آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          💕💕 حكايا القلوب..بين الزحام والناس💕💕فعالية جديدة*قصص قصيرة*(الموسم الأول كامل) (الكاتـب : اسفة - )           »          أول شتاء من دونك -سلسلة قصص قصيرة- بأقلام نخبةكاتبات قلوب [حصرياً ]كاملة &الروابط* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          أنفاس أحمد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية البوليس السري - سيلينا دولارو (الكاتـب : ahmad2006771 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-21, 02:27 AM   #1001

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس والأربعين
***

صرخة ميلاد..

***




لم تكترث لأي من متعلقاتها والتقطت وشاحًا تضعه فوق رأسها فقط وتترك المنزل كجسد يسير آليًا بلا شعور لا يكترث بالحطام من خلفه، ركض مدين خلفها يخنق مشاعره ويخفي موته بداخله، جذب كفها عنوة يوجهها إلى السيارة، استجابت واستقلتها معه، جلس في مقعد السائق فكانت توليه ظهرها تستند بجسدها كله إلى المقعد وتميل إلى الباب في أقصى تباعد ممكن، قاد بها بلا حروف وقاوم احتواء أناملها بكفه ربما لآخر مرة، عند منزل والدها توقف فهبطت كالآلة تقصد الباب ليهبط خلفها مسرعًا، فتح الأب باب بيته فلم يصدمه وجودها، أمسك بيدها يجذبها للداخل ويواجه مدين بعدائية، قبضت على عضده بكلا كفيها تهمس له:
ـ أرجوك أبي توقف، لقد انفصلنا وانتهى كل شيء..
زفر الأب بعمق يغمض عينيه ويتراجع للخلف جاذبًا إياها محاولًا منحها قدر ضئيل من عاطفة أبوية لم يجود بمثلها قبلًا، استكانت في عناقه لبضع ثواني تشيع مدين الذي بادلها نظرة حرمان جديدة قبل أن يستدير وينصرف دون حروف، أغلق أبوها الباب في حدة مقصودة فابتعدت مطرقة:
ـ سأصعد إلى غرفتي..
انضم إليهما أسماء والطفلان اللذين هرعا صوب صبر يعانقانها، الجميع لاحظ إرهارقها فحثتها أسماء على الصعود بدفعها صوب الدرج:
ـ اذهبي إلى غرفتك الجديدة، سلمى اختارت لكِ ألوان فُرشها بنفسها..
ارتقت الدرج برفقة الصغيرة التي أمسكت بكفها تقودها وعند آخر درجة سلم انحرفت بها إلى غرفة مغايرة عن غرفتها القديمة، كانت أكبر من القديمة بها نافذتان وفراش وخزانة جدد، شراشفها بيضاء وستائرها حرير وردية وعلى الأرض سجادة تجمع بين الأبيض والوردي، الطفلة حاولت محو ذكرى غرفتها المؤلمة وبركة الدم التي لوثت الفراش وأرض الغرفة، التفتت إليها صبر مغتصبة ابتسامة حنون:
ـ شكرًا لكِ، لقد أحببتها..
تحاملت على أقدامها لتنقلها للداخل بأعجوبة وجلست على الفراش الجديد، تقدمت سلمى تجلس جوارها وتتمسك بيدها تحاوطها في مؤازرة:
ـ لا أحب رؤيتك حزينة، أبي قال لي بإمكاني النوم جوارك حتى أحتضنك إن بكيتِ..
مالت صبر برأسها تركزها عليها عينيها الواهنتين:
ـ من قال له أنني سأبكي..
زمت الصغيرة شفتيها تفكر لحظة قبل أن تعترف لها:
ـ أنا سألته أولًا هل ستبكي صبر قال لي ربما فطلبت منه البقاء هنا..
أغمضت عينيها تتنهد ومن ثم ترفع بصرها إلى النافذة، هل لها أن تلقي عليه نظرة أخيرة أم يكفيها مذلة إلى هنا، غالبت تلك الرغبة في النهوض ومالت قليلًا برأسها إلى كتف الصغيرة فشعرت أن حملها أثقل من أن تلقيه على كاهل طفلة فهمّت بالاعتدال ومنعتها يد سلمى في حزم:
ـ أنتِ مرة وأنا مرة، في الغد سأضع رأسي فوق كتفك، اتفقنا..
قالتها ومدت يدها بمصافحة إلى صبر فردتها لها باسمة:
ـ شكرًا لأنك هنا يا صغيرتي..
زهدت الطعام ليلتها وظلت أسماء والأطفال برفقتها في الغرفة التي عجت بأصواتهم دون أن تشاركهم صبر إلا بكلمات بسيطة ردًا على إلحاحهم، خيم ليل داكن بلا نجوم عليها فأغلقت سلمى ضوء الغرفة لتشتعل أضواء صغيرة ملونة على ظهر الفراش المستند للحائط، بدت الغرفة وكأنها عالم سحري تنعكس الألوان على كل جدرانه، عانقتها حتى غفت وتركتها وحيدة بالفراش وهبطت، والعبرات التي كبحتها كل تلك الساعات هبطت طواعية، لم تكن تبكيه تلك الليلة بل تبكي حالها الذي أوصلت نفسها إليه، فتشت عن أوراق وأقلام في أدراج الغرفة فوجدت البعض، ذهبت إلى المطبخ وأحضرت طبقًا زجاجيًا عميقًا وضعته أرضًا وجلست أمامه، قرأت ذات مرة أن حرق ما نحمله بداخلنا بعدما نخطه على أوراق بيضاء يساعده في التحرر منا فيكف عن إيذائنا، حررت مكنون صدرها كله على ورق أبيض، خطت آثامها كلها على قصاصات عجزت عن حصرها وأشعلت أولها بقداحة صغيرة، أول قصاصة
أحببت مدين
والثانية
تزوجت مصعب
والثالثة بقيت في منزلهم
شردت تراقص اللهب إلى العقد العرفي الذي وثقه المحامي، سيل من عبرات تزامن مع سؤالها المجرد لنفسها
كيف لها ارتكاب تلك الحماقة وذاك الإثم!
ماذا إن كان موثقًا وجاء شهود للعقد!
كل ذلك هراء لم يغير في حقيقة العبث شيئًا، توثيق الزواج لم يغير حقيقة أنها كانت لعينة، لم تحبه ولم تتزوجه إلا نكاية في ابن عمه وهذا أدعى الأسباب لبطلانه، كيف لها أن تكفر عن إثمها وخطأها البشع ذاك..
تولت حرق البقية تباعًا، كل خطوة خطتها في ذلك الطريق الموحش أحرقتها واكتوت بنارها أشعلتها الليلة بقداحة علّ قلبها الموجوع يبرأ مما يعانيه، كمشت عدة قصاصات مدون عليها ذات الجملة
أحببت مدين
وأحرقتها، فهي الجملة الوحيدة التي كررتها عشرات المرات دون كلل أو ملل، فذلك مكمن نكبها والذي بسببه اقترفت كل تلك الحماقات، أخرجها من شرودها البغيض في الماضي ذراعا سلمي الصغيران يحاوطانها من الخلف فأزاحت عبراتها أطراف أصابعها قبل أن تخبرها بصوت مكتوم:
ـ لا تقلقي سأنهض وأعيد تلك الأشياء محلها وأعود للنوم جوارك..
أرجعت رأسها للخلف بعد ذلك مبتسمة بألم:
ـ فكري لي في قصة ترويها لي حتى أستطيع النوم يا سلمى..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 02:29 AM   #1002

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الحمل وحده يشعل الهرمونات وتناغمها مع الجنون مصيبة حقيقية..
أجبرتها چود على التنزه في الحي سيرًا على الأقدام، عانقت شهرها التاسع فازداد وزنها وضاقت أنفاسها وهرموناتها وصلت الذروة.. باتت تصرخ في وجه كل من يمر من أمامها، سارت جوارها على الأرض الإسفلتية، خطواتها بطيئة لا تنفك تشكو آلام جسدها وحركة الجنين العنيفة، تناولت قضمة من مثلجات الفانيلا وكزت على أسنانها:
ـ لا أعرف لماذا لا ترحلي وتريحيني من وجهك العكر هذا يا چود..
انطلقت ضحكات چود الرنانة وربتت على كتفها باستفزاز:
ـ تعبرين عن الحب بفظاظة..
نفضت عزة كتفها في حدة وأوشكت على رمي المثلجات في وجهها فأوقفتها يده الحازمة، التقط المثلجات وقضم منها يأكلها بتلذذ تحت أنظار جود المتسلية وعزة الحارقة، تم تجاوز صدمة حضوره في سرعة البرق فمعه المفاجآت مشروعة، ابتسم ببطء:
ـ كيف حالك چود!
قبل إجابة چود أجابته عزة بلكمة عنيفة لبطنه جعلته يتأوه، هتفت دون مراعاة لوجودهم بالشارع:
ـ أنا أحمل طفلًا يعذبني وأعاني طيلة الوقت وأنتَ تأتي تسأل چود عن حالها..
أوقفتها الصديقة الضاحكة قبل الانقضاض عليه وافتعال فضيحة، فنفضتها عزة ترمي سهام لسانها دون هوادة:
ـ اللعنة عليكَ وعلى چود، اصطحبها في رحلة إلى الجحيم وابتعدا عني الآن..
قالتها وهرولت غاضبة إلى بيتها فلحقا بها،
عاد ثلاثتهم إلى المنزل فسبقتهما چود هاتفة في ارتياح واضح:
ـ جيد أنك عدت، سأرحل بلا رجعة..
اجتازا الباب خلفها وأغلقته الخادمة فور دلوفهم جميعًا، رآها تركض قاصدة الدرج دون اكتراث بهما، زجرته عزة التي كتفت ذراعيها وزفرت في حنق قبل أن تتوجه صوب الأريكة وترمي نفسها عليها في جلسة متحفزة، دلف خلفها متباطئًا ببسمة متراخية من حظه الجيد لم ترها وإلا كانت شوهت معالم وجهه، هبطت چود تجر حقيبتها خلفها بحماس مبالغ فيه، رفعا بصريهما يراقبا هبوطها فهتفت:
ـ سترتاحين مني يا حيزبون قلبي..
كتم ضحكته المستمتعة وأشاحت عزة بوجهها معلقة:
ـ خذيه معك أيضًا لا أريد رؤيتكما ثانية..
عادت ببصرها حين أجابها الصمت فرمقتها چود ببسمة خبيثة تذكرها بملابسه التي وجدتها قبلا في غرفتها مع ملابسها المتسخة، سبتها عزة في سرها وتأففت تخلع حجابها وتلقيه بجانبها على الأريكة، جذبت جود حقيبتها للخارج وعادت تعانق عزة عنوة ولوحت لمصعب ضاحكة:
ـ لن أعانقك أمامها، فهي مجنونة بالكامل الآن..
غمز لها على طريقة حذيفة فغادرت تبتهل ألا تجهز عليه عزة وتزهق روحه..
وقف يرمق ظهرها بضع ثوانٍ في شرود، تبدل حالها تمامًا، ربما مازالت مجنونة وازدادت جنونًا لكنها لم تعد جافة المشاعر كالسابق، استعدادها للأمومة غيّر شيئًا في نظرة عينيها، كما أن بنية جسدها أيضًا شابها اختلاف واضح، حفرت البسمة طريقها إلى ثغره قبل أن يتقدم في هدوء حذر صوبها، سحب دفقة هواء ملأ بها رئتيه وجلس بجانبها متخليًا عن المحاذير، فابتعدت ترمقه ببغض واضح، أراح رأسه للخلف مسترخيًا:
ـ كيف حالك مجنونتي..
لكزته في خاصرته بعنف:
ـ لست مجنونتك..
مد يده يحاوط خصرها بذراعه ويضمها عنوة إليه مثبتًا رأسها بين التقاء عنقه ورقبته رغم أنفها فقاومته بضع لحظات قبل أن تستسلم في وهن، أغمض عينيه يزفر بارتياح قبل أن تباغته وتبتعد تلكمه في صدره ويتأوه ضاحكًا:
ـ ألا تعرفين طريقة أخرى للتعبير عن فورة هرموناتك!
كتفت ذراعيها أمام صدرها فوق بروز بطنها تتلاحق أنفاسها، أنفاسها التي صابها الضيق مع اكتمال الحمل:
ـ لماذا تتصرف وكأن الأمور طبيعية، لستُ غراء مثل ليلى التي اعتذر لها صديقك وسامحته..
مسد خصلاتها المأسورة في ربطة محكمة وتباطأت ابتسامته:
ـ لكنني لم أعتذر..
التفتت إليه محتدة النظرات مستنكرة:
ـ أيضًا!
ابتسم أكثر دون أن ترى أسنانه، تروق له تلك الجلسة ويود الاستيقاظ مدى الدهر على جلبة صوتها المزعجة وشجارها المستمر، حدجته بشراسة:
ـ لماذا تضحك..
أسبل أهدابه غامضًا يسألها:
ـ وجهك شاحب وأنفك تضاعف حجمها، هل الصبي يتعبك جدًا..
كزت على أسنانها مغتاظة:
ـ لم أخبرك أنه صبي..
ضحك بخفوت:
ـ جود أخبرتني من فترة طويلة..
توحشت عيناها:
ـ سأقطع علاقتي بها..
تجاهل ذلك وتفحصها، وجهها مشتعل ضيقًا وحر الطقس يزيد من ضيقها، مال برأسه يختبر شعوره بها، أشياء تهرب منها وإن واجهها داخل نفسه لن يعترف بها، تعانق جليد القطبين مع جحيم الاستواء وساد الربيع على أرضه، غريب أمرها وأمره، ما كان عليهما اللقاء وحين التقيا سُرقا بغير رجعة..
نظر إليها بنظرة هادئة وكانت تحتاج اللين، وعزة الجديدة مستغلة حد اقتناص ما تحتاجه دون اعتبارات، أشارت إلى الباب تسأله في نزق مصطنع:
ـ ألن تغرب عن وجهي!
ابتسم ببطء وهز رأسه نفيًا، فأطرقت برأسها لحظات قبل أن تنهض وتسير ببطء شديد متوجهة صوب الدرج:
ـ أريدك أن تطهو لي الطعام بنفسك..
ابتسم أكثر ونهض سريعًا إلى المطبخ، صرف الخادمة والطاهية وعاد إليها ركضًا فوصلها عند بداية الدرج يدعم ظهرها ويساعدها للصعود، كانت في أصعب حالاتها، لا تقوى على حمل أقدامها حتى، سمحت له بتحمل وزنها إلى الغرفة، جزء منها يألفه، هذا الأفاق لديه شيء فريد لم تجده قبل اللقاء به، وليس لديها ما تخسر كي تفكر، دلف بها إلى الغرفة وأزاح قطرات عرق دافئة نضحت بها جبهتها، مسد وجنتيها بظهر أنامله قبل أن ينصحها:
ـ مارأيك في حمام بارد، وتبدلين ملابسك، بإمكانك الراحة لبعض الوقت حتى أعد لكِ الطعام..
رمقته بجانب عينها:
ـ هل تستطيع الطهو أم أنك مدلل في كل شيء..
أخفض كفه يعانق كفها ويبتسم لها ما كرًا:
ـ مدلل في كل شيء..
دفعته للخلف وقوة دفعتها مثل قوة ريشة تهدهد سفح جبل، قادها للداخل فاستسلمت تزفر بضيق، تحمِل طفله وعليه تدليلها لذا ستتركه يتحمل بعد الأعباء من أجلها، وصل بها إلى باب الحمام وهم بالمضي للداخل فأوقفته بحزم:
ـ يكفي إلى هنا..
لم يشأ الضغط عليها وتركها تدلف وحدها:
ـ إن احتجتِ شيئًا نادني فقط..
أومأت له قبل أن تنصرف، انتظرها بغرفة تبديل ملابسها، وجد ملابسه مطوية وموضوعة على أحد الأرفف، جيد أنها لم تقذفها إلى مكب النفايات، يعلم أن ما يمران به عرضي مرتبط فقط بالحمل واضطراباته ويستغل كل فرصة مثلها، هذا العدل بعينه..
خرجت إليه تلتحف بمئزر حمام أبيض وخصلاتها ندية فتناول المنشفة من يدها وجففها لها في رفق بعدما جلست على مقعد أمامه، انتهى وأعاد المنشفة محلها، أشارت إلى الباب عابسة:
ـ اخرج كي أبدل ملابسي..
التوى ثغره بالابتسامة التي تعرفها فأعرضت عن النظر إليه، غادر وارتدت ما انتقاه لها، قميص قطني فضفاض بنصف أكمام يتخطى ركبتيها فقط، قماشه الناعم منحها راحة تنشدها، خرجت إليه بخطواتها الثقيلة فقابلها مباشرة يساعدها لتصل إلى الفراش، أجلسها وجلس أمامها، مد يده يلامس بطنها ورأت التوق يتقافز من عينيه، وجهًا جديدًا منه يبهرها، يتوق للطفل مثلها!
أسبلت أهدابها صامتة فسمعت منه نبرة جديدة أيضًا:
ـ ربما لن يمحو الماضي، لكن تخيلي شعورك وأنتِ تحملينه بين يديك وينظر إليكِ مباشرة..
رفعت رأسها ببطء إليه فأردف باسمًا:
ـ طفلك، بل طفلنا، عائلة صغيرة رائعة للغاية..
شردت في التخيل، وابتسمت، توسعت حدقتاه، المجنونة المتفردة ابتسمت!
تشرست عيناها تدريجيًا:
ـ لن ألده قبل أن تعتذر..
مال برأسه يتحداها:
ـ لن يحدث..
حدجته ببغض:
ـ مصعب!
هتف فوق هتافها:
ـ عززززة!
رفعت جبهتها بغتة كأنها تسبه:
ـ انطقها سليمة أولًا..
أشاح بوجهه يلوي شفتيه متهكمًا، سمع زفرتها الحارة قبل قولها الحاسم:
ـ سأنام الآن لقد تعبت..
عاد إليها بعينين مؤازرتين وأومأ لها في هدوء، تحركت لمنتصف الفراش وتمددت تريح رأسها على وسادة بيضاء، سمع أنينها الخافت عدة مرة قبل أن تهدأ تمامًا في الاستلقاء على جانبها مولية إياه ظهرها، رن هاتفه برقم عمته رحيمة ففتح الخط يرحب بها، سألته عن حال عزة فالتفت إليها:
ـ لا تقلقي أنا معها..
ضحك بخفوت مردفًا:
ـ جنونها فاق المدى..
لم تحرك عزة ساكنًا إلا رفرفة أهداب بطيئة، سمعته يعد عمته بجدية:
ـ لن أتركها ياعمتي، لن أتركها أبدًا..
أطبقت عزة أجفانها متصنعة الغفوة، في صوته اهتمام وهي عطشى له، عانت النبذ طويلًا وستكون غبية إن ضيعت فرصتها في الاستفادة من كل اهتمام يقدمه..
أغلق الهاتف مع عمته ومال يقبل عضدها فسرت رجفة إلى أوصالها سيطرت عليها لكنه شعر بها لتتسع ابتسامته وتتداخل مع القُبلة، مسد خصلاتها ونهض يغادر الغرفة، هبط إلى الأسفل وأحضر حقبية ملابسه التي تركها عمدًا بالسيارة، دلف بها إلى المنزل، وتركها في الصالة ومن ثم توجه صوب المطبخ يحضر لها طعامًا صحيًا، هاتف جود تساعده في اختيار ما تفضله عزة من طعام فأخبرته ليردد خلفها مندهشًا:
ـ قرع بالبشاميل!
نفض كتفيه بزفرة مختنقة:
ـ دون تعجيز يا جود..
أخبرته عن محتويات الثلاجة وكيف يتصرف فانهى المكالمة وشرع في التحضير، بحث عن لحم متبل ووجده على أحد رفوفها ووضعه على مقلاة الشوي وقطع بعض الخضروات والفواكه وصنع لها عصيرًا طازجًا، رتب الأطباق فوق صينية وصعد بها إلى غرفتها، كانت قد غفت بالفعل ومر أكثر من ساعة على نومها، تقدم من الفراش بعد أن وضع الصينية على طاولة قريبة، واقترب منها يتأملها، تستسلم للنوم في ضعف يجبره على التمسك بالبقاء معها، أيقظها بربتة طفيفة على كتفها ففرقت أجفانها تطالعه بتيه لبعض اللحظات قبل أن تنهض وتجلس مسندة ظهرها إلى وسادة وضعها خلفها، أخبرته مستغربة:
ـ أشم رائحة الطعام من مكاني..
أشار للطاولة باسمًا:
ـ هذا لأنني أحضرته إلى هنا..
أومأت له فأخذ بيدها إلى الطعام وجلست تتناوله دون النظر إليه، جلس على مقعد مقابل لها، اليوم التزم الهدوء تمامًا، لا يريد نفسه في غير صورة، تستحق منه مساحة مريحة في ظروفها تلك، سألها مترقبًا:
ـ هل أعجبك الطعام؟
نفت بهزة رأسه لا مبالية:
ـ لا.. أتناوله فقط لأنني جائعة..
ابتسمت عيناه في خبث:
ـ ربما يُعلمك الجوع قيمة اللذة..
قاطعته تكز على أسنانها:
ـ ليس لذيذًا.
جذب طبقها يبعده عن مرمى شوكتها يتحداها:
ـ حسنًا لا تتناوليه..
ابتسمت في سماجة وأشارت بشوكتها إلى قطعة لحم محددة:
ـ لكن طفلك جائع ويريد تلك القطعة بالذات..
رفع شوكته يغرسها في قطعة اللحم ويوصلها بنفسه إلى فمها:
ـ إذًا هنيًا له..
ركزت بصرها في عينيه الماكرتين:
ـ لكنني لا أريدها..
حربهما ناعمة على ضفاف بركة هادئة، لا يتخذ فيها أسلحة مميتة وسلاحه ترجي تصنعه في نبرته:
ـ أرجوكِ عاملينا بكرم أخلاقك وتناوليه لأجل الطفل المسكين..
تهكمت تلامس قطعة اللحم التي يقدمها لها بطرف شوكتها:
ـ مسكين!.. سيرث المسكنة ممن!
ضحك بقوة يشير إلى صدره:
ـ مني أنا..
أشرست عيناها وصوتها:
ـ لا أريد أن يرث منك شيئًا..
قرب الشوكة من فمها فتناولتها تلوكها ببطء، لن تخبره أن اللحم لذيذ وقد أعجبها مذاقه، وضع الشوكة جانبًا يشبك كفيه ببعض على الطاولة:
ـ لا يروق لي لون عينيكِ ليته يرث خاصتي..
لم تعلق عدة دقائق وشغلت نفسها بالطعام قبل أن تحتسي العصير البارد وتسأله بحروف بطيئة:
ـ هل كان عليكِ فعل كل ذلك لتثبت ذكوريتك!
نهض يبحث عن تبغه على الكومود والتقطه، راح يقلبه بين أنامله دون أن يشعله، نهضت بدورها ترفع كأس الماء تقذفه أرضًا وتهشمه، نقل بصره بين حطام الزجاج وبينها، زعقت بحدة أكبر تسأله:
ـ هل كان عليكِ ذلك..
أخرج لفافة تبغ يضغطها بين سبابته وإبهامه يجيبها بسؤال ساخر:
ـ ألن تكتفي يا عزة من تساؤلاتك!
اقتربت منه بوهنها تقف أمامه مباشرة:
ـ كان بإمكانك قولها شفهيًا.
أدرات رأسها إلى كل جانب تقلد طريقته الركيكة في نطق الحروف:
ـ احذري يا عزة فأنا أستطيع منحك طفل في ليلة واحدة فقط، احترسي هنا منطقة خطر..
لم يستطع كبح ضحكته، تقلده ببراعة وفورة جنونها مبهرة، أطرق يسألها:
ـ وإن قلتها وقتها، كيف كنتِ ستردين..
تخصرت بكف وبالأخرى مسدت موضع الجنين تجيبه في شراسة:
ـ كنت سأضرب رأسك بآلة حادة وأتسبب لك في جرح عميق يحتاج مثلًا عشرين قُطبة على أقل تقدير..
رفع رأسه إليها متسع العينين مرتبعًا بحق:
ـ وبعد!
هزت رأسها بلا مبالاة:
ـ كنا سنتصالح في قسم الشرطة ونفترق على بابه وينتهى الأمر..
أشار إلى بطنها متهكمًا:
ـ وأحرمك من حقك في الأمومة!
ضحكت في لذوعة تقلب عينيها في فضاء الغرفة:
ـ لا أرجوك لا تحرمني من حقارتك، بتُ أستأنسها الآن..
أشاحت بوجهها تطلب بزفرة حارة:
ـ ارحل!
أمسك بعضدها في سيطرة فأجبرها على النظر إليه:
ـ لست شيئًا تمتلكينه يا عزة، أنا زوج وشريك لكِ في الحياة بأكملها..
انفعلت تسأله بصوت مرتفع:
ـ ولماذا تسمح لي بما أفعله تأتي حين أطلبك بل أتيت بدون طلب تلبي رغباتي كأنني أمتلكك بالفعل!
ضيق عينيه ببسمة غامضة، كسولة جذابة بشدة:
ـ يعجبني استغلالك لي، الوضع يناسبي إلى حد لا تتصورينه..
قضى الليلة معها في المنزل واشترطت أن ينام في غرفة أخرى فأذعن لها دون مناوشات، علمت دميانة ورفقة بوجوده من جود فاتفقتا على عدم الذهاب إلى عزة وترك له فرصة ربما يستطيع تمهيد الطريق بينهما، وعن عزة فقد كثفت استغلاله له بكل طريقة خطرت في بالها..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 02:31 AM   #1003

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


***
ضيفة متوقعة؛ فلم يعد غيرها يهتم بتلك القضية، طلبت زيارة السيد سليمان زايد بشكل سري، فلبى دعوتها، أوصله مدين إلى مقهى فارغ من رواده، فضل ألا تزوره في منزله لئلا يثير الشكوك، جلس في انتظارها برفقة حفيده الذي نهض تاركًا إياها مع جده دون أن يرميها بنظرة واحدة، خمسينية شقراء ينزاح وشاحها إلى رقبتها ولم تتخلَ عن شموخ خطواتها رغم كل الانكسارات
آسيا سلّام
أرملة عادل النجار
تقدمت صوبه تحمل لفافة في يدها وقفت أمام طاولته التي يحتلها في جلسة ملك عجوز لم ينل الزمن من جبروته، تسللت إليها الرهبة، ولداها لعبا على أرض مغروسة بالخناجر للأسف، أشار إلى المقعد في غموض:
ـ اجلسي سيدة آسيا.
جذبت المقعد وجلست تضع اللفافة البيضاء على الطاولة وتدفعها للأمام، نقل بصره منها إلى ما وضعته يسألها:
ـ ما هذا.
ازدردت لعابها واجفة من داخلها:
ـ كفن ابني.
التقط الغصة تتقاطر من صوتها فتوحش صوته الخشن:
ـ أي منهما؟.
أجابته دون تلعثم:
ـ عُبيدة.
مال ثغره بابتسامة هازئة:
ـ وزين!
اكتنف ملامحها الحزن والندم وبعض من حقد ما زال بداخلها:
ـ قتلتموه.
نقر بسبابته على الطاولة يخبرها بنبرة ذات مغزى:
ـ عليكِ بتقديم الشكر لأن قلبه ما زال ينبض.
كزت على أسنانه في غيظ لم تستطع كبحه:
ـ شكرًا.
ابتسم دون مرح وأشار إليها في استهانة:
ـ كان عليكِ بذل مجهود أكبر في التربية.
لم تحرك ساكنًا فحذرها ببأس شديد:
ـ لا أريد سماع شيء عنكم بعد الآن.
أطرقت تعلق:
ـ من حقك سيدي.
أشار لها بيده لتنصرف:
ـ في الغد سأطلق سراحه.
...
تعلّم أشياء تحت الأرض، كثيرة غير قابلة للعد، استساغت عيناه شُح الضي حد أنه حين صعد الدرج للسطح أطبق أجفانه فعربدت أشباحه
عُبيدة النجار
عُبيدة فقط دون ألقاب الذي أمضى الشهور في وحدة وكدر..
أشياء تناساها بقصد وأخرى تسربلت منه بغير حيلة، حد أنه نسيها شخصيًا وجدها تقف مستندة إلى سيارتها واندفعت صوبه في لهفة حين رأته، لم يرَ نساء منذ أشهر بل لم يرَ بشر من الأصل، والتي لم تجذبه قط اليوم كل تفصيلة فيها تأخذ من نظرته نصيب، ممتلئة الجسد قليلًا ورغم ذلك يتناسق سروالها الأسود مع كنزتها بذات اللون على جسدها فصار مغويا بغير قصد، كحالها الدائم ترتدي الأسود، وجهها مستدير ووجنتيها بضتين مشوبتين باحمرار طبيعي، كيف كان يراها عادية قبلا!
أشفقت على حاله وأمسكت بكفه تقوده إلى السيارة فأطاعها، ليس لديه ارتباطات ولم يحضر لحياته القادمة خططًا وبدت له هدنة مناسبة، جلس جوارها وتولت القيادة تنقبض أناملها العشرة فوق المقود، ارتخى في جلسته يسألها بصوت محايد:
ـ إلى أين ياسلمى..
أدارت رأسها إليه في بطء، حبها المستحيل ونجمها المفضل تنازل عن علوه وحدثها مباشرة، أخفت انقباضة صدرها قدرما استطاعت وأجابته بخفوت متوتر:
ـ إلى منزلك، والدتك في انتظارك..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 02:32 AM   #1004

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

***
التردد آفة من شأنه قتل أميال من العشب في رفة جفن..
أرسلت له رسالة أخبرته فيها أنها تريد لقاءه لتبلغه بقرارها الأخير وجهًا لوجه، أشرق وجهه بعد لفتتها الصباحية، نهض من فراشه وتحضر إلى السفر إليها، ذهب إلى غرفة أمه قبل استيقاظ الأطفال واندلاع الجلبة المعتادة، كانت لا تزال في فراشها تحاول إطعام الصغيرة وجبة اللبن الصباحية خاصتها، دلف وسمع همهمة الصغيرة فيما تتلذذ بما تحتسيه، ابتسم في غموض فدميانة ستأتي قريبًا وستأخذ دورها تلقائيًا كأم لكل هؤلاء الجيش الذي يناديه أبي دون وجه حق، انتبهت له أمه تترصده ببصره:
ـ قلبي يخبرني أنك ستريحني بزواجك قريبًا..
اتسعت ابتسامته فيما يجلس على طرف فراشها ويمد يده ليلتقط منها الطفلة وزجاجة الحليب ويشرع في إطعامها بدلًا عنها، مازحها ضاحكًا:
ـ ألا تريدين بعض اللبن من العاصمة..
تهللت أساريرها تربت على ركبته:
ـ ستذهب إليها حقًا..
صفقت يديها في سعادة:
ـ سأبدأ في تحضيرات الإكليل من اللحظة..
لم يدهشه تسرعها يتفهم دوافعها تمامًا، مسد خصلات الطفلة برفق وتبادل معها ابتسامة قبل أن يعقب على حديث أمه:
ـ انتظري قليلًا كي أتحدث معها في كل التفاصيل أولًا، لا يصح أن نتخذ قرارات بدلًا عنها..
امتعض وجهها الذي أشاحت به بعيدًا:
ـ قرارات ماذا، هذا الطبيعي ثم أنك رجل رائع ومهم ودميانة ستسعد بأي قرار تتخذه في شأنها..
رفض المبدأ تمامًا وراح يثنيها عن أفكارها تلك:
ـ الأمور لا تسير بهذه الطريقة يا أمي، أقل شيء هو الاتفاق والأخذ برأيها في شأن مصيري كهذا..
قالها ونهض يعيد إليها الطفلة التي استكانت في أحضانه وغفت بالفعل، ربتت الأم على ظهرها وأعادتها محلها على الفراش، وضع زجاجة الحليب على الطاولة وقبل رأس أمه قبل أن يذهب..
سافر إليها بسيارته بعد تأجيل أعمال اليوم، استغرق ساعات طويلة فكر فيها في ديباجة يبدي لها بها سعادته بذلك اللقاء، حك مؤخرة رأسه فلم يخفق قلبه لامرأة إلا في سن المراهقة، كانت مشاعر هوجاء أخذت وقتها وتلاشت، ظل قلبه باردًا دون صخب النبض حتى التقاها، سيخبرها بذلك تفصيلًا اليوم، وصل إلى العاصمة وهاتفها لترد عليه بتحفظ أكثر من المعتاد، اختار مكان للقاء فوافقته، وصلت بعد نصف ساعة من انتظاره المتوتر لها، استنكر في نفسه توتره وحاول السيطرة عليه، حضرت تبحث عنه بعينيها فنهض يقابلها في منتصف الطريق، انحسرت بسمته التي قابلها بها حين لاحظ تجهم ملامحها، أشارت إلى البحيرة الاصطناعية في باحة المقهى الخارجية:
ـ لا أفضل المكان المغلق، أريد تنشق الهواء بالخارج..
أومأ لها يوافقها وأشار لها في احترام كي تتقدمه، ما رآه على وجهها لا ينذر بخير أبدًا، سار جوارها على ممشى على حافة البحيرة سألها عن حالها فردت باقتضاب، كانت قد حضرت جملها التي سلتقيها في وجهه وتهرب سريعًا، قد خاب ظنها به حقًا وما فكرت للحظة أنه يستغلها، وأكثر ما تبغضه في الحياة هو ذاك الاستغلال، سألها متوجسًا:
ـ ما الأمر دميانة..
في اهتمامه صدق لا تخطئه أذن ولو تعرف كيف أثر به ذلك التيه والوحدة الذي انحفر على وجهها لاقترنت به في التو واللحظة، تغاضت عن صدقه وعن شعورها به ووقفت أمامه مباشرة، تظهر له خيبة أملها فيه غير منقوصة:
ـ أتعرف أكثر ما أكره يا سيد يوسف؟
حدثته بعمليه يشوبها جرح عميق، سألها حائرًا:
ـ ماذا يا دميانة، أخبريني أنتِ.
أطبقت قبضتها وحاوطت بطنها بساعدها فيما تقاطرت المرارة من بين حروفها:
ـ أن يتخذني أحد مجرد سُلم.
تساءل مندهشًا:
ـ سُلم!.. من الذي استغلك؟
فاض الاتهام من عينيها، مثله مثل نيكولاس بل إن الآخر كان أكثر وضوحًا معها حين أخبرها حقيقة احتياج ابنه لأم، أخبرته في حزن:
ـ لم يكن عليك خداعي أبدًا، علمت أن أوراق التبني خاصة أطفالك تحتاج متبنَى قد تخطى الأربعين.
توسعت أحداقه بالتدريج لا يستوعب ما تهذي به سألها بعقدة جبين:
ـ عفوًا!
انفعلت لأول مرة تتهمه مباشرة:
ـ طلبت الزواج مني لتستغلني.
لوح بكفيه في الهواء بلا معنى:
ـ من أخبرك بهذا الشيء!
ازدرد لعابها تكمل ما بدأته:
ـ هناك قانون جديد للأحوال الشخصية الخاصة بالأقباط أحد بنوده يخص التبني.
علق في جمود:
ـ لم أسمع به من قبل.
تلكأ بصرها عليه:
ـ هذا لأنه ما زال في طور المناقشة، لم يتم التصديق عليه بعد.
توسعت أحداقه مرة ثانية وتلك المرة زاد شعوره بالإهانة فراح يستفهم مشيرًا إلى نفسه:
ـ تتهمينني بهذا الاتهام من أجل قانون لم يعتمدوه بعد!
لن تخبره أنه تخاف المخاطرة وأن التردد في شأنه يقتلها، وأنها اعتادت الوحدة ورغم مشاعرها تجاهه لديها رعب من التجربه، أومأت له ببطء فأمعن فيها النظر بضع دقائق قبل أن يمسك بكفيها يعانقهما فيزداد بينهما الدفء، اعتقل بصرها يخبرها في هدوء خلفه غضب شديد:
ـ أنتِ امرأة مميزة يا دميانة، سعيد لأنني قابلتك وتعرفت عليكِ، كنت أود حدوث شيء بينا لكن..
تركها معلقة بضع لحظات كما تعلقت عيناها به:
ـ لكن كيف سنكون جسدًا واحدًا وأنتِ تشكين بي هكذا..
لم تجد ما تعلق به، ألجمها صدق نبرته التي لم تفتقر إلى التقدير، حرر كفيها متنهدًا في يأس:
ـ أتمني لكِ الأفضل، وداعًا.
لوح لها قبل أن يستدير وينصرف وفي هاته اللحظة المفعمة بالصدق عرفت أنها تخسر فافترت عيناها عن عبرة وهمسة خافتة لم تصله:
ـ يوسف.
رحل يوسف دون التفات فلم يسمعها قط، عادت إلى منزلها بحزن عميق وقتامة، تراجعت ذاكرتها إلى لحظة بداية نهاية حكايتها حيث قصدت صديقتها تأخذ رأيها، كانت دميانة قد اختلت بنفسها لوقت طويل جدًا، طويل حد استغراقها في التفكير، اعتادت الوحدة والتصرف على أساس ألا أحد ينتظرها ولا تنتظر أحد، لكن شيئًا غامضًا جذبها إليه، رسمت في عزلتها حياة خيالية وشيدت بروجًا من جدران السعادة وسكنتها معه ومع عائلته، أثناء الجلوس مع شريكتها في العمل لإنجاز بعض الحسابات الخاصة قصت عليها كل شيء، والأخرى فرحت من أجلها وشجعتها لكن بعد يومين هاتفتها تخبرها على استحياء أنها أفصحت عن حكايتها أمام بعض الصديقات وكان ذلك تعليق إحداهن
ربما يستغلها لتبني الخمسة أطفال بالقانون، سمعتها دميانة وانهارت بروجها معه فيما سقطت فريسة التردد والشك اللذين قتلا عشبهما قبل أن ينبت أصلًا..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 02:34 AM   #1005

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

***
هراء العالم كله لا يوازي لحظة سكينة..
تسارعت خطواتها إليه فالتصقت به تحاوط خصره بذراعيها متجاهلة الجمع من حولهما فلا شيء يهم ها هنا؛ المطارات أنسب الأماكن للقاء العشاق، تطلعت إليه بوجهها المستدير الفاتن، تلخص العشق في نظرتها إلى معتصم وكأنه مدار المجرة، ابتسم لها دون حروف وطفت سعادة قلبه إلى حدقتيه، همس دون أن يحيد ببصره عنها:
ـ تعرفين عقوبة عناق كهذا أمام الناس!
هزت رأسها باسمة:
ـ لكنك كريم الأخلاق يا مولاي وستتهاون اليوم فقط بسبب الشوق الذي فاض من قلبي إليكَ..
كان رده ضمة منه احتواها به وأسكنها ديارها دون كلمات تشوش المشاعر، أخذها إلى الفندق الذي وصلته قبله بعدة ساعات واستقرت بغرفتهما في انتظاره في أن تذهب في موعد هبوط طائرته لاستقباله، عطلتهما إلى اليونان قد حان أوانها أخيرًا، دلفا متعانقي الأيدي، في ضمة يدها له تشبث وركض خلف كل رابطة تجمعهما، شعر بها تتغير، عناقها يزداد دفئًا وعيناها تزدادان التماعًا، سأل نفسه هل شوقه إليها مفضوح مثل شوقها أم لا يزال على عهده ذي بأس مع الجميع، شك في ذلك، من داخله يشعر باللين يغلبه، والعشق يفيض عن حده، بالتأكيد كل من يراهما معًا سيشعر بما يضمرانه لبعضهما بعضًا..
أغلقت الباب بنفسها بعدما أدخل العامل حقائبه وغادر، سارت صوبه بخطوات خفيفة كرقص النعام على أرض رملية، أمسكت بيديه لحظة ورفعت كفيها تلامس خصلاته من الخلف، حركت أناملها للأمام إلى لحيته وحاجبيه، تتفقده بلهفة وبسمة توق عارمة، وقف محله يترك لها المجال كاملًا، يود سحقها في أحضانه والجديد أنه يسيطر على اندفاع مشاعره كي تألف السكينة في حضرته قبل الغريزة، ضغطت على أطراف أصابع قدميها ورفعت نفسها مستندة إليه حتى تصل إلى شفتيه وتلثمها، ابتسم أثناء قبلتها الناعمة له وعانقها بعدها يقبل جبينها بعمق هامسًا:
ـ الحياة بدونك بلا مذاق..
ابتسمت ببطء وابتعدت عنه تلوح له بسبابتها:
ـ أرجوك انتظرني قليلًا، ركضت إلى الغرفة الداخلية تحت مراقبة عينيه لها، عادت له بعد عشر دقائق وقد بدلت ملابسها إلى غلالة أرجوانية قصيرة وتركت خصلات حرة تتطاير حول وجهها إضافة إلى عطر نفاذ الرائحة ومثير إلى حد حرك غريزته قبل أن تصله حتى، حك أنفه ضاحكًا فتوجهت صوبه بحركتها الشبيهة بالنعامة البطيئة، جذبها إليه يعانقها:
ـ أريد أن أسمعك تتحدثين وتحكي لي كل شيء..
نظرت في عمق عينيه البنيتين تؤكد له:
ـ سأحكي لكَ وتحكي لي لكن الآن أريد الشعور بك حيًا وقلبك ينبض تحت أناملي..
أسبلت أهدابها ترفرف بها في رقة وخجل:
ـ مللت أحلامي بك دون لقاء..
بادرت بنثر قبلاتها على لحيته وشفتيه تباعًا، أرهقه الشوق إليها فاستسلم يهمس بصوت مشحون بالعاطفة:
ـ هذا العطر..
تدللت تهمس بسؤالها:
ـ ما به!
حملها حين غرة فترنحت ضاحكة بخفوت ليخبرها تائقًا:
ـ مذهل..
منحته للعشق منارة فاهتدى بها بين أحراش الظُلمة، امتلك قلبها وعقلها اجتياحًا دون هدنة، استندت بساعديها إلى صدره فيما كان يستكين على الفراش عاري الجذع وخلف رأسه وسادة بيضاء، تأملته تضم شفتيها الورديتين إلى بعض تضيق عينيها وتبحر بين شطآن قلبه:
ـ اخبرني سرًا لا يعرفه غيرك وأكون أنا ثاني شخص يطلع عليه..
اتسعت ابتسامته الغامضة لحظة خلف لحظة حتى شملت وجهه كله:
ـ لماذا؟.. هل تنوين معرفة ثغراتي والانضمام إلى صف أعدائي!
مالت برأسها تستند بوجنتها إلى صدره تفترشه بخصلاتها الشقراء فيما توليه جل تركيزها المتمثل في استكانة حدقتيها:
ـ أريد سرًا لنا وحدنا، شيء خاص وحميمي..
اعتدل قليلًا متحمسًا يحرك أطراف أنامله على ظهرها بخفة وعيناه تتشحان بالمكر ونسج الغواية، هزت رأسها فانتفضت خصلاتها بعشوائية تتأفف بضحكة خجول:
ـ أتحدث بجدية يا معتصم..
تنهد وعاد بأصابعه يداعب خصلاتها فوق جبهتها، أجلى صوته بحكمة مفقودة ومنطق في إجازة طويلة:
ـ أعمل لصالح المافيا..
ضحكت فاهتز جسدها وتعانقت أجفانها وأهدابها الكثيفة، شاركها بابتسامة غامضة دون حروف زائدة، فرقت أجفانها تزفر بعمق معلقة:
ـ هذا يفسر وسامتك وغموضك المستمر، تبدو كملك في عالم الجريمة..
كان دوره لينفجر ضاحكًا:
ـ أنتِ مريبة، ألم تخافي مني أبدًا..
نفت بهزة رأس:
ـ أحببتك قبل أن أعرف، لقد فات الأوان يابن العم..
مسد وجنتها بإبهامه في رقة بعيدة عن طبعه:
ـ ألن تحكي لي حكاية!
رفعت حاجبيها وذقنها محولة الدفة إليه:
ـ احكِ أنتَ..
لم يخبرها كيف ومتى أحبها ووجدها فرصة ليبوح لها بذلك، عاد بوجيب دقاته إلى الخلف، أخذته xxxxب الساعة إلى سنوات مضت فيما كانت بيسان لا تزال مراهقة في الستة عشر من عمرها وهو في الثالثة والعشرين:
ـ تتذكرين صالة الألعاب الرياضية التي طلبتِ من جدك أن يحضرها لكِ في المنزل..
ابتسمت تتذكر وتعود معه:
ـ وطلب منك الإشراف على إعدادها..
أكمل بعدها:
ـ طلبت من جدك أخذك معي لمقابلة المسئول عنها وكنتِ متوترة تبتعدين مسافة مترين عني..
هدهد شفتها السفلى بلمسة حنون وأردف:
ـ ولا تنظرين إليّ مباشرة، لكنني كنت أنظر إليك بتمعن..
ابتسم لحلاوة الذكرى مردفًا:
ـ شعرت بشيء غامض يجذبني إليكِ..
أخبرته شاردة:
ـ لم يخطر ببالي وقتها، ولا حتى بعدها بسنوات..
أمسكت بكفه تضمه يدها إليها:
ـ حتى عندما تزوجنا ظننتك مجبرًا بأمر من جدي..
ضحك في خشونة يرفع أحد حاجبيه:
ـ هل أبدو لكِ شخصًا يأخذ بآراء الآخرين في أمور مصيرية!
أومأت له بالنفي تسبل أهدابها، مالت برأسها قليلًا تعترف له:
ـ كنت في حاجة إليك، جل عمري كنت أحتاجك ولم أكن مدركة لتلك الحقيقة..
ضمها يقبل رأسها يطمئنها ويمنحها حبه واهتمامه وكل ما تحتاج دون حرف واحد، أردفت بعد تنهيدة متأثرة:
ـ حتى وأنا غارقة في غبائي كنت بحاجة حبك لي..
ابتسمت له قبل أن تغرورق عيناها بعبرات لم تهطل:
ـ أنتَ هدية لا تعوض يا معتصم، ألعن غبائي على الماضي..
حاوط وجنتيها بكفيه يلثم ثغرها ببطء، يمرغ أنفه بأنفها الصغير:
ـ لن أحاسبك على الماضي طالما اختارتِ حاضر رائع يجمعنا معًا..
حركت أطراف أصابعها على أحد حاجبيه الكثين قبل أن تريح رأسها على موضع قلبه:
ـ أروع حاضر..
غفى جوارها واستيقظ في الفراش وحيدًا، تلفت حوله فوجد ورقة صغيرة على الكومود مزدانة برسالة صغيرة
ابحث عني..
نهض باسمًا، أخذ حمامه وانطلق يبحث عنها تحت الشمس، طاف شوارع المدينة الحجرية يبحث عنها بين زهورها، وجدها قبل أن ييأس ترتدي ثوبًا صيفيًا أبيض اللون وتربط مقدمة خصلاتها بوشاح سمح لغرتها الشقراء أن تهرب إلى جبينها وتسربلت خصلاتها خلفه حرة طليقة، اقترب منها كما فعلت يتقابلان في المنتصف فكل حكايتهم تتخلص في المشاركة نصف لها ونصف له..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 02:36 AM   #1006

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


***
آن للأوطان أن تتشعب وينمو من جذورها أغصان غضة يانعة..
جاءها المخاض في الصباح الباكر، بل قبل الشروق بقليل، أيقظتها من غفوتها ركلات مؤلمة، نهضت تتأوه وظنتها حركة عادية فشرعت في النوم حين خفتت حدتها، غفت بالفعل لتستيقظ بعد وقت لم تحدده على ذات الركلات، غادرت الفراش وهاتفت أمل فطلبت منها أن تستعد قبل أن تمر عليها وتأخذها إلى طبيبها، أغلقت هاتفها وتوجهت صوب غرفة الملابس تتفقد الحقائب التي حضرتها الخادمة للولادة فقد أخبرتها أمل قبلًا بطبيعة تلك الآلام وكانت تنتظرها، شعرت بثقل يمنعها من التحرك فجلست على مقعد تتأوه بخفوت، وتميل للأمام، تلاشت نوبة الألم وغادرت غرفتها إلى الحمام قضت به وقتًا طويل في ذات الحالة، غاردته إلى الغرفة التي فرضت عليه أن يقطنها دونها فتحت الباب ودلفت دون طرق، تترنح متمسكة بظهرها الذي كادت عظامه أن يتفتت جراء آلامه، جلست على الفراش بصعوبة تنظر إليه، غافٍ في استكانه هادئة، كادت تناديه وتراجعت تلكزة في حدة ففرق أجفانه يناظرها مشوشًا، رفع رأسه قليلًا يسألها:
ـ ما بكِ.
أطالت نظرتها إليه دون حروف، فرض عليها حياة مربوطة به والقدر قيدها أكثر، لم تكن لتتخيل هذا كله، اليوم ستلد طفله وكلها رضى، رفعت كفها تلامس بطنها وتضغط على أجفانها في سكون ما قبل العواصف:
ـ أشعر بالألم، ربما...
صمتت تفتح عينيها السوداوين المتأثرتين بطريقة فاقت حدودها:
ـ ربما اليوم سيكون تاريخ ميلاده.
انتفض يرتكز على كفيه وركبتيه يتساءل بعينيه ويهز رأسه، أثار غيظها في وقتها الحرج فلكمته في صدره تهتف:
ـ أقول لك اليوم سألد وأنتَ تجلس مثل القرد، لا وقت للغباء الآن.
ردد خلفها مصدومًا:
ـ مثل القرد!
تحاملت على نفسها لتنهض فيباغتها الألم وتتأوه، وثب إليها يقف أمامها يجذبها إليه في عناق مترفق، عارٍ إلا من سروال داخلي وعطره جذاب إلى حد جعلها تصرخ وتدفعه للخلف:
ـ ليس وقتك الآن، ليس وقتك أبدًا.
كبح ضحكاته الماجنة واقترب يمسك بيدها يقودها إلى غرفتها:
ـ تعالي إلى غرفتك بدلي ملابسك ونذهب إلى المشفى.
ساعدها في الوصول إلى غرفتها فطلبت منه بوهن:
ـ هل بإمكانك استدعاء ليلى تساعدني؟
مسد جبهتها بأطراف أنامله وصولًا إلى خصلاتها:
ـ أنا سأساعدك.
تلاحقت أنفاسها واشتد بها الضعف:
ـ أرجوك اطلب منها أن تأتي.
تملك خصرها بذراعه يضمها إليه بلين راغبًا في راحتها:
ـ لن أطلب أحد.
تدافعت نوبة الألم من ظهرها إلى بطنها فتأوهت متجمدة وتلك المرة شدد العناق يهدهد جبينها بقبلة طويلة توازي توقيت النوبة، وجدت نفسها تتشبث به محاولة التنفس بعمق، ساعدها حتى تحضرت للذهاب إلى المشفى وتركها لبعض الوقت أخذ حمامًا صباحيًا وارتدي ملابسه وعاد إليها، عانقها مرات متتالية كلها تائقة مؤازرة قبل أن يدعم جسدها إلى السيارة في الخارج، هاتف صديقتها أمل وأخبرها أنه سيقابلها في المشفى، تبعتها دميانة القلقة وعند الطبيب أخبرها أن الولادة قد حانت بالفعل لكن يلزمها عدة ساعات، تم حجز غرفتها وتتابع إليها وصول ليلى ومن بعدها جود ورفقة وسهيل أيضًا، فضل مصعب أن يخبر العائلة قبل ولادتها حتى إذا ما فضل أحد الحضور، كانت عزة في غرفتها بالمشفى تقضي الوقت بين الحمام والسير المتعب مستندة إلى دميانة أو ليلى، تقدم مصعب إلى أمل يسألها في اهتمام:
ـ ولادة بدون ألم أ ليس كذلك؟
راوغته بفراسة:
ـ ليس كذلك، ولادة بكل الألم.
قطب دون فهم يستفسر:
ـ ماذا تقصدين.
أشارت إلى عزة التي تتجاهل الحديث الدائر بشأنها:
ـ عزة ستلده ولادة طبيعية دون مخدر أو مسكن.
استدار إلى عزة متسع العينين يسألها مستنكرًا:
ـ أنتِ طلبتِ ذلك..
توحشت عيناها تكز على أسنانها وتشيح بوجهها عنه، كظم غيظه وحاول افتعال اللباقة مع الجميع:
ـ بعد إذنكن أريد التحدث معها لبعض الوقت.
انصرفن إلى الخارج ووقفت أمل لحظة تخبره بنبرة مغلفة بالمكر:
ـ ستحصل على طفلك في كل الأحوال بإذن الله فلماذا تهتم بالتفاصيل!
لم تمهله ليرد وتبعت البقية تاركة إياه برفقة عزة التي تقدمت إلى مقعد مريح وجلست عليه، جثى أمامها يتمسك بكفيها قابضًا عليهما بقوة غير مؤلمة:
ـ لماذا يا عزة.
ملحمة الألم تجسدت على وجهها وسمحت له أن يشعر بما يعتريها:
ـ أريد البكاء والصراخ.
شدد على قبضته يهز رأسه تزامنًا مع حروفها رافضًا بحروفه الحازمة:
ـ لا أريد لكِ ذلك.
سألته في اتهام واضح:
ـ ماذا أردت لي يا مصعب.
باغتها الألم فجذبت كفيها منها تتمسك بحافة المقعد وتتراجع برأسها للخلف متأوهة بقوة، نهض يميل إليها يمسد إحدى يديها ويهدهد وجنتها بظهر كفه، رأي طيف عبرات تتجمع بداخل مقلتيها، لأول مرة يرى دموعها وإن كانت طفيفة فهي كارثة في حد ذاتها، هدأت قليلًا واعتدلت في جلستها فجثى مجددًا أمامها يمرر إبهامه على ظهر كفها:
ـ أردت لكِ عائلة، وتمنيت منكِ طفلًا.
انفعلت تزيح يده عنها:
ـ أنتَ هو الوغد الحقيقي، أنا أكرهك.
سألها برأس مائلة وصوت أجش دافئ يهادنها:
ـ ألا تحبينه؟
تزامنت حروفه مع حركة أنامله إلى موضع جنينها الثائر، حركت أناملها جوار خاصته تخبره بلا تردد:
ـ بالطبع أحبه وأنتظره بشدة.
باغتها باعترافه:
ـ لقد تعمدت ذلك.
تعرف أنه تعمد إيذائها بالتأكيد لكنه شوشها، شعرت أن ما وراء سطوره كارثة خفية فسألته في حيرة:
ـ تعمدت ماذا!
نهض في بطء يقف أمامها، يناظرها من علو فرعون له السلطوية ووحشية نازي ينتهج سلوك الحرائق ليصل مراده:
ـ تزوجنا في أكثر يوم مناسب للحمل.
زاد من حيرتها فأسندت بطنها بكفها تنهض بألم، وقفت أمامه بجبين منعقد:
ـ كيف عرفت ذلك.
اقترب يحاوط وجنتيها بكفيه فيسري شعوره إليها يسرقها من نفسها تمامًا:
ـ لنكن صرحاء، أكثر ما تحتاجينه في هذا العالم هو عائلة تحبك دون أي أسباب سوى أنك عزة فقط.
كانت متعبة أنهكتها آلام المخاض لساعات طويلة، استسلمت له يرشدها كيفما شاء فاقترب بشفتيه يهدهد وجنتها مقتربًا من شفتيها يلثمها في بطء قبل أن يكرس انتباهه إلى عينيها المظلمتين بلا نهاية:
ـ أنتِ أخبرتني بموعد عادتك الشهرية.
تساءلت بصوت خافت يضج بجنونها:
ـ وأنتَ حددت اليوم المناسب في الشهر التالي!
ابتعدت في عشوائية وكادت تسقط على المقعد ثانية لولا أن دعمها فنفضت نفسها منه صارخة، حاول احتواء فورة انفعالها وفشل، ارتفع صوتها الصارخ فدلفت أمل مهرولة بقلق، وصلت إليها تسألها جزعة:
ـ ماذا حدث.
توالت الركلات المؤلمة بشكل مبرح إلى جسدها فيما أشارت إليه:
ـ هذا الحقير تعمد حدوث الحمل.
أدارت أمل رأسها إليه ترفع أحد حاجبيها وتزم شفتيها في دهشة، ليس ذكيًا فحسب بل داهية، تساءلت في نفسها لماذا يخبر عزة الآن، عزة التي أجبرتها على الاستدارة لها عنوة حين صرخت متمسكة بظهرها وقد سال الدم يغرق ساقيها فصاحت أمل فيه:
ـ اهتم بها حتى أبلغ طبيبها.
ابتسمت رغم توترها:
ـ أوشكت على الولادة تقريبًا.
ركضت إلى الخارج تخبر سُهيل الوقف خارج الغرفة منذ حضوره مع رفقة فذهب برفقتها إلى طبيب عزة الذي قام بدوره سريعًا وطلب نقلها إلى غرفة الولادة، كانت الشمس قد غربت تاركة الشفق خلفها يكسو السماء ويرسل الرهبة في قلبه، كلما اقترب منها ثارت ثورتها وفقدت قدرتها على السيطرة وانهالت عليه لكمًا، مزقت ما طالته أناملها من خصلاته، كل جنون وعنف منها يقابله لين ورفق منه أدهش من حولهما، نقلوها إلى غرفة الولادة التي وقف خارجها مصعب مبعثر الهيئة وقد أثار ضحك الجميع، حد أن اقتربت منه جود تحاول كبح قهقهتها مشيرة إلى الباب المغلق أمامهما:
ـ لا أحد يمتلك ذرة عقل يتزوج تلك الحيزبون.
زفر يفرك عينيه ويزيح خصلاته للخلف، ابتعد يبحث عن تبغه وشرع في مغادرة الممر تمامًا للخارج، أثناء هبوطه الدرج وجد زاد برفقة منصور فتسربل إليه بعض الاطمئنان، نظر صوب منصور مباشرة امتنان:
ـ شكرًا لأنك أحضرتها، كنت في أمس الحاجة إليها.
قبل أن يغضب منصور أخبره مصعب بجدية وصدق:
ـ زاد أختي يا منصور لم أنظر إليها يومًا نظرة مغايرة لتلك المكانة.
تنهد منصور وأومأ له بتفهم استرعى ابتسامة زاد التي سألت مصعب في اهتمام بالغ:
ـ كيف هي حالتها الآن.
هدل أكتافه ولأول مرة تشعر بضياعه هكذا:
ـ هي في غرفة الولادة منذ قليل فقط، وأنا لست مطمئن.
غمرته زاد بسكينة حضوره وبسمتها المريحة:
ـ لا تتوقع السوء، أحسن الظن بالله فيحدث لك كل الخير يا مصعب.
تدخل منصور يحاول بثه الطمأنينة بدوره:
ـ سيحدث الخير كله اهدأ فقط.
أشار للدرج:
ـ هيا نجلس في الاستراحة قليلًا.
تركهما مصعب يلوح بكفه:
ـ سأدخن في الخارج وأعود إليكما.
..
داخل غرفة الولادة كانت آلامها على أشدها، حضروا لها حمامًا دافئًا عند اشتداد المخاض عليها فارتخت قليلًا وبدأت تهل بشائر الطفل، أخبرتها أمل أن الولادة الطبيعية تحت الماء هي الأفضل للأم وطفلها فوافقتها وهذا قلل من الآلام المبرحة لحظة انزلاق الطفل برأسه للعالم، ورغم تخفيف عنها وجعها صرخت وبكت بحرقة، مذ دلفت إلى الغرفة المجهزة وقد انسابت عبراتها أصلًا وفي أوج حرقتها دموعها همست باسمه فانتبهت أمل لها وابتسمت أيضًا، عزة وقعت في حبه دون أن تدري، حبها مختلف مثلها ومثل الأبله الذي كاد يجن لأجلها في الخارج، انتهت ولادتها بصراخ طفلها الذي شق صدرها بإحساس جديد وغريب، شعور أخذها إلى الوديان الخضراء واتساع السماء ورحابتها، إلى الوجود بذاته، تعالى نبضها وارتفع صدرها وهبط وقد سكن ألمها كله في لحظة، تتبعت عيناها حضوره إلى الحياة وصراخه، بعد قليل أحضرته أمل إليه ببسمة أمومية حانية، قربته منها فزادت من رهبة عزة، عزة التي انتفض قلبها بالحب حين وضعته أمل على صدرها تقرب رأسه من وجهها، مالت عينا عزة إليه ولاحظت كثافة خصلاته السوداء الناعمة فتحشرج صوتها:
ـ يشبهه!
هزت أمل رأسها بذات البسمة، والطفل هدهد وجنة أمه بشفتيه الصغيرين جدًا، فارتج جسدها تسألها مصدومة:
ـ مابه؟
أخبرتها أمل ضاحكة:
ـ جائع.
حاوطتها بنظرة سعيدة مطمئنة:
ـ أليس رائعًا يا عزة.
أجابتها بصوت متهدج وعبرة جديدة:
ـ بلى هو أروع ما في العالم.
***
حضر السيد سليمان بنفسه مع رحيمة ومعتصم وبيسان وعزة لم تزل تلد حفيده بالداخل، لم يدهشهم هيئة مصعب ولا قلقه، عانقته رحيمة أولًا فاستكان في حضنها لوهلة يخبرها:
ـ أشعر بالعجز.
لكزه معتصم في كتفه ممازحًا:
ـ تستحق كل القلق والذعر.
أطرق متقدمًا من جده يقبل كفه فربت الآخر على كتفه:
ـ رغم أنك الأسوأ إلا إنك أهديتني أروع هدية قبل أن أفارق الحياة.
شهقت بيسان بخفة تتقدم إليه تعانقه:
ـ لا تقل هذا يا جدي، قلبي يتألم حين تتحدث هكذا.
ناظرها معتصم من بين أجفان نصف مغلقة ببسمة عاشقة، رأته فتهربت من عينيه تكاد تقرأ أفكاره الماجنة في نظرة كتلك، توجه انتباه الجميع صوب مصعب حين اعترف بعد زفرة حارة:
ـ لن أكذب، أكاد أموت قلقًا عليها.
ربتت رحيمة على ظهره مؤازرة:
ـ لا تقلق، هي قوية أكثر مما تتصور.
أوما لها وأخبرهم أنه سيصعد ربما يستطيع الاطمئنان عليها، صعد بسرعة تكافأت مع نبضاته المبعثرة منذ الصباح، لا داعي للإنكار، فقد سيطرته على كل انفعالاته، الآن يريدها أمامه سليمة معافاة تصرخ وتتشاجر معه للأبد، قابلته مساعدة للطبيب في الممر فسألها نافد الصبر:
ـ ما أخبارها الآن.
ابتسمت له تخبره:
ـ لقد تم الأمر، هي والطفل في أحسن حال بإمكانك رؤيتها بعد قليل، ركض إلى الداخل وقف على الباب وحده فقد ذهب الجميع ينتظرونها في الاستراحة، فتح الباب على مصرعيه وأخرجوا فراشًا طبيًا متحركًا تحتله عزة مغمضة العينين منهكة تمامًا، مال يتمسك بكفها الواهنة يقبلها بقوة ومن ثم يميل يقبل جبينها هامسًا:
ـ أنتِ أروع امرأة عرفتها، شكرًا لأنكِ لي.
تولى مساعدو الطبيب دفع فراشها إلى غرفتها وأبلغته أمل أن يتركها لبعض الوقت ترتاح وسيهتمون بها، أسكنوها جناحها وتركوها غافية بعد أن اطمئن الجميع عليها، وفي الغرفة الملحقة لغرفتها جلسوا كما طلبت منهم أمل أيضًا، أحضرت لهم الطفل، وتتابعت النظرات عليه، أشارت لها السيدة رحيمة كي تعطيه لجده الكبير أولًا ففعلت، تناوله منه بين كفيه، كان ملفوفًا بأغطية بيضاء يظهر منها وجهه الحنطي وخصلاته شديدة النعومة المستكينة على جبينه، ضمه إلى صدره متنهدًا في راحة، ومال يقبله قبل أن يلهج لسانه بالآذان قرب أذنه، رفع الجد رأسه إلى مصعب بفخر يسأله:
ـ ألا تريد أن تراه يا أبا مُعز!
تساءل مصعب بعربية غير سليمة:
ـ مُعز!
ضحك الجميع على طريقة نطقه لاسم طفله لكنه كان في حيز آخر، جده دمج اسمه مع اسم عزة في اسم واحد يجمعهما سويًا، تقدم يحمله ويستسلم للشعور برمته، إن كانت نفرتاري قد سرقت روحه قبلًا فطفلها علّم قلبه النبض عشقًا، ابتسم متأوهًا بسعادة ومال يُقبله، اعتدل يداعب الأنامل الصغيرة بسبابته فصعقه التفافها حول إصبعه، توقف عن التنفس من رهبة ما يحدث، قلبه تورط مع الرضيع بلا رجعة، حاولت رحيمة أن تحمله بدورها فضمه لصدره رافضًا بضحك متقطع بسعادة:
ـ لا لن يأخذه أحد.
أخذته أمل بعد أن ألقى الجميع عليه نظرات سعيدة وذهبت به صوب غرفة عزة بالداخل، قضت برفقتها وقت طويل ساعدتها كي ترضعه، كان شعور عزة وقتها مثل التي عانقت السحب وتمرغت بين موج لا يُغرق، تشبث الرضيع بها أسعدها، أنساها كل ألم مرت به يومًا، تقدمت منها رفقة تعانقها:
ـ أنا سعيدة لأجلك أختي، طفلك سرق عقلي ولن أفارقه أبدًا.
حملته عنها لبعض الوقت قبل أن تأخذه مساعدة الطبيب لينام في فراشه الصغير.
طلب سهيل أن يزورها ودلف إليها، تلاشى الجليد بينهما وسعد لأجلها، بدت سعيدة بالطفل مرتاحة لأبعد حد بعد حالة الهسترة التي انتابتها قبل الولادة مباشرة، وقف جوار فراشها يسألها:
ـ راضية يا عزة.
أومات له متنهدة فتفهمها كليًا، قطع تواصلهما دلوف مصعب المفاجئ ووقوفه بجانبه مباشرة يدعس قدمه بقصد، فتأوه سُهيل يرجع رأسه للخلف بضحك مستنكر:
ـ هذه ابنة عمي كما أنني طبيب بالمناسبة.
سأله مصعب في خشونة متصنعًا الجهل:
ـ وماذا فعلت أنا لك!
كتمت رفقة الواقفة بالجهة الأخرى ضحكتها فيما أغمضت عزة عينيها هاربة من الجميع، زجره مصعب وجذبه للخارج فتبعتهما رفقة تاركة عزة وحدها، بالخارج وقف الرجلان وجهًا لوجه أشار سهيل بسبابته صوبه:
ـ لا تنسَ كيف تزوجتها.
كتف مصعب ذراعيه أمام صدره ولم تلن ملامحه:
ـ وافقت بإرادتها.
زفر سهيل بقوة، رأى كيف تغيرت عزة وما وصلت إليه، لم تعد بحاجة إلى أناس يضطهدونها ومعها كل هؤلاء الذين يهتمون بها، ورجل تحمّل جنونها أمامهم قبل الولادة، أخبره بهدوء وروية:
ـ أريد لابنة عمي السعادة فقط.
عندها ابتسم مصعب ومد يده طالبًا مصافحة:
ـ إذًا اتفقنا.
صافحه سهيل ببسمة مماثلة قبل أن يستأذنه مصعب للذهاب إليها..
دلف مصعب وجدها مازالت مغمضة العينين على حالها، اقترب منها يحرك إبهامه على جبينها، فوق حاجبيها مباشرة، لفحتها أنفاسه الدافئة، قبل أن يمرر لها صوته المهتم:
ـ عزة.
أجابته في التو:
ـ أنا أكرهك.
ضحك بخفوت حانٍ مثل صوته:
ـ أنا أيضًا أكرهك بشدة.
فرقت أجفانها ببطء فضاعت مروج عينيه الخضراء المنغمسة في الموج الأزرق بين سرمدية الدُكنة خاصتها، عيناها مجرتان مسكرتان كالخمر تسرقان بلا عودة، تغيبانه في سوادهما حد الثمالة وبات يهوى بالاغتراف منهما بلا نهاية..
أخبرها دون أن يبتعد بل أنه اقترب أكثر يلامسها بصدره فيما ارتفعت أنامله تزيح غطاء رأسها وتغوص بين تشابك خصلاتها:
ـ لقد وقعت في الحب اليوم، أحببته أكثر من كل شيء.
شردت تسترجع شعورها الأمومي الذي غمرها الذي اليوم:
ـ أنا أيضًا وقعت في حبه.
طال شرودها أكثر:
ـ لم أختر له اسمًا.
زفر يلوي شفتيه ويخبرها:
ـ جدي أسماه مُعز.
لم تثور كما هو متوقع بل سقطت في نوبة ضحك عارم رغم وهنها:
ـ أسماه ماذا!
أطبق شفتيه دون رد فضحكت أكثر تخبره:
ـ اسم رائع، راق لي جدًا، لا تنطقه أبدًا سيضحكون منك.
انتهى الفصل قراءة ممتعة.


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 03:01 AM   #1007

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 102 ( الأعضاء 25 والزوار 77)
‏Lamees othman, ‏دانه عبد, ‏Heba Abdallah, ‏احمد حميد, ‏Noor aleslam, ‏الكادبول, ‏رسوو1435, ‏زهراء ش, ‏ريم رمضان@, ‏basmol, ‏Suli, ‏زهراء يوسف علي, ‏شجن المشاعر, ‏Dall, ‏منيتي رضاك, ‏قمر حلوة, ‏lovemanga, ‏asaraaa, ‏قطر الند, ‏شيماء العقيلي, ‏houda4, ‏Totamohameed, ‏Rashaa84, ‏ام عبدالله, ‏shimaamesery


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 03:20 AM   #1008

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 94 ( الأعضاء 22 والزوار 72)
‏Lamees othman, ‏lovemanga, ‏عائشه عادل, ‏رسوو1435, ‏احمد حميد, ‏asaraaa, ‏basmol, ‏دانه عبد, ‏Heba Abdallah, ‏Noor aleslam, ‏الكادبول, ‏زهراء ش, ‏ريم رمضان@, ‏Suli, ‏زهراء يوسف علي, ‏شجن المشاعر, ‏منيتي رضاك, ‏قمر حلوة, ‏قطر الند, ‏شيماء العقيلي, ‏houda4, ‏Totamohameed


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 03:30 AM   #1009

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 512
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

أبدعتي يا سمر وحمدلله على سلامةعزه لا أعرف بماذا اوصف طريقة سردك وحوارات شخصياتك مبدعه مبدعه مبدعه 😍😍😍

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-21, 04:06 AM   #1010

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 110 ( الأعضاء 26 والزوار 84)
‏Lamees othman, ‏غائب, ‏شيماء العقيلي, ‏إيمان نصار, ‏Laila1405, ‏nmnooomh, ‏dodi8, ‏raniea, ‏basmol, ‏ishqo, ‏saro22, ‏رسوو1435, ‏ريم رمضان@, ‏الاوهام, ‏Totamohameed, ‏Reem salama, ‏Gawish, ‏حبيبيه, ‏طوطه, ‏عائشه عادل, ‏المسك الطيب, ‏Nevoooo, ‏نسيم88, ‏lovemanga, ‏Noor aleslam, ‏الكادبول


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.