آخر 10 مشاركات
محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] نور / للكاتبة مروة جمال ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          371 - رمال الحب المتحركة - ديانا هاملتون (الكاتـب : عنووود - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-21, 08:25 PM   #1141

الإلهام
 
الصورة الرمزية الإلهام

? العضوٌ??? » 437162
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 663
?  نُقآطِيْ » الإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته ، مساء الخير للجميع 🌺
روايه جميله وجذابه بقصصها وحواراتها وسردها وكل ما فيها 👌🏻👌🏻 ، قرأت روايتك السابقه منذ فتره بسيطه وبحثت عن روايات أخرى لك لأجد" طوق من جمر الجحيم " وزاد أعجابي بقلمك ، سلمت أناملك وفكرك يا سمر يا مبدعه ❤️

🌺 بإنتظار الخاتمه بكل شوق وحُب 🌺


الإلهام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-21, 02:45 AM   #1142

مروة بركة

? العضوٌ??? » 341162
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 264
?  نُقآطِيْ » مروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond reputeمروة بركة has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

مروة بركة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-21, 11:58 PM   #1143

سلمى سعد

? العضوٌ??? » 472767
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 328
?  نُقآطِيْ » سلمى سعد is on a distinguished road
افتراضي طوق نجاة

اللهم صل على محمد صلى الله عليه وسلم

سلمى سعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 12:46 AM   #1144

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الختام..
***

هناك بأعلى تلال مملكة المستحيل تتحقق الأمنيات تحتضنها حوريات نبتت لهن أجنحة من بسمات خجلى لفتيات حالمات ولا بأس بتاج فوق الرأس من يقين فتيان بمقتبل عمر
تطوف الحوريات فوق البساتين فتحمل عبق الزنبق والفل والياسمين

ثم تحط رحالها داخل القلوب فتحرك
عصاها صاحبة الشذا الجميل فتورق القلوب وتزهر وتشرق وتتحقق المستحيلات وتجتمع قلوبًا كان من غير الممكن أن تلتقي سوى بعالم الأوهام..
أما بمملكتنا امتلك الجميع طوق أحكم زمامه حولهم، طوق ملتهب تصاحبه حمم من جمر الجحيم، اكتوى الكل بنيرانه حتى كاد لهيبها يطال قلوبنا معهم..
ما كان هنا حوريات تحمل الأمنيات بل
انشق الواقع عن خيبات وطعنات أتت من عمق الجحيم لتطعن بالفؤاد رأسًا وكأنها لا تعلم طريدة سواه!
بمملكتنا كان لابد من السعير لتطأ أقدامنا بعدها واحة السكينة، تستشعر برودتها تحتها وتستقبلها بحفاوة عائد من غياب طويل
بمملكتنا قد تتحقق الأمنيات فقط بعد أن



تخضع القلوب والعقول وتهاب الطوق وتخشاه وتنأى عنه فكل من اقترب منه التحف بجمر الجحيم..
بمملكتنا مملكة زايد
يسقط المنطق
ويقع ما ليس بالحسبان
داليا والي

اعطني ممحاة أزيل لكِ من الماضي أوجاعه، وأتحدى المُحال فأحقق لقلبكِ العليل أطماعه، وبعد لا تلوميني لأن الوله يغمره؛ ذنبك أنكِ أحببتِ فرعونًا وأن الطغيان في العشق مذهبه!
لم تنم في الليلة لحظة، أتعبها الفكر وتفحُص الخاتم ماسة تلو أخرى، شتتها صور من الماضي حد تذكرها أبسط تفاصيله، لم تكن ضحية لكنها ظُلمت بحق، ظلمت حين تزوجها قبلًا ولم تشعر يومًا شعور الزوجة، فلم تختلف لحظة عن تلك التي تُستسغل سذاجتها وتفرط وتستسلم، كانت أمام الجميع مجرد محظية ووجودها معه تحصيل حاصل، ولن تظل تكابر فشعورها هذه المرة اختلف، جزء كبير من رفضها تهدم حين رأت العائلة تقصد بيتها طلبًا لها، ماضيها جمع كل التناقدات وبين كل هذا الزخم لم يتبدد الحب قط، حسبها أن قلبها أحمق يناضح المنطق فيدحضه، نهضت تاركة فراشها مبعثرًا وتوجهت صوب الحمام بالخارج، تحممت بماء دافئ وارتدت ثوبًا شتويًا مزركشًا بنقوش داكنة، عادت إلى غرفتها على نغم الحفيف الصادر عن احتكاك القماش بكاحلها، جففت خصلاتها بمنشفة فقط دون تصفيف وعادت للغرفة، فتحت خزانتها ووقفت لبعض الوقت مركزة بصرها على صندوقها الصغير الذي يحتوي على ملابس طفلها التي رصتها بيدها منذ عدة سنوات، تنفست ببطء فيما ترف أجفانها، مدت كفيها فتحت الصندوق وأخرجت منه الجوارب الصغيرة الملونة وأغلقت الصندوق وباب الخزانة وعادت أدراجها صوب الفراش الوثير، جلست على الأرض متربعة وفردت الجوارب عليه..
مررت أناملها ولأول مرة تحفر البسمة طريقها إلى ثغرها وتهمس:
ـ لم أستطع المقاومة.
مسدت الجوراب كأنها تهادن صاحبها وأقرت:
ـ أعرف مقدار الخطأ الذي أقترفه.
حركت أكتافها بلا حيلة:
ـ لن أكذب عليكَ وأقول أنني أجرب..
ابتسمت ثانية تردف:
ـ تلك المرة أنا أعيش.
هزت رأسها للأمام والخلف تكرر:
ـ أعيش يا مجد.. هل تفهم!
مسدت جبهتها بأطراف أناملها تتنهد:
ـ لم أشعر بالشعور البغيض الذي تعرفه..شعرت أنه لي فعلًا، وأنني...
صمتت تبحث عن مفردات مناسبة وقطع تأملها صوت دفع الباب، رفعت رأسها بغتة، لم يفتح أحد بابها بتلك الطريقة منذ!
منذ تركها لمدين، مدين الذي وقف يسد فراغ الباب المفتوح يناظرها من علو بعيد، اعتقل بصرها وأغلق الباب ببطء قبل أن يستند بظهره إليه ويحتفي ثغره ببسمة لعوب، ألجمها الاندهاش فكفت عن البحث عن كلمات، لن تبرر لمجد وجود أبيه الذي لا يعرف معها شيء عن احترام الخصوصية، جاء وقته ليشرد فيها، تمر عيناه على خصلاتها القصيرة جدًا، طفت على السطح تلك الغصة العالقة بقلبه، شعرها نديّ يليق بصبي، وجسدها المستور نحيل بشدة، رغم طول قامتها كانت في جلستها ضئيلة كبقايا حلم، ابتسم لها بهدوء يغمره الدفء، إن كانت بقايا امرأة حتى لم يعد يهتم، كل شيء هنا ليس في محله البتة ولن تضيره حاليتها في شيء، ففي مملكة الجبابرة حيث لا وجود للمنطق القلب يميل حيث لا يجب له أن يسقط، في مملكة الجبابرة أحب طاغية المرأة الخطأ، تمكنت من قلبه حد الوله، وإن كانت سراب حتى سيظل يعشق..
تقدم منها بتباطؤ مستفز، يراقب زيغ عينيها ويسمع استنكارها:
ـ يطرقون الأبواب أولًا..
وثب سريعًا وجلس جوارها، متربعًا مثلها:
ـ من هؤلاء!.
شدت ظهرها تنظر أمامها في جمود:
ـ لا أحد يدلف إلى غرفة أحد بتلك الطريقة..
حاوط ظهرها المستقيم بذراعه فتحفزت أكثر، مال إلى أذنها يلفحها متعمدًا:
ـ هل نسيتِ عاداتي!.. أحب اقتحام غرفتك حبيبتي.
وقع الكلمة نشاز على أذنيها، مهما نطقها وكررها تظل نشازًا، يوترها بقصد وهي بالفعل كانت متوترة، سألها باسمًا:
ـ هل حضرتِ نفسك لتأتي معي إلى المنزل اليوم؟
أدارت وجهها له، ترفع أحد حاجبيها مندهشة:
ـ ألم نتفق على تحضير المنزل أولًا!
تلاشى اللين والهدوء وعاد أدراجه للخلف، للخلف كثيرًا حيث خلع ثوب الحمل عنه:
ـ هل صدقتِ نفسك!
هذا هو مدين الذي تعرفه، سألته تكز على أسنانها:
ـ ماذا تقصد.
قربها من صدره في حدة:
ـ كنت أجاريكِ فقط، لكنني سأفعل الذي أريده في النهاية.
تهكمت تقلد صوته وتذكره بجملته اللعينة:
ـ سآخذك دون زواج حتى.
كبح البسمة التي فاضت من عينيه ورفع حاجبه مثلها:
ـ ليس لتلك الدرجة، كنت أرهبك وقتها.
رفرفت بأهدابها بخوف مصطنع:
ـ الرعب يملأ صدري.
رفع عيناه لأعلى يغلق الطريق على تعليق إباحي، تنحنح بخفوت قبل أن يخبرها بجدية:
ـ كنت سأجبرك على التوقيع على عقد القران، لكن لن أقترب هكذا دون زواج.
شدد على ضمها إلى صدره عنوة، تأففت ودفعته فحررها ببطء، نظر إلى الجوارب الصغير الملقاة على الفراش تغيم عيناه بذكرى مُرة ويسألها برفق:
ـ هل كنتِ تحدثينه وتقولين له بابا فعل وفعل!
رفرفت أهدابها دون رد فمد يده يلتقط أحدها يتفحص ألوانه الزاهية، يجعد جبينه بمسحة حزن جلية:
ـ يكرهني.
انتابها شيء من وجل وسارعت بالنفي تهز رأسها:
ـ طفلي لا يعرف الكره..
علق متنهدًا:
ـ ربما الغضب، طفلك غاضب مني.
أطرقت تقبض كفيها فوق ركبتيها وتعترف:
ـ أخبرته بالحقيقة كلها، لو كان يعرف الغضب سيغضب مني أولًا.
تباطأت في رفع رأسها إليه يزيغ بصرها ولا تستطع المواجه:
ـ لكنني طلبت التوبة من الله، طلبتها كثيرًا.
وضع ما بيده على الفراش وقبض على كفيها المضمومين:
ـ أنا أيضًا فعلت مثلك.
أدار رأسه إلى الجوارب يشرد لحظات بسيطة:
ـ تحدثي معي أنا بداية من اليوم وتحدثي معه مرة واحدة فقط.
رفع أنامله يداعب أطراف غرتها:
ـ اخبريه أن بابا فعل كل ذلك لأنك لم يحب غيرك.
صمت قليلًا يناجي عينيها في ابتهال الغفران:
ـ وأنه آسف.
وجدها جامدة تستقبل ما يجود به دون رد فعل فابتسم لها كأن تلك البسمة صُنعت خصيصًا من أجلها:
ـ طمئنيه أن قلب ماما سيكون بخير معي، وأنني سأهتم بها جيدًا.
مد سبابته إلى موضع قلبها وأشار بأنامل اليد الأخرى إلى قلبه:
ـ هنا جروح لم تبرأ بعد..
أعاد كفيه تمسك بيديها ثانية:
ـ ربما الوقت الذي افترقنا فيه خفف من وطأتها ومحاولتنا النجاة وترميم ما بداخلنا ساعد في تنظيفها لكننا لا نزال نتألم.
شحنها بفيض من المشاعر، ووافقته بهزة رأس طفيفة فأردف:
ـ لكننا ناضجان بما يكفي كي نساعد بعضنا بعضًا.
أخفض رأسه إلى رأسها يرتطم به بخفة:
ـ مستعدة!
رفعت رأسها فتمس جبينه ويتمادى ممررًا لحيته على وجنتها، ضحكت بخفوت تجيبه:
ـ وإن لم أكن مستعدة لن تهتم وستفعل ما تريد!
شاركها ضحكها الخافت:
ـ كيف عرفتِ ذلك.
أبعدت رأسها للخلف تعلق:
ـ أعرفك جيدًا..
ابتعد بضع إنشات، تمدد يضع رأسه على الأرض ويرفع قدميه إلى الفراش فاردًا ساقيه، نظرت إليه باندهاش وركزت بصرها على جوربيه الأبيضين ومن ثم عادت إلى وجهه فوجدته قد فرد ذراعه وأشار إلى موضع قلبه:
ـ بإمكانك وضع رأسك هنا والنظر إليّ فيما نتحدث..
وجدت أن في استسلامها بداية خنوع فنهضت تبتعد لتجده قد وثب فجأة وضمها من الخلف دون مقدمات، كان سريعًا قربه مربك دمر جدران رفضها، هدهد بشفتيه القرط الملون في أذنها قبل أن يهمس بصوت مشحون بالعاطفة:
ـ حين أضمك يصمت العالم فلا أسمع ضجيجًا ولا فوضى.
وكل ما يحث فوضى، مشاعر مبعثرة وقلب من صدمته يكاد يصرخ طلبًا للمساعدة، رُغم اقترابه لا يغمرها بعناق شهوة، يضمها كعاشق دقات القلب ترهقه وتعب غربته..
وكما قال لها تشعر بالشيء نفسه، يصمت العالم وتضيع الكلمات وتفقد الجمل معانيها، تملصت منه حفاظًا على ذلك الشعور فكلما قل زمنه زاد مذاقه لذة، تركها تبتعد وتدور لتواجهه، وقفت أمامه مباشرة، مدت يديها تتمسك بكفيه فيترك لها نفسه، يناظرها برأس مائل يكاد يذكر عقله أن ما ابتغاه قد حصل وقد وصل إلى موطنه توًا، مشطت عيناها ملامحه بلهفة عاشقة تعشقه عشق حواء الأول، كل شعرة بيضاء تقابلها تتوقف عندها لحظة رثاء صامتة، همومه زادت عن حدها، ربما كانت ظالمة في فراقها لكنها إن كانت تستطيع معه عودة قبل اليوم لكانت فعلتها، رفعت كفها تمرر أطراف أناملها على وجنته نزولًا إلى اللحية، صعد بصرها إلى عينيه تسأله:
ـ كيف حالك، هل أنتَ بخير.
ضم كفها المعانقة لجانب وجهه بكفه يلين بصوته وقلبه والعشق الصارخ في عينيه يكاد يغمرها:
ـ بخير حبيبتي، لم أكن بخير قدر اليوم.
شعرت بوخزة بسيطة في مقليتها فتنفست ببطء تميل برأسها مثله:
ـ اشتقت إليكَ.
كاد يتأوه، رباه هذه المرأة لعنة بحق، تجهز على كل جيوشه مهما حاول المقاومة، ماذا إن جاءها مستسلمًا كتلك اللحظة، قلبه لا يتحمل مقدار ما تبثه عيناها من شوق، اقترب حد عناق الأنفاس يسألها متلهفًا:
ـ متى ستأتي معي.
أسبلت أهدابها تبتسم:
ـ حين تحضر البيت، أريد بيتًا صغيرًا لي وحدي معك.
سارع بالقول:
ـ أروع بيت لعينيكِ يا صبر.
رفعت عينيها إليه تؤكد له:
ـ أريد بيتًا صغيرًا دون رفاهيات، فقط أرجوحة..
زاد على اختيارها:
ـ وبركة ماء.
تذكرت البركة الاصطناعية التي كان يناوشها عندها منذ سنوات طويلة، حين كانت تمد قدمها إلى الماء فيسبقها إليها، غلف بسمتها الحنين وأيدته:
ـ وبركة ماء نتسابق إليها.
أشارت إلى وجهه بسبابتها ضاحكة:
ـ حضر نفسك ستذهب معي إلى السوق عدة مرات لاختيار متطلبات المنزل.
عقد جبينه مندهشًا من طلبها، أومأ يوافقها وتذمر يمرر إبهامه على وجنتها:
ـ اليوم أريد قضاءه كله معكِ وأريد الفطور الذي لم أتناوله.
تجهمت تكتف ذراعيها أمام صدرها تشيح بوجهها فيما تكز على أسنانها:
ـ الفطور الذي حضرته لك احتفالًا بخطبتك من عدن..
ضحك يتلذذ بغيرتها وأضاف:
ـ وأريد أيضًا كعكة زفافي من يديك.
رفعت أحد حاجبيها بشر فربت على وجنتها بسماجة حقيقية:
ـ تعرفين طبعًا أن الزوجة الصالحة تقف جوار زوجها حين يتزوج عليها عدن..
تخصرت تسير المسار الذي يحب:
ـ والمسكينة عدن سترضى بزوج فاشل لن يستطيع مسها!
قبض على خصرها بقوة وقربها من صدره باسمًا بتلاعب:
ـ لذا عليكِ تعويضي
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 12:48 AM   #1145

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

.
***
لا يرتبط الحب بعمر ويأتي دون مواعيد مسبقة..
جالسة فوق فراشها تخفض إحدى ساقيها للأرض بينما تفرد الأخرى أمامها، بين كفيها كتاب التقط اسمه قبل أن يذهب صوب المرآة يهندم ملابسه، امرأة عفوية تخلط فنون الإغواء بالبراءة دون قصد، تقرأ كتابًا عن فترة المراهقة بينما ترتدي ثوبًا منزليًا قصيرًا بحمالات رفيعة إحداهما تسقط في إهمال إلى عضدها، سألته فيما تلتقط كوب قهوة الحليب المسائية خاصتها ولم ترفع رأسها عن كتابها:
- متى ستعود يا يوسف؟
منحها نظرة عبر المرآة دون رد يهيم ببصره وخياله معها، اختلافها الجديد ملموس، لها هالة دفء طبيعية وازدادت تألقًا في كل خطوة تخطوها، ملامحها تتصاغر ووجهها الخمري الذي تناسب مع الصغبة المتقنة لخصلاتها يبث الراحة لقلبه، بينما ظل جسدها ممشوقًا بل زاد جاذبية بعد مرور سنوات الزواج القصيرة، رفعت رأسها إليه حين بلغ صمته مدى طويل، تفحصت هيئته بدورها، دومًا تطمئن على مظهره، أخبرتها آنجيل ذات مرة أن هندام الرجل ينم عن مدى ارتياحه مع زوجته وأنها تريد أن ترى ابنها مهندم كل يوم، كان يوسف يحكم الساعة حول رسغه، فاستقطب بصرها إلى عينيه، ابتسم في هدوء يخبرها:
- إن كنتِ تريدين مني المكوث معكِ وتأجيل مواعيدي فلا بأس..
أطرقت تبتسم وتغلق دفتي الكتاب، وضعته جوار القهوة على الكومود ونهضت ترفع حمالة ثوبها إلى كتفها:
- سأهبط إلى الأولاد لقد وعدتهم أن أطهو لهم عشاءً مميزًا..
استدار يتقدم الخطوة الفاصلة وهبط قليلًا برأسه يعيد خصلاتها للخلف ممررًا أطراف أصابعه على عنقها فيقشعر بدنها تميل بوجنتها إلى ظهر يده باسمة، أشار برأسه لخارج الغرفة بطلب مهذب:
- بدلي ملابسك أريد عناق كفك أثناء هبوط الدرج..
أومأت له ببساطة وغادرت تبدل ملابسها، هبطت معه السلم تغالب تأثرها بسطوة قبضته على كفه، عند آخر درجة التف حولهما الأطفال واحدًا تلو الآخر يقصدون دميانة أولًا فهي من تطعم وتراعي وتهتم، تسمع وتعقل وتنصح ببسمة رقيقة
وهو!
هو ما زال يردد أنهم ليسوا أولاده بالنهار وفي الليل يأتيهم معتذرًا..
صافح الصِبية الصغار بقوة فتقدمت صغيرته التي جاءته رضيعة وقد عانقت الست سنوات، حاوطت ساقه بكلا ذراعيها تمارس ضغوطها كي يسمح لها باقتناء كلب، مسد خصلاتها برفق قبل أن يشير إلى ثيابه:
- إن تلوثت ثيابي سأمنع ساعة ألعاب الفيديو خاصتك..
تذمرت الطفلة:
أمي أخفضتها بالأمس إلى نصف ساعة.
وجه بصره صوب دميانة ببسمة فخورة وعاد للصغيرة معلقًا:
- وأنا ألغيتها تمامًا..
حلت ذراعيها الملتفين حول ساقه وابتعدت تكتفهما أمام صدرها وتشيح بوجهها:
- حين تأتي قبل النوم تقبل رأسي ستجد الغرفة مغلقة يا يوسف..
نهرتها دميانة في لطف:
- إنا بابا وليس يوسف..
مطت الطفلة شفتيها:
- يدعو أمه بآنحيل ولا أحد يحاسبه..
حررت كفها منه وتقدمت تفض الاشتباك قبل حدوثه، انحنت تعانق وجنة الصغيرة براحة يدها فيما تبتسم لها:
- اتفقنا ألا نقلد الكبار..
برمت الصغيرة شفتيها متصنعة الحزن:
- لا أقلد أحد ولن أتحدث معه مطلقًا..
رمقته بطرف عينيها تراقب تأثره فبدا لها قد قرأ حيلتها وارتسم التهكم على محياه فاندفعت صوبه تتحداه:
- جدتي موافقة وسأقتني الكلب..
قالتها وغادرت متوجهة صوب غرفتها تاركة إياه خلفها يهز رأسه مبتسمًا في يأس، خطف بصره احتلال ماريانا للصورة، ماريانا التي تخطو صوب المراهقة بثبات، تمرد نظرتها ورفضها لكل شيء حولها يرهب قلب الأب الذي تم منحه شرف الأبوة عنوة، تقدم منها يمرر اهتمامه مرفقًا باحترامه:
- كيف حالك ماريان، والدتك أخبرتني أنكِ تبلين حسنًا في تمرين السباحة..
كأنه سمع زفرة ضجر ورأى نظرة ملل فابتسم كما أخبرته دميانة أن يفعل:
- أرجو أن تشرفي أباكِ فأنا أتباهي بكِ أمام أصدقائي..
ابتسمت ماريانا أخيرًا نصف ابتسامة فتقدمت دميانة تربت على ظهرها، فالفتاة أوشكت على تخطيها طولًا، رفعت الأم كفها إلى خصلات الفتاة تميل برأسها مبتسمة:
- إن لم يكن لديكِ دروسًا مهمة هل بإمكانك مساعدتي في المطبخ؟
عضت ماريانا شفتيها تفكر فشجعتها دميانة بفخر:
- إخوتك يحبون السلطة التي تعدينها لهم..
ابتسمت لها ماريانا ودارت بعينيها في حماس:
- هيا..
تقدمت تدفع يوسف للرحيل:
- اذهب إلى عملك أبي، أنا وأمي سنهتم بالجميع..
قبل أن يغادر رأى أمه تدلف إلى الصالة وليس ذلك الحدث الجلل بل ما تحمله بين كفيها، وتضمه إلى صدرها، تبادل مع دميانة نظرات مصدومة قابلتها آنجيل ببسمة واسعة، آنجيل التي تسلمت مهمة إنشاء عائلة كبيرة لوحيدها الذي عزف عن الزواج طويلًا فأفقدها الأمل وحين وجدت في التبني حلًا اغترفت منه قدرما استطاعت، قصدت خطواتها دميانة وقدمت لها رضيع أجبرها شعورها المضطرب على تلقفه وضمه تلقائيًا إلى صدرها، تغير كل شيء هي التي أصبحت أمًا لعدة أطفال دون أن يحتفي رحمها بجنين، رفعت رأسها إلى يوسف المصدوم من زوجته أكثر من أمه، صدمته تلك التي لم تتعد العشر ثوانٍ فهذه هي دميانة حقًا، المرأة الإنسانة التي تكرس نفسها لمن حولها بسعادة، استدار إلى أمه يكبح غضبه بأعجوبة:
- يكفي خمسة يا أمي لا أحد يتبنى جيشًا بأكمله..
رفعت ماريانا عينيها إليه ممتعضة فتأفف يبرر لها:
- أنتِ وإخوتك تكفونني وأنا راضٍ بكم..
ابتسمت له دميانة مشجعة، وكان دور آنجيل لتعلق:
- خمسة مثل ستة مثل عشرة كلهم أولادك في النهاية..
ضرب جبهته يكز على أسنانه قبل أن ينفجر غضبًا، حاول السيطرة على نفسه وأشار إلى دميانة موجهًا بصره إلى أمه:
- زوجتي بإمكانها الإنجاب يا أمي..
كتفت ذراعيها تدحض حجته:
- ولماذا نخاطر بحياتها..
سعلت دميانة ضاحكة وتدخلت توافقها:
- خالتي محقة يا يوسف..
ضمت الرضيع إلى قلبها ومرغت وجنتها في وجنته الصغيرة باسمة بسعادة:
- كأنني أنجبته توًا..
ابتسمت آنجيل تثير غيظه:
- رأيت!
رفع رأسه للسقف يأسًا قبل أن يترك الجميع خلفه ويغادر، مدت آنجيل كفها تداعب خصلات الرضيع وتشير برأسها للخارج:
- هيا إلى الحديقة، حضري لي كوب شاي بالنعنع واتركي دانيال مع ماريانا تتعرف عليه عن قرب وتعالي أحكي لكِ حكايته..
رددت باسمة:
- دانيال!
أومأت لها مؤكدة:
- أجل، هذا اسمه الذي أطلقه عليه أبواه قبل موتهما..
رافقتها إلى الحديقة التي كانت جرداء بلا نبتة واحدة فيما مضى واليوم لم يعد موضع قدم إلا وكسته الخضرة كما اكتست حياة يوسف وأطفاله المتبنيين بعد انضامها إلى عائلته الكبيرة كزوحة وأم لجيشه الصغير الرائع الذي سرقها من حياتها القديمة وولدت من جديد حين
خطت قدماها ذلك المنزل..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 12:51 AM   #1146

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

حبنا شتوي..
قالتها بشيء من الحنين فيما تختار مقلاة متوسطة، وعلى الجهة الأخرى كان يقف متسمرًا يستسلم لاستحواذها على حواسه فيما تتحدث وتأخذ رأيه في الألوان، أجبرته على مشاركتها تفاصيل المنزل، أجلسته عنوة مع مصممة الديكور التي أرسلها لها لتساعدها، تم البدء بناء المنزل كما اتفقا وعند الاختيارات وجد نفسه غير مهتم، ترك لها المهمة فأشركته رغم أنفه، أجبرته أن يختار بين ألوان الستائر والجدران، وعند الفراش استوقفته حين قال أن الفراشين نفس الشيء أشارت إلى شاشة الحاسوب تخبره:
هنا خط فضي وهنا أبيض، والخط بالغ الصغر يتوه بين تفاصيل أخرى أيضًا لم تلفت نظره، أحب مشاوير السوق لا لاختيار ألوان الملاعق والأكواب وأطباق الطعام بل لمراقبتها هي حين تختار وتفاضل بين الأشياء، ما تفعله تأخير للقرب، يأس من أنه محتم وأنها ستقع في المحظور وتحبه أكثر وأكثر، حبه كالأجل سيحدث مهما كانت الظروف، انتهت من اختيار لون للمقلاة غير مهم بالنسبة له على الإطلاق وسحب كفها عنوة يغادر المتجر، حبهما شتوي كما قالت له، أخذها إلى الأجواء الشتوية التي تناسبهما، وجلسا في مقهى في طاولة تطل على حديقة مفصولة عنهما بحائط زجاجي يتلقف حبيبات المطر بسعادة، جلس وجلست، غريبان قريبان يشعلان العشق من جديد، سألته باسمة:
- هل سينتهي حبنا في الشتاء ولن نجد شيئًا في الصيف!
ابتسم بهدوء ومال للأمام يقلص المسافة قدر استطاعته:
- أعتقد أننا سنختزن طاقة هائلة بداخلها لن يساعها الصيف حتى..
ضحكت بخفوت تشيح بوجهها، تراقب تساقط الأمطار إلى الأرض، فعل مثلها فبدت السماء وكأنها تنثر قبلاتها على وجه الأرض في جموح، التفت ينظر إليها يراقبها، باتت هادئة رغم أنها لا تبخل في الحب، مترددة وربما الخوف مايقرأ ويكذب نفسه؛:
- السماء تقبل الأرض وأنا لم أقبلك بعد!
مر وقت على عقد القران ولم يتعدى قربهما العناق، الدافئ الخاص بالعشق منه فقط، مدت يدها إلى يده برفق عبر الطاولة، قدم كفه يستحوذ عليها ويأسرها، أسبلت أهدابها لا تجسر على منحه نظرة فتنهد براحة يخبرها كأنها مكمن النبض وبداية الحياة:
- تعرفين؟.. ضمتك توازي لذة القبلة، وأكون نفسي بين ذراعيكِ وهذا يكفيني..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 12:52 AM   #1147

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

***
طلع صبح الإجازة فنهض ينفض غطاءه بعد سكون طويل، ارتدى ملابسه ولم يرتدي من الألف وجه شيئًا فلم يعد يحتاج إلى حيل!
هبط الدرج مسارعًا الزمن ككل يوم إجازة، تلك الأيام التي يقضيها مع عائلته الصغيرة،
شتاء هذا العام بالغ اللطف، شمس دافئة وبرودة منعشة، وجدها تقف تستند إلى حافة الدرج بمرفقها كأي حيزبون انتوت المشاغبة الصباحية، منحته نظرة ساخرة صعودًا وهبوطًا على جسده:
- هل الستائر كحلية أم قضيت الليل بصحبة إحداهن ولا أدري..
إحداهن!
هل قالت ذلك، بات يوشك على إدخال إحداهن لحياتهما تأديبًا لها أو له لا فارق،
ضحك بقوة قبل أن يصلها ويتهكم:
- صحبة إحداهن؟!، أمارس الرهبنة مؤخرًا كما تعرفين..
ابتسمت بخبث فقد أتى هجرها له بثماره، تكاد تقرأ الرغبة في عينيه والميثاق يحتم عليه احترام المسافة!
أولته ظهرها متوجهة صوب بوابة الحديقة:
- الرهبنة جيدة فيها نقاء للروح، استمر عل روحك الملوثة تبرأ من أدناسها .
نقاء؟
روح ملوثة؟!
أدناس؟؟
هذا كثير بحق السماء، اللعنة على العقل القذر الذي يحتل رأسها، هل تطلب من صاحب التسجيل الأعلى في تاريخ العائلة التخلص من أدناسه؟
ومن سيرفع رأس العائلة بعده؟؟


تبعها إلى الحديقة باسمًا بغموض سيمرر اليوم بسلام ويخطط لها من جديد..
وصل فوجد طاولة الفطور جاهزة والأطفال في انتظاره، معز الذي تعلم تحدث العربية وبعض من الألمانية وعاصي التي لا تنطق سوى بابا!
تقدم ونثر قبلاته ووزع عناقات صباحية سعيدة قبل أن يجلس قبالتها يشرع في تناول فطوره، رفع شوكته يحييها بنظرة تأكل تفاصيل شفتيها ولمّا حفر السخط طريقه إلى وجهها أشار برأسه للأطفال:
- أين البسمة الجميلة يا ماما..
- تمالكت نفسها واستدعت بسمتها التي أهدتها لمعز فبادلها إياها وانشغل بطعامه، اتفقا على شيء مهم أن العائلة تأتي في المرتبة الأولى كي يربيا أطفالًا أسوياء فمهما كانت الظروف كلاهما وقع في الحب ووجد نفسه بين البسمات البريئة والأيدي الصغيرة الحنون التي تربت على القلوب بلمساتها، انتهوا من الفطور وبدأ اليوم الصاخب فعليًا، تقسموا إلى فريقين لكرة القدم كما اختار مُعز، مُعز متقد الذكاء سريع التصرف والمراواغة!
قسم الذكور في فريق والإناث في فريق، بدأ اللعب وتعالت الضحكات فعاصي تمسك الكرة بين كفيها الصغيرين وتهرب إلى الداخل ويهرولوا خلفها يعيدوها إلى الساحة، يحملها مصعب يدغدغها فتضحك بطفولية ومرح، ينزلها أرضًا فتبدأ في بكاء ليتقدم منها يستند بركبتيه للأرض، ترفع كفيها الصغيرين تعانق لحيته وتتقدم ببطء تلثم ثغره بصوت مسموع كما علمها، يرفع رأسه إلى عزة الواقفة خلف ابنتها تراقب بصمت، تنطق عيناه مشاعر كاسحة، يبتسم بكل السعادة الممكنة:
- أشعر بالروعة..
تسبل عزة أهدابها مع بسمة بسيطة قبل أن تأخذ معز من يده وتعود للعب مجددًا، بعد مباراة حامية يفشل فيها فريق الإناث ويهمس مصعب لطفله أنهما سيسمحان لماما وعاصي بالفوز فتسأله عزة ماذا قال لك يخبرها بصوت واثق:
- يطلب مني أن نستمر في الفوز.
هز مصعب رأسه نفيًا فمعز يكاد يتخطاه كليًا، انتهوا من كرة القدم فأشار مصعب لداخل المنزل:
- هيا إلى السباحة..
وتلك الفقرة بعنوان خاص للنازيين بل
خاص للثعلب المرواغ، في الحمام الدافئ انتظرها بعد تبديل ملابسه إلى ملابس السباحة وهكذا فعل معز، فتحت باب غرفة التبديل وخرجت له بثوب السباحة الذي وجدته معلقًا في انتظارها!
ثوب أسود من قطعتين اختاره لها وارتدته قصدًا، سيعرف أنه أخطأ جل الخطأ حين تبدأ صافرة المباراة من عنده وتنتهي بها فائزة عليه بجدارة..
تقدمت تصطحب صغيرتها التي ألبستها ثوب مماثل في التصميم لكن مزركش بألوان زاهية، تقدمت أكثر وقد تركت خصلاتها حرة تتطاير بعشوائية خلفها وهذا أيضًا بقصد فنظراته التائقة إلى شعرها التي ما رأته يومًا مميز تفضحه، لم تعد تجد في نفسها أي خجل في حضرته ومنذ متى وجدت!
دومًا لا تخجل منه، جلست على حافة المسبح تنزل قدمها ببطء مدروس، تحت تفحصه الصامت الغامض الذي لا يمت للأخلاق بصلة، هبطت كلها إلى الماء فشاغبها مُعز بنثرات من الماء إليها وشاغبها والده بلمسات غير بريئة استهدفت خصرها تحت الماء، زجرته من طرف خفي فابتسم بمكر يشير بعينيه إلى الأطفال:
- اهدأي ماما سنثير الريبة حولنا.
مال إليها أكثر يهمس:
- إذا أردتِ بعض الريبة لدي الكثير منها سأعطي الأطفال إلى جدتهم وأعود حالًا..
أبعدت يده عنها وضغطت على قدمه بقوة فيما تشدد العناق حول عاصي التي أعجبتها الماء الدافئة، له تأثير شيطاني لكنها تتمسك بالزهد فيه إلى حين..
تعمدت عزة الاستكانة لحافة المسبح البعيدة عنه فلا تضمنه على مقربة منها، تعمدت إشعال غيظه وإشعاله هو شخصيًا دون تنازلات، وعنه فتقبل الأمر دومًا ما يتقبل دون إجبار، يحب الحالة معها برمتها ويحب استغلالها له، وتلك المسافة مناسبة، موضع وسط بمحاذاة العشق والفراق، خطوط متوازية لا تتقابل، لا يعشقان بجنون ولا يفارقان!
انتهى وقت السباحة وتناولوا الغداء في الحديقة متأخرًا في برودة متوسطة، ضمها إلى صدره عند التقاط الصور التذكارية ولم تمانع فقد كانت تعانق معز وعاصي تعرف مكانها بين أحضان مصعب، أرسلتها إلى المجموعة الخاصة بصديقاتها فأشدن بها وتمنين لها مزيدًا من الراحة، احتفت مجموعة التواصل بالرسائل قلوب ليلى وأمل ودميانة وقبلات چود وجملة رفقة الشقية
سأزورك في الغد أختي وسألتهم عاصي أولًا..
كان في الصورة عائلة صغيرة سعيدة وهي كذلك لا تتصنع، تعلمت أن تكون هي الراعي الذي يمنح رعيته ما حُرم منه، وكما تمنح تأخذ، ومصعب يعرف ما تريد عزة بالضبط ومايريد أيضًا، كانت تحتاج إلى وطن و كان يحتاج إلى وتد
وعن الجذور فقد احتفت بها أرضها وأينعت..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 12:53 AM   #1148

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

***
الانتصار الحقيقي يتمثل في التهام زاد لا ينضب..
ممددة على فراشها الوثير في جناحها بالطابق العلوي في منزل العائلة حيث استقرت بعد إنجاب توأميها بأمر من جدها الذي ما عاد يجدي معه مناقشة تخص السكن بالخارج، سمح لمدين باتخاذ منزل خارجي على مضض، كانا طفلاها بجانبها، مروان يتمدد جوارها يميل برأسه إلى كتفها في حالة خدر ما قبل النوم، ومنذر على الجانب الآخر جالس يبعثر خصلاتها ويضحك باستمتاع كلما أظهرت له امتعاضًا مصطنعًا، قد أتما عامًا وبضعة أشهر قضتهم في سعادة وتعلُم، تعلمت كيف تمرر العثرات الصغيرة وتجتازها فكل شيء هين مقارنة بما مرت به قبل أن ترزق بهما، شردت قليلًا في حالها، منصور الذي انتصر في حبها الآن يهمل!
أكثر ما أضحى ينغص عليها صفاء حياتها هو انشغاله الدائم بالعمل وتكريسه لجل وقته له، فهو إما بالخارج في العمل أو في المنزل لكن منشغل بالعمل أيضًا!
اعتدلت تبحث عن هاتفها، فنهض معها منذر يحتل ساقيها عنوة محاوطًا رقبتها بذراعيه، بادلته العناق وقبلت وجنته بقوة ومرغت أنفها في رقبته لتشاركه ضحكاته العالية، طفلها مميز وقد أخذ من أبيه عيناه داكنة الخضرة فقط، أما عن خصلاته السوداء وملامحه فتختلف كليًا كما تختلف طباعه، يهوى الاستحواذ عليها ويفرض نفسه بل ويزيح أخاه بعيدًا عنها حينفع يلمس منها اهتمامًا له، وأخوه هذا مسالم إلى حد مغيظ، يترك ألعابه ومكانه كيلا يستاء توأمه، طلبت رقم منصور فرن مرة دون رد وأصرت على الإلحاح، لن تظل تتحمل كثيرًا لديها قناعة أن الكتمان الطويل يولد الانفجار وهذا تحديدًا ما تخشاه وتريد أن تتجنبه، رد عليها في عجلة من أمره فأوقفت يدها أمامها في حزم كأنه يراها:
- من فضلك منصور أريدك في المنزل الآن وحالًا..
أثارت ذعره فسألها عن السبب، زمت شفتيها تكتم زفرة غضبها:
- لا شيء يثير الرعب، أنا والأولاد بخير وكل المنزل بخير أيضًا، أريدك لمناقشة أمر هام..
قالت الجمل متتالية دون فواصل حتى للتنفس، سألها بدهشة:
- الآن!
احتد صوتها وتلك المرة بقصد:
- أجل الآن يا منصور، أ لديك أهم مني!
وصل المنزل بعد ساعة قضتها في أخذ حمام دافئ والصلاة وبعض الأذكار، أشعلت بخور وارتدت ثوبًا أزرق داكن تنافر مع قشدية بشرتها وزادها حسنًا، طلبت من الخادمة أخذ الأطفال إلى جدتيهما بالأسفل فلبت طلبها..
أتى منصور وكعادته يدق باب الجناح قبل الدلوف، يفتحه ويخط بقدميه فتأسره الرائحة الحميمية التي تخص زاد، عبقها حل بالسكينة في موضع سكناه، كان الجناح مضاءً وصاحبة السعادة صامتة، وصلها فوجد امرأة جميلة ضئيلة الجسد تشبه سحابة نقية دون مس تقف متذمرة مكتفة ذراعيها متأهبة لافتعال مشكلة، رسم بسمة مناسبة ووصلها يناظرها من علو تارة ومن ثم يميل للأمام كي يوازي طولها:
- من الواضح أنك حضرتي لي وجبة نكد دسمة!
امتعض وجهها ومهما تمتعض تظل كما النور متوهجة لاتشوبها شائبة، كتفت ذراعيها ومطت شفتيها فيما تشيح بوجهها دون رد شافٍ، عدل من وقفته وكتف ذراعيه أمام صدره مثلها يسألها:
- كل هذا!
كزت على أسنانها تزجره ببصرها:
- منصور!
حل وثاق ذراعيه ومازحها:
- هل استدعيتني من عملي المهم من أجل أن تقولي لي منصووووووور!
كل يقلدها بل وأكثر ميوعة منها، أشعل غضبها فأنهت ترابط ذراعيها بدورها وأشارت إليه في عدوانية مهترئة:
- استدعيتك لأنك مهمل ولأنني سئمت..
توسعت حدقتاه واتخذت شفتاه وضع الاندهاش، أمعن في التفكير لبعض الوقت قبل أن يخلع سترته ويحل أزرار قميصه الأبيض إلى المنتصف، ألقى السترة إلى أبعد مقعد وعاد ينظر إليها ويهز رأسه يوافقها فهو رجل الطرق المباشرة والحلول الجاهزة، اعترف دون مقاومة:
- لديك حق لقد اخطأت في حقك وحق أطفالنا..
أدارت رأسها في اتجاهات عدة تبحث، عن طريقة لتفهم بها سهولة استجابته، سألته متوجسة:
- هكذا ببساطة..
ضحك يضيق عينيه يجيبها بسؤال:
- هل خربت عليك المشاجرة العنيفة؟
تأففت متصنعة الضيق:
- أجل كان عليك الجدال ورفض المنطق الذي أتحدث به وتتسع الخلافات..
ضحك بخفوت يسألها في فضول:
- وماذا بعد أن تتسع الخلافات ونتشاجر بعنف ونتخاصم!
رفعت له كفيها ببديهية أذهلته:
- نتصالح!
قطع المسافة الفاصلة بينهما في خطوة وأسر خصرها يقربها منه:
- ما رأيك أن نتصالح دون خصام..
كبحت ضحكتها النصف خجول، النصف فقط فقد قلص نصفها الآخر على مدار سنوات زواجهما، دفعت صدره برقة تعلن استنكارها:
- وأين الأكشن في ذلك..
سحبها إلى المقعد القريب وانساقت خلفه، أزاح السترة وجلس يجلسها على ساقه قرص وجنتها كما عودها فضحكت، مرر أنفه جوارأنفها يجيبها:
- لا ضرورة للأكشن، من حقك طلب الاهتمام وواجبي تلبية ذلك..
أسبلت أهدابها ببسمة سعيدة:
- أنت زوج ممل..
رفع كفه يمسد جبهتها لأعلى وصولًا إلى خصلاتها المصففة بترتيب أنيق، علق بصوت عميق:
- أنا رجل ممل يحبك..
ضمت كفيها معًا على ساقيها:
- لا أشكك في حبك لي، أنا أيضًا أحبك لكن أريد بعض التفاصيل الجديدة..
ركزت في عمق عينيه الخضراوين،
عيناه داكنتان كغابة وهو أبعد ما يكون عن غموضها، واضحة مثل صفحة نهر لا تشوبه عوالق، علق في هدوء ورصانة، رصانة رجل لا يراوغ:
- تريدين مني بعض الغموض أ ليس كذلك؟..
شردت لحظات تفكر، تسأل نفسها هل تريد فقط الاهتمام أم أن وضوحه هو المعضلة وأنه قرأها أكثر من نفسها، مدت يدها إلى شعره البني تمسده وتبتسم في سكرة عشق:
- لا يناسبني الغموض الزائد كما تظن،
القليل منه فقط يكفي.
هز رأسه متفهمًا يسألها:
- هل تعرفين ماذا حدث لي اليوم؟
سؤال كل يوم يسأله ومن ثم يخبرها عن تفاصيل يومه، زفرت تستفهم:
- ماذا؟
رفع أحد حاجبيه متندرًا:
- لن أخبرك..
رفعت كلا حاجبيها تقبض على خصلاته بعنف:
- حقًا!
ضحك بقوة وقبض على أناملها التي تتشبث بشعره:
- لم أعهدك عنيفة هكذا..
اتشح وجهها بغموض:
- نصحتني صديقتي ألا أكون مسالمة فبعض الأزواج يستحقون القتل خاصة المملين منهم..
سعل بقوة ضاحكًا:
- أكاد أجزم أن صديقتك تلك تقطن معنا منزلنا فكل الأزواج هنا يستحقون القتل..
توطأت معه وتضامنت:
- أنتَ محق يا منصور الجميع فاسد ولا أستثني أحدًا..
سحب دفقة هواء مستمتعًا:
- هل أشم رائحة بخور؟
نظرت إلى اليسار حيث مبخرة يتراقص دخانها فوق طاولة مستديرة، نظر حيث تنظر ومال إلى عنقها يلثمه في تطلب، اقشعر بدنها فمالت برأسها إليه، همس قرب أذنها:
- ما رأيك أن أحملك وأنتِ تبخرين سقف الغرفة قبل أن أصالحك..
تذمرت ثانية:
- لم نتخاصم حتى تصالحني..
دفعها تنهض من فوق ساقه فنهضت، كانت دفعته لها عنيفة بعض الشيء فاستنكرت:
- هل قصدت ذلك!
انتفض زاعقًا متصنعًا الغضب العارم:
- أجل قصدت ذلك إن لم يكن يعجبك غادري..
صمتت تمعن فيه النظر، طريقته في افتعال الخصام قديمة مبتذلة، بل ورديئة أيضًا، زفرت تشير صوب صدره:
-أتعرف!.. كانت لحظة سخيفة حين فكرت في تغيير الروتين الممل، أنت رجل ممل وأنا سأرضى بحالي، أشارت صوب المبخرة تطلب منه في عملية تليق بزوجها:
- هيا احملني نبخر الغرفة قبل أن تصالحني..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 12:54 AM   #1149

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

***
قبل الزفاف بيوم واحد فضلت العروس حالة هادئة من الزيارات العائلية وأقارب العريس حضروا لها حفل توديع للعزوبية!
والحفل بعنوان
الجميع قديس حتى تأتي الراقصة..
ولا يوجد قديسون بهذه العائلة، الجميع تغويه الراقصة!
حفل توديع عزوبية مدين بتوقيع مصعب، شقة معتصم العائمة كانت اختيار موفق، في بداية الأمر حضر معتصم ومنصور تبعهما مدين بنية قضاء نصف ساعة والرحيل بعدها، وجد صديقيه سالم وياسين يدلفان دون أن يدعوهما فاندهش قليلًا، انضم إليهم حيدر مع مصعب في الوقت الضائع، مصعب الذي جلس جوار معتصم الذي يجلس مسترخيًا ينفث دخان نارجيلته، مال معتصم إلى أذنه يسأله في رصانة:
ـ أخبرني ماذا تخطط..
ارتكن مصعب إلى ظهر الأريكة، يبتسم بغموض ويشعل التبغ، مال إليه بعينيه متواطئًا:
ـ أحاول إعطاء مدين دفعة للأمام..
قهقه معتصم بعد نفث الدخان ببطء:
ـ تظنه يحتاج إلى دفع، ابتعد فقط عن طريقة وابعد الآخرين..
شاركه مصعب الضحك:
ـ يقولون زيادة الخير اثنين.
تم قطع ما يقول بصوت موسيقى وصدمة الجميع بدلوف فتاة إثر ذلك، شقراء نحيلة بثوب ذهبي لامع يتخطي ردفيها ولا يصل لركبتيها، ارتفعت الصيحات الحماسية تزامنًا مع تمايل خصرها في انسيابية ونعومة، البعض أعجبته الجلسة ومعتصم أدار عينيه في ملل حتى وصلت إلى مصعب ساخرة:
ـ ذوقك في تراجع..
ضحك مصعب بخبث واضح ولم يعقب، قبل أن ترحل الفتاة تغيرت المقطوعة الموسيقية كليًا، أضحت شرقية وحضور كاسح لراقصة شعبية وقفت على الباب تستند إلى حافتيه بكفيها، مائلة بغنغ تقدم ساقها للداخل فتكشف فتحة ثوبها الرمادي اللامع عن الساق بأكملها، انشدهت الأعين بها، جبهتها معصوبة بقطعة تشبه الثوب الطويل، حركت العصاة بيدها مع الموسيقى وتقدمت للداخل، أيقونة إغواء كأنثى الشيطان، بين ظلال عينيها الخطيئة وفي جسدها لذة التفاحة المحرمة، قصدت معتصم خصيصًا وجلست أرضًا أمامه تلتقط منه نارجيلته وتستعملها بعده، نفثت الدخان لأعلى فارتفعت صيحات مشجعة، فتنتها عنوان الدمار، هي القضمة التي اقتادت آدم صوب الجحيم مباشرة دون الهبوط للأرض، تعانق بصرها بعينيه أبدت إعجابها به دون كلمات فأسبل أهدابه باسمًا في هدوء، أنهت مقطوعتها وجلست جواره تضع ساق فوق أخرى في أناقة متعمدة إظهار جمالها..
تغير وقع المقطوعة وهبت نسمة جديدة، ثوبها حريري ناعم، أحمر اللون صارخ في كل شيء بل فاضح، وتلك أتت خصيصًا لإغواء العريس، صعدت الطاولة أمامه ترقص دون أن تحيد عيناها الماجنة عنه، شرعت في القفز إليه فابتعد في اللحظة المناسبة لتتلقفها الأريكة، ظنوه سيترفع لكنه صدمهم بحق، حين نهضت تجذبه لينهض طاوعها وذهب معها إلى حلبة الرقص..
نصف دقيقة فقط واختفى تمامًا، فضل الذهاب إليها وتناول العشاء الذي وعدته أن تعده له عن الحفل الصاخب..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-21, 12:55 AM   #1150

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

***
كل الأشياء الجميلة التي يمنحها القدر تجد في النفس صداها ولاسيما تلك الأحلام الرائعة التي تتحقق بعد فقدان الأمل!
يوم الزفاف الثوب الذي اختار، يشبه ثوبها القديم، يكشف عن الظهر كله إلا من خيوط رفيعة، لكن نحولها بدل هيئته عليها، تساقطت عبراتها فيما ترتديه وتقف أمام المرآة، تقدمت منها زاد التي أصرت على مرافقتها في يومها الأهم، رفعت نفسها لتزيح عبراتها وتخبرها:
- لا داعي يا صبر لدموعك، وفريها واغرقي ابني عمي في النكد المسائي ليلة زفافه..
ضحكت صبر وأزاحت ما تبقى من عبراتها
وانشغلت بالتحضير للزفاف الذي اقترب، أتى قبل موعده بنصف ساعة، وصعد إليها مباشرة فأسماء تساعده وتقف في صفه علنية الآن..
طرق الباب وفتحه له زاد، كانوا يضعون آخر اللمسات ويتأكدون من مثالية طلتها، انفض الجمع سريعًا وتركوهما وحدهما، أغلق الباب على مرأى منها، كان مثبتًا بصره عليها دون تأثر داخلي وعند قلبه فقد أوشك على القفز صوب الهاوية، عشقها هاوية نهايتها دمار نهائي، تقدم منها وكانت حيرة العينين متضخمة القلب متخمة المشاعر، تقدمت بدورها فأجهز على المسافات والحواجز، محا غضب السنون والخيبات والحزن وليال الفراق الحارقة بضمة أعادها فيها إلى موضع سكونها الأبدى عند قلبه وحلت محلها كجزء من ضلوعه، نسيت نفسها بين أحضانه لوقت طال أمده، تداركت نفسها فالسقوط مدوٍ وما بيدها حيلة، استجمعت جزء من شتاتها ورفعت وجهها تقترب من أذنه تهمس له ببحتها المثيرة، المثيرة جدًا في الحقيقة:
- مرحبًا بك في الجحيم حبيبي، أي ساذج أنتَ لتأتي بقدميك إليّ..
ضحك بالقسوة التي تعرف، أبعد رأسه للخلف تزامنًا مع قبضة موجعة لعضدها ونظرة هي سقر بذاتها:
- لن يكون شيئًا أمام الجحيم الذي حضرته لكِ حبيبتي!
تواطأت النظرات وها قد حانت ذورة الحبكة..
يتبع..





samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.