شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   أغلال عشقك قيدي (https://www.rewity.com/forum/t472255.html)

سميحة السالمي 16-12-20 01:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحمة غنيم (المشاركة 15246457)
مساء الخير على احلى متابعين ❤
انا بعتذر جداً جداً عن تنزيل الفصل 20 من رواية ( أغلال عشقك قيدي ) لظروف صحية خارجة عن إرادتى و اتمنى تقبلوا اعتذاري

و باذن الله بوعد ان الفصل القادم هيكون طويل عشان اعوض بيه الفصل انهاردة 💔

منتظرين يا قمر الف سلامة

رحمة غنيم 18-12-20 07:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميحة السالمي (المشاركة 15252700)
منتظرين يا قمر الف سلامة

الله يسلمك يا قمر تسلميلى

رحمة غنيم 18-12-20 07:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما انور (المشاركة 15249134)
الف سلامة عليكي يا جميل

الله يسلمك يا قمر

رحمة غنيم 19-12-20 10:16 PM

مساء الجمال يا احلى متابعين ❤

الفصل العشرون


أغلقت نارفين الخط بينما كفها تتكئ على الحائط من خلفها تمنع جسدها من التخاذل تشعر بان قدمها لا تستطيع ان تحملها بينما كفها الآخر يخط على محيط بطنها و ملامح الالم تظهر على وجهها بوضوح ..... تشعر بالم يكاد ان يفتك بها ... الم ممزوج مع الخوف على كل شئ و قد انتقل خوفها بتلك اللحظة الى طفلها !!

همست بالم يتزايد و انفاسها تتسارع داخل صدرها

( ياالهى ما الذى يحدث !! )

خرجت اه بخفوت مكبوت من بين شفتيها لكن نبرات ميرال القلقة التى صدحت من خلفها و هى تتجه نحوها بخطوات واسعة سريعة جعلتها تلتفت هى الاخرى اليها

( نارفين ما الذى يحدث معك ؟ ... هل أنتِ بخير ؟! .... أنتِ تتالمي )

حركت نارفين كفها لتتكئ على ذراع ميرال بدلاً من الحائط و شفتيها تتحرك بهمس متالم مذعور

( ميرال أنا بحاجة ان اذهب الى المشفى بسرعة .. أشعر بالم رهيب ... أرجوك ساعدينى ! )

حركت ميرال راسها بتوتر و ذعر بينما مقلتيها تتجه نحو غرفة مكتب أردال و كفها تحتوى يد نارفين المرتجفة و حروفها تخرج بشكل بديهى سريع

( حسناً لا تقلقي نارفين .... اهدئي... سوف اخبر أردال و .... )

قاطعتها نارفين و ااه متالمة تخرج قبل حروفها الخافته تجعل خفقات ميرال تضطرب عليها أكثر

( لا ميرال ... يكفي حقاً ... أنا تعبت من شفقته أرجوك لا تفعلي ! )

كادت ميرال ان تستنكر كلماتها ان تعنفها على حماقة ما تتفوه به لكنها تابعت ارتجاف جسدها التى أصبحت تحتويه بضعف لتخطر على بالها فكرة مغايرة تماماً و اسم آخر ينير داخل رأسها

( حسناً نارفين هيا بنا لن اخبر أردال ... لكن سوف ناخذ طارق معنا حتى لا يحدث معانا كما حدث بالمرة الاخيرة ... هو لن يخبره سوف ينفذ رغبتك لا تقلقي على الأقل فى الوقت الراهن ! )

***

نفث برهان دخان سيجارته بهدوء ينافي هذا الصراع الكامن داخل صدره بهياج ... يشعر بحريق داخل احشاءه و كلمات نارفين لاتزال ترن داخل اذنيه ... كيف يستطيع ان يكون المرء بكل هذه الحقارة ... ان شعوره بالحقد و النقمة اتجاه هؤلاء البشر يتزايد يوم بعد يوم .... سوف ينتقم منهم مهما طال الأمر ... سوف ياخذ بثأر كل روح تالمت بسببهم !!

أخذ يمسح على ملامحه بعصبيه و داخله صراع يتزايد .... ان أردال لا يستحق ما سوف يحدث معه ان صمت

و هذا الحقير عزام لا يستحق ان يشعر بالنصر ... لماذا يحقد على هذا الفتى بذلك الشكل ... لماذا يريد ان يطيح به بكل هذه الحقارة ؟!!

انه سوف يخلصه .... هذا واجبه بعد ما فعل من أجل نارفين ..... سوف يفعل اكراماً لصديق عمره .... لكنه لن يضيع هذه الفرصة ايضاً سوف يصطاد عصفوران بحجر واحد .... سوف يلعبها بطريقة ماهرة كما عاهد نفسه انه سوف يفعل

سحق تلك السجارة بين انامله و ملامحه تتوحش بينما امتدت كفه الآخرى ليلتقط هاتفه يخط أرقام عاهد نفسه انه سوف يقضى على صاحبها مهما طال الزمن لحظات و لحظات من الانتظار ليصدح بعدها نبرات يمقتها بكل كيانه .... نبرات جعلت صوته يحتد و هو يردد من بين نيران صدره

( لا اتذكر اننا تحدثنا على الهاتف من قبل ... أليس كذلك .... سيد قادير ؟؟!! )

ارجع قادير رأسه بصدمة و هو يتلقى صوت برهان ... ليتحدث و هو لا يستطيع ان يسيطر على اندهاشه الذى اطل من كل حرف تفوه به

( برهان الفقي !! .... ما الذى يحدث حقاً ؟! ... ما سبب هذا الاتصال العجيب ! )

مال فم برهان بابتسامة باهته كريهة و داخله يريد ان يفتك بصاحب تلك النبرات التى تاتيه من الجهة الآخرى

( انه سبب غالي جداً عليك قادير ! ... سبب جعلنى اغير جميع احلامى عن مكالمتنا الأولى عبر الهاتف ... لقد كنت اريدها مكالمة شامته منتصرة استمع بها الى نبراتك الهالكة بدمار !! )

عقد قادير حاجبيه لا يعلم لماذا لا تُشعله هذه الكلمات بل على العكس توتره و تجعل قلق غريب يدب داخله ... لهذا صمت ... ينتظر و قد استغرب رده فعله تلك كما فعل برهان هو الآخر

( لن اتلاعب مثلكم ... فأنا طالما كرهت الاعيبكم ... الاعيبكم التى الأن أصبحتم تخصون بها بعضكم البعض !! ... كم غريب أليس كذلك ؟! ... لكن حقاً هذا الفتى لا يستحق ... لا أستطيع ان اراه يتاذى و أنا أقف صامت هكذا ! )

اطبق قادير جفونه بعنف و داخله نيران .... نيران جعلته يردد بعدم صبر بنبرات خشنة

( قل ما عندك برهان ! )

اتسعت ابتسامة برهان ... يستمتع ببث السم بهدوء ... ينتشي من نبرات قادير المخنوقه بغل

( أردال )

اسم واحد فقط كان كفيل ان يثير جنون قدير الذى هب من مكانه بذعر ... ذعر جعله يصدح بعدم سيطرة و هو يهتف

( ماذا حدث له تحدث ... ما الذى اصابه ؟! )

ارجع برهان جسده للخلف يرتب كلماته التى سوف تكون أول خطواته لسحقهم

( ليس بعد ! ... لم يحدث له شئ الى الأن ... لهذا اردت ان احذرك ... امنع عنه عزام الصايغ ! ... امنعه ان يتمم تلك الصفقة الخاصة بالمنتجع ... فصديقك يريد ان يعيد ما فعلتموه بي ... لقد سعى لان يصبح شريكه بهذا المنتجع .... صدقاً لولا ان أردال هذا رجل و ابن رجل لا يستحق هذا ليس مثلكم لتركت الحرب تندلع بينكم و أخذت اشاهد باستمتاع .... الى اللقاء يا قادير ... الى اللقاء بجحيم لا يوجد به خلاص لكم ! )

أغلق برهان الخط تاركاً قادير يغلي بغضب كاسح ... تاركاً اياه يجز على اسنانه يكان ان يتذوق طعم الدماء داخل فمه !! .... يحارب حتى لا يهشم كل شى من حوله و بروز عروقه يدل على اى غضب يحمل .... لكن هذا الفحيح الذى خرج بكبت من بين شفتيه يدل على شئ واحد فقط و هو بداية لجنون سوف يطال الكل

( تباً لك يا عزام لقد حذرتك من قبل الا تفعل !! )

***

وقفت ميرال تتابع جسد نارفين المستلقي أمامها على فراش المشفى بهذا الضعف ... تتابع تلك الدمعة التى انزلقت بالم من جانب جفنها قبل ان تتساءل بعدما رات الدكتورة تغادر الغرفة و داخلها يشعر بالم على هذه المخلوقة

( ما الذى حدث يا نارفين ؟! ... ما الذى حدث ليجعلك تصلي الى هذه المرحلة ؟! )

اعتدلت نارفين بجلستها تمسح هذا السائل الرخوي من على محيط بطنها ... تجيب ميرال بهدوء لا يمت الى ما تشعر به

( ماذا بي ميرال ... أنا بخير حقاً ! )

اقتربت ميرال منها و داخلها قلق عجيب لا تستطيع ان تجد له معنى حقاً ... حتى انها لا تستطيع ان تصدق تلك الميرال الجديدة و التى خلقتها هذه الفتاه من أمامها مما جعلها تردد باستنكار

( حقاً الم تستمعي الى حديث الدكتورة منذ لحظات ... لقد قالت ان حالتك جرحة و تحتاج للراحة .... و ان استمرت هذه التشنجات الناتجة عن القلق و الضغط النفسي ربما سوف تخسري الجنين ... )

صمتت ميرال و هى تتابع راس نارفين المنكسر نحو الأسفل ... تتابع عينيها الدامعة بالم ... لتقترب أكثر تجلس بجانبها تردد بينما تحتوى كفها برقة و حنان تشعر بهم حقاً

( نارفين ... صدقاً ما الذى حدث ... هل تاليا مجدداً ؟! .... لماذا طلبت منا الا نخبر أردال )

رفعت نارفين نظراتها لتواجه خاصة ميرال تحاول ان تستجمع كلماتها من بين هذا الارتجاف المسيطر على شفتيها لتردف بضعف مرتجف

( أنا لا مكان لي هنا ميرال ... ادرك هذا أكثر كل يوم ... لقد قالها لي صراحة .... انه لن يكون بجانبى للأبد.... أنا لا أريد منه شئ يكفي ان يكون بخير فقط ! )

عقدت ميرال حاجبيها و كلمات نارفين تجعلها تتشتت ... كيف انها اكيدة ... اكيدة ان أردال يحبها .... اذن لماذا سوف يفعل هذا .... لماذا سوف يقول لها تلك الكلمات الحمقاء !!

( ربما فهمت حديثه بشكل خاطئ نارفين ... ربما ... )

قاطعتها نارفين توضح بالم هذا الجنون الذي يحدث

( لا ميرال ... لا يوجد خطأ .... لقد صمت حتى أمام حديث آسر .... صمت دون ان يرد بحرف واحد !! )

استفسرت ميرال بتوجس من تلك الكلمات

( اى حديث ؟! )

تنهدت نارفين بتعب و شعورها بالالم يعود من جديد ... شعورها بالقهر و هى ترى صمته بهذا المشهد يعود بيتمثل أمامها قبل ان تتحدث

( عن انفصالكم !! ... انه سوف ينفصل عنك .... و يعود ليكون أب الى هذا الجنين الذى لم يهتم لحمايته و حماية أمه للحظة واحدة .... لماذا لم تخبريني ميرال انكم سوف تنفصلون ! )

***

خرجت ميرال من الغرفة تاركة نارفين تتجهز ليغادرون و داخلها ضياع عجيب !!

ضياع لا تعلم كيف سوف تسيطر عليه !! ... هل الأن انفصالها من آسر سوف يسبب فراق كل من أردال و نارفين !! .... و هل حقاً أردال سوف يفعل و يتخلى عنها من أجل آسر ؟!! ..... اى جنون هذا ؟!

لماذا يحدث هذا حقاً .... ان آسر لا يستحق تلك التضحية بتاتاً لا .... لن تصمت هكذا يجب ان تتحدث مع أردال ... كيف له ان بتخلى عن حبه انه ليس شخص ضعيف ليفعل !!

اجفلت ميرال على نبرات طارق الذى كان ينتظرهم بالخارج و هى يتساءل عن حالة نارفين

( ميرال هل نارفين بخير الأن .... الن نخبر أردال ... انه سوف يقتلني حينما يعلم ! )

رفعت ميرال وجهها نحو طارق و داخلها نار تشتعل نحو أردال من كلمات نارفين

( حتى يتعلم ان لا يتفوه بكلمات حمقاء بعد الأن !! .... و أجل أصبحت افضل )

رمش طارق بعدم استيعاب و هو يقابل طريقة ميرال الجديدة بالحديث عن أردال يردف بتلقائية دون ان يشعر

( عفواً )

تنهدت بالم قبل ان تردد و هى تقترب خطوة من طارق المذهول و الذى زاد ذهوله أكثر مع خروج كلماتها

( انه يجعلها تشعر انها حمل عليه ... يذهب ليقول لها لن أصبح بجانبك للأبد بدلاً من ان يعترف لها بحبه !! ... اى جنون تملكون انتم ؟! )

لمعت نظرات طارق بطريقة جلبت الارتجاف لكامل جسدها ... انه لا يستطيع ان يسيطر على هذا الهياج العاطفى الذى يشعر به الأن بتلك اللحظة ... لا يستطيع ان يصدق ما تتفوه به تلك الحمقاء ... لا يستطيع ان يصدق انها حقاً ميرال من أمامه ..... تلك التى كانت تبكى على كتفه حبها لأردال ... الأن .... الأن أصبحت تريد ان يعترف بحبه لآخرى !!! .... يااالهى انه لا يصدق حقاً هل تخلصت من حبها المرضى له اخيراً ... هل ما قالته له اليوم بالمكتب حقيقة وليس حلم !! .... انه يريد ان يعتصرها بين ضلوعه الأن و حالاً !!

و كانها شعرت بافكاره المجنونة لتبتعد عدة خطوات للخلف فما راته و فهمته من نظراته سوف يكون جنون حتماً ... لا لا يجب ان تضعف !! .... تلعثمت بحروفها حتى انها كادت ان تتعثر و هى تتراجع للخلف مما جعل شفتي طارق تشرق بابتسامة عجيبة لعبت على اوتار قلبها المتعبة من قله تلك المشاعر

( توقف طارق !! ... ماذا يحدث لك ؟! )

حاول طارق ان يتماسك تباً لما تفعله به تلك المرأة ليردد من جديد و داخله يريد ان يتاكد بما شعر به منذ لحظات ... يريد ان يتاكد انها تعافت بالفعل !!

( أنتِ لا تعرفي ما الذى يحدث ميرال ان أردال .. )

لم تسمح له ان يكمل كلماته بل عادت و هاجمته بقوة جعلت نبضه يتضاعف ... بل يتراقص على حروف كلماتها

( مهما كان ما يحدث طارق .... يجب ان تحذره .... ان تركها لآسر انها سوف ترحل .... انها تحبه هو !! )

تابعت ميرال انفاس طارق التى وصلتها حتى كادت تُحرقها عن بعد .... تابعت حركة صدره المضطربه حتى اصابتها ذات العدوى مما جعلها تهرب و هى اخيراً تُدرك سبب جنونه هذا .... تردد و هى تنسحب من أمامه

( أنا .... أنا سوف اذهب ... أقصد سوف ارى ان انتهت نارفين حتى نذهب )

***
يتبع...

رحمة غنيم 19-12-20 10:17 PM

كان أردال لا يزال يجلس بمكتبه يصارع افكاره !! ... افكاره التى تنصب جميعها نحوها .. حتى انه لا يتذكر انه اخذ يفكر بأمر تلك المناقصة !! ... انه لا يستطيع ان يخرجها من عقله ... ما الذى سوف يحدث ؟!

هل سوف يستطيع حقاً ان يفعل ؟!! ... هل سوف يستطيع ان يتركها ... ان يتخلى عنها !!

تنهد و انامله تداعب تلك الحلقة المعدنية الخاصة بهم !! ... هل سوف يضحك على نفسه انه يعلم انه لن يستطيع ... ان طارق محق .... ما شعر به هذا اليوم يؤكد انه لن يستطيع ان يتخلى عنها .... فماذا عن رؤيتها مع غيره !!

أجفل على رنين الهاتف ليظهر أمامه اسم طارق ... من الاكيد سوف يحدثه عن المناقصة

التقط الهاتف ليجيبه بنبرات شارده استطاع طارق ان يلتقطها بسهوله .... انه يعرفه حق المعرفة لهذا اردف يباغته

( لا تقلق يا صديقي لن احدثك عن المناقصة !! )

ابتسم أردال دون مرح ليردد هو الاخر بينما ينهض ليلتقط سترته ينوى المغادرة

( لا أعلم كيف تستطيع ان تفهم ما أفكر به بذلك الشكل ... أنا اخاف منك احيانا ليكن بعلمك ! )

ضحك طارق بمرح و هو يستمع الى ممازحة أردال تلك لكنه لم يتركه بل اكمل يمهد له ما يريد ان يقول

( هل اجعلك تخاف أكثر !! ..... لقد كنت تفكر بنارفين ! )

تعلقت كف أردال التى كانت تمسك بالسترة عند سماع اسمها بل انه يكاد يجزم ان كفه ارتجفت للحظة قبل ان يتمالك ذاته و هو يردف

( ماذا تريد ان تقول يا طارق فأنا ايضاً افهم عليك جيداً ! )

حمحم طارق بتوتر قبل ان يردد بنبرات انعقدت لها ملامح أردال

( حسناً اهدئ ... انها بخير و بالقصر الأن .... لقد تعبت نارفين قليلاً اليوم و ذهبت أنا و ميرال معها الى المشفى ! )

شعر و كان هناك من قبض على خفقاته لم يشعر بنفسه و هو يهرول الى الخارج بينما نبراته تخرج بقلق

( ماذا تقول يا طارق .... لماذا لم يخبرنى أحد منكم .... كيف حدث هذا .... هل هى بخير الأن حقاً .... هيا تحدث ما الذى حدث معها ؟! )

لم يستطيع طارق منع نفسه .... سوف يفعل به هذا انه يستحق حتى يتعلم .... انه يكاد ان يموت من القلق عليها هذا الأحمق !

( توقف يا أردال ... لقد قلت لك انها بخير .... نحن لم نخبرك لانها هى من طلبت هذا !! )

رفع طارق حاجبيه بترقب ينتظر رد أردال لكن صمت ساد لعده لحظات لم يرى بها تعبير أردال المتالم ... الضائع !!

( لماذا ؟! )

أجفل طارق على سؤال أردال لقد ظن انه لن يسال ابداً و كانه يُدرك السبب ... لكن طارق اكمل ما بدأ بثبات و هدوء مدروس

( لا تريد ان تكون حمل عليك أكثر من هذا ! .... لقد اخبرت ميرال أنك اخبرتها أنك لن تكون بجانبها للأبد !! )

ابعد طارق الهاتف عن اذنيه يشعر انه سوف يستمع لصياح ربما سب ايضاً .... لكنه استقبل نبرات أردال الخافته بالم بدلاً من هذا

( حمقاء ..... حسناً يا طارق الى اللقاء ! )

ابعد طارق الهاتف بعد ان اغلقه يردد و هو يبتسم على حال صديقه الهائم بالعشق و يكابر

( العفو يا صديقي !)

***

أرجع عزام جسده يريح ظهره على المقعد و هو يستمع الى حديث تاليا يبتسم بانتصار ... يبتسم على تلك الخطة الشيطانية لا يستطيع ان ينتظر حتى يرى نتائجها

( حقاً لا أستطيع ان افهم ما الذى تنوى فعله !! ... لماذا كل هذا الإصرار حتى تعمل مع أردال .... فأنا أعلم جيداً كم الحقد الذى تحمله بداخلك نحوه .... لماذا أصبحت تريد العمل معه الأن بكل هذا الإلحاح ؟!! )

ابتسم عزام يحرك رأسه على حماقة تلك التى تجلس أمامه لا تعلم انها تُساهم بتدمير الرجل الذى تريده بكل غباء .... لكن بدل من ان تنتظر الإجابة وصلته نبراتها من جديد بهدوء

( حسناً عزام لقد فعلت كما قلت )

صمتت تاليا بإيحاء واضح قبل ان تكمل كلماتها و شعورها بالحقد يتزايد على تلك الفتاة

( حان الأن دورك أنت ! )

حك عزام اسفل ذقنه يستمتع .... يستمتع بشماتة .... لقد رد لها ما فعلته به من قبل .... استغلها بما لا تستطيع هى بعقلها الجميل الأحمق هذا تصوره .... استغلها ظنن منها انه سوف يساعدها !!

مط شفتيه و ملامحه ترسم سذاجة لا يحملها مطلقاً قبل ان يتساءل بنبرات مُلتوية و مدروسة يلعب على اعصابها !!

( ما الذى تقصدينه تاليا ؟!! )

شعرت انها سوف تفقد اعصابها من استفزازه المعهود لكنها الأن ابعد كل البعد على ان تتحمله

( لا تلعب معي عزام .... أنت تعرف حق المعرفة عن ماذا اتحدث و من أقصد ! )

صمتت قبل ان تتحول ملامحها الجذابة الى اخرى منفرة و هى تردد اسم واحد فقط

( نارفين !! )

تلقت صمت عزام الذى دام للحظات قليلة و هو يحرك مقعده الدوار برتابة لعبت على اعصابها أكثر قبل ان يطلق تلك القنبلة التى دمرت كيانها باكمله

( أليس لديك علم حتى الأن بما حدث ؟! .... لم أعد أستطيع التخلص منها تاليا فحبيبك المصون تنازل عن حصته بالشركة لها ... و تلك الحصص سوف تذهب للجمعيات الخيرية ان حدث لها شئ !! ... لا أستطيع ان اخاطر بشئ كهذا )

تابع عزام ملامح تاليا المصدومة من أمامه بتشفي .... يرى تحجر مقلتيها و ارتجاف اناملها بوضوح .... لحظات و لحظات حتى ظن انها لن تتحدث لكنها فاجاته و هى تُطيح بكل شئ على سطح المكتب من أمامه بينما تصيح به بشكل هستيرى

( مستحيل .... لا مستحيل ان يفعل .... تباً لك هل كنت تتلاعب بى !! .... هل كنت تخدعني ؟! )

صدرت ضحكة متحجرشة باستمتاع من فم عزام ... ضحكة كريهة تحمل معها غل دفين ... غل امتزج بنبراته لتصل الى اذنيها بحقد جمد روحها

( ماذا كنتِ تظني تاليا ! ... هل نسيت من هو الذى استغل الثاني من قبل ؟!! .... هل كنتِ تصدقي حقاً اننى سوف اتغاضى عن ما فعلتيه بي منذ سنوات !! ... أنا السبب بما أنتِ عليه الأن ؟! )

اطبقت جفونها بعنف هذا الجنون الذى يسيطر عليها من كل شئ انها لا تصدق

( ماذا تاليا .... هل صدمك كلامي .... ام صدمك ما فعله حبيب القلب الذى فضلته علي أنا !!! )

شمخت بكبرياء رغم كل شئ .... رغم هذا الالم الذى تشعر به ياكل داخلها .... انها لن تسمح له .... لن تسمح له ان يتشفى بها ... أردفت و هى تطالعه بنظرات مستحقره

( لهذا تحديداً اخترته هو عزام .... لانه رجل .... رجل بحق )

القت تاليا كلماتها لتغادر بعدها تاركة عزام يبتسم بانتصار لا يكترث الى تلك الكلمات الحمقاء التى تفوهت بها .... تخطو ببطء يقتل روحها من وهل ما تشعر به ... حتى هذه الدمعة التى انزلقت بالم على خدها و الندم يهلك روحها لم تشعر بها ... لم تشعر بها و هى تسبح ببحر ذكريات جمعتها معه يوماً .... هل حقاً خسرته ؟! .... لا لا مستحيل !!

***

كان يجلس داخل سيارته يتابعها عن بعد بخفقات مرتجفة ..... يتابعها و هى تجلس على ارضية الحديقة بجانب “ ريتشارد “ المقيد بجانب منزله الخشبي ... يراها و هى تتلمس جلده قاتم السواد بشرود ... كم هى عنيدة !!!

الم يقل لها ان تبتعد عن هذا الكلب العديد من المرات لشراسته !!

لكن كيف سوف تصدقه فهو يصبح بجانبها وديع بشكل يثير غضبه هو شخصياً و كانه يسخر منه هو الاخر !!

أغمض أردال جفونه بتعب يُدرك انه لا يقوى ان يبتعد عنها حقاً ... هذا الشعور الذى يُناجيه ليقترب منها الأن .... ان يهرع اليها يتابع تعبيرها الجذابه بشكل أصبح يتلاعب برجولته بطريقة مرهقة .... انه لا يصدق هذا الجنون الذى داهمه و هو يعلم أمر تعبها هذا من طارق !!

لا بل ما جعله يجن حقاً رفضها ان يخبروه بما حدث معها !

سحب أردال أنفاسه يحاول ان يسيطر على احساسه بها ليترجل من السيارة يتقدم نحوها بهدوء ينافي نبضات قلبه

أجفلت نارفين من شرودها حينما راته يجلس بجانبها على أرضية الحديقة للحظات و نباح “ ريتشارد “ يرتفع بترحاب له ..... التفتت نحوه لتتلقى نظراته التى لم تفهم جميع معانيها لكنها لمست بها شئ من العتاب و الالم !!

لتصلها نبراته التى دائماً ما تُحرك مشاعرها و تتلاعب بارتجاف روحها حينما تحدث بخفوت

( كيف أصبحتِ الأن ؟! )

ابتلعت نارفين ريقها و هى تتلقى نبراته العجيبة تلك ... لا بل ما جعل ارتجافها يتزايد نظراته التى أخذت تسبح على ملامحها بهدوء و كانه يتشرب تفاصيلها .... لا تعلم انه بهذه اللحظة تحديداً يريد ان يفقد منطقه ... يفقد عقله عن كل شئ عداها هى !!

رمشت بتوتر قبل ان تبعد نظراتها عنه تعلم جيداً ان امرها بات مكشوف له بوضوح .... فهى كالحمقاء اعترفت بحبها له

سحبت انفاسها و كفها تعود لتداعب راس “ ريتشارد “ تهرب منه لتردد اخيراً بنبرات خافته لم تخلو من التوتر

( بخير الحمدلله )

تنهد و كيانه يحترق لماذا لا يدعها ؟!! .... لماذا عندما يحصل على بعدها و هروبها منه يجن فحين هو من يجعلها تصل لهذا ؟! ... هو من يقتلها بكلماته ... هو الذى يبعدها عنه بكل جنون .... ماذا بعد .... لقد اعترف لنفسه ... ماذا يريد بعد !!

اغلق جفونه يشعر ان انفاسه تضيق داخل صدره ... ليجد نفسه يتساءل بحماقة لم يعهدها بنفسه من قبل ... وكانه فقط يريد ان يستمع الى همساتها ... نبراتها التى باتت تثير كل كيانه دون ان يُدرك ان هذا التساؤل سوف يكون بداية لهلاك خفقاته أكثر

( لماذا لم تدعي أحد يُخبرني بتعبك اليوم نارفين ؟! )

تجمدت كفها للحظات تشعر بروحها تان بعنف .... تشعر بحرقة تتسلل الى مقلتيها بقهر ... لماذا يفعل بها هذا ؟! .... لماذا انها لا تقوى ان تبتعد عنه .... انها تتخلى عن حق والدها عليها فقط لاجله .... كم تشعر بالالم و الحقارة لهذا .... انها تحاول ان تحصل على بعض الوقت بجانبه فقط لا أكثر .... فهى تُدرك جيداً ان مهما طال وجودها هنا معه سوف ياتى اليوم التى سوف ترحل به ..... انها تُدرك جيداً انه سوف يتخلى عنها بالنهاية من أجل ابن عمه !!

حركت راسها نحوه تطالعه بجمود متالم .... تنظر نحو بحره اللامع بغرابه نحوها تلقى عليه عواصف سمائها المتالمه !!!

لحظات جعلت روحها تكاد ان تنسل من بين ضلوعها .... و دمعه خائنه تنزلق على وجنتها .... جعلتها تهب لتقف حتى تغادر لكان كفه التى قبضت على ذراعها يمنعها و اسمها يخرج بقلق من بين شفتيه

( نارفين !! )

نكست راسها تحاول ان تسيطر على هذا الضعف المخزى قبل ان ترفع راسها بحده و كفها ترتفع لتمسح دمعتها الخائنه لتخرج نبراتها اخيراً بغضب ضائع

( لماذا تفعل هذا ؟!! .... لماذا نفعل حقاً لم أعد استطيع التحمل ! )

ابتلع أردال ريقه بحرقة و كفه تشتد على ذراعها و شعوره بالخوف من فقدانها يتضاعف .... لا يقوى على الحديث !! .... تباً .... انه يريد ان يضمها بين ذراعيه لكنه لا يستطيع !!

أجفل أردال على نبراتها المتالمة التى يشعر بها تخترق روحه بعنف لتدمى قلبه

( لماذا يا أردال .... لماذا تفعل عكس ما تقول .... أنت دائماً تدفعني بعيداً عنك .... و حينما افقد الأمل .... تجعلني اشعر انني مميزة لديك .... لماذا تهتم بأمري ان كنت فقط أمانة لديك .... لماذا اشعر من نظراتك أنك .... أنك تحمل شئ داخلك نحوى .... و بلحظة واحدة تصدمني بابتعادك .... لماذا تهتم بي الأن بعد ان صمت أمام آسر !! )

صمتت تشهق لتلتقط الهواء ... تبحث عن انفاسها التى تلاشت من صدرها بينما اغلقت جفونها بالم تمنع عبراتها من السقوط تتمنى ان تختفي بتلك اللحظة .... لماذا تفقد نفسها الى هذا الحد .... انها حقاً مثيرة للشفقة .... لم تكن نارفين تُدرك شعور هذا الواقف أمامها .... لا تعلم اى جنون القته عليه و هو يشعر بارتجاف جسدها اسفل كفه لكنها لم تتركه بل اطاحت بكل جنونه حينما اردفت و كفها ترتفع لتزيح قبضته من على ذراعها

( ياالهي لقد أصبحت اتسول الحب منك !! )

جحظت مقلتي أردال بصدمه بينما شعر بارتجاف طفيف يغزو انفاسه للحظات قبل ان يشعر بنبضاته تتوقف تماماً و هو يسمعها تكمل بعد ان ابتعدت عدة خطوات للخلف

( يجب ان اعود من حيث اتيت .... يجب ان ارحل لم أعد أستطيع !! )

تحركت جفون أردال لتصدمه .... تصدمه و هو يشعر انها تحمل ثقل عجيب عليه .... ثقل لسخونة هذا السائل الذى نسى ما يكون منذ زمن ... أغلق مقلتيه يمنع تلك السخونة و كفه تنقبض بعنف بجانبه للحظات يحاول ان يسيطر على هذا الهياج الذى يشعر به يتفاقم بداخله ليجد نفسه يقترب منها يقترب و كل شئ يتلاشى من أمامه سوى كلماتها

حبست نارفين أنفاسها حينما شعرت بانفاسه تلفح ملامحها .... لتبتسم من بين ملامحها المتالمة بسخرية على حالها .... انها وقعت به بشكل مخيف ..... مخيف لدرجة انها ترتجف من انفاسه لتتخاذل راسها نحو الاسفل بالم !!

ارتعد كيانها باكمله و هى تشعر بانامله تخط على ذقنها برفق يرفع راسها نحو الاعلى لتقابل نظارته من جديد .... بينما امتدت كفه الاخرى لتزيح خصلاتها و ليته لم يفعل .... فهذا الاتصال المجنون الذى نشب بينهم جعل اجسادهم ترتجف .... ابتلع أردال ريقه و هو يُدرك اى جنون يفعل ... اى جنون يشعر به و هو يتمهل على تفاصيلها .... تفاصيل ارد ان يخط باناملها حتى يحتويها و يشعر يمانيها بين كفه !!

حمحم ليسيطر على نبارته المتحجرشة دون نتيجة فقد خرج صوته خشن بارتجاف انفاسه

( نارفين أنتِ ..... أنتِ بالفعل مميزة .... أنا .... أنا ... )

انتفض جسد نارفين برعب حينما استمعت الى نبرات قاسية تصدح بالارجاء نبرات لن تستطيع ان تنسى قساوتها مهما حدث

( أردال أريد ان اتحدث معك بأمر هام .... هيا سوف نذهب لغرفة مكتبي الأن !! )

التفت أردال بهدوء يواجه هيئة عمه التى ظهرت من العدم لا يعلم انه كان يتابع ما يحدث منذ عدة للحظات ..... عاد أردال بنظراته نحو نارفين التى كانت تحاول السيطرة على خفقات قلبها ... ليأتيه صوت عمه من جديد و هو يردد بالحاح

( الأن يا أردال هيا !! )

***
يتبع...

رحمة غنيم 19-12-20 10:18 PM

تابع أردال عمه للحظات بعد ان جلس على المقعد خلف مكتبه يرسل اليه نظرات عجيبة لا يستطيع ان يفهم فحواها ... لحظات دامت ساد فيها ترقبه مما جعله يتساءل

( ماذا هناك عمي ... هل حدث شئ ؟! )

سحب قادير أنفاسه بهدوء لا يشعر به داخله حقاً .... و ما شاهده قبل قليل يجعل داخله يرتعد !!

لكنه تمالك نفسه ليلتقط أحد الملفات يلقيها أمام أردال على سطح المكتب ليتساءل الاخر بشكل تلقائي

( ما هذا ؟! )

ارجع قادير ظهره للخلف يحتوى ذقنه بين قبضته متنهداً قبل ان يردف بهدوء عجيب

( أنه ملف يحمل بعض من أعمال عزام القذرة !!! )

ارتد رأس أردال بعدم تصديق ليتمتم بتعجب و هو يتقدم ليلتقط الملف يتفحص ما به

( ماذا هناك .... لماذا تعطيني هذا الملف الأن ؟!! )

مال قادير ليتكئ على سطح المكتب يزفر بشرود و ملامحه تنعقد بينما أخذت نبراته تخرج بقتامة

( لاعطيك حرية الأختيار .... اما ان تبتزه لينسحب من مشروع المنتجع ... أو تنسحب أنت !! )

أغلق أردال الملف بتعجب و نظراته تتجه نحو عمه بتساءل خرج عبر شفتيه بنبرات حادة

( لقد كان فخ أليس كذلك ؟! )

ضم قادير شفتيه دون ان يردف بحرف مما جعل أردال يتاكد من ما قاله .... مما جعل أردال يجز على اسنانه يردف بغل و هو يعتصر الملف بين قبضته

( لماذا يا عمي .... لماذا تُصر على ان يظل هذا الخسيس بيننا .... اليوم يرد ان يتخلص منى .... ربما غداً سوف يكون أنت مطلبه !! )

مسح قادير على ملامح وجهه بتعب يشعر به حقاً .... ارهاق يطول روحه و كيانه المشبع بالظلام

( هناك أشياء لا نستطيع الخلاص منها مهما جاهدنا يا أردال ... كما ترى لست أنا فقط من يمتلك اشياء كهذه ضد عزام !! ... أنا اثق بك و أعلم أنك سوف تجيد استخدامها ... دون ان يصل الأمر لي .... لهذا اعطيتها لك !! )

حرك أردال رأسه يطمان هذا الجالس أمامه ... يطالعه بنظرات متفهمة و بذات الوقت حزينه ليطالعه الآخر بنظرات غريبة لم يفهمها

توقفت قدم أردال بطريقها للخروج على تساءل صدح من بين نبرات عمه

( ماذا عن تلك فتاة أردال ؟!! )

تصمرت قدم أردال للحظات ... لحظات مرت عليه و هو لا يعلم ما الذى عليه ان يقوله للمرة الأولى ... لكنه كان يتوقع .... كان يعلم ان عمه سوف يتساءل بعدما شاهد تقربهم

التفت أردال ليواجه عمه من جديد لكن تلك المرة كانت صدمته اعمق و هو يواجه سؤال عمه الصريح نحوه

( هل تشعر بشئ مميز نحوها أردال ؟!! )

سحب أردال انفاسه ببطء لا يعلم ما الذى عليه ان يقوله .... انه للمرة الأولى يشعر بالخزى أمام عمه !!

نهض قادير ليتقدم نحو أردال يشعر بنيران تندلع بين احشاءه ... يشعر و كان لعنة ما فعله بالماضى تعود لتحط عليهم من جديد .... لا لن يسمح .... لن يسمح ان يحدث ما حدث من جديد .... سوف يحميهم لن يجعل شئ يمسهم

حاول أردال الحديث لكن قادير قاطعه و هو يردف و كفيه تخط على ذراعيه برفق

( لا يجب ان يحدث هذا يا أردال !! .... لقد تاكدت بما تشعر به حينما تنازلت لها عن حصصك بالأسهم !! .... لا تفعل يا بني .... لا تسمح بشئ .... اى شئ ان يدخل بينك و بين آسر .... ابتعد قبل ان تعميك تلك المشاعر !! .... ابتعد قبل ان تندم أنك لم تفعل و تسيطر على نفسك .... أنا أعلم أنك قوى كفاية لتفعل !! )

انزل قادير كفيه يتابع مقلتي أردال التى تفيض بجميع معاني الالم .... يجب ان يحسم هذا الجنون مهما كلفه الأمر .... انه يعرف أردال حق المعرفه .... و تعابيره الأن تاكد له ظنه !! .... انه لن يتخلى عن آسر !!

عاد قادير ليردف و داخله يتالم بالرغم من هذا الإصرار المطل من نظراته

( لقد قلتها لي من قبل أردال .... حينما سالتك لماذا تفعل .... لماذا تحمى تلك الفتاة !! )

أطبق أردال جفونه بعنف يُدرك جيداً اى كلمات سوف تخرج من بين فم عمه ... و كما توقع !!

( قلت لي حينها حتى لا يصبح آسر مثلنا .... حتى لا يشاركنا بهذا الظلام الذى نحمله نحن بداخلنا ..... لقد كنت محق أردال ..... سوف أفعل ما طلبته منذ البداية .... حتى و ان كنت لا تريده أنت الأن !!! )

أرتد رأس أردال بصدمة ... صدمة شلت تعابيره للحظات .... يشعر و كان هناك خنجر مسموم انغرس بعنف داخل صدره من تلك الانفاس التى تختنق داخل رئتيه ... قدرته على الحديث التى تلاشت ... ما هذه المهزلة التى تحدث !!

استجمع أردال سيطرته بشكل واهى يتمسك بحديث نارفين له من قبل بشكل بائس !!

( ربما تفضل هى الرحيل يا عمي ! )

ابتسم قادير بالم .... لقد وقع أردال .... وقع بشكل يجعله ضعيف و هو يعى اى ضعف هذا !!

( حسناً ان كانت تريد الذهاب فالتذهب إذاً ..... تتنازل عن الحصص و الطفل و تذهب !! )

حرك أردال رأسه بالموافقة قبل ان يغادر !! .... أجل لم يعد يقوى على الحديث أكثر من هذا .... لقد أصبح الأن يرى رحيلها ارحم له .... اهون من ان يراها مع شخص آخر !! .... لقد كان يعلم .... يعلم ان لا يوجد لهم حكاية من الاساس !!! .... ربما أصبح عليه ان يفي بوعده لها منذ البداية !!

سوف يجعلها ترحل مع طفلها !!

***

دلفت بهار بعد لحظات بخطوات بطيئة تحمل رتابة خفقاتها نحو مكتب قادير !!

تتابعه بنظرات تحمل معها تساؤل جعله ينتفض من مكانه حينما راها فنظراتها تدل على شئ واحد فقط ... انها كانت تستمع لما دار بينهم .... انها نادراً ما تخصه بتلك الزيارة !!

( حينما رايتكم لم استطيع ان اتمالك نفسي .... اردت ان استمع الى حديثكم حتى اتاكد أنك لن تفعل له شئ !! )

تقدم قادير نحوها يحبس انفاسه .... انه لن يحصل على ثقتها مهما فعل ... سوف تظل دائماً تظن انه من الممكن ان يؤذي أردال ... لا تعلم انه يراه بمثابة ابن له

( الى متى بهار .... متى سوف تتخلصي من هذا الهاجس ؟! )

ضحكت بسخرية نحرته .... سخرية يُدرك هو معانيها جيداً .... لكن بكل مرة يشعر بانها شظايا تقتله !!

رفعت بهار حاجبيها بتعجب من ملامحه المصدومة التى تطالعها ... لتكمل حديثها بنبرات حملت معها غل لن يستطيع الزمن اخفاءه

( عجيب أنت يا قادير .... ماذا تريد منى ان أفعل و أنا ادرك جيداً انه قد مس منطقتك المحظورة !!! )

قبض قادير على كفه بعنف حينما عادت هى لتصدمه بتلك الكلمات الذى لم يتوقعها ابداً

( و الأعجب هو ما سمعت .... لقد كانت مصلحتك ان تترك عزام يتخلص منه لتعود لك تلك الاسهم .... إذاً لماذا ؟! )

تحرك جسد قادير بصدمة و كان دلو ماء مثلج قد سقط على رأسه لكنه بالرغم من هذا الالم الذى يشعر به داخله تقدم نحو بهار من جديد يردد بنبرات مشدوهه

( هل فقدتِ عقلك بها .... كم مرة على ان اقولها لكِ ... ان أردال بنى .... أنا من ربيته و رايته و هو يكبر يوم بعد يوم امامي ... انه بغلاوة آسر لدي )

أغمضت مقلتيها تشعر بالم السنين يعود ليسكن روحها ... الم جعلها تتفوه بما كانت تلجمة منذ زمن بين سجون روحها المكلومة

( و كيف تريد ان اصدقك يا قادير ... كلانا يعلم اى روح كانت ثمن لتلك الاسهم ! )

اطبق قادير جفونه بعنف أكبر هذه المرة ... انها المرة الاولى التى تواجهه بها بهار بتلك الحقيقية البشعة بشكل صريح هكذا .... لقد كانت دائماً تشيعه بنظرات الكره و الحقد ... منذ هذا اليوم ! .... هذا اليوم التى علمت به انه هو من قتل زوجها !!

لكنها المرة الاولى التى تتحدث بها بهذا الشكل !! .... سحب انفاسه بهدوء مميت ... هدوء يعكس إعصار يضرب داخل صدره ليتقدم منها يردد بهدوء ما لم ينطق به هو ايضاً من قبل بشكل صريح !!

( لا بهار لم تكن من أجل تلك الأسهم .... بل كان لذات السبب الذى احاول ان امنعه الأن عنهم .... عن أردال و آسر ! )

صمت يطالع جسدها الذى اهتز فوق كعبها .... انها لم تتغير .... لا تزال بهار الذى سقط بحبها منذ اليوم الأول !!! ... حتى تلك التجاعيد التى تحمل معها الم السنين تزيد من جاذبيتها

عاد ليكمل كلماته التى جعلتها تتشنج ... فهى السبب ... هى التى سعت لهذا الزواج بحماقة ظنن منها انها تنتقم !! .... انها سوف تحصل على هذا الطفل الذى طالما اراده هو ليكون حفيداً له حتى يصل على كل شئ !!

( ماذا حدث لك بهار .... لا تستطيعي الانكار أليس كذلك !! ... أنت تُدركِ جيداً ان تلك الأسهم و هذا المنصب لم يكن هو السبب الحقيقي !! )

زفرت فحيح غضبها .... هذا الغضب المستعر داخلها منذ زمن و دمعه هاربة تسقط على خدها و هى تردف بنبرات محملة بندم

( أنت لعنة يا قادير ... تجعل الجميع يشبهك .... ما فعلته بالماضى يعود ليدمرنا من جديد .... حتى أنا أصبحت مثلك ... لقد شاركت بتلك الكارثة التى تحدث .... لم اكن ادرك ان أول من سوف يتدمر هو أردال .... لم اتخيل مطلقاً انه سوف يقع بحبها .... أنت جعلت الحقد و الغل يتزايد يوماً بعد يوم داخلي ... لقد .... لقد )

صمتت و انفاسها تتسارع ... تشعر ان كل شئ يتجة نحو الهاوية .... لكنها اكملت و كفها المرتجفة تتحرك بوهن أمام ملامح قادير الساكن بصدمه

( لقد أردت ان أخذ هذا الطفل منك كما أخذت أنت منى حب حياتي !! )

***

رمش أردال باستياء و هو يتلقى اشعة الشمس التى تسللت من خلف ستائر الغرفة ... يتململ بجسده بضجر على تلك الأريكة الضيقة ... نهض ليجلس بينما يشعر بصداع مريع يحتل رأسه .... لم يتعجب فهذا شئ منطقي فهو لم يتذوق طعم النوم ليلة أمس ... حتى انه لا يُدرك كيف و متى أستطاع ان يغفوا

عقد أردال حاجبيه و هو يكتشف خلو الفراش منها !! .... لقد جدها تتصنع النوم حينما عاد أمس بوقت متاخر بعد ان هرب خارج القصر عند انتهاء حديثه معه عمه !!

نهض بعد ان حمل ساعة معصمه من على الطاولة القابعة أمام الأريكة ... لقد تاخر الوقت بالفعل !!

تابع خطواته نحو الحمام الملحق بالغرفة لكن قدمه توقفه عند الشرفه و عينيه تقع عليها .... ليتنهد و صدره يضيق بمشاعر أصبحت تخصها وحدها .... يتابع تعابيرها المزهولة و هى تشاهد ميرال تُمسك باحد البنادق تستعد لتسدد نحو الهدف القابع أمامها ببراعة !!

أنه حقاً يتعجب .... يتعجب من تلك العلاقة العجيبة التى أصبحت بينهم .... حتى ميرال التى لم تندمج مع أحد من قبل استطاعت ان تكسبها !!

ضحك بسخرية و هو يردد قبل ان يتجه للحمام من جديد

( انها حقاً لا تصدق !! )

***
انتفضت نارفين من هذا الصوت الذى صدح اثر اطلاق النار .... لكنها أخذت تتمتم بذهول نحو ميرال التى التفتت نحوها من جديد تنظر بتفاخر لاصابتها الهدف ببراعة

( ميرال يااالهي أنتِ بارعة حقاً ... أين تعلمت هذا ؟!! )

ابتسمت ميرال تزيح تلك السماعات الضخمة المخصصة لتلك الرياضة عن اذنيها قبل ان تتحدث بمرح

( لقد كانت لعبة طارق و أردال المفضلة ... لهذا سعيت حتى اتعلمها لاستطيع ان اكون معهم ! )

لمعت نظرات نارفين بعزيمة قبل ان تهتف و هى تتقدم لتلتقط أحد البنادق

( أنا أريد ان اتعلمها ميرال .... أشعر انها تمد الانسان بالقوة .... و أنا بحاجة الى هذا حقاً )

حكت ميرال مقدمة رأسها تردف بما تشعر به حقاً

( لقد أردت ان اتعلمها لذات السبب ... لكن حينها قال لى أردال ... )

و قبل ان تتحدث ميرال صدحت من خلفهم تلك الكلمات لكن بنبرات صاحبها

( أنكِ أنتِ التى تُمدين السلاح بقوتك وليس العكس !! )

التفتت كل من نارفين و ميرال نحو أردال ... مما جعل ميرال تبتسم و عينها تقع على نارفين التى تستطيع ان تجزم انها ارتجفت حينما استمعت لنبرات أردال

تحركت ميرال لتضع البندقية بالمكان المخصص لها .... تردف و هى تتابع بازالة تلك السماعات عن رأسها

( حسناً لقد اتى المعلم الأكبر الأن ... أستطيع ان انسحب و أنا اعلم انك بايدي أمينة !! )

تحركت ميرال لتغادر و هى تغمز بمرح نحو نارفين التى شعرت بجميع خلايا جسدها تتاهب .... لكنها تحاملت على نفسها و هى تعود لتلتفت نحو الهدف ترفع البندقية بعدما أرتدت تلك السماعات

لكنها توقفت حينما شعرت بكف أردال تخط على تلك البندقية تسحبها بهدوء ليمد لها بكفه الآخر سلاح صغير الحجم و هو يردد

( هذا أقل خطورة عليكِ ... أنتِ حامل و البندقية من الممكن ان تسبب لك اصابة ... فهى تحتاج لثبات أكبر )

ابتلعت ريقها بتوتر بينما تسحب المسدس من بين كفه لتعود و تصب كامل انظارها على الهدف من جديد .... ليفعل هو مثلها

لكن بعد لحظات حادت نظراته عن الهدف القابع أمامه و الذى يمليه عليه عقله لتتجه عيناه نحو هذا الهدف الذى أصبح يداهم عقله دون ارادته و الذى أصبح يمليه عليه قلبه ...... أنظاره التى أخذت تنتقل بشكل ارتجف له قلبه الساكن منذ زمن بين ضلوعه و هى تتلكأ على ملامح و تفاصيل وجهها الطفولى الذى بات يأرق منامه و صحوته !!

تابع عينها التى تشبه أمواج البحر المتلاحقة و هى تُضيق بتركيز نحو هدفها التى تصوب باتجاهه .... انفها الدقيق المرسوم بشكل يزيد من أنوثتها العجيبة ..... زفر بخفة نابعة من التوتر الذى انتابه و كأنه شاب فى سن المراهقة حين توقفت أنظاره عند شفتيها المكتنزتين بطريقة أصبحت تحتل تفكيره بشكل يستفز جميع خلاياه ..... انه لم يخطئ حين أعترف انها سوف تصبح جحيمه منذ زمن !

أغمض عينه من أسفل نظارته الشمسية و التى سمحت له ان يتفرس ملامحها بتلك الطريقة ... زفر لهذا الإرهاق الذى حل على روحه ليتوقف عن تلك الحماقة التى أصبحت تداهمه كثيراً ... ان تلك المشاعر سوف تقوده للهلاك كما قال عمه !! ... انه محق يجب ان يبتعد ... لكن كيف ؟!!

عاد ليفتح عينيه من جديد .. ليشعر بذبذبات تجتاح جسده الصلب و هو يتابع حركاتها الطفولية و التى تصيب أعماقه بمقتل .... نظر لحركة يدها التى تمسك بهذا السلاح بطريقة خرقاء و تذمرها الطفولى الذى بدى على وجهها لعدم قدرتها على اصابه الهدف ... شعر بشئ يقوده اليها دون ارادته كما أصبح الحال معها مؤخراً !

ليرفع كفه ليزيح هذه السماعات الضخمة ليهمس بلهيبه الذى يشعل داخله أكثر بالقرب من إذنيها

( لن تُصِبيه هكذا !! )

شعر وكأنه أخافها من حركته المفاجئة حين رأى اهتزاز السلاح بين يديها ... لكنه لا يعلم شئ عن اهتزاز روحها من انفاسه التى لفحتها .... تقدم ليمسك بكفها من فوق المسدس و جسده يحاصرها من الخلف ..... أغمضت عيناها و هى تحاول الا ترتجف بين يديه و هى تستشعر صدره الصلب و عضلاته القوية تلامس ظهرها و انفاسه التى تداهم بشرة رقبتها مما جعلها تحبس انفاسها المتلاحقة حتى كادت ان تختنق ..... ماذا يحدث .... لماذا تشعر بفقدان السيطرة على جسدها هكذا فى كل مرة بات يقترب بها منها !

انها تلعب بالنار .... انها عاهدت نفسها ان تكون قويه ... لا ان تكون بهذا الضعف مع اى شخص .... لكن هو ... هو الذي يختلف عن الجميع بنظرها ... هو الذى قام بحمايتها كما لم يفعل مخلوق من قبل .... نبهها صوته و هو يعصف داخلها بتيارات كهربائية قائلاً و يده تخط على قدمها اليمنى

( يجب ان تثبتِ قدمك بقوة على الأرض )

ثم لترتفع و هى تمر على ظهرها بشكل عمودي لتشتعل روحها أكثر و هى تسمعه يردد

( يجب ان تقفي بشكل مستقيم لا تحنى ظهرك هكذا )

مسح بظهر كفه أسفل ذقنها رافعاً إياه لاعلى و هو يعاود الهمس الى إذنيها

( و ارفعي رأسك بالتالي هكذا )

عادت يده لتحط فوق يدها و هو يكمل إرشاداته التى تاهت بتوهان روحها و عقلها .... ان قدمها تنزلق بشكل أصبح يخيفها بل يرعبها ... تباً انها بالفعل تفقد نفسها بجانبه

انتفضت اثر تلك الطلقة التى اخترقت روحها مع هذا الهدف لتسمع صوته العميق يعود الى مسامعها

( أنتِ ترتجفين من صوت إطلاق النار نارفين ... دعى هذا الأمر انه لا يناسبك )

لتلتفت برأسها و جسدها لا يزال أسيراً لجسده تهمس هى بوجهها شديد القرب من ملامحه

( لن اتركه أردال )

ازدرد ريقه و هو يتابع حركة شفتيها ... انه يريد ان ... ان ... هل هذا يعنى انه قد فقد عقله ؟؟!!!

شعر بجسدها يتحرك بين ذراعيه لتواجهه و نظراتها تقتحم عينها بأضعف أوقاتها ... لتباغته بسؤالها الذى لم يتوقعه ... أو بمعنى أصح لم يستعد للإجابة عليه

( لماذا كتبت تلك الأسهم باسمى أردال و أنت تريد ان ابتعد عنك ؟!! )

ظلت نظراتها تخترق عينيه أكثر وأكثر ... للحظات فقط شعرت و ان هذا الجليد الذى كان يغلف نظارته يذوب أمامها ... لكن أنظارها التى حادت عن عينيه لتقع على تلك المرأة المتكاملة بشكل غير عادل و التى تجعل روحها تشتعل كلما اقتربت منه و التى تتمثل فقط بزوجته السابقة هذا اللقب الذى أصبح يقتلها ... فهو قام باختيارها لتكون زوجته بكامل ارادته اما هى !!

عادت لتنظر الى عينيه من جديد و هى ترفع أناملها المرتجفة بتناقض مشاعرها لتتلمس لحيته لترى انعقاد حاجبيه بشكل تلقائي ... انها لن تتركه لها .... اردفت نارفين بإيحاء و هى تقترب لتهمس بجانب اذنيه

( ان تاليا قادمة خلفك ! )

لحظات فقط لتصل اليهم و داخلها يحترق تشعر بان قلبها يكاد ان ينفجر تلك الفتاة الحقيرة تظن انها سوف تغلبها !! .... لا لن يحدث هذا

( مرحباً أردال .... لقد أردت ان اتحدث معك )

و قبل ان يتحدث أردال صدح رنين هاتفه ليظهر أمامه رقم طارق

( حسناً تاليا سوف اجيب على طارق ثم أعود ليك من جديد )

ابتعد أردال عنهم لتلتفت تاليا نحو نارفين ترمقها بنظرات كارهة مستحقرة قبل ان تردد باستخفاف

( هل تصدقي نفسك حقاً ... هل تتوقعي ان أصدق أنا ان هناك شئ يحدث بينكم )

ابتلعت نارفين ريقها تشعر بالم يجتاح جسدها لكنها تمالكت اعصابها لن تجعلها تنتصر عليها يجب ان ترد عليها !!

( من الممكن أنكِ كنت زوجته من قبل ... و أنا احترم هذا حقاً ... لكن الأن أردال لم يعد كذلك .... لم يعد لك ... لم يعد يريدك كما تظنين أنتِ .... لقد أصبح زوجي أنا )

صدحت ضحكة مستفزة من تاليا جعلت خلايا نارفين ترتجف ... لكن تلك الكلمات التى خرجت من بين شفتيها شعرت بها نارفين وكانها خناجر تنغرس داخل روحها

( حقاً .... لا تحلمي ... أنتِ لست سوى أمانة لديه !! )

شعرت بجسدها يرتجف بينما روحها تنسل منها بهدوء .... هدوء مميت كاد ان يسقطها أرضاً ... هدوء جعلها تغلق عينيها و هى تتلقى تلك السموم المُعذبة لخفقات قلبها دون رحمة

( لقد اردت ان احذركِ قبل ان تصدقي هذه المسرحية المبتذلة نارفين )

صمتت تاليا و هى تشملها بنظرات متشفية و منتصرة لتلك الحالة المذرية التى جعلتها تصل اليها ... لكنها حتى لم تشفق على جسدها الذى كاد ان يتخاذل ليسقط أمامها بل اكملت كلماتها التى اخترقت روح نارفين لتقتلها بحق

( أنا أعلم كل شئ .... كل شئ نارفين !! ..... أعلم من تكونين أنتِ .... لقد أخبرني أردال بكل شئ !! ....... )

خطت كف نارفين على الحاجز خلفها تستند عليه .... تشعر ان العالم يدور من حولها .... و رؤيتها تتغبش لكن تاليا لم تصمت ... لم تكن تُدرك ما الذى تفعله .... لم تكن ترى سوى هذا السواد المسيطر على بصيرتها

( أنا لست زوجة سابقة نارفين ولن اكون !! ... انها مسئلة وقت فقط ... حينما تعودي أنت لآسر .... سوف يكون أردال لي من جديد !! )

رفعت نارفين كفها تقبض على راسها تشعر بظلام يحل على عالمها .... ظالم لم تستطيع ان تهرب منه و هو يلفحها حتى ابتلعها داخله ... لم تكن تشعر بجسدها الذى يتخاذل و تلك الالم التى تعتصر بطنها و كامل جسدها

لحظات فقط التى مرت عليها و هى تتوه ... تتوه بالم متعاظم و كل شئ يتلاشى من حولها حتى سقطت ... سقطت تغيب عن هذا العالم المظلم .... لتذهب الى عالم أكثر ظلمة !!

التفت أردال على اثر هذا الصوت الناتج عن أرتطام جسد نارفين بالارض الممزوج بصرخة ميرال التى كانت ترى جسد نارفين المرتجف عن بعد تعى ان تلك الافعى تبث لها أحد سمومها القاتله

لكن و كان كل شئ قد ذهب ... فلم يعود اى شئ كما كان بعد تلك اللحظة مطلقاً

نهاية الفصل العشرون

يارب تكون الاحداث عند حسن ظنكم 😍😍

و يارب اشوف تعليقات و مشاركات حلوة 🙄❤❤

فرفر المناخلي 19-12-20 11:35 PM

تسلم ايدك يا حبيبتي الفصل رووووووعة ❤❤❤❤ ربنا يوفقك يا قلبي

هايدى حسين 19-12-20 11:35 PM

يااااا الله مش ممكن بجد مش طبيعى الاحداث ولا اروع من كده تسلم ايدك بجد على الرواية الجميلة دى

Amou Na 19-12-20 11:37 PM

الفصل مؤلم يا رحمة ، نارفين اللي بدأت تفقد الأمل انه آردال يحبها مع سوء الفهم الكبير بأنه يشفق عليها و كل تعقيدات حملها كل ده جاء عليها و خلاها محبطة أو يائسة
قادير و بهار و حرب الانتقام اللي بينهم و اللي ضحيتها آردال و نارفين من غير ما يكون لهم علاقة بالماضي
تاليا بعملتها دي حاسة أنها هتكون سبب في إزالة أي رابط لنارفين مع عيلة الشاذلي و ده شيء كويس من ناحية انه مافيش أي ورقة ضغط عليها من آسر أو ابوه و تحرر آردال من مسؤوليته بس هيكون الوقت أتأخر جدا على أي اعتذار أو حتى تصريح من آردال لنارفين
الكل بقسوته و بجبروته و ظلمه هيخلق نارفين جديدة حاسة أنها هتكون أقوى و اصلب بمساعدة برهان و أن شاء الله يصدق ظني و ترجع توري عيلة الشاذلي النجوم في عز الظهر و تشفي غليلي فيهم

سما انور 20-12-20 12:05 PM

ايه ده والله انا طول الفصل نقسى مقطوع انتى رائعة


الساعة الآن 09:08 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.