آخر 10 مشاركات
16 - رقم الحظ - آن شارلتون - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          15-لا وقت للحب - سو بيترز -روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          4- الغريب الغامض - صوفى ويستون - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          8-الأرملة العاشقة (الأرملة والحب) -روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          2-الحب وقيوده - ستيفانى هوارد - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحالمة أبدا ~ باتريسيا ويلسون - روايات ناتالي (الكاتـب : angel08 - )           »          أدم وحواء - أورسولا بلوم - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree2Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-20, 07:13 PM   #61

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,618
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي رواية


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحمة غنيم مشاهدة المشاركة
دلف آسر الى داخل تلك الغرفة و التى شعر انها تخنقه أكثر بجدرانها و عيناه تجول من حوله دون ان يشعر بأى شئ فقد فاق الم روحه شعوره بما حوله حتى تلك التى كانت تتحرك بشكل مضطرب من خلفه لم يكن يشعر بها .... فقد تخطت أوجاع قلبه الممزق كل شئ

أغمض عينه بعنف و كفه تمسح ملامحه عله يجد نفسه يستيقظ ليجد انه كان فقط يُعايش حلم ليس أكثر ...... لكن من منا يستطيع الهروب من واقعه ..... شعر بكف ميرال تخط على كتفه و هى تلتف لتقف أمامه بعنفوانها مما جعله يعود ليفتح عينيه على ملامحها و التى كانت تحاكى الكثير من الحدة و هى تتساءل بفضول بنبرات مشتعله

( آسر من تلك الفتاة ؟!!! .... هل حقاً أردال سوف يتزوج بها .... انها اقرب لتكون مراهقة !! ... ثم كيف تقيم معه بنفس الغرفة قبل الزواج ... الا يوجد خجل لديها )

صمت أخذ يتفاقم للحظات زادت من انتظارها هى مع روحها المتألمة لإجابته فقط لحظات و هى تنتظر دون ان تعلم عن تلك البراكين المشتعلة داخله تحرقه و تحثه ان يحرقها هى أيضاً معه حتى باغتها بسؤاله الذى اجفلها للحظات بنبرات غامضة مثل ملامحه

( هل أنتِ حقيقية ؟!! )

عقدت حاجبيها و قد فاجأها سؤاله الذى لم تفهم مغذاه لتفتح فمها كى تجيبه لكنه عاد ليتحدث قاطعاً تلك الحروف قبل ان تخرج من بين شفتها بنبرات أخذت تحتد مع كل كلمه تنطلق من ثغره

( كيف تتعاملي وكان شئ لم يكن ..... اى امرأة أنتِ .... اى امرأة التى لا تثور و هى تعلم ان قد تم خيانتها من قِبَل زوجها ؟! ..... اى امرأة تقف صامتة بهذا الشكل و هى تعلم انه قد فضل عليها امرأة اخرى .... اى أمرأة ؟!! )


صرخ بكلمته الاخيرة بوجهها مما جعلها تغلق عينيها و هى تشعر بخنجر مسموم ينغرس داخل روحها عادت لتفتح عينيها و التى التمعت بالقليل من مشاعرها التى تخفيها دائماً لتطالع نظراته الكارهه لها و هو يعود بنبرات أكثر قسوة

( متى اصبحتِ عديمة الإحساس لذلك الحد ؟! .... لقد اصبحتِ لا ترين ولا تشعرين بشئ سوى نفسك .... هل تهربين من واقع انه قد تم خيانتك كى لا ينكسر كبريائك الزائف هذا ؟! .....كى لا تخسري تلك الصورة التى ترسمينها لنفسك ! ...... لكن يؤسفني ان أقول لك انها حقيقة )

لم تشفع لها حدقتيها التى ترتجف مع شحوب وجهها أمام إعصار كلماته و هو يعود ليتساءل بالم أطل من بين نظراته التى أخذت تخترق ملامحها و قبضته ترتفع لتقبض على ذراعها بعنف بنبرات تناجى الم قلبه

( هل أحببتني يوماً أنتِ ؟!!! )

صمت و هو ينتظر إجابتها التى لم تعبر ارتجاف شفتيها ليعود و يصيح و قبضته تشتد أكثر على لحمها مما جعل اااه خائنة تتحرر رغم محاولتها لمنعها

( لما لا تجيبين .... حسناً .... تعالي انظري !! )

همس اخر كلماته بفحيح مخنوق و هو يسحبها متجهاً بها أمام مرآتها الطويلة التى تقبع بزاوية الغرفة ليقف هو خلفها و عيناه لا تزال تواجه عينيها عبر المرآة مما جعل انفاسها تتلاحق و هى تشعر بسخونه و قسوة انفاسه بجانب إذنها قبل ان تعود نبراته لتصدمها

( انظري لنفسك ميرال ..... هل أنتِ كاملة كما تدعين ؟! .... هل تستطيعي ان تحبي أحد سوى نفسك ..... انظري كم أنتِ ناقصة ...... فقط انظري ! )

صمت ليكمل بعدما أخذ نفساً حين تحجرشت نبراته من براكينه التى انفجرت بعد ان انحبست داخله طويلاً

( كم تمنيت ان تشعري بي .... ان اشعر أننى امتلك فقط جزء من قلبك ... كم وددت لو ان اصبح فقط أُمثل القليل من أولوياتك تلك التى تهتمين بها ..... لكن لم تكوني هناك .... لم تكونى هناك حين احتجت اليكِ .... حين أردت شخصاً أشاركه حياتي .... لم تكوني أنتِ هذا الشخص ميرال ... هل تعلمي لماذا ؟!! ....... لأنك لا تستطيعي ان تحبي أو تشعري بأحد ميرال ........ فقط نفسك )

ألقى أخر كلماته ليغادر تاركاً أيها تواجه نفسها أمام تلك المرآة و عينيها تلتمع بعبراتها الحبيسة التى لاتزال ترفض ان تحررها و قهر روحها يتفاقم داخلها و هو يواجه كبريائها القتيل الذى يرفض ان يعترف بانكساره بعد !!

***

أخذت تخط قدمها المرتعشة بهدوء على ارض هذا الممر الموحش الضيق الذى تكرهه و هذا الظلام من حولها يزيد من ارتجافها أكثر و أصوات تلك الضحكات الساخرة منها ترن باذنيها لتنكمش يدها على قماش ذلك الثوب المدرسى البغيض

أخذت تتلفت من حولها و انفاسها المتلاحقة تدل على خطواتها السريعة و المرتعبه و هى تحاول الا تتعثر كى لا يتمكنوا من الوصول اليها قبل ان تصل هى الى ذلك الضوء البعيد و التى ترى به أمانها ... نظرت خلفها بذعر ان تكون تلك الخطوات التى تتبعها قد تمكنت من اللحاق بها و هى تستمع اليها قد اقتربت كثيراً !!

عادت لتنظر أمامها ليشق هذا الظلام صوت صرختها حينما شعرت بجسدها الصغير يصطدم بجسد ضخم لم تتبين ملامحه من شدة الظلام حولها لتبدأ خطواتها بالتراجع للخلف و هى تترنح مع سماعها لصوت تلك الضحكة الخطيرة التى انطلقت من هذا الماثل أمامها تستمع الى صوته المرعب و هو يردد بفحيح ارعبها مع اقترابه منها ليمسك بذراعها بقسوة

( لقد أمسكت بكِ ايتها الصغيرة !! )

صرخت بعنف تردد بذلك المرر المظلم لتفتح عينها لتجد ان صدى تلك الصرخة يتردد بهذه الغرفة الغريبة عنها ايضاً !!

نظرت نارفين حولها و شعورها بالاختناق يزيد من وتيرة انفاسها المتلاحقة لتجد نفسها لاتزال قابعة على تلك الأريكة

رفعت كفها التى ترتجف بعنف لتزيل قطرات العرق التى تجمعت على جبينها و هى تدرك ان ما عايشته لم يكن سوى كابوس مرعب .... هذا الكبوس الذى يلاحقها منذ زمن !! ...... لكنها لا تزال هنا فى هذه الغرفة و على نفس الأريكة

أخذت تتساءل و هى تحاول السيطرة على جسدها و روحها المذعورة .... ألن تستيقظ من هذا الكابوس أيضاً ؟! ...... ضمت جسدها بالم نحو صدرها لتضع رأسها على ركبتيها و هى تفكر هل ستنجو من ذلك الظلام أيضاً أم لا ... انها هى من فعلت ذلك بنفسها حينما صدقت و امانت به !

***
يتبع...
ايوه بقى حلووووو وووووووووو....اووووووووووو ي




أسماء رجائي غير متواجد حالياً  
قديم 28-08-20, 12:24 AM   #62

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
ايوه بقى حلووووو وووووووووو....اووووووووووو ي
حبيبتى يا اسوم والله تعليقك شرف ليا حقيقى 😍😍😍😍


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-20, 09:45 PM   #63

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الورد عليكم يا حلوين 😍😍

الفصل الخامس


ركضت الى الخارج الغرفة حتى شعرت بالهواء يعود الى رئتيها من جديد ليقلل من شعورها بالغثيان الذى داهمها من رائحة عطره النفاذة و القوية مثله !!

أغمضت عينيها محاولة السيطرة على انفاسها المتلاحقة و صورة نظراته الشرسة تعود لتداهم مخيلتها من جديد ....... انها تفقد القدرة على النطق بقربه تشعر انها حقاً فتاة صغيرة معاقبة أمام والدها ... هيبته التى تسبقه حيث يكون .... نظراته التى تجعلها ترتجف و تقيدها حتى بات الهرب منها مستحيل ... كيف ! ... كيف يستطيع ان يفعل ذلك ... انه كان محق حينما قال لها انها لم تتعرف على أحد مثله من قبل !!

انتفضت من تفكيرها الذى كان يتمثل بصاحب هذا المحيط الذى يسحبها داخله دون ان تعى كيف سوف تقاومه و هى تستمع الى ذلك الصوت التى حفظت معالمه جيداً و ذكرى برودة تلك الغرفة التى كادت ان تُقتل بها على يده تعود اليها من جديد

( أنتِ ماذا تفعلين هنا ايتها الفتاة ؟!!! )

التفتت نارفين بجسدها لتواجه نظرات قادير الغاضبة و الذى تبعها حديثه و اقترابه منها و هو يقول

( هل تظني انكِ قد ربحتِ ايتها الصغيرة ؟! )

اقترب منها أكثر و هو يمسك ذراعها بعنف اقشعر له جسدها بينما كان يكمل

( لا أريد ان ارى ظلك بهذا القصر فى وجودي هل تفهمين ... فأنا سوف ألقى بك خارجاً قريباً جداً فأنا اعلم امثالك لماذا يسعون )

نظرت اليه بقهر و الم لم يعد يتحمله قلبها ترفض ان تكون حقيرة بتلك الصورة أمام نفسها أكثر من ذلك لماذا الكل يعاقبها وكأنها هى التى اخطات وحدها لما لا أحد يريد ان يستمع اليها ... لما الجميع يحكمون عليها بالإعدام دون ان يعو شئ من الحقيقة .... و من منهم يريد ان يستمع لها من هى من الاساس ... عادت تلك الجملة لتداهم عقلها كالناقوس فى هذه اللحظة

( انظري الى ... هنا لا مكان للضعيف ... فان كنتِ تريدين حماية نفسك و حماية طفلك يجب ان تكوني قوية ... هل تفهمين )

لتتحدث بنبرات لا تعلم كيف تمكنت من استجماعها قائلة بتحدى و قوة نابعة من قهرها

( لن تستطيع ان تفعل !! )

جحظت عينين قادير بصدمة قبل ان تشتعل بشرار و غضب أخذ يتملكه لترتفع قبضته بعنف و حركة سريعة جعلت نارفين تغمض عينيها منتظرة تلك الصفعة لتسقط على وجهها ...... لكنها انتظرت دون ان تشعر بشئ لتعود و تفتح عينيها ببطء ليصدمها هذا المشهد حيث كف قادير محتجزة فى الهواء بفعل يد أردال التى منعت عنها الصفعة و صوته الذى أخذ يزلزل روحها و هو يقول

( لن تقترب منها عمى ... فهى اصبحتِ تخصني أنا من بعد الان!! )

لم تكن عينيها تلتقط ملامح الصدمة التى تمثلت بوضوح على وجه قادير و تلك النظرات الشرسة التى قابلتها مراراً لكنها تتجه الأن نحو أردال بشكل أعظم فكانت حدقتيها متسعتان دون ان تهتز للحظة من على وجهه و رجفة خفيفة تداعب داخلها فى حين مشهد أخر اعتصر له قلبها و ذاكرتها تعود اليه و تقارن بين المشهدين بالم و غصة عنيفة تجتاح كيانها


( توقف مكانك ولا تتحرك )

تجمدت قدم آسر مع صوت قادير الذى زلزل المكان و تجمدت معه دماء نارفين التى شعرت بخنجر مسموم ينغرس داخل أعماقها و خيبة أمل تحتل داخلها و هى ترى آسر يخضع لاوامر ابيه وهو يراها مكبلة ملقاة بزاوية الغرفة دون ان ينطق باسمها من بين شفتيه التى كان يتغنى بعشقه لها بها دائماً

شعر آسر بانكسارها لكنه عاد ليطالع ابيه الذى اخذ يقترب منه ببطء حتى وقف على بعد خطوة واحدة فقط منه ..... لا يعلم من اين أتته تلك الشجاعة اللحظية ليردف برجاء

( أبى ارجوك دعها تذهب )

( وهل سوف تنسى امرها ان تركتها ترحل من هنا حية )

خرج صوته ضعيف متوسلا و هو يقول ونظرات الانكسار تطل من داخل عينيه

( لا استطيع )

هوت كف قادير بعنف اهتز له المكان و جميع العيون التى أخذت تتابع هذا المشهد فى صمت عدى تلك العيون التى اخذت تذرف عبارات القهر و الزل ...... و صقيع تملك جسده بالرغم من هذه السخونة التى أخذت تتسرب تحت كفه اثر هذه الصفعه المدوية التى تلقها للتو .... مع تلك الكلمات الذى اخذ صداها يتردد بإرجاء المكان و هذا الصوت يمثل اسوء كوابيسه

( الخيار لك آسر اما تلك الساقطة اما .... لن تكون بنى بعد اليوم .... أنا لن اخسر ما خطط له لسنوات عدة من أجل احدى نزواتك ..)

صمت عم ارجاء المكان للحظات ليعود قادير و يقطعها بشراسة اكبر و هو يقول

( أمامك دقيقة واحدة لتقرر !! )




عادت من تلك الذكريات التى ألمت روحها حتى كادت ان تخنقها على ذات النبرات التى يرتعض لها جسدها و صراخ قادير المغلول و هو يسحب يده بعنف من قبضة أردال يهدر به قائلاً بشراسة و شرار يتطاير من عينيه

( اتبعني الى المكتب حالاً )

ليغادر بعدها قبل ان يشملها بنظرات انقبض لها قلبها الذى مازال يخفق بعنف لا تعلم سببه !

عادت نظراتها نحو أردال و الذى و جدته هو الاخر ينظر لها بنظرات غامضة لا تفسر لكنها استشعرت كم الغضب الكامن داخلها لتشيح بنظراتها نحو الارض و عقلها يحثها على الهرب من أمامه قبل ان يقتلها بكلماته المعتادة ..... لكن كان هناك شئ غريب داخلها يخبرها انها يجب ان تشكره على انقاذه المتكرر لها .... حاولت ان تبحث عن كلمات لتتفوهها و قبل ان تتحرك شفتيها اتها صوته العميق بنبراته و هو يردف

( كنت اتساءل متى سوف يظهر وجهك الحقيقى ؟! )

ارتفعت عينيها نحوه بصدمه و هى تحرك شفتيها دون ان تتحدث و نبراتها عاجزة عن التعبير عما بداخلها لتراه و هو يقترب خطوه منها جعلتها تتبين نظراته التى يملؤها الكثير من الاستحقار والتى لا تعلم لماذا يستفزها بهذا الشكل المضاعف منه و هى تعلم بقراره نفسها انها لا تستحق تلك النظرات التى تخنق روحها و تقتل داخلها و قبل ان يستدير مغادراً همت لتتحدث هى هذه المرة لتكون الصدمة من حصته هو بنبرات أخذت تعلو مع كل كلمة

( لماذا على ان ان اصمت عن تلك الإهانة .... هاااا لماذا ...... لماذا يجب ان اقبل تلك النظرات ... هل تقبل أنت ان يمر احد بجانبك لا تريد له ان يفعل !! ... إذن لماذا تريد منى ان اقبل اهاناتكم ... لماذا تتعاملون معى بهذا الشكل الظالم لماذا تُحملونني أنا كل شئ و كانى أنا المخطئة الوحيدة بهذا الامر ! )

اختنقت رئتيها تطالب بالهواء مما جعلها تصمت للقليل من الوقت و هى تلهث مستنشقة بعض من الهواء الذى غادر رئتيها لتراه و هو يلتفت ليواجهها من جديد ببردوه و كأنها لم تكن تتحدث معه من الاساس !!

عادت لتتحدث أمام ظله الذى غطاها مع اقترابه منها بنبرات خافتة متألمة و متسائلة لكنها تحمل قوة لم تكون تحملها داخلها بالفعل

( لماذا اصمت و أنا استمع الى تلك الاتهامات ؟!! )

لحظات فقط تواجهت تلك الامواج المتلاطمة بمحيط عينيه مع سمائها الملبدة بالغيوم قبل ان تغمض هى عينيها بقهر بعد ان رأت ابتسامته الهازئة تعود لتزين ثغره من جديد

تستمع بعدها الى كلماته الثلجية و التى للعجب اثارت داخلها نيران لم تعلم عنها شئ قبل ان تتعرف عليه و لم تكن تعلم انها من الممكن ان تثور فقط من كلماته فهى دائماً لم تكن تهتم الى نظرة الناس لها لكن تلك الكلمات التى خرجت مسممة من بين شفتيه اصابت أعماقها

( حقاً اتهامات !! .... غريب الا تقفين الأن امامي و أنتِ تحملين طفلاً ناتج من علاقة غير شرعية مع رجل متزوج )

حقاً ان شعور ان ينغرس داخلك سكين حاد اقل الماً من هذا .... لم يعد يهمها اى شئ سوى كرامتها التى يدهسها هو بحذائه ........ تلك النيران التى أخذت تتزايد داخلها بشكل بات لا يحتمله عقلها حتى لم يعد شعورها بردات فعل جسدها موجود من الاساس فهى حقاً لم تكن تعى يدها التى ارتفعت من أجل صفعه سوى و هى تُحتجز بين كف يده السليمة بعنف جعلها تنتفض بعنف مضاعف له و هى تحاول الافلات من براثينه لكن قبضته التى كادت ان تهشم عظامها لم تسمح لها بالهروب كما ارادت خاصتاً و هى تواجه تلك العاصفة بنظراته قبل ان يهدر بفحيح ارعبها بجانب وجهها قائلاً

( قلت لكِ من قبل أننى سوف أكون أكثر من قادر على التعامل مع وجهك هذا ايتها الفتاة .... فأنا أعلم كيف اتعامل مع مثيلاتك .... فجميعكم ناكرات للمعروف )

هل جنت حقاً لا تعلم ... فهذا الشعور الاحمق الذى أخذ يتعاظم داخلها لتثبت له انها ليس كما يراها اصابها بالجنون و هى تعى فداحة ما قامت به منذ قليل فى حقه ... هو الذى منع عنها تلك الصفعة التى كادت ان تهوى على وجنتها لتقوم هى بفعلتها تلك !!

شعرت و كان روح اخرى تلبستها خاصتاً مع هذه الكلمات التى خرجت بحماقة من بين شفتيها و هى تردف بنبرات مضطربة و شئً واحد فقط تريد اثباته

( حقاً !!!! .... حقاً تعلم كيف تتعامل مع مثيلاتي .... و من هم مثيلاتي؟!! ... هل تقصد تلك المرأة التى كانت زوجتك ... و الذى على ما يبدو قد تركتك لقسوتك و برودتك !! )

انتفضت بعنف و هى تشعر بأنامله تكاد ان تخترق لحمها و نبراته التى هدرت بعنف و هو يشد من قبضته على كفها قائلاً بفحيح كاد ان يحرق وجهها

( أنتِ .... أنتِ كيف تجروئين ... من أنتِ .... و ماذا تعلمين عنى لتتحدثي هكذا ؟!! )

شعرت كأنها ورقة بين يديه و هو يقوم بهزها لتتحرك معه بكل سهولة بينما بدأت تردف بنبرات مرتجفة و عيون مغمضة أمام بركانه المتفجر لتزداد صدمته و جنونه منها

( أعلم ... لذلك اعتذر ... فأنا حقاً لا اعرف شئ لكن لماذا أنت تحكم على اخلاقي بهذا الشكل و أنت لا تعلم عنى اَي شئ من الاساس .... هل ترى ما التى تفعله بِنَا الأحكام المسبقة .... كما أنا لا اعلم شئ عنك فأنت ايضاً لا تعلم .... فالمظاهر أحياناً تكون خاطئة أيها السيد !! )

شعرت بقبضته تتراخى من على رسغها لتفتح عينيها ببطء و انفاسه الثائرة لا تزال تضرب بوجهها بعنف ... ترى نظراته الغامضة و ملامحه التى لا تفسر تواجهها لتحاول ان تتحدث و كلمة الاعتذار هى فقط التى تداعب عقلها لكنها شعرت بحركته المفاجئة و هو ينفضها بعيداً عنه و يختفى من أمامها تاركاً جسدها يترنح قليلاً مواجهاً برودة الجو بعد ان كان يحتمى منه خلف ضخامه جسده

ارتفعت كفها لتقبض على قلبها المرتجف داخلها خوفاً كما تظن هى و هى لاتزال لا تصدق هذه الشجاعة التى تلبستها أمامه ... كيف استطاعت ان تواجهه بتلك القوة كيف ! ..... لكنها فقط تعلم شئ واحد انها لن تستطيع ان تحتمل تلك النظرات التى تحترق لها روحها .... لحظات مرت كالعاصفة التى اكتسحت روحها و الكثير من التسائلات التى أخذت تدور بعقلها قبل ان ترى قامة السيدة بشرى تظهر من خلف هذا الظلام المنتشر بإرجاء المكان و علامات الصدمة على وجهها تؤكد لها شئ واحد انها تابعة ما دار بهذا المكان منذ قليل

اخفضت نارفين رأسها نحو الارض لكنها عادت لترفعها بصدمة و هى تستمع لجملة بشرى التى هزت كيانها بعنف

( لقد هزمته !! )

تلعثمت بحروفها و هى تتساءل بوجهها الثائر الذى تنتشر به الحمرة من شدة توترها

( كيف ؟!!! )

لتعود بشرى لتردف و هى تقترب منها تمسح على شعرها البنى الذى يتخطى كتفها بالقليل من السنتيمترات

( انها المرة الاولى التى أراه بها عاجز عن عن الرد يا ابنتى و كنتِ أنتِ من عجز أمامها ..... لقد رأى أنك محقة لهذا التزم الصمت و غادر ! )

رمشت نارفين بجفنيها و هى لا تصدق تلك الكلمات التى تتحدث بها بشرى لتقول و الندم يتشرب نبراتها

( حقاً لم أكن اقصد ان أقول ذلك له ... لكننى حقاً أردت فقط ..... فقط ان يتوقف عن النظر لى بتلك الطريقة و كاننى .... كاننى ساقطة ... فأنا لست كذلك ! ) ....

عادت بشرى لتمسح على شعر نارفين بحنان مقاطعة ارتجافها و توترها الملحوظ و هى تقول

( أعلم .... أعلم يا ابنتى فهذا واضح .... لكنه لا يريد ان يرى أو يعاند حتى لا يرى ذلك .... فهو ايضاً ليس كما يبدو )

عادت نارفين لتتلعثم و هى تردف مجدداً

( كيف يعنى ؟!! )

( انه ليس بهذه القسوة الذى يظهرها ..... فتلك هى القشرة التى يظن هو انها سوف تحميه من الوقوع مجدداً ؟! )

لا تعلم لماذا انفعلت و هى تتحدث قائلة

( لماذا يتعامل معى بذلك الشكل ؟! .... أنا حقاً لم افعل له شئ ... هو الذى يتهمنى دون ان يعلم شئ )

( اهدئي يا ابنتى .. هيا تعالى معى الأن لتستريحي قليلاً فقد زاد شحوب وجهك بشكل ملحوظ .. تعالى كى تتناولي طَعَامِك فأنتِ لم تتناولى شئ منذ ان اتيت و هذا ليس جيد لك )

صمتت ... اجل ... صمتت لانها تشعر كأن تلك المواجهه قد استنفزت كيانها بأكمله لكنها ارادت ان تتساءل ... أجل ارادت ان تتساءل .... عنه!! ...و بشدة فحتى اسمه لا تعلم معناه اسم غريب لا تعتقد انها قد سمعته بحياتها من قبل !! ..... اخذ عقلها يتساءل دون ارادتها من جديد .. لماذا كل هذه القسوة و هل هو هذا الرجل القاسى أم .... أم ذلك الرجل العاشق التى رأته بتلك الصورة ؟!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 29-08-20, 09:47 PM   #64

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

دلف إلى داخل المكتب ليجد قادير يزرعه ذهاباً و اياباً و علامات الغضب تتمثل بملامحه الحادة ليصيح فور رؤيته له قائلاً و كفه تصطدم بسطح مكتبه محدثاً ضجة لم يرتجف لها شبراً واحداً من جسد أردال

( لقد فقدت عقلك أردال ..... كيف تفعل ذلك ؟! ..... هل جننت ..... كيف تنصر تلك الساقطة عليا أنا ..... هل تسخر مني أردال .... لا تجعلني أفعل أشياء لا تعجبك ! )

تقدم أردال و هو يضع يده السليمة بجيب بنطاله دون ان تتحرك عضلة واحدة من وجهه ليردف بعدها بهدوء اثار غضب قادير حد النخاع

( تلك التى تلقبها بالساقطة تحمل حفيدك عمي ... الا يمثل لك هذا فارقاً !)

تقلصت عضلات فك قادير من عبارة أردال لكنه عاد و هدر بعنف لم يقل قائلاً

( لن اسمح لها ان تنال ما تسعى اليه ... فأنا أعلم انها قد أوقعت بآسر من أجل هذا تحديداً !)

هز أردال رأسه نافياً قبل ان يقول بنبرات هازئة أشعلت خلايا عمه

( لا لا يا عمي أرجوك .... هل ترانى فتى صغير أمامك ..... أنت تعلم الكثير عن نزوات آسر .... و تعلم جيداً انها ليست أبنت هذه البلد حتى .... فلما لا تاتى بآسر هنا لنسأله من الذى سعى خلف الاخر !! )

لم تكن كلماته فقط صادمة لقادير بل كانت صادمة له هو شخصياً .... انه يدافع عنها الأن .... حتى انه يعيد حديث طارق الذى كان لا يريد تصديقه ..... هل يحدث هذا حقاً !!

( أنت تتخذ صف تلك الفتاة حقاً أردال ! .... هل تحاول ان تنتقم من عزام كما قال أم ما الذى يحدث معك ؟!! )

صدحت ضحكة هازئة من أردال قبل ان يتحدث مدعياً الصدمة بنبراته

( حقاً ؟!! .... هل هذا العزام يعطى لنفسه كل تلك الاهمية ..... يااااا له من مسكين .... انظر الى عمي أن كنت أريد الانتقام منه لكنت فعلتها منذ زمن بعيد لكنه لا يستحق فليس هو المخطئ الأكبر من وجهة نظرى ..... اما عن تلك الفتاة فأنا قلت لك انها اصبحت تحت حمايتي أنا الأن ... لذلك قم بتحذير عزام هذا و قل له ان يبتعد عنها كى لا اجعله يندم ... فأنا اعلم الكثير عن أعماله القذرة )

تراجعت نبرات قادير الحادة و هو يعلم بقرارة نفسه انه شريك بتلك الاعمال الذى يلمح لها أردال مردفاً

( لماذا تفعل ذلك إذن أردال ؟!! )

شعر أردال بحرقة بحلقه من هذا السؤال ليردف بعدها و هو يقترب من مكتب عمه الذى كان يقف خلفه بنبرات خرجت متحجرشة رغم محاولاته للسيطرة عليها

( انظر إلينا عمي ! ..... أترى تلك القسوة التى نتشارك بها معاً )

صمت و هو يرفع كفه ليشير نحو موضع قلب قادير ليكمل بعدها

( أترى هذا الفراغ الذى نمتلكه ....... فقط احاول ان احمى آسر منه ..... فيكفى يا عمي أنك نجحت ان تفعل نسخة واحدة منك ... لا تحاول ان تلحقها بنسخ اخرى فأنا لن اسمح بذلك ...... انظر حولك .... هل بقى أحد بجانبك ليشاركك حياتك القوية و المسيطرة تلك ؟!! ...... حسناً انظر الى .... هل تراني سوى رجل وحيد قد تم هجره بعد ان تم هجرك أنت !!! .... لذلك افعل ........ هل وصلتك الإجابة الان يا عمي .... فأنا أحمي طفله و امرأته كما لم أستطيع ان افعل من أجلى !! )

رأى أردال هذا ..... أجل رأى اهتزاز حدقتى قادير قبل ان يلتفت ليغادر المكان بالم ظهر عليه للمرة الاولى بعد سنوات تاركاً قادير لايزال يقف خلف مكتبه و عقله يشرد بزمن بعيد ...... بعييييييد كثيراً .... و تلك الاخطاء بل تلك الخطايا تعود لتداهم عقله !

***

اخذت تدور بإرجاء الغرفة التى تتعرف على معالمها للمرة الاولى .... نظرت الى ذلك الفراش القابع بالوسط و الذى تحاوطه الأعمدة الخشبية من جهاته الأربعة و تلك الحوائط المطلاة بالون الترابى الفاتح ... ليقابل هذا الفراش الضخم من الجهة الاخرى أريكة كبيرة الحجم ... هذه الأريكة التى احتوت جسدها منذ ساعات فقط ... لكنها توقفت قليلاً أمام هذه الساعة الكبيرة فى الحجم و التى ترتكز على صندوق خشبى عتيق بزاوية الغرفة عند تلك النوافذ الطويلة التى يحاوطونها من الثلاث جهات

شعرت بجسدها يصرخ بالإجهاد و التعب لتتقدم نحو ذلك الفراش و التى تمتزج اغطيته و وسائده بالالوان الداكنة لتتوقف قدمها قليلاً .... و عينيها تعود نحو الأريكة مجدداً لتتجة نحوها ملقية بجسدها الصغير المنهك عليها مقارنتاً بحجمها الكبير

رفعت بعدها كفها نحو عينيها و التى شعرت لتو بالالم الذى يسكنها لترى اثار أنامله الغليظة على كفها ..... لم تشعر بالغضب منه بل شعرت من نفسها .... لم تكن تتوقع ان يثور بهذا الشكل ... ان يخرج من غلاف برودته و هدوءه المعتاد ... هل يؤثر به ذلك الموضوع الى هذا الحد ... هل حقاً يشعر و يتاثر ..... ابتسمت بحماقة على تفكيرها الطفولى ..... لماذا لم تضعه هى بعقلها كأى إنسان عادى يوجد ما يؤثر به و يؤلمه !!

التقطت إذنيها صوت خطوات تقترب من باب الغرفة لتغمض عينيها و تستلقي على جانبها بحركة سريعة و هى تردد داخلها ان ذلك الحل الأمثل فربما عاد ليمطرها بإهاناته المعهودة ... فصمته و ذهابه بهذا الشكل و تركه لها لم يكون رفقاً بها من المؤكد ...... لا تعلم هل استطاعت ان تسيطر على ارتجاف جفنيها أم لا حينما شعرت بباب الغرفة ينفتح بهدوء و إذنيها تعود لتلتقط صوت خطواته بوضوح و انفاسه التى على ما يبدو لاتزال ثائرة !

شعرت باقترابه نحو الأريكة بعد ان ألقى هو سترة طاقمه الأنيق لكنها لم ترى بالطبع انعقاد حاجبيه و معالم الانزعاج و الغضب الواضحة على وجهه و ملامحه .... غضب لا يعرف سببه .... هل هو غاضب على نفسه أم عليها .... لماذا لم يرد على وقاحتها و جراءتها تلك ... هل لانه شعر حقاً انها من الممكن ان تكون محقة ؟! .... أم هو غاضب من ما تفوه به أمام عمه .... لقد تفوه بتلك التراهات التى كان طارق يرددها صباحاً .... لقد تحدث بمشاعر نسى انه يمتلك مثلها يوماً !

مسح بكفه على محيا وجهه بعنف و هو يشعر بعقله يكاد ان ينفجر لتخرج منه زفرة قوية ... ليرى تلك التى ارتجفت جفونها كردة فعل دون ان تعى هى ذلك !

عاد ليزفر من جديد قبل ان يلتقط سترته مجدداً و وجهته نحو شخصاً واحد فقط هو الذى سوف يجيب على جميع تسائلاته ... ليردف قبل ان يغادر بنبرات حازمة قوية صعقت هذه المستلقية على الأريكة تدعى النوم

( حينما أعود تكونين قد ذهبتِ لتنامي على الفراش .... فأنا لا تؤثر بي تلك الحركات الطفولية .... و مازل أنتِ لستِ قادرة على المواجهة فلا تتفوهين بالحماقات من بعد الان ايتها الصغيرة !! )

فتحت عينيها بصدمة لتجده قد غادر تاركاً كلماته ترن داخل إذنيها و بحماقة تتساءل كيف استطاع ان يعلم انها كانت تدعى النوم .... لتتحامل بعدها على جسدها المجهد متجهة نحو ذلك الفراش ... " فراشه " و التى شعرت انه يحمل ما يحمله هو من برودة و قسوة !!

جلست عليه لترتفع قدمها عن الارض قليلاً و شئ ما بداخلها يمنعها من الاستلقاء على هذا الفراش الضخم وكأنه سوف يسحبها الى داخله !! .... لكنها حاولت ان تنتزع هذا الشعور بعيداً لتُلقي بجسدها عليه ..... لم تعلم هل حقاً شعرت بلفحة هواء دافئة تداعب روحها أم هكذا خُيل لها من ذلك الدثار التى أخفت جسدها المرهق به .... لكنها و للعجب لم تثيرها هذه الرائحة العالقة بالوسائد و الدثار بالغثيان كما فعلت رائحة عطره النفاذة بها منذ قليل ....... لم تعى جفونها التى أخذت تتثاقل حتى غطت بنوم عميق لم تستطيع ان تتمتع به منذ أياماً عدة !!

***

تضارب غريب هذا الذى يحدث بعقله .... و كان هناك صراع عنيف بين إعصارين و هو يقف بالمنتصف متارجحاً بينهم بعنف فاقد السيطرة على جسده ..... وقف للحظات أمام غرفة آسر و ميرال ليستجمع قواه ممارساً جميع انواع التنفس العنيف

طرق بعدها عدة طرقات هادئة على باب الغرفة .... لتظهر بعدها ميرال أمامه بملامح لا تفسر لكنه حتى لم يلحظ ان هناك اختلافاً ما بملامحها من الأساس ليتساءل بنبراته التى عادت لثلجيتها من جديد

( أريد ان اتحدث مع آسر )

حركت ميرال رأسها اسفاً عليها هى !! ..... هى التى لم يشعر بها أحد يوماً خاصتاً هو .... لا أحد يعى اى صراع يدور داخلها .... اى ألم تحتمل .... لم تحاول ان تبتعد بنظراتها عن محيط عينيه التى لطالما تمنت ان ترى انعكاس صورتها بهم حتى ولو للحظات فقط ...... لكنها لم تكن سوى احلاماً كانت دائماً ما تنتهى على واقع قاسى حتى انه أكثر قسوة من ذلك الذى يقف أمامها !! ...... أشاحت بنظراتها لنقطة بعيدة خلف ظهره و هى تردد بنبرات مخنوقة

( لا اعلم أين هو ..... لقد غادر الغرفة منذ ساعات )

فقط إمائة رأس خفيفة .... هذا هو جوابه عليها قبل ان يغادر و يتركها تتابع ظهره العريض .... تتابع به سنين من احلام الطفولة و مشاعر ظنت انها سوف تختفى لتكتشف انها أخذت تتزايد كل يوم بشكل اعنف من الْيَوْمَ الذى قبله

***

يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 29-08-20, 09:47 PM   #65

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

ذهب أردال بوجهته نحو المسبح هذا المكان الذى كان و لايزال آسر يهرب اليه منذ الطفولة ..... ليجده كما توقع يجلس على أحد المقاعد التى تحاوط المسبح المضئ ..... لكن ما لم يتوقعه هذا الكأس الذى كان يحمله بين يديه و زجاجة المشروب تلك التى كانت تجاور المقعد و علامات الثمالة ظاهرة على ملامحه و تصرفاته !! ..... ليردّد اسمه و هو يقترب منه .... حيث أتته ضحكة آسر المتألمة و هو يتمتم بعجز هازء

( اوووووو لقد أتى ابن عمي العريس !! )

( آسر ما الذى تفعله بالله عليك لقد فقدت عقلك حقاً منذ متى و أنت تحتسي ذلك الشئ الا تخجل من نفسك ما هذا الوضع ..... هيا توقف علينا ان نتحدث )

صاح أردال به بعد ان سحب الكأس من بين يديه ...... لحظات و مالت رأس آسر للخلف ليستطيع ان يتبين ملامح أردال الذى كان يشرف عليه من علو مكملاً بذات النبرات

( حقاً و ما الذى سوف نتحدث به .... هل مثلاً سوف تستشيرنى بامور الزفاف ...... أم مثلاً عن مكان لشراء ثوب الزفاف !!)

صمت لتتسع بعدها ابتسامته المتألمة ليكمل

( ياااااااااالهى ... انها سوف تبدو كالملائكة به .... لقد أخذت تداعب أحلامى بهذا الثوب كثيراً اتعلَّم هذا أردال ...... رغم أننى كنت اعى ان هذا شبة مستحيل ... ياااااااااالهى ما الذى يحدث معى !! )

بحركة واحدة فقط من ذراع أردال السليمة و جد آسر نفسه يشهق بعنف حينما جسده الساخن من اثر المشروب واجه برودة مياه المسبح ليأتيه بعدتها صوت أردال الثائر و الذى لا يعلم كيف اصبح يفقد السيطرة على نفسه بهذا الشكل و هو يهدر به بعنف

( لقد فقدت عقلك حقاً آسر ...... هيااا عد لوعيك فعلينا ان نتحدث مطولاً هياااااا )


بعد القليل من الوقت كان آسر يجلس على ذات المقعد بعد ان قام بتبديل ثيابه و يضع أحد المناشف فوق راسه ليقوم بتجفيف شعره بها ينظر من الحين الى الاخر نحو أردال الجالس قبالته بنظرات فارغة ..... ليباغته أردال قائلاً

( هل استعدت وعيك الأن )

ليحرك له آسر راسه بالإيجاب حيث اكمل بعدها أردال قائلاً

( حسناً لنتحدث )

صمت للحظات ليعود بعدها متحدثاً

( هل تعلم شئ عن والد نارفين .... يعنى تلك الفتاة !! )

كان اى شخص يستطيع ان يرى تلك الملامح المصدومة و انعقاد حاجبى آسر الذى صمت للحظات قبل ان يردف بثقة حمقاء

( أجل ... أعلم انه متوفى )

ليعود بعدها أردال و يتساءل من جديد

( متى ؟!! .... و ما هو اسمه و كنيته ؟!! )

اجفل آسر قليلاً من السؤال قبل ان يردف بملامح مستفسرة

( لا أعلم !!! ...... لكن لماذا تسأل ؟!)

رمش أردال بعينه و هو يحاول استيعاب جملة آسر و جملة اخرى من حديثه مع طارق ترن كالناقوس بعقله ليردف بعدها

( كيف لا تعلم !! .... أنا فقط كنت اتساءل كى نعلم ان كان هناك أحدسوف يسأل عنها عن مكانها و تغيبها ؟! )

ليعود و يصدمه هذا الجواب الذى أتاه من آسر أكثر و أكثر .... حتى ان الصدمه اصبحت بقليل على شعوره

( لا ! ..... لا يوجد لها أحد !!! .... فوالديها قد توفيا منذ زمن !!.... فى الواقع لم أكن أحب ان نتحدث عن تلك الأشياء الخاصة التى تأخذنا نحو عائلتنا و ماضينا !! )

( لماذا ؟!!!! )

خرجت بخفوت من بين شفتى أردال و كأنه يخاف من الإجابة على هذا السؤال تحديداً

انعقد حاجبى آسر و هو يتلقى سؤال أردال السريع هذا .... لكنه احنى رأسه نحو الارض بألم و أنامل كفه تداعب مؤخرة رأسه بتوتر ليعود بعدها أردال مكرراً سؤاله مرة اخرى بنبرة أقوى ..... لكنه لم يتلقى اى اجابة مجدداً .... لتكون الصدمة من نصيب آسر تلك المرة و هو يستمع لكلمات أردال التى تخرج منه متلعثمة على غير عادته

( هل .... هل كنت تخفى عنها من تكون آسر ؟!!!! ...... الم تخبرها أنك متزوج ؟!! )

ارتفعت رأس آسر بصدمة نحو أردال للحظات قبل ان تعود لتنحنى من جديد بخزى شعر به ينهش داخله حيث شعر بعدها بقبضة أردال القوية التى انقبضت حول تلابيب قميصه و هو يرفعه بعنف ليواجهه مردفاً بعنف أكبر

( هل هذا صحيح تحدث ؟! )

رأى أردال تقلص عضلات فك آسر الملحوظة و التى تدل على عدم مقدرته على الحديث ليستمع بعدها الى حروفه و كلماته المبعثرة بنبرات متحجرشة و عينيه تعود لتنكسر نحو الارض مغمضاً ايها بالم و هو يردف

( لاننى أحببتها ! .... لم أستطيع ان أخبرها لاننى كنت أعلم ..... انها .... انها سوف تتخلى عنى .... لم أستطيع ان افعل أردال ..... لم أكن أعلم أننى سوف أقع بحبها الى هذا الحد !! )

كانت نظرات أردال تشمل ملامح وجه آسر بصدمة و حدقتيه متسعتين بعدم تصديق لما سمعه .... ليهتف به و هو يهزه غير أباً لألم يده المصابة الذى يفتك به

( لكنك استطعت ان تتخلى عن رجولتك أليس كذلك ؟! ..... عن اى حب تتحدث أنت ..... لقد خدعتها بكل دناءة الا تعى ذلك )

حاول آسر ان يتحدث مجدداً لكنه صمت أمام نظرات أردال المتقززة قبل ان يفلته بعنف و يغادر المكان ليلقى بنفسه هو هذه المرة داخل المسبح عله يُطفئ تلك النيران التى نشبت داخله فالتكمله لما فعل بها مخزية بشكل اكبر بكثير !!

***

ضغط بخفه على عظمة أنفه و هو جالس على الأريكة ليقلل من ذلك الصداع الذى يعصف داخل رأسه منذ أمس و عقله الذى لم يتوقف عن التفكير للحظة واحدة فقط بكل تلك الاحداث التى مرت و وجد نفسه داخلها ..... منذ هذا الاتصال الذى قلب حياته رأساً على عقب .... حيث تمنى انه لم يجيب عليه حينها ..... تردد للحظات و هو يفكر ما الذى كان ليحدث لها ان لم يُجيب على هذا الاتصال ؟!

ألقى بنظره نحوها و هى تختفى بين أغطية الفراش و وسائده .... تنام كالطفل الهارب من عقاب والدته ..... فرك جبهته بالم قبل ان تنزعج عينيه التى لم تذق طعم النوم منذ أمس عند التقائها لإشاعة الشمس التى اطلت بقوة من نوافذ الغرفة الجانبية لتنحدر بعدها عينيه نحو تلك الساعة !!!

عقد حاجبيه هو الذى كان يقف أمام تلك الساعة يتأملها لساعات حتى يقتنع ان الوقت يمضى للأمام لم يعد يرفع راسه نحوها منذ أكثر من أسبوع ! ...... نهض بتثاقل مجبراً نفسه على الذهاب من الغرفة قبل ان يفقد عقله بحق

لم يمر الكثير من الوقت و هو يخرج من باب الحمام الملحق بالغرفة مرتدياً طاقم انيق كعادته ...... ليقف اما المرآة القابعة بالزاوية فوق طاولة اغراضه الشخصية ..... تحركت يده نحو زجاجة عطره المعتادة لكنها توقفت للحظات قبل ان ترتد بعد ان ألقى بنظرة جانبية نحو هذه التى تتوسد فراشه ... لتنتقل بعدها كفه نحو أحد الأدراج لينتقى أحد ساعات معصمه الأنيقة و التى تتماشى مع طاقمه

زفر بغضب بعد محاولاته العديده بوضعها لكن ارتجاف أعصابه من إصابة يده منعته من هذا ... اجفل و هو يستمع الى ذلك الصوت الناعس و هو يقول بخفوت من خلفه

( هل تريد مساعدة ... استط.... )

( لا ..... لا اريد )

صمت ليشعر بعدها بجوابه الحاد و شعور غريب بالندم يتسلل اليه حيث عاد ليردف

( يفضّل ان ننزل معاً لنتناول الفطور مع العائلة حتى لا يشك أحد بالأمر و خاصتاً ميرال .... لذلك سوف انتظرك لتتجهزى )

التفت ليواجه وجهها الذى لا يفسر و انكماش كفيها يُعلمه عن مدى توترها ليقول مجدداً

( لن يحدث شئ أنا هنا )

( لكن )

حاولت ان تقاطعه ليردف بحدة هذه المرة

( لن يستطيع أحد ان يقترب منك )

رفعت عينيها بسرعة نحو عينيه التى اشتعلت باعصارها فهى لم تكن تريد ان تعترض خوفاً على العكس فحقاً حينما قال لها معاً أدركت انها سوف تكون بأمان .... لكنها عادت لتتمتم بتوتر خافت

( أعلم .... لكن )

نظرت نحو ثيابها التى لم تبدلها منذ ايّام لتقول بعدها

( أنا لا امتلك ثياب هنا )

( حسناً سوف اجعل بشرى تجلب لك ثياب لا يوجد هناك مشكله )

( كلا .... لا أريد شئ من هنا أنا امتلك ما يكفيني فقط أريد الذهاب الى هذا المنزل لأحضر أغراضي منه بما أننى سوف أكون سجينه بهذا المكان ! )

ارتفع حاجبيه بصدمه من حديثها لكنه حاول ان يتمالك نفسه ليقترب منها بهدوء اهتزت له حدقتيها و قد رأى هو ذلك ..... ليردف بطريقة استفزتها و تلك الرائحة التى داعبت انفها طوال الليل تلفحها بقوة الأن مع ابتسامته الهازئة التى عادت لفمه من جديد

( يسمى هذا بكبرياء الأنثى أليس هذلك !! .... حسناً سوف انتظرك بالاسف حتى تصلحى من هيئتك تلك ان كنتِ تريدين ذلك بالطبع ! )

ارتفعت نظراتها نحو المرآة لتشهق بخفوت و هى ترى خصلات شعرها المبعثرة بشكل كارثى و عينيها تعود نحو حدقتيه الجامدتين دون تعبير قبل ان يلتفت مغادراً بهدوء غريب

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 29-08-20, 09:49 PM   #66

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

شعور غريب هذا الذى يتملكها و هى تقف خلفه عند باب هذا المنزل ...... هذا المنزل الذى ظنت بحماقتها انه سوف يكون أمانها الذى فقدته منذ زمن بعيد .... هذا المنزل الذى كانت ترى به عشها معه .... لكن أين هو ..... اين هو حبيبها هذا الذى تركت كل شئ من أجله لتصطدم بواقع انه قد خدعها و أغرقها ببحور عشقه الكاذبة دون ان يعود و ينتشلها بل اطاح بها نحو تلك الدوامة العميقة بعمق جراحها منه والتى لا تعلم لها مخرج

عادت من تفكيرها لتجد نظرات أردال الغريبة تتابعها و كأنه يريد ان يستكشف ما بداخلها ....... تقدمت لتدلف الى الداخل بعد ان تنحى هو جانباً ينتظر مرورها يتبعها من بعد ذلك ... توقفت تشعر بعد عدة خطوات نحو الداخل باشياء تتهشم أسفل قدميها لتنظر الى الأسفل عاقدة الحاجبين و هى تتساءل ما هذه الأشياء التى خطت عليها اقدامها حيث و جدت العديد من الشظايا المتناثرة و بقايا تلك المزهرية الزجاجية تقبع بجانبها بالقرب من الباب ..... وهى تعى جيداً سبب تحطمها بهذا الشكل !!

تابع أردال انكماش كفها و رأسها الذى تخازل نحو الأسفل جاعلاً خصلات شعرها تنسدل لتغطى تلك الحمرة التى انتشرت به خجلاً من فعلتها فى ذلك الْيَوْمَ حينما حطمت المزهرية فوق رأسه ... حمرة جديدة عليه ليست من بكائها أو غضبها بل من خجلها !! ...... لم يستطيع هو ان يمنع فمه الذى مال بشبة ابتسامة لا توجد بقاموسنا لكنه يعتبرها تحت بند الابتسام ...... ليصدمه بعدها صوتها الذى أتاه ... حقاً لم يكن يتوقع تلك الكلمة التى خرجت من بين شفتيها بتلعثم خافت و هى تردف

( أعتذر !! )

صمت و هو يفكر بما يقول لها أو يجيبها لكنها عادت لتبعثر أفكاره من جديد حينما قالت

( أعتذر عن ذلك الْيَوْمَ ...... و يوم أمس ايضاً ..... فلم يكن عليا ان أتدخل بخصوصياتك .... لكننى لست اسفة على ردى عليك و على اتهاماتك مطلقاً ...... و الأن سوف اذهب لكى احضر الأشياء التى تلزمنى )

غادرت ...... أجل غادرت دون ان تنتظر حتى لترى هل سوف يقبل هذا الاعتذار أم لا ..... هل سوف يُجيب عليها أم لا !! ....... جال بانظاره نحو هذا المنزل الصغير و هو يعود ليتذكر تفاصيل هذا الْيَوْمَ من جديد و سؤال واحد فقط يداعب عقله بشراسة ما الذى سوف يفعله الأن ..... فالخانة اصبحت تضيق عليه بشكل مزعج ...... و تلك الفتاة التى جائت لتقلب حياته الهادئة رأساً على عقب .... هز راسه بعنف و هو يقارن بين حياته قبل دخولها و بعد ان دخلتها

زفر بعنف من تلك الحرقة التى شعر بها تشتعل داخله حين عاد بذاكرته الى حديثه مع آسر .. فهو لم يستوعب بعد فعلته ...... تعثرت قدمه بتلك الحافظة الزهرية الملقاة عند قدم الأريكة الموضوعة بالمنتصف و الذى أرجع سقوطها بهذا الشكل لذلك الْيَوْمَ ايضاً !!

انحنى بفضول غريب تملكه لربما تلك المحفظة تحمل اجابات عن تسائلاته .... التقطها بهدوء و هيبة لا تدل على انه قد انحنى من اجل شئ من الاساس ..... ليقلبها بين كفه قبل ان يقوم بفتحها !

رمش عده مرات و هو يتحقق من هذه الصورة التى ظهرت قبالته حيث كانت موضوعه خلف جيب الحافظة الشفاف .... مال فمه بصدمة و تشكيك و هو يستوعب أن هذا الشاب هو آسر دون غيره و تلك الفتاة الذى يحملها فوق ظهره بخفه بينما هى تطوق عنقه بذراعيها .... هى نارفين !! .... هدوء تملكه و هو يتابع تفاصيل الصورة ..... هذه السعادة المشعة من نظراتهم معاً .... حرك أبهمه بدقة على جميع زوايا الصورة ... ليختفى وجه آسر قليلاً من ضخامة أبهمه ... ليتوقف نظره على وجهها .... هل حقاً هى الفتاة التى توجد الأن بالداخل فشتان بين هذه الفتاة و تلك .... تلك التى أمامه بالصورة تنبض بالحياة و الحياوية .... نظراتها تشع فرح و سعادة ........ تنهد و هو يدرك انهم حقاً كالظلام الذى يستطيع ان يبتلع اى شئ الى داخله بهدوء مقيت

اهتزت كفه التى تمسك بالمحفظة و عقله لا يستوعب هذا الصوت الذى صدح بإرجاء المكان ... هل هذه حقاً صرخة أم هكذا تخيل هو !! ..... و بحركة غير إرادية وضع تلك المحفظة بجيب بنطاله ليقترب بعدها بحذر و هدوء لم ينبع من داخله لتعود أذنيه و تلتقط بعض الهمهمات المخنوقة و الذى ادرك ان نارفين هى صاحبتها ..... لتتحرك قبضته نحو سلاحه الذى لا يفارق خاصرته بحركة سريعة و قدمه تتحرك معه نحو الغرفة التى توجهت لها نارفين قبل قليل و عقله يتشوش بشكل غريب أربكه للمرة الاولى !

قبض على سلاحه بكلتا كفيه بأحكام جعله يتالم من صدى تلك الإصابة و التى لا تزال حديثة لكنه تحامل على الالم غير ابياً له و هو يسير ملتصقاً بالحائط من خلفه و رأسه تتحرك بحذر أكبر نحو فتحه الباب ... ليرى جسدها المكبل بين يدين ذلك الرجل الملثم بالسواد من رأسه لاخمص قدميه مستمعاً الى صرخاتها المكتومة بين قبضته و هى تتململ بين ذراعيه ..... شعر بكفه تهتز قليلاً و هو لا يريد ان يرتكب اى حركة حمقاء تنبه هذا الرجل على وجوده الذى و على ما يبدو لم يدركه بعد

أغمض عينيه و بحركة سريعة محكمة مدروسة و جه قبضة سلاحه نحو رأس الرجل بعنف جعله يفقد الوعى بذات اللحظة ..... مدركاً بعدها جسد نارفين الذى ترنح قليلاً ليتلقفها بين ذراعيه قبل ان تفقد سيطرتها الكاملة على توازنها ليهمس بجانب إذنيها و هو يشعر بنوبة الارتجاف التى تلبستها

( نارفين .... نارفين حسناً اهدئي أنا هنا )

شعر بارتجافها يقل لكنه لم يتوقف بعد .... لترتفع يده بتردد نحو خصلات شعرها لكنها عادت و سقطت الى كتفيها ليهزها بخفه و هو يقول بنبرات خافته

( حسناً نارفين تمالكِ نفسك عليا ان اقيده قبل ان يعود لوعيه .... هيا يجب تساعديني )

رَآه نظراتها التى تعلقت نحو عينيه كالطفل الغريق و عبراتها تهتز داخلها بعنف تحارب الهطول قبل ان تحرك رأسها له بضعف ليرفع جسدها قليلاً محملاً ثقله على الحائط و هو يتمتم بخفه الى عينيها

( نارفين انظرى الى لقد مر هذا .... أنا هنا معك لن يحدث لك شئ فقط أريد مساعدتك .... أريد حبل أو اى شئ كى أقيده أين اجد ذلك )

أخذ يهز رأسه مع حركة شفتيها ليحثها على الحديث ... ليرى كفها الصغير و المرتجف يرتفع و هى تشير لشئ ما خلف ظهره و هى تتمتم بنبرات التقطتها أذنيه بصعوبة

( هن ... هناك .... بذ .... بذلك الصندوق )

بعد عدة دقائق شعر بها انه كان يصارع شخصاً ما .... جالت نظراته من ذلك المقيد على أحد المقاعد الخشبية فى وسط غرفة المعيشة و نارفين التى تقبع على الأريكة بارتجاف جانبه .... همس باسمها بهدوء ينافى كل ما يشعر به بتلك اللحظه ليرى نظراتها الضائعه و التى كانت تتمركز نحو هذا الرجل و يدها تحاصر بطنها بعنف غريب رغم ارتجافها .... حيث تساءل بعدها بتوجس من هدوئها العجيب

( نارفين أنتِ بخير أليس كذلك ؟! .... هل تشعرين بشئً ما .... هل )

قاطعته قبل ان يكمل بهدوء ايضاً

( بخير )

أخذ يتفحص ملامحها و التى لا تدل على تلك الكلمة التى تفوهت بها مطلقاً و تشوش غريب يجتاحه و هو لا يعلم ما الذى عليه ان يفعله بهذا الوضع تحديداً .... عاد بانظاره نحو ذلك الرجل و الذى فقط رحمه منه وجودها و حالتها تلك لتتشرس ملامحه الحادة و هو ينهض متجه نحو المطبخ ليعود بعدها يحمل معه دلو ماء بارد ملقياً ايها فوق رأس ذلك المقيد مما جعله يشهق بعنف و هو يحاول استيعاب ما الذى يحدث من حوله بعد ان استعاد وعيه

اتجهت أنظار أردال بفزع نحو نارفين التى شهقت هى الآخرى على اثر صوت الرجل .... شعر بتسرعه حينما رأى حدقتيها تهتز بعنف دون ان تفارق جسد ذلك الرجل ..... ليتجه نحوها و هو يلعن كل شئ

يرى انتفاض جسدها يشتد أكثر فاكثر .... جثا على ركبتيه أمامها و يده تمتد لتصفعها بخفه و حرس و هو يتمتم اما عينيها

( نارفين ... نارفين ما الذى يحدث معك ؟؟)

تعلقت نظراتها نحو محيطه بحدث خفى قبل ان يشعر بجسدها يتشنج دون حراك مما جعله يصيح و هو يشعر بنبضات قديمه عليه تعود له من جديد و هو يهز جسدها و شعوره انها لم تعد معه بذات المكان تربكه

( نارفين ....... نارفين ما الذى يحدث معك ؟! .... يااالهى نارفين تحدثي هل تسمعينني !! )

لم ينتظر أمام منظرها هذا أكثر من ثوان معدودة لينهض بعدها بعجلة يرفعها بين ذراعه و باليد الاخرى يخرج هاتفه و أنامله تخط بارتباك عليه حتى اصاب المتصل اخيراً ليهتف بعدها بلحظات بنبرات امتزجت بين الحدة و الصياح

( طاااارق استمع الى جيداً سوف تفعل كل ما سوف اقوله لك دون ان تسال عن شئ الأن )

***

كان يقف صامتاً كالتمثال و هو يراها ممددة أمامه و دموعها تخط على وجنتها و هى لا تصدق انها لاتزال تحتفظ بالجنين بين أحشائها متمتمه بنبرات متلعثة و خافته مبحوحة لتلك الطبيبة التى تحرك هذا الجهاز الذى يكشف عن حالة الجنين و وجوده أو عدمه على بطنها المسطح بخفه

( هل حقاً لايزال موجود ... هل هو بخير ؟! )

اومات لها الطبيبة مما جعلها تجهش بالبكاء من جديد و هى تسمعها تقول

( انه قوى للغاية ... يبدو انه يتمسك بالحياة بشكل لم ارى قبله ... فحقاً حالتك كانت مزرية انها معجزة ! )

لم يستطيع دون ان يخرج تلك الكلمات من بين شفتيه لكنه لم يكن يعلم انها خرجت قوية بهذا الشكل لتلتقطها مسامعهم

( لأن أمه تتمسك به بهذا الشكل )

ارتفعت نظرات نارفين نحوه و عبراتها تسقط بصمت .... شعرت انها المرة الاولى التى ترى بها مشاعره و قد احتلت ملامحه بقوة ايضاً ... لكنها انتفضت من داخلها و هى تستمع الى الطبيبة التى قالت بنبرات سعيدة

( هل تريدون ان تستمعوا الى نبضات قلبه )

تسارعت انفاس نارفين و هى تتساءل بعدم تصديق و اندهاش تحجرشت له نبراتها

( هل يمكن هذا ؟!!!!! )

( اجل يمكن ... فأنتِ الأن قد اصبحتِ بالشهر الثالث من الحمل و تحديداً بالأسبوع العاشر )

لحظة واحدة فقط و صدح الصوت .... صوت نبضات قوية يثبت بها ذلك الراقد باحشائها وجودة و بقوة .... لتشهق نارفين بعنف واضعة كفها المرتجف فوق شفتيها لتكتم صوت بكائها العالى و هى لا تصدق ان تلك هى نبضات جنينها ... نبضات ارتجف لها جسد أردال بعنف فاجئه ..... نبضات كانت اثرها تسارع خاصته ...... لكن طرقات خفيفة على الباب .... جعلته يجفل و هو يستمع الى أحد الأطباء الذى استدعى الطبيبة التى كانت ترافقهم بحديث ما ...... لتخلو الغرفة من سواهم و تلك النبضات القارعة بعنف !

انكمشت قبضتها المرتجفة على ملاءة الفراش الأبيض كشحوب وجهها الذى لم يفارقها منذ ان وطأت اقدامها هذه البلد .... ثم ارتفعت أناملها تخط على بطنها بالم و قهر يقتلان داخلها قبل ان ترفع أنظارها لتجول أنحاء الغرفة و هذا الجهاز الذى مازال يعلن عن نبضات قلب جنينها لتنزلق دمعتها العالقة عند زاوية جفنها المتعب من كثرة البكاء ..... لتتجه عينها الى هذا الجسد الضخم الذى كان يشرف عليها من علوه و عينيه تهيج باعصارها المعتاد و مشاعر شتى تتصارع داخل جسده القابع أمامها دون ان تدرى عنها شئ من هذا الغلاف الثلجي الذى يحيط نفسه به !

ارتفعت قبضتها عن ملاءة لتخط بارتجاف على قبضته المشدودة جانبه بقوة بحركة اجفلته و تشنج لها جسده لتنتقل نظارته التى لم تفارق الجهاز الى أناملها المرتجفة قبل ان يستمع الى روحها المعذبة عبر نبراتها المتوسلة و التى اخذت تتسلل الى حنايا جسده لتشتته مع عينيها و التى تشبه السماء الممطرة الملبدة بالغيوم قبل ان تردف بحشرجة مبحوحة

( أرجوك اتوسل إليك ان ترحمنا من هذا الظلام .... انه يتماسك داخلي الى الأن و أنا لا أريد ان اخسره .... أرجوك ان تساعدنا لنترك هذا المكان .. هم لن يتركونا نحيا هنا بسلام ... أنا اعلم أنك تستطيع ان تخرجني من هنا ان أردت أنت ذلك .. أرجوك سيد أردال افعل لى أنا و طفلي هذا المعروف و دعنى اعود من حيث اتيت ... أو حتى الى حيثما تشاء لا يفرق معى لكن أتوسل إليك ان تحررني من هذا القيد الذى سقطت به بحماقتى )

تشنجت عضلاته بالكامل لكنه تماسك بعنف و هو يسحب قبضته من بين خاصتها يردف بهدوء اسعجبه هو شخصياً

( لكنه ليس طفلك وحدك ! )

تسارعت انفاسها بعنف و هى تحاول استجماع كلماتها تقول

( أعلم لذلك اتيت .... أقسم لك أنا سوف أفعل اى شئ تريده .... لن اختفى ... لن أستطيع من الاساس ... سوف اجعله يراه متى يشاء ... لكن ارجوك دعنى اذهب )

أغمض عينيه و هو يشعر بإعصار يضربه ..... ليتحامل على كل شئ هارباً من هذا الجنون الذى سوف يصيبه ان بقى أكثر بجانبها !!

أغلق الباب خلفه ليتكئ عليه بثقل جسده و روحه تاركاً ايها تبكى كما لم تفعل من قبل .... ليأتيه صوت طارق الذى يحاول التقاط انفاسه و هو يقول و خطواته تتقدم منه

( أردال ماذا هناك ... هل حدث لها شئ ؟! )

( من الذى أرسل ذلك الحقير طارق هل هو عمى قادير ؟ )

( أردال ماذا حدث هل .... )

صاح أردال مقاطعاً إياه بعنف اجفله

( من طااااااارق )

( لا أردال ليس عمك ... انه عزام ...... أردال أنت ما الذى سوف تفعله علينا ان )

قاطعة أردال مجدداً لكن تلك المرة بنبرات خرجت خافتة لكنها تمتلك من الحزم و القوة ما يكفى ليصدم طارق

( سوف نحررها من هنا طارق هذا ما يجب علينا فعله !!!!! )

نهاية الفصل الخامس ❤

قراءة ممتعة يا حلوين هستنى رايكم فى الفصل 😍🙈


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 29-08-20, 10:24 PM   #67

لينافيفي

? العضوٌ??? » 401034
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 75
?  نُقآطِيْ » لينافيفي is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يارحموشتي

لينافيفي غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-20, 10:28 PM   #68

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,618
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي رواية

فصل أكثر من رائع ياروما خصوصا رد اردال غلى قادير وهو من جواه عاوز يحاسب على روح اسر ومش عاوزه يتحول ويبقى زيهم .

ميرال قلبي واجعني عشانها بجد...اتمني تنفصل عن شبيه الرجال اسر وتلاقي حد يحبها بجد ويعوضها..

نارفين غلطانة وتستحق الي بيحصلها الحقيقة الي الان مكسبتش مني ذرة تعاطف..

دومتي مبدعة والفصل صغير المرة دي ولا بيتهيألي


أسماء رجائي غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-20, 10:36 PM   #69

هايدى حسين

? العضوٌ??? » 476937
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » هايدى حسين is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك حقيقى الفصل حلو جدا و الاحداث كمان

هايدى حسين غير متواجد حالياً  
قديم 30-08-20, 01:04 AM   #70

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لينافيفي مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك يارحموشتي
حبيبتى انت يا شيرى حقيقى تسلميلى يا قلبى على دعمك ده بجد ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.