامج يومي مناسب بمشاركة سارة , محاولة صب كل تركيزها عليه



" نعم , أنا من الجزائر "

أجابت بصوت هادئ و ببساطة , دون الخوض في أية تفاصيل , هي لا تريد بدء علاقتها مع مريضتها بكذبة .





حدقت اليها مريم بعينيها السوداوين , و مطت شفتيها بطريقة لطيفة و سألتها

" لكن ملامحك ليست عربية "


نظرت ملك ناحيتها و رفعت حاجبيها , و قد استغربت طلاقتها في التعامل معها , و هي التي تعرفت عليها منذ ساعتين فقط



برؤية ملامح ملك عضت مريم على شفتها بحرج

" أقصد أن ملامحك لا تبدو عربية "

تداركت كلماتها خشية أن تزعجها و ابتسمت لها معتذرة




حدقت اليها ملك و بادلتها الابتسامة , و قد أدركت الآن فقط أن رنا , هي نسخة طبق الأصل عن والدتها ,

ليس فقط في تفاصيل وجهها , بل حتى في فضولها و اندفاعها , و حاولت تخفيف ارتباكها بخفة دمها المعهودة



" سأخبرك سرا "

همست لها و ظهر الحماس , في عيني مريم و على ملامحها ,
هزت رأسها موافقة و أجابتها ملك بهمس دائما


" الكل يقول لي ذلك , لكنني أشبه والدتي كثيرا "



ضحكت الاثنتان على المزحة الخفيفة

و استمرت ملك في الكتابة على اللوح الالكتروني الذي بيدها , لكن فضول مريم لم ينته بعد

" و هل أنت هنا للدراسة أو للعمل ؟ "



هزت ملك رأسها بشرود

" لا أنا هنا من أجل العمل "

أجابت دون أن تشيح عينيها عن اللوح , فيم حدثت مريم نفسها

" هل أنت غبية ؟
أكيد هي تعمل , لن يدعك علي في يدي طالبة "




رغم أن مريم لم تفهم سبب تعيين ملك بالذات , لأن كل الأطباء الذين اعتنوا بها سابقا , كانوا أكبر عمرا بكثير ,

الا أنها تثق في زوجها ثقة عمياء , و هي متأكدة أنه لن يدعها في أيد غير أمينة , اضافة الى أنها ارتاحت بالفعل لها .




توقفت مريم عن طرح الأسئلة , لكنها بقيت مستلقية تحدق في ملك التي تعمل بكل جدية , و تجيب عن أسئلتها من وقت الى آخر


أكملت ملك ما كانت بصدد فعله , و هي تحاول تفادي المزيد من الأسئلة الشخصية ,

هي لا تريد أن تبدأ بالكذب , كما أنها لا تجرؤ على قول الحقيقة , لذلك حاولت تشتيت انتباهها

" مريم سأذكر بعض أصناف الطعام و أخبريني ماذا تحبين ؟ "



وافقتها مريم مباشرة , صحيح أن شهيتها سيئة , لكنها تحرم نفسها من الكثير مما تحبه بسبب حالة كليتيها


" اللحم ؟ "

سألت ملك و هزت مريم رأسها بنفور , فما كان منها الا أن ابتسمت لها و شطبت على اللوح


" الموز ؟ "

اتسعت عيناها ببهجة كطفلة صغيرة و وافقتها مباشرة , لكنها سرعان ما عبست و أضافت

" و الشوكولا أحبها كثيرا , لكنها ممنوعة كما تعرفين ؟ "



أشفقت ملك عليها , خاصة أنه بدا واضحا أنها تشتهيها و سارعت لطمأنتها

" لا تقلقي سنجد حلا "




أشارت لها مريم بابهامها موافقة , و قد أسعدها أن تجد شخصا يجلس و يحادثها .


أكملت ملك أسئلتها الكثيرة , و كانت مريم تجيبها بتلقائية كبيرة أشعرتها بالراحة .



بعد ساعة تململت مريم قليلا , و كأنها تشعر بعدم الراحة فسألتها ملك

" هل تشعرين بالتعب ؟ "



ابتسمت لها و أمسكت اليد اليسرى المستكينة , بأصابع اليد اليمنى السليمة , و حاولت تمسيدها كعادة تفعلها حينما تتوتر

" قليلا , أنا متعودة على أخذ قيلولة في هذه الساعة , لكنني لم أفعل اليوم "




" آه أنا آسفة لم أعرف "


" لا تقلقي سئمت أصلا من النوم طوال اليوم , لدرجة أنني أصبحت أتعب من وضعية الجلوس "


عدلت ملك من وضعية سريرها , ثم ترددت قليلا قبل أن تسألها

" لم لا تحاولين القيام بنشاطات أخرى اذا ؟ "



ابتسمت لها مريم بعناء , و قد بدا أنها تسمع هذا الاقتراح للمرة الألف

" لا تتعبي نفسك دكتورة , أنا تعودت على نمط الحياة هذا و لن يغيره شيء ,

أنا لا أستطيع الوقوف على رجلي , و هذا يمنع أي تخطيط لأي نشاط مهما كان بسيطا "




" نادني ملك و ليس دكتورة "

بددت ملك الجو المحبط الذي حل فجأة , و قد شعرت بانهزامية غريبة في صوتها ,


لذلك توقفت عن حثها على فعل أي شيء , و عادت لأسئلتها العامة مستغرقة في حديث مطول معها .



في المقابل كانت سارة تشعر بانزعاج كبير , و هي تقوم بترتيب الأدوية , فقد كانت هي الآمر الناهي هنا ,
و الآن عينوا لها مديرا تبغضه بشدة ,



نظرت الى ملك بحقد بالغ , و صرت على أسنانها بغل كبير ,

لولا أن علي شدد عليها و على الخادمات , بوجوب ابقاء أمر ملك سريا , لكانت أخبرت مريم الآن بكل التفاصيل , و هدمت السقف على رأس هذه المدعية .





" هل يمكن أن نبدأ الآن ؟ "

قالت ملك مقاطعة شرود سارة , و قد أنهت ما كانت بصدد فعله

" أجل "

و أجابت مريم مشجعة ملك على الاسترسال .




" حسنا بالنسبة لجلسات التصفية , غيرت أيامها القديمة , ستكون أحد أربعاء و جمعة ,

كما غيرت توقيتها , بدل الثامنة صباحا ستكون على الرابعة مساء "


سألت سارة بنرفزة واضحة

" هل أخبرت د .جلال ؟ "



نظرت اليها ملك بهدوء و أجابت بجدية

" هو أعطاني كل الصلاحيات "

مشيرة الى أنها وحدها المسؤولة عن هذه الأمور , و ليس عليها التدخل فيما لا يعنيها .



سكتت سارة و لكن زاد لهيب قلبها , و بقيت ملك صامتة تحدق ناحيتها , بنظرات معبرة و زاجرة و ملامح جادة .



ملك متواضعة و مسالمة جدا , و لا تحب الدخول في جدالات غير مجدية , لكنها تصبح شرسة و جدية جدا , حينما يتعلق الأمر بعملها , و لا تتراجع مهما كلفها الأمر ,



قاطعت بعدها مريم وصلة النظرات المتحدية بين الاثنتين , و قد لاحظت التشنج الغريب بينهما , و قالت بصوتها الرقيق منهية الموضوع

" لا بأس لا مانع لدي , لا فرق بالنسبة لي "




ابتسمت ملك لها مجددا و أكملت


" البرنامج اليومي سيكون خفيفا خلال هاته الأيام , لأنك ستكونين متعبة بسبب الجلسات ,


لكن عموما سنقوم بالاغتسال , تتناولين فطورك تأخذين دوائك , سنقوم ببعض الرياضة ثم الغداء و القيلولة ,

بعد الظهر سيكون لديك الحرية , لاختيار النشاط الذي تريدينه "




طبعا ملك كانت تفكر في الكثير : الخروج للتنزه , قراءة كتب , الاستماع الى الموسيقى , مشاهدة أفلام و مسرحيات ,
و الأهم من كل هذا , مشاركة رنا الحياة اليومية لوالدتها ,



ملك كانت قد فكرت كثيرا , قبل طلب الأمر من علي , و لعل أهم حافز كان أن تقرب بين رنا و مريم ,
فالطفلة تعيش تهميشا عاطفيا سيئا جدا , و هي ستحاول ما في وسعها لتصحيح الوضع ,


لكنها لن تقول ما يدور في بالها الآن , يكفي الجرعة التي أعطتها لها , و الا سيكون الطرد مصيرها .



ضحكت مريم بسلاسة , رغم الشلل الطفيف في الجهة اليسرى من وجهها , الا أن هذا لم يخف جمالها الطبيعي


" طيب "

قالتها بفضول منتظرة ما ستفعله ملك , لجعلها تقوم بنصف هذه الأمور , فهي لا تريد احباطها من الآن



" سنبدأ اذا من الغد "

أعلنت ملك بكل حماس , و اكتفت مريم بالصمت و الانتظار .






في المساء حضر د .جلال للاطمئنان بنفسه على سير الأمور , فيما كان يجلس مع علي في الصالون يحتسيان القهوة , قدمت ملك تتبعها سارة

" مساء الخير "

ألقيتا التحية تباعا , و أجاب الرجلان بذوق

" مساء الخير "




بمجرد أن جلستا باشارة من علي , حتى بادر جلال يسأل ملك

" كيف تسير الأمور مع مريم ؟ "


" بخير دكتور ، وضعنا برنامجا أساسيا اليوم و سنبدأ غدا "


كان واضحا أنها مستعدة جدا للقيام بذلك , و لم يفوت علي نبرتها المتحمسة مما أشعره بالراحة



ابتسم جلال برضا , أشار بذقنه الى سارة و سأل مباشرة

" سارة قالت أنك غيرت مواعيد الجلسات "



شحب وجه سارة و انعقد لسانها , لم تعتقد أن وسوستها للطبيب ستكشف هكذا ,
بلعت ريقها و هربت بعينيها في الاتجاه الآخر ,



رفعت ملك حاجبيها باستنكار , و حدقت الى وجه سارة المرتبكة ,
فيما عبس علي غير مستوعب لما يحدث , منتظرا تبريرا منطقيا , و هو يحدق الى ملك بتأهب



لكن هذه الأخيرة أجابت بثقة كعادتها

" أجل غيرت المواقيت الى بعد الظهر , فمريم تتبع حمية غذائية مشددة , و لا يتسنى لها أن تأكل ما تحب , الا قبل موعد التصفية مباشرة ,

لكن الأمر يكون مستحيلا , بما أنها تبدأ في الثامنة صباحا , و لا يكفي الوقت لتناول شيء تقريبا عدا فطور خفيف ,

اضافة الى معاناتها من الغثيان بسبب الأدوية , خاصة أقراص الحديد الخاصة لفقر الدم ,

لكن مع البرنامج الجديد , سيكون لديها الوقت الكافي , حتى بعد قهوة المساء لتتناول ما تريد دون مضاعفات محتملة "





هز جلال رأسه موافقا دون تعليق , و لم يفوت علي الحركة , أضافت ملك سريعا

" لنفس السبب غيرت الأيام الى نهاية الأسبوع , حتى يتسنى لها تناول طعامها مع العائلة ,


لأن يوم الجمعة هو اليوم الوحيد , الذي يجتمع فيه الجميع على الغداء ,
ستكون مرتاحة لمشاركتهم الطعام دون ضغط , بما أنها ستصفي لاحقا ,

و سنحاول بذلك استدراك بعض الوزن على الأقل , فوزنها الحالي غير طبيعي "



استغرب علي من الحديث الدائر , هو لم يسمع من قبل مثل هذه المعلومات ,
رغم أنه قرأ الكثير عن مرض مريم , لكن مثل هذه التفاصيل لم تمر عليه ,


لكنه اكتفى بالتساؤل بعينيه لدى جلال , الذي ابتسم من تفكير ملك و أثنى عليها


" جيد أنا أؤيد أفكارك , صراحة لم أفكر في الأمر على هذا الشكل من قبل ,

بما أننا في المستشفى نقوم بجلسات التصفية صباحا , فقد استمر البرنامج كما كان هناك ,
خاصة أن مريم لا تشتكي "




أيدت ملك تفكيره

" أكيد أفهم الأمر , و لكن مريم هنا في البيت لديها الحرية فلم نقيدها ,

هي لديها متسع من الوقت فهي متفرغة , و الآلة موجودة في غرفتها ,
بامكاننا اجراء التصفية ليلا اذا أردنا لا أرى المانع ,


اضافة الى أنني حركت مواعيد تناول الدواء خاصة المنوم منها , هي لا تحتاج أن تنام طوال الوقت ,

بامكانها القيام بالكثير من الأمور بدل الاستلقاء , على الأقل سنقلل من خطر بعض المضاعفات بالحركة "





قاطعتها سارة بسخرية

" و هل تعتقدين أنك ستقنعيها بالنزول , للتجول و تناول الطعام على الطاولة ؟

هي لا تفعل ذلك منذ سنوات , هي حتى ترفض الجلوس على الكرسي المتحرك "





امتعض علي من طريقتها في انتقاد مريم , و تذكيره بالحالة الاستسلامية التي وصلت لها , و التي لا يجد لها مخرجا مهما حاول ,


حدقت اليها ملك قليلا بانزعاج , فهي لم تنس بعد نميمتها مع جلال , لكنها أجابتها ببساطة

" سأحاول ما بوسعي "





قاطعهما جلال بدبلوماسيته المعهودة

" لا بأس سارة , دعيها تتصرف كما تريد , أنا أيضا أرغب في رؤية ذلك "


و توجه لملك بنبرة مشجعة

" ملك لديك الضوء الأخضر من طرفي "

قال مع ابتسامة و نظر اليه علي باستياء

" لم يدعوها ملك هكذا دون سيدة أو دكتورة ؟ "

و عبس دون أن يدرك حتى تغير ملامحه , مصمما على أن يحرص لاحقا على تحذيره .





استدار بعدها علي ناحية سارة لتوضيح الوضع

" ملك هي المسؤولة عن حالة مريم أمامي و أمام د جلال , عليك الالتزام بتعليماتها لأنها ستناقشها معنا قبل القيام بها "


قالها بلهجة حازمة , مظهرا عدم رضاه عن معارضتها , لأن ذلك لن يكون في صالح مريم ,

و قاطعا عليها الطريق مستقبلا للتمرد , و فرض رأيها فهي مجرد ممرضة .



" حاضر "

لم تجد سارة غير هذه الكلمة التي قالتها بغل , و استأذنت الى غرفتها مباشرة ,
بعدما فشلت في نصب المكيدة لملك كما تأملت , للظهور مظهر المهتمة بحال مريم .




أما ملك فقد كانت تنظر بدهشة الى علي , لم تتوقع أن يؤيد قراراتها , هي اعتقدت أنه بمجرد أن يسمع أنها غيرت الأمور , سيثور و يطلب منها التنحي ,


لم تفهم ان كانت ثقة حقيقية من طرفه , و أنه يعتبرها أملا لتغيير حياة مريم ، أو أنه يريد مراقبتها و هي تفشل في تحقيق كل ذلك .



في هذه اللحظات استدار علي و حدق ناحيتها بجدية , مما جعل دقات قلبها تتسارع بشكل غير مفهوم ,

لأول مرة ينظر اليها دون حقد أو سخرية , و قد بدت عيناه أكثر سوادا من العادة


" لم تبدو هذه النظرة نظرة تقدير ؟ "

سألت نفسها و قطع عليها علي تأملها

" التقارير بخصوص حالة مريم سيستلمها جلال بانتظام , أية مشكلة أنا موجود "



" حاضر , عن اذنكم تصبحون على خير "

استأذنت ملك هي الأخرى , و قامت باتجاه غرفتها تحت أنظار علي ,
الذي لم يستوعب حتى الآن ,
متى انتقل من شعوره بانعدام الثقة تجاهها , الى ثقة كاملة لدرجة أن يستأمنها على حياة زوجته ؟

تنهد بتوتر من أعماق قلبه , و هو يأمل فقط ألا يندم لاحقا .





في الثامنة من صباح الغد , قصدت ملك غرفة مريم , حيث كانت رنا و علي قد غادرا البيت ,

و تفاجأت بمجرد دخولها بسارة و الخادمة تقفان الى جانب السرير , محاولتين اقناع مريم بالاغتسال



" سيدتي يجب أن تأخذي حمامك , و علي تبديل الشراشف من فضلك "

طلبت الخادمة بيأس , فيما يبدو أنها ليست محاولتها الأولى , و رد مريم كان بعناد أكبر

" لا أريد جسمي يؤلمني , سأغسل وجهي هنا "



تدخلت سارة محاولة

" هيا سيدتي , و الا تأخرنا عن موعد أخذ الدواء "


هزت مريم رأسها باستياء

" قلت لا أريد "



وقفت ملك تراقب الوضع لبعض الوقت ثم تقدمت منهن

" و اذا لم نحركك من سريرك , هل ستغتسلين ؟ "


حدقت اليها مريم بانهاك و قد بدت نعسة

" أجل أنا لا أريد مغادرة السرير , ظهري يؤلمني "



فكرت ملك قليلا ثم أشارت لسارة

" حسنا لنجعلها تغتسل هنا اذا "

نظرت مريم اليها بفضول و لكنها لم تعلق , تريد أن ترى أين تصل حدودها .



ردت سارة باستغراب

" كيف ؟ "

و طمـأنتها ملك

" أنا متعودة على فعل ذلك , لا بأس الأمر ممكن "



لم تمانع مريم اقتراح ملك , فهي من المفروض أنها هنا للفحص و اعطاء التعليمات ,
تماما كما كان يفعل أطباؤها السابقون , و ليس للمساعدة في الاغتسال ,


لذلك التزمت الصمت , تريد أن ترى أين ستصل الأمور , و متى ينفذ صبر هذه الطبيبة الشابة المتحمسة , لتسأم و تغادر كما يغادر الجميع من حولها .




لكنها لا تعرف مقدار عناد ملك , التي بدأت بالتنفيذ مباشرة , تحت مراقبة سارة المتحفزة لأية زلة ,


قامت مع الخادمة بغسل شعرها على طرف السرير أولا , عانيتا قليلا بسبب طوله لكنهما أنهيتا سريعا , غسلتا بعدها أطرافها و غيرتا الحفاظة ,

مريم تضعها ليلا حتى لا تقوم الى الحمام , و خلال النهار تستخدم الحوض بمساعدة الخادمات ,



قامت بعدها ملك بقلبها بخفة من الجهتين , لتغيير ملاءات السرير الى أخرى نظيفة , و هذا دون أن تنقلها من مكانها كما طلبت , و دون أن تتسبب لها بأي ألم ,

مكتفية بتوجيه الخادمة دون احراجها , فواضح أنها تكره الكرسي المتحرك , و ترفض استعماله بشدة لسبب نفسي بحت .





كانت ملك منهمكة مع الخادمة في مساعدة مريم , تحت مراقبة سارة التي استغربت فعلا , قبول ملك فعل هذا لا بل اتقانها له , فيما يبدو أنها سبق و أن قامت به عديد المرات ,



تخمين سارة كان صحيحا , و ملك متعودة فعلا على فعل أكثر من هذا , منذ كانت طالبة متدربة في قسم الانعاش , أين كان يتطوع الجميع لخدمة المرضى حبيسي الفراش ,


هي لا تعاف شيئا و لا تشعر بالحرج لفعله , لا بل كان هذا أقل بكثير , مما كانت تفعله مع زميلاتها في الجمعية , أثناء تطوعهن للخدمة في مستشفى السرطان ,



كان الأمر يتعدى مجرد زيارة , مع بعض الأكل و الهدايا , و صور بابتسامات عريضة ,
هي تعلم ألا شيء أكثر تأثيرا في المرضى مما تفعله الآن ,


فهي تكسب ثقتهم و تجعلهم يتقبلون علاجهم , نفسيا قبل أن يكون جسديا ,

و لهذا السبب بالذات لم تعترض مريم على ما تفعله ملك , بل كانت مطيعة جدا كما لم تكن سابقا .



بعد انهاء الاغتسال وسط صمت مطبق من الجميع , طلبت ملك جلب الفطور ,

بعد افطار مريم كانت ملك قد حضرت الأدوية , و هي شبه متأكدة أنها ستناقش عشر مرات قبل أن تأخذها .



" تفضلي "

أعطتها ملك ما يجب عليها تناوله , عبست مريم و بدأت بالانتقاء كعادتها

" لا أريد أكياس الكالسيوم طعمها مر "

قالتها باشمئزاز بالغ




هزت ملك رأسها و كأنها وافقت

" حسنا بامكانك عدم أخذها , لكنني سأعلق حينها محلولا ,

لن أسمح بتكرر ما حصل سابقا , لك الاختيار "



عبست مريم أكثر فهي لا تطيق المحاليل , لأنها تحد من حركتها في السرير في كل مرة تضعها ،
فردت بتأفف

" لا بأس سآخذها "

اختطفت الدواء من يد ملك , و أخذته على مضض متذمرة

" هذه المرة فقط "




بدت مريم أكثر طاعة , تحت أنظار ملك المبتسمة , و نظرة سارة الحاقدة , بسبب تمكنها من اقناع مريم هكذا بسهولة



" يبدو أنها تلقي بسحرها على كل من بالبيت هذه المتطفلة , بداية بصاحبه و انتهاءا بزوجته "

كلمت سارة نفسها بغيظ



انهمكت بعدها ملك في فحص مريضتها ، و اجراء بعض التحاليل السريعة , ثم تدوين تقريرها اليومي لارساله الى جلال كما اتفقا .





بعد الغداء جلست ملك , أمام سرير مريم على الأريكة ، مخيبة ظنها في خروجها سريعا من هنا
فالجميع يفسح لها الغرفة , لتبقى وحدها في هذا الوقت ,


لكن ملك كانت تمسك كتابا و تفتش بين صفحاته , في اشارة واضحة منها أنها ستمكث هنا أكثر مما اعتقدت .



" ما الذي تقرئينه ؟ "

سألت مريم و هي تحاول ألا تغفو

" كتابا في التاريخ "

أجابت ملك و أرتها غلافه



" هل يمكن أن تقرئي بصوت عال ؟ "

سارعت ملك للموافقة , فهذه الأحاديث الصغيرة هي ما يخلق الألفة مع من يحيطون بها ,

و يساعدها على التعرف على شخصيتهم و التأثير عليهم ايجابا , بعيدا عن علاقة رسمية بين المريض و طبيبه


" أكيد أي كتاب تريدين ؟ "

" لا بأس بما تقرئينه ، أحب التاريخ "



بدأت بعدها ملك فعلا بالقراءة بصوت عال رقيق ، و مريم غارقة في التركيز معها على غير عادتها ,


ففي السابق كان هذا وقت قيلولتها ، و حتى و إن لم تشأ الخلود الى النوم ، كانت تجبر على البقاء وحدها , بعد انسحاب الجميع تنفيذا لأوامر الطبيب .


لكن ملك اليوم لم تدعها للحظة واحدة ، و هي ممتنة فعلا لرفقتها , فقد سئمت الوحدة المفروضة عليها ,

و ملت الاهتمام الزائد ممن يحيطون بها , بمعاملتها بحرص شديد كقطعة زجاج قد تتحطم تحت الضغط .





بعد أكثر من ساعة قاطعتهما رنا ، التي دخلت من الباب ركضا مع ابتسامتها العذبة , و قد عادت لتوها من مدرستها ,

قفزت أولا على والدتها و قبلتها ، ثم نزلت احتضنت ملك , و قبلتها هي الأخرى بكل دفء ,
التصقت بعدها بها , و بدأت في سرد تقريرها اليومي عن المدرسة .




لم تفوت مريم المشهد الفريد ، فرنا لا تحب الاحتكاك الجسدي مع أحد ، هي حتى لا تقبل خالتيها ،
لذلك بدا غريبا أن تتودد الى ملك التي تراها لأول مرة


" أليس من المفروض أنها هنا منذ يومين فقط ، و هي غريبة عن الجميع ؟

أليس من المفروض أن تنكر رنا وجودها , و تتجاهلها كما تفعل مع الباقين ,

أو أن ابنتها تعرفها مسبقا ؟ "



كتمت مريم تساؤلها في قلبها ، لكن ظنها صار شبه مؤكد ، حينما بدأت ملك تحدث رنا بلغة الإشارة , و الطفلة تتجاوب معها بسلاسة ,

لأنه بدا لها ضئيلا جدا ، احتمال معرفة ملك لهذه اللغة صدفة .



لكنها لم تعلق بكلمة رغم فضولها الشديد ، و قد وضعت الكثير من الاحتمالات بالفعل ،
و قررت أن تسأل ملك عن الأمر لاحقا ، بعدما تتعمق علاقتهما أكثر ,

سيبدو تطفلا منها أن تخوض في حياتها الشخصية من أول يوم .





قضى الثلاثة باقي اليوم في غرفة مريم ، يشاهدون فيلما للرسوم المتحركة اختارته رنا ,
و قد أصبح المكان أكثر حيوية , بسبب تفاعل الطفلة و ملك مع الأحداث ,


مر الوقت سريعا دون أن تلاحظن , إلى أن صارت الساعة السادسة ,

حيث عاد علي من عمله منهكا ، و رغم ذلك مر مباشرة الى غرفة زوجته للاطمئنان عليها ,

هذا أول يوم لملك في الاعتناء بها ، و هو يريد معرفة أدق التفاصيل .




" سلام عليكم "

ألقى التحية بصوت دافئ , بمجرد دخوله قفزت رنا ناحيته لاحتضانه , التقطها سريعا و طبع قبلة على وجنتها ,


هزت ملك رأسها لرد التحية ، و قامت من مكانها مباشرة متجهة الى خارج الغرفة ,


أولا هي لا تريد أن تتطفل على أوقاته الخاصة مع زوجته ، واضح أنه لم يرها منذ الصباح , و هو أكيد مشتاق لها ,



ثانيا هي تعرف أنه مجنون متهور ، و هي لا تريد أن تسمع منه أية تعليقات , أو تلميحات تثير شك مريم ناحيتها ، لذلك فالانسحاب كان أكثر أمانا .




طبعا رنا بمجرد أن قامت ملك تركت والدها و تبعتها ، فقد حان موعد مراجعة دروسها و انجاز الفروض ، و هي من يفعل ذلك معها ,

لذلك سارعت و أعطت قبلة دافئة لوالدتها ، ثم تبعت ملك كجرو صغير .




راقبتهما مريم تغادران و علقت باستغراب كبير

" تبدو رنا متعلقة بالطبيبة الجديدة "

قالت قاطعة على علي تأمله



حك الرجل رقبته باحراج و أجابها

" حسنا يبدو بأنها أحبتها "



قال مبسطا الوضع و ابتسم لها , فهو لا يحب أن يكذب على مريم ، و لا أن يكسر بخاطرها ،

هو لم يكن يمانع أن يخبرها بحقيقة ملك ، على الأقل فيما يخص أمر مكوثها هنا لوقت محدد ،
فهو لا يخاف إعلان أمر قام به ,

و لكنه مقيد بوعده للعنيدة ، هي يمكن أن تطلق عليه النار إن هو فعل .





حاول علي تغيير الموضوع , ألقى سترته جانبا و اتجه ناحيتها

" كيف كان يوم مريومتي ؟ "

قال و جلس إلى جانبها على السرير ، أخذها في حضنه و بدأ بتمشيط شعرها بأصابعه



" عاديا جدا , لكن الطبيبة التي أحضرتها , مزعجة جدا و لا تتراجع "

أجابت مريم مع بعض الطرافة في كلماتها متصنعة التأفف .




تحرك الشك في قلب علي ، تراجع ليحدق إلى وجهها بين ذراعيه و سأل بجدية

" هل أزعجتك ؟ "



لكن سرعان ما هزت مريم رأسها نافية ، و قد وضعت يدها على صدره تطمئنه بعد أن تجهم وجهه

" لا ليس كثيرا ، و لكنها لحوحة جدا ، الآخرون ينسحبون مباشرة بمجرد أن أقول لا ،

لكنها تقترح الحل بعد الآخر , حتى أوافق فقط لايقافها "



ابتسم علي و قد هدأ قلبه و تلاشت شكوكه , ضمها مجددا في حضنه بقوة و قال يستفزها

" اذا ذلك جيد من أجلك "

و ضحك بصوت عال



ضربت مريم بخفة على صدره باعتراض و أضافت

" تخيل لأنني رفضت الذهاب للحمام ، أجبرتني على الاغتسال هنا ، حتى أنها جففت شعري بنفسها ,

قامت بكل شيء لدرجة أنني شعرت بالخجل منها ، و لم أعاندها كثيرا "




استمر علي في الابتسام ، و هو يمرر أصابعه من خلال شعر مريم الحريري

" صحة حبيبتي , فقط اسمعي الكلام ، و أنت ستكونين بخير "

طبع قبلة خفيفة على رأسها ، ثم اتكأ على الوسادة خلفه , و هي تستلقي على صدره و سرح بأفكاره



هو يعلم كم أن ملك عنيدة ، و لا حدود لما يمكن أن تفعله حينما يتعلق الأمر بعملها ,

لكن واضح أنها تبذل جهدها و تصاب بهوس ، بمجرد أن تلمس مريضا ، بغض النظر عن هويته .



هو رأى هذا بعينيه يوم احترقت يد رنا ، فرغم أنه كان يصرخ في وجهها و يلومها ، إلا أنها لم تتراجع عن فعل ما رأته ملائما ,

ربما هذا ما طمأن باله أكثر ، و جعله راض عن اختيار هذه المهووسة العنيدة للعناية بمريم ,

و هو يشعر بالفضول من الآن عمن سيربح في الأخير ، هوس ملك أو عناد مريم .








موعدنا الخميس باذن الله


😘💞💞








........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-20, 06:45 PM   #316

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هل سيكون هنا فصل جديد؟؟؟
مشتاقة لاحداثها رغم انه لم يمر وقت على اخر فصل


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-20, 07:04 PM   #317

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الثاني و الستون العلقة 💞





في اليو م الموالي صباحا , كان كريم يقف في مرآب الشركة , يلقي نظرة على سيارته فاتحا غطاءها الأمامي , كما يفعل كل صباح قبل استخدامها ,


أمر لا يؤجله حتى لو حدث زلزال , يراقب المحرك بيد و يمسك هاتفه باليد الأخرى , متحدثا بصوته الأجش بنبرة جادة

" أجل لنلتقي في الحادية عشر في المطعم "


صمت قليلا منصتا الى المتكلم ثم أضاف

" أجل السيد علي مستعجل لرؤية التقارير , سأكون هناك في الموعد الى اللقاء "





كان كريم يكلم الخبير الذي طلب منه علي مقابلته , هو لا يفهم لم يصر الرجل على مقابلته في الخارج ,

لم لا يأتي الى مكتبه و يتناقشا بأريحية , لكنه فكر أنه ربما يريد ابقاء الأمر سريا كما طلب علي ,

لم يجد كريم مانعا في الأمر , لا بأس سيستغل الوقت لتناول الطعام , فهو لم يفعل ذلك منذ مدة .





فيم هو غارق في تفكيره في غفلة من أمره , شعر بأحدهم يقترب بخطوات حذرة من وراء ظهره ,
كان الشخص المجهول يتحرك بخفة كبيرة , و كأنه يريد أن يباغته ,


لكن ليس مع كريم فحسه الأمني دائم , بمجرد أن تخطو حشرة داخل الثلاثة أمتار , و التي تعتبر هالته الشخصية و حيزه الخاص ,


حتى تتحرك قرون استشعاره الحساسة , و تكون ردة فعله عنيفة و غير محسوبة ,
مما يجعله شخصا مخيفا طوال الوقت , يتفادى الجميع الاقتراب منه , أو التعاطي معه دون اذنه .





أغمض الرجل عينيه , و أخذ نفسا عميقا محاولا التركيز , و بمجرد أن أصبح الجسم المتحرك على بعد خطوة واحدة منه ,

استدار كريم فجأة , ليمسك بذراع من يقف خلفه , لواها بعنف خلف ظهره بيد واحدة ,
و ثبته من كتفه الى السيارة باليد الأخرى , و قد اخترقت صرخة حادة جدا أذنيه .



لم يلحظ كريم الفاعل فورا , و كان كل ما رآه جسما ضئيلا , بشعر أسود كثيف و حريري و بشرة ناعمة ,
يلتصق مباشرة بباب سيارته كبطاقة بريدية , دون أية مقاومة تذكر ,

و هو الذي جهز نفسه لعرض قتالي , معتقدا أن أحدهم يخطط للهجوم عليه غيلة ,


فيما كريم يحاول فهم الوضع , تفاجأ أن هذا الشخص , لم يكن الا الفتاة الباكية من البارحة ,

و قد بدأت تئن بصوت عال , بسبب الألم الذي سببه في ذراعها بحركته العنيفة .




" أنت ماذا تفعلين هنا ؟ "

سأل كريم بصوته الغاضب , متجاهلا أنات المسكينة التي يحتجزها بينه و بين السيارة , و التي بالكاد يصل طولها الى مستوى كتفه .



قالت المهاجمة بنبرة مترجية لم تخل من التوجع

" أفلتني أنت تؤلمني "


كانت الشابة تشعر بأنه خلع كتفها من مكانه , و بدا من أولوياتها التخلص من قبضته الحديدية , قبل الدخول معه في أي جدال .




انتبه كريم على طلبها و أفلتها مباشرة , و تراجع خطوتين الى الوراء , ربع يديه على صدره و حدجها بنظرة مستنكرة ,


استدارت الفتاة مباشرة بعبوس يعلو ملامحها الرقيقة , حدجته هي الأخرى بنظرة منزعجة , ثم صرخت فيه و هي تمسد ذراعها



" ما بك ؟ كدت تكسر ذراعي ,

لم كل هذه الهمجية ؟ "

قالت باستياء شديد محاولة السيطرة على دموعها , و قد أشفقت على نفسها من عنفه .




رفع كريم حاجبه مستنكرا وصفها له بالهمجي , و أجاب بغضب واضح

" أنا ما بي ؟

أنت التي ما بك ؟ لم تسللين كاللصوص خلفي ؟ ثم ماذا تفعلين هنا ؟ "

سارع لاسكاتها متمنيا ألا تبدأ بالنواح , لأنه سيفقد عقله هذه المرة .





التزمت الفتاة الصمت , و سحبت دمعتيها الى الداخل مجددا , ثم بدأت تحرك يدها , لتتأكد أنها لم تتعرض للأذى , فكريم بحركته البسيطة كاد أن يكسرها ,

و أجابته بكل بساطة

" بحثت عنك في المرآب كله منذ الصباح "





"...."

" أية جرأة هاته ؟ "

حدث كريم نفسه , ثم نهرها دون أن تتغير ملامحه الباردة

" و لم تبحثين عني ؟ "



قطبت الفتاة حاجبيها بعبوس , معربة عن استيائها من سوء معاملته لها , و أجابته بنبرة لوم

" أردت أن أشكرك على البارحة و أعتذر منك , و لكنك أهدرت الفطور الذي أحضرته "

ضمت شفتيها كطفل مستاء و أشارت اليه .





الآن فقط انتبه كريم الى الحالة المزرية التي آل اليها قميصه , و قد تلطخ بالقهوة المثلجة التي كانت تحملها , و أفلتتها بعدما هجم عليها ,

ثم جال بنظره في الأرض , أين كان هناك بعض الكعكات ملقاة هنا و هناك , الى جانب كوب القهوة الفارغ .





أغمض كريم عينيه بشدة , و أخذ نفسا عميقا محاولا تهدئة غضبه , و هو يضم قبضيته الى جانبه ,

مانعا نفسه من الانقضاض عليها , و تحطيم رقبتها المجهرية , سيكون الأمر سهلا للغاية , فهذه المتطفلة تبدو بوزن الريشة



بعد دقيقتين فتح عينيه بنظرة مجنونة , أخافت غريمته و تراجعت بسببها خطوة الى الوراء , ثم قال بنفاذ صبر مضيفا الى رعبها


" أنت هل سلطك أحدهم علي , لم تحدث كارثة كلما رأيت وجهك , أنظري ماذا فعلت بتهورك ؟ "

و أشار الى قميصه بتذمر شديد



هو كان البارحة قد اضطر لأخذ سيارته الى التنظيف , بسبب الشوكولا التي كانت تغرق الكرسي الخلفي ,

اضافة الى الصداع الرهيب , الذي عاناه بقية اليوم بسبب نحيبها , و اليوم أتت و أفسدت يومه من بدايته .



" من قال لك أن تهجم علي هكذا كالوحش ؟ "

لامته هي بدورها محاولة اظهار عدم خوفها منه , رغم أن نبرتها المرتعشة فضحتها




دنا منها كريم و هو يرفع أصبعه في وجهها , محذرا من كلماتها اللاذعة , فقد كان همجيا قبل دقائق ليتحول الى وحش الآن


" أنت "

لكنه صمت مبتلعا كلماته لا يعرف ما يقوله , و قد بدا مستغربا من طول لسانها , و من مجادلتها الصبيانية له .



التصقت الشابة بالسيارة خلفها , و قد شعرت بالخوف من تهديده , كيف لا و هو أكثر ضخامة و قوة منها ,

يكفي طيها مثل الورقة تحت ابطه , و ستلفظ أنفاسها مباشرة دون فرصة للنجاة ,



و لكنها حافظت على هدوئها الزائف , غير مبدية الرعب الذي تشعر به ,

أخذت نفسا عميقا بتأن , و رسمت ابتسامتها الدافئة المعتادة التي لا تفارق ثغرها

" حسنا سأدعوك على الفطور لأعوضك "


اقترحت بصوت رقيق دافئ , و هي تضم يديها أمامها بوجه حالم ,

مظهرة غمازتيها الجميلتين , اللتين تضفيان سحرا على بشرتها الخمرية , و ضمت شفتيها الى الأمام في ترقب لجوابه .





أخذ كريم نفسا عميقا مجددا , و هو يضع يديه على خصره , و يصر على أسنانه مانعا نفسه من خنقها

" اللهم أسألك الصبر "



تمتم بتذمر كبير و مسح وجهه بيديه , ثم رد على اقتراحها بسخرية بالغة

" فعلا دعوة على الفطور ؟ و سأخرج للشارع هكذا ؟ "



قالها كريم باستياء شديد , مشيرا مجددا الى قميصه الذي تحول لونه الى البني , و صار لزجا ملتصقا بصدره ,


و أضاف سريعا قاطعا على هذه الثرثارة طريق الاقتراحات

" لا أريد منك شيئا , فقط اذهبي لا أحتاج تعويضا , سأعتبر أنني أعطيتهم لطفل متسول "



قال و هو يحاول ازالة البقع بنفضها , محدقا الى ما تلبسه الشابة أمامه ,

فالبارحة كانت ترتدي فستانا ثمينا مع حذاء بكعب عال , تمشط شعرها بعناية و تحمل حقيبة أنيقة ,

أما اليوم فهيأتها أكثر شبابية , مع سروال جينز قميص بسيط و حذاء مسطح ,
تسدل شعرها على كتفيها دون تكلف , هو حتى لا يشم أي عطر عليها كما المرة الماضية .



أكيد هي البارحة جاءت للفت انتباه الأمير علي , لاغوائه و اقناعه بالزواج منها ,

أما اليوم فهي هنا لازعاج هذا السائق النكرة , و لا بأس باغراقه بالقهوة و التصدق عليه بفطور .




شرد كريم في أفكاره التي لا يفهم لم تزعجه ,

فيما عبست الفتاة و ضمت شفتيها ببؤس , و ردت على استصغاره لها , و وصفها بالطفل بسبب قامتها

" أنت العملاق و لست أنا القصيرة , هناك فرق ,

ثم أنا لست متسولة "




الفتاة تعرف أنها فعلا قصيرة , و هذه الأحذية المسطحة المريحة , لا تساعد في اخفاء ذلك ,

و لكن ليس عليه جعل الأمر أسوء , لأنه واضح أن طوله هو الغير طبيعي , و هي لن تسمح له بتعقيدها من حجمها .




رفع كريم حاجبيه باستغراب , لطول لسانها الذي يعوض قصر قامتها , خلال خمس دقائق فتحت له قاموسا بأوصافه , لكنه بقي واقفا منتظرا انصرافها بصبر ,


و بالفعل صمتت الشابة لثانيتين , و لم تصر على نقاشه في هذه النقطة , لكنها سرعان ما غيرت الموضوع , بعد أن زجرها كريم بنظرة حادة



" لكنني مصرة لا أحب أن يتصدق أحدهم علي , أريد أن أعوضك عن ثمن الكعكة و التوصيل ,

في النهاية عملك كسائق لا يدر الكثير من النقود , و ضميري لا يسمح لي باستغلالك "

قالتها الفتاة بكل جدية و عزم , فيم استمر كريم بالتكشير في وجهها بعدما سمعه .





" يا الهي , لم تعتقد هذه العلقة أنني مجرد سائق , هل هذا مكتوب على وجهي مثلا ؟

أو أن مظهري رث الى هذه الدرجة ؟ "

سأل كريم نفسه ثم رد على اقتراحها , محاولا التحدث بعقلانية بين أسنانه

" اعتبريني أكلت الفطور بالفعل , فقط غادري لو سمحت , يكفيني حرق أعصابي لغاية الآن ,

ثم أنا لدي عمل مهم , ليس لدي وقت للهو "





حدقت الفتاة اليه بانزعاج , و ضربت قدمها بالأرض بتذمر , و هي لا تعلم لم يصر هذا الضخم على مخاطبتها كطفلة , أتت هنا لتلعب معه و تضيع وقته ,
فيم هي في الثانية و العشرين من العمر ,

أو لأنه يملك كل هذه العضلات , يعتقد نفسه أكثر نضوجا منها ؟



لكنها لم تبال بما قاله , ابتسمت له مجددا و كأنه كان يحدث نفسه , متجاهلة طلبه برحيلها

شبكت يديها أمامها و دنت منه أكثر , محاولة التحلي بالشجاعة و أضافت


" حسنا لا بأس دعنا اذا نشتري لك قميصا جديدا , لا يمكنك أن تعمل هكذا سيعاقبك سيدك ,

ثم أنا من أفسدته و سأتحمل المسؤولية , و لن أقبل رفضك مطلقا "





أغمض كريم عينيه بيأس , أرجع رأسه الى الخلف و قد شعر بالاحباط من جدالها

" أستغفر الله العظيم "

هو لا يعلم ما مشكلة هذه المتطفلة ,

لم لا يبدو أنها تفهم الكلام , ما الذي فعله ليستحق عقابا هكذا ؟





في أوج تذمره انتبه كريم أخيرا أنه في ورطة ثانية , فقبل ثانيتين كان قد فكر في الصعود الى شقته ,
و التي تقع في الدور الأخير من هذا البرج , لتغيير قميصه الى آخر نظيف ,


لكن هذه المترصدة تعتقد أنه مجرد سائق معدم , و هي مصرة على الأمر بطريقة عجيبة ,
و هو لن يكلف نفسه عناء شرح الحقيقة لها لأنه لا يهتم , و لا وقت لديه من أجل هذه الغبية ,


لذلك لو فكر في الذهاب الآن هي أكيد ستتبعه , فهي تلتصق به كالغراء , و هو لا يستبعد أن تتصل بالشرطة , لتبلغ عن اقتحامه لشقة أحدهم .



ثم هي تبدو شديدة الفضول , و هو لا يريدها أن تعرف عنه شيئا ,

اذا كانت تعرفت الى السيارة البارحة فقط , و ها هو لا يعرف سبيلا للتخلص منها ,
أكيد سيجدها في كل مناسبة تقف أمام شقته ,

شعر كريم بالرعب بالتفكير في الأمر , سيقدم على الانتحار ان حصل أمر مماثل .





استمر كريم في التحديق اليها بريبة , واضعا يديه على خصره بتأهب , و قد أصبح فضوليا بدوره ,
يريد أن يعرف ما الذي تريده بالضبط ؟

و لم يجدها في كل ركن ؟


هل هذا مجرد تطفل مبالغ فيه , أو أنها من الفتيات المشبوهات , اللواتي يطاردن الشباب ,
و خاصة الرجال الذين يكبرونهن كثيرا و يوقعن بهن ؟


هل يعقل أنها تعرف من يكون , و هي تمثل فقط للوصول الى غرض ما ؟

ما أدراه , ربما يئس والدها من تعليقها بعلي و قرر تمريرها اليه ؟



بدأت خلايا الشك في رأس كريم بالنشاط , و نسج السيناريوهات المشبوهة ,

خاصة أن الآخرين يهابونه بشدة , و يتجنبون الاحتكاك به الرجال قبل النساء , و هذه الطفلة تساومه منذ ساعة لتأخذه للفطور .




" هل هي مجنونة و متهورة , أو هو من بدأ يفقد هيبته ؟ "


سأل كريم نفسه و هو يحدق الى الفتاة , التي كانت تنظر اليه بعيونها المتحمسة بترقب ,
و قد بدتا كجرتي شوكولا ذائبة بلمعانهما ,



و زاد فضوله برؤية اصرار الفتاة أمامه على مرافقتها , يريد أن يعرف أين سيصل هذا الأمر ,

هو يدعو أن تكون هذه لعبة قذرة ما من أحدهم , لأن يديه تحكانه منذ مدة , و ترغبان في ضرب شخص ما ,

و هو لا يمانع أن يجاريها للعب قليلا , و لكنه سيحرص على أن يلقنها درسا لن تنساه .



استعاد كريم رباطة جأشه , نظر اليها ببروده المعتاد و رد عليها

" حسنا لا بأس "



أغلق بعدها سيارته , استدار للخلف مباشرة بحركة عسكرية آلية , و مشى أمامها بخطوات كبيرة و متسارعة ,
واضعا يديه في جيبه , و قد بدا أكثر استرخاءا .



وقفت الفتاة مكانها تائهة لبضع لحظات , حتى فهمت أنه وافق أخيرا على اقتراحها


" أنت انتظرني "

نادت عليه و بدأت تلاحقه , بخطوات سريعة شبه راكضة , و هي بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها ,
الى أن أصبحت تسير الى جانبه تحاول مجاراته .



كريم طبعا كان يقصد ما يفعله , معتبرا هذا عقابا لها على تطفلها , علها تكف عن اتباعه و ازعاجه , لكن الفتاة كانت تبدو أكثر اصرارا مما اعتقد .





خرج الاثنان من البناية , و اتجها الى أحد المولات الكبيرة في الجوار , و دخلا مباشرة الى محل لبيع الملابس الرجالية الفاخرة ,

بمجرد أن اجتازا الباب , قابلتهما البائعة بابتسامة عريضة

" مرحبا بكما , كيف يمكنني مساعدتكما ؟ "


ابتسمت الفتاة بمرح و أجابتها مباشرة

" نريد قميصا له "

و أشارت الى كريم بابهامها بلهجة متسلية ,

هذا الأخير كان يتجاهلها , و يجول بنظره في الأرجاء مراقبا المعروضات .




" آه آنستي تريدين قميصا لخطيبك "

استنتجت البائعة الأمر دون تفكير , و رمقها كريم بنظرة زاجرة , كاد أن يتوقف قلبها عن النبض ,

حدق بعدها الى الفتاة قليلا بنفس النظرة , قبل أن يشيح بوجهه و يتركهما واقفتين هناك .




" يا الهي , لم تكلم كل من تقابله و كأنها مذيع ؟ "

تساءل متذمرا و هو يتجه الى قسم القمصان .



أما الشابة فقد استدارت الى البائعة , التي اختفى الدم من وجهها , و حاولت تطييب خاطرها دون أن تفقد مرحها

" لا تهتمي سيدتي بما يقوله , هو طيب جدا في داخله , لكنه يتصرف هكذا فقط حينما يغضب هاهاها "

و بدأت بالضحك بصوت عال




"....."

أراد كريم أن يعود أدراجه , و يعلق هذه العلقة من ياقة قميصها على باب المحل ,

هي حتى لا تعرف اسمه , فكيف تتكلم عن تصرفاته و شخصيته بكل ثقة ؟




لكنه تجاهلها مجددا و أكمل ما جاء لفعله , اختار سريعا بضع أقمصة , باللون الأسود لونه المفضل ,
ثم اتجه الى غرفة القياس و هو يتمتم بتذمر

" علي أن أخرج من هنا في أقرب وقت , قبل أن تخبرها قصة حياتها ,

و أجد نفسي متزوجا و أبا لثلاثة أطفال "





أثناء ذلك لحقت به الفتاة , و بدأت هي الأخرى في تفحص الملابس المعروضة , محاولة ايجاد قطعة تناسب ذوقها ,

مرت بالفعل نصف ساعة , و لا أثر لكريم في المحل



" لم يبدو و كأنه يختبيء مني في غرفة التبديل ؟ "

سألت نفسها بتسلي , محاولة تخيل فراره المستحيل منها



لكنها سرعان ما نفضت الفكرة من رأسها , حينما أعجبت بأحد الأقمصة البيضاء بأزرار سوداء , بدا مناسبا جدا للبدلة التي يرتديها ذلك العملاق ,


بعد أن تأملته مليا , أخذته و انتظرت على باب غرفة القياس مطولا , منتظرة خروجه لاقتراحه عليه ,

و لكنه كان يأخذ وقته في قياس القمصان , التي اختارها واحدا تلو الآخر , محاولا ايجاد شيء يعجبه .





نفذ صبر الفتاة في الخارج , و فيم كان كريم يحاول أن يختار بين آخر قميصين ,

فتحت هي الباب و دخلت الغرفة دون استئذان , تحمل ما اختارته في يدها , و بمجرد أن لمحته صرخت في وجهه

" هل أنت سلحفاة ؟ لم أنت بطيء هكذا , أنت أكثر بطأ حتى من الفتيات ؟

لم تحتاج كل هذا الوقت لتغيير قميص ؟

ثم ذلك القميص الذي اخترته كئيب و بشع , خذ جرب هذا أفضل "





صدم كريم مما حصل للتو , لم يتوقع أن تقتحم عليه هذه المتهورة الغرفة , و تقول موشحا في تأنيبه كأنها والدته ,

و هو يقف هناك عاري الصدر , يحاول وضع قميصه أمامه , لاخفاء نفسه دون أن يفلح .



بعد أن أنهت الفتاة كلامها , وقعت عيناها على كتلة العضلات التي أمامها ,
جسم رياضي و كأنه نحت بسكين , بلون قمحي داكن مغر جدا , مع وشم كبير لنسر على الكتف اليسرى ,


و لكن ما لفت نظرها , كثرة آثار الجروح على صدره و كتفيه , كانت سحجات كثيرة بطول متفاوت , بلون أفتح من لون بشرته الأسمر و قد بدت قديمة .



أمالت الشابة رأسها الى الجانب , فغرت ثغرها و تاهت في وصلة تأملها , متناسية طبيعة المكان المتواجدة فيه ,

و حاول كريم اخفاء ارتباكه , بأن صرخ في وجهها بسخط

" أنت , هل جننت ؟ هاته غرفة تغيير الرجال "



كان الغضب يعلو ملامحه , صوته هادر و عيناه تطلقان شرارا , كما أن صدره يعلو و يهبط منذرا بحدوث الأسوء ,
فهو لم يشعر يوما بأن أحدهم يتحرش به كما يحصل الآن ,


انتبهت الفتاة أخيرا بسماع كلماته , و خرجت من تحديقها السافر على صوته المدوي ,



احمر وجهها حتى أصبح كحبة طماطم , و اتسعت عيناها عن آخرها , و قد أدركت الآن فقط ما الحماقة التي أقدمت على ارتكابها ,


وضعت يدها على عينيها بسرعة , و استدارت الى الجهة الأخرى , معطية ظهرها لكريم المصدوم ,



لكنها لم تغادر المكان , حيث أبقت يدها ممدودة ناحيته بالقميص الذي اختارته , مصممة على اقتراحها رغم الوضع المحرج ,



فما كان من كريم الا أن تقدم خطوتين , و أخذه منها بحركة فظة , حتى تعتقه و تعود أدراجها ,
تفاديا لحصول فضيحة هنا , قد تصل الى حد استدعاء الشرطة , للقبض عليهما بتهمة فعل فاضح .



و سارعت هي للاعتذار تفاديا لانتقامه

" أنا أنا آسفة لم أقصد , لا داعي للصراخ "

و خرجت مسرعة محاولة السيطرة على ارتباكها .





داخل الغرفة لم يصدق كريم ما حصل للتو

" هل هذه العلقة من النوع الذي يتحرش بالرجال بكل وقاحة ؟

يا الهي هذا أكثر نوع يكرهه من النساء ,

أو أنها فقط تتصرف بتهور مع الجميع ؟ "




تأفف كريم و لم يعرف فيما يجب أن يفكر , فتلك الفتاة أوقفت عقله عن العمل بأفعالها غير المتوقعة ,


أسرع و لبس القميص الذي أعطته اياه , و للمفاجأة كان مناسبا جدا , راقب نفسه لدقيقة في المرآة ,

و خرج بعدها سريعا من الغرفة , خشية أن تفعلها المتطفلة مجددا , حينها هو لن يمانع أن يقبض عليها , بتهمة الاخلال بالآداب و يسلمها للشرطة بنفسه .





آنذاك كانت الشابة في الخارج , تحاول التقاط أنفاسها و محو حرجها , من الموقف العفوي الذي حصل قبل قليل ,

كانت تقف تغرس رأسها بين الرفوف كنعامة , و تربت على خديها المتوردين بكفيها و هي تؤنب نفسها


" يا الهي سيعتقد أنني قليلة الحياء , و أحاول التحرش به علانية ,

كيف سأقنعه الآن أنني لم أقصد ما فهمه ؟ "





هدأت بعدها الفتاة من روعها , و حاولت التصرف بطريقة طبيعية , متفادية التحديق ناحية العاملة , التي كانت ترمقها بنظرات معبرة ,


بمجرد أن خرج كريم من غرفة القياس , اتجهت ناحيته مبدية اعجابها , و قد نسيت ما حصل قبل قليل , متجاهلة ملامح وجهه الساخطة


" واو يبدو رائعا عليك , كنت أعرف أن ذوقي مميز "

و بدأت بالابتسام له برقة مجددا




لم يعرف كريم ما الذي عليه فعله , سوى أنه أخذ نفسا عميقا , و تجاهل ما حصل هو الآخر ,

لن يناله الا الاحراج اذا فتح الموضوع مجددا معها , و قد يضربها فعلا هذه المرة , الا أن ذلك لم يمنعه من ارسال نظرات قاتلة ناحيتها .



دنت منهما العاملة مجددا , و أثنت على الاختيار الموفق

" فعلا آنستي القميص رائع و مناسب , أهنئك على ذوقك الرفيع "



لم يرد كريم بكلمة , رغم أنه كان يرغب أن يوضح أن جسمه الرياضي و المثالي , هو من يجعل القميص مناسبا و ليس العكس ,
و لكنه لزم الصمت , لا يريد أن ينجر الى ثرثرة النساء .




ترك بعدها الفتاة واقفة مكانها ككل مرة , و اتجه الى عامل الحسابات و هي تحاول اللحاق به ,

بمجرد أن وقفوا أمامه , أخرجت بطاقة ائتمانها لدفع ثمن القميص , و لكن كريم كان سباقا ,
نحى يدها جانبا واضعا بطاقة ائتمانه مكانها




نظرت اليه الفتاة باستغراب

" ألم أقل أنني سأدفع ثمنه ؟ "

كانت تهمس حتى لا يسمعها العامل تجادله , و تحاول أن تقف على رؤوس أصابعها حتى تطال أذنه ,
متفادية احراجه باكتشاف الأمر من طرف الشاب .



حدق كريم قليلا الى ملامحها , و هو يميل الى الخلف , لا يبدو بأنها كانت تمزح حينما عرضت تعويضه ,

و أجابها بنفس درجة الهمس

" لا , قلتي لنشتري قميصا , و ليس لأشتري قميصا , هناك فرق "


ستكون حالمة ان اعتقدت أن كريم الجندي , سيسمح لامرأة بدفع ثمن ما يلبسه .




عبست الفتاة باستنكار , ثم دنت منه أكثر و وشوشت له بحنق

" من أين لك بهذه البطاقة ؟ "



رفع كريم حاجبيه باستغراب

" لم تستجوبه هذه العلقة و كأنها زوجته ؟ "

ثم أفحمها مباشرة بكلماته الحادة

" ما شأنك أنت ؟ هل تريدين أن أقدم لك تقريرا ؟ "



شعرت الفتاة بالاحراج , هي لم تقصد التدخل في أموره , و لكن استغربت أن يملك سائق مثله , بطاقة ائتمان ثمينة كتلك , لكنها التزمت الصمت قبل أن تضيف

" حسنا بما أنك لم تدعني أدفع ثمنه , فأنا أدين لك دائما ,

ما رأيك أن أدعوك على الغداء ؟ "





كان العامل قد أنهى اجراء السحب من البطاقة , و أعادها لكريم الذي بدأ صبره ينفذ

" اسمعي آنستي , أنا لا أريد شيئا منك , اعتبري أنني لم أفعل شيئا , و أننا لم نلتق يوما ,

و أنا أعدك أنني لن أساعد أحدا مجددا , من فضلك فقط غادري دعيني و شأني "

قال مشيرا بيده لها لصرفها من أمامه





"....."

كانا يقفان في مدخل المحل , و كان كلام كريم قاسيا و نبرته حادة , محاولا التخلص منها بأية طريقة ,


عبست الفتاة و لمعت عيناها , و كأنها على وشك البكاء بسبب غلظته , و لكنها اكتفت بالتحديق اليه بعتاب دون رد .



لكن كريم فعلا لا يفهم , لم تتصرف هذه الطفلة الباكية معه بكل أريحية , و كأنها تعرفه منذ سنوات , و هو حتى لا يعرف ما اسمها ؟

ألا يجب أن تهابه و تخاف منه و لو قليلا , على الأقل هذا ما يفعله الآخرون , فلم تصر على الالتصاق به كعلكة ؟



حاول تبرير تصرفه الخشن معها , لكن برؤية ملامحها الحزينة , لان قلبه لأول مرة في حياته , و شعر بتأنيب الضمير لأنه صرخ في وجهها ,


لذلك تمالك نفسه و هو يردد

" يا صبر "


و حاول اصلاح الموقف بطريقته

" حسنا أنا آسف , شكرا لكرمك لكن لدي بالفعل عمل مهم , و أنا مدعو على الغداء بعد قليل ,

أعتذر لا أستطيع مرافقتك "





هزت الفتاة رأسها باستسلام , و كأنها قبلت رفضه , و أجابته بنبرة بثت الشفقة في قلبه

" حسنا كما تريد , الى اللقاء "

و استدارت مغادرة بكل هدوء , دون أن تضيف شيئا .



لم يفهم كريم ما ردة الفعل هذه , توقع أن تصر أكثر و تستمر في الثرثرة و المشاغبة , الا أنها استسلمت سريعا ,

لا ينكر أنه شعر باحباط غريب من تصرفها , لكنه كان ممتنا لأنها تركته و شأنه أخيرا .





نظر كريم الى ساعته , كانت تشير الى العاشرة و النصف , لم يتبق الا نصف ساعة على موعده مع الخبير ,

لذلك قرر أن يقصد المطعم مباشرة , حيث لم يكن المكان بعيدا , فقط عشرون دقيقة مشيا ,

بمجرد أن دخل وجد الرجل ينتظره , سلم عليه سريعا و جلس الاثنان لمناقشة ما جاءا من أجله ,

بعد تحدثهما لبعض الوقت أتى النادل و دون طلبهما .





استأذن كريم بعدها للذهاب الى الحمام لغسل يديه , لكنه ما أن قام من مكانه أخذ صدمة عمره ,
فقد لمح المتطفلة تجلس الى طاولة في ركن المطعم ,

و بمجرد أن نظر ناحيتها , لوحت له بيدها مع ابتسامة عريضة .



اندهش كريم من وجودها هناك , هو حتى لم يشعر بها تتبعه , فكيف وصلت الى هنا ؟

ألم تقل أنها موافقة على تركه و شأنه , أو أنها صمتت سابقا فقط , لأنها كانت تخطط للحاق به ؟

و هو الذي استغرب كيف أنها استغنت عن ثرثرتها المزعجة فجأة ؟





" يبدو أنها قرادة و ليست مجرد علقة "

علق كريم على التصاقها به , ثم اتجه مباشرة ناحيتها , وقف أمام طاولتها و زجرها

" أنت ماذا تفعلين هنا ؟ هل تتجسسين علي الآن ؟ "




ردت الفتاة بارتباك ملوحة بيديها أمامها , محاولة نفي تهمة التجسس عنها

" لا لا , أنا فقط كنت جائعة , و أردت أن آكل هنا ,

ثم فكرت أنك اذا أنهيت لقاءك باكرا , قد أدعوك على التحلية "

و بلعت ريقها بتوتر , و قد أدركت أن الأمر أزعجه





لم يقل كريم شيئا لأنه أصلا لا يأكل الحلوى , و لكنه لم يرفض لأنه خشي أن تتبعه مجددا لاحقا

" على العموم هذا مكان عام , بامكانك البقاء اذا شئت ,

و لكن لا أعدك أن أقبل دعوتك , قد لا أنتهي قبل المساء "

قال بحدة لدفعها الى اليأس و المغادرة , و هو يخطط لابقائها هنا الى المساء , سيرى ان كانت ستتحمل .




هو لا يريد اعطاءها أية فرصة لأن الأمر قد يتطور , و قد تطلب لاحقا الذهاب معه الى السينما أو الى أي مكان آخر ,

أو ربما تطلب مرافقته الى شقته ؟

من يدري بم يفكر هذا الرأس الصغير , الذي تحمله تحت شلال الشعر الأسود ؟ .









عدنا و العود أحمد

😍💞💞



........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-20, 07:08 PM   #318

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الساموراي مشاهدة المشاركة
هل سيكون هنا فصل جديد؟؟؟
مشتاقة لاحداثها رغم انه لم يمر وقت على اخر فصل





شكرا على المتابعة و الاهتمام 💖💖💖
نزلت لتوي الفصل الجديد احب اسمع الاراء 😉


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-20, 07:11 PM   #319

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اذا اجازة من ملك و علي و جنونهما و بارت جديد لكريم و علقته المترصدة 😉⁦☺️⁩
رأيكم في العلاقة بينهما و كيف ستكون التطورات 💞💞💞
شكرا على دعمكم و ترقبكم سأحاول الانتظام اكثر 😘😘🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-20, 09:42 PM   #320

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي



البارت الثالث و الستون الحسناء النائمة 💞




وقف كريم يحدق ناحية الشابة بنظرة متوعدة لدقائق , ثم عاد أدراجه الى طاولته بوجه مستاء ,
تعمد بعدها أن يتجاهلها معطيا ظهره لها , لعلها تسأم و تغادر لتريحه ,


إلا أن الفتاة لزمت مكانها و طلبت الأكل بالفعل , و جلست تتناوله وحدها بكل هدوء .




تناول الرجلان طعامهما على مهل , مستمرين بمناقشة مسألة الخبرة للموقع السكني , و يدونان الملاحظات بدقة آخذين كل وقتهما ,

بعد مرور أكثر من ساعتين , بدأ الرجل الجالس قبالة كريم ، بالتحديق باتجاه طاولة الفتاة و هو يقطب جبينه .




لاحظ كريم الأمر و لكنه تجاهله , فأكيد هي تقوم ببعض الحركات البهلوانية لجلب انتباهه , و هو لن يمنحها ما تبحث عنه ,

لكن الرجل فاجأه و تكلم أخيرا مشيرا الى الخلف

" سيد كريم , الفتاة التي كلمتها قبل قليل "



قاطعه كريم بتذمر واضح , دون أن ينظر ناحيتها

" ما بها ؟ "



أجاب الرجل و هو يشير إليها برأسه

" أعتقد أن أحدهم يزعجها "




بمجرد أن سمع ما قاله , استدار كريم فورا ناحيتها , لكنه لم يتوقع ما رآه ,


فقد كانت الفتاة غارقة في النوم , متكئة على الحائط الذي خلفها , رأسها تتدلى على صدرها باعياء , و شعرها يغطي نصف وجهها ,


و الى طاولتها يجلس شابين غريبين , أحدهما يحتل الكرسي الى جانبها و الآخر مقابلها ,

و هذين الشابين بالذات , كانا يجلسان في أقصى طاولة على اليمين , و كانت معهما شابتين قبل نصف ساعة ,


طبعا عادة مسح المكان الذي يتواجد فيه , لم تغب عن كريم لثانية منذ ترك عمله ,
هو بامكانه أن يعطيك تفاصيل دقيقة جدا , عن مكان دخله لخمس دقائق , كاحدى مهارات القوات الخاصة التي اكتسبها ,


و هو متأكد أنها لم تكن برفقتهما ، متى انتقلا إلى هناك هو لا فكرة لديه , فقد كان غارقا في حواره مع الرجل .





كان الشابان يتهامسان بينهما , و يحدقان ناحية الشابة بنظرات خبيثة ,

بعدها بدأ الجالس بجانبها في النفخ على وجهها بخفة , و لمس خصلة من شعرها , و صديقه يقهقه كرجل مخبول ,

أما هي فقد كانت تحرك رأسها قليلا , لتلافي الازعاج ثم تعود الى نومها مجددا ,
و كأنها دخلت غيبوبة جعلت كريم يستغرب من الأمر .

كان واضحا أنهما يحاولان التحرش بها , طبعا فمن ينام في مكان عام هكذا ؟





غلى الدم في عروق كريم و احتقن وجهه , صر على أسنانه بغيظ و عقد قبضته


" عن اذنك "

خاطب الرجل الذي يرافقه , دون حتى أن ينظر الى وجهه , و قام من مكانه مسرعا , و كأن نارا شبت في ملابسه .





بعد بضعة خطوات كان كريم يقف أمام طاولتها مباشرة , و دون أن يعطي المتحرشين أية فرصة ,

أمسك كرسي الشاب الذي يجلس مقابلها , و أماله فجأة بطريقة عنيفة ,
فسقط من فوقه و كانت وقعته مؤلمة , و حدق ناحية كريم بعينين غاضبتين ,


أما الذي بجانبها فبمجرد أن رأى ما حصل لصاحبه , حتى نهض من مكانه محاولا الاستفسار , من الرجل الذي يحاول افساد مرحهما ,
و قد بدت ملامحه متجهمة بقدر صديقه ,


لكنه بمجرد أن استقام و تحرى الوضع , لم يجرؤ على قول كلمة واحدة , و قد بدا كقزم أمام كريم , بطوله الفارع و كتفيه العريضين , و اكتفى ببلع ريقه و قد اتسعت عيناه .




كان وجه كريم يعلوه السخط بطريقة مخيفة , لكنه اكتفى بتحريك رقبته يمينا و يسارا ,
محدثا طقطقة عالية تنم عن غضبه و تشنج أعصابه ,


و لم يحتج أكثر من وضع يده على كرسي الشابة , و الوقوف أمامها معلنا أنها تحت عنايته ,
حتى قفز الشابين من أمامه بارتباك , و غادرا راكضين الى خارج المحل ,

متفاديين معركة غير متكافئة مع هذا العملاق , الذي بدا في عينيه استعداده لسحقهما .






" سيدي هل هناك مشكلة ؟ "

تقدم أخيرا أحد الندل من كريم , بعدما جذب الموقف انتباهه

" لا شيء "

اكتفى كريم بصرفه ببرود ,



حدق بعدها مليا في وجه المتهورة التي تورط معها , ليلاحظ أنها تضع سماعات هاتفها في أذنيها ,
و قد استوعب للتو سبب عدم استفاقتها لحد الآن ,


عاد بعدها الى هدوئه السابق , قصد طاولته و اعتذر من الخبير , الذي تفهم الوضع و أنهى النقاش سريعا .



دفع كريم الحساب ودع الرجل , و عاد للجلوس الى طاولة العلقة , و قد قرر ألا يغادر حتى يجعلها تتخلى عن مطاردته , حتى لو اضطر للصراخ في وجهها ,


جلس كريم مقابلها بكل صبر , منتظرا أن تستيقظ من سباتها

" يا إلهي , هل تعتقد أنها الحسناء النائمة , و تنتظر قبلة الأمير لتستيقظ ؟ "

قال كريم باستياء يراقب ملامحها المستكينة , و لكنه لزم مكانه بكل هدوء ,



شغل بعدها نفسه بالتقليب في هاتفه , و القاء نظرة من وقت الى آخر على وجهها ,
مانحا اياها كل الوقت الذي تحتاجه للاستيقاظ .




بعد ربع ساعة فتحت الفتاة عينيها , و تفاجأت بوجود كريم أمامها , و الذي كان يحدق اليها بكل تركيز ,
كانت نظرته باردة و كأنه يوشك على قتلها ,


أغلقت فمها الذي كانت تفتحه و هي نائمة , اعتدلت في جلستها سريعا , و هي تحاول تعديل شعرها و قميصها ,


و قبل أن تقول أية كلمة , انتبهت الى الرجل الجالس قبالتها , و هو يمد لها يده بمنديل ورقي ,
مشيرا الى خط اللعاب الذي أغرق وجنتها .



شعرت الفتاة بحرج شديد , فمن هي المرأة اللائقة التي تنام في مكان عام , بفم مفتوح و يسيل لعابها كطفل صغير ؟


لكنها أخفت ارتباكها و تناولت المنديل من يده , و همست شكرا قبل أن تحمر وجنتاها خجلا من وضعها ,
أكيد هو الآن يفكر أنها مجرد فتاة مستهترة لتنام هكذا .




بعد بضع لحظات تمالكت نفسها , و وجدت صوتها الرقيق أخيرا

" آسفة قضيت الليلة بالمستشفى مع صديقتي ندى , و لم أحظ بقسط وافر من النوم ,

هل أنهيت عملك ؟ "



اكتفى كريم بهز رأسه ردا على كلامها , و هو لا يعرف حتى لم تخبره بهذا الأمر الذي لا يهمه ؟

لم تبدو مرتاحة جدا أمامه , أو أنها تثق في كل غريب تقابله كالبلهاء , و تثرثر مع الجميع دون استثناء ؟

تضايق كريم بالتفكير في الأمر , و هو لا يعلم حتى لماذا .





أمام صمته المطبق ملامحه المتجمدة , و عينيه اللتين تحدقان بها بتركيز ,
كسرت الفتاة الجو المريب , ابتسمت بدفء له كما تفعل كل مرة , و مدت يدها الصغيرة ناحيته

" بالمناسبة لم نتعرف , أنا أسيل "




نقل كريم نظرته من وجهها الى يدها الممدودة , و حدق لبعض الوقت متسائلا , إن كان عليه أن يخبرها اسمه أو لا ,

فبالنسبة له ليس من السهل السماح لأي كان , تجاوز حدود المعرفة معه في وقت قصير , هو لا يحتاج أن يتعرف على الآخرين حتى يتعامل معهم ,

بعضهم احتاج أعواما و لم يعرف حتى اسمه , و هي تطارده منذ ساعتين و تريد التعرف عليه .




شعرت أسيل بالحرج للمرة المائة بسبب تسرعها , و قبل أن تسحب يدها منهية الموقف السخيف , مد كريم يده الضخمة و تمسك بها

" كريم "



عرف عن نفسه باقتضاب و سلم عليها ببرود , بعد أن فكر و لم يجد مانعا في الأمر ,

في النهاية هي ابنة السيد سالم , و الرجل صار شريكهم , أكيد ستأتي فرصة لاحقا للتعرف عليها .





ابتسمت أسيل بدفء و حركت يدها , التي كان كريم يغلفها بيده الكبيرة الباردة

" أوه , تشرفت سيد كريم "




شعر كريم بالدفء يتسلل من يدها الى يده , رغم صغر حجمها الا أنها ناعمة جدا و دافئة ,
و لكنه سارع بسحبها و أشار لها بشبه احراج

" أين التحلية ؟ أريد المغادرة "


قال مذكرا اياها بدعوتها , و محاولا اخفاء ارتباكه الغريب , بعدما تسارعت نبضاته و تشنجت عضلاته فجأة ,

فهو لم يسبق أن سمح لأحد , بأن يحتك به جسديا خاصة النساء ,
و لكن هذه العلقة لحوحة لدرجة الجنون , و رد فعل جسمه على ابتسامتها و لمستها بدأ يزعجه .





" آه أكيد , أنا آسفة "

انتبهت أسيل و طلبت النادل مباشرة , بعد حضوره أشارت الى كريم ليطلب ما يريد ,
لكنه هز رأسه ناحيتها لتطلب كما تشاء , فهو لن يأكل في كل الأحوال .




" كعكتي شوكولا و كأسي عصير برتقال طبيعي من فضلك "

طلبت أسيل بكل تهذيب و بحماس ظاهر , دون أن تنسى ابتسامتها الجميلة التي تظهر غمازتيها , و كأنهما تستعرضهما بفخر كبير .



حدق كريم اليها بشرود , و علق بينه و بين نفسه

" تبدو سعيدة جدا فهي تبتسم باستمرار , و عيناها تشعان تفاؤلا طوال الوقت ,
أكيد عائلتها تلفها في القطن و الحرير , و لم يسبق لها أن واجهت أية مصاعب ,

أراهن أنها تعيش في عالم الأحلام الزهري , و تعتقد أن السماء يمكن أن تمطر غزل بنات "



لطالما استفز كريم بهذا النوع من الناس , الذين لا يعانون في حياتهم من أية عوائق , فهم أكثر استهتارا و سخافة , و لا يقدرون شيئا في الحياة ,

لكنه لسبب ما يشعر أن لمعة البهجة , في عيني هذه العلقة مزيفة , و أنها ترتديها كقناع لأمر أكثر سوءا لا يستطيع استبيانه .




سرح كريم بتفكيره الى أن استفاق على الشابة تكلمه , بعد انصراف النادل لجلب الطلبات

" عن اذنك سأقصد الحمام "


" احمم "

تنحنح كريم بارتباك لم تلاحظه أسيل , هز رأسه موافقا و قرر البقاء مكانه منتظرا عودتها ,
دون أن يفهم لم يجاريها كطفل مطيع و ينفذ طلباتها ,



فقد كان بامكانه المغادرة فعلا , دون أن تعترض طريقه , لكنه بقي دون سبب عقلاني واحد , و قد أدرك أنه كسر عدة قواعد منذ تعرف عليها

" الدخول في جدال عقيم مع شخص باك ,

الامتثال لأوامر شخص آخر , و السماح له بركوب سيارته , و الامتناع عن ضربه رغم استفزازه ,

التدخل فيما لا يعنيه بالدخول في عراك بسببها ,

و الجلوس بكل هدوء منتظرا كعكة الشوكولا التي لا يحبها ,

و الأسوء مراعاة خاطرها حتى لا تحزن , و كأن أمرها يهمه في سابقة هي الأولى من نوعها "





" أستغفر الله العظيم "

تنهد كريم و حك رقبته بتشوش كبير , و هو يحدق في الأرجاء بانزعاج ,

مفكرا أنه سيكون في موقف محرج جدا , اذا رآه أحد معارفه يرافق طفلة بعمر ابنته , فهذه المدعوة أسيل تبدو صغيرة جدا بالنسبة له


" يا الهي هو حتى لا يرافق النساء الناضجات , رغم العروض الكثيرة التي ترده من الوسط الذي يعمل فيه "



لذلك قرر كريم أن يغادر مباشرة بعد قدومها , بعد أن يفهمها أنه لن يسمح لها مجددا باعتراض طريقه .






في الحمام اغتسلت أسيل , و رتبت شعرها و ملابسها , و فيما هي تراقب ملامحها للمرة الأخيرة في المرآة ,
قاطعتها امرأة مسنة كانت في الداخل , و قدمت الى الحوض لغسل يديها

" ذلك الرجل الذي معك لديه هيبته فعلا ,

هل هو خطيبك أم أنكما لا تزالان في فترة التعارف ؟ "




لم تفهم أسيل ما الذي تقصده المرأة , و لا سبب تطفلها المفاجئ , فالرجل جلس أمامها قبل دقائق فقط , و هي تريد ربطهما بعلاقة ,


لكنها لم ترد أن تكون قليلة التهذيب , و أجابتها بلباقتها المميزة

" لا سيدتي , نحن مجرد أصدقاء و معارف "

لن تخبرها أنها تعرفت على اسمه قبل ثانيتين فقط .





" فعلا ؟ أوه مما فعله مع الأرعنين اعتقدت أنه حبيبك ,
بمجرد أن زجرهما حتى غادرا كفأرين هاربين "

الآن شعرت أسيل بالتشوش أكثر , عما تتحدث هذه المرأة بالضبط ؟



" عفوا لا أفهم "

سألت بهدوء و أجابتها المرأة بحماس كبير

" آه لم يخبرك اذا ؟ كم هو مهذب ذلك الشاب الوسيم "

حدثت نفسها بنبرة حالمة كمراهقة مغرمة و استرسلت

" هناك حينما كنت تغفين , حاول شابين التحرش بك و استفزني الأمر كثيرا ,

و في الحقيقة استدعيت أنا و زوجي النادل للشكوى , و لكن حبيبك الأسمر ذاك كان قد أرعبهما حد الموت ,

يا الهي لم يحتج لأكثر من نظراته المخيفة ليفرا من أمامه "





ثم ضحكت بصوت عال , أمام نظرة أسيل المتفاجئة , و استمرت في تطفلها بعد ان دنت منها و هي تهمس لها

" نصيحة مني لا تتركيه يفلت من يديك , ليس هناك أروع من الرجل الغيور المتملك ,

حسنا دون أن أنسى الهيبة و العضلات المفتولة , و كلام العيون بكل رصانة و وجاهة ,

يذكرني بزوجي حينما كان شابا , آآه "



كانت المرأة تثرثر دون انقطاع , أما أسيل فكانت تنظر إليها بدهشة , و وجهها يزداد احمرارا من كلامها ,

هي لم تعرف ما الذي حصل قبل جلوسه , و هو لم يقل شيئا أمامها , لكن واضح أنها نجت من حادثة تحرش ,



رغم شعور أسيل بالاحراج من الموقف , الا أنها شعرت بالراحة , فيبدو بأن ذلك الهرقل يخفي تحت ملامحه الباردة , قلبا طيبا و شهامة , هي حدسها لا يكذب أبدا ,

رغم أنه يحاول أن يظهر بمظهر المخيف حتى يهابه الآخرون , لكنها تشعر لسبب ما أنه لن يؤذيها , و أن كل ذلك مجرد قناع .






ابتسمت أسيل مجددا للمرأة , غادرت الحمام متجهة الى الحسابات , و دفعت ثمن ما طلبته مقدما ,
هي تعلم أنه لن يسمح لها بالدفع لاحقا , تماما كما حصل في المحل , و هي لن تدعه يصرف أكثر بسببها .



عادت بعدها و جلست بكل هدوء في مكانها , حيث كان النادل قد وضع الطلبات , و كان كريم يحدق في الكعكة أمامه , و كأنه على وشك قتلها .




"...."

استغربت أسيل ملامحه قليلا , لكنها تجاهلت الوضع بمرحها المعتاد , و بدأت في التهام ما أمامها بشغف كبير ,

دون أن تنسى أن تفتح حوارا , مع الرجل الجالس قبالتها كتمثال صخري لا يتحرك ,



كانت أسيل تخرج من موضوع لتدخل في آخر , عن الدراسة و الطعام و السفر , و عن مواقف مضحكة كثيرة قابلتها ,


كانت عيناها البندقيتان تتسعان كلما تحدثت عن شيء مبهج , و هي تشير بيديها في كل مكان , لتشرح له بالتفصيل الممل كل ما يجول ببالها ,


كانت و كأنها دخلت في عالم خاص , مع الكثير من الألوان و الألعاب النارية , تحت أنظار الرجل المنبهر , من قدرتها على التوفيق بين الكلام دون انقطاع , الاشارة الضحك و الأكل في نفس الوقت ,



و الأسوء هو التهامها الطعام بنهم , دون أدنى اهتمام لرأي من أمامها ,

و دون أن تلقي بالا لأي شيء غير استمتاعها , حتى أنها كانت تلطخ شاربها بأثر الشوكولا ,
و اضطر للاشارة لها مرتين حتى تنظفه ,


لكنها كانت تفعل ذلك بمنتهى التلقائية و تشكره , شيء لم يره سابقا مع أية امرأة .




فيما أنهت أسيل أكلها , و بدأت في ارتشاف العصير , لم يكن كريم قد لمس الكعكة التي أمامه ,
و اكتفى بالتحديق الى الفقرة المسلية أمامه طوال الوقت ,


بقي صامتا ينتظر أن تنتقل الى المرحلة التالية , أكيد هي ستطلب منه أمورا أخرى ,


لا يعقل أنها تكبدت هذا العناء فقط من أجل دعوته , و لا يعقل أن تثرثر أمامه بهذه الطريقة دون هدف آخر ,


هذا ما تعلمه من مراقبة كل تلك النسوة , اللواتي يدرن حول علي في كل مناسبة , صحيح لا واحدة منهن تجرأت و دنت منه شخصيا ,

لكن علي يعتبر ماركة مسجلة في اجتذاب الحسناوات , و هن لا يتوانين عن القيام بأية حماقة لينلن انتباهه ,


و أكيد هذه العلقة ليست مختلفة , و هو يريد هاته الفرصة , حتى يفحمها و يحرجها و يعرفها حجمها , حتى لا تعود للبحث عنه مجددا .





صمتت أسيل قليلا آخذة فاصلا , و قد لاحظت شرود الرجل الجالس أمامها ,
ضمت شفتيها بتردد ثم جمعت بعض الشجاعة , و قررت أن تسأله حتى ترضي فضولها

" اححمم ، هل يمكنني أن أسألك شيئا ؟ "




رفع كريم حاجبه و كأنه توقع الأمر , لكنه هز رأسه بالموافقة ببطء دون أن يقول شيئا ,
كان فضوليا هو الآخر لسماع طلباتها ,


لكنها فاجأته بسؤالها الهامس

" تلك الجروح التي رأيتها في المحل ... "

نظر اليها كريم بحدة و تأهب , كانت نظرته مخيفة و كأنه يزجرها .



ارتجف قلب أسيل و صمتت مبتلعة كلماتها , و قد اكتشفت متأخرة أنها تخطت حدودها , و دخلت منطقة محظورة لتوقظ الوحش النائم ,

فبالنسبة لكريم الحديث عن حياته الشخصية طابو , لا يسمح لأحد بالتدخل فيها و لا حتى علي ,

فمن تظن هذه الطفلة نفسها , حتى تسأله أمرا خاصا جدا كهذا ؟




أراد أن يصرخ في وجهها لينهرها , لكنه تمالك نفسه في آخر لحظة و لم يرد ارعابها ,

و اكتفى بضم قبضته التي يضعها على الطاولة بغضب واضح , ثم نهض مباشرة من على كرسيه محدثا صوتا أجفلها .



حدقت اليه أسيل بنظرات متأسفة , و لكنها لم تجد ما تقوله و قد فات الآوان .



" عن اذنك "

قال كريم بصوت غاضب و اتجه الى الحمام , لاحقته أسيل بعينيها المعتذرتين حتى اختفى , دون أن ينظر ناحيتها
و لامت بعدها نفسها بشدة

" غبية ما دخلك أنت ؟

لم تحبين احراج نفسك ؟ "





قاطعها صوت رنين الهاتف و سارعت للرد

" مرحبا ندى , أجل أنا في طريقي ,

حسنا حسنا لا تتوتري , سأكون هناك بعد نصف ساعة "



أنهت أسيل المكالمة بتنهيدة , و نهضت من مكانها قصد المغادرة ,

فكريم تأخر كثيرا في الحمام , و هي لن تستغرب إن هو غادر دون توديعها , له كل الحق فهي أزعجته كفاية ليوم واحد .



لكن كريم عاد بعد ربع ساعة الى الطاولة , التي كانت فارغة دون أي أثر للعلقة , بعدما أقنع نفسه مجددا ألا يغادر و يتركها ,


راقب كريم الأرجاء محاولا ايجادها , و متوقعا وقوعها في مصيبة أخرى أثناء غيابه , و التي أصبحت سمتها المميزة ,

لكنه فوجئ بأحد الندل يدنو منه , يقدم له ورقة و يخاطبه

" تفضل سيدي , تركتها الآنسة التي كانت هنا من أجلك "



حدق كريم باستغراب في وجه الشاب , ثم أخذ الورقة من يده و فتحها , ليمرر عينيه على الكلمات التي كتبت بكل عناية

" آسفة أيها الرجل التمثال لم أقصد التطفل , أردت فقط أن أعرف إن كانت تؤلم ,

علي المغادرة بسبب أمر طارئ , رجاءا لا تغضب مني و شكرا لأنك قبلت دعوتي "

مع وجه ضاحك في ذيل الورقة




نظر كريم إلى النادل الذي لا يزال يقف أمامه و سأله بتشوش

" أين ذهبت ؟ "

أشار الشاب الى النافذة الزجاجية الكبيرة , التي تطل على الشارع الرئيسي



ألقى كريم نظرة في الاتجاه , و رآها تقف على جانب الرصيف , تحاول ايقاف سيارة أجرة ,

كانت تنظر يمينا و يسارا بتوتر , محاولة السيطرة على خصلات شعرها التي تداعبها الرياح ,


بمجرد أن لمحته يحدق ناحيتها من خلف الزجاج , حتى ابتسمت له ابتسامة عريضة ,
و لوحت ناحيته بيدها كأنها تودعه , تماما كطفل يودع والدته , و هو ذاهب الى المدرسة ,



لم يفهم كريم ما الذي جال في خاطره لحظتها , لكنه شعر بدفء غريب يلف قلبه أمام ابتسامتها ,

ثم ببرودة مفاجئة بمجرد أن فتحت باب السيارة و ركبتها , و كأنه فقد شيئا مهما للتو بمجرد ابتعادها .





حك كريم جبينه بانزعاج و كلم النادل

" أحضر الحساب لو سمحت "

رد الشاب بابتسامة

" الآنسة دفعت الحساب مسبقا , و أوصتني أن أجعلك تأكل كعكتك "



نظر اليه كريم بحدة جعلته يجفل , و حاول الا نصراف هاربا لكنه بادره

" انتظر "

ثم أضاف و هو يحدق في قطعة الحلوى

" احححمم , لفها لي لو سمحت "




استأذن النادل ليقوم بما طلبه كريم , تاركا الرجل غارقا في تفكيره

" هل هذا كل شيء ؟ ألم تكن تريد أمورا أخرى ؟

يعني هي تعلقت بي كقطة منذ الصباح , و تحملت معاملتي الخشنة معها و كل ما قلته ,

فقط لتجعلني آكل هذه الحلوى ؟ "





شعر كريم بالاستياء من نفسه , بسبب سوء ظنه بالفتاة ,
هو اعتقد أنها ستصر على أن يرافقها للسهر و التعرف مثلا , و هو أراد اعطاءها درس عمرها


و لكنها غادرت هكذا بكل بساطة , و لم تطلب حتى رقم هاتفه , أو تحدد معه موعدا لاحقا ,


هو يعلم أنه متشكك لدرجة كبيرة لدرجة الوسواس , و يسيء الظن بالجميع , و لكن ليس بيده حيلة ,


فكل من حاول التقرب منه دون استثناء , كان يريد شيئا إن لم يكن منه فمن علي ,
لدرجة أنه صار لا يأتمن أحدا أبدا ,

لكن كان عليه افتراض حسن النية مع أسيل , و معاملتها بطريقة أفضل قليلا , فلم تبد شخصا مستغلا من الأساس .






عاد كريم الى شقته , غير ملابسه الى بدلة رياضية , قصد بعدها المطبخ من أجل زجاجة ماء ,

و لكن نظره وقع مجددا على قطعة الحلوى , الموضوعة في علبة بلاستيكية شفافة و معها البطاقة ,


حدق إليها لدقائق ثم تنهد بعمق , و هو يسترجع ما حدث معه طوال اليوم ,
أخذ نفسا عميقا و مد يده ليضعها بالمجمد , و هو حتى لا يفهم لم أحضرها هنا ,
و لا حتى لم يصر على الاحتفاظ بها ؟



لكنه لم يستطع رميها باهمال لم يطاوعه قلبه , بعد أن اشترتها تلك العلقة من أجله بكل ود , شيء لم يفعله أحد معه في حياته .



تخلص كريم من الأفكار التي تراوده منذ وصوله , و من صورة تلك العلقة و هي تبتسم و تشاور له ,

و قصد قاعة الرياضة من أجل جولة ملاكمة مع كيسه الرملي , عله يملأ الفراغ الكئيب الذي شعر به فجأة .

.
.
.



في البيت كانت ملك تحاول منذ نصف ساعة , إقناع مريم بالتمارين لكنها ترفض كالعادة

" سيدة مريم من فضلك "


" نادني مريم فقط "

قاطعتها باستياء و حاولت ملك مجددا مكررة كلماتها

" طيب مريم , أعرف أن التمارين مزعجة , لكنها لازمة حتى لا تضمر العضلات , إضافة الى أنها تجنبنا حدوث تقرحات "



هزت مريم كتفيها بعناد

" لا أريد , أنا هكذا جيدة "


تنهدت ملك و اقترحت مجددا

" ما رأيك أن نقوم بها , في الماء الفاتر أثناء الاستحمام "


" لا , جربتها سابقا و لم تعجبني , أعطني الدواء فقط , أريد أن أنام "




احتجت ملك و قد بدا على وجهها الانزعاج

" و لكنها العاشرة صباحا و قد استيقظت للتو , لن أسمح لك أن تعودي للنوم مجددا ,

هذا ليس جيدا لصحتك "




تدخلت سارة التي تراقب الموقف منذ البداية , و هي سعيدة لأن مريم تصعب الأمر على ملك

" أخبرتك أنها لا تريد , فلم تصرين ؟ "



نظرت ملك بحدة ناحية سارة , لأول مرة منذ تعارفهما , و أشارت اليها للخروج الى الرواق ,
لا تريد جدالها أمام مريم , و إلا زاد عنادها و تمردها




بمجرد ان ابتعدتا عن باب الغرفة , بادرتها ملك بنبرة محذرة

" آنسة سارة أنا أعلم ما يجب فعله , و لكنني لست هنا لأنفذ فقط ما تريده , و إلا ليس لوجودي معنى "



ابتسمت سارة بخبث , و ردت عليها بلهجة صارت تستفز ملك في كل مرة

" و لكن أليس من الجيد أن ترفض ؟ "



حدقت فيها ملك بتحذير مجددا و نهرتها

" لا ليس من الجيد أن ترفض , و سأجد طريقة لاقناعها ,

و لا داعي لأن تذهب أفكارك بعيدا "




ملك تفهم جيدا ما ترمي اليه سارة , ليست المرة الأولى التي تلمح فيها , إلى أن ازاحة مريم ستجعل منها سيدة البيت , و يخلو لها الجو مع علي ,
و لكن ما أغفلته أن ملك نفسها لا تريد ذلك .




برؤية إصرار ملك أضافت سارة مبتعدة عن الموضوع

" لكن السيد لا يعجبه أن يجبرها أحد , على فعل ما لا تريد و لا حتى د .جلال ,

ألا يكفي أنك غيرت كل البرنامج ؟ "



استنفذت ملك صبرها , من تدخل سارة في كل صغيرة و كبيرة , بطريقة مزعجة و انهزامية و أجابتها

" آنسة سارة أعتقد أنني الطبيبة هنا , و لدي كل الصلاحيات لاتخاذ القرارات ,

السيد و الطبيب من قررا ذلك و أمامك , أو تريدين أن نتصل بهما مجددا لتأكيد الأمر ؟ "





جفلت سارة من تهديد ملك المبطن و اختفت ابتسامتها , شعرت بالارتباك لأنها تعلم جيدا , أنها فقدت الكثير من مكانتها مؤخرا مع علي و جلال ,
و هي الآن في موقف ضعف

إن اشتكت ملك منها و من تصرفاتها , لن يوقفهم شيء عن استبدالها , لذلك قررت التنازل مؤقتا

" حسنا أنا فقط أردت تحذيرك , أنت حرة "



و أشاحت بوجهها متجهة الى الدرج و هي تتمتم بتذمر

" لا أدري ما الذي يعجبه في هاته السخيفة ؟ "



لم تجد سارة حلا غير الصمت , و هي ترى ملك تأخذ بزمام الأمور , مستغلة مؤازرة علي الغريبة لها ,


هي تحاول منذ وصلت الى هنا , استمالة سيد البيت بطريقة مستترة , و دون إثارة انتباه أحد ,

تحاول في كل فرصة أن تفتح معه مواضيع , تتقرب اليه و تبتسم له لتجلب انتباهه لها ,



حتى أن فاطمة حذرتها عدة مرات من تجاوز حدودها , خاصة بسبب لباسها الكاشف ,
حيث كانت تتعمد التجول ليلا بملابس نوم فاضحة , متصيدة الوقت الذي يغادر فيه علي مكتبه أو غرفته ,


و رغم ملامح التجهم التي تظهر على وجهه في كل مرة , و الانذارات التي تصلها منه عن طريق فاطمة ,
لكنها كانت تخترع الفرص طوال الوقت دون ملل , غير مبالية بما تقوله المرأة الخرفة .




لكن ما يحبطها أنها في المقابل , لم تحظ يوما بالضوء الأخضر من طرف علي , فهو لم يمنحها يوما نصف فرصة ,

رغم أنه يعلم نواياها جيدا , لكنه لا يعلق لأنها تتقن عملها , و لا تتعدى حدودها معه ,
و الشيء الوحيد الذي يهمه , أنها تبرع في آداء عملها , محاولا المحافظة على استقرار حالة زوجته .



سارة من جهتها كانت تتعامل , بكل صبر مع صده و لا مبالاته , على أمل أن تتحرك مشاعره يوما , و يتخلى عن بروده ليبادلها اهتمامها ,


خاصة أنه رجل وحيد بزوجة عاجزة , و هي لم تلتق يوما بإحدى نسائه سابقا ,

رغم أنها لطالما تابعت أخباره , و حاولت التعرف على علاقاته المزعومة دون جدوى ,
و كان أملها يتجدد كلما انطلقت شائعة عن انفصاله عن احداهن ,




هي حتى تتفانى في خدمة مريم لتنال رضاه , و لأنها الحلقة الوحيدة التي تبقيها هنا , فلو رحلت زوجته لن يكون هناك مبرر لبقائها أكثر ,


حاولت سارة أيضا منذ وصولها استمالة ابنته , لكنها كانت تنفر منها و لا تتودد اليها كما تفعل مع ملك ,
خاصة أنها هي نفسها لا تحب الأطفال , و تنزعج من الطفلة البكماء المدللة ,


و بالتالي ركزت مجهودها مع والدها لتسيطر على هذا البيت , و قد كانت مقتنعة أن خطتها تنجح تدريجيا .





لكن مجيء ملك قلب الأمور , فهي أول واحدة من نسائه تخطو داخل هذا البيت ,

ما جعلها تفقد رباطة جأشها , و تشعر بتهديد مكانتها و فرصتها , في الحصول على سيد البيت و التمتع بكل هذا الثراء ,

هذا الأخير الذي بدأ يظهر بوادر ميل , ناحية تلك المتطفلة بطريقة غريبة , و كأنه لا يرى غيرها أمامه .



لذلك بدأت مشاعر الكره و الحقد ناحية ملك تغلبها , كيف لا و هي تهدد خططها , و أحلامها في الزواج من علي , و أن تتغير حياتها كلية ,

و هي الممرضة الروسية المنبوذة , التي عانت الكثير للوصول الى هنا , فأي شيء أفضل من الارتباط بثري سخي مثل علي .




وصلت سارة الى المطبخ , و أخرجت قنينة ماء تطفيء غليلها

" هذا كله بسبب تهوري و غبائي , لولا فضولي المجنون لما حصل ما حصل ,

لكن لا بأس هي لا تعطيه فرصة و تكرهه , و أنا سأحرص على ألا يتغير الوضع "

قالت مطمئنة نفسها و هي ترتشف الماء , و الأفكار الشيطانية تتلاعب بعقلها .







😘💞💞







.........


جودي مجدي likes this.

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.