آخر 10 مشاركات
ديزي والدوق (44) للكاتبة :Janice Maynard .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          1128 - طيف من الحلم - آرلين جايمس - دار النحاس ... ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree260Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-20, 06:29 PM   #211

هبه احمد مودي

? العضوٌ??? » 387744
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » هبه احمد مودي is on a distinguished road
افتراضي


حبييييت يا سولا
فصول الساحل و الروقان
و تجمع العائلات
تسلم ايدك يا سولا
و القفلة ايه بقى عصووووومي😂😂⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


هبه احمد مودي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-20, 07:07 PM   #212

شروق سمير

? العضوٌ??? » 472266
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » شروق سمير is on a distinguished road
افتراضي

جميله اوي اوي اوي اوي اوي اوي

شروق سمير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 05:54 AM   #213

جنة محمود
 
الصورة الرمزية جنة محمود

? العضوٌ??? » 291127
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 624
?  نُقآطِيْ » جنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond repute
افتراضي

لا أمل من إعادة قرأتها 😘😘😘

جنة محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 06:13 PM   #214

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه احمد مودي مشاهدة المشاركة
حبييييت يا سولا
فصول الساحل و الروقان
و تجمع العائلات
تسلم ايدك يا سولا
و القفلة ايه بقى عصووووومي😂😂❤❤❤❤
يا هلا يا هلا يا حبيبتي
الله يسلمك مبسوطة ان الفصل عجبك
عقبال الباقي ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 06:14 PM   #215

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق سمير مشاهدة المشاركة
جميله اوي اوي اوي اوي اوي اوي


يا هلا يا جميل
منوراني
مبسوطة اوي اوي ان الرواية عجباكي
مستنياكي دائما ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 06:15 PM   #216

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنة محمود مشاهدة المشاركة
لا أمل من إعادة قرأتها 😘😘😘
يا هلا يا هلا
سعيدةجدا انك بتعيديها معايا تاني
مستنياكي دائما ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 06:16 PM   #217

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير والسعادة على متابعين حبيبتي السكر زيادة
يارب تكونوا بخير وصحة وسلامة
موعدنا الان مع فصل جديد من حبيبتي
اتمنى يجوز على اعجابكم
ومستنية ارائكم وتعليقاتكم وردودكم

الفصل الواحد والعشرون

__ لقد عدنا .
هتف بها علي الدين الذي وصل للتو برفقة الصغار ، فالنزهة كانت اقتراح أدهم في الأساس الذي أصر على أن يصحبا الفتاتين معهما وخالد الصغير المتعلق بأدهم بطريقة ملحوظة .
__ حمد لله على سلامتكم ، ألقتها منال برقة وهي تشير إلى حفيدها الذي اقترب منها فسألته بلطف وهي تضمه إلى صدرها - هل استمتعت يا دودو في النزهة ؟
أومأ برأسه في حماس ليهتف : كثيرا كان ينقصها وجود أمير .
ابتسم جده وأشار إليه أن يقترب : إذًا أنت صديق لأمير؟
أجاب خالد بعفوية : إنه صديق لسهيلة وعليه أنا تعرفت عليه وأصبحنا شبه أصدقاء ، فهو لطيف المعشر وهادئ للغاية .
ومضت عينا خالد باهتمام ليرفع عينيه إلى حفيدته الغالية ليردد ببطء : صديق لسو إذًا؟
ابتسمت سهيلة برقة لتشير بكفيها : أنه زميلي بالصف يا جدو .
أومأ برأسه متفهما قبل أن يصدح صوت تيم بجدية والذي يضم ابنة شقيقته من كتفيها والتي هرعت إليه حينما وصلت يطمئن على أحوالها : إنه ولد لطيف ، ذو خلق وتربيته جيدة ، أتبع وهو ينظر إلى ابنته – و سو متأقلمة معه إلى حد ما .
همهم علي الدين لمازن : عمن يتحدثون ؟
ابتسم مازن وهو يجاور ابن عمته جالسا : عن أمير الصغير ، شقيق آسيا .
أومأ علي الدين برأسه متفهما ليتابع أدهم بجدية : إنه زميل سهيلة بصفها الدراسي ، إنه ولد جيد جدا ، اتبع وعيناه تومض بمشاكسة – وشقيق آسي .
ضحك مازن بخفة ليهز علي الدين رأسه بيأس : ألن تجد بر ترسى عليه يا دومي ، ألم تمل من كثرة الاسماء العالقة برأسك وحياتك ؟!
ضحك أدهم بمشاغبة : لتعلم فقط أنا لا اتذكر الأسماء التي دون فائدة حقيقية ، وما ينتهي يولى ولا أحاول أن أتذكره .
زفر علي الدين بقوة ليتابع أدهم بجدية وصوت يحمل نبرة تحذيرية قوية – ولكن آسي مختلفة أنت تعلم هذا جيدا ، فإياك أن تضمها الى من هن أقل مكانة وشأن ، آسيا الاختلاف والفرق فلا تقارنها بالبقية .
نظر إليه مازن باهتمام بينما اعتلى التفكير وجه علي الدين ليسأله بجدية : أنت ليس كما أظن أليس كذلك يا ابن الخال ؟
ابتسم أدهم بمكر ليغمغم بتفكه : مكانة آسيا عندي أعلى مما تظن يا ابن العمة .
ارتفعا حاجبي مازن بتعجب ليبتسم علي الدين بإعجاب هاتفا : إذًا إنها الأخت الثالثة .
ضحك أدهم بخفة : بل الرابعة أو الخامسة ، انتظر أن أحصي فتيات العائلة مستبعدا الفرس حتى أكون صادقا مع نفسي .
تعالت ضحكاتهم لينتفض هو على القبضة التي امسكته من قفا قميصه : ماذا أفعل بك ؟!
تعالت ضحكاته أكثر ليهزه عمار بجدية وعتاب قوي يلمع بعينيه – اخبرني هل أعلقك مقلوبا من ساقيك ، أم أغرقك في البحر وأرتاح منك ؟!
ضحكاته تعالت أكثر وعمار يهزه بعنفه ليتعلق برقبته مقبلا كتفه : المعذرة يا أخي ، لم أقصد أقسم بالله ، نسيت تحذيرك الماض .
دفعه عمار بعيدا عنه : أعلم أنك نسيت لذا أسألك عن طريقة تجبرك على التذكرة فيم بعد .
ضحك أدهم بقوة ليرقص حاجبيه بشقاوة مهمهما : أجعلها زوجة أخي وأنا اعدك أني سأتذكر دوما صفتها الجديدة .
ابتسم عمار رغم عنه يسبل اهدابه مخفيا توقه والأمل الذي ضرب أوتار قلبه بقوة لتنفرج قبضته عن قميص ابن عمه ليدفعه مزمجرا : إياك وأن تفعلها ثانية .
ابتسم أدهم بمرح : علم وينفذ يا دكتور .
استلقى عمار بجانب علي الدين ليهتف وهو يضربه على فخذه بقوة : وأنت ألا تستطع أن توقف هذا العربيد عن الحديث ؟
تأوه علي الدين ليمسد موضع ضربته قبل أن يهتف بحنق : أنت تعلم ابن عمك جذبوه من لسانه منذ ولادته .
هتف عمار بحنق مفتعل : سأقطع له لسانه .
ضحك مازن ليهمهم بخفوت : حل سحري يا طبيب ، اتبع وهو يقترب من عمار بمشاغبة – لسانه وأشياء أخرى ستفيد البشرية بأكملها .
تعالت ضحكات عمار ليغمغم علي الدين بتفكه : اقتراح عبقري .
هدر صوت أدهم : لا تنسيا أنا من باق لكما يا اوغاد ، فعمار سيلتهي عنكما ولن ينقذكما مني ، ثم احترما نفسيكما فأنا الكبير .
لوى علي الدين شفتيه ليغمغم مازن بإحباط مفتعل : ونعم الكبير .
رقص أدهم حاجبيه : حينما تأتي لاستشارتي سأوليك ظهري ولن افيدك ، اتبع غامزا – وأنت تحتاج استشارتي كثيرا .
رفع عمار حاجبيه باهتمام في حين رمق مازن أبن عمه بعتاب : هكذا يا أدهم .
ابتسم عمار برزانة ليهتف بمازن : أنت تأخذ نصائح العربيد يا مازن ، لماذا هل تنوي أن تسلك درب هذا الغبي الذي يهدر طاقاته في أشياء لا فائدة منها ؟
لوى مازن شفتيه ليتنهد بقلة حيلة :بالطبع لا ولكن للأسف ليس أمامي غيره ، اتبع بشقاوة – إلا لو كازانوفا آل الجمال نصحني سأكون دون حاجة له .
صدح صوت عاصم هاتفا بضحكة رائقة :كازانوفا آل الجمَال ينصح نفسه أولا ثم يوزع نصائحه على البقية .
رماه عمار بنظرة لائمة ليشاكسه عاصم بملامحه قبل أن يصافح ابني عمه وعلي الدين الذي وقف له احتراما ينظر إليه بتقدير ليتبع عاصم وهو يجلس معهم : ثم أن العربيد نصائحه تأتي بنتيجة مثالية ، أليس كذلك يا مازن ؟
حك مازن رأسه : للأسف نعم .
انتشى أدهم بفخر ليتحدث عاصم ضاحكا : طبعا ، التجارب الكثيرة منحته خبرة كبيرة .
غمز له أدهم بشقاوة : وأنت يا كبير ألا تحتاج إحدى نصائحي ؟
ابتسم عاصم برزانة وهو ينظر لعمق عيني ابن عمه ليجيب بجدية : حينما أريد امتلك يا أبن العم دون مراوغة .. التفاف .. أو دوران حول الهدف ، أنا رجل واضح صريح لا أحب الغموض ، لذا أعلن عما أريد دون مواربة وواثق بأني سأحصل على ما أريد في النهاية مهما طالت مدة الإنتظار .
تأمله أدهم مليا ليسأله بهدوء : وإذا أردت شيء لم يكن لك وليس من حقك امتلاكه ؟
أجابه عاصم بعفوية : ما أريده يصبح لي ، وما امتلكه لا اتركه .
ومضت عينا أدهم باهتمام ليغمغم ساخرا : التملك السمة العظمى لدينا جميعا .
اسبل عاصم اهدابه قبل أن يعلو صوت فاطمة مناديا فينهض واقفا مغمغما برقي : بعد اذنكم .
عم الصمت بعد مغادرته ليسحب علي الدين نفسا عميقا مهمهما بتساؤل هزلي : هل ما اشمه حقيقيا ؟
تبادل أدهم النظرات مع مازن ليكتما ضحكاتهما سويا وخاصة حينما هتف تيم بحبور وهو يقترب من طاولات الطعام التي تعد في حديقة الشاليه الكبيرة نسبيا : من الذي أوصى على طعام اليوم؟!
هتف وليد بضحكة رائقة دون النظر إلى ما يوضع على الطاولات : أليس الطعام أكلات بحرية متنوعة ؟
أومأ تيم برأسه فتعالت ضحكات وليد حينما هتف خالد بهدوء : إذًا الطعام توصية سيادة الوزير
انفجر مازن وادهم ضاحكين وخاصة حينما همهم أدهم بمكر : ألم أخبرك أبي وأعرفه جيدا ؟!
تعالت ضحكات مازن حتى كح بقوة ودمعت عيناه ليرمقهما علي بمرح تراقص بعينيه قبل أن يغمغم بخفوت : خالي الجميل كثر خيره والله أنا احب وجودنا في الساحل لأنه يدعمنا بالفسفور دوما .
قهقه أدهم ضاحكا ليجيبه ساخرا : وأنت بم تستفيد من الفسفور سوى أنك ستنير قريبا فأنت لا تستخدم المحصول لديك .
رمقه علي الدين باستعلاء : أنت وقح .
تعالت ضحكات مازن بقوة ليهتف عمار القريب منهم : توقف عن اضحاكه يا أدهم ستميت الولد من الضحك .
انتبهت إيمان لجملة عمار الصادحة لتهتف بخوف : ما به مازن ؟!
ضحك ابنها ليهتف أدهم بشقاوة : ما به يا عمتي ، إنه يضحك ، هل اصبح الضحك مكروه الآن؟!
هتف وليد الذي اقترب منهم : اتركيهم يا إيمان ، فهؤلاء الأولاد قليلي الحياء يتضاحكون بسبب الطعام .
رمشت بعينيها بعدم فهم : ما به الطعام ، هل تشعرون بالجوع ؟!
تعالت ضحكات من حولها ليهتف أدهم بمرح ومشاغبة : بل نشتاق لاستخدام المخزون من الطعام لدينا يا عمتي ؟
هتف علي من بين ضحكاته : احترم نفسك يا أدهم ، في حين هتفت إيمان بعدم ادراك - مخزون أي مخزون؟
هم أدهم بالحديث ليرمقه وليد من بين رموشه فيبتلع كلماته يخفيها حول ابتسامة واسعة زانت ملامحه الشقية ليتمتم وليد : اذهبي يا ايمي إنه حديث رجال ، ولكن ابن اخيك الوحيد يحتاج إلى شدة اذن جيدة .
نظرت إلى وليد لتغمغم برقة : لا تضايقه يا وليد .
هز وليد رأسه بيأس : اذهبي يا اختاه اذهبي ، فأنت وامه وخالته السبب في دلاله اللامتناهي .
لمع المكر بعيني أدهم الذي اقترب من عمه يشاكسه قاصدا : أشم رائحة الغيرة يا عماه .
ابتسم وليد بهدوء ليهتف بصوت عال فجأة حينما طل وائل عليهم : يا سيادة الوزير، هلا رددت بالإيجاب دون أن تعلم ؟
انتبه وائل بجدية إلى أخيه ليهتف بأريحية : اعتبر ما تريده قضي يا أخي .
رمق أدهم من بين رموشه ليهتف بجدية : بعد أن ينتهي أدهم من امتحاناته أرسله لي فأنا أريده .
نظر وائل إلى ابنه مليا قبل أن يجيب : خذه من الآن .
ابتسم وليد ليهتف بجدية : سأنتظرك حينما تنهي امتحاناتك يا ولد .
عبس أدهم بتعجب ليغمغم بتفكه بعدما ابتعد عمه عنه : هل المفترض أن أخاف ؟! ضجت الضحكات ليتابع أدهم بعدم فهم - فعمو وليد اظرف من أبي كثيرا
ابتسم عمار ولم يجبه ليصدح صوت عاصم الذي عاد إليهم ثانية : بل المفترض أن ترتعد فرائصك يا أدهم ، فعمك الظريف والاظرف من أبيك كثيرا في الأمور الجادة لا يمزح ولا يستمع إلى الأعذار ، اتبع وهو يجلس مجاورا لأخيه - بل الاظرف من عمك الظريف هي زوجة عمك الياسمينة الرقيقة ، إنها في غاية الرقة .
انفجر عمار ضاحكا رغم عنه ليهمهم بخفوت : أمي إنها أرق من النسمة ، يا الله على رقتها تجمدك موضعك بنظرة عين وتجبرك على القفز خوفا بزعقة خافتة
ضحك عاصم بقوة ليتابع : وأمامها أبيك نفسه يعلن انسحابه وتراجعه ، تنهد بقوة ليتابع بهدوء - منذ اللحظة التي تطأ قدميك بيتنا، أنسى فاطمة ودلال فاطمة ، وانسى عاطفة عمتك المتدفقة ورقة خالتك غير المتناهية، فعندنا البيت معسكر يشابه معسكرات الجيش
شحب وجه أدهم ليغمغم باستنكار : أنتما ترعباني فقط لا أكثر .
هز عاصم كتفه بلا مبالاة ليغمغم عمار : على راحتك صدق أو لا تصدق هذا شانك يا ابن العم .
كتم مازن وعلي الدين ضحكاتهما ليهتف مازن وهو ينهض متجها للكبار : الدعوة تخص أدهم فقط يا عماه أم نحن الآخران مرحب بنا لديكم .
ابتسم وليد باتساع لتهتف ياسمين بجدية : بالطبع أنتما مرحب بكما دوما ، تعالوا جميعا للمكوث لدينا قليلا ، فالولدين مشغولين بأعمالهما وأنا اقضي النهار بمفردي مع عمك يا مازن ، وجودكم سيعيد للبيت صخبه المعتاد .
ابتسم مازن باتساع ليجيب وليد بجدية : سنستضيفكم جميعا يا مازن وخاصة أنت فلتفرغ لأبيك البيت قليلا بعد زواجه .
رجفا جفني مازن ليبتسم ويهز رأسه بتفهم قبل أن يسأل بصوت أبح : هل حدد موعد زواجه .
أشار إليه وليد بالاقتراب فتحرك ليجلس بجوار عمه الذي ربت على ركبته بحنو : أنت سعيد بقرار أبيك يا مازن أم غاضب كجنى ؟
ابتسم مازن ليجيب بجدية : بل سعيد يا عماه ، حتى جنى ليست غاضبة بل هي متوترة ، أنا الآخر أشعر نوعا ما بالتوتر ولكن جنى لديها مشاعر متضاربة كثيرة ستهدأ مع الوقت وتتفهم الأمر وتتقبله .
رمقه ولد بفخر ليربت على رأسه بحنو : أنت رائع يا بني ، يا لحظ أحمد بولد مثلك . أبتسم مازن ليغمغم بالشكر قبل أن يسأل عمه بشقاوة - هل أنت غاضب من أدهم يا عماه ؟
ضحك وليد ليسأله بمرح : أنت خائف عليه وهو لم يعر للأمر اهتماما ؟
تنهد مازن بقوة ليهتف : أدهم لا يظهر مشاعره الحقيقية يا عماه ، حتى إن مات خوفا يرحب بالموت على أن يظهر خوفه أو المه ، يفضل تلك الواجهة التي يفتعلها عن أن يلمح أحدا حزنه .. المه .. خوفه .. أو ضيقه
ابتسم وليد بمكر ليهمهم : أعلم ، لذا يا ابن أخي أنا أريده ، رمقه مازن بخوف لمع بعمق حدقيته ليسأله ببراءة : هل أنت مثلما يصفك عاصم وعمار يا عماه ؟
ضحك وليد ليجيب بخفة : وما الذي يقولانه أبني العزيزين ؟
هم مازن بالحديث ليقاطعه وليد بشقاوة : ما رأيك أن تجرب بنفسك ؟
رمقه مازن بقلق فطري ليجيب بثبات : سآتي يا عماه ، حينما يحدد بابا موعد زواجه سآتي إليك ، ولكن أين ستمكث جنى ؟
هز وليد رأسه ليغمغم : من الممكن أن تتزوج هي الأخرى ؟
انتفض مازن بخفة لينظر إلى عمه بعدم فهم قبل أن يغمغم بصوت مختنق : هل وافقت جنى على العريس المتقدم لها ؟
هز وليد كتفيه : لا أعلم ولكن من الممكن أن توافق . أجاب مازن بجدية : لا لن تفعل هي لا تحب باهر ولن تتزوجه
رفع وليد حاجبيه بتعجب : لماذا ؟! رف جفني مازن بالتتابع فاتبع وليد - هكذا دون سبب .
أومأ مازن رأسه بانفعال ليبتسم وليد بتفهم ليربت على كتفه بدعم : لا بد أن تتفهم يا مازن إن رفضت جنى هذا العريس ستوافق على آخر غيره ، مصير جنى بأخر الأمر للزواج سواء من باهر أو من غيره
تمتم بجدية : أعرف يا عماه ، أعرف
***
تنحى بأخيه جانبا بعيدا عن الآخرين ليبتسم بشقاوة : عيناك تبحثان بجدية يا أخي .
زم عاصم شفتيه ليهمهم : لا شأن لك .
ضحك عمار بخفة ليهمهم بمشاكسة : أخاف أن ترمي نفسك هذه المرة بالبحر يا شقيق
لكزة عاصم في ركبته فكتم عمار تأوهه ضاحكا بمرح ليتابع بتفكه : ألن تخبرني عم حدث دفعك إلى أن ترمي بنفسك إلى المسبح بكامل ملابسك ، افسدت الحذاء الجديد يا باشمهندس .
اسبل عاصم اهدابه وأثر الصمت ليصدح صوتها بتحية المساء لتطل على الجلسة بابتسامة هادئة وعيناها تتحاشى النظر إليه ، تثرثر مع أخيها .. أبن عمه .. تمأ بالتحية لتيم ، وتبتسم لحديث أبيه المشاكس ، تسأل عن شقيقتها التي لم تعد بعد ، وتجيب عمتهما بأن جنى قادمة من خلفها ، تتعلق عيناه بها فتومض بتوق ، يديرها عليها من أخمص قدميها المختفتين بحذاء بناتي أرضي رقيق بلون عنابي داكن ، بنطالون كتاني واسع مخطط بين اللونين الأبيض والأسود وخط عنابي رفيع يمنحه وهجا خاصا ترتدي فوقه قميص قطني أبيض اللون برقبة قصيرة تحد أخر عنقها وكمين ضيقين يرسمان ذراعيها ويصلان لمنتصف ساعديها مكشوف الكتفين فيظهر هشاشتهما ، ترتدي سلسال فضي لامع طويل ليستقر أخره بلؤلؤة حمراء كبيرة نسبيه فوق منتصف صدرها تتناغم مع حلقها المدلى بنفس اللؤلؤة ولكن ذات حجم صغير يكاد أن يستقرا فوق كتفيها كلما حركت رأسها ، خصلاتها اللامعة بوهج البندق تحيط وجهها ، فتتوهج عيناه وهو يتذكر هيئتها السابقة ليغمغم داخليا " سواء برداء سباحة أو ملابس كاملة كما يراها الآن فهي تسرق نبضاته وعيناه تتعلق بها رغم عنه "
لكزة أخيه بركبته في رجله القريبة منه ليغمغم بخفوت : عمك يراقبك .
أخفض عينيه مرغما ليتنهد بقوة قبل أن ينهض واقفا مغمغما لأخيه : غطي غيابي .
كتم عمار ضحكته ليجيبه بتسلية تراقصت بعينيه : فقط لا ترمي بنفسك في البحر هذه المرة أخاف أن لا تسعفك سباحتك فتذهب روحك فداء الحب يا أخي .
غمغم عاصم ساخرا : حافظ أنت على روحك التي ستنتهي وأنت تركض وراء الفرس فلا تقو على الوصول إليه أو التحكم في لجامه .
رمقه عمار بعتاب : هكذا يا عاصم .
ابتسم عاصم بتفكه ليهمهم إليه : لتفكر جيدا قبل أن تشاكسني يا حبيب أمك .
ضحك عمار بخفة ليغمغم إليه : أمي رائقة المزاج وتشاكسني منذ أن عادت مع أبيك ، هل تعلم السبب ؟
أخفض عاصم عينيه وهمهم : اهتم بشؤونك يا عمار .
ضحك عمار بخفة ليهتف به : هيا اذهب قبل أن يلمحك عمي وأنت تغادر فيوقفك أو يحتجزك إلى جواره ولا تتأخر عن موعد الطعام حتى لا ينتبه إليك عمك .
تحرك عاصم بخطوات متلاحقة ليختفي عن الأنظار فيبتسم عمار بتسلية اعتلت ملامحه حينما تحركت نوران بعد قليل من الوقت مختفية عن الأنظار بدورها بعد أن نظرت إلى هاتفها .
تنهد بقوة واعاد رأسه إلى الخلف مغمض عينيه لينتبه لحركة بجواره فيلتفت إلى عادل الذي استلقى على الكرسي المجاور له هاتفا بهدوء : الهواء منعش ورائحة القشريات تميتني جوعا .
ابتسم عمار : انتظر قليلا وسنؤكل جميعنا .
سحب عادل نفسا عميقا ليهمهم : يا الله الرائحة رائعة يا عمار .
ضحك عمار ليغمغم عادل متبعا بحنق – أخبرني ماذا ننتظر؟!
هز عمار رأسه بغير معرفة ليصدح صوت أبيه بترحاب وحبور داعب نبراته : سيادة المستشار وصل .
قفزا الإثنان واقفان لينظرا إلى السيارة الفخمة التي دلفت إلى الباحة الأمامية تتبعها سيارة ذات دفع رباعي قفز منها شابين ضخمين قبل أن تتوقف ليتحركا نحو سيارة أمير فيقفان حول السيارة يفتح أحدهما الباب له فيترجل أمير بفخامة ويقف منتظرا نزول ليلى ليجذبها بلطف من كفها ليستقبل ترحاب الجميع بهما .
***
تقف بعيدا تنظر إلى حديث عاصم وفاطمة الهادئ بعيدا عن الجميع تراقب ابتسامة بكريها المنخفضة بانحناءة خجلة تعرفها جيدا وكأن فاطمة تؤنبه عن شيء فعله ، شيء محبب إلى نفسه ..شيء اسعد فلا يقو على الاعتذار عنه رغم أنه يخجله ، كلمات هادئة تناثرت من فمه أثارت ضحكات فاطمة قبل أن تجذبه لحضنها تربت على ظهره بحنو أمومي ثم تدفعه بعيدا بتحذير اعتلى ملامحها وهي تشدد عليه بكلمات لم تستمع إليها .
سحبت نفسا عميقا وهي تتذكر حديثها الجاد مع وليد بعد أن غادرهما عاصم ، سؤال زوجها عن مدى ادراكها لمشاعر أبنها امهلها بضع لحظات قبل أن تجيب بهدوء : لا يهم مشاعر عاصم التي أدركها يا وليد ، الأهم لدي هو مشاعر ابنة اخيك نحوه .
ابتسم حينها وليد بمكر ليغمغم بتفكه : راقبيها تلك الفترة ستري ما يبهج قلبك .
عبست بريبة قبل أن تسأل بجدية : هل طلبها ولدك للزواج دون أن يخبرني أو يصحبني معه ؟
ضحك وليد بخفة : الآن أصبح ولدي !!
سحب نفسا عميقا وهو يقترب من حوض السباحة فيخلع حذاءه : لا لم يفعل بعد ، ولن يفعل دونك يا جاسي وأنت تعلمين ،
صمت قليلا ليتبع وهو ينزل إلى حوض السباحة بخطوات متمهلة : إنه ينتظر إحكام قبضته عليها ليجبر وائل على ما يريد .
عبست بتعجب وهي تخلع ملابسها بدورها لتسأل باستنكار : هل يرفضه أخيك ؟!
ضحك وليد بخفة وهو يغمر جسده بالمياه : بالطبع لا ولكنه يراوغ ولدك ، اتبع وهو يستدير نحوها – لا تتدخلي بينهما واتركيهما يتصارعان كالديوووك .
أطال نطق الكلمة رغم عنه وهو يتطلع إليها في رداء السباحة ذو القطعة الواحدة بلون أزرق غامق .. قاتم ، وشرارات نيلية متوهجة تختلط بخطوط فسفورية لامعة ، حمالتيه يتعلقان بكتفيها وصدر دائري يكشف عن تكوير صدرها فيضيء ببقعها البنية الكثيفة ، ملتصق بجذعها الممتلئ قليلا إلى أن انتهى باستدارة حددت أول فخذيها ، استدارة ضيقة أجبرته على تخيل مظهرها من الخلف فيزدرد لعابه ببطء قبل أن يهمس بصوت أجش : تعالي .
لمعت ضحكتها الشقية فوق شفتيها وهي تقترب ببطء لتجلس على حافة سلم حوض المسبح لتهمهم برقة : أعجبك رداء السباحة؟
أجاب بصوت ابح : استديري وأنت تنزلي للمياه يا ياسمين .
انطلقت ضحكتها وهي تحرك قدميها بخفة في المياه ليتابع امرا بنفاذ صبر : هيا يا جاسي ، لا تفقدي تاريخية اللحظة .
ضحكة أخرى قبل أن تستجيب له فيتلقفها بين ذراعيه يضمها إليه بتوق قبل أن ينغمر جسدها كليا في المياه وهو يهمس بجانب اذنها : اشتقت إليك يا ياسمينتي .
هزت رأسها تنفض الذكرى القريبة عن رأسها لتلتقط عيناها بكريها يبتعد عن الجلسة بخطوات متلاحقة لتومض عينيها حينما التقطت ابتعاد نوران خلفه بعد قليل ، سحبت نفسا عميقا قبل أن تقترب من فاطمة بخفة سائلة بجدية : أين نانا يا تامي ؟! لم التقيها منذ أن وصلت .
ابتسمت فاطمة بخفة لتنظر إلى عمق عيني ياسمين : كانت هنا منذ قليل .
همهمت ياسمين بتعجب : لم ارها ،
ابتسمت فاطمة بمكر لتسأل بوضوح : ماذا تريدين يا أم عاصم؟
ابتسمت ياسمين باتساع : أتعلمين لقد تأقلمت معك منذ البداية بسبب وضوحك ، فأنت لا تحبين المراوغة .
ضحكت فاطمة برقة لتتابع ياسمين بجدية : أنت موافقة على ما يريده وليد يا فاطمة أليس كذلك ؟
سحبت فاطمة نفسا عميقا قبل أن تجيب بهدوء : بل ما يريد عاصم يا ياسمين ، تذكري دوما أنها رغبة عاصم .
أومأت ياسمين برأسها في تفهم فأكملت فاطمة بجدية : وبالطبع موافقه وادعمه بقوة .
نظرت إليها ياسمين مليا لتبتسم فاطمة بإدراك : أنت تخشين من نوران أليس كذلك ؟
اهتزت حدقتي ياسمين لتجيب بصلابة : لقد اذت عاصم قديما يا فاطمة ، وأنا لم أسامحها بعد على أذيتها له .
سحبت فاطمة نفسا عميقا لترد برقة : الأمر هذه المرة مختلف ، فعاصم يفعل ما كان يجب عليه فعله في السابق يا ياسمين ، فليس من الطبيعي أن يظل صامتا منتظرا ان تتفهم هي دون أن يخبرها بأي شيء يخص مشاعره نحوها .
عم الصمت عليهما وياسمين تنظر بعيدا قبل أن تمأ برأسها في تفهم : أتفق معك ، صمته وكبته لمشاعره من البداية هما ما اوصلاه لهذه النقطة، لن أخفي عليك أني غاضبة من ابنتك فهي لم تطلع لعاصم كما ينبغي ولكن لأني أعلم شعورها جيدا واتفهم أنها حتى إن حملت إليه المشاعر لا يجوز أن تخبره بها طالما التزم ابني الصمت .
غمغمت فاطمة بسعادة : الآن هو يبوح وهي الأخرى تبادله مشاعره .
ابتسمت ياسمين لتسألها بمكر أنثوي : ألم تخبريني أن نوران كانت في المسبح عصرا ، لم أراها حينما ذهبت إلى هناك.
ابتسمت فاطمة قبل أن تجيب بطبيعية : بل كانت هناك قبل أن يقتحم خلوتها ابنك الهمام ويخيفها .
ضحكت ياسمين رغم عنها لتغمغم : لقد وجدته فعلا بالمسبح مغرقا بالمياه من اعلاه لأسفله واخبرنا بأن قدمه ذلت إلى المسبح .
ارتفع حاجبي فاطمة بدهشة لتتساءل بصدمة – هل ألقت به نوران في المسبح ؟!
لوت ياسمين شفتيها بحنق : لا أعتقد يا فاطمة فعاصم لن يفعلها أبدا .
عبست فاطمة لتهمهم بعدم فهم : أتفق معك ، اتبعت بحنق - إنه لا يشبه آل الجمال في هذا الأمر يا ياسمين ، ولكن لا أفهم ما الذي أخاف نوران إذا لم يقترب منها .
هزت ياسمين كتفها بعدم معرفة لتثرثر إليها فاطمة : لقد عادت ترتعد فتوقعت أن يكون أخافها بمشاعره نحوها لذا كنت اؤنبه منذ قليل ولكن ..
صمتت قليلا لتهمهم بخفوت : لا أصدق أن نوران من دفعته .
هزت ياسمين رأسها نافية : وأنا مصممة أنه لم يقترب من ابنتك .
ضحكت فاطمة بخفة : في الغد يقترب يا أم عاصم .
لوت ياسمين شفتيها بحنق مفتعل لتغمغم ساخرة : فقط اخبري زوجك أن يبتعد عن طريقهما ، فأنا لن أسمح له بتكرار تجربة أحمد مع عاصم .
ابتسمت فاطمة لتربت على ساعدها برقة : لا تخافي لن يفعل ، عاصم مختلف وأنت تعلمين ، فقط اتركيه يحارب ليصل إلى ما ينشد يا ياسمين .
هزت رأسها : سأفعل لا تقلقي ، رغم كل شيء لابد أن يفصح عن مشاعره لابنتك حتى تقبل به ابلغيها أن لا تستسلم لسحره قبل أن تسمعها منه واضحة وصريحة فالصمت لا يفيد ، اتبعت مغمغمه باستياء - لا ينقصنا سيادة وزير جديد .
تعالت ضحكات فاطمة لتشاركها ياسمين الضحك قبل أن تنتبها سويا الى وصول السيارات فتهتف ياسمين بغبطة : ليلى وصلت .
وقفت فاطمة بابتسامة لبقة مرحبة لتهتف بأمير وليلى : مرحبا بكما .
***
توقفت قبل أن تقترب منه لينظر إليها بتساؤل فتجيب بهدوء : ماذا تريد أتيت كما اردت ؟
ابتسم بتعجب ليجيب وهو يقترب منها : أردت أن أسلم عليك فمنذ وصلت لم أفعل .
تراجعت للخلف كلما أقترب : حمد لله على سلامتك .
عبس بتعجب ليسأل وهو يتوقف عن الاقتراب منها : ما بالك يا نوران ؟! أتبع بانزعاج - أنت خائفة مني ؟!
بللت شفتيها برقة لتهمس إليه بعفوية : صدقا نعم أنا خائفة ،
ارتفع حاجبيه بصدمة : مما ؟!
رمشت بعينيها كثيرا لتجيب : ما حدث عصرا لا أفهمه ، لم أكن اتوقعه ، سحبت نفسا عميقا - منك خصوصا يا عاصم .
ابتسم ساخرا : وهل حدث شيء من الأساس لتخافي يا ابنة عمي ؟!
رجفا جفنيها لتصرح بتلقائية : أنت ألقيت بنفسك في المسبح يا عاصم بكامل ملابسك بسبب ..
توردت وصمتت لتشيح بعينيها بعيدا مكملة بخفوت شديد ووجهها يحتقن بقوة : لقد نظرت إلي
ضحك بقوة رغم عنه ليجيبها وهو يعاود الاقتراب منها : بالطبع نظرت هل أنا أعمى ؟!
شهقت بصدمة لتجيبه بحدة : لم تفعلها من قبل ، أبدا ، صمتت قليلا لتتبع بهدوء – حتى الأيام الماضية لم تلامسني ولو بالخطأ
تنفس بقوة : لأنك لم تكوني لي من قبل ، الآن أنت خاصتي يا نوران ، اتبع وهو يقترب منها بخفة – الأيام الماضية كنت خائفا أن تفري مبتعدة ولكن الآن أنت لي ، لن يبعدك عني شيء آخر ثانية .
نظر لعمق عينيها ليسألها وهو يجذبها من ساعدها القريب منه ملامسا لأعلى ذراعها بظهر كفه الآخر : أتعلمين لماذا ؟؟
هزت رأسها نافية : لأنك تريدينني مثلما أريدك ، أستطيع رؤية هذا بعينيك ، أستطيع أن أشعر بوتيرة أنفاسك المختلفة في قربي ، أستطيع أن أتفهم تمسكك بقربي والبقاء معي .
رمشت بعينيها : ولكن يظل الأمر غير لائق ، فليس هناك رباط رسمي يجمعنا .
أبتسم بتوق : في أقرب فرصة سنجتمع سويا وحينها سأريك كل ما اتوق إليه وأريده منك .
تخضبتا وجنتيها بشرارات حمراء فتنته فتعالت أنفاسه وهو يقترب منها أكثر يحيطها بذراعه بعد أن أطلق ساعدها المتمسك به ليحتضن وجنتها براحته مغمغما أمام عبير أنفاسها : اشتقت إليك يا برتقالتي .
عبست وهي تضع ساعديها بين جسديهما فتحافظ على المسافة الضئيلة بينهما وتردد : برتقالتك ؟!
أومأ برأسه إيجابا : أنا أحب البرتقال ألا تعلمين ؟!
نظرت بعدم فهم : بلى أعلم .
لامس أرنبة أنفها بعظمة أنفه ليغمغم بجدية : أنت برتقالتي .. خاصتي .
دفعته بلطف : حسنا أبتعد قليلا .
ابتسم ليجيب بمكر تألق بحدقتيه : لم أمنحك تحية المساء .
ابتسمت رغم عنها وهي تدفعه أكثر : مساء الخير ، هيا اتركني .
كز على شفته ليهمس لها بشقاوة : لا أستطيع .
ضحكت برقة :توقف يا عاصم .
سحب نفسا عميقا ليفلتها بإحباط : على راحتك .
تحركت بعيدا عنه قليلا قبل أن تبتسم بمشاكسة فتقترب منه تستطل على طرفي مقدمة حذائها لتقبل وجنته بسرعة لتركض مبتعدة هاتفه بمرح : حمد لله على السلامة يا ابن العم .
ارتفع ذراعيه بعفوية متأخرة فلم يلحق أن يقبض عليها بحضنه لتتعالى ضحكاته رغم عنه وهو يراقب ابتعادها ليهز رأسه بقوة حينما منحته التحية بكفها واختفت من أمام نظره ، فينفث أنفاسه المتلاحقة بزفرة قوية وابتسامة سعيدة تداعب ملامحه وهو يتبع خطواتها لينضم إلى عائلته من جديد
***
غمغمت في الهاتف بصوت خافت : لقد وصلت ، ضحكت بخفة - هل ستنتظر إلى أن أدخل البيت وأشير إليك من النافذة يا باشمهندس ؟!
كتمت ضحكتها حينما هدر في اذنها : نعم ، أريد أن اطمئن أنك أصبحت بين أفراد أسرتك .
همهمت ووجنتيها تتورد : لست مهددة يا عبد الرحمن.
زفر بقوة : لن أترك شيء للمصادفة يا رقية
اتبع بجدية - وأتمنى أن لا تذهبِ للعمل أيام غيابي
رفعت حاجبيها بتعجب : يا سلام .
اتبعت بمرح - أنت تذهب للساحل وتتمتع بالشاطئ والسباحة وأنا أُحبس في البيت
هم بالحديث ليقاطعه صوت رجولي خشن :مساء الخير يا رقية .
انتفضت بخفة لترفع رأسها الى الكيان الرجولي أمامها لتهمهم بصوت محشرج : مساء النور كيف حالك؟
هدر صوته بأذنها : من هذا؟
اثرت الصمت ليصدح صوت الآخر : هل أتيت لزيارة أمي أو أمينة ؟
همت بالرد ليتابع بمرح - إنهما ليس بالبيت حتى أبي غير متواجد ، ولكن أنا موجود .
ابتسمت رغم عنها حينما زمجر عبد الرحمن بغضب : من هذا الموجود؟
هتفت بأريحية : لا يا محمود لقد دلفت إلى المدخل خطأ فقررت أن أصعد من هنا .
هدر بجدية : من محمود ؟
أتاه صوت محمود بعيد قليلا : حسنا أبلغي سلامي لخالي وعمتي وقبلاتي لديجا .
أجابته بمرح : حسنا سأخبر خالك عن قبلاتك التي ترسلها لديجا .
قهقه رجولية ذات نغمة مميزة اتته عبر الاثير ليهتف : هل هذا ابن خالك ؟
تنهدت بقوة : نعم ابن خالتي وابن عمتي ، ولولا حديثي معك لتنبهت لمدخل بيتنا ولم أقابله .
عبس ليسأل : لماذا لا تريدين مقابلته ؟
أجابت سريعا : لا ليس أريد مقابلته بل لم أكن أريد ان أمر بالموقف ككل هو يتحدث إلي وأنت تزمجر باذني .
اثر الصمت قليلا ليسألها بحدة : هل هو مرح هكذا على الدوام ؟
ضحكت رغم عنها : بل أكثر من مرح ، إنه متعجل من أمره لذا أنهى الحديث سريعا وغادر
اطبق فكيه ليهدر دون وعي : ويرسل قبلاته لك أيضا أم يقصر الأمر على ديجا ؟
ارتفع حاجبيها بدهشة لتغمغم : لماذا أنت غاضب يا عبد الرحمن ؟!
غمغم بانفعال : ابن عمتك أو خالك أثار غضبي ، فهو مستفز .
كتمت ضحكتها لتهمس : حسنا لا تغضب ، واطمئن أنا وصلت ، ها أنا ادلف من باب البيت .
عبس بغضب تملك منه : تريدين إنهاء المكالمة يا رقية .
همهمت بعدم فهم : لم أقصد ولكني ظننت أنك تتحدث معي فقط لتطمئن على وصولي وها أنا وصلت
هدر بحدة : إذًا مهمتي انتهت معك حق ، اتبع سريعا - تصبحين على خير يا آنسة رقية
همت بالحديث لتتسع عيناها بصدمة وهي تسمع صوت الخط الذي انقطع وصوت الصفارة يرن بأذنها لتخفض الهاتف وهي تشعر بالحيرة تغلفها لترفع رأسها تنظر إلى والدتها الواقفة أمامها :حمد لله على سلامتك يا روكا .
رجفا جفنيها بصدمة لتهمهم إلى والدتها : لقد أغلق الهاتف بوجهي
عبست مديحة بتساؤل : من هو ؟!
أجابت بتلقائية : عبد الرحمن .
ارتفع حاجبي مديحة بدهشة قبل أن تضحك بقوة وهي تشير إلى ابنتها بالاقتراب : تعالي لتخبريني كل شيء .
***
همهم بتلاعب : إذًا ألن تتمني لي ليلة هانئة ؟
همست برقة وهي تشد غطاء فراشها فوقها : تصبح على خير .
عبس بمشاغبة : هكذا فقط .
ضحكت رغم عنها : نعم ما بها ؟!
لوى شفتيه بإحباط : سادة وأنا أريدها محشوة بالمربى .. بالمكسرات .. بالكريمة .. بالشكولاتة ، أي شيء فقط لا تكون هكذا دون طعم
غردت ضحكتها لتكتمها في وسادتها لتهمهم : توقف يا عمر.
تنهد بقوة : يا عيني عليك يا عمر وأنت وحيد شريد لا أم تسأل عنك ولا حبيبة تغذيك .
غردت ضحكتها من جديد لتهمس له : توقف عن اضحاكي يا عمر حتى لا يأت أبي على صوتي.
زفر بقوة : حسنا سأتوقف .
تغضن جبينها بحزن : لم أقصد ، لتتابع محاولة ارضاءه - اضحكني كما تحب فقط انتظر لأغلق باب الغرفة حتى لا يفاجئنا بابا بوجوده كالمرة الماضية .
ومضت عيناه بمكر ليهمهم : حسنا اغلقي الباب وحولي الإتصال لمرئي فأنا إشتقت إليك .
توردت لتغلق الباب عليها : طلباتك أصبحت كثيرة يا عمر .
مط شفتيه : إذا ً لن تحولي الاتصال كما أريد ، ثقلت أنفاسه وهو ينظر إلى صورتها التي تراءت أمامه لتتلألأ عينيه بوميض صاف ليهمهم بصوت اجش - اشتقت إليك يا بطتي.
ابتسمت بتوتر لتستلقي بفراشها وتشد الغطاء عليها لأول عنقها قبل أن تهمهم : لا تغضب من بابا يا عمر إنه فقط .
صمتت ليبتسم بحنو : أنا أتفهم شعور والدك جيدا يا حبيبة ، اتفهمه وادركه ولا أغضب منه ، اتبع بشقاوة - ثم أنا أضع نفسي مكانه لو رزقني الله بفتاة مثلك لن أسمح لأي شخص بالاقتراب منها
رفعت حاجبيها بدهشة لتهمهم بتوتر داهمها : لم أتوقع أنك متملك يا عمر .
ضحك بخفة : لا يا بطتي لست متملكا ، أنا أشرح لك شعور أبيك واني اتفهمه .
رجفا جفنيها ليلتقط توترها الجلي ، سحب نفسا عميقا قبل أن يسأل : ما بالك يا حبيبة ؟!
همست بخفوت وهي تتخلى عن طرف الغطاء : لا أريد لابنتي أن تحيا في تملك وغيرة يا عمر، لا أريد أن تعيش بأن كل كلمة وتصرف يُحسب عليها وتُحاسب أيضاً .
سحب نفسا عميقا وكاد أن يسب حميه السبب فيما آل إليه اتجاه الحديث ليهتف بجدية : لا تخافي يا حبيبة ستحظى ابنتك بأفضل حياة تتخيلينها ، اتبع بشقاوة تعمدها - ولكن من أين ستأتي الفتاة وأنت ترفضين تحديد موعد للزفاف ؟
ابتسمت وهي تخفض عينيها ليتابع : حددي موعد الزفاف لأني أريد صبي وفتاتين .
ضحكت برقة : لماذا فتاتين وصبي واحد ؟!
همهم بخفوت وعيناها تومض بزرقة صافية : لأني لا أريد الكثير من الصبيان فيشاركونني بك ، وأريد نسختين منك والفتيات يأتين شبه امهاتهن .
أجابت بعفوية : سيصبحن أجمل إذا الاثنين يشبهونك يا عمر فأنت رائع .
أجاب بشقاوة : اوه اطراء لأول مرة احصل على اطراء منك يا حبيبة .
احتقن وجهها بحمرة قانية : أنا أقول الحق يا عمر .
ضحك بخفة لتومض عيناه ببريق عشق التهمها وانفاسه تتعالى وخاصة حينما انزاح الغطاء عنها قليلا ليظهر أول نحرها الأبيض الشاهق ليغمغم بعفوية : انهضي واقفة يا حبيبة .
استجابت دون ادراك : لماذا ؟
كتم أنفاسه التي اتخمت صدره المختنق بانفعالات كثيرة ومضت بزرقة عيناه الذين أدارهما عليها من كتفيها الذين ظهرا في قميص منامتها الأنثوي بلونه الرمادي ذو حمالتين رفيعتين من قماش مفرغ بلون وردي باهت ملتصق بصدرها الظاهر على استحياء من فتحة القميص الواسعة قليلا مزموم من أسفل نهديها بنفس قماش الحمالتين لينسدل على بقية جسدها المحكم بلون وردي باهت يظهر امتلاء فخذيها المخفيان تحت بنطالون أو شورت طويل لا يعرف فبقية جسدها اختفى عن عينيه لأن الكاميرا لم تظهره .
زفر أنفاسه بقوة ليلهث بعدم تحكم وعيناه تظلم بشوق أحكم سيطرته على تعقله فتمتمت بعدم فهم وهي تنظر إليه بقلق : عمر أنت بخير ؟
هم بالرد ليقاطعه طرق قوي على باب غرفته ليهدر بخشونة : أغلقي الاتصال المرئي يا حبيبة فعبد الرحمن وصل سأرى ما يريد .
سحبت نفسا عميقا وهي تغلق الإتصال لتهمس إليه : اذهب لأخيك فأنت كنت قلق عليه ثم عاود الاتصال بي حينما تنتهي .
هدر بجدية وهو ينهض من مكانه يعدل من وضع منامته : حسنا سأفعل ولكن اهتمي أنت بهاتفك حتى لا ينغلق
همهمت إليه بالإيجاب ليغلق الإتصال قبل أن يفتح لأخيه الباب فتتسع عيناه بصدمة وهو ينظر إلى وجهه المكفهر الغاضب ليسأله بجدية : ما بالك يا عبد الرحمن؟
لهثت أنفاسه بعنف وعيناه قاتمة بسواد : أشعر باني أريد أن أقتل أحدهم .
رفع حاجبيه بدهشة ليسحب أخيه إلى حضنه بحركة عفوية : اهدأ يا عبد الرحمن اهدأ
***
دلفت إلى الشاليه بخطوات هادئة بعد أن تركت بقية الشباب يسهرون في الخارج ، تتلمس موضع قدميها داعية الله حتى لا تقابل عمها الذي المح إليها مرة أخرى أنه يريد الحديث معها ولكنها تتهرب ، دون أن تبحث عن السبب وراء هروبها منه ولكنها تهرب منه ، فهي لا تريد الحديث في أمر أبيها ثانية ، لقد توصلت إلى قناعة تامة بأن أبيها من حقه أن يتزوج حتى لو هي لم تتقبل الأمر ولكن بأول الأمر وآخره هذا حقه .
عبست بضيق وهي تدلف إلى غرفتها بينما عقلها يوسوس إليها في مكر إنها تتهرب من عمها حتى لا يكتشف ما تخبئه عن الجميع ، فهي تراوغ عمها وليد منذ حفل عيد مولد آسيا حتى لا يوقعها في حبال حديثه فتخبره ، وتتهرب من عمها وائل لأنه لا يحتاج مراوغتها هو فقط ينظر لعمق عينيها فيجبرها أن تثرثر إليه عن كل شيء ، عضت شفتها بضيق وهي تخبر نفسها أنها تحب عميها وتستريح معهما دوما ، فرغم اهتمام أبيها الفائق بها وصداقتهما سويا ، إلا أن عميها الكبيران يشغلان حيزا كبيرا من حياتها فلطالما اعتنيا بها .. دللاها .. وقاما برعايتها ،
ابتسمت وهي تتذكر أن أول من شعر بم يعتمل بداخلها إليه كان عمها الحبيب ، استلقت وهي تتذكر أنه أول من لاحظ خجلها الشديد في حضوره .. تلعثمها بعض الأحيان أمامه .. وطاعتها إليه ، فراوغها بحديث طويل اربكها به قبل أن يسألها فتحمر خجلا وتخفض رأسها وهي تشعر بأنها تذوب أمامه ، مشاعرها تنصهر تحت وطأة عيناه التي تراقصت بتسلية فيربت على رأسها ويضمها إلى صدره هامسا إليها بأن لا تخجل أبدا منها بل أن شعورها نحوه لشيء جميل وخاصة وأنه الآخر يحمل إليها الكثير يصرح به عن طريق عينيه ، تنهدت بقوة وهي تستعيد سعادتها هذه الفترة وهي تنغمس في حلاوة ما يحدث بينهما وخاصة بعد كلمات عمها التي ظلت محفورة داخل روحها فتشدد على أواصر ثقتها به " الفارس لا ينطق ولكن كل ما به ينطق يا ابنة أخي ، حينما يحين الوقت سيخبرك بكل شيء فمن مثله طريقه قصير لاستقامته ، سيأتي قريبا مصرحا بكل شيء ."
تغضن جبينها وهي تستلقى فوق فراشها فتتذكر أن عمها الآخر من تلقى انهيارها حينما انهت كل شيء بغباء منقطع النظير المرة الماضية ، فجرحته بتعمد .. اذته عن قصد .. وتركته وانصرفت بترفع هي الأبعد عنه لتلجئ إلى قصر جدها ، فهناك تتلمس روح الغائبين عنها ، جدها الراحل تستعيد ذكرياته معها حنانه المتدفق نحوها وحزمه الحان معها ، وجدتها الفقيدة التي رحلت عنها في سن مبكر بعدما اشبعتها طوال سنواتها الأولى حنانا ودلالا ، ووالدتها التي تركتها وذهبت في فترة مراهقتها التي انتهت سريعا –بمساعدته واحتواءه لها - لتنضج فتغدو مسئولة عن أخيها الرضيع وأبيها الذي وهن وشابت خصلاته إثر رحيل أمها ، دمعت عيناها وحلقها ينغلق وهي تتذكر قدوم عمها بعد الليلة الثالثة التي قضتها في جناح أبويها ، تكاد لا تخرج من غرفتها القديمة، تستلقي على فراشها كما تستلقى الآن ، فيطل عليها من علٍ هاتفا باسمها في جدية . اعتدلت بجلستها هامسة : اؤمر يا عماه .
رمقها قليلا ليهتف بجدية ونبرة متسلطة صدحت بصوته : انهضي اغسلي وجهك وتعالي فأنا أريدك ، أتبع وهو يخرج من غرفتها – سأنتظرك بالخارج .
اطاعته حينها لتخرج فتجده جالسا على الأريكة القديمة ، يسند ظهره للخلف يضع ساقا فوق أخرى وينقر بطرف سبابته على مسند الأريكة الوثير ، ازدرت لعابها بتوتر داهمها وهي تنظر إليه بترقب فتقترب منه ليشير إليها بأن تجلس على الكرسي المجاور لطرف الأريكة الجالس بها فاستجابت ليعم الصمت عليهما قليلا قبل أن يسأل بهدوء : من هو ؟! اتسعت عيناها بصدمة وقلبها يخفق بقوة لترفع وجهها الشاحب إليه همت بالحديث ليهدر بخشونة – إياك والكذب يا ابنة أحمد .
جف حلقها وتوتر جسدها لتحاول أن تنفي .. تراوغ .. أو حتى تتهرب ولكنها لم تستطع لتهمس باسمه في خفوت شديد والدماء تندفع إلى وجنتيها فيحتقن وجهها رغم عنها ليعبس حينها عمها ويسأل بحنق : هل اذاك ؟! نظرت إليه بعدم فهم فاتبع بخشونة – ألا يبادلك نفس المشاعر ؟!
هزت رأسها نافية ليرتعد جسدها قبل أن تنتفض في نحيب قوي وهي تصرح بم فعلته مع من ملك كيانها بأكمله .
تنفست بعمق وهي تنقلب على جانبها تتذكر ضمة عمها الحانية لها رغم السُباب الذي انهال فوق رأسها وحديثه الغاضب عن كونها غبية خسرت من تحبه لأجل تفاهات ، لتؤثر الصمت فلا تخبره أن الأمر تعدى مجرد تفاهات لم تكن مقتنعة بها ولا تفكر فيها إلا حينما صُدمت بحديث لم يكن عليها الاستماع إليه !!
ازدردت لعابها وهي تفكر بعمق في حديث أبيها - الذي اخبرته مؤخرا- عم يحدث معها بعد أن حشرها في الزاوية فأفضت له بم يؤرق روحها ليضمها إلى صدره مهدئا .. ضاما .. حانيا قبل أن يضربها بخفة فوق مؤخرة رأسها سائلا عن سبب صمتها واخفائها للأمر عنه فخفضت رأسها بخجل مؤثرة الصمت ليدعمها بكلمات قليلة ونظرة راضية أخبرتها عن رضاه بارتباطها به ، زفرت بإحباط وهي تنهض جالسة ترمش بعينيها كثيرا وهي تفكر أن دوما الأمر لم يكن متعلق بها وبعائلتها ، بل أن كل ما يهمها موافقة عائلته .. تقبلهم لها وموافقتهم عليها ، وليس كل العائلة بل فرد واحد يعد لديه كل العائلة " والدته " .
سحبت نفسا عميقا وهي تعاود الاستلقاء لتغرورق عيناها بدموع عصية على الانهمار قبل أن تجذب هاتفها وهي تشعر بأنها تريد قربه أكثر من أي وقت مضى فتلامس شاشة هاتفها لتتصل به دون أن تهتم بأي شيء آخر سوى وجوده من حولها .
***
تململ من نومه على صوت هاتفه الذي يصدح برنين متوالي فيعبس بتعجب وينقلب على بطنه نائما يمد كفه يتلمس موضع الهاتف قبل أن يحمله ليجيب دون النظر : مرحبا ، أسعد الخيال معك.
همهمت بخفوت ورقة قلبها يرفرف لصوته الاجش : مرحبا هل ايقظتك؟
افتر ثغره عن بسمه رائقة ولكنه تحكم بنفسه .. قلبه .. روحه التي تتوق لها ، فيدفن وجهه في وسادته هامسا بصوت اجش من أثر النوم : لا عليك ، هل أنت بخير؟ لم تهاتفيني كيفما اتفقنا حينما حدثتك عصرا .
تمتمت وهي تستلقي فوق فراشها : نعم أنا بخير ، لقد انشغلت معهم هنا ، وللتو تركتهم بالخارج يتسامرون وأتيت لأحدثك ، صمتت قليلا لتتابع - أحببت أن اطمئن عليك ، فأنت تبيت الليلة بمفردك .
سحب نفسا عميقا : أنا بخير الحمد لله ، ثم أنا معتاد على البقاء بمفردي سواء بالبيت أو لا فأنا ابيت بمفردي في المعسكر .
سألت باهتمام : كيف بمفردك ، ألا يشاركك بقية زملائك ؟!
__ نعم ، ما قصدته أني معتاد على بقائي بعيدا عنهم فسواء هم هنا أنا هناك أنا أظل بمفردي ، اتبع مغمغما بتفكه - فبالأخير لا يشاركني فراشي أحدا لأشعر بعدم الارتياح في بعده
توردت بعفوية لتهمس بصوت ابح : وهل أنت تتعلق بالآخرين بهذه الطريقة ؟ ظننت أنك لست عاطفيا لهذه الدرجة .
سكنت أنفاسه قليلا ليهمس بصوت اجش : لا اعلم حقا ، أعتقد سأكتشف هذا الجزء من شخصيتي حينما أتزوج .
اتبع بمكر تألق بعينيه الذين فتحهما على وسعهما وهو ينقلب على ظهره ناظرا لسقف غرفته : أعتقد أن الأمر سيكون مختلفا فوجود امرأة تحتل صدري كل ليلة وأنام يوميا احتضنها سيشكل فارقا بشخصيتي
جلست بتأهب وعيناها تومض بغضب اندلع بقلبها لتصيح بحدة : عمن تتحدث يا أسعد ؟!
ارتفع حاجبيه بدهشة ليهمهم بخفة : عن زوجتي .
هتفت بجنون : من هي ؟ صمت ولم يجيب لتتابع بانفعال - هل هناك احداهن في حياتك وقررت أن تتزوج منها دون أن تخبرني ؟!
كتم ضحكة كادت أن تنفلت من بين شفتيه ليجيب ببساطة : بل أخبرتك يوم مولد آسيا اني سأتزوج هل نسيت يا جنى ؟
شحبت ملامحها لينتفض جسدها بخفة : كنت تتحدث بجدية.
أجاب بصوت جاد : وهل أمور الزواج يمزح بها ؟!
غمغمت بصوت مختنق الأنفاس : وهل وجدت عروسك ؟
غمغم بمكر : لم أبحث فهي موجودة .
همت بسؤاله عن هويتها ولكنها كتمت تساؤلها بداخلها وأثرت الصمت وهي تتذكر آسيا وغيرتها الجلية عليه ومعاملته السخية بدلال معها لتغمغم بعد قليل : وفقك الله معها .
أغمض عينيه ليسحب نفسا عميقا وهو يبتهل لله أن يصبره على ما ابتلى به قبل أن يهمس إليها : سآتي بعد غد بإذن الله .
تمتمت : تأتي سالما ، اتبعت ببحة بكاء وصلته جيدا - تصبح على خير .
زفر بضيق : وأنت من أهل الخير .
اغلق الهاتف ليلقيه بإهمال وهو يشعر بأنه يريد تكسير رأسها إلى قطع صغيرة ويعيد تجميعه من جديد ليصيح بقهر وهو ينتفض من الفراش واقفا يدور من حول نفسه قبل أن يهوى فوق الارض يسند جسده لقبضتيه ويبدأ بمزاولة تمرين الضغط وهو يتمتم : غبية وحمقاء لا أعلم ماذا افعل بها، توقف ليركن جبهته على الرخام البارد أسفله - ستنام باكية لأجل عقلها الغبي ونفسها المترددة .
عاود مزاولة التمرين : ماذا أفعل بها ؟! صبرني يا الله
استقام واقفا ليبحث عن هاتفه الملقى بين طيات الفراش ينظر إليه مليا قبل أن يلامس شاشته ويضعه فوق أذنه منتظرا الإجابة .
أتاه صوتها الهادئ : مساء الخير ، ألا زلت مستيقظا يا أسعد ؟!
تمتم بجدية : مساء النور ، لا يهم ، أنت مستيقظة ؟
همست بتعجب : نعم وأجلس أنا وابنة الوزير أمام الشاطئ نتسامر ونشوي مارشملو .
همهم بجدية : وابنة عم ابنة الوزير أين ؟
رفعت حاجبيها بتعجب لتنهض واقفة تبتعد عن الآخرين التي تجلس معهما لتهمس بخفوت : تركتنا وذهبت لتنام.
هدر أمرا : اذهبي إليها واجبريها أن تخرج وتسهر معكم .
ومضت عيناها بمكر : هكذا دون سبب .
سحب نفسا عميقا ليهتف بصرامة : نفذي وأطيعِ يا يمنى .
اتسعت ابتسامتها : من عيوني الاثنين يا عيون يمنى أنت ، حاضر يا حضرة الضابط علم وينفذ حالا ابتسم رغم عنه لتهمهم بتتابع - ولكن أنت مدين لي بتفسير .
أجاب بهدوء : لست مدينا لأحد بأي شيء .
ضحكت برقة : هكذا إذًا .
هم بالحديث ليصدح صوته الحانق من خلفها : مع من تتحدثين؟
انتفضت لتستدير إليه يقف مكتف ذراعيه وينظر إليها بغضب يطل من عينيه همت بالرد عليه ليهدر اسعد بأذنها : مرري له الهاتف يا موني .
استجابت بطواعية وهي تناول الهاتف لعمار فينظر إليه دون فهم فتشير إليه بهاتفها ثانية فيسحبه من كفها ويضعه على اذنه ليأتيه صوت أسعد الهادئ : نعم يا عمار بك ، ماذا تريد ؟! ما شانك أنت بمن تتحدث إليه يمنى ومن لا تتحدث إليه ؟!
توترت وقفة عمار ليهدر بحدة : سمعتها تضحك وتتحدث في الهاتف بعد منتصف الليل ألا تريدني أن أسأل عن هوية من تتحدث إليه ؟
اجاب أسعد : لا لأنه ليس من شأنك ،
رجف جفن عمار بضيق : كيف يا أسعد؟
هدر أسعد بجدية : هل أنت أبيها .. أخيها ..زوجها ..خطيبها ؟! أنت لست بذي صفة يا عمار فمن فضلك توقف عما تفعله .
رفع رأسه بشموخ ليواجها بعينيه في تحدي تملكه : لن أتوقف لأني أملك أهم صفة يا أسعد ، صفة انت تعلمها جيدا وتدركها أيضا ، صفة تستغلها وتستفيد منها وتنشر سطوتك بها ، صفة تقرها إلى نفسك وتمنعها عن غيرك .
سحب أسعد نفسا عميقا : لا يا عمار لا أنكرها عليك ، أعلم جيدا شعورك ولكن ما يهمني هو شعور شقيقتي، اتبع بهدوء - وشقيقتي لم تمنحك موافقة أو قبول ، لذا ليس من اللائق أن تتشاجر مع أحدهم لأنه نظر إليها أو تسألها عمن تحدثه بهذه النبرة المحتدة ، التزم بالحدود يا عمار حتى تقوى على تغييرها لما تريد وترضى
صمت قليلا ليجيب بجدية : سأفعل ، سأغير الحدود لما أحب وأتوق يا أسعد .
ابتسمت رغم عنها واشاحت بنظرها بعيدا لتأخذ منه الهاتف بعد أن منح أخيها تحية المساء لتستدير توليه ظهرها هامسة لأسعد : لا تقلق يا أخي سأفعل ما تريد .
ضحك أسعد رغم عنه ليهمهم بمكر : صوتك يغرد فرحا .
احتقن وجهها لتغمغم بصوت مختنق : تصبح على خير يا أسعد .
همهم : وأنت من اهل الخير يا أختاه .
اغلقت الهاتف لتلتفت إليه تجده ينتظرها وغضبه لم ينحسر للان فتنظر إليه متسائلة ليهتف بجدية : انتظرك لنعود سويا .
ابتسمت برقة : بل سأذهب لجنى .
عبس ليهتف بجدية : لا لن تذهبين إلى هناك ، فادهم بالشاليه وعمي وأحمد أيضا ، ثم ماذا تريدين من جنى ؟
تمتمت بجدية : أريدها أن تأتي وتشاركنا الجلسة .
هدر أمرا : هاتفيها ولكن لن تذهبي إليها الآن
عبست بضيق : ماذا سيحدث إذا ذهبت إليها ؟!
هدر بجدية : لا يليق أن تذهبين إلى الشاليه بعد منتصف الليل وهناك رجال يسكنون فيه ، ماذا ستفعلين إذا صادفت أحمد أو أدهم أو حتى عمي ؟
زمت شفتيها بضيق وهمت بأن تتشاجر معه لتصمت وهي تتمتم حينما رأت جنى قادمة من بعيد : إنها قادمة بمفردها .
التفت ينظر إلى ابنة عمه ليغمغم إليها : نعم بعد أن اغضبها أخيك يرسلك إليها لتطيبين خاطرها ، اتسعت عيناها بصدمة ليتابع سائلا - أو ليس هذا ما طلبه أسعد منك ؟
رمقته بطرف عينها : ولماذا تقول أنه اغضبها ، أليس من الممكن أنها من اغضبته ؟
أجاب بتفكه ساخر : ويريد رضاها .
همست بصوت ابح وله : هذا هو أسعد سواء اغضبها أو هي اغضبته يرضيها دائما وأبدا ، إنه يشبه أبي في حنانه .
اقترب بخفة منها ليهمس بصوت اجش : هو فقط من يشبه أبيك في حنانه ؟! رجفا جفنيها ليتابع بخفوت بالقرب من اذنها - أنظري لي واجيبِ يا يمنى ، أسعد فقط من يشبه أبيك في حنانه؟
رفعت نظرها إليه فتعلقت حدقتيها بعينيه التي تومض ببريق متلهف لإجابتها لتهمس : ما الفارق الآن هو بمفرده أو هناك آخر غيره ؟ الأمر انتهى يا عمار .
ابتسم برزانة : معك حق .
اتبع بمرح تمسك به : لقد وجدت الورق هل تلعبين ؟
نظرت إليه قليلا قبل أن تجيب : نعم سألعب ؟
تمتم : حسنا هيا بنا .

***




التعديل الأخير تم بواسطة سلافه الشرقاوي ; 02-09-20 الساعة 07:04 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 06:20 PM   #218

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

أنتبه على وجودهما بمفردهما بعد أن ابتعدت يمنى عن محيط جلستهم ليلتفت من حوله ثم يبتسم بتسلية وهو يراها تحاول أن تتناول المارشملو المحترق من أخر العصا التي تمسكها ولكنها لا تقو على الإمساك به ..
نهض ليجلس مجاورا لها يسحب العصا الخشبية من يدها ليخلص قطعة المارشملو منها ليقربها من فمها دون حديث فتستجيب وعيناها تلمع برضا فتلتهما من بين أصابعه بلهفة لتهمهم وهي تفتح فمها قليلا : إنها ساخنة
اقترب اكثر منها ليجيبها : إذا ً اصبري لتهدأ قبل أن تلتهمينها هكذا .
ابتلعت ما في فمها : تصبح دون طعم حينما تبرد .
ومضت عيناه بمشاغبة : هل تحبين التهام الأشياء الساخنة دوما؟
نظرت إليه بتساؤل لتجيب بطبيعية : على حسب طعمها .
أسبل اهدابه مبتلعا حديث لم يأن أوانه فيم بينهما ليهمهم وهو يناولها قطعة أخرى : هاك ولكن امنحيها ثوان معدودة قبل أن تضيعها بفمك .
حملتها بين أصابعها لتتأوه وتنفضها من يدها هامسة بعتب : إنها ساخنة يا عاصم .
نفخت في أصابعها لتغمغم بصوت طفولي باكِ : لقد احترقت أصابعي .
تغضن جبينه بضيق افتعله ليهمس بتسلية وعيناه تومض بسعادة : يا حرام ، ألف سلامة على أصابعك .
ضحكت برقة حينما أحتضن كفها براحته لينظر إلى أناملها المتسخة ببقايا المارشملو وأثر أحمر ينبض بالألم ليهمهم بخفوت وهو يقربها من فمه ينفخ برقه فيها : سأداويها لك .
همست بنبرة مغوية وهي تنظر إليه بترقب : كيف ؟!
تعلقت عيناه بملامح وجهها قبل أن تتلاقى نظراتهما فتعلو أنفاسه وهو يحنو رأسه نحو كفها يحافظ على اتصاله البصري معها قبل أن يمص اصابعها بالتتابع فتكتم أنفاسها داخل صدرها وهي تشعر بلهيب حارق يسري بأوردتها .
انتقض جسدها وهي تغمغم باسمه في رجاء تحاول أن تملص كفها من راحته التي تقبض على رسغها فيتمسك بها بقوة مهمها بصوت أجش : توقفي .
ألقاها أمرا ليوقف حركتها وهو يحاوط خصرها القريب منه بذراعه الأخر ليبقيها في محيطه قريبة منه تكاد تلتصق بصدره ، غمغمت بخفوت وصوت أبح : توقف يا عاصم فنحن لسنا بمفردنا .
قربها منه أكثر ليرفع عينيه إليها يبعد فمه عن كفها هامسا باشتعال نبض بعمق عينيه : حسنا لنبتعد عن هنا ونصبح بمفردنا .
اتسعت عيناها باستنكار وتراجعت مجفلة من عينيه القاتمة : هل جننت يا عاصم ؟!
اطبق فكيه واغمض عينيه محاولا السيطرة على فورة مشاعره ليهمهم بضيق : لا لم اجن ولكن أحاول اللحاق بم فاتني السنوات الماضية ، اتبع بضيق تملكه - رؤيتك برداء السباحة اليوم افقدتني المتبقي من تعقلي وثباتي .
ابتسمت برقة وعيناها تلمع بحنان جارف إليه لترفع كفها الذي يحمل أثاره فتلامس طرف ذقنه برقة تجبره على النظر لها تسأله بهدوء : تعشقني لهذا الحد ؟
زاغت عينيه والعبوس يضرب ملامحه هم بالحديث ليقاطعه صوت جنى التي اقتربت منهما تهتف باسمه قبل أن تتبع بصوت مختنق : عاصم أريد الحديث معك .
انتفض عاصم بحمية طبيعية لها لتهمهم إليه ببعض من الحديث لم تستمع إليه نوران ليزفر بقوة يضع ذراعه فوق كتفي جنى التي اقتربت منه كثيرا هاتفا بها في حنو : حسنا تعالي سنتحدث ولكن لا تبكي .
ارتفع حاجبي نوران بصدمة والغيظ يتملك منها وهي تراقبه يصحب جنى بعيدا عنها يضمها من كتفيها إليه ويقبل جانب رأسها ليهدهدها بكلمات خافتة لا يستمع إليها أحد .
***
يدور من حول نفسه في حديقة الشاليه و هو يستمع إلى رنين الهاتف الذي انقطع دون رد للمرة التي لا يعلمعددها ليأتيه صوت شقيقه المستلقي على الفراش المعلق يتأرجح كبندول الساعة : اهدأ يا عاصم .
هدر بغضب : لماذا لا تجيب هاتفها؟!
توقف عمار عن أرجحه نفسه بساقه الذي أنزلها بالأرض ليجيب بهدوء : من الممكن أنها خلدت إلى النوم.
زفر عاصم بضيق: حينما اهاتفها تستيقظ و تجيب حتى إن كانت غارقة في النوم ، ابتسم عمار و أخيه يتبعبضيق - أنها تتعمد عدم الإجابة.
هدر فيه عاصم :أخبرني ماذا حدث حتى غادرت الجلسة.
زفر عمار بقوة : لا شيء ، لقد غادرت حينما عدنا فصحبتها يمنى بعد أن القيتا تحية المساء و أنا من جلستإلى أن عدت أنت ووجدتني بمفردي
تحرك عاصم بعصبية : إذًا من ضايقها لتنصرف و لا تجيب اتصالاتي ؟!
كتم عمار ضحكته ليهتف بمرح :اذهب و اسألها .
توقف عاصم عن الحركة ليستدير ناظرا إلى أخيه ، فيتبع عمار بشقاوة : بم أنك لا تعرف سبب غضبها و لاتفهم سبب ضيقها، إذهب و اسألها.
ومضت عينا عاصم ليغمغم باستهزاء : نعم معك حق ، اذهب إلى شاليه عمي و أطرق الباب لأطلب رؤية ابنته واسألها عن سبب عدم إجابتها على اتصالاتي.
ابتسم عمار بمكر : أو تطرق شرفتها لتصل إليها أسرع و تتجنب أن يقتلك عمك.
اتسعت عينا عاصم بإدراك ليهتف : فكرة عبقرية ، هم بالحركة ليتبع سائلا أخيه - كيف أتت على رأسك؟ !
ابتسم عمار و الشجن يسكن حدقتيه ليؤثر عدم الإجابة قبل أن يشير لأخيه : اذهب و لكن لا تنسى لا ترفعصوتك و إذا منحتك فرصة استغلها يا شقيق استحضر روح والدك و راضيها و تخلص من عنجهية آل الجمالقليلا.
هتف عاصم بجدية : سأفعل
غادر بخطوات متلاحقة ليتنهد عمار بقوة قبل أن يعاود أرجحت الفراش ليرفع عينيه إلى السماء ناظرا للضوءالخافت المنبعث من قمر يكاد ان يختفي أثره ، السماء الخالية سوى من بضعة نجوم متفرقة ليرمش بعينيه وهو يستعيد سؤال أخيه فيتشكل ثغره ببسمه ساخرة و ذكرياته الكثيرة و هو يدق باب شرفتها في مرات عديدةلتخرج إليه ليراها حينما يستبد به شوقه .. حينما يريد مراضاتها ..حينما يأتي لها بشيء أخبرته به عن طريقرسائل متبادلة بينهما و أوقات كثيرة كان فقط يذهب إليها ليتحدث معها .. يثرثر إليها عن أفكاره و يستمدمنها دعم يحتاجه.
معها رسم أحلامه الكبيرة .. أنشأ دنياه الخاصة ..توصل إلى مبتغاه و حلم بطريق يسيرا فيه سويا إلى أنيصلا معا لنهايته فيقترنا كما حلم .. تمنى. . و أراد ، و لكن ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه .
ابتسم ساخرا لاويا شفتيه بحنق من تعنتها معه ، يدرك جيدا شعور الغضب الساكن روحها و لكنه أيضا يعلممقدار حبها له ، يريد أن يرمم شرخ روحها الذي تسبب به و لكنها لا تمنحه فرصة لذا هو يلتف من حولهاليقتنص فرصته بيده ، و لا عزاء لانتقامها الذي سيمنحه ملعب خالي ويجبره على مصارعة نفسه ، بينما يقف هو خارجا مستمتعا بانتصاره على غريمه الذي سيقتل نفسه لتقع بآخر صراعها في حضنه من جديد ..تلجأإليه كما تفعل دوما و تحتمي بنفسها إليه.
أنه يعطيها ما تريد ..يستميلها كما تبغى .. يمنحها لجام اللعبة و في باطن الأمر هو المتحكم بكل شيء ، يمسك الخيوط جميعها ولكنه يتركها اليها فتغزلها وهي تتوهم بأن الأمر بيدها ولا تدرك أنها من تعد الشرنقة التي ستلتف حولها ، فهي دون دراية كاملة تصنع فخ انتقامها لتبعده عنها ولكن ما سيحدث أنها بأخر الأمر ستكتشف أنها أصبحت ملكه من جديد ، أنه يستردها بطريقتها التي تريد ليحصل في آخر الأمر على مايرغب .
***
نقرات خفيفة تدق على زجاج شرفة غرفتها فانتفضت بخوف داعبها لتعاد النقرات من جديد بإلحاح وصوته يهدر بخفوت مناديا عليها ، اتسعت عيناها بدهشة وهي تقترب من الزجاج ، تفتحه بهدوء تنظر إليه بحنق : ماذا تريد؟!
جذبها من ساعدها للخارج ليهدر بغضب : لماذا لا تجيبين هاتفك ؟!
رفعت رأسها بشموخ لتهدر بتحدي : أنا حرة ، رفع حاجبيه بتعجب لتتابع - لا أريد الحديث معك.
عبس بعدم فهم : ماذا حدث ؟!
اتسعت عيناها بغضب والغيرة تحتل قلبها : لا تعلم ماذا حدث ، اتبعت وهي تدفعه في صدره بغضب: إذهب يا عاصم ، أذهب قبل أن أصرخ وات لك بعمك
تراجع بصدمة ليرتد نحوها هادرا : هل جننت ؟!
هدرت أمامه : نعم جننت ، أنا حرة اجن .. اعقل ، أنا حرة بعقلي وبأسلوبي ، وإذ لا يعجبك أذهب واتركني بحالي .
رجف جفنيه وعقله لا يدرك سبب غضبها لتتابع بصوت مختنق من البكاء : هيا اذهب واتركني ، أنت دوما تفعل ذلك .
انفرجت ملامحه والإدراك يضرب تلافيف مخه ليهتف : اووه ، أنت غاضبة لأجل ذهابي مع جنى .
التفتت إليه تومض عيناها بغضب وغيرة تشكلت بملامحها لترق ملامحه ويقترب منها بخفة هامسا : نوران
هم بأن يقبض على ساعديها لتضرب كفيه براحتيها هادرة : لا تقترب مني .
زفر بقوة وتنهد ليقبض على كفيها يجذبها نحوه ليضمها إلى صدره بحنان جارف تدفق من أوردته ليربت على ظهرها وهو يقبل أعلى رأسها : حسنا اهدئي ، أنا آسف
أتبع وهو يبعدها عن صدره ينظر إلى عمق عينيها : لم أقصد أن اغضبك ولم أقصد أن أتركك وأذهب ،فقط حال جنى
قاطعته : أعلم حال جنى وظروفها واقدرها تماما ،ولكن هذا لا يعطيك الحق أن تفعل ما فعلت
هتفت بحرقة : لقد تركتني دون أن تحدثني بكلمة واحدة ، اتبعت بعتاب - تركتني وانتفضت إليها دون أن تراعي مشاعري .. ضيقي .. غضبي .
تنهد بقوة : أنا آسف المعذرة .
اشاحت برأسها بعيدا : لا تشغل رأسك يا عاصم ، تصبح على خير .
تحرك سريعا ليمنعها من الدخول لغرفتها ثانية : لا تذهبي ، اتبع بجدية- لا أريدك أن تنامي وأنت غاضبة .
غمغم بخفة : فأنت تعلمين أن ليلتي تكون سيئة حينما تنامين غاضبة .
أجابت بدلال : لتكن اسوء ليلة تمر عليك ، فأنا سأظل غاضبة
ضحك بخفة وكاد أن يضمها إلى صدره ثانية : أهون عليك
دفعته في صدره بعيدا عنها : نعم تهون .
وضع يده فوق كفها ليحتفظ به فوق صدره وتأوه بافتعال : هكذا تضربينني بقلبي .
ابتسمت رغم عنها لتدلل : يستحق .
ومضت عيناه بشغف : أنا أم قلبي ؟
عضت شفتها برقة وهمهمت بصوت أبح : الاثنين .
ضحك بخفة : اذًا ساهون عليك أنا وقلبي يا نوران .
تنفست بعمق : اذهب يا عاصم .
أجاب بعفوية : لا أريد .
لامست طرف وجهه بأطراف أصابعها ليحنو رأسه يقبل كفها بعد أن احتضنه براحته فتغمغم : تحدث مع عمك يا عاصم .
تنهد بقوة وهو يحتفظ بكفها داخل راحته : سأفعل .
خلصت كفها من يده : تصبح على خير يا عاصم .
تركها مرغما لتدلف إلى داخل غرفتها تغلق من خلفها الشرفة ليقف يسند رأسه على الزجاج البارد يغمض عينيه .. يتنهد بقوة قبل أن يعود لغرفته وهو يشعر يثقل قلبه يزداد ويتثاقل على روحه ليغمغم بحنق : اه منك يا عمي .
***
تركض بهدوء ووتيرة منظمة كعادتها كل صباح لتعبس بترقب وهي تشعر بخطوات تجاور ركضها فتنظر إلى جانبها لترفع حاجبيها بتعجب وهي تنظر جانب وجهه الناظر إلى الأمام قبل أن يلتفت إليها هاتفا بمرح : صباح الخير يا ابنة خالتي .
عبست لتجيب من بين أسنانها : صباح النور .
سارعت خطواتها قليلا ليداوم هو على الركض بجانبها هافتا بجدية : لا تجبرين نفسك على الإسراع فأنا أقوى على مجابهة خطواتك السريعة ، اطبقت فكيها بحدة تملكت منها ليتابع بهدوء – اذ كان وجودي يضايقك اخبريني وحينها سأنسحب بهدوء واتركك بمفردك .
ابتسمت ساخرة لتهمهم بحنق : وما الجديد ، أنت تفعل هذا دائما ، الامر ليس جديدا عليك .
مط شفتيه ببرود ليجيبها : كان مجرد حديثا عاديا ولكن من الواضح أنك استيقظت بمزاج كئيب فأردت أن تخرجيه فوق رأسي ، التفتت إليه بغضب فاتبع بهدوء – وأنا لست معترض ، افعلي ما يحلو لك يا موني فأنا سأتقبل كل شيء يأتي منك وسأقول لك " هات المزيد "
القى أخر كلماته ببرود أصابها بالصداع لتلتفت إليه بحدة وعيناها تتسع بغضب عارم ليهتف بقوة وهو يجذبها نحوه : حذار .
شهقت بصدمة حينما سحبها إليه قبل أن ترتطم بعمود الإنارة الذي لم تلحظ وجوده في طريقها ليرتجف جسدها بخوف ، أنفاسها تتعالى وجسدها ينتفض من الصدمة ليربت على ظهرها بحنو وهو يهمهم إليها بجوار اذنها : اهدئي لم يحدث شيئا .
اتسعت عيناها بذهول حينما رفعتها فالتقطت عرق رقبته النابض ، تفاحة آدم البارزة والمميزة لديه ، وطرف ذقنه العريض بشقه الخفيف كأحد علامات وسامته و الذي يعلو رأسها فتدفعه بعيدا عنها وهي تدرك أنها بحضنه ، تركها ورفع كفيه لتهدأ حينما ومض الغضب بعينيها ليكمل : لم يحدث شيء يا يمنى جذبتك نحوي حينما وجدتك سترتطمين بعامود الإضاءة .
هتفت بضيق : لم أطلب منك المساعدة .
هز رأسه بيأس ليغمغم بحنق : حسنا أعتذر ، لن افعلها ثانية .
اشاحت بعينيها بعيدا ليسألها بجدية وهو يحشر نفسه بزاوية رؤيتها : ما بالك ؟! لماذا تصارعين أنفاسك باكرا هكذا ؟! البارحة غادرت برفقة نوران وكنت جيدة ، هل حدث ما ازعجك بعد أن تركتني وانصرفت ؟
عبست وهي تنظر أمامها ليست شاردة ولكنها غاضبة تنظر نحو شيء وهمي لا يراه والغضب يسيطر عليها والتفكير يحتل حدقتيها ليسألها عقلها "هل ستخبره ؟ "
فيهدر قلبها متوسل أن تخبره ليرفض عقلها رفضا تاما وهو يهمس إليها أن لا تجعله يشعر كم يؤثر بها وجوده .
سحبت نفسا عميقا والمكر يحتل حدقتيها فتقرر أن تلاعبه ليبتسم مسبلا اهدابه قبل أن يوليها اهتمامه الكامل حينما همست ببطء فيبتسم فتتعلق عيناه بثغرها الذي انفرج على مهل : لقد حلمت بك البارحة .
ارتفع حاجبيه بذهول وعيناه تلمع بعدم تصديق ليجيب بهدوء مسيطرا على قلبه الذي هدر بسعادة : اذًا ؟!
زفرت بقوة وعاودت السير فسار بجوارها لتجيب بهمهمة حانقة : سألت عن سبب مزاجي الكئيب وها أنا اخبرك .
سأل بعدم فهم : حلمك بي البارحة هو ما ايقظك نزقة هكذا .
ابتسمت ساخرة لتلتفت إليه : اينعم ، أرأيت كيف وصل بنا الحال يا عمار ؟!
صمت قليلا وهو يظل على وتيرة خطواته المصاحبة لخطواتها ليتنفس بعمق قبل أن يجيب بهدوء : لا يهم ما يهم أني اخترقت أحلامك .
نظرت إليه بذهول ليتابع بهدوء وعيناه تخترق عمق عينيها : ولكن لدي تعقيب بسيط ، اتبع بنبرة هادئة ودراية لمعت بعينيه – أعتقد أن الحلم ليس سبب غضبك ، بل ما رأيته بالحلم هو ما ازعجك ، أليس كذلك ؟
اهتزت حدقتيها لوهلة قبل أن تجيب ببساطة : معقول أيضا ، فأنا صفعتك بالحلم وهذا ليس من شيمي .
لوى شفتيه بابتسامة خبيثة ليغمغم سائلا بوقاحة : صفعتني على قفاي؟
عبست بعدم فهم ليلعق شفتيه بخفة ويهمهم بصوت اجش : hit me babe
توردت رغم عنها لتهدر بحنق : احترم نفسك يا عمار .
هز كتفيه ببرود : أنت من تقولين ليس أنا .
سارعت بخطواتها ليسير إلى جوارها قليلا قبل أن يهتف بجدية : لا أعتقد أنك تقصدين لطمتي وجهي ، لأنك لن تفعليها أبدا .
توقفت بحدة لتنظر إليه ساخرة : يا الثقة .
اسبل اهدابه : اسخري كما تشائي ولكن أنا أعلم جيدا وأدرك يا يمنى وإلا كنت لفعلتها يومها .
سحبت نفسا عميقا لتغمغم باختناق : كم لمت نفسي على أني لم افعلها يومها .
قبض كفيه ليكمل بمرح افتعله : أنا أميل أكثر لأمر الصفعة ، فأنا سأحبها وخاصة إذا كانت منك .
هدرت بحنق : تأدب يا عمار .
ضحك بخفة ليكمل وكأنه لم يستمع إليها : فقط أخبريني هل تجاوزت حدودي ؟ أم كلانا فعل ؟
أنا مخطئة لأني تحدثت معك من الأساس ، تحركت من جديد لتحاول الإبتعاد عنه وهي تزمجر بغضب - من فضلك ابتعد عني ، فأنا لا أريد مرافقتك لي .
ابتسم ببرود ليمأ برأسه في حركة خاصة هامسا بجدية : أعتذر عن ازعاجك ، أراك قريبا يا ابنة الخالة .
أسرع بخطواته يركض مبتعدا عنها لتزفر بقوة وهي تراقب ابتعاده قبل أن تستدير على عقبيها وتكمل ركضها بالاتجاه الأخر تسرع في الابتعاد عن طريقه لعلها تتخلص من أثار حلمها به البارحة ، عبست بضيق وهي تستعيد ابتسامته الرقيقة التي تشكلت على ثغره ، ملامحه الوسيمة التي اضاءت بعقلها وقربه الشديد منها ، كانت بحديقة بيتهم كآخر مرة اجتمعا بها قبيل هروبه يتحدث إليها كعادته يثرثر عن أحلامه ويخبرها عن شوقه لتكون بجواره ، لتغرق هي بسحر عينيه تشعر بكفيه اللذين تلامسان كفيها فتحاول الإبتعاد عنه .. تتملص منه .. تدفعه بعيدا فيزداد قرب منها .. يحاول الوصول إليها .. ويهمهم عن عشقه وشوقه لها ، وحينما سقطت في لجة مشاعره المهتاجة إليها ، انقلب الهدوء الذي ضمهما إلى عاصفة قوية انتزعته من قربها تحمله بعيدا وهو يحاول التمسك بالبقاء معها يمد يده ليتمسك بكفها الذي مددته له فتدفعه العاصفة إلى الابتعاد إلى أن اختفي وهو يصيح باسمها فتنهض من نومها مفزوعة وهي تهمس باسمه ، انتفض جسدها مرة ثانية لتتحكم في الم نبض بقلبها لتدلك موضعه بكفها وهي تعاود الركض بأقصى سرعتها وكأنها تركض خلف راحة تنشدها ولكن لا تصل لها !!
***
تصفف خصلاتها المبللة أمام المرآة ، بعد أن انهت حمامها للتو ، تلملمه في ذيل فرس مرتفع تعلم أنه يفضله ، لتبتسم برقة وهي تنظر إلى وجهها المورد بفعل الماء الساخن الذي استلقت فيه لمدة طويلة هانئة بحمام دافئ مستغلة لحظات نومه التي سقط فيها بعد يومين كاملين لم يهنأ فيهما بطعم النوم ، وبعد ليلة طويلةقضياها سويا بعد أن دفعته لها بكامل ارادتها وأطاعها بتوق كامل وشغف تحكم في أوردته ، اخفضت نظرها وهي تقر أن البارحة كان أجمل مما يكون ، فأحمد دللها كما لم يفعل من قبل ، راعها واعتنى بها طوال النهار الذي قضياه بمفرديهما ليعودا ليلا بوقت متأخر فيسرعا بالدخول إلى غرفتهما خوفا من مقاطعة أي من أفراد العائلة التي خلد معظمها إلى النوم ليهنئا بليلة حالمة ..شغوفة .. رائعة .
رفت بعينها وهي تنظر إلى الحبة الثانية في علبة صغيرة تحوي الدواء الذي بدأت بتناوله صباح البارحة والذي تأمل أن يساعدها في تحقيق حلمها ، رغم عدم اقتناعها ولكن لا حيلة أمامها إلا أن تستمع إلى أوامر الطبيبة التي أكدت أن هذه الحبوب ستساعد في حملها فتنفذها مرغمة وهي تراجع أوامر الطبيبة التي أكدت عليها أن لا تغفل يوم عن موعد الدواء حتى تنهي الجرعة الأولى منه ثم تنتظر النتيجة ككل مرة كانت على مدار الأشهر الماضية تنتظر أن تحمل فيها بطفله وهي تقنع نفسها أنها حينما ستخبره .. حينما سيعلم .. حينما سيدرك أنها تحمل قطعة منه بأحشائها سيتبدد خوفه .. قلقه .. رفضه وسيمتثل لما تريد ولن يرفض أبدا طلبا لها .
سحبت نفسا عميقا وهي تبتلع حبة الدواء ببطء لتبتسم بأمل داعب عمق عينيها ، انقلب إلى مرح حينما فتح الباب دون طرق كعادته ليغمغم بصوت أجش وملامح عابسة إثر نومه العميق : أميرة أنت هنا ؟!
استدارت تبتسم إليه بحبور : صباح الخير .
__ صباح النور يا أميرتي . ألقاها وهو يحك خصلات شعره فأزاد فيها الفوضى لتضحك بخفة وتقترب منه تحتضن وجهه بين كفيها ، تقبل طرف ذقنه لتستكين بحضنه وهي تضمه إلى صدرها بقوة ، ضمها بعفوية عابسا بتعجب والتساؤل يعتلي ملامحه وخاصة حينما تمرغت بصدره تلامسه بأصابعها في رقة فيحنو رأسه إليها ناظرا إلى عينيها التي اسبلت اهدابها ضاحكة برقة وهامسة وهي تقبل موضع قلبه الخافق– اشتقت إليك .
انفرج عبوس وجهه عن ذهول سكن عمق حدقتيه ليسأل بجدية : هل اخطأت بالحساب هذه المرة ، هل اقتربنا من أيام حرماني أم ماذا ؟!
عبست بعدم فهم : لا ، لا أعتقد ، لماذا تسأل ؟!
حك مؤخرة رأسه ليغمغم بمرح عابث وهو يحاول البحث عن إجابة بعينيها : لا أعلم اشعر بأن هناك خلل ما في هرموناتك هو ما يدفعك لما تفعلينه بي منذ يومين .
ضحكت رغم عنها لتدفعه بعيدا : أنا مخطئة لأني أعبر لك عن مشاعري نحوك ، اتبعت وهي تمر من جانبه للخارج - أنت ذو عقل سيء ، لذا تترجم كل شيء إلى معناه الأخر .
قبض على ساعدها ليبقيها إلى جواره يضمها إلى صدره ، يسألها بهدوء ونبرة خاصة : حقا ؟! إذًا اشتياقك لي لا يخص ما فكرت فيه وشعرت به ؟
رفعت رأسها بشموخ واهي : أبدا ، لقد تأخرت في الاستيقاظ فشعرت بأني اشتاق إليك .
ابتسم بعبث ليغمغم بجانب اذنها : يا أميرة ، أنا أحفظ انفاسك .
لوت شفتيها ساخرة : هذه المرة أنت مخطأ
لوى شفتيه ليهمهم بتسلية : لا تجبريني أن أكتشف الأمر بنفسي .
صرخت بضحكة وهي تحاول السيطرة على كفيه لتركض مبتعدة عنه حينما سنحت لها الفرصة لتشير إليه وهي تلتجئ إلى الطرف البعيد من الفراش و القريب من الباب : سأخرج من الغرفة إذا ركضت خلفي .
ابتسم بتسلية هاتفا بسخرية : ستخرجين هكذا .
نظرت إلى نفسها لتتلعثم حينما اكتشفت أنها ترتدي مئزر الحمام القطني السميك لتجيب ببساطة : ليس هناك شيء ، أبي وأخي هما الموجودان بالشاليه .
كتف ساعديه ليسألها بجدية : ومازن .
أشارت بكفها : إنه يماثل أدهم ، يعد كاخي الصغير ، ضيق عينيه يرمقها من بين رموشه لتزدرد لعابها قبل أن تتابع – بالطبع لن أخرج ولكن أنت توقف عن الركض خلفي ، دعني أرتدي ملابسي لننزل إليهم فهم ينتظروننا على الفطور .
هز كتفيه ليجيب بسلاسة : لست أمانع أن ترتدين ملابسك وننزل إليهم بعد أن أحصل على حمامي .
نظرت إليه لتسأله بريبة : إذًا لن تركض خلفي لتمسك بي .
هز رأسه نافيا : لا لن أركض خلفك ، اتبع بمكر – لأني سأمسك بك .
القاها وقفز فوق الفراش ليصدر صوتا مزمجرا فتصرخ بقوة وهي تتجه نحو الباب حينما قفز ثانية ليغلق الباب الذي همت بأن تفتحه وهو يلصقها فيه فيرتطما سويا بالباب الذي أصدر صوتا قويا ، نظرا إلى بعضهما بصدمة اعتلت ملامحهما لتهمهم بخفوت : هل استمعوا إلينا ؟!
رقص حاجبيه ليهمهم وهو يضمها إلى صدره : لا يهم ، ما يهم أني سأثبت وجهة نظري .
تعالت ضحكاتها وهي تحاول أن تتملص من احتضانه لها توقف كفيه اللذين يعبثان بمئزرها ليهمهم إليها بأنفاس متلاحقة : توقفي عن المقاومة ، سأريك فقط أنك قصدت المعنى الأخر .
توقفت عن المقاومة واستلمت لحديثه الخافت .. لمساته التائقة وقبلاته الشغوف ، تنهدت باسمه ورفعت ذراعيها تحاوط بهما عنقه ليغمغم بخفوت وهو يضمها أكثر إليه : أرأيت يا أميرتي ؟
أغمضت عينيها وهي ترمي بثقل جسدها عليه تستسلم إلى طوفان مشاعره الذي يغرقها فيه لينتفضا سويا على الطرقات القوية التي حطت على الباب المستندان إليه ليتبع الطرقات صوت أبيها الحاد : أميرة ، هل أنت بخير ؟!
اتسعت عيناها بذهول ليغمض أحمد عينيه بنزق مهمهما باستياء : يا الله .
كتمت ضحكتها لتنسل من بين ذراعيه حينما طرق أبيها الباب ثانية مرددا نداءه إليها فيسحب أحمد نفسا عميقا قبل أن يفتح له الباب مبتسما من بين أسنانه : صباح الخير يا حماي العزيز .
تطلع إليه وائل بصدمة انقلبت إلى عبوس غاضب فأشاح بعينيه بعيدا عنه : أين أميرة ؟ هل هي بخير ؟
تعجب أحمد من عبوس وائل ليجيب بهدوء : نعم يا عماه ، إنها بخير .
رجف جفن وائل ليتمتم بغيظ : أظن استمعت إليها تصرخ .
ابتسم أحمد ليهمهم بمشاكسة : نعم هي صرخت بالفعل ، اتبع بخفة – فأنا كنت أركض وراءها .
مط وائل شفتيه ليجيب بغضب تحكم به مليا : حسنا توقف عن الركض وراءها وانزلا لتناول الفطور ، فالجميع بالأسفل ، اتبع بحنق – ولا تبحث عن طريقة أخرى للابتعاد اليوم ، فأنا سأغادر في الغد وأريد الجلوس مع ابنتي قليلا .
أومأ أحمد برأسه متفهما : أمرك يا عماه ، اتبع سريعا ليحثه على المغادرة – سأتبعك على الفور.
تحرك وائل مغادرًا وهو يغمغم بسبة ما لم يستمع إليها أحمد فيكتم ضحكته وهو يغلق الباب خلفه ليستدير على عقبيه ناويا الذهاب إلى دورة المياه لينال حمامه سريعا حتى يلحقا بالفطور وهو متأكد بأنها انهت ارتداء ملابسها وأنه سيتشاجر معها الآن لتنتظره إلى أن ينتهي فينزلا سويا بدلا من نزولها بمفردها ، توقف رافعا حاجبيه بذهول ينظر إليها بصدمة مستلقية بفراشهما كتفيها العاريين يظهران من حافة الغطاء المختفية تحته ليهمس بتساؤل : لم ترتدي ملابسك ؟!
ابتسمت برقة ووجهها يحتقن بقوة لتغمغم بخفوت حينما أقترب من حافة الفراش : بل خلعتها .
رجفا جفنيه فتتابع بصوت خفيض ابح : لدينا اكتشاف علينا انهاؤه .
تعالت انفاسه بشكل ملحوظ حينما رفعت حافة الغطاء برقة : هلا أتيت .
قفز بجوارها في الفراش ليهمهم وهو يغمرها بحضنه : سأعيد كل الاكتشافات اليوم .
***
__ صباح الخير
غردت بها و ابتسامة زاهيه تنير ملامحها ، تراقب وجوده على الطرف الآخر من الطاولة، فتقترب من أبيها تقبلوجنته ، تحيي زوج خالتها والدتها وزوجة عمها ، تراقب عدم اهتمامه بوصولها ، لتعبس قبل أن تهتف برقة : مرحبا يا عاصم.
رفع عينه إليها ليمأ لها بعملية وعيناه تحيد نحو أبيها المراقب لهما : صباح الخير يا ابنة العم.
ازداد عبوسها و هي تنظر إليه بتساؤل وارتياب من طريقته ، لتتحرك فتجلس مقابله له بتعمد تضيق عينيهاحينما تلاقت بنظراته ، ليخفض بصره بعدما اشار اليها بكفه في تخفي نحو أبيها الذي سلط عليهما نظراته بترقب .
زفرت بضيق لتسأل بحدة تملكت منها : أين عمو وليد والبقية؟
أجابت ياسمين : لديه أمر هام عليه أن يفعله و صحب عمار معه ، والبقية تناولوا فطورهم أنت من اتيت متأخرة يا مدللة .
مطت شفتيها بتعجب لتعاود النظر إليه ، فتسأل برقة و صوت هادئ مستغلة انشغال أبيها مع زوج خالتها فيحديث ما : كيف حالك يا ابن العم ؟
ابتسم لينظر إليها بتوق مجيبا بهدوء يماثل نبراتها : بخير حال ليلتي كانت رائعة ، فلأول مرة منذ سنوات كثيرةأحلم كما كنت أفعل و أنا صغير.
همست برقة : و هل تتذكر تفاصيل حلمك؟!
ومض المكر بعينيه و هو يتأمل تفاصيلها : تفصيله .. تفصيله.
كتمت ياسمين وفاطمة الجالستان متقابلتان ضحكاتهما ، بينما ضحكت رغم عنها حينما تراقصت نظراته بمشاكسة ليصدح صوت عمه بنبرة جادة : أنت أيها الحالم متى ستعود إلى العاصمة؟
علقت ياسمين بضيق : و هل أتى ليغادر؟ لقد وصل البارحة.
هدر وائل بضيق : لا ، يجلس هنا ويترك العمل يسير من تلقاء نفسه.
رفعت ياسمين حاجبييها لتجيب بتحدي : أن شاء الله عنه ما سار ، من حقه أن يحصل على إجازة و يستمتعبها أيضًا حتى يستطيع أن يواصل عمله.
غمغم وائل بضيق : هل طلبت منه العودة اليوم؟! أنا اسأله عن موعد عودته لأكون على دراية به.
ابتسمت ياسمين و هي تجيب بهدوء :سيمكث معنا الأسبوعين حتى أشبع من وجوده حولي .
ألقت كلماتها و هي تقرص خد عاصم بلطف و تجذبه نحوها من ذراعه لتضمه إلى حضنها تقبل وجنته القريبة، ليهتف وائل ساخرا : اجلسيه فوق ساقيك و اطعميه أيضا . هل هو غر لهذا الدلال؟!
ابتسمت بإغاظة تعمدتها: فقط يرضى هو و أنا سأدلله كما لم أفعل من قبل.
ابتسم عاصم ليهتف بمرح : بارك الله لي في عمرك يا ماما و حفظك لي ، قارنها بتقبيله لرأسها و كفهاالممسكة بذراعه - لا حرمني الله منك يا ياسمينتي.
زفر وائل بضيق : لم تجيب يا باشمهندس .
رفع عينيه لعمه ليغمغم : سأمكث اسبوعا يا عماه.
رمقه قليلا :سأعود غدا .استعد لتغادر معي.
اتسعت عينا عاصم لتهتف ياسمين : لماذا؟
رمقه عمه من بين رموشه : هو يعلم.
عم الصمت قليلا ليجيب عاصم بهدوء : لا.
ومضت عينا نوران بترقب ، لتبتسم ياسمين بانتصار بينما نظر إليه وائل ببرود : لا أفهم .
رفع رأسه بشموخ : لا أستطيع المغادرة غدا يا عماه ، سأعود كما قررت إن شاء الله ، أردف منهيا الحديث - ولا تخف على سير العمل ، أنا رتبت كل الأمور.
سحب نفسا عميقا ليكمل بهدوء و العبث يتراقص بعينيه: إلا لو هناك أمرا آخر ما يقلقك يا عماه ، ومضت عيناوائل بالغضب فاتبع بتسلية تراقصت على شفتيه - أحب أن اطمئنك يا عمي، حتى لا يجوز أن تقلق من شبيهك.
اكفهر وجه وائل بغضب و خاصة مع ضحكة خالد المتهكمة الخافتة ليهمس إليه – متعمدا ألا يستمع إليه غيره من الحضور - و بمرح لمع بعينيه قاصدا اغاظته : الولد أشعل فتيل قلقك بكلمتين، هل تعمد أن يفعلها ؟
عبس عاصم بعدم فهم و هو يرى حديث خالد الهامس الذي انشغل به عمه، بينما ليهدر وائل بضيق : توقفيا خالد .
نظر إليه خالد بمكر :لماذا ، هل أنا مخطئ ؟
غمغم بخفوت: الولد لا يعلم شيئا.
رد خالد بخفوت مماثل: ولكن هذا لا يمنع أنه أشعل قلقك.
هز وائل رأسه نافيا ليحافظ على خفوت صوته : لا عاصم على خلق ، ليس هذا ما يقلقني منه.
كتم خالد ضحكته بقوة ليمازحه بهمهمة خافتة : لتعلم أني كنت محقا برأيك.
هز وائل رأسه بيأس ليهدر بصوت منخفض :لا فائدة الأمر مختلف ، فاطمة كانت زوجتي.
رفع خالد عينيه لينظر إليه بعتاب قبل أن يحدثه بجدية : إذًا زوجها له.
اسبل وائل اهدابه لتلمع ضحكة ماكرة على شفتيه . ليهز خالد رأسه بتفهم قبل أن يهمس له :أنت تعذب الفتىلذا تريده أن يعاود معك ، اتبع بمشاكسة - ياسمين إذا علمت ستضرم النيران بك.
صدحت ضحكة وائل ليشاركه خالد الضحك فيعبس عاصم بتعجب ناظرا إليهما بتعجب انتشلته منه حينما همست بجواره :ألن تقص لي حلمك؟
التفت إليها لتومض عيناه بسعادة قبل أن يهمهم إليها : إنه لمنى عيني أن أفعل و لكن أبيك هنا.
ابتسمت بدلال : أبي العائق أمامك لتقص لي الحلم .
أقترب منها بجسده قليلا ليهمس بجوار اذنها : بل العائق في تحقيقه و تجسيده.
غردت ضحكتها ليهدر بجدية وهو يرمق عمه بطرف عينه من : اخفضي صوتك.
نظرت إليه بعدم فهم و تساؤل ليصدح صوت أبيها هادرا بغضب :ماذا هناك، لماذا تضحكين؟
اتبع بغضب و هو يقف أمامهما : ماذا قلت لها لتضحك هكذا؟
كتم عاصم ضحكته لتنظر نوران إلى أبيها بعدم فهم قبل أن تسأل بهدوء : ماذا حدث يا بابي ؟ عاصم يتحدثمعي فضحكت انه أمر طبيعي .
عبس وائل بغضب : لا ليس طبيعي ، ثم لماذا تجلسين إلى جواره؟
هزت كتفها بدلال : دون سبب سوى أننا نتحدث فآثرت أن أكون قريبة منه.
صاح وائل : انهضي و اجلسي في مكان أخر.
رفع عاصم حاجبيه و الضحكة تتراقص على شفتيه : هل ترفع الحدود بيني وبين ابنتك يا عماه؟! اتبع بجدية و هو ينهض واقفا – اتخالني غريب لتفعل ما تفعله الآن ، أنا عاصم يا عماه ، عاصم الجمال.
تحدث وائل بجدية : قريب.. غريب لا فارق ، اتبع أمرا - انهضي يا نوران .
تأففت نوران لتتحرك مبتعدة عنهما بضيق : بعد اذنكم.
القتها بغضب لينهض عاصم بدوره مقتربا من عمه يقف مواجها له : ماذا تفعل يا عمي ؟
رفع وائل رأسه بعنجهية : أحافظ على ابنتي.
ابتسم عاصم ساخرا: مني؟!
أجاب وائل بجدية : من الكل ، ما يهمني ابنتي فلا أحد يساوي غلاتها عندي.
اتبع و هو ينظر إلى عمق عيني ابن اخيه : مهما فعلت .. مهما ارتكبت أخطاء.. مهما كانت صفاتها .. مهما كانت عيوبها أو سيئاتها فهي ابنتي .. قطعه مني .. نور عيني. . قلبي و روحي معلقان بها ، لا أحد في هذا العالم كله يساوي موضع قدمها.
ارتجفا جفني عاصم ليهمس بحشرجة : بل الدنيا كلها لا تساوي موضع قدميها يا عماه فهي نوران مدللة العائلة .. ابنة سيادة الوزير .. ابنة عمي الصغيرة التي طالما حميتها .. حافظت عليها .. و راعيتها ، اتبع بعتاب - و ما تفعله الآن غير مفهوم بالنسبة لي على الإطلاق .
سحب وائل نفس عميق ليشير إليه بالسير إلى جواره نحو البحر فيستجيب عاصم ، ليسأل وائل بجدية حينما ابتعدا عن الجميع : ماذا تريد يا عاصم؟
رفع عاصم رأسه بشموخ ليهتف ببساطة : اريد الزواج من ابنتك يا عماه .
***
وقفت بجانب غلاية المياه تنتظرها أن تنتهي من عملها لتصب إليها قدح القهوة الذي تحتاجه بشده فراسها يكاد أن ينفجر لقطع صغيرة بسبب الصداع الذي نهضت من نومها به
رجفا جفنيها وعقلها يذكرها أنها لم تنم دقيقة واحدة الليلة الماضية وخاصة بعد حديثها المستفيض مع والدتها التي أمسكت بها هذه المرة فاضطرت أن تفصح لها عن كل ما حدث بينهما الفترة الماضية
صدر أزيز من غلاية الماء الكهربائية لتجفل قبل أن تنتبه فتصب الماء إلى قدحها الكبير وهي تتذكر توترها حينما اجلستها والدتها بجوارها لتسألها عم حدث بينها وبين عبد الرحمن ، وخاصة إن أمها ألمحت إليها منذ أن أوصلها تلك المرة التي كانت مريضة فيها أنه معجب بها واكدت على شعورها حياله بعد حفلة عيد ميلاد آسيا ، لتهمس إليها بمكر هذه المرة عم حدث فوجدت نفسها تثرثر إليها تبوح بكل ما يحدث بينهما والتقارب الذي يجمعهما الأن
فتسمعها والدتها باهتمام قبل أن تبتسم وتسالها بجدية : وأنت يا رقية بم تشعرين نحوه ؟
بللت حينها شفتيها لتهمس إليها : أنا أشعر بالراحة إلى حد ما معه ، اكتشفت أنه ليس كما يبدو ؟ مديحة بخفة : كيف ؟!
عبست بعدم رضا : ليس أجنبي كما توشي ملامحه .
ضحكت مديحة لتهتف إليها : أنت معترضة على شكله يا روكا ، أنه كالقمر المنير يا فتاة .
حينها رجفا جفنيها لتهمس بصوت محشرج فضح كذبها : انه عادي
حينها اتسعت عينا والدتها لتهتف بعدم استيعاب : عادي ، كيف ذلك ؟! انه يضيء كمصباح كهربائي موفر للطاقة
حينها تخضبت وجنتيها بالأحمر القاني لتغمغم والدتها بهدوء ماكر : حسنا يا ابنة محمود هو عادي بل أقل من العادي ، ماذا تشعرين نحو هذا العادي ؟!
انتفضت بخفة لتتبع والدتها بعد قليل : حسنا على راحتك ولكن لتعلمي ردة فعله العنيفة تدل أنه يغار بشدة يا ابنة المنصوري .
تركتها والدتها وغادرت غرفتها لتقضي هي ليلتها الطويلة تفكر فيه وفي كل ما حدث بينهما الأيام الفائتة لتنتفض ثانية وهي تسترجع اكتشافها بعدما حللت أفعاله لتنفض رأسها بنفي قاطع وهي تهمهم : لا يمكن ..لا يمكن .
زفرت بقوة وهي تجبر نفسها على التوقف عن التفكير في الأمر لتولي اهتمامها لحاسبوها فتبحث عن أسماء الأطباء اللائي كانوا مناوبين ليلتها في المشفى
تراجع المعلومات الظاهرة أمامها على شاشة الحاسوب بتركيز وعيناها تنظر بتدقيق في كل شيء قبل أن تنظر إلى الشريط المصور للكاميرا التي اخبرها عنه يعرض ببطء لتلتقط الكيان الذكوري الذي يتحرك بخفة يتلفت من حول نفسه مخفيا رأسه تحت قبعة رياضية تخص عاملين الصيانة
ضيقت عيناها وهي توقف العرض لتلتقط صورة سطحية لما يعرض لتنقلها على أحد البرامج الحديثة لتحسين الصورة وتكبيرها لتتسع عيناها بصدمة وهي تنظر إلى الدبوس المعدني المعلق بجيب روب الأطباء الأبيض الذي يرتديه .
لتنتفض بقوة على صوت الباب الذي فتح وصوته الذي هدر بصرامة : صباح الخير يا آنسة رقية .
انتفضت على الصوت لتتسع عيناها بصدمة وهي تنظر إليه بابتسامة السمجة وعيناه الضيقتان من خلف نظارته الطبية ذات الأعين المستديرة لتحرك كفها بخفة تغلق شاشة الحاسوب لتقف باضطراب تحكمت فيه بصرامة وهي تجيبه بهدوء : صباح النور دكتور ، تفضل أي خدمة ؟!
ابتسم وعيناه ترمقها بتقييم استشعرته ليجيب بود مفتعل : كنت أريد سؤالك عن الباشمهندس عبد الرحمن .هل تعرفين أين أجده؟
رفعت حاجبها وملامحها تتشكل بشراسة : نعم
اهتزت حدقتيه ليهم بالحديث فتقاطعه بنبرة حازمة : وما لي أنا بالمهندس عبد الرحمن ، وكيف لي أن أعلم مكان تواجده ، إذ لا تعرف يا دكتور فمكتب المهندس عبد الرحمن أخر الرواق على يدك اليمين .
تمتم بتلعثم : ظننته عندك .
احتدت نظراتها : أعتقد أني لا أفهم معنى كلماتك يا دكتور ، فأرجو أن تخبرني عن مقصدك منها
سحب نفسا عميقا ليغمغم : لا أقصد شيئا .
رفعت رأسها بشموخ و ومضت نظراتها بغضب وهمت بأن تطرده قبل أن يقاطعها الصوت الأبح ذو اللكنة الإنجليزية العريقة: صباح الخير يا دكتور ، التفت لها يمأ برزانة - صباح الخير يا آنسة رقية
هزت رأسها دون اهتمام فاتبع برزانة وهو يولي اهتمامه للآخر : أخبروني أنك تبحث عني وحينما هممت بالذهاب إليك وجدتك هنا ، اؤمرني أي خدمة .
استدار إليه وعيناه ترتعش برهبة ظهرت في نبرته المهتزة حينما قال : اه نعم ، هناك جهاز معطل في غرفة الأشعة التقنين لم يستطيعوا إصلاحه فأتيت لأبلغك .
أومأ عبد الرحمن ليجيب : حسنا سأضمه لدروة الصيانة اليوم .
هز الطبيب رأسه شاكرا : حسنا شكرا لك .
غمغم عبد الرحمن وهو يتابع ابتعاده : لا شكر على واجب يا دكتور.
راقب انصرافه بعينين لامعتين بحدة قبل أن يلتفت إليها سائلا : ماذا كان يريد منك ؟
رفعت حاجبها لتنظر إليه بتحدي قبل أن تجيب : كان يسألني عنك ،عبس باهتمام لتتابع بجدية - إنه هو يا باشمهندس .
دلف إلى الغرفة وهم بإغلاق الباب بعفوية لتهتف بجدية : اتركه ومن فضلك التزم بمكانك خارجا
تصلب جسده لينظر إليها بعدم فهم قبل أن يسأل : أنت غاضبة مني ومعك حق لقد أتيت لاعتذر منك على سوء تصرفي البارحة لقد فقدت أعصابي دون سبب لذا لم أحسن التصرف ولا رد الفعل ، أتبع وهو ينظر لعمق عينيها - أعتذر يا آنسة رقية .
ابتسمت برقة ورفعت رأسها إليه تنظر بلا مبالاة : لا أفهم عما تتحدث ، وعلام تعتذر يا باشمهندس .
ارتبكت ملامحه لوهلة ليسألها بعفوية : ألست غاضبة لأن الهاتف ؟!
رفعت حاجبيها لتكمل إليه ببساطة : أنت تتحدث عن انقطاع الخط البارحة أليس كذلك ؟! ومضت عيناه بزرقة عميقة فأكملت - لم أغضب بالطبع لست تافهة لهذه الدرجة .
تطلع إليها قليلا ليسألها : إذًا لماذا تمنعينني من الدخول ؟
أجابت ببساطة : ولماذا تريد الدخول ؟!
اكفهر وجهه لتتابع : المعذرة يا باشمهندس أنا لا أرى سبب يجعلك تأتي لمكتبي يوميا لتتحدث معي وتتناول الإفطار ،
رد بحدة تملكت منه : لم أكن ات لأتناول الإفطار والثرثرة معك .
ابتسمت برقة : أعلم كنت تأت لأمر البحث وهذا الأمر أنا أنجزته بالفعل وسأرسل إليك كل شيء عن طريق البريد الإلكتروني ولكن الآن لا سبب يجعلك تتردد على مكتبي بشكل يثير الأقاويل والحديث والتساؤل عن مكان وجودك وإذا كنت ادركه أم لا ، احتقنت أذنيه بقوة وهو يقاوم شعور الغضب المتزايد بداخله ولكن رغم عنه شعر بعقله يحترق حينما اتبعت - أنت تعلم بالطبع أنا التزم بالتقاليد المصرية العريقة وأحب الحفاظ على سمعتي وطريقة تربيتي وتفكيري لست منفتحة لذاك الحد .
اغتمت عيناه بالأسود القاتم ليسأل بصوت أجش غاضب : أي حد تقصدين؟
أشارت بيدها في استخفاف تعمدته : حد أن يكن لي أصدقاء من الجنس الآخر أو زملاء عمل مقربين منهم ، ما يجمعنا هنا هو العمل والذي انتهى الحمد لله وأعتقد أني أنجزته كما أردت أنت
أبتسم ببرود وهو يبتلع غضبه يخنقه داخل صدره قبل أن يجيب : بالطبع يا آنسة أنا أتفهم وجهة نظرك وشكرا جزيلا على مساعدتك ، اعتذر إن ازعجتك بوجودي وعملي .
أجابت بطبيعية : على الإطلاق يا باشمهندس بل كان العمل معك اكثر من جيد
أومأ برأسه : إذًا سأنتظر النتائج التي حصلت عليها بعد اذنك .
هزت رأسها ترد تحيته : على الفور ، أراك على خير.
استدار على عقبيه ليغادر مكتبها مغلقا الباب خلفه لتجلس على كرسيها ثانية وهي تشعر بجسدها كله ينتفض لتهز رأسها بنفي تهمس لنفسها مؤكده أنها لا ترتجف ، صفعها كذبها بكفيها اللذين ارتفعتا أمام نظرها وهما يرتجفان بقوة فلا تستطع السيطرة عليهما وهي تشعر باختناق قوي يلم بها وروحها تبكي بقلة حيلة فما قررته بشأنهما اتبعته دون أن تمهل نفسها فرصة واحدة تعيد بها تفكيرها ، وخاصة بعد حديث هذا السمج الذي أثار حفيظتها بطريقته الملتوية ، لذا أبعدته كما قررت ونوت ، و استجاب - هو - كما راهنت !!
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 06:24 PM   #219

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

يجلس بحديقة الشاليه الخاص بهم فوق كرسي من الخرزان البني يضع ساقا فوق أخرى وينظر إلى الأفق الصافي أمامه شاردا في أفكاره وكلمات عمه تصدى بأذنيه من جديد وهو يجيبه بجدية عن طلبه الذي صرح به بتساؤل صارم " لماذا؟ "
حينها صمت قليلا ليبتسم بتوتر ، يتحاشى النظر إلى عيني عمه هاتفا بتلعثم : لماذا ماذا يا عمي؟! لماذا البشر يتزوجون عامة ؟! أتبع بتفكه أظهر توتره - إنها سنة الله في الأرض .
ارتفع حاجبي عمه بدهشة ونظراته تتلون بسخرية : حقا ؟! تريد الزواج من ابنتي لأنها سنة الله في الأرض ؟!
احتقنت أذنيه بالأحمر القاني فاتبع وائل ببسمة هازئة : ونعم بالله يا ابن أخي ، لا استطع أن أمنعك من اقرار سنة الله في الارض ولكن لتجد فتاة أخرى غير ابنتي ، فابنتي لن تتزوج لأجل هذا السبب فقط .
هم عمه بأن يوليه ظهره ليتمسك بساعده : إلى أين يا عمي ، أنا لم انه حديثي .
رفع وائل حاجبه لينظر إلى قبضته بطرف عينه فيزداد توتره مخفضا بصره وتاركا لساعد عمه مغمغما : المعذرة يا عماه ، ولكن أنت لم تمنحني فرصة لأعبر عم أريد جيدا .
استدار إليه وائل لينظر إليه بهدوء يعقد ساعديه أمام صدره هاتفا بهدوء : هاك عبر عم تريد يا عاصم .
حينها قبض كفيه وفردهما بتتابع قبل أن ينطق بجدية : أريد الزواج وتأسيس أسرة وسأكون أكثر من سعيد لأن تكون نوران رفيقتي ونصفي الآخر .
صمت دام عليهما قليلا وعمه يركز بصره عليه ليسأله بصرامة : لماذا ؟
تبعثرت أنفاسه واحتقن وجهه لينظر إلى عمه بحنق تراكم بصدره ليعاود عمه سائلا بإصرار : لماذا تريد الزواج من نوران يا عاصم ؟
زاغت حدقتيه وهز رأسه بضيق ليجيب أغبى إجابة أتت على عقله حينها : لأنها ابنتك .
حينها اكفهر وجه عمه وعيناه لمعت بغضب قبل أن يجيبه بحنق : لا .
تحرك مبتعدا بصرامة ليتحرك بدوره قاطعا طريقه : لا أفهم .
وقف عمه ينظر إليه من علو : لا .. لست موافقا ، لا.. ليس لدي فتيات للزواج
لا.. لن أزوجك إياها ، لا .. لأنك لست جديرا بابنتي .
بهت وجهه ليرتد للخلف بصدمة مرددا بذهول : لست جديرا .
حينها نظر وائل لعمق عينيه : نعم ، هل تعرف السبب ؟
جمد وجهه وروحه تختنق فاتبع وائل بنبرة قاسية أشعره حينها أنه لطمه على وجهه حينما نطق : لأنك جبان ، ليرفع عمه رأسه بشموخ وعنجهية - وأنا لن أزوج ابنتي من رجل جبان .
اختنق حلقه وقلبه يقرعه بقوة على عدم افصاحه بمشاعره إلى عمه روحه تتكالب عليه بحدة لأنه لم يستطع قول الحقيقة بل استكبر أنه يخبر عمه عن مشاعره الجياشة نحو ابنته .
غمغم بضيق : كيف كان يريدني أن أفعل ؟! أقف أمامه واصرح بوقاحة "عماه أنا أحب ابنتك ".
زفر بضيق حينما رن هاتفه ثانية فيعبس وهو يرى صورتها تضيء هاتفه ليلوي شفتيه حانقا : بم سأخبرها الآن ؟!
تنهد بقوة واغلق رنين الهاتف لينتبه على ترتيبه هادئة فوق كتفه ليلتفت إلى والدته التي تحمل إليه قدح الشاي الخزفي فوق طبقه : الشاي يا باشمهندس ، اتبعت برقة وهي تقبل جانب رأسه - بالنعناع ليساعدك على التفكير في معضلتك .
أبتسم بتوتر ليتمسك بكفها في رجاء خاص : اجلسي يا ماما أريد أن اتحدث معك .
استجابت إليه ياسمين لتلتف وتجلس على الأريكة المجاورة لكرسيه ثم تجذبه من كفه التي ظلت ممسكة بها لتجذبه فيجلس إلى جوارها ، يضع قدح الشاي على الطاولة أمامه ليستجيب إلى أمه التي سحبته ليضع رأسه في حضنها فتربت على كتفه بعد أن احتضنته ، تهمهم بخفوت و تملس على خصلات شعره : ما بالك يا عاصم ؟
زم شفتيه بضيق تملكه قبل أن يفضي إليها بعفوية : أريد الزواج من نوران وحينما أخبرت عمي رفض .
ارتفع حاجبيها بتعجب لتسأله بمنطقية : وبرأيك لماذا رفض عمك طلبك للزواج من ابنته ؟
أجاب بتلقائية والحنق يصدح بنبراته : لأني غبي لم أستطع إجابة سؤاله .
ابتسمت ياسمين برقة : وما كان سؤاله ؟
رجف جفنه ليدفن رأسه اكثر في حضنها مغمغما بصوت خافت : لماذا أريد الزواج منها ؟
ابتسمت ياسمين لتجيب بمكر : سؤال جيد ، اتبعت وهي تدفعه قليلا لتنظر إليه – إذًا بماذا أجبته ؟
اغلق عينيه : إجابتي لم تكن موفقة ، همست اسمه بنبرة مميزة فاتبع - بل كانت حمقاء وغبية .
ضحكت ياسمين برقة لتهزه بلطف وتسأله : إذًا لماذا تريد الزواج من نوران يا عاصم ؟!
نظر إلى والدته قليلا ليمط شفتيه بتفكير اعتلى ملامحه قبل أن يسبل جفنيه مغمغما بصوت اجش : أريد النوم .
تنهدت ياسمين بقوة : لا تهرب يا عاصم .
رد فورا : لا أهرب أنا ادرك ما أريد يا أمي ولكني لا استطع الإفصاح عنه الأن .
أجابت بجدية : إذًا رفض عمك منطقي ولا يُلام عليه ، لابد أن تفصح عم يدور بداخلك يا بني .
أغمض جفنيه بجدية ليدفن أنفاسه بحضن والدته لتربت على كتفه بحنو تلاعب خصلاته لتتابع : توقف عن كتمان مشاعرك فالكتمان لا يفيد .
آثر الصمت ليتنهد مستمتعا باحتضان والدته له فيشعر بالنوم يداعب عينيه فيترك نفسه مستسلما للغفوة التي يشعر بها ليسقط في النوم مرحب بالهدوء الذي خيم عليه .
***
يجلسان بجوار بعضهما يتحدثان بخفوت فلا يستمع إليهما أحدا ، فيهتف خالد بجدية : إذًا ما يعملان عليه يلاقي نجاحا .
أومأ أمير رأسه وابتسم بفخر : بل سيكون شيء رائع إذا اكتمل .
صمت خالد قليلا قبل أن يسأله : ولكن إلى الآن لم تصلوا لسر ملاحقتهم لهما .
هز أمير رأسه نافيا ليجيب : إنها مسألة وقت ، فاختفائهم لن يدم طويلا سيظهرون ثانية ولكن حينها سنكون بانتظارهم .
هز خالد رأسه بتفهم والثقة تومض بعينيه ليصمت قليلا قبل أن يسأله بجدية : أريد أن أسألك عن شيء منذ مدة يا أمير ولكني متردد بعض الشيء .
عبس أمير بدهشة ليلتفت إليه ينظر مليا : لماذا متردد ؟!
صمت خالد والحيرة تضوي بزرقة عينيه : كنت لا أحبذ أن أعيد فتح الأمر ثانية ولكن هناك شك يداعب قلبي فأريد اخماده والخلاص منه .
تمتم أمير بجدية وهو يمنحه اهتمامه كاملا : ما الأمر يا خالد ، بدأت اشعر بالقلق .
رفع خالد عينيه اليه : أنا الآخر أشعر بالقلق لذا حينما تحكمت بي أفكاري وعبثت بعقلي ظنوني فكرت أن اتخلص من الأرق وأسألك .
رفع أمير عينيه ليشر برأسه : أسأل وسأجيب .
صمت بليغ حط عليهما قبل أن يهمهم خالد بهدوء : أحمد .
ارتفع حاجبي أمير بدهشة سرعان ما تحولت إلى صدمة حينما أتبع خالد بجدية : أشعر بأن هناك ما يحدث معه هلا تقصيت لي الأمر؟
اتسعت عينا أمير بعدم تصديق : من اجلي يا أمير .
عم الصمت عليهما قليلا قبل أن يجيب أمير بجدية : بالطبع لأجلك أفعل أي شيء و كل شيء ولكن أخبرني هل تشك أنه يفعل مثلما يفعل عبد الرحمن ؟
أومأ خالد براسه وهو يخفي عينيه عن امير الذي رمقه مليا قبل أن يعبس بتفكير : خالد .
رفع خالد رأسه ليزفر نفسا عميقا قبل أن يهمس بصوت خفيض : أتمنى أن يكون .
اهتزت حدقتي أمير بنفي صريح قبل أن يجيب بهدوء : سات لك بخبر يقين .
أبتسم خالد بتشنج وهو يعود بنظره إلى البحر هامسا بداخله " كم أتمنى أن يخيب ظني ويخطأ هذا الحدس الساكن بأعماقي !!
***
استيقظ من نومه بعد وقت لا يعلم مداه ليحرك رقبته بعفوية ينظر من حوله ليجد المكان فارغا فينهض بتكاسل يبحث عن والدته التي تركته كما يبدو بعد أن وضعت رأسه على وسادة بدلا منها ودثرته بغطاء خفيف كالصغار.
حك رأسه وابتسامة تداعب ثغره قبل أن يتنفس بعمق يتحرك نحو الداخل ويهم بالنداء ليتوقف صوته داخل حنجرته حينما اتسعت عيناه بعدم تصديق وهو ينظر إلى ظهرها ، تقف بمطبخ الشاليه تعد شيئا ما على الموقد وهي تدندن بسعادة وصلته جيدا .
تنفس بعمق وهو ينظر إلى رأسها التي تهتز بتناغم فتهتز خصلاتها الملمومة في ذيل فرس ، رقبتها الظاهرة من حد قميصها المنخفض فتظهر شامتها بنية اللون ، كتفيها الظاهران من تجويف كمي القميص الغير متواجدان عظمتي ظهرها الظاهرتان بهشاشة من قماش قميصها المربعات بلونيه الأبيض والأزرق والمزموم عند خصرها فيظهر مدى هشاشته ، تحرك خطوة إضافية لتثقل أنفاسه وهو يرى مفاتنها البارزة في شورت أبيض قصير يحدد أول فخذيها لتلمع ساقيها العاريتان أمام عينيه بلون برونزي سرقا نبضاته
اقترب رغم عنه لتلتفت هي في نفس الوقت لتبتسم برقة مغمغمه بدلال : صباح الخير ، استيقظت أخيرا .
رمش جفنيه ونظراته تتعلق بسلسالها الذهبي ذو الفراشة البيضاء اللامعة فوق جيدها البرونزي اللامع والظاهرة من حافة قميصها المفتوح بسبعة قصيرة لم تتعد عظمتي الترقوة .
عبست بعدم فهم قبل أن تشير أمام عينيه بكفها : عاصم هل لازلت نائما ؟
ابتسم بتوق لمع فوق ثغره ليقترب اكثر مهمهما : وأحلم أيضا .
رنت ضحكتها من حوله ليرتكن على الحاجز الرخامي الذي فصل بينهما ليحمد الله في سره عن وجود ما يفصل بينهما لتبتسم إليه برقة : أتيت أبحث عنك بعدما مللت من عدم إجابتك على اتصالاتي فوجدتك نائما وانطي ياسمين طلبت مني مساعدتها في إعداد الحلوى .
رد بمشاكسة : يا لحظ الحلوى
ضحكة مغوية صدرت منها فتومض عيناه ببريق شغوف لتهمس وهي تقلب محتوى الإناء : إنها الحلوى المفضلة إليك .
تمتم بصوت اجش : ماذا تفعلين ؟
أجابت بعفوية : أعد صوص الشيكولاته .
اتبعت وهي تغمس سبابتها بطرف الإناء : هلا تذوقته من أجلي ؟
قربت سبابتها من فمه ليقبض على كفها وهو يقترب بجسده كيفما سمح له الحاجز الرخامي ليمص اصبعها كما فعل البارحة فتومض عيناه ببريق عشق حينما اسبلت جفنيها بتأثر فيرفع كفه الأخر ليلامس وجنتها القريبة بظهر يده يجذبها نحوه اكثر هامسا : انه لأجمل صوص شكولاتة تذوقته بحياتي .
احنت رأسها نحو كفه الذي لامس مؤخرة عنقها بخفة لتهمهم بصوت ابح : توقف يا عاصم .
همس وهو يشعر بأنه يريد أن يحطم الحاجز الرخامي الذي يمنعه عنها : يا ليتني أستطيع يا نور .
ومضت عيناها بفرحة حقيقية وهي تستمع الى اسم دلالها من بين شفتيه ليقترب منها برأسه أكثر لتنظر إلى عينيه فتقرأ رغبته بيسر جعلها تجفل فتتراجع للخلف بردة فعل عفوية هامسة برقة : لا يا عاصم .
لهث بأنفاس عالية ليفلت كفها رغم عنه مغمغما بضيق : معك حق .
اتبع وصوته يحشرج : لم أقصد أن اخيفك أو اوترك أنا فقط.
تصاعدت أنفاسه بحنق تملك منه ليهدر بغضب : أنا أحترق .
عبست بعدم فهم لتوقفه بنداء حينما هم بالابتعاد : الن تسالني لماذا أتيت لك ؟
تجمد موضعه واشاح بعينيه بعيدا عنها ليسألها : لماذا ؟!
فتثرثر بتلعثم : أردت أن أذهب في فسحة بالدرجات وأنت تعلم قيادتي سيئة ودوما كنت تصحبني معك .
ارتدت رأسه إليها بذهول ليسألها : تردينني أن اصحبك أمامي على الدراجة يا نوران ؟!
ضحكت رغم عنها : لا طبعا ، بل تكون برفقتي حتى تنجدني إذا حدث شيء ما ، اتبعت وهي تنظر إليه - رفضت أن أذهب برفقة عادل و يمنى بمفردي واخبرتهم أن ننتظر وجودك معنا
تنفس بعمق ليهز رأسه بتفهم مهمهما : حسنا امهليني قليلا استحم وابدل ملابسي وسأرافقكم .
توقف قبل أن يختفي من أمام نظرها : بدلي ملابسك يا نوران ولا ترتدي هكذا ثانية من فضلك .
سألت بمكر : هكذا كيف ؟!
اغمض عينيه ليجيب بنزق : مثلما ترتدين الآن .
اقتربت بخطوات متمهلة : ألم يعجبك ؟
عبس بحنق ليهمس من بين أسنانه وهو يبتعد عنها : يا ليتني استطع أخبارك عن رأيي كما أريد .
صفع باب غرفته بعدما دخلها يصارع أنفاسه المتلاحقة قبل أن يتجه لدورة المياه ليفتح مرش الماء البارد فوق رأسه دون أن يهتم بخلع ملابسه
***
يجاور شقيقته الجالسة بالأرجوحة يضمها من كتفيها إلى صدره يربت على كتفها بحنان : لماذا ترفضين المجيء معنا يا جانو؟
تنهدت بقوة : لا أريد السباحة .
__ إذًا رافقي نوران ويمنى بنزهة الدرجات .
أجابت بكآبة : لا أريد .
تنهد بقوة لتهتف أميرة التي اقتربت منهم تحمل كوبين كبيرين من العصير : أتركها يا مازن ، أنا أريد الحديث معها قليلا .
أومأ مازن برأسه : حسنا يا ميرا ، تفضلي .
تحرك مغادرا الأرجوحة ليهتف : سأذهب برفقة علي وأدهم يا جنى ، أتريدين شيئا قبل أن أغادر
هزت رأسها نافيه لتجيبه أميرة برقة : انجوي يا زوما .
ابتعد أخيها لترمقها أميرة مليا قبب أن تحدثها بصرامة : هلا جلست باعتدال يا جنى لنتحدث قليلا وتفسري لي ماذا يحدث معك ؟
رفعت جنى رأسها إلى ابنة عمها لتهمس إليها باختناق : أسعد سيتزوج
رفعت أميرة حاجبيها بذهول قبل أن تضع ما بيديها لتجاور جنى هاتفة بدهشة : قصي لي ما حدث يا جنى ولا تغفلي شيئا .
سحبت نفسا عميقا لتنظر أمامها بشرود قبل أن تفصح عن كل ما حدث الفترة الماضية إلى ابنة عمها التي استمعت إليها باهتمام وحنو يلمع بعينيها .
عقدت أميرة ساعديها لتنظر إلى ابنة عمها بحنق لتسألها من بين أسنانها : هلا رددت حديثك ثانية يا جنى؟
رمشت جنى بعينيها وهي تجاهد ألا تبكي من جديد : لماذا ؟
زفرت أميرة بعصبية : لأن ما تقولينه سيادتك معناه شيء واحد فقط .
رفعت جنى نظرها بتساؤل فتتابع أميرة بحنق - أن أسعد يتحدث عنك أنت .
اتسعت عينا جنى بصدمة لتهز رأسها نافية : لا أنه يتحدث عن ابنة خالته ، لقد تبدل معي وأخبرني أنه سيلتزم بكونه صديقي لا أكثر .
زفرت أميرة بقوة قبل أن تهتف بضيق ولغة إنجليزية تحكمت بها: يا إلهي ، هل أنت حمقاء لهذه الدرجة ؟
غمغمت جنى بعتاب : هكذا يا ميرا ؟
نفخت أميرة بقوة : لا أجد وصفا أخر لحالتك ، لتتبع بمهادنة - إنه يجبرك على الاعتراف بمشاعرك نحوه لذا يدفعك إلى حافة الجنون
اتبعت برقة : وبالفعل نجح ، الفارس ليس بهين .
نظرت إليها جنى لتردد بعدم ثقة : حقا؟
أومأت لها أميرة : أنظري لنفسك وأنت تري الإجابة ، وإذا أردت التأكد بنفسك من كونه يدعي التزامه بالصداقة أو إنه صادق بالفعل ادفعيه للغيرة .
تطلعت لها جنى باهتمام لتجيب أميرة برقة وعيناها تومض بمكر : الغيرة تخرج أسوأ ما فيهم وتدعهم ينفجرون بكل ما يحملونه بداخلهم .
غمزت لها بطرف عينها : أسألِ مجرب
همست جنى بصوت ابح : كيف ؟ اخبريني كيف وسأفعل .
ضحكت أميرة برقة : تعالي لنعد خطة لدفع الفارس النبيل للاعتراف بمشاعره ، تهللت ملامح جنى بحماس لتتوقف أميرة عن الحركة وهي تتابع بصرامة - ولكن قبل أي شيء إذا حدث واخبرك ماذا ستفعلين ؟
توترت نظرات جنى لترمقها أميرة باهتمام قبل أن تهتف بحدة : عليك أنت الأخرى الاعتراف بمشاعرك يا جنى ، عليك أن تطردي هذه التفاهات من راسك وتتمسكي به كما هو يتمسك بك يا جنى ، إذا حدث واخبرك لابد أن تقبلي به وتوقفي عن رفضه .
اتبعت بهدوء ونبرة عميقة : فكسر القلوب ليس بالأمر السهل يا ابنة عمي وشخص كأسعد معتد بنفسه فخور بشخصه إذا فعلتها سيقتطع قلبه من موضعه قبل أن يدق لك ثانية .
ازدردت جنى لعابها بخوف سكن حدقتيها لترمش عينيها بتتابع وهي تدرك في أعماقها أن أميرة محقة لتسأل نفسها : هل ستقوى على الإفصاح عن مشاعرها أم سيقيدها خوفها من جديد .
انتبهت من افكارها على صوت أخيها الذي صدح بفرحة عارمة : بابا وصل .
***
صاح بقهر وصله جيدا : متى ستأتي يا عادل؟
عبس بتعجب ليجيب وهو يبتعد عن شقيقته ونوران اللتان تتحدثان سويا منتظرين مجيء عاصم ليبدؤوا نزهتهم
ليسأله بجدية : ما بالك يا عبد الرحمن ؟ هل حدث شيء أخر ؟
اطبق فكيه بقوة : هذا الحيوان سأقتله إذا سنحت لي الفرصة
اتسعت عينا عادل بصدمة ليسأل بسرعة بديهة : لماذا هل اقترف خطأ أخر؟ هل أقترب من إحداهن كما فعل مع
__ لا ، قاطعه عبد الرحمن بحدة ليكمل - لقد أزعج رقية .
ذهول اعتلى ملامح عادل ليردد بخفة : أزعج رقية
صمت ليكمل بنبرة مميزة : اها رقية .
اتبع سائلا بمكر - أنت تقصد الآنسة رقية ابنة عمو محمود المنصوري؟
غمغم عادل بتفكه : روكا
زمجر عبد الرحمن بحدة في اذنه : احترم نفسك يا عادل.
كتم عادل ضحكته ليسأله ببراءة : هل فعلت شيئا ؟
صمت عبد الرحمن ليسأله عادل ببساطة : أخبرني كيف أزعج رقية .
رمش عبد الرحمن بعينيه قبل أن يغمغم باختناق : المح لها بأن هناك صداقة تجمعني بها وهذا الأمر جعلها ..
صمت ليتابع بقهر - لا يهم ما حدث يا عادل المهم الآن متى ستأتي .
اتسعت ابتسامة عادل ليجيب : المفترض أنك من ستأتي يا عبود ، فالمصيف هنا ينقصك .
أجاب عبد الرحمن بعفوية : لا أستطيع أن ات وأتركها بمفردها
تحكم عادل في ضحكته ليسأله بتفكه : من هي ؟
هدر عبد الرحمن بحنق : رقية ، اتبع سريعا - أشعر بالخوف عليها أن يتعرض لها هذا الحيوان ، فمجيئه لها اليوم ليس عاديا يا عادل ، أعتقد أنه يشك بأنها من تبحث خلفه .
جمدت ملامح عادل ليهتف بجدية : سأخبر أبي بم تقل الآن ولنضاعف الحراسة عندك ، صمت قليلا ليتابع - ومن الممكن أن نحاول اقناع عمو محمود بالمجيء هو وأسرته .
ومضت عينا عبد الرحمن بزرقة غنيه : فكرة رائعة ، ولكن كيف ؟
استدار عادل على عقبيه حينما صدح صوت مازن بوصول أبيه ليغمغم عادل بمكر : أتى من سيخبره ويقنعه أيضا .
زفر عبد الرحمن بقوة ليتابع عادل - اترك الأمر وأنا سأحله فقط تعال مع تؤامك فالجميع سيصل غدا .
سحب عبد الرحمن نفسا عميقا : حسنا سأفعل بأذن الله ، أراك على خير .
غمغم عادل بالتحية في أذنه ليبتسم بسعادة وهو يتطلع لوصول أحمد الجمال وصيحات ابنه الفرحة لوصوله تصدح عالية ، ليعم الصمت فجأة حينما ترجلت من كانت تجلس بجانبه ليرفع عادل حاجبيه بدهشة قبل أن يهمهم بمرح : اووه ، جراح العقول وقع واقفا هذه المرة .
***
صاح مازن فرحا بقدومه ليهرع إليه فيتلقاه بحضنه يربت على ظهره فيعلن مازن بخفة : اشتقت اليك يا أبي.
ضحك أحمد بخفة : وأنا اشتقت إليك يا حبيب بابا .
سحب نفسا عميقا ليهمس إلى ولده : رحب بزوجة أبيك القادمة .
التفت مازن لتلك التي ترجلت من السيارة لتتسع عيناه بصدمة هامسا بعدم تصديق : مس لميا .
عبس أحمد بعدم فهم إلى ولده ليلتفت سريعا نحوها حينما هتفت بذهول : مازن ، كيف لم أربط الاسماء ببعضها ؟!
تحرك مازن سريعا نحوها ليهتف بفرحة غمرته : أعلم أن لا يحق لي احتضانك ولكن باعتبار ما سيكون يحق لي أليس كذلك ؟
ضحكت لميا بخفة لتقرص خده بلطف : حينما يكون سأحتضنك أنا .
هتف احمد دون فهم : أتعرفون بعضكما ؟!
هم مازن بالحديث ليصدح صوت أدهم الجهوري من خلفهم : هل ما أراه صحيحا أم أنا أتخيل ؟
أقترب من لمياء لينظر إليها - لا والله أبدا أنا لا أتخيل إنها مس لمياء ، التفت إلى مازن - إنها هي أليس كذلك ؟!
ضحك مازن وأومأ برأسه في سعادة ليغمغم أدهم إلى مازن بعدما صافحها بترحاب - أنت وأبيك ذوقكما واحد يا مازن .
قهقه مازن ضاحكا ليهتف علي الدين الذي انضم إليهما بعدما لكز أدهم بخفة : سعيد برؤيتك يا مس
أجابتهم بابتسامة راقية : وأنا سعيدة بكم .
التفتت إلى أحمد الذي اقترب منها بعدما ساعد حور على النزول من السيارة : تعرفيهم؟
ضحكت لميا لتجيب بخفة : طبعا ، أنهم الفرسان الثلاثة ، كنت ادرسهم حينما كانوا صغار .
رفع حاجبيه بتعجب لتهتف بحيرة : لا أفهم كيف لم أربط الاشياء ببعضها ؟! اتبعت بصدمة - أنا حتى لم أسالك إذ كنت تقرب لسيادة الوزير رغم تشابه الأسماء بينكما ، كنت حينها سأربط علاقتك بمازن فهو ابن عم ابن الوزير .
ضحك أحمد بخفة ليصدح صوت من خلف الفتيان : من الواضح أن ابن الوزير سمعته تسبقه
ألقاها بتهكم وهو يطرق رأس ولده من الخلف بخفة ليضج الجميع بالضحك قبل أن يتحرك أحمد مصافحا شقيقه الذي همس إليه وهو يحتضنه بعد أن تحمد بسلامته : هل هذه عروسك حقا يا أحمد؟
غمغم احمد وهو يرمقه بتحذير : احترم نفس سيادتك .
ضحك وائل رغم عنه ليرحب بها في ايماءة من رأسه : أنرت الساحل بقدومك يا هانم .
توردت رغم عنها لتتمسك بكفه القريبة منها بعفوية أسعدته ليشبك كفه بكفها وهي تجيب بصوت ابح : إنه منير بوجودكم يا سعادة الوزير .
هتف وائل : تفضلا .
لكز ابنه بخفة : أخبر الجميع أن عمك حضر ومعه ضيوفه .
تحرك أدهم بسرعة ليمأ برأسه لأخيه : تفضلي يا هانم .
التفت أحمد وهو يقرب حور منه ليهتف بأخيه : دادة حور يا وائل مربية لميا وبمقام والدتها .
تحرك وائل نحو المرأة الأكبر سنا ليمأ إليها ويصافحها بتقدير : أنرت المكان يا دادة تفضلي .
اتبع بترحاب اعتلى ملامحه : شرفتونا بقدومكم .
تحركوا للداخل ليصدح صوت إيمان التي أتت سريعا من الشاليه الأخر : لم أصدق أدهم حينما أخبرني ، تابعت بعدم تصديق - أنها أنت حقا؟
ضحكت لميا بمرح : لم أدرك الأمر إلا الآن .
فتحت إيمان ذراعيها بترحاب لتحتضنها بحبور : إنها لأجمل مفاجأة ، تمتمت بسعادة - سبحان الله العلي العظيم .
اقتربت من أخيها تحتضنه بحبور وعيناها تدمع تلقائيا : أتم الله عليك بالخير يا أحمد .
ضمها أحمد بحنو ليسألها بجدية: أنت تعرفين لميا إذًا؟
تنهدت إيمان بقوة: طبعا ألست أنا المسئولة عن الصغار وتعليمهم للان .
اتبعت بخفوت شديد حتى لا يستمع إليها آخر غيره : إنها المدرسة التي أخبرتك عنها حينما كان مازن في الخامسة يا أحمد ، لو استجبت لي حينها كنت الآن تملك طفلين آخرين إخوة لمازن وجنى .
ابتسم أحمد ليجيبها بخفوت مماثل : إنه النصيب يا أختاه .
تنفست إيمان بقوة لتربت على ساعده : تفضلا
تمسك بكفها ثانية ليمنحها الدعم الذي شعر بها تحتاجه ليتبادل التحية والترحاب مع بقية أفراد عائلته يقدمها إليهم ويعرفها عليهم بالتتابع فتما لهم بالتحية وتتبادل المجاملات اللطيفة معهم إلى أن وصلت ابنة أخيه التي رحبت بهم برقة تتبعها ابنته التي وقفت تنظر إليهما بألم سكن عينيها فينهض واقفا ثانية هاتفا باسمها لتتبعه لميا في الوقوف ليهتف بجدية : تعالي يا جنى تعالي يا حبيبتي .
اقتربت بخطوات بطيئة وهي تشعر بقلبها يقرع داخل صدرها ، اختناق حلقها يزداد لترتجف فيضمها أبيها بحنان يربت على ظهرها بلطف قبل أن يمنحها قبلة جبين ثم يبعدها قليلا عن صدره هاتفا : لميا يا جنى أعتقد أنك قابلتها من قبل.
ابتسمت بتشنج لتهمس : نعم ، اومأت برأسها وهي تصافح لمياء بعملية - شرفت يا هانم .
جذبتها لمياء من كفها برقة لتضمها إلى صدرها : الشرف لي يا حبيبتي .
ارتجفت رغم عنها لتستكين روحها في حضن تلك المرأة التي تكبرها سنا لتتنهد بقوة ولميا تربت على ظهرها تمنحها اطمئنان تريده لتبتسم برقة هذه المرة وهي تبعدها قليلا عنها : دكتور أحمد حدثني عنك كثيرا ولكنه لم يستطع أن يصف نصف جمالك يا دكتورة .
تمتمت جنى برقة : فقط جنى يا ..
قاطعتها لميا بسرعة - إذا كنت سأدعوك بجنى أنت الأخرى ستدعونني بلميا .
ابتسمت جنى برقة وهي تنظر لعمق عينيها لتهمس بلباقة : سعيدة بالتعرف عليك .
اتسعت ابتسامة لميا لتربت على وجنتها بلطف : أنا الأسعد يا حبيبتي.
همت جنى بالابتعاد لتتمسك بها لميا بلطف : بل تعالي اجلسي إلى جواري .
استجابت جنى برقة ليهتف مازن : وأنا؟
توردت لتجيبه بعفوية : أجلس من الإتجاه الأخر .
تحرك مازن ليجلس كما أخبرته لينظر أبيه بمرح وهو يسحبه من قفاه : إلى أين يا حبيب أبيك؟ انه مكاني .
ضجت الضحكات من حولهما ليتبع بلوم وهو ينظر إليها : إذًا تخليت عني لأجلهما .
اخفضت رأسها لتهمهم : لا أستطيع أن أرفض لمازن طلب .
ارتفع حاجبيه ليغمغم بمشاكسة : حقا ؟! سأتبرى منه لأجل عيناك ، أمضي يا ولد لحال سبيلك .
ضحك مازن ليشير بكفيه لأبيه : اهدأ يا دكتور ليتابع وهو يتحرك نحو ذراع الأريكة العريض الجالسة بجواره جنى - استرح بجلستك وأنا سأتصرف
جلس فوق ذراع الأريكة الضخم ليضم أخته من كتفيها إلى صدره يقبل رأسها فتربت على وجنته بلطف ليكمل بمرح خافت قاصدا أن يستمع إليه من يجلس إلى جوارهم : فقط اعقدا القران حتى أستطيع أن احتضن لوما كما أرغب .
ضربته جنى بلطف على فخذه : تأدب يا مازن .
بينما زمجر أبيه بمرح : أهرب قبل أن اقتلك .
تمسكت لميا بأحمد في رقة حينما هم بالوقوف : إنه يمزح يا أحمد لا تقترب منه ارجوك .
ابتسم أحمد وهو ينظر إلى كفيها الممسكان بساعديه ليهمس بمرح : تدافعين عنه وتدلليه منذ اللحظة الأولى لقد استولى عليك وأنا لي الله .
سحبت نفسا عميقا لتفلت ساعديه بهدوء : مازن لديه مكانة خاصة بقلبي .
تحدث إليها بخفوت : إذًا تتزوجينني من أجل مازن ؟
ابتسمت ووجهها يحتقن بقوة : من أجل مازن وجنى سأفعل .
اتسعت ابتسامته : وأنا أقبل .
كح مازن بخفة : نحن هنا يا دكتور ، اتبع بشقاوة - وليس بمفردنا أيضا.
ضحك أحمد بخفة لتخفض رأسها بخجل ليهمس إليها : ما رأيك تذهبين للشاليه أنت وحور لترتاحين قليلا .
نظرت إلى حور الجالسة على أحد المقاعد لتسألها بعينيها : بعد قليل نذهب .
انتبهت من حديثها على القادمة نحوهما تهتف برقي : إذًا ما سمعته حقيقي ، نورت الساحل بأكمله يا لميا .
ضحكت لميا برقة لتنهض واقفة : اشتقت إليك يا حرم الوزير .
اقتربت فاطمة لتحتضنها برقة : وحرم الوزير اشتاقت إليك كثيرا .
***
تحرك نحو زوجته التي ابتسمت برقة لتفسح له مكانا يجلس إلى جوارها فيستجيب إليها بعد أن حيا ليلى برأسه فأجابته بتحية مبتهجة ونظرات فرحة لمرأى أمير القادم خلفه ، تحركت هاتفه : سأعد القهوة .
أبقاها أمير بإشارة من كفه : دعي يمنى تعدها يا ليلى واجلسي أنت ، فعظامك لم تعد تتحمل كثرة الوقفة .
ابتسمت وهمست برقة حينما اقتربت منه بخطواتها : لا يهم ، أنا بخير طالما أنت بخير .
تنهد بقوة لتلمع عيناه بسعادة : أنا بألف خير.
__ يا رب دائما يحفظك الله في كل خطواتك .
__ ويحفظك لي يا أم عادل ،
صححت بإصرار : بل أسعد أنا أم أسعد ، اتبعت بجدية - فهو الكبير
جلس بفخامة ليجذبها جانبه : حسنا اجلسي يا أم أسعد .
ضحكت منال : أنهما تؤامان يا ليلى لا فارق بينهما سوى القليل .
أجابت ليلى بجدية : أسعد أتى أولا لذا هو الكبير .
ضحك خالد بخفة ليهز أمير رأسه بيأس لتهمهم منال : أحاول أن أتذكر أي من الطفلين أتى أولا فلا اقدر ، لتتبع بشرود - حينما وضعت أحمد وهنا أتى أحمد أولا وعانيت إلى أن وضعت هنا لدرجة أن الأطباء من حولي كانوا يتحدثون عن احتمالية نزول الطفل الآخر ميتا أو أن يفتحون بطني لإخراجه ،
ابتسمت برقة وهمست : لتأت هنا بصراخ قوي وبكاء مزعج أثار جنونهم .
ضحكت ليلى بسعادة لتكمل منال : لكن في عبد الرحمن وعمر لا أتذكر ، هل لأنهما متشابهان فلم أستطع التفرقة بينهما وهم صغار أم لأن ظروف ولادتهما كانت غير طبيعية وحزني على أبي لم يجعلني واعية لهما ، فأنا لا أذكر حقا .
ربت خالد على كتفها ليضمها تحت ذراعه بحنان في حين أبتسم أمير وهتف بصوت أجش : ليلى أيضا لا تتذكر يا منال ولكنها تفضل أسعد عن عادل لأنه يشبهها لذا تلجأ لأمر الكبير هذا .
عبست ليلى باستنكار لتهتف بنزق : والله أبدا ، إن الاثنين غلاة واحدة ومكانتهما متساوية ولكني أقول الحق أسعد الأكبر فيم بينهما .
ضحك أمير : حسنا يا أم أسعد الكبير هلا اطمأننت عليه اليوم؟
اشرقت ملامحها بسعادة لتهتف بفخر : حفظه الله وحماه هاتفني صباحا ليطمئن علينا وهاتفني ظهرا أيضا ليطمئنني أنه بخير .
اسبل أمير جفنيه : لك الله يا عادل يا بني .
تأففت ليلى بحنق : توقف يا أمير ، أنت تعلم أني لا أفرق بينهما ولكن غياب أسعد الدائم يجعل قلبي متلهف عليه.
ارتفع حاجبي أمير ليشاكسها بفخامة : وصل الأمر إلى قلبك الملهوف عليه ، سأحبسه انفراديا ثم أتخلص منه .
انتفضت ليلى بخوف حقيقي : ألف بعد الشر عليه ، لا تمزح في هذه الأمور يا أمير أخبرتك من قبل .
أبتسم بلطف : حسنا اهدئي .
هزت رأسها نافية : لا أنا غاضبة ، نهضت واقفة لتهمهم بجدية - لا تتحدث معي .
ضحك بخفة وهو يراقب ابتعادها نحو مسكنهم يشير إلى منال بعينيه أن لا توقفها لينظر إليه خالد بعدم فهم فيهمس بمكر : لقد اختلقت الغضب بيننا لتذهب وتعد القهوة ، فهي تعلم موعدي اليومي لاحتساء قهوتي .
ارتفع حاجبي منال بصدمة ليغمغم خالد : ليلى أصبحت تراوغك ،
ضحك أمير وهتف بعفوية : بل وتلجئ للأساليب الاستخباراتية مع الأولاد أيضا .
ضحكت منال : عشرتنا إليكم اثرت بنا .
شاكسها خالد : وهذا شيء جيد أم سيء ؟!
ابتسمت برقي : بل إنه من أفضل الأشياء .
اتسعت ابتسامة خالد لينهض أمير واقفا : حسنا اعذروني سأذهب إليها أراضيها واحتسي القهوة من يديها .
أشار إليه خالد ومنال بالتحية ليغمغم خالد بمكر : وأنا لن تعدي لي القهوة ؟
هزت رأسها نافية : لا ، ساعد لك ما تطلبه ولكن بشرط ، نظر لها باهتمام فأكملت - أريد الذهاب في نزهة بحرية .
اتبعت برجاء : أريد السباحة يا خالد .
ابتسم بعاطفة : من عيون خالد ، سأطلب منهم إعداد المركب الصغير وسأصحبك عليه ، استعدي
تهللت ملامحها بفرح لتنهض واقفة تقبل وجنته برقة قبل أن تتجه للشاليه القاطنين فيه لتقابل أميرة القادمة إليهم ابتسمت لها بترحاب لتسألها : ألم يستيقظ أحمد للان؟
أجابت أميرة : بل ايقظته منذ قليل حتى يقو على النوم ليلا .
هزت منال رأسها بحيرة : غريب أمر نومه الظهيرة وهو الذي لم يفعلها قط .
توردت أميرة رغم عنها لتجيب بتلعثم : أعتقد تغيير الفراش يقلقه ليلا يا خالتي .
ابتسمت منال وعيناها تومض بمكر أنثوي حينما انتبهت لتورد ابنة أختها لتجيبها ببساطة : أو أنت من يقلقه ليلا ، لا يهم .
احتقن وجه أميرة بقوة لتتبع منال بلطف : أسعدكما الله يا حبيبتي ورزقكما بالذرية الصالحة .
شعت عينا أميرة بأمل لم تخطئ في تفسيره منال وخاصة مع بحة نبراتها المتوهجة برجاء : اللهم أمين يا خالتي ، اللهم أمين .
ارتج قلب منال وهي تطلع الى ابنة شقيقتها وملامحها تتشكل بلهفه وتمني لتجذبها إلى صدرها تضمها بود : أسعد الله قلبك ومنحك ما تتمنيه يا أميرة .
أمنت أميرة بصدق لتبتسم برقة حينما صدح صوته الاجش بالنوم الذي لم يستفيق منه بعد : ماذا يحدث يا نولا ؟! اترك زوجتي معك دقيقتين فتضمينها لصدرك .
ضحكت منال بخفة لتجذبه إلى صدرها : وسأضمك أنت الآخر .
تعالت ضحكته وهو يضمها بقوة إليه : بل سأفعل أنا.
قرصت وجنته بلطف بعد أن قبلتها : اشتقت إليك يا أحمد .
ضمها باحتياج : وأنا الآخر يا مامي .
دفعته بلطف : هيا اذهبا واجلسا مع والدك إلى أن انتهي مما أريد .
تمتم بتساؤل : إذًا الخواجة هنا أومأت برأسها ليتابع - حسنا سنجلس معه ،هيا يا أميرتي .
استجابت أميرة إليه لتسير بجواره إلى أن انضما لخالد الذي رحب بقدومهما وهو ينظر لأحمد المستحوذ على أميرة باهتمام ويراقبه بدقه تحت ابتسامته الإنجليزية الباردة .
هتف بعد قليل : تعال يا أميرة لنلعب الشطرنج سويا ، أنا أعلم أنك تحبينه .
تهلل وجهها بسعادة لتنهض فيتمسك بها أحمد بتلقائية لتنظر إليه بعدم فهم فيرمش بعينيه على صوت خالد الذي همهم بخفوت : اتركها يا أحمد ، لن اخطفها بعيد عنك .
أبتسم أحمد بتوتر ليهمس بجدية : لا يا دادي لم أقصد فقط تمسكت بها بعفوية .
رمقه خالد مليا : الغريب أنه عفويا .
اهتزت حدقتيه ليفلت ساعدها من قبضته لتجلس بجوار خالد الذي ضمها من كتفيها إليه يقبل رأسها هامسا بخفوت : أنت بخير الآن .
أومأت برأسها وضحكة رقيقة تلتمع على ثغرها ليزم أحمد شفتيه دون رضا هاتفا بحنق : أين الشطرنج يا خواجة ؟
رمقته بعتاب ليضحك خالد بخفة : هل تنتظر أن نلعب الشطرنج بقطعه الخشبية يا أحمد بك ، سنلعبه الكترونيا بالطبع ، هيا يا أميرة ديري التطبيق من هاتفك .
ازداد عبوس أحمد ليهدر بحنق : لماذا إذًا أتت لتجلس إلى جوارك ؟
ضحكت أميرة برقة ليغمغم خالد بمكر : دون سبب ، فقط لأني أردتها تجلس إلى جواري.
ومضت عيناه بغضب ليكمل خالد سائلا بمرح ساخر – أتغار مني يا أحمد ؟!
هدر بجدية : لا طبعا .
ارتفعا حاجبي خالد لينظر إليه هازئا ليشيح أحمد بعينيه بعيدا قبل أن يرن هاتفه فينهض متأففا بملل معتذرا أن عليه الإجابة على اتصال يخص العمل ، ضيقت أميرة عينيها وشيء ما ينغز قلبها ليتابعه خالد بعينيه متفحصا قبل أن ينتبها سويا على صوت منال التي عادت معلنة : أنا مستعدة .
تطلعت أميرة لخالتها ليبتسم خالد : للأسف سنؤجل الشطرنج لمرة أخرى يا ميرا .
ابتسمت ونهضت واقفة : على راحتك يا عماه .
هتف أحمد الذي عاد اليهم : إلى أين ؟
ابتسمت منال برقة لتجيب بعفوية : سنذهب في رحلة بحرية .
تهلل وجه أحمد بحماس : إذًا نأتي معكما .
__ لا ، أجاب خالد بجدية ليتبع – أنت ذهبت في نزهتك مع زوجتك بمفردك ، وأنا سأصحب زوجتي لنزهتنا بمفردنا .
تجهمت ملامح أحمد وعيناه تقع على ذراع خالد الملتف حول خصر منال ليجيب ببرود تمسك به : حقك يا خواجة ، اتبع بمرح مفتعل – حسنا نزهة سعيدة بأذن الله .
سحب أميره نحوه ليرمقه خالد قليلا قبل أن يدفع منال بلطف : هيا يا مون .
راقب انصرافهما لينتبه على كف أميرة التي تمسكت بساعده القريب : ما بالك يا أحمد ؟
أبتسم : لا شيء ، فقط هناك أمر بالعمل يشغل بالي .
تمتمت بتوتر داهمها : من كان على الهاتف ، فأنت لأول مرة تستقبل اتصالات العمل بعيدا عني.
عبس بتعجب ليجيبها بمرح : هل هذه غيرة يا أميرتي ؟!
أجابت وهي تتمسك بابتسامة لم تشع من عينيها : بالطبع لا ، أنا أثق بحبك لي وبك أيضا ولكني اتساءل فقط وخاصة أن الإتصال ابدلك .
صمتت قليلا قبل أن تنظر لعمق عينيه وتتابع – أم رفض أونكل خالد هو ما ازعجتك ؟
تمتم ببرود : أونكل خالد أصبح مزعجا في الآونة الاخيرة .
ارتفعا حاجبيها بصدمة سكنت عينيها لتتمتم بتلعثم : أنت تمزح ، أليس كذلك ؟
ابتسم واسبل جفنيه : طبعا ، نظرت إليه بعدم فهم فابتسم باتساع ليجذبها من كفها _ ما رأيك أن ننضم لأحمد وهنا والأولاد على الشاطئ الآخر ؟!
هزت رأسها بالموافقة لتهتف به : انتظر سأخبر جنى أن ترافقنا ، فأنا لا أريد أن أتركها بمفردها.
أومأ بالإيجاب : واخبري نوران أيضاً .
ابتسمت لتجيب بسعادة : نوران ذهبت مع عاصم في نزهة بالدرجات .
ارتفع حاجبيه ليغمغم بتفكه وقح : وهل سي عاصم صحبها أمامه أم خلفه ؟!
لكزته في كتفه بلطف : توقف يا أحمد .
ابتسم بمرح : حسنا إذهب ِ وات بجنى وأنا سأنتظركما .
تحركت بخفة نحو شاليه أبيها ليتابع خطواته بعينيها وكأنه يخاف إذا أشاح عنها تختفي من أمام ناظريه !!
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 06:26 PM   #220

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

أشار لأخيه أن يجاوره فيستجيب أحمد الذي عاد بعد أن أوصل لميا وحور إلى الشاليه المعد لهما فيسأله بجدية : أين وليد ؟ لم أقابله منذ أن وصلت .
زفر وائل بقوة : لا اعرف أين هو تناول الفطور وصحب معه عمار افندي وغادر دون أن يخبرني سوى أن لديه بعض الأشياء عليه فعلها ولم يعد للان .
رفع أحمد حاجبيه بدهشة : غريب ليس من عاداته الاختفاء هكذا
هز وائل كتفيه بعدم معرفة فاتبع سائلا : وأمير وخالد أين ذهبا ؟
ابتسمت فاطمة التي أتت لتجلس بجوار وائل من الإتجاه الأخر لتهتف برقة : خالد اصطحب منال في نزهة بحرية على اليخت وأمير أعتقد يحصل على غفوة الظهيرة .
__ اووه ، نزهة بحرية الخواجة يخطط جيدا ، التفت لأخيه - وأنت يا سيادة الوزير ما رأيك بالنزهة البحرية ؟
ابتسم وائل ليغمغم بمكر : سأتركها لك هذه المرة ، صمت وائل قليلا ليتابع بخفة - ستتزوج من تلك الحسناء يا أحمد أم أنك تمزح معنا ؟
أغمض أحمد عينيه ليجيب بنزق : فاطمة اسكتيه من فضلك.
ضحكت فاطمة برقة لتلكزه بمرفقها : لا تغضبه أرجوك ، وتوقف عن مضايقته ، اتبعت وهي تنظر لأحمد بسعادة - إنه العريس .
ابتسم أحمد بفرحة حقيقية لمعت بعينيه ليغمغم وائل بتفكه : أتمنى أن لا يفضحنا العريس .
زمجر أحمد بضيق لتهتف بعتاب : توقف يا وائل ، اتبعت بود - أنا سعيدة لأجلك يا أحمد ، لمياء رائعة.
هتف وائل بمشاكسة : في هذه أتفق معك .
حوقل أحمد بحنق ليتجاهل شقيقه ويجيب فاطمة : أنا سعيد لم أتوقع أبدا أن يتقبلها الطفلين بهذه الطريقة حقا أشعر بالفخر لكونها وافقت على الزواج مني .
لوى وائل شفتيه : ندعو من الله أن تكون هي بنفس الفخر لموافقتها عليك.
هدر أحمد بحنق : لن أرد عليك .
تأففت فاطمة لترمقه بلوم قبل أن تشير لأحمد : لا تهتم أنه يشاكسك فقط .ابتسم أحمد بلطف ليسألها بجدية - أين ذهب الأولاد؟
ثرثرت إليه بعفوية : أميرة وجنى صحبهما أحمد لينضموا إلى هنا وتيم اللذان صحبا الأولاد الثلاث وطفليهما ومريم للذهاب إلى الشاطئ الآخر ، ملك تجلس بغرفة المسبح هي ويمنى التي اعتذرت عن الذهاب في نزهة الدرجات مع نوران وعاصم وعادل اختفى لا أعلم أين ذهب .
تصلب جسد وائل بحدة ليسألها: هل ذهبا بمفرديهما يا فاطمة ؟
ارتفع حاجبيها بدهشة لتسأل :و ما الأمر فيها؟ ومضت عيناه بغضب لتتابع بأريحية - إنه عاصم يا وائل ، سيرعاها كعادته .
أبتسم أحمد على وجه أخيه المكفهر ليغمغم بخفة : وائل يعلم يا فاطمة فقط يتساءل عن نوع الرعاية التي سيقدمها إليها عاصم في هذا الوقت .
هدر بضيق : أصمت من فضلك ، ليتابع بحنق - لقد رفضت اليوم طلبه يا فاطمة فتتركيها تذهب معه بمفردها ؟
نظرت له بعدم تصديق ليهتف أحمد بعدم فهم : المعذرة رفضت طلبه ، اتسعت حدقتي أحمد بإدراك - اوه هل أنت مجنون يا وائل ، لماذا رفضته ؟!
زم وائل شفتيه ليهدر أخيرا : لأنه سقط في الاختبار .
ضيق أحمد عينيه لينظر إلى فاطمة قليلا قبل أن يطلب بلباقة : هلا أعددت لي قدح من القهوة يا فاطمة ؟
ابتسمت فاطمة والتقطت إشارة أحمد لتمأ برأسها وتتركهما بمفرديهما ليسأله أحمد بجدية : أخبرني عم حدث يا وائل ، هل اغضبك عاصم لهذه الدرجة التي تدفعك لرفضه ؟
هدر وائل بحنق : انه غبي .
لمعت الإبتسامة على ثغر أحمد : شبيه عمه .
اكفهر وجه وائل ليضحك أحمد بخفة متابعا - حسنا لا تغضب فقط أفصح لي عم حدث .
سحب وائل نفسا عميقا قبل أن يفضي إليه بكل شيء فيوليه أحمد اهتمامه كاملا .
***
صاحت بحبور وهي تقفز من فوق الدراجة : فزت عليك ، فزت عليك وصلت أولا .
حركت جسدها بتمايل وقفزت بطريقة طفولية دفعته إلى القهقهة رجولية خشنة أسرت لبها وصوت عال غلف المحيط من حولها لتطلع إليه بتولة جذب نظراته إليها ليتوقف ويترجل من فوق دراجته بدوره قبل أن يهمس اسمها بصوت أجش متابعا بلوم : علام اتفقنا ؟
تنهدت بقوة وهي تتذكر حديثه لها بأول النزهة لتصيح بنزق : لم أفعل شيئا الآن .
اتسعت ابتسامته : يكفي عيناك وهي تطلع إلي بهذه الطريقة .
تدللت : أنت قاسي يا عاصم .
زفر بقوة : يا ليتني أستطيع أن انغمس بك ولكن ما باليد حيلة .
بللت شفتيها : هل رفض أبي؟
تغضن جبينه بضيق ليهمس بمراوغة : لا ليس رفض مباشر ولكن أعتقد أنه صدم من الفكرة ذاتها .
سارت بجواره تدفع دراجتها : إذًا ما الخطوة القادمة برأيك ؟
ابتسم برقة ليرمقها بطرف عينه : سنتزوج بالطبع فقط سأمنحه بعض من الوقت ليتقبل .
نظرت إليه قليلا لتساله بصدق : هل ترى أن ابتعادك عني الآن فكرة جيدة ليتقبل الأمر ؟
عبس بتفكير ليجيب : من قال أني سأبتعد عنك أنا لا أقوى على الإبتعاد عنك يا نوران ، تنهد بقوة - انتهت طاقتي وقوتي لذا طلبت منك أن تكوني لي ابنة عم فقط إلى أن نعود وسط البشر فأجد ما يمنعني عنك .
اتبع بمشاكسة : فنحن بمفردنا وأنا أخاف عليك مني يا نور .
ضحكت برقة : لا تخاف ، وإن كنت لا تثق بنفسك ثق بي
توقف ليرفع عينيه إليها فتتورد بسبب نظراته المتأملة ليضحك بخفة مشاغبا : أنت ضائعة مثلي تماما يا نوران .
زفرت أنفاسها كاملة لتهمس بدلال وعيناها متعلقة به : أنت رائع يا ابن عمي .
__ يا الله ، نطقها بأنفاس ذاهبة ليغمغم بنبرة أبحه وهو يتمسك بأخر ذرة من تعقله - ماذا أفعل بك يا ابنة الوزير؟
ردت بعفوية وهي تنظر لعينيه المتعلقة بها : قبلني كما تريد وترغب ، ثقلت أنفاسه وهو يتطلع إليها بلوم لتهمس بإغواء فطري لم تتعمده - أليس هذا ما تريده يا عاصم ؟
رجف جفنه وجسده يتصلب يتحكم في أعصابه ومشاعره بالقوة لتهز كتفيها بلا مبالاة : حسنا على راحتك ولكن إذا فزت عليك هذه المرة لن تنال قبلتك أبدا .
ألقتها وهي تعتلي دراجتها من جديد لتركض بها مبتعدة ليتبعها بدوره هاتفا بحدة : حذاري حتى لا تقعي أرضا .
صاحت بحماس : لن افعل وسأفوز عليك يا عاصم .
تعالت ضحكاته ثانية وهو يدفع ساقيه للحركة فيقترب منها كثيرا لتراوغه بدراجتها تركض بها مبتعدة أتبعها بحماس وهو يحث ساقيه حتى يكن على مقربة منها فما لا تعرفه هي أنه لم يرغب في تقبيلها ولكنه رغب بأشياء كثيرة لا يستطيع الآن أن يفعلها وخاصة مع رفض عمه الصريح أنتبه من أفكاره على صوتها الصارخ بحماس : سأفوز .. سأفوز .
تركت مقبض الدراجة وهي تصرخ بحماس تهلل بذراعيها ليهتف بخوف : توقفي عن الجنون يا نوران .
انحرفت الدراجة بها طفيفا ليصرخ باسمها فتتمسك بمقود الدراجة ثانية وهي تضحك باستمتاع ودلال أسعده وابهج قلبه ليصل أخيرا بعدها فتصرخ بحماس وهي تترجل من فوق الدراجة : هزمتك .
ترجل بدوره : مبارك عليك الفوز يا مدللة.
مطت شفتيها بدلال : لست غاضبا .
هز رأسه نافيا : بالعكس سعيد لأجل سعادتك ، اتبع وهو يشير إليها برأسه - هيا بدلي ملابسك لأصحبك وادعوك على المثلجات التي تحبينها.
هزت كتفيها بدلال : بل أريد الذهاب للشاطئ ، أريد النزول للبحر يا عاصم .
هز رأسه نافيا : لا برداء السباحة الذي رأيتك فيه ، لا لن يحدث .
تمتمت برقة : بل سأرتدي أخر غيره بشورت طويل .
رمقها قليلا : وجزئه العلوي ؟
أجابت : عادي ، عبس برييه فاتبعت - لا يشبه الأخر على الإطلاق .
تنفس بعمق : حسنا هيا واخبري الفتيات من تريد الذهاب لتأتي معنا .
تجهمت ملامحها لتجيب بضيق : لا لا أريد أحدا معنا .
ابتسمت بدلال : فقط أنا وأنت .
تنفس بعمق وهو يفتح كفيه ويغلقهما : لا يا نور لأجلك وليس لأجلي ، أطيعِ من فضلك هيا .
تذمرت بضيق لتبتعد وهي تخبط قدميها في الأرض بطريقة طفولية ليبتسم بسعادة سرت بأوردته ليتجه هو الآخر نحو الشاليه ليبدل ملابسه ، توقف على وصول سيارة أبيه الكبيرة يقودها عمار الذي قفز من داخلها يتبعه أبيه الذي هتف بحبور : مفاجأة .
راقب مفاجأة أبيه التي ارتجلت من السيارة بدورها لتشحب ملامحه ببطء وهو ينظر الى ابنة عمته القادمة من موطنها والتي هتفت بمرح وسعادة : عاصم .
ألقتها لتركض نحوه تقفز إليه وتتعلق برقبته لتقبل وجنتيه وتحتضنه بقوة هاتفه بلغتها الأم وصوت مرتفع : اشتقت اليك يا حبيبي
أبتسم بترحاب ليبعد كاترينا عنه هاتفا بلباقة : حمد لله على سلامتك يا كاتي مصر نورت .
ثرثرت إليه بعفوية : أنا سعيدة بوجودي معكم أنا اعشق مصر كما تعلم .
هز رأسه ليشير إليها أن تتقدمه : تفضلي ماما ستسعد بخبر وصولك .
رمق أبيه بطرف عينه فابتسم وليد بمكر ليتحدث مع ابنة اخته وهو يدفعها بلطف إلى داخل الشاليه لينتظر هو قليلا قبل أن يجذب أخيه من قفاه قميصه هادرا بحنق : ما الذي أتى بها ؟!
لوى عمار شفتيه : اقسم بالله العظيم لا أعرف أبيك يخطط لشيء ما لا أعرفه ، منذ الصباح وهو يطلب اشياء مريبة ويذهب بي لمناطق أغرب وآخر الأمر أمرني أن أذهب إلى المطار دون أن يخبرني عن السبب لأجدنا ننتظر وصول سنيورة كاترينا .
زم عاصم شفتيه بضيق فاتبع عمار : ولكن ما فهمته من حديثهما سويا أنها آتية لأجل العمل .
نفخ عاصم بقوة : أعلم أمر العمل ولكن من يأتي للعمل لا يأتي الي شاليهات الساحل يا أذكى أخواتك .
رفع عمار سبابته يغيظ : اسمع يا عاصم أنا متعب وضائق وجائع ، ألا يكفي أني أعمل سائقا لأبيك من الصباح دون سبب ، هاك أبيك عندك استفسر منه عما تريد واتركني بحال سبيلي ، اتبع بتوسل – فأنا جائع .
نظر إليه عاصم باستياء فاتبع عمار : سأذهب لخالتي أو عمتي ليطعماني فبالطبع أمك لم تعد أي طعام .
لوى عاصم شفتيه ليغمغم بحنق : بل أعدت كعك الشكولاتة .
انتفض عمار بضيق : وهل هذا طعام ، أنا أريد نصف بطة التهمها ، فخذ ديك رومي أكله وأنت تتحدث عن الكعك الشكولاتة ، إن شاء الله نوران سترميه بوجهك حينما ترى ابنة عمتك المصونة
رفع رأسه بعنجهية : لماذا؟
لوي عمار شفتيه ليغمغم باستياء : بالله عليك توقف عن عنجهيتك الفارغة ، أنت تعلم كاترين وانفتاحها في التعامل معك ، دلالها عليك وغنجها العفوي ، هل ستتحمل نوران كل هذا ،
تجهم عاصم فاتبع عمار بحنق : بالطبع لن تفعل ، لذا أوقف الأمر في حدوده الطبيعية وأخبر كاترينا عن نوران حتى لا تقتلها نوران على أخر الليل وتشرب من دمك أنت الآخر .
تمتم عاصم بجدية : لن أتحدث مع كاتي بالطبع ولكني سافهم نوران الأمر فقط أنت أهتم بكتلة الغيرة والجنون التي ستنقلب عليك أكثر من انقلابها الأصلي .
رجفا جفني عمار ليهمس : الأمر ليس مطروح للنقاش من الأساس فيمنى لا تهتم .
__ أنت لا تفهم شيئا ، أشاح إليه عاصم بذراعه متبعا - اذهب لخالتك هي من ستطعمك الآن فالطعام عندها لا ينضب .
تحرك عمار مغادرا ليسحب نفسا عميقا ويدلف إلى داخل الشاليه بدوره مفكرا في سبب قدوم كاترينا ، بل في السبب الذي دفع أبيه أن يأتي بها في هذا الوقت تحديدا لتنضم إلى المصيف الذي خطط إليه أبيه بعناية !!
***
دلف إلى حديقة الشاليه القاطن به أسرة خالته لينظر إلى عادل الجالس فوق إحدى الارائك ويبدو عليه أنه يقرأ شيء ما ليهتف بالتحية متبعا بتساؤل سريع : أين خالتو ؟!
عبس عادل بتعجب ليجيبه : بالداخل لماذا ؟!
رن عمار جرس الباب ليفتح وتطل عليه يمنى بابتسامة لبقة ليدفع الباب بلطف : أين والدتك ؟!
عبست بتعجب : موجودة .
أتبع سائلا قبل أن يخطو اي خطوة أخرى : وأبيك .
نظرت اليه بدهشة : موجود .
هدر بنزق : أريد خالتو .
اتته ليلى من الداخل : نعم يا حبيبي أنا هنا تعالى .
زفر براحة : أنا جائع جدا يا لولا أرجوك اطعميني .
ضحكت ليلى برقة لتزفر يمنى بقوة وتغلق الباب بعصبية بينما ضمته ليلى إلى حضنها ودفعته معها : تعال يا حبيب خالتك ، اؤمر ماذا تشتهي نفسك وأنا ساعده لك على الفور .
تمتمت يمنى بنزق : اصنعي إليه أي شطيرة يا ماما سيؤكلها ، الجائع يأكل ما يقدم له .
رمقها بطرف عينه لتهدر ليلى : لا شأن لك ، لا تهتم يا عمار وأخبرني ماذا تريد يا حبيبي ؟
هتف بسرعة : اي شيء يا خالتي إذا قدمت لي حشائش الحديقة الآن سأؤكلها
تعالت ضحكات ليلى لتدفعه بلطف : ماذا حدث يا ولد ؟! لأول مرة أراك جائعا هكذا .
التقط ثمرة تفاح ليقضمها بجوع : اطعميني وسأخبرك كل شيء يا خالتي .
تحركت ليلى لتخرج بعض الأشياء من المبرد لتهتف : يمنى ، اعدي الشاي لابن خالتك .
أتت يمنى وهي تطبق فكيها ليهتف بحبور حينما رآها وهو مستمر بابتلاع قطع التفاح : بل نسكافية بعد اذنك يا موني .
زفرت يمنى بقوة لتستجيب لأمر والدتها التي بدأت بوضع الأطباق أمامه لتهتف بابنتها : أخبري أخاك إذ يريد الأكل فليأتي ليأكل مع عمار و أخبري أبيك أيضا .
وضعت أمامه قدح النسكافيه الكبير نسبيا ليهمهم اليها : سلمت يداك .
سألته خالته : أين كنتما أنت وأبيك كل هذه الفترة ؟!
هتف بضيق وهو يحاول ابتلاع ما يقذفه بفمه متحدثا بكلمات غير مفهومة : أبي سحبني صباحا دون أن أكمل فطوري ، ولففني الإسكندرية من شرقها لغربها وباخر الأمر ذهبنا لنأتي بكاترينا من المطار .
تحركت يمنى للخارج لتتوقف وتلتفت إليه سائلة بجدية : ابنة عمتك الإيطالية ؟
توقف الطعام بحلقه وهو ينظر إلى وميض عينيها فيتذكر كلمات أخيه ليشرق من الهوى فتنكتم أنفاسه حينما هم بإجابتها ليكفهر وجهه ، يحتقن بقوة وهو يحاول أن يتنفس فلا يستطع فتصرخ ليلى : الولد سيموت يا عادل تعال انجد ابن خالتك .
هتفت يمنى بنزق : اهدئي يا ماما لن يحدث شيئا .
اقتربت منه لتلكم منتصف ظهره بقوة ، فيكح بعنف قبل أن يشهق بقوة مهمهما بخفوت : أريد ماء.
شهقت ليلى وهي تلتفت إلى الفرن الكهربائي : المكرونة ستحترق ، تنهدت يمنى بقوة ونظرت إلى أمها بعتاب لتمد له قدح من الماء وهي تهمهم بصرامة قاصدة ألا تستمع إليها أمها : هل الطعام ما غصصت به أم سؤالي عن كاتي هانم شقراء الربيع هو ما جعلك ستموت مختنقا ؟
اهتزت حدقتيه ليبتلع الماء دفعة واحدة قبل أن يجيبها بخفوت : بالطبع الطعام ، فأنت تعرفين كاتي لماذا اغص بسبب ذكرك لها ؟
ومضت عيناها ببريق غاضب لتهمس : نعم أنا أعلم كاتي جيدا ، ازدرد لعابه الذي اصبح جافا لتتبع برقة أثارت ريبته - حمد لله على سلامتك يا عمار .
رتبت على كتفه برقة مفتعلة : كل ، يا ابن خالتي ، كل قبل أن يبرد الطعام .
لمعت عيناه بعتاب أثار بسمة هازئة لمعت فوق شفتيها فيخفض رأسه عائدا إلى طعامه لينتفض واقفا حينما طل أمير عليهم هاتفا : ماذا يحدث ، لماذا تصرخين يا ليلى ؟!
أدرك وجود عمار الذي اقترب منه فرحب بوجوده لتهتف يمنى برقة : عمار غص بطعامه يا بابا وماما كانت خائفة ليلقى حتفه بسبب سرعة ابتلاعه للأكل .
تحدث أمير بأبوة : الف سلامة عليك يا بني .
ابتسم عمار بتقدير : سلمك الله يا عماه .
__ ها قد أتيت ماذا يحدث ؟ تركت استذكاري لأجلكم.
القاها عادل بمرحة المعتاد فيلوى عمار شفتيه : أتيت للساحل لتستذكر .
هتف عادل وهو يجاوره جالسا : الجو رائع ويساعد على الابتكار .
هتفت ليلى : أجلس يا أمير وتناول الطعام معهم .
ابتسم أمير وجلس مجاور لابنه : بل سأكتفي بالقهوة.
هتفت برقة وهي تنحني تقبل وجنة أبيها : ساعدها أنا يا عيون موني .
أجاب امير بحنان : ستكون أحلى قهوة يا مليكة أبيك.
رجف جفنه ليخفض نظراته عنها ويبتسم حينما زمجرت خالته : هكذا يا أمير ، لن أعد لك القهوة ثانية .
ضحك أمير بفخامة : أنها تشبه قهوتك يا ليلى وكأنك مررت السر لابنتنا لتكن امتداد لك .
ابتسمت ليلى برقة ونظرت إلى يمنى الواقفة بشموخ تعد القهوة دون اهتمام ، فتهمس رغم عنها وهي تربت على كتفه القريب منها : بل امتداد لك .
هتف عادل : لا تغضبي يا أماه انا أحب قهوتك هلا أعددت لي قدحا ؟!
هتفت ليلى بحنق : أطلب من يمنى فأنا سأباشر إعداد الطعام لأجلكما .
هزت يمنى رأسها لعادل دون أن يطلب فيهمس عمار بعدم فهم : ما بالها خالتو ؟
أجاب عادل هامسا : قلقة على أسعد فهو لا يجيب من الظهيرة
اتبع أمير بمرح خافت : وغاضبة من عادل لأنه رفض أن يعود للقاهرة ليطمئن على أخيه .
تمتم عمار : لهذه الدرجة ؟
زفر عادل ليهتف : بل أكثر ، إنه الأسعد يا ابن الخالة ، ابتسم عمار واخفض عينيه ليتابع عادل سائلا - أخبرني أين كنت يا كازانوفا ؟! ألا تتذكر أبن خالتك الطبيب وتصحبه معك حينما تذهب إلى نزهاتك الغير بريئة ؟
أجاب عمار بتفكه : يا ليتني تذكرتك وسحبتك معي ، لكنت رحمتني قليلا من قيادة السيارة ، فزوج خالتك انتقم مني وبالأخير ذهبنا إلى المطار لنأتي بكاترينا .
__ اووه ، هتف عادل ليتبع بمرح تملك منه - لا تخبرني ابنة عمتك الشقراء اتت إلى هنا ،
قفز عادل واقفا واتبع بحبور : أخبرني أنك لا تمزح .
تعالت ضحكات عمار ليجذب أمير ابنه من ساعده هادرا بصرامة وهو يجبره على الجلوس ثانية : احترم نفسك وتأدب يا ولد ، ليتبع بجدية - على الأقل أحترم شعور ابن خالتك.
توقف عمار عن الضحك ناظرا بعدم فهم ليزفر عادل بحنق : أنه يضحك يا بابا ، ثم أنا لم افعل شيئا ، كنت سأحترم مشاعره في الماض أما الان فالأمر مختلف ثم ، أخفض صوته قليلا ليكمل - أنت لم تراها يا بابا أنها صاروووخ .
ابتسم أمير رغم عنه بينما لكزه عمار بحنق باسم : توقف يا عادل .
نظر إليه عادل وسأله بجدية : هل تنكر ؟!
__ أنكر ماذا ؟! هتف عادل بطبيعية - أنها صاروخ .
ضحك عمار من قلبه : لا ، لا أنكر .
هز أمير رأسه بيأس لهتف عادل : أنتم يا آل الجمال متخصصين بالصواريخ ، أنت تأتي بكاترينا وعمك يأتي بعروسه الجديدة الفاتنة ونحن لنا الله .
عبس عمار بعدم فهم : عمي وعروسه الجديدة
ليشرح عادل : آها عمك أحمد طبيب العقول مثلي الأعلى ومعلمي وقع واقفا كما يقولون .
ضربه أمير في ذراعه بقوة : تأدب يا ولد .
تأوه عادل ليصيح بنزق : لم أفعل شيئا أنا أعبر عن رأيي .
هدر أمير بصرامة : رأيك هذا تبتلعه وتحترم نفسك ولا تتحدث عن نساء الآخرين .
هتف عادل بجدية : حسنا أعتذر لم يكن علي قول ما قلته عن زوجة دكتور أحمد ولكن كاترينا لا تخص أحد .
نفخ أمير بقوة : بل تخص خالها وأنت لا تريد اغضاب زوج خالتك .
حشر عادل لقمة من الطعام بفمه ليزمجر : حسنا انكتمنا .
أبتسم عمار وعيناه تتعلق بالواقفة خلف أبيها ملامحها جامدة فلا تمنحه أي سكينة تهدأ به قلبه الذي ينتفض بخوف بسبب حديث أخيها المرح ليخفض عينيه حينما شعر بأمير ينظر إليه قبل أن يتحدث بجدية : اتركه يا عماه أنه أحمق لا يفهم شيئا ، الأمر ليس بالشكل الأمر بالروح .
عبس عادل باستنكار : لماذا هل سأتزوج من شبح ؟!
ضحك عمار ليضحك أمير بدوره ليكمل عادل : أنا أريد زوجتي لوحة فنية ، تكن طيبة القلب مثل أمي ومعطاءة مثلها ، ماكرة ومغوية كايني ورزينة وهادئة كزوجة خالي ، تفهمني من نظراتي كيمنى وتردعني بقسوة كحبييه وشقية كأسيا ، اتبع وعيناه تشرد - وتكن جميلة ببشرة بيضاء شاحبة واعين ملونة كعارضات الأزياء باحتشام تقاليد أسرتي .
لوت يمنى شفتيها لتربت على كتفه وهي تضع قدح القهوة أمامه : يا عيني هل مرضت ثانية ؟ تحسست جبهته وهي تشير لأبيها - أعتقد أنه أصاب بضربة شمس يا بابا .
تعالت ضحكات أمير وعمار بينما جعد عادل وجهه بضيق : ظريفة حضرتك .
هزت إليه رأسها بسماجة : طول عمري .
اسبل عمار اهدابه حتى لا يتأملها فيثير حفيظة الأمير المراقب له حتى لو ادعى العكس ، ليهتف عادل بوالدته التي ترص أمامهم اطباق الطعام : هل رأيت يا ماما يمنى تتهمني بأني مريض لأني أخبرهم بمواصفات عروسي ؟
رمقته ليلى بطرف عينها : لا تهتم بها يا بني فهي ليس معها حق ، اتبعت بجدية وهي تربت على كتفه بحنو أمومي - فقط أريد أن أخبرك بشيء يا ابن بطني ، مواصفاتك هذه تحتاج إلى ترزي وليس لعروس .
ضجوا جميعا بالضحك ليرن جرس الباب فيهم أمير بالوقوف لتشير إليه يمنى برقة : لا يا بابا استرح أنت سأرى من أتى .
هتف عمار الذي توقف عن الأكل : أعتقد أنه عاصم .
تحركت إلى الخارج لتفتح الباب هاتفه بحبور : أنه أسعد ، أسعد وصل يا أماه .
***
تلقت رسالته التي اخبرها فيها بوجوده في حديقة فيلا والده فالجميع مجتمع عندهم ، لتدلف إلى الحديقة وهي مبتسمة بلباقة لتتسع عيناها بصدمة من تلك الفتاة الجالسة بجوار عمها فتنظر إليها بعدم ادراك قبل أن تلتفت إليه تبحث عن مكان جلوسه لترفع حاجبها ونظراتها تحتد برفض حينما وجدته يجلس على الكرسي المجاور لطرف الأريكة الجالسة عليها الأخرى لتساله بعينيها عن هوايتها فيشير لها بعينيه أن تنتظر ، احتدت نظراتها وهمت بالصياح مناديه عليه بغضب ليقاطعها صوت عمها الذي التقط وجودها : تعالى يا نوران ، تعالي رحبي بكاترينا ، وصلت اليوم من روما .
لمعت عيناها بتفهم لتبتسم من بين شفتيها وملامحها تشي برفضها للشقراء التي نهضت واقفة تبتسم برقة : أنا اتذكرك أنت نوران ، شبه بسمة تشكلت على ثغرها بتشنج لتصافحها بلباقة – نورت مصر .
عاودت الجلوس لتضع ساقا فوق أخرى فتتأفف إيمان بنزق حينما انكشفت ساقيها لأخرهما لتهدر عمتها بحدة : أخبر حفيدة ماريا أن تجلس باعتدال يا وليد .
ضحكوا جميعا لتنظر إليهم كاترينا بتساؤل قبل أن تهتف وهي تولي اهتمامها لعاصم : كيف حالك يا سوم ؟ اقتربت منه بجسدها قليلا لتضع راحتها فوق كفه الموضوعة فوق فخذه القريب منها – إشتقت إليك .
هدرت إيمان بحدة : أبعدها عنك يا ولد ، واخبرها أن جلستها هذه لا تليق .
كتم عاصم ضحكته ليثرثر إلى كاترينا بهدوء فتعبس بعدم فهم قبل أن تمأ برأسها في تفهم فتعدل من وضع ساقيها قبل أن تبتسم باتساع وتغمز له بعينها في شقاوة : هكذا جيد .
اشاح بعينيه بعيدا لتهتف نوران من بين اسنانها : الن نذهب يا عاصم ؟
رفع عينيه إليها ليمأ براسه إيجابا فيسأل أبيها : إلى أين ؟
هتف أحمد الجالس بجوار زوجته يراقب ما يحدث باستمتاع : سنذهب إلى الشاطئ الأخر لننضم إلى هنا وتيم .
هتفت إيمان بجدية : انتظروا إلى أن تتناولون الطعام ، فموعد الغذاء قد حان .
نهضت نوران بحدة : بل سنذهب الآن يا عمتي ، وحينما نعود سنتناول الطعام كلنا .
همت إيمان بالاعتراض ليصدح صوته بمرح : أين الطعام فأنا جائع ؟
تعالت الترحيبات بقدومه لتنتفض هي واقفة بينما هتفت ملك بحبور : بابي .
اقترب من إيمان ليضمها إلى صدره مقبلا جبينها بينما يحتضن ابنته بذراعه الأخر ، قبل أن يتجه ليسلم على البقية الذين تلقوه بترحاب ، توقف أمام كاترينا التي وقفت بدورها ليهتف وليد : كاتي ابنة اختي يا مالك .
أومأ برأسه إليها لتمد إليه يدها مصافحة فيستجيب ويصافحها مغمغما بشقاوة : وأنا اتساءل عن سبب الاضاءة القوية بالساحل ، الآن عرفت السبب .
غمغم عاصم بتفكه : فقط لا تخبر عمتي عن السبب يا فنان فهي ضائقه منه بمفردها دون أن تستمع إليك .
ضحك مالك ليغمغم إليه بخفوت : إذًا أستر علي .
استدار ليسأل بجدية : أين علي والاولاد ؟
أجابته إيمان وهي تجذبه بعيدا عن كاترينا فيكتم عاصم ضحكته : ذهبوا للشاطئ الأخر ، سأهاتفهم الآن ليعودوا حتى نتناول الطعام جميعا .
جلس مجاورا لها ليسأله وائل : أتيت بمفردك ؟
أجاب بعفوية : بل صحبني نادر وأسعد ولكنهما ذهب لامهما وأنا مررت عليهم هناك لألقي التحية على أمير وليلى أعتقد أنها كانت تطعم عمار أو شيء من هذا القبيل .
زفرت إيمان بضيق : أخبرتها أن الغذاء عندي اليوم .
أجاب عاصم : لا تلوميها يا عمتي ، فعمار من كان جائعا وذهب إليها لتطعمه .
نهضت إيمان لتهتف : سأهاتفها وأخبرها أن يأتوا جميعا .
أشار إليه مالك أن يتركها ليهمهم : دعها تفعل ما تريد فهي على حافة الغضب ، اتبع وهو يشير برأسه – هل هذه الحسناء هي السبب ؟
غمغم وليد بتفكه : نعم هي ضائقة من حفيدة ماريا .
تغضن جبين مالك باستياء ليجيب وائل بحدة : معها حق ، الفتاة هبطت علينا دون سبب مفهوم للان .
ابتسم وليد ولم يعر تساؤل أخيه اهتماما لتزفر نوران بقوة قبل أن تهتف بأحمد : الن نذهب يا أحمد ؟
التفت إليها أحمد لتهتف أميرة : ألم تسمعي كلمات عمتك ؟
هدرت بغيظ : أنا لا شأن لي بعمتي ، اذ لم نذهب الآن سأنزل إلى الشاطئ هنا ، على الاقل المكان هنا هادئ وغير مزدحم .
همهم أحمد وهو يرمقها بطرف عينه : اهدأي يا نور سنذهب الآن ، اتبعت أميرة – نحن ننتظر جنى ، فهي ستأتي معنا .
زمت شفتيها بغضب لتسأل كاترينا بالإيطالية وهي ترمق نوران الغاضبة : ماذا يحدث ؟
ابتسم عاصم بلباقة : لا شيء نحن سنذهب للسباحة ، ولكن ننتظر ابنة عمي الأخرى " جنى "
صاحت بحماس : خذني معكم .
اعتلى الذهول ملامحه ليكتم أبيه ضحكته ليجيب عاصم بعفوية : تعالي .
هدرت نوران بغضب : ماذا تقول لها ؟! اتبعت من بين أسنانها – اعتقد انه ليس من اللائق أن تتحدثا بلغة لا يفهمها سواكما .
سحب نفسا عميقا لتبتسم كاترينا لتضع ساقا فوق أخرى ثانية قبل ان تجيبها بإنجليزية ذات لكنة إيطالية تصدح في نبراتها بوضوح : هل تمانعين أن أذهب معكم للشاطئ يا نور ؟
ابتسمت نوران وهي تضع ساقها فوق الأخرى فتماثلها جلسة ترفع رأسها بشموخ : إطلاقا ، ستنيرين الشاطئ يا كاتي ، اتبعت برقة وعيناها تومض بمكر – هل لديك رداء سباحة أم اعيرك واحدا من عندي ؟
اتسعت ابتسامة كاترينا لتجيبها وهي تنهض واقفة : بل لدي ، سأبدل ملابسي وأعود ، استأذنتهم برقة تخطو خارجا لتتوقف لوهلة هاتفة – هلا اوصلتني للشاليه يا عاصم ، أخاف أن أضل طريقي ؟
ومضت عينا نوران وهي ترمقه بثبات تنتظر ردة فعله ، فتراقب احتقان وجهه ونظراته إليها التي تحاول امتصاص ثورتها التي ستنفجر بوجهه في أي لحظة ، هم بالوقوف ليأتيه صوت جنى التي وصلت للتو هاتفة بترحيب : كاتي ، متى وصلت يا فتاة ؟
ابتسمت كاترينا بطبيعية لتستقبل ترحاب جنى بها تثرثر إليها قليلا قبل أن تهتف بها جنى : تعالي سأوصلك لشاليه خالك .
تحركت معهما ليزفر عاصم أنفاسه بقوة مغمغا بداخله : سامحك الله يا أبي .
تناول هاتفه ليداعب شاشته قبل أن يبدأ في مراسلتها يريد تهدئتها .. طمأنتها .. احتواء غضبها وغيرتها التي سيطرت على ملامحها لتنظر إلى رسائله التي توالت وراء بعضها قبل أن ترفع عينيها إليه تنظر بعتاب سكن نظراتها ليبتسم بلطف يرضيها بنظراته التائقة إليها ، فتنهض واقفة وهي تسأل بجدية : أين مامي ؟
رمقها أبيها بطرف عينها ليجيب بثبات : ذهبت لتأتي بعروس عمك ومربيتها .
ردت باستنكار : عروس عمي أحمد ، متى وصلوا ؟
ضيق أبيها عينيه ليجيب من بين أسنانه : حينما كنت سيادتك بنزهة الدراجات .
توردت رغم عنها ليكتم وليد ضحكته قبل أن يهتف بمرح : هكذا يا نور تذهبين في نزهة دوني .
أجابت بدلال : أنت من ذهبت وتركتني ، اتبعت بحنق طفولي – ذهبت لتأتي بتلك .
انفجر وليد ضاحكا لينهض إليها مغمغما بمرح وهو يحاول أن يجذبها الى صدره فتتدلل عليه وتبتعد بغنج فطري فيسحبها وليد إلى صدره : يا قلبي أنت ، لا تغضبي فأنا لا أقو على غضبك يا نور عيني أنت .
استكانت بصدر عمها في رقة لتهمهم : بل غاضبة ، اتبعت بخفوت وهي تفرد كفيها على صدر عمها – لماذا أتيت بها ؟
ابتسم وليد بمكر وهو يضمها إلى صدره يقبل جبينها بأبوة : لا تخافي ، اتبع وهو يقبل جانب رأسها – ارفعي رأسك بشموخ يا مدللة عمك ولا تهتزي أبدا .
ابتسمت برقة ليتبع سائلا وهو يناغشها بملامحه : مع من ذهبت في نزهة الدراجات ؟
أجابت من بين أسنانها : مع ولدك الذي يسيل لعابه على الشقراوات .
قهقه وليد ضاحكا ليدفعها إلى جواره مبتعدا بها قليلا ليهمس : ولدي مظلوم فهو لعابه لا يسيل أبدا.
ردت بعنجهية : من أخبرك ؟ أنت فقط من لا تعرفه .
تعالت ضحكات وليد لينتفض عاصم بحدة قبل أن يقترب منهما مبتسما في وجه أبيه يرمقها بعتب ليغمغم بضيق : بابا ، من فضلك أريد الحديث معك .
التفت إليه وليد نصف التفاته ليما برأسه فيبتعد عن نوران قليلا قبل أن يهدر عاصم إليها وهو يجذبها بعيدا عن أبيه : لا تستندي إليه هكذا .
رفعت حاجبها لتجيب بتحدي : لا تتحدث معي ، ثم أنا أستند إلى عمي كما يحلو لي .
هدر بصرامة : توقفي يا نوران ولا تدفعينا لشجار ليس له معنى ، فالأمر ليس كما تتخيلين .
عقدت ساعديها أمام صدرها لترفع راسها بتحدي : إذًا كيف هو ، أخبرني .
همهم بخفوت : ليس الآن ، ليس وأبيك جالس ينتظر فرصة لينقض فوقي كما فعل بالصباح .
أشاحت بعينيها بعيدا ليسال وليد باهتمام : ماذا فعل عمك صباحا ؟
أجاب عاصم وهو يرمق أبيه بعتاب : سأخبرك يا بابا ، فأنا أريد الحديث معك لأجل هذا الأمر ولكن ليس الآن .
أومأ وليد موافقا ليلتفت هو إلى نوران : اهدأي ولا تولي لكاتي اهتماماً يا نوران .
ابتسمت من بين أسنانها لتهدر بحدة : سنرى يا ابن العم .
رفعت رأسها لتتحرك بشموخ تعود إلى الجلسة ولكنها اختارت ان تجلس بجوار أبيها وكأنها تتحداه بالتجائها إلى أبيها فينظر إليها بلوم قبل أن يشيح بعينيه بعيدا ليعاود الجلوس في مكانه فيأتي مكانه مواجها لها لترمقه من بين رموشها قبل أن تشيح عنه بلا مبالاة فيكتم غضبه داخله مغمغما : سامحك الله يا أبي .
***
توقفت خطواتها لتشرق عينيها بفرحة غمرتها حينما وجدته أمامها يوليها ظهره فتبتسم وخديها يتوردان بعفوية وخجل احتل روحها بسبب خفقاتها التي تزايدت لتبتسم برقة تهاتفه وهي تطلع إليه من مكان متخفي فتضمن عدم رؤيته لها لتهتف بأذنه في صوت خافت حينما أجابها : لم اصدق عمار حينما أخبرني أنك أتيت ، فموعد وصولك كان غدا .
ابتسم وعيناه تشع حنانا : عادل أخبرني أن أبيك وصل ومعه عروسه فأتيت لأكون إلى جوارك يا صديقتي .
همهمت بعفوية : عادل أخبرك عن لميا ؟
عبس بتفكير : إذًا اسمها لميا ؟أجابت بالإيجاب فاتبع سائلا باهتمام – وما هو شعورك نحوها ؟
أجابته بعفوية : إنها لطيفة .. رقيقة .. وجميلة ، كنت قابلتها مرة بمكتب أبي ، ولكني لم أتخيل أن يرتبط بها .
زفر براحة : إذًا أنت راضية الآن .
تنهدت بقوة : إلى حد ما
التفت من حوله : أين أنت ؟
ابتسمت بمشاكسة : قريبة منك للغاية ، أنا ارك ولكنك لن تراني .
ضحك بخفة : لا تراهني يا دكتورة ، فأنا أستطيع أن أصل إليك قبل أن ترمشي بعينيك .
ضحكت بدورها لتجيبه بشقاوة : يا سلام . شهقت بقوة حينما شد جسده متحركا نحوها لتحاول الهرب فتلتف ساقيها حول بعضهما لتسقط مكانها فتاتيها ضحكته الهادئة وهو يشرف عليها من علو – أخبرتك أن لا تراهني .
توردت وجنتيها ليمد إليها راحته فتتمسك بها ثم تنهض واقفه لتجمد ملامحه وعيناه تقع عليها كاملة فتهمس إليه برقة : حمد لله على سلامتك .
وقف مبهوت أمامها بعينين متسعتين ووجه مكفهر غضبا ليهتف بحدة : ماذا ترتدين يا جنى ؟!
نظرت إلى نفسها بعدم فهم ادعته لتهمهم ببرود : ماذا لا أرى شيئا خاطئا فيما أرتدي ، ومض الغضب بعينيه فاتبعت سريعا - نحن في المصيف و على الشاطئ ماذا تريدني أرتدي إسدال الصلاة ؟
رجف جفنيه ليهتف بصوت حاد : لا ، بل تخلعين ملابسك وتسيرين عارية حتى تستمعين بالمصيف .
نظرت إلى عمق عينيه لتهتف ببراءة : هل تعترض على ملابسي يا أسعد ؟
هم بالرد لكنه تراجع لينظر إليها من بين رموشه ليهمهم بهدوء : ليس لي حق الاعتراض ، أنت حرة يا جنى.
رجفت عينيها لتردد باختناق : حرة ؟
ابتسم بسخرية : نعم ألست كذلك ؟
ردت : وأنت؟
نظر إليها بتساؤل فاتبعت : ليس لديك اعتراض ؟!! ليس لديك رأي ؟!
أجاب بهدوء : بل لي ، كصديق ولكن ليس علي التدخل في أمورك الشخصية ، فأمورك الشخصية خاصة بك لا أدلى برأيي فيها إلا حينما تسالينني عليه
وقفت أمامه تقطع طريقه لتسأله بهدوء : وها أنا أسألك رأيك يا حضرة الضابط ، هل ملابسي جيدة ؟
رمقها بنظرة متفحصة ليسأل : أخبريني أولا ما معنى جيدة ؟
اقتربت منه خطوة لتهمهم : جميل .. حلو .. رددت ببراءة - جيد .
رغم عنه اخفض رأسه ليرمق قدميها الصغيرتين في حذاء بناتي خفيف مفتوح يظهر أصابعها القصيرة المطلية بلون أحمر فأظهر بياض بشرتها الشمعي ، ساقيها القصيرتان العاريتان لأعلى فخذيها ، يحدهما شورت من الجينز الواسع قليلا متصل بصدر متسع من نفس القماش ومنتهي بحمالتين يتعامدان على ظهرها من الخلف - كما توقع- قميص أبيض قطني دون أكمام ترتديه من تحت الشيء المسمى بالسالوبيت قصير فكلما حركت ذراعيها ظهر خصرها بلمحة وضاءة يعلن عنها بياض جسدها الشاهق رفع رأسه إليها وغمغم وهو يحاول ألا يخفض بصره إليها ثانية : تريدين رأيي في ملابسك إذا كانت جميلة أم لا يا جنى ؟ هزت رأسها إيجابا وهي مدهوشة من مقلتيه الغائمتان بلون عسلي قاتم ليتابع - هي ليست جميلة
تهدلا كتفيها بإحباط ليكمل بخفوت : إنها جميلة جدا .. رائعة .. مبهرة ، والأمر ليس بملابسك بل بك ، أنت من تحلين هذه القطع القماشية التي لا معنى لها إلا حينما ترتديها .
رفرف قلبها ببهجة خالصة ليسحب نفس عميق مستطرد بثبات : ولكنها ليست لائقة .
ومضت عيناها برجاء لتهمس بصوت أبح وهي تقترب منه : إذا أردت مني تبديلها سأفعل .
نظر إلى عمق عينيها ليهمس : ليس من حقي فرض رأي عليك يا جنى ، أكمل بجدية- فأنا صديقك يمكنني النصح فقط وأنت عليك قبول نصيحتي أو ادعاء أنك لم تستمعين لي من الأصل .
ترقرقت الدموع بعينيها لتهمس بتوسل : أسعد أرجوك توقف .
ناظر اليها ببرود : لم أفعل شيء لترجونني .
أكمل مقاطعا حديثها : بعد إذنك
زمت شفتيها بإحباط تراقب ابتعاده نحو شاليه عمها فالجميع هناك لأجل تناول طعام الغذاء لتداعب هاتفها لتهتف في اذن ابنة عمها بحنق : أميرة أريد الحديث معك الآن ، قابليني بغرفتي ضروري .
لتنفخ بقوة : حسنا يا أسعد ، سنرى ابن الأمير .
***
انتهى الفصل ال21
قراءة ممتعة


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.