آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          جنون المطر(الجزء الأول)،الرواية السادسة للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر(مميزة)مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          239 - عندما يقفل الحب بابه - كاثرين روس (الكاتـب : عنووود - )           »          1028-انت قدري - ريبيكا وينترز -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          محاربة الزمان - فيوليت وينسبير - روايات ديانا*إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-20, 10:33 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 أحببتُ العاصي / للكاتبة آية ناصر ، مصرية مكتملة







بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
أحببتُ العاصي

للكاتبة آية ناصر




قراءة ممتعة للجميع.....






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 10:36 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

هنـــــــــــــــــــــــ ـــــا




بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟



مقدمة ( أحببتُ العاصي)


ما تطلبه المرأة الآن ليس فارساً كما نعتقد نحن، ولا رجلاً يوّفر لها كل شيء، كما يقول شكسبير ولا جداراً تتكئ عليه كما تقول أمثالنا هي قادرة على كل شيء بنفسها بلا فارس، وبلا رجل لكنّها غير قادرة على أن تحب وحدها، الحب قانون يربطها مع هذا الرجل، فارساً كان أو طفلاً غذاء المرأة هو الحب وليس المال، ولا الفرسان ولا الرجال، هذا ما تريده المرأة، لا أكثر و ما دام الفراق هو الوجه الآخر للحب، والخيبة هي الوجه الآخر للعشق، لماذا لا يكون هناك عيد للنسيان ، و للحياة دمعتان، دمعة لقاء ودمعة فراق، فإن لم تجمعنا الأيام، فسوف تجمعنا الأحلام، فإن لم تجمعنا الأحلام، فسوف تجمعنا الذكريات، وروعتها بالأمل واللقاء، فإذا رست سفينتك على شاطئ الذكريات فاجعلني أحد ركابها وعذراً لم أعد أحتمل البقاء......





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 15-11-20 الساعة 10:18 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 10:38 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الاول


المطر يأتي دائماً بالخير ذهب يهبط من السماء مُحمل برسالة فرحة لجميع المخلوقات ويستقبله الجميع باشتياق ويكون المشهد كالآتي تعانق مُحمل بالقبلات بين حبات المطر وفتات الحصي ويتراقص النبات .
و من بين كل هذا نري فرحة العاصي نعم هي عاصي تضحك وتتراقص وتستقبل المطر بضحكات عالية لا تستطيع أن تفرق بينها و بين غزير المطر و كأنه لحن مُتكامل والجميع في هذا المكان يعلم فرحة العاصي بالمطر فرحة لا يستطيع أحد تخيلها ولا تتعجب من هذا فإن العاصي اليوم تودع فصل المطر لتستقبل فصل آخر فرحة اخرى يسعد بها قلبها وشعارها كأن هو كل ما يخص الأرض يفرحها..
فالأرض منها وإليها نعود ، خلقنا جميعاً من طين ، وإلي الطين سنعود يوماً ، والعلاقة بين الإنسان والأرض علاقة ولاء، حنينه إليها، وكأنها تُشبه علاقة حنين الابن إلى أمه ، فإنه منها قد جاء ومن خيرها يأكل ويشرب وفي أحضانها يُدفن ،
و الأرض عند العاصي يا سادة لها مَفهوم آخر الأرض عندها تعني عرضها الأرض عندها تعني شغفها الأرض عندها تعني حياة .
وفي وسط الدلتا حيث البيئة الزراعية وجمال الطبيعة وسحرها كانت تدور تلك الفتاة بفرحة وتتراقص تحت حبات المطر تبتسم وهي تُغني بصوتها العذب الذي يعشقه الجميع في هذا المكان، وعلي بعد أمتار تشعر بالاضطراب كلما تتقدم إلي ذلك القصر الكبير ولكنه قديم تشعر وكأنك تري متحف آثري فتصميم القصر كان ساحر وكيف لا وهو قصر آل مهران وعندم تخطوا قدميك إلي الداخل أول خطوة تستنبط أن القصر بلا حياة وكأنه هجره سكانه كل شيئاً ساكن مكانه بلا روح فالقصر مُغلق منذ زمن بعيد واليوم يهرول الجميع حتي يقوموا بتنظيفه فالجد سيعود..
مصطفي مهران سيعود إلي بلدته و مزرعته بعد غياب دام كثيراً لقد ذهب الجد إلي خارج البلاد ليجري جراحة خطيرة بالقلب و أخيراً سيعود بعد طول غياب عن أرضه، لقد توقف المطر بعد مدة قصيرة ومع توقفه أسرعَ الجميع لاستكمال عملهم بعد أن استمعوا إلي صوتها العذب الذي يشبه صوت الطيور، فهي رقيقة تحت المطر كالفراشة ولكن قاسية كالحجر في العمل ، طفلة تلعب مع الأطفال في وقت فراغها ، أما في وقت توترها وحزنها لها عادة غريبة بات الجميع يعرفها تسلق الأشجار نعم تتسلق الأشجار وتجلس علي أغصانها حتي تهدأ، تلك هي العاصي وردة مُتفتحة نَبتت داخل أرض مصطفي مهران نعم نَبتة قد نَبتتْ في أرض ليست ملكها و من هي العاصي يا تُري !؟
عاصي و رُبما ستتوقف أمام اسمها تارة مُتعجباً وتارة ساخراً كيف أن يكون هذا اسم فتاة ! ولكن هذا من وجهة نظري أنا و أنتم و لكن اسمها يعني لها الكثير والكثير فهو من اختيار أمها أرادت أن يكون لاسم ابنتها خارج عن المألوف فأسمتها عاصي فيما معنه المخالف للأمور، الفصيل إذا لم يُتْبع ، العرق الذي لا يُقطع دمه. لتكون فتاتها مُختلفة عن الأخرين وقد صدقت، عاصي هي الابنة الثانية للمرحوم " منصور سالم غنيم " يكبرها أخ يدعي آدم ،يكبرها بخمس سنوات ويعمل طبيب جراح بعد أنْ أكمل دراسته بمستشفى العاصمة حتي يكون قريب من أختيه و لديها أخت تدعي هند وهي أصغرهما تدرس في كلية الطب البيطري، أما عن عاصي فهي مهندسة زراعية تخرجت من كلية الزراعة حديثاً و ها هي تعمل في نفس المكان التي كانت تعمل فيه عبر مراحل دراستها ، فهي تحب العمل بالأرض حيث الطبيعة و الجمال كما أنها تهتم بكل شيء في هذا المكان لعلها توفَّى للجد مصطفي حقه فهو من رباها هي وأخويها بعد موت أهلها فالجد مصطفي كان صديق مقرب لجد عاصي كما كانت تجمعهم شراكة أيضاً فقد كانت بدايتهما معاً في التجارة وبعد فترة من الزمن أصبح لديهم تلك المزرعة الكبيرة و بعض الشركات والمصانع في العاصمة تولي العمل بالمزرعة سالم غنيم وولده منصور وتولي العمل في المصانع والشركات مصطفي مهران وولده كامل إلي أنْ أخذ الله أمانته فقد توفي سالم وولده في حادث ، كان الخبر مُحزنا للجميع و لقد فقد مصطفي أحب الناس إلي قلبة و أخذ عهد أمام الله أن يرعي أحفاد صديقة وزوجة ابنة الراحل و لكن توفت زوجة ابنه هي الأخرى أثناء وضعها لطفلتها الصغرى هند وتركت الأطفال الثلاثة بدون رعاية ولكن وفر لهم مصطفي كل شيء ليعيشوا حياة هنيئة ودائماً كان يراعيهم إلي أن ترك العمل في العاصمة و جاء إلي المزرعة ليسكن بها تاركاً أعماله لولده كامل وليرعي هو الصغار اليتامى وعاصي هي التي تربعت علي قلب مصطفي مهران و علي الرغم ان لديه أحفادا من صلبه ولكن تبقي للعاصي مكانة مخصصة داخل قلبة فهي مزيج مشترك بين طيبة قلب سالم غنيم وذكاء عقلية مصطفي مهران وهكذا هي العاصي حقاً .
وعلي بعد أمتار من قصر مصطفي مهران يوجد قصر أخر بنفس تصميم قصر مهران ولكن ذلك القصر مختلف يوجد به ضحكات وهتافات و أصوات توجد به حياة وفتاتان تجلسنا في صالة المنزل الواسعة حيث في المنتصف منضدة دائرية الشكل و علي الجانب أنتريه مدهب كلاسيكي و في الطرف الأخر صالون كلاسيكي بجانب الحائط شاشة عَرض كبيرة وفي أخر الصالة سلم مُتفرع إلي اتجاهين ، تجلس الفتاتان تتابعين أحد المسلسلات التركية علي اللاب توب ويضحكان بشدة وعندما ننظر إليهم نجد أنهما يشبهان الأطفال الصغار فكانت أحداهما ترتدي منامة قطنية باللون الوردي وعليها رُسومات كرتونية مُضحكة و جمعت شعرها إلي أعلي بطريقة مُضحكة أيضا و ترتدي نظارة طبية علي عينيها العسلية أما عن بشرتها فهي شديدة البياض و تلك هي هند و الأخرى ترتدي منامة بلون كحلي و خالية من أي رسوم و شعرها منسدل علي ظهرها و بعض خصلاته تهبط علي جانب وجهها انها ذات العين البنية و البشر الخمرية إنها عائشة ، أخت في الرضاعة فلقد توفت والدة هند أثناء ولادتها فأحضر الجد مصطفي الخالة حنان والدة عائشة لترضع الصغيرة و تسكن مع الأطفال لترعاهم فحنان وزوجها العم (علي) يعملان في المزرعة منذ زمن وهما من قاموا بتربية اليتامى بمساعدة الجد مصطفي و يقال ما من بذرة صالحة تنبت في أرض صالح إلا وكان طرحها صالح ولقد صدقوا فالخير لا يُجازى إلا بالخير و عائشة بهيام : هو البطل ده حقيقي ولا هزار
هند بتسبيل : ما قدامك آه حقيقي وبعدين تركي عوزه يعمل إيه عائشة بتنهيده : هما الفرعنة ليه بس ما أنتجوش النوعية دي
هند بنظرات حالمة : يا ريت علي الأقل كانت نسبة الطلاق والعنوسة تخف وتبقي الحياة كلها تفاؤل علي الآخر
وعلي بعد خطوتان كان كانت تقف تلك السيدة التي من مظهرها نعرف أنها سيدة في العقد الخامس من عمرها ترتدي جلباب فضفاض من اللون الأسود و تضع علي رأسها وشاحاً يغطي نصف جسدها و أما عن ملامحها فهي ذات ملامح محببة بداية من عينية الكحيلة شديدة السواد و بشرتها القمحية و أنفها الصغير المدبب إنها السيدة حنان من قامت بتربية الصغار منذ وفاة والدتهم ، كانت حنان تنظرت إلي الفتاتان بنظرات مُحتقنه ثم تقدمت ووقفت أمامهم مباشرتاً فانتبهت عائشة لوالدتها فنظرت إلي هند
عائشة بذعر : أأ أنا بقول يله نقوم نذاكر يا هند
هند بمرح ومازالت تنظر لشاشة الحاسوب : نذاكر مين والناس نائمين لما نخلص المسلسل عائشة بترقب و أخذت تحرك هند بعشوائية : لا لا نذاكر عشان الامتحانات علي الأبواب
هند وهي تهتف ثم توقفت عندما وجدت حنان تنظر لها بغضب : امتحانات إيه و...... ، ماما حنان منورة يا غالية خليكٍ شاهدة من الصبح بقولها يله يا عائشة نذاكر مش راضيه
عائشة وهي تفتح ثغرها متفاجئة : أنا والله أبداً يا ماما دي هي اللي قعدة تقولي بصي البطل ده بصي الموز ده بصي
صاحت حنان بِهما بغضب : قدامي علي المطبخ بدام مفيش مذاكرة تتعلموا حاجة تنفعكم عشان لما يجي البطل اللي بجد تشرفونا قدامه و بلاها مضيعةٌ للوقت
هند بخفوت : مضيعةٌ وقت إيه ده حب للإيجار هو ده في مضيعةٌ وقت ثم رفعت من نبرة صوتها و طيب سماح المرة دي يا ماما حنان
عائشة بتوسل : آه يا ماما سماح المرة دي
حنان بتصميم : قدامي منك ليها
وقاطع حديثهم دخول فتاة آخر من باب القصر ولكن الشيء الغريب أن ملابسها وحجابها يتساقط منهما الماء كأنها كانت تسبح أو ما شابة نظرت السيدة حنان لها بتدقيق ومن ثم الفتاتان و
حنان بغضب : ربي يصبرني عليكم اجده يا عاصي مش ناوية تغيري عادتك دي إلا لما تمرضي صح
هند بمرح : أنتِ بتكلمي عاصي يا حنون يعني ولا حياة لمن تنادي
عائشة بضحكة عالية : عاصي و عادتها في مُوسم المطر
عاصي وهي تنظر لهم بتحذير ثم نظرت إلي السيدة حنان التي
أسرعت إليها بالمنشفة : خلاص يا خالة أنا هغير هدومي علي طول مش هيحصل حاجة
حنان بنبرة هادئة: طيب يله غيري هدومك علي ما أعملك حاجة سخنة تشربيها
عاصي برفض : لاء مش هينفع أنا هغير وأروح أشوف البنات خلصوا تنظيف القصر ولا لاء عشان جدي هيوصل بكرة و أنا سبتلك موضوع الأكل يا خالة عاوز كل حاجة بيحبها جدي وآدم ، ثم نظرت إلي عائشة و هتفت بطريقة عملية عملتوا إيه يا عائشة وزعتي المُبيدات علي الأنفار عشان يبدأٌ برشة بكره
عائشة بموافقة : كله تمام يا عاصي
عاصي بتأكيد : الكميات أهم حاجه عشان مش عوزه مشاكل بعد كدة ثم نظرت أختها التي تبتسم علي بلاهة عائشة أمام عاصي و هتفت ، وأنتِ يا أنسة هند عملتي اللي قولتلك علية للخيل ولا لاء
هند باضطراب : أحم أحم بصي بأمانة أنا قولت لعم حسن كل حاجه وهو يظبط أصل بخاف أدخل الإسطبل
عاصي وهي ترفع أحد حاجبيها : أول مره أشوف دكتورة بيطرية وبتخف من الحيوانات بيعلموكم إيه في الكلية دي هند بمرح : لا دي شهادة هاكل بها عيش بس
عاصي بحزم : والله ! لازم يا أنسة تتغلبي علي خوفك وده أحسن ليكي يا هند.
حنان بعطف : يا بنتي ارحمي نفسك يا عاصي وارتاحي شوية عشان خطري
عاصي بعزم : هخلص اللي ورايا وأرتاح بعدها
وكيف لا وهي عاصي سعادتها في عملها و تفوقها فبفضل تعبها في تلك المزرعة التي أصبحت من أشهر مزارع المحافظة في إنتاجها وجودته والجميع يعلم من هي المهندسة عاصي منصور سالم غنيم فيكفي ذكرها في سوق الفاكهة والخضروات أو في سوق المواشي بين أكبر التجار وأكثر وأكثر والجدير بالذكر الكل يخاف دهاء وذكاء تلك الفتاة وخاصة في مجالها و مصطفي مهران يفتخر بها كأنها حفيدة لهُ ومن صُلبةٌ ، فتاة في العقد الثاني من عمرها و عمرها بالضبط هو أربعة وعشرون عاماً تخرجت حديثاً كما ذكرت من كلية الزراعة و أكملت عملها بداخل تلك المزرعةٌ التي تعرف كل مكان بها أما عن جمالها فالعاصي ذات جمال هدأ فجسدها عامر بقليل من الوزن أما عن عينيها فهي أخذت من لون أوراق الشجر نصيب كبير خضار عينيها ليس بالخضار المعتاد لا فهو أخذ منحدراً أخر أنه خضار شديد تستعجب لقدرة الله علي الأرض عندما تراها وبشرتها بيضاء ولكن يكسو وجهها طبقة أخري من اللون البني لاستمرار وقفها تحت أشعة الشمس ترتدي حجاباً لكي يتوج وجهها وتضع عليه دائماً وشاحاً أخر تلفه علي رأسها كعمامة ليحميها من أشعة الشمس ولبسها دائما مندرج صيحته تحت أشهر المصممين و لكن من وجهة نظرها هي أي الخالة سعاد التي تجلب لها ما تريد دون أن تخرج من باب المزرعة وملابسها دائماً عبارة عن قطعة طويلة من الثياب تصل إلي ركبتيها و من تحتهما بنطالاً فضفاض ليسهل حركتها ويختلف ألون ردائها دائماً وهكذا هو التغير من وجهة نظر العاصي
( ومن وضع الجمال في خانة ملامح أو ملابس أو وزن زائد والعكس صحيح ومن وضع في معتقداتكم أن المرأة لا تكون إلا بثياب تكشف أكثر مما تستر وإذا كان الجمال هو الرداء !! فكيف يكون رداء العفة في أذهانكم ؟ و لو تمثل الجمال في ملامح فتاة تنظر هنا وهناك لتظهر ملامحها للجميع ، بالله عليكم تقولون لي، كيف تكون ملامح الخجل والاستحياء في أذهانكم ؟ وإذا كان الجمال بالوزن كثُر أم قل، هل تقولون لي كيف تقاس الروح في أذهانكم؟ فلا تضعوا الجمال حبيساً في خانة محددة فهو له صور كثير تتضح أمام المبصر لهُ)

- وعلي بعد كيلومترات سفر يستغرق ساعاتٍ وفي العاصمةٌ " القاهرة " تحديداً في ڤيلا كامل مصطفي مهران فيلا ذات تصميم عصري من هيئتها بالطبع ستكون هكذا فالسيدة " إيمان " زوجة السيد كامل تهتم بالمظاهر كثيراً وتحب أن تكون الأولي والمبهرة في كل شيء حتي في تصميم ڤيلتها التي صممها أحد أشهر مصممين فرنسا فأبهرت الجميع بتصميمها وأثاثها ، كانت تجلس علي رأس مائدة كبيرة الحجم و أمامها عددت أصناف من الطعام وخلفا كان يقف أحد الرجال الذي يرتدي بدلة سوداء ويفرغ لها من بعض
الأصناف أمامها وسيدة مُسنة تقف بجانبها من الجهة الأخرى ، أما عن السيدة " السيدة إيمان " ومن هيئتها يتبين أنها سيدة في أول العقد السادس و من مظهرها تعتقد انها مازالت في العقد الرابع محجبة جسدها ممشوق و لون عينيها أسود شديد السواد وبشرة خمرية تكاد تقول أن ملامحها جامدة بعض الشيء و ترتدي درلاً واسعاً بلوناً بنيً ذات أكمام ، فهكذا كانت السيدة و هتفت بجمود أجش إيمان : سلمي فين يا أم السعد
أم السعد بفتور : الست سلمي إسمله عليها نزلة حالاً كانت بتذاكر إيمان بغضب : ازاي تتأخر عن معاد العشاء؟
سلمي من بعيد بمرح : جيت آه يا أمي كل الحكاية خمس دقائق
والفكرة هنا أن كلمات سلمي قد أثارت غضبها وبشدة كيف تكون سلمي مهران أبنة إيمان المرشدي بهذا الإهمال فصاحت بسخط
- إيمان غاضبة : أنتِ ازاي مُستهترة كده ، أنا مش عارفة ألحقها منك ولا من أبوك ولا من إخوتك أنا خلاص تعبت

وهذه هي عادة السيدة إيمان وكما يقال في مُجتمعاتنا شكاية وباكيه دائماً تنقد من حولها وأما عن سلمي تلك الفتاة التي سنعرفها عن قرب عما قريب ولكن دعوني أنقل لكم نبذة مختصرة عن تلك الفتاة سلمي كامل مهران فتاة مرحة تحب الجميع مُتواضعة إلي حد كبير تختلف دائماً مع أمها ف سلمي وجه مختلف كلياً عن إيمان المرشدي وهذا ما يزيد من سخط إيمان ف أولادها يتسللون من بين يديها فكل واحد منهم يسير في طريق مختلف عن الأخر ، وهنا أرادت سلمي أن تمتص غضب إيمان ف
سلمي باهتمام : لية بس يا ست الكل إحنا عملنا إيه عشان تزعلي كدة
إيمان ومازالت غاضبة : مش عارفة عملتم إيه، أنتِ وعيشة في وادي لوحدك وأخوك الكبير إلي مش عاوز يرجع من الغُربة و لا الأستاذ التأني إلي بشوفة بالصدفة ولا أبوك أعرف أنه راجع بكرة مع جدك بالصدفة والله تعبت منكم
سلمي بتعجب : ليه هو جدي راجع بكرة والنبي صحيح يا ماما
إيمان بغل : أنتِ لا تطاقي
ثم رحلت بخطوات متسرعة تاركة ابنتها تُهلل من الفرحة لعودة جدها الحبيب سالماً ، غير عابئة بغضب أمها الذي اعتادت عليه سلمي بفرحة : بقول إيه يا داده عوزه عصير لمون
وفي باريس عاصمة فرنسا وفي أحد الأبراج العالية حيث منزل الحفيد الأكبر لمصطفي مهران وعندما نذكر الحفيد الأكبر نذكر كابتن طيار عز الدين الكامل الذي يستضيف في هذا الوقت جده مصطفي مهران و أبوه و آدم دبة عصا الجد مصطفي علي الأرض الصلبة هاتفاً بحزم
مصطفي بصوت حازم : كفاية كلام في الموضوع ده أنت تعاود معانه و مش هسيبك في البلد دي ولا لحظة بعد كده
عز الدين بغضب ظاهر علي قسمات وجهه:
- يا جدي الكلام ده مش هينفع أنا مش صغير وهنا حياتي وشغلي
مصطفي وهو ينظر اليه بحنان و نبرة واثقة :
- حياتك في أرضك وبلدك يا ولدي والبلد دي أنت فيها نَبتة من غير جزر ومسيرك هتعاود فالوقت أحسن من بعدين
حين تكلم كامل بصوت صلب :
- اسمع كلام جدك يا عز ، ولا أنت عاوز تفضل صايع هنا وإحنا ما نعرفش عنك حاجه
عز الدين بحنق وهو يجز علي أسنانه بغضب :
- بابا أنا مش صغير و لا أنا صايع أنا ناضج وكبير بما فيه الكفاية عشان أحدد مُستقبلي ومش هسمح لحد يفرض عليا رأيه
غضب والدع عند سماعه تلك الكلمات من ابنه فهتف له بغضب :
- ولد أنت اتهبلت ولا إيه أنت مهما كبرت مش هتكبر علينا أنت فاهم وأعقل أحسن لك والله يا عز ما أعقلك بطرقتي
كان آدم يراقب الوضع لا يريد أن يتدخل فعلي الرغم أنه هو وعز الدين أصدقاء منذ زمن إلا أنه كان رافضاً لأسلوبه مع أبيه وجده فيجب علي عز الدين أن يكون عقلانياً أكثر من ذلك ولكن مع انحدار الحديث علي النحو التالي فما كان علية إلا أن يتدخل ف
آدم بنظرة راجية رغم توتره :
-إهداء يا عمي ، و أنت يا عز الدين تعالى معايا عوزك ، بعد إذنك يا جدي أنت وعمي

نظر مصطفي إلي آدم بتقدير إلي ذلك الشاب المتفهم علي عكس حفيده المتهور و هز رأسه بالموافقة في حين ظل عز ينقل نظرات الغضب بينهم ثم أنسحب مع أدم إلي غرفتهم دلف كل من آدم وعز الدين إلي الغرفة، كان عز الدين غاضباً جداً فهو ليس بالشخص الذي يخضع إلي ما يقوله الآخرون هو شخص يفعل ما يريد وقتما يريد ولا يحب تدخل أحد بقرارتهٌ، كان آدم يعلم هذا جيداً وأراد أن يتحدث مع عز الدين بهدوء ويبتعد كلياً عن أسلوب الأمر والنهي الذي اتبعه جد مصطفي والعم كامل فجلس علي أحد الكراسي التي تتوسط الغرفة بينما جلس عز الدين علي فراشه ، مُستندا برأسه علي ظهر الفراش الخشبي فكانت الغرفة متوسطة المساحة حيث تحتوي علي غرفة نوم كاملة علي الطراز الحديث من اللون الأسود وتحتوي أيضاً علي كرسيين و أريكة باللون الأسود أيضاً في وسط الغرفة، و علي أحد الجوانب مكتب صغير محمل بكثير من الكتب و الخرائط و مجسم لطائرة كبيرة و لاب توب أما طلاء الغرفة فكان باللون الأبيض كانت الغرفة مميزه حقاً ونافذتها تطل علي برج إيفيل الذي كان أيضاً أحد أضخم لوحات غرفة عز الدين ، نظر آدم إلي عز الدين نظرة مُطولة ثم هتف
آدم بنبرة هادئة : ها يا عز هنفضل ساكتين كده ولا إيه
عز الدين بغضب : و أنت عاوز أقول إيه يا آدم
آدم بمرح : أه احكي أي حاجه أنا عاوز أسمع
عز الدين في ضيق : آدم من الأخر أنا مش راجع مصر وعرفهم الكلام ده
آدم برزانة : عز أسلوبك معهم غلط ومينفعش دول أهلك مش غرب عنك و ممكن بأسلوب أحسن من ده توصل لهم رأيك
عز الدين بجدية : وهما يقبلوا ده ببساطة كدة ، ثم ضحك ساخراً دول أهلي يا آدم وأنا أعرفهم أكتر من أي حد نظر آدم إلي عز الدين هو يعلم أنه عنيد جداً ويعلم أنه لا يستمع إلا لصوت عقله فقط ف
آدم بهدوء معهود :
- عز الدين جدك لسه تعبان وخارج من عملية صعبة و مش ينفع يتعرض لأي ضغط ولا توتر ولا عصبية يا ريت يا عز تقدر ده وتحاول تفكر علي أساسه نظر عز الدين إلي آدم بتفهم وأخذ يفكر في حل لهذا الموقف الصعب الذي وضعَ فيه

- في القاهرة في مصنع لحوم آل مهران وفي مكتب رئيس مجلس الإدارة كان يجلس يتوسط مِنضدة الإجتماعات وحوله بعض الموظفين بالمصنع يستمعون له بإنصات في حين اخذ هو يعطي لهم أوامره
ماجد بجدية شديدة وهو ينظر إلي الرجل الواقف امامه:
- الصفقة دي مهم جداً للمصنع لازم تبقي لينا بأي طريقة أنتم فهمين
استمع الرجل الي ما يقول ثم قال بنبرة مرتبكة :
أكيد يا فندم بس في مشكلة وحده هتقبلنا
نظر له ماجد وهو يعقد حاجه ثم هتف بغضب :
- مشكلة إيه بقي أن شاء الله
تردد الرجل بخوف وهو يقول :
- يا باشا مش القصد بس أنا موظف التوريدات والمسؤول عن المواشي اللي بتدخل المصنع و لأسف المهندسة عاصي مش بترضي تود لينا الكميات الكبيرة ، وعمرها ما ترضى علي الكمية دي وخصوصاً من البتلوا وهتحصل مشاكل كتير
تعالي نبرة صوت ماجد وهو يهتف :
- عاصي دي إيه دي كمان اللي تضيع علينا صفقة زي دي أحنا لازم نأخذ الصفقة أما بخصوص عاصي بتعتك تقولها دي أوامر ماجد باشا
الوظف بخفوت : ماجد باشا ربنا يستر ، حاضر يا باشا أنا هبعت فاكس للمزرعة أنهارده

* كانت تقف بين العمال و تصيح بيهم وهم يعملون في سرعة حتي يتحاشوا غضبها و
عاصي : الحوض ده يا عم علي تكتر ليه المبيدات أنا حسه أن هو أكتر حوض متأثر بالندوة
علي : حاضر يا بنتي
عاصي : لو الجو سعدنا يبقي فضل من الله عشان نخلص شغلنا
علي : يا رب أه نلحق نخلص الحوض ده علي الأقل
عاصي : فكرني يا عم علي بعد ما نخلص أعدي علي العمل في مزارع الفاكهة الناس بتشكي من التأخير و مدير المصنع بردك بيشتكي إحنا مش بنلعب هنا
علي : حاضر يا بنتي بس أنتٍ لازم ترتاحي حرام عليكٍ نفسك
عاصي : معلش يا عم علي لما يخلص الشغل هرتاح
علي : ربنا يقويكٍ يا بنتي

- جلس مصطفي مهران بصحبة ابنه كامل يتكلمان في مواضيع عدة حين دلف عز الدين ووقف أمام جده وتنحنح قائل بحزم عز الدين : أنا موافق يا جدي إن أرجع مصر
الجد مصطفي بفرحة : ربنا يريح قلبك يا ولدي
عز الدين : بس عندي شرط يا جدي .......؟



يتبع....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 10:39 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني :


جلس مصطفي مهران بصحبة ابنه كامل يتكلمان في مواضيع عدة حين دلف عز الدين ووقف أمام جده وتنحنح قائلا بحزم :
- جدي أنا موافق إن أرجع مصر
نظر إليه الجد مصطفي بفرحة ثم تبسم وقال :
- ربنا يريح قلبك يا ولدي
نظر عز الدين إلي جده وأبيه ثم تردد قبل ان يقول :
- بس عندي شرط يا جدي
تفاجئ مصطفي مهران هو وابنه فما هذا الشرط الذي يشطرته عز فهتف كامل بغضب :
- أنت هتتشرط علينا يا عز ولا إيه
احس عز الدين انه يسير في الطريق الخاطئ فهو يجب أن يكون تعقلا وهي يتكلم مع أبيه وجده لكي يصل إلي غايته فهتف بسرعة :
- هو مش شرط يا بابا هو طلب
نظر الجد مصطفي إلي حفيدة لعله يستشف منه ماذا يريد وهتف بنبره هادئة :
- قول يا ولدي !
كان متردداً في البدايه ولكن نظرات جده شجعته أن يتكلم فهتفه صائحاً :
- عاوز أفضل هنا أشوف هعمل إيه في موضوع شغلي و أخلص كذا حاجه قبل نزولي مصر
استمع الجد لحفيدة وهو يعرف أن عز الدين لا يتقبل ذلك الأمر فيجب أن يمنحه الفرص ليحدد وجهته فحفيده عنيد وبنبرة متفهمه هتف :
- يلزمك وقت قد إيه يا عز الدين
- شهر يا جدي علي الأقل
أجبه بسرعه تدل علي أنه فكر في الأمر كثير عز الدين يريد المراوغة لعل بعد ذلك الوقت ينسو الأمر ويظل هو في المكان الذي أختاره ولكن صوت أبيه الساخر أخرة من تلك الفكر حين هتف :
- شهر متطول شويه كمان
- بابا من فضلك دي أقل فترة ممكن أعرف أخد فيها أجازه
أبيه كامل مهران لم يتقبل أبدا عمل عز الدين دائمًا يريد منه أن يتخلص من ذلك العمل فهتف صائحاً :
- وتأخذ أجازه ليه أصلاً استقيل من الشغلانه اللي عاملة لينا تعب أعصاب دي
- بس ده شغلي اللي بحبه
تكلم بحدة وهو يوجه أبيه فعملة خط أحمر لا يقبل المجادله و لكن لم يلين كامل بعد سماع كلام ابنه فهتف هو الاخر بغضب عارم :
- شغلك ده اللي مغربك في بلد غير بلدك
عز الدين : يا بابا....
قطع الجد مصطفي حديثهم وهو يخبط بعصاه الأرض وينظر لهم ليقطع ذلك الحديث :
- والله عال أنا معدش ليا احترام خالص وسطيكم
- العفو يا بابا
اعتز كامل بخفوت في حين نظر الجد إلي عز الدين وقال بنبرة حاسمة :
- معك شهر يا ولدي تخلص كل شغلك فيه شهر ويوم وقسم بالله يا عز لهتكون عندي بردك بس بطريقتي أنا
ثم قام من مجلسه و تقدم أمام حفيده بخطوات واثقة و
وقال بثقه :
- حذاري يا ولدي كلمتي متتسمعش عشان ساعتها هتشوفني واحد تاني خالص غير اللي قدامك يا ولد ولدي
وبين أحلام وأماني واقع مسلم به و ما بين أريد ومفروض قرار وقرار مصطفي مهران هو الحكم والحكم هنا نهائي غير قابل للاستئناف
.....................................

و مع شروق الشّمس علي أرض أل مهران تدب روح العمل والنشاط و مع نسمات الصباح تفتح عاصي عينيها الخضراء بخمول و دعونا نلقي الضوء علي تلك السلاسل المكبلة فشعر العاصي طويل جداً أسود كسواد الليل و أخذ من ملمس الحرير قدر كبير ، كانت ترتدي بجامة من اللون الزيتي الغامق فقامت علي الفور و بعد أن إغتسلت و أدت فريضتها ثم ارتدت ملابسها و توجهت إلي الطابق السفلي كانت السيدة حنان تضع الطعام علي المنضدة المخصصة له فتوجهت عاصي إليها بسرعة و جلست لكي تأكل طعامها
حنان بعطف: صباح الخير يا بنتي
عاصي بحب : صباح الخير يا خاله
حنان باهتمام: هما هيوصلوا علي الساعة كام
عاصي : أن شاء الله علي الساعة ستة يا خالة عاوزه كل حاجه تكون جاهزة
- أن شاء الله يا حبيبتي ويوصلوا بالسلامة
هتفت بها حنان بحماس في حين قالت عاصي بنبرة جاده
- هند وعائشة لسه نايمين لحد الوقت
- أيون يا عاصي أنتِ عارفة أنهما مش بيصحوا الوقت
هتفت بها الخاله حنان بتردد فهي أكثر الناس علم بالبنات و عاداتهم . في حين قالت عاصي بنبرة حازمة :
- معلش يا خالة تصحيهم عندنا شغل كتير عاوزين نخلص كل حاجة قبل موسم الحصاد وهما ولا هنا
حنان : معلش يا بنتي لسه صغيرين بردك
عاصي وهي تقوم من مكانها بسرعة : للأسف مش صغيرين يا خالة بيدلعوا و أنا مش هرحمهم لو حصل تقصير في شغلهم ثم أسرعت الخطي إلي الخارج وهي تقوم بربط الوشاح الذي تضعه كعمامة علي رأسها وسارت بخطي سريعة إلي الخارج
............... ..

وفي مطار العاصمة باريس وقف عز الدين يودع آدم وجده وأبيه المكان ممتلئ بالمسافرين من جميع دول العالم وتلك الأجواء التي إعتاد عليها عز الدين ويعشقها، وبعد أن رحلت عائلته أخرج هاتفه من جيب بنطاله الجنز قام بمهاتفة أحدهم و
عز الدين : أنت فين يا زفت
الشخص :
عز الدين : طيب خليك عندك أنا جيلك
الشخص :
عز الدين بغضب : كب كيك إيه اللي أجيبه أنت ديماً همك علي بطنك
الشخص :
عز الدين : طيب أقفل يا زفت علي أما اجيلك
.................. ...........
في المزرعة دلفت هند إلي المكتب الخاص بالأطباء البيطريين وأخذت تتفقد بعض الأشياء حين لمحت عائشة وهي تسير مسرعة وعلي وجهها معالم الغضب وتحمل بيديها ورقه بيضاء وتنظر لها بغضب، فأسرعت إليها وأخذت تهتف باسمها حتي تسمعها و
هند : عائشة... عائشة أنتِ يا بنت
عائشة بمعالم منزعجة وهي تنظر إلي هند: عوزه إيه يا هند ؟؟
هند بتعجب : في إيه مالك وبتتكلمي كده ليه !!
عائشة بضيق : مهو اليوم بيبان من أوله ، والنهار ده شكله هيبقي جميل
هند : ليه كل ده بس
عائشة وهي تعطي لها الورقة: أتفضلي شوفي النصيبة اللي اتحدفت عليا من الصبح
هند وهي تقرأ تلك الورقة، ثم أتسعت حدقت عينيها ونظرت إلي عائشة و
هند : يا خبر إيه ده دول مجنين ولا إيه عاصي عِرفت
عائشة وهي تهز رأسها برفض : لا مهي دي النصيبة ربنا يستر هند ما تعملي فيا صواب وتوديه انتِ
هند بسرعة: أأنا أنا دا أنا ورايه شغل كتير جداً الدكتور جابر بينادي آه سلام يا عائشة
عائشة : أه يا و.......
حين لمحت عائشة عاصي تسير مع والدها باتجاهها فأسرعه عائشة و اختبأت خلف شجرة ضخمة كانت بجانبها حتي مرت عاصي ووالدها فخرجت و
عائشة وهي تفكر : وبعدين بقي في الرعب ده أعمل إيه، أيون لقتها وإبتسمت بشدة ثم قالت هو واحد بس اللي بلجئ ليه في الموقف اللي شكل دي
.....................................
في القاهرة وفي ڤيلا كامل مهران كانت السيدة إيمان تقرأ أحد أشهر المجلات في اهتمام حين رأت ابنتها سلمي وهي تسرع إلي الخارج فرفعت حاجبها و صاحت غاضبه
إيمان : سلمي استني، أنتٍ راحه فين
سلمي : راحه المطار يا ماما عشان أستني جدي وبابا
إيمان : والله كده ومن نفسك ، ومن غير ما تقوليلي
سلمي : هو في إيه يا ماما هو أنا مسافرة ولا إيه
إيمان وهي ترفع صوتها : هو أنا معدش ليا أي لازمة في البيت ده ولا إيه
سلمي : يا ماما و..
إيمان : إخرسي وإتفصلي علي فوق مفيش مرواح في حتة
سلمي : يا ماما بليز
إيمان : إتفضلي علي فوق
أخذت الدموع تتساقط من عيني سلمي فهي لا تعلم ماذا تفعل مع والدتها التي تحب التحكم في كل من حولها و بالطبع يستطيع الكل الهرب من تلك التحكمات إلا هي ، صعدت سلمي إلي غرفتها ثم جلست علي فراشها تبكي بشدة هي لا تستطيع أن تتعامل مع والدتها استخدمت كل الأساليب وللأسف تفشل ، هي الأن وحيدة وهي تعيش في كَنف أسرتها فالأمر مرير حين تقف مُكبل الأيدي وسط أقرب الناس لك وهي لا تستطيع الهروب كعز و لا الاختباء كماجد وانشغال كوالدها هي ما عليها غير تنفيذ أحكام إيمان المرشدي التي تصدرها
( الإنسان هو الإنسان صغير كان أو كبير يحب أن يعطي رأيه في شئونه يحب أن يكون هو ، يسعي من صغره ليكون نفسه ويحاول في كبره أن يثبت نفسه فهي طبيعة إنسانية ولكي نصنع جيلاً صاعداً يتسم بالنجاح أتركه ليأخذ قراره في أبسط أموره وراقب أنت من بعيد و تتدخل لتوجيهه في الوقت المناسب ، لا تفرض علي الأخرين رأيك بالتسلط وأترك الخلق للخالق )
...............
......
هبطت الطائرة علي أرض القاهرة ونزل مصطفي مهران بصحبة ابنه و آدم كان ماجد في استقبالهم وحين لمحهم أسرع وأخذ يُسلم عليهم باشتياق وقام بتقبيل يد جده وأبيه وعانق آدم بحب فماجد مصطفي مهران شابً محبوباً من الجميع يتميز بروح الفكاهية و تقلب المزاج ماجد مهران !كم أخاف هذا الاسم الكثير و الكثير فهو يحب عمله جداً وهو المسؤول عن مصانع اللحوم الخاصة بهم وعلي الرغم من حداثة سنه فهو في الرابعة والعشرين من عمره إلا أنه أثبت نجاحاً باهراً في هذا المجال أما عن الجاذبية ف ماجد مهران لا داعي عن التحدث عن وسامته وجاذبيته فأبناء مهران معروفون بالتفوق في كل شيء كان ماجد صاحب جسد رياضي حيث يتناسب جسده مع طوله أما عن عينية فهي بلون حبات القهوة فهو صاحب عينين بنيتين و بشرة بيضاء وشارب خفيف يتناسب مع لحيته المهذبة ، اصطحب ماجد جده وأباه و آدم إلي الخارج و
ماجد : الحمد للّه علي سلامتك يا جدي
الجد : الله يسلمك يا ولدي كيفك
ماجد : الحمد لله تمام يا جدي
كامل : سلمي فين يا ماجد مش قالت أنها هتيجي معاك المطار
ماجد : معرفش يا بابا أتصلت تانى و قالت مش هينفع تيجي و بعدين إحنا خمس دقايق ونبقي في الڤيلا إبقي إسالها
الجد : أنا عاوز أعاود المزرعة يا ماجد اطلع علي المزرعة
كامل : إزاي يا بابا مش هينفع لازم نروح الڤيلا الأول عشان تستريح
الجد: لا يا ولدي أنا عاوز أرچع علي المزرعه أتوحشت بيتي
و أهلي
ماجد : مش هينفع يا جدي لازم تعدي علي البيت الأول علي أقل ترتاح شويا ثم نظر إلي آدم و هتف ولا إيه يا آدم
آدم : اللي يشوفه جدي طبعاً
كامل : طبعاً هيجي معانه إطلع يا ماجد علي الڨيلا

في باريس وقف عز الدين يدق باب منزل أحد الشقق بعصبية حين فتح له أحد الشباب نظر عز الدين إلي الشاب بتأفف ثم دلف إلي الداخل بسرعة وهو يتكلم بكلمات غير مفهومة
عز الدين : أنت لسه نايم يا عمرو أنا متصل بيك بقالي ساعة
عمرو : إيه يا عم ما براحة دا لسه بدري حتي علي معاد الرحلة ثم دقق النظر إلي يده و
عمرو : الله أمال فين الكب كيك أفطر أنا ايه الوقت
عز الدين : هو أنا كنت، خلفتك ونسيتك ولا إيه وبعدين مالك كده محسسني أن إحنا هنروح نِتفسح
عمرو بغمز : يا ريت و الله وحشتني الفسح بتعتنا، بس هنعمل إيه في أبوك وجدك إللي كتموا علي نفسنا
عز الدين : وله إحترم نفسك شويا وبعدين هما سافروا انهارده
عمرو : أيون بقي يعني هنهيص ونجيب الناس تهيص
عز الدين : أها يا خويا بس خلصنا يله قوم إلبس عشان نعدي علي البيت عندي أجهز عشان منتأخرش
عمرو : فوريره

عمرو السمري مصري مقيم بباريس يعمل مساعد طيار وهو المساعد الخاص بعز الدين تعرف عليه عز الدين من أكثر من خمس سنوات وأصبحا أصدقاء جداً بحكم العمل و انهما مصريان مثل بعضهما فكان عمرو شاب متوسط القامة يتميز بشعره الطويل نسبياً وبشرته البيضاء و أما عن عينيه فكانت سمراء كاحله ويتميز بأهداب طويلة أنه عمرو طيب القلب ويحب عز الدين جداً
.........................
كانت عائشة تبحث عن ذلك الصبي المحبب إلي قلب عاصي إنه " يوسف " الفتي المدلل إبن أحد المزارعين حضرت عاصي ولادته فكان لولادة يوسف ذكري محببه علي قلب الجميع فلقد ولد يوسف يوم ولادت " مطر " ومن يعرف عاصي جيداً يعرف مطر أيضاً ومطر هي فرسة عاصي التي ولدت علي يديها و في تلك اللحظة عرفت عاصي بولادت أحد العاملات في حقول القمح فأسرعت إلي هناك فوجدت أحدي الفلاحات تعطيها طفل صغير وتبتسم و تبشرها بيوسف فابتسمت عاصي ومن ذلك اليوم و أصبح يوسف محبب إلي قلبها وهو يحبها ويراها مثله الأعلي ، أخذت عائشة تبحث عن الصغير فوجدته يلعب مع الصغار في أحد الساحات التي خصصتها عاصي للعب و
عائشة : يوسف ... يوسف
يوسف وهو يتجه إليها : نعم يا أبلة عائشة
عائشة : تعاله عاوزه منك خدمة
يوسف : طيب ما تسبيني شويه ألعب وبعدين أبقي أجيلك
عائشة : مش هينفع تعالى بقولك
يوسف وهو يخاطب الأطفال : خلاص يا عيال بكره نكمل تدريب بقي
عائشة : يله يا إبني
يوسف : جيت أهه نعم
عائشة : بص أنا عاوزه منك خدمة أنت الوحيد اللي هتقدر تعملها
يوسف : خدمة إيه يا أبلة عائشة
عائشة : تروح تودي الورقة دي لعاصي ، وقولها دي أبلة عائشة بتقول دي وصلت من المصنع
يوسف : أبله عاصي عند إسطبل الخيل روحي وديها أنتٍ
عائشة بتهرب : لا أصل مش فضية أسمع الكلام بقي يا يوسف عشان خطري وأنا هقف أستنك وراء شجرة الجميز عشان أشوفك عملت إيه بس أوعي تعرف عاصي مكاني
يوسف : حاضر يا أبلة عشان خاطرك بس هسيب المَشت وأروح
عائشة بعدم فهم: مَشت إيه إللي هتسيبه ده يا يوسف
يوسف : المَشت المَشت مع أصحابي
عائشة بفهم : اه أنت قصدك الماتش مش توضع معلش يا يوسف أصل الموضوع مهم يله بقي روح لعاصي وأديها الورقة
يوسف ببراءه : حاضر
في ذلك الوقت كانت عاصي في خلوتها نعم فهذا الساعة المُخصصة لإختلاء بنفسها وبمطرها المُحبب أوقات تصعد علي ظهره وتترك لهُ الطريق لكي يُسرع هو إلي حيث لا تدري ويظل مطر يجري حتي يأخذها لمكان خاوي ويبقي هو وهي فقط تهمس له وتخبره بكل همومها تعانقه وتبكي مطر هو سر عاصي وفي العاصي حرية مطر وعلاقة عجيبة يتعجب لها بني البشر ، كانت تنظف جسد مطر بالفرشاة المخصصة لذلك العمل وهي مُبتسمة حين دلف إلي الداخل يوسف و
يوسف : خالة عاصي خالة عاصي
عاصي : تعال يا يوسف أنا هنا ، عامل إيه
يوسف : أنا الحمد لله كنت بلعب مشت مع العيال عشان أبقي شاطر وأنتٍ تلعبٍ معايا زي ما قُولتٍ
عاصي : بس كدا من عنيه يا يوسف هنظم ليكم ماتش ونلعب فيه كلنا بس بعد مُوسم الحصاد
يوسف : وتلعبٍ في فريقي
عاصي : حاضر يا حبيبي بس تذاكر الأول و تبقي شاطر
يوسف : حاضر، أها نسيت الخالة عائشة بعتالك دي معايا و وسلام حالاً بقي عشان أروح لها عشان هي مِستنيه عند شجرة الجميز
أخذت عاصي الورقة من الصغيرة ، حين أسرع هو بالخروج من الإسطبل ، نظرت إلي محتواها فاتسعت حدقة عينها وإرتسمت علامات الغضب علي وجهها ، و أسرعت عاصي بالخروج وإتجهت مُسرعه إلي مكان وجود عائشة وهي تتفوّه بكلمات غير مَفهومة.
....؛.................

في ڤيلا كامل مهران جلس الجد مصطفي وبجانبه آدم وعلي قرب منهم جلس ماجد وبجانبه كامل حين دلفت أم السعد وهي تحمل بعض المشروبات وأخذت تبتسم وترحب بهم بسعادة و
أم السعد بفرحة : الدنيا نورت يا سيدي
مصطفي بابتسامة : تسلمي يا أم السعد عامله إيه وولادك عاملين إيه
ام السعد بشكر : الحمد لله يا سيدي بيدعولك ربنا يطول لنا في عمرك
مصطفي : تسلمي يا أم السعد
وهنا سمع الكل هتاف عالي فرح ينبعث من الأعلي و سلمي تسرع في نُزول درجات السلم و
سلمي بفرحة : ياااه جدي هنا جدي حبيبي
وأسرعت إليه وهي تضحك بشدة نعم فهي مدللة الجميع حقاً سلمي فتاة عائلة مهران وللقلب الطيب علامات فأصحاب القلوب الطيب دائماً تكون سماهم علي و جوههم وهكذا كانت سلمي مرحة طيبة القلب محبوبه مُتواضعة وبشدة، إحتضنت سلمي جدها ثم قبلت يده و
سلمي : الحمد لله علي السلامة يا جدي
مصطفي بحنان : الله يسلمك يا روح جدك عامله ايه
سلمي : بخير طول ما أنت بخير
كامل : مفيش بوسة وحضن لبابا ولا أي حاجه
قاله كامل مزحاً في حين جرت سلمي علي أحضان وألدها وهي تضحك بمرح و
سلمي : وحشتني يا بابا جداً
كامل : آه ما أنا لاحظت أه
سلمي : أنت حبيبي يا بابا ، والله
ثم سلمت سلمي علي آدم هو الأخر ونظرت إلي أخيها ماجد بفتور فإستعجب ماجد لهذا ولكنه إلتزم الصمت من أجل جده وبعد قليل دلفت السيدة إيمان هي الأخرى وأخذت تسلم عليهم ببرود مصطنع فنظر لها كامل بغضب وبنظرات مُحتقنة و
كامل : من فضلك يا إيمان ممكن دقيقة
حركة رأسها بقبول ثم قامت وقفت وسارت إلي الخارج بصُحبة زوجها و
كامل : دي مُقابلة تقبلينا بيها يا ست هانم
إيمان : عاوزين أقبلكم إزاي يعني و أنتم جايين من غيره يا كامل ده وعدك أنت وبابا ليا فين إبني فين يا كامل
كامل بغضب : أبنك يا هانم مش عاوز يبقي معانا وبيتحجج نعمله إيه يعني
إيمان : تتصرف يا كامل عز لازم يجي ويبقي معانا وينسي الغربه
وهنا دقت عصا مصطفي مهران بأرض فنظروا إليه فكان غاضب فزوجة إبنه ترفع صوتها في حضرته والأَدَهْىَ أمام زوجها وهذا لا يليق و
مصطفي بغضب وهو يقف وخلفه أحفادة وبجانبهم آدم : صوتك ميعلاش يا بنت حسن المرشدي ولدك مش صغير ولدك راجل
إيمان : أنا تعبت من بعده يا بابا وأنتم السبب في بعده عني
مصطفي : إبنك اللي إختار طريقه واحده ومحدش سبب غربته
إيمان : لا أنتم السبب لما محدش رضي علي دراسته فسافر عشان يدرس اللي بيحبه أنتم اللي ضيعتم إبني من بين إيديا
كامل بغضب : إحنا ولا تحكماتك أنتٍ وسيطرتك هي اللي بسببها فضل أنه يبعد عن الكل
مصطفي : ولدك هيكون عندك عن قريب بس ياريتك تعرفي تحافظي عليه ، يله يا آدم بدي أرجع بلدي
كامل : إزاي يا بابا بس لازم نتغدي سوا
مصطفي : ملوش لزوم يا ولدي عاوز أرجع المزرعة قبل الليل
سلمي : عشاني يا جدي خليك معانا
مصطفي : معلش يا غالية لازم أرجع وأنتٍ تبقي تجي تعدي معايا يوم أجازتك وأنا هخلي ماجد يجيبك ليا، يله يا آدم
كامل : يا بابا ..
مصطفي : بلا منهده يا كامل بقول عاوز أرجع بلدي
كامل : خلاص يا بابا برحتك بس أهم حاجه متتعبش نفسك
مصطفي : ماشي يا ولدي يله أشوفك علي خير
حزنت سلمي لان جدها سيرحل ويعود إلي مزرعة كانت تود أن تجلس معه تستمع إليه و إلي نصائحة و تستمتع بحنانه وها هو سيرحل جاء ليرحل نظر مصطفي إلي صغيرته و
مصطفي بحنان : أنتٍ عرفه چدك زي الطير اللي ميقدرش يبعد عن عشه ، ثم إبتسم و هتف بس هستناكٍ تنوري البلد وتقعدي مع جدك يومين
سلمي بحب : هخلص إمتحان وأجيلك علي طول
مصطفي : هستناكٍ يا قلب جدك
ورحل رحل مصطفي مهران من أرض لأرض ومن سماء إلي سماء كي يستقر وأخيرًا علي أرضه ..أرض شرفه وعرضه و دفئ روحه
............................
وبعد رحله دامت ساعات هبطت طائرته في مطار باريس كان هو قائدها كابتن طيار عز الدين كامل مهران يهنئهم بسلامة الوصول إلي بلادهم بسلام، حلمه الذي تحقق رغما عن الجميع أن يطير وقد صار كابتن عز يحب عمله كثيراً و يحب السماء يحبها لهدوءها و نقاءها و سلامها يعشق سكونها عز الدين كامل مهران شاب في السابع والعشرين من عمره أعطاه الله الكثير والكثير ليصبح مميزاً نعم مميزاً عن غيره من الشباب فعز الدين صاحب الشموخ والعزة يمتاز بالجاذبية المُدمرة علي قلوب بنات حواء صاحب الرقم القياسي في الصداقات والفتحات و الغزوات ولكن ليست في حروب مُقننه مُعترف بها لا فأرقامه و انتصاراته كانت في صداقات الفتيات والعلاقات، لقد خلت الطائره من ركابها ، في مكان يُشبه القُمره كان هو يقبل أحدي الفتيات التي وقعدت أسيرة بجاذبية إبن آل مهران، وبالخارج كان عمرو صديقة يبحث عنه حين توجه إلي تلك القُمره بخطوات حذره ثم فتح بابها بسرعة فتفاجئ بما يحدث وإستدار سريعاً فاضطربت الفتاة بشده وتتحنح عز الدين بمكانه و
عمرو : أسف .... أسف
أستأذنت الفتاة سريعاً وخرجت من الغرفة بخطوات مُسرعة بينما نظر عز الدين إلي عمرو بغل ممزوج بغضب و
عز الدين ساخراً: أنت دائماً كده بتيجي في وقتك
عمرو : ربنا يخليك يا عمهم، دا أنا قالب عليك الدنيا من الصبح
عز الدين : ليه الدنيا خِربت ولا إيه
عمرو : لا يا عم مخربتش بس عاوز نشوف هنسهر فين انهارده أنت أيامك بقت معدودة هنا ثم غمز بعينه وأكمل ولازم نستغل الوقت ده
عز الدين : أيامي بقت معدودة الله يخربيت لسانك أنت بتفول عليا يا زفت
عمرو : لا يا عم دا أنت حبيبي المهم أنت كُنت بتعمل إيه مع البنت روز
عز الدين : كان عندها مشكلة وبحاول أحلها لها
عمرو وهو يغمز له : وحلتها
عز الدين بإبتسامه: عيب عليك أنت عرفني مفيش مشكلة تقف قدامي
وأخذ يضحك ضحكة عالية شاركه فيها صديقه وهما يتصافحان ، والأمر كله بالنسبة لهم عادة أن يبقوا محور أنظار بنات حواء واليوم مع هذه وغداً مع هذه وهكذا إعتادوا
.................
نظرت عاصي إلي عائشة بغضب فهي تشعر أنها تتعامل مع طفلة صغيرة لا تعلم مقدار الكارثة التي أوقعهم هذا البغيض ماجد هذا الذي لا يفقه شيئاً في حياته سوا عجرفته وغروره ذلك المغرور أوقعها وأوقع نفسه بمشكلة كبيرة و عائشة تستهين بذالك ف
عاصي بغضب : مُمكن أعرف إيه اللي في الورقه دي، وإزاي حاجه مُهمه شكل دي توصل ليا مع يوسف إحنا بنهزر صح
عائشة : أأسفة بس صراحة كُنت خائفة من رد فِعلك و كمان الفاكس ده ينرفز جداً زي صحبه بظبط
عاصي : هو كده جاب آخره معايا وقسما بالله لعرفه مين هي عاصي
عائشة : ط طيب أنتٍ ناويه علي إيه
عاصي بتوعد : علي كل خير أن شاء الله....؟



يتبع.....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 10:40 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث :

من مِنه يعيش في سلام، من مِنه لا يجادل نفسه وينعتها، من مِنه خَلا من نقاط داخل وجدانه تُضعفه فكلنا مرضا لان النفس مُنهكه من التفكير بين فعل ورد الفعل كلنا تائهون لا نعرف السبيل للراحة ، ولكن يوجد من هم أضعف من الضعف ذاته والمشاكل تبدأ بهفوات و تتراكم وتتراكم لنجد أنفسنا نقتل النفس بالنفس والكل ضال وكلنا مصابون بالمرض النفسي منه مصاب بالنرجسية ومنه مصاب بالاضطراب ودعوني نذكر الشيزوفرانيا و أخر يدعي الوسواس وبينما صديق الكل يدعي الاكتئاب ولا ننسي القلق وحب الامتلاك والنقطة الاولي في سطر البداية هي التشخيص والاعتراف

عاصي بتوعد : علي كل خير أن شاء الله ، أنتٍ هتردي علي الفاكس ده ب( ناسف لا نتمكن من تأمين الكمية المطلوبة من الماشية و نتأسف أيضاً لوقف التعامل بيننا لفترة غير معلومة لوجود بعض المشكلات لدَينا وشكراً إمضاء البشمهندسة عاصي منصور غنيم ) الفاكس ده يتبعت بعد يومين أو بعد استعجال الطلب مره تانية
ثم تجاوزت عائشة و سارت باتجاه بيت مصطفي مهران
حين هتفت عائشة بخفوت
عائشة : دي شكلها هتولع ، ماجد مش هيسكت ربنا يستر
ودائماً يحدث مثل تلك المناوشات والنزاعات بين عاصي وماجد فهذا مغرور متكبر في عمله وتلك عنيدة مُدافعة عن عملها الذي تعشقه والأن لقد اشتعلت الحرب وبقي علينا إعلان الفائز فَلننتظر
.....................
علي هذه الأرض نسير من هذه الأرض خلقنا نتشابه في الصفات الحياتية ولكن نختلف في الصفات الذاتيّة والحب كلمة يقولها بعضنا مرارًا وتكرارًا بدون حساب لها والبعض الآخر يهابها والبعض يتمناها و البعض يستشعرها والبعض و البعض والكثير والقليل ودوما أولها معلوم وآخرها مجهول وربما ملعون فهي كلمة ولكن معناها كالتعويذة السحرية فتُسحر و تُسكر وتُذيب وربما تُدمر و تخرب و تُميت ، ورنين الهاتف يجعل دقات قلبها تتزايد و أنفاسها مضطربة للغاية ولكن تشتاق إلي صوته ، تشتاق إلي رؤيته التي أصبحت مُحرمة عليها وقلبها يعلن تمرده الأن و يطالب بحقه بسماع صوت حبيبها و مازالت تستمع إلي رنين الهاتف بصمت حتي هتف بصوته لتشعر أنها تُحلق في السماء وسباق بين أنفاس هاربة ودقات قلب مضطربة ودموع تهبط من العين بدون إرادة وآهات هو يشتاق وهي مُشتاقة
أحمد : ألو
سلمي : ........
أحمد : ألو ......... سلمي ردي
سلمي بعد صمت طال : أحمد أنا تعبت أقسم بالله تعبت
والدموع بدأت تهبط من عينيه ، وقلب يصرخ وينادي بالرحمة وعقل ينهر بشدة وروح تخرج من بين الضلوع و
أحمد بتصنع القوي : سلمي مش هينفع أنتٍ أخت ماجد وعز مش هينفع اللي بيحصل ده
سلمي ببكاء : أحمد إحلف...... أحلف إنك مش بتحبني أحلف أنك مش بتتعذب بالبعد ده أحلف أنْ أنا مش فارقة معاك أحلف
أحمد بخفوت : سلمي إرحميني قُلتلك مش هينفع نتكلم مع بعض تاني وإمسحي الرقم ده من عندك وإنسي

وأغلق .... أغلق طريق الأمل لاستكمال الحياة أغلق نور الحياةٌ بنسبةٌ لهَا ولهُ ... فأين الأحلام الوردية التي رسمتها و لونتها بألوان زاهية لماذا تحولت الأحلام الوردية إلي واقع مر و تحولت الألوان الزاهية إلي ألون داكنة تشبه اليأس وللحكاية بداية وبدايتها كانت هو ونهايته ستكون هو ، وتقسم لنفسها أنها ستحارب تلك العوائق بكل قوتها حتي إذا كانت أقرب الناس، والعائق هنا هي السيدة إيمان المرشدي التي لا توافق علي زواج ابن أختها أحمد من ابنتها وحجتها هي مستوي المعيشة المتوسط وابنتها لا تستطيع العيش في مستوي أقل من مستواها فابن أختها يعمل محاسباً في شركة زوجها وهذا لا يناسب مكانتها و أختها حزينة لأجل أبنها الوحيد ولكن ما باليد حيلة فالأب كان موظفاً صغيراً وهي لا تمتلك الكثير من المال لتساعد ولدها و تعلم أنْ أختها لا يهمها سوأ المظاهر والتباهي وهي لا تقدر علي كل هذا وبقي الحزن يخيم علي حياة أثنين جمعهما ميثاق الحب
...؛.................؛......

فرحة أطفال يجرون وعمال يهتفون لقد عاد الحاج مصطفي إلي داره مُنصف للمظلوم معين للمحتاجين درع منيع يحتمون به ، وصلت السيارة إلي باب القصر و العمال يقفون يرحبون بالغالي علي قلوبهم و هند وعائشة ينتظرون توقف السيارة ، ولحظات و نزل آدم ثم ساعد الجد مصطفي فأسرعت هند إليهم واحتضنت أخيها الذي حملها و دار بها جنيته الصغيرة التي يشعر انها ابنته و
هند بفرحة : وحشتني وحشتني يا دومي
آدم بحب : أنتٍ أكتر يا روح قلبي
ثم أنزلها لتسرع باحتضان الجد مصطفي وهي تضحك بفرحة عارمة
هند : شوفت يا جدي الدنيا نورت إزاي أول أما وصلت
الجد مصطفي : البكش هيشتغل آه يا بكاشه
هند : أنا كده يا جدي أبداً والله أنا حتى فرحانة أنك رجعت بالسلامة
الجد مصطفي : الله يسلمك يا بنتي
أخذت عائشة تسلم علي آدم ثم علي الجد بحب شديد وبينما أخد بعض العمال يحيون الجد مصطفي ويعبرون لهُ عن فرحتهم الشديدة بعودته سالم، قليل من الوقت وقلب مصطفي يشتاق للقاء العاصي بينما كانت هي تركض بسرعة حتي تلقاه ، وصمت يخيم علي الأجواء ونظرات تتحدث تنظر إلي أغلي الناس ينظرون إلي أحب الناس وأطهرهم و دموع عين العاصي لا تهبط إلا للغالي ، ألقت نفسها في أحضانه ثم قبلت يديه باشتياق و الدمع يهبط و يهبط ثم وقفت لثواني معدودة أمام أخيه تبكي فمن يعرفهم يعلم أنْ عاصي وأدم روح وأحده مُقسمة علي شخصياً ، أسرع هو بمسح دموع الغالية ثم احتضنها بشدة بشوق بعاطفة والمشهد محزن آدم و عاصي وأسرعت إليهم الصغيرة تحتضنهما ليكتمل المثلث بزواياه و اضلاعه ومشهد يبكي له الحجر فالعاطفة هنا صادقه لا تعرف كذب ولا خداع طفل صغير في السابعة من عمره أجاد دور الأب وابنة لم تتعدي الرابعة أجادت دور الأم وطفلة صغيرة في المهد أصبحت لهم ابنة وهذا هو حكم القدر عليهم منذ الصغر ، دلف الجميع إلي داخل القصر بعد كثير من المباركات بالعودة كانت حنان قد أعدت لهم كل ما لذ وطاب من الطعام فجلس الجد يترأس المنضدة وبجانبه آدم وعاصي وحنان وفي الجانب الأخر علي وهند وعائشة والسعادة لا تفارقهم بعد غياب و
هند : ها يا جدي جبتلي إيه حلو معاك بقي يا حلو أنت
عاصي : مش وقته يا هند
الجد مصطفي بمرح : سبيها يا عاصي مش بقولك هو ده كل همك
هند بتصنع : كدة يا جدي أنا زعلانة منك تقول علي نودي كده أهون عليك
الجد مصطفي : لا يا حبيبة چدك مقدرش علي زعلك أخوكٍ چبلك حچات كتير
هند بخفوت : آدم يلهوي، كده ضمنت إنْ كل حاجه هتروح لعاصي هو آدم بيعرف يجيب شراب

آدم وهو يحاول كتم ضحته: يتقولي حاجه يا هند
هند : اه.. بقول ربنا يخليك يا آدم
آدم بمرح : متخفيش يا هند مش أنا اللي اشتريت الحاجه
هند بتعجب : أمال مين !!
آدم بحظر : عز الدين ، أنا ماكنتش فاضي أشتري حاجه
هند بفرحة : الله ، عز الدين أكيد حجات تحفه

واضطراب مفاجئ ظهر علي ملامحها مع ذكر اسمه لا تعلم ما يصيبها فهو مجرد إسم والشخص غائب مُستتر دائماً عن الواقع فلما الاضطراب ، و
الجد مصطفي : وعشان إكده أنا مش مطمن يا بنتي، ولازمً عاصي تشوف اللبس ده قبل ما تلبسيه
عائشة بخفوت لهند : يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار
هند بهمس: إسكتي يا بنت ، ثم قالت بصوت عالي، وعز جه معاكم يا جدي ولا إيه والله واحشنا
ودقات قلبها تتسارع وتخاف أنْ يسمعها أحد من شدة قوتها وتخاف أنْ تهبط دموعها يجب أنْ تتمسك بالصلابة فأين سبيل الهرب و
الجد مصطفي : قريباً هيكون هنا معانا ومش بعيد علي نفس السفر دي كمان
فرحة من الجميع ومباركات من حنان وزوجها لعودة الحفيد الغائب الذي أنشق قلب مصطفي مهران لأجل غربته الغير مقبوله ، وأما عندها لم تتوقع هذا الأمر هل سيعود مجدداً إلي هنا بعد غياب دَام لأكثر من سبعِ سنوات لماذا كلما تسير في طريق حياتها يأتي هو ويتعمد إيقافها؟.
وبعد العشاء جلسوا يتحدثون عن بعض الأمور حتى أستأذن الجد مصطفي ليصعد إلي غرفته لكي يرتاح من مشقة السفر وصحبه آدم ليعطيه أدويته، استأذن علي ومعه حنان و عائشة وهند لكي يذهبوا إلي القصر الخاص بهم وكانت معهم عاصي التي غيرت وجهتها إلي الإسطبل
...........................................
- موسيقي مرتفعة و نساء عاريات و جو فاسد يملئ المكان وهو يجلس بجانب أحدي الفتيات التي تبتسم له بحب وهو يهمس لها بكلماته المعسولة والآخر يرقص في أحضان أخري فحياة عز الدين وعمرو ملخصه في بعض الحروف وهي الجنس الآخر اليوم مع هذه وغداً مع تلك و بعد قليل مع آخري وما أجمل الحياة وما اجمل التجديد و تسير الليالي ولابد من وجود أنسه في ساعاتٍ الليلٍ الطويلة وفي الصباح ترحل هذه وتأتي آخر وهكذا وهكذا و هي ثقافة مجتمع هربوا إليه رافضين طباع مجتمع آخر ينعتونه بالتخلف والتراجع أي تخلف وأي تراجع في مجتمع مازال يحتفظ بعقيدته .
.....................................
ومكان أخر بجانب مزرعة مصطفي مهران كانت قرية فقيرة البعض من سُكانها يعمل داخل مزرعة مصطفي ومهران والبعض الأخر يعمل بمزارع أخري، وفي أحد بيوت تلك القري بيت متوسط الحال تجلس مجموعة من البنات الصغار يلتهمون طعامهم وإمرأة تسير ببعض الأطباق وتضعها أمام رجل ملامحه شديدة يجلس بعيد عن الأطفال بينما أخذ يرفع صوته بنبرة حادة و
مختار : قولتي للمحروسة بنتك عن العريس
كريمة : لسه يا مختار، أنت مش شايف أنْ هو كبير اوي عليها
مختار بغضب : كبير إيه وزفت إيه بنت خرسه وكل عارفه انها مش بتسمع معيوبه يعني مين هيرضي بها وبعدين الحاج سعيد غالب بنفسه طلبها يعني مال ومستوي عمر أبوها الله يرحمه ما يحلم بِه ، وانا مش هفضل مستحمل قرف بنتك أكتر من كده
كريمة بحزن : يا مختار اعتبرها بنتك وأستحملها شويه وبعدين بنتي بتسمع
مختار وهو يمضغ الطعام : أنا زهقت مش كفاية كل خلفتك بنات مستحمل قرفك هستحمل قرف بنتك كمان بقولك اه تعرفيها أنْ هي هتتحوز الحج سعيد ومش برضاها ده غصب عنها وبعدين بتسمع إيه يختي
كريمة : باستسلام حاضر يا مختار
وهنا خرجت من الغرفة فتاة لا بل ملاك بملامحها بشرتها البيضاء المختلطة بلون الوردي وعينيها السواد شديدة الاتساع ورموشها الطويلة التي تكمل جمال عينيها وشعرها البني الطويل أما عن جسدها فجسدها ذات قوام رشيق ومتناسق تكاد تقول من الوهلة الأولي أنها عرضة أزياء شهيرة وأجمل ما بها هي ابتسامتها التي تزين وجهها يالله ما هذا الجمال و ما عيبها وذنيها في صنع ربها فداء فتاة في الرابع والعشرين من عمرها صديقة عاصي الوحيدة فقدت النطق في عامها الخامس نتيجة صدمتها بموت والدها ، تخرجت من كليه التجارة بعد أنْ توسط لها مصطفي مهران و حصلت علي شهادة تخرجها و تعمل الأن بالمزرعة، ابتسمت لامها وزوجها الذي تفوه بكلمات غير مفهومه بينما ابتسمت الأم وأشاره لها أن تجلس لتأكل مع أخواتها فابتسمت بحب وجلست تربت علي رأس أخواتها وتطعمهم بحب وتأكل هي الأخر والابتسامة لا تفارق وجهها كم أنتٍ مُتصالحة مع نفسك يا فتاة وأخاف عليكٍ من أناساً تصالحوا مع شيطانهم ليسعوا في أرض الله فساداً ويقتلون خضار قلوب من مثلك
...........................
- أعطا آدم مصطفي الدواء ثم نظر إليه بتردد تابع مصطفي نظراته ثم إبتسم لذلك الصغير الذي لا يقوي علي الكلام و الجد مصطفي : مالك يا آدم، في إيه يا ولدي
آدم بتردد : أأنا كُنت... كُنت عاوز أفكر حضرتك بموضوعٍ
الجد مصطفي بتصنع النسيان : موضوع إيه يا ولدي
آدم بحزن : أنت نسيت يا جدي موضوع خطوبتي
الجد مصطفي : لا يا ولدي متخفش أنا فاكر بس مين سعيدة الحظ
آدم بفرحة : وحده زميلتي دكتورة معايه في المستشفى أسمها سلوي
الجد مصطفي : بنت مين يا ولدي
آدم باضطراب : بنت حامد الشافعي
الجد مصطفي : حامد الشافعي صاحب مصانع الأسمنت
آدم بحزن : أيون يا جدي
الجد مصطفي : وقد فهم سبب حزن آدم حدد معهم معاد يا آدم و أنت واثق من نفسك هو حامد الشافعي يا ولدي وانت آدم غنيم و حفيد مصطفي مهران
فرح آدم بشهد وقبل يد جده و خرج وهو يرسم أحلام وأماني مع حبيبته التي أختارها قلبه وأحبها بشدة
.............................
وفي طريقها إلي الإسطبل كانت تفكر وترتب أمورها فأوقفها صوت العم جاد أحد العمال المسؤولين عن حماية المزرعة " غفير "
جاد : مين هنا
عاصي : أنا عاصي يا عم جاد
أسرع الرجل إليها وهو يبتسم بحب و وقف أمامها و
جاد : معلش يا بشمهندسه العتب علي النظر
عاصي : مفيش حاجه يا راجل يا طيب ، أنا هشوف مطر
جاد : ماشي يا بنتي وأنا في الجهة القبلية لو احتجيت حاجه
عاصي : ماشي يا عم جاد
وصارت بالاتجاه الخاص بمطر ثم أخذت تصدر أصوات بفمها فأسرع مطر إليها فابتسمت عاصي واحتضنت رأسه وأخذت تهمس له ببعض الكلمات التي لا يسمعها إلا هو ثم جلست علي القش الموضوع بجانب الإسطبل و أخذت تتحدث معه و
عاصي بحب : عارف جدي وأدم رجعوا إنهارده وصحة جدي بقت كويسة يا مطر وأنا فرحانة جداً الحمد لله ، حرك الفرس رأسه، فابتسمت عاصي أه فعلاً مش فرحانه أنت عارفني أكتر من نفسي أنا مستنيه اللي اسمه ماجد ده أما أشوف هيعمل إيه عشان يبطل يتحداني وعرفت كمان أن عز الدين راجع ماجد وعز الدين الإثنين دول دائماً يا مطر يستقلوا بيه ماجد في الشُغل دائماً يقول أنْ أنا مش بفهم إلا في البهايم والأرض هي حاجه مش وحشه بس يا مطر يمكن شُغلي أنا أصعب من شُغله وأخوه من طفولتي كان بيخلي كل اللي حوليه اصحاب ومعارف يتكلموا عليا ويقل من قيمتي ويضحك عليا ويتجاهلني وكأن انا مش ليا وجود ، تساقطت الدموع من عينيها ثم أكملت، كان كل لما يجي المزرعة يخلي كل الولاد يضحكوا عليا ولما أجي ألعب معاهم يزعق ويقولي مش بلعب معاكي و كله يفضل يقولي الكلام اللي بيقوله ، عارف يا مطر أنا بجد بحس أنْ أنا مش حلوه وأنْ كل البنات أحلي منٍى مع أنْ بشوف علي طول نظرات الإعجاب في عينهم بس بجد بحس أنْ هما أحسن عز الدين ضيع مني الثقة في نفسي ...،
هحكيلك علي سر يا مطر من سبع سنين بضبط يوم حفلة نجاح عز الدين وآدم في الثانوية كُنت لسه في الإعدادي كُنت فرحانه عشان آدم و عز نجحوا و عشان هروح مصر وأحضر حفله هناك واشتريت فستان جديد بس عز الدين وصحابه البنات فضلوا يضحكوا عليا وعلي فستاني وماجد عمل فيه مقلب ووقعني في الطين الكل ضحك عليا حتي آدم وجدي كُنت عاوزه ماما وقتها بس ماما عند ربنا خدتني سلمي ولبست فستان من عندها كان جميل أجمل من اللي كُنت لبساه بس وأنا نزله شفت عز الدين مع صحبته كان بيغازلها و.. بيبوسها و لما شفني جري ورايه وقالي لو قولتي لحد هقولهم أنْ .. أنْ بوستك أنتٍ وهجم عليه و.... تسارعت أنفاسها بشده كأنها رجعت إلي تلك الذكري
سبع سنوات و أخذت الدموع تهطل من عينيها وحين همت لتكمل ولكنها سمعت صوت وكأن أحداً ما معها بالمكان ف اضطربت بشدة و
عاصي بتوتر : مين هنا.... عم جاد
لم يأتيها الرد فنظرت حولها وأقنعت نفسها بأنه أحد الأحصنة يتحرك ، وأنفاس أخري تتسارع بغضب أنفاس غريبه عن تلك الأرض ولكن تتسلل كل ليله لتراها في جوف الليل حتي يطفئ من اشتعال قلبه المشتاق وهتاف وصراخ للقربان... فمن كان؟؟




يتبع.....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 10:45 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع :

وبين الضعف والقوي تضاد يبرذ المعني ويقويه والأثنان منبتهم واحد هو القلب .. فالقلب أما أنْ يتسم بهذا أو بذلك و الفرق هي الروح
سمعت صوت وكأن أحد ما معها بالمكان ف إضطربت بشدة و
عاصي بتوتر : مين هنا.... عم جاد
لم يأتيها الرد فنظرت حولها وأقنعت نفسها بأنه أحد الأحصنة يتحرك ، وأنفاس أخري تتسارع بغضب أنفاس غريبه عن تلك الأرض ولكن تتسلل كل ليله لتراها في جوف الليل حتي يطفئ من أشتعال قلبه المشتاق وهتاف وصراخ للقربان ثم أسرع بالإبتعاد عن الإسطبل بل الإبتعاد عن أرض مصطفي مهران برمتها والدخول إلي حدوده التي أصبحت أمامه ضيّقة رغم أتساعها ، نظرت عاصي لمطر مره أخري و قالت كانت أخر مره أشوفه فيها وأهُ راجع تاني يا مطر و ماجد بدأ يقلل منيٍ تاني وخايفه يا مطر يرجعوا يضحكوا عليا الناس تاني ويقلوا من صورة عاصي قدام الناس زي ما خلوني قليلة قدام نفسي ثم تسطحت علي القش و أغمضت عينيها بتعب
كان آدم يتكلم مع حبيبته لكي يطلب منها أنْ تقوم بتحديد معاد لهُ مع أبيها وبعد أنْ إنِتها من حديثهٌ معها قابل العم جاد الذي أخبرها بوجود عاصي بالإسطبل فتعجب جداً ثم صار بإتجاه الإسطبل ودلف إلي الداخل فكانت عاصي مُتسطحه علي القش و تغلق عينيها فذهب باتجاهها كانت قد إسِتسلمت لسلطان النوم وأنفاسها مُنتظمه فنظر آدم لها بحب ثم أنحني وقام بحملها شعرت عاصي به فكانت مازالت في مرحلة اليقظة ففتحت عينيها بثقل فتفاجأت بأخيها يحملها ف
عاصي : آدم
آدم : متخفيش يا حبيبتي نامي
عاصي : نزلني يا آدم ظهرك هيوجعك
آدم بابتسامة : متخفيش يا روحي أخوك جامد هتيجي إيه أنتٍ جنب اللي بشيلة في الجيم بس كان لازم عم مطر في الليل كده
عاصي : بلاش هزار يا آدم نزلني ، وبعدين مطر في كل وقت
آدم : لا يا ستي مش هنزلك أنا بتمرن بعد العشاء وبعدين قوليلي إنتٍ عديتي الميه أمتي
عاصي بغضب : ميه في عينك و أنا اللي خايفه عليك، طيب شيل بقي وأنت ساكت
آدم بضحكة عالية : شايل أه يختي وساكت
عاصي بغيظ : طيب روح يا آدم يا أخويا إلهي يرزقك بوحدة ميه ميه وخمسين وتحكم عليك تشيلها ليل نهار
آدم : أعوذ بالله لا يا أختي أنا خلاص ربنا رزقني بحاجه كده شبه هيفاء ورايح أخطبها كمان كام يوم جهزي نفسك
عاصي بحزن خفي : جدك وافق
آدم بفرحه : أيون خلاص هخطب سلوي فرحان جداً أدعيلي
نظرت له عاصي بضيق و : ربنا يفرحك يا حبيبيٍ و إسكت بقي عشان أكمل نوم أه وحطني في أوضتي وأبقي أقفل الباب وراك
آدم : أكونش شيال الهانم
عاصي : احم ربنا يخليك يا دوما
آدم بابتسامة حب : ويخليكي يا روح دوما
وعشقي لك يا أخي يتعد العشق بكثير وعشقي لك يا أخي تفنن الأدباء في وصفه فكيف يصفونه و لقد عرفتٌ حبك في مع أول دقه و تركته في آخر دقه ، و فداك عمري يا حبيبي لتحيي و فداك قلبي يا حبيبي لتسعد وفداك روحي يا حبيبي لتدوم
.............................
تشرق الشمس بصباح جديد علي أبطالنا، أستيقظ باكراً كعادته حتي يتجنب الحديث مع أمه السيدة إيمان أرتدي حلته ثم أسرع بالخروج من غرفته ثم الخروج من المنزل و سار باتجاه سيارته ولكنه توقف حين استمع إلي صوت شهقات عالية تصدر من الحديقة فذهب إلي مصدر الصوت فوجدها أخته تجلس تحت شجرة كبيرة الحجم وتتبكي بشدة نظر لها بعدم فهم ثم أسرع إليها و جلس أمامها و
ماجد بخوف : سلمي حبيبتي في إيه
نظرت لهُ سلمي بحزن ثم أرتمت بين أحضانه وأخذت تبكي وتبكي بينما هو لا يفهم شيء فرتب علي ظهرها بحنان
ماجد بعطف : سلمي في إيه يا حبيبتي بتعيطي ليه
تسارعت أنفاسها و أخذت تبكي ثم تكلمت من بين دموعها و هي تبتعد عنه
سلمي ببكاء : مفيش حاجه
ماجد بتعجب من أوضها : لاء في وأنا لازم أعرف بتعيطي ليه
سلمي بغضب : أنت أنت جاي حالاً تسأل في إيه روح روح لشُغلك وحياتك وبابا في شُغله وماما مع صحباتها ولو مش صحباتها تبقي بتفرض رأيها عليا و أخوك... أخوك مسافر عشان يريح دماغه من المشاكل و يبقي علي كِيفه محدش فيكم حاسس بيه ولا كأن أنا هنا ولما حبيت شخص وحبني ماما رفضته وهو حالاً بعد عني روح روح يا ماجد روح شُغلك وسبني وحدي
ماجد بتفاجئ : سلمي أنتٍ بتقولي إيه
سلمي بغضب : روح يا ماجد روح
تبكي وتبكي بشده تشعر بالوحدة تشعر أنها وحيدة يبتعد عنها الجميع حتى حبيبها أستسلم إلي الأمر الواقع دون جهاد و حكم عليها وعليه بالإبتعاد ، بينما نظر إليها ماجد بمشاعر لا يستطيع تفسيرها ثم إحتضنها بشده وهو يقول
ماجد بحزن : سلمي أنا أسف.... والله أسف لو أنا السبب فى وجعك أسف
سلمي وهي تنظر إليه : أنا تعبت يا ماجد ومش عارفه أعمل إيه
ماجد بحب : أحكيلي يا سلمي وأنا أوعدك أن أعمل المستحيل عشان أشوفك فرحانه
نظر إيه سلمي بحب فهز رأسه لها وأخذت هي تقص عليه قصة حبها التي نمت داخل قلبها من صغرها ودعت الله كثيراً وحين استجاب الله لها وجاء أحمد لخطبتها كانت السيدة إيمان هي العائق فبعد أحمد عنها حفاظاً عليها
نظر ماجد إلي أخته بعاطفة صادقة مع تعجبه لكونه يستمع إلي هذا الأمر لأول مره فنظر في عينيها و
ماجد : سلمي أنا أسف أنْا معرفتش الموضوع إلا متأخر بس أوعدك أنْى هقف جنبك و هعمل كل حاجه في الدنيا عشان أفرحك ، حبسها داخل أحضانه ربما يعوضها عن ابتعاد دام كثيراً لم يدفع ثمنه إلا هي ، يعوضها عن خذلانه لها يعوضها عن ألم ذاقته
............................
وصل إلي مكتبه وهو يشعر بالضيق علي حال أخته التي يعشقها هل عشق أمه للمستوي الإجتماعي و تسلطها سيؤدي إلي تعاسة أخته لا هو سيقف أمام الجميع من أجلها طلب من السكيرتيرة أن تستدعي الأستاذ أحمد من قسم المحاسبات وبعد دقائق دلف بعد السماح لهُ بالدخول كان شاباً في منتصف العشرين من عمره كان ذو جسد متناسق وشعر ناعم عينيه باللون البني نظر إلي ماجد ثم تنحنح وقال
أحمد بجديّة : تحت أمرك يا بشمهندس
ماجد بنظرات احترام : أتفضل يا أحمد وبلاش ألقاب أحنا هنتكلم في حاجه غير الشغل
أحمد باضطراب : خير يا ماجد
ظل ماجد ينظر إلي أحمد للحظات بينما انتظر الثاني أن يتكلم فهتف ماجد
ماجد بجدية : من غير لف ولا دوران يا أحمد عاوز أعرف كل حاجه
أحمد بعدم فهم : موضوع إيه يا ماجد
ماجد بتحكم : يبقي أنت عوزني أنا اللي أتكلم ماشي ..... سلمي يا أحمد
نظر أحمد إلي ماجد بتفاجئ ثم وتنهد بحزن ثم رفع يده ومسح قسمات وجهه بإرهاق
أحمد بتعب : مالها سلمي
ماجد باهتمام : أنا عاوز أعرف كل حاجه منك أنْا سمعتها منها وعاوز أسمع منك
أحمد بتنهيده : الحكاية طنط إيمان حسمتها وانتهت قبل ما تبدأ، أنا حبيت أختك ودعيت ربنا أنها تبقي زوجتي بس لما ماما راحت تفاتح طنط إيمان رفضت الموضوع بشل نهائي و إحنا تقبلنا ده العين ما تعلاش علي الحاجب بردك وأنا بعدت عن سلمي عشان أحافظ عليها وعشانك أنت وعز الدين
ماجد بغضب : ماما ترفض مترفضش دي بتاعتها أما سلمي ليها أب وأخوات وقبل ده كله كبير اللي هو جدها هما اللي يقرروا وأنت غلطت يا صاحبي أنك ما كلمتش بابا أو جدي أو حتى أنا
أحمد بحزن : مش هينفع يا ماجد وطنط عندها حق أنا فين و أنتم فين وأنا
أهم حاجه عندي راحة سلمي وعشان كده بعدت
ماجد باحترام : سلمي راحتها معاك أنت وصدقني أنا متأكد أنْ أنت اللي هتسعدها لو لسه عاوز أختٍى أنا معاك وأنْ شاء الله هتكون ليك
أحمد بفرحه : بجد يا ماجد
ماجد بجديّة : أيون يا أحمد
لم يصدق أحمد كلام ماجد في بداية الأمر ، كان يظن أنْ حبيبته ضاعت من يديه وحمد ربه علي ذلك و رب العالمين عادل دائماً يعطي بغير حساب الشاكرين الحامدين في السراء والضراء وها هو يعطي له فرحة من حيث لا يحتسب
.............
جلس مصطفي مهران مع علي لكي يقص عليه علي كل الأحداث التي دارت في المزرعة في غيابه بينما أخذ مصطفي يتابع بصمت فتوقف علي عن الكلام للحظه قبل أن يتنحنح بإضطراب و
علي بتردد : في حاجه كمان حصلت يا حاج وعرفتها بالصُدفه
مصطفي بإهتمام : قول يا علي
علي بحذر : أنا عرفت أنْ الأستاذ ماجد بعت علي طلبيه جديده بس... بس عاصي موفقتش عليها و كمان بعتت تنهي التعاقد بين الشركة والمصنع عشان الطلبيه كانت غير مُطابقه للشروط
صمت مصطفي قليلاً ثم تنهد بحزن : وماجد مش هيسكت وهتقوم حرب بينهم ويحصل اللي أنا خايف منه يا علي
علي : ربنا ما يجيب شر يا حاج بس عاصي والكل عارفها بتراعي شغلها ولازم يكون مظبوط
مصطفى إبهدوء : وماجد أهم حاجة يثبت نفسه ومش هيسكت
علي برجاء : ربنا يسترها أنْ شاء الله
نظر مصطفي في الفراغ وأخذ يفكر في الصراع الذي يخافه منذ سنين الاشتباك بين أحفاده و أحفاد صديق العمر فيحب أنْ يقوم بعمل شيءٍ يحد من هذا الأمر فصداقتهما كانت أقوي من ترابط الدم يجب أنْ تظل هكذا إلي النهاية
....................
وتمر الأيام وما أسرع xxxxب الساعة والصفقة مهمة للمصنع ويجب السرعة صاح بنبرة عالية بالواقف أمامه هو غاضب من التقصير بالعمل الذي ربما يؤدي إلي خسارة الكثير والكثير، بينما اضطرب الموظف وبشدة فرب عمله منزعج ولكن ما ذنبهُ هو فالتأخير مُتعمد من المزرعة ف
الموظف : يا ماجد باشا إحنا مش مُقصرين للأسف مزرعة المواشي هي اللي ماخرة الطلبية
ماجد بغضب : أنا مليش فيه أتفضل أبعت لهم فاكس تاني أنا عاوز أبدأ بعد يومين في الصفقة
الموظف : حاضر يا باشا
خرج الموظف بخطوات سريعة بينما أخذ ماجد يتمتم بكلمات غير مفهومه ثم أمسك هاتفه وأسرع بطلب عدت أرقام وفي الجانب الأخر أخذ هاتف عاصي يرن فنظرت إليه فوجدت أسم ماجد فابتسمت بانتصار و أغلقت المكالمة نظر ماجد إلي الهاتف وانصدم من فعلتها و
ماجد بغضب : بتفصلي في وشي والله لوريكي اصبري عليا لا أنا لانت يا بتعت البهايم
.....................................
جلست فداء بجانب عاصي وأمامهم الأراضي الزراعية الفسيحة والطبيعة الخلابة أخذت فداء تنظر إلي عاصي تشعر أنها مضطربة بعض الشيء فأشارت لها تسالها ما الخطب
فداء :وهي تأشر لها ...مالك
عاصي بتنهيده : مش عارفه مخنوقة
فداء وهي تخرج من جيبها ورقه وقلم وأخذت تكتب : مخنوقة من إيه!!
عاصي بحزن : من نفسي يا فداء حسه أنْ أنا علي الرغم من اللي أنا وصلة ليه حسه أنْ ولا حاجه حسه أنْ عمري ما هفرح
فداء بحزن علي حال صديقتها فكتب لها : كل أحاسيسك دي سببها قلة لثقتك بنفسك يا عاصي أنتٍ مش قدرة تحبي نفسك عشان كده مش قدرة تحسي بحب حد وحسه بالتعاسة دائماً
قرأت عاصي ما كتبت فداء ثم تنهدت بحزن شديد وهي تنظر أمامها ثم قالت
عاصي بشعور مرير : لأسف كلامك أنا عمري ما حبيت نفسي أنا بكرهني يا فداء والسبب هو كرهني حياتي
نظرت لها فداء بنظرات ممزوجة بحنان وحزن علي صديقتها التي تفتقد الحب وهي التي تعطي للجميع المحبة الصادقة العاصي كفراشة تصارع الرياح العاتية سلمت قلبها منذ زمن لرجلاً علمها الضعف فباتت كسيرة مُهشمه
...................................
دلف الوظف مره آخر إلي مكتب ماجد وعلي وجه معالم الذعر والخوف كان يحمل ورقه بيضاء فنظر لهُ ماجد بجديه فهتف الموظف بجديّة
الموظف : الفاكس ده وصل رداً علي استعجال الطلبية يا ماجد باشا
أخذ ماجد الورقة و قرأ ما فيها فاتسعت مقلاة عينيهُ بغضب و كور قبضت يده بغل ووقف بسرعة
ماجد بغضب : والله لعلمها الأدب .....!!



يتبع.....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 10:46 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس

في باريس صوت الهاتف يتعالى وهو مازال نائم ويحتضن احدي الفتيات بينما استيقظ هو بخمول ثُمَ نظر حولهُ بكسل والتقط هاتفهُ من علي المنضدة و رد علي المتصل بدون أنْ يري من هو و
عمرو بمرح : يا صباح الصباح
عز الدين بكسل : هو أنت أخلص
عمرو بجديّة : وكمان لسه نايم شكلنا هنترفد علي ايدك. ...الرحلة فاضل عليها ساعة ونص يا كابتن وأنت لسه في السرير
ظفر عز الدين بقوة ثُمَ هتف : راحة عليا نومه أنا هلبس وجاي أهُ يله اقفل
عمرو بموافقة ثُمَ أسرع بقول : طيب يا عمنا هستناك تعدي عليا تخدني في سكتك يله سلام
كان يود لو يرفض ولكن قفل عمرو الهاتف بسرعة فنظر عز الدين إلي الهاتف ثُمَ همهم بكلمات بذيئة في سره ونظر بعد ذلك للمتسطح بجانبه وظفر بقوة وأسرع بالقيام ليغتسل و يرتدي ملابسة ليستعد لرحلة جديدة و فتحات جديدة
......................................
كانت تعمل مُنذ الصباح تقف بين العمال تارة وتعمل معهم بيديها تارة آخر وتحاول عدم التفكير إلي في عملها نظرت إلي أختها التي تتقدم باتجاهها وعلي وجهها معالم غضب و تتمتم بكلام غير مفهوم وقفت هند أمامها وتكلمت بضيف
هند بضيق : عاصي أنا عوزه أتكلم معاكٍ ضروري
عاصي بتفهم : طيب يا هند تعالي نروح نقعد هناك عند شجرة التوت ونتكلم
هند بخفوت : يله
وجلست عاصي وبجانبها هند التي باتت الكلمات ثقيلة علي لسانها فنظرت عاصي لها فهي تفهم حركات الصغيرة هند هي طفلة عاصي التي تحفظ تفصيلها تعلم بما تفكر سمحت لها بأن تتكلم في أي شيءٍ تريده فهتفت فهي تعلم ما الذي يزعجها هند غاضبة :
- بصي أنا مش عوزه آدم يتجوز البنت دي، أنا مش موفقه دي واحدة متكبرة و مغرورة وحسه الناس أنهم عبيد عندها
عاصي وهي تُهدئ من روعها طفلتها الصغيرة تغار علي أخيها هي الآخر لا تحب تلك السلوي ولكن لأجل أخها وإسعاده ستتقبلها و لكن تلك النظرة التي تنظر بها سلوي لها نظرت استحقار وتعالي تلك النظرة التي تهابها وتخافها يجب أنْ تكون قوية أمامها حتي توقفها هي عاصي غنيم تكلمت عاصي مع هند بحنان أموي :
- آدم عوزها يا هند وبيحبها وأحنا ميهمناش إلا سعادته صح
نظرت هند لها بتعجب وهتفت غاضبه :
- ما أنتٍ لو حكيتي عن اللي هي قالته وعملته كان زمانةٌ سبها من وقتها ، لما تشتمك وتقول عنك مش ليقه أنك تكونٍي أخت الدكتور آدم عشان طريقتك وشكلك زي الخدم وقالت كده من حالاً لما يتجوزها هتعمل إيه أنا لازم أقوله عن كل ده مش هسكت
هتفت عاصي صائحة في وجه هند :
- إياكٍ يا هند تعرفي آدم حاجه طول ما هو فرحان ده كفاية وجهزي نفسك عشان نروح مع اخوكٍ بليل و إياكٍ يا هند تعملي حاجه كده ولا كده أنتٍ وعائشة
ثم صارت عاصي إلي الأرض مرة آخري هي تعلم أنْ أختها الصغيرة علي حق هذه الفتاة لا تناسب أخيها ولكن سعادته هي الاهم الآن، اسرعت لتساعد الفلاحين في أعمالهم حين أخبرها العم علي أنْ الجد يريدها الآن فلقد حضر إلي هنا الأستاذ ماجد ويستدعيها حين نظرت عاصي إلي نقطة بعيدة ومن ثـَمَ صارت بخطوات متباطئة إلي القصر

.........................................
نظر كامل إلي زوجتهُ وهي جالسة أمامه تقرأ أحد مجلات الموضة بينما ابنته معتكفه في غرفتها مُنذ بداية اليوم كانت إيمان هي حب كامل الأول والأخير إيمان المرشدي ابنة أحد المزارعين متوسطين الحال كانت عائلتها تسكن بمنزل قريب للمزرعة كانت عائلة طيب تتميز بالأخلاق الحميدة وهو ما دفع منصور سالم غنيم أنْ يتزوج منهم فتزوج ب أمال والتي أنجبت لهُ آدم وعاصي والصغرى هند تذكر يوم فرح صديقة منصور حين رأي إيمان كانت مثل القمر الساطع أعجب بها بشدة فإيمان ابنة عم العروس و شقيقة رضاعتها والأقرب إليها و عرض كامل أنْ يتزوجها فوفق الجميع معاد مصطفي مهران نفسه الذي كان يقرر أنْ يزوج ابنة من عائلته ولكن آثر كامل عليها وتزوجها بمساعدة عمه سالم و صديقة منصور وأمال زوجته هو الآن يتفهم إيمان وبشدة علي رغم أفعالها هو يتفهمها هي تريد إن تثبت لمصطفي مهران أنها ليس أقل منه تريد أن تكون سيدة من سيدات المجتمع الذي رفضها في البداية ولكن هي في وسط كل هذا كانت الضريبة هي أولادها ويجب أن يتحدث معه من أجلهم فالآن لابد أن تترك تلك الحرب التي شنتها علي نفسها فقط من أجل مصطفي مهران نظر كامل لها ومن ثُم تنحنح فنظرت لهُ و فهتف بنبرة عقلانية :
- إيمان إحنا لازم نتكلم بخصوص سلمي وأحمد
نظر هي لهُ نظرة مطولة يكاد يقسم أنها تعاتب نفسها الان
- كامل أنا خلاص نهيت الموضوع سلمي لازم تتجوز لحد في مستواها مش واحد موظف بمرتب يعذبها معه
- بس يا إيمان سلمي بتحبه متغلطيش غلط مصطفي مهران القديم
أتسعت عينيها بشده و هتفت غاضبة و :
- عشان مغلطش الغلط ده رفضه، لازم بنتي تتجوز واحد من عائلة عشان أبوك يعرف أنْ أنا نجحت ووصلت ولادي لقمة النجاح مش ذي ما كان بيقول أنا اللي هفضل منزله مستواك طول العمر فاكر يا كامل وبعدين أنا رفضة أحمد عشانه هو تفتكر مصطفي مهران هيدي حفيدتهُ لابن أختي ولا هيسمعه الكلام اللي كان بيسمعهُ ليا
- أبوي أتغير يا إيمان موت عمي سالم ومنصور كسرة
- كسرة بعد ما كسرني أنا بعد ما هان كرامتي كسرة بعد بعد فوات الآوان بعد ما أبوي مات وهو غضبان عني عشان أتجوزتك من غير رضا أبوك إنكسر بعد بعد ما خلاني مسخ ليه
نظر لها نظرات حانية ثم :
- إيمان عشان خاطري فكري تاني في الموضوع مش صعبان عليكٍ سلمي خلينا نلحق عيلنا
- لو عاوز أوافق أبوك يوافق الأول ويرحب كمان ، أما أهانه تاني مش هقبل لا ليا ولا لابن اختي و عائلتي
ثم قامت مسرعة وأتجهت إلي الخارج بخطوات مُتسارعه حتى لا تهبط دموعها أمامه
..............................................
كان غاضب جداً كَيف لهذه الفتاة أنْ تفعل هذا كله كَيف لها أنْ تقوم بعمل كَهذا و نتيجتهُ إفساد وتخريب أحلامه نظر الجد مصطفي إلي حفيدة الثائر بغضب الذي قص عليه الأمر سريعاً وهو الآن يجب أنْ يفكر جيداً في حل ليخلصهُ من هذا المأزق فهو لا يعلم في أي أتجاه يسير هل يرضا حفيدة ويأخذ صفه إم يرضا عاصي ويكون معها لا هو يجب أنِ يكون محايداً بين هذا وتلك حتي لا يخيب رجاء أي منهم ، صارت بخطوات متسارعة إلي حدود قصر مصطفي مهران كان مصطفي وحفيدة يجلسان في شرفة القصر الواسعه ، لمحتهم عاصي ينظرون لها سلطة أنظرها علي ذلك الماجد لتري نظرة توعد و غضب داخل عينه فإبتسمت بسخرية مُصتنعه والظاهر لا يخفي الباطن فقلبها يقرع بشدة هي خائفة نعم خائفة تخاف خسارة التحدي تخاف خسارة رهان هي من وضعته تخاف خسارة نفسها أكثر وأكثر تخاف النتيجة، وقفة أمام جدها ثُم تكلمت بحترام تقديراً لجدها و فتقدمة وقالت بخفوت وهي تعيد تثبيت وضع حاجبها :
- خير يا جدي في إيه حضرتك طلبتني
نظر لها ماجد بغيظ شديد فهي تتعمد تجاهل الأمر ثم هتف بغضب :
- يعني مش عارفة في إيه يا جبروتك
هتف مصطفي بحدة موجهاً كلماته لماجد فهو لا يريد مشاجرة بينهم وأمامه :
- أسكت يا ماجد أنْ هنا يبقي أنا اللي بتكلم وأنتم تسمعوا ليه بس ، ثُم نظر إلي عاصي و قال، ماجد جاي بيشتكي يا عاصي أنك أخرتي طلبيه كان طلبها للمصنع و أنك بعاتي ليه تلغي التوريدات ده صحيح يا بنيتي
نظرت عاصي لماجد بسخط ثم إلي جدها وهتفت :
- صح يا جدي، عشان أستاذ ماجد مخالف لشروط الإتفاق وعاوز عجول بتلوا وبأعداد مهوله وده هيضرنا جداً وكمان حرام ندبح المواشي وهما لسه صغيرين كده
- ماجد بسخرية : ليه هما كانوا أشتكولك يكنوش أخواتك
- عاصي بتهكم : لا أخواتك أنت ؛ الرحمه بالحيوان يا عديم الرحمة كمان دي خسارة لينا كبيرة
- ضربت عصا مصطفي بشدة علي الأرض وهتف غاضباً :
-إسكتوا ، مش عاوز أسمع صوتكم أنت وهي ثم نظر لماجد وقال عاوز العجول دي كلها ليه و إشمعنا بتلوا
- ماجد صفقة هتعلي إسم مصنعنا لفوق ومكسبها مية في المية ولو خالفت الشروط الشرط الجزائي بتعها كبير جداً عشان كده كُنت مستعجل علي الطلبية وللأسف مكنتش أعرف أن البهايم عينوا محامحية عنهم
نظرت له عاصي بغل وتوعد فهي لا تقدر علي الرد عليه في وجود جدها الذي نظر إلي حفيدة مٌحذراً ثُمَ نظر إلي عاصي وهتف :
- قولتي إيه يا عاصي هتسيبي سُمعت مهران تبقي في الوحل
نظرت عاصي إلي مصطفي بصدمة فهي إعتقدت أنه سيقف إلي جانبها يُساندها كيف يقول هذا و هو من علمها المشروع علمها الرحمة بالحيوان علمها أن ترعي الله، فكيف كيف يطلب منها مخالفة مبادئها ، ولكنها حسمت أمرها سريعاً و
- حاضر يا جدي هتصرف لأستاذ ماجد في الطلبية المطلوبة بس مش هتبقي من مزرعتنا لأن مش هبوظ شغلي وتعب سنين عشان مجرد أسم وفلوس
و إستأذنت لكي تعود إلي عملها بعد أن وعدت جدها بسرعة تأمين الطلبية للمصنع ولكن بداخلها بركان سائر يجب أن تخمدةٌ بركان سيمحي شخصيتها من جديد إذا أنفجر بركان قلة ثقة باتت تحاول إستعادها و عقل أخذ يحلف أن ينتقم من ماجد وقلب يستحلف ان يكون شامخ لا ينكسر مره أخري ، بينما جلس ماجد مع جدة يحاول ويحاول أنْ يجد مدخلاً لكي يتكلم مع جدةٌ في موضوع أختةٌ
..............................................
وفي أرض آخري بجانب أرض مصطفي مهران أرض ليست بالمثل فتلك جنه أبدعت العاصي برسمها أما هنا أرض نفوس أهلها إنعكست عليها في سعيد غالب معروف بطغيانه معروف بجبروته ولأسف تملك مِنه شيطانه لينعكس كل هذا علي أرضه فهناك أرضاً تشعر بالسكون و الإحتواء بها و أرضاً آخري تشعر بالنفور و التشتت بداخلها وهكذا كانت، جلس سعيد غالب يهتف بصوت عالي أجهش في رئيس العمال الذي يقف أمامه ينظر إلي الأرض من تحت قدمه بخزي والآخر يصيح ويصيح بصوت جهوري و
- أنت بتستهبل ولا إيه يا منير أنا بديك مرتب آخر الشهر عشان توفر للمزرعة عمال مش علشان شغلي يقف
نظر الموظف بخوف إلي رب عمله وهتف مرتبكاً :
- صدقني يا حاج أنا بعمل كل جهدي عشان أجيب العمال بس للاسف معظم الناس هنا بتفضل الشغل عن الحاج مصطفي أنت عارف كبر أرضة والإمكانيات اللي موفرها لعمالة وإحنا منقدرش نوفرها تكاليف كتير يا حاج إحنا مش قدها.
نظر سعيد إلي منير بغضب و أشتعلت عينه بلهيب حارق :
- طيب والعمل الوقت هنعمل إيه أتصرف يا منير أتصرف
لمعت عين منير بفكرة فهتف صائحاً :
- مفيش حل يا حاج غير أننا نجيب عمال أغراب ونتحمل شويا المصريف
تنفس سعيد و هو ينظر في الفراغ أمامه ثم :
- أتصرف يا منير أهم حاجه تتصرف
خطوات واثقة تتقدم بإتجاه سعيد غالب ومن لا يعرف تلك الخطوات أما عن النظرات فدعوني أتحدث فالإسم جواد سعيد غالب إبن الحاج سعيد غالب يتميز جواد بالثقة والنظرات الثاقبة والطول والهيبة و الرجولة و الكرم صفاتة فإذا عرفت جواد ستعرف أنْ جواد رجل بكل ما تعني كلمة رجل فالناس يحسدون أبيه علي ذلك الشاب العاقل و كل من عنده فتاة يدعي الله ليرزقها جواد و الظاهر معلوم لنا والباطن كان ربك بهٍ عليماً.
نظر سعيد إلي بفخر فاقترب الآخر منه وجلس بجانبة و هو ينظر إلي العمال الذين يعملون بجد علي بعد مسافةٌ من مجلسهم و تكلم وعينه مازالت عالقة بالعمال :
- المزرعة عملة إيه في غيابي يا حاج
نظر سعيد إلي إبنه ثم تكلم بنبرة ماكرة :
- عاوز تبقي المزعة أخبارها إيه وبنت منصور ممشية مزرعة مهران أكيد حالة في النازل
تكلم الاخر بنبرة أكثر مكراً وثم أردف ومازالت أنظارة تتابع العمال :
- أنا رجعت وكل شيءٍ هيتغير
ولقد عاد جواد مره أخري نزل إلي أرض المعركة فارس جديد
...........................
والكلمات شاقة تفتت خلايا القلب والدمع يسيل علي وجنتها و هي تلمس وتهمس لفرسها و الدمع يسير من عين مطر كانه يشتاق كما هي تشتاق و غناك باكٍ شاكٍ منه وإليه للقدر والصوت هنا عذب هذه المرة ليست للمطر وليتها للزرع هذه المرة للقلب الذي يشتاق الكلمات كا الاتي،

هذه الروح تشتاق إليك هذه الروح لك تشتاق
ومضيت وكأنما اعجبك الفراق
وتركت الذى كان بينا للنار والاحتراق هى الروح
هى الروح
هى الروح
تشتاااااااااااااااق




يتبع.....



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 10:48 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس :


ما بال تلك الأيام تشتت خطاوينا نتعثر و نقع ونقوم نبكي لننسي وننسي لنعيش وهكذا هي لنا وإلينا والجميع مشتت ويريد الوصول للمنتهي بالقليل من الخسائر
كانت تجلس علي فراشها وهي تتكور علي نفسها والدموع الحارقة تهطل من وجنتها و لا تستطيع أنْ الهتاف فالصوت مختنق بداخلها لقد أخبرتها أمها عن العريس الذي يريد أنْ يتزوجها فرح قلبها كثيراً في بدأ الأمر لقد آتي ذلك الفارس الذي سيأخذها من هذا العالم لكي يدخلها عالمة هو لقد آتي الذي سيرها مخلوق كامل بدون نقصان ستعيش وتبني بيتاً مع فارسها ككل فتاة ستنجب أطفال يتكلمون ويبكون ويصرخون ستتحقق أحلامها ولكن أحلامها الوردية تساقطه أمام عينيها فالفارس تحول لكاهل يشتريها بأمواله لأنه صورة ناقصة لفتاة معيوبة يبعوها بأبخس الاثمان ليتخلصوا منها ويربحوا من ورائها المال ، بكت أمها وهي تخبرها والفتاة أمامها تكاد تموت من الحزن والقهر لقد تقدم لها سعيد غالب الرجل الذي يجبرها بما يضاعف عمرها مرتين سعيد غالب أبو جواد الذي كان معه في أعومها الدراسية يا الله لما هذا الشقاء وزوج أمها الذي يوافق علي تلك الزيجة بكت وبكت قامت وقفت أمام مرآتها تنظر إلي نفسها شعرها الناعم الطويل وعينيها الواسعة يعجبها مظرها نظرت ودققت النظر ثم حاولت أنْ تتكلم حاولت أنْ تصرخ تخرج صوتها ولكن محاولتها كانت فاشلة أنهارت علي الأرض باكية لا حول لها ولا قوة وشيطانها يوسوس لها :
- أنت فتاة ناقص هذا هو ما أرسلة لكي القدر فوافقٍي وأخرجي من كنف مختار إلي الأبد
وهتاف اخر بنبرة حانية يهتف لها:
- لما يا فداء فالأمر ليس بيدك ولا بيد أحد الأمر من عند الله فلا تحزني وربك الذي خلقك قادر أنْ يريح قلبك فلا تخافي و لا تحزني فالله معكٍ ،ولا تهربي من كنف مختار الظالم إلي كنف رجل آخر ربما طاغية. ، نظرت إلي السماء الظاهر و عينها تبكيان و لسانها يردد ياااارب
............................
وفي هذا القصر الذب تهاب منظره فهو علي مساحة شاسعةٌ من الأرض ومظهرة يدل علي سخاء أهله جلس مصطفي مهران و آدم بجانبه و العم علي علي الطرف الآخر و بجانبه ماجد الذي أمرةٌ جدةٌ أنْ يذهب معهم في حين منع الجد عاصي وهند من التوجهٌ معهم لحين الاتفاق علي كل شيءٍ كان آدم ملامحةٌ السعيدةٌ المسرورة تنبعث من وجه ، فين حين غضب مصطفي من ذلك الرجل الذي لم يستقبلهم ولم ينزل حتي الآن لكي يرحب بهم ولكن كلما نظر إلي آدم تحمل علي نفسه من آجله هو فقط..... و بخطواط واثقة تقدم وكيف لا وحامد الشافعي هو من يخطوها نظر لهم وحياهم بإيماء من رأسه ثم جلس بتكبر وغرور وهو يرحب بهم وبعد بره نظر آدم إلي الرجل وبدأ يعرفه علي العائلة كان يتكلم بحب وثقه و
- أعرفك يا حامد بيه ده يبقي الحاج مصطفي مهران و هو في مقام جدي هو اللي ربانه أنا وأخواتي بعد أبويا وجدي وده الحاج علي بعتبرة أبويا و ده ماجد حفيد الحاج مصطفي نظر حامد إلي آدم بسخرية ثم قال :
- أهلاً وسهلاً البيت نور يا حاج مصطفي
نظر مصطفي له و :
- منور بأهله و ناسه يا حامد بيه
كانت الأوضع تسير بشكل هادئ كالعادة وبدأ الكلام في أول الأمر عن العمل وما شابة حتي بدأ الحاج مصطفي بالكلام والدخول في موضوع طلب بنت حامد الشافعي فتنحنح مصطفي قائلاً :
- إحنا جين النهاردة نطلب بنتك يا حامد بيه لحفيدي الدكتور آدم، نظر حامد الشافعي إلي مصطفي مهران ثم تكلم بنبرة جامدة :
- بس اللي أعرفه يا حاج مصطفي أن آدم مش حفيدك ومش معني أنْ حضرتك ربتهم بعد أهلهم يبقوا أحفادك اللي أعرفه أنْ أخوات الدكتور بيشتغوا في المزرعة عن حضرتك والصراحة يا حاج مصطفي مش معني كده إنك تقول عليهم أحفادك !!
علامات الصدمة باتت معلقة بملامح الجميع و كأن أحدهم ضرب آدم عددت أقلام علي وجه نظر مصطفي إلي الرجل بغضب و :
- آدم قبل أي حاجة دكتور جراح كبير في مجاله و بعد ده كله آدم حفيدي مش مجرد شغال عندي يا حامد بيه
تكلم حامد ببرود ممزوج بغلاظة :
- الدكتور آدم فعلاً شخص ممتاز علي النوع الشخصي ، بس أنا لازم أعرف أنا هناسب مين وبنتي هتعيش مع مين، ثم قال بنبرة ذات مغزي ، ما أنا مش هبقي عايش علي ظهر الدنيا وبنتي شغالة عن حد
نظر مصطفي مهران إلي الرجل بغضب هو يتعمد السخرية من آدم و نسبة فقال بصوت حاد:
- لو علي النسب يا حامد بيه أنت هتناسب منصور سالم غنيم شريكِي و الكل عارف كدة وعارف مين هو سالم غنيم و هتناسب مصطفي مهران وبنتك هتبقي فوق راسنا كلنا عمرها ما تتبهدل احنا بناتنا ملوك عندنا
صُدم الرجل في أول الأمر ثم تحدث سريعاً :
- بس بنتي مش وخدة علي عيشة الفلاحين و لا المزارع بنتي لازم يكون ليها فيلا في المدينة لوحدها
نظر مصطفي لآدم ثم قال بنبرة ذات مخذى :
- ده بقي آدم هو اللي يحدده لأن آدم هو اللي هيعيش
نظر الجميع إلي آدم الذي كان يتابع بصمت وحين سمح له التكلم بات تائهاً مصدوماً ما هذا لماذا يتكلم هذا الرجل هكذا وإذا كان يستقل به من الآن فماذا بعد هو رجل لا يقبل هذا لا يقبلة حتي وإذا كان قلبة هو الثمن ولكن ما حاجة للقلب في مكان قد دُهسَت فيه الكرامة فتكلم بنبرة جامدة :
- لأسف يا حامد بيه أنا بيتي وعيشتي ومكاني هو مزرعتي وشدد علي ياء الملكية ثم نظر إلي جدة بفخر، وأنا و أخواتي بنشتغل في المزرعة لآن مش حاجه تعيبنا ومرآتي هتبقي شكلنا وهتشتغل معنا لآن الحياة تعاون ومشاركة حتي لو كانت مرآتي بنت حامد الشافعي

نظر ماجد لآدم و ابتسم علي ذلك الشاب الذي أخذ حقه ورد الصاع صاعين و كما نظر مصطفي إلي الرجل بفخر و غرور و انتها الأمر هكذا بقتل مشاعر القلب و وانتصار قلب حفظ كرامته و عاد الكل أدراجه ، ونداء من الإنسانية أنظروا بداخل الشخص قبل أن تحكموا عليه
.............................
أنهت عاصي حوارها الخاص مع فرسها مطر فصارت باتجاه قصرها تمسك بيدها أحد أغصان الأشجار تسير و تجور الغصن خلفها ثم تذكرت أمراً هاماً عليها أنْ تقوم بعدت اتصالات حتي تأمن تلك الطلبية أخرجت هاتفها من جيبها وهاتفة بعض التجار ومن يقدر أنْ يرفض لها طلباً فهي تكاد تكون المتحكمة في السوق بأكملهُ أمنت نصف الطلبية وباقي نصف العدد ولم يبقي في يدها حل يجب أنْ تهاتف جواد سعيد غالب فهو من سيتمكن من تأمين الباقي هي تتعمد أنْ تبتعد عن سعيد غالب فهي لا تحب ذلك الرجل ولكن الآن هي بحاجه لمساعدة رفيق دراستها جواد فهو من سيساعدها قامت عاصي بمهاتفته، في الوقت ذاته كان جواد يجلس يتابع بعض الأعمال علي جهاز الكومبيوتر المحمول ( لاب توب) حين أضاء هاتفة ورسم علي الشاشة اسمه تفاجأ بشدة ثم أسرع بالرد :
- ألو ، أهلاً عاصي
ردت عاصي بنبرة عاديه ف :
- أهلاً جواد، سمعت أنك رجعت البلد
- أيون أنبارح
- حمد لله علي السلامة
- الله يسلمك يا عاصي
ترددت قبل أن تتحدث معه في الأمر فشعر هو بترددها وبعد بره تكلمت هي بخفوت :
- جواد كنت عوزه كمّية من العجول البتلوا ، عشان المصنع وأنا لأسف مش متوفر عندي ممكن تساعدني
- إنتظر قليلاً ثم تكلم : أكيد يا عاصي الكمّية اللي أنت ٍعوزها موجودة تقدري تبعتي يأخذوها بكره
تنفست بصوت مسموع ثم شكرته بسرعة و أسرعت بغلق الخط وها هي قد أمنت الطلبية وبقي أنْ تطمئن قلبها علي أخيها ظلت تجول بداخل المزرعة وتتفقد بعض الأشياء لكي تشغل نفسه حتي يعود أخيها، وعلي الجانب الأخر كان جواد يقف أمام نافذة عرفته و يتمتمم ببعض الكلمات
ولا نستمع منها إلا القليل... متي يا عاصي متي!!؟
................ .....
جلساً بغرفة نومه شارداً كلياً يفكر المدة التي أعطاها لهُ جده تقترب لابد أنْ يعود أرض الوطن ولكن لمن يعود لأمه لأبيه لأخوته الجميع هُناك بأوديه مُتفرقه ومع ذلك كله يريدون أنْ يعود هو إعتاد علي عمله هُنا إعتاد علي نمط حياته هُنا هو يشعر أنه أعتاد علي أغلاط أصبحت لهُ ملاذهُ ولكن عمله هُنا أصدقائه هُنا وذكريات وأهل هُنا لما أنت مُشتت هكذا يا عز هُنا غربة وهُناك ذكريات وأوجاع ذكريات بعضها يضحكه والأخر يسكرهُ حزنّ ولكن هو تمرد عن أحزانه منذ زمن بعيد وأقسم أنْ لا يكون في قلبة مجال لهذا المعتوه الذي يسمي الحب مرة آخري أقسم علي أنْ يكون قلبة متحرراً بعيداً عن المسميات و أنْ يكون طيار يرحل ويرحل ويسافر ويبعد ولا يستقر بمكان وكل هذا من أجل حبه الأول فالحب الأول أما أنْ يعلوا بصاحبه إلي السموات السبع أو يهبط به إلي أعماق الأرض ولقد هوي به، تذكر فتاة جميلةٌ كانت تقف خلف شجرة تضحك وهو يبحث عنها هنا وهناك وعندما وجدها كانت بين أحضان اخر تذكر ذلك الخوف عليها من كل شيء تذكر قلبه الذي تحطم من أقرب الأقربين ومن بعدها ترك كل شيءٍ باحثاً عن حرية لقلبة من وهم يدعي الحب والآن هو سيعود إليهم ولكنه لا يجزم أنه سيبقي هناك طويلاً فهو صقر شارد أعتاد أنْ لا يظل علي أرض واحدة طويلاً فهو طليق
......................
قص الجد مصطفي باختصار ما دار في منزل حامد الشافعي وكأنه يقص عقوبة القدر لهُ منذّ فهو منذّ زمن تمرد هو علي زوجة ابنه وكثير من الناس فوجد الآن من يتمرد عليه بصورة أخرة شبيه لذلك، نظرت عاصي إلي أختها التي نظرت لها بنظرات ضائعة أنها تلقي اللوّم علي عاتقها بينما نظرات عاصي باتجاه الطابق العلوي حيث غرفة أخيها الذي أنسحب إليها منذ أنْ وصل فتركت الجميع يتحدثون وصعدت إليه بخطوات متسرعة وحين أرادت الدخول إلي غرفته كان العائق الوحيد هنا أنْ آدم اختلي بنفسه وأوصد الباب خلفه اضطربت مشاعرها جداً خائفة عليه أخيها سندها لا تدري لما الآن شعرت أنها المتسببة في هذا كله كان يجب عليها حين اكتشفت معدن تلك الفتاة أنْ تقف أمامهُ تمنعهُ من الانجراف وراء مشاعر هوجاء كهذه ولكن ما بها تقول هذا الكلام وهي التي لا تقدر علي محوا تلك المشاعر التي أدت إلي سقوطها تحت أقدام مجهول يتأهل قلبها نظرت إلي الباب وطرقتهُ مره أثنان ثلاثة ولا تستمع صوته فهتفت به تكرر علي مسامعهٌ العهد عهدنا يا أخي الذي تعدنا به منذّ زمن القلوب تنزف و الجروح ملتهبة والأيدي تُداوي تعاهدنا أنْ نصبح لبعضنا الترياق الذي يشفي فكفي أحزان وأسرع لأحضاني هتفت عاصي بطريقة حانيه:
- آدم أنا عاصي
وكأنه كان ينتظرها ينتظر تلك النبرة فهرول إليها مثل طفل يسرع لأحضان أمه فتح بابه وألقي نفسه داخل أحضانه وجعه ليس من حبيبة ولا من شعور بالرفض وجع الإنسان الحر يكون مقتصر تحت كلمة ( الكرامةٌ) وجعهٌ بكرامتهُ التي يشعر الآن وكأنها تهشمت إلي فتات نظرت لهُ بنظرات حانية و الدموع ملأت عينها فأصبح لونهم قاتم مُموج باحمرار فأشار لها رافضاً تلك الدموع رافضاً أنْ تتوجع رافضاً دموع غاليتهُ و أخيراً أجبره لسانه علي الكلام
- كان بيبيع و يشتري ويساوم يا عاصي بيتكلم بغرور وكانه ملك الكون مهموش أنْ أنا مين لاء همه كله هدفع كام و ليه إحنا هنا في المزرعة وعيشين عادي ليه مش متصنعين حياة زائفة مهمش حتى أنْ بحب بنته وشريها لاء الأهم أنه يفرض شروطه بس أنا اللي رفضت يا عاصي جدك مصطفي قالها ليا قبل كده
( الإنسان كرامة يا آدم ممكن قلبه ينكسر ممكن يحصله أي حاجه كله يتعالج إلا الكرامة لو ضاعه يبقي الشخص بقي مسخ متصنع إنسانيته راحت منه) وأنا حفظة علي كرمتي يا عاصي حتى لو هتوجع بس كله يهون
نظرت لهُ و لا تتحمل سخونة الدموع الحبيسة بين جفونها فهطلت علي وجنتها و قالت بصوت متحشرج باكي :
- آدم هما اللي خسروا مش أنت وده نصيب يا آدم
نظر إليها بتفحص قبل أنْ يقول بنبرة حزينة :
- نصيب!! نفسي نبطل نعمل النصيب شماعة نعلق عليها أخطئنا، دي غلطة مني أنا يا عاصي أنْ اتغصيت عنّ حجات كتير مكنش لازم أتغاضى عنّها كان لأزم أعرف أنْ لما سمحت ليها مره تتعالي عليا أنها هتتكرر بس من أهلها
- آدم ده خير ليك، يعني تحمد ربنا علي كل حال
- اكتست نبرةٌ بيأس قبل أنْ يقول : أنا حبيتها
- وبنبرة عقلانية اعتادت عليها : ولو هي بتحبك هتحارب معك وهتبقي ليك ولو سبتك لوحدك يا آدم ، وكأنها تخاطب نفسها، يبقي متستهلش تفكر فيها
.................................................. ....
بخار الماء يتصاعد ويتركز علي المرآه بصورة ضبابية و صورتها التي تتجسد أمامها تغيب عن نظرها تدريجياً و تعاود محو الضباب بيدها وتتكون صورة أخري من الضباب وهكذا تتوالي والصورة تتحول إلي فتاة يائسة من مظهرها وجهها الشاحب يدل علي حالتها و كأنها تحفظ صورتها قبل أنْ تأخذ قرار مفارقتها الحياة برغبتها هي ستتركه فهي كدمية التي يضعونها في الموضع المختار لها ولكن ليس برغبتها لا رغبتهم هي التي تتحكم بها وحين قربت الشفرة المعدنية لكي تقطع شريانها لكي يتوقف ذلك النابض ليذكرها بكل ما في هذا العالم ولكن صيحات الخادمة أخرجتها من عالمها اليائس
- والصوت مهلهل مفرح : ست سلمي ست سلمي عز بيه رجع.......!!!




يتبع....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 10:52 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع :


والغائب قد عاد وأخيراً لأرض الوطن لحضن أمه وعلي الرغم من الخلاف معها دائما فهو يعشق ذلك المكان حضن أمهٌ وطنه بحق أما عن أبيه فقد سعد وبشدة بعد سلام و عناق دام لساعات وساعات كان عز الدين يشعر بشعور ألفه أفتقده كثيراً ولكن ما يستغرب لهُ حقاً تلك الصغيرة التي ألقت السلام عليه بفطور و نظرت له نظرات بارده لا تحمل أي مشاعر اشتياق ما بالها فهو يفتقدها كثيراً صغيرته لقد كبرت وأصبحت عروس فاتنةٌ ولكن ماذا بها يشعر أن حولها هاله من الحزن تحجب أشعة شمس عينها أن تنشر كانت إيمان سعيدة جداً هي وكامل بعودة ابنهم البكر تجاهل عز الدين غياب أخية لا يعلم هل هذا جفاء أم تجاهل أم كراهية هل وصل به الأمر أن يكره أخيه لا يعلم ما هذا الشعور الذي يسيطر عليه فماجد اخية الأصغر ويتذكر عز أن كان الأقرب إليه في طفولته الآن يشعر بالضياع ماذا سيفعل من أجل شعور اتجاه أخيه وأخته التي لا يفهم نظراتها و أمه التي من الواضح أنها بدأت أن تخططت له ماذا سيفعل في خلال الأيام القادمة وجدةٌ تنحنح بقوة وهو ينظر إلي أمه التي تعرض عليه بعض المخططات حول السفر معه ومع أصحابها للتنزه بالغردقة وبعض المدن الساحلية فقاطعها بنبرة جادة ومتزنة :
- أنا لازم أروح لجدي يا ماما أجلي كل ده الوقت
نظرت لهُ إيمان بعتاب وهتفت :
- أنت لحقت تيجي عشان تسافر لجدك يا عز الدين أنا عوزاك معايا
تابعة سلمي الحوار الدائر بسخرية ثم أنهت طعامها بصمت واستأذنت لكي تصعد إلي غرفتها فأخذ عز الدين يتابعها وهي تبتعد بينما نظر كامل إلي زوجته بنظرات استعطاف فهمتهٌ علي الفور و ظفرت بضيق و هتفت بصوت حاد
- مش قبل ما مصطفي مهران يوافق
ثم رحلت عنهم هي الأخرة وهو لا يفقه شيئاً مما يحدث حولةٌ وكأنه أغرب ما يكون عن تلك الأسرة فهم لكي يسأل أبيه عن سبب حزن سلمي فتكلم كامل قبل أن يهتف بالسؤال :
- عرفة ضريبة السفر يا عز أنك تكون غريب في وسط عشك بس أنا هحكيلك لأن أنت اللي ممكن تتصرف ، وبدأ يقص عليه القصة من أول
ها قصة سلمي و أحمد التي وشمت بلعنة الماضي
.........................................
يهتف بأعلى صوتً لهُ منذّ الصباح الباكر والجميع مشغول بالعمل لا يهتم أحد بأمره هو يريد المغادرة منذّ الصباح لكي لا يتأخر علي عملة بعد أن اطمئن علي طلبيتهُ ٌ، ولكن بفعل الأجواء في المزرعة هناك بعض العنزات اتخذت من السيارة التابعة لهُ مسكن فالبعض يقف عليها والبعض متسطح تحتها وهو سيجن حتماً حين لمحها تسير باتجاه الحقل وهي تعدل من وضع وشاحها الذي يلتف حول رأسها بصورة عمامة كالعادة فهتف صائحاً بغضب :
- أنتٍ يا حجه أنتٍ ، يا حجه عاصي
كانت تستمع له جيداً وتعلم أنه يهتف لها فتعمدت أن تتجاهله بسبب تلك السخرية ولكنها بعد لحظات من الصيحات الغاضبة فنطرت له ببرود واتجهت إليه بخطوات متمهلة وتعمدت أن ترد له الصاع والسخرية:
- نعم في حاجه يا حاج ماجد في حاجة
نظر لها بغيظ شديد من يتكلم معه عاصي نظر لها بنظرات ساخرة و :
- تعالي خدي بهيمك دول بدل ما أموتهم ليكٍ بالعربية
نظرت هي للعنزات وابتسمت بشدة لكي تزيد من غضبة و :
- دول بيرحبوا بيك يا ماجد ليه أنت مش بتفهم في الزوق كده ده بدل ما تخدهم بالحضن وترحب بهم
نظر ماجد لها بغضب وغيط ثم هتف :
نزلي الزبالة دول من علي العربية يا عاصي أحسنلك
اغتاظت هي الأخر فهتفت صائحة بغضب :
- حيث كده بقي يا ماجد باشا أتصرف أنت عنّ إذنك عندي شغل ، ثم نظرت إلي العنزات وقالت موصكوش علي عموا ماجد يا ولاد
ورحلت وهو يكور قبضت يده بغل و يصيح لكي يأتي من يساعده في هذا الأمر، حتى وقعت عينه علي تلك البائسة التي تسير حزينة فنظر لها بتمعن ثم اتجها هتف مسرعاً :
- يا أنسة لو سمحتي من فضلك يا أنسه
استمعت فداء إلي ذلك الصوت فنظرت إلي صاحبة وسلطت أنظارها عليه وابتسمت بعذوبة وسارت باتجاه ماجد الذي سلط أنظاره عليها من هذه الفتاة يا تري نظر لها بنظرات مطولة فأشارت له كل يفيق من شروده فنظر إلي العنزات وقال بصوت عذب :
- ممكن لو سمحتي تبعديهم عن العربية
ابتسمت له بعذوبة وذهبت وأبعدت العنزات تابعها ماجد في كل حركاتها ثم وقفت أمام تشير له أنها انتهت تعجب منها كثيراً لماذا لا تتكلم مع و
- شكراً يا...! أسمك إيه؟
- نظرت لهُ ثم أخرجت مفكرتها و كتبت إسمي فداء ، فهم ماجد علي الفور أن الجميلة الحسناء لا تتكلم حزن من أجل تلك الفتاة بشدة ولكنه تدارك الموقف سريعاً حتى لا يسبب لها الاحراج و شكرها مره أخري حيث هتف :
-شكراً يا جميل
وانصرف من المزرعة بينما تابعة هي السيارة وهي تبتسم كعادتها
.....................
في أحد مستشفيات العاصمة كان آدم يجلس علي مكتبهٍ شارداً حين دلفت أحدي العاملات وهي تحمل بيها كروبًا من الشاي الساخن وضعته علي المكتب أمامه كانت إمراة في العقد الستين فنطر آدم لها وتنحنح قائلاً :
- شكراً يا أم محمد معلش تعبتك
نظرت العاملة لآدم بحنان وهتفت : الشكر لله يا دكتور آدم تحت أمرك
- الأمر لله وحده، معلش هي الدكتور سلوي جت
نظرت المرأة لآدم بضجر و بنبرة مختنقة خافته : جت يا دكتور هي في مكتبها ، ثم قالت بصوت هامس حرباية
قام آدم علي الفور حين هتفت العامل واتجها ناحية الباب و خرج منه مسرعاً إلي تلك الغرفة غرفة الدكتورة سلوي حامد الشافعي دلف آدم إلي الداخل بغضب فانتفضت الفتاة التي كانت تجلس علي مكتبها ووقفت أمام آدم و :
- إيه مش تخبط ولا هي وكاله من غير بواب
نظر لها بتعجب قبل أن يلتفت خلفة ليراي هل كانت تحدثه مهو تقول له هذا الكلام أم لغيره لم يجد غيره هو وهي في المكان فنظر له وهو متعجباً كأنه ولأول مره يراها أمامه علي حقيقتها فهتف، أنتٍ بتقولي ليا الكلام ده ، ثم ضحك ساخراً و نظرت له بأعين محتقنه بالغضب ثم قالت:
- أنت عاوز إيه الوقت يا آدم مش انسحبت أنبارح من غير ما توافق علي شروط بابا و أحرجتني معه
- نعم أنا اللي أحرجتك ولا حضرتك، لما أنتِ عوزه وبتفكري تقعدي لوحدك وبعيد عن المزرعة معرفتش الكلام ده ليه قبل ولدك
- عشان أنا سلوي حامد الشافعي كان لازم تفهم ده لوحدك أنا عمري بقبل أقعد في مزرعة لاء ومع أخوتك إلي وحدة فيهم مش بتعرف تتعامل إلا مع البهايم والتانية عقلها عقل طفل في الروضة.
- نظر لها وعينه اشتعلت بفعل الغضب الذي يعتريه ثم تفوه : بصي بقي يا بنت الشافعي كلمه تانية وهتشوفٍ اللي عمرك ما تتخيليه وتعرفٍ أنا هشكر ربي كل يوم أنك بنتي علي حقيقتكِ يا دكتورة
وأسرع بالخروج من الغرفة بل من المستشفى ككل أحبها بل فوتنا بها منذ أن راها في أول يوم عمل لها واثقه جذابة ماهره يقسم أنها كانت جميع الأعين محدقة بها عندما دلفت إلي المشفى ولكن يبقي وراء كل إنسان وجه أخر نعلمه في الشدائد ووجه سلوي الخفي كان شيطان متقنع في صورة ملاك وهكذا ينخدع البعض منه وراء مظهر مُصطنع وتتوالي الصدمات بعد الخداع.
...................................
كانت تبحث عنها هنا وهناك من منذ الصباح ترسل لها تسأل عنها ولا مجيب فأين أنتٍ يا فداء عندما تغيب هكذا تعلم عاصي أن هناك خطب ما وفداء تعلم أنها ستغضب ومن أجل هذا تتهرب ولكن لمتي يا فداء نظرت كانت عائشة تسير باتجاه مزرعة الماشية فهتفت عاصي باسمها فأسرعت عائشة إليها نظرت عاصي إلي عائشة بجدية و :
- عائشة عوزاكِ تشوفي حساب جواد كام وتحضري المبلغ كامل أنتٍ وفداء عشان نخلص من الموضوع ده
- حاضر يا عاصي بس عندنا مشكلة أنتِ عارفه أن موسم الحصاد قرب والآلات عوزه يتعمل لها صيانة عشان مكنات حصاد القمح
- نظرت عاصي لها بجدية ثم قالت : هكلم عم علي يشوف حد شاطر يعمل لهم صيانه عليهم كويس أنك فكرتيني ، ثم صمتت و أكملت ، المواشي كده أتسلمت للمصنع
- أيون كل حاجه تمام المهندس جواد بعتهم وتأكدت من كل حاجه
- طيب تمام كدة ، يا ريت تخلصي موضوع الحسابات كمان مع فداء هي فين مش بينه إنهارده
- كانت من شوية عند الساقية
- نظرت لها عاصي ثم حركة رأسها بعدم اقتناع وقالت لها : طيب أنا هروح أشوفها
وسارت تبحث عن فداء تريد أن تعرف ماذا هناك لماذا تتهرب منها
..............................
بعد أن أنها عملة عاد إلي البيت متأخراً حتى يتهرب من تحقيق أمه فهو الأن لا يقوي علي فعل أي شيءٍ سواء الراحة يريد أن يأخذ قسطاً من الراحة حتى يفكر في مشكلة أخته يريد أن يساعدها باي شكل يجب أن تعود سلمي صغيرة من جديد كما كانت دواماً كان سيتحدث مع جدة ولكن موضوع آدم أوقف عقلة عنّ التفكير الصدمة الأولي له عندما عرف أسم الفتاة الذي رغب آدم بالزواج منها والثانية كلام حامد الشافعي لصديقة كان قاسي والأهم من هذا كله والذي يشغل فكرة كله كيف يمكنه أن يجعل المزرعة تحت سيطرته كيف يضمن هذا والمزرعة بيدها هي عاصي فكيف يجعل المزرعة ملك له ولكنه توقف عن التفكير عندما سمع صوت شاب يأتي من داخل حديقة منزله من هذا والوقت متأخر أقترب من مصدر الصوت يكاد يكذب أذنيه لا ليس هو بالتأكيد غيرة هذا مستحيل هل عاد؟ بينما كان الآخر يضحك بشدة وهو يتحدث في هاتفه ويعطيه ظهرة دقات قلب ماجد تسمع نعم تسمع هل عاد بعد كل هذا الوقت بعد كل هذا البعد بعد كل هذا الجفاء هل عاد بعد هجران أه يا أخي كم اشتقت لك ولكل أفعالك كم اشتقت لكل حماقتك اشتقت لك بينما أنها عز الدين اتصاله مع صديقة فرنسيا استدار عائداً حين وجده يقف خلفة ينظر له يعانقه بعينه والمشهد إنتها بعناق اجتماع شريدين عناق ولكنه عناق مميت كل منهم يدفن مشاعرة بداخلة ويتصنع البرود والفتور والاثنان طبعاً واحداً يتمسكون بالكبرياء والعناد هتف ماجد أولاً بعبارات باردة خالية من أي مشاعر فرد عليه بنبرة أكثر تبرداً وكأنه يقول له لا يا أخي الصغير فأنا أستاذك في كل هذا وهل يتفوق التلميذ علي معلمه!!!!
- الحمد لله علي سلمتك
- شكراً يا ماجد، عامل إيه
- الحمد لله كويس و إنت
- بخير
والصمت خيم عليهم فاستأذن ماجد راحلاً إلي غرفته لكي يستريح فوفق عز الدين و انصرف ماجد بينما نظر عز الدين إلي اتجاه أخر بينما كانت تراقب هي من شرفة غرفتها وتبتسم ساخرتاً من هذا الوضع فالأغراب يتعاملون بمشاعر عند الترحاب بالفرحة والحب لا بالبرود والخزن هل هذا سلام أخوه لم يشاهدان بعضهما بعض منذ زمن أم هذا عقاب من رب السماء أما ماذا ودت والآن لو تصرخ في وجههما ودت لو تقول لهم أنا بحاجه إليكم أرجوكم ودت ورغبت وهتف القلب معلن وسكات الجميع عندما أنسحب عز الدين من المشهد بعد سماعة صوت هاتفه وبقي الآخر يتابعه من بعيد وهي تتابع من منطقة أبعد فأين الإخوة و أين المدد
....................................
يسير عائداً إلي المزرعة يريد أن يختلط بالأجواء حتي لا ينتصر عليه شيطانة يريد أن يضع حل لهتاف يأتي بصوت متقطع بأن يستمر في حب فتاة خدعته بحب زائف يريد أن يجلس مع أخواته يريد أن يشعر بوجودهم لكي يصمد، علي قراره هم وفقط هو لهم ومن أجلهم وكفي كفي أيها الشيطان
...........................
وقف مختار أمام الحاج سعيد غالب يخبره بالموافقة علي الزوج ويبتسم ببرود والآخر سعيداً بهذا الخبر سيتزوج من فتاة صغير وجميلة بال هي تعددت مراحل الجمال فخور بذاته بينما الأخر يحادث نفسه فارحاً ببيعته والاثنان غير مهتمان بحل تلك الفتاة التي لا حول لها ولا قوة فشروط هنا هي المتعة بدفع الأموال وموت موت للإنسانية:
- هتف سعيد : خلاص يا مُختار يبقي الفرح والدخلة بعد أسبوعين.
- رد الثاني مسرعاً : اللي تشوفه يا حاج سعيد إحنا جاهزين
- أنا عوزها بالهدوم اللي عليها زي ما قولتلك و هسجل الأرض باسمك أول أما يحصل
التمعت عينة بفرحة : هيحصل يا حاج هيحصل
.........................................
أيام التوت فصل الربيع بدأ موسم الحصاد عمل شاق الكل يعمل بجد عمال المزرعة والفلاحين والكل يسعي و يشقي وهي عليها أن تقوم بكل تلك الأعمال تساعد العمال وتشق علي مزرعة الماشية و مزرعة الخيول ومزارع الفواكه وتقابل التجار الجميع يعمل بجد وأخيراً ستأخذ ساعة بأمر جدها لكي ترتاح ولكن عليها أن تبحث عن تلك التي تتهرب منها مُنذ أيام وها قد وجدتها جالسة تحت شجرة التوت شارده جلست بجانبها فأخرتها من شرودها نظرت فداء لها متفاجئ ثم ابتسمت لها بحب بينما كانت عاصي تنظر لها وتدقق النظر بملامحها المجهدة ولن تحتمل الصمت فقالت بنبرة مهتمة :
- فداء مالك أنتِ تعبانة وبتهربي مني ليه
نظرت الثانية لها ومازالت الابتسامة مرسومه علي ثغرها وأخرجت دفترها وكتبت :
- أنا كويسة ليه بتسالي وبعدين أحنا مشغولين
قرأت عاصي ما كتبت ثم : لا مش كويسة في إيه حد مزعلك وبعدين حتي لو كنت بشوفك علي طول أنتٍ مالك
نظرت فداء لها وأخذت تبكي وتبكي وارتمت في أحضان عاصي و الأخرى لا تفهم ماذا بها دموع فداء لا تهبط بسهولة فماذا بها
.....................................
منذ أن وصل وهي تمنعه من الذهاب لجده و هو طلب من الجميع أن يخفون خبر وصوله يريد أن يذهب إليه بنفسه ولكن فاض به الأن سيذهب إلي جده يشعر بأنه يختنق فمعاملة أخته تزداد سوءاً وكلما أراد أن يتكلم معها لم تستجيب بينما علاقته بأخية تزداد جفاء وأبية يشعر بالحزن من أجل أولاده وأمه لا يهمها أحد إلا صورتها هي وفقط يريد أن يذهب لجده لكي يغير تلك الأجواء حمل حقيبته علي كتفه ثم أسرع بالخروج قبل أن تعود أمه من الخارج فهو لا يحتمل أي مناقشات الأن وحين خرج من المنزل وجده أخته تجلس أمام حوض الزهور نظر إليه هو لا يفهم لما أصبحت هكذا فهي كانت كالفراشة صغيرة تحب الضحك والفرح فلماذا اصبحت هكذا تقدم إليها وجلس أمامها وتكلم بنبرة حانية : سلمي أنا مسافر
نظرت له بتعجب سيسافر مرة أخر سيتركهم ويرحل مرة آخر ويغيب انفعالات واضطرابات وهتاف مصطحب بدموع لا لا ترحل وتتركنا مره أخري أبقي معني : عز الدين بالله عليك متبعدش تاني خليك هنا أنا فرحانه أن كلنا مع بعضنا خليك بلاش تبعد
ولاول مرة تعانقه وتبكي علي كتفه هو لم يقصد ما فهمته هو يقصد ولكن ما بها اصبحت هاشه وهكذا نظرا لها ومسد علي شعرها و : أنا مقصدش اللي وصلك أنا رايح المزرعة لجدك
نظرت له و خجلت مما فعلت ولكن فاجأها هو بطلبه لها ان تذهب معه : إيه رأيك تيجي معايا
مسحت دموعها بكف يدها كطفلة صغيرة ثم قالت له : أه هاجي معك بس بشرط
نظر لها ورفع أحد حاجبه بحركة يتفنن بها هو : شرط إيه ده
- ماجد يجي معانا وبالمرة يوصلنا إيه رأيك
- اخذ يفكر للحظات ثم : طيب ، بس.
- عرفة علي الفور مقصدة ف: أنا هكلمة وهقوله هو مش هيقولي حاجه أنت عارف
- ابتسم علي تلك الفتاة التي كانت تبكي منذ قليل ثم : طيب يله بسرعة قبل ما ماما تجي يبقي مش هنروح
-طيب حاضر
هي حزينة تكاد تموت حزنّ ولكن عليها أن تستعيد فرحة من حولها هي واثقة أن أخويها بحاجه لها هي لإعادة علاقتهما التي كانت تعشقها وستفعل هذا من أجلهم
.................................
معالم غاضبة واحتقان حين قرأت ما كتبته فداء بعد أن هدأت و مفاجأة و صريخ محمل بغضب : أنتِ بتقولي إيه سعيد غالب عاوز يتجوزك وأزاي يوفقوا علي الكلام ده إيه الهبل ده ثم هتفت بصوت عالي نسبياً علي جثتي لو الجوازة دي كملت...........


يتبع....




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-20, 10:41 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن :

من هو المظلوم وما حاله؟ لعلكم تتخيلون شعور المظلوم شعور مهين مُميت وسلاح المظلوم دمعة ثم دعوة وقلب مفتور

بحروف مترددة ويد مرتعشة كتبت عنّ فجيعتها الكبرى والأخرى لا تصدق الكلمات هذا لا يصدق هل يمكن أنْ يكون هُناك شخصاً كهذا أمام العالم هو كأبيها ومن خلف الجدران يريد اغتصابها و بكاء صماء يوحي بالعجز وعين تصرخ من شدت المهانة وأنفاس تسحب من قوة الغضب و براكين الانفعال هي تري الض…عف في صورة أخري يتجسد أمامها تري فداء بكل نقائها و طيبة قلبها تباع كجارية في سوق الجواري فأين نحن هل العصر يتقدم أم يتراجع هتفت بانفعال :
- إنتِ ملكيش رجوع البيت ده تاني أنتٍ هتفصلي معايا
نظرت لها بانصعاق و بحركة سريعة كتبت :
- وأمي و هو مش هيسمح
غضبت وغضبت وتريد أن تصرخ بأعلي صوت لها :
- أمك أنا هكلمها وهو مش هيقدر يجي جنبك لهو ولا أي حد تخلصي شغلك وانا هعدي أخدك سمعتي يا فداء
حركة رأسها بموافقة حين سارت عاصي من أمامها بخوات سريعة تريد أن تبتعد عنْ هذا المكان تريد أن تختلي بنفسها تريد أن تبكي بدون أن يشاهدها أحد ولكن قبل هذا عليها أن تقوم بعمل ضرورياً لكي تحدد في أي اتجاه تسير
..................................
كان يتابع أعماله بدقه ويهتف بغضب يزلزل من حوله والجميع يهابه وبشدة :
-إزاي ابن كامل مهران يأخد الصفقة منه أنتم أغبيه مبتفهموش ، ولا لازم كل حاجه أنا أعملها بنفسي
- يا جواد باشا العرض بتعهم كان أقل منه ومعرفناش نعم حاجه
- علشان أن موظف عندي أشبه بهايم كان زمانه عرفين هو قدم كام ونزلنه عنه بس لا أنا لازم أعمل كل حاجه بنفسي إتفضلوا علي شغلكم مش عاوز أشوف حد قدامي
خرج الموظفين من المكتب مسرعين بينما بقوا هو ينظر أمامه بغيظ و
- ماشي يا ماجد لسه المشوار كبير عمري ما هنسي كل اللي عملته فيه أنت وأخوك بس اللعب لحد حالاً من تحت الطربيزا لسلامتك بس من شيطان جواد غنيم
رنين هاتفة بنغمه مخصصه لها هي وفرحه و ابتسامه علي ثغرة أخرجته من أفكاره السامه ، رد علي الفور وابتسامة تتسع ولكن توقفه حين شعر بغضبها و:
- أهلا عاصي
- أهلا جواد، أنت كُنت عارف اللي ولدك هيعمله ده
- أهدي يا عاصي وعرفيني في إيه أنا مش فاهم حاجه
- بص أنت فين لازم أشوفك
- أنا في القاهرة وهرجع بكرة
- خلاص بكرة هشوفك، سلام حالاً
- طيب استني فهم.... سلام
لم يستطيع أن يفهم منها الأمر لابد أن ينهي كل شيءٍ حتى يتمكن من معرفت ماذا هنا أبيه وعاصي وحلقه مفقودة يجب معرفتها وبالتأكيد الأمر خطير لا يتوقف فقط علي أتصال بالهاتف يجب أن يذهب بنفسه
................
عادة إلي منزلها غاضبة فلقد قابلة في النادي زوجة حامد الشافعي التي جلست معها هي وأصدقائها فأخذت السيدة تروي لهم عنّ الدكتور الشاب الذي تقدم لخطبة أبنتها وكان معه الحاج مصطفي مهران وتستمع لرفض زوجها له لأنه يعمل هو وأخواته في الزرعة كعمال حتى لو كان معه شهادة عالية مما أغضب إيمان وبشدة هي تحب آدم واخواته عاصي وهند تحبهم وتري فيهم أمهم أبنة عمومتها التي دعمتها في طفولتها وفي مراحل عمرها وجاء أبيهم منصور ووقف بجانبها حين تقدم لها كامل من أين تعرف تلك المرأة عنّ الأصل الطيب فلو كان هؤلاء بدون أصل طيب فمن أذا صاحب أصل من نظرها ووجدت نفسها تدافع عنّ آدم وكأنها تدافع عنّ نفسها هي أمام الجميع ووجدت نفسها تتفوّه بكلمات لم تتوقع أن تتفوّه بها يوماً إذا منذّ زمن وجدت من يقل من شخصها وكانت فقيرة وعلمت أنّ هذا هو السبب والأن يقلون من آدم وأخواته وهم معهم المال والعلم و الطيب والخُلق ولكن ليس معهم الغرور والتعالي إذا فهذا المجتمع من شيمه التعالي والتفاخر و التكبر ، دلفت إلي الداخل ولكن ما سمعت جعل غضبها يتضاعف أولادها الآن في طريقهم إلي مصطفي مهران لا تريد لأولادها أنْ يذهبوا إلي ذلك الرجل تريد أن تبعدهم عنه وعنْ طغيانه ولكن ما يسعدها الآن انهم معاً ثلاثتهم معاً كم تتمني أنْ يبقوا هكذا تريد أنْ يصبحوا روح واحدة يد واحدة لكي يتفادون الصعاب معاً فهي لا تعلم هل ستظل معهم أم ستفارقهم عما قريب .
.....................
وفي السيارة كان الصمت مخيم علي الجميع بينما بداخل كل منهم شعور مختلف اضطراب و قلقل انزعاج واشتياق وكانت هي التي أول من تكلمت حتى تقرب من أخويها هي تشعر أنْ البعد بينهم يزداد وتود أن تقرب بينهم عليها الآن تبتعد بتفكيرها عنّ مشاكلها هي وتهتم بأخويها ف :
- أنا فرحانه أوي أن أحنا مع بعض وكمان ريحين عن جدوا وهشوف البنات وهشوف عاصي
نظر إليها ماجد وفرح جداً بنبرتها المرحة تلك و أراد أن يسايرها بينما الآخر ومع ذكر الاسم خفق قلبه بشدة و ونظر إلي أخته بينما هتف أخيها:
- فرحانه عشان احنا مع بعض دي حاجه تفرح وأنك هتشوفي جدك ماشي ، نظر له عز في تلك اللحظة ودقق له النظر فأكمل الثاني، أنما فرحانه أنك هتشوفي كعبول هي دي حاجه تفرح ولا هند أم لسانين كمان ده بقي اللي مش يفرح
نظرت له سلمي بغضب وشراسة :
- أنت رجعت تاني تقول لعاصي يا كعبول حرام عليك ثم نظرت لعز الدين بغضب عجبك كده أنت اللي طلعت الاسم ده عليها حرام عليك يا عز أه ماجد بيقوله ليها علي طول
ضحك عز الدين بشدة وهو يتذكر ذكري بعيدة عندما أطلق عليها هذا الاسم :
- أنتم لسه فاكرين الموضوع ده والله أنا نسيت زمانها كبرت وأكيد أتغيرت
- أه كبرت ومش عاوزه أقولك بقيت قمر قمر قمر ولا كعبول ولا حاجه من الهبل ده بس ماجد بيحب يعندها أصلهم ناقر ونقير
هكذا هتف سلمي بفرحه عارمه من سير الحديث بينما رد ماجد :
- قمر إيه يا سلمي قمر بالستر يا أختي دي كائن التنحه والرذالة المتنقل فتات علمها البهايم و أكيد أنتٍ معجبة بيها ما أنتٍ فتاة النكد
نظرت سلمي لماجد بغيظ شديد بينما ضحك عز الدين بشدة فقالت له سلمي :
- ماشي يا بيدوا فاكر أنت الاسم ده والله لقوله لعاصي تقوله ليك ووحده بوحده بقي
- إياكِ يا سلمي إياكِ أنا وكعبول حالاً في حرب باردة وإياكِ تمسك عليا حاجه
نظر عز الدين إلي أخيه باستغراب فهو يتكلم بحماس شديد و شرد ذكرياته مع فتات الحقول خاصته عاصي دائماً كان الاسم يغيظها.... تلك العاصي رأسها يشبه تلك الجبال لذلك يصعب ترويضها كانت فتاة مشاكسة له متعلقة به في صغرها عندما وكبر هو كان هذا التعلق يزعجه فهي كانت تراقبه لتبقي بجانبه حتي ذلك اليوم الذي ابتعدت عنه بعد فعلته معها يتذكر ذلك اليوم وبشدة أنزعج من نفسه بعدها ولكن كان قد فعلها و سرق منها براءتها و رحل بعدها بدون أن يتأسف علي فعلته فهل نسيت الأن ما فعل وكيف ستتقبل وجوده و كيف سيتقبلها هو ذكريات معها الأن يسترجعها واحده تلي الأخرة خرج من ذكرياته علي صوت أخيه
- البنت دي إتجننت في عقلها وحسه انها بقيت حاجه وعوزه تعملي مشاكل في الشغل بس علي مين أنا وراها والزمن طويل
ابتسم علي كلمات أخية هل تلك الصغيرة تستطيع أن تزعج ماجد مهران يا لها من مشاغبة حقاً وهو يعشق المشاغبات و يشتاق الأن أن يري كعبول خاصته ليحيها علي إزعاجها لأخيه وعجباً عليك يا أبن عز أل مهران فانت الذي أزعجتها وجرحتها جروحاً عده والأن أنت تخطوا أول خطواتك إلي طريق كان أوله العاصي وأخرة المطيع للعاصي فعليك أن تخف من فرسه هادئة أصبحت مشاغبة بفعلك أنت وبفعل الأيام فويلك مما هو قادم أم يا ويلها هي
..................................................
كانت تعمل بالمزرعة بهمه ولكن بمبدأ من فضلك من بعيد لا داعي للمس هكذا هي هند تخاف من الحيوانات بشدة تقول أنهم بدون عقل ومن الممكن أن يفعلوا لها شيئاً وبطبع حيوانات كيف يمكن أن تعاتبهم ويقف بجانبها صبي يدعي كريم في الخامسة عشر من عمرة يعمل مساعداً لها في بعض الأعمال يضحك بشدة علي تلك الطبيبة التي تعطي لهُ الأوامر وهي تقف بعيداً وتخاف من أختها في العمل بشدة ومن بعيد كان يقترب هو يضحك علي الصغيرة يرها بأعين الأب تقدم أليها ووقف خلفها وأشار للصبي بأن لا يتكلم ثم وقف خلفها و مسد علي ظهرها فاتسعت حدقتها وصدمة في بادئ الأمر ثم صرخت ظنّ منها أنه حيوان بقربها و :
- عاااااااااااا
وجرت بعيداً ثم ألتفتّ خلفها فوجدت أخية يكاد يموت ضحكاً والصبي من أمامها لا يختلف عنه كثير فنظرت له بغيظ شديد وغضب ثم جرت علية وهي تُتمتم ببعض الكلمات وجهمت عليه تضربه بضربات متتالية علي صدرة فيضحك بشدة ثم حملها وسار بها بعيداً عن المزرعة وهي تركل برجليها حتي أستقر خارجاً وهو يضحك بشدة :
- يا جبانة وقال دكتورة قال
- عاااااا نزلني يا آدم أقسم بالله لعرفك تخضني كده كله من أختك عاااا والله لموتك
ظل يضحك علي أخته ثم أنزلها من علي كتفة فوقفت أمامه و :
- خلاص يا ستي معلش أصل كُنت فاكر أنك دكتوره بجد مش علي ما تفرج
- كده أنا دكتور غصب عنّ أيد المعتدين، بس اتخضيت بس
رفع حاجبة ونظر لها ثم قال لها:
- أها ما أنا عارف أن عضلاتك مقوية قلبك تعالي نشوف اختك لو عوزه مساعدة أنا جاي بدري أنهارده أه نكسب فيها ثواب
- تكسب فيها ثواب تخضني أه ما هي عاصي بقي الحب كله بدل ما تساعدني
نظر خلفها و أتسعت عينه فنظرت له بخوف ظل هكذا وهي خائفة من نظرات فهتف :
-زي ما أنتٍ يا هند أوعي تتحركٍ عشان ميعوركيش
- هو.... هو إيه ده عااااااااااا
وجرت من أمامه بسرعة فعادة لضحكة مرة أخري ومن غيرهم يرسم علي وجه الضحك هو أبيهم وأخيهم وهما له كل حياته.
.......................
الطريق طويل وشاق أخذوا، يتحدثون ويتسامرون في الماضي ورويداً رويداً بدأ الجفاء يختفي بينهم وعندما بدأت معالم أرض مصطفي مهران تعطلت السيارة بهم حاول ماجد، كثيراً أن يقوم بإصلاحها ولكنها لا تعمل فتأفف بحنق بينما تحدث سلمي بترقب :
- ها يا ماجد صلحتها ولا لسه !
-نظر لها بغضب ثم هتف منزعجاً : لسه يا أختي أصبري حد قالك عليا أن ميكانيكي سيارات
- أف الدنيا حر أوي أنا زهقت، ما تنزل يا عز تشوف فيها أيه
نظر لها ثم تكلم بانزعاج : مهو بيشوف أن ولا مش مالي عينك يعني
- لا مش قصدي بس أنت بتسوق طيارة أكيد مش هتقف قدام حتت عربية يعني
- ابتسم لها ثم هتف : أنا طيار مش ميكانيكي
جاء إليهم ماجد ومن معالم وجهه فهمة الأمر بالسيارة تعطلت وعليهم السير أو الانتظار
- أوعي تقول مش عارف تصلحها
- فعلاً مش بدور ومن عارف، أعمل أيه
- ألف طيب الحل إيه
- التف ماجد يميناً ويساراً ثم نظر خلفه فوجده فلاح يركب حمارة ويسير فتنحنح ثم هتف له وبنبرة مهذبة طلب منه المساعدة :
-لو سمحت يا ريس ممكن نطلب منك طلب
- أتفضل يا باشا
- معلش حضرتك عارف مزرعة مصطفي مهران
- إيهي وهو في حد ميعرفش مزرعة أبويا الحاج مصطفي أعرفه يا باشا
- طيب عظيم ممكن بقي توصل هنا وتقولهم ماجد بيه كامل عربية أتعطلت وتخليهم يبعتوا عربية علي المكان ده
- أي هي هو حضرتك أبن كامل بيه ولد الحاج مصطفي
- أيون أنا
- يا دي النور يا دي النور بس كده يا باشا من عينية دا أنت الغالي ولد الغالي وحفيد كبيرنا
- ربنا يخليك يا ريس...
- مجاهد مجاهد يا باشا فوريرة هروح أعرفهم وأجي
- كتر خيرك يا رئيس مجاهد
انصرف الرجل بسرعة بينما أستدار ماجد عائداً إلي سيارته ينظر مع أخواته حتي، يرسل لهم جدهم سيارة تحملهم إلي جدهم في حين أخذت سلمي تفتح مواضيع شتي حتى لا يتملك الصمت منهم .
..................
عقلها مشتت جداً لا تستطيع أن تكمل عملها وهي، بتلك الحالة فأرادت أن تنفرد بنفسها لدقائق تريد الابتعاد عنّ كل شيءٍ حولها فهي الآن بحاجة إلي الاختلاء بنفسها تجلس وحيدة وبالطبع ستذهب إلي مطر أو تصعد إلي أعلي. شجرة بالمزرعة وتجلس فوقها لتشاهد العصافير وتفكر هي غاضبة مختنقة وفضلت بأن تصعد على شجرة التوت فلقد اشتاقت لطعم التوت أيضا سارت باتجاه بعيد عنّ الفلاحين حين سمعت إلي الريس مجاهد وهو يتحدث مع احد العمال المزرعة يخبره بضرورة إرسال إلي البيه الصغير ويدعي ماجد كامل، سيارة لان سيارته تعطلت في بداية الطريق إذا فمرحاً لمن جاء له لكي تخرج من غضبها فأخذت تفكر في كيف سيكون انتقامها منه فهو جعلها تستمع إلي أمرة وتستكمل تلك الصفقة السوداء والآن لقد، جاء إليها والبادي أظلم......................!!

يتبع....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.