شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   التفاحة الخضراء (https://www.rewity.com/forum/t472455.html)

سيلينان 09-08-20 01:56 AM

التفاحة الخضراء
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متابعي قصص من وحي الأعضاء
أحببت مشاركتكم قصة قصيرة داعبت مخيلتي واستفزت اناملي لاكتبها
اتمنى ان تنال إعجابكم وأن تستمتعوا بقرائتها كما استمتعت بكتابتها


https://i.postimg.cc/MK6KYytL/IMG-20200808-220801.png



التفاحة الخضراء
مستلقية على سريري الفردي في غرفة اتشاركها مع أختي الاصغر مني بثلاث سنوات ... منذ بضع دقائق كنت منهمكة في إحدى هواياتي وهي الرسم ! ... كنت أحب رسم شخصيات من الأنمي... متعددة ومختلفة ويمكنني القول بأنها جميلة... ثم انتقلت لرسم الأشخاص... احببت ذلك رغم أني لم اتقنه بشكل احترافي... والآن علمت أن رسم كل مايرمز للروح حرام! فقمت بمايجب القيام به
ببساطة رسمت لوحة تعبر عن غروب الشمس بضوءه الأحمر الناري منعكسا على صفحة مياه البحر...
وقف أخي الصغير بجانبي و نظر إلى اللوحة وعلامات الاستفهام تعلو ملامح وجهه الملائكي...
تناهى لأذني صوته الطفولي بينما راحت يده تتلمس اللوحة :" ماهذا؟"
كان كل تفكيري يصرخ:" أبعد يدك عن اللوحة ستلوثها "
لكني تحكمت في جزعي للحظة وابعدت يده بلطف ليس من شيمي وقلت بهدوء:" هذا بحر "
أعاد أخي عينيه الواسعتين نحو اللوحة يحدق فيها بتمعن:" لون البحر أزرق يا اختي لماذا لونته بالبرتقالي "
انزعجت من وصفه البسيط الذي اختصر استعمالي للعديد من درجات الألوان بالبرتقالي!
فأجبته وأنا أصر على أسناني بغيظ :" ذلك لأن لون السماء ينعكس على البحر فيأخذ لونها كيفما كان "
ازداد اتساع عينيه وهو يتكلم ببراءه:" اتعنين أن البحر يسرق ألوان السماء.... فعندما تكون زرقاء يصبح ازرق... وسوداء في الليل يصبح هو ايضا أسود "
اومأت برأسي موافقة بينما هو أضاف:" ومن المفترض أن تكون هذه الدائرة الصغيرة الشمس " .
زممت فمي بحنق:" نعم إنها الشمس "
مط أخي شفتيه بعدم رضى:" إنها تبدو كالقمر... انت لا تجيدين الرسم يا أختي "
رماها صافعا بها وجهي ثم خرج بهدوء ونظراتي المصدومة تلاحقه..

نعود الآن لاستلقائي على السرير... كنت تعبة من اللوحة التي ظننتها جميلة... ومحبطة من تعليق أخي الصغير و إحساس بالجوع تسلل - لا أعرف من اين - عابثا بأوتار بطني بلا رحمة ...
فجأة تذكرت أن أمي في وقت سابق طلبت مني إخراج الملابس من الغسالة ونشرها على حبل الغسيل في الخارج... لكنني بدلا من ذلك حملت هاتفي وفتحت تطبيق الفايسبوك... لم أجد أي رسالة كالعادة اقفلته بضجر ثم فتحت تطبيق الإنستغرام .. رحت اقلب فيه وشعوري بالضجر يتضخم بشكل مخيف ... فاقفلته هو الآخر... وجدت تطبيق السنابشات أمامي ففتحت والتقطت بعض الصور لي بفلترات مختلفة وفي كل مرة أعوج فمي وعيناي باتجاه مغاير... حتى دخلت أختي الغرفة وبيدها تفاحة خضراء اللون ما إن رأيتها حتى ابتلعت ريقي وتذكرت إحساسي بالجوع... بآلية وضعت الهاتف من يد وقفزت من السرير بخفة ووجهتي واحدة .... المطبخ يا ناس ! التفاح ينادي يا ناس!... مباشرة فتحت الثلاجة وقمت بمسح تلقائي لها كروبوت .... لكن بعد ثواني اقفلتها بخيبة.... لكن لست أنا من تترك بطنها خالية ... جلت بعيناي الصغيرتين في المطبخ اتصيد أي شيء باللون الاخضر .... مررت ببصرى على الطاولة الخشبية ذات الشكل المسطيل ثم ... سجل عقلي شيئا ما ...فعدت بسرعة الضوء للطاولة ويالفرحتي وجدت طبقا مليئا بالتفاح الأخضر... هجمت عليه بسرعة البرق ومددت يدي اختار تفاحة تعجبني لأكلها... وفي خضم بحثي عن ضالتي المنشودة سقطت تفاحة من الطبق لتدحرج على الطاولة وقبل أن تصل للحافة اسرعت بالتقاطها:" أين تظنين نفسك ذاهبة أيتها الشقية؟"
... ولسوء حظها اعجبتني.... أعجبني ملمسها الناعم ولونها الاخضر النقي... رائحتها التي لا اعرف لها وصفا " أطلقت ضحكة شيطانة ثم قربت التفاحة المسكينة من فمي وفتحته على مصرعيه و
أخذت قضمة ضخمة منها ...كان بإمكاني تخيل أنينها المتألم ووجها المجعد بينما جزء من خدها المنتفخ يطحن بين ضروسي... ... لوهلة خيل لي اني سمعت صراخ اخواتها المذعور ..
لابد وانه كمشاهدة دجاجة لدجاجة تحمر امامها
قلت بنبرة خبيثة وأنا احدق في التفاحات المستكينة بلا حول ولاقوة:" لقد نجوتن.... للآن!"
ثم استدرت خارجة من المطبخ وأنا التهم بشراهة ماتبقى من التفاحة المسكينة .


♡♡♡

استيقظت هذا الصباح باكرا جدا - على غير العادة - لا تزال آثار النوم عالقة بأهدابي تثقل جفناي... تثاءبت بكسل وأنا أنظر لأخواتي ... نائمات بهدوء واستقرار... أخذت نفسا عميقا من نسيم الصباح المنعش ثم بدأت وصلة التذمر من الروتين الذي أعيشه... كل يوم معلقة في نفس الغصن و في نفس الشجرة مع نفس التفاحات أنظر لنفس المناظر... حقا سئمت!
نفخت بغضب أبعد ورقة خضراء سقطت على وجهي... دائما ما تفعل... كم أتمنى قصها والتخلص من ازعاجها ... لو كنت عالمة بالذي سيحصل لي بعد دقائق... او حتى خلال الساعات القليلة القادمة لما تذمرت بشأن حياتي
شعرت بثقل على غصني رفعت عيناي فرأيت عصفورا صغيرا يبادلني النظرات... بدى لطيفا وظريفا وهو يحرك رأسه باستغراب... لكنه فاجأني بنقرة على رأسي... آلمتني بشدة... نهرته بغضب:" هش! هش! إذهب من هنا أيها الوغد الصغير... يا مدعي اللطافة... اذهب "
لكنه لم يرحل بكرامة بل ضربني بمنقاره على جبهتي بقوة افقدتني توازني حتى سقطت من غصني لتتلقفني الحشائش الخضراء المتطاولة... للحظات بقيت على استلقائي أشتم العصفور بحنق... ثم حدقت في اخواتي التفاحات اللواتي بدأن بالاستيقاظ... بعد مدة رأيت صاحب البستان... إنه عجوز لطيف يرتدي قبعة ضخمة من الخيش ولديه شارب رمادي كبير... دائما ما يعتني بنا.... يحضر لنا الماء عندما نشعر بالضمأ ويبعد عنا الحشرات المؤذية .. والأعشاب الضارة... انا احبه جدا... عندما يراني أنا واثقة بأنه سيهرع لمساعدتي...
فتحت فمي احاول الصراخ...لكن صوتي خرج مبحوحا...
يا إلهى! ماهذا الذي تراه عيناي؟
الرجل .. العجوز... يذبح اخواتي بلا رحمة... ياخذهن من اغصانهن الواحدة تلو الأخرى ويرميهن بقسوة في صندوق أسود.... مابال الجميع اليوم غادرتهم اللطافة؟
صممت أذناي عن صراخ اخواتي الذي يقطع نياط اللب وادرت بوجهي هربا من الوحشية التي أراها.... وياليتني مافعلت.... هذا منظر اكثر من مفزع.... إنها جارتي فتحية من الغصن الذي فوقي... جثة هامدة ودودة شرسة تنخر عظمها.... شعرت بالغثيان.... اطلقت صرخة فزعة عندما فتحت - التي ظننتها ميتة- عينيها وقالت بوهن :" أرجوك .... ساعديني "
ما إن هممت بمساعدتها حتى احسست بجسدي يرفع لأعلى.. إنه العجوز الذي سقط قناعه الطيب.... زمجرت في وجهه:" أتركني... أتركني أيها العجوز الخرف" (حسنا لقد اشتهرت بلساني اللاذع)
ثم أردفت بصوت اعلى:"لا تخافي يا فتحية سانقذك!"
كانت تلك آخر كلمات اتفوه بها قبل أن يصفعني العجوز على خدي وأغيب عن الوعي...
عندما فتحت عيناي للمرة الثانية كنت في مكان مظلم محشورة في صندوق مع تفاحات غيري... عبرت بشق الأنفس بينهن لأصل للاعلى... رأيت العشرات من الصناديق مليئة بالت
بالتفاح مختلف الألوان لكن ماجمعنا هو نظرة الذعر والخوف التي امتزجت بملامحنا... ابتلعت ريقي وأنا أدعو الله أن ينجيني من المجهول... ظلت الشاحنة تهتز بنا لوقت طويل.... نمت فيه بشكل متقطع... بسبب الكوابيس التي هاجمتني...
عندما استيقظت للمرة الثالثة وجدت نفسي في طبق مع بضع من التفاحات :" كيف وصلت إلى هنا.... من الذي أحضرني... اعيدوني لشجرتي اعدكم لن تسمعوا من أي تذمر...ارجوكم "
الكل خائف ... الكل يبكي وينوح... لمحت بطرف عيني تفاحة سمينة مع ابنتها تهدأها وتعدها بحمايتها...
مرت ساعة ساد فيها الهدوء... كنا قد تقبلنا قليلا الوضع ... نامت اغلب التفاحات... حسنا من يلومهن لقد كان يوما مرهقا للاعصاب... سمعت صوت حركة... إحساس بالحذر داهمني فسارعت للإختباء اسفل التفاحات....لكني اختلست النظر بفضول...لقد كانت طفلة قصيرة القامة بشعر كستنائي مرفوع لأعلى بفوضوية...التقطت تفاحة وللاسف كانت الابنة المسكينة وعادت ادراجها تاركة الأم تولول بحرقة على اختطاف فلذة كبدها... غضب استعر في داخلي... أين العدل..لماذا العالم بهذه القسوة...
لم أكمل وصلة حنقي حتى دخلت فتاة تبدو أكبر سنا وبشعر أسود كالقطران... تنفست الصعداء عندما اتجهت ناحية الثلاجة...لكن راحتي لم تدم طويلا فقد اغلقت الثلاجة واقتربت منا ونظراتها لا تبشر بالخير....ودون أي إنذار راحت يدها تعيث فسادا في الطبق... وسط تقليبها سقطت من الطبق متدحرجة على الطاولة... ما إن وصلت للحافة حتى جهزت نفسي للتهشم على الارضية الصلبة...لكن يدا بشرية حالت دون ذلك...

سمعتها تقول بصوت حاد ثقب طبلة اذني:" أين تظنين نفسك ذاهبة أيتها الشقية؟"
قطبت حاجباي وقلت بعبوس:" إلى جهنم الحمراء... هل تودين القدوم "
ولتعجبي جلجلت ضحكتها التي احسستها خرجت من قعر الجحيم ثم قربتني من فمها حتى ظننتها ستقبلني لكن الحقيرة قامت باقتلاع خدي بانيابها الحادة... شعرت بضربات قلبي تنخفض معلنة أن النهاية قد حانت ... لم أسمع ماقالته لأخواتي لكنها نجحت في إرعابهن.... رايت فمها يقترب مني فاغمضت عيناي باستسلام... ياليتني لم استيقظ اليوم... ياليتني لم أولد في هذا العالم... حيث يأكل فيه القوي الضعيف!


تمت بفضل الله
قراءة ممتعة ياحلوين

أمارلس 09-08-20 04:54 PM

قصة تهبل
خاصة استعمالك لوصف دقيق ومتسلسل لامس قلبي بشدة .
دام ابداعك بقصص كهاته .

سيلينان 09-08-20 05:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمارلس (المشاركة 15024940)
قصة تهبل
خاصة استعمالك لوصف دقيق ومتسلسل لامس قلبي بشدة .
دام ابداعك بقصص كهاته .

ثانكس حبوبتي على ردك الحلو :syriasuperstarra8:
نورتيني بحضورك ودمتي بخير 😘😘

عشقي بيتي 14-08-20 03:05 PM

راااااااااااااااائعه جداجدا اعجبتني
اولاحكايه الفتاه بعدها حكايةالتفاحه
والوصف الدقيق والجميل
اشكرك جدا على دعوتي للمشاركه
في قراءة القصه لانهاامتعتني
موفقه غاليتي باذن الله
منتظره لك بروايه طويله ورائعه

سيلينان 14-08-20 03:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي (المشاركة 15033694)
راااااااااااااااائعه جداجدا اعجبتني
اولاحكايه الفتاه بعدها حكايةالتفاحه
والوصف الدقيق والجميل
اشكرك جدا على دعوتي للمشاركه
في قراءة القصه لانهاامتعتني
موفقه غاليتي باذن الله
منتظره لك بروايه طويله ورائعه

كتيرة مشكورة على ردك الحلو وكلماتك
وبالنسبة للرواية زوري خطايا حواء

إيما فدو 14-08-20 04:34 PM

قصة جميلة و مسلية

اعجبني كيف وصفتي شعور التفاحة و هي تلتهم
موفقة واصلي 🍎🍏

سيلينان 14-08-20 05:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيما فدو (المشاركة 15033784)
قصة جميلة و مسلية

اعجبني كيف وصفتي شعور التفاحة و هي تلتهم
موفقة واصلي 🍎🍏

انتي الاجمل
بتمنى ما تتاثري وتكرهي التفاح هههههههه
مشكورة على مرورك

إيما فدو 15-08-20 03:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيلينان (المشاركة 15033823)
انتي الاجمل
بتمنى ما تتاثري وتكرهي التفاح هههههههه
مشكورة على مرورك


ههههه لا لن اكرهه لكني سافكر الف مرة قبل اكله،فقد اثرت بي قصتكِ و احزنني ما يمر به التفاح من معاناة

في الجنة نلتقي 21-08-20 03:58 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاااالااااااااو ساااالو
شوفي القصة بسسسس ملاحظة بسيطة....
لما قلتي نعود الان لا ستلقائي على السرير....
كنت في عالم وفجأة صحيتيني منو...وانت ادرى لما تكوني تقراي في شيء
تكون في الكتابمو في العالم وانا كنت في السطور...فطردتني هذه الجملة
وبسسس..وعموما القصة حلوووة كثير.....
حسيتك بدلتي البشر بالتفاح...اوصلتي رسالة كبييرة من خلال الجملة الاخيرة
وانا من النوع لي احب اقرأ شيء يعالج قضية ما
سلام

سيلينان 29-08-20 06:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة في الجنة نلتقي (المشاركة 15046650)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاااالااااااااو ساااالو
شوفي القصة بسسسس ملاحظة بسيطة....
لما قلتي نعود الان لا ستلقائي على السرير....
كنت في عالم وفجأة صحيتيني منو...وانت ادرى لما تكوني تقراي في شيء
تكون في الكتابمو في العالم وانا كنت في السطور...فطردتني هذه الجملة
وبسسس..وعموما القصة حلوووة كثير.....
حسيتك بدلتي البشر بالتفاح...اوصلتي رسالة كبييرة من خلال الجملة الاخيرة
وانا من النوع لي احب اقرأ شيء يعالج قضية ما
سلام

اسفة ههههههه اعتبريها صفعة للعودة للواقع
شكرا على مرورك


الساعة الآن 02:52 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.