آخر 10 مشاركات
قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          25 - تهربين إليه ! - شارلوت لامب ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree23Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-20, 12:39 AM   #41

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shadwa.dy مشاهدة المشاركة
مميزة الرواية ....بالتوفيق
تسلمي يارب نورتيني❤


heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-20, 12:40 AM   #42

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5)

‏موضى و راكان, ‏heba nada, ‏هيفااا, ‏Layla884, ‏أم الريان, ‏سوووما العسولة




ألف مبروك يا هبة تميز روايتك الجميلة


:heeheeh:


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-20, 09:45 AM   #43

Kra

? العضوٌ??? » 450140
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » Kra is on a distinguished road
افتراضي رواية غصون متأرجحة

اتمنى اكم مزيد النجاح والتفوق🥰

Kra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-20, 11:37 PM   #44

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل العشرين

ويحدث أن تثقلك وطأة مخاوفك فتعدو فِرارًا،
مهلًا،
هل جربت المواجهة
لربما خلف الشبح البادي يقبع الأمل.

**

بصبر وروية ترسم طريقها بالحياة، ليلتها الأولى بغرفتها التي استأجرتها بالسطح، استطاعت شراء فراش يسعها هي وطفلها عازمة على إكمال ما تحتاجه تباعًا، رغم عرض ريم وأهلها المساعدة بشراء غرفة كاملة لكنها رفضت فيكفي ما بذلته تلك الأسرة من أجلها، صوت وقع أقدام أتاها من الخارج لتدلف ريم إلى الغرفة لاهثة من أثر ما تحمله، وضعت المروحة التي كانت تُثقلها جوار باب الغرفة واتجهت للمنضدة الوحيدة أسفل النافذة فوضعت غلاية للمياه، تنحنحت هند بخجل من صديقتها:
ـ لزومه إيه ده بس؟
توجهت ريم حيث ضياء المستلقي على الفراش تداعبه بينما تجيب بمنطقية:
ـ يا بنتي الدنيا حر مش هتعرفوا تناموا من غير مروحة
حملت ضياء الذي ابتسم لمداعبتها إياه وهي تكمل:
ـ والكاتل علشان لو حبيتي تعملي لضياء رضعة باليل وهم أصلًا زيادة عندنا
همست هند بدعواتها الشاكرة لصديقتها التي حملت ضياء وخرجت تتنسم هواء الصيف اللطيف وهند تبعتها تطالع حُلكة السماء بذهن شارد أخرجها منه صوت ريم التي جلست على مقعد متهالك بينما تتحدث:
ـ بكرة وأنا راجعة من الشغل هجيب طقم حلو نقعد عليه
عادت هند خطوتين لصديقتها باعتراض:
ـ كفاية يا ريم
لوحت ريم بكفها تنهي اعتراض صديقتها مؤكدة:
ـ أنا مش هجيبهم لك؛ أنا عجبني الجو هنا وهبقى أطلع أخلص شغلي
هزت هند رأسها يأسًا من رفض عطاء صديقتها وأسرتها، أولتها ظهرها وعادت تتطلع لظلمة الليل والأفق الممتد أمامها، امتزجت البنايات بين عالية ومتوسطة مع أضواء شوارع القاهرة بضوضائها التي لا تصل أذنيها وسط السكون المحيط بها، هدوءها الظاهر ناقض قرع طبول الخطر داخلها، صخب أفكارها بين خوف وأمل وحيد عليها التمسك به، حربها التي عزمت على خوضها صباحًا دون تأجيل وإن فتحت بوجهها أبواب جحيم كانت تتجنبه لكن وجب عليها انقاذ قلب ضياءها الذي لم يعد يمتلك المزيد من الوقت.
**
في الصباح ودعت طفلها الذي استقر بحضن السيدة رقية ككل يوم، استقلت عدة مواصلات تقطع طريقها الطويل حتى القاهرة الجديدة، ومضات من حياتها معه ظلت تطاردها بينما تتطلع إلى الزحام عبر حافلة الركاب التي تقلها، ترجلت من الحافلة عند أول الشارع المؤدي إلى مجموعتهم، لتبدأ خطواتها الوجلة بالطريق الذي تطأه لأول مرة بحياتها وشمس الصيف الحارقة تلفح وجهها بالشارع الواسع الخالي من الأشجار، صحراؤه اشبه بتصحر روحها على مدار سنوات زواجها منه، تخطت البنايات الصغيرة على جانب الطريق حتى وصلت للبناية الأعلى، طالما شعرت بضآلتها وسط تلك العائلة وهو لم يتوانَ عن تعميق ذاك الشعور الذي عاودها وهي ترفع عينيها تطالع المقر الفاخر فتنعكس أشعة الشمس على مرايا الواجهة لترغمها على خفض نظراتها، توقفت أمام بوابة المبنى التي ما توقعت يومًا أن تعبرها، استجمعت كل شجاعة ممكنة لتتقدم من موظف الأمن، وبقوة ظاهرية استدعتها وثبات مدفوع بقلب أم مرتعب نطقت مناقضة اهتزاز روحها:
ـ بلّغ حسام بيه إن مدام هند منتصر عايزة تقابله.
دقائق الانتظار التي مرت عليها حتى حصلت على الموافقة زلزلت ثباتها الواهي، برودة مكيف الهواء المركزي التي لفحت وجهها عندما دخلت للمبنى أرسل قشعريرة باردة لسائر جسدها وهي تحاول السيطرة على ضربات قلبها المتسارعة استعدادًا لهجومها الذي أعدت له منذ عزمت الحضور، سكرتيرته الخاصة كانت بانتظارها عقب خروجها من باب المصعد لترافقها حتى باب مكتبه الذي فتحته لها تدعوها للدخول، خطوتين خطتهما للداخل أغلقت بعدها السكرتيرة الباب، دارت بنظرها في الغرفة الفاخرة؛ مساحتها تفوق الحجرة التي استأجرتها بأربع أضعاف رغم ذلك تشعر باختناق انفاسها داخلها وهو كان يجلس خلف مكتبه يتطلع إليها بصمت أرهبها لكنه لم يثنها عن عزمها، تقدمت بعزم فقد فات أوان التراجع لتقف في مواجهته مباشرة لا يفصل بينهما سوى مكتبه وهو رفع نظره يمعن النظر بها لأول مرة منذ فارقها بالمشفى قبل ستة أشهر، يستطيع أن يقرأ شيئًا تغير بها رغم رعبها الجلي منه وإن حاولت مداراته، منحها نظرة متسائلة يرغب بمعرفة ما بجعبتها وهي لم تتأخر كثيرًا في النطق:
ـ ابنك
كلمة واحدة رغم اهتزاز صوتها الواضح لكنها وصلته قوية تحمل خوف أم لتزيد:
ـ ولا حضرتك ناسي إن عندك ابن
هو لم ينسَ يومًا فهناك في نقطة ما بعمق عقله يعلم أن لديه طفلًا وإن واراها إدراكه وأهال عليها تراب الانكار متناسيًا، نبرتها المهاجمة بخوف على عكس عادتها معه بثت به بعض من قلق لم يمنح الفرصة بتسلله إلى ملامحه فتلك التي لم يسمح لها يومًا بالاطلاع على ضعفه لن ترى منه الآن غير جموده الذي تمسك به وهو يسأل:
ـ ماله؟
برود ملامحه ساعد هند على الاحتفاظ بوضع الهجوم، استندت بكفيها إلى المكتب تميل للأمام وانفعال صوتها يشي بما يجيش بصدرها:
ـ محتاج قلب مفتوح
تلك التفاصيل الطبية التي ذكرها له الطبيب يوم مولد طفله وأغفل سماعها بعد صدمته الأولى عاد ليتذكرها وتلك المضغة بين جنبيه تنبض بارتباك وهي تكمل كلماتها المهددة:
ـ وبأسرع وقت لو حضرتك ما اتكفلتش بالعملية
ابتلعت لعابها ورفعت كفيها تضرب بكلتاهما على المكتب وقد ارتفع صوتها عليه للمرة الأولى بحياتها:
ـ هخرج من هنا على السوشيال ميديا أطلب تبرعات لحفيد الإمبراطور علشان يعمل العملية اللي أبوه رفض يتكفل بيها
لم يرف له جفن لتهديدها الأجوف هي تعلم قبله أنه يستطيع منعها عن أي شيء يمسه وإن لم يؤذها هو فإن الإمبراطور لن يتوانى عن ذلك إن مُست سمعته لكن الحقيقة التي تخبره بها تضع على كتفيه ذنب فقدان طفل لن يستطيع حمله فوق كاهله تلك التي عاشرته لثمان سنوات لم تستطع خلالها النفاذ إليه لازالت لا تدرك أن مشكلته لم تكن يومًا بالمال، هو تخطى وجودهما بقوة أكبر منه دفعته للابتعاد ارتباكًا ورغمًا عنه لم يجد ما يمكنه فعله سوى الهرب ليستطيع مواصلة حياته، تطلع إلى ملامحها المتحفزة بغضب رغم محاولتها الغرة للثورة إلا أنها فاشلة في إخفاء وهنها على عكسه تمامًا فقد احترف الثبات الذي حافظ عليه وهو يستفسر بنبرة باردة:
ـ العملية امتى؟
نظراتها المتشككة بجدية سؤاله منحته الفرصة تلك المرة للهجوم:
ـ مالك مستغربة ليه؟
استهزاء صوتها صاحب تشكك ملامحها:
ـ بالبساطة دي؟
نهض بعنف يتكئ بكفيه على المكتب فيواجهها بذات التحفز:
ـ فكريني بيوم طلبتي فيه فلوس من يوم ما عرفتك ورفضت
والحقيقية التي لا تُنكرها أنه لم يحدث بل إن بذخ العيش الذي عاشته معه ربما كان ميزته الوحيدة، تطلعت لعمق عينيه التي وازت عينيها، لقد عجزت عن فهمه يومًا، تلك العينين التي ما منحتاها منذ عرفته سوى جليدية تقبض قلبها وتبحث فيهما الآن عن أية عاطفة تسير خلفها ولا تجد وعنه فقد كان يتطلع إلى تلك اللبؤة التي انتفضت بعد ثُبات تدافع عن صغيرها لآخر رمق، لا ينكر أن ثباتها الواهي أعجبه وإن لم تستطع مس روحه قط، أعاد سؤاله عليها بثبات ليث:
ـ العملية امتى؟
هدأ وجيب قلبها وإن ظلت على وقفتها وهي تجيبه بنبرة لانت ببعض اطمئنان:
ـ الدكتور لسة محددش
استقام بظهره يضع كفيه بجيبي بنطاله وبذات الجمود الذي حافظ عليه في مواجهتها:
ـ لما يحدد المعاد بلغيني
هزت هند رأسها براحة، لم تكن تتصور أن مهمتها معه ستكون بتلك السهولة، لا تُنكر أن شك نسمة به قد أربك ظنها حوله، التفتت تغادر وقد أيقنت أن حدسها تجاهه قد أصاب للمرة الأولى ربما منذ عرفته، الرجل الذي عاشرته لثمان سنوات ورغم كل ما يحمله من مساوئ ليس بقاتل وهذا ما منح قلبها بعض الراحة، وهو راقب انصرافها بأعين زجاجية يجيد استدعاءها عند الحاجة، تلك التي اختارها بعناية فشلت في التسلل لأبعد من جلده يومًا ربما إن حاولت العبور داخله لكانا بموضع آخر اليوم لكن أوان ذلك الحديث قد فات.

**
خرجت من مقر المجموعة وقد أدركت أنها لم تستطع فهم زوجها السابق يومًا أو توقع ردة فعله أرهقها التفكير حوله فإن فشلت في ذلك وهي زوجته فحتمًا لا جدوى من المحاولة الآن كل ما يهمها أن صغيرها سيخضع للجراحة في الوقت المناسب ما عدا ذلك بلا قيمة، استقلت الحافلة عائدة حيث عملها الذي تأخرت عليه، دلفت مكتبها تعد الدقائق بانتظار موعد فتح عيادة الطبيب لتحدد معه موعد الجراحة، عقلها الذي شرد بعيدًا حيث ضياء وخوف يطبق على صدرها مما ينتظر جسده الضعيف منعها من رؤية محمود الذي دلف إلى مكتبها وعلامات استياءه بادية بعقدة حاجبية وصوته الذي أتاها موبخًا:
ـ الساعة داخلة على واحدة ممكن أعرف حضرتك كنتِ فين من الصبح
رفعت نظرها له فواجهت غضب نظراته قبل أن تخفضهما وهي توضح:
ـ كان عندي مشوار ومستأذنة من مدام نسمة
عقد كفيه خلف ظهره مغتاظًا من تخطيها إياه، نبرته الحادة التي يحادثها بها للمرة الأولى منذ بداية عملها بالشركة زادت من ضيقها وهو يتبع:
ـ كان المفروض تبلغيني علشان الشغل ميتأخرش
فتحت الحاسب الآلي تستعد لبدء عملها وعيناها تتجول فوق مكتبها بحثًا عن أي جديد:
ـ مش هروح قبل ما أخلص كل حاجة، فين الملفات؟
ابتلع ارتباكه يطبق شفتيه لوهلة قبل أن يلين صوته بتردد:
ـ هبعتهالك
التفت منصرفًا يتعجب من نفسه، أي عمل تم تأخيره بسببها بل وأي ملفات سيمنحها إياها، لقد ظل سنوات يقوم بعملها ببداية تأسيس الشركة وكل ما تقوم به الآن يستطيع هو انجازه بكبسة زر إن اقتضى الأمر فلمَ الثورة على تلك المسكينة بل وما الداعي لغضبه الذي ضبط نفسه متلبسًا به وهو يمر منذ الصباح ذهابًا وإيابًا يطالع مكتبها الخالي، وهي شاهدت انصرافه بدهشة متخطية ضيقها من نبرته فقلبها ينوء بحمله ولا طاقة لها بالمزيد.
***
عادت الحياة كما كانت فمثلها لا تعرف الانكسار وإن تلقت طعنة الغدر بعمق قلبها، تقضي يومها بعملها صباحًا ومساءً تنعم بسند عائلتها وصديقتيها، بدأت يومها في الصباح الباكر ككل يوم متخذة طريقها إلى الجامعة، تخطو بثبات بين أروقتها وكأن تلك الأروقة لم تشهد يومًا تسليم قلبها لغير مستحقه، وحين اقتربت من باب مكتبها توقفت استجابة للصوت المنادي باسمها لتلتفت توليه وجهها باستفهام، اقترب عصام يتطلع إلى هيئتها الواثقة بجدية وقد أذهله سرعة تخطيها لما حدث:
ـ العميد كان بيدور على حضرتك
هزت ريم رأسها بفهم وتركته محولة طريقها حتى مكتب عميد الكلية بخطوات ثابتة وهو راقب انصرافها إعجابًا بقوتها.
طرقت ريم باب الغرفة حتى أتاها الإذن بالدخول فدلفت تتخذ المقعد أمام المكتب:
ـ حضرتك طلبتني يا دكتور
هز الرجل رأسه إيجابًا يتناول مظروفًا ويمنحها إياه موضحًا:
ـ في مؤتمر كمان أسبوع واخترتك تمثلي الكلية فيه
هزت ريم رأسها اعتراضًا تحاول الاعتذار:
ـ أنا عندي أبحاث المفروض أسلمها وفي زملا يقدروا يمثلوا الكلية
قاطع الرجل الذي اشتعل رأسه شيبًا اسهابها في الاعتراض، هو اختارها خصيصًا لأنها الأكفأ والأهم أنه يعلم حاجتها للانغماس في العمل فهي وإن كانت تتمسك بقوتها إلا أنه يرى بعين الأب ما تخفيه خلف هذا القناع الهش، رفع سبابته ينهي حديثها بشكل قاطع:
ـ إنتِ اللي هتروحي
تراجع بجسده يستند إلى ظهر مقعده ويكمل:
ـ المؤتمر هنا في إنتركونتيننتال يعني اعتبريها فسحة لمدة 3 أيام
هزت ريم رأسها استجابة لطلبه، التقطت المغلف الذي يحوي الدعوة للمؤتمر ونهضت تهم بالانصراف وقبل خروجها ناداها:
ـ دكتورة ريم
التفتت تستفهم سبب النداء فمنحها بسمة أبوية طالما رأتها على وجهه وهو يكمل:
ـ أنا واثق إنك قدها
وعنها فقد منحته بسمة شاكرة وانصرفت تتمسك بما تمتلكه وتواري ذلك الشعور الموحش بالخيانة خلف أستار من قوة نسجتها حول نفسها.

**

كان يتمنى لها الأفضل لكنه لم يكن يعلم أن أمنيته تلك ستتحقق بأقرب مما يتوقع والأصعب أن يكون هو المكلف بمهمة إخبارها وهو يعلم مقدار صعوبة ما سيتفوه به، لقد أخبر الآخر أن مهمته وإن لم يراها هو مستحيلة لكنها ربما في عرف شقيقته دربًا من الجنون والعاشق كان يدرك ما يعنيه ويصر على طلبه، وهو مؤمن بمشروعيته وقد عزم على تأدية مهمته وإن تلقى ثورتها، أنهى يومه وككل يوم ذهب لبيتها وكعادته طرق الباب بطرقات منغمة صاحبها رنين الجرس ليأتيه صوت نور من الداخل يهتف باسمه في سعادة، فتح نور الباب فتلقفه رائد يرفعه بذراع واحدة أعلى كتفه فيتدلى رأس الصغير خلف ظهره وتنطلق ضحكاته السعيدة، منح نادين قبلة على وجنتها وأنزل نور أرضًا ونزل على ركبتيه يواجهه:
ـ إنت إيه اللي مصحيك لحد دلوقت
أشار له الصغير بكفه ليقترب وكأنه سيُدلي بسر خطير، أطاعه رائد يقرب أذنه من فم نور الذي همس:
ـ ماما سمحت لنا بساعة زيادة علشان نلعب معاك
فرّج رائد جفنيه مدعيًا الدهشة وهو يبدي سعادته:
ـ ده إحنا لازم نستغل الساعة دي بقى ونخلص كل اللعب بسرعة
هز نور رأسه إيجابًا وانطلق يحضر ألعابه ويضعها أمام رائد الذي تبعه وجلس يربع ساقيه ويساعد نور في بناء سيارته الجديدة بقطع المكعبات، امتدت الجلسة حتى خارت قوى رائد، مد جسده على الأرض جوار نور الذي لم يمل مقترحًا على الصغير:
ـ الساعة خلصت يا بطل إيه رأيك نكمل بكرة
لوى نور شفتيه اعتراضًا:
ـ إنتَ هتمشي؟
هز رائد رأسه نفيًا:
ـ هتكلم شوية مع ماما الأول، بس إنت المفروض تنام دلوقت
اقترب نور منه بمكر يحاول المفاوضة:
ـ طيب هنام بس خليك نايم معانا
طالع رائد ساعته وقد تأخر الوقت حقًا ولم يعد به طاقة للقيادة حتى منزل عائلته، هز رأسه إيجابًا يمنح نور موافقته فرغمًا عنه لا تصمد إرادته أمام ذلك الطفل ونور طبع قبلة سعادة على وجنته وانطلق إلى غرفته للنوم فرحًا وعنه فقد طلب من أمه إعداد الطعام فهو يتضور جوعًا وحدسه يخبره أنه من الأفضل ألا تكون حاضرة لحواره مع نسمة خاصة في هذا التوقيت، نادى شقيقته التي حضرت تجاوره على الأريكة بصالة بيتها، ودون مقدمات استجمع كلماته وألقاها دفعة واحدة بوجهها:
ـ فارس طلب إيدك مني
تفرقت أهداب نسمة غضبًا وانتفضت واقفة:
ـ إنتَ اتجننت؟
جذب رائد كفها فأجبرها على الجلوس مرة أخرى:
ـ إيه المشكلة؟
تلجلجت نسمة بكلماتها ارتباكًا:
ـ إزاي تكلمني في حاجة زي كدة
بدأت غلالة الدموع في التكون وهي تكمل كلماتها المتقطعة باضطراب:
ـ إزاي هو يجرؤ أصلا
ورائد كان يتوقع كل ذلك ويعد ردوده المناسبة، حافظ على هدوء أعصابه وهو يخبرها:
ـ لا هو عيب ولا حرام؛ الراجل دخل البيت من بابه
أشفق رائد عليها عندما عكس انفعال صوتها ما تعانيه وهي تجاهد في النطق:
ـ بابه مقفول أصلا
لانت نبرته بحنان وهو يهمس:
ـ افتحيه
هزت نسمة رأسها نفيًا وقد بدأت مقلتيها تذرف دموعها:
ـ إنت مش فاهم حاجة
ربت رائد على كتفها بعطف يعلم ما تعانيه لكنها تغفل عن الكثير:
ـ فاهم بس مش موافق
عزم أمره على عرض حقائق تغفل عنها وسط انغماسها بالمسئولية:
ـ متظلميش نفسك وتظلمي ولادك
فرجت نسمة شفتيها ذهولًا عند ذكر طفليها تعجبًا من منطقه:
ـ أظلم ولادي لما ما جيبلهمش جوز أم!
اقترب رائد يحتوي كفها بين كفيه بدعم وهو يوضح وجهة نظره:
ـ ولادك صغيرين محتاجين نموذج لأب
هزت رأسها اعتراضًا فأكمل يمنعها الحديث:
ـ أنا مهما كنت في حياتهم في النهاية ضيف بييجي وقت وأمشي
أغمضت عينيها بألم وخطين دموعها يحفران طريقهما على وجنتيها وهو يلقنها الحقيقة التي تنغرس بجرحها لكنه عزم على علاجه وإن اضطر لفتحه مرة أخرى:
ـ نور لسة صغير هييجي وقت ويحتاج راجل يشد عليه ويوجهه
فتحت عينيها التي احتقن بياضهما فتحول إلى الأحمر وغضبها من منطقه بلغ مداه:
ـ ونادين أجيب لها راجل غريب؟
زفر أنفاسه ببطء يكمل الصورة أمامها:
ـ وقتها مش هيكون غريب
ربت على كفها بدعم وقلبه ينفطر عليها، يعلم يقينًا أنه ليس من العدل أن تكمل شابة مثلها عمرها بين ضفتي الوحدة والألم:
ـ إنتِ رافضة الفكرة ككل مش الشخص
شهقت فملأت رئتيها بالهواء وهي تزفر الحقيقة كنصل تنحر به عنقها:
ـ ولادي أبوهم مات ومفيش حد هيعوضهم عنه
غص حلقه مرارة وهو يقر جزئيًا ما تقوله:
ـ صح، لكن ممكن حد يقوم بجزء من الدور يشيل معاكِ ويخفف عنك
هزت رأسها بعنف فتطايرت خصلات شعرها الكستنائي حول وجهها وهي تهمس بصوت مختنق:
ـ ما اقدرش
سحبت كفها من بين يديه واندفعت لغرفتها وقد اكتفت من الحديث.
وهو كان يتوقع هروبها ويعلم أن طريق الآخر لقلبها وعر، خرجت السيدة زينب التي كانت تستمع لحوارهما تواجه رائد بلوم:
ـ ما قلتليش ليه؟
طالعها رائد بيأس يخبرها بتقرير:
ـ الموضوع يخص نسمة
ثم يكمل توضيحه مشيرًا حيث هربت الأخرى:
ـ وآديكِ شايفة مش موافقة
همت السيدة زينب بالنهوض وقد عزمت الدخول لابنتها:
ـ أنا هقنعها
أسرع رائد يقف بمواجهة أمه فتدخلها الآن يعني أن شقيقته ستتمسك برفضها فهي وأمه كقطبي مغناطيس متنافرين، ربت على عضدي أمه برفق يمنعها الدخول:
ـ بلاش دلوقت
رفعت السيدة زينب نظرها لابنها باستفهام وهو يثنيها عن عزمها برفق:
ـ الموضوع مش سهل عليها، بلاش نضغط أكتر علشان ما تعندش
هزت السيدة زينب رأسها استجابة وقد بدى عليها الاقتناع فعادت تجلس ليطمئن رائد إلى تأجيل عراك بين شقيقته وأمه لا طاقة له بفضه الآن وعنها فقد لاذت بغرفتها تُحكم إغلاق بابها عليها تستنجد به ليرشدها السبيل، جذبت منامته تبحث عن عبقه بها فلم تجده، فتحت خزانة ملابسه وامتدت كفها إلى زجاجة عطره تنثر منها على المنامة فتجدد رائحته المتوارية بفعل الزمن، ضمتها لأحضانها واستلقت على الفراش تواجه مكانه الخاوي بحثًا عن ذراعيه تحتويها بحنان، أغمضت عينيها تسبح معه ممنية نفسها أن تفيق فتجد رأسها فوق صدره وكل ما مر بها كان محض كابوس وانتهى.






الفصل الحادي والعشرين

يُسقط قانون الدنيا الجرائم بالتقادم
ويُسقط الله ذنوب العصاة بالتوبة
لكن؛
ماذا عن إثم قلبك الذي ترك ندبته بقلبٍ محب؟
وماذا إن أديت عقوبتك كاملة؟
ألا تستحق العفو!

**
كان يتوقع مكالمة رائد التي أتته صباحًا تحمل رفضها، لكنه لن ييكر خطأ الماضي مجددًا، عزم على طرق باب قلبها مرة أخرى بنفسه ويعلم أن مغلاقه قد اعتراه الصدأ بفعل الزمن، في موعد تدريبات طفليها الذي حفظه عن ظهر قلب كان أمام طاولتها، صافح رائد الذي هم بالمغادرة ليمنعه فارس موجهًا حديثه لنسمة التي ردت سلامه بخفوت متجاهلة النظر إليه:
ـ ممكن نتمشى شوية؟
نقلت نظرها بينه وبين شقيقها الذي يشجعها بنظراته، ليست غرة وبعد طلبه الصريح تعلم ما سيتفوه به، منحت رائد نظرة غيظ فالاتفاق على لقاء كهذا بينهما واضح ونهضت تنوي انهاء ما يعتقد الآخر أنه لا يزال عالقًا بينهما، سارت جواره بالطرقات الممهدة وهو عاد بذاكرته للقائهما الأول بذات النادي عندما أسره لون عينيها المماثل للعشب الذي يخطون خلاله، وخصلاتها الكستنائية التي كانت تنساب بنعومة حول وجهها الملائكي فتختطف نبضات قلبه، ربما مرت السنون وتغير كلاهما، صارا أكثر نضجًا بعدما صقلتهم الحياة لكنه لا زال يرى بها تلك المراهقة الرقيقة التي تتحول وجنتاها إلى الأحمر بكلمة، رفعت نسمه نظرها إليه بتحدٍ وهي توفر عليه مقدمة لا تليق بهما:
ـ أعتقد رائد بلغك رفضي
هز رأسه وهو يمنحها ابتسامة متفهمة، المراهقة الصغيرة نضجت وتحولت إلى أنثى تواجهه بعنفوان، لين صوته وصلها وهو يقر:
ـ وأنا مصر على طلبي
عاجلته بانفعال واضح وقد ارتفع صوتها قليلًا:
ـ وأنا مصرة على رفضي
خطى بغتة يتوقف أمامها فيجبرها على التوقف ورفع نظرها لتواجه زيتون عينيه وهو يبوح بما يعتريه:
ـ نسمة أنا بح.......
أوقفته بإشارة حادة بسبابتها مع نبرتها الحاسمة:
- مش مسموح لحد غير نادر يقولي الكلمة دي
تهدج صوتها بألم عميق عند ذكر زوجها الراحل، ألم فراق ولوعة عشق واشتياق فاحت بنظراتها ووصلت كسهم بقلبه يحرقه غيرة وألمًا ،ألم منها و عليها
قسوتها معه دفعته للقسوة عليها ليهدر بحقيقة يراها تُنكرها ويضعها فجة قاسية أمام عينيها:
- نادر مات
صرخت بعنف وسبابتها تضرب صدرها تكاد تخترقه عند موضع القلب:
- نادر عايش جوايا
سبحت بنظرها في الفراغ وذكرياتها معه تتراقص أمام عينيها كحقيقة:
- عايش في ضحكة نور ونظرة نادين
بسمة حنين ارتسمت على شفتيها وطغى شوقها على صوتها وهي تكمل:
- عايش بكل حاجة قدمها لي وعلمها لي طول عشر سنين
أغمضت عينيها وقد تشبعت روحها بلحظاتها معه فلم تترك موضع قدم لآخر:
- نادر عايش بكل لحظة حلوة عشتها معاه
كل كلمة منها تغرس خنجرًا بصدره وتضغط علية أكثر فتدمي قلبه، صدر صوته نازفًا بقلة حيلة يُقر حقيقة ينشدها:
- أنا عايز اتجوزك
رفعت نظرها إليه:
- اتأخرت
واضحة باترة لمح بها سخرية دفينة وأثر جرح قديم تسبب به دون قصد،
حاول تبرئة ساحته ويعلم فشل محاولته قبلها
ـ مكانش بإيدي
سخريتها واضحة تلك المرة لتقص عليه الحقائق:
- مكانش بأيدك تروح تخطب وتتجوز
و يعلو صوتها استنكارا بينما نظرتها تحرقه:
- إيه شربوك حاجة أصفره؟
تغاضى عن سخرية النبرة وعزم على إكمال الصورة التي يعلم وصولها إليها منقوصة ،واصل دفاعه عن نفسه يلّوح بكفه وقد ارتفع صوته بانفعال:
ـ أنا اتقدمت لك ومامتك موافقتش
اتسعت حدقتيها قليلًا إثر مفاجأته وهو يكمل:
ـ قالتلي إنها لا يمكن توافق علي جوازك قبل ما تخلصي دراسة
أخفض نظراته أرضًا يعترف بذنبه فالجاهلة أمامه كانت تستحق توضيح لكنه لم يستطع الإخلال بوعده الذي قطعه على نفسه أمام والدتها:
ـ واحترامي لصلة القرابة بينا مكانش ينفع أكلمك تاني من وراكم
تجاوزت مفاجأتها فهي تعلم للمرة الأولى أن فارس تقدم لخطبتها بالفعل وإن تذكرت احساسها في هذه الفترة أن والدتها على علم بالشرارات المتولدة بينهما، لا تشك في صدقه على الاطلاق لكنه أعادها لجرح مراهقتها، تمسكت بثباتها أمامه وهي تسأل:
ـ و إيه الجديد ؟؟
التفتت توليه جانب وجهها تنظر للأفق الممتد وصوتها المتحدي يقر حقائق كانت:
ـ ما ده كان ردي عليك لما كلمتني
نبرتها المتحدية تحولت لأخرى ساخرة وهي تتذكر رده وتصديقها له بسذاجة تُحسد عليها:
ـ و كان ردك حستنى ولا نسيت؟
اخفضت نظراتها تتذكر وقع ما كان عليها
ـ عمرك فكرت في مشاعري لما عرفت إنك خطبت بعد كام شهر من كلامنا؟
لأول مرة منذ بداية الحديث تنظر لعمق عينيه
تتذكر ما كان بينهما، فتاة غرة مراهقة وشرارات انجذاب لقريبهم الضابط الوسيم، حلم يراود الكثيرات،
لليال تخيلت نفسها تُزف إليه بفستانها الأبيض وحلته الرسمية يقف بها شامخًا، تحسدها رفيقاتها على زوجها الوسيم الذي يتسلمها من يد شقيقها ويُقبل جبينها.
لم تسعها الدنيا وحلقت للسماء يوم صارحها بحبه ورغبته بها زوجة
خجلت وتوردت لأول كلمات غزل تتلقاها في حياتها
صمتها أخبره أنها تبادله المشاعر،
طمأنته أنها لا تعترض على فارق السن لكنها أكيدة أن أحدًا لن يوافق على ارتباطهما وهي لا زالت في المرحلة الثانوية،
وقتها كان جوابه أنه على استعداد لانتظارها حتى آخر العمر لكنه فقط يحتاج للتأكد من موافقتها التي منحته إياها
مرت الأيام سافر لعمله وعاد، رأته على استحياء وسط العائلة وتبادلا الشرارات مرة أخرى،
النظرات العاشقة من جهته والخجلة المطَمئِنة من جهتها
كدت بدراستها فهي كانت ترغب بالتفوق حتى تضمن موافقة أمها علي الخطبة على الأقل
لتُصدم بعد أشهر بسيطة بخبر خطبته
وتظل بعدها تعاني إثر جرح قلبها
تتحرق لسؤاله عن سبب كل ما حدث ودون إرادة خرج سؤالها متأخرًا لثمانية عشر عامًا:
- ليه؟
هزة رأسه الخفيفة ونظرة عينيه أخبرتاها أنه لم يفهم مقصدها لتوضح:
- لما أنت مش هتقدر تستنى قلتلي حستنى ليه
لم تكن تنتظر الإجابة فهي تعلم أن عدم انتظاره كان من أكبر العطايا التي منحها لها لتكتشف بعد فترة ليست بالوجيزة أن مشاعرها ما كانت إلا فورة مراهقة دغدغها بغزله ووسامته، همّت بالمغادرة فجذب ساعدها يبقيها فلم يبرئ ساحته بعد، عدَلت عن عزمها وواجهته تربع ذراعيها أمام صدرها بانتظار الإجابة التي تعلم أنها لن تشكل فارقًا، وهو عاد بذاكرته للماضي حيث التزم بوعده لوالدتها بالبُعد وقلبه لا زال على عهده معها بالانتظار:
ـ كنت هستنى فعلًا ما كنتش بكذب
تأمل عشب عينيها الذي أسره منذ اختطفت نبضات قلبه فور أن رآها يحاول العودة للماضي ويرسل لها اعتذارًا تستحقه عن اختيار لم تكن هي من ضمنه ورغم خسارته لن يختار سواه لو عاد به الزمن:
ـ بعد 6 شهور اكتشفنا مرض والدتي
ضيقت حاجبيها باستغراب فما تعلمه أن والدته تُوفيَّت بالسرطان بعد وقت ليس بالقصير لكنها لم تدرِ علاقة ذلك بهما قبل أن يوضح:
ـ وقتها المرض كان في مراحل متأخرة
تهدج صوته بالحزن وهو يذكر لها آخر أمنيات والدته من وحيدها:
ـ كان طلبها الوحيد تشوف ولادي قبل ما تموت
كز على أسنانه يكبت انفعاله الذي بلغ مداه وهو يتذكر تكرار طلبه على والدتها مرة أخرى:
ـ رجعت طلبتك تاني من والدتك وقابلني نفس الرفض
مال بجذعه للأمام يُقلص فارق الطول ورسائله الصادقة تصلها واضحة دون أن يُفلت عينيها:
ـ ما سبتش فرصة مكلمتهاش ووالدتي ألحت عليها مكانش قدامي غير إني أبعد
وقتها اشتد المرض على والدته وزاد إلحاحها هي الأخرى، اختار بعقله أول فتاة رآها مناسبة بمحيطه ليدفع ثمن ذلك الاختيار للباقي من عمره لكنه مُنع من تقديم اعتذارًا واجبًا:
ـ بعدها طلبت منها تحلني من وعدي علشان أكلمك لمرة أخيرة
أفلت عينيها وهو يطالع شمس المغيب خلفها عندما أدرك أن والدتها لم تفِ بوعدها معه كما فعل ليصرح لها بما كان:
ـ رفضت وقالتلي إنها هتشرح لك كل حاجة
هزت نسمة رأسها نفيًا برفض، والدتها كعادتها سلبتها أبسط حقوقها بالمعرفة وهو التقط تعبيرات وجهها ووصله جهلها السابق بما سمعت ليكمل:
ـ أمي اتوفت ولمى عندها شهرين
استطاع كبح الألم الذي شق صدره عندما تذكر الثمن الفادح الذي دفعه لقاء تحقيق آخر أحلام والدته لكنه ظهر رغمًا عنه بصوته:
ـ أنا غلطت ودفعت التمن غالي
عاد صوته ليكسوه الصدق وهو يُقر بذنبه وخسارته:
ـ خسرتك
زفر أنفاسه وهو يستدرك:
ـ وكنت هخسر بنتي
عاد بنظراته يبحث بعينيها عن بريق لأمل كان قد فقده لسنوات راضيًا بعقابه لكن القدر منحه الفرصة لتدارك ما كان فلمَ تضن عليه بها، زيتون عينيه الذي توهجت خيوطه البنية أسفل أشعة الشمس منحها حبه خالصًا وصوته يرجوها:
ـ اديلنا فرصة
شهقت فملأت صدرها بالهواء، اعتذاره وإن منحها تبريرًا لكنه جاء بعد فوات الأوان فقلبها تشبعت حجراته حبًا تكتفي به، هزت رأسها نفيًا تسلبه أملًا زائفًا:
- لو فاكر إني ممكن استبدل نادر تبقى غلطان
عاد كيانها لمن أغناها عن الجميع تُكمل غافلة عن الشقوق التي تُحدثها كلماتها بقلبه:
- نادر مكانش زوج وبس
شردت مع طيفه الذي يحيطها كلما ذكرته فيسلب لبها عن العالم وهي تكمل:
- نادر كان أب وزوج وصديق وحبيب
وهو صمت يتلقى سهامها بصدره ويقر بأن الراحل قد جعل مهمته شاقة وإن لم يعترف بالمستحيل.
وهي التفتت منصرفة تغلق ملفًا قديمًا وتهيل التراب على جثة كان يود احياءها وما لميّت من عودة ليناديها بعد خطوتين فتلتفت برأسها ويقر نيابة عنها:
ـ إنتِ محتاجة وقت
لم يندهش لحياد ملامحها فأتبع وقد اتخذ قراره الذي لن يعدل عنه تلك المرة:
ـ والمرة دي أنا هستنى ومش هيأس
أولته ظهرها تُكمل طريقها عائدة حيث الطاولة وهو رغم يقينه من صعوبة طريقه لقلبها إلا أنه عزم على إزاحة شبح زوجها السابق الحائل بينهما.

**
مرت الأيام الثقال منذ تحدد موعد جراحة صغيرها وحتى ليلتها معه بالمشفى قبل الجراحة بيوم، رحلة من الفحوصات اللازمة قبل الجراحة التي تكفل بها والده دون ظهوره وهذا يكفيها، في الصباح كانت تهرول بغرفتها في محاولة لتهدئة بكاءه جوعًا وعطشًا وهي رغمًا عن قلبها الممزق تمنع عنه طعامه، حضرت إحدى الممرضات فدست إبرة التغذية بكف ضياء الرقيقة، وألبسته زي العمليات الذي غاص به جسده الضعيف، لعبة مصدرة أصواتها المحببة للصغير لم تكن كفيلة بتهدئة بكاءه وهو يترك أحضان والدته إلى الفراش المتحرك وهي انتُزع قلبها معه وهي تسير جوار الفراش تمسك كفه بيدها وبالأخرى تحاول إلهاءه باللعبة دون جدوى حتى وصولها للشارة الحمراء فمنعتها كف الممرضة عن الاستمرار ليختفي الصغير خلف الباب المغلق، استندت بظهرها إلى الحائط في تيه، أنفاسها المختنقة تبحث عن الهواء دون فائدة، اقتربت ريم التي رافقتها منذ الصباح تلتقط كفها وتربت عليه وهي طالعتها كطفلة ضلت طريقها، انتبه كلاهما لصوت أحد أفراد الأمن:
ـ ممنوع الانتظار هنا
أومأت ريم برأسها إيجابًا وربتت على ظهر صديقتها بدعم تعيدها إلى الغرفة، دلفتا فجلست هند على المقعد بمواجهة النافذة ونظراتها الشاردة تتطلع إلى السماء ترجو الخلاص من ساعات انتظار قادمة لا قبل لها بتحملها، اقتربت ريم تربت على كتفها وتمد يدها إليها بمصحف:
ـ خلي ثقتك بربنا كبيرة
تعلقت نظرات هند بعيني صديقتها المطمئِنة وتناولت المصحف تفتحه وتبدأ بالقراءة همسًا، طرقات خافتة على باب الغرفة الذي فتحته ريم لتجد نسمة التي حضرت لمؤازرة صديقتها وخلفها محمود يستأذن بالدخول، فور علمه من نسمة بسبب غياب الأخرى والوضع الصحي لصغيرها أدرك سبب ذلك الحزن الذي يظهر خلف نظراتها وإن حاولت اخفاءه، الحزن الذي شغل تفكيره كثيرًا وكان يظن أنه بسبب طلاقها وتوديعها لرغد العيش مع زوجها السابق، دار بنظره في الغرفة فلاحظها وقد أولتهم ظهرها وانفصلت عن العالم متوحدة مع القرآن الذي تهمس به في خشوع، لاحظ خلو الغرفة من أي شخص عدا الثلاث صديقات؛ والد الطفل غائب عكس ما توقع ولا ظهور لأي من عائلته أو عائلتها فاستأذن بخفوت:
ـ هجيب حاجة وراجع
قادته قدماه حتى مقصف المشفى، كما علم فإن الجراحة ستستغرق ساعات ووحده الله من يعلم بما سيحدث بعدها، اختار بعض من العصائر والكعك المغلف وعاد للغرفة يمنحهم لنسمة التي شكرته، استشعر الحرج من وجوده وسطهن فاستأذن موجهًا كلماته لنسمة:
ـ أنا في الكافيتيريا لو احتاجتوا حاجة كلموني
القى نظرة عابرة على المنفصلة عنهم وهي لا تزال على حالها دون انتباه لما حولها وانصرف عائدًا للمقصف.
جلس على أحد الطاولات وقد أحضر قدحًا من القهوة يرتشف منه ببطء وذهنه مشوش بالكثير من الأسئلة التي لا يصل لإجاباتها، المشفى الاستثماري الكبير مناسب تمامًا لحفيد الإمبراطور لكنه لا يفهم سر غياب حسام على الأقل، رفع قدح القهوة يرتشف منه وهو يهز رأسه استغرابًا من نفسه، للمرة التي فقد عدها يضبط نفسه متلبسًا بالتفكير بها، تجاهل ما قد يحمله ذلك من معنى مخبرًا نفسه أن ما تحمله من أسرار خلفها هو ما يثير فضوله متناسيًا أنه لم يكن بالمتطفل على أسرار الآخرين يومًا.
على الجانب الآخر كان هو متجمدًا خلف مكتبه بانتظار مكالمة هامة، ارتفع رنين هاتفه ففتح الخط ليأتيه صوت محدثه واضحًا:
ـ الولد دخل العمليات دلوقت
انقبضت كفه على الهاتف ورد بصوت جامد:
ـ لما يخرج كلمني
أتاه رد محدثه الموافق قبل أن يغلق الخط ويعود لجمود جسده، هناك في نقطة ما داخل قلبه وخزة تنبض بالقلق رغمًا عنه، مرت ساعة من الانتظار وهو يشعل تبغه ينفث به ارتباكه الذي لا يفهمه، ساعة أخرى وقد فقد القدرة على الثبات، التقط مفاتيحه وقاد سيارته دون هدف واضح، وجد نفسه أمام أحد المطاعم الذي يقع فوق هضبة مرتفعة نسبيًا، صف سيارته وترجل يسير على الطريق الممهد صعودًا يجر قدميه وقد عقد حاجبيه بضيق من نفسه يعتريه لأول مرة، وصل للمطعم فجلس بطاولة نائية يطالع المسطح الأخضر البادي نزولًا حتى الطريق، قدح قهوة يليه كوبًا من الشاي وسيجارة تتبع أخرى وأفكاره تدور في فلك واحد، إن كان قلقًا على طفله الآن فلمَ لا يقو على التواجد جواره، عقله المشتت جذبه لمنطقة راحته فتواجده لن يشكل فارقًا للصغير، هو قدّم بالفعل ما يمتلك تقديمه وليس لديه المزيد الذي قد يفيد الطفل في شيء، أربع ساعات أخرى أكملت الست ساعات اللازمة للجراحة، نفض عُقبُ السيجارة من كفه بعدما لسع الرماد أصابعه وهو غافل عن اكتمال احتراقها، بعدها ارتفع رنين هاتفه ليلتقطه بأصابع غفل عن ارتعاشها وهو يسمع الطرف الآخر:
ـ الولد في العناية المركزة
أنهى المكالمة دون رد وعاد نظره الثلجي رغم حرارة الجو يطالع الفراغ أمامه لوقت امتد حتى المساء.
في المشفى كانت هند تتلقى خبر خروج طفلها من الجراحة بقلب وجل، حضرت إحدى الممرضات فانتفضت هند تتعلق بساعدها ونظراتها تستنطقها والأخرى ربتت على كفها مبتسمة:
ـ الحمد لله خرج بالسلامة
لأول مرة منذ انتزعوه من بين أحضانها تستطيع التقاط أنفاسها براحه، لهفتها ظهرت جلية بصوتها:
ـ عايزة أشوفه
ابتسمت الممرضة مرة أخري تمنحها بعض الراحة:
ـ أول ما دكتور العناية يسمح هبلغك
اقتربت كل من ريم ونسمة من هند، ريم تحتضنها بمباركة والأخرى تربت على كتفها بدعم:
ـ حمد لله على سلامة ضياء
التفتت هند إلى نسمة وقد انفلتت دموعها التي كبتتها منذ الصباح، جذبتها نسمة لتحتضنها بدعم هي الأخرى وهند التي انهار تماسكها تمامًا تزرف دموع فرحة مختلطة بالخوف على صغير هو كل ما تمتلكه بالدنيا، عند الباب كان هو يراقب المشهد بعدما علم من الممرضة بخروج الصغير، اقترب من ثلاثتهم ولأول مرة تلحظ هند وجوده بالمشفى، رفعت رأسها تمسح دموعها ونسمة تلتفت إلى محمود:
ـ تعبناك معانا النهاردة يا بشمهندس
ابتسم محمود بود يهز رأسه نفيا:
ـ مفيش تعب المهم سلامة ضياء
وجه كلماته تلك المرة للصامتة التي فهمت من فحوى الحديث أنه كان حاضرًا منذ البداية:
ـ عايزة حاجة قبل ما أمشي؟
هزت هند رأسها نفيًا بامتنان:
ـ شكرًا يا باشمهندس
وهو حيا ثلاثتهن مودعًا قبل أن يوجه كلماته لهند:
ـ لو احتاجتي حاجة كلميني
شكرته بإيماءة من رأسها قبل أن ينصرف، بعدها كانت ريم تتناول علبة عصير وتمنحها لهند التي رفضت:
ـ مش هقدر قبل ما أشوفه
حاولت نسمة الاعتراض فهي لم تتناول سوى الماء منذ الصباح لكنها أصرت وتركتهما:
ـ هشوف الممرضة اتأخرت ليه
بعد انصرافها التفتت نسمة تطرح السؤال الذي شغل بالها منذ الصباح:
ـ مفيش حد من أهلها جه؟
هزت ريم رأسها نفيًا بأسى وهي تجيب:
ـ هي مقالتش لحد
زفرت أنفاسها حزنًا على حال صديقتها وهي تضيف:
ـ لحد دلوقت رافضة تكلم مامتها يادوب أخوها اللي بترد عليه
مع نهاية جملتها كانت هند تندفع إلى الغرفة تلقي بجسدها على أحد المقاعد، تستند بمرفقيها إلى ركبتيها واضعة رأسها بين كفيها وتنطق يأسًا:
ـ بيقولوا مش هشوفه قبل ست ساعات تانيين
اقتربت نسمة تربت على كتفها برفق:
ـ هم أدرى بمصلحته
تناولت علبة العصير ومنحتها إياها مصرة:
ـ لما يفوق هيحتاجلك قوية
رفعت هند رأسها فمنحتها نسمة نظرة مشجعة لتلتقط علبة العصير وترتشف ببطء، طالعت الساعة وعادت لصديقتيها:
ـ الوقت اتأخر روحوا انتو
التقطت ريم طرف الحديث وقد استندت إلى ظهر المقعد بأريحية:
ـ أنا هبات معاكِ
وجهت نظرها إلى نسمة مكملة:
ـ روحي إنتِ علشان ولادك
هزت نسمة رأسها بتفهم وهي تودع صديقتيها:
ـ هتصل بيكم كل شوية
وتركتهما مغادرة فالتفتت هند إلى صديقتها معترضة:
ـ ملوش لزوم تباتي
هزت ريم رأسها نفيًا بحزم فبقائها ليس من أجل صديقتها فقط ولكنه من أجل صغير اختطف قلبها عنوة ورغمًا عنها لن تستطيع الرحيل قبل الاطمئنان عليه.
في المساء سمح الطبيب لهند برؤية الصغير لدقائق معدودة، رافقتها إحدى الممرضات بعدما ارتدت الزي المُعَقم، وعند باب غرفة الرعاية الفائقة منحتها الحذاء البلاستيكي واصطحبتها حيث فراش الصغير الغافي بفعل الأدوية، شهقت حتى كادت أنفاسها تتوقف وهي ترى صغيرها مختفي أسفل الأسلاك الملتصقة بصدره الضعيف، اللاصقة الطبية بمنتصف صدره مشيرة لجرحه، وتلك الأنابيب الخارجة من الجسد النحيل حاملة بقايا دماءه، جهاز وريدي غُرس برقبته وآخر بذراعه الصغيرة وذلك الأنبوب الملتصق بأنفه، كعادتها مع حالات مماثلة أخذت الممرضة تمنحها بعض الطمأنينة ببساطة:
ـ هو فاق من البنج بس اديناله منوم تاني
ابتلعت هند لعابها بصعوبة وقد تعلقت عيناها بصغيرها دون قدرة على الرف:
ـ الحمد لله الحالة مستقرة واترفع من على التنفس الصناعي
تجمدت هند على وقفتها حتى ربتت الممرضة على ظهرها تدفعها للمغادرة، تطلعت إليها في رجاء خافت بالبقاء فهمته الأخرى فأجابت:
ـ وجودك هنا مش هيفيده هو هينام للصبح
عادت تربت على ظهرها برفق لتطيعها هند عائدة إلى الغرفة حيث أمامها المزيد من ساعات الانتظار التي لا تنتهي.

**
عند منتصف الليل كان لا زال يتجول بسيارته دون هدى، توقف بالسيارة أمام المشفى الكبير وكفيه تقبض على المقود، نظراته الزجاجية مثبتة على نقطة وهمية أمامه دون أن تعكس تضارب أفكاره، التقط هاتفه يتصل بآخر وما إن فُتح الخط حتى نطق بحزم:
ـ أنا برة
ترجل من السيارة بعدما أغلق الهاتف ليجد الآخر بانتظاره وقد أعد ترتيباته كما أمره، الغرفة خالية تمامًا إلا منهما والصغير الغافي، لأول مرة تقع عينيه على طفله الوحيد منذ ولد، كفيه منقبضان بعنف جوار جسده حتى كادت أظافره أن تخترق لحمه، أوداجه منتفخة تنبض بالتوتر إثر كزه على أسنانه وشفتيه التي انطبقتا على بعضهما بقوة، لم يستطع تبين ملامح الصغير التي اختفت أسفل كل تلك الأسلاك والشرائط اللاصقة التي تغطي جسده الضعيف، لدقائق تجمدت قدماه وهو يطالعه ثم التفت منصرفًا دون كلمة لمرافقة.

**
يوم طويل مر عليها وهي ترافق صديقتها بالمشفى عادت بعده لبيتها فاندفع صغيرها إلى أحضانها وهي احتوته بشوق ليهمس الصغير:
ـ اتأخرتي ليه؟
رتبت خصلاته التي استطالت مؤخرًا في حنان وهي تعتذر:
ـ أنا آسفة يا نوري
طبعت قبلة على وجنة الصغير وهي تكمل:
ـ هغير هدومي ونقعد مع بعض شوية
تخطته باتجاه غرفتها ليأتيها صوته متسائلًا:
ـ هو رائد مش جاي؟
تعلُق طفلها بشقيقها يزداد وهي لا تستطيع منعه عن تعويض مشروع وإن خشيت عليه صدمة متوقعه، التفتت تهز رأسها نفيًا بحنان وتوضح:
ـ عنده شغل
بعد دقائق كانت جوار الصغير تساعده في تركيب أحجية أحضرتها حديثًا له بينما نادين تطالع جهازها اللوحي، رفعت نسمة نظرها إلى ابنتها لائمة:
ـ وقت التاب زاد عن الأول
انتبهت نادين إلى والدتها وهي توضح:
ـ بتسلى يا ماما إحنا في الأجازة
هزت نسمة رأسها نفيًا بعدم رضا:
ـ في حاجات تانيه تتسلي بيها ده غير وقت النادي
لم ترد نادين وإن امتعضت، طالعت نسمة ساعتها وعادت توجه كلماتها للطفلين معًا:
ـ يالا معاد نومكم جه
طبع نور قبلة على وجنة أمه ونهض تبعته شقيقته التي وجهت نسمة كلماتها لها:
ـ سيبي التاب هنا
أطاعتها الصغيرة وخطت إلى غرفتها نزقة بينما نسمة تلتقط جهاز ابنتها وتتصفح مواقع التواصل بين صفحات عامة ومحادثات بينها وبين رفيقاتها، أغلقت الجهاز ووضعته جانبًا بعدما اطمأنت لخلوه مما يدعو للقلق، لولا حنان نادر على ابنته ما وافقت على امتلاكها لجهاز ذكي في هذه السن الصغيرة، حضرت والدتها التي كانت تشاهد ما يحدث لتجلس بمواجهتها ويصدر صوتها حاملًا بعض اللوم وإن قصدت النصيحة:
ـ صاحبي البنت
طالعت نسمة أمها بحياد، كعادتها تتخذ دور الناصح وتعتبرها غير أهل للتصرف وإن انتصف عقدها الرابع، بعد ما علمته من فارس حاولت تجنب الحوار معها لكنها لازالت مصرة على اعتبارها طفلة، بادلتها لومًا بآخر:
ـ وإنتِ مصاحبتنيش ليه؟
بُهتت السيدة زينب للوم ابنتها التي باحت لأول مرة بما تضمره لسنوات منذ وفاة والدها وهي بعمر الرابعة عشر لتفقد معه الحنان، كانت بأشد الحاجة وقتها لمن يحتوي شتاتها وانتظرت والدتها لتقترب لكن الأخرى لم تفعل يومًا، صدر صوتها حزينًا وهي تبوح بأمنيتها:
ـ عمرك ما قربتي مني
منحت أمها نظرة عتاب تكمل:
ـ على طول تتصرفي بالنيابة عني
بادلتها والدتها عتابًا بآخر وهي تدافع عن نفسها:
ـ أنا أم بتدور على مصلحة بنتها وتعملها
رفعت نسمة كفها تشير لصدرها بيأس من والدتها:
ـ من غير ما تعملي اعتبار لوجودي؟
أكملت السيدة زينب دفاعها دون أن تستطيع فهم سبب استياء ابنتها لقد أنفقت عمرها في سبيل حماية طفليها عقب وفاة زوجها فما الخطأ الذي ارتكبته لتقابل بجحود ابنتها التي كانت مراهقة غافلة عن نفوس البشر حولها، تهدج صوتها بحزن حاولت ألا تبديه وهي تقرر:
ـ إنت كنتِ صغيرة
نهضت نسمة تخطو ببطء نحو النافذة وقد شردت بما علمته مؤخرًا:
ـ وده يديلك الحق ترفضي فارس من غير ما أعرف إنه اتقدملي؟
قامت السيدة زينب تخطو تجاه ابنتها التي توليها ظهرها وقد علمت سبب كل ذلك النزق، لا تتعجب إن قص على ابنتها كل ما كان بينهما واستماتتها في الحيلولة بينه وبينها ليبرئ نفسه أمامها، وللحق لا تلومه فخطأه الوحيد كان توقيته الغير مناسب:
ـ مكانش ينفع اسيبه يشغلك عن مستقبلك
عادت بذاكرتها لتلك السنوات التي مرت عليها عصيبة بين وحدتها بعد رحيل زوجها، تصديها للطامعين بها وتحملها للمز المحيطين بل ومراهنة البعض على فشلها وهي التي قبلت التحدي وأقسمت أن يتعجب الجميع من نجاح طفليها ليظهر ذلك الشاب بحياة ابنتها وإن كان سليم الغرض لكنها لم تكن لتسمح بارتباطها في هاته السن الحرجة، رفعت كفيها بقلة حيلة وصوتها يرتفع وهي تقرر دفاعًا عن نفسها :
ـ ما كنتش هسمح بارتباط وإنتِ بتدرسي
التفتت نسمة بعنف تواجه والدتها وقد ضاقت نظراتها غيظًا توجهها لنقطة الخلاف:
ـ وما قلتيليش لية؟
تقدمت خطوتان وصوتها تحول للتحدي وهي تكمل:
ـ مش يمكن كان رأيي يكون نفس رأيك؟
ضيقت السيدة زينب عينيها اندهاشًا، في نفسها تعترف أنها فشلت في إيجاد لغة مشتركة بينها وبين ابنتها طوال تلك السنوات، أجابت سؤالها بآخر:
ـ ولما هو نفس رأيي زعلانه ليه؟
لوحت نسمة بذراعيها في الهواء يأسًا وهي تقرر ما تنكره عليها أمها:
ـ علشان كان من حقي أعرف
دارت بخطواتها بالغرفة وهي تعود بذاكرتها لتلك الفترة من حياتها ووالدتها تتعمد نقل أخباره وسط أخبار العائلة الواحد تلو الآخر وكأنها تستمتع بعذابها:
ـ كنتِ بتفكري في إيه وإنتِ بتنقلي أخباره، فارس خطب....اتجوز.....مراته حامل....خلف بنت
التفتت تواجه والدتها مرة أخرى تنظر بعمق عينيها وتكمل:
ـ عمرك حسيتِ بيَ بعد كل خبر منهم
ضمت قبضتها تضرب بها صدرها وتتذكر سنوات جرحها التي عاشتها وحيدة دون قدرة على البوح:
ـ عمرك شفتِ دموعي بعد كل ليلة تجيبي فيها سيرته
ربعت ذراعيها تحتضن نفسها بدعم كانت تبحث عنه يومًا ولم تحصل عليه، تلتقط أنفاسها وتكمل البوح بمعاناتها:
ـ سنين عايشة الجرح وأنا نفسي أفهم ليه قرب وليه بعد
اقتربت السيدة زينب من ابنتها تربت على كتفها وتعيدها لنقطة اتفاق:
ـ ما تنكريش إن ده كان الصح
أغمضت نسمة عينيها بألم تعلم أن والدتها محقة ولولا ما فعلته لما قابلت حبها الحقيقي، هزت رأسها موافقة وكلماتها لازالت تلوم:
ـ بس لو كنتِ قلتيلي كنتِ جنبتي قلبي جرح كبير خبيته عنك
ابتسمت السيدة زينب بحنان وهي تكمل:
ـ بتقولي كدة علشان كبرتي لكن وقتها مشاعر المراهقة كانت هتصورني الشيطان اللي فرق بينكم
أولتها ظهرها وقد صعُب عليها الاعتراف بخطئها فهمست:
ـ يمكن غلطت وما قربتش منك
ابتلعت لعابها وتلك المرة نصيحتها خرجت صادقة فوصلت ابنتها دون لوم:
ـ ما تكرريش غلطي مع بنتك
عادت تواجهها وتوجه نظرها للمثال الصادق أمامها ربما رغبت في سلك طريق آخر غير ما اتخذته هي قبل سنوات:
ـ وما تدفنيش نفسك في الماضي وتضيعي المستقبل
اقتربت تعيد التربيت على كتفها بحنان:
ـ فكري في طلب فارس
ابتسمت نسمة بسخرية رغم حنان والدتها البادي وهي تسألها:
ـ مش ده اللي رفضتيه؟ دلوقت عايزاني أفكر؟
تجاوزت السيدة زينب سخرية ابنتها تحاول غمرها بحنان وإن تأخر:
ـ رفضته علشان الوقت مش الشخص
شردت نسمة وقد اختنقت مرة أخرى من مجرد الفكرة فلا تستطيع تخيل نفسها بين أحضان رجلًا غير حبيبها الراحل، همست وقد بدأت غلالة دموعها في التكون:
ـ صعب
رفعت السيدة زينب كفها تربت على وجنة ابنتها وتمنحها بسمة مطمئنة:
ـ بس مش مستحيل
وانصرفت لتتركها تصارع أفكارها فما بين حبيب راحل وآخر عائد بقوة تتأرجح هي على الحافة.

**

صباح اليوم التالي ورغم ليلتها الطويلة بالمشفى برفقة صديقتها إلا أنها كانت بكامل أناقتها بأول أيام المؤتمر الذي أعدت كلمتها به سابقًا، ودعت صديقتها بعدما اطمأنت من الطبيب على استقرار وضع الصغير وتوجهت إلى الفندق الذي يستضيف المؤتمر، أنهت كلمتها وسط تصفيق الحضور وترجلت عن المنصة تاركةً المؤتمر كله فلا طاقة لها بمجاملات مفتعله، انتقلت للمركز التجاري الملاصق للفندق عازمة على قضاء بعض الوقت قبل العودة للمشفى.
تجولت بالمركز التجاري حتى دلفت أحد محال لعب الأطفال فالصغير عندما يفيق سيحتاج لكثير من الإلهاء حتى يتناسى ألمه، اختارت عدة ألعاب بعضها أشكال لحيوانات تصدر أصواتًا محببة وبعضها تضيء في الظلام وتوجهت إلى عامل الحسابات، أخذت دورها بانتظار الدفع فأتاها صوته مبتهجًا من خلفها:
ـ يا محاسن الصُدف
التفتت تواجهه مندهشة من وجوده لتطالع العلبة الكبيرة التي رفعها قليلًا يضيف بمرح:
ـ طب أنا بجيب لنور بامبلبي
ابتسمت تطالع الألعاب الصغيرة المناسبة لعمر ضياء وهي توضح:
ـ وأنا بجيب لضياء
حان دورها فوضع لعبة نور جوار ما اختارته من ألعاب وبلطف أزاحها ليدفع الحساب كاملًا وسط ذهولها، خرجا سويًا فالتفتت له معاتبة:
ـ ممكن أفهم دفعت ليه؟
منحها نظرة عابثة بطرف عينه وهو يشير بأصبعه ويضيف:
ـ بصي يا دكتورة أمي علمتني طول ما في بنت معايا ما تفتحش شنطتها
ثم استدرك مازحًا وهو يكمل سيره:
ـ إلا لو هتطلع روج
ابتسمت لأسلوبه الفكاهي الذي عمد لأن يشبه أحمد السقا في أحد الأفلام الشهيرة وهو طالع هيئتها الرسمية حيث ارتدت فستان باللون الأزرق الملكي يحتضن جسدها في رقي وينسدل حتى أسفل الركبتين يعلوه سترة صيفية باللون الوردي بالكاد تصل لأسفل الصدر وعلى يمين ياقتها ترتاح وردة بلون الفستان، أنهى تأمله وعبر عن إعجابه صراحة:
ـ بس إيه الشياكة دي يا دوك؟
رفعت ريم كفيها لتمسك بياقة سترتها وتبادله الحديث بدعابة:
ـ طول عمري شيك
أومأ رائد برأسه موافقًا وهو يقودها حيث الدور الأعلى فسألت مندهشة:
ـ إحنا رايحين فين؟
التفت رائد للخلف حيث كان على درجة أعلى من السلم المتحرك وهو يخبرها بفكاهته:
ـ جعان وعازمك على الغدا
ضحكت ريم لإجابته فهي كانت ترغب بالعودة لهند:
ـ طب إنت جعان أنا كنت ماشية
ضم رائد شفتيه بامتعاض مفتعل وهو يخبرها:
ـ ما بحبش آكل لوحدي
ثم أحنى جذعه قليلًا وكأنه يخبرها سرًا:
ـ هأكلك أكلة محصلتش
هزت ريم رأسها بيأس من رفض عرضه فتبعته حتى المطعم، اختار رائد أحد الطاولات المطلة على بانوراما المركز التجاري وتناول قائمة الطعام من يد ريم وقرر مناقشتها:
ـ أنا بقى نفسي في الكوارع إيه رأيك؟
علامات الامتعاض التي ظهرت على وجه ريم أخبرته بإجابتها قبل أن تنطق بها وهي تهز رأسها نفيًا:
ـ ما بحبهاش
أخفض رائد رأسه ويرفع عينيه ناظرًا لها بتوجس:
ـ طب طاجن عكاوي؟
ضحكت ريم لسؤاله المتشكك والذي كان في محله فهي ليست من هواة تلك الأطعمة:
ـ الكلام الكبير ده أنا مليش فيه
ضحك رائد وأضاف يأسًا منها:
ـ طب ريّش
رفع سبابته محذرًا وهو يضيف بفكاهة:
ـ أظن دي عادي أوعي تقولي ما بحبهاش
أومأت برأسها إيجابًا تكتم ضحكتها وهي تجيب:
ـ دي عادي
طلب الطعام؛ طاجن من الكوارع له وطبق من الريّش خاصتها، وهي تناولت طلبها باستمتاع بينما رائد حاول دعوتها للتجربة وضع قطعة من الكوارع بالطبق ومد كفه إليها:
ـ تدوقي؟
هزت رأسها نفيًا برفض واضح وهي تطبق فمها على قطعة اللحم به دون النظر لتلك التي تتراقص بالصحن ويدعوها لتجربتها قبل أن يعيده أمامه ويكمل:
ـ البرنس بيعملها أحلى هبقى أخليكِ تجربيها من عنده
ابتسمت ريم لأوهامه فوالديها حاولا كثيرًا دفعها لتجربتها دون جدوى بينما هو يتخيل أنها ستجربها ببساطة يُحسد عليها، قطع أفكارها رنين هاتفه، التقط رائد منشفة ورقية يمسح يديه ويطالع الهاتف معلقًا:
ـ دي صاحبتك
فتح الخط فأتاه صوت شقيقته لاهثًا بخوف:
ـ إلحقني يا رائد ماما تعبانة قوي
نهاية الفصل الحادي والعشرون
قراءة ممتعة❤


noor elhuda likes this.

heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-20, 11:39 PM   #45

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5)

‏موضى و راكان, ‏heba nada, ‏هيفااا, ‏layla884, ‏أم الريان, ‏سوووما العسولة




ألف مبروك يا هبة تميز روايتك الجميلة


:heeheeh:
الله يبارك فيك يارب تسلمي


heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-20, 11:41 PM   #46

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kra مشاهدة المشاركة
اتمنى اكم مزيد النجاح والتفوق🥰
أشكرك يسلملي قلبك يارب


heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-20, 12:28 AM   #47

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 4 والزوار 9)

‏موضى و راكان, ‏heba nada, ‏ام عبدالله, ‏أسيل الشرفا


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-20, 05:56 PM   #48

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

نسمه وامها صورتين متشابهين مختلفين
نسمه مش عاوزه غير جوزها حب حياتها ورافضه غيره
امها رفضت الزواج عشان ولادها وحاربت عشان تحافظ عليهم
بس اكيد عانت وتعبت وفي الغالب بتقنع بنتها ب ايلي هيه ما عملت وش لأنها تعبت جدا على ما قدرت تربى أولادها وممكن يكون اتخاذها للقرارات نيابه عن بنتها لأنها خايفه عليها من اختيار خطأ يهز مستقبلها ويغير طريقها
بصراحه فارس ضايقني ومش شيفاه في حيز المظلوم
تنفيذ رغبت أمه الاخيره اكيد مش السبب في أنه يظلم اربع أشخاص
ايلي حبها وايلي اتجوزها وبنته ونفسه


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-20, 11:54 PM   #49

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
نسمه وامها صورتين متشابهين مختلفين
نسمه مش عاوزه غير جوزها حب حياتها ورافضه غيره
امها رفضت الزواج عشان ولادها وحاربت عشان تحافظ عليهم
بس اكيد عانت وتعبت وفي الغالب بتقنع بنتها ب ايلي هيه ما عملت وش لأنها تعبت جدا على ما قدرت تربى أولادها وممكن يكون اتخاذها للقرارات نيابه عن بنتها لأنها خايفه عليها من اختيار خطأ يهز مستقبلها ويغير طريقها
بصراحه فارس ضايقني ومش شيفاه في حيز المظلوم
تنفيذ رغبت أمه الاخيره اكيد مش السبب في أنه يظلم اربع أشخاص
ايلي حبها وايلي اتجوزها وبنته ونفسه
معاكي ان فارس غلط مفيش حد مبيغلطش بس دفع تمن غلطه غالي قوي


heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-20, 12:45 AM   #50

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 4 والزوار 12)

‏موضى و راكان, ‏Hikma, ‏ريما الشريف, ‏lucyman


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية غصون متأرجحة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.