على جناحي فراشة أغرمنا بالحب

[التفاؤل عنواني]

هناك في الأورقة صادفتها وهابتني طلتها... فراشة
فراشة زرقاء بهية لا تعلم كيف وجدت الطريق لتدخل الى هذا المكان المغلق
كيف لم ينتبه أحد لجمالها ولجناحيهما الزرقاوان بلون النقاء كبيرة لما يكفي لكي تجذب انتباهك مهما كان بالك مشغولا
فتنت بها بشدة وتركت ارففة الكتب ومضيت ورائها مثل المنومة
كانت تمر وتتوقف على بضع كتب وتطير بعيدا بخفة حينما اصبح قريبة منها
كلما كانت تتوقف على كتاب وتطير عنه كان يتبقى عليه مسحوق ازرق كان ملفتا ومبهرا للأنفاس
لم أنتبه الى ثقل يدي التي تحمل سلة الكتب إلا حينما شعرت بأنها ستُخلع من مكانها
كانت ممتلئة عن أخرها وكلها كتب كانت قد وضعت الفراشة بصماتها الزرقاء عليها
ملت قليلا لكي انقل السلة الثقيلة الى اليد الأخرى وقرأت اثناء ذلك الكتاب الأول وكان بعنوان غريب
يدك هي الاشارة
البودرة اازرقاء التي خلفتها الفراشة كان الكتاب به قليل من البودرة
قلبت الكتب في السلة لأجد عددا كبيرا من اغرب عناوين الكتب في حياتي
حزمت بداخلي أن اعيد بضع كتب فلا تروق لي كتب لا اعرف عنوانها او مؤلفها فقد تكون كتبا ذا غلاف لامع ومحتوى لاذع سامج
اتكأت بكتفي على احدى الأرففة الحديدية المثبتة وصرت أقلب بين الكتب وعيناي تلتهمان عنواينها بشغف واضح ، كيف لم انتبه الى هذه العناوين الغريبة طيلة مجيئي المتكرر الى المكتبة؟! هل هي جديدة؟
قلبت صفحة الكتاب الأول وكان تاريخ اصداره قريب جدا ربما استوردته المكتبة حين نشر حديثا
سحبت الكتاب الثاني وكان بلون الأسود يتميز لونه ويتأنق وكان على غلافه سرب من طيور بيضاء على حدود الكتاب كان جميلا جدا
(على الأصابع نقف بحنين)
وضعت الكتاب في الرف المقابل كان اعلى من رأسي تقريبا ولأته يسمح بإحتضان كتاب واحد أسترجعت زفرة طويلة حانقة وحينها لمحت كتاب جذبني بشدة
مددت يدي اجتذبه اذ انه كتاب جديد صدر لمؤلفة احب طريقة سردها للأحداث
وضعت الكتاب في السلة
واذا بصوت رجولي ينادي :يا أنسة
التفتت بفزع اذ ان الم ورأيته يحمل سلة بعجلات يسحبها خلفه وأشار الى يدي المثقلة بالكتب
وضعت الكتب في السلة الاخرى وشكرته على عجل مسرعة الى ركن كتب أخر لأفرغ السلة واختار مجددا
رفع كفه مودعا وركض الى زبون أخر
لم اهتم به بقدر اهتمامي بالكتاب والفراشة لكني علمت لاحقا أننا سنلتقي اكثر من مرة وبسبب فراشة زرقاء اوهمتنا بركوب جناحيها
سكنت فوقها وكسرت بدوري قلبا نقيا وكسرتنا كلينا ثم رمتنا في قاع الحب رافضة المساهمة في حبنا المشوهة
مسكين قلبه العاشق بات حاملا الكسور والمسرات وبت سببا لألمه الى الأبد
رزان عتين

[رانو قنديل]