آخر 10 مشاركات
تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-20, 03:23 AM   #51

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa abudalu مشاهدة المشاركة
وااااو الفصل رووووعة حبيييييت كتييييير
والتشويق كل ما عماله بزيد بس النهاية دماااار
تسلم اديكي ياا رب 😍😍😍😍
تسلمي يادعاء مبسوطة جدا انه عجبك والله😍😍😍


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-20, 03:25 AM   #52

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
اى مصيبة بتحضريها ياسموره اعترفى

مش مرتاحة لمعتصم وتصرفاته ليه الغموض وكلماته مع مصعب المبطنة دى معناها ايه

وايه الحريق الجديد انتى منصور مزعلك فى ايه عشان تنكدى عليه كدا
بالرغم من وقاحة مصعب الا انه كان ظريف اوى وهو بيترجم الكلام بين امه وعمته على مزاجه

عزة اتمنى تلاقى الحب الحقيقى فعلا وتبعد عن عمه وزوجته اللى بيسودو حياتها
تسلم ايدك ياجميل
الله يسلمك حبيبتي😍😍 معتصم ومصعب غموضهم يخص زاد ومشكلتها
ومنصور لسة دوره جاي😂
عزة برده لسة حكاتيها ما ابتدتش🙊


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-20, 03:29 AM   #53

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


طوق من جمر الجحيم ..

فصل مثير في غموضه واسراره وكل ما امسك طرف الخيط يفلت ..😎😎😎
لكنه مشوق للقادم ..
اولا مصعب وهو في المنتصف ما بين والدته وزوجة عمه رحيمه ..كان تحفة وهو يقول لكل واحدة ما تريد ان تسمع لا ما تقصده في نيتها ..

فرح منصور وزاد تم وتفعل ولكن هناك حريق شب والله يستر من ذلك الحريق والقفة الشريرة 😈😈😈

معتصم ويدور حوله الكثير من الغموض وهناك شئ خفي خلف كلماته ومصعب ..
علاقته ببيسان غير مريحة ..

اما عزة ذهابها الى صديقة والدتها فهناك شئ ايضا من تلك الزيارة ..
لم نعرف بعد ما خلف ذلك الباب وعلاقتها بسهيل .. وقصة عمها سارق حقها ..

اتمنى ان يكون هناك اجابات في الفصول القادمة لما يحدث من غموض وخفايا ..
سلمت يمينك ..
حبيت الاحداث وغموضها المشوق ❤❤❤❤
قريبا هنمسك خيوط حلوة لا تقلقي😂
حبيبتي والله يامنال تسلمي بجد😍


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-20, 03:30 AM   #54

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
على فكره يا سمر انت بتحمرقي 😒
يعني مصعب كان بيحاول يحميها وبس يعني لو اتجوزها وانطلقت هتبقى مستريحه لأنه مجرد صديق وعارف علتها
ومنصور يا مفتريه مخلياه كبش فدا لايييه بالظمش بط

يادهوي 🤨لحسن يكون ايلي حصل قبل كده وسمعه منصور كان بالاتفاق بين الجد ومعتصم ومصعب 🤔
مش مسامحاك يا سمر وتعاليلي هناك مستنياك اعضك😡
مش هعترف لو عملتي ايه😕
وبطلي عض في كتفي 😂😂😂😂


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-20, 09:36 PM   #55

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس
***
أتدري ماهي الجريمة الكاملة؟
دعني أوجز لك
هي تلك التي تنقلب فيها الأدوار
ويتحول الضحية جانيًا..

***
رأى أخته تتأبط ذراع منصور وترتقي بصحبته درج القصر تحفهما الزغاريد العالية، سرقته قدماه للخارج يتنشق هواءً منعشًا علّه يزيح عن رأسه ثقل أفكاره تبعه مصعب ووقف بجانبه يوليان ظهرهما للقصر
مصعب الذي قال بترقب:
ـ ما رأيك أن نقضي الليلة بالخارج.
التفت إليه معتصم بتلك النظرة الحالكة وأومأ موافقًا قبل أن يرمي القصر بنظرة تمني
أودع فيها كل آماله بأن تجد أخته السعادة..
***
انقضت الاحتفالات وانعزل الحاكم في غرفته
لم تتركه ابنة أخيه رحيمة وحده ودلفت خلفه مُغلقة الباب
وجدته جالسًا على صوفة مقابلة لباب شرفة زجاجي مُطل على مساحات شاسعة خضراء انسدل عليها الليل فأضحت مخيفة..
كان يراقب أشباح الظلام بشرود
ضغطت زرًا جانبيًا فاشتعل ضوء الغرفة..
بدا هادئًا لكنها خير من يدرك صخب أفكاره
توجهت صوبه، جلست بجانبه واحترمت قدسية صمته وحزنه..
تعلم ما يجول بخاطره
لقد آن أوان تفكيره في منصور
أيَّد معتصم فيما قرره بشأن زاد من أجلها أولًا ومن أجل منصور أيضًا؛
ابنة زايد لابد أن تعيش مرفوعة الرأس مع زوجها والجهل نعمة أحيانًا..
لن يسامح نفسه على ما اقترفه في حق حفيده
لكنه يعرفه جيدًا، سيتزوجها في كل الأحوال وإن لم يتم الأمر كما رسمه معتصم كانت لتزداد بينهما الحواجز كل يوم، وتهور منصور سيدفعه نحو طعن قلبها دون أن يدري والانطباع الأول لا يزول مهما مرت السنون..
الآن يراهن على قوة قلب حفيده وطُهر روح حفيدته،
إن انتصر على نفسه وصالحت نفسها
سيصلان إلى بر الأمان سويًّا..
ربتت رحيمة على ركبته بحنو بالغ:
ـ هون على نفسك عمي.
التفت نحوها ولمرة نادرة تلتقط الوهن على صفحة وجهه:
ـ أنا بخير يا ابنة أخي.
عاد ينظر أمامه مجددًا وكرر بكآبة:
ـ بخير..
لم تقاطعه فاسترسل وكأنه يبرر لنفسه أولًا:
ـ لقد فعلت الصواب .
وزفر بتثاقل مغمغمًا بشرود:
ـ لكن رجولة حفيدي قد سُحقت اليوم..
رحيمة حزينة رُغم أنها تجيد تصنُّع العكس، تنهدت ووقتها لم تجد ما تهون به عليه، تعلم أن معتصم قد أثقل عليه باقتراحه لكنها أيضًا تريد سعادة وحيدتها
وتعلم أن القادم ليس هينًا
عادت تربت على ركبته وتشجعه:
ـ ادعُ لهما أن يكونا بخير..
قبل أن يشرع في الدعاء وصلهما طرق متعجل بتوتر على الباب، نهضت رحيمة ورعبها من القادم قد وصل مداه، فتحت الباب فهالها هلع تقاسيم وجه روضة التي التقطت أنفاسها بعسر:
ـ سيدتي زاد ياسيدتي.
أطبقت رحيمة على كتف روضة بقبضتها وهتفت بذعر :
ـ ما بها انطقي.
طأطأت الفتاة رأسها حين تقدم السيد سليمان ووقف خلف رحيمة ينظر إليها بنظرة فاحصة
همست الفتاة بخفوت:
ـ تنزف يا سيدتي.
شهقت رحيمة بهلع وأزاحتها وهرولت نحو الدرج ترتقيه بسرعة، والسيد سليمان الذي هوى قلبه تحت قدميه
استدار يلتقط هاتفه من فوق طاولة قريبة بأنامل مرتجفة وينقر أرقامًا معينة، حين فُتح الخط قال أمرًا:
ـ عطِّل معتصم بالخارج عدة ساعات.
لم يخفَ على مصعب ذبذبات الذعر في صوت جده فهمَّ برفع صوته ليأتيه صياح الجد المهيب يلجمه:
ـ اصمت ياولد!
والتقط أنفاسه قبل أن يردف:
ـ لا تأتِ إلا حين أطلبك ولو شعر معتصم بشيء سأجز عنقك بيدي.
أغلق الخط دون أن يستمع إلى رد مصعب
شرع في طلب رقم آخر ورد عليه في وقت وجيز صوت على وضع الاستعداد:
ـ أمرك سيدي.
أملى أوامره بصلابة:
ـ أريد طبيبة نسائية ومساعدة عاجلة، حالة حرجة ..
وقبل أن يغلق الخط أرسل تحذيره المبطن:
ـ أريد أهل الثقة .
وافقه الآخر فأغلق الخط وألقى الهاتف على الطاولة بحدة واستدار نحو الباب عبره بتثاقل يدعمه عكازه يدق الأرض الرخامية بعزم، ارتقى الدرج خلف رحيمة
ووصل الطابق الثالث حيث يقبع جناح منصور وزاد
وجد الباب مغلقًا فطرقه لتفتحه السيدة لبيبة بترقب وملامح متجهمة، حين وجدته هو أفسحت له المجال ليدلف وتذكرت ماحدث خلال الدقائق الفائتة
أتاها اتصال من منصور فتحته بريبة ليصلها صوت ابنها المذعور..
التقطت منه كلمات متفرقة استشفَّت منها الأمر فهرولت صوبه بفزع وفزعها الأكبر كان حين دلفت ووجدت الفراش والأرض ملوثين بدماء غزيرة وزاد متوارية داخل الحمام تبكي بنحيب متواصل، وهي خير من يُحكِم عقله في كل موقف، ليست عاطفية تبكي وتعجز عن التصرف،
في الحال كبتت انفعالها واتصلت بطبيبة نسائية تعرفها عن قرب، شرحت الوضع بإيجاز موصية إياها بالتكتم،
أغلقت الخط واستدعت خادمتها المُخلصة منى وأبلغتها أن تأتيها في الحال مع روضة وكانت تعلم أن روضة ستخبر السيد سليمان ورحيمة لكن لابأس ففي كل الأحوال سيعرفون..
بعدها تقدمت صوب الحمام تساعد زاد بنفسها
هالها انهيارها لكنها بحزم راحت تطمئنها وتؤكد أنها ستكون بخير وبذلت قصارى جهدها لتهدئة الأخرى التي لم تكن ترى أمامها أصلًا..
عادت بخواطرها إلى السيد منصور زايد الواقف أمامها بتجهم صلب ظاهري وتعلم مقدار ذعره
الجميع على دراية ب منزلة حفيدتيه لديه..
وهو كان يتفحص ما يحدث حوله وخادمتان تنظفان الغرفة باحترافية وصمت تام..
كان منصور مع رحيمة التي سبقته بالداخل مع زاد في الحمام..
لم تتأخر الطبيبة ومساعديها الذين أتوا معها في سيارة عادية حتى لا يثيروا الشكوك حيال الأمر..
تبعتها طبيبة من طرف السيدة لبيبة رفض السيد سليمان دخولها قطعيًّا مؤكدًا أنه قد تصرف فصرفتها السيدة لبيبة بلباقة
دقائق وكان الكل بالخارج إلا زاد مع طبيبة وعدة ممرضات..
مر وقت بدا كدهر
ومنصور أمام جده ووالدته وزوجة عمه وعمه أحمد الذي أرسلت له رحيمة كي يأتي..
وقف في موقف لا يُحسد عليه
كان في موضع المُذنب الموصوم بالهمجية وهو أبعد ما يكون عن ذلك..
ابتعدت المرأتان قليلًا وكان أمام جده وعمه المتصلبة ملامحهما بغضب عارم
حكَّ جبهته عدة مرات قبل أن يخرج صوته أخيرًا :
ـ جدي أقسم لك أنا لم ...
صمت يزفر مغمض عينيه دون قدرة على تكوين جملة مفيدة..
التفت صوب عمه بنظرة مترجية كي يفهم
والجد ناظره بأعين جامدة مغمغمًا:
ـ لم تتعمد أن تؤذها؟ .
أومأ منصور عدة مرات وكز على أسنانه قبل أن يقول :
ـ أبدًا..
تنهد الرجل بعجز وقال بكآبة عظيمة فلن يكون الجلاد في تلك اللحظة :
ـ ليفعل الله الخير يا بني .
زفر منصور بخزي لا يليق بمثله وقبض على كف عمه:
ـ أنا آسف عمي لم أقصد ذلك ولم..
صمت استحياءً من والدها وجدها..
فرفع عمه كفه أمامه يبتر ثقل اللحظة بوجه قلق وقال بحزم:
ـ لنبتهل حتى نطمئن عليها أولًا..
..
جلس الجميع على مقاعد متفرقة ومنصور أحاط رأسه بكفيه مستندًا بمرفقيه على ركبتيه.. قذفته أفكاره إلى قاع الجحيم بلا رحمة وهن وضعف همسها باسمه شق صدره وراح يتردد صداه حوله..
كان الجد في وادٍ آخر يجلس على الكرسي يقبض بكف على عكازه والأخرى فوقها مرتكزًا عليها بذقنه وعيناه شاخصتان في الفراغ..
بجانبه أحمد لا يقل عنه حالة..
أما عن رحيمة ولبيبة فكانتا متجاورتين بملامح تتأرجح بين القلق والذعر..
الوقت يمر واستبد بهم القلق ولا أحد يخرج كي يطمئنهم..
بعد وقت طويل جدًا حد اقتراب بزوغ الفجر خرجت الطبيبة بملامح مغلقة فنهضوا جميعًا يقابلوها بترقب، حدثت السيد سليمان الذي نهض وخلفه الجميع بعملية:
ـ لقد أنهيت عملي الآن سأترك معها ممرضة واحدة وأمر عليها في الظهيرة إن جدَّ جديد سأكون هنا في الحال.
هز الرجل المهيب رأسه برفض قاطع:
ـ بل ستظلين هنا حتى أطمئن عليها تمامًا.
أطرقت متنهدة ومن ثم رفعت رأسها إليه تؤكد :
ـ لقد استقرت حالتها الآن.
لم يعد بيدها بالفعل ما تفعله في الوقت الراهن، فعلت ما بوسعها وعامل الوقت هنا هو سيد الموقف..
ملامحه الصلبة وشت بأنه لن يتراجع
فتقدمت رحيمة المصفرة الوجه إثر صدمتها مما رأت زاد عليه والفوضى حولها،
دعمت ذراع عمها وحدثته بلين وصوت منخفض:
ـ إذا استقرت الحالة من الأفضل أن تذهب الطبيبة.

عيناها كانتا تتحدثان وتذكرانه بضرورة التعتيم، صمت خانق اكتنف الممر الفسيح قبل أن يومئ على مضض ويلتفت نحو الباب ويفتحه دون استئذان مغمغمًا:
ـ لا يأتِ أحدٌ خلفي .
أذعن له الجميع ودلف، صرف الممرضة وسحب كرسيًا جلس عليه قرب فراش زاد الغافية..
دموعها حفرت الأخاديد على وجنتيها البضتين فخلعت لبه عليها، تنام بملامح متغضنة وفي يدها مثبتة إبرة طبية موصولة بمحلول، بدت كأنها تصارع أشباحها على حافة الهاوية مد يده المرتجفة ومسد فوق جبهتها مرورًا بخصلاتها المستريحة على الوسادة، عيناه الحزينتان تلاحقان تقاسيم وجهها ولسانه يلهج بابتهالات يمليها عليه قلبه،
جلس ينظر إليها بشرود وقلبه يعذبه من أجلها هذه الصغيرة تدفع ثمن خطايا لم تقترف
منها شيئًا؛ زاد ضحية ذُبحت في الماضي دون جريرة وأعيد ذبحها اليوم بغير قصد، يُشفق على قلبها مما تتحمله وحدها، والكارثة أن ضميره لا يسعفه إدانة منصور فاليوم أيضًا قد دُعست رجولته دون أن يدري حتى..
طال الشرود حتى قطعه طرق الباب ف
رد بوهن:
ـ تفضل منصور .
وبالفعل كان منصور الذي دلف فنهض جده وغادر دون كلمة مغلقًا الباب خلفه..
تقدم منصور نحوها بتؤدة عيناه لا تفارقانها..
ودَّ لو يمحو عن ذاكرتها وقلبها ما حدث لكن ما بيده حيلة، وصلها وارتكن بركبته على الفراش، مال إليها يحيط رأسها بكفيه ويهمس بصوت مهزوز:
ـ سامحيني زاد، أنا آسف حبيبتي لم أقصد إيذائك .
انحنى يقبل جبهتها بتبجيل ويحتوي رأسها المائلة على الوسادة بكفه
بؤس ملامحها الناعمة مزق جدران قلبه

احتضن وجنتيها بكفيه ليلاحظ ارتباك أجفانها فهمس بصوت متحشرج :
ـ زاد.
فرقت أجفانها ونظرت إليه دامعة
حزينة وضائعة..
تحرك قلبه بعنف خلف ضلوعه ما إن رأى غيوم الألم في عينيها النازفة فاقترب يحتضنها برفق لتتصلب،
ابتعد سريعًا يلوح لها بذعر:
ـ لا تخافي زاد أنتِ بخير معي.
قالها وزفر ساخطًا يكز على أسنانه ويسب نفسه، هي ليست بخير معه؛ ما إن اقترب منها وحالتها أصبحت كارثية..
تتبعت زاد احتلال مشاعره لصفحة وجهه وقلبها كاد ينفجر من فرط ضغطها عليه، همست باكية وشفتيها ترتجفان:
ـ منصور!
غضبه من نفسه تخطى المدى فغمغم :
ـ اللعنة على منصور .
التفَّ حول عنقها طوق من نار حين سمعته يقولها، تنفست بصعوبة تغالب نفسها حتى لا تصرخ من شدة انفعالها فلم يسعفها صوتها إلا بكلمة واحدة:
ـ آسفة .
ظنها تعتذر لتجمدها بين أحضانه فاقترب منها بملامح تنضح بالأسف، يده تحتض كفها المستكين بجانبها وهز رأسه بحزن كبير:
ـ أنا من عليه الاعتذار، صدقيني كنت مشتاقًا إليكِ ولم أقصد ماحدث.
ابتلَّت رموشها بالعبرات وأشواك حادة سكنت حلقها، لاحظ أنها على مشارف الانهيار فربت برفق على رأسها يهدئ من روعها غامرًا إياها بموج حنانه ودفء قلبه،
اقترب من وجهها وابتسم بمرارة :
ـ حاولي النوم قليلًا ولا تفكري في شيء.
وشجعها برفق:
ـ سنجتاز الأمر سويًّا.
أغمضت عينيها هروبًا وحاولت تغييب عقلها بالنوم حتى لا تُجن..
***
قبل ذلك بعدة ساعات
عطِّل معتصم يا مصعب وإلا سأجز عنقك
غمغم بها مصعب في سخط مقلدًا نبرة جده،
ليس غرًا وتوقع الأمر..
منصور المندفع لن يقبل مفاوضة وسيفزع زاد بقربه منها
اللعنة على منصور
اللعنة على ...
كلا زاد لا تستحق اللعنة
زاد تستحق السكينة..
أعاد الهاتف إلى جيبه وترك الردهة متوجهًا صوب الصالة الفسيحة في الشقة العائمة على صفحة النهر
شقة عديدة الغرف وشديدة الفخامة يتخذها معتصم وأصدقائه مكانًا لتجمعاتهم الليلية..
بعد انقضاء حفل الزفاف ذهبوا إليها لإكمال السهرة بها..
والشقة بريئة طيلة الوقت لا يفسد أخلاقها سوى حضور مصعب
وحضوره الليلة انفراد؛ ما إن أغلق الهاتف مع جده حتى أجرى اتصالاته
توجه صوب معتصم الذي انعزل عن الجالسين في الصالة يريد إلهاء عقله عن التفكير ويحتاج لصرف أفكاره عن زاد..
كان أغلب الموجودين شخصيات مرموقة اقتصاديًا وسياسيًا وقد شهدت تلك الشقة اتفاقات وشراكات مهولة..
جلس قرب ابن عمه بهدوء نجح به في إخفاء ما يعتريه جيدًا؛ يستحق درجة قدير في اختيار الأقنعة المناسبة ففي تلك اللحظة كانت نيران القلق تقتات عليه من الداخل وبالخارج غلفته قشرة من جليد..
أشعل تبغه ينفث دخانه ببطء مراقبًا الأحاديث من حوله بلا تركيز،
نصف ساعة ودقَّ جرس الشقة
فالتفت معتصم صوبه يرفع أحد حاجبيه بتشكك ليبرر:
ـ أعلم أننا في منتصف النهر لكن هناك طرق عديدة للوصول إلى هنا .
فُتح الباب وطلت منه امرأة في منتصف العشرينيات وجهها يشع حسنًا وجسدها يفيض فتنة، انتبه الجميع لها وتعالت صيحات الإعجاب،
أشار مصعب للخادم الواقف بجانبها كي يرشدها إلى إحدى الغرف
لوحت لهم ببشاشة قبل أن تختفي عن الأنظار المشدوهة
ومعتصم الصامت زفر بغضب ووبخه بجدية وخفوت:
ـ أنتَ مُحق حياتي تحتاج إلى مومس كي تنيرها.
صحح له مصعب:
ـ راقصة!
مطَّ معتصم شفتيه قبل أن يسأله برفعة حاجب:
ـ والفرق كبير؟!
أومأ له بثقة مثلما يفعل الخبراء الأجانب:

ـ التخصص.
هز معتصم رأسه بعدم رضا فاسترسل مصعب بعدما تأكد من انخراط الجميع في أحاديث جانبية :
ـ التخصص المزدوج يشتت التركيز لكن الأحادي يعني تركيزًا أكبر وأداءً أكثر احترافية.
قهقه معتصم وارتد للخلف يستلقى بظهره
لظهر الأريكة التي يجلس عليها، لم يقاطعه مصعب والآخر كلما هدأت ضحكاته عادت تشتد ثانية..
وفي النهاية فرك عينيه بتعب واعتدل:
ـ كيف علمت ذلك.
ومصعب الذي كان يمضغ العلكة وينفث التبغ باهتمام بالغ أجابه بهدوء:
ـ تزوجت إحداهن ذات مرة.
عقد معتصم حاجبيه بدهشة تزامنت مع ريبة نبرته :
ـ مومس؟!
اتسعت ابتسامة مصعب المتسلية بمجون :
ـ راقصة.
تجاوز معتصم الصدمة سريعًا وحمحم ضاحكًا:
ـ يا ويلك لو علم جدك؟
وانفجر ضاحكًا مجددًا مما استرعى انتباه من حولهما فمال إليه وهمس بتأكيد متشفٍ:
ـ سيحرمك من ...
واستدرك بعدما حمحم:
-حسنًا سيحرمك من النساء.
شاركه مصعب الضحك :
ـ إذًا عليّ قتلك قبل أن تخبره.
رفع معتصم كفه يلوح به رافعًا راية الاستسلام:
ـ لا أرجوك بيسان تريد الإنجاب.
هنا وكان دور مصعب حتى ينفجر ضاحكًا:
ـ وتلك البريئة تعرف ما جال في خاطرك وقت أن قالت ذلك؟!
نفى الآخر بهزة رأس وابتسامة :
ـ لو علمت ما نطقها قط.
تنهد بعمق:
ـ لم تُكمل قصة زواجك من الراقصة .
انحنى مصعب قليلًا يدعس لفافة التبغ في المرمدة:
ـ أنتَ تعرفني.. رجل شرقي .
عاد معتصم للضحك العارم حتى اهتز جسده:
ـ ماذا فعلت.
أجابه بنبرة وملامح واثقة :
ـ فرضت عليها أن تلزم المنزل، ليس لدينا امرأة تعمل .
سيطر الآخر على ضحكاته أخيرًا:
ـ وطموحها يارجل.. أنتَ رجعي! .
تنهد مصعب بأسى مصطنع:
ـ لذلك لم تستمر الزيجة سوى شهر ونصف.
ارتكن للخلف متنهدًا وجدية مزيفة كست ملامحه:
ـ تركتني وذهبت كي تحقق أهدافها السامية .
اتسعت عينا معتصم بتوجس وسأله:
ـ وأنتَ؟
أمال مصعب رأسه يمينًا ويسارًا يلوح بكفه تزامنًا من انبعاث المعزوفة الشرقية وحضور الراقصة بثوبها المميز:
ـ ما زلت أعيش على ذكراها .
..
لم يهتم معتصم كثيرًا بشأن الراقصة ترك الجمع برفقة مصعب وذهب إلى إحدى الغرف تحدث إلى بيسان قليلًا وإرهاق جسده دفعه إلى الاستسلام إلى سُبات عميق بعدما بدّل ملابسه متجاهلًا ما يحدث في الخارج فالشقة مُجهزة لاستقباله في أي وقت وله غرفة نوم خاصة وملابس كذلك..
في الصباح أيقظه مصعب بطرق على باب
الغرفة وفي هاته اللحظة قد ذاب جليده بعد مكالمة جده له والتي أخبره فيها عما حدث بالتفصيل مع منصور وزاد
جزء مما أخافه قد حدث والبقية تأتي..
لعن قلة خبرة بعض الرجال التي تودي بسمعتهم إلى الحضيض هكذا..
استيقظ معتصم بألم حاد في رأسه ومصعب أثار شكوكه حين فتح الباب ووجده يقف بوجوم تلاه أمر باتر:
ـ جدك في انتظارك.
زوي معتصم ما بين حاجبيه وكل الحبكات الممكنة تتابعت في رأسه، سأله بصوت مشحون وأعين متسعة :
ـ ماذا حدث .
زفر مصعب ونظراته تجمدت بقسوة :
ـ إحدى النتائج المتوقعة!
توحشت عينا معتصم الذي خمن ماحدث:
ـ لا تقول أنه آذاها.
انفعال مرير تزامن مع انثناء ثغر مصعب:
ـ أنا ومع كامل الأسف لا أستطيع وضعه في خانة الجاني بشكل كامل.
لكمه معتصم في صدره بقوة رجته واندفع للخلف بعدما استدار، لم يكترث بوجوده وشرع في تبديل ملابسه بانفعالات مكبوتة، ومصعب سبقه وغادر الشقة العائمة التي رست على إحدى ضفاف النهر، استقل السيارة وانتظره..
في غضون دقائق كان معتصم قد احتل المقعد المجاور بفك متصلب وخيالات دموية كلها تتمحور حول إراقة دماء منصور
ثورة أنفاسه وصلت مسامع مصعب الذي قال بحذر:
ـ لقد استقرت حالتها الآن.
التفت معتصم نحوه بأعين قاسية وفم مزموم ف واجهه الآخر بصياح قاسٍ بعدما لكم المقود :
ـ أنتَ السبب معتصم، كنت سأتزوجها دون أن أمسها ما حييت.
صاح معتصم فيه بحدة أشد :
ـ سأطلقها منه لا أحد يستحقها.
اتشح وجه مصعب بسخط تقاطر من بين أحرفه:
ـ والأذى الذي طالها كيف ستعوضها عنه .
غصَّ قلب معتصم وجعًا، زاد هي وجعه الأكبر، وكل ما قرره بشأنها كان بهدف سعادتها
كان يعلم أنها ستعاني لبعض الوقت حتى تعتاد حياتها مع منصور لكن الذي حدث الليلة جعله يعيد النظر في قراراته السابقة..
لقد تسبب في كارثة كبيرة أعادت الوجع للجميع مُضاعفًا بعدما خذله منصور..
وصلا إلى القصر في عجالة وترجل معتصم بقلة صبر ما إن توقف مصعب بالسيارة..
ارتقى الدرج الحجري الضخم يلتقط أنفاسه
بأعجوبة قطع الممر الفسيح صوب الصالة الرئيسية قاصدًا الدرج فجاءه صوت جده الصارم يقطع عليه ما ينتويه:
ـ إلى هنا معتصم.
الجد على يقين بأن
المواجهة حتمية حتى وإن طالت المماطلة دهرًا فآثر التعجيل بها كي تحدث أمام عينيه ويحكم سيطرته وقت اللزوم..
تصلب مكانه واستدار صوب جده الواقف بمهابة ووجوم أمام مجلسه،
انطلق إليه بملامح منقبضة ووقف أمامه يزأر بلا صوت
واجهه جده بالعينين القاسيتين بما لا يجوز البوح به..
حمّله الذنب كاملًا ورُغم تطاير شظايا من ندم في عيني معتصم إلا أن جبروته مازال قائمًا
أولاه السيد سليمان ظهره ودلف إلى المجلس فتبعه حفيده بجسد متحفزٍ، رأي مصعب من
وقفته بعيدًا الحرب الضروس على وشك الاندلاع فآثر الاختباء خلف حصن آمن لئلا يزيد الطين بلة؛
فالموقف لا يحتمل وجوده بعدما حدث من قبل يوم سمعه منصور يطلب الزواج من زاد،
تركهما خلفه وتوجه صوب غرفته حتى يتسنى له النوم قليلًا بعد ليلة سهاد وقلق طويلة..
دلف معتصم إلى مجلس الجد فوجد منصور بالداخل بملامح غير مفسرة..
منصور الذي اطمأن على زاد وترك زوجة عمه رحيمة بجانبها، الحدث يُعاد في ذهنه مرات لا تُحصى وكل مرة بشعور مختلف..
وكل شعور منهم مصحوبًا بسخط والذنب يحاوط عنقه ويسلبه رفاهية التنفس براحة..
ما إن دلف معتصم مغلقًا الباب ووجده حتى نهض منصور يواجهه بجمود،
تركهما الجد أمام بعضهما وجلس على أريكته
يراقب تحفز أجسادهما وأجيج الجحيم المستعر حولهما غمغم بصوت راسخ رسوخ الجبال:
ـ تواجها.
والنظرة من عينيه مخيفة ترجف الأوصال سيترك خلائفه يتناوشون قليلًا ويجلس يشاهد ساحة النزال..
أشعل معتصم فتيل المواجهة الحامية حين قال من بين أسنانه:
ـ هل رجولتك منقوصة وكنت تعوضها بالعنف؟!.
ومنصور يتقبل اللوم وإلى حد الإهانة يحرق الأخضر قبل اليابس:
ـ هل تريد تفاصيل خاصة معتصم!.
لكمه معتصم في فكه ولم يردها،
أغمض عينيه وزفر بعنف مبتعدًا يحك فكه في موضع اللكمة وقال بانفعال مُهتاج:
ـ لم أكن عنيفًا إلى حدٍ يؤذي ولا تتدخل بيني وبين زوجتي.
رد معتصم بغضب مكبوت وأغضبه أن يُهمش في حياة أخته:
ـ هي أختي قبل أن تكون زوجتك ولن أقبل ببقائها على ذمة همجي مثلك بعد اليوم.
ظل الجد يراقب بصمت، يده منقبضة فوق المسبحة، تركهما يفرغان شحنتهما أولًا قبل أن يقول قولًا فصلًا بينهما بصوت مهيب يفرض الطاعة على الجميع:
ـ منصور مُحق يا معتصم دورك انتهى الآن.
التفت الاثنان صوبه وكلٌ بما يجيش في صدره
منصور ممتن لتفهم جده للوضع ومعتصم رافض رفضًا قاطعًا وعيناه متشحتان بالقسوة، فاستطرد السيد سليمان منتقيًا حروفه كمن يتسلق خيط رفيع للأعلى وفي أسوأ الأحوال عليه تحدي الجاذبية:
ـ لقد أقنعت زاد بقبول منصور من قبل لأنه الأفضل من أجلها.
رفع حاجبه يذكر معتصم بما فعله:
ـ أليس كذلك؟!
ووراء كلماته معاني عدة كلها قابلة للتأويل،
صمت قليلًا يشاهد اندلاع الثورة على وجه حفيده وعاد يضرب تسلطه في مقتل:
ـ الأمر الآن في أيدي أختك وزوجها.
حكَّ معتصم جبهته بعنف قبل أن يصيح:
ـ أية أمر؟
أول يوم لها معه وحدث كل ذلك، ماذا إن قتلها قهرًا فيما بعد.
رفع الجد أحد حاجبيه ينبهه ألا يتمادى في التدليس
فأشاح معتصم وجهه بعناد ليبتر الجد كل ممكن:
ـ كما قلت لك من قبل سأقولها ثانية ولن أكررها ثالثة.. الأمر بين زاد وزوجها.
ومنصور قد كره الوضع كله من بدايته وصولا وقوفه هكذا في محاكمة ومصير زواجه تلوكه الأفواه وكأنه طفل، كره تدخل معتصم في حياة زاد بذلك الشكل الفج ولن يسمح له بتخريب حياته وفرض سيطرته الكريهة عليه
اكتفى مما حدث استدار تاركًا
إياهما خلفه دون مقدمات ودمدم :
ـ سأنصرف
غادر وأغلق الباب فهبت رياح عاتية في أعين الجد ومن بين أسنانه وبخ معتصم:
ـ لم أعهدك ظالمًا..
اقترب معتصم منه يقبض على كفيه ووقف يشرف عليه من علو:
ـ ربما لم أسرد لك اللحظة بشكل واضح.
اختلجت حدقتا الجد وقد نجح حفيده في إصابة الهدف فمال يحرز آخر وألسنة اللهب تشع من مقلتيه:
ـ لقد عادت من الموت بأعجوبة.
تصلب فكه واصطكت أسنانه بعنف هامسًا بفحيح:
ـ كانت لحظة تهز عرش أعتى الرجال.
وهز رأسه يطلق سهمًا مسمومًا في كبد الحقيقة:
ـ الظلم هين هاهنا لأنني ولأجلها مستعد للقتل..
***
ترك جده صاحب الوجه المكفهر خلفه وتوجه نحو غرفة زاد اطمأن عليها أثناء غفوتها وذهب إلى أمه لتحكي له ما حدث كله فاحترق قلبه وغرق في لوم نفسه ، آثر الصمت حتى تستقر حالتها وعقد العزم على أن ينهي تلك المهزلة بأي ثمن..
في المساء انتقلت زاد إلى المشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية بشكل سري وعادت إلى القصر بهدوء وتعتيم شديدين..
تركها معتصم عدة أيام حتى تتحسن حالتها وقرر التحدث إليها وإنهاء الأمر ..
صعد إلى الطابق الأعلى حيث يقبع جناحها فوجد أمه تغلق الباب بملامحها الحزينة، اشتد تشبث أناملها على المقبض ما إن وقعت عيناها عليه، ما يطفو على ملامحه نذير شر، حين وقف أمامها حذرته بعينيها:
ـ دع والدك وجدك يتصرفون تلك المرة.
واجهها بجمود وإصرار:
ـ بل سأصلح أخطائي كلها.
همست بخفوت متوتر:
ـ ماذا ستفعل معتصم؟
ومعتصم في أبلغ توصيف هو الفرعون، اعتاد أن يأمر ولا يُرد:
ـ سأطلقها منه أمي .
وهز رأسه ينهي القصة بإمضائه كالعادة:
ـ سأخلصها من عذابها الذي أغرقتها فيه .
ارتخت أجفانها ببؤس جليّ:
ـ ربما فات الأوان.
رفع رأسه بشموخ وثقة :
ـ أنتِ تعرفين زاد، سترضخ لي في النهاية.
زفرت بقلب حزين و مزاجيتها تعكرت أكثر، معتصم يبيع مبادئه من أجل زاد وقد كرهت تطرفه فيما يخصها..
تأففت بصوت مسموع وغامت عيناها بشرود كئيب:
ـ أنا أرفض ما تنويه بني، أنتَ تتمادى في ظلم منصور.
قست عيناه ومال يقول بغضب:
ـ ربما في موقف آخر كنت تركت لهما الأمر يحلانه سويًا، لكن أنا من عرضتَّها للأذى يا أمي هذه المرة ودوري أن أكفه عنها .
صمت يتذكر رفض زاد المستمر ومحاولتها للهروب من مصيرها مع منصور بقبول الزواج من مصعب وتذكر أيضًا إصراره على زيجتها من منصور لكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال
طأطأت أمه رأسها وغمغمت:
ـ أنتَ مُصر على ما تريده وستفعله مهما حدث.
أومأ لها فتنهدت وتركته خلفها وذهبت إلى غرفتها تنال قسطًا من الراحة التي غابت عنها في الأيام الماضية بسبب مرافقة لابنتها..
طرق الباب بخفوت فأتاه رد زاد بعد فترة وجيزة، استقبلته في صالة استقبال عصرية مُلحقة بجناحها الملكي، لاحظ شحوب وجهها
وبدا له أنها قد فكرت جيدًا وحسمت قرارها قبل أن يأتي ولم يعجبه ما وصله من طيف العزم الساكن مقلتيها..
احتضنها برفق وربت على ظهرها فاستسلمت لأحضانه بسكينة
ابتسمت له بمرارة وبادرت :
ـ لا تقلق أخي أنا بخير.
التوى ثغره بمرارة توازي خاصتها:
ـ أنتِ كاذبة .
تنهدت بهموم ثقيلة قبل أن تشير له كي يجلس بالداخل، جلس على مقعد وثير فجلست قبالته تنتظر منه أن يُملي عليها قرارته كالعادة، لم يتنظر كثيرًا وقال:
ـ أريد التخفيف العبء عن كاهلك يازاد.
أطرق بحزن دفين وندم خالص:
ـ لقد أخطأت في حقك حين فرضت عليكِ الزواج من منصور.
سمع زفرتها الواهنة فرفع عينيه إليها بوجع قد تخطى المدى:
ـ لقد كنتِ مُحقة.
رأى عضلات وجهها تهتز وغليان مقلتيها يشتد فسارع بالتوضيح:
ـ كنتِ مُحقة بشأن رفض الزواج لكنك كنتِ تعظمين هفوة :
أسبلت أهدابها باستسلام :
ـ الخطيئة الأعظم هي خديعة منصور.
نهض يندفع صوبها ويجثو على ركبتيه قابضًا بيديه على أناملها النحيلة:
ـ اسمعيني زاد، أنا أعترف بالخطأ، لكن بإمكاننا إصلاحه الآن.
خفت صوته بلين وأنامله تضغط على يدها برفق:
ـ اطلبي منه الطلاق.
ملامحها الضعيفة ازدادت وهنًا لكن الرفض التام طلَّ من عينيها :
ـ منصور لا يستحق ما فعلته به ولا يستحق أن أفارقه بتلك الطريقة.
ازدرد لعابه من بين ثورة أنفاسه:
ـ أعلم أنه رجل جيد لكنك قد تحملتِ الماضي بكل توابعه وأشفق عليكِ مما يطالك الآن.
حاولت استدعاء دمعة تخفف وطأة حريق روحها لكنها عجزت:
ـ أنا مستعدة للتحمل، سأظل معه مهما حدث.
احتد صوته بغضب:
ـ لستُ موافقًا يازاد.
اكتفت من تحكمه بما يخصها وآن لها أن تتمرد مجددًا وتلك المرة من أجل منصور فراحت تهذي:
ـ تزوجي منصور يازاد
مصعب غير مناسب يازاد
تطلقي يازاد.
انبثق الرفض من بين حروفها وقالت بلوم صريح:
ـ أنتَ تلغي شخصيتي معتصم وقد سئمت..
أطبق شفتيه وشع التسلط من مقلتيه وصوته:
ـ كل ما فعلته كان لأجلك اعتقدت أنني بذلك أفعل الصواب.
زفرت بيأس:
ـ النتيجة أمامك، ولن أتنازل عما قررته.
وجدته قانطًا لمرة نادرة يود التمادي وتطليقها بالقوة لكنها تلجمه فيقف عاجزًا يتوسلها أن تطيعه،
نهضت تقف أمامه بوهن وروح مثقلة فوقف بدوره، ربتت على كفه بحنان جم:
ـ هون عليك معتصم أنا أعلم ما تعانيه من أجلي.
جاهدت كي تسبح مقلتاها بين أمواج السكينة:
ـ لكن حان الوقت لنتصرف دون أنانية، منصور يستحق أن نفكر فيه ولو ل مرة واحدة..
تنهد بضيق وضمها لصدره يربت على كتفها، شعر أنها تريد فرصة لترسم طريقًا لنفسها دون مساعدة، هذا جيد من أجلها وبرغم خوفه وحزنه وإشفاقه عليها مما تعانيه ترك لها فرصتها وغمغم:
ـ أنا دومًا بجانبك يا زاد، سأترك لكِ القرار تلك المرة وأبتهل كي تكوني على صواب.
***
بعد رحيل معتصم جاءتها الطبية تتابع حالتها،
أكدت تحسنها الواضح وأنها تحتاج للالتزام بالعلاج والراحة، بعد رحيل الطبيبة اغتسلت بديناميكية ووهن، نحّت عن رأسها كل تفكير ممكن، تحتاج أن تغط في سباب عميق بعد مواجهتها الثقيلة مع معصتم، أنهت حمامها وارتدت ملابسًا مريحة وهربت للنوم بين طبقات فراشها الوثير، غفت طويلًا تبيح لروحها حرية التحليق دون ثقل الذنوب وجلد الضمير ..
مضى الوقت طويلًا ومنصور يتكئ على وسادة بمرفقه ويحتضن جانب لحيته بكفه يمشط مُحياها بالنظرات..
تابع على صفحة وجهها الغافي انفعالات عدة احتار في تأويلها؛
تنفسها يضطرب ويهدأ ورموشها تتلاطم وتتصالح!
انزلق بجسده قليلًا يستلقي بجانبها ومازالت عيناه تراقبها،
كانت رفيعة المقام كسحابة عذراء
علوها شاهق مسكنها بين زرقة السماء
والمرج الأخضر في عينيه من فرط عشقه لها يتوهج
يتوق لعناق سحابته الأثيرة ويمنع نفسه بأعجوبة لئلا تتبدد..
فرقت أجفانها بعد حين ولاحظ إجفالها الطفيف، كل الفرضيات النظرية سهلة
الحديث عن التعايش وتخطي الماضي سهل
لكن تنفيذه ليس بتلك البساطة
اكتملت جريمتها بلا قصد
تشنجت بين أحضانه وصارت الكارثة دون عمد
انقلب جانيًا رغم أنه ضحية دون تخطيط
وهي في اختبار العذرية وصلت القمة
أما عن الضمير ف سجَّلها راسبة..
فهي المقدسة ب عذرية مزيفة..
انتهى الفصل
قراءة ممتعة😍💙


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-20, 12:36 AM   #56

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

مش هقول غير كلمتين 🤨
انت مصيبه يا سمر 😒
زاد شايله بلوتهم في الماضي 🤔ومعتصم عاوز ينضرب عشان غاظني 🤨ايه هتسمع كلامي ديه لعبه هيه يعني

منصور واخدينه في الروايه غسيل ومكواه😂
مستنيه اعرف اخرتها معاك يا زمر🤨


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-20, 02:44 PM   #57

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي

تسلم اديكي يا رب
الفصل روووعة حبيييييت
صح اللي فهمته وانو زاد مش عذراء


Duaa abudalu غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-20, 03:47 PM   #58

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

طوق من جمر الجحيم ..
الفصل السادس ..

تسلم ايدك سمر الفصل رااائع ابدعتي في حبكته ..
وزاد كان الله في عونها واضح انه حدث لها في الماضي اغتصاب وبمعرفة اهل القصر ما عدا منصور ..وواضح انه منصور هو الوحيد الذي لا يعلم حقيقة ما حدث لها ..
طالما الامر هكذا لما لم يوافق على ان تتزوج من مصعب الذي كان لن يقربها وزواج فقط على الورق ..
قصر المكائد والدسائس ولا يزال هناك الكثير من الاسرار والهفايا لم تظهر بعد ..

والجد الرأس المدبر لكل شئ .. فهو ارسل لحضور فريق طبي ثقة واضح انه سابقا تعامل في الامر هكذا ورفض ان تدخل الطبيبة التي استدعتها لبيبة ..خوفا من ان ينكشف الامر ..

تسلم ايدك وبانتظارك في القادم ان شاء الله ❤❤


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 02:21 AM   #59

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
مش هقول غير كلمتين 🤨
انت مصيبه يا سمر 😒
زاد شايله بلوتهم في الماضي 🤔ومعتصم عاوز ينضرب عشان غاظني 🤨ايه هتسمع كلامي ديه لعبه هيه يعني

منصور واخدينه في الروايه غسيل ومكواه😂
مستنيه اعرف اخرتها معاك يا زمر🤨
انا معملتش حاجة ومسكينة يبشة🙊


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 05:54 PM   #60

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

فصول روعه قراتهم كلهم لان بجد كنت حابه اكتشف الغموض فيهم بس لسا مازل الغموض هو سيد الموقف روايه تحفه ورائعه جدا ابدا بي زاد شكلها تعرضت لغتصاب وهي صغيره لذلك جدها واخواها اختارو منصور لذلك المهمه ولكن كيف ما كتشف عذريتها وهل هي عذراء او لا ولماذا منصور لم يكتشف اذا لم تكن ومنصور ليه يعمل كدا فيها رغم انه بيحبها وصلها لذلك الموقف وزاد عجبتني موقفها قدام اخوها والان ناتي المعتصم في سر كبير وراء زواجه من ابنة عمه هناك ايضا غموض شكلو بدو ينتقم من شيء لا نعلمه وكمان مصعب شخصيته عجباني كتير رغم مجونه الا حاسه انو هو فاكهة الروايه وهو الريس اللي فيها بيفوت القلب دغري بجد فصول عبقريه ومميزه ناطرين ع نار وشكرا ابدعتي غاليتي بكل شيء

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.