آخر 10 مشاركات
لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree260Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-20, 05:54 PM   #81

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميله سعيد مشاهدة المشاركة
فى البدايه عايزة اشكرك على قلمك الرائع و اقولك انى اول مرة أقرأ ليكى روايه لان عندى كاتبات مفضلات و لكن قريت شكر فى صفحة احداهن على روايه امير ليلى و أصبح عندى فضول لقراءتها و بدأت فيها من اسبوع و اقتنى مش عارفة اقوم من غير ما اكمل الجزء الاول و الثانى و اجزاء الثالث فى اقل من اسبوع روايه اكثر من رائعة أحاسيس مرهفة قدرتى تمشى شغاف قلبى و قدرتى تعيشينى كل مشهد فرحه أو حزن أو قهر تناولت جميع الشخصيات بحرفية شديده لمستى اكتر من طبقة من طبقات المجتمع سواء الفقير كاسما و المتوسط كدعاء و الطبقات الحاكمة كالوزير و السفير و ادرتى الموقف بينهم بحرفيه عالية
لكن فى الفصول الجديدة مافيش تواجد لسارة و حاتم و لا دعاء و يحيى و ارجو منك إيضاح جزئيه ايناس و ادم ازاى عنده ابن من زوجة أخرى و المفروض أنه كان متيم بيها و هو كمان اكبر من أولادها يعنى خانها فى بدايه حياتهم انا شايفة أن ايناس اكتر واحدة انجرحت فى كل العلاقات اللى مرت بيها سواء مع وسام و عشقها لمالك اللى محسش بيها اخيرا ادم اللى حسيت انها اخيرا ضحكتلها الدنيا بيه لكن برده خانها فياريت توضحى جزئيه ايناس
مع جزيل الشكر ليكى و فعلا تستحق تكونى الكاتبه المفضلة♥♥♥♥♥♥
يا هلا يا هلا يا جميلة
اولا سعيدة جدا جدا بانضمامك ليا
ومبسوطة كتييير اوي برايك في الروايات وعقبال الباقي يا رب
بجد رايك اسعدت بيه جدا واعتز بيه جدا جدا
طيب حاتم وسارة ودعاء ويحيى
المفترض انهم من العائلات اللي هتبقى موجودة معانا الجزء الرابع
انا موضوع ايناس وادم
لو لسه بتابعي معايا هنا
هتعرفيه مع الفصول اللي جاية باذن الله
اما لو ليكي استفسار او نقاش في جزء تاني
اكتبي لي وانا اناقشك في اللي عايزاه كله
حبيبتي ربنا يخليكي
وبجد منوراني

ومستنياكِ دائما ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 06:23 PM   #82

جميله سعيد

? العضوٌ??? » 424095
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » جميله سعيد is on a distinguished road
افتراضي

سولى الجميلة الساعة 5.30فين الفصل انتى مش عارفة انى قاعدة استناه بفارغ الصبر ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩

جميله سعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 06:25 PM   #83

جميله سعيد

? العضوٌ??? » 424095
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » جميله سعيد is on a distinguished road
افتراضي

سولى الجميلة الساعة 5.30فين الفصل انتى مش عارفة انى قاعدة استناه بفارغ الصبر ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩اد انا مبسوطة بردك و تواصلك معايا بجد اسعدتينى⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩

جميله سعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 06:33 PM   #84

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير عليكم
يارب تكونوا بخير وصحة وسلامة
موعدنا اليومي مع فصل جديد من رواية
حبيبتي
اتمنى تكون الفصول الماضية كانت عند حسن ظنكم
واتمنى الفصول القادمة تتبسطوا بيها


الفصل السادس

لو أننا لم نفترق
لبقيتُ نجماً في سمائكِ سارياً
وتركتُ عمري في لهيبكِ يحترق
لو أنني سافرتُ في قمم السحاب
وعُدتُ نهراً في ربوعكِ ينطلق
لكنَّها الأحلامُ تنثرنا سراباً في المدى
وتظلُّ سرّاً في الجوانح يختنق

يقف بشرفة غرفته ينظر إلى السماء المتلألئة بنجوم بعيدة ولكن ذات ضوء لامع .. مبهر .. قوي يذكره بها مع فارق أنها ليست نجمة عادية ، بل هي شمس مشرقة ، إذا منحتك ضياءها أنارت لك حياتك ، وإذا منعته عنك حييت في عتمة أبدية وبرد قارس ووحدة مؤلمة ، وهذا بالفعل ما يشعر به الآن ، روحه يكتنفها ظلام وقلبه تنسحب منه الحياة وعقله يشتعل بجنون وهو يفكر في هذا الزياد الذي اكتشف فجأة أن عادل يعرفه وليلى تسأل عن موعد عودته ، فتتهامس – عنه - مع ابنتها التي جلست بجانبها بعد أن لاقت ترحيب غير عادي من أبيه ، وترحاب من أمه ، حنان عاصم وهو يحتضن كفها بين راحتيه فيشد عليها بمصافحة ويسأل عن أحوالها باهتمام ، احتضان قوي وحديث هادئ من جنى ، مصافحة صاخبة من نوران التي على ما يبدو أصبحت صديقه لها !!
سحب نفس عميق وعيناه ترمشا حينما تذكر جلستها الشامخة ساقيها المتشابكان في رقي ورأسها المرتفع بكبر ، ابتسامتها اللبقة وحديثها المنمق الرزين ، تتحدث بجاذبيه خاصة وكلمات ذات جرس يليق بها ، ابتسامتها تضيء عينيها حينما تتحمس في الحديث فتشير بسبابتها في أناقه يناغشها أبيه بالقول فتتورد بأنوثة وتبتسم برقة لتظهر أسنانها الصغيرة الأمامية وتعض بها طرف شفتها العلوية ، ثم تضغط بسبابتها المثنية على طرف انفها قبل أن ترد بمشاكسه على ابيه فيقهقه ضاحكا ، لتتبرم نوران وتهتف بنزق أنها استولت على عمها فلا تعيرها اهتماما وتكمل محادثتها الشيقة والتي اشترك بها الجميع ما عداه ، فهو ظل صامتا يتأملها ويشبع عينيه من وجودها إلى أن نهض عادل وهو يهتف بأنه وجب عليهم الرحيل .
شعر بغصته تتكوم بقوة في حلقه وخيبة الأمل أصابت قلبه حينما صافحته برسمية ، لقد بحث داخل نظراتها عن أي قبس من ماض جمع بينهما فلم يجد ، بل نظرت إليه بحدقتين زجاجتين وكأن الروح سحبت منهما لتبتسم بلباقة و تهمس له تتحمد عودته ثانية وكأنه غريب عنها تعرفت عليه للتو ، وكأنه لم يكن يوما اقرب إليها من نفسها، وكأنه لا يقرب لها أي شيء ، حتى الود التي صافحت به عاصم لم تمنحه منه شيء ، لقد تحاشته .. لم تبال به .. لم تهتم لأمره .
انتبه من أفكاره على دخول عاصم إلى غرفته بعد أن طرق الباب ليبتسم بوجهه : لم تنم بعد؟!
استدار إليه بهدوء : لا أستطيع النوم ، فارق الطقس والتوقيت يؤرقاني .
أبتسم عاصم وهو يقترب منه : أمي تركتك أخيرا.
ضحك عمار بخفة : بعد أن دثرتني وقرأت القرآن فوق رأسي وقبلتني وضمتني و ضمتني وقبلتني خمسين ألف قبلة إلى أن صاح أبيك بغيرة افتعلها لينقذني من نوبة أمومة تناسب طفل لم يتعد الخامسة .
ضحك عاصم ليهمهم وهو يقف بجانبه : لقد اشتاقت إليك يا بارد .
تنهد بقوة : وأنا الآخر اشتقت إليكم جميعا .
تأوه بقوة وهو يشعر بضربة عاصم على رأسه من الخلف لينظر إليه بغرابة ويهتف به وهو يدلك موضع ضربته : هل جننت ؟
رمقه عاصم بطرف عينه ليومض الإدراك بعينيه فيبتسم بمكر ويناغش عاصم بمرح : أوه، هل شعرت بالغيرة يا باشمهندس ؟!
__ أحترم نفسك يا عمار .
قهقه عمار ضاحكا : أنت تعلم أنها بالنسبة لي زوجه أخي .
زفر عاصم بقوة ليهمهم : أعلم ولكن هذا لا يمنحك الحق أن تدور بها وأنت تضمها يا عمار .
أومأ عمار رأسه بالإيجاب : حسنا سأحذر فيم بعد حتى لا أغضبك يا شقيق ، أقترب عمار منه ليتابع بجدية – هل هناك أمل يا عاصم أم ..؟
ترك جملته معلقة ليبتسم عاصم بسخرية تجلت بعينيه ويهمهم : ما رأيك أنت ؟ رفع نظره إلى أخيه وتابع بصوت مختنق – ألم تصبح طبيب نفسي ؟ أخبرني عن تقييمك لحديثها اليوم عني وعن زواجي وكأن الأمر لا يعنيها ، وكأن الأمر غير هام
أغمض عينيه ليهمس بمرارة خرجت من عمق روحه : لا زالت المشكلة قائمة يا عمار ، نظر إلى أخيه ليتبع بهدوء – هي لا تراني .
تفرس عمار في ملامحه قليلا قبل أن يهتف بهدوء : أو تعلم أنها مهما حدث أنت لن تقبل بها فتتمسك بكبريائها وعنادها وكرامتها حتى لا تهدرهم سيادتك ، ضيق عاصم عينيه بتركيز فتابع عمار بجدية – وخاصة وأنت لا تمرر فرصة تأت إليك دون أن توبخها أو تعنفها على أفعالها الطائشة والمتهورة في بعض الأحيان .
هتف عاصم بضيق : وهل أنا افتعل هذه الأمور أم أنها بالفعل طائشة ومتهورة ؟
أبتسم عمار بمكر وتشدق ببرود : طوال عمرها كانت طائشة ومتهورة وكانت تتسبب في الكارثة لتركض وتحتمي خلف ظهرك فتقف كسد منيع وتوفر لها أمانا شاملا .
اقترب برأسه منه ليتابع بجدية : أما الآن تنتظر أي فرصة تذل بها نوران لتنتقم منها يا عاصم ، لم تعد أمان نوران بل أصبحت تهديد صريح لها، أنت تعاقب حتى دون أن تخطأ ، تخفي غضبك منها بسبب خطأها الماضي وتتجاهله ولكنك تعاقبها عليه وتذكرها بها في كل مرة تتلاقى أعينكم بها .
احتقن وجه عاصم وهو يشعر بالخنقة تتحكم به ليغمغم بصوت محشرج : ما فعلته كثير يا عمار ؟
هتف عمار بجدية : ما فعلته زمان لازالت تفعله يا عاصم ، هي لم تنتبه لك ولازالت لم تنتبه إلى مشاعرك ، أنا اجزم أنها لو تكن لك المشاعر فتصرفاتك معها تبعدها عنك .
ضحك عاصم بخواء روح أنتبه إليه عمار فضيق عينيه بتركيز ليغمغم عاصم : أنت لا تعرف شيئا ، لا تعرف شيئا .
هم عاصم بالابتعاد فتمسك عمار بساعده ليوقفه يسأله باهتمام : ما الذي لا أعرفه يا عاصم ؟ فأنا كنت حاضر الأمر برمته ، حاول أن يجبر أخيه على النظر إليه ليساله – هل تخفي عني شيئا ؟
رفع نظره إليه أخيرا ليهمهم باختناق : لا شيء ، لا شيء.
تأمله عمار بنظرات متسائلة فيغصب عاصم نفسه على الابتسام ويهمس له : سأتركك لتحاول النوم ، وأنا الآخر سأخلد إلى النوم فلدي عمل في الصباح .
تمتم عمار باسم أخيه في عدم ارتياح وهو يقبض على ساعده يستبقيه ليربت عاصم بكفه على كتفه : لا تشغل رأسك أنا بخير .
همهم عمار بمرح افتعله : إذاً ستذهب لعملك في الغد ولن تؤخذ يوم إجازة لأجل عودتي .
_ سأفعل حينما يعود أحمد ، ولكن الأن لن استطيع أن أترك المؤسسة في ظل غيابه.
تمتم باسم أخيه مرة ثانية في توسل صدح بنبراته ليبتسم عاصم ويربت على وجنته بحنو : لا تقلق يا أخي.
تركه عمار أخيرا ليزفر بقوة فيهتف به عاصم بجدية وهو يتوقف قبل أن يغادر غرفته فعليا : توقف عن التفكير واخلد إلى النوم واعلم أن الطريق طويل يا عمار فابنة الخالة ليست تلك الفتاة التي تركتها وغادرت .
تأهب جسد عمار ليساله بتوجس : ماذا تقصد؟!
أبتسم عاصم : ستعلم حينما تبقى ، وحينها ستحتاج كل ما تعلمته ودرسته لتحل معضلتك معها ، خطى للخارج ليتمتم متابعا بخفوت – إذا استطعت أن تحلها .
رمش عمار بعينيه وهو يراقب باب غرفته الذي أغلقه أخيه من خلفه ليهمهم بتعجب : أنام ؟! وهل سأقوى على النوم بعد حديثك هذا يا عاصم ؟
تنهد بقوة ليعود إلى وقفته بجانب الشرفة ويغمغم بضيق : سامحك الله يا عاصم ، سامحك الله يا أخي .
يجر خطواته إلى أن وصل إلى فراشه فيستلقى عليه ، ينظر إلى سقف غرفته بعينين متسعتين وشعور الخواء يسيطر على روحه ، وكأن سُلبت منه الحياة ، فغدى جسد سائر على قدميه دون شعور .. دون إحساس ، يستعيد حديثها هذه الليلة بصوت هادئ وملامح لا مباليه ونظرات غير مهتمة ، فيشعر بألم مبرح يلم به ، فقط الألم هو ما يشعر به ، فقط هو ألم من يطوقه .. من يخنقه .. من يكبله ، فلا يقو على بوح ولا يقو على الفضفضة ، ينتفض قلبه كغريق يصارع لينجو من أمواج لا مبالاتها الهادرة فلا يصمد أمام موجة عالية من ذكرى حُفِرت على جدار عقله فلم يستطع الخلاص منها وهو يشعر بآلامه تتجدد هذه الليلة من جديد ، آلام تشابه وجعه الماضي ، وجع روحه الذي لم يقل من حينها بل يزداد في كل مرة يرتطم بها على صخرة واقع أنه لا يعني لها شيئا !!

هز رأسه برفض يجاهد ليتنفس .. يصارع أحزانه حتى لا تتكاثر عليه فتخنق روحه دقات قلبه البطيئة والتي تعلن بخفوتها الشديد هزيمته ، جسده المنهك من صراعه النفسي ، يستند بما تبقى له من قوة فيظل واقفا فلا يسقط وتنهار مقاومته ورجولته ، تختلط كلماتها اليوم مع كلماتها السابقة على ذهنه الشبه مغيب في غيمة حزن داهمت قلبه فينعيه كما في كل مرة يتذكرها حينما أجابت زوجة عمه أنها تحب آخر، وأنها أعجبت به منذ أن انقذها من الوقوع في المسبح ثم سمحت له بالتقرب لأنها شعرت بألفه بينهما ، ألفة تحولت اعلى إعجاب وحب تبادلته مع آخر !!
تتابع ببساطة وهي تقص لأُمها أنها شعرت بميل قلب الآخر اليها ، فتطعن قلبه المتيم بحبها لأنها لم تشعر به ، وتغتال روحه التي هفت لها ولكنها لم تحس بها ، بل إنها لم تدرك أن جسده يتصلب حينما تقع نظراته عليها وعقله يخر ساجدا في محرابها .
شعر بقلبه يذوي ألمًا وروحه تقطر وجعًا ، جسده ينتفض قهرا وعقله سيشت غضبا، وهو يتساءل ما قيمة حبه إذ لم تشعر به ؟! ما قيمة عشقه إذا لم تدركه ؟! وما قيمة وجوده إذا لم تكن معه ؟!
شعر بدمعة ساخنة تدحرجت على أعلى وجنته فمسحها بقسوة وهو يتشبث بما تبقى من قوته فيدحر دموعا تساقطت من عيون قلبه ولكنها اندثرت في عينيه حينما جفف مآقيها بجبروته .
__ابكي إذا أردت يا أخي ، فالبكاء لن يقلل منك ، ابكي لعلك تستريح .
حينها همسها شقيقه وهو يربت على كتفه بمؤازرة فرد بلهاث حارق : هل سيعيدها البكاء ؟! هل سيعيدها العويل ، هل ستشعر بي حينما أبكيها ؟! بل هل بكائي سيمحي حب آخر من قلبها؟!
زفر عمار بقوة : أنها لا تحبه يا عاصم ، بل هي تدلل عليك ، نوران تثير غيظك فقط لا أكثر .
أبتسم بسخرية : نعم توافق على خطبتها لآخر لتثير غيظي ، تخبر تامي أمامي أنها تحبه لتثير ضيقي ، وتصارح عمك بموافقتها على الخطبة لتقهرني.
تنفس عمار بقوة : للأسف ، نعم ، أنها تفعل كل هذا لأنك أعلنت اعتراضك على وجوده منذ أن التحق بفرقة الحراسة الخاصة بعمي ، بل هي تقربت منه لذلك الأمر، تابع عمار بهدوء - ثم عن اية خطبة تتحدث ، عمك لن يزوجها إياه وسترى أني محق ، عمك لم يوافق على زواج أميرة من أحمد ، بل أحمد وضعه أمام الأمر الواقع ، سيترك مدللته لهذا الشاب الذي ظهر من العدم .
نطق بصوت خُنق قهرا : هي تريده ، وعمي لا يرفض لها طلبا .
ابتسم عمار بسخرية : إلا هذا الطلب سيكسر عنقها ولا يوافق عليه .
تحرك مبتعدا عن النافذة التي كان ينظر منها ليهمس : لا يمهني ما سيحدث يا عمار ، فالأمر انتهى بالنسبة لي .
تهدج صوته رغم عنه وهو ينطق باختناق : نوران لم تشعر بي ، لم تدرك مشاعري ، لم تراني .
تابع بهذر محموم : لم اخطف بصرها كما تفعل معي ، لم تعشقني كما أنا متيم بها، لم اجذب روحها إلى روحي المعلقة بها .
هز رأسه بانفعال طغى على حواسه : لم تراني .. لم تراني
اقترب عمار منه ليسانده وهو يشعر بفقدانه للسيطرة ليخترق أبيهما عزلتهما فيتلقفه بين ذراعيه يضمه إلى صدره بقوة ، يؤازر روحه فينتفض بصدره وهو يتشبث بكتفي أبيه و يردد : لم تراني يا أبي ، لم أكن لها حام ولا سند ، بل لم كان لها أخ يوما، ولن أكون أكثر من ابن عم غير مرغوب في وجوده .
سقطت دموع وليد رغم عنه وهو يضمه أكثر إليه ويردد على مسامعه بهمس هادئ : أنا آسف .. آسف ، لم أحسب حسابا ليوم كهذا ، أعذرني بني ، قسوت عليك ظنا مني أن هذا لن يحدث أبدا ، وأنك ستفوز بها في آخر الطريق فهي ابنة عمك الذي يعدك ولده فلن يرفضك أبدا .
نظر إلى عيني أبيه ليهمهم بقهر : هي من ترفضني أبي ، هي من تكرهني ، لقد وعيت على حب نوران لتات هي الآن وتتنصل من عشقي الجارف لها .
تابع بصوت بُح عذابا : لم أخبرها يوما بما أشعره نحوها ، حافظت على أمانتي لأهديها لآخر لن يدرك - أبدا - قيمتها ، ولتحيا العائلة .
شمخ وليد برأسه ليحتضن وجهه بين كفيه ويجبره على النظر إليه : لن يحدث أبدا ، نوران لن تكون إلا لك .
ضحك بألم : ستجبرونها على الزواج مني وقلبها معلقا بآخر ، وإذا استطعتم هل سأتقبل أنا على رجولتي أن تزف إلي عروسي وعقلها مشغول بآخر وقلبها ملكا له ، ترتضيها لي يا أبي ، أنا عاصم الجمال أتزوج من فتاة لا احتل كل جوارحها .
أشاح وليد بعينيه فابتعد عنه ليقف شامخا و يرفع رأسه بكبر : لن يحرك أحدا منا ساكنا ، وإذا وافق عمي على زواجها سنباركه جميعا دون نقاش ، ما دار داخل هذه الغرفة سيموت بداخلها للأبد !!

أغمض عينيه أخيرا لعله يستطيع البكاء ولكنه لم يقو ، حتى مع كل آلامه لا تطيعه عينيه ليبكي ولا يخضع إليه صوته فيصرخ ، بل كل شيء به يقف شامخًا .. ساكنًا .. صلبًا ، فمن مثله لم يخلق إلى البكاء ولم يتربى على العويل ، هو رجل العائلة ، عامودها الأساسي من يقف جامدا فيقف الجميع ، وإذا انحنى .. تبعثر.. أو اختل توازنه ضاع البقية ، وهو لن يفعلها أبدا ، سيظل شامخا ولتحيا العائلة .
ابتسم ساخرا ليهمهم بخفوت شديد وعيناه تقع على صورة جده الموضوعة بجانب فراشه ومن سمي على اسمه وورث الكثير من صفاته : لتحيا العائلة .
***
راقب عداد الساعة الرقمية الموضوعة على فوهة سلاحه ليخرج أخيرًا من المغارة التي احتجزوا فيها ما يقارب الساعتين بعد أن تم إنزالهم جويا ، ليعود إلى نقطة الهدف المتفق عليها ، يراقب الوقت بعيون صقرية وترقب وهو يتفحص المخرج من خلف نظارته الليلية ليبدا الارتياح يعم عليه وهو يرى تدفق بقية رجال فرقته ليخرجوا جميعا في سلام ، سحب نفسا عميقا وهو يلتقط صوت المروحية الخافت الذي يقترب منهم ليشير بكفيه في إشارات متفق عليها بينهم ليصعدوا بالتتابع بينما يقف هو منتظرا صعود أخر فرد فيهم ليصعد بدوره في سلاسة وسرعة .
وقف بمنتصف الطائرة يتابع رجاله قبل أن يهتف بجدية : حمد لله على سلامة الجميع ، عملية جيدة أهنئكم عليها .
تنفسوا براحة وتعالت الهمهمات بأحاديث جانبية ليجلس هو مجاور إلى صديقه يخلع خوذته ولكنه يظل متمسك بسلاحه قريبا من صدره يهمس له فادي بجدية : كيف حالك الآن؟!
تمتم اسعد بجدية : بخير الحمد لله .
تمتم فادي : الشكر لله ، تابع بتساؤل جاد- هل هناك أية ملاحظات عن العملية ؟!
هز اسعد راسه نافيا ليجيب : ولكن سنُبلغّ بالنتائج فعليا من مقر القيادة .
هز فادي راسه بتفهم : هل سيمنحوننا إجازة سريعة؟!
ابتسم اسعد : اعتقد فانا أتشوق لأكلة السمك وطاجن السبيط من يدي حماتك الجميلة.
ضحك فادي بخفة : اذا ستاتي معي ولن تعود للبيت .
تطلع اسعد إلى الأمام : الم تدعوني زوجتك يا رجل ؟!
رمقه فادي قليلا قبل أن يهتف : ستنير بيتنا يا اسعد .
ابتسم اسعد بامتنان وشرد نظره في الأفق ليتذكرها ، لا يعلم لماذا تلح عليه كثيرا هذه الأيام ، كلما اغمض عينيه أو شرد بعيدا تتراءى إليه بعينيها المتسائلتين ونظراتها المليئة بالحيرة ، تسأله عم حدث بينه وبين ابن خالته ولكنه لم يمنحها جواب شاف بل لم يعير تساؤلاتها اهتماما ، إلى أن أوصلها إلى بيتها دون حرف زائد عن تحية المساء التي منحها لها قبل أن تغلق باب سيارته فينطلق من جديد دون أن ينظر وراءه وكانه يهرب من ذكريات تطارده بأشباحها فلم يستطع بل سقط في الفخ الذي طالما حاول أن يتفاداه ، بل غرق في موجة عاتية من ذكرياته معها كان حينها يلامس السماء بيديه وهي ترافقه .. بجواره .. صديقته .. حبيبته .
شعر بغصة قوية تحكم حلقه والسخرية المريرة تخيم عليه وهو يذكر نفسه بان كل شيء انتهى ، فهي لم تدرك يوما بانها حبيبته وهو تخلى عن صداقتها حينما جرحته وأهانته .
زفر بقوة وهو يركن راسه للخلف ويعترف لنفسه أن رغم كل ما حدث إلا انه يشتاق أن يبوح لها ، هي دونا عن الجميع يريد أن يقص لها ما يؤرق روحه ويؤلم قلبه فهي من تستطع أن تخفف عنه .
ماكنت أعرف والرحيلُ يشدُّنا
أني أودّعُ مهجتي وحياتي
ما كان خوفي من وداعٍ قد مضى
بل كان خوفي من فراقٍ آتي
لم يبق شيئاً منذ كان وداعنا
غير الجراحِ تئنُّ في كلماتي
لو اننا لم نفترق
فاروق جويدة



سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 06:39 PM   #85

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

__ هل عادوا ؟
نطق بها حسام الجالس بكرسيه في ترقب ، ليجيبه نادر بجدية وهو يلتقط هاتفه : نعم سأهاتفها واذهب إليها ، اهدأ ستكون بخير .
زفر بقوة وهو يهز رأسه بتفهم لأخيه ليهتف سليم المنشغل بسباق السيارات الذي يلعبه عن طريق لعبته الإلكترونية التي يرتديها فوق رأسه على شكل خوذه ، فيحرك رأسه يمينا ويسارا ليتفادى الارتطام بسيارة أمامه : لا تقلقا ستكون بخير ، ابنة الأمير ملكة لن تهتز .
أشار إليه حسام بيده في ضيق ليتأفف بصوت مسموع حينما صاح سليم بمرح لفوزه فيتبع صائحا : حققت رقما قياسيا جديدا .
رمقه حسام بطرف عينه ليهتف بغضب : توقف يا تافه .
رفع سليم حاجبيه ليشاكسه متعمدا : توقف يا رجل عمرك سيقصر من كثرة الغضب كما تقول عمتي ليلى ، تابع ساخرا وهو يخلع اللعبة عن رأسه – اسمعها تخبر أبي بها دائما ولكنه لا يستمع بالطبع ويظل عابس .. غاضب مثلك هكذا .
تمتم حسم مستغفرا حتى لا يتشاجر مع ابن خاله ليهتف نادر بتعجب : إنها لا تجيب هاتفها ، ولكن الأغرب إنها خرجت مع عادل ثانية .
استلقى حسام فوق الكرسي المجاور إلى كرسي حسام ليرفع ساقيه على المنضدة المنخفضة أمامهم ليهمس إليه : انتظر سأهاتفها أنا .
الصق هاتفه بأذنه واستمع الرنين إلى أن أتاه صوتها هادئ مرحبا : مساء الخير يا سَليم .
تنهد بافتعال : أه يا قلبي ، سأسقط صريع هذه السَليم ذات مرة .
ضحكت برقة لتهمهم إليه : تأدب فعادل بجواري وأنت تعلم عادل ماذا سيفعل بك ؟
ابتسم باتساع : دائما يجاورك أحدا وسليم لا مكان له.
ابتسمت وأثرت الصمت فيتبع بجدية – طبيبنا الهمام ترك مرضاه وجاورك ، لماذا ؟
رمقت شقيقها بطرف عينها لتهمس بهدوء : لا أعلم حقا ، ولكنه أراد تناول العشاء خارجا وسحبني معه .
اسبل سليم أهدابه : ونعم الأخ ، حسنا ابلغيه تحياتي ، أحببت فقط الإطمئنان عليك يا مليكتي .
رمشت بعينيها وهي تتورد تلقائيا فتنتفض على عادل الذي سحب الهاتف من يدها : ماذا تريد يا سمج ؟
قهقه سليم ضاحكا : يا مرحبا يا مرحبا ، كيف حالك يا دكتور ؟
رمق شقيقته بطرف عينه ليهتف بنزق افتعله : أنا بخير ، لماذا تهاتف شقيقتي الآن ؟ ألم تنظر بساعة هاتفك يا بارد ؟!
أجاب سليم بطبيعية : لقد هاتفتها اطمئن على يمامتنا الغالية لم يكن بعلمي أنها تتناول العشاء مع غراب سينعق باذني هكذا .
اتسعت عينا عادل ليهتف بحدة مفتعلة : أنا غراب .
أجاب سليم بمرح : وتنعق أيضا ، لا تنسى هذه .
صاح عادل : سأخبر عمتك وحينها سنرى من سينعق يا ابن خالي .
هتف سليم سريعا : لا يا عادل من فضلك عمتي لا تتفاهم ستغضب مني وأنا لا اقوى على إغضابها .
صمت عادل قليلا ليجيب : حسنا لن أخبرها ولكن اسحبها حالا .
تنهد سليم بقوة ليهتف : حسنا لست غرابا أنت طاووسا جميلا ، اتبع بمرح – سامحني الله على هذا الكذب ولكني مجبر لا أعلم ماذا علي فعله .
قهقه عادل ضاحكا ليهتف به : لا تفعل شيئا اغلق الهاتف واخلد إلى النوم .
هتف سليم بتبرم : توقعتك تدعوني على العشاء معكما .
ابتسم عادل وهو ينظر إلى شقيقته : لا ، الليلة لأجل عيون موني وفقط ، تابع بجدية – هيا اغلق الهاتف صحبتك السلامة .
هتف سليم : سلمك الله ليلة سعيد عليكما بأذن الله .
اغلق الهاتف لينظر إلى الوجهين أمامه ليهتف بجدية : هل عادل يعلم شيئا ؟
تبادلا النظرات ليهز نادر رأسه نافيا : لا أعتقد .
أجاب حسام بتفكير : عادل حاد بعض الشيء وعنيف إذا شعر بشيء لن تكون ردة فعله هادئة.
هز سليم رأسه بتفكير : على ما يبدو أنه يعرف ولكن مع عادل لا تستطيع أن تجزم بم يدور بداخله .
هتف حسام بجدية : ما يهمنا أنها بخير .
همهم سليم بجدية : لم اشك لحظة أنها أقوى من أي مواجهة ، ستكون بخير .
هز نادر رأسه موافقا : نعم بل ستكون أفضل من الأيام الماضية فيمنى لن تترك حقها أبدا ، ستنتزع حقها منه كاملا .
ابتسم سليم بمكر : وحتى إن لم تفعل ، سأحرص أن يسدد ابن الجمال الدين كاملا .
ترجلت من سيارة أخيها لتسير إلى جواره تتأبط ذراعه بفخر تشعر به ، تدلف معه إلى مطعم راق شهير مفضل له ، فيبتسم وهو يربت على كفها المتمسك بساعده ويهمس : هل أنت سعيدة ؟
رفعت عيناها تنظر إليه بدهشة قبل أن تتمتم : بخير الحمد لله ، تابعت بهدوء – هل حدث شيء أثار قلقك علي ؟
ابتسم عادل بحنان وهو يفتح لها كرسي الطاولة ويشير إليها بالجلوس: لا يا حبيبتي ولكن شعرت اليوم أن العمل يضغط عليك كثيرا ، وخاصة بعد المكالمة الطويلة التي أتتك منه .
ابتسمت وشردت بعينيها فيرمقها بجدية قبل أن يسالها : هل هناك شيء لا أعرفه يا موني ؟
ابتسمت وهي تحافظ على ثباتها لتهتف : لا ، العمل بخير ولكن السيد فراس ، ضيق عادل عينيه باهتمام فتابعت بصوت خافت – كان يطمئن علي .
تابعت بهدوء مدروس : إنه يقترب مني بشكل حثيث وطلب مني أكثر من مرة أن أرافقه للخارج.
اتسعت عينا عادل ليهمهم بحدة : هل يضايقك؟
أشارت له بيدها سريعا : لا على الإطلاق إنه مهذب .. محترم .. وراق .
عبس عادل : إذًا ؟
بللت شفتيها لتهتف : سبب المكالمة الطويلة اليوم والتي في أولها طلب مني الاستماع إليه جيدا إنه كان يقص علي ظروفه العائلية باستفاضة ، وباخرها طلب مني موعد ليقابل أبي .
رفع عادل حابيه ليبتسم : حقا ؟! إنه يريد طلب يدك ؟
أومأت برأسها إيجابًا ليضحك عادل بخفة – هل كبرت إلى هذا الحد يا موني ؟
جمدت ملامحها ونظرت إليه بعتب ليتابع – لا أقصد ولكن ..
صمت ليكمل : حسنا ، وأنت ما رأيك ؟
هزت كتفيها بلا معرفة لتهتف : أنا لا اهتم يا عادل ، فلدي أشياء كثيرة علي تحقيقها كنت سأرفض ولكن فكرت أن اخبر أبي .
قاطعها : لا ترفضي ، تابع وعيناه تومض بخبث – بل دعيه يأتي إلى البيت ، أنا أريد أن أقابله وأبي أيضا سيفعل ، امنحي نفسك فرصة لتتعرفي عليه ،
صمت قليلا ليستطرد بتساؤل وملامحه هادئة وعيناه لا تعكس ما يدور بداخله : إلا إذا كان هناك أحدهم يشغل قلبك وعقلك ؟
تلاقت نظراتهما لتصمد أمام عيناه المتفحصة باهتمام قبل أن تجيب بهدوء شديد ورزانة أسبغتها على روحها : لا ، لا يوجد من يشغل قلبي وعقلي .
ابتسم بمكر ليسالها بمرح : حقا ؟ ظننت ..
صمت وهو ينظر إليها بترقب فيكمل بابتسامة متلاعبة : زياد يشغل حيزا لديك .
قابلته بصلابة وقوة لتجيب بهدوء : إنه مجرد صديق .
هز رأسه بتفهم لتساله بجدية : اخبرني هل أتيت بي لتستجوبني هكذا ؟
ضحك بمرح : لا والله ، أردت الإطمئنان عليك ثم أنا أسدد ديني لك .
عبست بعدم فهم ليتابع : أنسيت حينما ساعدتني أمام والدينا .
اعتلى الإدراك ملامحها : آها لقد نسيت حقا .
تمتم بغموض : أنا الآخر توقعت أنك نسيت ، فأنت لا تسكتين عن حقك أبدا ، رفع عينيه إليها ليهمس – وهذا ما أثار قلقي عليك شعرت بأن هناك ما يشغل عقلك هذه الأيام .
تمتمت بهدوء وهي تتشاغل بالنظر إلى قائمة الطعام : أنا بخير يا شقيق لا تشغل رأسك .
رمقها مليا قبل أن يهتف بجدية : لنهاتف أسعد ونشاكسه بعدم وجوده معنا ، فهو يفضل هذا المكان .
رفعت رأسها وهتفت بطبيعية : هاتفه .
وضع الهاتف على أذنه ليهتف بعد قليل : هاتفه مغلق، أعتقد أنه منشغل بعمله .
هزت رأسها وآثرت الصمت لتهتف أخيرًا : أريد البيكاتا .
هز رأسه ليهتف هو الآخر وهو يشير إلى النادل القريب منه : وأنا سأطلب مثلك
***
تجلس أمام مراتها تمشط خصلات شعرها البنية تراقبها عن كثب وهي تراقب بعضا من الخصلات البيضاء ظهرت من جديد فتهمهم لنفسها : سأذهب في الغد .
__ إلى أين يا نولا ؟
ابتسمت وهي تستمع إلى كنيتها التي يستخدمها أولادها في مناداتها بها ، تنهدت بقوة لتغمض عينيها وتفتحها من جديد تنظر إلى انعكاس صورته في المرآة فتبتسم برقة : لمصفف الشعر ، سأجدد لون شعري.
أشار لها بكفه أن تأتي إليه فاستجابت بطواعية لتخلع عن جسدها مئزرها الحريري قبل أن تندس بجواره إلى الفراش فيجذبها إلى صدره يتلاعب بخصلاتها قليلا ليهمس : لا تذهبي .
نظرت إليه بتساؤل : أنا أحب هذه الخصلات البيضاء التي تخفيها باستمرار عني .
لامست جنب فكه وهي تنظر إلى عمق عينيه بتعجب : تحبها ؟!
احنى رأسه قليلا ليقبل طرف أناملها الملامسة لفكه : نعم ، فهي دليل على سنواتنا الكثيرة سويا ،
ابتسمت برقة وهمهمت : ولكني أريد أن أظل بعينيك جميلة كما رأيتني أول مرة .
أدار زرقاويتيه على ملامحها فيلامسها بظهر كفه : بل أنت تزدادين جمالا .
ومضت السعادة بحدقتيها لتقبل جانب فكه : أنا أحبك يا خواجة .
ضحك بخفة وهو يضمها إلى صدره : والخواجة يعشقك يا حبيبة الخواجة .
ركنت راسها إلى صدره وهي تشعر بأصابعه تتلاعب بخصلاتها ليسالها باهتمام : أنت رائقة المزاج هذه الأيام ، هل هذا سببه سفر أحمد وأميرة ؟
زفرت بقوة لترفع رأسها إليه تنظر إلى عينيه قبل أن تسبل أهدابها تعود إلى موضعها ثانية فتضع رأسها فوق صدره وتثرثر : ليس هذا السبب الرئيسي يا خالد، ولكن نعم أنا سعيدة لأنه أخيرا فعل شيء يريده ولم يهتم لأي شيء أخر ، شعرت بأنفاسه تحتد لتكمل بجدية – أنا وأنت مختلفين بهذا الأمر ولكني سأخبرك ، أنا لست خالة سيئة وأميرة تعد كابنتي ، ولكن ما يحدث من عبث وائل بحياتهما هي الوحيدة المسئولة عنه ، وسفرها مع أحمد خير دليل ، فهي من رفضت العودة بل هي من أصرت على البقاء ولم تهتم لأبيها ولا لرأيه .
هز خالد رأسه بيأس ليسالها بهدوء : وهل هذا صحيح يا منال ؟! هل من المفترض أنها تغضب أبيها لأجل ولدك؟!
اعتدلت لتهتف : بالطبع لا ولكن عليها أن توازن أمورها ، لا تنصف أبيها على زوجها ولا تنصف زوجها على أبيها.
رمقها قليلا ليهتف بها : أخبريني إذا حدث وغازل تيم هنا أمامي ماذا سأفعل به ؟
اهتزت حدقتيها ليتابع وزرقة عيناه تتحول إلى الأسود تدريجيا –سأطرده من البيت وسابقي ابنتي معي .
ارتعدت برفض ليتابع : كم مرة غازل أحمد أميرة أمامنا متعمدا مضايقة وائل بصلف وأنت لم تحركي ساكنا ولم تنهريه لأجل هذا .
تابع بجدية : دوما كنت صامتا ، حتى لا أثير ضيقك أو تتخذين ضدي موقفا اذا عنفت أحمد إمام وائل ولكن لم يعجبني الأمر على الإطلاق .
تمتمت بدفاع أمومي : وائل من يضيق عليه الخناق فيجبره أن يشاكسه هكذا .
رمقها بطرف عينه ليهمس : أنا شخصيا أشاكس وائل يا منال وهو الآخر يفعل ولكننا من نفس العمر ، ابنك يتمادى مع حميه دون أن يضع اعتبارا لفارق السن والمقام .
__ مقام ؟! أجابت بحدة لتكتف ساعديها وتسأله – لماذا هل ترى أحمد قليل المقام أمام سيادة الوزير ؟
ومضت عيناه بإدراك ليزم شفتيه بضيق فعلي : هل هذا هو السبب فيم تفعلينه مع أميرة يا منال ؟! هل هذا السبب في أنك لا تضعين حدا لأحمد أمام وائل ؟
اتبع بجدية وهو ينظر إليها بغضب احرق ما تبقى من زرقة عينيه : هل تنتقمين من الفتاة لأن وائل رفض أحمد بدلا من المرة ثلاث مرات .
ارتبكت لتهمهم بصوت محشرج : أنت من تتحدث عن فرق المقام بينهما .
اعتدل جالسا وهو ينظر اليها بذهول ليهتف بلغته الأم : يا الله ، هل أوصلت لأحمد هذا الشعور يا منال ؟
تمتمت باختناق : هل لديك سبب أخر لما فعله وائل مع أحمد غير ذلك الأمر يا خالد ؟
اتسعت عيناه بغضب هادر : هل جننت ؟! أن وائل لا يعرف عن الأمر شيئا أحمد ولدي أنا ، أنا من ربيت وكبرت وعلمت ، هل مجرد اسم يتبع اسمه في هوية التعريف هو من سيجعل وائل يرفضه !!
صاحت بغضب هي الأخرى : لماذا اذًا ؟ اخبرني عن سبب وجيه كان سببا ليرفض أحمد بينما كان يتوق ليزوج أميرة من عاصم .
تنهد بقوة ليمسح وجهه بكفيه ويتمتم مستغفرا قبل أن يجيبها بهدوء : لأن ولدك الحبيب أشعره بأنه يسرق الفتاة من تحت يده دون رغبته ، لأن ولدك الحبيب حام حولها منذ أن كانت طفلة صغيرة شاغلها واشغلها ولم يهادن وائل قط بل أشعره بانه سيتزوج من ابنته رغم عنه ، لأن ولدك الحبيب لم يطلب الفتاه منه بل اخبر خالته بأنه سيأتي ليخطب أميرة وصاغ جملته في شكل امر وجب طاعته .
ابتسمت رغم عنها فزفر بقوة وهو يهز رأسه بلا أمل : إذا تتذكرين جيدا أن طريقة طلبه كانت سيئة للغاية .
بللت شفتيها : وائل يستحق .
ضرب كفيه ببعضهما ليهتف : لا أتحدث عن وائل يا منال ، أنا أتحدث عن احمد الذي ينغمر في عناد حاد مع حميه تسدده الفتاة المحتارة بين ولدك وأبيها .
هزت كتفيها : حق زوجها عليها أن تطيعه .
رفع حاجبه ليتمتم ببرود : منذ متى يا منال ؟! تزوجنا منذ ثلاثون عاما لم يمر أمر الطاعة علي فيهم أبدًا ، بل أنا موقن أنك ستذهبين في الصباح لمصفف الشعر وكأني لم أتحدث معك على الإطلاق .
ضحكت برقة : حسنا لنبدأ من الآن ، اؤمر وأنا انفذ ولكن بعيدا عن إلا اذهب إلى مصفف الشعر .
ضحك رغما عنه ليجذبها إليه يقبل جبينها ويهتف : حسنا ، توقفي عن مضايقة أميرة .
همت بالرفض لينظر إليها بجدية فتما بطاعة ليكمل : ولا تلمحين لأمر الإنجاب من جديد .
تنهدت لتهمس بقنوط : أريد أن اطمئن عليهما يا خالد .
زفر بقوة ليحدثها بجدية : حسنا اخبريني ، إذا كانت لا تستطيع الإنجاب ماذا ستفعلين ؟
نظرت إليه وهتفت : سنذهب إلى الطبيب ونبحث عن دواء .. علاج .. أي شيء يجعلها تستطيع الإنجاب .
رمقها قليلا ليهتف : وإذا لم نجد حلا ، لا دواء ولا علاج، ماذا سيحدث ؟!
شحب وجهها والحيرة تعتليه لتهم بالإجابة فيشر إليها بيده قاطعا : أحمد لن يتركها ولن يتزوج عليها يا منال ، أنت مدركة لهذا ، أليس كذلك ؟!
أشاحت بعينيها بعيدا ليتابع بهدوء : وإذا كان المانع من أحمد ، تتوقعين ماذا سيحدث ؟
اتسعت عيناها برفض ليما برأسه موافقا : يسرني أنك توصلت للأمر دون أن اخبرك به ، إنها فرصة سانحة لوائل ليجبر ولدك على تطليق ابنته ، سيكون من حقها أن تنجب من آخر .
ردت بحزم : أميرة لن تتركه .
فابتسم بمكر : نعم معك حق ، أميرة لن تترك أحمد وأحمد لن يترك أميرة ، لذا لا داع لإثارة أمر نعلم نتائجه جيدا ، في كل الأحوال سيستمران سويا سواء انجابا أم لم يفعلا .
هزت رأسها بتفهم ولكن دون اقتناع ليربت على طرف ذقنها ويهمس : زوجتي .. حبيبتي .. ستطيعني ولن تتحدث أو تلمح في هذا الأمر ثانية.
تلكأت لتجيبه فيهتف باسمها في نبرة إصرار تجسدت بصوته لتهمهم أخيرا : سأفعل.
***
دوت الموسيقى من حولهما لتتسع عينا عادل بحبور ليهتف : أنا اعشق هذه الأغنية
عبست بتفكير وهي تنصت إلى الموسيقى ليصدح صوت الهضبة مدويا فيشدو مع عادل بانسجام واداء جيد


من غير ما اقول
من غير ما اقولها هتعرفي احساسي ايه
من قلبي لو هتقربي هتحسي بيه وتصدقيه
و حياة عنيكي انتي اللي عاش قلبي أنا يدور عليه
و خلاص لقيت كل اللي ياما حلمت بيه في اللحظة دي
وحياتى خليكى مع قلب دايب فيكي .. وليل نهار بيقول يا حبيبي
وحياتى خليكى وعنيا تقولها لعنيكى .. هقول لمين غيرك يا حبيبي


نهض واقفا ليمد كفه لها فتنظر إليه بتعجب ليجذبها بأناقة فتهتف : ماذا تفعل ؟!
أجاب ببساطة : سنرقص بالطبع ، كالعديد إنها أغنية هادئة فلا ضير من الرقص عليها
ضحكت بمرح والسعادة تخيم عليها تشعر بأعماقها أنه يفعل كل هذا لأجل أن يزيل حزنها حتى إن لم يعلم مصدره رغم أنها تشك في عدم معرفته ولكن لا يهم ، المهم أنه يؤازرها .. يدعمها .. يساندها .
انتبهت من أفكارها أنه يدفعها بعيدا عنه ليديرها حول نفسها قبل أن يجذبها إليه ثانية في نوع من رقص الجاز الهادئ الذي يناسب موسيقى الأغنية فيهتف بمرح : لذا أنا اعشق هذا المطعم لأنهم يديرون أغاني الهضبة فأنا أعشقها جميعها
ضحكت وهي تنسجم معه فتراقصه بأريحية وخطوات أنيقة تناسب أناقة رقصه فعادل يستطيع الرقص بسلاسة مدهشة بينما اسعد لا يستطيع منذ أن كانوا صغار كان دوما عادل الذي يستجيب إلى إيناس ويتعلم الخطوات التي تتقنها خالتهم ولكن أسعد كان يزم شفتيه بضيق ويهتف بجدية انه لا يستطيع الرقص فالرجال لا ترقص ليجيبه عادل بمرح ومشاغبة بل يرقصون بأناقة .. فخامة .. رجولة ، فيزيدهم جاذبية وجمال .
انتبهت من أفكارها على صوت أخيها الذي يغني باستمتاع تام ويردد مع الهضبة كأنه يغازلها هي فتبتسم برقه وتتعلق برقبته

هتمنى ايه وانتي معايا و بين ايديا اتمنى ايه
غير أن قلبي يحضنك وتحضنيه وتحسي بيه
وحياتى خليكى مع قلب دايب فيكي .. وليل نهار بيقول يا حبيبي
وحياتى خليكى وعنيا تقولها لعنيكي .. هقول لمين غيرك يا حبيبي
وحياتي خليكي – عمرو دياب


تأملته حينما جذبها أكثر يخطوان بانسجام وهما متوازيان طولا فتتحرك معه برقة لتساله بعفوية : لماذا لا تتزوج يا عادل ؟!
توقف عن الرقص لينظر إليها قليلا قبل أن يهمس : أنا ابحث عن عروس .
انتبهت أن الأغنية انتهت فعادا إلى الطاولة من جديد ليجلسا فتهتف به : أنا اعلم انك تبحث عن عروس بالمناسبة أمي سترشح لك إحداهن ، كانت ستخبرك عنها الليلة ولكن خروجنا سويا من أخرها ولكن اعتقد أنك ستقابلها في الغد أو بعد غد .
هز رأسه بتفهم : حسنا من الجيد أنك أخبرتني .
تأملته قليلا لتساله بجدية : هل ستتزوج هكذا حقا ؟!
رفع حاجبيه بدهشة ليسالها باهتمام : كيف هكذا ؟!
ازدردت لعابها لتتمتم : هكذا ، دون مشاعر .. عواطف .. أحاسيس .
ضحك بخفة : بالطبع لا ، لابد أن يكون هناك كل هذا لأستطيع الزواج فأنا لست إنسان آلي .
تأففت لتحدثه بجدية : بالطبع اعلم ولكن أنا مندهشة حقا ، ظننتك رومانسيا ، فأنت عاطفي للغاية .. حنون .. مراع وتهتم جدا بتفاصيل الأشياء ، لم أتخيل قط أن تتزوج زواج صالونات من فتاة لا تعرف عنها شيء هذا الدور اقرب إلى أسعد عنك بكثير.
تأملها قليلا واثر الصمت لتتابع بشرح : أنظر إليك وأنت تراقصني من يرانا سيجزم أني حبيبتك .
رد بهدوء : أنت حبيبتي بالفعل .
توردت لتهتف : اعلم ولكن أنت تفهم مقصدي .
سحب نفسا عميقا ليسالها : أنت ترين اسعد الأقرب لأن يتزوج من فتاة لا يعرفها وأنا لابد أن أحب فتاتي قبل أن أتزوج منها ، أليس كذلك ؟
هزت رأسها إيجابًا فيتابع : الأمور ليس كما تبدو عليها يا يمنى ، فاسعد عاطفي للغاية ولكنه لا يظهر عاطفيته ، بينما ..
أكملت له بهدوء وعيناها تومض بتفهم : عاطفيا ظاهريا فقط .
ضحك بمرح : ليس للدرجة ، أنا الآخر عاطفيا قليلا ولكن أنا رجل علم اؤمن بأن قرار عقلي لابد أن يسبق قرار قلبي
ثرثر بعفوية : لابد أن اقتنع بمن سأتزوجها وأتقبلها ، وبعدها سيأتي كل شيء من حب ومشاعر وعواطف وأحاسيس .
تأملته قليلا لتساله باهتمام : إذا أنتَ لا تريد الزواج بعد قصة حب رائعة كقصة أبي وأمي .
ابتسم برزانة : بل سأفعل ساحب من اقتنع بها، عبست وهي تنظر إليه برفض فتابع – اسمعي، الألفة والود اعمق من الإعجاب ، العشرة والسكينة افضل من الحب ، الدعم والسند اقوى من العشق ، ما فائدة كل هذه المشاعر المحمومة والعواطف المنفجرة إذا لم تثبت بالدعم والسند وتظلل بالثقة والأمان .
اختنق حلقها وهي تشعر بشرخ روحها يتعرى من جديد أمام أخيها الذي نظر إلى عمق عينيها : أنا أفضل أن تنشا ألفة ومودة بيني وبين أي فتاة فتزدهر لحب وأن لا أحب فتاة لا تدعمني حينما احتاج إليها .
رجفا جفنيها وهي تشيح بعينيها بعيدا عنه فتسيطر على دموعها التي شعرت بها تتكوم في ماقيها لتجبرها على التراجع وخاصة حينما نادها بخفوت فابتسمت بوجهه وهي تتحاشى أن تتعلق عيناها بعينيه فهتف بمرح : سأقص عليك قصة لا يعرفها أحد – اعتقد - سوى أسعد .
سحبت نفسا عميقا لتنصت إليه باهتمام فيتبع بعفوية : تذكرين حينما كنت لاعب كرة مشهور فأنا نجمي بزغ وأنا بالسادسة عشر وتناقلت الصحف أخبار الفتى الوسيم الذي يسدد الأهداف من منتصف الملعب ، أومأت براسها إيجابًا فاستطرد – أعجبت بفتاه وأحببتها وهي الأخرى أحبتني صدقا جميع الهم أنستني .
تعالت ضحكاتها لتضرب كفه بعتب : توقف عن المزاح يا عادل ، أريد أن أعرف هذه القصة التي لا يعرفها احد سوى تؤامك العزيز .
سحب نفسا عميقا ليزفره كاملا ليفضفض لها بهدوء : كنت لاعب مشهور اسمي عال بالسماء ، وهي كانت أجمل فتاة وقتها ، أو هكذا رأيتها ، كانت دوما تحضر مباراة الفريق والتمارين ويوم ما وجدتها تنتظرني لنتبادل الحديث قبل أن نفترق فكلا منا يذهب إلى طريقه ، حينها كنت بالثامنة عشر ولكن كنت اشهر لاعب في سني ، لازلت أذكر هتاف الجماهير باسمي في المدرجات ، لازلت أذكر الفرحة العارمة والتهاني بفوز المباريات ، لازلت اذكر أباطرة الملاعب وهم ينتظرونني لأصعد إلى الفريق الأساسي ووجودي الذي سيقلب النتائج لصالح الجميع ، ولا زلت اذكر فرحة عيناها .. قفزاتها السعيدة بعد كل هدف لي ، وتورد وجنتيها كلما همست لها بإحدى كلمات الغزل ، ظلت علاقتنا سويا وامتدت لسنتين كاملتين نلتقي في النادي ونتحدث بالهاتف ، إلى أن أتممت العشرون كنت بالجامعة وقتها وهي الأخرى ولكن دراستي إلى الطب الذي لم يكن اختيارا كان حلما لم اتخلى عنه قط حلم ابعدني عنها رويدا رويدا ، فأنا كنت اركض .. الهث بين التمارين .. الدراسة .. الاختبارات والاستذكار ولكن أتى اليوم الذي انتقلت فيه إلى الفريق الأساسي وتم ترشيحي لمعسكر المنتخب ، اخترت الكرة على دراستي و قدمت اعتذارا عن امتحانات السنة الدراسية وسط من موجة رفض وصراخ معترض من ماما ولكن بابا ساندني كما يفعل دوما ، حينها أخبرتها صمتت ولم تعلق وأنا لم افهم.
ابتسمت تحثه على أن يكمل وهي تشعر بألم عميق تجذر بروحه ليتنهد بقوة ويهتف بصوت هادئ : اعتقد أنك تذكرين أخر مباراة لعبتها كانت اخر مباراة في تصفيات صعودنا لكأس العالم .
تمتمت بصوت محشرج : نعم اذكر حينها أصبت بالرباط الصليبي الذي حال بينك وبين إكمالك المباراة، ولكن مصر تأهلت للمشاركة .
زفر بقوة و أومأ برأسه إيجابا : كان الأمر بسيط وسيعالج بوقت قليل ، ولكن الألم كان مبرحا ، في لحظة توقفت ساقي عن العمل ، لا استطيع أن أتحكم بقدمي التي لطالما تعلق بها آمال الملايين ، في لحظة فارقه تحولت إلى كرسي مدولب فانا لا استطيع السير ، في لحظة انهار الحلم .. الأمل .. الفوز ، في لحظة وقفت بها أمام نفسي وأنا اعلم أن الشهرة ليست دائمة لأحد .
اغرورقت الدموع بعينيها ليتنفس ببطء ويهمس : الأمر كان بسيطا بل أن الأطباء اخبرونا حينها أنها عملية سهلة ستأخذ بعض الوقت وسينتهى الأمر ، حينها ساندني الجميع .. دعمني كل من حولي ، بابا ..ماما .. ايني ، اسعد الذي ضغط على كتفي مؤازرا ، عمو وليد الذي هتف أنه سينقلني لأعالج في الخارج إذا احتاج الأمر ، عائلتي بأكملها كانت بجواري ، ولكني كنت انتظرها .. احتجت أن أرى عيناها فتخبرني بأنها بجواري ستدعمني وتؤازرني ، ولكنها اختفت ،
رفع نظره إلى شقيقته ليتبع بصوت محشرج : لم تظهر .. لم تأت .. لم تهتم ، تركتني ولا اعلم إلى الآن السبب .
سقطت دمعتها رغم عنها وتعلقت الأخرى برموشها هي تنظر له بصمت وتساؤلات كثيرة ماجت بحدقتيها فاكمل بصوت مختنق : ولم ابحث عن السبب ، فهو لا يهمني ما كان يهمني أن اشعر بها إلى جانبي وهذا لم يحدث ، الاحتياج انتهى مع مرور الموقف وبقى الخذلان هو سيد الموقف بيننا ، بعد أن أجريت العملية وهنأني الطبيب بسلامتي أعلنت اعتزالي لكرة القدم ولشهره ستكون عنصر لجذب أُناس غير صادقين كل ما يهمهم هو الوجود من حولي .
سيطرت على دموعها لتهتف به : ولكنك جراح مشهور يا عادل .
ضحك بخفة ليقترب منها يمسح اثر دموعها ليهمس : العلماء لا يتمتعون بنفس الشهرة يا أختاه ، تساءلت باختناق وصله جيدا – هل أحببتها بهذا القدر الذي..؟
صمتت ليبتسم بشقاوة ويكمل : أن اصبح معقدا فلا ابحث عن الحب ثانية .
ضحكت رغم عنها فصمت قليلا والتفكير يعتلي ملامحه ليزفر هامسا : لا لم احبها لهذا القدر ، ولكن ونحن صغار مشاعرنا تكون مميزة .. نضرة .. رقيقة .. وهشة ، أي تيار هواء يفسدها ، وأي تصرف قاس يهشمها ، ورغم أنها لا تكن بالقوة الكافية ورغم أنها لا تكون صادقة تماما إلا أنها تترك جرحا غائرا في القلب، لا نستطيع تخطيه بسهولة ، فبعد التجربة الأولى نصبح أكثر حذرا .. أكثر خوفا .. أكثر قسوة .
رجفا جفنيها وملامحها ترتسم بصلابة وانتقامها يتجسد بعمق حدقتيها ، فيبتسم عادل ويهمس بهدوء : الذكي من يحلل نتائج تجربته الفاشلة بطريقة صحيحة فيستطع أن يتفادى أخطاءه في القادم ، تنهد بقوة ليهتف بمرح – لذا أنا أثق بقرار عقلي أكثر من قلبي .
تأملته قليلا بنظرات جامدة لتهمس : إذا ستقابل الفتاة .
أومأ برأسه إيجابا فتمتمت بخشونة : بالتوفيق.
ابتسم ليهتف بها وهو يشير إليها لتتقدمه فهما سيغادران : فقط اخبريني بموعد السيد فراس حتى لا يتضارب مع موعد الفتاة .
التفتت إليه فتغيم عيناها بغموض وابتسامة ماكرة تنسل من ثغرها فتتوهج شامتها بجاذبية تضفيها عليها : سأفعل .
اتسعت ابتسامة عادل المتلاعبة وهو يفتح لها باب سيارته لتدلف اليه قبل أن يدور من حول مقدمتها ، فجأة رفع راسه ينظر إلى نقطة بعيده قليلا قبل أن يدلف اليها وينطلق عائدًا بشقيقته إلى المنزل .
***
تمتم بتساؤل : من هذه التي ترافقه ؟! ظننته لا يرافق الفتيات .
أجاب الآخر والسيجارة مدلاه من طرف فمه : هذه شقيقته الصغيرة ، فهو بالفعل لا يرافق الفتيات ، لذا سيرين مهمتها معه شبه مستحيلة.
أجابه ساخرا : هل سمعت يوما عن رجلا استطاع أن يصمد أمام سيرين ؟!
رمقه وهو يشعل سيجارته : نعم المحترمون منا ، من يسيرهم عقلهم لا شيء أخر .
عبس بضيق : اذا ، ماذا نحن فاعلون ؟!
نفخ الدخان بقوة : لقد أعطيت سيرين تعليمات جديدة ، لا نريده هو بل نريد الآخر الذي سيسقط قريبا كما اعتقد ، نظر اليه الآخر واليأس يتملكه - اذا لن ننفذ الأوامر معه !!
مج من سيجارته بشراهة ليبتسم والخبث يشع من نظراته : بل سنفعل اكثر من الأوامر ولكن الصبر جميل كما يقولون هنا ، انتظر وتعلم من المُعلم .
لوى الآخر شفتيه بنزق قبل أن يما براسه وينطلق بالسيارة في وجهة محددة يستهدفها !!


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 06:41 PM   #86

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

يركض بخطوات منتظمة ، يبذل مجهود يسعى اليه لعل النوم يداعب جفونه حينما يعود إلى منزله ، بعد ليلة طويلة قضاها في ارق وسهاد خيم عليه ، لا يستطيع أن يبعدها عن تفكيره ، ولم يتوقف لحظة عن التفكير فيها ، وزاد همه حينما افتقد الألفة التي اعتقد إنها سيجدها بين عائلته ولكنها تبخرت حينما اغلق باب غرفته عليه فاصبح وحيدا ، هو وذكرياتها معه .
تنهد بقوة وخطواته تبطء تدريجيا ليتوقف يلتقط أنفاسه ويخرج زجاجة مياهه ليتجرع بعضا منها قبل أن يتوقف ويغتص بالماء حينما تراءت من بعيد ، تركض هي الأخرى في طقسها المعتاد يوميا والذي من الواضح إنها لم تغيره رغم مضي السنين ، يتأرجح شعرها الملوم في ذيل فرس عال كعادتها وتبتسم برقة وهي تركض باتزان ، ابتسم تلقائيا وعيناه تتشبع برؤيتها لتلتقط نظراته ابتسامتها والتفات راسها لاحد يجاورها فتنغلق ملامحه وهو يلتقط ابن خالها يجاورها في ركضها ، يتحدثان سويا ويتضاحكان، انغلق حلقه ليتوارى بعيدا عنهما ، يتخفى في ظل شجرة كبيرة جاورته ، فيقف من خلفها ينظر إلى من عبرت من أمامه هي ورفيقها الذي ازداد نضجا ، قريبها الذي دوما كان وجوده فارقا .. قربه حارقا لمشاعره ، رغم انه لم يصرح يوما بإعجابه الدفين لها ولكن نظراته اليها وتباسطها معه ، كانا دوما سببا كافيا إلى شجار قوي ينشأ بينهما فيغضبها بغيرته التي قلما كانت تظهر ، فهو هادئ بطبيعته وليس متعنت مثل شقيقه ولا متملكا، ولكن وجود سليم ، قربه منها .. كلماته المواربة .. ونظراته المغازلة كانوا يحرقون قلبه فينقلب إلى أخر لا يعرفه ، وخاصة وهو مقيد لا يستطيع أن يبعده عنها ولا يصرح بم بينهما .
استدار عائدا إلى منزله وعيناه تغيم بندم تملكه وهو يهتف لنفسه : يا ليتني صرحت .. يا ليتني نطقت .. يا ليتني اعترفت .
__ صباح الخير .
رفع رسه لينظر اليها حينما اقتحمت سمعه بصوتها المميز إلى قلبه ، ليتأملها من اخمص قدميها بحذائها الأنثوي ذو الكعب العال بلونه البني فاتح ويحدد أخر ساقيها بطوقين من المعدني بلون ذهبي يجذب الأنظار إلى بشرة ساقيها البرونزية المغطاة ببنطلونها الرسمي بلون الزيتون الغامق والقصير قليلا فلا يخفي أخر ساقيها وخاصة مع الفتحتين الصغيرتين في أخر رجليه بل يجذب الأنظار اكثر إلى أن تكتشف ما هو مخفي عنها ، ضيق يحدد تفاصيلها وخاصة مع وضعها لقميصها العاجي الرسمي بداخله وهاتين الحمالتين المعلقتان بحرف خصر البنطلون و تلتفان حول جذعها فتظهران رشاقة جسدها وهشاشة كتفيها ، ازدرد لعابه وعيناه تقع على فتحة القميص - ذو القبة العالية – والواصلة لأول نهديها ، فتظهر سلسالها الذهبي بدوائره المتداخلة ذات الألوان العديدة فيضفي لمعة على بشرتها السمراء المتوهجة، اجبر نظره على أن يحط على وجهها الظاهرة ملامحه بوضوح مع لملمتها لخصلاتها في ذيل فرس اضفى رسمية عليها وأعادها في نظره إلى تلك الصغيرة التي كانت تتدلل عليه فيم سبق فتجبره أن يمشط لها شعرها ويرفعه لها كما تفعل الآن .
ابتسمت في وجهه لترمي بنظراتها إلى حسناء التي أجابت تحيتها في أدب وهي تقترب منه قليلا فترتسم ابتسامة ساخرة على شفتيها وتخفض نظرها لتهمس بمكر تتجاهل عدم رده عليها : حسنا أتيت لأتمنى لك صباح مشرق .
استدارت فجحظت عيناه وتعلقتا بجسدها دون وعي منه لتتوقف قبل أن تغادر وتهتف بتساؤل : هل تعلم أين عمر ؟!
ضيق عينيه بتفكير وهم بإجابتها قبل أن تهتف حسناء ببرود : السيد عمر اليوم في الجامعة لديه محاضرات هناك .
هزت نوران راسها بتفهم ليهتف هو بحدة : وما شأنك أنت ؟!
أجفلت نوران وهي تتخيل انه يقصدها لتلتمع عينيها بنظرة ماكرة وهي ترى حسناء التي انتفضت بتلعثم تحاول أن تعتذر فيتبع هو بغيظ : هل أنت مديرة مكتبي أم مديرة مكتب السيد عمر ؟!
تمتمت حسناء بوجه شاحب : اعتذر ، زفر بقوة - حسنا اذهبي إلى مكتبك .
تضرج وجنتيها بحمرة قانية وهمت بان تخذ الجهاز اللوحي من بين كفيه ليهتف بجدية : اتركيه واذهبي يا آنسة .
أومأت براسها لتنصرف في خطوات متلاحقة إلى الخارج وتغلق الباب خلفها ، ابتسمت نوران بسعادة لا تعلم مصدرها ، سعادة وأدت في مهدها حينما أتاها صوته الجاد وتكشيرته الحانقة وهو يتطلع إلى ما بيديه ويسالها: فيم تريدين عمر يا نوران ؟!
هزت كتفها بنفي : لا شيء ، فقط مررت على مكتبه فلم أجده فسالت عنه .
رفع نظره يرمقها بنظرة أسرت التوتر بعروقها ليسالها بسخرية لاذعة :هل تأتي للعمل أم لتسألي عن السيد عمر ؟!
ابتسمت بتوتر : بل للعمل بالطبع ، ولكن ..
قاطعها وهو ينهض واقفا ليهتف بحده : ما أراه انك أتيت من البيت لتسالي عن السيد عمر وتتمني لي صباح مشرق ، هل تعملين في إدارة المشروعات أم في إدارة جبر الخواطر وإسعاد البشر ؟!
عبست بضيق : لم يحدث شيء لكل هذا يا عاصم ، انه سؤال عابر عن عمر ، هل أنت ضائق لأني أتيت لأمنحك تحية الصباح ؟! اعتذر لن افعلها ثانية وخاصة وان حضرتك لم تجيبني عليها للان.
نظر اليها باستهجان وملامحه تنطق بغضبه منها لتتسع عيناها بادراك : أنت غاضب لما تفوهت به البارحة ، هل أغضبتك لهذه الدرجة ؟! أشاح براسه بعيدا لتتبع - كنت اعبر عن رايي ولم اقصد التقليل من شانك كما فهمت والدتك ، والتي لم تتوانى عن إحراجي أمام الجميع ، وبالطبع أنت لك كامل الحرية فيم تريد وخاصة أن الفتاة من الواضح إنها تحبك ومبهورة بك والا لما تقبلت طريقة تعاملك معها فهي على أتم الاستعداد أن ترمي نفسها في البحر لترضيك وتطيعك .
ابتسم بسخرية : أيؤرقك امر الطاعة هذا ؟!
أجابت بجدية وهي ترفع راسها بأنفة : لا استوعبه حقا ، فلماذا علي أن أطيعك وانا لدي عقل منحه الله لي لأفكر به ؟!!
__ حقا ؟! ألقاها باستهزاء جلي ليتبع بحدة – وهل تستعملين منحة الله لك أم تتباهين بها دون فائدة ، فمن لديها عقل لا تفعل ما فعلت يا نوران ، بل لو كان لديك نصف عقل لما أقدمت بتهور وطيش على أذية نفسك هكذا .
اختنقت بقهرها الذي أثاره من جديد لترفع عينيها تواجه بتحدي : إياك أن تهينني أو تقلل من شأني ثانية يا ابن العم ، رمقها بسخرية فتابعت - و نعم لدي عقل ، اكرمني به الله ومنحه لي اكثر تطورا من عقلك يا بني ادم ، فأحاط ذكائي بمكر وحيلة استطيع بها أن أغلبك وأقهرك اذا أردت .
هدر بها وغضب عيناه يشتعل : أو لم تفعلي ؟!
رمشت بعينيها لتجيب بتهور: لم تر مني شيء يا عاصم ، لتنظر إلى عمق عينيه وتهمس بخفوت ماكر – يوم ما ستكتشف كم كنت غبيا وستندم وحينها لن ينفع معك أي ندم .
شهقت بقوة وهي تشعر بأصابعه تحفران عظام مرفقها ليهدر بخفوت : إياك أن تطيلين لسانك علي والا قصصته لك .
حاولت التملص منه لتهدر من بين أسنانها : اتركني .
تبادلا التحدي بنظراتهما ليتأجج غضبه بأوردته فيلمع بعينيه ازدراءه الواضح لها لتتمتم بقهر والألم يسيطر على عقلها دموعها تملئ عينيها : لم اكره أحدا مثلك .
اتسعت عيناه بجزع لم تدركه هي بسبب غشاوة الألم التي خيمت على عقلها لينفضها بعيدا عنه وقلبه يتمزق إلى أشلاء صغيرة ، يراقبها وهي تفرك مرفقها في موضع أصابعه لتسحب نفسا عميقا وتهم بالانسحاب توليه ظهرها ، فينطق أخيرًا بصوت محشرج : الشعور متبادل يا ابنة العم .
كتمت شهقتها بكفها وهي تشعر بطعنة نافذة قتلت روحها ، أودت بأمل خافت أخفته بين طياتها تريد الإجهاش في بكاء حار وهي تسمعه لأول مرة يعبر عن مدى كرهه لها ، يصفعها اليوم بمدى خسارتها التي شعرت بها على مدار سنوات ماضية ولكنها لم تواجه نفسها بها ، شعرت بدموعها تتكالب عليها لتبكي ولكنها لم تفعل بل رفعت راسها بكبرياء ورسمت ابتسامة واسعة لا تنتمي إلى ابتساماتها ، بل تشي بمدى عذاب روحها لتلتفت إليه وتهتف بهدوء تمسكت به : لم أتوقع غير ذلك يا ابن العم .
جمدت ملامحه وسكنت أهاته ، محى ندمه وصفع قلبه الذي بات الليلة الماضية ينعي خسارتها فيراقب انصرافها بعينين خاليتين من أي مشاعر نحوها سوى نفور عارم تملكه فأعماه عن حقيقة عذابها وخطواتها المتعثرة والتي دلفت بها إلى مكتب والده وهي تهمس لنفسها بإصرار أن لا تبكي ، إنها كانت تدرك كرهه لها فهي نفسها كرهت ذاتها لأجل ما فعلته قديما فكيف سيغفر هو ما لم تسامح نفسها عليه !!
تساقطت دموعها رغم عنها فاحتضنت جسدها الذي بدا في الترنح لتهمهم بخفوت شديد وهي تضم جسدها : اشتقت اليك يا بابي .
***
تنظر من حولها تبحث عن مكتبه الجديد كما اخبرها على الهاتف بحبور انه انتقل إلى غرفة مكتب جديدة تخص قسم القانون الدولي ، زفرت بقوة وهي تعود لتبحث عن مكان الغرفة الذي شرحه لها ، لتكتم أنفاسها وهي تشعر بالتوتر حينما اقتربت فتدق الباب المفتوح أمامها قبل أن تطل منه براسها وتهتف : السلام عليكم .
عبست وهي لا تجده يجلس أمامها فتنتفض بقوة على صوته الهادئ الذي أتى من خلفها : وعليكم السلام يا أستاذة ، تفضلي .
التفتت لتجده يقف فوق سلم خشبي صغير يأت بأحد الكتب الموضوعة فوق الرفوف المكتبية الخشبية التي لازالت موجوده بالجامعة رغم إنها اندثرت إلى حد ما ، رمشت بعينيها لتبتسم بتوتر حينما نزل واقترب منها ليشير إليها براسه وذراعه وهو يردد : تفضلي اجلسي .
ابتسمت بتفهم وهي تجلس على الكرسي المجاور لمكتبه كيفما أراد ليسالها بجدية : كيف حالك؟!
__ بخير ، تمتمت بصوت متوتر ليبتسم بلباقة : ماذا تشربين ، قهوة ؟!
رفعت نظرها لتهمهم بجدية : نسكافية اذا امكن.
أومأ براسه ليتجه نحو لوحة معدنية فيضغط بضعة أزرار قبل أن يعود لها يجلس خلف مكتبه : ما رايك في المكتب الجديد ؟!
نظرت من حولها : جيد ، ابتسم بهدوء وعيناه لا تعكسان أي شيء مما كانت تراه فيهما من قبل فتشعر بتوترها يزداد ليسالها بجدية - هل نبدأ؟!
أومأت براسها إيجابًا ليهم بالحديث فيقاطعه صوت أنثوي رقيق : عمر هل أنت متفرغ أريد أن أتناقش معك في شيء هام ؟!
التفتت تنظر إلى من دلفت إلى الغرفة دون استئذان ، تناديه دون القاب ، وتتعامل معه بأريحية تعجبت منها ابتسم وأجاب بمرح : لدي امر هام الآن يا جومانة هلا انتظرت قليلا ؟!
اتسعت عيناها وهي تتأمل تلك الجومانة ، بقامتها الطويلة والتي زادت بحذاء عال تنورة زرقاء تكشف ساقيها البيضاء إلى ما بعد ركبتيها وقميص حريري بلون وردي جذاب مغلق على رقبتها ولكنه دون أكمام ، فتنكشف ذراعيها البضين بشكل انسيابي مبهج للنظر ، كتمت حبيبة أنفاسها وهي تتطلع أخيرًا إلى وجهها الجميل بملامحها المنمقة وزينتها المتقنة لتزفر أنفاسها كاملة حينما اكتملت صورة الأخرى بخصلاتها الشقراء المموجة والمبعثرة حول وجهها بشكل فوضوي جذاب ، انتفضت حبيبة واقفة لتهمس بصوت محشرج : لا أريد أن أعطلك ، استطيع أن انقل اليك البيانات التي تريدها ونجتمع في يوم أخر للنقاش .
وقف بدوره في تهذيب ليهتف بها : انتظري يا آنسة حبيبة ، لا داع لانصرافك فجومانة ستنتظر إلى أن ننتهي .
توترت وقفتها والأخرى تقترب فيظهر فرق طوليهما جليا ليتابع هو هاتفا وهو يدور ليقف في المنتصف : لم أعرفكما ، أشار إلى حبيبة – الأستاذة حبيبة سليم محامية وتعمل معي في المؤسسة .
ليدير راسه إلى جومانة التي اقتربت منه فقاربته طولا : الآنسة جومانة ، تعيين حديث بهيئة التدريس .
أومأت حبيبة براسها وكل منهما لم تنوي مصافحة الأخرى لتنطق جومانة وهي تتفحص حبيبة قليلا وكأنها لا تعرفها : أنتِ دفعتي ، أليس كذلك ؟!
رمقتها حبيبة تخفي ابتسامتها الساخرة ولكنها جارتها في تمثيليتها السخيفة لتهز راسها بعدم معرفة افتعلتها : للأسف لا أتذكرك .
رمقتها جومانة من بين رموشها : ولكني افعل ، أنتِ كنت بقسم الفرنسي .
أومأت حبيبة راسها لتبتسم جومانة بانتصار لم تفقه حبيبة سببه فتهتف جومانة بمرح وهي تقرب جسدها من عمر : أنا كنت بقسم الإنجليزي ، تابعت وهي تنظر إلى عمر بانبهار – تتلمذت على يد الأفضل .
اسبل عمر أهدابه ليبتعد إلى الخلف قليلا ليهتف : حسنا انتظريني قليلا.
__ لا ، هتفت بها حبيبة في صرامة لتتبع بابتسامة تقطر غيظا – سأنصرف أنا ، فلدي عمل بالشركة لابد أن الحق به ، سأبعث اليك العقود عن طريق الإنترنت ولنحدد موعد أخر .
ومضت عيناها وهي تكمل بسخرية : لا نريد أن نعطل الآنسة عن مواضيعها الهامة ، أكملت بمرح افتعلته - فرصة سعيدة يا عزيزتي .
التفتت اليه لتبتسم برقة وتهتف بعفوية : سأهاتفك يا عمر ونتفق .
رفع حاجبه بتعجب ليبتسم بهدوء : حسنا على راحتك ، سأنتظرك .
مدت كفها اليه لتصافحه فسارع بمصافحتها وهو يحتضن كفها بين راحتيه ليتبعها بخطوات متلاحقة فتتوقف قبل أن تغادر فيهمس بحبور تملكه بسبب ردة فعلها الغير متوقعة له : هل يناسبك غدا ؟!
ابتسمت في رقة وهتفت بمرح : سأهاتفك .
أومأ براسه متفهما فتشير اليها الأخرى بأصابعها مودعه فتبتسم بغيظ وتندفع مغادرة تضرب الأرض بقدميها في غل تسبه وتسب الأخرى التي أجبرتها على تصرف لا تتفهمه ولا يليق بها ، ركبت سيارتها لتطلع إلى مراتها الأمامية فيصدح صوت ما بداخلها : أنتِ تغارين ؟!!
عبوس حاد اكتنف ملامحها لتشيح براسها بعيدا وهي تهمهم : أبدًا ، لا افعل ولن افعل ، نظرت إلى نفسها ثانية لتهتف بصوت مسموع وتشير بسبابتها في حزم – لن نغار .. لن نتعلق .. لن نقع في الفخ .
أدارت سيارتها لتندفع بها وهي تردد على نفسها : سنظل صامدون لنكون دوما بخير .
***
دقت الباب برقة لترسم ابتسامة واسعة في ظاهرها امتنان وباطنها يحمل إغواء داعب رموشها : صباح الخير.
اعتدل بجلسته وترك الأدوات من يديه لينظر إليها من فوق الماكينة القابع فوقها يصلحها : صباح الخير يا دكتورة ، هل ضللت طريقك ؟!
ابتسمت برقة لتجيبه بمرح : بل بحثت عنك إلى أن وجدتك .
قفز واقفا بسلاسة ليمسح كفيه في منشفة صغيرة موضوعه فوق كتفه ليعبس بتساؤل : لماذا هل تحتاجين شيئا ؟!
اقتربت منه في إغواء مدروس : بل أتيت لأشكرك.
رفع حاجبه ليغمغم بعدم فهم : علام ؟!
وضعت كفيها في جيبي معطفها الأبيض لتهمهم بخفوت : على ما فعلته معي البارحة .
أومأ بإدراك ليبتسم بغموض : لا داع للشكر يا دكتوره.
نظرت إلى عمق عينيه لتهمس بخفوت وهي تمط شفتيها بحركة تعلم تأثيرها جيدا : بل له ، لامست ساعده فتشكلت ابتسامة ماكرة على ثغره لتتابع : هل تقبل دعوتي اليوم على العشاء؟!
اقترب بجسده منها في بطء ماكر : هل استطيع أن ارفض ؟!
ضحكت بمناغشة : لا .
هز رأسه دون أن يجيب فتابعت هاتفه وهي تتحرك مبتعدة عنه وخاصة مع دخول اثنين من العمال اللذين يعملون معه : سأنتظرك لنذهب سويا .
أومأ برأسه وهو يبتسم لها ببلاهة تعمدها يراقب انصرافها إلى أن غابت عن ناظريه فتتصلب ملامحه وأقسى نظراته وتتلون حدقتيه بغموض اسود يبتلع زرقتهما
ليتابع عمله من جديد ولكن بنزق يتملكه ،هتف بالرجلين من حوله أن يكملا ما بدأه قبل أن يتحرك مغادرا المكان متجها إلى غرفة الأطباء ليقابلها في طريقه فيعود الأزرق متدفقا بسخاء في حدقتيه اللتين تعلقتا بها ليقترب منها بعفوية هامسا : صباح الخير يا آنسة رقية .
رمقته بطرف عينها لتجيبه بإيماءة من رأسها دون رد ليعبس بتعجب قبل أن يسألها بإدراك : لازلت غاضبة من يومها يا روكا وتخاصمينني .
مطت شفتيها باستياء قبل أن تعتدل إليه تهتف بجدية : أخاصمك ؟! لماذا هل نحن بروضة الأطفال يا باشمهندس ؟!
رمقها بجدية : اذا ما الأمر ؟! تتحاشين وجودي و تجيبين سلامى بهزة سخيفة من راسك.
اتسعت عيناها لتهدر بغضب : أنا سخيفة !
كتف ساعديه أمام صدره : لا تصرخين كعادتك، فانا لم أقصدك أنت بل قصدت الحركة نفسها .
لهثت بغضب : من أنت لتقيمني أو تقيم حركاتي؟
رفع حاجبه ليهتف باعتداد : المهندس عبد الرحمن سليمان ، حاصل على الدكتوراه في هندسة الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية .
ردت باستهزاء : تشرفنا ، تابعت بسخرية وغضب تملك منها - كل هذا لا يمنحك أي حق في أن تتحدث معي أو تقيمني أو تقيم أي حركة أقوم بها.
تأملها قليلا : بلى يمنحني الحق واكثر منه .
أطبقت فكيها لتهتف به : ماذا تريد ؟!
تفحصها قليلا ليسالها بجدية : ماذا حدث وأغضبك ؟! مطت شفتيها برفض ليتابع بهدوء- بل الأصح ماذا فعلت أغضبك ؟!
رفعت عينيها اليه لتجيب بجدية : لا شيء ، هذه هي طريقتي وأسلوبي مع الغرباء.
عبس بتفكير وعيناه تكذبانها ليهمهم بهدوء : حسنا يا انسه رقيه ، اعتذر عن تطفلي، بعد إذنك .
القى جملته ليدور على عقبيه ويبتعد عنها بخطوات جادة ، لتزدرد لعابها الجاف و أطبقت شفتيها بضيق تملك منها وخسارة أشاعت الفوضى في روحها وهي تتابع ابتعاده عنها رويدا فتحس بضيق اطبق قبضته على روحها فيكبل مشاعرها التي يثيرها وجوده !!
سحبت نفسا عميقا وارتدت قناع قوة زائف لتعود إلى عملها فتشغل عقلها عن التفكير به وتلهي قلبها عن تساؤلات كثيرة لا تريد أن تفكر في إجابتها ولا تقوم بإجابتها ، تساؤلات كثيرة إجابتها لن تأتي في صالحها .
***

السكر likes this.

سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 06:44 PM   #87

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

تأفف وهو يدفن رأسه في وسادته يتحاشى ضوء الشمس المسلط على وجهه ليفتح عينيه أخيرًا وهو يصيح بضيق : أغلق النافذة يا عاصم فانا لم انم إلا صباحا
أتته ضحكة الآخر الخافتة ليفتح عين واحدة يتأكد من هوية من معه بالغرفة لتتسع ابتسامته وهو يتكا على مرفقه ويشير للآخر : أنتَ هنا ؟!
اقترب ادهم بخطوات مرحة وابتسامة طفولية ليرميه بإحدى الوسادات : انهض يا كسول الساعة قاربت على الثالثة عصرا
اعتدل عمار جالسا في فراشه ليفرك عينيه ويهتف بتساؤل : الثالثة عصرا ، وأنتَ هنا ، أليس لديك مدرسة ؟!
لوى ادهم شفتيه ليهمهم وهو يستلقي بجواره : أنا استعد للاختبارات يا ابن العم ، حتى مشروع تخرجي قدمته ونلت عليه درجة ممتازة ، أنت فاقد للوقت والتركيز .
رمش عمار بجفنيه : حقا ؟! ليداعب خصلاته – مبارك يا صغيري .
ابتسم ادهم وعدل من وضع خصلاته ليهمهم بنزق : لا افهم ما بال شعري معكم ؟!
ضحك عمار بخفة ليهتف : انه جميل ، منذ أن كنت صغيرا كان شكله فاتنا .
رفع ادهم راسه بغرور ليدفعه عمار بخفة فيهتف ادهم بجدية : فقط لو امتلك شرارات عينيك الذهبية ولونهما العسلي الرائق مع هذا الشعر لكنت حققت رقما قياسيا .
رفع عمار حاجبيه بتعجب ليهمهم : وما باله لون عينيك ؟! أنتَ عيناك بنية رائعة.
رمقه ادهم بضيق : ما الرائع في اللون البني بالله عليك؟!
رد عمار بتلقائية وهو يتثاءب : انه لون الأشياء المميزة يا احمق ، الشوكولا لونها بني .. القهوة لونها بني ..البندق لونه بني ،الخشب لونه بني ، انه من اجمل الألوان.
غمغم ادهم : انه لون عادي غير مميز في وطننا ، فالجميع بعيون بنية ، المميزين مثلك من ذوي الأعين الملونة لا يشعرون بمأساتنا .
انفجر عمار ضاحكا ليهتف بمرح : حولتها إلى مأساة يا ابن العم ، تابع عمار ضاحكا – ثم إذا كان لون عيني ملونا ، ماذا تقول عن عمر وعبد الرحمن أولاد خالتك؟!
أشار ادهم براسه رافضا : هذان ليسا ملونان ، هذان مشعان ، أعينهما تضيء بمفردها .
قهقه عمار ضاحكا ليهتف : معك حق ، أنا منذ صغرنا ادعوهما بالملونين .
مط عمار جسده بكسل ليغمغم بخفوت وهو ينهض من الفراش : أريد أن ازور خالتي فانا لم أقابل عمو أمير للان وأريد أن اسلم عليه .
تجمدت ملامح ادهم والخيبة تسطع بحدقتيه : ستتركني وتذهب .
تصلب جسد عمار ليستدير إليه قبل أن يبتسم بحنان : لا يا أخي لن أتركك .
لمعت عيناه بسعادة عارمة فيضحك عمار بخفة : سأستحم فقط لانفض بقايا النوم وات لأجلس معك وسأخبر أمي أن تحدد موعدا مع خالتي يكون الأمير متفرغا فيه.
تهللت ملامح ادهم بفرحة طفولية ليهتف به عمار وهو يعد ملابسه : أخبرني هل تناولت الطعام أم ستفطر معي ؟!
أومأ ادهم رأسه بالإيجاب : بالطبع تناولته فعمتك لا تترك أحد يتحرك للخارج دون أن تطعمه.
صدح صوت عمار من داخل غرفة ملابسه : كنت هناك .
تلاعب ادهم بهاتفه ليجيبه : أنا اقضي معظم وقتي هناك فهي تعد لنا معسكر للمذاكرة واليوم تحايلت عليها لات اليك .
ابتسم عمار وهو يعود ليقف أمامه : كيف ، ماذا فعلت ؟! فعمتك لا يخفي عليها شيئا.
رد ادهم بهدوء : أنا لا اكذب على عمتي إيمان ، فهي تكره كثيرا أن يكذب أحدُنا عليها ، لديها حساسية من الكذب لذا اختصر الطريق معها واستغل طيبتها وحنانها المتدفق واخبرها بكل ما أريد وانا اعلم إنها لن ترفض لي طلبا أبدًا ، لذا أخبرتها اني سات لك بعد أن امر على البيت لات بملابس نظيفة وارى أمي فانا أردت الاطمئنان على أميرة أيضًا .
رمقه عمار بجدية قبل أن يتحرك نحوه ويجلس بجواره ليسأله باهتمام : ما بالها أميرة ؟!
مط ادهم شفتيه : لا شيء ولكني أردت التأكد أن بابي لم يضايقها لأنها أجلت عودتها قليلا .
عبس عمار والاهتمام يعتلى ملامحه فتابع ادهم بشرود : فأبي غير مضمون العواقب ولن يسكت على سفرها هي واحمد دون علمه ، فماذا سيفعل بعد أن صممت هي على البقاء بعيدا عنه ؟!
رمقه عمار بحنو وفخر مزج بحدقتيه ليهمس له : أصبحت رجلا يا ادهم وتقلق على شقيقتك الكبيرة ، وتفكر في أحوالها .
عبس ادهم بعدم رضا : هل كنت فتاة من قبل؟! أنا رجل منذ ولادتي ، تابع بفخر ووقاحة - وأستطيع أن آت لك بدزينة من الفتيات يشهدن اني رجلا وسيد الرجال جميعا ،
قهقه عمار ضاحكا ليضربه على رأسه بخفه : تأدب يا ولد واحترم نفسك .
رمقه ادهم بنصف عين : ماذا حدث لك ؟!عبس عمار بعدم فهم فتابع ادهم - اشعر بك مختلف لست من غادر منذ خمس سنين ، بل أنتَ مختلف من قبل سفرك بعام كامل كنت فيه لست أنت ،
تصلب عمار وابتسم بتوتر لتتسع عينا ادهم وهو يقفز جالسا فوق الفراش على ركبتيه : لا تخبرني أنتَ مغرم بأحدهن
أشاح عمار برأسه وأثر الصمت ليهتف ادهم بإصرار : أخبرني عنها ، هل جميلة .. شقراء .. فاتنة ، غمغم متابعا بنفاذ صبر - ما شكلها ؟!
ضحك عمار بخفة ليدفعه بأخوة : وما شأنك بشكلها؟!
هتف ادهم :أريد أن اعرف الفتاة التي أجبرتك على الاستغناء عن الجميع لأجلها .
تنهد عمار ليجيب بعفوية : بل اترك العالم لأجلها .
__ أووه ، ومضت عينا ادهم بفرحة صادقة - هناك عرس قريب إذًا.
اغتمت ملامح عمار بنفي ليهمهم : لا ، عبس ادهم بعدم فهم وهم بالسؤال ليقاطعه عمار بجدية - ليس الآن يا دومي ، هيا أخبرني عنك أنتَ ودزينة الفتيات خاصتك .
ضحك ادهم بمكر : اذهب لتستحم وتعال ، وانا سأخبر آنطي ياسمين تعد لك طعامك وقهوتك وبعض من العصير لنجلس بالحديقة ونثرثر ، إلى أن يحين موعد الطعام .
أومأ عمار موافقا ليسأله ادهم بنزق : أين السيد المسيطر الصارم ؟!
نظر له عمار لوهله دون أن يفهمه ليضحك بخفة حينما ادرك ما يرمي اليه ادهم فيهتف بجدية : تأدب يا ولد .
لوى ادهم شفتيه برفض : لا افهم كيف تكونا شقيقين ، أنه لا يطاق يا عمار .
رمقه عمار بطرف عينه : توقف عن الغيرة وسترى أنه أنسان طبيعي بل ستحبه أيضًا .
اطبق ادهم فكيه ليهمهم : أنا لا أغار منه .
ابتسم عمار وآثر الصمت ليتابع ادهم بضيق : هو من يضايقني كلما راني فيسديني نصائح لا احتاج لها ، يشعرني بأنه يهتم حقا وكل ما يفعله أنه يريد أن يختال أمام بابي .
توقف عمار قبل أن يدلف إلى دورة المياه ليهتف بجدية : أنه لا يختال يا ادهم هو يتصرف بطبيعته ولكن غيرتك تعميك عن أسبابه ، احتقن وجهه بغيظ فتابع عمار بجدية - لم أعاهدك غبيا يا ادهم ، بل أنتَ ذو عقل واع ومدرك لما حوله ، رايك في عاصم غير صحيح وغير منطقي ، فقط توقف عن غيرتك وسترى أن نصائحه لك ليس للتباهي عليك بل لأنه يهتم لأمرك بالفعل ، عاصم يحبك كاخيه الصغير ويريد صالحك .
تمتم ادهم بضيق : بل صالح العائلة .
رد عمار بمنطقية : وليكن صالح العائلة ، هذا لا يعيبه، أشاح ادهم بعينيه ليتابع عمار - ستفهم يوما ما ، أن صالح العائلة اهم من مصالحنا الشخصية .
ابتسم ادهم وأصدر صوتا ساخرا خافتا ليتنهد عمار قبل أن يهتف به : فقط حذار أن تستمع اليك أمي وأنتَ تنتقد عاصم أو تعيب به ، فعاصم لديها خط أحمر لا يمكن تجاوزه ، ستغضب منك ولن تتفهم دوافعك كما فعلت أنا .
زفر ادهم بضيق ليجيب بغضب : اطمئن لا أفعل، فعاصم خط أحمر لدى الجميع ، حتى مامي عاصم لديها جميع الخطوط الحمراء .
ضحك عمار بخفة ليهتف : ستقتلك الغيرة يوما ما.
فيرد ادهم بغضب : أنا لا أغار.
ضحك عمار وهو يدلف إلى دورة المياه ليطبق ادهم فكيه بغضب اكتنفه وغيرة مزجت بحدقتيه فتعتلي ملامحه تكشيرة طفولية غاضبة أخفاها عن وجهه قبل أن يتحرك للخارج بأريحية لطالما تحرك بها في بيت عمه أريحية يفتقدها طالما تواجد عاصم أمامه
***
دلفت إلى بيتها بعد نهار طويل قضته بين تسجيل أغنية جديدة وجلسة إعداد للفيلم الجديد الذي ستشارك به ، جلسه طويلة أخذت ضعف وقتها فانتهت في موعد متأخر عم كان مرتب اليه، فعادت هي بوقت متأخر تشعر بالإرهاق يخيم عليها ، جسدها يئن وجعا وروحها منهكة فهي لم ترى الطفلين اليوم بطوله، لقد أوصت ليلى عليهما ، رغم أن ليلى لا تحتاج توصيتها فهي تعتني بطفليها منذ ولادتهما وتدللهما اكثر من أطفالها ، ولكن فكرة إنها لم تستطيع التواصل معهما طوال النهار تؤرق مضجعها ، فكلما هاتفت أسيا لا تجيب ، وحينما حاولت الحديث مع أمير كان موعد نومه حان ، فوجدته نائما بالفعل بعد أن قضى يوم طويل في مدرسته استقبلته منه خالته فأطعمته وراجعت معه دروسه وجلست بجواره إلى أن خلد للنوم، ورغم أن ليلى طمأنتها عليه وعلى الأخرى التي لم تتحدث اليها على الإطلاق اليوم إلا إنها تشعر بالغضب ممزوج بالقلق وتتوعد لها في سرها ، وقفت جانبا لتخلع حذائها ذو الكعب العالي بنزق بعد أن وضعت حقيبتها ومفاتيحها في مكانهما المخصص ، لتخطو بإنهاك نحو غرفتيهما ، تتنهد بقوة وهي تخطو إلى غرفة طفلها الصغير فتحنو عينيها وهي تجده يغط في نوم عميق فتقترب منه تجاوره تحتضنه وهو نائما بعد أن دثرته جيدا وتقبل راسه وتهمس بحبها له . ثم تنهض وهي تتجه بعزم إلى غرفة ابنتها التي تراوغها هذه الأيام فلا تفهم سببا لتقلباتها الغير مفهومة لها ، عبست بضيق حينما طرقت الباب فلم تجيبها أسيا لتطرق الباب ثانية قبل أن تقرر الدخول ، اتسعت عيناها بصدمة وهي تجد الغرفة فارغة !!
مطت شفتيها لتنظر إلى ساعة معصمها قبل أن تتحرك بتعثر تبحث عن هاتفها لتتصل بها فتجد هاتفها مغلقا ، شعرت بالارتياع فهاتفت زوجها الذي أجاب بصوت هادئ فتصرخ في أذنه : ادم هل تعرف أين أسيا ؟!
عبست بنزق وهي تشعر بابتسامة زوجها الرزينة ليجيبها ببساطة : أسيا معي يا ايني ، لقد أتيت وصحبتها لنتناول العشاء في الخارج بعد أن رفض أمير الاستيقاظ .
شعرت بجسدها يجمد بغضب لتهمهم بحدة : الم تستطيعا أن تخبراني ؟!
أجاب بهدوء : لم نريد أن نشغلك يا حبيبتي ، وخاصة وانا اعلم بانك تريدين كامل تركيزك لجلسة الإعداد .
تمتمت بعناد : كان يمكن ترك رسالة لي يا دكتور.
ضحك بخفة : المعذرة يا حبيبتي لقد نسيت ، لا تغضبي .
نفخت بقوة فتجيب بنزق وهي تريد إنهاء المكالمة : حسنا ، استمتعا .
__ هل نأتي لك بالطعام معنا ؟! فابنتك التي تشتهي السوشي أجبرتني على تناوله كوالدتها !!
أتاها حديثه المرح لتبتسم رغما عنها وتجيب بعد أن هدأت وارتخت أعصابها فاستلقت على الأريكة وهمهمت : اذا كنت ستاتي بالسوشي ، فانا موافقة .
شعرت بابتسامته تتسع ليهمهم بعبث وصوت خافت حتى لا تستمع اليه ابنته : وماذا ستعطينني مقابل السوشي ؟!
ومضت عيناها بشقاوة لم تتأثر رغم مرور الزمن : ماذا تريد في المقابل ؟!
ضحك بخفة ليهمهم بخفوت : حينما أعود سأخبرك ، فقط لا تخلدين للنوم .
مطت شفتيها لتهمهم بإغواء : سأنتظرك .
أغلقت الهاتف بعد أن استمعت إلى قبلته التي أهداها اليها وسط ضحك أسيا وهتافها الصاخب لترتسم ابتسامة سعيدة على ثغرها محت تعب اليوم بأكمله ، فنهضت بعزيمة ونوت ان تستعد لاستقباله كما يحب ، تحاول أن تقضي على ما يؤرق روحها معه ، تريد أن تشعر بالاستقرار .. السكينة .. الحب ، وتمحي عذابها وتهزم جرح روحها .
ابتسمت برضا إلى النتيجة النهائية وهي تطلع إلى نفسها في المرآة ، تقيم فستانها بلون اللؤلؤ يكشف عن صدرها بحمالتين رفيعتين يتقابلان بشكل عكسي على ظهرها العار لآخره فيلتقي بتنورة الفستان القصيرة التي بالكاد تغطي جسدها ، فتنكشف ساقيها الرشيقتان إلى أخرهما ، ارتدت حذاء مكشوف بكعب عال أزادها طولا وأناقة ، لتفك مشبك شعرها فتنهمر خصلاتها البنية حول وجهها بقصة دائرية تقلل من سنوات عمرها وتزيدها فتنة تدركها ، خصلاتها التي تركتها طويلة من الخلف إلى ما بعد كتفيها فتضفي عليها جاذبية لا تنقصها ، رن جرس الباب فعبست بتعجب ، لتتحرك بخطوات أنيقة وهي تهتف بمرح : لماذا لا تفتح يا ادم ؟! هل نسيت مفتاحك ؟!
فتحت الباب على وسعه لتشير بذراعها في هتف مرح : ادخلا .
عبست بغرابة ومن يقف على الباب لا يستجيب لدعوتها لتطل براسها من خلف باب شقتها بتعجب لتتجمد ملامحها ، تموت ابتسامتها ، تجحظ عينيها برفض فوري سطع بمقلتيها ليقابلها بابتسامة أنيقة وادراك رفضها اليه ، فيسبل أهدابه ويهتف بمرح افتعله : مرحبا بك يا ايني ، اشتقت اليك أنا الآخر .
***

انتهى الفصل السادس
اتمنى يحوز على اعجابكم
منتظرة ارائكم تعليقاتكم وردودكم
كونوا بالقرب دوما


السكر likes this.

سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 06:47 PM   #88

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميله سعيد مشاهدة المشاركة
سولى الجميلة الساعة 5.30فين الفصل انتى مش عارفة انى قاعدة استناه بفارغ الصبر ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميله سعيد مشاهدة المشاركة
سولى الجميلة الساعة 5.30فين الفصل انتى مش عارفة انى قاعدة استناه بفارغ الصبر ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩اد انا مبسوطة بردك و تواصلك معايا بجد اسعدتينى⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩
يا هلا يا جميل
معلش والله بعتذر منك اللاب هنج وانا بنزله فتاخرت
حقك عليا والله مش مقصود ابدا التاخير
باذن الله ميتكررش تاني
يارب الفصل يعدبك ومنتظرة رايك فيه لما تخلصي قراته
ممنونة لانتظارك وجودك
ومستنياكِ دايما


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 07:38 PM   #89

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

وتسلم أيدك يا سولي 💗💗💗💗

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 09:56 PM   #90

شيماء 1990
 
الصورة الرمزية شيماء 1990

? العضوٌ??? » 404047
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 145
?  مُ?إني » مصر
?  نُقآطِيْ » شيماء 1990 is on a distinguished road
¬» قناتك mbc
افتراضي

فصل روعه غريب مريب ما بين الناس الي بتراقب عادل وجومانه وحسناء الي هتموت ع عاصم وردود نور الي كفيله بانها تخلي عاصم يحرقها .....

منال الي استغربت رد فعلها وتفكيرها تحاه وائل واميره وحبيت حكمه الخواجه ف اقناعها بالاصول وحق وائل فانه يغير ع بنته كاب ..لكن هل احمد عرف اصل حكايه ابوه ع كده ببتعمد يعامل وائل بنديه لانه متخيل انه رفضه بسبب ابوه الاصلي وماضيه .....
نور غلطت دورت ورا حب وهمي وما اخدتش بالها م عاصم غير بعد فوات الاوان كسرته بطريقه صعبه حتي لو مش مقصوده بس اي الي حصل ف خطوبتها خلاها تعاقب نفسها وتعزر عاصم .....

عادل حضوره خلاه نجم الفصل بلا منازع حنيته اهتمامه بيمني حكايته القديمه ونظرته للجواز واهميه السند فيه وكانه بيرسملها خطواتها الجايه وعجبني مكره ففكره العريس بس مين الي بيراقبوه وليه ....

عجبتني علاقه ادهم وعمار وتفهمه لغيرته م عاصم وتعامله معاه باللين مش الشده والسبب ف الغيره ده وائل ادهم محتاج رعايه واهتمام اكتر م كده ع يحس انه مفيد لنفسه ولغيره وانهم شايفينه م الاساس .....

جومانه بترسم ع عمر وحبيبه بتغير وصامده واحنا بنلف حوالين نفسنا وف نفس زات الخانه عبده وروكا وكان ولاد الخواجه انكتب عليهم يتعلقوا بجوز اغبيا هيعالجهم عمار قريب بس الي مش فهماه حبيبه ومعاها عذرها لكن روكا اي ؟؟؟ومروه الغبيه المكشوفه لابن الخواجه بجداره اخرتها اي ....هل معقول مروه تكون سيرين ؟؟؟
ايني بتحاول تعيش في سكينه وتسامح بس ما بتسامحش رغم مرور السنين وده بيثبت انها اخت بلال بجداره ف النقطه ده ويمكن تفوقت عليه كمان
والسؤال الي حير الملايين مين سيرين ....ف الي ظهروا النهارده والا هي اصلا لسه م ظهرتش؟؟؟
ابدعتي ي سولي


شيماء 1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.