آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          127 - بائعة الزهور -روايات ألحــــــــان (الكاتـب : Just Faith - )           »          124 - عاشقة بلا امل - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          1121-زواج ألزامي- بيني جوردان -دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          125 - كيف أنساك ؟ - روايات ألحان (الكاتـب : رهوفة العسولة - )           »          120 -أميرة النشل - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          119 - صداقة طفل - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          118-الفراق الصعب - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          116- الخير والشر - روايــات ألحــــــــــــــــــــــان (الكاتـب : Just Faith - )           »          115 - عودة الماضى - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree2Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-21, 10:00 PM   #461

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي


أحلى مساء الخير على أحلى متابعين الفصل وصل وصل وصل ❤🙈

الفصل الثاني و العشرون

( لا يا آسر ... أنا لا أريد ان أنفصل عنك .... أنا و طارق لا يوجد شئ بيننا ... لا تحاول ان تجعل منا خونه مثلك .... أنا لا اشعر بشئ نحو طارق .... انه صديقي منذ زمن و الجميع يعلم هذا !!! )

عاد طارق ليصيح بهياج و تلك الكلمات القاتلة تعود لتفتك برأسه ... عاد ليلقي ملابسه بوحشيه تتفاقم داخله نحو تلك الحقيبة التى تقبع على فراشه !!

لن يستطيع ان يتحمل أكثر من هذا ... لن يستطيع ان يراها أمامه بعد الأن ... لقد أصبح حقير أمام نفسه بما فيه الكفاية حقاً !!

أغلق الحقيبة ليُلقي بجسده بجانبها يجلس و كفيه ترتفع ليحتوى رأسه ... يشدد من غلق مقلتيه عله يستطيع ان يمحي صورتها و هى تنطق بتلك الكلمات من داخل مخيلته !! ... ياللهى كيف استطاعت ان تخدعه الى هذا الحد ؟! .... انه كان فقط ينتظر ابتسامه منها ... نظرة واحدة كانت لتكفيه !

مسح على ملامح وجهه لينهض بعدها يردد بعزيمة بينما كان يشعر بروحه تحترق ... كيانه و رجولته تنزف بعنف

( الى هذا الحد فقط يا طارق !! )

***

نظرت نارفين بضياع الى تلك الشاشة المضيئة ... شاشة هاتفها !!

تتابع هذا الاسم الذى أخذ يظهر لها بوضح !!

ابتلعت ريقها ببطء و داخلها صراع مؤلم ... صراع بين البقاء و الرحيل .... ما الذى تنتظره بعد ؟! .... لقد فقدت كل شئ .... لماذا لاتزال تهرب من الحقيقة الواضحة أمامها ؟! ... حقيقة واضحة وضوح الشمس ... حقيقة كانت تشعر بها حتى تاكدت منها بذلك اليوم ... ذلك اليوم الذى خسرت به كل شئ !!

زفرت انفاسها بهدوء كرهته تحاول ان تمنع هذا السائل التى شعرت به يتسلل الى مقلتيها .... تمسك بالهاتف بخواء روحها تجيب بخفوت حمل معه الم روحها

( سيد برهان ؟! )

التقطت نارفين تلك التنهيده الطويلة التى خرجت معها انفاس برهان براحة لتاتيها كلماته التى تحمل الكثير و الكثير من العتاب الممزوج بالقلق

( نارفين .... ياالهى لماذا لم تجيبى على اتصالاتي بكِ ايتها الفتاة .... لقد كدت ان اذهب الى القصر حقاً .... ما الذى حدث معك حتى ... )

توقف برهان عن الحديث يُدرك ما كان سوف يتفوه به بتسرع .... لكن كلماته التى توقفت كانت قد وصلت لها بالفعل ... وصلت لها و استطاعت ان تجعل الالم يدب داخل روحها ... و هل فارقها الالم حتى يعود لها من جديد ؟!!

صمت عم للحظات قليلة ... صمت ينافي هذا الصراع الذى تشعر به داخلها .... صراع اخذ ينهش روحها منذ ذلك اليوم ... صراع كان يتفاقم كل يوم عن الذى قبله و هى تنتظره !! ..... لكنه لم ياتي !!!

سحبت انفاسها بارتجاف تشعر بسخونة عبراتها تحرق وجنتيها .... تُحارب و تُحارب لتسيطر على نبراتها لتصدح بوهن بالرغم من كل محاولاتها حينما اردفت

( أنا أريد ان أرحل من هنا سيد برهان ! ... لقد قلت لى من قبل أنك تستطيع مساعدتي !! )

***

رفعت ميرال كفها بارتجاف لتطرق على باب منزله !!

لكنها عادت و تخاذلت نحو الاسفل من جديد .... كيف سوف تستطيع ان تواجهه ... كيف سوف تشرح له عن سبب فعلتها تلك ... يااالهى يجب ان تفعل يجب ان توضح له .... انه سوف يستمع لها كما يفعل دائماً ... سوف يتفهم اسبابها .... ليس عليها ان تقلق .... انه طارق !!

طارق الذى يعرفها كما لم يفعل أحد... طارق الذى يستطيع ان يرى ما لم يراه احد غيره !!

سحبت انفاسها بعمق لتعود و ترفع كفها من جديد لكنها تسمرت و هى تجد هيئة طارق تظهر أمامها !!

رمشت عدة مرات تحاول ان تستوعب ما تراه أمامها!!

تحاول ان تستوعب تلك الحقيبة كبيرة الحجم التى تقبع جانبه !! .... لا بل تحاول ان تستوعب نظراته الجامدة نحوها !!

شعرت بارتجاف شفتيها و هى تحاول ان تتحدث ... ارتجاف خفقات قلبها التى سقطت عند اقدامها جعلت حروفها تتلعثم أكثر و أكثر

( طارق ... ما تلك الحقيبة ... الى أين أنت ذاهب ؟!! )

ابتلعت ريقها بحرقة تشعر بمرار و نظراته الجامدة لاتزال تطالعها يلعن نفسه و مشاعره .... تلك المشاعر التى جعلته يخسر نفسه ... يخسر احترامه أمام نفسه قبل الجميع !!

تقدمت ميرال خطوة مضطربة ترفع كفها بارتباك نحو كفه الذى يمسك بمقبض حقيبة السفر تلك !!

تهمس بخفوت مرتجف و خفقات قلبها تتسارع بذعر داخل صدرها

( طارق ... ان ما حدث ... أنت تفهم الموضوع بشكل خاطئ ... دعني اشرح لك )

تجمد جسد ميرال حينما شعرت بكفه الآخرى تزيح اناملها برفق .... رفق جامد كملامح وجهه ... ليزيد ارتجاف و سرعة خفقاتها أكثر مع كلماته .... كلماته التى نحرتها بقسوة

( لقد فهمت الموضوع بشكل صحيح بعد زمن ميرال ... لقد فهمت كم أنكِ شخص أناني لا تفكري سوى بنفسك فقط )

شعرت بروحها تتمزق بشكل أعنف حينما استشعرت قبضته تمسك ذراعها بقسوة لم تراها منه من قبل

تستمع الى هذا الفحيح الكاره من بين نبراته ... تطالع نظراته التى تشعر بها تحرقها و تقتل روحها

( لقد عاد لكِ الأمل بأردال من جديد .... اليس كذلك ؟! )

اتسعت حدقتيها بصدمة و كلماته تشعرها بحقارة لم تشعر بها من قبل .... حقارة رات انعكاسها على نظراتها مما جعل الجنون يتلبسها لتنفض نفسها و كان هناك طيار كهربائي قد مسها تردد بحدة امتزجت مع الم روحها

( توقف طارق أرجوك لا تفعل .... لقد فعلت هذا من أجل نارفين و أردال أقسم لك .... أنا ... أنا لم أعد أحب أردال .... لم أعد أريده كما تقول ! )

تابعت ميرال ابتسامة طارق الهازئة ... ابتسامة حادة كالسكين أخترقت كيانها باكمله ليكتمل الأمر مع تلك الكلمات السامة الذى صدحت ببطء من بين شفتيه

( لا ميرال .... لا تكذبي على نفسك ... كلانا يعلم ان أردال بالرغم من كل شئ لن يقف أمام آسر .... هذا الوعد الذى قطعه سوف يفيده لبقيه حياته ..... لقد رايت ذلك بنفسك ميرال .... كلانا يعلم ان أردال لا يهرب ... لكنه فعل بتلك الاسابيع المنصرمة .... كيف صدقت أنكِ من الممكن ان تتخلي عن هذا الحب المرضي ؟! ..... كيف سمحت لكِ ان تجعلين منى أحمق الى هذا الحد أمام الجميع ..... ياالهى ميرال .... أنتِ .... أنا .... لقد بدأت اشعر بالتقزز من مشاعرى نحوك ... من وجودي حولك ... كم أنتِ انانية ... لقد اكتشفت الأن أننى كنت مخطئ ... أننى كنت الأحمق الوحيد بينهم .... ادركت أنكِ حقاً انانية و مثيرة للشفقة !! )

رمشت لتنحدر عبراتها بصمت ... تبتلع حلقها الجاف لتشعر معه بالم تلك الكلمات التى جعلت خفقاتها تتباطأ حتى كادت ان تشعر بقلبها يتوقف داخل ضلوعها

رفعت ميرال كفها تقبض على صدرها المتالم بارتجاف تنظر نحو ملامح طارق لتجده يتحاشى النظر نحوها !!

( الى هذا الحد يا طارق ؟! .... هل تراني هكذا حقاً ؟! )

أردفت كلماتها بينما كانت تشعر بطنين مرعب يدب داخل رأسها.... تشعر برعب و الم و هى تُدرك انها قد خسرته ... خسرته قبل ان تحصل عليه حتى .... لم تكن تعلم اى عذاب يعيشه هو اى وجع يسيطر عليه .... لقد افقدته احترامه لنفسه !!

انزلقت دمعه آخرى من بين جفونها المطبقة بعذاب تهرب من جموده القابع أمامها لتتحدث و قدمها تتراجع للخلف بتشتت و كانها فقدت بصيرتها

( أنت لن تثق بي طارق .... لن تستطيع ان تنسى ... بداخلك سوف تراني دائماً الزوجة الخائنة التى كانت تبكي حبها لرجل آخر غير زوجها ! )

صمت للحظات تتابع نظراته التى اتجهت نحوها بعدما كان يرفض النظر اليها ... نظراته التى شعرت باهتزازهم للحظات قبل ان تعود للجمود من جديد مما جعلها هى الآخرى تكمل و كفها ترتفع لتزيح عبراتها بارتجاف و هى تتابع حركة جسده و قامته الذى تخطتها مع تلك الحقيبة !!

( أعلم أنك سوف تعود .... سوف تعود حينما تعلم أنك كنت مخطئ بما قلته قبل قليل !! )

شعرت ان رؤيتها تغبشت و هى تتابع هيئته تبتعد عنها .... عبراتها التى أخذت تنزلق بقهر و الم لتجعل جسدها يتخاذل لتتراجع حتى تستند على الباب المغلق من خلفها !!

و شفتيها تتلعثم بارتجاف مماثل لارتجاف جسدها

( لماذا جعلتني أحبك اذاً ؟! .... لماذا ان كنت سوف تتركني مثلهم !! )

***

كانت تسير بخطوات ضائعة لا تعلم كيف سوف تتحمل هذا الالم ؟! .... كيف سوف تكمل و لاي سبب بالتحديد !!

توقفت قدم ميرال التى كانت تخطو نحو حديقة القصر بشرود و هى تتنبه لجسد أردال الذى ظهر أمامها !!

رفعت نظراتها الضائعة التى تحمل معها تلك العبرات التى لم تجف بعد نحوه

( ميرال أنتِ بخير ؟! .... ماذا حدث ؟! .... هل رأيت طارق انني لا استطيع الوصول اليه ؟! )

أغمضت جفونها المنتفخة حينما استمعت باسمه تسمح لعبرات اخرى بالتحرر ... تسمح لروحها المتالم تنطق بهذا القهر التى تشعر به يقتل داخلها

( لقد رحل ...... طارق رحل يا أردال .... ذهب هو الاخر ! )

اتسعت حدقتي أردال بصدمة .... صدمة انطلقت عبر نبراته التى تساءلت بهلع

( ماذا ؟! ... ماذا تقولين أنتِ ميرال ... مستحيل ... طارق لا يفعل أنا اعرفه حق المعرفة .... لا يفعل شئ كهذا دون ان يقول لي على الاقل !! )

رفعت نظراتها الدامعه نحوه تخبره انه قد فعل !! ..... لقد رحل حقاً و تركهم !!

تقدم أردال خطوة نحو ميرال التى تترنح أمامه ليتساءل بحذر

( ما الذى حدث ميرال ؟! )

أرتد راس أردال بصدمة و هو يتابع ضحكة ميرال التى صدحت بشكل هستيري قبل ان يرى نظراتها التى تحجرت و عبراتها بدأت تنزلق بعنف جعل جسدها يهتز بشكل عنيف هو الآخر لتخرج اخيراً نبراتها بالم و هى تردف و كانها تلقي أحد النكات عليه

( انه يظن انني مازلت أحبك هل تصدق هذا ؟!! )

صمتت لتصدح ضحكتها بالم من جديد ... الم أخذ يقطر من كل حرف يخرج منها

( أحمق اليس كذلك ؟! ..... يظن اننى رفضت الطلاق لانني انتظرك .... لا يعلم انني ... انني .... يااالهي يا أردال ... الهذا الحد انا بشعة ؟! )

تقدمت قبضة أردال بحركة سريعة ليمسك بذراع ميرال يمنعها من السقوط و داخله يشعر بالالم على حالها ... بينما عقله يشرد بصديقه الذى لا يعلم كيف سوف يعثر عليه !!

لكنه أجفل بعنف و كانه تلقى طلق ناري نحو صدره مباشرة حينما استمع الى كلمات ميرال

( لا تتخلى عن نارفين يا أردال .... لقد رفضت الطلاق من آسر حتى اساعدك ..... أنها تحبك أنت .... لا تخسرها !! )

شعر أردال و كان حريق غائر اندلع داخل أحشائه ... انه يشعر انه يموت كل يوم منذ ذلك اليوم .... لا بل حينما عرف انه هو السبب بما حدث لها .... ان كلمات تاليا عنه هى من فعلت بها هذا !! .... منذ هذا اليوم و هو لا يقوى على مواجهاتها !!

أجفل أردال من جديد على كلمات ميرال التى أكملت بخفوت هذا العذاب التى عايشته لسنوات يعود لها من جديد

( لن تستطيع ان تراها معه .... انه لا يستحق تلك التضحية أردال .... و نارفين لا تستحق منك هذا مطلقاً .... أرجوك أفعل شئ قبل ان تخسرها .... تحدث معها أردال ... اخبرها بحبك قبل ان تندم أنك لم تفعل !! )

***

دلف أردال الى غرفتهم !! ... يخطو ببطء و داخله يحترق ... يحترق بعنف و هو يعيد كلمات ميرال للمرة الذى لم يعد يعرف عددها !!

رفع الهاتف أمام أنظاره يطالعه بتوهان !!

لقد رحل طارق حقاً !!

لقد تلقى رسالته الباردة التى حملت جملة واحدة ليس أكثر

“ لقد ذهبت أردال لقد فعلت ما كان يجب علي فعله منذ زمن يا صديقي ! “

القى أردال هاتفه على تلك الاريكة بينما نظراته تتجه نحو جسدها المستلقي على الفراش !!

يقترب منها بهدوء كما أعتاد ان يفعل بتلك الليالي المنصرمة ... يقترب ليجلس بجانبها يتابع ملامحها النائمة و داخله يتالم ! .... يشعر بشعور لم يجربه من قبل بحياته .... يشعر بالخوف .... الخوف من ان يخسرها ... الخوف من ما سوف يحدث .... لا يعلم ما الذى سوف يفعله او بمعنى آخر ما الذى عليه فعله !!

أقترب ببطء يسحب انفاسه المحملة برائحتها ليشعر بكيانه يرتجف !! .... كيف أصبحت تعنى له الحياة بهذا الشكل ... متى و كيف استطاعت ان تتغلغل داخل ظلامه و قسوته ..... و كيف و ماذا سوف يفعل الأن بعدما تمكنت منه بهذا الشكل ... لن يستطيع ان يفقدها ... خفقاته المجنونه بجانبها الأن تؤكد له انه لن يستطيع ان يفعل !!

أجفل أردال بينما توقفت خفقاته حينما راها تفتح جفونها ببطء تنظر نحوه بعدما اعتدلت لتقابله ... تُطل بسمائها نحو محيطه المضطرب !!

ابتلع أردال ريقه بينما أخذت نظراته تسبح على ملامحها القريبه منه باشتياق .... بخفقات متسارعة و قلب مرتجف .... احاسيس تجعله يشعر انه على قيد الحياة !! ... يتابع توترها ... اهتزاز مقلتيها و ارتجاف شفتيها !! ..... شفتيها الذى شعر بجسده يان و هو يتوقف عندها للحظات !!

اعتدل بجلسته لبتعد عنها ! .... يبتعد عن هذا الجنون الذى شعر به يسرى داخل عروقه

أغلق أردال جفونه يهرب من نظراتها البراقة نحوه .... سمائها التى تعصف بنظرات يشعر بها تكاد ان تقتله لحظات قليلة قبل ان يجفل على كلماتها التى صدمته حينما خرجت بخفوت متالم ... خفوت يحمل معه تساءل ينبع من داخل روحها الممزقة

( الم يحن الوقت بعد لنتحدث ؟!! )

رفع أردال نظراته نحوها يتابع هذا العذاب المرسوم بوضوح على ملامح وجهها ... يستطيع ان يرى هذا الارتجاف الذى تحاول ان تخفيه دون ان تستطيع ان تفعل

( انتظرتك كثيراً أردال .... لقد كنت أشعر بك كل يوم و أنت تجلس بجانبى بذلك الشكل .... كنت أنتظر ان تتحدث ... لكن )

صمتت تسحب أنفاسها المرتجفة من رائحته التى تداعب خفقاتها .... تجعل صدرها يضيق بارتجاف محبب بالرغم من كل شئ ... لكنها أقسمت انها لن تتراجع .... يجب ان تتحدث .... يجب ان تقول له كل شئ قبل ان تذهب .... ربما .... ربما يوجد يشئ خاطئ !!

( لكنك لم تفعل !! .... صمتك هذا يدل على شئ واحد فقط يا أردال )

صمتت حينما وجدت مقلتيه تتسع بذعر نحوها و كانه يخشى ما سوف تقوله ... لكنها أكملت بارتجاف و نظراتها تهرب بعيداً عنه .... تضم كفيها بتوتر ناتج عن تسارع انفاسها !!

( يدل على أنك تنتظر الخلاص ! )

شعرت بدمعه تخون سجون جفونها لتهرب ... تهرب لتشق روحها قبل وجنتها للحظة واحدة فقط قبل ان تشعر بكفه التى امسكت بقبضتيها المضمومة أمامها بكفه بينما ارتفع كفه الآخر ليرفع ذقنها يجبرها على النظر داخل محيطه المرتجف !

يردد ينفى تلك الكلمات التى تفوهت بها

( لا نارفين .... على العكس تماماً ... أنا و للمرة الأولى بحياتي اهرب .... اهرب منك ... لانني .... لانني اشعر بالخوف ان تطلبي منى أنتِ الخلاص !! )

رمشت بجفونها تشعر بعدم استيعاب لما يقول ... و كان عقلها توقف للحظات جعلتها تتساءل بحماقة دون ان تُدرك ان الاجابة سوف تقتلها أكثر !!

( كيف ؟! )

نكس أردال رأسه للحظات قليلة يحاول ان يستجمع كلماته .... يحاول ان يتمالك هذا الشعور بالذنب الذى يقتله منذ هذا اليوم ليردف اخيراً بنبرات خافته دون ان ينظر نحوها !

( لأنني أعلم نارفين .... أعلم انني أنا السبب لما حدث لك )

صمت يبتلع تلك الحرقة الذى شعر بها تحرقه بعنف .... يشعر بصدره يضيق حتى كادت انفاسه ان تختنق داخل رئتيه

( أعلم ان ما حدث معك كان بسبب كلمات تاليا التى قالتها عني !!! )

مر عدة لحظات لم يقوى على رفع نظراته نحوها ... ان يطالع الم روحها الاكيد منه ... لحظات طالت و طالت و هو ينتظر ان تتحدث ... ان تقول له اى شئ لكنها لم تفعل !! .... لم تنطق بحرف واحد مما جعل القلق يدب داخله بشكل أكبر ليرفع هو نظراته نحوها و ليته لم يفعل !!

ليته لم يفعل فما راه أمامه كان أعظم من ما تخيل هو !!

عبراتها التى كانت تنزلق بصمت متالم ... نظراتها المتحجرة نحوه و ارتجاف كفها بين قبضته !! .... حركة انفاسها المضطربه ... هذا العذاب المرسوم على ملامحها بوضوح !!

رفع أردال كفه ليمسح أحد عبراتها لكنه تجمد و هو يتابع ردت فعلها تلك ... تراجع راسها بنفور و كفها التى انسحبت من بين كفه ... لكن ما شعر به يقتله هو كلماتها التى خرجت لتخترق روحه بالم

( ياالهى !! .... هل كنت حمقاء الى هذا الحد بنظرك ؟! .... يالله لقد كنت انتظر ان تاني لتنفي كلماتها ! )

أرتد رأس أردال بصدمة و هو يُدرك معنى كلماتها .... يشعر و كان دلو من الماء المثلج قد سقط عليه !!

أقترب أردال منها يحتوى وجهها بين كفيه يردد و انفاسه تخرج بلهيب على ملامح وجهها

( مستحيل نارفين .... أنتِ تمزحين معي ... هل صدقت كلماتها .... كيف .... هل ما حدث معك لأنكِ صدقت ما قالته ؟! )

حركت نارفين راسها باهتزاز .... بالم بينما حاولت ان تسيطر على شهقاتها التى كانت ترتفع و هى تتحدث !!

لتتحدث اخيراً بنبرات مرتجفة و انفاسها تتسارع بعذاب

( و لماذا لن اصدق ما قالته ؟! .... ماذا فعلت أنت أردال حتى لا اصدقها !! .... لقد قلت لي بنفسك أنك سوف تحررني أنا وطفلي .... ماذا الأن ؟! .... ما الذى سوف تفعله الأن بعدما ذهب طفلي ؟! )

تابع راسها الذى تخاذل بقهر و عبراتها التى اخذت تتعاقب بشكل هستيرى جعله شعر بحريق داخل احشائه .... جعل يشعر بالتقزز من هروبه و تردده .... يشعر بالحقارة من نفسه لأول مرة بحياته ... لا .... لن يحتمل .... لن يخسرها .... ان يفعل مهما كلفه الأمر!

أجفلت نارفين و هى تجد أردال يسحب كفها لتنهض من على الفراش تستمع الى كلماته بعدما توجه بها نحو باب الغرفه يعطيها معطفها الذى سحبه هو الآخر من خزينة ملابسها !!

( هيا نارفين .... الأن سوف تعلمين ما الذى سوف افعله !! )

***
بعد ما يقارب النصف ساعة كانت نارفين تطالع هذه البناية الذى توقف عندها أردال بتوجس تردد و هى تشعر بخواء عجيب داخلها من كل شئ

( لماذا أتينا الى هنا أردال ؟! .... هل سوف تجعلني أختبأ هنا من عمك ؟! )

شعر و كان هناك قبضة قوية تعتصر قلبه ... قبضة تجعل صدره يضيق حتى نبراته التى خرجت بالم من سخريتها تلك نحوه كانت كفيله لتجعلها تشعر ببعض الندم من ما قالته

( لا نارفين لن تختبئي بعد اليوم .... هيا تعالي !! )

وقفت نارفين تطالع تلك اللافته بذهول .... ذهول عجيب جعل جميع اطرافها ترتجف ... لا لم تكن اطرافها فقط بل كان جميع جسدها .... حتى روحها كانت ترتجف و هى لا تصدق ما تقرئه أمامها !!

نقلت نظراتها مجدداً بين أردال و بين تلك اللافته لتعود و تقرأ تلك الكلمات التى تقبع عليها للمرة التى لا تعرف عددها

“ مأذون شرعي “

لتتنبه أخيراً لنبرات أردال التى صدحت بجانبها بعزيمة حينما أخذ يردد

( الوقت غير مناسب أعلم .... لكن لن أذهب من هنا نارفين قبل ان تصبحي لي ... لن نذهب من هنا قبل ان تصبحي زوجتي بشكل شرعي ... زواج حقيقى ليس باطل كما كان من قبل !! )

***

أخذت تخط قدمها المرتعشة بهدوء على أرض هذا الممر الموحش الضيق الذى تكرهه و هذا الظلام من حولها يزيد من ارتجافها أكثر بينما كانت أصوات تلك الضحكات الساخرة منها ترن بإذنيها لتنكمش يدها على قماش ثوبها المدرسى البغيض !!

أخذت تتلفت من حولها و انفاسها المتلاحقة تدل على خطواتها السريعة و المرتعبه تحاول الا تتعثر كى لا يتمكنوا من الوصول اليها قبل ان تصل هى الى هذا الضوء البعيد و الذى ترى به أمانها

نظرت خلفها بذعر ان تكون تلك الخطوات التى تتبعها قد تمكنت من اللحاق بها فقد بدأت تستمع اليها لقد اقتربت كثيراً !!

عادت لتنظر أمامها ليشق هذا الظلام صوت صرختها حينما شعرت بجسدها الصغير يصطدم بجسد ضخم لم تتبين ملامحه من شدة الظلام حولها لتبدأ خطواتها بالتراجع للخلف و هى تترنح مع سماعها لصوت الضحكة الخطيرة التى انطلقت من هذا الماثل أمامها لتستمع الى صوته المرعب و هو يردد بفحيح ارعبها مع اقترابه منها ليمسك بذراعها بقسوة

( لقد أمسكت بكِ ايتها الصغيرة )

صرخت بعنف تردد فى المرر المظلم لتفتح عينها بذعر لتجد ان صدى تلك الصرخة يتردد بجميع ارجاء الغرفة !!

نظرت نارفين حولها و شعورها بالاختناق يزيد من وتيرة انفاسها المتلاحقة لتجد نفسها لاتزال قابعة على فراشها !!

هذا الفراش الذى لم تشعر بالراحة عليه ولا لليلة واحدة !!

ليعود لها هذا الكابوس من جديد ذلك الكابوس الذى قد رافقها لسنوات عديدة

رافقها ليُقلق منامها ولم يغادرها سوى بهذه الليالى و الأيام التى قدتها على فراشه هو !!!

وسادته التى كانت تحمل عبق رائحته لتتغلغل داخل روحها تنثر بها أمان عجيب لكن الأن ادركت ان لم تكن رائحته هى ما تُعطيها الأمان بل وجوده هو حولها داخل حياتها

رفعت كفها التى ترتجف بعنف لتزيل قطرات العرق التى تجمعت على جبينها تدرك ان ما عايشته لم يكن سوى كابوس مرعب !

لكنها لا تزال هنا فى هذه الغرفة بعيدة كل البعد عن مصدر أمانها

أخذت تتساءل و هى تحاول السيطرة على جسدها و روحها المتالمة ماذا سوف تفعل كيف سوف تقف أمامه بعد كل هذا الوقت ؟!!

كيف سوف تسيطر على هذا الاشتياق الذى يجعل داخلها ينصهر من مجرد فكرة انها سوف تراه تستمع الى نبراته و تواجة نظراته يااالهى كم اشتاقت لنظراته !

ضمت جسدها بالم نحو صدرها لتضع رأسها على ركبتيها تفكر هل سوف تنجح فى ذلك الأمر أم لا ؟! ..... لقد ظلت سنوات تعد لهذا اليوم !!

يوم رجوعها الى هذا البئر المظلم الذى وقعت به من قبل ... ذلك البئر المظلم الظالم الذى ابتلعها كما ابتلع والدها من قبل !!

لقد ظلت تنتظر لتنتقم منهم على كل شئ فعلوه بحق والدها قبل حقها هى شخصياً ... بحق طفلها الذى لم يرى النور !!

طفلها الذى لم تستطيع ان تضمه الى صدرها بعد ان عانت و تحملت ظلامهم من اجله ... طفلها التى القت بنفسها لهم من أجل ان تستطيع ان تتشمم رائحته .... لم تستطيع ان تعرف اى رائحة كان ليحمل حتى

تحركت بوهن لتجعل قدمها تخط على ارضيه غرفتها الباردة .... تتحرك نحو النافذة بخطوات بطيئة تزيح تلك الستائر لتتابع قطرات المطر و هى تنزلق على زجاج نافذتها تذكرها بعبراتها التى لم تكن تجف على وجنتيها لتردد بتقطع ساخر من نفسها و من كل ما عايشته

( لقد مر زمن الضعف نارفين ... كما لم يعد مجال للتراجع .... لن تتاثرى بوجوده ... لن يمنعك اى شئ او اى شخص من تنفيذ خطتك حتى ان كان هذا الشخص هو أردال نفسه !! )


***
يتبع...




رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 09-01-21, 10:03 PM   #462

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

صباح يوم جديد ... يوم جديد سوف يمر كما مر الذى قبله و قبله ... بهدوء او ربما بعواصف لم يعد يهتم ... كل شئ يمر دون ان يترك به اثر ..... لقد أصبحت ايّام تتعاقب خلف بعضها لا أكثر !

تحرك أردال بهدوء يلتقط سترته ليرتديها بروتينية و عملية يتجه نحو طاولة الزينة البسيطة ليعدل من رابطة عنقه الداكنة و التى تماشت بشكل مثالى مع قميصه الأبيض .... يحمل بعدها قنينة العطر خاصته و ككل مرة أصبحت كفه ترتجف قبل ان يقوم باستخدامها !

ترتجف مع نبضات قلبه التى لاتزال تتذكر تلك التفاصيل البسيطة التى كانت تجمعه معها

ازدرد أردال ريقه يمنع تفكيره من التوغل أكثر و أكثر بتلك الذكريات التى لا تتوقف عن ملاحقته بكل مكان بينما كان يغادر الغرفة ليقل بعدها الدرج بمرونة نحو الطابق الأسفل ... تحرك بعدها مباشرة ليعد لنفسه قدح من القهوة بمطبخ منزله الأنيق ليقضى هذه اللحظات التى يقوم بها باستجماع افكاره قبل ان يغادر .... ليجد ذات الشخص المزعج كل صباح يهاتفه بنفس الساعة تقريباً !

التقط أردال هاتفه و بنبرات ساخرة تحمل من الهدوء الاستفزازي الكثير اجاب

( أجل ميرال ماذا تريدين ؟!)

عقدت ميرال حاجبيها و هى تستمع الى نبراته الساخرة بينما كانت تسير بممر الشركة متجهة نحو غرفة مكتبها الخاصة !!

( أنت لاتزال بالمنزل أليس كذلك ؟!! )

حرك رأسه بقله حيله يلتقط قدح القهوة يرتشف منه مردداً

( أجل ميرال ماذا هناك ؟! )

توقفت ميرال و هى تمسك قبضة باب مكتبها و قبل ان تقوم بفتحه هدفت

( أنت تمزح ... أردال نحن لدينا اجتماع بعد نصف ساعة )

زفر انفاسه و هو يضع فنجان القهوة على الطاولة قائلاً

( ميرال أنا منزلى يبعد عشر دقائق فقط من الشركة .. هل نسيتى هذا ام ماذا ... صدقاً لقد مللت ان اذكرك بهذا الأمر فى كل مرة ... لقد كان طارق اهون منك و أنا الذى كنت أظن انه لا يطاق ...)

أغمض أردال عيونه و هو يلعن نفسه على تلك الكلمات التى خرجت منه دون ادراك كيف فلتت تلك الكلمات الغبية من بين شفتيه ليتمتم بعدها يناديها يحاول ان يتدارك الموقف

( ميرال سوف .. )

لكن نبراتها وصلته من بعييييد بخفوت متألم علم جيداً سببه

( حسناً أردال أنا فى انتظارك الى اللقاء )

رفع كفه يحك مقدمة رأسه بعدم رضى و هو يهدف بضيق بعد ان قابله صوت انقطاع الخط من الجهة الآخرى

( تباً لهذا الوضع )

ليصمت بعدها و كأنه وقع ببئر عميق .... عميق كتلك الجراح التى لا تزال تنزف داخله ليتساءل بتيه و كفيه تتكئ على حافة المطبخ

( أين أنت يا طارق ... أين ذهبت يا صديقى !)

سحب أردال انفاسه بقهر ليحمل بعدها هاتفه و خطواته تتجه نحو باب منزله لتتسمر قدميه حينما فتح الباب ليطالع هيئة لم يراها منذ مدة بعيدة و لم يتوقع ان يراها الأن مطلقاً ... هيئة جعلته يردد باستفسار

( أمى ... هل حدث شئ ؟!! )

***

أغلقت ميرال الهاتف لتُلقي بجسدها على اقرب مقعد و حروف اسمه التى نطق بها أردال ترن داخل اذنيها تجعل انفاسها تختنق

أطبقت جفونها و حريق غير متوقع أخذ يتسلل الى مقلتيها و ذكريات أليمة بدأت تتوافد على عقلها !

لقد خسرته بحماقتها ... خسرت الشخص الوحيد الذى احبها .... خسرته بعد ان تمكن منها ... بعد ان استطاع ان يحتل كيانها و يغزو روحها ... بعد ان استطاع ان يعيد لها تلك الحياه التى سرقها منها الجميع

هو الوحيد الذى اهتم بكينونتها .. الوحيد الذى حارب ذلك الظلام الذى حاوط عالمها لسنوات .... لكنها بالنهاية خسرته بانانيتها ... أحمق ... أجل احمق لقد انتظرها كل تلك السنوات لماذا لم ينتظر هذه الفترة فقط لتتمكن من محو كل اثار الماضى لتبدا معه من جديد هذه الحياة التى ارادتها كما لم يدرك هو !!

لكنه محق ايضاً ..... محق بان يرحل بعد ان يأس منها بعد خذلانها له فى كل مرة

لقد كانت الحمقاء الأكبر فى هذا الوقت ليتها صارحته ... ليتها طلبت منه ان ينتظر ... ليتها كانت اعترفت له عن حبها .... لكنها لم تتوقع انه لن يعود لها مجدداً !! ... ان تكتشف انه خرج من حياتها نهائياً ... بل من حياتهم جميعاً !!

أطبقت ميرال جفونها بعنف تمنع عبراتها و كلماته الاخيرة لها تتردد داخل راسها تجعلها تشعر بالاختناق

" ياالهى ميرال .... أنت .... أنا .... لقد بدأت اشعر بالتقزز من مشاعرى نحوك ... من وجودي حولك ... كم أنتِ انانية ... لقد اكتشفت الأن أننى كنت مخطئ ... أننى كنت الأحمق الوحيد بينهم .... ادركت أنكِ حقاً انانية و مثيرة للشفقة !! “

رفعت ميرال كفها تكتم شهقتها المخنوقة و تلك الذكريات تقتلها ... انها تحيا الأن على أمل عودته .... على أمل ان يعود ليرى بها تلك الميرال الذى ارادها ... لن تيأس ابداً .. انه سوف يعود لها ... سوف يعود بالتأكيد !

***

أخذت بهار تطالع هيئة أردال للحظات قبل ان تجيب على سؤاله الوقح الذى استقبلها به بنبرات حملت الكثيير من اشتياقها

( الا أستطيع القدوم الى بنى دون ان يحدث شئ ؟! )

تنحى جانباً يفتح لها المجال لتدخل بينما أخذ يستمع الى كلماتها التى عادت لتذكره بتلك الأيام من جديد

( منذ ان استأجرت هذا المنزل لم أعد اراك مطلقاً ... لم تعد تاتي الى القصر و كانك هجرتنا ... الم تشتاق لى ... حسناً الم تشتاق لبشرى ايضاً )

أغلق أردال باب المنزل بهدوء ينافي ما يجيش بصدره ... ينافي هذا الصراع الذى يكاد ان يفتك به ليستدير نحوها يرسم قناعه الحديدي و هو يردد

( هناك سبب آخر وراء قدومك سيدة بهار ... ما الذى تريدينه ... ام دعينى أخمن ... هل قدومك له علاقة باجتماع مجلس إدارة مجموعة الشاذلي القابضة مثلاً ؟! )

التفتت بهار تتابع تعابير ابنها بصدمة .... تتابع جموده ، قسوته ... انعزاله ... و ألمه .... هذا الألم الذى يفشل بان يخفيه و الذى لم تتوقع ان يسيطر عليه بهذا الشكل ليحوله لنيران لا تنطفئ ... بل لم تتوقع من الاساس ان يؤثر عليه فراقها بذلك الشكل المرعب !!

ما الذى حدث له .... لم يكن بتلك القسوة من قبل .... انه يفاجئها يوماً بعد يوم ... لم تتصور للحظة واحدة ان عشقه لنارفين سوف يضاهى كل مشاعره نحو تاليا .... لقد اخطأوا حينما ظنوا ان حالته بعد الانفصال عن تاليا كانت ضياع .... هااا هو الضياع الحقيقى نابع من مقلتيه بكل وضوح رغم شموخه الظاهرى هذا !

تنهدت بهار بالم لن تحاول ان تنكر أمامه تعلم ذكاء ابنها لن تستطيع ان تتخطاه مهما فعلت

( اجل لقد اتيت من اجل هذا الاجتماع ... لكن هذا لن يمنع أننى أشتاق اليك كثيراً بنى أشتاق لوجودك بالقصر !! ... ما دخل القصر بما حدث ؟! ... أنت لم تغادر القصر بعد انفصالك عن تاليا ما الذى تغير الأن ... )

شعر أردال بنصل حاد يمزق أعماقه بعنف و كلمات أمه تجعله يواجة الحقيقة ... حقيقة انه لا يستطيع ان يخط اعتاب هذا القصر ... لا يقوى على المرور داخل جدرانه التى تذكره بها .... ممراته التى سار بها معها ..... لا يجرؤ ان يدخل الى داخل هذه الغرفة !

تلك الغرفة التى شعر بها تضيق به و تسحب انفاسه فى كل يوم منذ هذه الليلة التى جمعتهم معاً ... منذ ذلك الصباح الذى وجد به رسالتها التى كانت تحمل اعتذارها له .... أطبق أردال جفونه بعنف يحاول ان يبعد تلك الكلمات التى تشعل روحه فى كل مرة قبل ان يسارع ليردّد بتهكم

( أنا لم أعد من حاملى الأسهم بعد الأن لقد مللت و أنا أفسر لك هذا )

تقدمت بهار تلك الخطوة الفاصلة بينهم تسارع بالقول

( أريدك ان تحضر بدلاً عنى .... كما يمكن ان اجعلك المتحكم بها .... او أتنازل لك عنها حتى )

ألقى أردال نظره خاطفة على كفها التى تتشبث بمعصمه لكنه سارع ليبتعد من جديد و هو يردف بتقطع مخنوق

( ان كنت أريد اسهم بهذه المجموعة لما تنازلت عن حصتي منها سابقاً !! )

شعرت بهار بصدرها يضيق بعجز تريد صفعه ... تريد هزه حتى يتوقف .... تقدمت لتقف أمامه من جديد لتردد و هى تنظر داخل مقلتيه التى اهتزت كما توقعت من حديثها

( كلانا يعلم لماذا تنازلت عن حصتك أردال ... لقد فعلت ذلك لتحميها منهم ... لتضمن بقائها بجانبك دون ان يستطيع أحد مسها بسوء ... لكنك لم تحسب أنك لن تستطيع ان تمنعها ان ارادت هى الذهاب )

ابتلعت بهار بقية حروفها حينما رات تحجر مقلتيه التى دكن لونهم ... لتستمع بعدها الى نبراته التى اخشنت بفحيح المها و جعلها تندم على كلماتها التى نطقت بها

( حسناً سوف أكون هناك هذه المرة فقط لكن كى انهى اى صلة لى بتلك المجموعة )

***

توقفت نارفين تنظر حولها ببرود ... تطالع تلك الشهادات التى كانت تحلم بان تحصل على احداهن ... تتابع إطاراتهم الأنيقة التى تلتمع مع انعكاس شعاع الضوء عليهم !

كيف و متى و اين استطاعت ان تحصل على هذا الكم من الشهادات لا تعلم ... لقد مرت سنوات ... تعلم ... لقد ظلت تحسب أيامهم و ساعاتهم بخفقات ممزقة ... و هاااا هى اليوم تقف لتتابع تلك الشهادات التى تدل على عدد هذه السنوات التى مرت !

احتضنت نفسها بقوة تحمى كيانها .... تمنع روحها من الضعف ... لقد أصبحت الأن تلك المرأة القوية الناجحة التى طالما تمنتها .... التى ارادتها حتى تستطيع ان تقف بجانبه .... ان تليق بلقب زوجته !!

رفعت كفها بارتجاف تقبض على تلك القلادة التى تخفيها دائماً اسفل ملابسها و التى تحمل خاتم زواجها .... تحمل هذا الرابط الذى يجمعهم معاً .... ذلك الرابط التى كانت تخشاه دائماً .... كانت تخشاه بكل مكان و كل مناسبة جمعتهم معاً !

شهقت بالم تلتقط انفاسها التى انحسرت داخل رئتيها و أحد ذكرياتهم تداهم عقلها بعنف هذا الاشتياق ... تلك الذكريات التى ترفض ان تغادر روحها قبل عقلها

" صمت ليتابع حركة جسدها الخرقاء بين ذراعيه و ذلك الارتباك المسيطر على مقلتيها ليشدد من إمساكه لخصرها و هو يضيف بحده لا تمت لتلك الابتسامة المرسومة بمهارة فائقة على ثغره بصلة

( يبدو أنكِ نسيتِ من أكون نارفين .... لهذا سوف اذكرك مجدداً من أنا ... فأنا هذا الشخص الذى وجدته بتلك الشقة أمامك فى ذلك الْيَوْمَ .... و الذى لن تعجبك ردت فعله مطلقاً ان اكتشف أنكِ تخططين لشئ ما من دون علمه ..... شئ اخرق قد يورطك بما لا تستطيعي مواجهته .... لذلك سوف أسالك الأن للمرة الاخيرة نارفين و تذكرى انى أعطيتك فرصة ان تخبرينني بنفسك .... ما الذى يحدث معك و له علاقة ببرهان ؟!! )

شعرت و كان انفاسها تنحصر داخل رئتيها و تلك الحرقة التى تؤلم حلقها تمنعها من الاجابة و هذا القرب بدأ يخنقها بشكل مضاعف لشده تأثرها به لكنها من دون ان تُدرك وجدت نفسها تردف بما شعرت به بعفوية استعجبتها من نفسها بذلك الوضع الغريب

( أنا لم أنسى من أنت مطلقاً فأنا اتذكر ان ذلك الشخص كان هناك فقط ليحميني )

نقلت نظراتها بهدوء حذّر على ملامح وجهه التى تجمدت دون حراك للحظات و عقلها يعيد عليها تلك الكلمات الغريبة التى نطقتها لتجد نفسها تسارع بالقول و كأنها تهرب من شئ ما لا تعلم ما هو تحديداً و هى ترى صمته هذا

( ثم انى لا احاول فعل شئ ... أنا فقط احاول الاختلاط بتلك النساء اللواتي ينظرن الى و كاننى نكرة بجانبك .... اعلم ربما معهم بعض الحق لكن هذا لا يعطهم الحق ان يتعمدوا إظهار إعجابهم بك و التقليل من شأني و كيف يمكن لشخص كامل مثلك ان يتزوج بفتاة عادية مثلى .... بالاضافة الى تلك الأسئلة التى يتعمدن توجيهها لى و هم يعلمن جيداً أننى لن أستطيع الاجابة عليها )

شعرت بدلو من الماء المثلج يلقى فوق رأسها و هى ترى ابتسامته التى ارتسمت بمرح فوق شفتيه و كلماته التى جمدتها أكثر بنبره منبهرة محركاً راسه بإعجاب تمثيلي و هو يردف

( محاولة جيداً حقاً نارفين لقد كدت ان اقتنع )

و صمت قبل ان يضيف بغموض

( لكن ربما معك حق لنحل أمر نساء ذلك المجتمع الراقى الذى على ما يبدو أثاروا غضبك أولاً ) "

ارتعد جسد نارفين و هى تجفل من تلك الذكريات على صوت جرس الباب لتجبر جسدها على التحرك بخطوات بطيئة نحوه و كما توقت تماماً ..... ابتسمت نارفين بهدوء و هى تشير بكفها و نبراتها تصدح بعمليه

( سيد برهان ... لقد كنت انتظرك تفضل !)

حرك برهان رأسه بعدم رضى و هو يردد

( أجل هذا واضح لقد طرقت الباب حتى كدت ان أغادر ... أين كنتِ نارفين لقد ظننتك غادرتِ المنزل )

تحركت نارفين خلفه و هى تردف بإنكار

( لا لقد كنت فقط ... )

سارع برهان باكمال كلماتها و هو يتخذ اقرب مقعد له

( كنتِ غارقة ببحر ذكرياتك كالعادة ايتها كاتالينا الصغيرة ! )

تحركت نارفين لتجلس بهدوء دون ان تجيب لكن كلمات برهان التالية جعلت خفقاتها تكاد ان تقفر

( لقد حجزت تذاكر العودة صغيرتي .... لا داعى للمزيد من الذكريات ... دعينا نكتب المستقبل بعد الأن )

لم تستطيع نارفين ان تخفى هذا الارتجاف الذى غزى مقلتيها و هى تتساءل بنبرات مخنوقة

( متى ؟! )

حاول برهان ان يتغاضى عن ذلك الاهتزاز الذى يعرف سبيه حق المعرفة ليجيبها و هو يتابع تعبيراها الضائعة

( بعد ثلاثة ايّام ... سوف نعود يوم اجتماع مجلس الادارة تحديداً )

تنهدت نارفين بادراك تعلم جيداً ان ذلك هو الدخول المنتظر لها من جديد بينهم لكنها استمعت بعدها الى كلمات برهان التى أتت لتجعل انفاسها تتوقف و روحها تختنق بالرغم من علمها بذلك

( ان كنتِ تريدي النجاح حقاً بذلك الأمر ... يجب ان تتخلى نارفين .... و أنتِ تعلمي من المقصود بذلك )

ابتسمت بالم و هى تشعر بقلبها يتوقف لكنها على الرغم من كل هذا تحاملت على اختناق روحها و هى تردف

( الا ترى أننى تخليت منذ زمن ؟! )

مد برهان كفه ليلتقط خاصتها بهدوء ... يحتويها برفق و هو يردد على مسامعها

( لا نارفين أنتِ لم تتخلى ولا للحظة واحدة .... يكفى ان نرى تلك القلادة التى لا تفارق عنقك .... هل تظني حقاً انى لا اشعر .... لا ارى اهتزاز ملامحك و ارتجاف جسده بكل مرة اذكر بها اسمه .... أعلم جيداً انه مختلف ... بل أنا اكيد من ذلك .... لكن أردال أحد أفراد تلك العائلة يا ابنتى ... مهما حولتِ سوف يطوله الضرر ... و ربما سوف تجدينه بنهاية الأمر عدواً لك ... فهو لن يشاهد عائلته و شركة ابيه تنهار بسبك و سيظل صامت .... يجب ان تعترفى ان بنهاية الأمر سوف تضطرين لمواجهته هو شخصيا ... او ربما يكون هو أول شخص سوف تواجهين !! )

أغمضت مقلتيها تشعر برتابة مميته بخفقاتها .. انها تعلم .... تعلم لكنها لا تريد ان تصدق ... فتحت فمها تحاول ان تردف بخفوت خانها فى بداية الأمر حتى استطاعت ان تخرج كلماتها اخيراً

( أنا ادين له بحياتى .... لن انكر ذلك مهما حدث .... بعد كل تلك السنوات استطعت ان ادرك حقاً هذه الحقيقة .... أردال هو الشخص الوحيد الذى حمانى دون اى مقابل ... هو الوحيد الذى ..... )

صمدت لا تستطيع ان تكمل كلماتها ماذا سوف تقول ما الذى تستطيع ان تنطق به ... انه حتى اشد لحظات ضعفها لم يستغلها ... انه بالرغم من استسلامها و انهيارها بين يديه لم يستغل ضعفها هذا .... انها لم ولن ترى رجل مثله ابداً .... ما الذى تستطيع ان تقوله بالتحديد ... انها تندم على هذا الالم الذى سببته له ... ذلك الخذلان الذى قابلت به معروفه معها !

أغمضت نارفين مقلتيها تمنع احاسيسها المتضاربة من الظهور لتجد نبرات برهان تتغلغل داخل أعماقها حينما أخذ يردد

( أنتِ ايضاً انقذت حياته و مستقبل شركته نارفين .... لقد منعت عنه تلك المؤامرة التى كانت سوف تلقى به بالحبس مثلى او بالقتل كوالدك .... لقد علمت ان عزام سوف يفعل معه نفس الشئ و حذرته ... لذلك توقفى .... ان كنتِ سوف تضعفي الأن فلنتراجع قبل ان نبدأ تلك الحرب !! )

لحظات مرت من الصمت المشحون ليقاطع ذلك الصمت صوت رنين هاتف نارفين الخاص و الذى أضاء باسم أكثر شخص تحقد عليه فى حياتها لتسمع بعدها تساءل برهان الجاد و هو يتابع ذلك الرنين معها

( ما هو قرارك نارفين هل سوف تكملين ما بدأت به ام ..... )

ترك برهان كلماته معلقه لكن كف نارفين التى انزلقت من بين قبضته لتحمل الهاتف و هى تردد

( لن ادع تعب سنوات يذهب بذلك الشكل ... لن ادع كل ما فعلوه بى و بابى يذهب هكذا دون عقاب )

زفرت نارفين انفاسها و داخلها يشعر بالنفور من هذا الهاتف من صاحب ذاك الاسم الذى يضئ أمامها يذكرها بذلك القهر الذى جعلها تعيشه لكن بالرغم من كل ذلك استطاعت ان تستجمع قوها لتجيب و هى تقسم داخلها انها سوف تصمد مهما كلفها الأمر

( آسر !!! .... لدى لك مفاجاة ... لن تنتظر أكثر من ذلك لقد حددت موعد عودتي اخيراً )

ظل برهان يتابع تعابير نارفين التى تحمل جميع أنواع الكره .... يتابع النفور الذى يشعل مقلتيها و داخله يتساءل ..... كيف سوف تستطيع ان تمحى كل هذا الكره أمامه حينما تقابله وجهاً لوجه ؟!!

تنهدت نارفين بالم حينما أغلقت الخط .... تغلق عينيها تمنع انين قلبها المستاء من ما تفعل لكن نبرات برهان المتعاطفة معها استطاعت ان تجذب انتباهها نحوه من جديد و هو يتساءل

( هل سوف تستطيعي حقاً ان تفعليها ؟!! ... انظرى نارفين لقد كانت فكرة آسر خاصتك منذ البداية رغم اعتراضى عليها ... بالرغم من معرفتك ان ذلك الأمر سوف يقضى )

أوقفت نارفين سيل كلماته و هى تكمل بدلاً عنه

( سوف يقضى على اى علاقة بينى و بين أردال .... أجل أعلم ! )

صمتت للحظات تحاول ان تتماسك قبل ان تعود لتردد بالم أخذ يتزايد مع كل حرف

( احيانا كثيرة اتساءل .... كيف سوف أفعل .... كيف سوف اتعامل مع أكثر شخص اكره على وجه الارض .... الرجل الذى ألقى بى نحو ظلام عائلته دون ان يهتز ولو للحظة .... اتساءل كيف سوف أفعل أمام أردال تحديداً .... كيف و أنا أعلم ان كل حركة و كل كلمه سوف تجعلنى أخسره أكثر .... لكن فى كل مرة اصل لشئ واحد

ان وجود تلك العائلة هو أكبر عائق .... أنا و أردال لن نستطيع ان نحيا فى وجودهم .... أنا لن أستطيع ان احيا دون ان انتقم منهم .... و خاصتاً آسر .... فهو كما فعل و ألقى بى نحو ظلامهم سوف يكون من يلقى بهم نحو الجحيم ... كما كان السبب بدخولى الى تلك العائلة فى المرة السابقة سوف يكون ايضاً السبب بعودتي لها !! )

صدحت نبرات برهان بعدم رضى و هو يردف

( لم تكونى بحاجة له نارفين ... فاسهم أردال الذى تنازل عنها لكِ كانت كفيلة لتكون باب دخولك للشركة كما أنكِ لازلت تحملى اسم العائلة كونك زوجته !! )

شعرت بقبضة قوية تعتصر قلبها و داخلها يعلم كيف سوف تقتله افعالها .... استغلالها لتلك الأسهم الذى أراد ان تكون حمايتها ... ان تكون نقطة قوتها أمام العائلة التى ارادت ان تتخلص منها .... و ها هى سوف تستغلها لكن بشكل منافى تماماً لما خطط هو .... زفرت انفاسها بارتجاف قبل ان تهز راسها بالم

( يكفى .... يكفى كل ما فعله من أجلى و الذى كاد ان يدمر حياته لقد كاد ان يخسر شركته و اسمه لقد كاد ان يقضى بقيه حياته بالسجن .... لذلك عليه ان يبتعد ... عليه ان يكرهنى .... حينها لن يتأذى !! )

***

مسح أردال على ملامح وجهه بكفيه يحاول ان يلملم شتات نفسه الضائعة و حديثه مع والدته يجعل سيل عجيب من الذكريات تتدفق داخل عقله ...... أراح ظهره على مقعد مكتبه الخاص للحظات و أنامله تداعب بنصر كفه الأيسر ... يتلمس محل حلقته الفارغ كهذا الفراغ الذى يشعر به داخل روحه .... ليجد نفسه بحركة غير إرادية يسحب درج مكتبه ليخرج منه ذلك الخاتم الخاص بها و الذى لم يستطيع ان يتخلص منه كما لم يستطيع ان يتخلص من ذكرياته مع صاحبته !

خاتمه .... هذا الخاتم الذى تركته له ذكرى كما الحال مع تلك الرسالة .... رسالتها التى كتبت بها اعتذار منمق عن رحيلها !!

اعتذار جعل انفاسه تختنق حتى شعر بحريق غائر كسى مقلتيه لأول مرة بحياته شعر برتوبة عبرة تسقط على حافه جفنه !!

لم يكن الاعتذار هو الذى سبب هذا الحريق الذى اندلع داخله بل ادراكه بتلك اللحظة انها غادرت .... ذهبت دون عوده

اطبق أردال جفونه و بعض الكلمات من تلك الرسالة تعود لتحول أنفاسه لهياج لا يحتمل .... هياج يصاحبه فى كل مرة و قسوة كلماتها تنغرس داخل أحشائه ... تنغرس داخل كبريائه و رجولته خاصتاً بعد تلك الليلة

" لم يعد هناك شئ ابقى لاجله .... لقد ذهب سبب بقائى بذلك الظلام ... لقد خسرت طفلى و خسرت نفسى ... لم أعد أستطيع ان ابقى حتى لأجل حبى .... اعتذر لم أعد أستطيع "

هذا المقطع .... هذا المقطع تحديداً من كلماتها لا يستطيع ان ينساه .... لا يستطيع ان يضعه بعقله ..... اعتصر الخاتم بعنف داخل قبضته و كل شئ حوله يلعب بعقله .... يجعله يعود لتلك الأيام التى لم يستطيع ان يستغلها .... كل يوم حاول به ان يلجم تلك الاحاسيس التى هاجمته و تاكدت له بعد اعترافها فى ذلك حفل .... اعترافها الذى سلب كل كيانه ليهرب بعدها منها و من تلك المشاعر التى علم انها سوف تكون جحيمه فيما بعد !! .... مشاعره التى جعلته يهرب منها فى اليوم التالى دون اى مقدمات ... لكن كل شئ عاد ليفلت منه حينما علم باختطافها .... دون ان يشعر كان يعتصر الخاتم بعنف أكبر يطبق جفونه مستسلماً للشئ الوحيد الذى بقى منها !

هز أردال رأسه بحده و بحركة عنيفة أخذ يمسح على ملامحه التى ضاعت مع تلك الذكريات ... ليتخلى بعدها عن ذلك الخاتم واضعاً ايها بذلك الدرج المظلم من جديد ... ليستمع بعدها الى تلك الطرقات الخافتة التى أخذت تتعاقب على باب مكتبه و الذى علم صاحبتها جيداً ..... أغلق جفونه للحظة بينما أخذ يسحب انفاسه ليردّد بعدها بهدوء

( تفضل )

ليجد بعدها بلحظات هيئة ميرال تظهر أمامه كما توقع بالضبط و كلماتها الخافتة تصل اليه باهتزاز واضح

( لقد ألغيت ذلك الاجتماع ... عندما لم تاتى )

قاطع أردال حديثها بذات الهدوء يردد و كفه تشير لها بالتقدم الى الداخل

( تعالى ميرال .... أريد ان اتحدث معك )

تقدمت بخطوات مرتجفة لتجلس على المقعد أمامه ليردّد هو دون اى مقدمات

( اعتذر ميرال .... لم اكن اعنى تلك الكلمات حقاً ! )

تابع ابتسامتها الذابلة و داخله يتالم على هذا الحال الذى حل بهم ليجدها تلتفت بكل جسدها لتقابله و هى تردف بتعب

( لقد تغيرت كثيراً يا أردال ... اتذكر جيداً حينما كنت أتشاجر معك لم اكن استمع لكلمة اعتذار واحدة منك ... بل على العكس تماماً )

حرك راسه باستياء و نبراته المعترضة تصدح بهدوء

( لا ميرال .... أنا اعتذر حينما يتوجب عليا فعل ذلك )

صمت يتابع نظارتها التائهة ليضيف بتأكيد لا يحمل اى شك

( طارق سوف يعود ميرال .... أنا متاكد من هذا .... بالرغم من كل شئ .... أنا واثق انه سوف يعود )

أغمضت ميرال مقلتيها الداكنة تحاول ان تمنع عبراتها المتالمة تهمس بتشتت واضح له و لنفسها

( لقد مر اربع سنوات ..... اربع سنوات ... كل يوم أقول سوف يعود .... طارق لا يفعل بى ذلك .... طارق لا يتخلى عنى بعد كل ما حدث ..... لكن )

قطعت كلماتها تسحب بعض الهواء الهارب الى رئتيها ... تحاول ان تسيطر على ارتجاف شفتيها قبل ان تكمل حروفها بشكل اشد الم

( لكن اعود و ادرك أننى أنا السبب ... أنا من جعلته يذهب .... لم أستطيع ان أسيطر على خوفى .. على ذلك التردد الذى كان يزداد داخلى من تلك المشاعر العنيفة .... لم أستطيع ان اقف أمامه و أواجهه ... لم أستطيع ان اقول له انه استطاع ان يتغلب علي .... لم أستطيع ان اعترف له انه نجح .... نجح باحتلال داخلى كما لم يحدث معى من قبل )

اطبق أردال جفونه بعنف يشعر بجانبات صدره تضيق عليه و شعوره بكلمات ميرال و كأنها تصف حالته .... تلخص ذات العذاب الذى عايشه هو بكل تفاصيله .... صمت عّم للحظات عليهم و كل منهم يعود ليتذكر مضيه لتقطع ميرال هذا الصمت بعد مده و هى تتمتم بأمل

( لكننى لم أيأس بعد اتعلَّم ..... اشعر انهم سوف يعودوا .... لا أعلم متى ولكنهم سوف يعودوا أردال !! )

أرتد راس أردال للحظات و صيغة الجمع فى كلماتها تقتله ليهرب من ذلك الحديث الذى جعل روحه تحترق حينما قال

( سوف نحضر اجتماع مجلس إدارة شركة الشاذلي هذه المرة معاً )

توقفت تعابير ميرال و كأنها لم تستمع لكلماته تلك لعدة ثوانى فقط قبل ان تعطى ردت فعل متاخرة و جسدها يتراجع للخلف بانشداه

( ماذا ؟!! )

أراح ظهره من جديد على المقعد من خلفه و هو يتحدث بهدوء ظاهرى

( كما سمعتِ ميرال .... لم أعد أريد اى شئ يربطني بتلك الشركة سوف انهى كل شئ و اسحب حقى بالتوقيع )

عقدت ميرال حاجبيها بعدم رضا ظهر على نبراتها ايضاً

( توقف أردال ... انها شركة والدك ايضاً لا تنسى ذلك ... مهما كان غضبك لا تترك لهم الساحة بهذا الشكل )

توقفت عن الكلام و هى ترى ذلك الغضب المشع من مقلتيه لكن صوت ما بداخلها جعلها تكمل

( هل تظن أنك بذلك الشكل سوف تنسى ما حدث معك .... هل حقاً تغيرت الى ذلك الحد )

تفاجئت ميرال و هى ترى ابتسامته التى ارتسمت بوضوح على ملامحه بدل من الغضب التى توقعته لتجده يردف و هو يحرك راسه

( انظرى أنتِ الأن تحاولي استفزازى لكن أنا اتخذت قراري ولا يوجد من يستطيع ان يغيره ميرال لذلك لا تتعبى نفسك )

نهاية الفصل الثاني و العشرون

طبعاً السؤال هيكون ايه اللى حصل مع أردال و نارفين وصلهم للوضع ده و اكيد الاجابة هتكون فى الفصل القادم يعنى حبيت بس اوضح ان كل حاجة هتوضح و بالتفصيل عشان متقلقوش

بجد اتمنى من كل قلبى اعرف رايكم فى الفصل و فى الاحداث عموماً

قراءة ممتعة ❤❤


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 10-01-21, 01:09 AM   #463

هايدى حسين

? العضوٌ??? » 476937
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » هايدى حسين is on a distinguished road
افتراضي

رائعة انتى عزيزتي حقيقي كل فصل بيزيد اعجابى بيكى جداً و بكتابتك و كثير كثيير حابة الرواية بجد من اجمل ما قرات تسلم ايدك

هايدى حسين غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-21, 07:50 AM   #464

مريم حين

? العضوٌ??? » 390020
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 92
?  نُقآطِيْ » مريم حين is on a distinguished road
افتراضي

فصل جدا مشوق بالتفصيل

مريم حين غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-21, 08:36 PM   #465

dodo dodp

? العضوٌ??? » 317128
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,778
?  نُقآطِيْ » dodo dodp is on a distinguished road
افتراضي

اتصدمت من الفترة الزمنية اللى عدت اربع سنين كتير حنعرف اكيد ايه اللى حصل فيهم الفصل الجاى فصل تحفة الرواية تحفة لكاتبة مبدعة صعبان عليه اللى حيحصل فى اردال ورد فعله حيكون ايه وهل نارفين حتعرف تمثل ادامه وياسر اللقيط اللى عاوز الحرق ده منتظرين على نار

dodo dodp غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-21, 09:23 PM   #466

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرفر المناخلي مشاهدة المشاركة
الفصل كالعادة جميل وممتع والأحداث ممتعة بجد تسلم ايدك يا حبيبتي ومنتظرين الفصل القادم لكن ياريت يكون أكبر من كده أو تخليهم فصلين في الأسبوع
عايزة اعرف أخرة تاليا دي ايه 😠😠
حبيبتى انت تسلميلى يا قمر على كلامك الجميل ده بجد متابعتك شرف ليا يا قمر


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 11-01-21, 11:10 PM   #467

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلسبيل عادل مشاهدة المشاركة
انا وقعت فى غرام الرواية دي الصراحة معرفتش اسبها غير لما خلصت كل الفصول اللى نزلت
حبيبتى انا تسلميلى يا قمر على كلامك الجميل ده بجد شكراً جداً


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 12-01-21, 12:19 AM   #468

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة om ahmed altonsy مشاهدة المشاركة
فصل رووعه ما شاءالله عليكي تسلم ايديك حبيتي❤❤
حبيبتى تسلميلى يا قمر على كلامك و متابعتك الجميلة بشكرك من كل قلبى


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
قديم 12-01-21, 06:01 PM   #469

om ahmed altonsy

? العضوٌ??? » 461335
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 153
?  نُقآطِيْ » om ahmed altonsy is on a distinguished road
افتراضي

ما شاءالله عليكي كل فصل احلي من اللي قبله بجد السرد والاسلوب تحفه تسليم ايديك حبيبتي ❤️❤️❤️

om ahmed altonsy غير متواجد حالياً  
قديم 14-01-21, 12:32 PM   #470

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرفر المناخلي مشاهدة المشاركة
الاقتباس جمييييييييييييل يا حبيبتي منتظرين الفصل كامل
حبيبتى تسلميلى يا جميل سعيدة جداً بتفاعلك و متابعتك


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.