آخر 10 مشاركات
أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-20, 09:52 PM   #171

rokkaa

? العضوٌ??? » 358286
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » rokkaa is on a distinguished road
افتراضي


روايه مميزه لغة وسرد وحبكه هقيقي استمتعت جدااااا بالفصول

rokkaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-20, 11:57 PM   #172

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
افتراضي

بانتظار ما تخطه اناملك لمعرفة المزيد بشوق

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 02:15 AM   #173

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rokkaa مشاهدة المشاركة
روايه مميزه لغة وسرد وحبكه هقيقي استمتعت جدااااا بالفصول
أهلا بيكي شرفتيني والله💙💙💙


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 02:16 AM   #174

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nidal bayrakdar مشاهدة المشاركة
بانتظار ما تخطه اناملك لمعرفة المزيد بشوق
تسلمي لي حبيبتي كلك ذوق والله💙💙


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 01:59 PM   #175

Bama Rawan

? العضوٌ??? » 412653
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 258
?  نُقآطِيْ » Bama Rawan is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
ابدااااع راااائع جدااا .


Bama Rawan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-20, 05:59 PM   #176

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي

واااااو واااااو الفصل روعة
استمتعت جدا بقراته
سلمت يداكي ❤❤


Duaa abudalu غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-20, 06:22 PM   #177

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bama rawan مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
ابدااااع راااائع جدااا .
تسلمي حبيبتي شرفتيني والله😍😍


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-20, 06:23 PM   #178

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa abudalu مشاهدة المشاركة
واااااو واااااو الفصل روعة
استمتعت جدا بقراته
سلمت يداكي ❤❤
تسلمي لي يادعاء ياحبيبتي😍💙


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-20, 10:40 PM   #179

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس والعشرون
***

الأباطرة لا ينسجون حكايا عادية بل يصنعون ملاحمًا!
***



دعته رحيمة ليأتيها في المساء بعدما استقرت الضيفة بغرفتها، ضيفة استثنائية برتبة عروس
أتى بها دون مقدمات، وأصبح مدينًا لها بتفسير، لبى دعوتها وجلس بجانبها على أريكة وثيرة، فناظرته بتفحص وأشارت بكفها صوبه:
ـ في انتظار ما لديك..
ضحك ملء شدقيه ورفع ذراعه يريحه إلى ظهر


الأريكة الجالس عليها:
ـ وأخيرًا وجدت جمرة النار المناسبة..
كان غامضًا فازداد فضولها لتسمع البقية، مال برأسه إلى ذراعه المستكينة ومنحها نظرة ماكرة:
ـ لا مزيد من الأرحام الباردة.
يراوغها وأوشك صبرها عليه أن ينفد، زجرته بعينيها وطرحت سؤالها باهتمام بالغ:


ـ لماذا تلك الفتاة بالذات..
راق له حيز المكر فسارع بتوسيع الرُقعة:
ـ ألا تشبه نفرتاري؟!
ضيقت عينيها وسألته باستهانة:
ـ هل كانت نفرتاري مجنونة!
شرد في البعيد، في البعيد جدًا حيث سنوات عديدة مثمرة، عمر جديد وحقبة مختلفة


على وشك البدء:
ـ بل صنعت تاريخ..
انعقد حاجبي رحيمة توجسًا، نبرته جادة ونظرته حازمة لا تقبل تردد، والغريبة رعناء لترافقه دون أهلها، سألته بقلق:
ـ لماذا تتزوجها بتلك الطريقة، وكيف تأتي هي



معك بمفردها هكذا..
اعتدل في جلسته ملتقطًا كوب ماء ارتشف منه القليل قبل إعادته مكانه وزفرته الحارة
ـ الحكاية طويلة عمتي..
لوحت له ببطء حازم وهزت رأسه بإيماءة ترحاب:
ـ لدي كل الوقت لأسمعها منك مصعب..


استفاض واسترسل في كل ما يخص عزة
متجنبًا التطرق لإهاناتها المتكررة والتسفيه المتعمد من رجولته، اعترف لها بأن اختلافها يجذبه لها وحدها دون غيرها، وأنها تعاني مع عائلتها وحالة عزة الاجتماعية استنفرت أمومتها، شعرت بغضة فالفتاة يتيمة وحيدة وحزينة، هروبها مع شاب والزواج منه بتلك الطريقة لا تقبله أعرافهم، وسليمان زايد يكسر القوانين من


أجل مصلحة حفيده، يريد أن يربطه بامرأة
شرقية لها جذور ثابتة عسى أن تثبته بجانبهم كي يكف عن شروده عنهم، ورحيمة لا يعجبها الأمر برمته لكن رأيها لن يزن جناح بعوضة أمام إرادة كبيرهم، شفقتها على عزة غلبت تعقلها فغمغمت بتأثر:
ـ مسكينة تلك الصغيرة، قلبي يؤلمني من أجلها..


ارتبك مصعب للحظة فخنق ارتباكه في مهده قبل أن تلاحظه، قد كان صادقًا مع عمته في كل ما يخصها عدا ذلك الجزء الخاص به هو، وذاك بيت القصيد فالنية التي بيّتها لها لا يصح معها إفصاح، ستكون البداية الحقيقية صادمة للجميع وليس عزة فحسب، فالقادم ملحمة، ملحمة بتوقيع الهجين، هجين الثعلب والشيطان أو الثعلب والحيّة كلاهما متطابق فإبليس والأفعى سيان..
...
والفريسة الغافلة عمّا حيك من أجلها، استيقظت بعد أول ليلة قضتها في قصر زايد
تمشط بعينيها الغرفة المميزة من رقدتها على الفراش الوثير، غرفة تليق بأميرة أساطير وهي لا تناسبها الأحلام، تدافع إلى رأسها كل ذكريات الأمس، اليوم الذي سيظل فارقًا في حياتها وكأنه بداية عهد جديد قد بدأ
بالفعل..


تعرفت إلى عائلته الودودين أكثر من اللازم، حين غادرت معه مجلس جده قابلت في الصالة
امرأتين إحداهن تعابيرها محايدة والأخرى طوقتها بحنان كالأم، شعرت وقتها بتلك الغصة التي تشعر به حين تناظرها السيدة ليلى والدة صديقتها، نظرة الحنان المكثفة تذكرها بما ينقصها..



وفتاتين إحداهن مريحة الملامح هادئة التعابير وتلك زاد، والأخرى احتضنتها بمودة وكأنها صديقة قديمة، كانت بيسان صاحبة القطة،
والتي طرقت بابها في المساء لتتعرف إليها أكثر، أفسحت لها عزة مجالًا لتدلف وأغلقت الباب، وبيسان كانت سعيدة بوجودها بذلك القدر الذي جعلها تعترف مقدمًا:
ـ كنت أشعر بالوحدة والملل هنا من الجيد أنك أتيتِ..

وقتها أشارت عزة إلى الأريكة ضاحكة:
ـ أشعر بالغرابة أن أدعوك للجلوس على أريكة
داخل بيتك..
تقدمت بيسان صوب الأريكة وجلست بأريحية وابتسامة لطيفة:
ـ صار بيتك أيضًا..



انضمت عزة إليها وجلست جوارها، تضم إليها إلى إحدى الوسائد، ابتسمت بيسان بمودة و عرفتها بنفسها بهدوء:
ـ كما عرفتِ بالأسفل أنا بيسان، ابنة عم
مصعب..
أعادت لها عزة ابتسامتها عزة التي لاحظت خاتم زواج في بنصر يسراها:


ـ هل أنتِ متزوجة..
أطرقت بيسان قليلًا وردت بخفوت حزين:
ـ أجل.. متزوجة من ابن عمي الآخر..
انتاب عزة شعور بأن تلك الفتاة تعاني بشكل ما وذكرتها بمعاناة صديقتها ليلى لاسيما وأنهما رقيقتان ولطيفتان مثل بعض، زفرت بهدوء وسألتها بابتسامة مفتعلة:


ـ كم ابن عم لديكِ..
أجابتها بيسان سريعًا:
ـ أربعة، مصعب ليس له إخوة، منصور ومدين إخوة، ومعتصم زوجي له أخت وحيدة وهي زاد التي رأيتها بالأسفل..
ضربت عزة جبهتها وأطلقت صيحة تذكر:
ـ آاااااه لقد تذكرت، لقد أخبرني مصعب عن
الجميع ونسيت..

لم تستطع بيسان كتمان اندهاشها من ترك عزة لبيتها والسفر إليهم برفقة مصعب كي تتزوجه، لكنها خشيت أن تتسبب لها بالإحراج فسألتها بفضول:
ـ هل تحبين مصعب لهذا الحد؟
ضيقت عزة عينيها ضاحكة وسألتها بمراوغة:
ـ أليس رائعًا؟..



ناظرتها بيسان بتشكك، بالتأكيد تعاني خللًا ما ، لم تستطع الكذب وأجابتها بعدما أزاحت خصلة شقراء عن وجنتها:
ـ لا.. ليس رائعًا..
وعزة لم تهتم؛ لن يضيرها إن كان زوجًا رائعًا أم لا؛ هو صديقتها في كل الأحوال، رسمت


ابتسامة محايدة على وجهها ولم تُعقب، بعد حين دعتهما السيدة رحيمة للهبوط إلى مجلسها فوافقتا على الانضمام إليها، غادرا غرفة عزة وعند هبوط الدرج كان رجل يصعده، بدا ل عزة وقورًا في حركته مهيبًا في طلته إضافة إلى وسامته المميزة، توقف وألقى تحية مهذبة:
ـ مساء الخير..



أطرقت بيسان وردتها بخفوت بينما فضول عزة جعلها تنظر إليه بتفحص، وجه لها كلماته بكياسة وترفع:
ـ مرحبًا آنسة عزة، مبارك زفافك.
استغربت أنه يعرفها ونفضت رأسها تشكره بهدوء ولاحظت معانقة نظرته ل بيسان لحظة واحدة قبل أن يشيح بصره عنها ويستأذن للرحيل، عاود صعوده، وواصلت هبوطها


برفقة بيسان، كان في الجهة العليا للدرج مواجهًا لهما حين رفعت بيسان عينيها وبادلته عناق المقلتين الصامت للحظة أخرى قبل أن يمضي كلٌ منهم لحال سبيله، عند درجة السُلم السفلية سألتها عزة :
ـ من هذا الرجل..
تلكأت عينا بيسان على الدرج مجددًا قبل أن تغمغم بخفوت وغصة:


ـ هذا معتصم زوجي..
سألتها باستغراب مشيرة بسبابتها إلى الأعلى:
ـ هل هذا الرجل زوجك؟!
أعادت بيسان خصلتها خلف أذنها وسألتها بزفرة مختنقة:
ـ ما به؟
عقبت عزة بحروف بطيئة:
ـ يشبه...

صمتت تفكر في لفظ مناسب وعادت تدمدم:
ـ يبدو كال...
قاطعتها بيسان متنهدة بحسرة:
ـ يبدو كالملك..
أومأت عزة بحماس وكأنها التقطت أفكارها:
ـ أجل يبدو كذلك..
حانت من بيسان نظرة أخيرة إلى أعلى الدرج


وعادت تنظر أمامها بعنق مشرئب:
ـ ملاحظة جيدة عزة، هو الملك بالفعل..
***
على بعد أميال كان أثر غيابها باقيًا لا يزال، مرت ثلاثون ساعة وكانت رفقة متكومة على الأرض الباردة جوار فراش عزة بأعين مغشية وأجفان متورمة، أجفانها التي ما غفت مذ


غابت الأخرى، وقلبها الذي ما انفك عن
ارتجافه المذعور حتى بات يؤلمها بشدة، اليوم السابق كانت أول من انتبه لذلك الغياب، عادت من الخارج ولم تجد عزة، ظلت تنتظر عودتها حتى خيم الليل وتسربل إليها القلق خاصة وأنها رأت سيارتها مصفوفة محلها مما أثار دهشتها، استبد بها القلق، ولجأت إلى سُهيل الذي انتابه الذعر مثلها وأكثر، قد جال بخاطره


أسوأ السيناريوهات الممكنة، تداخلت في ذاكرته حوادث لفتيات قد مرت عليه بما إنه طبيب، حاول تنحية هواجسه المقيتة جانبًا كي يستطيع التفكير بإيجابية، فضّلا تقفي
أثرها لدى صديقتيها والنتيجة ألا أثر، وكأنها كانت عدمًا لم تنبت على ظهر تلك الأرض من الأصل حتى تبتلعها، اضطرا لإخبار والدهما بغيابها والرد كان صادمًا، ف بجانب لا مبالاة


الأب بجملة قصيرة
( ربما فضلت المبيت عند صديقة جديدة لا نعرفها)
عقبت زوجته
( عسى أن تكون قد ماتت وتخلصنا منها)
كان تعليق الأم قاسيًا بشكل موجع تسبب في انقباض قلب رفقة وجعلها تهتف بحرقة الدموع:
ـ أنتما السبب، مؤكد هربت من أفعالكما بها..

صاحت فيها الأم بسخط:
ـ اصعدي يافتاة إلى غرفتك وسأبتهل كيلا
تعود الشمطاء إلينا ثانية..
مرت الليلة الأولى بكل ثقل ممكن، أتت أمل صديقة عزة بقلق متزايد تدرّج إلى أن وصل أعلى درجات الهلع والبكاء مع مطلع الفجر،



صارت تهذر بلا توقف محدثة زوجها:
ـ حدث لها كارثة، قالت لي إنها ذاهبة إلى قدرها..
انتاب الجميع قشعريرة باردة وصابهم الوجل، وزوجها لم يترك سهيل وقتلا أقسام الشرطة والمستشفيات بحثًا دون طائل..



تواصلوا مع دميانة والنتيجة لم تتغير، أتتهم بسرعة فائقة تلهث، جلست على مقعد في الصالة الأرضية بمنزل عزة شاردة بغصة حارقة، تذكرت ذلك الشاب الذي تتبع عزة إلى منزلها، لامت نفسها لأنها تركت عزة دون تنبيه لتلك النظرة التي رأتها في عينيه، لم تتمالك نفسها سوى برهة قليلة من الكتمان ونهضت تحكي لعم عزة كل ما تعرفه، وبدلًا عن التعاطف معها غمغمت زوجة العم شامتة:

ـ بالتأكيد هربت معه..
ونظرت صوت زوجها المصدوم مما تفوهت به دميانة:
ـ عديمة التربية تسببت لنا في فضيحة..
اهتز بدن دميانة من طاقة الكره التي نجمت
عن المرأة الحاقدة على عزة وزوجها منعدم الشخصية الذي لم يكلف نفسه عناء الرد عليها


وصمت تمامًا بتجهم مقيت، فهتفت فيه بغلظة:
ـ أنت من تسببت في كل شيء لن يسامحك الرب على ضياع الأمانة..
امتلأ وجه الرجل قتامة ولم يرد عليها، فصاحت فيه بقهر:
ـ لم تجد في بيتها ولا بين أهلها راحة ونبذتموها بينما تنعمون بأموال أبويها..


تقدمت زوجة العم تنظرها بمقت:
ـ لن نسمح لكِ بإهانتنا في بيتنا، وتلك الشمطاء ليس لها شيء هنا..
صححت لها دميانة بسبابة متهمة:
ـ بل بيتها، البيت بيت عزة كما أن كل أموالكم من إرثها، سرقتموها يالصوص والآن تتنصلون من فعلتكم ..


همت المرأة بالرد عليها لكن ابنها تدخل في اللحظة الأخيرة وهدر:
ـ يكفي يا أمي، لا نعرف أي كارثة قد وقعت عليها أرجوك اصمتي قليلًا..
حدجته بنظرة ساخطة وانصرفت، تقدم سُهيل من دميانة يسألها بتوسل مغالبًا قلقه الذي تضاعف:
ـ ألا تعرفين له عنوانًا أو هاتفًا أو أي طريقة توصلنا إليه؟
غمرها الحزن وهزت رأسها نفيًا بمرارة فزفر بقوة وترك المنزل ليواصل البحث مع أشرف، بعد مرور كل تلك الساعات بات الانتظار المترقب هو الحل الوحيد ولم يعثروا على أي خيط بإمكانه إيصالهم إليها ..
***
انتصف النهار الشتوي ولم يفارق عزة شعورها بالضيق، ذلك العرين الذي سكنته منذ الأمس يزيد إحساسها بالضياع والرهبة، إضافة إلى


عقد القران المزمع إقامته مساءً والذي يضيق خناقها أكثر، لا تجد منه فائدة من الأصل لكنها خافت أن ترفضه تفتضح خطتها مع مصعب، دعتها بيسان لمشاركتها طعام الغداء بالحديقة ووجدتها فرصة جيدة لصرف تفكيرها قليلًا.. انضمت إليها وتناولت الغذاء مع ثرثرة طويلة انتهت ونهضت تهاتف مصعب الذي رد عليها سريعًا:
- أنا خلفك..

تخطى بيسان الجالسة أمام طاولة في أحد جوانب الحديقة تحتسي قهوتها وقطتها تحتل فراش صغير فوق العشب، وصل إلى عزة
التي شردت إلى منطقة محفوفة بشجيرات كثيفة ومد يده إلى خصرها النحيل الذي أخذ من عينيه وقتًا لا بأس به في التفحص حتى وصلها، أجفلت وسقط من يدها الهاتف فهبطت أرضًا تلتقطه وتعتدل في وقفتها بوجه


محتقن غيظًا وأشارت إلى يده بغضب:
- سأقطع يدك تلك.
ضحك بخفوت ومارس حق تفحص وجهها،
تلك الشراسة في عينيها تلقي عليه تهويدة امتلاك، امتلاك دون قصد وبعض الأشياء تحدث دون هوادة دون ترتيب ودون إرادة.. وهو ذلك الرجل الذي إذا ألجمته قيودًا مزقها


دون رفة جفن، انحسرت ابتسامته تدريجيًا فقطبت جبينها بذات التدريج، تقدم تاركًا نصف خطوة سائلًا إياها بجدية:
- كيف حالك هنا؟.
كادت تهتف بأن تلك الدراما تثير حنقها ووجودهما بالحديقة ألجمها، كزت على أسنانها مغمغمة بنزق:


- لا داعي للزفاف يامصعب..
طاف بعينيه تعبير غامض، فكلٌ منهما في وادٍ منفصل وبينهما أميال تحجب عنها نيته، قد خلعها خلعًا من جذورها ليربطها بجذوره عنوة، ابتسم ابتسامة بسيطة قبل أن يميل إليها
ويهمس:
- الزفاف مهم لن تكتسبي تعاطف جدي إلا به..

رفرفت بأهدابها ودارت عيناها بغربة، افتقدت رفقة وقلبها تاه في وحشته:
- أشعر أنني غريبة هنا..
هز رأسه وتلك اللحظة كانت صادقة أكثر مما
يجب:
- هذه الأرض ستكون وطنك، وهؤلاء الذين عرفتهم فقط بالأمس سيكونون جبالًا تستندين عليهم..

أشار برأسه إلى المنزل وعاد إليها بذات الصدق:
- لا تزالين هنا اليوم لأنهم قبلوا بكِ من اللحظة الأولى ومهما حدث..
صمت قليلًا يراقب عدم استيعابها وأردف:
- مهما حدث ومهما ابتعدتِ عن هنا ستعودين إلى ديارك مجددًا..


زادت تقطيية حاجبيها وتسلل إلى صدرها شعور مبهم بالبرودة، وكأنها تُركت على سفح جبل في مهب الريح وحدها:
- دياري!
وهزت رأسها بحدة قبل أن تتسرب تلك الحدة إلى صوتها:
- هذه ديارك أنتَ، لا أنتمي إلى هنا، هؤلاء الناس لطفاء لكنهم ليسوا أهلي..

تجمدت ملامحه ولأول مرة تتجسد في عينيه القسوة بتلك الصورة التي تطابقت مع نبرته:
- أهلك!.. لا تتحدثي عنهم.. من تركتهم خلفك
ليسوا بأهلك..
اتسعت عيناها صدمة، وارتدت للخلف عدة خطوات تزدرد لعابها العسير، انتابه الندم على تفوه به وتسبب لها بذاك الألم الذي طفا بعينيها، هادنها بملامح مهتمة وكفه التي لوح بها في الهواء:

- أنا آسف عزة، لا تغضبي، قصدت أن عائلتي أحبوك وسيكون بيتهم مفتوحًا لكِ
كواحدة من أهله مهما مر من الوقت..
لم يتغير من ملامحها شيء فتقدم أكثر بغية امتصاص غضبها:
- لا أحب أن تشعري بتلك الغربة وأنتِ معي هنا..


كتفت ذراعيها أمام صدرها وأشاحت بوجهها، لم تجد ما يُقال فانتهجت الصمت، تنهد مصعب
بعمق وشاكسها مبتسمًا:
- أرجوكِ استمتعي قليلًا بزفافنا، الطقوس هنا لطيفة، مارسي دور العروس المميزة..
نجح في استجلاب لثغرها ابتسامة، بسيطة جدًا، اتسعت تدريجيًا جعلته يزفر بحنق حين فهم ما جال بخاطرها، ارتد خطوة فسارعت لقتلها بأقدامها وهمست متشفية:

- لو عرفوا أنك صديقتي سيدفونك ويغسلون
عارهم بيدهم..
أنهت جملتها بضحكة رنانة جعلت بيسان الجالسة قريبًا تنتبه فلوحت لها عزة لتبتسم وتعود تنشغل بقطتها..
وصراع الثلج والنار احتاج إلى حسم، مد يده يقبض على كفها ويسحبها خلف إلى ممر يوصله بها إلى مدخل القصر:

- لذا لن تتفوهين بحرف..
هرولت خلفه ضاحكة، فتجمدت معه حين تجمد عندما شعر بوجود صُحبة في الممر، صُحبة من أقطاب الجحيم جعلت المكان على وشك الاشتعال.. انقبضت أنامل مصعب على رسغها فتألمت حد أنها أنت بخفوت وحاولت تخليص يدها منه فلم يحررها، رفعت رأسها تنظر إلى الرجل والمرأة اللذين احتلا


الممر توًا، الرجل كان متعجرفًا منتصبًا بجمود لم تستسيغه وكانت من معه طويلة القامة وجميلة بجاذبية تثير حنق أخريات من النسوة غيرها، والجميع كان مشحونًا مما أثار استغربها، فقد بدوا جميعًا على ساحة حرب والرجل على وشك نشب أظافره وتمزيق عنق مصعب، بعدها أشاح بوجهه مترفعًا عن النظر صوب مصعب الذي تتبعت عيناه خلجات


الآخر فيما تعمد عدم النظر إلى المرأة، تخطوهما مترًا واحدًا فأوقفهما مصعب بنداء حاسم:
ـ مدين!
تسمر محله موليًا ظهره لهما فيما ارتبكت المرأة
وحاوطت عضده براحتي يديها وأناملها بحنو مبالغ فيه استدعى سخريتها ولاحظت أيضًا أنها أطرقت تهمس بكلمات لم يسمعها غيرهما


لكنها سمعت صوته الغليظ يأمرها بصلف:
ـ ارحلي الآن..
زاد نفور عزة منه واستنكرت كيف يفتقر للباقة في محاثة النساء هكذا، مالت إلى أذن مصعب تغمغم بحنق:
ـ يا له من جلف!



وذاك الجلف التفت إلى مصعب بنظرة من قلب الجحيم باستعداد للإجهاز عليه، وللعجب لم يرد قسوة تلك النظرة الذي أمرها بصوت مكتوم:
ـ اصعدي إلى غرفتك عزة..




ناظرته باشمئزاز ونقلت بصرها إلى الآخر بامتعاض، انحدرت عيناها إلى إبهام المرأة الذي يمسد عضده ببطء وكأنها تهدهده في محاولة لامتصاص غضبه، انحرفت ببصرها إلى عينيها اللتين تمشطانه بألم، لم تفهم تلك الدراما ولا سر نظرات الراجل الحاقدة إلى مصعب..
التفت مدين إلى صبر بنظرة لاهبة جعلتها تتراجع بحذر تاركة إياه، وتوجهت بنظرها


صوب عزة بوجه قلق تطلب منها بصوتها المبحوح:
ـ تفضلي معي للداخل..
لوت عزة شفتيها غيظًا وأدارت عيناها بسأم ف كل ما بتلك المرأة جذاب حتى صوتها، لوحت ل مصعب وتبعتها بإذعان على مضض..
على بعد عدة أمتار وحين اختفتا بالداخل بعيدًا


عن الرجلين تجاهلتها صبر التي احتقن
وجهها وتهدجت أنفاسها فيما طفقت تبحث عن
هاتفها بداخل حقيبتها، وجدته وطلبت رقمًا وراحت تحرك قدمها على الأرض بنفاد صبر، كل ذلك وعزة واقفة بجانبها تطالعها بفضول، والغافلة عنها تقطعت أنفاسها حين قالت:
ـ أين أنتَ معتصم، مدين ومصعب معًا في


الممر الداخلي أرجوك أدركنا، ستحدث كارثة
إن لم تأتِ الآن..
تحرك بؤبؤي عيني عزة يمنة ويسارًا فهي تعلم بأن معتصم ذاك هو زوج بيسان التي لاحظت تباعد غير منطوق بينهما، كانت الأخرى قد انتهت من مكالمتها وحولت انتباهها إلى عزة، مدت يدها تصافحها:


ـ أنا صبر..
أدركت عزة هويتها وغمغمت بعفوية:
ـ المرأة التي تحب مدين!
تجمدت صبر بلهاث واستسلم رماد عينيها الداكن لبعثرة الرياح الناجمة عن رفرفة الأهداب ، نظرت صوب الممر وعادت إلى عزة التي غمغمت بقلة تهذيب:


ـ كيف تحبين هذا الجلف؟
وهذا ما كان ينقص صبر، تقف أمام فتاة ذات لسان سليط لم ترها إلا منذ عدة دقائق تسألها كيف تحبه، كتفت ذراعيها أمام صدرها وأشارت برأسها صوب الممر تسألها من بين أسنانها:
ـ وكيف تتزوجين مصعب؟


لوت عزة شفتيها بلا مبالاة:
ـ كيف عرفتِ أنني العروس.
ودت صبر أن تضحك ملء شدقيها وعوضًا عن ذلك منحتها نظرة شمولية مشفقة وفكت وثاق ذراعيها تتنهد بتهدل أكتاف:
ـ أعرف كل من بالمنزل وهيئتك لا تحتاج إلى تأويل..


تخصرت عزة تسألها بنزق فقد أغاظها الصيغة التي تحدثها بها:
ـ ما بها هيئتي؟!
رمقتها بتفحص وابتسمت بسخرية:
ـ تناسبينه.
امتعض وجه عزة وقطبت جبينها كانت على وشك التندر والاعتراف بأنها لاتراه سوى


صديقتها لكنها ألجمت لسانها قبل أن تفسد خطتها معه وتخسر إرثها، اكتفت بالتلويح لها والانصراف دون تعليق..
..

كان هناك زمرة من المفترسين، جمعتهم رابطة دماء حارة شرد عنهم اثنان ملتحفين برداء صداقة، اعتادا التباهي بمهارة الصيد وذات مرة

أخفى أحدهما فريسته الأشد خصوصية عن الجميع، حدث فراق وغاب عنها فتاهت منهما الدروب، ولمّا عاد وجدها قد شردت وعند شرودها اقتنصها الآخر..
وحين علم شعر بأنه قد سُرق..نُهب.. وانتُهكت خصوصيته ومن وقتها وهو يحترق ذاتيًا، ليس كالنجوم احتراقه ينتهي بخلاصه وتلاشيه إلى العدم بل يحترق كالجحيم دون نهاية..

وصلهما معتصم عدوًا وتباطأت خطواته في مقدمة الممر حين وقعت عيناه عليهما، مشط وقفتهما المتحفزة بقلق فقد تمزق ستر التجاهل
بينهما، بعد الذي حدث قديما تقابلا ك غرباء، دون صداقة ودون عداوة واضحة، مصعب أكله الندم وكره صبر ومدين صار كجمرة مشتعلة أبديًا دون انطفاء..



اقترب أكثر حد خطوة فاصلة بينه وبينهما مدين في انتظار ما أوقفه من أجله مصعب، ومصعب لمرة نادرة يتردد، يطرق برأسه دون تبرير فبماذا يبرر، حثهما معتصم على الانتباه له
بلكزات من قبضتيه لكل منهما مع غمغمة حازمة:
- رافقاني إلى الأسفل..
رفع مصعب رأسه يناظر عيني مدين

المتصلبتين عليه بمقت العالم وحقده، زفر بقوة:
ـ ليس لدي أي مبرر لكن كل تلك السنوات كانت كثيرة جدًا لأبتعدها عن صديقي..
انتهت جملته بقبضة مدين تكمش مقدمة سترته وتدخل معتصم دون أن يحيل لكمة القبضة الأخرى التي أدمت شفتي مصعب، مصعب الذي تألم دون أن يتفوه بحرف أو يعترض، تدخل معتصم الصارم بدفع مدين للخلف قد


خفف وطأة عدوانه، ابتعد مصعب ينهت ويناظر الآخر الذي احترق في جحيم بدا وكأنه قد خلق من أجله، أشار لهما معتصم بحدة صائحًا بغضب:
ـ اتبعاني إلى الأسفل..
ورمي مدين بنظرة آمرة قبل أن يردف
ـ الآن يامدين!


نقل بصره إلى مصعب بغضب مكتوم:
ـ وأنتَ اذهب نظف تلك الدماء وعد إلينا.
انصرف مصعب دون اعتراض، عاد معتصم ينظر إلى مدين يحثه على المضي معه:
ـ هيا.
كز الآخر على أسنانه ولكم الحائط قبل أن يجاور خطواته متوجهين إلى صالة الألعاب


الرياضية بالأسفل، وبالأسفل انضم إليهما مصعب فأشار له معتصم أن يجلس على ذات الأريكة الجالس عليها مدين فأذعن وصار كل منهما على طرف، جذب مقعدًا وجلس عليه قبالتهما، وضع ساقًا فوق أخرى واستلم دفة المُعلم قائلًا بصوت حاد:
ـ أولًا أنا لا يعجبني ما يحدث، رأيي أنت أعد الفتاة عزة إلى أهلها..


تجهم وجه مصعب ونظر صوب السقف بملل فتجاهله معتصم وأحال بصره وسبابته إلى مدين مردفًا:
ـ وأنتَ لا تتزوج صبر..
تدخل مصعب معتدلًا في جلسته:
ـ بل تزوجها واقتصّ منها يا مدين..



كان قاسيًا ضاغطًا على حروفه بتأكيد فيما تصلب الجالس على مقربة من جلسته قبل أن يرد باستهانة:
ـ وماذا أفعل بك، هل أذهب إلى الحمقاء التي تبعتك إلى هنا وأخبرها فيمن وقعت!
والنار والجليد التحما في لحظة بددتهما، واجهة الجليد ستزيد من التباعد والنار ستقضي حتى على رابطة الدم، كان مصعب يريد وصل


بينه وبين صديقه ولو مجرد خيط رفيع فقط والآخر عصيّ حتى ظفره ب صبر وانتقامه منها لن يشفي غليله، نهض مدين غير منتظر لأي رد، ف تبعه مصعب تحت أنظار معتصم، معتصم الذي نهض يلقي قنبلة جمدتهما بأنظار مذهولة:
ـ جدكما فرض عليكما التصالح قبل عقد القران..


وصمت يراقب قبل أن يلقي القنبلة الأشد دويًا:
ـ وأمر كل منكما أن يشهد على عقد الآخر..
لم يستطع مصعب تمالك نفسه وانفجر ضاحكًا فيما اندفع كالسهم يحتضن مدين الذي نفضه بكل عزم ممكن فأسقطه أرضًا يتأوه، وحتى ألمه لم يستطع كبح ضحكه العارم، ناظره معتصم من علو بسخرية، تراجع مدين محتدًا يهدر بصوت مرتفع:

ـ سأتزوجها دون عقد..
رماهما معتصم بنظرة مستهينة قبل أن يدمدم:
ـ كان يتوقع ردك ويقول لك رده على ذلك سيكون غير متوقع..
تطلع إليه بابتسامة صلبة قاسية:
ـ كما أنني لا أنصحك بالتهور، النتائج لن تعجبك..
نقل بصره إلى مصعب باستهانة:

ـ مصالحة الأبله أخف من كل ذلك..
نهض مصعب يمسد ظهره بكفه متأوهًا يمد كفه الآخر:
ـ أرى ذلك، مصالحتي أخف بالتأكيد..
رفع مدين قدمه وكاد يركله بقوة تطرحه أرضًا لولا أنه ركض إلى الخارج تاركًا مدين في حالة غليان مستمرة..


والمغزى لم يكن مصالحة تامة وعودة الصداقة، بل مد جسر بينهما الجميع يعلم بأن ما حدث قد أحدث كسرًا لن تفلح لإصلاحه مفاوضات..
صعد مدين إلى الطابق الأعلى فوجدها تقطع الصالة ذهابًا وإيابا بتوتر، حين رأته ركضت دون اعتبار لمن حولها صوبه، توقفت أمامه تمشطه بعينيها بصمت، كان متجهمًا بقسوة أرجفت الرابض خلف ضلوعها، تود تخفيف


احتراقه دون جدوى، فبيدها مزقت أواصرًا كانت تربطه بأقرب أصدقائه وعائلته إليه وتفادي عواقب ما فعلته به مُحال..
أمرها بتملك:
ـ اصعدي الآن إلى غرفتك يا صبر..
***


مر شهر وعدة أيام على اتفاقه مع عمته رحيمة، وعدها بأن ينعزل مع زاد وأن يقدم لها الدعم
الذي تحتاج إليه، وعلى مدار الشهر بذل كل ما بوسعه كي يمهد للفكرة، من الصعب عليه وعليها الانعزال هكذا دون فترة تتقبل فيها الأمر، عرض عليها ذلك وطلبت وقت قصير فقط فوافق برضا تام..



رأي في عينيها وقتها طيف أمل ذيلته الغصة المعتادة في ازدراد لعابها، كل مرة يقابلها بها يزداد يقينًا بأنهما لن يتقدما خطوة واحدة دون مساعدة نفسية، وعليه أن يعترف لنفسه قبل كل شيء، لقد قصد جده بالذات لأنه يريد أن يصدق..
زاد تثير شكوكه وهو بغى الانتصار على تلك الأفكار اللعينة، ويريد زاد ويريد الاستمرار معها وبها..

يوم عقد قران أخيه ومصعب قرر زيارتها بهدية، طرق بابها فكانت بالحمام وتأخر ردها، شعر بقلق ففتح الباب بتردد ودلف يتفقد وجودها، كانت غرفتها خافتة الضوء هادئة بشكل مريح ورائحتها مثيرة للسكينة، تنفس بعمق فليته يقضي فيها عمره بجانبها، وضع الطرد من يده على منضدة وراح يبحث عنها فيما تقدم للداخل ببطء:


ـ أين أنتِ زاد..
كانت زاد بداخل الحمام تستحم، وسمعت جلبة من الخارج فسارعت بارتداء مئزر الحمام الأبيض وإحكام رباطه حول خصرها، كان شعرها نديا كما جسدها الرطب، غادرت حمامها ووقفت على بابه تسترق السمع فأعاد منصور ندائه لتتورد وجنتيها وتغرق في خجلها،



رهبة طفيفة أسدلت ستارها عليها جعلتها تتسمر مكانها، سمعت النداء الثالث فتنحنحت قبل أن تمد قدمها صوبه..
حين طلت توسعت أحداقه، كانت شهية كقطعة حلوى دافئة، قطع خطوة وتصلب محله، كاد يعانقها دون مقدمات وفي اللحظة المناسبة توقف، بات إجفالها منه يغضبه من نفسه ومن تلك الظروف القاسية، انتابتها


الشفقة لأجله، والقرار قرارها، ستعيش وتفوز بحبها وحياتها وتنتصر، كانت خطوة جريئة منها غير مأمونة العواقب لكنها جازفت، قطعت المسافة بينهما في عدة خطوات وأجبرت ذراعيها أن يرتفعان ويحاوطان عنقه، زلزلته في محله ورفع ذراعيه ببطء يلفهما حول خصرها ويضمها إليه ببطء وحذر، كانت لحظة صمت وسكون، هدوء وسكينة واعتراف ضمني ولمحة بل دفقة


أمل، كان مطروبًا بقربها وكانت في معاناة؛
الفرق بين ما نريد وما نستطيع ليس شعرة، في بعض الأحوال كحال زاد الفارق مجرة، تريد أن تكون له كما يجب ولا تستطيع مهما حاولت بنفسها، والجميع مُحق الطبيبة النفسية هي الملاذ بعد تقديم المشيئة بالخلاص..
ابتعدت قليلًا بخفر تنظر أرضًا متهربة، وهو نال راحة فجرعة السكينة في قربها تكفيه،


ابتسم بتشجيع وابتعد قليلًا يلتقط الطرد ويعود إليها، فتحه وقدم إليها ثوبًا أنيقًا ورديًا داكنًا مرصعًا بحبيبات لؤلؤ وردية، غمر تقاسيم وجهها طيف السعادة فالهدية منه مست قلبها التقطت منه الثوب باسمة بامتنان:
ـ الثوب رائع يا منصور سلمت يداك لي..
اتسعت ابتسامته العاشقة:


ـ سيكون أروع حين ينال شرف المرور على جسدك..
احترقت وجنتاها واستدارت بخجل، ضحك بخفوت واقترب خطوة يحاوط كتفيها بكفيه ويمس قرب أذنها:
ـ لا أقصد أي شيء سيء، سيكون رائعًا حين ترتدينه..


ابتعدت هاربة تغمغم:
ـ سأجربه الآن..
تركها وذهب يجلس على الأريكة البعيدة عنها مطمئنها أنه لن يخترق خصوصيتها:
ـ سأنتظرك هنا حتى أراكِ به قبلهم..

***


منحهم وقتهم إلى المساء وكما توقع، احترق مدين عن آخره، وأتى إلى مجلسه في الدقيقة الأخيرة قبل أن يُغلق عليهم الباب، أُغلق على سليمان زايد وأبنائه وحفدته الرجال قبل أن يأتي ضيوفه بوقت قصير، التفوا جميعًا حول طاولة ضخمة في غرفة مرفقة لمجلسه الرئيسي، كانوا في حالة استغراب كبيرة، شعروا وكأنه اجتماع عمل قد انتقل إلى المنزل، مد السيد


سليمان عدة أوراق صوب مدين فتحركت
بسلاسة على المنضدة حتى وصلته، رفرف بأهدابه دون استيعاب فبرر جده:
ـ عليك إمضاء تلك الأوراق قبل ورقة زواجك من صبر..
رفعها بتوجس أمام عينيه، انتاب الجميع الفضول والحيرة فيما ترقبوا رد فعل مدين الذي لم يتأخر


وانتفض بحدة يضع الأوراق على الطاولة ويهتف:
ـ ماذا!
حدة صوته واستنكاره الغير مهذبين استدعيا غضب أبيه فأمره بحدة:
ـ تأدب يا ولد حين تحدث جدك..
سأله مدين مشيرًا إلى الأورق بسبابته بريبة:


ـ هل تعرف محتواها يا أبي..
هز رأسه بصدق ورفع حاجبه مؤكدًا:
ـ لا أعرف لكن أيًا ما كانت تحتوي ستنفذ أمر جدك دون مناقشة.
لم يستطع معتصم السيطرة على فضوله ونهض بدور يقف بجانب مدين ويلتقط الأوراق بأنامله، لحظات بسيطة واتسعت عيناه ونظر


أمامه صوب جده وسأله ضاحكًا بصدمة بالغة:
ـ هل تمزح!
ارتخى الجد في جلسته يمسد لحيته البيضاء بهدوء ويجيبه بوقار ومهابة:
ـ الحقيقة أنني لا أمزح..
ضحك معتصم باستمتاع حقيقي فاللعبة باتت


أكثر إثارة:
ـ إذًا سأكون الشاهد الثاني على عقد زواجه منها..
حدجه مدين بنظرة حارقة قبل أن تتركز نظراته على جده الجالس بهيمنة حاكم لا يتراجع، مد أمجد زايد والد مدين يده إلى معتصم فناوله



الأوراق ليلتقطعها ويضعها أمام عينيه فتتسعان ذهولًا، أحال بصره إلى أبيه وسأله بتهذيب رُغم صدمته البالغة:
ـ ماذا فعل مدين لكل هذا يا أبي!
رد عليه وعيناه متركزتان في عيني حفيده الساخط أمامه:
ـ ابننا فعل الكثير..


والبقية لم يعجبهم جهلهم بما يدور، نهض منصور الجلس على أحد الأطراف متوجهًا صوب أبيه، استأذنه في مطالعة الأوراق فمنحه إياها بزفرة حارة، وانتقلت إليه الصدمة كما من سبقوه:
ـ عقد تنازل عن كل أسهمه في المجموعة في حالة الطلاق!
وسؤاله كان إلى مدين، مستنكرًا كل ما
يحدث:
ـ هل تحبها إلى هذا الحد!
زمجرة جده سبقت زعقته:
ـ منصور!
الحب وتلك القصص لا تُناقش في مجالس الرجال، ومنصور ارتدى رداء العملية رُغم أنه على جهة أخرى عاشق لن يتوانى عن


التضحية بأي شيء من أجل حبيبته:
ـ إن كنت ستطلقها لا تعطهم الإمضاء.
رفع السيد سليمان سبابته إلى منصور:
ـ أنتَ مُحق، إن كان سيطلق يوما ما من الأفضل ألا يعطنا الإمضاء..
زفر السيد أمجد وحاول مهادنة أبيه للوصول



إلى حل وسط:
ـ لا داعي لكل ذلك، سيدفع مهرًا ويمضي على مؤخرًا مناسبًا بعد إذنك ..
وهز رأسه بزمة شفاه رافضة:
ـ لا داعي لشرط لذلك الشرط المتطرف..
ابتسم السيد سليمان فيما وضع قبضته على



المنضدة يدق عليه بخفوت:
ـ ولدك طلب عروس للزواج وهذا شرطي للقبول والأمر لكم..
أغلق أمامهم السبل فصمت الجميع، كان مصعب جالسًا يراقب الحدث دون تدخل فالطقس مشحون ولا يحتمله، والكل ناظر مدين، القرار بين يديه، قد وضعه جد بين مطرقة وسندان وتولى الضغط عليه، وكثرة


الضغط نهايتها انفجار، لن يخسر ما وصل إليه في الجولة الأخيرة، وأموال العالم لا تهمه، تقدم صوب منصور التقط منه الأوراق ووضعها على الأريكة، التقط قلمًا وذيل الأوراق بإمضاءه تحت ذهول النظرات من حوله..
بعد قليل وصل ضيوف عقد القران وكانوا عددًا محدودًا، تم كل شيء وانصرف الضيوف



سريعًا كما أتوا وتبقى السيد سليمان وحفدته فقط، هو والذكور الأربعة، سأله معتصم الذي استمتع بالعرض كله:
ـ لماذا الشرط الذي فرضته على مدين..
ناظرهم جميعًا بالتتابع، اثنان عن يمينه واثنان مقابلين لهما عن يساره، نظر أمامه بعد ذلك مغمغمًا ببساطة:
ـ ليس عندي رجالًا ينامون على الأرائك، أريد ورثة..

وحان دور مصعب ليسقط بين موجة ضحك عارمة، فالكل خائب الأمل عداه فرد ساعده إلى الطاولة ومال برأسه قليلًا صوب جده:
ـ اطمئن جدي، مستقبل العائلة بين يدي الآن ولن أخيب أملك مثلهم..
وتلك الجولة انتهت بتوقيع الثعلب العجوز وانتهت تمام النصف الثاني من لحظته فيما يخص مدين وصبر، فعل كل ما باستطاعته كيلا يضمن أواصر متينة لتلك الزيحة..

***
اشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق، علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق علمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق..
نزار قباني.



عُقد قرانهما وقضي الأمر، لم يلمح طيفها وكأنها تبخرت، غادر القصر مع أقربائه من الشباب وقضوا السهرة بالخارج، مقهى خاص لا يضم غيرهم وأجواء صاخبة توجتها سحب الدخان من كل نوع، بدا مصعب منتشيًا أكثر من المعتاد وبعينه نظرة ظفر، سأله معتصم ساخرًا:
ـ هل انتهت المسيرة المشرفة؟.
نفث مصعب تبغه بابتسامة غامضة:
ـ ألا أبدو لك مستقيمًا الآن.

تابعهما مدين بلا تعبير ينفث تبغه هو الآخر متابعًا الحديث بلا شغف، ومدين لا يدخن إلا في حالة غليان قصوى..
رد معتصم بهدوء:
ـ خلفك كارثة.
قهقه مصعب وارتدت رأسه للخلف وعاد ينظر إليه بطيف عينين لايمزح:
ـ سمعتي سيئة لهذا الحد؟

تلحفت ملامح معتصم بالجدية يواجهه كمن يعرفه أكثر مما يجب:
ـ ما الدافع خلف تلك الزيجة.
هدأت ملامح مصعب تدريجيّا ومضغ علكته بتباطؤ فيما سرقه خياله إلى عزة، مجنونته التي وقعت في فخه طواعية وضغط على حروفه بتركيز:
ـ أثارت اهتمامي.

هز معتصم رأسه قائلا بفطنه:
ـ لن يكفيك ذلك، سيكفيك حين تُلعن بها. قالها ورفع عينيه ببطء صوب مدين الذي انتبه إليهما وتقلصت أنامله على لفافة تبغه وتصللبت ملامحه، عاد إلى مصعب بعينيه ،مصعب الذي تراجع يستند إلى ظهر مقعده باسترخاء:
ـ لم يحدث حتى الآن لكنني واثق من اقتراب حدوث ذلك، نفرتاري ستنثر سحرها بلا شك


. زوى معتصم مابين حاجبيه بجهل فضحك مصعب بثعلبية:
ـ روحها متمردة مثل نفرتاري.
شرد مدين في لعنته الأثيرة، تاه في تفاصيلها المحفورة بين دهاليز ذاكرته، سأل نفسه أي ملكة تشبه، صبر..
توصيفها بالملكة ظالم لها، ليست ملكة بل هي


أكثر من ذلك، صبر تشبه عشتار، قادرة على قتله ومنحه إكسير الحياة في لحظة متناقضة، نهض داعسًا بقايا اللفافة المحترقة في مرمدة على الطاولة أمامه اعتدل يلتقط سترته وغادر دون أن يلوح لهما، استقل سيارته إلى القصر، ظل ماكثًا بها لوقت طويل مستندًا إلى المقود بذراعيه ورأسه فوقهما، صابه الضجر فاعتدل يفتح الباب ويهبط، شعر وأن الأرض


قد ضاقت به بما رحبت، فقد الرغبة في التواجد بأي مكان، لا غرفته ولا غيرها عاد يساعه، طاوع قدميه اللتين أجبرتاه على الذهاب والتوقف أسفل شرفتها، ذهب ورفع رأسه تعبث الرياح الباردة بخصلاته الحرة فتارة تحط بها على جبهته وتاره تعيدها للخلف، لم يشك للحظة، ظنه في محله فقد كانت عند نافذتها تنتظره!


تبادلا النظر، هو بقسوة وهي بوجل، كانت جالسة على حاجز الشرفة، متباعدان متقاربان بثبات كالشمس وال قمر، يتنافران ويتجاذبان بنفس القدر والتنافر لا يقتل الجاذبية، رفع هاتفه يطلب رقمها فيرن وترفعه مسيرة وتسمعه يزعق بغلظة:
ـ اخفي خصلاتك اللعينة تلك وإلا سأقصها بيدي هاتين.


أجفلت وأنزلت الهاتف تنظر إليه وتكذب ما سمعت، هبطت بديناميكية تغلق النافذة وتعيد خصلاتها للخلف، قد كانت منعزلة بغرفتها لم تنضم للجلسة النسائية حيث احتفلوا بالعروس الأخرى، طلبت منها رحيمة أن تهبط إليهن أكثر من مرة ورفضت بحزم فتركتها الأخرى مشفقة، لم تعد قادرة على الاصطناع بعد، دفن الحزن يرهق القلب، وضعت هاتفها على


منضدة في طريقها وتوجهت صوب حمامها، غسلت وجهها بماء فاتر متنهدة بضيق قبل أن تخرج فتجده، لم تثور فقد أيقنت أنه قادر على اختراق خلوتها مهما اختبأت خلف أبواب، هيئتها الفوضوية جذبته، خصلاتها العينة تسترسل على جانبي وجهها بتموج بسيط جديد عليها وتتخطى جيدها وصولًا إلى خصرها..



لماذا تكون مرهقة له هكذا، بل لماذا هي موجودة بالأصل في ذات العالم، ربما دونها كان ليكون حاله أفضل، والمعضلة أنها موجودة، أمامه، فتاة الماضي وامرأة الحاضر ومغوية كل حين، تقدم فتراجعت خطوة ومن ثم توقفت، وجدت لضعفها مكابحًا، سيطرت عليه ظاهريا وهشاشتها من الداخل لا يخطئها مهما أخفتها عنه، تقدمت خطوة تواجهه برأس مرتفع


وهتفت :
ـ ماذا تريد!
عيناه تجيبان بالتطلب ونبرته الساخرة تفيض بالتملك:
ـ المرء يطلب بلسانه ما لا يمتلكه..
رفت أجفانها وسألته بحيرة:
ـ ماذا تقصد!


رفع خصلاته النافرة تزامنًا مع ارتفاع أنفه:
ـ أقصد سأقول أنني أريدك لو لم أمتلكك بالفعل..
أثار سخطها فتوحشت عيناها وتحفز جسدها لتسمعه يردف بنبرة كالصك:
ـ وبما أنك لي سأمد يدي وأحصل عليكِ مباشرة..


أتبع جملته بمد يده وجذبها عنوة لترتطم بصدره، أجفلت من تبجحه، وقاحته معتادة والجديد أنه يكشف بعض الأوراق، قبل أن تتملص منه كان قد طوقها بذراعيه، قاومته كاللبوءة العصية فحررها، وقفت أمامه بتنفس مضطرب، قلبها ثائر متمرد وعقلها أبي أن يخضع ولو لحظة، هتفت بحرقة ووجه محتقن:
ـ لن أكون محظية يمتلكها أحد، أنا امرأة حرة


. أسر جسدها بغتة، يد كبلت كفيها خلف ظهرها والأخرى قربتها منه، قربًا حميميًا حد لفح أنفاسه لشفتيها هامسًا بغطرسة:
ـ كنتِ حرة قبل زمن طويل، قبل أن نتقابل ياصبر.
اصطكت أسنانها وصاب توحش عينيها الوهن فيما قالت بصوتها الذي لازمته بحة منذ أن عاد:


ـ سأكرهك يا مدين..
حرر يديها المكبلتين وطوقها بذراعيه يعانقها قاتلا منها كل مقاومة:
ـ لو استطعتِ افعليها.
لم تقاوم وتولت النشيج، كانت تبكي بحرقة، بعجز بضياع، همست بحزن:
ـ تعرف أنني لا أسطيع.


دفن وجهه بين خصلاتها باستراق للحظة، تحتاج هدنة تستسلم فيه لأحضان عدوك قبل أن تعود وتتسلح بجحودك وتواجهه، اقشعر بدنها من قربه وحاولت التملص، إن استسلمت لن تقوم لها قيامة بعد ذلك وستقبر مع كرامتها، قيدها بعناقه وحاول اقتناص قبلة فأشاحت بوجهها ساخطة، لن تخضع ولن تكون جاريته مهما حدث، جاهدت لتتحرر


فتركها وعاد وجهه يتجهم، صاحت فيه بقوة:
ـ ألم نتزوج من أجل زاد!
مد يده واعتقل رسغها بين أنامله القاسية:
ـ بدلت رأيي.
وقبل أن تعارض أو تهتف بأي شيء استدار يرحل قائلا بتجبر من يأمر ثم يطاع:
ـ استعدي ياعروس!
انتهى الفصل





قراءة ممتعة🌸💙


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-20, 12:46 AM   #180

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايديكي هل عزة تحتاج الى ما ستمر به الا يكفيها مامرت به

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.