آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          [تحميل] ماذا بعد الألم ! ، لـ الحلــوه دومــا ، اماراتية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          99 - خطوات على الضباب - ميريام ميكريغر ( النسخة الأصلية ) (الكاتـب : حنا - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree260Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-20, 07:38 PM   #191

هبه احمد مودي

? العضوٌ??? » 387744
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » هبه احمد مودي is on a distinguished road
افتراضي


عصووووومي شبيه عمه و احلى استقبال للعريس 😂😂😂
و القفلة يختااااي 🙈🙈🙈


هبه احمد مودي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-20, 09:23 PM   #192

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,188
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

عصومى أحلى واحد فى الرواية ان بشجعة

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 04:26 AM   #193

جميله سعيد

? العضوٌ??? » 424095
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » جميله سعيد is on a distinguished road
افتراضي

سولى سولى سولى يا احلى و اجمل سولى
فعلا فصل و لا اروع
و كالعاده نهايه مثيرة
سلمت يدااااااااكى 🌹🌹🌹


جميله سعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 05:54 PM   #194

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي



الفصل السابع عشر
بعد ما يزيد عن أسبوعين

هتف بسعادة حينما لاقاهما في الفناء الخاص بفرقتهم : أخيرا انتهينا .
ضحكا الآخران ليهتف مازن : الحمد لله ، أخبرني يا علي من فضلك السؤال الأخير يتطلب أربعة نقاط أم خمس .
هم علي بالرد ليقاطعه بتسلط : إياك لا تجيب على هذا السؤال المفخخ ، ضحك علي ليتابع أدهم بغضب - إنها طريقته المفضلة ليجذبنا فنراجع اجابتنا سويا لنتحسر على اخطائنا ويتيه هو فرحا بإجاباته الصحيحة.
تعالت ضحكات علي ليزم مازن شفتيه بضيق ويهمهم : غليظ .
هتف أدهم بمشاكسة اخوية : بل أنت هو الغليظ ، لا نريد مراجعة ما سبق وأجبنا عليه بالفعل فما الفائدة ما حدث قد حدث ، تعالا لنخطط سويا ماذا سنفعل الأيام القادمة ؟
هتف علي ببساطة : على رسلك يا أدهم لم ننتهي بعد .
عبس أدهم : نعم اعلم ذلك ولكن أمامنا ثلاث اسابيع كاملة قبل أن نستعد ، ثم المواد المتبقية مواد التخصص ونسبها قائمة على العملي والابحاث ومشروع التخرج ونحن حصلنا على تلك الدرجات كاملة ما تبقى درجات قليلة سنحصل عليها بإذن الله .
زفر مازن بقوة ليهتف : لا أفكر باي شيء الآن سوى النوم .
ابتسم أدهم بمشاكسة : إذا لن تحضر الحفل في الليل ، انتبه علي لمشاكسة ابن خاله لتتقد عينا مازن ويهمس : أنها الليلة ، ظننتها غدا .
هز أدهم رأسه نافيا ليهتف مازن : إذًا سنذهب بالطبع ، فالعائلة بأكملها ذاهبة .
ابتسما سويا وتبادلا النظرات ليهتف علي الدين مشاغبا : وهي ليست ذاهبة ؟
ازدرد مازن لعابه فتحركت تفاحة أدهم الظاهرة بعنقه في حركة لافته ليهمس بصوت مشحون بأفكاره : بل ستذهب لقد أخبرتني حينما حدثتها البارحة لأطمئن عليها فهي انهت آخر اختباراتها البارحة .
تعالت ضحكات الآخران ليصفر أدهم بقوة في حين ربت علي الدين على كتفه : مرحى هكذا يكون الكلام .
هتف أدهم : جمّال أصيل يا مزون .
هتف مازن بحنق مرح : توقفا من فضلكما ، اتبع بجدية - أنتما تعلمان مقدارها جيدا عندي .
ابتسم أدهم بسعادة ليهتف علي : بالطبع نعرف ، ولكن تذكر يا مازن الأمر لابد أن يكون جديا.
زفر مازن أنفاسه كاملة : سأخبر ابى بإذن الله قريبا فقط أتأكد من شعورها نحوي .
هما بالحديث ليقاطعهم صوت أنثوي رقيق رغم اتزانه بنبرة حادة رفيعة : كيف حالكم يا شباب ؟
التفت ثلاثتهم لتلمع عيونهم بتقدير واحترام ليهتفوا في آن واحد : مرحبا يا مس .
ضحكت بخفة : انهيتم اختباراتكم اليوم ؟
هزوا رؤوسهم إيجابا ليهتف مازن : اشتقنا إليك يا مس لمياء .
ابتسمت برقة : وأنا الأخرى اشتقت إليكم ، أنتم جيل المدرسة الذهبي ، وفقكم الله في حياتكم بإذن الله .
ودعتهم وانصرفت بعد بعض الجمل اللبقة ليدور رأس مازن معها إلى أن انصرفت ليلكزه علي الدين وهو يكتم ضحكته بقوة ليهز أدهم رأسه بيأس هاتفا : أوه ماي جاد ، ألا زلت يا رجل ، إنها معلمتنا في السنوات الأولى يا مازن .
ابتسم مازن بمشاكسة : أعلم ولكنها رائعة السنوات لا تأثر فيها .
نظر علي إليه بدهشة : لا أصدق يا مازن ، لازلت متعلق بها .
لكزه أدهم ليهتف بوقاحة : بالطبع لازال فهو الوحيد من كانت تعامله بطريقة خاصة جدا
القى أخر حديثه وهو يرقص حاجبيه فتعالت ضحكات علي الدين ليهتف مازن بنزق : أيها الأحمق كانت تحنو علي لأني يتيم الأم .
لوى علي الدين شفتيه بينما أصدر أدهم صوتا ساخرا : توقف بالله عليك ، كانت تفضلك عن البقية لأنك مرح ومتفوق كما أخبرتك مرارا وتكرارا ، لكزه أدهم ليتابع – و انت كنت تستغل الوضع جيدا .
ضحك مازن بقوة : لازلت اتذكر قبلاتها التي كانت تهمرني بها حينما أفعل شيئا صحيحا ، إنها رائعة كم أتمنى أن أعود طفلا ،تنهد بقوة ليتبع : أتعلما رغم المرح وتعليقاتكم الوقحة إلا أن في حقيقة الأمر حنانها علي عوضني كثيرا حينما كنت صغير وإلى الآن أيضا .
تلاشت ابتسامة علي الدين ليتغضن وجه أدهم بانزعاج وحزن لمع بعينيه سرعان ما سيطر عليه ليهتف بجدية : ما رأيكم لنذهب لنبتاع بعض الأشياء ؟ رقص لمازن حاجبيه واتبع -سترات لسهرة الليلة .
هتف علي الدين وهو يلتقط إشارة أدهم ليحثه على الموافقة : أنا موافق بالفعل أريد شراء ساعة جديدة أيضا .
زفر مازن بقوة : حسنا لنذهب ولكن سأهاتف جنى وأبي أولا .
هتف أدهم : كلنا سنفعل ونهاتف ذوينا ، ولكن هيا للسيارة أولا فالسائق ينتظرنا بالخارج .
***
رمقها بطرف عينه وهي تقرأ بتركيز ما يسألها عنه في إحدى الأمور الإدارية صامته .. هادئة وكأنه لا يجلس إلى جوارها .. وكأنه غير متواجد من حولها ، منذ ما يزيد عن الاسبوعين وهي تعامله بجفاء شديد ، تنظر إليه بعيني لا مبالية ، لقد فقدت عيناها تمردها وتحديها إليه وكأن كل ما كانت تفعله لأجله اختفى فجأة ، وبات وجودها من حوله قليل .. خفيف .. باهت .. يكاد ألا يذكر ، يشعر بالفراغ الذي كان يحيا به من قبل حينما كان وحيدا ، يعود إلى شعوره في تلك الأيام التي لم تكن بجواره .. تعمل معه .. وتجلس بالغرفة المجاورة، فهي تجبره على أن يشعر بتجاهلها حتى إن تواجدت بمكتبه .. غرفة الإجتماعات أو مكتب أبيه ، تجاهل لا يقوى على احتماله أو التأقلم معه !!
زم شفتيه وهو يشعر بأنه على حافة الانفجار ليهتف باسمها في خشونة ، أجابت بهدوء دون أن ترفع عينيها إليه : أمرك يا باشمهندس .
تأفف بضجر ليهتف بحدة رغم عنه : توقفي يا نوران .
رفعت رأسها تنظر اليه بحاجبين مرتفعين بدهشة قبل أن تسأل بجدية : عن ماذا أتوقف ؟!
زمجر بغضب : عن لهجتك اللامبالية وتعاملك الرسمي معي .
ابتسمت ساخرة : أليست هذه أوامرك يا باشمهندس عاصم ، أن التزم بحدودي كابنة عم لك .. أن لا اقترب من حدودك فأنت تفعل ما تشاء وليس من حقي أن أسألك أو أحاسبك .. وأن علي الطاعة والخضوع إلى أوامرك لأنك الكبير .
تشكل ثغره بعصبية وهو يقبض كفيه ويفتحهما ليغمغم بغطرسة : لم يكن ضمن أوامري أن تتجاهليني .
اتسعت عيناها بصدمة مفتعلة لتردد ساخرة : اتجاهلك ؟! وهل أجرؤ أن أفعل ؟!
زمجر بضيق : نوران لست في مزاج يسمح بمزاحك الساخر هذا وتعاليك .
صمتت قليلا قبل أن تزفر بقوة : لا اتعالى عليك أنا التزم حدودي واحترم نفسي .
عبس بعدم فهم وردد : تحترمين نفسك .
تنهدت بقوة لتبوح رغم عنها : نعم احترم نفسي ، فأنا لا أقبل طريقة معاملتك لي ، لا اتحملها ، وإذا حدث وقبلت بها ثانية سأكره نفسي لأني قبلت بها أو انتفض لأجلي فاصطدم بك وأنا لا أريد أن اصطدم بك وبالطبع لا أريد أن أكره نفسي لأجلك .
رمشت عينيه وعيناها تصفعه بصدقها وجديتها ليغمغم ببطء وعفوية : المعذرة يا نوران إذا ضغطت عليك أكثر من اللازم ، أنا آسف .
ألقاها بصدق لتعاتبه بنظراتها المتسائلة بأشياء لا يجرؤ على إجابتها فتهمهم أخيرا - بعد أن فقدت الأمل في أن يجيبها - بصوت مختنق : لا يا ابن العم .
كح بحرج ليهمس بخفوت : كيف حال عمي ؟
ابتسمت رغم عنها : ألا يزال يخاصمك ؟
زفر بقوة ولوى شفتيه بضيق لتساله بفضول وعيناها تومض بتسلية : حقا يا عاصم أنت طردت عائلة عمو جمال من القصر ؟
تمتم بخشونة : وما شأنك أنت ؟
ضحكت برقة : لا يهمني شيئا ولكني تعجبت حينما استمعت إلى حديث ماما العرضي مع أميرة ، هزت كتفها بعدم معرفة - ورغم أني لا أصدق أنك تفعل شيئا كهذا إلا أن غضب بابا وماما منك من المؤكد أنه لسبب كبير وليس هناك سببا أكبر من طردك لجزء من عائلة أمي من القصر .
تمتم باختناق : لم اطردهم ، فقط رفضت زيجتك من ابنهما اللزج .
تمتمت بأريحية وهي تمط ذراعيها بدلال : خير ما فعلت ، لم أكن لأقبله على أي حال ، رفع عينيه إليها بحنق فابتسمت لتتابع بتساؤل مشاكس - ولكن ما السبب الن تخبرني به ؟
رمقها بتوعد فابتسمت ببراءة ليزفر بقوة وهو يشيح بعينيه بعيدا عنها: هلا أبدلت الموضوع ؟
ومضت عيناها بمكر : حسنا ، لنتحدث عن عروسك ،هل قررت متى ستذهب لخطبتها ؟!هم بالرد لتتابع بخبث - بعد أن تحضر زيجتها لابن عمها أو قبلها ؟!!
اتسعت عيناه بصدمة ورأسه يرتد إليها لتضحك بخفة : لا تخبرني أنك لا تعرف بأنها مخطوبة لابن عمها .
اطبق فكيه ليهمس بغضب : بل أعرف ولكن كيف عرفت أنت ؟
تأملته قليلا قبل أن تجيب ببساطة : إنها مصر يا باشمهندس جميعها منفذه على بعضها ، والسر لا يختبئ بها أكثر من يومين .
ابتسم رغم عنه فتابعت بتشدق ساخر : لا أعلم كيف رحبت بزيجتك وهي مخطوبة لآخر .
تنهد بقوة ليغمغم بضيق : أعتقد أنها لا تريد الزواج منه ولكنه مجنون ويضيق الخناق عليها .
تمتمت بسخرية : من الواضح أنها صفة مشتركة في أبناء العموم .
هدر بعصبية : ماذا تقصدين ؟
هزت كتفها بدلال : أحدهم يضيق الخناق على ابنة عمه والآخر يطرد عريسها من البيت ، أليس يعد هذا نوعا من الجنون يا باشمهندس ؟
تمتم من بين أسنانه : و يا ليته فلح معك .
ابتسمت لتهمس بتعجب ماكر : ماذا تقول ؟
أجاب من بين أسنانه : أظنك سمعت .
ضحكت بخفة وهي تنهض واقفة : لا ينفع معي الجنون أو القيود يا ابن العم ، اقرب طريق لي الاعتراف جربه لعلك تصل .
توقفت قبل أن تغادر لتهمس بجدية : أية أوامر أخرى يا باشمهندس ؟!
رمقها قليلا ليسبل اهدابه : شكرا لك ابنة عمي .
ابتسمت وهي تغادر فعليا : لا شكر على واجب يا عاصم .
ألقت اسمه بدلال طفولي وهي توليه ظهرها لتغادر فتتعلق نظراته بها .. بمشيتها المغرية .. وتمايل جسدها المغوي ليهمهم بخفوت قاسي : بعينك يا نوران ، فرد كفيه وقبضهما أكثر من مرة ليهدر بحنق وهو يكز على أسنانه بعصبية – تبا لك يا نوران .. تبا لك .
***
يجلس بجوار سائق عائد به في سيارة دفع رباعية تجوب الطريق السريع باتجاه العاصمة يقبض فكيه وهو يشعر بالشوق الشديد لعائلته فهو منذ أن سافر لم يراهم ولم يتحدث معهم إلا قليلا فالدورة التأهيلية تلك المرة كانت من أقوى الدورات التي تلقاها بعمره الوظيفي ، ولكنه يحمد الله كثيرا فقد اجتازها بنجاح وكأن غضبه وقلقه كانا وقوده لينهي كل الاختبارات ليعود إلى عائلته ولها !!
القى رأسه للخلف يسندها ليغمض عينيه مدعيا نوما لم يقارب جفنيه منذ تلك الليلة التي أثارت هلعه وخوفه عليها لأقصاه ، يزفر بقوة وهو يستعيد ذكرى الليلة البغيضة على قلبه والتي لا تغيب عن عقله قط ، بل كلما أغمض عينيه استعادها بعيني خياله وكأنه يراها .. وكأنه بجوار عادل يبحث عنها ، يجوب طرقات المشفى بجنون ويلهث كما يلهث أخاه من سرعة خطواته قلبه يطرق بجنون وروحه تئن خوفا عليها .
يصرخ بأُذن عادل الذي يحاول أن يطمئنه ولكن لهاث عادل الخائف يصله جيدا فيدور من حول نفسه كليث حُبس في قفص صغير لا يسع أنفاسه
إلى أن توقف أخيه .. فشعر جيدا بتجمده .. شعر بساقيه المثبتتان أرضا وأنفاسه التي كتمت بداخل صدره وصدمته التي تجلت فوق ملامحه فصرخ فيه بجنون : أخبرني هل وجدتها ؟ اتبع بلهفه - هل وجدتها ؟
زفر عادل أخيرا وهو يعاود الحركة : نعم ، لقد وجدتها ، إنها واقعة ارضا.
اقترب عادل بخطواته منها ليهدر في أذنه : أريد أن أراها .
جثى عادل أمامها ليهمهم : أنها فاقدة للوعي ، اتبع بهدوء ومهنيته تحضر بقوة - أنتظر لأفحصها .
اطبق فكيه قبل أن يهمهم لأخيه : أريد أن أراها .
تمتم عادل بالإيجاب قبل أن يحول مكالمته إلى اتصال مرئي فيعدل من وضع عدسة الهاتف ليراها أسعد وهي مكومة أرضا فيصبح قريبا منها وعادل يفحصها بمهنية ليهتف : أنها بخير لا تقلق .
ربت عادل على وجنتها بلطف وهو يردد اسمها ليضربها بقوة أكبر ويزعق باسمها فيزمجر أسعد : توقف يا احمق إذا أفاقت على صوتك هكذا ستخاف اكثر .
رمشت جنى بعينيها لتفيق مجفلة فترتجف خوفا ليهمس عادل بهدوء : جنى لا تخافي أنه أنا .
ارتجفت بخوف حقيقي فيتابع عادل محاولا تهدئتها ليزمجر أسعد باسم أخيه متبعا : أعطيها الهاتف .
استجاب أخيه ليهمس باسمها فترتجف .. تهتز حدقتيها بخوف قبل أن يعيد نداءه فتستقر بثبات فوق ملامحه وهي تدرك أنه أمامها وهي تراه ، همهمت باسمه قبل أن تبكي باحتياج لم تستطع أن تخفيه وهي تنتحب مناديه اسمه طالبه لوجوده تثرثر ببعض الكلمات المتقطعة التي رجف قلبه لها ليبدأ في سؤالها عم حدث وحينها صدمته بإجابتها وقبل أن يستفهم أكثر منها كان الخط ينقطع فوقت المحادثة وصل لأقصاه لقد استنزفت المكالمة الوقت المخصص له في اجراء المكالمات الهاتفية واكثر من ذلك سيعرض نفسه ورفقاءه للخطر ، ومن حينها وهو يحيا في قلق إطار النوم من عينيه وجعل حواسه متأهبة لأجلها .
انتفض على صوت العسكري المجاور له : هل تريد أن نقف في الاستراحة يا سيدي ؟
هز رأسه نافيا لتنطلق السيارة من جديد ناهبه الطرقات ليعد إليها لعله يحصل على راحة ينشدها ولم يصل لها منذ هذه الليلة البغيضة .
***
يقف بإطار الباب المطل على غرفة المعيشة في الطابق السفلي ، ينظر من حوله إلى بعض من الفوضى تعم الغرفة ، فوضى لم تكن موجوده من قبل ولكنها الآن باتت جزء من حياتهم ، وخاصة إذا تواجدت هي بحاسوبها المتنقل .. أوراق رسمها .. الوانها وفرشاتها ، واكواب القهوة والاطباق التي تحوي طعام تتناوله وهي منهمكة في عملها كالان .
تنهد بقوة وهو يراقبها تعمل بجهد .. بإخلاص وتصميم مرتسم على ملامحها ظاهر في عبوسها وتركيز عينيها على شاشة الحاسوب المنكبة عليه ، تستلقي على بطنها وتضعه أمامها على وساده أخرى غير التي تستند إليها بجسدها ، ورغم اتخاذها لوضعيات عده وهي تعمل فهي تكره الجلوس لأوقات طويلة على نفس النهج إلا أن تلك الوضعية يحبذها اكثر من أي طريقة اخرى تجلس بها .
ابتسم واقترب للداخل بهدوء ليهمس وهو يجلس بالكرسي المجاور لها فيرى ساقيها المرتفعتان تتأرجحان باستمتاع وهي تنشر الألوان فوق التصميم الذي تعمل عليه ، كح بخفة ليهمس وهو يقبض على إحدى قدميها : مرحبا ، لقد عدت .
انتفضت بخفة لتنهض جالسة وهي تهمهم باعتذار حقيقي : المعذرة لم أشعر بك .
لمع الحنان بعينيه : أعلم يا أميرتي .
ابتسمت وعادت إلى شاشة حاسوبها لتحفظ ما فعلته قبل أن تقف لتتحرك من حوله تحاول أن تعيد ترتيب الفوضى الناشئة بسببها لتهمهم : حمد لله على سلامتك ، سرقني الوقت ولم أشعر بأن موعد عودتك أقترب .
رد بعفوية وهو يخلع سترته : لقد أتيت باكرا عن موعدي قليلا حتى نستطيع اللحاق بالحفل بعد أن اعتذرت لأمي عن الذهاب معهم لدعوة الغذاء .
رفعت حاجبيها بتعجب وهي تضع ما بيديها على طاولة جانبية قبل أن تبدا في جمع الاطباق : حقا ؟ كم الساعة الآن ؟
نظر إلى ساعة معصمه قبل أن يهمس : الرابعة عصرا .
رمشت بعينيها لتهمس بخفوت : ساعد الغذاء حالا ، إذا أردت خذ قسطا من الراحة ولا تقلق سيكون كل شيء معدا حينما تستيقظ .
ابتسم بمرح : أو نذهب لنلحق بهم عند عائلة خطيبة عمر ونتناول الغذاء معهم ، توتر جسدها فسحب نفسا عميقا ليهمس باسمها في جدية ويتبع أمرا - تعالي أنا أريد ان أتحدث معك .
ابتسمت بتوتر وهي تنظر إليه متسائلة لتهتف بهدوء والاعتذار يعتلي ملامحها : أحمد أنا أعلم أني قصرت كثيرا في متطلبات المنزل الأيام الماضية ولكن لم اعتد التأقلم بعد ، فقط امنحني بعضا من الوقت سأعيد ترتيب وقتي وستكون الأولوية لك وللمنزل .
اتسعت ابتسامته ليشير إليها بالاقتراب فتفعل كما يريد ليجذبها من كفها يجلسها بجانبه ليهمس متسائلا : هل أنت سعيدة ؟
ضحكت برقة لتهمس بعفوية : أكثر من أي وقت مضى .
ضحك بخفة ليداعب خصلات شعرها قبل أن يهمس : لذا أنا أرى أن نستعين بتلك السيدة التي أتت لك الفترة الماضية لتقيم معنا وتساعدك في إدارة شئون المنزل ، لتتفرغي أنت لاهتماماتك الجديدة .
تهلل وجهها بالفرح لتهمس بتساؤل : أنت لست غاضب .
هز رأسه نافيا ليجيبها وهو يلامس وجنتها : رؤيتك وأنت جالسة أو مستلقية او بأي وضع تفضليه تعملين بتصميم وانهماك لتنجزي ما تحبين فأرى السعادة مجسدة على وجهك في كل تصميم تنهيه هي غايتي يا أميرة ، جل ما يهمني أن تكوني سعيدة .
احتضنته لتقبله برقة : أنا أحبك .
تنهد بقوة وعيناه تغيم بشوقه لها : وأنا أعشقك يا أميرتي .
ابتسمت بتوتر حينما أبعد شفتيه عنها لتعبس بتساؤل لمع بعينيها فيبتسم برقة ويحاول أن ينهض من جوارها ولكنها تمسكت ببقائه لتهمس بخفوت : أشعر بك مختلف هذه الأيام يا أحمد ، هل هناك ما يبعدك عني ؟
اسبل اهدابه ليهمهم : بل كل ما أريد هو قربك .
تنهدت بإحباط : إذًا لماذا ، أنت تبتعد عني منذ أن بدأت العمل .
زفر بقوة : لا أريد أن اثقل عليك بشوقي الذي لا ينضب .
نظرت إليه بعتاب : شوقك ليس ثقلا علي يا أحمد .
ابتسم وحاول أن يخفي حزنه الذي ومض بعينيه لتلامس طرف فكه وتهمس وهي تقترب منه : ولكني اشتاقك واشتاق إلى شوقك لي .
نظر إلى عمق عينيها ليتساءل بجدية : حقا يا أميرة ؟ ابتسمت برقة وعيناها تغويه ببراءتها - هل تريد دليل ؟
ثقلت انفاسه ليهمهم : لا ، اتبع بشقاوة لينهض واقفا ويجذبها معه – سأستخلص الدليل منك بطريقتي .
ضحكت برقة حينما انحنى ليحملها فتتعلق برقبته لتهمهم : الغذاء .
زفر بقوة : سنطلب البيتزا ، لم نجرب خدمة توصيل الطعام منذ بداية زواجنا ، أكمل بجدية – أعتقد أن علينا البدء في تجربتها إلى أن تأتي العاملة .
تعالت ضحكاتها ليتناول ضحكتها بشغف وهو يخبرها عن مدى شوقه لها الأيام الماضية والذي سيعوضه كله الآن .
***
وقفت أمام مرآتها تكمل زينتها و استعدادها للذهاب إلى الحفل المدعوة إليه مع عائلتها و الذي أصر أبيها أن تذهب معه ، لقد حاولت الاعتذار عن الذهاب .. المماطلة فتتأخر حتى لا تذهب بل وصل الأمر بها أن تتمارض حتى لا تذهب ، و لكن أبيها أصر أن ترافقه ، فاستجابت أخيرا رغما عنها ، فهي أضعف من رؤيته ، اجبن من مواجهته. . أكثر حاجه إلى وجوده .. و أكثر اصرارا على ابتعادها عنه و خاصة بعد ما حدث.
ارتجف جسدها رغم عنها و ذكرى تلك الليلة تمر على عقلها ببطء ، تصلب جسدها بخوف يصاحبها من حينها لدرجة أنها توقفت عن المناوبات الليلية ، وعقلها موقن بأن هناك من يترصد لها.
زفرت ببطء و ملامح وجهه الخائفة تمر على ذهنها فتبعث بعض من الراحة و الثبات يسكن حدقتيها و هي تتذكر صوته الحان بنبرته الأجشه و التي تحوي خوفه عليها ، وجهه الذي ابتسم لها برقة و حنو يكسو نظراته ليطمئنها بكلمات خافتة فيستولي على ذهنها و يطرد منه الخوف قبل أن يسألها بجدية : ماذا حدث؟
توترت عيناها ليتابع بإصرار- أخبريني يا جنى.
أمام لهجته الامرة استجابت و دموع عينها تغرق وجنتيها : لا أعرف ، شعرت بأن هناك من يتبعني ، و كلما نظرت خلفي لم أجد أحدا.
حينها هتف عادل و عيناه تغيم بغموض : هل أنت متأكدة يا جنى؟
لتتمتم ببؤس : لقد سقطت مغشيا على حينما كمم أنفي و فمي ليسحبني معه هنا ، تابعت و البكاء يشنج صوتها بألم - لم أكن هنا، كنت بالطوارئ.
ارتجفت ملامح عادل أمامها غضبا لينقطع الإتصال معه فلم تستطع التعرف على ردة فعله على ما باحته في لحظة ضعف.
ارتجف جسدها ثانية و شعرت بالبكاء يغلق حلقها و حينما أوشكت على الاستسلام إلى نوبة بكائها ، طُرق الباب ليطل وجه أبيها الحنون هاتفا باسمها في ابتسامة شكلت ملامحه ، فابتسمت رغما عنها و هي تحارب ذكراها.. خوفها .. المها بضراوة حتى لا يستشف أبيها أي شيء، فهي لم و لن تخبره ، بل أجبرت عادل أن يعدها على ألا يخبره خاصة بعد ما أقسم أنه سيجد من تجرأ و اقترب منها ، لتصر هي على عدم إشاعة الأمر بم حدث معها حتى لا تقلق أبيها و تثير الرعب في نفوس الآخرين دون داعي.
__ مستعدة؟ سألها أبيها فهزت رأسها بالموافقة ليمد لها ساعده فتتعلق به بكفيها ليثرثر إليها أبيها و هما مغادران عن مازن الذي سيأتي مع أدهم و علي بعد أن قضى اليوم معهما.
***
وقف خلفها يضمها بين ذراعيه يبتسم إليها من خلال المرآة التي تعكس صورتهما سويا ليشدد من ضمته لها ليهمس بخفة حينما بادلته ابتسامة بابتسامة صافية وعيناها تلمعان برقة افتقدها منذ مدة ليشدد من ضمته لها هامسا بخفة : أريد طفلا أخر .
ارتفع حاجبيها ووجهها يتشكل بصدمة لتضحك رغم عنها : أنت تمزح ، أخبرني أنك تمزح ،
عبس بتعجب ليهمهم : لا أنا أتحدث بجدية – اتبع وهو يديرها لينظر إليها – لا أرى ما يمنعنا من الإنجاب يا إيناس .
رجفا جفنيها لتهمهم وهي تزيح ذراعيه من حولها : لقد كبرنا يا آدم ، ابنتك في الجامعة وهي من المفترض أن تتزوج وتنجب ليس نحن .
عبس برفض : ابنتي صغيرة وعلى كل حال لن تتزوج الآن .
تمتمت وهي توليه ظهرها : هذا ليس بوقت للنقاش يا آدم ، اليوم حفل مولد اسيا الثامن عشر وأنا أريدها أن تشعر بالتميز وما تتحدث عنه الآن لا يليق بالحدث .
ضحك بخفة ليقترب منها يجذبها إلى حضنه ثانية ، يلصق ظهرها بصدره : بل هو أنسب وقت للحدث ، تنهد بقوة لتشتد ضمته لها قبل أن يهمس برجاء اجش – أنا اريد بداية جديدة يا صغيرتي .
رمشت عينيها رغم عنها قبل أن تهمس : حسنا بعد الحفل نتحدث ، ولكن الآن دعني أولي اهتمامي الكامل لابنتك الذكية التي فطنت للحفل وأنا من كنت أريد أن افاجئها .
ضحك بخفة ليهتف بمرح : لا تقلقي سنفاجئها أيضا ، فهي لا تعلم عن قدوم عز ، وحينما اخبرته أعتذر لها .
صمت وهو يراقب ملامحها التي انغلقت رغم ابتسامتها الخفيفة المرسومة على شفتيها ليتابع – ولكنه قادم بإذن الله .
اتسعت ابتسامتها ولكنه التقط توتر حدقتيها وهي تهمس : يصل سالما بإذن الله .
اتبعت سريعا وهي تغادر الغرفة وكأنها تهرب منه – سأذهب لأرى الضيوف .
جمدت ملامحه وهو يراقب انصرافها السريع ليزفر بقوة قبل أن يستل هاتفه يطمئن على وصول ولده الذي حطت رحلته منذ النصف ساعة ، والذي أتى خصيصا لأجل حفل مولد أخته الصغيرة .
***
توقف قبل أن يدلف من باب الحديقة المعد بها الحفل ليرمش بعينيه اللتين التقطا وجودها رغم عنه ، تثرثر بمرح مع عمر الواقف بجوار حبيبة يتضحكان معها ، مشطها بعينيه من أسفل قدميها بحذائها المخملي بلونه الأسود ينتهي بطوقين من الذهب البراق يزينان أسفل ساقيها العارية إلى ما بعد ركبتيها ليلتف قماش الفستان بلونه الذهبي فوق فخذيها فيزيد من إشراق لون جسدها البرونزي اللامع ، ارتجف فكيه وهو يشعر بحرارة جسده تزداد وهو يدقق بتفاصيل جسدها المرسومة بفستانها المحتشم من الأعلى برقبه مغلقة يحددها طوق أسود لامع وذراعين يحددان انسيابيه ذراعيها مغلقين عند كفيها بطوقي مماثلين لطوق رقبتها ، ضيق عينيه وهو يبحث عن أي انفراجه بصدر الفستان أو كميه فلا يجد ليتساءل عقله عن سبب الوشاح الأسود الموضوع حول كتفيها لينسدل إحدى طرفيه فجأة فتُكتم انفاسه وعيناه تتسع بصدمة وهو يرى ظهرها العار من أسفل كتفيها فيظهر عظمتي ظهرها كاملتين بوضوح وتلك الفراشة الكبيرة نسبيا الموشومة بينهما باللون الأسود المحدد بالذهبي اللامع ، لتظهر حافة الفستان التي تحدد اسفل منتصف ظهرها بحافة من الأسود البراق بالذهبي الذي اطار صوابه فتحرك سريعا نحوها .
***
توقفت عن الحديث مع حبيبة المرحة اليوم على غير عادتها ، وهي تلتقط نظرات عمر المنبهة لها وهي تعدل الوشاح الذي انسدل من فوق كتفها فجأة لتسأله بعينيها فيهمس بصوت مكتوم : إنه عاصم .
التفت بدهشة لتتجمد ملامحها على نظراته الغاضبة ولهجته الحادة والتي ظهرت بوضوح في تحيته التي القاها بغضب مكتوم وهو يصافح عمر ويمأ براسه لحبيبة التي نظرت إلى عمر بتساؤل سرعان ما اختفي حينما هتف عاصم بغضب : أنت هنا ؟
انتفضت حبيبة بتوتر ونظرت حول نفسها ليضغط عمر كفها بهدوء أسرى الاطمئنان عليها وهو يراقب عاصم بنظرات متفحصة لتجيب نوران ببرود : مرحبا يا ابن العم ، لم تمنحني التحية وتسالني عن سبب وجودي ، عبست بعدم فهم – ما الضير في وجودي هنا ؟ أنا مدعوة إلى الحفل مثلك تماما .
تمتم وفكيه مطبقان بقسوة : لم تخبريني عن قدومك .
ارتسمت الدهشة على ملامحها قبل أن تهتف ساخرة : وهل كان علي أن أفعل ؟
ومضت عيناه بغضب فهمهمت مردفه بسرعة – لم تسألني وإلا كنت أخبرتك ، ولم تخبرني أنك قادم وإلا كنت اخبرتك .
تابعت بصوت واثق : لا أرى أي خطأ ارتكبته بقصد أو دون قصد .
تمتم بانفعال تملكه : ما ترتديه يا هانم هو أكبر خطأ فعلته الليلة ، ارتفعا حاجبيه بدهشة لتنتفض على صوته الهادر – هل راك عمي هكذا ؟
نظرت إلى فستانها بحيرة : لا أفهم ما بالي هكذا ؟ ومضت عيناه بغضب فهمهمت متبعة دون تفكير - لا لقد أتيت إلى يمنى فهي أرادأت بعض الأشياء وقضيت معها اليوم وارتديت ملابسي عندها .
اتسعت عيناه بصدمة ليصيح بحنق : ارتديت ملابسك عند يمنى .
ارتجفت دون فهم حقيقي لتسأل بتعجب : لا أفهم ما الخطأ .
صاح هذه المرة دون أن يملك ادنى ذره للتعقل : البيت به رجلان يا هانم ، لو استبعدنا زوج خالتي .
رفعت رأسها بشموخ لتجيب بعصبية : البيت كان فارغا حتى عمو أمير لم اره ، بل إن خالتك كانت غير موجوده لأنها كانت تساعد إيناس في التحضير للحفل .
لتتبع بضيق – لم أكن سأقضي الوقت مع يمنى لو كان اخويها بالمنزل .
زفر بعضا من انفاسه ليهدر من جديد : هذا لا يشفع لك ارتدائك لهذا الفستان .
زفرت بحنق تملكها : ما به الفستان ، اتبعت بعصبية – الفستان مغلق لأخره وبأكمام .
أطبق فكيه وفتحهما مرارا حتى يسيطر على غضبه الواصل لأقصاه ليهدر بخفوت شديد وهو يقترب منها : وبالنسبة لظهرك العار تماما .
تصلب جسدها لتتراجع للخلف خطوتين أن تهمس بطبيعية حاولت افتعالها : لقد وضعت الوشاح لأجل هذا .
هتف بانفعال لم يقو على السيطرة عليه وهو يقترب منها بغضب : لكنه ينسدل يا هانم ، ينسدل ويظهر جسدك العار للغادي والأتي ، اتبع هادرا بخفوت قاصدا إلا يستمع إليه غيرها - ينسدل لدرجة اني رأيت فراشتك الذهبية .
ارتجف جسدها أمام غضب عينيه العاصف لتهمس رغم عنها بسعادة تسللت إليها وهي تنظر إلى نيران غيرته واضحة بتجلي في عينيه : هل أعجبتك ؟
أجفل وصدمته تدفع بغضبه بعيدا للحظات قبل أن يطبق فكيه ليهمهم بخفوت وهو يكاد أن يضع راسه براسها : أقسم بالله يا نوران لو لم تتأدبي ليكن لي معك تصرف أخر .
زمت شفتيها بغضب طفولي لتهمهم بإحباط : إذًا لم تعجبك .
اتسعت عيناه بذهول لتتابع بجدية وصوت مرتفع قليلا – حسنا ، ماذا علي فعله الآن ، اعود إلى المنزل لأبدل الفستان الذي تراه سيئا ؟
رمقها بغضب لتتبع بخفوت : أم أزيل الفراشة التي الصقتها يمنى بظهري ؟
رمقها من بين رموشه ليهدر أمرا : بل غادري لن تحضري الحفل هكذا .
كتفت ذراعيها أمام صدرها برفض وعيناها تلمع حزن فتلكز حبيبة عمر بتساؤل فابتسم بهدوء قبل أن يهتف اخيرا : اووه ، على رسلك يا باشمهندس ، أنه ليس من العدل أن تغادر الحفل دون سبب ، التفت عاصم بحدة ناظرا لعمر المبتسم بثقة - مغادرتها ستثير التساؤلات وخاصة بعدما علمت تامي بوجودها .
كتف عاصم ذراعيه ليهدر بجدية : لن تدلف إلى الحفل هكذا ، التفت اليها يسأل بغيرة واضحة – من رأك هكذا ؟!
التزمت الصمت وهي تشيح براسها بعيدا عنه بينما ارتفع حاجبي عمر بدهشة وحبيبة تنظر بعدم فهم قبل أن تسأل بجدية : لقد قابلتنا حينما خرجت من بيت عمتي ليلى وتوقفت للتحدث معنا ، لم تقابل غيري أنا وعمر ولكن توقفت حبيبة عن الحديث لتزفر بهدوء تمسكت به - لا أفهم يا عاصم بك ، سر اعتراضك على الفستان
ارتفعا حاجبي عاصم وهو يلتفت إلى حبيبة بعصبية فيجذبها عمر بعيدا وهو يقف بالمنتصف بينهما قبل أن يسأله هو الأخر بجدية : انا الاخر أريد ا أن أعلم سبب اعتراضك ، فالفستان ليس مفتوح ولا عار دون اكمام ،رمق نوران سريعا قبل أن يهتف – وليس قصير للغاية .
انتفض عاصم بغضب ظهر في زمجرته الخشنة باسم عمر الذي استدرك بطبيعية : أنا أسأل يا عاصم ليس أكثر .
هدر : هي ادرى بسبب رفضي .
تبادل كلا من عمر وحبيبة نظراتهما الغير مدركة لما يحدث لتجيب هي برفض : لن اعود للمنزل لأبدل فستاني .
ومضت عيناه بغضب ليزجرها عمر بعينيه فتشيح برفض قبل أن تنطق حبيبة : حسنا ، هي لن تقو على العودة للبيت لتبدل فستانها ، ولكنها تستطيع أن تستعير احدى فساتيني ، أعتقد أن قياسنا واحد ، سيكون قصيرا عليك قليلا ولكن القياس سيكون مضبوط .
اقتربت منها حبيبة لتضغط على ساعدها : أعتقد أن ذوقي ليس سيئا لدرجة أن ترفضي الأمر .
زفرت نوران بقوة لتهمهم : بالطبع لا يا حبيبة أنا اثق بذوقك ، ابتسمت برقة – ملابسك دوما تثير إعجابي .
رمقته بطرف عينها لتتبع : لأجلك فقط ولأجل إلا تغضبي سأفعل وابدل الفستان .
اتسعت ابتسامة حبيبة وجذبتها معها : حسنا هيا بنا .
توقفت قبل أن تبتعدا لتهتف إلى عاصم باستهزاء قصدته : ولا داع للقلق يا باشمهندس عاصم ، شقيقي وأبي ليسا بالمنزل .
زفر بقوة وهم بالتبرير ولكن حبيبة لم تمهله الفرصة ليتحدث بل جذبت نوران معها لتتعالى ضحكات عمر حينما غمغم عاصم : خطيبتك أخذت عني فكرة سيئة .
أجاب عمر من بين ضحكاته : فكرة سيئة ، لقد أصبحت ضمن قائمتها السوداء من اليوم يا عاصم .
عبس عاصم بضيق ليلكزه عمر بخفة : ولكن أخبرني ما الأمر ، أنت غاضب بطريقة لم أرها من قبل .
رجف جفنه ليهمهم : ابنة خالتك تفقد المرء تعقله .
نظر إليه عمر بدهشة : ماذا فعلت يا عاصم ، لم أرى ما يسيء وإلا كنت عاتبها .
تمتم عاصم من بين فكيه : من الجيد أنك لم ترى .
عبس عمر بعدم فهم ليزفر بقوة وهو يشعر بغضب عاصم الصادح من جسده المتشنج ليربت على كتفه بهدوء : اهدأ يا صديق ، ولكن لدي نصيحة سأخبرك بها ،
التفت إليه عاصم بانتباه ليستطرد عمر : لا تجبر نوران ان تعاندك ، أطلب منها الأمر بهدوء ستنفذه ولكن حينما تؤمرها بعنجيهتك الفطرية تعاند هي وترفض ،
عبس عاصم برفض وتساؤل لاح بعينيه فابتسم عمر ونطق بهدوء : من الممكن أن تشعرها بغيرتك بدلا من تحكمك وحينها هي ستطيع بهدوء ودون رفض ، ولكن حينما تشعر أنك تتملك وتؤمر وتنهي تجنح هي للعناد والرفض .
زفر عمر بقوة : اشعرها بم يحدث معك واخبرها به وهي ستستجيب لكل ما تريد دون إبداء نية للرفض .
اشاح عاصم بعينيه بعيدا ليربت عمر على كتفه : فكر قليلا ستجد أني محق ، زفر عاصم بقوة وهو يحاول السيطرة على مشاعره المختلطة ليجذبه عمر وهو يتبع – هون على نفسك يا صديق وتعال معي فالجميع بالداخل .
***
اتسعت عينا حبيبة بانبهار لتهتف : رائع إنه رائع عليك يا نوران ، صدره مفتوح قليلا ولكنه يماثلك بطريقه مبهرة .
ابتسمت نوران برقة : أشكرك يا حبيبة ، واعتذر أني جردتك من فستانك الجديد .
__ لقد اصبح فستانك ، فبعد أن رأيته عليك لا أقو على أن اسبلك إياه ، إنه أجمل بكثير عليك مني .
تمتمت نوران بحرج : لا يا حبيبة ، لا تحرجيني هكذا .
ابتسمت حبيبة ببساطة : بل أنت هكذا من تحرجيني ، اقتربت حبيبة منها لتهمس – أتمنى أن لا تضعي الحواجز بيننا .
تنفست حبيبة بعمق واتبعت بجدية : عمر أخبرني أنه يعدك أخته الصغيرة ، وعليه أنت أصبحت أخت خطيبي .
ضحكت نوران لتجيب بطبيعية : بالطبع أنا أيضا اشعر نحو عمر بأنه اخي ، صديقي المقرب ، اتبعت ببوح وهي تعيد وضع مثقل الرموش خاصتها –عمر دوما كان قريبا مني متفاهم وحان ويستمع إلي، بعكس البقية المتباعدين عني ، أحمد كان دوما مهتم بأميرة يدللني ولكن أميرة المفضلة لديه ، عبد الرحمن نزق دوما ولا يتحمل دلالي ، عمار كان مشاكس ويغيظني دوما وعاصم ..
صمتت وهي تتوقف عن الاهتمام بزينتها وحبيبة تنظر إليها بفضول لتبتلع غصتها المتكومة بحلقها وهي تهمس : عاصم كان دوما الكبير .
بللت حبيبة شفتيها وابتسمت رغم عنها وهي تربت على ظهرها : انه يحبك وأنت تعلمين ، ابتسمت نوران ساخرة وعيناها تغيم بسخرية لتتابع حبيبة بمرح - صراحة يا نور ، بعد أن رأيت ظهر الفستان تفهمت غضبه وغيرته الجلية عليك .
استكملت بثرثرة مقصودة : أنا نفسي شعرت بالغيرة أن يكون عمر راك هكذا .
عبست نوران بعدم فهم لتجيب بضحكة وعدم التصديق ينضح بعينيها : عمر لن ينظر لي أبدا ، جميعهم لا يفعلون .
اجابت حبيبة بطبيعية : ولكن البقية سينظرون يا نور .
تمتمت بخفوت : لا يهم ، فمن أهتم به لا يكترث .
رمقتها حبيبة مليا قبل أن تهمس : بل يكترث والدليل ما فعله اليوم .
عبست نوران بعدم رضا لتتابع حبيبة – ولكن عليك مراعاة غيرته عليك حتى إن لم يخبرك بها .
تنفست نوران بعمق وعيناها تومض بتفكير لتبتسم اخيرا لحبيبة التي هتفت : هيا لأننا تأخرنا على يمنى التي هاتفتني مرتين لأنها تريد مساعدتنا ببعض الأشياء.
أومأت نوران براسها وهي تنظر إلى هيئتها من جديد قبل أن تزفر برضا وتتبع حبيبة للخارج .
***
اقبل عليهم يهتف بتحية المساء للجميع بعد أن هنأ إيناس وآدم بعيد مولد ابنتها .. تحدث مع عبد الرحمن قليلا ، وبحث عن ابني خالته فلم يجدهما وصلا بعد ، هاتف أخيه الذي اخبره انه قادم برفقة عادل فتحرك نحوهم وهو يسحب نفسا عميقا استعدادا للمواجهة ، اقتربت منه خالته ليلى تمنحه حضن امومي ، تطمئن على أحواله فيجيبها بهدوء و عيناه تتركز على فاطمه التي لم تكلف نفسها عناء الرد على تحيته.
أنهى حديثه الهادئ مع خالته قبل أن يتجه نحوها يجلس مجاورا لها بعد أن أستأذن من والدته أن تنهض من جوارها فأطاعته و هي تنظر له بتعجب و تساؤل تجاهله ، التصق بفاطمة التي تأففت بدلال و همت بالنهوض ليتمسك بها ، يحاوطها بذراعيه ويضمها إلى صدره عنوة ، يقبل رأسها هامسا إليها بخفوت : لا تغضبي أنا أسف ، و لكنك الأدري بأسبابي ، الأمر كان فوق طاقتي و احتمالي يا تامي.
رمقته بعتاب لتهمس بطريقة تماثله: و لماذا تركته يحدث ؟ لم يكن ليحدث أيا من هذا كله إذا كنت تعاليت على كبرياءك و نطقت بأي شيء يعبر عم تريد.
نظر إلى عمق عينيها ليجيبها بنبرة أجشه :- أنت تعلمين أني لا أستطيع ان افعلها الآن.
تنهدت و عيناها تحنو عليه لتلامس وجنته برقة ، فيبتسم بلطف مقبلا وجنتها : سامحيني.
ابتسمت فظهرت غمازتيها : سامحتك منذ جلوسك إلى جواري ، اتبعت بعتاب - أنا لا أستطيع أن أغضب منك مع الأسف.
اتسعت ابتسامته ليضمها ثانية إلى صدره ، يقبل جانب رأسها مغمغما بمشاكسة: أنا أعلم فأنا الغالي.
ضحكت برقة لتضربه بيديها على كفيه : لذا تتمادى يا شبيه عمك.
هم بالرد ليصدح صوت عمه الذي اقترب مع أبيه و عمه أحمد و زوج خالته مزمجرا : ابتعد عن زوجتي يا ولد.
رفع حاجبيه ليبتسم بمكر و يهتف بمرح : سمعا و طاعة يا عماه.
نهض بالفعل ليتحرك نحو الرجال يصافحهم قبل أن يتوقف أمام عمه الذي ينظر إليه بجمود و غضب يتلألأ بعينيه فيهمس:- لازلت تخاصمني يا عماه؟ لم يجبه و ملامحه لا تلين ليتابع عاصم بلطف - إذًا ستحرجني أمام الجميع و لن تصافحني و تمنحني التحية كالبقية.
اطبق وائل فكيه و هو ينظر إلى كف ابن أخيه الممدودة بالفعل ليزفر بقوة قبل أن يصافحه سريعا فيتمسك عاصم بكفه بإصرار و هو يضم نفسه له يقبل كتفه معتذرا و مستسمحً هامسا بخفوت شديد: المعذرة يا عمي.
لم يربت وائل على ظهره كالمعتاد لينطق بجمود : فات أوان الاعتذار يا عاصم.
رفع عينيه ليواجه : أعلم و لكني اعتذر سواء قبلت الاعتذار أو لم تفعل.
ابتعد عنه وائل دون أن يجبه ليذهب ويجلس بجوار زوجته يتحاشى نظرات وليد- الذي جلس بجواره- المتسائلة وعبوس ياسمين المفكر ليهتف أمير بجدية : اجلس يا عاصم .
ابتسم عاصم بلباقة ليجلس على كرسي منفرد بجوار عمه أحمد الذي مال عليه قليلا سائلا : هل أغضبت عمك يا شبيه عمك؟
ابتسم عاصم ليهمهم بثقة : سيلين ويصفح لا تشغل رأسك .
ضحك أحمد بخفة ليهمهم : لا يطرق الحديد إلا الحديد وانتما الإثنين متشابهان .
ابتسم عاصم وآثر الصمت ليصدح صوت ليلى الحان تهتف بمرح : متى ستذهب لخطبة الفتاة يا عاصم ، ياسمين أخبرتني أنها لاقت قبولا لديك .
جمدت ملامحه ليجيب وائل بعد أن تبادل النظرات الساخرة معه : سيذهب بإذن الله ليحضر فرحها ، التفت لينظر إلى ليلى متابعا بحنق لم يخفيه - فالفتاة مخطوبة لابن عمها يا هانم .
شهقت ليلى بدهشة ليزداد عبوس ياسمين قبل أن تهتف فاطمة بتعجب : مخطوبة ، كيف ؟!
صاحت ياسمين بحدة : كيف هذا ؟! والدتها لم تخبرنا عن أمر هذه الخطبة من قبل.
التفتت إلى فاطمة تسأل بحنق : هل فعلت يا فاطمة ؟!
أجابت فاطمة سريعا : لا إطلاقا لم تذكر أنها مخطوبة أبدا ، التفتت إلى زوجها متسائلة - من ابن علمت يا وائل؟
زم شفتيه ليهتف بحنق : الفتى بنفسه أخبرنا وهو يبعث رسالة ضمنية لعاصم افندي أن يبتعد عن الفتاة فهي له منذ الأزل ، رفع عينيه لابن أخيه سائلا - أو لم يفعل يا كبير العائلة ؟!
كح عاصم بخفة ليتمتم : بل فعل يا عماه .
هتفت ياسمين بحنق : من الممكن أنه يدعي عليها .
اطبق عاصم فكيه ليلتفت إليها وائل يرمقها بغضب متمتما : يدعي عليها أمام والدها .
رددت ياسمين بصدمة : أمام والدها ؟!
زفر عاصم بقوة : نعم يا ماما بل أكد على صحة كلام ابن أخيه وهو يهمهم أن أمور الفتاة تخصه بمفرده وكأنه تنازل عن ابنته وما يخصها لأجل ابن اخيه .
رمقه وائل قليلا قبل أن يتمتم : من الواضح أنه اقنعه بأنه كبير عائلته بالفعل ،بل كان على قدر ما منحه له من ثقة
اطبق عاصم فكيه ليرفع رأسه بشموخ يضاهي شموخ عمه ناطقا بجدية : الثقة ليست منحة الثقة تكتسب يا عماه بقدر المواقف والثقل الذي يحمله الفرد ، الكبير ليس لقب يطلق على أي شخص الكبير صفة تصبغ على من يستحقها حتى لو لم يختارها فهو ينمو بها منذ الصغر .
توتر الهواء بينهما ليتبادل الجميع النظرات إلا هما ينظران لبعضهما بتحدي سري فيم بينهما لتهمهم ليلى بهدوء محاولة إزالة التوتر الذي عم عليهم : لا يهم سنبحث عن فتاة أخرى ، الذي خلقها خلق آلاف غيرها يتمنين نظرة واحدة منك يا عاصم .
ابتسم رغم عنه وخاصة حينما ازداد عبوس عمه ليهتف بهدوء واريحية : لا فائدة من البحث يا خالتي لا تتعبن انفسكن فعروسي موجودة فقط هو بعضا من الوقت وسأخطبها رسميا .
ابتسمت ليلى بفرحة حقيقية لتومض عينا فاطمة بسعادة لتعبس ياسمين بعدم رضا وقبل أن تسأله ليلى عن هوية الفتاة ابتسم وائل بتهكم نضح في نبراته : واثق من نيل ما تريد يا عاصم بك .
رد ببرود : بل عديت مرحلة الثقة يا عماه .
بريق الغضب لمع بعيني عمه ليهتف هازئا : من الممكن ألا تقبل بك .
اغتص حلقه ونظرة العتاب تومض بعينيه ليجيب بهدوء ونبرة متوعدة: ستقبل لا خيار أمامها يا عماه .
ضحكة قصيرة متهكمة صدرت عنه : ستجبرها إذًا ؟!
نفخ عاصم بهدوء : للأسف لا استطيع أن أفرض نفسي فالإجبار ليس من شيمي .
نظر إليه قليلا ليسأله : إذًا واثق من رضاها ،ابتسم بمكر ليغمغم - ولم لا ؟!
رفع وائل رأسه : لن تقبل .
أجاب عاصم بتحدي : لا تراهن .
زم وائل شفتيه : سنرى .
ابتسم عاصم ابتسامة بطيئة تشكلت على ثغره بانتصار لمع بعينيه ليهتف وهو ينهض واقفا : أخشى أن تخسر الرهان يا عماه .
تصلب جسد وائل ورمق ابن أخيه بغضب فيبتسم عاصم بمكر مزج بتحديه ليهتف وائل أخيرا بجبروت : لم أخسر من قبل ولن افعل الآن .
احنى عاصم رأسه ليجيب بطاعة : وحتى إن فعلت سأتنازل عن فوزي لأجل عيناك يا عماه ، لست أنا من يتباهى بفوزه على أبيه الروحي .
لمع بريق ابتسامة فوق ثغر وائل وعيناه تغيمان بسعادة داهمته ليعبس بافتعال ويشيح برأسه بعيدا فيبتسم عاصم بتسلية وهو يهتف : عمتم مساء يا سادة سأذهب لأرى الشباب ، بعد اذنكم .
تحرك مبتعدا ليضحك أحمد بخفة قبل أن يصيح بخفوت : هدااااف ، اغلق مرماك يا اخي فالفتى سجل من منتصف الملعب بركلة واحدة .
تعالت ضحكات وليد وأمير الذي يبتسم باستمتاع قبل أن يهتف : أنه فريد من نوعه ، أنا أحب رؤياه وهو يشاكسك يا وائل
ابتسم وائل وآثر الصمت لتهتف ليلى بحنو : أنا لم أفهم ما يدور بينكما ولكن من الواضح أنه أغضب سيادتك .
هتفت فاطمة سريعا : من يغضب من عاصم يا ليلى أنه محبوب من الجميع ، أنه حبيب عمه وشبيهه ووائل مهما فعل عاصم لن يغضب منه أو عليه .
رمق زوجته قليلا قبل أن يزمجر بحنق : بسببك أنت وليلى هانم هو يتيه غرورا ولا يهمه أحدا
همت ليلى بالرد ولكن صوت ياسمين الذي صدح أوقف كلماتها وابنة عمها تهتف بجدية : يحق له يا سعادة الوزير ، لا احد يماثله مكانة أو يقرب إليه ، لا أحد يشبه من بعيد أو قريب ، إنه عاصم واحد ولا مثيل له ، أكملت وهي تنظر إليه بتحدي - فريد من نوعه كما يطلق عليه أمير
ابتسم وائل ليجيب بلطف : بالطبع يا زوجة أخي أليس شبيه جده لابد أن يكون فريدا من نوعه.
زمت ياسمين شفتيها ليكتم أحمد ضحكته في حين رمقه وليد بعتاب فيحرك إليه كتفيه دون حيلة فيميل وليد إليه هامسا : ما الذي يدور بينكما ؟!
تمتم وائل بخفوت : سأخبرك ولكن حينما نكون بمفردنا .
رفع وليد عينيه لينظر إلى أخيه مليا مهمها بخفوت : هل المباراة الكلامية التي نشأت بينكما الآن تخص ما اظن ؟
ابتسم وائل بمكر : وماذا تظن ؟
ليجيب وليد بمكر يماثله : أنت تعلم ، وضعا راسيهما ببعض ليتابع وليد بخفوت - لتعلم فقط أني أرحب جدا بم يريد عاصم وسأدعم ولدي أمام الجميع وأنت أولهم ، بل سأجبرك أن تمنحه ما يطلب دون شرط .
ضحك وائل بخفة : ومن أخبرك أني لن أفعل ، ولكن دعني قليلا املص أذنيه فهو يستحق .
عبس وليد ليسأل بجدية : ماذا فعل ؟!
تمتم وائل : سأخبرك ولكن انتظر .
أومأ وليد رأسه بتفهم قبل أن يلتفتا الاثنين للقادمة نحوهم تبتسم برقة ووجهها شاحب رغم زينتها المتقنة ، تبادلا النظرات قبل أن يولوها اهتمامهما الجم وهما يطلبان منها الجلوس بينهما
***
اقتربت من تجمع عائلتها الجالسة مع والديه لتبتسم برقة وهي تحاول إخفاء لهفتها في السؤال عليه بل لقد وعدت نفسها أن لا تسأل .. أن لا تهتم .. أن لا تفكر فيه ولكن رؤية والديه مع عائلتها توجع قلبها الملهوف لوجوده من حولها .
أول من التقطا وجودها عميها الناظران إليها بتساؤل تحاشته لتبتسم برقة في وجه ليلى التي هللت لقدومها ، رحبت بها بترحاب كعادتها وأمير الذي اصر على النهوض لمصافحتها فاحتضن كفها بين راحتيه وسألها باهتمام عن احوالها ، قبلتها فاطمة واحتضنتها ياسمين ليصرا عميها على جلوسها بالمنتصف بينهما فتركت فاطمة لهم الأريكة وهي تجاور ليلى التي انتصفت الجلسة بينها وبين ياسمين .
ضمها وليد إلى صدره من كتفيها بحنو ليقبل جانب رأسها هامسا لها : ما بال الجميل ؟
ابتسمت بتوتر لم تقو على اخفاءه : بخير يا عماه .
تبادل نظره واحده بينه وبين أخيه المجاور لها والذي اعتدل بجلسته ليربت على ركبتها هامسا بخفوت : لا يا حبيبة عمك لست بخير فلا تحاولي تشتيتنا .
عضت شفتها لتهمس بخفوت وعيناها ترمش بتتابع : وهل اجرؤ على تشتيت سيادتكم ؟
رمقها وائل بطرف عينه ليجذبها نحوه يضمها إلى صدره فتركن رأسها إلى كتفه تدفنها في تجويف عنقه ليبتسم ويهمس : إشتقت إليك يا جنى ، من زمن لم أضمك إلي هكذا .
ضحكت برقه وهي تعتدل في جلستها تبتعد عنه قليلا لتهمس بعتاب : لقد استبدلتني يا ويلي بابنتيك .
ضحك ليضرب مؤخرة راسها بخفة : يا ضلالية ، دوما مكانتك لا يضاهيها مكانة ، حتى ابنتي لا يشغلان مكانك يا فتاة ، أنت أول من رأت عيني ولامست قلبي .
اتسعت ابتسامتها لتشاكسه بمرح تمسكت به فتشغله عم يجذبها إلى البوح به : وعاصم يا عماه.
عبس بضيق مفتعل : لا تأتي بسيرته ، فأنا غاضب منه .
أصدرت صوتا غير مصدقا وشاكسته بمرح ودلال : لا تقل يا ويلي ، أنت غاضب من عاصم، ماذا فعل هذا الابلة ليغضب سعادة الوزير شخصيا ؟
غمغم وائل سريعا : لا تسبيه يا فتاه .
تعالت ضحكة جنى لتتعلق برقبة وائل فتقبل وجنته لتهمس بإغاظة : أين ذهب غضبك يا عماه ؟
رد بمشاكسة : أنا أغضب منه ولكن أنت لا تسبيه ، إنه الكبير .
ضحكت برقه لتهمهم وهي تلتفت إلى وليد : اتعلم ماذا فعل ولدك واغضب سعادته .
هز وليد رأسه : ولا أريد أن اعلم هو وعمه يتصافيان بعيدا عني .
فرقعت بأصبعيها : طوال عمرك فنان يا عماه ، لا تشغل رأسك بهذه المشاكل التي لا فائدة منها سوى وجع الرأس .
تفحصها وليد قليلا قبل أن يهمهم إليها بخفوت قاصدا الا يستمع إليه غيرها : ولكني اشغل رأسي بك يا ابنتي ، ماذا بك يا جنى ؟
اجفلت لوهلة قبل أن تتسارع انفاسها لتهمهم : لا شيء أنا بخير.
تنهد بقوة ليبتسم مطمئنا قبل أن يجذبها إلى صدره يضمها بحنو هامسا بجوار اذنها : سأمنحك بعضا من الوقت قبل أن ات إليك وحينها ستبوحين يا ابنتي .
تمسكت باحتضانه لها لتقاوم ذرف دموعها بسيطرة جرحت حلقها لتنتفض على صوت نوران الغيور : ماذا تفعلين يا دكتورة ؟ اتبعت وهي تضع كفيها بخصرها - أنت تستولين على أملاكي .
رفعت جنى حاجبها بعجرفة افتعلتها : ومن قال أنها املاكك ، هذا عمنا سويا ، وهذا أبي قبل أن يراك يا صغيرة .
زمت نوران شفتيها بغيرة حقيقية لتهتف بعنفوان : لا تقولين صغيرة هذه مرة أخرى يا جنى ، ثم أبي هو أبي ، وأبي فقط ليس أب لاحدا غيري .
كتمت جنى ضحكتها بظهر كفها لتهتف بها : هاك اسأليه وهو سيخبرك أن مكانتي لا يقرب إليها احدا حتى أنت وأميرة .
اتسعت عينا نوران بصدمة لتهمهم بجدية : حقا يا بابي ؟
انفجر الجميع ضاحكا ليهتف وائل : تعالي يا نور عيون بابي .
رفعت نوران رأسها بشموخ لتخطو بدلال نحو أبيها الذي اجلسها بجواره من الاتجاه الأخر يضمها من كتفيها إليه هامسا : أنت نور عين بابا وشقيقتك أميرتي ولكن جنى لها مكانتها الخاصة فهي ابنتي البكرية ، مثل عاصم هما أول من تربيا ببيت الجمال وكانا أولاد لنا جميعا.
عبست نوران بضيق لم تستطع اخفاؤه لتهمهم : سيظل عاصم فتاك المدلل يا بابي .
ابتسم واسبل اهدابه ليهمس : مهما كان فتاي المدلل أنت نور عيوني يا نور .
نظرت إليه لتهمس بتساؤل جاد : هل سيأتي اليوم وتنصفني عليه يا ابتاه ؟
أجاب بجدية : إذا أخطأ سأنصفك عليه وإذا اخطأت سأنصفه عليك .
ابتسمت بادراك ومض بعينيها لتقبل وجنته هامسة بدلال : أنا أحبك يا بابي .
ضمها إليه ليقبل جبينها : أنت روح بابي وعيونه الاثنين .
اتسعت ابتسامتها لتحنو رأسها باتجاه جنى فتخرج لها لسانها مغيظة لتضحك جنى بسماحة نفس فتضحك نوران بدورها قبل ان تنهض واقفة : تعالي لنذهب إلى الفتيات .
نهضت جنى ليستأذنا الجمع من حولهم قبل أن يتحركا مبتعدتان نحو تجمع الفتيات الصاخب ، التفت وليد لأخيه سائلا بعينيه فأشاح أحمد براسه قبل أن يهمهم : ستعرف بعد قليل قبل أن أخبرك أنا .
عبس وليد قليلا قبل أن يبتسم بادراك ومض بعينيه ليهز رأسه بتفهم لينتبه الى سؤال ليلى الموجه لياسمين : أين عمار يا جاسي ؟
همت جاسي بالرد ليصدح صوته المرح : ها أنا ذا يا خالتي ، هل اشتقت إلي ؟
هتفت ليلى بفرح : بالطبع يا ولد ، كيف حالك ؟
تقدم منها ليضمها الى صدره يقبل وجنتيها ويجيب : بخير حال يا خالتي العمل بالمشفى يستولي على وقتي ، كنت أتعجب من حديث عاصم عن العمل من قبل إلى أن وقعت في الفخ .
ضحكت ورتبت على وجنته : وفقك الله يا حبيب خالتك .
تحرك ليسلم على البقية قبل أن يصدح صوت عادل القادم خلفه هاتفا بسخرية : نعمل في المشفى منذ القدم ولم نسمع هذه الدعوة ولا نأخذ هذا الدعم
تعالت الضحكات لتصيح ليلى بحنق : هكذا يا عادل .
فيقترب عادل منهم يصافحهم بالتتابع ليهتف بجدية افتعلها : نعم وخاصة أنه ليس بطبيب لعلمك يا اماه عمار ليس سوى معالج نفسي
عبس عمار ليهتف متبرما : أنا طبيب نفسي يا عادل .
رقص عادل حاجبيه بعد أن قبل وجنة ياسمين و أومأ لفاطمة باحترام : نعم طبيب اسما .
لوى عمار شفتيه : ولكني طبيب رغم عنك .
ليجيب عادل بنقار : طبيب المجانين .
هم عمار بالرد ليصدح صوت عاصم الذي عاد على اصواتهما : ألا تتوقفا قليلا ، أنتما تناقران بعضكما كالديوك .
نطقا الاثنان سويا : هو من بدأ
زفر عاصم بقوة ليهمهم بيأس قبل أن يدور على عقبيه مبتعدا : لا فائدة منكما ، سأذهب لعبد الرحمن.
راقباه يبتعد سويا ليقفا متجاوران يتشاكسان كعادتهما قبل أن ينتفضا سويا على صيحات صديقات آسيا يهللن لوصول شخصا ما لم يتبينوا شخصه إلا حينما هتفت احداهن لصديقتها : أدهم الجمال وصل .




rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 05:56 PM   #195

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي




تجمعوا على طاولة تخص الشباب ينقصها أسعد الذي لم يصل بعد وعمر المرافق لخطيبته يراقبوا ما يحدث أمامهم في مجموعة الصغار كما يطلق عليهم عادل ويمتعض منهم عبد الرحمن ، تعالت الضحكات الأنثوية من بعض الفتيات على تعليق ما القاه أدهم الواقف بمنتصف الدائرة تتهافت عليه الفتيات كنجم سينمائي ليهز عاصم رأسه بعدم فهم فيضحك أحمد ويربت على كفه القريب منه : هون على نفسك يا صديق ، إنه ذو قاعدة جماهيرية واسعة بالمدرسة والنادي ومحبوب من الجميع .
سال عادل بجدية وهو يراقب الفتيات اللائي تقتربن منه عن عمد تحاولن لفت نظره فيترفع هو كطاووس مفتخر بريشه : من منهن صديقته ؟!
قهقه أحمد ضاحكا ليلوي عبد الرحمن شفتيه بضيق مغمغما من بين فكيه : بل أسأل من منهن لم تكن صديقته يوما ما ، هذا الشبل الفتي يصادق الجميع ويواعد كل من تقع بمحيطه ، تصغره .. تكبره لا يهم فهو مناسب لهن جميعا .
ضحك عمار ليهتف بمرح : أشم رائحة الغيرة يا عبده .
عبس عبد الرحمن باستنكار : بالطبع لا ولكن لا أفهمه حقا ، أنه لا يمتلك حدودا يا عمار .
زفر عمار بقوة ليتحدث بجدية : انظر جيدا يا عبد الرحمن ، أنه لا يتقرب منهن ، بل لا يخطو نحوهن هن من يحومون من حوله ، إذا وضعت الفتاة حدا لا يقو أحدهم على اختراقه مهما حاول ولكنهن من يسعين إليه
سال عاصم بجدية : لماذا ؟! إنه ليس الاوسم ولا الأجمل بل هو يصغر معظمهن .
رد عمار بمرح وعيناه تلمع بتسلية : لأنه الأوقح .
امتعض عاصم واستنكر عبد الرحمن لينتبه عادل إلى الحديث بجدية في حين ضحك أحمد موافقا على حديثه فتابع عمار بهدوء : بعض الفتيات تحب الفتى العابث .. الماكر .. الذي يغيب عقلها بكلماته .. يدللها .. يرعاها .. ويحنو عليها ولا ضير من قلة الحياء في بعض الأوقات ، ثم لا تنسى يا أخي منصب ابيه يجعله مطمع للكثيرات يريدون أن يفوزن به .
عم الصمت على الجميع ليهمهم عادل بعد قليل : تفسيرك منطقي إلى حد ما ، اتبع بتفكه – لقد اصبحت طبيبا نفسي يا ابن الخالة ما شاء الله عليك .
تبرم عمار بنزق ليغيظه عادل متعمدا لتضج الضحكات فيم بينهم قبل أن يلتفت عمار بعفوية ناظرا إلى من دلفت للتو إلى الحفل فسرقت نبضات قلبه مع خطواتها الأنيقة .
***
انهت كل ما أرادته والدتها منها بعدما علمت مصادفة بعودة عز الدين من خالتها فتخلفت عن الحضور مع والديها لأجل أن تنهي استعداد استقبال اخو ابن خالتها والذي يحظ بمكانة مميزة عند والدتها ، فأمها اصرت أن تعد له غرفة الضيوف لاستقباله وأرسلت سيارة خاصة لاستقباله في المطار وخاصة مع انشغال الجميع في الحفل ،وقفت أمام باب مدخل حديقة بيت خالتها تتنفس بعمق ، تشعر ببعض من التوتر تسلل إليها رغما عنها ، توتر تحاشت الشعور به منذ الصباح وخاصة بعد حديث والدتها بطريقة غير مباشرة عن عمار ، لا تفهم أكانت أمها تلمح عن تقدمه بشكل رسمي لأبيها ، أم أمها تثرثر عنه بعفوية كعادتها فتخبرها عن أخباره بشكل غير مباشر كما كانت تفعل طوال عمرها ، زفرت انفاسها كلها تحاول أن تطرد التوتر الذي دب بأوصالها وهي تعلم سببه ولا تنكره ، فوجوده المتيقنة منه ورؤياه التي اشتاقت اليها -حتى لو أنكرت اشتياقها على نفسها -هما ما أثارا توترها .. ارتجاف كفيها .. ورفت عينيها .
اخفضت بصرها تنظر إلى فستانها الانثوي الانيق بلونه البنفسجي الفاتح وقماشه المتهدل على جسدها في تفصيله على الرغم من احتشامها ولكنها ترسم منحنياتها بريشة فنان يعلم كيف يظهر جمال قوامها ، لتضرب رأسها ذكرى قديمة تهادت إلى عقلها الآن حينما وقفت تفرك كفيها بتوتر أمام باب مدخل قاعة الزفاف الضخمة ، تتخوف من الدخول وتتساءل عن رد فعل الجميع على اختلافها الجلي والذي كان فكرة خالتها التي دفعتها لتبدل من نفسها ودعمتها لتتغير إلى فتاة تجذب عيون الفتيان ، خالتها التي وقفت ورائها تربت على ظهرها برفق وتهمس بدعم : هيا يا فتاة ولا تنسي أبدا أنك ابنة الخيّال
التفتت تنظر إلى خالتها برهبة تملكت منها لتدعمها خالتها بنظرة واثقة من عينيها ، حينها فسحبت نفس عميق على إثرها وخطت إلى الداخل بثقة نبعت من أعماقها وازدادت حينما التفتت الرؤوس تنظر إليها البعض لا يعرفها فيسأل عن هويتها ، ومن يعرفونها يتطلعون إليها بذهول مزج بإعجاب عزز من ثقتها بنفسها ،
تعالت الموسيقى من حولها لتنتبه إلى وقوف العروسين في منتصف ساحة الرقص ليشرعا بالرقص فعليا على أنغام الموسيقى الهادئة التي انبعثت من حولها ، موسيقى كلاسيكية محببه للنفس وقريبة للقلب وتجبر المرء على الهدوء والسباحة في نهر الحب .
ابتسمت على خيالها ليدوي من حولها شدوه العال بحنو صوته ..وشجن نبراته.. عاطفيته الزائدة .. ورومنسياته الحالمة ، توقف أمامها وهو يكمل غناء ، يخصها بنظرة تعرفها جيدا كما ينظر إليها دائما ، ولكنها اليوم اخترقت جدار قلبها مطعمة بكلمات أغنيته ، فتسلقت أسوار روحها العالية لتنفذ اليها بسهولة ويسر ليتبع هو قاصدا
يا خلاصة الجمال.. يا نشيد العاشقين
يا اجابة عن سؤال.. كان شاغلني من سنين
كان سؤال عن مين حبيبتي.. مين هتبقى أساس حكايتي
وإلاجابة كانت انت .. انت كنت غايبة فين
انتفضت بقوة وهي تشعر بلهيب يشعل وجنتيها فتتحرك مبتعدة وهي تحارب شعور الخجل الذي داهمها جراء نظراته لها ، شعور كان يداعبها في وجود آخر ملك قلبها ولكنها لم تمتلك به اي شيء !!
ابتسمت رغم عنها ونفضت رأسها لتتخلص من بقايا الذكرى التي اجبرت وجنتيها على التورد سحبت نفسا عميقا لتخطو إلى الداخل بثقة تنبض بأوردتها وشموخ يجري بدمائها ، ويقين باختلافها وطاقة حب موجه لنفسها .
ابتسمت وهي ترحب بالموجودين ، تصافح أصدقاء العائلة وصديقاتها ترحب بالمدعوات من صديقات ابنة خالتها المختفية في مكان لا يعلمه سوى الله ، تبتسم لهذه وترحب بتلك إلى أن توقفت خطواتها فجأة على ظهوره أمامها بابتسامة الحانية وصوته الاجش بنبرته العميقة : مساء الخير يا يمنى .
اتسعت ابتسامتها لتمد يدها مصافحة له : مساء النور يا حسام ، كيف حالك ؟
زفر بقوة ومنحها مصافحة أخوية وابتسامة لبقة : بخير والحمد لله ، كيف حالك أنت ؟
ابتسمت برقة : بخير والحمد لله ، أين نادر ؟
رد بعفوية : كنت سأسألك عنه ، فهو لم يصل بعد ، ظننته معك .
ضحكت بعفوية : لا ليس معي ، تحدث إلي اليوم وأخبرني أنه لديه عمل سينهيه ويأتي حتى لا يتأخر عن آسيا .
زم شفتيه بإحباط : للأسف لا يجيب هاتفه .
ابتسمت مطمئنة : لا تقلق سيأتي الآن .
ابتسم بلباقة : لست قلقا ، سعيد برؤيتك اليوم والحديث معك .
أومأت له براسها في رقة : وأنا الأخرى يا حسام ، أراك بالجوار .
منحته ايماءة من كفها قبل أن تتحرك نحو تجمع الفتيات غافلة عن عيناه التي تراقبها بغضب وغيرة تنهش قلبه من اقتراب أخر يظهر في منتصف مدارهما على الدوام .
لقد تحرك حينما لمح طلتها الأولى ليتخفى بعيدا فلا يشعر به أحدا وهو يتأملها ، يزين عينيه برؤياها ، لقد كان أن يموت شوقا فهو امتنع عن ملاقاتها أو الدوران من حولها الأيام الماضية وخاصة بعدما عرف بأنها تخلصت من العريس كما أراد ، فشعر براحة تغمره واهتم بعمله وهو يفكر في خطوته القادمة معها وخاصة مع موافقة أبيها المبدئية عليه ، كتم أنفاسه وهو يراقبها تبتسم بلباقة تسير بثقة وترفع رأسها بشموخ لا يليق إلا بها ، ترحب بالمدعوات وتطمئن على راحتهن ليكتم انفاسه حينما اخفاها عن عينيه أخر وقف بالمنتصف بينهما فيزدرد لعابه الذي جف فجأة وعقله يومض بذكرى بعيده كاد أن يمسح اثارها من تلافيف عقله ولكنها بزغت بقوة أمام عينيه الآن وكأنها تعاد بتفاصيلها ، حينما وقف بركن قصي في القاعة الضخمة التي اقام بها زفاف ابنة عمه ينظر إلى ما يحدث أمامه بعيون قاتمة وانفاس مكتومة بداخله ، يراقب وجودها بعد أن شعر بها حينما طلت من باب القاعة دون أن ينبهه أحدهم لوجودها فيكفيه أن تدلف هي إلى مكان وجوده حتى يشعر بها تغمره بعبق وجودها من حوله ، بكل مرة كان يتشاغل عنها .. عن وجودها .. عن النظر لها ، ولكن هذه المرة لم يستطع فإطلالتها المختلفة عم كانت عليه جذبت نظره رغما عنه فتأملها مجبرا بفستانها ذو اللون البنفسجي الفاتح فيظهر سمار بشرتها المميز ، بصدر مغلق أنيق التصميم وبسيط الزينة بل إنه خال من أي زينة فلونه المضيء يكفي ليجعلها تظهر ببهاء يكفي ويزيد ، دون أكمام فيظهر رشاقة ذراعيها ، وقصير لمنتصف الركبة فيظهر ساقيها الطويلتين الممشوقتين بمظهر أنثوي يخالف اطلالتها الرجولية السابقة ، بل إن حذاءها الأنثوي ذو الكعب العال ازادها طولا وأضاف عليها فتنة بعنوان أنوثة متفجرة افقدته صوابه وقلبه بقوة لم تحدث من قبل سحب نفسا عميقا يهدأ من وجيب قلبه وهم بالحركة اتجاهها ليقاطع طريقهما ظهور أخر وقف في المنتصف بينهما يشدو إليها خصيصا غير عابئا بوجود شقيقيها وغير مهتما بمراقبة أبيها ، يكتنفها بنظراته الولهة .. وعشق ينبع من أعماقه موجها لها على مدار سنوات ماضية ولكنها دوما كانت تضجر منه .. تضيق به .. وتنهره بحزم فيبتعد عنها ولكن اليوم تضرجت وجنتيها بخجل ظهر على ملامحها ، و توترت نظراتها وتبعثرت خطواتها وركضت مبتعدة عنه بحياء كانت تخصه -به - بمفرده ، ولكن هو من تنازل عنه !!
أخفض رأسه وغصته تحكم حلقه .. تؤلم قلبه .. وتوجع رأسه وهو يفكر فيم حدث وباعد بينهما ليجد انه المخطئ .. المذنب وعليه سيتحمل نتيجة خطئه كاملا !!
أطبق فكيه بقوة وهو يعود بنظره إلى تبادلها الحديث مع الآخر بعفوية أحرقت قلبه قبل أن ينصرف فيدير عينيه عليها من جديد فيدرك مدى اختلافها عن السابق ، لقد اندثرت الفتاة الخجول تحت وطأة شخصيتها القوية الشامخة الجديدة التي تتسلح بها ، زال ارتباكها .. توترها .. خوفها لتصبح قوية .. جريئة .. مهرة ذات عنفوان وشموخ سحب نفسا عميقا قبل أن يشد خطواته متجها نحوها دون تردد .
***
ابتعدت عن تجمع الفتيات لتنظر إلى استعداد الحفل بجوار خالتها لتتوقف خطواتها حينما التقطت اقترابه منها ، لترفع رأسها بعنفوان نمرة تقابله بابتسامة ماكرة تسللت نحو ثغرها لتتحدث إليه ببطء حينما ومضت عيناه بشوق لم يتحكم به : مساء الخير يا دكتور ، كيف حالك ؟
همس رغم عنه وعيناه تتعلق بثغرها المطلي بلون الخوخ الشهي : مشتاق .
القاها بصوت اجش قبل أن يرفع عينيه إليها فضحكت رغم عنها لتلمع شامتها فوق ثغرها فيزفر بحرارة لفحت وجنتيها فتوردت رغم عنها لتشيح بعينيها بعيدا عنه ليتحدث بنبرة تعرفها جيدا فلطالما خصها بها فيم مضى : أنا بخير طالما رأيتك فانا بألف خير ، اتبع بخفوت – كيف حالك أنت ؟
ابتسمت واجابت بعملية : بخير الحمد لله ، شكرا على سؤالك .
همس بخفوت : اشتقت إليك يا حبيبتي .
توردت رغم عنها لتهمهم بخفوت : عمار نحن وسط حديقة بيت خالتي ، لا اعتقد أنك تريد إثارة فضيحة هنا .
همت بالابتعاد عنه ليقف أمامها يمنعها من المرور بعيدا عنه : انتظري أريد الحديث معك .
اتسعت عيناها بغضب رافض : هل جننت يا عمار ؟! ابتعد عن طريقي .
زم شفتيه بضيق ليهتف بإصرار : لن ابتعد ، توقفي وتحدثي معي كالأخرين .
عبست بتعجب لتسال : أي آخرين ، هل فقدت عقلك ؟!
تمتم بضيق : الم تتحدثي منذ قليل مع حسام ؟! اتبع بغضب خرج مع نبراته الخافتة – إذا كنت تحدثت مع حسام وتضاحكت معه أنا من حقي أن اقف واتحدث وأسأل وتجيبِ .
لمعت عيناها بوميض لتسأل بمكر وهي تقترب منه خطوة واحدة : حقا ؟ ومن منحك هذا الحق ؟
أجاب بجدية وعيناه تنضح بصرامة : أبيك .
رفعت حاجبها بدهشة لتساله بجدية : وكيف ذلك ؟
ابتسم بمكر ليهمس : لقد منحني موافقته على طلبي .
رمش جفنها بتتابع وهي تنظر إليه بعدم تصديق ليتابع بسلاسة : اساليه إذا كنت لا تصدقينني .
اطبقت فكيها فظهرت حركتها جليا في وجنتيها ليهمس بخفوت وهو يقترب منها خطوة واحدة : لا تغضبي يا جميلتي ، فأنا لا أقصد اغضابك أبدا ، كل ما في الأمر اني اشتقت إليك واحببت أن اطمئن عليك ، وامنحك تحيتي ، اتبع بتشدق وثغره يلتوي بحركة يعلم تأثيرها عليها – فلا يصح ألا اسلم واطمئن على زوجتي
صمت ليتبع متشدقا بسماجة قصدها : باعتبار ما سيكون .
نطقت من بين أسنانها بتهكم : هل ساءت حالتك لهذه الدرجة يا عمار ؟ أصدرت صوتا رافضا من بين شفتيها المزمومين برفض – أصبحت تحلم وأنت يقظ أيضا .
صدحت ضحكته ليهتف بلا مبالاة : سنرى يا ابنة الخيال هل هي احلام أم واقع ستخضعين له بالأخير .
اصرت على اسنانها لتهمس بغضب : ليس لدي وقت لهذا الهراء ، اتبعت بغضب تمكن منها – بعد إذنك .
تحرك ليفسح اليها الطريق ليهمس بجوار اذنها حينما مرت من جواره : لن يكون هراء يا مهرتي ، وسترين .
نفخت بتأفف وهي تمر بجواره ليضحك بخفة وهو يراقبها بعينيه إلى أن اختفت من أمامه فيتنهد بقوة قبل أن يدور على عقبيه فيبتسم بتوتر وهو يقع فريسة نظرات زوج خالته فيما له بالتحية ليبادله أمير التحية بهزة رأس رزينة وابتسامة مطمئنه ، فيرتجف قلبه وهو يعود إلى شعوره حينما كان صغيرا ويفعل أي من حماقاته فيضبطه أمير متلبسا ليبتسم اليه بنفس الطريقة ويهز له رأسه بخفة اعادته لشعوره حينما كان صغيرا فيضبطه امير متلبسا بارتكاب خطأ ما فيبتسم له بنفس الطريقة ، اخفض رأسه وهو يتحرك مبتعدا باحثا عن شقيقه .
***
هتف باسمها في حبور تملكه ليندفع نحوها تاركا تجمع أصدقائهم بخطوات متتالية فيصافح والدتها باحترام ويرحب بشقيقتها بود وكأنه صاحب الحفل ليس مدعوا مثلهم ليهتف بسعادة وهو يملأ عينيه بوجودها : انرتم الحفل بوجودكم ، رفع نظره نحو والدتها ليهمهم - تفضلي يا خالتي الجميع هنا .
همت بالحركة خلف والدتها ليقبض على كفها القريب منه ويهتف بها : تعالي معي أريدك أن تسلمين على جنى وعمتي .
استجابت إليه بأريحيه لتسير إلى جواره مقتربة من تجمع كبار عائلته اللذين نظروا إليهما بانتباه لتبتسم باتساع وهي تقترب من أحمد الذي نهض ليقبل جبينها ويرحب بها ليهتف مازن بحبور : جنى ديجا هنا .
ابتسمت جنى بتعجب وهي تنظر إلى كف أخيها الممسك بكف الفتاة التي تعرفها مسبقا مرت لصداقة ابويهما فترحب بها بمودة فتبتسم ديجا لترفع إحدى خصلاتها خلف اذنها وهي تنظر إليه بعتب ليشاكسها بعينيه وهو يعرفها على البقية لتبتسم بسماجة في وجه أدهم الذي شاكسها بانقلاب ملامحه ليرحب بها علي الدين بود ويسالها عن احوالها باهتمام ، هتفت إيمان بسعادة شعت من عينيها : إذّا أنت خديجة التي يتحدثون عنها الفتيان .
ابتسمت برقة لتجيب بمشاكسة : على ما يبدو ، أتمنى أن ذكري يكون بالخير .
هتف مازن من خلفها : بل بكل الخير .
رمقته عمته بطرف عينها لينتبه أحمد إلى ابنه الذي تحرك ليجاور الفتاة وكأنه يدعمها أمام شقيقته الصغيرة التي هتفت بترحاب : الثلاث يخبرونني بأنك متفوقة وتدحرينهم دوما في إجابات الأسئلة وتحصلين على علاماتك كاملة .
توردت الفتاة بخجل لتؤثر الصمت فتسال إيمان باهتمام : هل ستدرسين الطب كابيك واخيك ؟!
ضحكت الفتاة لتهز رأسها نافية : لا ، ومضت عيناها ببريق غني – بل أريد أن أصبح مهندسة زراعية .
تجمدت ملامح إيمان ليكتم مازن ضحكته ليهتف بمرح : سنشتري أرضا سويا ديجا تستصلحها وأنا أنشأ مزرعة الابقار والخيول التي أريدها .
رفع أحمد حاجبه لتهز إيمان رأسها بتفهم : لذا تتمسك بفكرة المزرعة .
هتف بأريحية : ديجا صديقتي وستصبح شريكتي .
ضحكت خديجة بمرح : بالمناسبة يا شريك ، تعال لأوريك أخر ما توصلت إليه بهذا الأمر .
هز رأسه بتفهم : هيا بنا .
استأذن عمته وهما بالابتعاد عنهما قبل أن تنتبه لمن يقترب من الجلسة فتهتف برقة : عبده .
انتصب جسد عبده ليلتفت إليها بتعجب انقلب إلى ضحكة صافية فيرحب بها بمودة ويمأ بالتحية إلى مازن الذي يعبس بتعجب وعدم فهم وهو ينقل نظره بينهما ، لتساله بمرح : أنت هنا ؟
ضحك عبد الرحمن ليجيب : شقيقي يكون خطيب ابنة خال آسيا ، عمي أمير صديق شخصي لدادي .
ضحكت بمرح ورددت : واو دادي .
ضحك عبد الرحمن بمرح انتقل إليه ليسالها : أنت هنا؟
أشارت بابتسامة : أنا صديقة شخصية لآسيا .
همهم بتعجب : هل أتيت بمفردك ؟!
اشارت بيدها : بل رقية ومامي معنا ولكنهما توقفا ليسلما على الخالة ليلى .
خبطت جبهتها : اوه ، لقد نسيت أن اتمنى مولد سعيد لآسيا .
تمتمت وهي تتحرك مبتعدة : بعد إذنك .
أومأ برأسه في تفهم : تفضلي ، سأذهب لأرحب بوالدتك وشقيقتك .
أومأت براسها في تفهم ليبتعد عبد الرحمن عنهما فتحركت خطوتين لتتوقف وهي تنظر إلى مازن الذي تسمر بمكانه ، نظرت له بتساؤل ليقترب منها بهدوء سائلا : من أين تعرفيه ؟
عبست بتعجب قبل أن تجيب بأريحية : إنه زميل لرقية ويعمل مع أبي ، ثرثرت بعفوية – لقد زارنا في البيت منذ مدة قريبه وتعرفت عليه .
رمش بعينيه : تناديه بعبده يا خديجة .
رفعت حاجبيها بدهشة سرعان ما سيطرت عليها وهي تتمتم ساخرة : أصبحت خديجة الآن .
اطبق فكيه ليهمهم بخفوت حاد : لا تقلبين الأمر .
رفعت كفيها بإشارة كفى : ليس هناك أمر يا مازن ، حينما تهدأ وتسيطر على غضبك تعال لتتحدث معي .
__ خديجة ، نادها من بين أسنانه لتأرجح شعرها بثبات وهي توليه ظهرها مبتعدة برأس مرفوع وابتسامة لبقة لتقترب من إيناس وآسيا التي استقبلتها بالأحضان وايني التي رحبت بها في حفاوة وهو يرمقها بغضب سيطر على ملامحه .
انتبه بعد قليل على وقفة ابن عمه بجواره يربت على كتفه باستخفاف : أغضبتها يا فالح .
زفر بقوة : الأمر لا ينقصك يا أدهم .
تنهد أدهم بقوة : ماذا حدث؟
عبس مازن بغضب ليتابع أدهم بخفة – هل ابن خالتي المشع هو السبب ؟
تأفف مازن بقوة ليشيح بكفه وهو يتحرك مبتعد عنه ليلتفت أدهم لعلي لويا شفتيه بيأس وهو يحرك كتفيه بعدم معرفة فيمأ علي برأسه قبل أن يتحرك بخطوات متزنة خلف ابن خاله ، زفر أدهم بقوة قبل أن تومض عينيه بنظرة ماكرة وهو يتحرك بخفة نحو من توليه ظهرها تتحدث بصخب وسعادة تصدح من نغمات صوتها ليقف قريبا منها هامسا بصوت خافت : عيد مولد سعيد يا آسي .
التفتت إليه بحركة مسرحية لتنظر إليه من بين رموشها : أخيرا أتيت لتهنئتي .
مشطها بنظراته قبل أن يقترب منها بخطوة عابثة ونظرة شقية : كنت انتظر الوقت المناسب بم أني لن أستطيع أن امنحك التهنئة المناسبة .
القاها بخيبة أمل مفتعله لتهمس بشقاوة : انصحك أن تتخلص من أحلام يقظتك يا ابن الوزير .
تنهد بافتعال وهو يضع كفيه فوق قلبه : لي الله يا قاهرة قلب ابن الوزير .
جلجلت ضحكتهما سويا لتقترب منه فيلتقط كفها بين كفيه ليضغط عليه بمودة : اشتقت إليك يا قاسية .
خلصت كفها من بين راحتيه لتكزه بخفه في كتفه : وأنا الأخرى اشتقت الي إليك ، متى ستنهي امتحاناتك ؟
هتف بانزعاج : لقد انتهيت .
رمقته بتعجب : هل انت تهذي يا أدهم ، لازال لديك امتحانات .
زفر بقوة : نعم أعلم بعد شهر ونصف ، ولكن هذه الامتحانات اعتياديه وأنا أحب تلك المواد فلا اشعر بالضغط والتوتر بسببها ، ثم أني سأخذ اجازة قليلا ، اتبع بغمزة شقيه – ما رأيك هلا أتيت معي؟
هزت كتفها بعدم معرفة : سأرى ماما وبابا واخبرك .
تمتمت بتساؤل : من سيكون معك ؟
رد بعبث تقصده : أنا وأنت والشيطان .
تصاعدت ضحكاته على ملامحها العابسة ونظرة عينيها اللائمة ليهمهم من بين ضحكاته : أوقعت بك .
ابتسمت لتلوي شفتيها بضحكة عابثة لتهمس إليه وهي تنظر إليه برماديتيها الوامضة : Be Careful what you wish for يا دومي .
ابتسم بجزل : معك لا أتمنى ولا أحلم ، اترك عفويتي تسيرني معك .
ابتسمت برقة ورفعت ابهامها بعلامة الإعجاب لتهتف إليه : جيد ، من سيذهب معك ؟
ضحك بخفة : كلنا أعتقد ، حتى سيادة الوزير .
همهمت بشقاوة : سآتي لأجل سيادة الوزير .
تحركت في اتجاه والده ليتحرك بجوارها هامسا إليها بخفة : حذار أن تلتقط أمي ولهك بسيادته ستنفيك وراء الشمس .
أخرجت إليه لسانها بمشاكسة لتهتف بمرح : بل هي تعلم أني متوله بسيادته
احنى رأسه بتساؤل : حقا ؟
أومأت بالإيجاب لتصيح بمرح حينما اقتربت من الجلسة : أليس كذلك يا انطي ؟!
عبست فاطمة بتساؤل لتتبع آسيا بمشاكسة : ألا تدركين أني اعشق سيادته ؟!
ضحكت فاطمة وهمهمت بالإيجاب ليبتسم وائل إليها باتساع و فتح ذراعيه لها لتقترب منه تجلس بجواره وتضم نفسها إلى صدره فيقبل جبينها لتخرج لسانها إليه ثانية بغيظ : لا شأن لك.
اسبل اهدابه قبل أن يتنهد بقوة : وابن سيادته لا مكان له .
ضحكت ضحكة ساخرة عالية متقطعة : ابن سيادته لا أمل له .
هز كتفيه بيأس ليهتف بها : على راحتك ولكن تذكريها جيدا يا قاسية .
قبلت وجنة وائل الذي تمنى لها مولد سعيد لتنهض واقفة تقترب منه لتجيبه بغمزة عين شقية : لا تخف سأتذكر جيدا .
رمقها بتأمل لتجابهه بتحدي قبل أن تهمهم بخفوت : فقط أنت لا تنس .
ابتسم ولامس وجنته بخفة وهو يهمهم : لا انس .
قهقهت ضاحكة لتهتف به : سعيدة بوجودك يا أدهم بك .
التقط كفها ليرفعه إلى شفتيه مقبلا : بل الشرف لي حضور حفل مولدك يا هانم .
***
وقف إلى جوارها ليناولها كأس من العصير أتى به إليها من طاولة المشروبات فابتسمت برقة وهي تحمله ليحدثها بجدية : إنه عصير طبيعي دون سكر ، أعلم أنك لا تفضلين السكر بالأشياء .
ابتسمت برقة : أشكرك ، لم يكن هناك داع لتعبك .
هتف بعفوية : ليس هناك أي تعب يا رقية ، ابتسمت بتوتر ليتبع – لماذا تقفين بمفردك؟
هزت كتفها دون معرفة : لا أعلم لم أشأ أن اتطفل على التجمعات الأخرى .
هتف بتعجب : ليس هناك تطفل بالعكس سيرحبن جدا بك ، تعالي معي لأعرفك على خطيبة اخي ووالدتي ، ستفرح كثيرا برؤيتك .
تمتمت برقة وهي تستجيب إليه : ولكني أعرف والدتك .
تمتم سريعا : أنا أعرف بالطبع ولكن زيادة معرفة لن تضر .
ضحكت برقة حينما توقف أمام الطاولة التي تجلس عليها والدته ومعها والدتها التي تجلس برفقة خالته فأمها وخالته يعدان صديقات مقربات ليصدح صوته بنبرة مرحة : ماما إنها رقية
عبست منال لتهتف بضحكة وهي تنهض واقفة لترحب برقية : مرحبا يا حبيبتي ، أنا أعرفها يا عبد الرحمن بالطبع ، وهل يخفى القمر .
ابتسم ليهمهم من بين أسنانه : أنا اعلم بالطبع يا ماما ولكني أخبرك عمن ساعدتني الفترة الماضية وعليه مكثت في المنزل إلى أن تعافيت .
تهلل وجه منال بسعادة لتضم رقية من جديد : أنا لا اعلم كيف أشكرك يا ابنتي ، لقد استطعت أن تفعلي ما لم استطيع أنا فعله .
ابتسمت رقية بخجل لتهتف بها منال : تعالي وانضمي لنا .
اتبعت وهي ترمق ابنها بجدية : اذهب وابحث عن أخيك ، فهو مختفي لا اعلم أين ؟
عبس عبد الرحمن بجدية ليشير إلى عمر الواقف بجوار خطيبته : هاك هو يا أماه .
تمتمت من بين اسنانها : لا أنا اقصد أحمد ، فزوجته تجلس بجوار شقيقتها وأبناء عمومتها وهو لم يظهر بعد .
تململ عبد الرحمن لتتبع منال بحنق – هيا أذهب يا باشمهندس .
تنهد بقوة ليجيب : حاضر يا نولا ، حاضر .
أومأ برأسه الى رقية التي ابتسمت باتساع ليغمغم : سنلتقي ثانية .
أومأت له برسها فابتسم وهو يشد خطواته باحثا عن مكان أخيه
***
صدحت صوت الموسيقى عاليا بلحن قديم يخص موسيقار ولى منذ زمن بعيد ، لتشرق عيني آسيا وتهتف بحبور حينما طل أمامها ، يرقص لها حاجبيه بمرح ويحرك القبعة التي يرتديها بتناغم مع الموسيقى وهو يقترب منها يرقص بكتفيه ليضحك بقوة حينما قفزت فتعلقت برقبته ليدور بها ، يحتضنها بحبور قبل أن ينزلها أرضا ويقبل أعلى رأسها متمنيا لها عيد مولد سعيد وهو يراقصها بأخوة واريحية نشأت بينهما .
عبست نوران بعدم إدراك لتهتف سائلة وهي تجلس بجوار شقيقتها التي حضرت منذ قليل برفقة زوجها على الطاولة التي اختاروها ليجلسوا فيها سويا هي وأبناء عمومتها : من هذا ؟
اتسعت ابتسامة ملك وهي تصفق بمرح مع الموسيقى وتتمايل بجسدها في اتزان : ألا تعرفيه؟!
نظرت لها نوران بعدم فهم فأكملت وهي تحيه برأسها حينما التفت لهن : كيف لا تعرفيه أنه شقيق حبيبة "سليم"
رددت نوران ببلاهة : سليم ؟! أعلم أن حبيبه لديها شقيق ولكنه لم يلفت نظري يوم الخطبة .
هتفت ملك بدهشة : كيف هذا يا نور ، إنه يخطف الأبصار فطلته سينمائية بشكل مبهر.
رفعت نوران حاجبيها بتعجب وهي تنظر لضحكة ملك التي انطلقت بحبور اجابه لمشاكسة الأخر الذي توقف على مقربة منهن ليشير إلى ملك بالاقتراب فتستجيب له وضحكتها تنير وجهها فتنظر إلى شقيقتها بغير فهم لتجيب اميره برقة : إنه سليم يا نوران ، عبست بعدم إدراك فتابعت أميرة – سليم من صوت مصر .
لمعت عينا نوران بادراك وهي تنظر إليه من جديد تراقب اقتراب ابنة عمتها من حلقة الرقص، تصافح سليم بأريحية وتضاحكه برقه لتقف بالجوار دون أن تشارك في الرقص فعليا ولكن ابتسامتها زينت وجهها بأكمله ، لمعت عينا نوران بانبهار وهي تراقب حركته السلسة مع الفتيات اللائي اجتمعن من حوله يصفقون بحرارة وهو يراقص آسيا بمرح شع منه فغمر الجميع من حوله .
انتبهت ليمنى التي تتحرك مبتعدة عن مجاله بينما يتحرك هو بسلاسة في اتجاهها تاركا الجمع من حوله متعمدا الاقتراب منها إلى أن توقف أمامها يهز كتفية ورأسه وهو يبتسم باتساع وعيناه تومض بشقاوة احتلت ملامحه يدعوها إلى الرقص بأناقة وأسلوب خاص به كما يبدو ، فتكتف يمنى ساعديها أمام صدرها وترفع حاجبها برفض وشت به ملامحها العابسة ، ليشير برأسه اليها في ايماءة مختصرة قبل أن يجذبها عنوة من كفيها ويدور بها بخفة رغم تملص يمنى الجاد منه ، في اقل من ثانية كانت يمنى تتوسط حلقة الرقص التي انغلقت من حولهما والفتيات تتضاحك بمرح يدعونها أن تشاركهن الرقص فتهز رأسها نافية وهي تحاول الخروج من الدائرة فيجذبها من كفيها ثانية ويدور بها ، قبل أن يجذبها قريبة من صدره ثم يدفعها بطول ذراعيه ليجذبها من كف واحد ويديرها حول نفسها ، يتحدث بخفوت جانب اذنها فانطلقت ضحكة يمنى على غير العادة قبل أن تدور معه تلك المرة راضية ضاحكة بمرح .
__ إنهما متناغمين ، هتفت بها نوران ليقبض عمار على فكية بقوة وهو يشاهد يمنى تتمايل مع ابن خالها على غير العادة وبتناغم - لم يكن متواجد في السابق - كما هتفت ابنة عمه .
تابعت نوران بانبهار تملك منها : إنه رائع .
تأوهت نوران بخفوت على لكزة أميرة لتعبس بغضب نحو شقيقتها التي عاتبها بعينيها وهي تشير برأسها في هزة خفيفة على عمار ذو الوجه المكفهر فتسالها نوران بعدم فهم حقيقي عم تريد فتهمس أميرة بخفوت : اصمتِ من فضلك يا نور .
__ لماذا ؟ سألتها نور باهتمام لتزفر أميرة بحنق – اصمت لأن عاصم قادم ، فلا تدعيه يستمع إليك .
ردت نوران ساخرة : لا يهمني سواء إن استمع أو لا .
ابتسمت أميرة بمكر تجسد بعينيها لتهمهم إلى شقيقتها قاصدة الا يستمع إليهما أحدا : واضح والدليل فستان حبيبة الذي ترتديه .
رفعت رأسها بتحدي لتهمهم إلى شقيقتها : الفستان لا علاقة له بأن أتوقف عن ابداء رأيي بحرية .
اغمضت أميرة عيناها لتتنهد بتعب قبل أن تهدر بصرامة : أرجوك يا نور أنا متعبة فتوقفي عن المهادنة ولو قليلا من الوقت .
عبست نوران باهتمام لتسالها بخفوت : ما الأمر ملامحك أيضا مرهقة ، هل هناك ما تخفيه عني ؟
ابتسمت برقه لتمأ لها نافية : لا يا حبيبتي فقط لم انم جيدا .
أومأت نوران بعدم اقتناع لتزم شفتيها بحنق قبل أن تنهض حينما إقترب من الطاولة وتهم بالابتعاد فيهدر عاصم بصرامة : إياك أن تنضمي إلى حلقة الرقص يا نوران .
اندلع الغضب بمقلتيها قبل أن تهتف : ولماذا لا انضم لهن ، هاك ملك تقف معهن .
جلس عاصم بأرستقراطية على كرسيها الذي تركته فيتوسط عمار وأميرة : لا شأن لك بملك فهي صغيرة .
أجابت بعناد : لا أرى ذلك .
تمتم بضيق من بين أسنانه دون أن تستمع : طبيعي أن لا تري ذلك فأنت عمياء من الأساس .
كتمت أميرة ضحكتها لتعاتبه بعينيها في حين هتفت نوران بتساؤل فضولي : هل هو صديق لملك فهي تعرفه جيدا ، بل هتفت باسمه حينما ظهر أمامنا ؟
القت جملتها بتشدق مغيظ تتعمد إثارة غيرته على ابنة عمته ليبتسم بسماجة : بل هو صديق العم مالك وتلميذه ، يعمل معه في الإخراج والاذاعة ايضا ، رفع نظره لها ليتمتم - هل من المعقول أنك لا تعرفين سليم من إذاعة صوت مصر ، أنت تستمعين اليه دوما .
فردت كفيها على الطاولة من أمامه لتجلس بطريقتها المفضلة وهي تعقد ساعديها على طرف الطاولة وتقترب بجسدها من حافتها لتهمس دون أن تحيد بعينيها بعيدا عنه : لم اره من قبل .
رفع عينيه بنظره هادئة يجبر نفسه بالكاد أن لا ينخفض نظره على فتحة فستانها المستديرة فتكشف عن أول نهديها ليبتسم بمكر ويشيح برأسه بعيدا دون أن يهتم بإجابتها ، زمجرت بغضب من إهماله لتندفع واقفة وتبتعد عنهم بخطوات طفولية ، راقبها بعينيه لينتبه على صوت أخيه الهادئ متمتما جانب اذنه : ألا ترحم نفسك قليلا انها تغويك بتعمد يا عاصم ؟!
التفت إلى شقيقه بحدة فانتفض عمار واقفا يتحرك مبتعدا وهو يتمتم بمرح افتعله : اقسم بالله لم انظر.
احتقنت أذنيه بقوة لتصدح ضحكة أميرة من خلفه فيستدير إليها ناظرا بعتب فتبتلع ضحكاتها وهي تربت على ساعده قبل أن تهمس : لقد شاغلك حتى لا تحدثه في أمرها .
أومأ برأسه : أعلم ، اقتربت منه لتهمس – ولكن غيرتك جلية يا ابن العم .
قبض كفيه : صبري قارب على النفاذ .
__ أنت تتعنت معها وهي تتحداك وانتما الاثنان تدوران بحلقة مفرغة .
ران الصمت عليهما قليلا قبل أن يهمس بصرامة : لن أدور خلفها ثانية ، لابد أن تأت هي هذه المرة حينما أشير إليها بالاقتراب يا أميرة ، شرد بصره نحوها تجاور يمنى التي تخلصت من ابن خالها كما يبدو ليتابع بتصميم اعتلى ملامحه – يجب أن تخضع لسلطاني عليها ، عقلها .. قلبها .. روحها .. حتى انفاسها تعلن الخضوع أولا قبل أن أمد يد العون لها .
عبست أميرة باستنكار تملكها وهمت بالرد عليه قبل أن يصدح صوته الحبيب مصحوبا بذراعيه اللذين التفا من حولها يضمها بكرسيها إلى صدره العريض ويقبل وجنتيها : ألا تدع فرصة يا ابن الجمال دون أن تستولى على زوجتي ؟
ابتسم عاصم باتساع لينهض واقفا : هاته زوجتك تفضلها ولكن حذار أن يلمحك عمي سينفيك قبل أن تكمل قبلتك لوجنتها الأخرى .
توردت أميرة ليهتف أحمد ببساطة : سأخطفها قبل أن يدرك عمك وجودي .
أومأ له بتفهم قبل أن يشد خطواته يبحث عن أخيه الذي اختفى : صحبتك السلامة يا صديق .
***
تقف متنحية بعيدا عن الجميع لقد تركت شقيقتها والسيدات الاخريات لتذهب إلى دورة المياه وفي طريقها عثرت عليه يقف متنحيا بإحدى الفتيات صديقات آسيا التي ابدت إعجابا وتولها به منذ أن ظهر امامهن ، ومن الواضح أن ابنها بادل الفتاة إعجابا بل إنه تخطى مرحلة الإعجاب وتبادل الحديث ليبتعد بالفتاة عن البقية ويختصها بحديث منفرد يمارس فيه – عليها – جاذبيته الفطرية ، زفرت بقوة وهي تتأمله مليا ، تنظر إلى المكر ممزوج بحدقتيه .. العبث الذي يغازل به الفتاة المنبهرة به .. يلعق شفتيه بحركة تعرفها جيدا لطالما راقتها في صغرها ، بل كانت تتوله بابيه حينما يفعلها ولكنها تراها الآن فعل غير لائق وتنهره عليه كثيرا ولكن يبدو أنها حركة وراثية تنتقل لجيل بعد أخر !!
زفرت بضيق وهي ترى الفتاة التي غرقت في سحر ابنها على ما يبدو فتركته يقترب منها بملامحه العابثة وكلماته الجريئة التي دفعت الدم إلى وجنتي الفتاة فأصبحت مغرية في نظره أكثر فيلتصق بها بطريقة دعت العبوس إلى ملامحها وهي تراقبه بضيق وتنتظر الفرصة المناسبة حتى لا تثير زوبعة بينه وبين ابيه فيتشاجران من جديد ، فهي تلك الأيام سعيدة بتقاربهما الذي حلمت به منذ أن شب أدهم عن الطوق وها هو حلمها يتحقق أخيرا وخاصة بعدما تبنى زوجها رغبة ولده في تحقيق حلمه ودعمه فعليا بم يريد ، ولكن هذا لا ينفي أنه سينقلب عليه إن لم يستمع أدهم إلى تعاليمه فوائل عنيد ..جبار إذا اخطأ ابنهما سينكل به دون أن يرف بجفنيه !!
ازدردت لعابها من جديد وهي تعض شفتيها تعلم زوجها جيدا في غضبه لن يرحم طفلهما ، ورغم اقتناعها بأن أدهم يستحق عقاب وائل إلا أن قلبها الذي بات رقيقا لا يحتمل أن تراه يقسو عليه دون أن تدافع عنه !!
ابتسمت رغم عنها وهي تتذكر حينما اكتشفت ولع ابنها بالفتيات ، كان يشب عن الطوق بالكاد يخطو نحو الشباب ، ولكنه كان يركض وراء كل ما هو انثوي ، يهيم به ويفتتن ويسقط صريع أي فتاة تدور حوله ، تتذكر مواقف كثيرة كانت تقصها على مسامع ابيه ضاحكة رغم أنها كانت تعنف أدهم عليها بشدة ولكن لم تستطع إلا أن تضحك وهي تتذكر كم كان مشاكس ووقح منذ أن كان صغيرا ، إلى أن أتى لها ذات يوم بلطمة وجه حفرت على وجنته التي احمرت بشدة ، وحينما سألته عمن لطمه ليخبرها أن آسيا هي من فعلت ردا على وقاحة حديثه معها ، يومها رغم أن طفلها استحق اللطمة إلا أنها شعرت أن لطمة آسيا لوجنته كانت لطمة لقبلها تركت أثرا فيه كما تركت اصابعها آثارها ، يومها اكتشف وائل ما حدث دون أن تخبره وحينما تحدثا سويا كانت ترغي وتزبد وهي تشعر بأنها لم تدافع عن ولدها كما ينبغي ، ليقسو صوت وائل هاتفا بها أنه لو كان تربى جيدا لما دفع الفتاة إلى أن تلطمه ، رمشت بعينيها وهي تستعيد مشاجرتهما الحادة والتي انهاها وائل بزعقة حادة بها " الفتاة في منزلة بنات العائلة يا فاطمة لو كنت هنا لكنت لطمته على وجنته الأخرى فهو يستحق !! "
شعرت بغصة قوية تتحكم في حلقها ، وهي تخفض نظرها بيأس فرغم أنه التزم بقاعدة أبيه وقاعدتها التي وضعتها كسيف فوق رقبته فلا يتقرب من أي فتاة تخص العائلة إلا أنه لم يتوقف عن أفعاله التي أودت بم هو أصبح عليه الآن ، فسمعته تسبقه وصداقته للعديد من الفتيات بنفس الوقت تجعل رائحته فائحه ، ولكنه لا يبالي أو لا يهتم لا تفهم ولكن ما تشعر به إنه يعاني دون أن يشرح
التقطت اقتراب زوجها برفقة وليد يتحدثان سويا لتبتسم بعشقها العارم له ، عشق يجري بدمائها ويزداد مع مرور الزمن بهما معا ، تنفست بعمق وتحركت قاصدة أن تنبه إبنها لقدوم ابيه لتتوقف وابتسامتها تتسع حينما نظرت إلى نوران التي اقتربت من اخيها تقاطع حديثه مع الأخرى التي ابعدتها نور حينما جذبت أدهم بحديث خافت لتستأذن الفتاة بابتسامة متوعدة وهي تجبر اخيها على مشاركتها الرقص غير عابئة باعتراض أدهم أو احباط الفتاة التي راقبت نوران تتعلق برقبة أدهم وتضمه إلى حضنها بتملك اخوي غريزي .
انتبهت من مراقبتها لابنها على ذراعه التي التفت حول خصرها يجذبها إليه بعفوية ويقبل جانب رأسها وهو يهمهم : أين ذهبت وانشغلت عني ؟
اتسعت ابتسامتها وهي تحاول أن تتملص من احتضانه لها متمتمه : أنت من تركتني وذهبت مع اخيك ، ضمها بقوة إليه لتتابع بعتاب - الناس تشاهدنا يا سيادة الوزير .
لوى شفتيه بنزق : لم افعل شيئا ، فأنا اضم زوجتي اليس من حقي .
ضحكت لتجيبه برقة : أخاف أن تفعل بعد قليل كعادتك .
ضحك رغم عنه : تعال لنجلس إذا مع البقية حتى لا تسرح يدي عليك دون ارادتي .
تعالت ضحكاتها لتكتمها في صدره الذي ضمها إليه وهو يدفعها أن تسير الى جواره ببطء يجاري خطواته التي اجبرت أن تكون بطيئة بسبب تقدم العمر به .






rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 05:57 PM   #196

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي



يدور من حوله يبحث عنها بعدما اختفت من أمام ناظريه ، لقد توجه نحوها بعد أن ابتعدت عن ابن خالها المغيظ بحركاته السمجة مثله ، فهو لم يكن ليغامر ويحتك بسليم في وسط عائلته وأمام عمه أمير المراقب لأدق حركاته بل وسكناته أيضا ، فيشعره بأنه موضوع تحت اختبار وإن لم ينجح به سيطرده أمير خارج مملكته .
زفر بقوة وهو يقف يمشط المكان بحثا عنها دون فائدة وكأنها اختفت كفص ملح ذاب بكوب من الماء لينتبه على صوت إيناس الضاحك يصدح من خلفه : تعال يا دكتور اشتقت إليك كيف حالك ؟
ابتسم بمرح وهو يقترب من إيناس يقبل وجنتيها بخفة وهو يضمها بمرح : لقد اطريتني يا ايني لم أتخيل يوما أن نجمتنا العالية تتذكرني وتشتاق لي .
قرصت ايني وجنته بمرح : لا زلت مشاكسا يا ولد .
ضحك بأريحية : وانت لازلت مبهره كالشمس يا خالتي
تعالت ضحكات ايني وهي تتذكر مغازلته القديمة لها ليصدح صوت أنثوي رقيق من خلفه : توقف عن مغازلتها يا عمار حتى لا يضربك أبي .
التفت إلى آسيا التي اقتربت بجوارها سليم يضع ذراعه بأريحية فوق كتفيها اللذين يصلا لمنتصف صدره ، رمقه عمار بغل انبعث من عينيه فيبتسم سليم بمكر مزج بحدقتيه ليما برأسه إليه بتحية فرد له عمار تحيته قبل أن يبتسم لها بلباقة : كل عام وأنت بخير يا آسيا عقبال المائة عام يا صغيرة .
اتسعت ابتسامة آسيا وهي تبتعد عن سليم تقترب منه لتصافحه بمودة : وأنت بخير يا ميرو .
ابتسم لها قبل أن يرفع نظراته إلى سليم الذي التفت من حوله قبل أن يهتف بجدية : أين ذهبت يمنى ؟
تبادلت إيناس وسوزان النظرات لتهمس ايني بخبث : لماذا تبحث عنها ؟
رد بعفوية : أريد الحديث معها.
تشنج فك عمار وخاصة حينما ظهرت المنشودة من العدم تقترب بجوار ابنة عمه وتتبعهما حبيبة التي حيته بهزة خفيفة من رأسها وابتسامة خجلة دوما عنوان لها ، ليهتف سليم بتحية خص بها نوران فاتسعت ابتسامتها وهي تخبره بأنها من أشد المعجبات ببرامجه الإذاعي ليشكرها بحماس هاتفا : أن البرنامج أزداد نورا بمتابعتك يا هانم .
اطبق فكيه حينما اقترب سليم من يمنى بخفة هامسا بشقاوة تقصدها : أين ذهبت ، عبست يمنى بعدم فهم ليغمز لها بعينه متابعا - اشتقت لك .
زمجرت بحدة لتهدر بخفوت : توقف قبل أن أخبر أبي وشقيقاي فيعلمونك معنى الاشتياق الحقيقي.
ضحك بمرح ليجيبها بأريحيه : أنا أستطيع التصرف مع اخويك لكن كل الناس متجمعين لا يقارنوا بالأمير .
هتف صوت من الخلف : إذًا حذار أن يضبطك متلبسا بمغازلة ابنته فيعلقك من أذنيك .
هتفت آسيا بضيق وهي تلتفت لمن حضر : تأخرت كعادتك يا نادر
اقترب منها ليقبل رأسها : المعذرة يا حبيبتي ، لقد علقت في زحمة سير ، اخرج لها من جيب سترته علبة مخملية مستطيلة الشكل – أتمنى أن تشفع لي هديتي تأخري عليك ، عيد مولد سعيد يا سوسو .
تهلل وجهها بسعادة لتساله بمقلتين وامضتين : هل هذا ما اعتقد ؟
أومأ براسه فصرخت بمرح وتعلقت برقبته وتشكره بطفولية فيضحك و يتلقى عناقها بترحاب أخوي قبل ان يبعدها عنه وهو يهتف بمرح : اتركيني أرحب بالبقية .
صافح سليم وعمار بجدية قبل أن يحتضن ايني فتعاتبه لتأخره و ليلى التي انضمت لجلستهم تدافع عنه بأمومة خالصة تضمه إلى صدرها فيقبل جبينها وكفها ، اقترب من حبيبة يقبل وجنيتها ويسالها عن أحوالها بأخوة قبل أن يسالها: أين امي الأخرى ؟
ضحكت حبيبة : كانت هنا ولكن بابا دعاها لا اعلم لماذا ، غمز لها بعينه وهمس إليها – واين خطيبك ؟
ضحكت برقة : يتحدث مع أحمد وعاصم ببعض الأعمال وسيأتي ، فارقته منذ قليل فقط .
أومأ لها برأسه في تفهم ودعم بثه لها بعينيه قبل أن يتحرك مصافح نوران باحترام وتقدير ثم يحط رحاله عندها أخيرا ينظر إليها بتساؤل فتجيب بعينيها دون صوت ليبتسم باطمئنان ويضمها إلى صدره مربتا على ظهرها بدعم بثه لأوردتها .
__ أقسم بالله هذا ظلم . هتف بها سليم في حرقة ، فالتفتوا جميعا له ليكمل بضيق رسم على ملامحه - لماذا تحتضن أنت الجميع وأنا لا ؟
رفع نادر حاجبيه بدهشة لتنطلق ضحكة إيناس وهي تساله : ما هذا الانفعال يا سليم ؟
أشار بسبابته : ألم ترى يا ايني ، أنه يحتضن الجميع ويقبلهن ، أليس صلة القرابة واحدة ؟
رد نادر بنزق : أنهما اختاي .
اقترب سليم بمرح : هذه أختي . ألقاها وهو يقبل وجنة حبيبه التي ضحكت بمرح قبل أن يتحرك بغته نحو يمنى التي تأهب جسدها بدفاعية : وهذه ابنة عمتي الاثيرة ، ألا تحني علي يا ابنة الأمير وتريحي قلبي الملتاع في بعدك ؟!!
انفجرت ضحكات من حولها ما عدا نوران التي نظرت بدهشة إلى يمنى وهو الذي أطبق فكيه بغيرة احرقت قلبه ، هزت يمنى رأسها بعدم أمل : توقف عن الافتعال يا سليم .
صاح بمرح : امووووت يا هوووووه على هذه ال سَلَيم التي تخرج من بين شفتيك المذهلة
صاحت باسمه في جدية ليردد : اعيديها ومتعي أذني باسمي الذي تختلف نغماته معك ، باختلاف نبضات قلبي الذي يخفق بطريقة مغايرة في قربك .
ضحكت رغم عنها على اداءه التمثيلي ليتأوه بمرح ويهتف : فلتسقط جميع السلطحات بالعالم ، تزوجيني يا موني وأنا سأضعك بعيني
انتفض عمار وعيناه تتسع بصدمة لتشهق نوران بمفاجأة صفق نادر كفيه ببعضهما في حين لوت آسيا شفتيها بحنق وهي تتجاهل ما يحدث أمامها ، لتضحك حبيبة ويمنى لتهتف الأخيرة من بين ضحكاتها المتناثرة : وسعت منك هذه المرة ؟!
ضحك بمرح وهو يحك رأسه من الخلف بحرج : نعم معك حق .
هتفت ليلى بتساؤل وعبوس طفيف يداعب ملامحها : لم أفهم شيء .
ضحكت ايني المتأبطة ذراع عمار منذ أن وقف بجانبها : أنه يشاكسها كعادته يا ليلى
عبست ليلى بعدم فهم لتسأل بجدية : إذا أنت لا تتقدم لطلب يدها ؟
تمتمت يمنى بنزق : ماما .
ضحك سليم بمرح : لا طبعا يا عمتي إذا أردت الزواج من يمنى سأرتدي سترتي الرسمية وات طالبا ودها من عمي أمير، وسأعتمد عليك طبعا تدعمينني أمام الأمير وابنته
اتبع سليم هاتفا بشقاوة : الن تفعلي يا عمتي ؟!
ابتسمت ليلى لتجيب بتوتر داهمها : سأفعل بالطبع يا بني .
تشكلت ملامح يمنى بغضب بينما لمعت عيناه بوميض : حقا يا عمتي ؟
اثرت ليلى الصمت لتهتف إيناس بمرح : بالطبع يا روح عمتك ستدعمك حتى لا يصفح عنك الأمير فلا يقتلك لأنك فكرت في الزواج من ابنته .
انتفض جسد عمار بدهشة فعبست إيناس وهي تلتفت اليه بتفكير بينما رمق سليم يمنى بطرف عينه : فقط هي ترضى بي ، إنها حلم بعيد المنال .
صاحت هذه المرة بجدية : سليم هذا الأمر لا يمزح فيه .
التقط نظراتها ليأسرها بمقلتيه ويهمس بجدية هذه المرة : من قال أني أمزح ؟!
اطبقت فكيها بحدة وهمت بالرد قبل أن يصدح صوته الفخم من خلفها : إذًا أنت تغازل ابنتي وعلى الملأ يا ابن بلال ؟!
ارتجفت وقفته قبل أن يشد جسده باعتدال يبتسم بلباقة قبل أن يتحرك نحو أمير فيصافحه برهبة تتملك منه كلما قابله ليهتف بجدية : بل أخطب ودها يا عمي ، فلابد من موافقتها قبل أن اتخذ أي إجراء رسمي .
لم ينظر لأبيه المجاور لأمير والذي تهللت ملامحه بقبول جاد لفحوى حديثه ليضيق أمير عينيه وهو ينظر له عن كثب فتهتف يمنى بجدية : سليم يمزح يا بابا كعادته ، لا تعير للأمر اهتمام .
حرك رأسه في خيبة أمل رسمها على ملامحه : أرأيت يا عمي أنها تكسر قلبي دوما ، تابع بحزن مفتعل - سألملم خيبتي وأرحل من هنا .
لينتفض على طرق عادل فوق ظهره بغل : خير ما تفعل يا ابن الخال فاذا لم تفعل أنت سألملم أنا عظامك التي سأكسرها إلى قطع صغيرة قبل أن احملك على نقاله فاخرة سات لك بها خصيصا من المشفى وازينها لك بالورود .
ضحك سليم بمرح والتفت لعادل : ابن عمتي الحبيب ، ضحك عادل رغم عنه ليستجيب إلى احتضان سليم المحتفى به – ابن خالي المريب .
تعالت ضحكات سليم وهو يستقبل احتضان عادل القوي والذي هتف به : رغم ثقل دمك ومزاحك الغبي إلا أني اشتاق اليك يا سليم .
ضمه سليم بود : وأنا الآخر اشتاق إليك كيف حالك وحال أسعد ، لم اره منذ أخر مرة كان فيها هنا .
غمغم عادل بضيق وهما يجلسان بالجلسة التي اتسعت لتضم الجميع فيجلس الشباب الصغار بجوار بعضهم والفتيات تجلس بالاتجاه الأخر ويتصدر منتصف الجلسة الكبار : لم يعد من حينها ، ولكنه سيأتي الليلة اذا استطاع .
هتف سليم بجدية : إذا تعالا لنسهر آخر الإسبوع لدي دعوات مجانية لحفل فوق باخرة نيلية رائعة
__ اووه ، سآتي معك بالطبع ولكن لا أعلم عن أسعد ، أجابه عادل سريعا ليكمل سليم - نادر وحسام سيرافقانني سيكون من الرائع أن تنضما لنا .
أجاب عادل : سأخبره حينما يعود بإذن الله .
هتفت آسيا بطفولية : هل هي حفل للشباب فقط ؟!
عبس سليم بتعجب : بالطبع لا ، ولكن الحفل ينتهي فجرا يا صغيرة حينها تكونين غارقه في النوم فنحن لا نريد أن نبدل لك مواعيد نومك .
ضيقت عيناها بغضب : لماذا هل تراني أذهب إلى روضة الأطفال ، أنا أستطيع السهر أيضا .
هم بالرد ليقاطعه عادل بجدية : نعلم أنك تستطيعين السهر ، ولكن هذه الحفلات لا تناسبك الآن ، همت بالاعتراض فتابع أمرا - دون نقاش يا آسيا ، اهتمي باختباراتك لو سمحت ، يكفي هذا الحفل الذي اصرت عليه والدتك بمنتصف الاختبارات لترفه عنك .
اتبع بنزق : لا أفهم كيف تفعل ايني هذا ولكن ما حدث قد حدث وانتهينا ، حينما تنهي اختباراتك سنذهب يومين للساحل ونصبحك إلى أي مكان تريدين الذهاب إليه .
تبرمت آسيا وهي تعقد ساعديها أمام صدرها فاتبع عادل بجدية - ثم حتى الأكبر منك سنا لن يذهبن حتى تأتي انت ، إنه حفل خاص بالشباب .
ابتسمت يمنى بمكر : من قال هذا ، سأحضر أنا بالطبع فأنا مندوبة الجريدة لتغطية الحفل ، التفتت إلى سليم - أليس هذا حفل تدشين القناة الجديدة ؟
أومأ برأسه إيجاباً لتتابع وهي تقترب من أبيها الذي ضمها إلى صدره حينما جلست الى جواره : هذا ما أخبرتك عنه يا أبي واخبرتك أن نادر سيكون متواجد ، اتبعت وهي تبتسم لأخيها بمكر انثوي خالص - وبم أن الدكتور عادل سيذهب هكذا الأمر أسهل بكثير .
هتف سليم بجدية : أنا الآخر سأذهب إذا لم يكن أحدهما متفرغا أنا بالخدمة ،
غمز لها بعينه لتهز رأسها بعدم أمل وتشير إليه بعينيها على أبيها الذي ضيق عينيه إليه فيهتف بلال بجدية : اعتدل يا سليم .
كح بحرج ليوما برأسه في اعتذار: أعتذر يا عمي أنا بالفعل أمزح مع يمنى .
ابتسم أمير بمكر والحنق يرتسم على فمه : أنا أعلم لو شككت في أمرك لحظة واحدة لن أفكر مرتين .
ارتبكت جلسه سليم ليضحك بخفة هاتفا بتفكه : إذا لن تزوج يمنى يا عمي ؟!
همهم أمير بجدية وهو يضم يمنى إلى صدره : من تختاره يمنى ويتعلق به قلبها سأزوجه لها دون نقاش ولكن أين هو هذا الشاب الذي يملأ قلب ابنة الأمير ؟
ابتسمت يمنى وعيناها تومض بانتصار اهداه أبيها لها فترفع رأسها بشموخ وردت بجدية وصوت عال ثابت : نعم أين هو يا أبي ، لم يوجد بعد من يملأ قلب ابنة الأمير ، فقلب ابنة الأمير معلق بالأمير فقط ، فهل هناك من يشبهك يا أميري
قبلت وجنته لتهتف إيناس بجدية : إذا ستظلين بجانب الأمير يا حبيبة ابيك ، فالأمير لا يوجد مثله .
ضحكت يمنى وتعلقت برقبة أبيها بدلال : لا يهم ، أنا هانئة .. أمنة جوار قلب أبي الحبيب .
التقت اعينهما بمصادفة لترفع أنفها بكبرياء ونظرات كارهه صامدة ، تحداها بنظراته ومقلتيه تنذرها بغضب قادم في الطريق ، فتشيح بعينيها بعيدا عنه قبل أن يطل على تجمعهم وليد الذي وقف هاتفا بنزق افتعله : أنا غاضب منك يا قلب الأمير .
شهقت بفزع لتنهض واقفة تسأل بترقب : لماذا يا عماه ؟!
كتف وليد ساعديه : انتظرتك لتأت وترحبي بي ولكنك لم تفعلي .
ضحكت برقة وهي تقترب منه : أنا مخطئه واعتذر يا عمي الحبيب .
هز وليد رأسه برفض : لا أنا غاضب .
تعلقت بعنقه لتقبل وجنته القريبة وهي تغمز له بشقاوة : لا أهون عليك
ضحك بقوة : بالطبع فأنت حبيبة عمها .
ضحكت بمرح لتردد مناداتها الدائمة له منذ أن كانت صغيرة : وليدي حبيبي .
رمش بعينيه وهو يرى تناغمها مع والده ليبتسم بمكر وهو يلتقط تململ سليم وحنقه الواضح على ملامحه لتهتف نوران التي وقفت بعبوس غاضب وغيرة خالصة اعتلت ملامحها : لا تتعلقي برقبته هكذا ، ثم إنه ليس بعمك .
أخرجت يمنى لسانها بمرح : أنا حبيبته ، تبرمت نوران بغيظ - وأنا مدللته ، ابتعدي من فضلك قارنت جملتها وهي تحتضن وليد من الجانب الآخر : عمي ومن حقي أن احتضنه .
ضجوا جميعا بالضحك عدا بلال الذي عبس بضيق ليهتف سليم بغيرة : محظوظ يا عمي ، من يملك القمر على يمينه والشمس على شماله .
نفخ وليد صدره بغرور مفتعل : لا أحد مثلي يا فتى
هتف عاصم من خلفه : نعم أنه ديدو حبيب الملايين ، اتبع وهو يقترب من أبيه - فقط حذار فياسمين هانم قادمة وأنت الأدري بزوجتك .
التمع المكر بعينيه ليهمهم بمرح : أنت تغار يا شبيه عمك ، اسبل عاصم جفنيه فيتابع وليد بمرح وصوت عال – ثم لا تهددني بوالدتك يا ولد ؟
التزم عاصم الصمت وهو يرحب بالبقية ليلتفت وليد وهو يضم الفتاتين لصدره ويلتقط اقتراب ياسمين فيهتف بها : أرأيت ولدك يهددني بوجودك لأني أضم الفتاتين لي .
ضحكت ياسمين وهي تعبس بغرابة لتتمتم من بين شفتيها : فلتحتضن من تريد يا وليد أنهما ابنتيّ مثلك تماما .
ترك الفتاتان سريعا ليقترب منها يضمها من خصرها على غفلة فتشهق بمفاجأة قبل أن تدفعه برقة ووجنتيها تتورد فيهتف وهو يتركها : أنت من قلت اضم من أريد ، وأنت دائما من أريد.
تعالت الصيحات الشبابية ليصفر أدهم بقوة بعد أن انضم لهم هز عمار رأسه بلا أمل ، في حين ابتسم عاصم برصانة وسأل بجدية ابن عمه : أين ابيك ؟
ابتسم أدهم بسخرية : يغازل فاطمته هو الآخر ولكن بعيدا عن الأعين كعادته ، فأنت الأدري بسيادة الوزير ومتطلبات وظيفته الهامة .
رمقه عاصم بضيق ليتمتم بجدية : الأهم أن تدرك أنت متطلبات وظيفة أبيك وما يترتب عليك لأجلها .
أشاح أدهم بغضب ولم يهتم لحديث عاصم الذي زفر بقوة وهو يشير إليها بالاقتراب لتجلس بجواره فتقترب وهي تشعر بالضيق يتملكها فيعبس بتساؤل همس به حينما جاورته : ما بالك يا جنى ؟
تمتمت بخفوت : أريد العودة للبيت ، فأنا متعبة .
رمقها عاصم بعدم فهم لينظر إليها عادل بتساؤل قبل أن يتحرك فيجلس بجوارها من الإتجاه الأخر هامسا لها : توقفي عن العبوس والقلق يا جنى ، وثقي بي قليلا .
همست بخفوت : أنا واثقة ولكني متعبة فقط لا أكثر .
اتبعت بجدية : أريد الانصراف .
تمتم بخفوت وهو ينظر إلى ساعته : انتظري قليلا فاسعد على وصول .
رمشت بعينيها كثيرا لتهمهم : لا أريد أن اقابله .
رمقها عادل قليلا قبل أن يهتف بثبات : ولكنه يريد أن يراك .
التفتت إليه باهتمام : هل هاتفك ؟
هز رأسه نافيا ليتهدلا كتفيها بإحباط فيهتف بها بجدية : ولكني موقن أنه يريد رؤيتك .
رفعت رأسها بشموخ : ولكني لا أريد .
هم بأن يزجرها بغضب تملكه ليصمت وعيناه تشرق بحبور حينما طل محور حديثهما عليهم هاتفا بتحية المساء فيصدح صوته الرخيم ومغلفا الأفق من حولهم .
***
انقلبت الجلسة إلي فرحة عارمة تهادت على الجميع الذين نهضوا لإستقبال الفارس العائد بعد غياب وهتاف آسيا بفرحة حقيقية تجسدت على ملامحها باسمه ينبه الجميع لوصوله ، رمشت بعينيها وهي تحاول السيطرة على شوقها لرؤياه ، ولكنها لم تستطع بل أن عيناها تعلقتا به رغما عنها وهي تنهل من ملامحه .. تعابيره .. تفاصيله .. وعيناه التي حطت عليها فشعرت به يضمها اليه بنظراته فيمنحها سكينة تحتاجها ، كتمت انفاسها وعيناه لا تتزحزح من عليها فتؤسر نظراتها بحنو تدفق من مقلتيه فغيم عليها ليبعث الاطمئنان لأوردتها ، لتتنهد براحة تملكتها قبل أن تجفل وحلقها يجف حينما اندفعت آسيا بركض خفيف إليه لتقفز متعلقة برقبته ترحب به قبل الجميع وهي تهتف بمرح : كنت سأغضب منك جدا إذا لم تحضر لأجلي
ضمها أسعد ليوليها اهتمامه يقبل رأسها بأخوة مهمها : عيد مولد سعيد يا صغيرتي .
رفع نظره إليها من جديد ليرمقها بطرف عينه وهو يتحرك مجاورا لآسيا نحو البقية المتجمعين خلفها ، صافح الجمع بالتتابع إلى أن وصل إلى والدته التي ضمته بشوق عارم وتعلقت بصدره وهي تقاوم البكاء ليضمها إليه بحنو يقبل رأسها وكفها ليهمهم إليها معتذرا قبل أن يتجه إلى ابيه الذي هم بالنهوض ليبقيه جالسا وهو يقبل كتفه وكفه فيربت أمير على ظهره بقوة متحمد له عودته سالما فيلتفت إلى الجميع من حولها فيتلقى ترحيبهم وتحمدهم لسلامته إلى أن وصل لها فهتفت بتوتر شع من ملامحها : حمد لله على سلامتك .
ابتسم بجفاء : سلمك الله يا دكتورة .
رجفا جفنيها فأشاحت بوجهها بعيدا حتى لا تبكي أمام نظراته العاتبة لها ، لتنتبه قبل أن تجرفها افكارها ورثاء روحها إلى صوت آسيا التي هتفت بانبهار : وااااو يا أسعد ، إنها رائعة
التفتت تنظر إلى ما تشير إليه آسيا لتنظر إلى السلسال المدلى من بين اصابع آسيا باخره حرف ال A كبير يلمع بضوء ذهبي وشكل جمالي يخطف الأبصار لتسأله آسيا بمشاكسة : A for Asaad , or A for Asia ?
انتفضت بوجل وهي تنظر إليه بترقب تنتظر رده الذي أتى هادئا وابتسامة رائقة تسللت من ثغره وهو يقترب من ابنة خالته ليدير الحرف إلى الاتجاه الأخر فتتسع عينا آسيا بانبهار حينما رأت اسمها مرسوم كاملا في الخلفية بطريقة منمقة خاطفة للأبصار
ضحكت آسيا بسعادة : إنه رائع يا أسعد لتتبع بمشاكسة - ولكن وجود اسمي بالعربية في الاتجاه الأخر لا يدل على أن حرف الA بالإنجليزية لا يرمز لاسمك .
ضحك أسعد ليضربها بخفة على مؤخرة رأسها : أو يرمز لاسم أبيك . تناول السلسال من بين أصابعها ليقلبها بروية وهو يتمتم آسيا ادم
اشرقت ملامح آسيا بسعادة عارمة لتهتف وهي تتعلق برقبته من جديد تمهر وجنته قبلة قوية : أنها احلى هدية أتت لي اليوم ، شكرا جزيلا يا دودي .
عبس بضيق لتضحك بخفة وتهتف به : المعذرة يا حضرة الضابط ، ألف شكر لك يا قائدنا الهمام
تركتهم آسيا وابتعدت لتهم هي الأخرى بالابتعاد لتتوقف رغم عنها على قبضته التي طوقت معصمها بكفه التي حطت على يدها كتمت شهقة متفاجئة كادت أن تفلت من حلقها فهي لم تعي اقترابه منها ولا وقوفه إلى جوارها ولم تدرك بالطبع تطويق يده لذراعها
رجف جفنيها لتهمهم باسمه وهي تنظر من حولها بذعر حقيقي : اتركني يا أسعد ، أبي واعمامي متواجدين من حولنا ، بل إن عائلتك بأكملها هنا ، العائلة والاقارب والأصدقاء ، جميعهم هنا من فضلك اتركني .
رفع حاجبيه بتعجب ليجيبها ببرود : وما الأمر ؟ اتبع باستهزاء - لن يلتفت أحدا لنا ، وخاصة إذا رآني أحدهم وأنا اجذبك من معصمك لنتحرك سويا إلى مكان بعيد فنتحدث معا ، أردف بقسوة تعمدها - لن يجرؤ أحدهم على التفكير بأمر خاص يجمعنا سويا ، الجميع سيظن أني احتاج نصيحة أختي الكبيرة في أمر من أمور حياتي
شهقت بألم وكانه طعن قلبها بخنجر حاد فأدماه على الفور ليرف بجفنه وهو ينظر إلى ملامحها التي نضحت بوجع روحها ليشيح بعينيه بعيدا قبل أن يتبع بتسلط : تعالي معي .
لم ينتظر ردها ليجذبها خلفه بجدية أجبرتها على إتباعه وخاصة وهي لا تقو على تخليص معصمها من قبضته القوية لتتبعه بخطوات متسارعة تلحق بخطواته الحازمة ، ليوقفها بعد أن ابتعادا عن الأنظار في خلفية بيت خالته ليفلت معصمها فتدلكه برقه وهي تنظر لآثار أصابعه التي وشمت عليه لتهتف بحدة : ماذا تفعل يا أسعد ، هل فقدت عقلك ؟
رمقها بنظرة اخافتها فتراجعت إلى الخلف خطوتين فتهمهم برفض : أنا أرفض طريقة تعاملك معي يا أسعد أنها طريقة غير لائقة ولطالما كنت عقلاني ومهذب معي .
ابتسم ساخرا ليهتف هازئا : ليس على الصغير حرج يا دكتورة .
زمت شفتيها بطفولية لتهمس : أنا اسفة لقد أتيت إليك لاعتذر منك ولكنك غادرت .
زفر بضيق تملك منه قبل أن يتحدث بهدوء : لا يهم ، كل هذا لا يهم ، فقط أخبريني عن تلك الليلة .
هزت رأسها نافية برفض فعبس بضيق قبل أن يهدر : تحدثي يا جنى فأنا قاربت على فقدان عقلي بسببك .
لمعت عيناها لتهمس بدهشة رجف قلبها بعدم تصديق : حقا ؟! لماذا ؟
اغمض عينيه ليهدر بخشونة : من شدة خوفي عليك .
ارتجف جسدها وعقلها يعاند انجراف مشاعرها نحوه لتهمهم : اهدأ قليلا .
هدر بغضب وانفاسه تزفر بقوة : لا لن اهدأ أخبريني عم حدث ليلتها فأنا لم أذق طعم النوم من حينها .
ارتجفا جفنيها لتهمهم بخفوت : لا أريد .
زم شفتيه والغضب يتجسد على ملامحه ليهدر بخشونة : تحدثي يا جنى .
تهدلا كتفيها بحزن والخوف يداهمها فاقترب منها رغم عنه يحاول أن يمنحها بعض من الطمأنينة لتهمهم أخيرا : لم يحدث شيئا ، شعرت بأن هناك من يراقبني وأنا اتحرك في قسم الطوارئ لأنظر اكثر من مرة فلم أجد أحدا فتحركت عائدة إلى غرفة الاطباء كما أفعل دوما لأشعر بكف كبيرة تحط فوق أنفي وفمي ليسقط مغشيا علي فلا افيق إلا على صوت عادل .
أرتجف جفنيه ليهمس بصوت مثقل بغضب لأجلها : هل ..صمت ولسانه ينعقد فتجيب وهي تشيح برأسها بعيدا – لا لم يفعل شيئا ، فقدوم عادل على ما يبدو أفسد مخططاته .
زفر براحة ليقترب منها يوشك على ضمها إلى صدره ليتوقف مانعا نفسه بالقوة ويقظة عقل تحكمت به ليهمس بصوت أجش : لقد مت رعبا عليك ، وضيق منك ، كم أتمنى أن أهشم رأسك هذا ثم أعيد ترتيبه من جديد .
رجفا جفنيها لتخفض رأسها ووجنتيها تتوردان بخجل غمرها بسبب نظراته الغامرة بخوفه عليها لتهمهم أخيرا : آسفة أن كنت اخفتك وازعجتك بنواحي تلك الليلة .
هدر بنزق : اصمتي يا جنى بالله عليك ، فأنا لن اتحمل هذرتك الغريبة الليلة .
تمتمت بضيق : حسنا سأصمت ، هلا تركتني أعود إلى الجميع ؟
نظر إليها قليلا قبل أن يمأ موافقا فتهم بالابتعاد ولكنها توقفت لتواجهه من جديد : أسعد ، التفت إليها يرمقها بغل تشكل في أوردته لتبلل شفتيها برقة - أنا آسفة .
عبس بجدية : علام ؟
احتقن وجهها بحرج لتهتف بضيق : لأني اغضبتك المرة الماضية بسبب تفوهي بكلمة حمقاء قلتها وأنا لا اعنيها .
رمقها بنظرة لائمة ليهتف بحدة : جيد أنك اعترفت أنها حمقاء ، وليست بمفردها بل حديثك كله تلك الليلة كان غاية في الحمق
تمتمت بخفوت وهي تحني رأسها : أعلم ، عم الصمت وهو يجلدها بنظراته المسلطة عليها لتتابع بخفوت - لقد أتيت إليك اليوم التالي لاعتذر منك ولكن لم أجدك واليوم ..
صمتت لتبلل شفتيها قبل أن تنطق بصوت مختنق حزنا : لا أريد أن ترحل هذه المرة أيضا وأنت غاضب مني .
انسابت دموعها رغم عنها ليغمض عينيه متحاشي النظر إليها فتتابع وهي تعاتبه بحزن : لقد غادرت المرة الماضية واغلقت هاتفك يا أسعد وانت تعلم اني لن أكون بخير حينما ترحل وأنت غاضب مني والآن ايضا سترحل وأنت غاضب مني ، ماذا افعل حتى لا تكن غاضبا مني؟
سحب نفسا عميقا ليقترب منها بهدوء متمسكا بوجود كفيه داخل جيبي بنطالونه ليهتف بتساؤل حازم : لماذا ؟
رمشت بعينيها وهي تحاول السيطرة على دموعها فتمسح وجهها بكفيها وهي ترفع نظرها إليه بتساؤل : لماذا .. ماذا ؟ أجاب بجدية : لماذا لن تكوني بخير إذا رحلت وأنا غاضب منك ؟
توردت رغم عنها لتهمهم بصوت ابح : لأني لا أحب أن ترحل وأنت غاضب مني .
سحب نفسا عميقا يتحكم في غضبه الذي ينتظر هفوة منها لينطلق فيسالها بجدية وهو ينظر لعمق عينيها : ولماذا لا تحبي أن ارحل وأنا غاضب ؟ لماذا تستائين .. تبكين .. تحزنين ، إذا رحلت وأنا غاضب منك ، لماذا تهتمين من الأصل بغضبي أو مرحي .. بحزني أو سعادتي .. بضيقي أو فرحتي ؟
تمتمت باندفاع وكأنها تكبح جماح نفسها فتتعمد أن تجيب خطئا : لأنك صديقي المقرب .
كتف ساعديه وهو ينظر إليها بجدية ملامحه متجمدة وغضبه يغيم فوق رأسه لتردف بتسرع : أنت عشرة عمري يا أسعد ، لقد تربيت ببيتكم ولازمتك سنوات دراستنا سويا ، أنت أكثر من صديق مقرب لي أنت عمر بأكمله حييته معك .
نظر إليها من علو ليهتف ببرود : إذاً أنت معترفة أن عمرك بأكمله قضيتيه إلى جواري وأني اقو على معرفتك وفهمك جيدا ، بل بعض الأحيان اكثر من نفسك ؟
أومأت برأسها إيجابا فهتف مردفا : وأنت تري ما بيننا هو صداقة وعشرة فقط لا غير .
توترت نظراتها وهي تخف أن تجيب بسبب نظراته المشتعلة بغضبه الواضح على محياه لتتشنج رأسها في حركة غير واضحة ليكمل بنبرة ذات مغزى : إذًا ستفرحين لفرحتي وتسعدين لسعادتي ؟
هزت رأسها بالإيجاب على الفور ليتابع بجدية وهو يقترب منها ثانية : وإذا أردت أن انتقي شريكة لحياتي سأستشيرك بأمرها ،إذا ذهبت لاقترن بأخرى ستصاحبينني وتباركين ارتباطي .. إذا رزقت بأطفال ستسمينهم وتلاعبينهم وتحضرين أعياد مولدهم
ارتجفت كورقة شجر يابسة بموجة هواء قوية في فصل الخريف لتشعر بأن قلبها يهوى ساقطا مترنحا ، لا حول له ولا قوة متروك بجانب رصيف بازلتي مستسلما لأي قدم ستحط عليه وتدهسه ، اختنق حلقها بدموع متكومة لم ترتقي لتتجمع بعينيها والكلمات تتبخر من عقلها فلا تقوى على الرد ليهتف هو بحدة : اجيبِ يا جنى ، هل ستتقبلين أن اتزوج وتقفين أنت تشاهدين تعلقها بذراعي ؟!
تمتمت بأليه وصوت ابح مليء بشجن العبرات : أنت صديقي المقرب هكذا أشعر نحوك ، و لن تكون أكثر من ذلك و لا يجوز أن تكون أكثر من ذلك
اطبق فكيه لترتجف رغم عنها بسبب صوت اصطكاك أسنانه فتخفض عينيها متحاشية الغضب الناضج بعينيه ليتمتم أخيرا ويرحمها من الألم الذي ينغز قلبها : على راحتك يا دكتورة ولكن تذكري أنك من أخترت أن تظلين صديقتي .. فقط صديقتي ، أرتجف جسدها أمام عينيها لتتشنج رأسها في حركة رافضة تجاهلها ليهمهم بهدوء وهو يبتعد منصرفا - عمت مساء يا صديقتي .
***
اقترب من تجمع الفتيات أصدقاء آسيا سواء الجامعيات أو صديقاتها من المدرسة كفتاته الغاضبة على ما يبدو فهي لم تلتفت إليه ولم تعيره اهتماما، ليبتسمن إليه بترحاب فيبادلهن الحديث بمرح مشهور به لتتعالى ضحكاتهن قبل أن يستغل هو الأمر فيقترب منها بتروي ليهمهم بجانب اذنها في خفة بعد أن انشغلن الفتيات عنه : أنت غاضبة ؟!
رفعت نظرها إليه لتجيب بجدية : بل أنت الغاضب لست أنا يا مازن .
تنهد بقوة ليشير اليها أن تصحبه بعيدا قليلا عن الجمع فاستجابت إليه بعقلانية ليهمهم اليها : لست غاضبا ، كنت متفاجئا .
عبست بتعجب : مما يا مازن ؟!
زفر بقوة : من معرفتك بعبد الرحمن ، صمت ليكمل ببوح – بل من تباسطك معه ، فالمعرفة لا تهم ولكن طريقتك معه اشعرتني بأنه مقرب منك يا خديجة .
عبست لتنظر إليه بلوم : توقف عن قول أسمي كاملا فهذا يشعرني بأنك غاضب مني .
ابتسم رغم عنه لتكمل بثرثرة عفوية – ليس مقربا مني ولكنه شاب لطيف ومهذب وحينما زارنا بالبيت تبادلنا بعض من الحديث ليس أكثر .
رمقها بطرف عينه لتبتسم وتشيح برأسها بعيدا ليزفر بقوة متمتما : حسنا يا ديجا ، فهمت .
ابتسمت رغم عنها حينما صدح صوت الموسيقى ليبدأن الفتيات في التمايل والمرح على الأغاني ذات الرتم السريع لتشير إليها احداهن فتهم بالتحرك نحوها ليقبض على ساعدها يوقفها بجانبه ليهمهم برفض : لا يليق يا خديجة ، هناك أناس كثر من حولنا لا يصح أن ترقصي وسط هذا الجمع .
نظرت إلى كفه الضخم المحيط برسغها بدهشة فازدرد لعابه ببطء قبل أن يتركها لتبتسم بخفة وتجيبه بطبيعية : لن ارقص بالطبع ولكني ساقف معهن فقط .
تمتم بتفهم وهو يسير إلى جوارها : حسنا سأت معك .
هزت كتفها بلا مبالاة وهي تتحرك ليسير بجوارها فيتوقفان خارج الدائرة التي وقفت بمنتصفها فتاة ترقص بمرح ودلال وعيناها تشير إلى ادهم الذي ابتعد تماما عن دائرة الصخب بل وقف بجوار علي الدين يشغل نفسه معه بالحديث .
كتم علي الدين ضحكته ليهتف بمرح : ما بالك يا ابن خالي ؟ تقف بعيدا والفتاة تكاد أن تتوسلك لتذهب وترقص برفقتها .
زم شفتيه وهو يولي للجميع ظهره : لا أريد ، فهي حمقاء .
ارتفع حاجبي علي الدين ليهمس بمشاكسة مقلدا مزحة قديمة لممثل كوميدي لازال مشهورا بعد العديد من السنين : الاثنين ، لا تريد وحمقاء
ضحك أدهم رغم عنه ليتابع علي الدين بمرح : هل حسدوك الشباب حينما اكتشفوا أنك معشوق الفتيات .
لوى أدهم شفتيه ساخرا : بالطبع لا ولكنها بالفعل حمقاء ولا تفهم قول لا .
نظر إليه علي الدين باهتمام ليسأله : ومنذ متى وأنت تقول لا ؟
زفر أدهم بقوة ليشير برأسه إلى علي الدين : أنظر إلى خالك ، إنه يراقبني بدقة ، ينتظر مني أن ارتكب حماقة .. خطأ .. هفوه ، وهذه الفتاة كارثة إذا اقتربت منها ستكون علامة حمراء كبيرة يضعها سيادته من حولي .
رمقه علي الدين بإعجاب ليهمهم : ومنذ متى تهتم يا دومي ؟!
نفخ أدهم بقوة : منذ أن وعدني بان احقق حلمي يا عيون دومي ، ومضت عيناه بظفر – وأنا لأحقق حلمي سأفعل كل ما يريد ، فأنا لن اسمح لأي شيء يعقيني عن تحقيق حلمي .
ابتسم علي الدين بفرحة حقيقية ليهتف : إذ ستتوقف عن المغازلة والصداقة وكل الأمور الأخرى الخاصة بهن .
ابتسم أدهم بمكر شكل ملامحه : بالطبع لا .
عبس علي الدين بعدم فهم ليتابع أدهم بثقة – فقط ساخفي كل اثاري جيدا ، بل بطريقة مثالية فلا يقو أحدا على الوصول لها .
اتسعت عينا علي الدين برهبة تملكته ليكمل أدهم بجدية : وطالما لن استطيع أن أخفي أموري سأتوقف عن فعلها لأريح قلب سيادته واحافظ على أرباحي معه .
تنهد علي الدين بقوة ليساله بجدية : ولماذا لا تتوقف يا صديقي ؟!
ابتسم أدهم ليهمس : لا أعلم ، حقا لا أعلم ، كيفما أنت تعشق مباريات كرة القدم ، ومازن يعشق الحيوانات ، أنا اعشقهن ، أنهن عالم فريد من المتعة لا اقو على ألا اتلذذ بها .
نظر إليه علي بصدمة فتابع بجدية : أخبرني إذا كان فريقك المفضل يلعب مباراته الفاصلة وأنت تجلس بالبيت وأمامك التلفاز ولست مشغولا بأي شيء هل ستقوى إلا تشاهد المباراة ؟
رد علي الدين بعفوية : ولماذا لا اشاهدها ؟
فرقع أدهم بأصبعية : بالضبط ، ولماذا لا افعلها ، ولماذا ارفضها ، ولماذا لا اقترب منها واغازلها ؟
رد علي الدين باقتناع : هذا منطق أعوج يا ادهم .
زم أدهم شفتيه : ما سبب اعوجاجه ؟
تنهد علي الدين بقوة : لأن هناك فارق كبير يا أدهم .
كتف أدهم ساعديه : وما هو ؟
رد علي الدين بجدية : مشاهدتي للمباراة لا يعد خطيئة كمغازلتك لفتيات لا يحلن لك يا ادهم .
تشجيعي لفريق كرة قدم مفضل عندي والاستمتاع بمشاهدة مبارياتهم يعد نوعا من الترفيه ولا يندرج تحت ارتكاب الكبائر .
رفع أدهم كفيه ليهتف : لم ارتكب اية كبيرة للان ، إنه بعضا من الغزل الصريح فقط ليس اكثر.
تنهد علي الدين لينصحه بجدية : نعم أعترف أن غزلك الصريح .. معاكستك لهن .. احاديثك الغير بريئة في الهاتف وملامستك الفجة لا تعد من الكبائر ولكنها من اعاظم الذنوب يا أدهم ، فتوقف يا اخي ، بالله عليك توقف لأجل نفسك .. لأجل حلمك .. لأجل ارضاء والدك ، وقبل كل هذا توقف لأجل ارضاء ربك ، ألا يهمك ارضاءه .
عبس أدهم بتفكير ليهمهم بضيق : يا اخي انت لديك قدرة رهيبة على تبديل حالتي العقلية واجباري على التفكير فيم لا أريد ، اتبع بحنق – هل هذه ليلة تقم بنصحي فيها بالابتعاد عن الفتيات ، اتركني أنعم نفسي قليلا بوجودهن الليلة من حولي ثم قم بنصحي غدا ، هل لديك مشكلة أن تنصحني غدا ؟
قهقه علي الدين ضاحكا : لا ليس لدي أدنى مشكلة .
اشار إليه أدهم : إذ لنلتقي غدا .
تعالت ضحكات علي الدين ليسأل مازن الذي عاد إليهما بعد أن تركته خديجة وذهبت إلى والدتها وشقيقتها : ما الذي يضحكك هكذا يا علي ؟
هدر أدهم بجدية : دعك منه ومن سبب ضحكه وأخبرني ، ابتع بشقاوة – سبع أم ضبع يا ابن العم ؟
اتسعت ابتسامة مازن ليهتف أدهم بجدية : جمّال أصيل يا ولد .
تعالت ضحكات علي أكثر من ذي قبل ليهمهم من بين ضحكاته : أنا علمت سر الاختلاف الآن بيني وبينكما ، التفتا إليه بتساؤل ليهتف بمزاح – أنا لست جمال أصيل .
ضحكا سويا ليهتف أدهم : بل انت جمّال عابد وهذا اكثر من الجمال الأصيل يا عليوة ، فأنت تملك جينات آل الجمال وتأثير أبيك الجبار .
أصدر مازن ضحكه عالية ليقول : وما أدراك من تأثير أبيك ، انه رهيب .
أكمل أدهم بغمزة شقية : فقط أنت لم تجد للان من تحرك جيناتك المختلطة لتبدلك عم أنت فيه، تنهد علي بغير اقتناع ليتبع أدهم وصوته يخفت تدريجيا – يوما ما سيرزقك الله بمن تجعلك تدور حول نفسك مستغلا كل جيناتك للإيقاع بها .
ومضت عيناه بشقاوة ليهمهم : مثل هذه الفرسة القادرة على إدارة رؤوس الجميع دون أن تهتز بها شعرة واحدة .
تنهد بقوة وهو يضع يده على قلبه : قلبي يحترق كلما وقع نظري عليها .
لكزه مازن ليهتف علي بجدية : توقف يا أدهم نحن ببيتهم .
اتبع مازن – أنها تندرج تحت قانون العائلة يا غبي .
هز رأسه وهو يكز على شفتيه بحرقة : لا أقو على رؤيتها دون التعلق بها ، اتبع بهمهمة – صاروخ .
توقفت خطواتها لتتصلب أجسادهم وخاصة حينما استدارت يمنى ترمقهم بتدقيق قبل أن تتجه إليهم بخطوات حازمة رغم انثويتها ابتسمت بلباقة : عمتم مساء يا شباب .
ابتسما مازن وعلي الدين بلباقة ليجيب مازن بلطف : مرحبا يا موني ، اتبع علي – كيف حالك ؟
اجابت برقة وهي توليهما اهتمامها : بخير والحمد لله كيف حالكما ؟
أجابها بلباقة في كلمات متفرقة لتبتسم لهما بعملية قبل أن تسال : اينقصكما شيئا ؟
هما بالرد ليصدح صوته بنبرة أجشه : وهل ينقصنا شيء بوجودك يا موني .
خبط مازن جبهته ليهمهم علي الدين : يا الله .
تحركت لتقف أمامه تطلع إليه بجدية قبل أن تسأله بصوت مسموع إلى حد ما : هل إشتقت أن اخلع لك كتفك يا ابن الوزير ؟
كتم علي الدين ومازن ضحكاتهما ليهمهم هو : لماذا ، فأنا لم أفعل شيئا .
رمقته بطرف عينها في غضب : من الأفضل لك أن لا تفعل حافظ على كتفك لأني هذه المرة سأحرص على أن لا تستطيع استخدام ذراعك إلا بعد علاج طويل ، ليست علاقة كتف كالمرة الماضية .
ازدرد لعابه ببطء وبعض من الرهبة يسكن حدقتيه وخاصة أنها لم تتحرك مبتعدة لينظر إليها بتساؤل فتهمهم بخوف : لم أسمع انك فهمت حديثي .
كح بحرج ليجيب بصوت أجش : بل فهمت .
ابتسمت بانتصار : جيد ، تابعت وهي تلتفت إلى الآخرين - سعيدة بوجودكما يا شباب .
شدا الاثنان جسدهما ليجيبا سويا : نحن الأسعد برؤياك يا موني .
حركت أصابعها في حركة متتابعة دائرية في إشارة السلام وهي تبتعد بخطواتها ، تمشي بدلال فتتعلق عيناه بها رغما عنها ليهمس بخفوت متعمدا إلا تلتقط صوته هذه المرة - صاروخ .
انتفض للكف القوي الذي حط على كتفه من الخلف وصوته الحاد يصدح بغضب : احترم نفسك يا ولد.
ارتجف بخوف ليزفر بقوة حينما التفت ليجده ابن عمه المقرب ليهمهم : عمار ، اخفتني يا رجل ،ارتفعا حاجبي عمار بصدمة لينظر إليه بتساؤل فيتابع مبررا - ظننتك أسعد فهو بالجوار
عبس عمار بضيق : ما الفارق بيني وبين أسعد إن شاء الله.
هتف أدهم بأريحية : انت ابن عمي أسعد شقيق الفرس .
اربد وجه عمار بغضب ليرفع كفه ويصفعه بقوة. هذه المرة على كتفه هاتفا بغل : لو لم نكن أمام الناس لكنت ضربتك كالصغار على قفاك .
تأوه أدهم ليهتف بعدم فهم : ماذا حدث ؟!
هدر عمار بخفوت : اياك أن اسمعك تدعوها هكذا ثانية ، أتفهم ؟
اهتزت حدقتي أدهم بعدم فهم ليمأ برأسه : حسنا ، ولكن أخبرني ما اغضبك ؟
هدر عمار من بين أسنانه وفكيه مطبقان بغضب شديد : إنها ابنة خالتي يا قليل الأدب ، وأنت تغازلها علنا أمامي ، ألا هناك حدود بين ما هو مسموح وما هو غير مسموح بالنسبة لك
رد أدهم سريعا : بالطبع هناك حدود ولكني لم أقصد أن اغضبك فانا امزح فقط لا أكثر .
اتبع بحنق تملكه - ولا أفهم ما سبب الغضب المنبعث منك هكذا
تحددت ملامح عمار بغضب وعيناها تلمع بغيرة لم يكتمها لتومض عينا أدهم بإدراك ليهمهم : اووه اتبع بفطنة ومرح سرى بجسده - إنها هي المنشودة التي ابدلتك عم كنت .
تحاشى عمار النظر له ليطبق فكيه علميا بخفوت حاد : لن اكرر حديثي ثانية يا أدهم ، ابتعد عن يمنى من الأفضل لك .
القى كلماته مغادرا بخطوات غاضبة لتتعلق عينا ابن عمه المندهشة به ليتلاشى اندهاشه ببطء وابتسامته السعيدة تنبعث من عينيه لتشمل ملامحه كلها ليغمغم بتفكه : كازانوفا أوقع الفرس ، مرحى يا ابن العم لا يليق لك إلا هي
***
تململت بجوار والدتها لتهمس : مامي الن نطفئ الشمع الوقت يمر وصديقاتي اصبحن يشعرن بالضيق ؟
تمتمت إيناس وهي تشرف على أطباق الطعام المرصوصة : فقط انتظري قليلا .
زفرت آسيا بإحباط لتهمس وهي تتناول بعض من المقرمشات : فقط أنا لا افهم سبب الانتظار، فحتى أسعد حضر ، لم يعد ينقصنا أحدا .
لوت إيناس شفتيها لتهدر : فقط القليل من الصبر يا آسيا ،
تبرمت آسيا وضربت قدمها بالأرض كالصغار : لماذا ؟ ماذا ننتظر ؟
همت إيناس بالرد ليصدح صوته الابح بخليط من لكنته الأجنبية والعربية : أنا ، ألا يهمك وجودي ؟!
شهقت آسيا بقوة لتركض إليه صائحة : عز .
ضحك عز لينحني ويحملها من خصرها بذراعيه ليدور بها : عيد مولد سعيد يا أختاه .
تعلقت برقبته لتضمه بقوة لتصرخ فيه حينما أنزلها أرضا وهي تضرب صدره بقبضتيها : أيها المخادع لقد أخبرتني أنك لن تستطيع القدوم .
ضحك بخفة ليغمز بعينه : كنت أنا مفاجأة الحفل .
صرحت بحبور : إنها لأجمل مفاجأة .
تركها ليقترب من إيناس التي تراقب الموقف بابتسامة باهتة ليمد لها يده مصافحا فتبتسم : حمد لله على سلامتك يا عز .
ابتسم بلباقة : سلمك الله يا ايني ، اتبع وهو يلتفت من حوله – المعذرة عن تأخيري ولكن معي ضيف هو السبب .
عبست ايني بعدم فهم تحول إلى إدراك حينما وقعتا عيناها على الشاب الذي تقدم مقتربا منهما وقبل أن يصدح صوت عز كان صوت ابنة اختها تهتف بعدم تصديق : زياد لقد اتيت دون أن تخبرني .
لتتسع ابتسامة زياد وهو يوليها اهتمامه الكامل ويتصلب جسد الآخر الذي طرق الاسم ذهنه بقوة فرمشت عينيه وهو يتطلع إلى ذاك القصير ذو الإبتسامة اللامعة .





rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 07:01 PM   #197

هبه احمد مودي

? العضوٌ??? » 387744
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » هبه احمد مودي is on a distinguished road
افتراضي

فصل مبهر يا سولا.
فصل العيلة باقتدار فعلا الواحد حاسس انه قاعد وسط حكايات و حوارات العيلة و بتسمعي لهم.
حبيبة و هو بتكلم عاصم عن فستان نوران سكررررر 😂😂 خطيبتك يا عمر اخدت فكرة سيئة عني و عموووووري منور الحفلة يا دكترة.
و الحلوين الحبيب و المريب عادل و سليم يا عسل انتم .
و الشباب حلوين حلوين.
و اسعدي اسعدي و هو منور كدا الحفلة ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩
حبييييييييت حبييييييت يا سوسو 🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰


هبه احمد مودي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 10:22 PM   #198

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,188
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

زياد ابن مين الفصل تحفة وعصومى تحفة

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 03:38 AM   #199

جميله سعيد

? العضوٌ??? » 424095
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » جميله سعيد is on a distinguished road
افتراضي

ابداااااااااااع ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩

جميله سعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 05:23 PM   #200

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه احمد مودي مشاهدة المشاركة
فصل مبهر يا سولا.
فصل العيلة باقتدار فعلا الواحد حاسس انه قاعد وسط حكايات و حوارات العيلة و بتسمعي لهم.
حبيبة و هو بتكلم عاصم عن فستان نوران سكررررر 😂😂 خطيبتك يا عمر اخدت فكرة سيئة عني و عموووووري منور الحفلة يا دكترة.
و الحلوين الحبيب و المريب عادل و سليم يا عسل انتم .
و الشباب حلوين حلوين.
و اسعدي اسعدي و هو منور كدا الحفلة ❤❤❤
حبييييييييت حبييييييت يا سوسو 🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰
حبيبتي يا هوبا
احلى مرور والله
منوراني يا قلبي
❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.