شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   أغلال عشقك قيدي (https://www.rewity.com/forum/t472255.html)

رحمة غنيم 05-09-20 08:49 PM

مساء الورد باذن الله ساعة و ينزل الفصل السادس من أغلال عشقك قيدي ❤❤

رحمة غنيم 05-09-20 09:38 PM

مساء الورد عليكم ❤

الفصل السادس


كان يقف صامتاً كالتمثال و هو يراها ممددة أمامه و دموعها تخط على وجنتيها فى حين هى لا تصدق انها لاتزال تحتفظ بالجنين بين أحشائها متمتمه بنبرات متلعثة و خافته مبحوحة لتلك الطبيبة التى تحرك هذا الجهاز الذى يكشف عن حالة الجنين و وجوده أو عدمه على بطنها المسطح بخفه

( هل حقاً لايزال موجود ... هل هو بخير ؟! )

اومات لها الطبيبة مما جعلها تجهش بالبكاء من جديد و هى تسمعها تقول

( انه قوى للغاية ... يبدو انه يتمسك بالحياة بشكل لم ارى قبله ... فحقاً حالتك كانت مزرية انها معجزة )

هل نستطيع ان نمنع تلك الذكريات التى تداهم عقولنا فاجأة ... ان نمنع ذلك الالم المصاحب لها .... تلك البرودة التى تتسلل الى روحنا معها لتصيبنا بالشلل المؤقت ، ان تشعر وكأنك قطة من الثلج الذى ينصهر باشتعال روحك ... لكن هل من الممكن ان تشعر أنك تنصهر بالرغم من ثلجية روحه و برودتها !!

هذا هو الشعور المتناقض الذى أخذت روح أردال تتشبع به و تلك الذكريات تهاجمه بأضعف أوقاته و كأنها تأتيه من مكان بعييييد كل البعد لتصبح وكأنها اشباح تحاوطه و تؤلم روحه ، كأنه يحتاج لألم أكثر بحياته و كأنه لم يكتفى من الالم لتعود له تلك النبرات التى كان يغرق عشقاً لها يوماً و الذى اصبح صداها لا يسبب له سوى الالم و الخذلان تهاجمه بأضعف أوقاته

( أردال ..... أنا ..... أنا حقاً اعتذر ... أنا لا أريد هذا الطفل !! )

رمش بجفنيه للحظات يحاول استيعاب تلك الكلمات التى شعر وكأنها لكمات توجهت نحوه بعنف كادت ان تسقطه أرضاً ... يشعر ان الشئ الوحيد الذى كان يتمناه سوف يضيع منه قبل ان يحكم بامساكه ... و للمرة الاولى تتلعثم حروفه و هو يتساءل بخفوت

( كيف ؟!!!! )

لحظات زادت من وتيرة انفاسه و نبضات قلبه و هو ينتظر تلك الشفاه ان تعلن عن ما بجعبت صاحبتها ... تلك الشفاه التى كان دوماً يراقبها بعشق منصهر منتظر الغرق بين رحيقها ها هو يتابعها و هو يتمنى ان تصمت للأبد قبل ان تعلن عن موته ... و ببرودة مريرة تحدثت بهدوء كاد ان يفتك بجميع تحكمه و عقله

( لاننى لا أريد ان استمر أكثر أردال أرجوك ان تتفهمنى !! )

وكأن حقاً قد اصابته الحماقة و عدم الاستيعاب حين تساءل بعدم فهم صادق نابع من خلاياه التى تحارب الحقيقة الماثلة أمامه بكل وضوح و منذ زمن بعيد ايضاً

( اتفهم ماذا ؟!!! .... ما الذى لا تريدي الاستمرار به تاليا ؟!!!! )

وكان حركات أناملها المرتجفة على خصلات شعرها القصير قد نبهته ..... انها سوف تقتله بحروفها ....... و كان له ما توقع لكن كلماتها خرجت أكثر قسوة وثبات مما كان يظن او يتوقع

( أريد الانفصال أردال ... أنا ... لا أريد الاستمرار بذلك الوضع .... أنا لن اصبح تلك المرأة التى تتخلى عن حياتها و أحلامها من أجل ان ...... ان تصنع عائلة و هى تدعى السعادة بذلك حتى ان كان من اجلك أنت أردال ... لقد حاولت الاستمرار و أنا اقنع نفسى ان الحب وحدة يستطيع ان يجلب لى السعادة لكن كنت مخطئة .... أنا لن ادع نفسى اغرق مع محيطك هذا ... لن أستطيع .... أنا لن اغضع لرغبات أمك و عمك كما تغضع أنت !! )

عاد على هذا الواقع الذى يتمثل أمامه بقوته و جباروته .... على معالم فتاه تذكره بتلك الالم بقوة .... ذلك الماضى الذى اعتقد لفترة من الزمن انه تصالح معه ..... نظر لها بتمعن ، تلك الفتاة بملامحها الشاحبة و جسدها الذى يصرخ بانهاكه و هى تتمسك بكل قوتها بجنينها مما جعله لا يستطيع و بالفعل لم يستطيع دون ان يخرج هذه الكلمات من بين شفتيه لكنه لم يكن يعلم انها خرجت قوية بهذا الشكل لتلتقطها مسامعهم

( لان أمه تتمسك به بهذا الشكل !! )

ارتفعت نظرات نارفين نحوه و عبراتها تسقط بصمت .... شعرت انها المرة الاولى التى ترى بها مشاعره و قد احتلت ملامحه بقوة ايضاً ... لكنها انتفضت من داخلها و هى تستمع الى الطبيبة التى قالت بنبرات سعيدة

( هل تريدون ان تستمعوا الى نبضات قلبه ؟! )

تسارعت انفاس نارفين و هى تتساءل بعدم تصديق و اندهاش تلعثمت له نبراتها

( هل يمكن ذلك ؟!!!!! )

( أجل ممكن ... فأنتِ قد اصبحتِ بالشهر الثالث من الحمل و تحديداً بالأسبوع العاشر )

لحظة واحدة فقط و صدح الصوت .... صوت نبضات قوية يثبت بها هذا الراقد باحشائها وجوده على قيد الحياة و بقوة .... لتشهق نارفين بعنف واضعة كفها المرتجف فوق شفتيها لتكتم صوت بكائها العالى و هى لا تصدق ان تلك هى نبضات جنينها ... نبضات ارتجف لها جسد أردال بعنف فاجئه ..... نبضات كانت اثرها تسارع خاصته

طرقات خفيفة على الباب .... جعلته يجفل و هو يستمع الى أحد الأطباء الذى استدعى الطبيبة التى كانت ترافقهم بحديث ما ...... لتخلو الغرفة من سواهم و تلك النبضات القارعة بعنف !

انكمشت قبضتها المرتجفة على ملاءة هذا الفراش الأبيض كشحوب وجهها الذى لم يفارقها منذ ان وطأت اقدامها هذه البلد .... ثم ارتفعت أناملها تخط على بطنها بقهر يقتل داخلها قبل ان ترفع أنظارها لتجول أنحاء الغرفة و هذا الجهاز الذى مازال يعلن عن نبضات قلب جنينها ، انزلقت دمعتها العالقة عند زاوية جفنها المتعب من كثرة البكاء ..... لتتجه عينها الى هذا الجسد الضخم الذى كان يشرف عليها من علوه و عينيه التى تهيج باعصارها المعتاد و مشاعر شتى تتصارع داخل جسده القابع أمامها دون ان تدرى عنها هى شئ من هذا الغلاف الثلجي الذى يحيط نفسه به

ارتفعت قبضتها عن ملاءة لتخط بارتجاف على قبضته المشدودة جانبه بقوة بحركة اجفلته و تشنج لها جسده لتنتقل نظارته التى لم تفارق الجهاز الى أناملها المرتجفة قبل ان يستمع الى روحها المعذبة عبر نبراتها المتوسلة و التى اخذت تتسلل الى حنايا جسده لتشتته مع عينيها و التى تشبه السماء الممطرة الملبدة بالغيوم قبل ان تردف بحشرجة مبحوحة

( أرجوك اتوسل إليك ان ترحمنا من ذلك الظلام .... انه يتماسك داخلي الى الان و انا لا اريد ان اخسره .... أرجوك ان تساعدنا لنترك هذا المكان هم لن يتركونا نحيا هنا بسلام ... أنا أعلم أنك تستطيع ان تخرجني من هنا ان أردت أنت هذا .. أرجوك سيد أردال افعل لى أنا و طفلي هذا المعروف و دعنى اعود من حيث اتيت ... أو حتى الى حيثما تشاء لا يفرق معى ذلك لكن أتوسل إليك ان تحررني من هذا القيد الذى سقط به بحماقتى )

تشنجت عضلاته بالكامل لكنه تماسك بعنف و هو يسحب قبضته من بين خاصتها ، يردف بهدوء اسعجبه هو شخصياً

( لكنه ليس طفلك وحدك ! )

تسارعت انفاسها بعنف و هى تحاول استجماع كلماتها الهاربة

( اعلم لذلك اتيت .... اقسم لك أنا سوف افعل كل شئ تريده .... لن اختفى ... لن أستطيع من الاساس ... سوف اجعله يراه متى تشائون ... لكن ارجوك دعنى اذهب )

أغمض عينيه و هو يشعر بإعصار يضربه ..... ليتحامل على كل شئ هارباً من هذا الجنون الذى سوف يصيبه ان بقى أكثر بجانبها

أغلق الباب خلفه ليتكئ عليه بثقل جسده و روحه تاركاً ايها تبكى كما لم تفعل من قبل .... ليأتيه صوت طارق الذى يحاول التقاط انفاسه

( أردال ماذا هناك ... هل حدث لها شئ ؟! )

( من الذى أرسل ذلك الحقير طارق هل هو عمى قادير ؟ )

( أردال ماذا حدث هل .... )

صاح أردال مقاطعاً إياه بعنف اجفله

( من طااااااارق )

( لا أردال ليس عمك ... انه عزام ...... أردال أنت ما الذى سوف تفعله .... علينا ان )

قاطعة أردال مجدداً لكن تلك المرة بنبرات خرجت خافتة لكنها تمتلك من الحزم و القوة ما يكفى ليصدم طارق و الذى مثلت ملامحه الصدمة بحد ذاتها

( سوف نحررها من هنا طارق هذا ما يجب علينا فعله !!!!! )

تحدث طارق مستفتسراً بخفوت و ملامحه تحمل اندهاش واضح

( أنت ... حقاً سوف تفعل هذا أردال .... ماذا .... ماذا عن الطفل ... و آسر ؟؟!!! )

زفر أردال عدة مرات و هو يحاول تمالك أعصابه و انفاسه التى أفلتت منه بسبب تلك الصغيرة ليقول بعدها بعزيمة جمدت طارق و اتسعت حدقتيه لها

( آسر يحتاج لانتفاضة طارق ربما تكون تلك هى انتفاضته ..... يجب عليه ان يتحرر من سلطة عمي قادير هو الاخر .... ليستحق هذا الطفل و تلك التى تصارع بالداخل للحفاظ على طفلها .... لا ان يستمر بالكذب منتظر من الجميع ان يساعدوه .... فعليه ان ينهض من غفلته قبل ان يخسر كل شئ .....قبل ان يستيقظ بأحد الأيام ليجد نفسه وحيداً منبوذاً من الجميع .... عليه ان يصلح فعلته ... فالخطأ خطئه منذ البداية مهما حاولنا الانكار لذلك عليه ان يتحمل نتائج افعاله )

ارتفعت كف طارق بعدم فهم و هى تلوح بالهواء أمام أردال يردف مسترسلاً حتى استطاع ان يشكل جمله واحدة

( أردال .... ماذا يحدث .... أنت بالامس ..... كنت تهاجم الفتاه .... يعنى ... و الْيَوْمَ .. أنا ... هل حدث شئ جديد ؟! )

تنهد طارق و هو يتساءل بعد تلعثمه السابق ... فحينها أومأ له أردال بحركة خفيفة من راسه و هو يقول بنبرات حادة بالرغم من ذلك الالم الكامن بها

( لقد أصبت طارق ..... لقد خدعها بكل حقارة ..... لقد صدمنى بفعلته .... لقد اخفى عنها زواجه ... بدأ الأمر معه بلعبة حقيرة )

مسح طارق على جبينه و هو لا يصدق هذا الوضع الغريب قبل ان يربت على ذراع أردال ليلاحظ علامات الالم على ملامحه و التى رافقت حركته .... لتتوتر ملامحه و هو يقول

( اعتذر أردال لقد نسيت هذا الأمر تماماً ... لكننى علمت من خلف أصابتك تلك )

سارع أردال يتساءل

( من ؟ )

انعقد حاجبيه و هو ينتظر الإجابة من طارق الذى قال اخيراً بعد ان زفر انفاسه بقوة ، يعلم بالإعصار الذى سوف يندلع بعد ان يفصح عن الاسم ليلفظه مرة واحدة و دون مقدمات

( كما توقعت أنت انه عزام )

أغمض أردال عينيه بعنف يحاول ان يتمالك أعصابه قدر المستطاع ليردف و هو لا يزال مغمض العين بنبرات شرسة رغم خفوتها

( هل لا يزال هذا الرجل مُقيد ببيت نارفين )

أومأ له طارق بالإيجاب ليكمل هو بعدها بذات النبرات

( رافق نارفين الى القصر طارق ولا تدعها سوى لبشرى أو أمى )

لم يكن هناك داع لكلام طارق فقد اصبح يواجه تلك الرياح الذى خلفها أردال بمغادرته العاصفة .... عاد ليزفر انفاسه من جديد و هو يتأمل ذلك الباب في حين أخذ يتمتم لنفسه بتساءل غريب و مشاعر غير مفسرة له

( هل حقاً سوف يحررك كما قال ؟!! .... ربما ذلك سوف يكون أفضل لكِ على كل حال )

***

( تفضل )

طلت بشرى من خلف الباب بعد ان استمعت لنبرات بهار تأذن لها بالدخول .... لتسارع بهار بالقول عند رؤيتها

( بشرى من الجيد أنكِ اتيت أريد ان اتحدث معك بشئ هام )

تقدمت بشرى و هى تردف بكل ثقة

( من المؤكد هذا يا بهار فالذى يحدث هنا منذ أمس يثير التساءل عند المرء حقاً ! )

( كيف حال نارفين ؟ )

تسائلت بهار بخفوت و هى تغلق هذا الصندوق الخشبي و الذى يحمل جميع ذكريات شبابها و أعز مقتنياتها بعد ان اخرجت منه سلسال رقيق يتدلى منه أحد اندر أنواع الحجارة و الذى يتميز لونها بتدرجات الفيروزي و الأخضر و الذى لفت انتباه بشرى كما كان يفعل دائماً لجميع من يشاهدوه حول عنقها

( لا اعلم ان كنت اجيد وصفها أو لا .... لكننى لم ارى من هى بائسة أكثر منها بهار ..... ما الذى يحدث هنا ؟! .... لماذا تخفوها بهذا الشكل المخزى .... لماذا لا يتحمل آسر نتائج افعاله ليتحملها أردال و تلك المسكينه عنه فانا لا استطيع ان اصدق حينما رايتها ان هذه الفتاة سيئة او ساقطة كما يدعوها أردال .. لماذا قادير يحاول ان يتخلص منها أنا لا أستطيع ان أفسر هذا .... يعنى لماذا تدخل القصر زوجه الأردال و هى تحمل طفل آسر هل تدركون ان ما يحدث مخالف للشرع ..... لماذا يحدث هذا فهى تحمل حفيد قادير المنتظر )

تنهدت بهار بحزن قبل ان تردف بالم

( اعلم بشرى .... اعلم كل هذا .... أنا من اقترح أمر زواجها من أردال لكن كلعبة او بشكل صورى بعد ان علمت عن حملها لن استطيع ان اغض البصر عن افعالهم اردت ان احميها منهم ... حتى لا تصبح ضحية من ضحاياهم !! )

تحركت شفتى بشرى بعجز عن إفصاح ما بداخلها قبل ان تهمس بتساءل و علامات الذعر تخط ملامحها

( مستحيل .... بهار هل تحاولي ان !! ... )

قاطعتها بهار و هى تنهض لتتجه نحوها بينما كانت تردف نافية

( لا بشرى ... أنتِ تعلمين أننى لا أفعل ذلك .... لكن أنتِ تعلمين ان هذا هو الشئ الوحيد الذى سوف يحميها ايضاً ... أردال هو الوحيد الذى يستطيع ان يقف أمام قادير ... آسر سوف يهرب كعادته ليتركها تصارع هذا الالم بفردها .... لأن قادير لن يتخلى عن ميرال التى تضمن له ثروات عزام لن يفعل حتى من أجل هذا الحفيد الذى كان يتمناه ، بشرى أنا فعلت هذا الاحميها منهم بالمقام الاول قبل اى شئ )

صمتت بهار و هى تلتقط انفاسها ليأتيها رد بشرى الذى انعقد له جبينها

( و من الذى سوف يحميها من أردال نفسه بهار ؟!! )

( أنتِ ما الذى تحاولين قوله بشرى ؟! )

صمت بشرى للحظات و هى تتأمل ملامح بهار الذى أخذ التساءل يملؤها لتردف بحزن دفين

( انكِ تعذبيه بهار و تقتليها معه !! ........ و أنا اجزم لكِ انكِ لن تحصلي على ما تتمنيه من هذا الأمر ..... لقد رايته أمس كيف ينظر لها انها تضغط على جروحه بقوة ..... تقتله تذكره بكل الالام الذى عاشها من قبل و حاول ان يهرب منها بكل كيانه ! .... و هو يكسر روحها بكل ما يمتلك من قوة ليعاقبها على ذلك الهجوم المفاجئ له ! )

انزلقت تلك العبرات الحبيسة بمقلتي بهار و التى أخذت تتجمع مع كلمات بشرى التى اخترقت روحها بعنف تردف بنبرات ارتجفت بالم

( الم يكفيه كل هذا الهروب بشرى ..... لقد هرب بما فيه الكفاية ! )

اتسعت حدقتى بشرى قبل ان تقول بحده لم تعرف انها تمتلكها يوماً نحو تلك القابعة أمامها

( انها انانية بهار .... أنتِ تستخدمي الفتاة لتداوى جروح أردال و عدم ثقته ايضاً أنتِ تستخدمي تمسكها بطفلها بطريقة بشعة ..... أنتِ )

( توقفى بشرى أنتِ لن تستوعبي الأمر .... انها تحتاج اليه أكثر بكثير من حاجته هو اليها .... تلك القسوة الذى يتعامل بها كما تقولين سوف تختفى مع جراحه )

أخذت بشرى تهز رأسها بقلة حيلة و هى تردف بالم

( انها معادلة غير متساوية بهار و الأيام سوف تثبت لك هذا حينما يتالم الجميع أمامك و خاصتاً أردال و أنتِ لن تستطيعي فعل اى شئ له أو لها حينها !! )

***
يتبع...

رحمة غنيم 05-09-20 09:39 PM

اصطدام عاصف لباب المكتب مع دخوله الذى حطم هيبة هذا الجالس خلف مكتبه بعد ان تملك الخوف منه و هو يستقبل نظرات أردال التى تدل انه على وشك ان يرتكب جريمة !!

أزدرد عزام ريقه قبل ان يحاول تمالك أعصابه و هو يردف بعنجهية كاذبة

( أنت ماذا تفعل هنا ؟! )

لحظات قليلة قبل ان يجد أردال الغرفة تعج بأفراد الأمن الذين يحاوطوه من جميع الاتجاهات ينتظرون إشارة من سيدهم بعد اقتحامه للمكان بهذه الطريقة ليردف بفحيح ارعب عزام رغم كل هؤلاء الرجال التى تحاوطه

( قل لهم ان يغدرون فى الحال )

ارتفعت ذقن عزام بشموخ أستمده من هؤلاء الذى يحتمى بهم و هو يقول

( قل ما عندك أردال أو غادر ! )

لحظات لترتفع ضحكة أردال بأنحاء المكان قبل حركته السريعة و التى كانت بسرعة تلك الطلقة التى اخترقت الجدار على بعد إنش واحد فقط من إذن عزام دون ان يستطيع أحد توقع أو فعل شئ من سرعة حركته ليقول و هو يقترب نحو مكتبه بنبرات مغلولة و خافته كى لا يسمعها سواهم

( ان كنت أريد قتلك لفعلتها الأن و بنفسى عزام .... لن أرسل أحد رجالي لأفعل ..... فان كان يحاوطك مئة رجل لن يحموك من عقابي ان أردت أنا هذا .... اعتبر هذا هو التحذير الأخير لتبتعد عن محيطي فإن أردت قتلى تعال لتواجهنى كارجل ... و انتظر ردي على هذا الغدر قريباً ... قريباً جداً من حيث لا تتوقع)

خرج أردال للحظات سريعة ايضاً ليدخل بعدها و هو يلقى بشئ على ارضية المكتب الفارهة و لم يكن هذا الشئ سوى ذلك الرجل الذى أمسك به بشقة نارفين ليردف بعدها

( و عليك ان تبتعد عن جميع من يخصني ايضاً .... فسوف احاسبك على هذا الأمر ايضاً لكن ليس الأن )

غادر بعدها بعنفوان تاركاً عزام يجز بقهر مغلول على اسنانه يتوعد بسره الكثير و الكثير بالرغم من هذا الذعر الذى تملك منه !

***

أخذ أردال يمرر كفه على محيا وجهه بعنف عله يهدأ من تلك العاصفة التى تندلع داخله و ذاكرته تعود الى منظرها البائس و هى تستعطفه ليحررها لكن رنين هاتفه اخرجه من حالة الهياج تلك ليُلقى به بحالة عجيبة من القلق و هو يرى رقم طارق يضيئ على شاشة هاتفه ليجيب بنبرات سريعه و هو يتساءل

( ماذا هناك طارق هل حدث شئ لها ؟!! )

انعقد حاجبي طارق و هو يستقبل نبرات أردال الجديدة عليه هو شخصياً ليقول بعد ان ألقى نظرة سريعة نحو نارفين الجالسة على أحد المقاعد القابعة بممر المشفى فى محاولة منها للتماسك ليردف بعدها بهدوء

( انها بخير أردال لا تقلق كل شئ بخير لكن ... )

( لكن ماذا طارق لم يعد لدى صبر لكل ما يحدث )

باغته أردال بنفاز صبر بعد ان أزدرد ريقه بالم ..... عاد طارق ليلقى بنظره على تلك الجالسة بقهر امتزج مع شحوب هيئتها ليقول بخوف قلق من ردت فعل عاصفة يتوقع حدوثها من هذا الذى يحدثه

( انها ترفض ان تغادر معى ! )

صمت للحظات قبل ان يكمل بحذر

( تقول انها سوف تنتظرك حتى تنهى عملك مهما طال لكى تذهب معك ... لقد حاولت إقناعها بشتى الطرق لكنها على ما يبدو تشعر بالخوف أو لا تثق بى كفاية لا اعلم )

صمت طارق للحظات و هو ينتظر ذلك الرد العاصف لكنه تفاجأ بصمت أردال للحظات قبل ان تصدمه الإجابة أكثر مما جعله يرمش بجفنيه عدة مرات و هو يحاول استيعاب كلمات أردال و نبراته الخافتة عكس المتوقع تماماً و هو يقول

( لم يكن من المفترض ان اتركها هكذا ! ... حسناً طارق سوف اتحرك نحوكم فى الحال )

ابعد طارق الهاتف عن أذنه و كأنه يتأكد من هوية المتحدث ثم عاد بهدوء ليجلس بجانبها على أحد المقاعد ليطالعها بنظرات غريبة جعلتها ترتجف و هى تقول بخجل و خفوت

( أعتذر منك سيد طارق لابد انه غضب .. أنا احقاً اعتذر )

ابتسم طارق برقة و هو يرى رأسها المطأطأة ليقول بعدها بنبرات لم تخلوا من المفاجأة بعد

( هل سوف تصدقيني ان قلت لك انه لم يغضب ... ام أنكِ لن تصدقي مثلي )

رفعت أنظارها نحوه وكأنها لا تصدقه لتجده يكمل و ابتسامته لا تزال تعتلى وجهه

( ثم لما تلك الألقاب .... أنا لا أفضل كلمه سيد تلك مطلقاً )

رأها و هى تعض على شفتيها بالام ليقول مشجعاً

( و ايضاً أنتِ معك كل الحق ان لا تثقى بأى أحد هنا .... و أنا يجب ان اقولها لكِ ..... يجب ان تستمرى بعدم ثقتك تلك .... لا تثقي سوى بنفسك نارفين فأنتِ لا تعلمي اى عالم تواجهين )

استمع لتلك التنهيدة التى خرجت بقوة من بين شفتيها ليستمع الى صوتها الخافت وكأنه ياتيه من بعيد

( أنا لم اثق بأحد يوماً .... و حين وثقت كانت تلك النتيجة ! )

لا يعلم لماذا شعر انه عليه ان يساندها فهو رأى انها تلوم نفسها بشكل بائس ليردف بإصرار

( لما أنتِ بائسة بهذا الشكل .... و لاى شئ تحديداً هل من أجل نظرة الناس نحوك ؟! .... اجل اخطات نارفين و كثيراً ايضاً ... لكن لما تحملي نفسك أكثر من ما تستحق أنتِ لستِ المخطأ الوحيد هنا .... فلست أنتِ التى عليها ان تنكس رأسها بذلك الشكل فانا اعلم من هو آسر جيداً )

ارتفعت نظراتها التى ترقرقت بالدموع و هى تقول بإمتنان و بعض الدهشة من موقفه

( أشكرك سي .... أشكرك طارق لكن بالرغم من كل هذا لقد استحقيت ما يحدث لي )

تنهد ببعض الراحة قبل ان يختصب ابتسامة مشعة و داخله يزداد حقداً يوماً بعد يوم على هذا المدعو آسر !!

( أنا لا أقول سوى ما أراه صحيحاً فلا داعى للشكر )

ارتعشت شفتيها بشبة ابتسامة و هى تقول

( أنا لا أشكرك على هذا ... بل ... بل لم تسنح لى الفرصة لأشكرك على ذلك الْيَوْمَ )

انزلقت عبراتها الحبيسة و ذاكرتها تعود ليوم ازلالها و خذلانها من شخص كانت تظنه يوماً حبيباً لها لتكمل بقهر مكبوت

( أشكرك لأنك ساعدتني .... حللت قيدي فى يحين )

صمتت تبتلع تلك الغصة الحارقة بحلقها ليحاول طارق مساعدتها و هو يقول

( انها كانت مخاطرة كبيرة اعترف ... استحق الشكر عليها بالفعل )

رأى ابتسامة طفيفة تظهر على وجهها ليكمل

( لكننى اعترف انني لم افعل ذلك من اجلك شخصياً أو حتى آسر بل على العكس ... أنا فقط فعلت من أجل أردال فان يكون أحد منا بجانب تلك الفتاه المهددة بالقتل حينها كانت فكرته المجنونة لكنني اعترف لكِ دون ان أقول له هذا من قبل انه يخطط بشكل رائع بالرغم من كل طابعه السيئة )

اعتقد طارق ان حديثه الطريف سوف يساعدها فى الابتهاج ولو قليلاً لكنه تفاجأ و هو يراها تشرد بعيداً حتى انه تصور انها سوف تظل صامتة لكن عاد صوتها الخافت يتسلل بهدوء اللى جانب أذنيه بعد القليل من الوقت

( أنا ادين له بحياتي .... لم أستطيع ان اشكره حتى على انقاذه لحياتي باستمرار بل على العكس )

ارتفع حاجبى طارق و هو يقول بذهول مصتنع

( وماذا عنى أنا ... فأنا شاركت بانقاذك ايضاً )

شعر بالندم حقاً على مشاكسته لها و هو يراها تحمر بذلك الشكل و تعض على شفتيها بقوة حتى كادت ان تدميهم ليبتسم و هو يقول

( يااااااالهى لقد كنت امزح معك فقط ..... انظرى نارفين أردال لا ينتظر اى شكر منكِ كونى واثقة من هذا )

ابتسمت له نارفين بامتنان واضح ليعم الصمت بعدها حتى مضى الكثير من الوقت لتقطعه نارفين هذه المرة بتساءل تفاجأ له طارق لان محور تسائلها لم يكن سوى عن أردال نفسه تلك المرة

( هل تعرفه منذ زمن ... اقصد أرد .. سيد أردال ... يعنى يبدو أنك مقرب منه دون عن الآخرين )

( ما حكاية سيد معك يا فتاة ... هل ترينا عواجيز لتلك الدرجة ؟! )

عادت لتبتسم بهدوء و هى تعتذر ليقول طارق بعد ان استشعر فضولها نحو اجابة سؤالها

( أنتِ محقة من يرانا يظن اننا نعرف بعض منذ زمن ... لكن بالحقيقة أنا اعرف أردال منذ اربعة سنوات تقريباً )

عقدت نارفين حاجبيها و هى تتمتم بهمس مسموع بعض الشئ

( لكنه لا يبدو شخص يستطيع ان يثق بهذه السرعة )

اتسعت ابتسامة طارق و هو يقول

( أنتِ محقة بالفعل .... ان أردال شخص صعب بالفعل مثل أسمه لقد تعرفت عليه حين كان اسوء من الأن بالاف المرات ... انه يختلف عن الجميع حتى انه يختلف كثيراً عني )

التقط طارق همست نارفين بالرغم من خفوتها فهى كانت تناجى نفسها قائلة

“ انه لا يشبه أحد ... انا لم ارى شخصاً مثله من قبل ! “

ليكمل بعدها دون ان يعلق و داخله يستشعر ذبذبات غريبة لم يكن يتخيلها على الإطلاق

( ان الجميع يقول انه تغير كثيراً عن ما كان عليه من قبل لكنني لم أتعرف على جانب أخر منه مع الأسف )

قالها بطريقة درامية جعلتها تعود لتبتسم مجدداً قبل تتساءل بفضول لم تستطيع منعه

( حسناً بخصوص أسمه ؟!!! )

ابتسم طارق على ملامحها الطفوليه تلك و هى تتساءل ليجيب تسائلها مردداً

( اتعرفين لقد سالته عن معناه فى اول لقاء بيننا ... لقد شعرت انه أجنبى بعض الشئ و كنت محق .... ان والده هو من اعطاه هذا الاسم ربما افضل ان تسمعى حكايته منه هو شخصياً .... لكن ربما هو يمتلك حقاً معنى اسمه فأردال تعنى القوة و الوحدة !! )

شردت نارفين فى معنى الأسم قليلاً قبل ان تتجه نظراتها نحو تلك الهيئة القادمة من بعيد و هى تفرض حضورها المهيب كالمعتاد ..... ليقول بصوته الرخم الهادء بعد ان وصل اليهم ينظر نحو طارق

( شكراً طارق لقد تاخرت عن عملك )

نهض طارق و هو يقول

( بما أنك صاحب العمل لا يوجد مشاكل )

ربت أردال على ذراع طارق بامتنان قبل ان تتجة ملامحه نحو نارفين ليقول بهدوء ثلجي

( هل نذهب ؟! )

اومات نارفين برأسها و هى تشعر بأنها ليست سوى حملاً ثقيل ألقى على عاتقه ... لماذا لا يحررها من تلك الدوامة بما انه لا يتحمل وجودها بهذا الشكل .... تحاملت على جسدها الذى لم تدرك انه لايزال يرتجف بينما و هى تحاول النهوض شعرت ببعض الدوار يصيب رأسها لتعود لتجلس مجدداً بهدوء على المقعد

تنفست بعمق عدة مرات و هى تحاول التغلب على هذا الدوار الذى داهمها قبل ان ترى كف امتدت لمساعدتها و لم يكن من الصعب عليها ان تميز ان تلك الكف له هو !!

ارتفعت بنظراتها نحو محيط عينيه لتجده مثل المعتاد ثلجي بارد ، ارتجف جسدها بقوة لكن ارادتها كانت أقوى منها لتنهض وحدها متجاهلة كفه التى تعلقت بالهواء و هى تقول بنبرات حازمة بالرغم من ارتعاشات احبالها الصوتية

( شكراً لك لا احتاج لمساعدة ! )

صدمة اعتلت ملامح طارق الذى أخذ يتابع ملامح أردال بفضول دون ان يرى اى ردت فعل ظاهرة عليها قبل ان يرى انكماش كفه لتعود الى جانبه بذات الهدوء التى ارتفعت به !!

أرتفعت نظرات أردال الى طارق بعد ان كانت مثبتة نحو المقعد التى نهضت نارفين من عليه للتو يردد

( إلى اللقاء طارق )

ليتبعها بهدوءه و هيبته بينما أخذ يتمتم بثلجية و ابتسامة هازئة تزين ثغره

( لا تحتاجين لمساعدة اذاً !! )

تاركاً خلفه طارق مشدوه بشكل عجيب !

***
يتبع...

رحمة غنيم 05-09-20 09:42 PM

صمت ساد الطريق باكمله و كلاهم يفكر بالمستقبل المجهول ... ذلك المستقبل الذى يفرضه عليهم حاضرهم معاً دون ان يتحدث كلاهم بحرف واحد من ما يجول بفكره

فكانت حركات أردال هادئة منصبه على الطريق أمامه دون ان يلتفت لها حتى بنظرة واحدة من محيطه الهائج و عقله يشرد بذكريات بعيدة و احداث لم يمر عليها سوى سويعات قليلة ..... فاخذ شعوره ان الارض تختل من تحته اصبح يتفاقم داخله بعنف دون ان يستطيع ان يفعل شئ ... و كم يكره هذا الشعور !!

شعر بان هدوئها بهذا الشكل بجانبه بعد ان طلبت منه ان يحررها غريب بعض الشئ ... هل سوف تعود و تطلب ذلك مجدداً ام لا فهو من المؤكد لن يعلن عن قراره لها الأن !!

ألقى نظرة جانبية نحوها ليجد شعرها البنى الذى يتخطى كتفها فقط ببعض السنتيمترات حاجز بينه و بين ملامحها ، فقد كانت تلصق رأسها بشكل بائس على زجاج نافزة السيارة بجانبها

حاول ان يكتم زفرته و هو لا يعلم لماذا اصبح يشعر ان عليه انتشالها من هذا الظلام المحيط بها فكم صدمه فعلة آسر بهم جميعاً لقد كان يعتقد انه هو المخدوع باسم الحب فجميع النساء تستطيع التلاعب بالمشاعر بشكل لا يستطيع العقل تخيله !! ... ليعلم بعدها ان ليس أحد سواه الخادع لكن حتى لو كان كيف تفعل هى ذلك ؟! ... كيف تسلمه نفسها بهذه السهولة ؟!

اغمض عينيه بقوه و هو يردد داخله

“ بطبع انها فتاة متحررة عاشت و تطبعت بطباع الغرب لم تحصل حتى على أب يستطيع ان يبث فيها معاني الاخلاق !! “

صدحت نبراته القوية لتجذب جميع حواسها و هو يقول بشكل امر تنافى كلياً عن ما يجول بخاطره

( أريحي ظهرك على المقعد )

التفتت لتنظر له بعيون ملبدة بالغيوم لتتواصل مع محيطه الذى هدء قليلاً من ملامحها المعذبة قبل ان يعود و يحتدد من جديد مما اثار انجذابها له بشكل كلى تتطلع نحو نظراته !!

نظرت له بعمق و هى تحاول فهم كلماته و داخلها يتساءل هل من أحد سوف يشعر بتعب و إنهاك روحها بأحد الأيام لتجد نبراته تعيدها لارض الواقع بعد ان رمش عدة مرات لينهى هذا الاتصال بين نظراتهم يقول و بعض الحدة تشوب نبراته

( لا أرى الطريق جيداً ! )

ابتسمت داخلها على حماقة تفكيرها فلم تنتظر لحظة واحدة تخضع لكلماته لانها حقاً شعرت بالتعب ... بالتعب من كل شئ ..... تأوّهت قليلاً حينما شعرت بتشنج جسدها و هى تريح ظهرها على هذا المقعد المريح فشرودها بهذا المستقبل المجهول جعلها تتناسى الم جسدها الذى كان يصرخ بها دون ان تشعر .... لتستمر بعدها رحلة الطريق كما بدأت بصمت ثلجي يخفى بجعبته الكثير و الكثير !!

***

استقبلهم وجه قادير حين خطت اقدامهم أولى الخطوات نحو مدخل القصر الداخلي مما جعل جسد نارفين يعود للارتجاف و هى تستمع الى نبراته الحادة و نظراته التى توجهت نحو أردال و هو يقول من بين فحيح انفاسه

( أريد الجميع على مائدة الطعام .... الجميع أردال )

ردد جملته الاخيرة و هو يشير برأسه نحو نارفين التى شعرت بالدوار يعود الى رأسها من جديد ... لكن صوت أردال و نبراته التى انتشلتها من ارتجافها و هو يقول بقوة احضرت عقلها لواقع كلماته المقتضبة

( لن يحدث شئ )

أومات برأسها و هى حقاً تعقل كلماته .. فهو محق لم يحدث لها اى شئ حينما يكون هو هنا .... رد هو الاخر بحركة خفيفة من رأسه قبل ان يتقدمها بخطوة واحدة نحو الأمام و رغم هدوءه الظاهر شعر ببعض القلق لما يخطط عمه بالجهة المقابلة !!

صمت صاحب الكثير من الحركات الرتيبة للصحون و وجوه عدة تنتظر ما الذى سوف ينتجه هذا التجمع الغير اعتيادي !!

نظرت بهار التى كانت تحتل راس المائدة من الجهه المقابلة لقادير نحو وجه نارفين الذى لم يفارق الصحن القابع أمامها دون ان تمس الطعام بداخله و الذى لم يختفي شحوب وجهها و ملامحها مما دب بعض القلق بقلبها تتابع أناملها التى تتمسك بارتجاف طفيف بأطراف الشوكة العلوية و كأنها تستمد منها الدعم !

لكنها اعادت هذا الى تلك العيون التى تتابعها بتمهل فهناك العديد من العيون تراقبها بالخفاء و اخرى فى العلن .... توجهت نظرات بهار نحو ميرال التى كانت تقابل نارفين تماماً في حين يجلس بجانبها آسر الذى يتخذ جوار والده و بالمقابل فى الجهه الاخرى منه يجلس أردال .... لم تستطيع بهار ان تتبين شئ من نظرات ميرال التى تتمهل على كل جزء من ملامح نارفين و حركاتها وكل تفاصيلها فقد اندهشت قليلاً من هذا التركيز التى تبديه ميرال اتجاهها فهى دوماً لا تبالي بأحد سواها فالجميع فى نظرها أقل أهمية من ان يحظى احدهم باهتمامها !! ، لكنها شعرت بالراحة من تركيز ميرال مع نارفين بذلك الشكل كى لا تلتقط نظرات زوجها التى لا تفارقها أو تحيد عنها لثانية واحدة ، نظرات تشتعل بشوق ممزوج مع الالم

حاولت ان تفسر نظرات اخرى و ما يشوبها للحظة من الغضب و لحظة اخرى من الشرود و الكثير من نظرات الحزن كانت جميع تلك النظرات كانت لأردال الذى كان يخص بها نارفين بالخفاء لكنها لم تستطيع ان تحدد ما سيب هذا المزيج الغريب و تلك المشاعر المختلطة !

عادت و ركزت حدقتيها للأمام لتتابع نظرات قادير التى كادت ان تحرق الفتاة بمكانها قبل ان يرسم ابتسامة مصطنعه و هو يضع كاس الماء الذى كان يرتشف منه جانباً يقول بنبرات سعيدة ادرك اغلبهم مدى كذبها و يداه تتشابك أمامه على سطح الطاولة

( الْيَوْمَ و للمرة الاولى تتواجد معنا كنتي الثانية على نفس المائدة .... و التى لم أستطيع ان ارحب بها بشكل لائق من قبل لذلك ! )

صمت قليلاً و هو ينظر لأردال بقعر عينه و نظراته تلتمع بتحدى ليكمل بعدها و أنظاره تتوجه نحو نارفين التى رفعت رأسها للتو كمن ينتظر الحكم عليه بعد طول انتظار

( سوف ارحب بكِ كما يجب .......... و بشكل رسمي ايضاً !!! .... بحفل زفاف يليق بكِ بعد أسبوع من الأن ..... سوف يتحدث الجميع عنه .... حتى ان الصحف بدأت تتحدث عنه منذ الان !! )

انهى كلامه و هو يلقى أمام أنظار كل من أردال و نارفين احدى الصحف المسائية !!

لم تحتاج نارفين أكثر من هذا الحديث لتتسارع انفاسها .... يتبعها ملامح القهر و الصدمة التى احتلت وجه آسر الذى كاد ان ينطق قبل ان يستقبل أحد نظرات ابيه التى اخرسته قبل ان ينطق بحرف كعادته ..... و ارتجاف كف ميرال و ملامحها التى لم ينتبه لهم أحد !! ....... كل ذلك كان يتنافى مع ردت فعل أردال و عينيه تدور بهدوء على تلك الكلمات المُلقى أمامه و التى تمثلت بأحد العناوين الرئيسيّة للصفحة الاولى بأحد أشهر الصحف ..... مالت ذاوية فمه بابتسامة ساخرة و تلك الحروف القليله تعيده اربعة سنوات للوراء حينما تحدثت الصحف عن هجر زوجته اليه و الأن !!

" زواج انجح رجال الاعمال أردال الشاذلي صاحب شركات اوت لاين ( out line ) للمعمار الهندسى و الذى يعد الوريث الاول لمجموعة الشاذلي القابضة خلال ايّام ......... هل وجد أردال الشاذلي الحب مجدداً بعد انفصله عن زوجته السابقة قبل اربعة اعوام بعد ضجيج قصة حبهم و التى انتهت بشكل مفاجئ اثار دهشة الجميع )

لم يكن أردال يشعر بفكه الذى كاد ان يسحقه من شده ضغطه عليه ليعود صوت عمه متسللاً بشكل أكثر استفزازاً و هو يقول

( سوف احاسبهم على ذلك المقطع الأخير لا تقلق ..... فانت تعلم انهم يضيفون بعض الجمل للمزيد من المبيعات !! )

تلاقت نظرات كل من أردال و قادير بإعصار لم يفهمه سواهم ليومأ أردال برأسه فى رسالة واضحة لعمه ان رسالته قد وصلته ....... لقد وضعهم بخانة اليك !! ... القى بهم حتى اصبح خلاصهم مستحيل ! ... لقد فضح الأمر للصحافة بل للبلد باكملها ... لقد قلب عليهم اللعبة تباً !

أخرجهم صوت ميرال التى همست بنبرات خافته من ذلك الصراع الصامت و هى تتمتم قبل ان تهرب من أمامهم جميعاً

( مبارك لكم .... عن إذنكم )

لتقف بعدها نارفين بوهن و ملامحها تتعذب بين عبراتها الحبيسة التى تحاول كبحها بشتى الطرق و بين ارتجاف شفتيها لتغادر بصمت بعد ان ألقت بسهام نظراتها نحو آسر الخاضع أمامها بشكل أثار غثيانها .... لقد فقدت امالها بالخلاص !!

نهض بعدها قدير بهدوء و هو سعيد بذلك الانتصار .... لقد حشرهم بالزاوية !

***
يتبع....

رحمة غنيم 05-09-20 09:43 PM

اخذت تتكئ بكفها على حائط ذلك الممر
الطويل و هى تحاول التحامل على جسدها
المتهالك كتهالك روحها و عقلها يعصف بعنف

لم يعد من الممكن ان تتحرر من ذلك البئر المظلم حاولت ان تحبس هذه العبرات التى اصبحت تخنقها و هى تتخيل المستقبل ... كيف سوف يحدث ذلك الأمر ؟! .... انها تنزلق بشكل بشع الى القاع .... لو كانت تحلم ان أردال سوف يساعدها من قبل ... فالآن !! ...... لم يكتمل تفكيرها لتشوق تلك الشهقة صدرها و هى تشعر بذراع تسحبها نحو الحائط و نبرات كرهتها بشكل اثار غثيانها تصدح

( نارفين علينا ان نتحدث بالله عَلَيْكِ )

أرتفعت نظراتها التى مثلت الدونية بحق و هى تقابل عيون آسر الذى شعر وكان نصل حاد ينغرس بصدره بينما كان يطالع تلك العيون التى كانت تأسره بنظراتها العاشقة تمقته على هذا النحو الأن ليهمس بنبرات تختنق كروحه

( هل اصبحت تلك النظارات تخصني ؟! )

ابتسمت بالم و هى لا تزال تطالعه بذات النظرات التى تقتله لتقول بعدها بنبرات كرها حتى النخاع

( لم يعد هناك شئ يخصك عندى آسر !)

أغمض عينه و هو يزدرد ريقه و انفاسه تأبى ان تغادر رئتيه ليقترب منها أكثر و أكثر حتى اصبحت ملتصقة بالحائط من تراجعها و هدوئها بذلك الشكل يقتله ... عدم ذوبانها بين ذراعيه بالرغم من تقاربهم يجعله يحترق أين ذهبت نارفين .... اين ذهبت حبيبته !

أغمضت عينيها و عضلات فكها تتشنج بقهر و هى ترى كفه التى امتدت نحو خصرها لتزحف نحو بطنها ..... ارتعشت بعنف و هى تشعر بكفه تتلمس بطنها برقة و انفاسه تقترب باشتعال من ملامحها ... أخذت تغلق عينيها بعنف و كل لمسه منه تشعرها بالنفور ، تجعل أكثر الذكريات قهر و بؤس بحياتها تتضفق الى مخيلتها حتى استمعت لنبراته المتحجرشة و هو يردف أمام ملامحها المتألمة

( هل ايضاً هذا لا يخصني نارفين .... أنتِ تحملين طفلي ام نسيتي ...... هل اصبحت الأن أنفاسك و روحك التى كنتِ ترددي لى مراراً وتكراراً بأننى امتلكهم أصبحوا لا يخصوني الأن هل تحاولي إيصال ذلك لي ؟! )

دفعته بقهر و شعور بالغثيان تسلل اليها و هى تتذكر هذه اللحظات التى يتحدث عنها لتجعلها تكره نفسها أكثر و أكثر مع تلك المشاهد التى أخذت تتتابع داخل مخيلتها لتقول بانفاس متسارعة مُشمئزة من نفسها قبل ان يكون منه

( نحن ندافع عن الأشياء التى تخصنا آسر )

حاول الاقتراب منها مجدداً لكن كفها التى امتدت أمامه أوقفته ليستمع بعدها الى نبراتها المُعذبة و عبراتها تتحرر معها بقهر

( توقف لا تقترب .... كم اصبحت اكره نفسى بسببك .... كم أصبحت اشعر بالغثيان و انا اتصادف مع زوجتك .... كم اشعر بالاشمئزاز من كل شئ و انا اتذكر كذبك .... لم أستطيع ان استوعب كيف لك ان تكون شخص خائن لتجعلني خائنة معك بذلك الشكل المقزز ..... هل كنت ترانى رخيصة الى هذه الدرجة ؟! .... لماذا سعيت نحوى بكل هذا الإصرار ..... لماذا يا آسر لماذا ؟! ..... أنا ... )

اختنقت نبراتها و هى تسارع انفاسها أمامه .... بينما رفع هو راسه لترى نارفين عبراته التى تسكنها باهتزاز لكنها لم تُحرك اى شئ بداخلها سوى الحقد نحوه !

تراجعت و هى تستمع بعدها الى همساته المخنوقة و كلماته التى يناجيها حبه بها لتبتسم هى أقبح ابتسامة رآها من بين شفتيها الى هذا اليوم لتقول باستهزاء قبل ان تلتفت لتغادر مع روحه

( هل الحب فى قاموسك هو ان تسلمني عروس بيديك لابن عمك ..... ياااله من حب يثير الغثيان !! )

***

أخذ يطالع سقف الغرفة بشرود و هو يُلقى بجسده المنهك على تلك الأريكة الضيقة و نحيبها الخافت التى تظن انها تمنعه من الوصول اليه يُبعد عن اجفانه النوم و يعذبه

لا يعلم ما الذى سوف يفعله الأن فلن ينكر ان عمه اصبح يقاتل أمامه بحقارة ..... أغمض عينيه بعنف و هو يحاول منع ذكرى بعيدة و قريبه بذات الوقت عن مخيلته ..... حينما أخذت تتحدث جميع الصحف بحقارة عن هجر تاليا له .... لم يكن يتخيل ان عمه سوف يستخدم ذات السكين ليقتله بها .... يعلم انه يستطيع ان يفعل اى شئ ليحافظ على مصلحته الشخصية لكنه علم جيداً كيف يلاعبه لن ينكر !!

اجفل و تلك الخطوات السريعة الأقرب للركض تمر من جانبه ليتبعها صوت إغلاق باب الحمام المصاحب للغرفة .... ليستمع بعدها الى نحيبها الذى ارتفع و هو يصاحب أصوات عنيفة و كانها تتقيأ !! .... انكمشت كفه بعنف قبل ان يمسح بها محيا وجهه و ملامحه ... يصارع هذا الشعور بالغضب الذى انصب جميعه حول عمه و ...... و آسر انها المرة الاولى الذى يشعر بكل ذلك الغضب يعتل داخله نحو آسر ..... زفر بقوة و هو يعتدل جالساً على حافة الأريكة يستمع الى شهقات معذبه تتسلل لتاخذ صداها بصدره .... هب واقفاً و هو يصارع ذلك الشعور الذى يحثه ان يتدخل ليساعدها.

نهض ليتقدم نحو باب الحمام لكنه تسمر للحظات و عقله يناجيه الا يفعل !!

انتظر للحظات قليلة مرت عليه بالكثير و هو ينتظر ان يخف صوت نحيبها الخافت لكنه لم يحدث ، فقد توقفت أصوات تقيؤها لكن نحيبها لا

أطرق برأسه قليلاً و هو يشعر بهدوء نحيبها بعد عدة لحظات قليلاً .... لكنه تفاجأ بصوته يعود مجدداً و بشكل اعنف .... تحركت قدماه و كفه يقبض على الباب ليفتحه حينها اصطدم ببشاعة المشهد من أمامه و الذى شعر بان نبضة خائنة من قلبه تخفق له !!!

فقد رآها تفترش الارض بجانب المرحاض و وجهها ملطخ بدموعها الممزوجة ببقايا ما كانت تفرغه من أحشائها و الذى طال خصلات شعرها الأمامية ايضاً

أزدرد ريقه بقوة و هو يرى ارتجاف كفها المتشبثة على بطنها و ثوبها الذى اتسخ موضع صدرها هو الاخر ... لا يعلم هل حقاً همس باسمها ام نظراتها ارتفعت لتقابل وجهه وحدها دون ان يتحدث هو !!

تقدمت قدميه خطوة الى الداخل ليأتيه صوتها بصعوبة تهمس بخجل من حالتها

( لا تقترب المكان متسخ )

تقدم ليجثو على ركبتيه أمامها بهدوء يتنافى تماماً مع عنف نبضاته التى شعر بها تثور على كل هذا الوضع و مع ذلك المشهد تحديداً

تنحنح ليسترجع نبراته التى غادرت احباله الصوتية قبل ان يقول بهدوء لا يمت لشعوره الحقيقى بصلة

( هل أنتِ بخير ؟!! ... اعتقد اننا يجب ان نذهب للمشفى )

شاهد عبراتها التى هطلت بصمت قبل ان ترتفع كفها مجدداً نحو فمها لتحبس تقيؤها للحظات قبل ان تسمح له بالتحرر و هى تضع وجهها داخل المرحاض ...... مسح على وجهه بعنف و هو يرى الارتجاف الطفيف الذى تسلل الى أنامله و الذى اندهشت له جميع أوصاله !

تنفس بعمق قبل ان تمتد كفه نحو خصلات شعرها لتحبسها للخلف بعيداً عن ملامح وجهها و كفه الاخرى تسارع عقله و هى تمتد نحو ظهرها المتشنج ... لحظات من الصراع الذى انتصرت به كفه اخيراً لتمسد ظهرها بهدوء

لحظات شعر بها ببركان يثور داخله و جملة واحده فقط تتكرر بشكل أقوى و اعنف فى كل مرة حتى نطق بها و اخرجها من سجن أفكاره بنبرات تنبهت لها جميع حواس نارفين

( سوف احررك نارفين ... يوم العرس هو يوم حريتك أعدك بذلك !! )

نهاية الفصل السادس...

اتمنى متبخلوش عليا بتعليقاتكم الجميلة ❤

لينافيفي 05-09-20 10:02 PM

فصل رااائع حبيبتي اظهر لينا عمق الجرح الي يعاني منه اردال وحمل نارفين وتمسكها بجنينها رغم ظروفها الصعبة لمس وتر حساس في اردال ونبش ذكرى مؤلمة لسا بتنزف جواه....اما اسر النذل فدا مش راجل دا جبان وهو الي ضيع البنت ..الاتنين يتحملوا الغلط طبعا ولكن هو اكثر منها لانه تقصد يخدعها

هايدى حسين 05-09-20 11:05 PM

حبيبتى فصل جميل جداً فيه مشاعر كتيير قوى تسلم ايدك 😍

Amou Na 06-09-20 12:48 AM

رااااائع الفصل يا رحمة و بقينا نشوف اردال ثاني غير آردال القاسي و نارفين بتحيي فيه المشاعر الإنسانية اللي دفنها بداخله 😢
ده اللي بيحس به آردال ناحيتها شكله هيفتح طريق كبير أنه يحرر مشاعره و نشوف آردال جديد يسند نارفين و يخليها تعرف تواجه الكل لأن ضعفها مش هيساعدها في الوضع اللي هي فيه

هويدا سنوسي 06-09-20 01:48 AM

روعة بقى كل حاجة فى الفصل تحفة المشاعر تجنن تسلم ايدك بجد

رحمة غنيم 06-09-20 02:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لينافيفي (المشاركة 15075913)
فصل رااائع حبيبتي اظهر لينا عمق الجرح الي يعاني منه اردال وحمل نارفين وتمسكها بجنينها رغم ظروفها الصعبة لمس وتر حساس في اردال ونبش ذكرى مؤلمة لسا بتنزف جواه....اما اسر النذل فدا مش راجل دا جبان وهو الي ضيع البنت ..الاتنين يتحملوا الغلط طبعا ولكن هو اكثر منها لانه تقصد يخدعها

الله على جمال التعليق بجد لازم يطلع كلام زى ده من مبدعة زيك والله بجد كلامك و وجودك شرف ليا ❤❤


الساعة الآن 01:28 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.