آخر 10 مشاركات
رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kay Thorpe A MAN OF MEANS (الكاتـب : رومنسيات - )           »          Anna DePalo - His Black Sheep Bride (الكاتـب : soul-of-life - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-20, 10:03 PM   #221

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع والعشرين
***
ما الذي حدث؟
ذلك الذي يحدث حين يستسلم القلب للموت
تخفت دقاته إلى حد غير مسموع، تظل تلك النبضات متباطئة هكذا حتى حيز مُرهق
يفقد صاحبه كل سيطرة ممكنة
كل وسيلة دفاع قد تعيد له حياته


والروح؟
الروح تضحى مصدر الألم الأول ..
تاه منها الزمان والمكان أو هي التي تاهت عبر نفق أسود هاربة من واقعها ومن مجرتها برمتها إلى أخرى حالكة الظلام، عاشت بضع لحظات من النكران مغالبة انهيارها، برودة لا متناهية كانت قد أحكمت قبضتها على سائر جسدها، كانت واقفة عارية بطوق الجحيم حول رقبتها


تحدق برسالته محبوسة الأنفاس، قاتلها الاحتياج إلى الشهيق وعصته فليس بعد النحر حياة..
استحال جلدها إلى لون أزرق قاتم بالتدريج، وما شعرت بمحلها على الأرض إلا حين أحاط جسدها قطعة قماشية وسمعت صوت منتحب يترجاها أن تصرخ..
كانت السماء قد انشقطت عن صاعقة صابت


قصر زايد واستعادت السحب رباطة جاشها في العودة محلها ومحل الصاعقة كان حريق هائل ابتلع القصر بساكنيه، اسيقظوا جميعًا على فاجعة سفر مصعب وتركه لعروسه وحدها هكذا دون مبررات، في البداية كان الترقب والذهول سيدان الموقف وحين أُزيح الستار عن فعلته تأججت النيران فحجبت كثافة دخانها زرقة السماوات، أول صدمة كانت من


نصيب بيسان التي علمت مثل البقية بأنه قد وصل أرض مطار برلين، اندفعت صوب جناح عزة بقلق وعدم فهم، لم تكن تدرك أبعاد الكارثة لكن هاجس لعين كان يلاحقها طوال الطريق، طرقت الباب مرة وثانية وعاشرة وعدم الاستجابة أغرقها في ذعر، تلفتت حولها تستنجد بأحد يلهمها صواب التصرف، لم تجد سوى خادمة تنظف الممر وحين رأتها


بحالتها تلك تقدمت إليها تسألها:
ـ هل تريدين أية مساعدة..
رهبتها من القادم جعلتها تفتح الباب متجاهلة الخادمة، دلفت تتفقد المكان الساكن، تطلعت حولها ولا شيء ينبئ بوجود أحد في الجناح، سألت الخادمة التي دلفت خلفها على استحياء:



ـ هل سيدتك عزة غادرت غرفتها؟
هزت الخادمة رأسها نفيًا فنادتها بيسان بصوت مرتجف خائف من مجهول يغرقها في الذعر:
ـ أين أنتِ عزة ..
جاوبها الصمت وقتلها الخوف، ما الدافع من سفر مصعب الصادم هكذا ولماذا تظل عزة وحدها بغرفتها وحين تناجيها لا ترد، ابتهلت لئلا يكون مكروهًا قد صابها، راحت تناديها


مرارًا وتكرارًا بصوت أعلى في كل مرة، والإجابة عدم، ترددت أقدامها قبل التقدم للداخل، الوضع مخزي بالفعل، أغرقها خجلها ومنعها من الدلوف مباشرة وحيرتها وازدياد ذعرها دفعاها لتدلف، زفرت باختناق وأجبرت نفسها على المضي قدمًا والاطمئنان عليها، انحرفت خطواتها عبر ممر إلى غرفة النوم والذي رأته جعلها تستدير برأسها وتصرخ في الخادمة


بصوت بُحّ من فرط صياحها:
ـ توقفي هنا لا تتقدمي خطوة واحدة..
أومأت الأخرى باضطراب وظلت واقفة محلها، عادت بيسان تنظر أمامها، حيث مشهد لن تنساه ما دامت حية، عزة واقفة بعُري كامل وفي يدها هاتفها تناظر شاشته بذهول الموتى، ركضت إلى الدخل تغض عنها البصر، تتلفت


حولها بتسارع وقلبها انفطر من هيئة الأخرى، لم تجد أمامها ما تسترها به سوى ملاءة الفراش فجذبتها بعنف وحاوطت به جسد عزة المتيبس، كانت فى نفق مظلم تحت الأرض يتناثر شعرها حولها بجنون، دارت عينا بيسان حولها فوجدت ملابسها مترامية على الأرض، مرت العينان على كل شيء قبل أن تستقر



على شاشة الهاتف الذي تقبض عليه عزة بأناملها، تهدجت أنفاس بيسان قبل أن تبكي بصراخ، تنتحب بحرقة وتصيح بقوة:
ـ اصرخي عزة..
وعزة لم ينفلت لسانها بالسؤال الذي دار بعقلها
( هل سيموت مصعب إن صرخت!)
كانت غائبة الروح فقد سكنها شبحه، صارت رئتيها وكيانها معبقين بأنفاس مصعب، لم تفتر


أحداقها عن عبرة فما تعانيه لا يعبر عنه عبرات..
لم تتأخر رحيمة في اقتحام الغرفة بخطى متسارعة، تقافز قلبها خلف ضلوعها ألمًا زادت وتيرته حين جذبت الهاتف من بين أنامل عزة المتصلبة ورأت رسالته، غمغمت بذهول:
ـ غانيته!
قذفت الهاتف إلى الفراش وجذبت عزة تحاوطها بذراعيها وتقربها من صدرها تغرقها في


حنانها تزامنًا مع انسياب عبرات مالحة غادرت أحداقها بعد أن أنهكتها حُرقة، وعزة لوهلة استسلمت، عادت طفلة في الخامسة تبتعد عن أمها عشرة أمتار قبل أن تقطعها عدوًا وتلتجئ إلى أحضانها، دمدمت رحيمة من بين نحيبها:
ـ كان قلبي يشعر..
توسعت عينا عزة المسكونة بطيف الجنون


وابتعدت نافضة إياها، ابتعدت تمامًا حد التعثر بالملاءة التى ارتخت عن جسدها فكشفت عن عريها مجددًا، تقدمت بيسان تحكم ستر جسدها فدفعتها بعنف لترتطم بعمتها رحيمة ويشتد بكائها، صرخت عزة فيهما بصوت أجش:
ـ من أنتما..



تبادلتا أنظار مذهولة، قبل أن تتقدما إليها تدعمان جسدها المترنح، مدتا كفيهما فحذرتهما بغلظة:
ـ لا أحد يتقدم مني، لا أحد يلمس جسدي..
أجفلتا بانتفاض طفيف نجم عن حدة صوتها، حاولت رحيمة التقدم خطوة ومهادنتها بكفيها المرتجفين في الهواء، هيئة الفتاة قاتلة لأي أم لاسيما لأم عايشت توابع انتهاك ابنتها ذي قبل:


ـ اهدأي يا ابنتي..
توحشت عينا عزة بجحوظ شرس:
ـ أنا لستُ ابنة أحد..
ارتفع صدرها بشهيق مؤلم وهبط بزفير حارق:
ـ ليس لي أهل..
ازداد نحيب بيسان وأدارت وجهها تكفكف دموعها فيما ساءت حالة رحيمة التي انهمرت عبراتها بكثافة أكبر على وجنتيها حد تشوش


رؤيتها، تقدمت تضمها إلى صدرها عنوة فدفعتها عزة بعنف لتصرخ بيسان وتتقدم تدعمها وقبل أن تسقط أرضًا، أشارت عزة للخارج بصلف:
ـ اخرجا من هنا..
مدت بيسان يدها الحرة إليها تترجاها بصوت مهزوز:
ـ اهدأي عزة أرجوك..


ضمت عزة شرشف الفراش إلى جسدها تميل للأمام ضاغطة على معدتها المتألمة، نهضت تتأوه بعنف قبل أن تعاود صراخها فيهما:
ـ اتركاني وحدي، لا أريد أحد..
تبادلتا النظرات ومن ثم أومأت رحيمة لبيسان مغمضة عينيها، تركتاها بغرفتها وخرجتا إلى الصالة، تهالكت رحيمة على أريكة وثيرة ولم يفارق حلقها غصتها المريرة، وبيسان غرقت في


نوبة بكاء عارمة، بالداخل كانت عزة تمشط الغرفة بعينين شاخصتين، غريبة في ديارها وغريبة في دياره، كيف يطلب منها أن تتخذهم واحة تنبت فيها وجذورها يابسة، اندفعت راكضة إلى الحمام وصفقت بابه بعنف، تتألم بشكل غير محتمل وكأن قبضة فولاذية أحكمت وثاقها على قلبها، أزاحت الشرشف عن جسدها بحدة وراحت تتفقد معالم وجهها


هبوطًا إلى جسدها بأحداق ثائرة، الطوق البرونزي حول عنقها أكبر دلالة على احتلاله لها والأدهى أن جسدها لم يُصب بأي أثر واضح، وإن بحثت عن الدلائل فليس بعد ذاكرة الجسد دليل، كانت في المكان والزمان الخطأ مع الشخص الأكثر من خطأ، كان صدرها يعلو ويهبط بجنون وفي عينيها تتلاحق الثورات، ألم معدتها اشتد بضراوة، فكثرة


كتمان شعورها قاتل، تبًا في لحظة ستجلد نفسها عليها جلدًا استسلمت، بعد اليقين باستحالة المقاومة استسلمت وحين فعلت تحرر شعورها به، اللعين استهدف مشاعر أنثوية كانت في أمس الحاجة إليه والألعن منه هو الشعور الذي لم تحسه من قبل قط، يشبه لذة الوجود، كريه من فرط لذته، ناحر في غير موضعه، كانت عزة أسيرة معاناة قنبلة عنقودية


من التناقضات، مستاءة غاضبة مقهورة باكية خانعة مستسلمة وتشعر..
..
خلعت عنها الشرشف بديناميكية ومن ثم ألقته أرضًا واندفعت إلى حوض الاستحمام واستسلمت لماء المرش، لم تسقط من عينيها عبرة واحدة وسيل الماء كان يكسو جسدها وكأنه عدم لا يمر، لا يخترق جلدها ويغسلها منه


مهما انهمر، ما من شيء يهدئ روعها في هاته اللحظة أفضل من موته وإراقة دمه، كما أن جمرات الجحيم بجوفها تزداد اشتعالًا وحرقة، رباه كانت تحترق بلا سبيل للخلاص، كرهت جسدها وانطفأت روحها بلا رجعة وما عاد سببًا للبقاء، وليست بالضعف الذي يجبلها على قتل نفسها لذلك فمصيرها سرمدية العذاب..
أغلقت الماء وغادرت الحمام بعدما جذبت مئزرًا


ارتدته بإهمال، حين خرجت سمعت وقع خطواتها بيسان التي اندفعت للداخل حتى وصلتها، وقفت أمام شبح عزة الشاحبة بظلال الكحل السوداء حول عينيها، إن لم يكن ما يظهر على ملامحها جنونًا فماذا يشبه الجنون إذًا، ابتعدت عدة خطوات تلتقط قطعة إسفنجية ناعمة تمسح بها آثار الكحل



بعده مدت يدها بارتجاف قسري تحاول رفع الطوق عن رقبة عزة فسارعت الأخرى بأعين متسعة بإصرار:
ـ لن أخلعه..
انحدرت عبرة على وجنة بيسان وأبعدت يدها، فقبضت عزة على اسمه المستقر فوق التقاء عظمتي الترقوة مرددة بنظرة كالجحيم:



ـ سيموت مصعب أولًا..
شهقت بيسان بهلع ورفعت كفها تكتم نشيجها، دلفت رحيمة التي سمعت ما قالته عزة فاحترق قلبها، مصعب خذلها حين نحر الفتاة ولن تسامحه مهما فعل، دلفت إلى غرفة الملابس وأحضرت لها ملابسًا وعادت تقدمها لها:
ـ ارتدي هذه الملابس ياعزة..


التقطتهم عزة بحدة فغادرت رحيمة برفقة بيسان وتركتاها مجددًا، ارتدت ملابسها بجمود وخرجت إليهما بعزم:
ـ أين سليمان زايد..
زفرت رحيمة باختناق وغمغمت بخفوت:
ـ ينتظرك بالأسفل..
..
مدت قدميها تهبط الدرج برأس مرتفع فمهما


كُسرت لن تتخلى عن عِزتها حتى وهي شبح
امرأة متناثرة أشلائها في المدى، كل جزء في مجرة على بعد كون كامل عن الأخرى، عزة لن تكون إلا المتشبثة بالعزة، كانت بطيئة الخطوات رُغم عزمها فهي من الداخل حُطام دون مبالغة..
***

يتبع...


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:05 PM   #222

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الجبال من فرط رسوخها تجعل من يراها يغتر، لا تُقهر لا تتأثر لا تهتز، في حين أن مباغتة الزلازل لها تجعلها تتصدع في طرف عين..
..
الحاكم كما يشار إليه، ملك الثعالب المتربع فوق العرش، أمعن التفكير مرار في سبب مصعب وكنه خطوته التي ينتظرها منه ولم يبلغ أفق تفكيره ما بلغه حفيده من فعل، أقصى


التنبؤات المتطرفة كانت أن الفتاة تعجبه وطلبت مساعدة وسيتمم زواجه منها ليضعها في خانة ضيقة تفرض عليها القبول به، لكن أن يستيقظوا بعد ليلة الزفاف ولا يجدونه هذه هي الصدمة الغير متوقعة، كان السيد سليمان ينتظر عزة في مجلسه بوجه جامد متجهم، يتعهد بأن يجعل مصعب يدفع الثمن غاليًا لكن فيما بعد، الآن وقت عزة، عزة التي يعرف قبل


أن يراها أن مصعب قد فعّل زواجه بها، فلن يأتي بها إليهم ويتزوجها شرعيًا إضافة إلى الزواج المدني ويتركهم يقيمون له زفافًا دون أن تكون نيته زواجًا فعليًا، والسؤال الذي أتعب أفكاره هو لماذا، لماذا يفعل بها ذلك، أي الذنوب قد اقترفتها في حقه ليفعل بها كل هذا،



زفر بغضب في جلسته على أريكته الوثيرة فليس من شيم الرجال ما فعله مصعب، أيًا ما فعلته عزة لا يحق له إذلالها هكذا..
دلفت الفتاة عبر الباب المفتوح دون طرق، نهض العجوز يتفقد هيئتها بعقدة جبين ولسان حاله يا الله كم تبدلت في عدة ساعات، من هبطت الآن هي شبح التي صعدت مع مصعب، توحُش عينين وتغضن جبين وقسوة


ملامح، كانت هيكلًا عظميًا مكسوًا ببقايا إنسان، توحشت عيناها أكثر حين رنّ في أذنها صوته من الماضي القريب
( تكتسبين تعاطف سليمان زايد)
أغلقت الباب بإحكام وعادت تستدير وتنظر إليه بصلف هاتفة:
ـ لا أريد منك تعاطفًا..
كان أول ما سمعه منها وبكل أسف ما من


تعاطف بإمكانه جبر كسرها الذي تحارب نفسها وضعفها كي تخفيه، مد يده إليها بأبوة خالصة ووقار:
ـ تقدمي يا عزة.
تقدمت إليه بحدة وفم مطبق عن حديث قاسٍ، وقفت أمامه مباشرة وركزت عينيها في عمق عينيه وحان وقت الانفجار:



ـ مصعب امرأة في جسد ذكر.
لم يستسيغ إهانة حفيده من امرأته فقست عيناه لوهلة قبل أن يزفر بقوة ويأمرها ببطء:
ـ أريد الحكاية من بدايتها..
طاف الجنون بعينيها ولم يخمد مطلقًا، أرسلت الخذلان والكره والقسوة والمقت كلهم في نظرة:
ـ وثقت به وهو غدر.



والكلمة وقعها حارق له حق سُلب تحت سقف بيته وصارت إحدى رعاياه، كان مهيبًا في نظرته شديد البأس في سؤاله:
ـ أليس زوجك الذي تحبينه.
والثورة بداخلها كانت بالفعل متأججة لم تحتج إلى محفزات وصرخت فيه برفض قاطع :
ـ لا، لقد كان كل ذلك خدعة.
توقع أن يسمع منها ذلك ومن الواضح أنها كانت


أول من خُدع، مشطت عيناه معالم وجهها المضطربة، أطياف معاناة صامتة تطوف متتابعة، ورُغم الغدر الذي تيقن من حدوثه لها لن يقول إلا الحقيقة كاملة:
ـ كيف خدعة، ألستِ أنتِ من تركتِ بيت عمك الذي رفض زواجك منه وجئتِ معه تتزوجينه هنا؟
إعادة التفاصيل يحرقها، يعيد تصوير مسيرتها


للفخ بأقدامها ببطء قاتل، هزت رأسها بحدة قاسية ومن فرطها كزها على أسنانها سمع اصطكاكها ولاحظ احتقان وجه الفتاة التي دمدمت بحُرقة تسربت من صوتها رُغم محاولتها التماسك:
ـ كنا أصدقاء، عرض عليا مساعدتي في الحصول على إرثي ورسم خطة، وافقته مثل الغبية وجئت إلى هنا، والنتيجة أمامك، عديم


الرجولة أفقدني نصف الوعي و....
صمتت بصرخة مكتومة، حريق هائل اشتعل بداخلها، عِزتها دُهست تحت أقدامه ولن تقبل ب تجرع الذل لا طوعًا ولا كرهًا، رفعت رأسها بغل تهتف بجنون:
ـ وهرب مثل النسوة.
رفعت قبضتها المضمومة بقسوة إليه وغمغمت باشمئزاز:



ـ أنا أصلا لم أره سوى امرأة..
توالت الإهانات إلى حد لم يقبله السيد سليمان، ليس في عرفهم امرأة تهين رجلها، وشاءت أو أبت هي امرأته الآن، وبخها بحدة قاسية:
ـ ولماذا تتزوجين امرأة وتأتين معه إلى هنا..
غامت عيناها بظلام وبغطرسة ورفعت أنفها


مبررة:
ـ كان زواجًا صوريًا..
تفوهت بالهراء ذاته، تهكم بقسوة بالغة، فمن الحُمق أن تستهين بمصعب وتأتي معه إلى فخه ومن ثم تلومه وحده:
ـ لا يوجد ما يسمى بالزواج الصوري يا عزة..
رفع حاجبيه وأشار إليها بسبابته:
ـ كما أن مصعب ليس امرأة..
رمته بنظرة هازئة فاقدة لكل تهذيب ولباقة:
ـ تخلطون بين الرجولة والذكورة..
نهرها بصوت مرتفع:
ـ اصمتِ يا فتاة، لم يجرؤ أحد على التحدث معي بهذه الطريقة من قبل..
ودت أن تملأ الكون بالصراخ، ما من شيء قد يحدث ويطفئ نيرانها، لاحظها وجبروته خفت إلى حيز إخفاض جناحيه لها، يعلم بيتمها وحالتها برمتها، مست من قلبه جزء لم يمسه أحد من قبل إلا حفيداته، رآها مرة مثل زاد مغدورة بغير حيلة ومرة مثل بيسان فاقدة الثقة بأهلها، ومرة مثل صبر بلا سند راسخ تتكئ عليه ، تنهد ممسدًا أجفانه المغلقة على أحداق حزينة، فرق أجفانه وأشار إلى أريكته قائلًا بصوت خفيض:
ـ اجلسي يا عزة بجانبي..
دارت عيناها أرجاء الغرفة بتيه، لأول مرة يقتلها العجز، تكتم شعورًا بالغربة كيلا تبدو كمثيرة للشفقة، تقدمت تجلس بكبرياء، تقدم وجلس بجانبها مستهلًا حديثه بحمحمة خافتة:
ـ لديكِ حق يا ابنتي وحقك عندي أنا، ما فعله مصعب مشين ولا أرضاه لكِ أبدًا..
نظرت أمامها برأس مرتفع ووجه ممتعض، تعاني روحها الآلام بصمت ومعدتها تقتلها أيضًا، مشمئزة من نفسها ومما أوصلها إلى هنا، والرجل حاول احتواء ما تعانيه ود أن يمد يده يربت على كفها وتراجع قائلًا:
ـ ابقِ هنا في بيتك وسأقتص لكِ منه..
استدارت بحدة تغمغم بقسوة:
ـ أنا مجرد ضيفة أنتم لستم أهلي وأنا لا أريد حتى البقاء هنا..
قاطعها بحكمة:
ـ لم تعد الأمور كما السابق، أنتِ الآن زوجة ابننا ولا أريدك أن ترحلي من هنا..
سألته حين غرة :
ـ هل ستقتل حفيدك من أجلي؟
صدمه سؤالها، ارتجفت تفاحة آدم خاصته حين ازدرد لعابه بعسر، يشعر بصراعها ويتفهمه وقلبه وُخز بفعل حروفها، لم يكن يومًا كاذبًا وغمغم بالحقيقة:
ـ لا يا عزة لن أقتله، حفدتي أهم من أملك لا أتحمل على أحدهم نسيم هواء يؤذيهم..
عقبت بسخط:
ـ أنتَ ظالم..
في موقف غير هذا كان لينهرها بقسوة، لكنه مسد لحيته بهدوء ثقيل وغمم بثقل أكبر:
ـ أحيانًا أكون كذلك..
شردت بعيدًا بمرارة، لأول مرة تموت وتحيا دون طائل، ليت أنفاسها تتوقف علها تجد الراحة، كف عن الحذر ومد يده يربت على كفها المستكين بجانبها:
ـ أصبحتِ إحدى حفيداتي حين خطت أقدامك منزلي..
تكورت يدها تحت وقع ربتاته قبل أن تجذب يدها وتنتفض واقفة بحدة:
ـ لا أريد تلك الشفقة وسأذهب الليلة إلى بيت عمي..
نهض بدوره، حزنه عميق ويراها كالمذبوحة التي تنتفض أمامه بروح تنزف:
ـ قلت لك لم تعد الأمور كالسابق..
كتفت ذراعيها أمام صدرها قائلة بصلف وعناد:
ـ نار عمي أفضل جنة زايد..
الجدال لن يوصلهم لشيء، على يقين بأنها الآن ليست مؤهلة لتقبلهم كعائلة، هي بالأصل لم تنتمي يومًا إلى عائلة وأي ضغط منه عليها سيزيد الطين بلة إن فرض عليها البقاء، وعزة لا تُعامل كمُسيرة وليس بالإمكان أن تساق دون إرادة، زفر بقوة وقد أنهكه كتمان انفعلاته، أطرق قليلًا:
ـ استريحي قليلًا بغرفتك معتصم سيوصلك ويوضح حقيقة زواجك لعمك..
شعرت بالهوان فبين هروبها وعودتها شتان، كُسرت فوق كسر وتاهت من نفسها، لم تعد كما السابق وكل الذي مر كان ليلة دون ضحى..
...
غادرت وتركته وحده والنار التي كان يخمدها فقد سيطرته عليها وكان دخول رحيمة بوجه متورم من فرط البكاء بمثابة البنزين الذي زاد من اشتعاله، لم تأته رحيمة لتناقش أو تفاوض، وقفت أمامه بخذلان العالم وقهره:
ـ الخطوة التي انتظرتها منه كانت تفيض خسة وحقارة..
رفعت في وجهه هاتف عزة ليرى رسالة مصعب وتنفلج أجفانه بصدمة عارمة، رحلت هي الأخرى وتركته فوق فوهة بركان يكاد ينفجر..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:07 PM   #223

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

صعب عسير دروبه وعرة نهايتها بركان وحمم، كازانوفا في حُلة شهريار يسمع الحكاية حتى أوان الشغف، وحينها تموت كل الحكايات فالمجون لا يُمارس إلا بحذافيره حد أنه يختزل الألف ليلة في ليلة واحدة، تركها خلفه بقايا امرأة ويعلم أن مروره سيترك ندبة تدوم عمرها كله، وكما أنها لن تنساه ما حيت لن يفعل بدوره، فقد ترك مع المُحطمة روحه، ما بينهما ليس حبًا ينهك القلب بدقاته بل طوقًا يفصم الجسد عن ظله، نالها انتقامًا ورغبة، ولسبب ثالث سيحتفل به في وقته، وعن الوقت فقد اختاره، العاديون يرتكبون آثامهم في أوقات عادية ومصعب زايد يختار الوقت المناسب، كان يعلم أن شبحها لن يفارقه واستلذ بذلك، متعادلين في كل شيء، روح أمام روح وشبح مقابل شبح، اخترق جدرانها قاطبة ووصل إلى أبعد نقطة، استهدف تلك الأنثى القابعة بداخلها والتي يدرك تمام الإدراك بأنها لم ولن تمس بفعل غيره، ترك بها ندبة تذكرها بأن النسخة الذكورية الوحيدة في الكون اسمها مُصعب فتلك الراكضة خلف عِزتها لن تسمح باختراق حصونها ثانية ولن ينمحي أثر شعورها به أبدًا، كان يسير في الشوارع بلا هدف، انتهت حربه وغنيمته تسكنه، ليست ملموسة لكنها لا تفارقه، لفحه البرد ومارد النار بداخله قد تحرر، ما من سقيع بعد الليلة يهزمه، تذكر من ليلته السابقة عدة صور، كانت تحتضنه في إحداها وسيل عبراتها لا ينضب، سألته بتيه وغصة:
ـ لماذا يا مصعب..
ورُغم كل ما تعانيه كانت أناملها متشبثة به في يأس، وقتها قبّلها بقوة وبادلته قبلته بنحيب، انتشى بتحرير نسخة مختلفة منها، تلك المرأة التي تبكي وتشكو ولا تكتم أنين بكائها، وذكرى أخرى تمنت فيها أن تأتي إليها أمها، كانت تُعاني الفقد وتبوح به دون حواجز، احتضنها بقوة وبكت، وكلما شدد عناقها زاد من بعثرتها إلى حد مُرهق، في الصباح كانت غافية، كوابيسها بدأت بالفعل وكان قد استعد للرحيل، مهما بلغ الذي يكبل عنقه بها سيرحل، لابد أن تعرف إلى أي مدى قد يتطرف، عانقها مجددًا، مرة وثانية وأخريات، كل عناق بشعور، وراوده هاجس أن يبقى، كان سيتحمل كل النتائج لكن القصة التقليدية لا تناسبهما، في كل صباح ستعود عزة لسابق عهدها وحينها لن يتحمل، سيتبجح بامتلاكه لها وسيدوران في دوائر لا متناهية من التنكيل ببعضهما بعضًا، آتاه الاتصال الذي انتظره، فتح الخط فقابله جده بصياح حاد:
ـ لم أحسن تربيتك وتركتك لأمك.
زفر مصعب ونظر أمامه بصمت فيما ازداد انفعال جده:
ـ أين الرجولة التي أثبتها باغتصابها في بيتي..
تصلب فك مصعب وأشرست عيناه هاتفًا:
ـ لا أحد يغتصب زوجته..
صحح الجد بغضب عارم:
ـ غانيته تقصد..
وسبة مستحقة وصلته قبل جملة هي عين الحقيقة:
ـ عزة لم تقبل بك، لم ترك رجلًا من الأصل ولم تعترف بك زوجًا..
ازداد غضب مصعب حد أنه تمنى العودة وإعادة الكرة مجددًا، سمع جده يهتف ويهدم أفكاره:
ـ كانت مُحقة فليس رجل من يفعل ما فعلت..
وتحداه بصلف وجبروت:
ـ تزوج ألف امرأة واثبت لهن أنك تقدر على إخضاعهن بالحيلة لكن لن تصير رجلًا فالرجولة لا تمت للفراش بصلة..
انقبضت يد مصعب ولكم الحائط، كان جسده كله يهتز من فرط انفعاله، يعلم بتوابع مسبقًا كل شيء والمواجهة أصعب مما تصور، كان الجد قد صمت، صمتًا ثقيلًا كئيبًا عبر عن خذلانه وغمغم:
ـ لا تأتي إلى هنا مجددًا يامصعب لم أعد أريدك، حين أموت أيضًا لا تشارك في دفني ولا تأتي إلى عزائي..
وتلك اللحظة التي علم مصعب أنها قادمة لا محالة كانت قاتلة أكثر مما ظن، كان على يقين بأن جده سيستبدله ب عزة ، و هذا هو الثمن الذي تقبل أن يدفعه، أن يمنحها عائلته بدلًا عن عائلتها، يزرعها في عائلة حقيقية لطالما كانت تقدم له أكثر مما يريد، عزة بحاجة إليهم، أناس يقدمون لها أكثر مما تريد وتتصور، عضَّ شفته بقوة، يا الله كم هذا صعب ومؤلم، صابه التردد للحظات فغمغم:
ـ سأعود إليها لكن لا.........
قاطعه جده بحزم وغلظة دون تردد:
ـ إياكَ أن تفعل..
وزفر بحزن عميق مردفًا:
ـ أوصلتها إلى حافة الجنون ودفعتها بكل قسوة واليد التي تنحر متعمدة لا تطبب جروحًا..
قالها وقُطع الخط، تهالك السيد سليمان على مقعد، كان على مشارف وعكة صحية تطيح به حقًا، قلبه أوشك على التضخم والقادم لن يكون بأفضل من الحاضر..
وفي الناحية الأخرى كان مصعب قد أعاد هاتفه إلى جيب سرواله وواصل سيره، سيعاني بصمت انسلاخه عن موطنه، وسيتظلى بفقده لعشيرته الذين أحبهم وأحبوه بصدق لكنه مؤمن بأن لكل شيء ثمن..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:09 PM   #224

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

صعدت عزة إلى غرفتها والنيران بداخلها أوشكت على الإجهاز عليها، ارتفعت حرارة جسدها فهرولت إلى الحمام، خلايا جسدها تختل تدريجيا حد فقدان سيطرتها على نفسها، تغترب داخل جسدها دون قدرة على تفادي ذلك، وقفت تحت مرش الماء بجمود تستقبله فوق رأسها ، فتفشل في تخفيف النار عنها، ظلت هكذا لوقت لم تكترث بحسابه حتى سمعت طرقًا مستحيًا على باب الحمام، أغلقت الماء برتابة وتحركت صوب المئزر المُعلق ارتدته وأحكمت غلقه حولها ووقفت خلف الباب بصمت، وصلها صوت رحيمة الخافت:
ـ كفاكِ يا ابنتي وتعالي إلى هنا..
فتحت عزة الباب ووظلت واجمة، غُضّ قلب رحيمة لشحوبها، شعرها المجعد كان مستكينًا بفعل الماء المتساقط منه، عيناها خاويتان دون حياة، انزلقت عبرة من عين رحيمة وعايشت قهرها على زاد مجددًا، ورُغم أن عزة تبدو ظاهريا أقوى من ابنتها وما زالت تقف على قدميها إلا أنها تشعر بحطام روحها وتفتتها من الداخل، غمغمت رحيمة بخفوت:
ـ ابقِ هنا، لا ترحلي يا ابنتي، سأهتم بكِ ..
أشاحت عزة بوجهها، وجودها بينهم يضيق صدرها ولا يمنحها التنفس براحة:
ـ لن أتراجع عن قراري سأعود حيث جئت..
كادت رحيمة أن تتوسلها، لكن ما اعتزمته عزة لن يقبل مفاوضة، أطرقت رحيمة باختناق:
ـ معتصم سيوصلكِ مثلما أخبركِ عمي لكنه الآن بالخارج، غادر المنزل صباحًا وسيأتي حين يهدأ..
***



الدخان نتيجة لأجيج النار..
ما مر على القصر كان كارثة تناهت إلى مسامع كل من يقطنه، حتى مدين استاء ممافعله مصعب، ليس مثالية منه لكن لم يعجبه أن يعرضها لألسنة الجميع هكذا، كان يمر عبر رواق فسيح قاصدًا صالة الألعاب الرياضية بالأسفل، مارس رتينه بشكل طبيعي كيلا يظهره تأثره الحقيقي بما حدث، حين وصل أذنيه همسات الخادمات تلوكن سيرة الكل بلا استثناء، إحداهن قالت بتندر:
ـ شباب هذه العائلة لا يؤتمنون، مصعب هذا داهية أتى بالفتاة إلى هنا وتركها بعد ساعات من الزفاف، بالتأكيد قصد إذلالها وخطط لذلك..
تخيل دوران عينيها بتواطؤ، ردت عليها أخرى بضحكة متلاعبة:
ـ ليس كلهم منصور جيد ومعتصم مختلف عن الجميع، هل تتصورن أنه لم يقرب زوجته حتى هذه اللحظة؟
سمع شهقات الاستنكار والاستهجان قبل تدخل ثالثة بصوت رزين:
ـ لا أنصحكن بالتحدث عن أي أحد بالمنزل، السيد سليمان لن يتهاون في ذلك..
قاطعتها أخرى حادة الصوت بضحكة خافتة:
ـ لا نقول عنهم السوء، معتصم يتصرف بترفع حتى مع زوجته ويعجبني ذلك..
سمع الأخرى توبخها:
ـ ومن أنتِ ليعجبك أو لا؟
وصله صوت زمجرتها قبل صمتها، والجلسة احتفت به حين تدخلت واحدة بسؤال فضولي:
ـ أتعتقدون مَن مِن زوجاتهم ستنجب الوريث الأول..
أغضبه الضحكات المتولية قبل تعليق ساخر:
ـ أعتقد أن صبر... حامل!
شهقن بقوة قبل السؤال المهم:
ـ وكيف ذلك؟
والإجابة كانت بديهية إلى حد قتله شخصيًا:
ـ مدين يقتحم غرفتها متى أراد..
أخفضت صوتها كأنما تبوح بسر دفين:
ـ رأيته البارحة يدلف إلى غرفتها ولم يغادر إلا حين أتت أمه إليه..
ارتفع حاجبيه مع اتساع مصدوم لعينيه، الحقيقة أن حياته أضحت مشاعًا أكثر من مصعب وزوجته، أغضبه الضحكات المستمتعة التي أتبعت ما قالته الخادمة، وصاحبة الصوت الملتوي تدخلت بتعليق وقح:
ـ أحب الرجل الذي لا ينتظر الإذن لذا فمدين يروق لي وسأبدأ بإغوائه من الآن عسى أن أحتل منزلة صبر..
تهكمت العقلانية ببرود :
ـ لكن صبر لم تكن يومًا خادمة ولا أمها كانت كذلك، لقد كانت والدتها مديرة المنزل والسيدة رحيمة اتخذت صبر كابنة لها منذ البداية..
لم يتحمل أكثر من ذلك فانحرف قليلًا وسار إليهن، اتشحت الأوجه بذعر والأعين راقبته بترقب وخزي، وقف أمامهن متجهم الوجه يضع يديه في جيبي سرواله وسألهن بصلف:
ـ من التي رأتني أدلف إلى غرفة صبر البارحة؟
أطرقن جميعًا فصاح بحدة:
ـ أريد إجابة حالًا..
تركزت أعينهن على واحدة، رفعت رأسها بالتدريج لتناظره بندم، اتشحت ملامحه بقسوة بالغة قبل أن يضغط على حروفه بغلظة:
ـ احضري لي الغداء اليوم بغرفة سيدتك صبر.. زوجتي..
هزت رأسها بتسارع وغمغمت:
ـ حاضر سيدي..
رماهن جميعًا بنظرة ساخطة قبل أن يهتف:
ـ انشغلن بالعمل أفضل من الثرثرة الفارغة..
استدار راحلًا بغضب مكتوم فتنفسن الصعداء من خلفه فمهما بلغت لذة الثرثرة لن يفضلوها عن عملهم، تمتمت بإحداهن قبل أن تنصرف:
ـ لن يتغاضى في المرة القادمة فأرجوكن نفذن ما طلبه بهدوء..
***



انتهى الفصل قراءة ممتعة💙🌸


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:14 PM   #225

سارة عبده

نجم روايتي , و مصممة مساعدة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سارة عبده

? العضوٌ??? » 312076
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,552
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا سمااار ♥
ألف مليون مبروك التثبيت يا حب..
تستحقي وأكتر ♥
بالتوفيق لكِ ولأبطالك المتجمجرين :d


سارة عبده غير متواجد حالياً  
التوقيع

رواية فتاة الحي الشعبي

يتم تنزيل مساء كل اربعاء فصول روايتي " فتاة الحي الشعبي " في قسم قصص من وحي الأعضاء، شرفوني بزيارتكم....





رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:47 PM   #226

نرمين البنجي

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نرمين البنجي

? العضوٌ??? » 237328
?  التسِجيلٌ » Apr 2012
? مشَارَ?اتْي » 654
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond reputeنرمين البنجي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الف مبروك التميز
مشهد عزه و هي تطلب امها ... مهما أظهرت من قوه ...داخلها اليتميه المفتقده لكل الحنان ... مما حولها لما هي عليه...
ابدعتي ... مدين مع صبر ... هل هو يريدها حتي يقتص منها أو يحبها و ينكر ذلك خلف الانتقام ...
فصل رائع
تسلمي


نرمين البنجي غير متواجد حالياً  
التوقيع
/IMG]
رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 01:47 AM   #227

sma0
 
الصورة الرمزية sma0

? العضوٌ??? » 381314
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 454
?  نُقآطِيْ » sma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond repute
افتراضي

شكراً للكاتبة المبدعة والمميزة سمر
ظهور شخصية مدين وعلاقته بصبر كانت نقطة تحول في الرواية زادتها جمالاً للأحداث
جميل جداً الواقعية في شخصيات الرواية ( كل انسان فيه جانب خير مشرق وجانب اخر سيء )
بس صراحه انا كل الشخصيات حبيتها وتقبلتها بعيوبها ومميزاتها ماعدا بيسان 😅 لاني اكره الشجع ومعتصم ماكان يستحق منها الا كل حب وتقدير خاصه موقفها مع زاد ووضع الحبوب في العصير لها ( الله يعين معتصم يبغاله سنين ضوئية عشان ينسى مصايبها 💔😣)
من الشخصيات الجميلة ايضا ( الجد ) دائماً تجذبني الروايات اللي فيها الجد والجدة والاحترام لكبار السن و مواقفهم اللي دائما تتصف بالحكمة وحسن التصرف 👌🏻👏🏻
"""""
وشكراً جدا للكاتبة انك اخترتي تقدمي الرواية بالفصحى ( لأنها تجمع كل المتابعات للرواية من الوطن العربي كله) اللهجات جميلة بس احيان تكون عائق لإكمال الرواية للبعض .,
همسة للكاتبة سمر :
ماشاء الله تبارك الرحمن انتي مبدعة والحمدلله كسبناك كاتبة مميزة
وكل شيء في روايتك بيرفكت وتستحقين مليون وسام تميز ومليون لايك 👍🏻♥
استمري يا مبدعة ولا تحرمينا ابداً من جمال حروفك


sma0 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 08:16 PM   #228

دره بحرى

? العضوٌ??? » 473957
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » دره بحرى is on a distinguished road
افتراضي

بدايه قويه ورائعه ...شكرا

دره بحرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 10:44 PM   #229

نسيم88

? العضوٌ??? » 340384
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » نسيم88 is on a distinguished road
افتراضي

روعة بجد لا اقدر علي وصف نفسي اقراها كاملة ممتعة

نسيم88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 10:51 PM   #230

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
افتراضي

الصراحة توقعة معاقبة مصعب ل عزة ولكن ليس بهذه الطريقة تسلم ايديكي

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.