آخر 10 مشاركات
بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-20, 06:02 PM   #1

الكاتبة ايمان جمال

? العضوٌ??? » 476288
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » الكاتبة ايمان جمال is on a distinguished road
افتراضي وطأة اللمسات (6) .. سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة *مميزة ومكتملة*






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وطأة اللمسات







انا سعيدة بوجودي ومشاركتي فى مكان رائع زى منتدى روايتي ومع قُراء على قدر عالى اوى من الرقي والذوق والتفهم ذي أعضاء المنتدى.
بشكر المشرفين على المنتدى واللى سمحولى أكون بكلماتي المتواضعة بينكم.
بشكر كل حد وقف جنبي لحد ما النوفيلا دى شافت النور وعلى رأسهم كانوا حبيباتى
مني لطيفي نصر الدين

ضحى حماد

Libyan Voice Almaghrabi

وكتير بصراحة نفسي اذكرهم واحده واحده.

أتمنى تعجبكم وطأة اللمسات وأتمنى تقبلوا وجودي بينكم من خلالها بإذن الله.
الجزء السادس من سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة

النشر ان شاء الله من السبت ليوم الخميس الساعة 5 عصرا




المقدمة :

المقدمة...
اقترب مني..
لااااا، ابتعد...
خذ بيدي..
لاااا، لا تلمسني..
ساعدني..
لاااا، وهل من أمل في النجاة ؟؟!!
**
لا تحاول أن تجعلني سعيدة ، فقط حاول أن لا تؤذيني
خفت من مجهول لا أعلمه ، وكان المعلوم وحشا أجهله
ظننته بستان من زهور، فانتفض الشوك يعلمني الدروس
رغبت ليلة في أن ألمس السحاب، ولم أعلم عن وطأة اللمسات..

****************************************

تتطلع وداد إلى ابنة خالتها بابتسامة صغيرة غير متعجبة، فهي ومنذ فترة طويلة استطاعت أن تتقبل تصرفات ' سلسبيل ' العجيبة و اللا منطقية بالنسبة لها على الأقل. .
في قرارة نفسها تعترف بأن سلسبيل فتاة تثير إعجابها بجانب تعجبها. .
كم تتمنى لو تكن يوما رائقة البال ، متحررة ومنطلقة في مشاعرها وتصرفاتها مثلها تماما. .
تحلم بأن تعود إلى وداد التي كانتها يوما ..
تضحك وتمرح، لا تعرف الهم ولا يعلم هو لها مكانا. .
تتصرف بعشوائية دون تلكما المنطقية و العملية التي تغرق بينهما..
...
هذا تحديدا ما دفعها إلى أن تأتى إلى منزل خالتها هنا في هذه الدولة التي احتاجت إلى بضعة ساعات بالطائرة حتى تصل إليها. .
ابتسمت بتهكم من حقيقة أن عائلتها تجمع عدة جنسيات عربية ، غير ابن عمها الذي حصل مؤخرا على الجنسية الإنجليزية..
خالتها ' والدة سلسبيل ' أحبت السيد عبد العظيم و وافقت على الزواج منه والسفر معه رغم أنه من دولة عربية مختلفة عن دولتهم.
جميل أن تنتقل سائحة بين مجموعة من الدول العربية كل فترة من أجل زيارة أقاربها من ناحية، ومن ناحية أخرى تتعرف على معالم و عادات تلك البلاد..
هذه المرة قررت أن تأتى إلى منزل خالتها و تقضى معهم إجازتها التي ارغمت نفسها على أخذها بعد أن أدركت إلى أي حد وصل انغماسها في تلك القصص التي تستمع إليها منذ عدة أشهر. .
غلالة من الدموع هاجمت عينيها فجأة..
تتذكر الويلات التي عشنها تلك النساء..
تشعرهن وكأنهن لؤلؤات يختبئ بريقهن بداخل صدفات مشروخة قبيحة..
تحاول أن تكون عملية و هادئة للغاية عندما تجلس مع كل واحدة منهن لتسمع حكايتها ،لكنها الآن ستسمح لنفسها أن تبدى بعض التأثر.
ستترك لعواطفها العنان الآن ..
تتخيل نفسها مكان أي واحدة منهن فيتألم قلبها بقوة.
استفاقت من ذكرياتها الحزينة على صوت سلسبيل وهي تهتف لصديقتها بحماس عبر الهاتف
" حقا؟!!
هل قالت ذلك حقا ؟
يا إلهي، ستقوم حرب نارية بينهما الليلة.
أعشق جرأة جناح، كم أتمنى لو أقابلها يوما.."
صمتت تستمع إلى صديقتها ثم أجابتها بضيق
" نعم ، طلبت منه أن أزورها في السجن لكنه لم يوافق ولا حتى وافق على ان يخبرني اسمها الحقيقي "
تعجبت وداد مما تسمعه ' عن أي سجن تتحدث سلسبيل ومن تلك جناح التي تتحدث عنها؟؟! ..
انتظرت حتى انتهت من اتصالها و بادرت بسؤالها بفضولها الصحفي الذي يهاجمها دائما
" من جناح هذه يا سلسبيل ، ولماذا تريدين زيارتها في السجن ، بل ولماذا هي بالسجن من الأساس؟!"
تحمست الفتاة و أسرعت تحكي لها بلهفة شديدة
" جناح الحرية ' هذا هو اسمها الذي نعرفها به
ليس اسمها الحقيقي بالطبع، فنحن جميعا نعلم بأنه اسم مستعار تستخدمه في نشر رواياتها عبر الإنترنت وعبر مدونتها الشخصية .."
سألتها وداد متفاجئة
" هل هي كاتبة و روائية؟!! "
أجابتها الأخرى بحماس أكبر
" نعم ، كاتبتي المفضلة..
بسببها خاصمتني أمي شهر كامل تريدني أن أتوقف عن متابعتها و قراءة رواياتها عندما علمت بخبر القبض عليها ودخولها إلى السجن ، وقبل أن تسألي سأخبرك بما أعلمه عن قصتها فأنا أعلم شغفك بهذا الأمر "
انتبهت وداد و أولتها كامل تركيزها بينما تحكي سلسبيل بحماس
" جناح بدأت الكتابة والنشر الإلكتروني منذ عدة سنوات لكنها اشتهرت و بدأ الكثير في متابعتها مع أول رواية لها ..تحدثت عن مواضيع مثيرة وشائكة "
اقتربت برأسها لتكمل بإثارة
" منذ ما يقرب الخمس سنوات انقطعت عنا أخبارها فجأة و توقفت الرواية التي كانت تنشرها وقتها، لنتفاجئ بها بعد بضعة أشهر تطل علينا من جديد عبر الشبكة العنكبوتية وعبر حساب آخر غير الذي نعرفه لتخبرنا بأنها ارتكبت جريمة في حق أحدهم و قد ألقي القبض عليها ..
أخبرتنا بموافقة مدير السجن على توسلاتها له بأن تواصل نشر رواياتها من داخل السجن. "
قاطعتها وداد بفضول و تعجب
" لا تقولي بأن مدير السجن وافق على ذلك !!!!!
هل هذه معجزة؟؟!! "
أسرعت سلسبيل تهتف
" وافق يا وداد وافق، و إحذري من هو مدير السجن؟؟!!
أبي نفسه ، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي أن تكون جناح من مدينتنا ، فهي لم تخبرنا أبدا بمدينتها و مكان وجودها..
والدي ذات يوم كان يحكى لأمي عن السجينة التي طلبت منه أن تواصل الكتابة وتنشر ما تكتبه أثناء وجودها في السجن ..
أخبرها أنه وافق لكن بشروط محددة .
إشترط أن يقرأ هو أولا قبل النشر حتى يرى المحتوى و إن كان يليق .
كما أخبرني أن النشر من حاسوب السجن أمر غير مقبول أبدا، فتطوعت إحدى العاملات بالسجن لعمل حساب إلكتروني باسم جناح تنشر من خلاله كل ما تريده.
بناء عليه أصبح هذا هو الوضع منذ سنوات ، جناح تكتب على ورق ،و تلك الفتاة تعيد الكتابة الكترونيا وتنشر ما تكتبه .
تلك الفتاة تحب قراءة الروايات الإلكترونية لذلك تحمست للأمر بشدة ،هي من أخبرتنا بكل ذلك فور أن أنشأت حساب باسم جناح.
جميعنا الآن يعلم بأن تلك الفتاة تنشر ما تكتبه جناح ،ونحن ننتظرها في مواعيد محددة. "
دلف اللواء ' عبد العظيم ' إلى الشرفة مبتسما ..
تطلع إلى ابنته ثم إلى وداد قبل أن يجلس على المقعد بجوارهما ويخبر وداد بهدوء
" وعندما حكت نجاح عن الأمر عبر ذلك الحساب أدركت سلسبيل الشقية أنها نفس السجينة التي تحدثت أنا عنها منذ فترة "
أكملت سلسبيل الحديث بتذمر
" ومنذ ذلك اليوم وأنا اتوسل إليك يا والدي أن تخبرني عن اسمها الحقيقي أو سبب سجنها لكنك ترفض بشكل قطعي "
ضربها عبد العظيم على رأسها بخفة وتحدث مؤنبا
" حياتها الشخصية و من المستحيل أن أخبرك عنها يا فتاة، يكفيك أنني وقفت بجانبك ضد والدتك وأقنعتها أن تواصلي القراءة لها "
تذمرت سلسبيل بطفولية رغم أنها في التاسعة عشر من عمرها
" وقفت بجانبي و جعلتني أواصل متابعتها لأنك أعجبت بها وبقصة كفاحها وبما تكتبه يا والدي "
اتسعت ابتسامته فهو يحب عناد ابنته ..
اجابها بمشاكسة لترد هي عليه بمشاكسة أكبر وكل ذلك أمام عيني وداد التي أخذ خيالها يرسم لها عدة سيناريوهات عن ' جناح الحرية.
تعجبها هذه التركيبة..
أكثر ما يثير إعجابها في المرأة هو أن تكون قوية محاربة، وهذا ما تشعره تجاه هذه الجناح ، فكم من سجينة قد تحاول مثلها حتى تحصل على الموافقة على الكتابة من داخل السجن ، و النشر عن طريقه أيضا ؟!!
أيضا تريد أن تقرأ ما كتبته جناح خلال فترة وجودها بالسجن
ترغب بشدة لأن ترى كيف أثر السجن عليها وعلى خيالها و قدرتها على الكتابة..
...............................................
بعد ساعة في غرفة سلسبيل..
بعد أن حكت لها عما تعلمه عن جناح ،زاد حماسها فجأة وهي تخبرها بإثارة
" جناح الآن تتزعم حملة ضخمة ضد كل الروايات التي تنصر البطل الشرير او العنيف او المغتصب "
ضيقت وداد عينيها فأسرعت سلسبيل تشرح
" هناك العديد من الروايات تجعل من البطل العنيف الذي يضرب البطلة او يغتصبها او يحبسها ويعذبها، تجعله يتزوج البطلة في النهاية بعد أن تحبه البطلة وتعشقه برغم كل ما فعله فيها "
اتسعتا عينا وداد باستنكار
" كيف تحبه وتتزوجه بعد كل ذلك ؟! "
هتفت الأخرى
" هذا تحديدا ما أقامت جناح حملتها بسببه..
منذ عدة أشهر و هي تهاجم تلك الروايات .
صديقتي اخبرتني منذ قليل أنها أعلنت اليوم تناولها لواحدة من أشهر الروايات الإلكترونية التي تحدثت عن الأمر و جعلت البطلة تحب البطل برغم عنفه وقسوته و طريقته الغير آدمية في التعامل معها ..
صاحبة وكاتبة هذه الرواية هي واحدة من أشهر الكاتبات و لها العديد من المحبين و المتابعين، وبالطبع لن تصمت هي و محبينها عندما تبدأ جناح الهجوم ضد الرواية..
الكل متحمس للغاية وفي انتظار منشور جناح اليوم ..
أنا شخصيا احب جناح وأحب الكاتبة الأخرى ولا أعلم كيف سينتهي الأمر بينهما الليلة "
صمتت وداد تفكر قليلا ثم سألتها
" وهل جناح لا تكتب في هذه الموضوعات؟
ولماذا لم تقم بهذه الحملة سوى بعد أن تم القبض عليها؟
ما طبيعة تهمتها؟ "
مطت سلسبيل شفتيها بحنق
" لا أعلم، هي لم تخبرنا عن سبب دخولها السجن و والدي لم يخبرني عندما سألته.
بالنسبة إلى ما تكتبه فهي ومنذ أول قصة لها وقبل أن تدلف إلى السجن وهي تتحدث عن التحرش و مدى بشاعته و بشاعة من يتحرش بأي أنثى أو يستقوى عليها ..
ولها بضعة روايات رومانسية تتحدث عن أحلام الفتيات بزوج مثالي وحياة هادئة جميلة.. كتبت روايتين خلال وجودها في السجن و كلتاهما عن التحرش والعنف ضد المرأة "
بدأت وداد تجمع الخيوط في عقلها .
بدأت الصورة تتكون أمامها..
' التحرش '؟؟!!!!!!!
هل تعرضت جناح إلى التحرش مثلا فتسبب ذلك في دخولها إلى السجن ؟!!!
الأمر الآخر الذي يلهب عقلها الآن هو ' هل حقا السجن بيئة مناسبة للكتابة و الإبداع؟!!!!!!
هل استطاعت جناح هذه أن تتغلب على ظروفها ،بل و استطاع خيالها أن يبقى على ثرائه و خصوبته رغم سجنها؟؟!!
شعرت بحرارة الإثارة و اندفاع الفضول يسرى في جسدها فعلمت أنها لن تترك هذه القصة أبدا سوى بعد أن تعلم كل شيء يخصها..
تعشق المرأة القوية ..
بدأت تحب جناح من قبل أن تراها ، فكم من سجينة قاومت و بحثت عن نفسها و ظلت وراء هواياتها رغم كل شيء ؟!!
........
بهذه الكلمات كانت تحاول وداد أن تقنع اللواء عبد العظيم زوج خالتها عندما انتظرت عودته إلى المنزل مساءا و طلبت الحديث معه ، وها هي تحاول معه منذ ما يقرب الساعة ..
تشرح له فكرة كتابها الذي تجمع بداخله قصص العديد من السجينات .
" صدقني يا عمي ، فكرة الكتاب ستعجبك للغاية..
سيضم عدة حكايات عن عدة فتيات أو نساء تم سجنهن.
أجلس مع كل واحدة منهن ،أستمع إليها وأكتب حكايتها في كتابي.
قصة جناح تثير فضولي بطريقة غريبة .
تخيل أن تكون قد دخلت إلى السجن بسبب قضية تحرش ورغم ذلك تظل تكتب و تنشر أعمالها!!
تقنع إدارة السجن و تحصل على موافقتهم على أن تستمر في الكتابة والنشر!!
ستكون مثال قوى ورمز مميز ضمن حكايات كتابي خاصة إن كانت بريئة و سجنها كان بسبب دفاعها عن نفسها وشرفها "
ابتسم عبد العظيم و احتفظ بصمته للحظات قبل أن يتحدث بهدوء
" أعجبتني فكرة الكتاب يا وداد و أحييك عليها أما بالنسبة إلى جناح ..........."
انتظرت حديثه بترقب شديد حتى أتاها صوته بنبرته الرخيمة
" حكايتها أثارت فضولك رغم أن الجزء الأعظم و الأكثر إثارة لم تعرفيه بعد "
ابتسم عندما رأى بريق عينيها و الفضول يقفز من نظراتها فاستطرد يحكي لها فهو يحترم شخصية جناح و فخور بصمودها
" هل تعلمين أنها يتيمة؟ نشأت في ملجأ للأيتام منذ صغرها "
اتسعت مقلتاها باهتمام واضح لكنها التزمت الصمت
" ساءت حالتها النفسية و لازمتها الكوابيس العنيفة منذ أول يوم لها بالسجن..
تضررت شهيتها كثيرا و أخبرني طبيب السجن احتمالية إصابتها بالاكتئاب الشديد إن استمر وضعها على هذا الشكل..
فوجئت بها ذات يوم تطلب مني بتوسل أن تستخدم حاسوب السجن و أخبرتني أنها تكتب روايات وتنشرها الكترونيا..
أخبرني الطبيب أنها فرصة جيدة حتى تخرج من اكتئابها فبدأت بمساعدتها و أقنعت الإدارة المركزية بالأمر و بدأت بالفعل في الكتابة و معاودة النشر لكن تحت إشرافي وبعد أن أقرأ كل منشور قبل أن تبثه عبر الإنترنت..
توقعت أنها ستعود للكتابة مرة أخرى لكني فوجئت بها تكتب منشورات لتوعية الفتيات حول التحرش و آثاره السلبية قبل أن تعود وتستطرد كتابة الروايات "
انتبهت وداد بكل حواسها وقد قوى يقينها بأن جناح قد تعرضت بالفعل للتحرش
انتبهت إلى زوج خالتها وهو يكمل
" بمرور الوقت تحسنت حالتها بشكل ملحوظ تعجب منه الطبيب وكأنها كانت تقوى نفسها بنفسها..
أخبرتني أنها تريد أن تعمل لتحصل على المال و علمت منها أنها تتقن إحدى الأعمال اليدوية و تفاجأت من طبيعة تلك الأعمال فهي تشغل خيوط الصوف لتصنع منها كل ما يخص الأطفال الصغيرة من ملابس و أحذية خفيفة و قبعات للرأس وغيرها..
أحضرنا لها ما يلزم و بدأت في العمل بالفعل وكان ما تصنعه يتصدر مبيعات معروضات السجن كل شهر ، فنحن نقوم بعرض ما تصنعه السجينات من مشغولات في معرض ثابت بالمدينة بأسعار مخفضة ..
بدأت جناح في تعليم بعض الفتيات أيضا و زاد عدد ما تنتجه خاصة بعد أن زادت مبيعاتها و أصبح الكثير يطلبون مشغولاتها وينتظرونها..
كل ذلك تفعله بهمة و نشاط مثيران للإعجاب و التعجب أيضا لذلك أنا أعتبرها حالة خاصة و أحاول مساعدتها دائما "
استقامت وداد و اقتربت منه تتحدث برجاء شديد فهي الآن لا تفكر سوى في أن تقابل جناح تلك..
لا تصدق حقا أن توجد فتاة مثلها بكل هذه الإرادة!!!
بداخلها إعجاب كبير للغاية تجاهها
" أريد أن أقابلها يا عمى أرجوك ساعدني.
هي حقا حالة متفردة
هي تعتبر ظاهرة خاصة وانا أشك في أنها تعرضت للتحرش وهذا ما أدى إلى سجنها ، هل أنا محقة ؟؟
ما هي طبيعة التهمة التي وجهت لها؟
كم تبقى لها في السجن ؟
وما هو اسمها الحقيقي؟ "
ظل عبد العظيم على صمته قليلا قبل أن يخبرها بهدوء
" جناح شخصية صعبة يا وداد ، لن توافق على مقابلتك ولا أن تكون قصتها ضمن قصص كتابك ..
ظلت قرابة الثلاثة أعوام ترفض زيارة زوجها ولم توافق على مقابلته سوى يوم أن طلبت مني أن اهاتفه و أنهي الإجراءات القانونية حتى يستطيع أن يتسلم ابنهما و يأخذه معه إلى خارج السجن "
فغرت فمها بصدمة قبل أن تسأله بذهول
" هل هي متزوجة و لديها أطفال؟؟!!!!!!!! "
أومأ موافقا
" نعم ، القبض عليها كان بعد زفافها بثلاثة أشهر ، حتى أنها اكتشفت حملها داخل السجن و كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها "
متزوجة....متزوجة ....متزوجة....
ظلت الكلمة تتردد بداخلها بقوة ..
أصبحت مشتتة للغاية ..
لم تظنها متزوجة عندما فكرت في أمر التحرش..
والآن هي تحاول أن تضع بعقلها تصورا جديدا عما يمكن أن يكون قد حدث لها..
" من يكون زوجها ؟
ولماذا رفضت زياراته لها؟
هل هو شخص سيء؟"
صمتت قليلا ثم هتفت بارتياع
" هل يمكن أن يكون زوجها هو من اعتدى عليها بأي طريقة مثلا؟!
ارجوك اخبرني عن طبيعة تهمتها، سأجن بسببها "
اجابها عبد العظيم
" زوجها يدعى ' رُحيم ، ولا أظن أن يكون له أي دخل بما حدث معها او أي سوء قد يكون واجهها.
عندما أحاطني الفضول بشأنها سألت عنه فهو يسكن في مدينتنا هذه .
شاب ممتاز ، يلقبونه ب ' الشيخ رحيم ' بسبب التزامه و أخلاقه العالية رغم صغر سنه ..
تعليمه متوسط فهو لا يملك شهادة جامعية .
بدأ عمله بمتجر صغير لبيع العطور وعندما اشتهر بجودة ما يبيعه و أمانته في المعاملة، توسعت تجارته و قام بشراء متجر أكبر و أفخم لكنه لم يترك السوق الشعبي للمدينة و اختار أن يكون المتجر بداخل السوق كما هو ..
لم يفوت زيارة واحدة لم يأت بها إلى السجن رغم رفض جناح لرؤيته..
يضع لها النقود وترفض هي أخذها حتى أصبح المبلغ كبير و نحفظه لها لدينا..
يأتي لها بالطعام و الملابس وترفض أخذها أيضا.
يطمئن عليها من خلالي و يؤكد عليّ في كل مرة أن أخبره عن أي شيء يحدث معها إن كان مرض أو غيره..
حتى أنه جاء لها بأكبر و أشهر المحامين في المدينة من أجل الدفاع عنها و حاول مع المجنى عليه بكل الطرق حتى يعوضه ليسحب الشكوى لكنه رفض للأسف فتم الحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات ،و أوشكت أن تنهيها "
تستمع إليه وعقلها يعمل سريعا في محاولة منها لأن تفهم او تستوعب كل هذه الحقائق
" ما طبيعة جريمتها؟؟ "
أخبرها عبد العظيم بعد تنهيدة قصيرة
" صدمت أحدهم بالسيارة و تسببت في بتر ساقه "
شهقت بقوة و صدمة
" يا إلهي ..هل هو من .....تحرش بها أو اعتدى عليها ؟؟ "
هز كتفه قبل أن يجيبها
" لا أعلم ..
الشهود أكدت على أنها صدمته رغم صراخ من حولها و التلويح لها حتى تنتبه لطريقة قيادتها الغريبة للسيارة لكنها صدمته في النهاية "
صمت وصمتت هي تفكر بجنون وتهمس لنفسها بتيه شديد
" إن كان هو من اعتدى عليها وصدمته انتقاما، فلماذا ترفض زيارة زوجها؟!!
ولماذا لم تخبرهم لتبرئ نفسها؟؟! "
ظل عبد العظيم على صمته فهو نفسه قد سأل نفسه نفس الأسئلة من قبل ولم يجد لها إجابة..
بعد قليل كانت تلح وداد بطريقة غريبة على مقابلة جناح حتى وعدها بأنه سيحاول ..
التفتت نحوه وسألته قبل أن تغادر الغرفة
" ما اسمها الحقيقي يا عمى "
ابتسم يهز رأسه بيأس من عنادها ليخبرها بعدها بقلة حيلة
" شهلاء.. اسمها شهلاء يا وداد لكن لا تخبري سلسبيل "

ويتبع بالفصل الأول :




روابط الفصول

المقدمة.... اعلاه
الفصل الأول .... المشاركة التالية

الفصل الثاني والثالث نفس الصفحة
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع والخاتمة






ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-09-20 الساعة 08:20 PM
الكاتبة ايمان جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:03 PM   #2

الكاتبة ايمان جمال

? العضوٌ??? » 476288
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » الكاتبة ايمان جمال is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول..

غرفة مدير السجن..
السجن النسائي في المدينة ..
تتقدم وداد إلى الداخل بخطوات أرادتها أن تبدو ثابتة واثقة فبداخلها كانت هناك زوبعة عنيفة من مشاعر متباينة متضاربة بين الترقب ..اللهفة..التعاطف..الخوف .
لم تصدق نفسها عندما هاتفها اللواء عبد العظيم اليوم صباحا و أخبرها أن تذهب إلى السجن لمقابلة شهلاء ، فهو قد أبلغها منذ يومين عن رفض الأخيرة التام للأمر ، لذلك تتساءل عن سبب تراجعها الآن..
فور أن دلفت إلى الغرفة وقعت نظراتها على تلك الفتاة التي تجلس على الأريكة المواجهة لمكتب اللواء ، الفتاة التي تتجاهل التطلع نحوها و صمتت عن الحديث فور أن شعرت بوجودها ..
انتقلت بنظراتها إلى زوج خالتها الذي ابتسم يرحب بها ..
" أنرت سجننا المتواضع يا وداد "
أجابت تحيته بنبرة ممتنة فهي - ومنذ رفض شهلاء - تشعر بإحباط شديد لم يختفِ سوى بعد مكالمة عبد العظيم اليوم ..
جلست على المقعد المواجه للأريكة والتفتت تتطلع نحو التي تجلس بهدوء قاتل و مازالت على نفس تجاهلها لكل شيء..
أشار عبد العظيم نحو الأريكة وتحدث بنفس الابتسامة
" وداد، أحب أن اعرفك على أنشط فتياتنا هنا ..شهلاء "
ابتسمت وداد و أجابت مرحبة
" اهلا بك شهلاء .. تشرفت بمعرفتك "
أخيرا رفعت الفتاة وجهها ببطء ، تنظر إليها قليلا قبل أن تجيب بهدوء واقتضاب ..
" أهلا بك"
بداية غير مبشرة بالنسبة إلى وداد لكنها شجعت نفسها بأن القادم أفضل.
تتأمل ملامح الفتاة أمامها بإعجاب، تعترف بأن شهلاء تمتلك جاذبية خاصة بها رغم كل شيء ..
ملامح ناعمة و هادئة للغاية تشعرك بالراحة وأنت تتأملها..
بشرة بيضاء صافية بوجنتين مرتفعتين قليلا على جانبي أنفها الصغير الذي يعلو ذلك الفم الصغير الرقيق...
دائما ما كانت تقرأ عن الملامح الوديعة ، وها هي تراها أمامها، فشهلاء من وجهة نظرها كانت مثال للملامح الوديعة كقطة جميلة هادئة جذابة، فقط عيناها ، هما المختلفتان وهما ما تشوهان هذه الصورة الوديعة .
شعرتهما ميتتين، يكسوهما الجمود بطريقة قاسية أوجعت قلبها .
كم أحزنها أن ينجح الجمود في التسلل إلى مثل هذا الوجه الهادئ الرقيق..
...............
بعد حوار قصير بينها وبين اللواء غادر ليتركهما فأولت كل تركيزها نحو الجالسة على نفس وضعها ..
بدأت حديثها بهدوء تجيده جيدا بعد سنوات من الخبرة في هذا المجال
" أنا حقا عاجزة عن شكرك يا شهلاء لإعطائي هذه الفرصة ، أنت لا تعلمين مقدار حماسي و إعجابي بشخصيتك قبل أن أراك، حتى أنني بدأت في قراءة روايتك الأولى .."
تحدثت شهلاء بصوت ميت
" دعينا نبدأ مباشرة فيما يهم أستاذة وداد..
منذ فترة طويلة وأنا أتحسس من المجاملات و العبارات الرنانة الزاهية.."
رغم الصدمة ، إلا أن وداد استطاعت أن تتخطاها سريعا لترسم الوجه العملي لها، فهي قد اعتادت بعض الشيء على ردود الأفعال الغير متوقعة خلال رحلتها مع قصص المسجونات..
تركت لها المساحة الكاملة لتتحدث فلم تتأخر شهلاء و استطردت بنفس النبرة
" عندما عرض اللواء الأمر عليّ رفضت كما تعلمين ، لكني تراجعت بعد أن فكرت جيدا و قررت أن أستفيد مما تطلبينه "
ضيقت وداد عينيها تحاول أن تتوقع ما تقصده بالاستفادة لكنها احتفظت بصمتها تستمع إلى الأخرى التي استطردت مباشرة وكأنها أعدت حديثها جيدا من قبل وتدرك ما تريده حقا ..
" موافقة على أن احكي قصتي و على أن تضميها إلى كتابك ذاك لكن بعد موافقتك أنت على كل شروطي. "
حاولت وداد أن تكسب بعض من ثقتها فتحدثت تخبرها بثقة
" سأخبرك عن حقوقك فيما يخص السرية و تلك التي"
قاطعتها شهلاء ببعض البرود
" عن أي حقوق تتحدثين يا أستاذة؟!!!
أحقا هناك من يأخذ حقوقه في بلادنا ؟؟!!
هل تصدقين ذلك بالفعل؟!!!
انظري لي ، صدمت أحدهم بالسيارة و تسببت في بتر ساقه وعقابي فقط خمس سنوات أقضيهم هنا في هذا المكان الذي احتواني وحافظ عليّ أكثر من أي مكان آخر؟؟!!! هل هذا عدل في رأيك؟؟!! "
كتمت وداد صدمتها من حديثها..
هل معنى كلماتها أن الرجل الذي صدمته لا دخل له بالاعتداء المفترض عليها ، أم أنها تقولها بوجه عام؟؟!
تريد أن تعلم لكنها التزمت بأهم القواعد ،أن لا تتدخل في تفاصيل السرد وأن لا تقاطع من تروى قصتها..
اختارت أن تعلق على الشق الآخر من الحديث فسألتها
" هل حقا ترين السجن بهذه الصورة ؟!!
من المفترض أنه مكان سيء وبغيض من وجهة نظر الغالبية "
صمتت شهلاء قليلا قبل أن تجيب بهدوء
" بالنسبة إلى واحدة مثلي، فالسجن كان من أفضل الأماكن التي دلفت إليها..
ربما كان الحظ حليفي في هذا الأمر و تكرم عليّ أخيرا ولم يشأ أن يكملها عليّ بعذاب من نوع آخر في سجن سيء و كريه، فأنا هنا أستغرق في النوم بهدوء كما لم أفعل يوما . أشعر بالحرية رغم القضبان.."
الفضول ينهشها لكنها وقبل أن تسأل كانت الأخرى تبادر بنبرة واثقة قوية
" سأخبرك عن شروطي يا أستاذة و إن وافقت عليها سنبدأ على الفور "
أومأت وداد موافقة فاستطردت شهلاء بنبرة أكثر قوة و ثقة
" لن تذكري كوني كاتبة إلكترونية..
ستبدئين في تنظيم حملة صحفية ضخمة عن....التحرش و العنف ضد المرأة..
حملة تستمر وتطول لمدة عام كامل، أريد لصداها أن يهز البلاد ..
استعيني بأطباء نفسيين ليتحدثوا عن الأمر .
حاولي أن تجدى ضحايا ليتحدثن عن انفسهن وما حدث معهن..
جوبي الطرقات وخذي آراء الناس و سجلي ردود الأفعال..
اسألي الرجال ' ماذا إن حدث تحرش جنسي مع زوجاتهم أو بناتهم وكيف سيشعرون وقتها ؟! "
ابتلعت وداد ريقها وهي تنتفض بداخلها على إثر ما تسمعه..
ترى الدموع المتحجرة في عيني شهلاء فتتألم بشدة و يوجعها قلبها على كل فتاة تعرضت لمثل هذه البشاعة ..
بينما تستطرد شهلاء بقوة أكبر
" حاولي مع السلطات بأن يجدوا حلا لقضايا التحرش حتى لا تخشى الفتيات من الشكوى والفضيحة.
فليجعلوا جميع قضايا التحرش قضايا سرية تتم و تنتهي تحت غطاء محكم من الحذر و الإتقان بحيث لا يعلم عنها أي شخص فلا يخشى أحد من الفضيحة..
فليجدوا عقوبة أشد من تلك التي ينفذونها حتى تكون رادع لكل حيوان منهم ..
ابحثي عن مجموعة من المحاميين يوافقون على ان يدافعوا عن ضحايا التحرش بضمير و بدون مقابل مادي ..
يشكلون جمعية صغيرة ويعلنوا عنها فلا تتردد أية ضحية للجوء إليهم و طلب المساعدة .
أشعروهن أنكم تشعرون بهن..
دعوهن يدركن بأنكم على استعداد تام للوقوف بجانبهن..
إجعلوهن يعلمن بأنهن لسن عارا او فضيحة تمشى على قدمين ، بل ضحايا حيوانات قذرة تلهث خلف غرائزها .. "
قوة كلماتها هزتها ،فلم تستطع أن تجبها او ترد علي حديثها ، لكن الأخرى و بإرادة تحسدها عليها أكملت
" و دور الأيتام.."
أغمضت شهلاء عينيها للحظة قبل أن تفتحهما و تستطرد مما جذب انتباه وداد بشدة فهذه أول مرة تتخلى شهلاء عن جمود ملامحها و يظهر الألم على وجهها بوضوح:
" أريد حملة صحفية أضخم و أكبر عن دور الأيتام..
إذهبي إلى دور الأيتام الصغيرة المهملة لكن بدون أن تخبريهم مسبقا..
صوري ما يحدث بداخلها..
انظري إلى الأطفال و صفي أحوالهم بقلمك ..
أريدها حملة صحفية منظمة و حقيقية، تبدو كصرخة للجميع لعلهم يسمعوا ويستفيقوا من غفلتهم التي طالت..
أخبري المسؤولين أن يغلقوا الدور الصغيرة التي لا يستطيعون الاهتمام بها والإنفاق عليها بدلا من أن يتركوها هكذا فيموت من فيها ويتعفن جسده دون أن يشعر أحد.."
تغضنت ملامح وداد بالألم وهي تتخيل ما تحكيه الاخرى التي إستطردت بتوحش متألم
" إسأليهم لماذا يضعون كل تلك الرقابة و النظم و الحماية للمسجونين، بينما الأيتام هناك في تلك الدور تحت رحمة منزوعي الضمير، من قد يصل بهم الامر لأن يبيعوا الأطفال بدم بارد ويقبضون الثمن؟؟؟! "
تأوهت وداد بصمت
تتساءل إن كان ما تحكيه يحدث حقا؟؟!!!
تطلعت شهلاء إلى داخل عيني الأخرى وسألتها بقوة وجمود
" أخبرني اللواء انك صحفية و تعدين كتاب ضخم يضم قصص للعديد من السجينات..
هل توافقين على إعداد كتاب مثله يضم قصص للأيتام؟؟!
هؤلاء الذين عاشوا سنوات طويلة من حياتهم بداخل جدران الله وحده أعلم بما يحدث بداخلها..
أريد أن يعلم الجميع عن وجود دور أيتام بشعة قذرة ، تشع إجراما و بؤسا غير تلك الدور الكبيرة النظيفة الزاهية والتي تستقطب كل التبرعات والاهتمام لتبقى الأخرى بجوعها و قذارتها لا يشعر أحد بها ..
أريد قانونا حازما بعقاب شديد لكل مدير ملجأ تسول له نفسه أن يقصر في عمله او أن يستغل الأطفال .."
خيم الصمت على الغرفة بضعة دقائق..
شهلاء تتطلع أمامها بجمود ،صدرها يعلو ويهبط بجنون وكأنها تسبح وسط ذكريات سوداء..
وداد تحاول أن تهدأ و تستجمع قوتها و ثباتها قبل أن ترفع عينيها ، تتطلع بقوة إلى داخل عيني من تجلس أمامها
تحدثت بإصرار ووعد ..
" أعدك يا شهلاء أن أفعل كل ذلك و أكثر..
من اليوم سأبدأ في ترتيب أفكاري حتى أبدأ سريعا في التنفيذ..
أعدك و أعاهدك على ذلك والله شاهد علينا "
تنظر إليها شهلاء بقوة ،تحاول أن تقرأ ما خلف النظرات ..
فقدت قدرتها على الثقة بالآخرين لكنها تشعر ببعض منها نحو هذه الصحفية أمامها..
من الممكن أن تكون قرابتها للواء عبد العظيم هي ما تشعرها ببعض الطمأنينة تجاهها ، لا تعلم السبب حقيقة لكن يكفيها هذا الشعور في الوقت الحالي..
.......
ظلل الصمت الطويل عليهما مرة أخرى حتى قطعته شهلاء فجأة بصوتها و نبرته الميتة ،وقد قررت أن تبوح ..
" نشأت في ملجأ صغير للأيتام في إحدى الضواحي الفقيرة..
أخبروني أنني كنت طفلة صغيرة لم أتمم الثلاث سنوات عندما وجدني أهل الخير و ذهبوا بي الى قسم الشرطة من أتوا بي إلى الملجأ في انتظار أن يبحث عني أحدهم لكن ..........لم يبحث أو يهتم أحد على ما يبدو..
عندما كبرت قليلا وبدأت افهم و أعي ما يحدث حولي علمت أن مديرة الملجأ هي نفسها مالكة المكان و قد تبرعت به و تم تحويله إلى ملجأ للأيتام كما طلبت هي ، فهي كانت سيدة وحيدة لم تنجب أبدا و مات زوجها في عمر صغير .."
ابتسمت شهلاء ابتسامة جميلة صادقة فاجأت وداد بشدة ، لتكمل بعدها بملامح منفرجة قليلا
" أحببتها للغاية .. أحببناها جميعنا..
كانت تقضى كل وقتها معنا وبيننا، حتى أنها كانت تنام في إحدى غرف الدار ..
الابتسامة لم تكن تفارق وجهها إلا إن مرض أحد منا ..
تطعمنا من صنع يديها ، تشغل لنا الملابس الشتوية من خيوط الصوف بيديها كل ليلة .."
تستمع وداد بتعجب، فإن كانت مديرة الدار جيدة و محبوبة إلى هذه الدرجة فلماذا تريد شهلاء أن تقيم حملة من أجل عمل رقابة على دور الأيتام وكأنها لاقت العذاب والذل على يدي من كان يدير المكان ؟؟!!!
ابتلعت تعجبها حتى تستطيع التركيز مع بقية الحديث
" كبرت أكثر لأعلم أن السيدة ' بهجة ' مديرة الدار تعانى بشدة من نقص الأموال، وأن الدار لا يأتي إليها أية تبرعات ..
حاولت مع المسؤولين كثيرا حتى تحصل منهم على مبلغ شهري ثابت للدار لكنهم تعللوا بضيق الموارد..
ساء وضعنا و تدهورت أحوالنا حتى أن السيدة بهجة بدأت تطلب من سكان المنطقة أن يأتونا بما يفيض لديهم من الطعام والملابس..
بدأت تعلمنا الأشغال اليدوية حتى تبيعها و تسدد بثمنها مصاريف تعليمنا.."
لم تستطع وداد الصمت فقاطعتها بإعجاب
" كم هي جميلة السيدة بهجة..
أحببتها من حديثك عنها "
أومأت شهلاء بشجن شديد
" نعم كانت جميلة و يحبها كل من يتعامل معها لكنها ، ومثل كل شيء جميل يرحل سريعا ، فقد رحلت وتركتنا في هذه الدنيا تدهسنا الأرجل و تنهشنا الحيوانات ..
ماتت و تيتمنا من بعدها مرة أخرى "
كتمت وداد شهقة حزن أرادت أن تشارك شهلاء نظراتها التي تقطر وجعا و رثاءا لكنها تدرك جيدا مقدار خطأ أن تتورط بمشاعرها مع من تحكي إلى هذه الدرجة، فعادت سريعا إلى طبيعتها العملية
جمدت نظرات شهلاء مرة أخرى
سطع الحقد جليا بهما قبل أن تكمل بنبرة غريبة للغاية
" أخيرا انتبه المسؤولون لوجودنا عندما زادت الشكاوى المقدمة من أهل الحى ليخبروهم بأن أطفال الدار يمكثون بلا مدير ..
أرسلوا إلينا ب..............."
صمتت طويلا و ترقبت وداد بتحفز
" سيدة أخرى لتتولى الإدارة وقاموا بتخصيص مبلغ مالي للدار كل شهر ، لكنهم فتحوا بذلك أبواب الجحيم فوق رؤوسنا فتلك المرأة كانت تحمل من البشاعة ما يكفي ويفيض..
عرفنا الضرب و التعذيب لأول مرة في حياتنا على يديها..
أقل خطأ يصدر عن أي طفل منا كان يقابله عقاب عظيم..
ملابسنا نظل بها لأسابيع دون تبديل
أو تنظيف..
كانت تصرخ في وجوهنا و تهتف بأننا بلاء على ظهرها وبأنها معدومة الحظ حتى يتم تعينها لإدارة ملجأ لا يأتيه أي تبرعات ' بالطبع كانت تقصد أنها هكذا لن تستطيع السرقة والاستفادة من تلك الأموال ، لكننا كنا صغارا ولم ندرك مقصدها"
قالتها بسخرية مريرة و ملامح غائمة بالبؤس ..
" كل ذلك كان وجهها الجيد بالنسبة لنا ، وجهها الآخر كان هناك ....في منزلها "
ضيقت وداد عينيها تحاول أن تستنتج لكن شهلاء سبقتها تستطرد و كأنها لا تشعر بوجودها من الأساس ولا بوقع ما تحكيه عليها ..
" كانت تصطحب معها واحدة مننا كل يوم وقت مغادرتها ، تأخذها معها إلى منزلها تنظف و تغسل و تصنع لها ولأسرتها الطعام "
همست وداد بصدمة
" ماذاااااا؟؟؟!!!!!!! "
لا تصدق ما تسمعه ..
مرة أخرى احتفظت بصمتها حتى لا تقاطع شهلاء
" كنا في نظرها مجرد خادمات، تختار من بيننا كل يوم من تأخذها معها حتى تقوم بأعمال المنزل كلها ..
استمر الوضع هكذا لعام كامل ،كنت قد أتممت أنا الثالثة عشر من عمري ..
كنت أذهب معها كل عدة أيام إلى منزلها الكبير ذلك من أجل التنظيف و غيره مثل بقية الفتيات ..
فجأة بدأت الاحظ أشياء غريبة على كل فتاة تعود إلى الدار في صباح يوم الجمعة بعد أن تكون قد قضت ليلة الخميس في منزل تلك المرأة.."
اسودت ملامحها قبل أن تكمل بصوت مكتوم
" منهن من تعود بملامح غريبة وتظل هائمة على وجهها لساعات طويلة، و منهن من كانت تعود بالرعب ساكن لملامحها ،يتلفتن حولهن بعدم اتزان بينما الرجفة لا تفارق اجسادهن "
اتسعت عينا وداد و بدأ تنفسها يزداد سرعة .
عقلها يعمل بسرعة جنونية في محاولة للتخيل و الاستنتاج .
شهلاء أمامها في حالة غريبة مع إتساع عينيها المخيف و انفصالها عما حولها غارقة في هوة سوداء سحيقة..
" جاء دوري....
كانت أول مرة أذهب فيها إلى هناك يوم الخميس فأنا عادة كنت أذهب في منتصف الأسبوع..
قبل أن أذهب وجدت زهراء رفيقتي في الغرفة تقترب مني بتعثر و ارتجاف و تطلب مني أن لا أذهب..
كنت متخوفة و قلقة للغاية منذ أن علمت بذهابي في هذا اليوم ، وحديث زهراء ضاعف من خوفي و نقل لي ارتجافها..
التفت أسألها عن السبب وعما يحدث هناك لكن تلك المرأة صرخت تستعجلني لنذهب..
دلفت إلى منزلها الكبير بحديقته الصغيرة ..
اتطلع حولي خشية من مجهول لا أعلمه من الأساس..
مع مرور الساعات بدأ الخوف في التبخر فلم أرى او ألاحظ أي شيء غريب ، نفس الأعمال المنزلية و نفس المعاملة القاسية ، فقط إبنها منعني من تنظيف الغرفة الصغيرة الموجودة في الحديقة الخلفية..
كان يتطلع نحوى بطريقة غريبة إستدعت الخوف إلى صدري مرة أخرى..
كان في السابعة عشر من عمره لكن نظراته مخيفة و جسده ضخم بالنسبة إلى حجم جسدي وقتها فقد كنت في الثالثة عشر من عمري..
قرب السابعة مساءا وجدت تلك المرأة ترتدى ملابسها هي و ابنتها وتخبرني أن أنهي غسيل الأواني و أنام في المطبخ حتى تأتى في الصباح ..
علمت أنها كل ليلة خميس تصطحب ابنتها و تذهب لتسهر مع عائلتها و تبيت معهم لتعود في اليوم التالي خاصة وأن زوجها يعمل خارج البلاد و يأتي في زيارة كل عام ..
فرحت لأنها ستغادر و سأقضى الليلة بعيدا عن صراخها و أوامرها لأعلم بعدها أن وجودها مهما كانت بشاعته أرحم من غيابها.."
....................................
منذ عدة سنوات ..
في المطبخ الخاص بمنزل مديرة الدار..
تجلس شهلاء على الكرسي الوحيد في المطبخ تلتقط أنفاسها بعد يوم شاق ..
التفتت تنظر خلفها عندما شعرت باقتراب أحدهم لتجده ' وليد ' ابن صاحبة المنزل ..
اقترب منها و نظراته الغريبة عليها لا تفارقها..
بدأت تتلوى أحشائها قلقا من نفس المجهول الذي لا تعلمه حتى الآن..
" شهلاء ........اسمك غريب يا فتاة لكنه يعجبني "
حاول وليد أن تكون نبرته هادئة حتى لا تجفل منه ..
كم انتظر هذا اليوم ..
يعرف شهلاء وقد حضرت إلى منزلهم كثيرا ككل فتيات الدار لكنها لم يسبق وأن أتت يوم الخميس وبالطبع ما كان ليخبر أمه أن تأتى بها يوم الخميس فتشك في الأمر..
انتظر و صبر و ها قد أتت شهلاء ' أكثر الوجوه جاذبية من وجهة نظره..
يتحدث إليها وهي مخفضة رأسها ترتجف برهبة..
زاد ارتجافها مع كلماته
" أريدك أن تأتى معي إلى الغرفة في الحديقة الخلفية فأصدقائي معي و نريد بعض ال......خدمات "
قالها وهو يتأملها بنظرات وقحة وبداخله يهمس بغيظ
' الأغبياء حضروا مبكرا فسأضطر يا جميلة لأن أصبر قليلا حتى ينتهي ذلك الأبله أولا..
أمامنا الليل كله يا شوشو '
هكذا كان يحدث نفسه و نظراته تركض عليها منتهكا براءتها ..
..
تقدمت معه بخطوات متشنجة..
كانت تريد أن ترفض لكنهم لم يعتادوا الرفض ولم يعرفونه من الأساس..
السيدة بهجة كانت تحسن معاملتهم فلم يحتاجوا إلى الاعتراض من الأساس و تلك المرأة التي تولت الدار من بعدها علمتهن بأنهن أتفه و أوضع من أن يعترضوا على شيء .
ذهبت معه وعقلها الصغير البريء يصور لها أنه فقط سيثقل عليها بطلباته و طلبات اصدقائه ، من أين لها أن تعلم بوجود أنواع أخرى من الشرور في هذا العالم ؟؟!!
انتبهت من أفكارها القلقة على كف وليد على ظهرها يحثها على السير بنظراته الغريبة ..
قشعريرة سرت بجسدها فور أن لمسها فحاولت أن تبتعد قليلا ليأتيها صوته بنبرة غاضبة ولهجة محذرة بعد أن جذبها من ذراعها ببعض العنف و مال برأسه يخبرها
" إياكي وأن تغضبيني او تغضبي أصدقائي..
ستنفذين ما نطلبه منك بصمت و هدوء بدون أي كلمة ..
رأسك هذه لن ترفعيها و لن تتطلع سوى للأرض حتى تنتهي هذه الليلة على خير وحتى لا أخبر والدتي بأنك قمت بسرقتي.
سأخبرها أن تشتكى ضدك لتدخلي السجن وتبقين به طيلة حياتك كلها.."
شهقت شهلاء بقوة ثم كتمت شهقتها سريعا خوفا من أن تغضبه.
زاد إرتجافها للغاية مما أقلقه خاصة مع ملامحها شديدة الشحوب ووجها الممتقع والدموع تغرقه ، لكنه قبض ثمن الليلة مقدما و أنفق المال فلا يمكنه التراجع الآن..
رسم الشر والغضب على ملامحه و تقدم يلتصق بها هامسا بفحيح مرعب
" هيا يا شهلاء قبل أن أنفذ تهديدي و اتصل بها ..
أنت فتاة جيدة ومطيعة و ستنفذين ما أخبرك به ولن تخبري أي
شخص عما يحدث هنا حتى لا أغضب منك و غضبي لن يعجبك أبدا صدقيني "
...
أنفاسها المتسارعة تكاد تطبق على صدرها المختنق ..
الهلع أصاب كل جزء منها فأصبحت
ارتجافتها تفتك برأسها و تؤثر على وعيها..
الدموع تحجرت بمقلتيها الصغيرتين خوفا من أن يراها فتستحق عقابه..
ترك ذراعها بعد أن اطمأن لرؤية خوفها منه ..
تقدمها فتبعته ببعض الترنح والخيالات المرعبة تداهم عقلها بإصرار..
خيالات زادت و توحشت عندما دلفت إلى الغرفة لتتفاجأ بأنها مظلمة فانتفضت تتراجع برعب فكان وليد لها بالمرصاد عندما جذبها مرة أخرى بقوة أكبر ،يعصر ساعدها بين أصابعه بعنف تأوهت له .
عاد ليهددها ومازال ساعدها بين أصابعه يضغط عليه بقسوة فأومأت صاغرة و بداخلها كان الذعر يتوحش و يكاد يفترسها..
همس لها بتحذير
" لا تشعلي الضوء
اياك وأن تفعلى ، وكما اتفقنا ستكونين مطيعة وهادئة حتى ننتهي..
صوتك لن يخرج من حنجرتك يا شهلاء وهذا أمر "
سحبها ليوقفها في آخر الغرفة المظلمة و غادر .
تتطلع حولها برعب كاد يقتلها من شدته حتى تفاجأت بمن يدلف إلى الغرفة ..
كتمت أنفاسها وفتحت عينيها على اتساعهما تحاول أن تراه لكن ظلام الغرفة منعها، مجرد شعاع ضوء بسيط من إنارة الحديقة يتسلل عبر النافذة ..
تراجعت بهلع إلى الخلف لتصطدم بالحائط من خلفها وقبل أن تعي أو تدرك ما يحدث وجدت من يتحسس ذراعيها ويقرب وجهه منها بطريقة أثارت معدتها و المزيد من ذعرها..
ارتجافها تضاعف و الدوار بدأ يسيطر عليها..
مع تصاعد لمساته و إزدياد قربه و لمساته الغريبة بدأ الصراخ يعرف طريقه إلى حنجرتها لأول مرة في حياتها..
لم تصرخ من قبل ..
لا تتذكر أنها فعلتها..
بكت ..
انتحبت..
غرقت بدموعها..
لكنها أبدا لم تصرخ من قبل ، حتى وقت كانت تعاقبها تلك المرأة، لم تصرخ، فقط تبكى بصمت عندما تنفرد بنفسها ليلا..
..
لذلك لا تعرف الصراخ ولم تتعرف عليه إلا الآن وهي تتعرض لهذا الشيء الغريب الذي لا تفهمه ..
كل ما تعلمه أن السيدة بهجة رحمها الله كانت دائما تحذرهن من أن يقترب أحدهم منهن و يتحسس أي جزء من أجسادهن ..
تعجبت وقتها من حديثها لكنها أدركت الآن كم كانت محقة ، فتلك اللمسات مقززة للغاية و تثير الرعب بداخلها..
..
صرخت وصرخت و.....صرخت.
ظلت تصرخ و تضرب بذراعيها بطريقة هيستيرية وقد تملكها الذعر وفقدت السيطرة والتحكم على نفسها..
عيناها متسعتان والرؤية مشوشة بعض الشيء ..
لم تعد تشعر بأطرافها وفجأة غامت الدنيا أمام عينيها و بدأ وعيها في الانحسار بشكل كبير حتى فقدت وعيها وآخر ما تتذكره صوت وليد وهو يصرخ فيها لتتوقف عن صراخها..


المشاغبة likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 09-08-20 الساعة 11:34 PM
الكاتبة ايمان جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:19 PM   #3

د. منى خلوى

? العضوٌ??? » 462962
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » د. منى خلوى is on a distinguished road
افتراضي

حمدالله عالسلامه ياايمى بالتوفيق ان شاء الله

د. منى خلوى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:21 PM   #4

Salomah
 
الصورة الرمزية Salomah

? العضوٌ??? » 413802
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » Salomah is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق دايما يارب وطأه اللمسات من اجمل ماقرأت فعلا مبدعه وواقعيه وبتبين مشكلات وكوارث بتحصل فعلا في دور الايتام ومعظم المجتمع غافل عنها... ربنا يوفقك ويسعدك سعاده الدارين يادكتورة 😍😍

Salomah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:25 PM   #5

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

ألفففففف مبرووووووووووووووووووك يا قلبي
بالتوفيق يا رب


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:26 PM   #6

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 5 والزوار 22)
‏ضحى حماد, ‏Salomah, ‏د. منى خلوى, ‏الذيذ ميمو, ‏شازا شازا شازا


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:33 PM   #7

جميلة الجميلات

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جميلة الجميلات

? العضوٌ??? » 254717
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,308
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » جميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond reputeجميلة الجميلات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عندما قرأت اسم الكاتبه عرفت انها ستكون روايه جميله بجمال رائعة انتهاك ةترجو ميسرة وحاليا دقت طبول الحرب والحب شكرا للكاتبة الرائعة على جمال رواياتها

جميلة الجميلات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:35 PM   #8

Mariam rabie

? العضوٌ??? » 444480
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » Mariam rabie is on a distinguished road
افتراضي

ألف مبروك يا إيمى وعقبال الجزء الثانى يارب ❤❤❤

Mariam rabie غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:42 PM   #9

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية جميلة جداً جداً جداً و السلسلة روعه 💙💙💙💙💙💙
بتناقش قضايا معقدة تمس المجتمع ككل تسلم الأيادي 🌹🌹🌹🌹🌹👏👏👏👏👏👏👏⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 06:42 PM   #10

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 7 والزوار 33)
‏ضحى حماد, ‏Hoba Nasry, ‏Mariam rabie, ‏جميلة الجميلات, ‏Salomah, ‏د. منى خلوى, ‏شازا شازا شازا


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.