آخر 10 مشاركات
عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          [تحميل]من قريت الشعر وانتي اعذابه من كتبت الشعر وانتي مستحيلة لـ /فاطمه صالح (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-21, 11:03 PM   #771

Lool_a

? العضوٌ??? » 459620
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » Lool_a is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل دخول بانتظار الفصل🥺🥺🥺

Lool_a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 12:59 AM   #772

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

اول مرة اقرا لكي ما شاء الله عليكي قرات المقدمة فقط اسلوبك رائع لغتك قوية بداية شيقة للغاية سلمت يمناكي

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 01:09 AM   #773

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي والأربعون
***
بين المنتصرين والخاسرين أفاقون!..

***

أغضبه ردها وود تهشيم رأسها، جزئه الجنوبي تمنى لو كانت أمامه فيلقنها درسًا لن تنساه وجزئه البارد حمد الله أنها ليست هنا فيخرب كل شيء لحظة الغضب، لم يستطع منع نفسه من إرسال رسالة يعلم وقعها جيدًا عليها..
وصلتها وكانت جالسة في غرفتها مستسلمة لنوبة غثيان، فتحتها واندفع الدم يغلي في رأسها، المجرم الحقير الأفاق نسل الأفاعي لن يتركها تحيا بسلام!
بحثت عن معنى جملته التي بعثها بالألمانية السليمة كرد على سبها له ولكل من يمت له بصلة، قرأت جملته مرارًا وتكرارًا بلا صوت، لم يكن يسبها بل يصف كم كانت رائعة!
دفعت بالهاتف إلى الحائط فسقط أرضًا مهشمة شاشته كليًا، ثارت ثورتها وراحت تسرع الخطى في الغرفة كمخبولة بلا هدى، صدمتها كلها السابقة تتلخص في استسلامها المخزي له..
يذكرها!
قدرها حالك السواد يذكرها بنكبتها التي لم تنسها قط..
وعنده كان يجلس محله يناظر علامات وصول الرسالة الزرقاء ببسمة ماكرة، لقد كانت رائعة على طبيعتها بالفعل، تتسلح بجدار صلب من شراسة وهجوم مستمر والحقيقة أنها كانت تتشبث به دون قيود تعبر ببساطة عن كونها أنثى رائعة طاغية الحضور قادرة على سرقته من عالمه دون مجهود يذكر، كانت وقتها امرأته وحسب..
رفع الهاتف يستفزها أكثر يرسل رسالة يكرر فيها عرض المعيشة المشتركة وتلك المرة لم تصل الرسالة، نهشه القلق وتزايد إلى أن فقد صبره فهاتف جود التي أخبرته بأن عزة اليوم بحال غير الحال، راقدة على الأريكة تناظر السقف بشرود دون أن تتحرك، طلب منها أن تعطها الهاتف فرفضت في حزم ناصحة إياه بأن يبتعد عنها قليلًا ويكفيه ضغطًا عليها كيلا تأخذها نوبة اكتئاب تؤثر عليها وعلى جنينها، وافق على مضض وبعد ساعتين فاض كيله، لا تروق لها في حالة الإنطفاء، جمرته لا يليق بها سوى الاشتعال، هاتف جود مجددًا، وأخبرها أنه سيغضبها بمقدار ضئيل فقط..
كانت عزة قد نهضت من رقدتها وذهبت إلى المطبخ تصنع قوالب الكيك الصغيرة بذات المزاج القاتم والشرود الكئيب، دلفت إليها جود في المطبخ متخذة من رفقة درعًا تحتمي خلفه، توقفت عزة عما تفعله فوجدتها تختبئ خلف رفقة التي تقدمت للداخل ببسمتها المرتابة، لا تفهم شيئًا لكنها تبدي إعجابًا بكل ما تفعله جود وتتحالف معها دائمًا، توقفت عزة عما تفعله وكتفت ذراعيها أمام صدرها فمدت جود أطراف أصابعها بالهاتف تضعه على الرخامة وتخبرها بمكر:
ـ زوجك الرائع على الهاتف..
أشرست عينا عزة بجنون ونقلت بصرها بينها وبين الهاتف الذي تفكر في تهشيمه للتو، أشارت بكفيها الظاهرين فقط من خلف رفقة إلى أذني الفتاة تخبر عزة بضحكة مكتومة:
ـ معنا فتاة صغيرة لا نريد تلويث أذنيها بالسباب والألفاظ النابية..
زمجرت عزة بغضب فنبهتها جود بعقلانية مزيفة:
ـ الرجاء الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، لا يصح أن تكوني أمًا سليطة اللسان هكذا..
أخرجت جزء من رأسها من مخبئها تحذرها:
ـ وإن هشمتِ هاتفي سأهشم المنزل فوق رأسك..
جذبت عزة طبقًا خزفيًا وشرعت في التقدم إليها وإسالة الدماء من رأسها فسارعت جود بالإختباء خلف ظهر رفقة الضائعة بينهما، نصحتها جود ضاحكة:
ـ بإمكانك القضاء على جبهة مصعب المنتظر على الهاتف..
أخرجت نصف سبابتها تلوح به ببطء:
ـ لكن حاولي انتقاء كلمات في الصميم، تعلمي إصابة أهدافك دون أن تتركي آثارًا خلفك..
قالتها وركضت من المطبخ هاربة تاركة المسكينة رفقة في مواجهة المدفع وحدها..
رفعت رفقة كتفيها وأنزلتهما ضاحكة قبل أن تلحق بجود تاركة عزة وحدها ومصعب على الهاتف ينتظرها، استدارت تنظر للهاتف وتجمدت أحداقها عليه بنظرة شرسة، تقدمت منه وجذبته تضعه على أذنها تسأله باستهانة:
ـ ماذا تريد..
لمعت عيناه وحفرت البسمة طريقها إلى ثغره، في تردد صوتها ثورة وفي أنفاسها سخونة ونبض الحياة، باغتها ببروده:
ـ أريد إعطاء زوجتي حقها، لست بخيلًا لأتركك تعيشين بدوني..
ارتفعت حدة أنفاسها وقبل أن تسبه أردف:
ـ إذا كنت رافضة سأحترك قرارك، لقد سئمت هجرك لي أنا أريد الطلاق.. طلقيني يا عزة..
صاحت فيه بجنون:
ـ الطلقة الوحيدة التي سأعطيها لك ستكون طلقة نارية تستقر بين حاجبيك..
ضحك بانطلاق وكاد يخبرها أنه اشتاقها...
كلا لم يشتاق..
ولماذا يشتاق؟!
..
أغلقت الهاتف بعد أن فرغت شحنة غضبها منه واستقر وضعها، عاد إلى توليب الجالسة في الصالة تراقب كل شيء بفضول،
تقدم منها باسمًا بعبث، جذب مقعده وجلس قبالتها يشير إلى مدين الذي دلف إلى غرفته:
ـ ما رأيك أن أطلب منه الرحيل وتركنا وحدنا؟
ضربت الأرض بقدميها المصفدين وهتفت بحماس:
ـ ونهاتف الشيطان يأتي إلينا!
نفث تبغه الذي أشعله توًا واتسعت ابتسامته الماكرة:
ـ ولماذا الشيطان وأنا هنا..
ضحكت بخفوت وسألته بعينين مشاغبتين:
ـ ماذا ستفعل إن لم تطلقك عزة؟
حكّ جانب جبهته بطرف سبابته بتفكير ودارت عيناه قبل أن تستقر في عمق عينيها:
ـ ماذا أفعل برأيك..
شاكسته ضاحكة:
ـ اخلعها..
حاوط ذقنه بسبابته وإبهامه وتساءل بخيبة أمل مصطنعة:
ـ وأتنازل عن حقوقي كلها!
رفرفت بأهدابها عدة مرات ومالت برأسها بدلال مصطنع:
ـ لعل الله يبدلك بأخرى تقدرك وتعرف قيمتك..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 01:11 AM   #774

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


***
كان هناك أميرة تسكن قلعة من شمع، روحها تبحث عن لذة وأوردتها تدمن غليان الدم، عالمها وردي بلا عقبات، فتعمدت صنعها بنفسها إلى أن قابلت الواقع..
مر أسبوع يحاول فيه عبيدة البحث عن طريقة لتخليص توليب من بين أنيابهم وأوشكت حيله على النفاد فكل خطوة يخطوها يجد من يرصدها ويخبرونه بها هاتفيًا، وعن توليب فتبعثرت كليًا، انشطرت من داخلها إلى جزء يمقط قيودها وجزء يستسيغ ما يحدث حولها..
مقيدة طيلة الوقت إلا حين تطلب الذهاب إلى الحمام فيحل لها مدين الوثاق مانعًا مصعب من الاقتراب منها، ينتظرانها على الباب حتى تخرج متوقعين منها محاولة للتمرد، وقد حدث وتمردت، حاولت مواجهة مدين فيما ابتعد الآخر يرتكن إلى الحائط مكتفًا ذراعيه أمام صدره، يراقبهما بتسلية وصمت، أصبحت الغرفة ساحة قتال ساخنة بين فتاة رشيقة تجيد رياضة الكاراتيه تقف محلها ملتزمة بقوانين اللعبة وخصمها الذي يفوقها بنية وخفة يمارس التايكواندو، ثباتها أرضًا يمنحه التفوق، وأخلاق لعبتها لا تفيدها أمامه، ضربة منها وركلة يردهما بعنف ومن ثم يطوقها كليًا بوثبة عالية فيدير رأسها بضربات مدروسة تسقطها أرضًا، لديها جرأة المواجهة لكنه يخضعها بعد وقت قصير، يتعمد ترك آثار زرقاء على جلد وجهها وذراعيها في عادة اكتسبها من قتال الشوارع مع أصدقائه فهو أيضًا لديه حياة سرية مع أصدقاء يشاركونه نفس الشغف، القتال حتى سقوط الخصم أرضًا والخدوش مدروسة لا تتسبب في عاهة تدوم، لا كسور لا إسالة دماء، فقط ضربات قاسية وكدمات زرقاء تأخد وقتها ويضيع أثرها..
..
اهتم بها مصعب فيما كان يغيب مدين عن الصورة لبعض الوقت، ساعدها بوضع ثلج على كدماتها وسمعها تسب الآخر دون تعليق سوى ابتسامة بسيطة، سألته غاضبة من بروده:
ـ لماذا تفعل ذلك؟..
توقف عن تمرير الثلج على وجهها فأبعدت يده بحدة تهتف:
ـ لماذا لا تواجهه بنفس طريقته القاسية!..
وضع القطعة من يده في طبقها على الطاولة أمامه، واستلقى يرتكن على مرفقيه وينظر أمامه بصمت، وكزته في خاصرته:
ـ أجبني..
أدار وجهه إليها، تريد تفريغ غيظها من مدين فيه:
ـ وحين تشاجرت معي لماذا تركتني أشعر أننا متساويان في القوة..
ابتسم ببطء، فتأففت تدير وجهها عنه:
ـ تبًا لبسمتك البغيضة يا مصعب..
سألها بمكر:
ـ كيف عرفتِ أنني أستطيع التفوق عليكِ ومواجهة مدين أكثر مما فعلت؟..
مال بصرها إلى جذعه، صعودًا إلى صدره وعضده ومن ثم قبضتيه:
ـ بنيتك الجسدية جيدة، وقبضتك أقوى بكثير مما تتدعى..
رفع مرفقيه عن الأرض وسقط بكامل جسده يضحك بقوة:
ـ لماذا تركزين معي..
أمالت رأسها إليه تحاصر عينيه ببصرها:
ـ ما الذي بينك وبينه، بينكما كارثة وأنتَ المخطئ فيها..
نهض بغتة مغلق التعابير ينظر إليها من علو:
ـ لا شأن لكِ..
تراجعت قليلًا ونهضت بمكر تحاول إيجاد ثغرة لإحداث وقيعة بينهما:
ـ أنا آسفة للتدخل، لكنه يعاملك بفظاظة بينما أنتَ تعامله بأخوة..
استغلت صمته الجامد وتقدمت منه تحاول اختراق حصونه:
ـ كيف يعاملك بتلك الطريقة وتترك له المجال..
قبض على رسغها بقوة حقيقية آلمتها فيما ومضت عيناه بقسوة جعلت الرعب يسري عبر أوصالها، دفع بها إلى الحائط المقابل لهما فارتطمت جبهتها به ليقترب منها يهمس قرب أذنها بتوحش:
ـ هذا لأنه أخي، لن أسمح لأي امرأة بالتدخل بيني وبينه لذا ابتعدي عن تلك المنطقة فهي خطرة للغاية..
نفضها بعنف لتستدير لها ببطء، تمعن النظر في ملامحه بفضول أكبر من ذي قبل، تركها ورحل فيما استقرت فكرة غريبة في عقلها، ما بينهما كبير جدًا..
وجيعة..
ما بينهما امرأة
..
تجنبتهما ليوم كامل، ظلت بأصفادها في غرفتها وأغاظها أنهما فعلا الشيء نفسه، قد ضاقت ذرعًا بوحدتها وسجنها فاستغلت أول فرصة كي تنفجر، أتى إليها مدين بالطعام قرابة المغيب، فأشاحت بوجهها عنه بغضب، دلف بنفس الهيئة القاتمة التي اعتادتها منه، مصعب يبتسم في وجهها على الأقل، وضع الطعام أمامها وطفق يحل وثاق يدها كي تأكل فصاحت بقوة:
ـ لن أتناول منه شيئًا، أريد أن أعرف سبب وجودي هنا..
منحها نظرة حارقة ولم يجبها بشيء، فارتفع صوتها بحدة وبغض:
ـ أنتما مجرمان لا تعرفان شيئًا عن الأخلاق..
أغضبته الإهانة فبض على عضتها بغلظة يحذرها:
ـ انتبهى إلى ما تتفوهين به..
ناطحته بعناد وبرقت عيناها ساخطة:
ـ لن أصمت أبدًا، ليس لديكما شرف..
نهض بغتة يرفعها معه في حركة خاطفة يهذر بلا تصديق:
ـ شرف!.. هل تقولين شرف؟... أنتم عائلة لا تعرف عنه شيئًا..
رماها بقسوة على الفراش وسألها:
ـ تريدين معرفة لماذا نحتجزك هنا؟..حسنًا سأحكي لكِ..
تدخل مصعب الذي دلف لتوه يحاول تهدئته، أبعده عنها:
ـ مدين..لا تحكي لها شيئًا، أنت تعرف ليس لها ذنب..
استدار له مدين يسأله بقسوة:
ـ وما ذنب زاد فيما فعله زين.. وبيسان هل كان لها ذنب كي يحاول عبيدة توريطها..
نهضت توليب وقد غمرها الجهل فتساءلت عاقدة جبينها:
ـ من زاد وبيسان هاتين!..
جذبها مدين من خصلاتها التي تقطع منها شعيرات التفت حول أصابعه، تأوهت بألم وتجمعت عبرات في مقلتيها، ضربته في صدره بكفيها هاتفه:
ـ ماذا فعلت لك، أنتَ مجرم وأكرهك..
حررها مصعب من بين يدي ابن عمه، طوق ظهرها بذراعه وأبعدها عنه، لسبب ما قد سئم عنف مدين معها، مدين الذي حاول جذبها مجددًا فتصدى له بعدما أوقفها خلف ظهره:
ـ لن تضربها مجددًا يكفي يا مدين، توليب لم تفعل شيئًا لكل هذا، حين يأتي عبيدة سنقتله معًا لن أمانع، لكن لا تمسها..
ابتعدت توليب عن ظهره باكية، كفت عن ثباتها وانهارت كليًا، بكت بحرقة فيما احتقن وجهها الشاحب:
ـ لماذا تريدان قتل عبيدة، أخبراني أرجوكما، لم يعد لي غيره..
تبادلا نظرات بعضها غاضب وبعضها مشفق، قبل أن يمد مدين يديه ويجذبها إليه، أوقفها أمامه وبكل غل ممكن أخبرها بكل شيء، كانت تهز رأسها يقشعر بدنها تنهدم مثالية العالم من حولها، هتفت ببغض:
ـ أنت كاذب مدعٍ..
هم بدفعها فأوقفه مصعب وتلك المرة دافع بندية وقوة مماثلة، لم يكن ضعيفًا كما يحاول إيهام من حوله، زفر مدين بقوة وأخرج هاتفه من جيب سرواله واتصل بعبيدة، عبيدة الذي فتح الخط صامتًا:
ـ الخطة تبدلت يا عبيدة، احضر زين معك..
استشاط عبيدة غيظًا وسأله بخبال:
ـ ماذا تريد منه بعد ما فعلتموه به!
أخبره مدين بوجوم:
ـ نريد موته أمام عينيك، يستحق بعدما دمر حياة ابنة عمي..
علق عبيدة بكره:
ـ ابنة عمك الآن متزوجة وتجاوزت كل شيء، لكن حياته هو ما تدمرت..
سأله مدين بحروف قاسية:
ـ وماذا كنت تريدنا أن نفعل، أن ينتهك حرمتنا ونتركه بسلام، أتعلم، سأفعل بك ما فعلت به وأقطع نسلكم القذر..
صاح عبيدة بقوة:
ـ لم أصل لشيء مع القطة لن أقترب منها.. اترك توليب تعود حيث أتت..
تدخل مصعب يزرع الرعب في قلب عبيدة:
ـ حاول الاقتراب من بيسان ثانية، وقابل غضب معتصم، هو لم يعرف شيئًا إلى الآن، اسأل زين عنه يعرفه جيدًا..
أغلق مدين الهاتف مباشرة فيما هبطت عيناه إلى توليب التي سقطت تجلس أرضًا، ذاهلة مما سمعته تتمنى لو ضاع سمعها قبل ذلك، هبط إليها مصعب يجلس جوارها بصمت، تصلبت عيناها مركزة على فراغ أسود ابتلعها بغتة، لقد سالت شموع القلعة وانهدمت فوق رأسها بلفحة من نار جهنم، لم تتفوه بحرف وسالت عبراتها مدرارًا، أغرقت وجنتيها وتحشرجت أنفاسها، كادت أن تلفظ آخر أنفاسها فجلس مدين قبالتها ولأول مرة تجد منه لينًا وربما شفقة:
ـ ليس ذنبك أنهما أخواكِ..
كانت في عالم آخر، مالت تتكور في وضع الجنين تئن باكية، كانت كطفلة صغيرة فقدت كل من ينتمي لها برابطة دم، فقدت أمانها في العالم وماتت وحدها في العراء، حل مصعب وثاق أقدامها فلم يعد له أهمية بعد الآن..
حملها مدين إلى فراشها ودثرها جيدًا، لم تشعر به ولم تشعر بشيء قط، نهض مصعب يجلس جوارها فغمغم الآخر قبل أن ينصرف:
ـ اعتني بها..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 01:12 AM   #775

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


عادت دميانة إلى حياتها السابقة، صناعة ملابس الصوف وحياة روتينة هادئة، ذهبت إلى السوق لشراء بعض الأغراض، الكثير من الخضروات والفاكهة، طهو الخضر أو أكلها طازجة ينعشها، حضرت طعامها وجلست على طاولتها البسيطة تتناوله، تحبه لكن لذته خفتت تلك المرة، ربما لأن حياتها التي تعرفها سابقًا زحف إليها العطب، كانت مثالية قبلًا.. عمل.. صلاة.. صداقات لطيفة.. إضافة إلى مودة بعض الأقارب، كانت راضية عنها، تبدد رضاها تدريجيًا وباتت تراها فارغة موحشة والعمر يمر سدى، نيكولاس لا يكف عن تجديد طلب الزواج منها، وابنه جون يحاصرها ببرائته، ولا يرضيها سوى الكل، الحياة التي تكون هي عمودها الأول وليست هامش يكمل مثالية الصورة، تشعر بمسئولية تجاه ذلك الطفل، حمائية فطرية يستنفرها بها، تريد أن تضمه إلى صدرها وتنسيه رحيل أمه لكن العقبة تكمن في أبيه، لم تعد تحبه كما السابق بل أصبحت تتهمه بظلمها، لقد ظلمها حين تركها معلقة به ورحل يبحث عمن يستفيد منها، واجهت ما أشعرها بضآلة نفسها وأن هناك من ستمنح أكثر مما تستطيع منحه..
ليس لديها ما تمنحه سوى عاطفة ومشاركة في تكوين أسرة، صفحة نيكولاس لابد أن تُغلق فليس لديها ما تقدمه له.. لن تكون بديلة.. ربما تكون أنانية بعض الشيء، لكنها تريد رجلًا يحبها لنفسها وليس فقط لأنه يريد منها ما تقدمه..
انحرف فكرها إليه..
إلى السيد يوسف
يوسف فقط!
لا تستسيغ نطق اسمه هكذا دون ألقاب
الرجل له حضور يجبرها على احترامه، لم تستطع رفض عرضه مباشرة، ولماذا ترفض!
لم تكن تحلم أصلًا..
الفارق بين الرجلين كبير
أحدهما تستكثر نفسها عليها والآخر تراه أكبر من أحلامها..
كان قد مر أسبوعين على زيارتها الأولى، والسيدة آنجيل من وقتها تهاتفها كل يومين تطمئن عليها وتحكي لها عنه مطولًا، وكلما حكت زادت حيرتها، يصغرها بعامين ونصف وتلك ذريعة جيدة للرفض تواري بها خوفها من التجربة، عقلها الذي تشبع بالسكينة بات يؤرقها بأفكاره المتلاحقة، استيقظت صباحًا وقررت زيارة عزة التي لا تكف عن الإلحاح، ذهبت إلى متجر قريب لابتياع متطلبات صنع الكيك كي تحضره من أجلها، سارت بين أروقة المتجر وممراته تبحث بتركيز عن أشياء محددة، تصلبت محلها حين رأته أمامها يفصل بينها حاجز مرصوص عليه بعض العلب، همست في استغراب:
ـ سيد يوسف!
اتسعت ابتسامته وأزاح علبتين تاركًا مسافة مناسبة:
ـ يوسف فقط..
لم تستطع كبح ابتسامتها وأطرقت أرضًا، دار حول الحاجز ووصلها يمد يده طالبًا المصافحة، صافحته ونسيت يدها بين راحة يده فيما تسأله باضطراب:
ـ زيارتك مفاجئة..
ضغط على يدها برفق:
ـ أحب الصدف أكثر من المواعيد المرتبة..
تلفتت حولها وسألته مندهشة:
ـ هل رأيتني بالصدفة؟.
نفى بمكر يقبض على كفها بقوة أكبر حتى تداركت نفسها وجذبت كفها منه، أخذ يدها عنوة ضاحكًا:
ـ أنا قصدت مقابلتك لكنكِ رأيتني بالصدفة..
ملصت يدها مـتأففة وابتعدت عنه قليلًا تهمس:
ـ سيد....
قاطعها يشير إلى نفسه بحزم:
ـ يوسف.. اسمي يوسف وليس سيد..
ضحكت بخفوت ولم تعقب، أشار لمشترواتها:
ـ ما رأيك أن ندفع ثمن هذه الأغراض ونذهب إلى مقهى قريب من هنا، أريد إقناعك بالموافقة..
رافقته إلى المقهى وجلسا سويًا متقابلين، غارقة في حرجها حلقها جاف من وطأة الموقف، احتسى القهوة التي طلبها توًا مع عصير بارد لها:
ـ ما سبب تأخيرك في الرد إلى الآن..
سألته عاقدة الحاجبين:
ـ وهل تأخرت؟.. أنا آخذ وقتي في التفكير فقط..
ابتسم بود ومازحها:
ـ لكنني متعجل..
هزت رأسها باندهاش فأردف بجدية:
ـ لست أهوج ولا صغير في السن، أدركت أنكِ الزوجة المناسبة فور رؤيتك ولا أحتاج للتفكير أكثر، تغمرني راحة وسكينة حين تقع عيناي عليكِ وهذا لم يحدث لي قبلًا..
صارحته بمخاوفها:
ـ أنا أكبرك سنًا..
تلكأت أنامله على قدحه واتشح وجهه بجدية، تسلح بنضجه وسألها:
ـ وهل تشعرين بذلك الفرق حقًا، ترينني لا أصلح أن أكون زوجك!
بالمصارحة مع نفسها لا تشعر بذلك، يبدو كرجل حقيقي ولا تشعر بتفوقها عليه في شيء، تنهدت بعمق، لها مخاوفها الأكثر ضراوة، تخاف أن يراها يومًا منقوصة الأنوثة وهذه زيجة أبدية لا فكاك منها:
ـ لقد تخطيت الأربعين ولن أنجب.. ربما..
أجفلها حين مد كفه يأسر كفها المستريح على الطاولة عنوة ويبتسم بلين:
ـ أريدك فقط..
اتسعت ابتسامته وتدرجت إلى ضحكة عالية:
ـ وبالمصادفة لدي خمسة أطفال يحتاجون أمًا دافئة..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 01:15 AM   #776

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي



***
العِبرة ليست في القدرة على إيلام الحبيب، العبرة في الصمود بعد الرحيل..
النكران لن يفيده الآن، على من سيكذب مجددًا
يعشقها حد الموت
حد الاحتراق
حد سُكنى الجحيم لصدره
مالنيرانه لا تنطفئ!
ماذا يريحه إذًا
قربها يكويه وبعدها يقتله
ليت الشموس تغيب ولا تُضاء الأرض أبدًا، في الظلام كان حبيبها الذي تبتغيه ويطمئن لقربها، لو لم تطلع الشمس ثانية ما كان آلم قلبها بهذه الطريقة..
كاد يخبرها بغصة عاشق احترق بين لهيب الجمر، لا أستطيع رؤياكِ ولا أحرق قلبكِ كما أحرقتِ قلبي يا صبر، قلبي يتألم بمحاذاة العشق..
لم يأخذ وقتًا بعد رحيلها كي يرثى حاله وحبها، أخذته مشكلة عبيدة على حين غرة وشغل عقله بها وقلبه بالطبع منفصل، ابتعد عن المنزل ليلًا يشرد في الظلام وحده، النجوم مستحية مختفية خلف ستار أسود، ونسيم الصيف يشعل قلبه وكيانه اشتياقًا لها، هو رجل اللاخُطط المُرتجل في هواها لآخر رمق، دون ترتيب مسبق أخرج هاتفه وطلب رقمها، سمع الرنين دون رد، مرات عديدة أفقدته صوابه، جعلته يعود إلى السيارة ويقود إلى أقرب متجر ويبتاع خط جديد، تخيلها جالسة متربعة على فراشها تضم قبضتيها إلى وجنيها ومرفقيها إلى فخذيها تنظر للهاتف الموضوع أمامها بنظرة رائقة، دون إعصارها مشاعرها الذي لطالما طوقه، كان مخطئ فقد كانت جالسة في الشرفة وحدها تحت السماء المظلمة تفبض على الهاتف بأناملها وعيناها تسير ببطء على حروف اسمه حرف حرف..
عاد إلى نفس المكان المظلم المنعزل، نشط شريحته الجديدة وهاتفها، علمته أنه هو دون تفكير، ردت عليه بقصد:
ـ مرحبًا أنا صبر، من أنت!..
صمت قصير موحش سبق زفرته الحارة قبل أن يجيبها:
ـ إنه أنا..
صمتت بدورها تترك قلبه يعاني الوحشة وأيضًا عن قصد:
ـ أنا لا أعرفك..
زمجر بغضب:
ـ صبر!
تصنعت ميوعة الصوت:
ـ نعم، أنا هنا..
ردد اسمها بخفوت وحيرة، فاستلت سيف حاد تمرره فوق صدره عند موضع قلبه بالضبط:
ـ كم ستدفع..
تجمد محله وعربدت مردة الجحيم أمام عينيه المتسعتين، كرر اسمها بغلظة تلك المرة فلم تكترث
أيئن من الألم!
لا يهم.. فهي لم تكف عن الأنين منذ عرفته..
ـ لن أبيع ثانية بثمن بخس، العشق لا يُغني العاهرت كما تعلم..
إن كان يمتلك بعض الصبر فقد بددته للتو، هتف بقسوة:
ـ سأقتلك صدقيني..
كأنها لم تسمعه، لم تسمع شيئًا سوى كلمات أمه ترن في أذنيها ولا تكف، تخطت غضبه وسخطه وجحيمه واستمرت تحدثه بنبرتها المائعة:
ـ أنتَ جربت بنفسك وتعلم كم أستحق، حول مبلغًا مناسبًا إلى حسابي الخاص وسأنتظرك وقتما شئت..
وضعت فوق النيران حطبًا، أشعلت فوق الجحيم جحيمًا لن ينطفئ أبدًا، هتف بخشونة عاشق انتهج الجريمة هواية:
ـ سآتي إليكِ وأزهق روحك يا صبر..
تصنعت ضحكة رنتها كالموت:
ـ جيد، لا تتأخر، سأرتدي لونًا تحبه..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 01:20 AM   #777

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


***
الحكاية حكاية زاد
امرأة قُدّت من سحابة بيضاء
واحة بكر لم تطأها أدناس
تليق بها البطولة واحتلال شاشات العرض
قوتها ليست في الصلابة وحسب بل في المرونة لتخطي الصعاب..
أبلت في علاجها النفسي بلاءً حسنًا وقطعت شوطًا كبيرًا فيه، لديها قناعة أنها تستحق الحياة دون ترك الماضي كصخرة تعترض طريقها إلى الأبد، هي تستحق ومنصور أيضًا يستحق، يؤرقها إثمها في حرمانه من حقوقه، يتقرب منها بحذر لكنه ليس أفلاطونيًا في عشقه، يريدها زوجة كاملة وتقرأها في عينيه دائمًا، بات يتعمد ضمها واحتجازها بين أحضانه لعدة ثوانٍ في رحيله عنها وإيابه ولم تعد تلاقي النفور في نفسها من لمساته..
ذهبت إلى جلستها النفسية وكلها أمل، ستتحدث بأريحية وتحاول غلق الصفحات، دلفت إلى المشفى بحماس فوجدت كتاب الماضي كل مفتوح أمامها، تسمرت محلها في الممر المغلق، رأت في نفسها هشاشة ذرة غبار تتلاعب بها العواصف، بل فتاة ضعيفة مكبلة تحت تصرف شيطان، روعها وانتهكها بوحشية دون قدرة على دفعه حتى، كان أمامها كالمسخ، هزيل الجسد يساعده شخص آخر كي يتحرك، يتمسك بعضده ويقوده للأمام، كان مطرق الرأس متهدل الأكتاف يرتجف جسده برتابة وضعف، ظلت عبراتها حبيسة المُقل ومارد من نار أخذ في النمو خلف ضلوعها، كأنما نظرتها المسلطة عليه قوية قوة ماردها، فلم يتحملها وسقط زين الذي لا يراها ولا يشعر بها من الأساس، خذلته أقدامه فدعمه الواقف جواره ليقف مجددًا، ساقيه لا تتحملانه كما لا تتحمل صحيفة أعماله آثامه، كادت تركض إليه تنشب أظافرها في عنقه وتحاربه حتى الموت وتجمد جسدها دون ذلك، لم يعد حيًا كي تقتله، لقد صدق معتصم..
زين ميت الآن..
حتى وإن كان يتنفس، ليست شامتة ولا مشفقة بل تشعر بالراحة، ففي القصاص حياة وحياتها بدأت الآن، هو المجرم المريض هنا وهي ستتجاوز أكثر وتتعافى ولن تفكر في الماضي ثانية، شدت عودها وأزاحت عينيها عنه، لا يستحق منها نظرة حتى، كان وجوده نكبة ورحل بقذارته معه، شق حذائها سكون الممر، سارت جواره تدعس وجوده وتمحوه من ذاكرتها كليًا، وصلت إلى باب طبيبتها ودلفت إليها كانت الأخرى في انتظارها ولاحظت الاضطراب الطفيف الذي تحاول زاد استبداله بجمود جديد عليها، قصت عليها كل شيء وتفهمتها الطبيبة، أخبرتها زاد بعزيمة امرأة تريد البقاء على قيد الحياة:
ـ سأسمح لزوجي بالاقتراب..
نبهتها الطبيبة بجدية:
ـ لا تجازفي يا زاد، لا تزالين في مرحلة علاج والنتائج الآن ليست مضمونة..
نفت زاد عن نفسها التهور:
ـ أحتاج التخطي، ورؤيته ليست السبب، اتخذت قراري قبل أن أراه ..
تنهدت الطبيبة وعدلت من وضع عويناتها بتركيز:
ـ ليس بتلك البساطة، الحكاية تحتاج تهمهل أولًا وترتيب بعض النقاط المهمة..
ابتسمت زاد بإشراق:
ـ هيا نرتبها إذًا..
..
الحياة تبدأ حين نمتلك المفتاح..
عادت إلى منزلها وساعدت الخادمة في طهو طعام منصور المفضل واستقبلته ببسمة عاشقة على باب المنزل، أمعن في وجهها النظر في تركيز مندهش، دهشته الواضحة أزعجتها فتأففت تتهرب بعينيها:
ـ أنت فظ يا منصور..
صافحها وقبض على كفها:
ـ وماذا فعلت أنا، أول مرة تستقبليني رائقة البال هكذا، بل هي أول مرة تفتحين لي الباب أصلًا..
تراجعت للخلف عابسة ترفرف بأهدابها:
ـ لن أقابلك ثانية، حاولت أن أكون زوجة صالحة..
ضحك يحك عينيه بتعب:
ـ لماذا غضبتِ، نظرت إليكِ فقط..
تقدمت منه خطوتين ووقفت أمامه مباشرة ترفع يدها تداعب رابطة عنقه وتسبل أهدابها في خفر:
ـ أحاول التقدم أليكَ، لا تشعرني بالحرج باندهاشك هذا..
والآن هو أكثر اندهاشًا، كيف سيخفى ذلك أيضًا، مال يقبل جبينها، متخطيًا كل شيء، رفعت ذراعيها تعانقه بهدوء فضمها بقوة، يهمس لها بعشق:
ـ أحبك زادي، شكرًا لأنك تحاولين..
امتلأ قلبها بحبه، هو الرجل الأروع في نظرها لكنه يتجرأ الآن وهذا خطر، ابتعدت قليلًا تتهرب من عينيه فحررها برفق، تخطت خجلها واسترقت النظر إليه:
ـ هيا نتناول الطعام قبل أن نذهب لشراء بعض الأغراض..
سألها بامتعاض:
ـ ومن قرر ذلك؟..
تخصرت وأخبرته بترفع:
ـ أنا..
تقدم إليها يشير لساعة يده:
ـ لدي اجتماع عمل بعد ثلاث ساعات..
مطت شفتيها بلا مبالاة:
ـ أجله، أنا أهم من كل شيء..
ضحك بقوة قبل أن يضرب رأسها بسبابته:
ـ لست مندهشًا فقط، أنا منبهر..
..
طبقت نصائح الطبيبة، القرب يحتاج إلى حذر، والخطوة الخطأ تعني إجفال وربما تشنج يهدم كل شيء، تساقطت الأيام تباعًا، وتقدمها البطيء صوبه لا يتوقف، يتقبل بسعادة ويساعدها بكونه لا يخترق بقعة في أرضها لم تهديه سبيلها بنفسها، اتفقت معه أن تزوره في فراشه وأخفى صدمته من حديثها ففراشه مجاور لفراشها في غرفة واحدة، في المساء ارتدت سروالًا صيفيًا إلى الركبتين وقميصًا قطنيًا وعقصت خصلاتها في ذيل حصان طويل، كانت في هيئة المراهقة التي أحبها منذ سنوات طويلة، أحضرت مقرمشات حضرتها بنفسها وحاسوبها الخاص وأمضت عدة ساعات تريح رأسها على صدره وعيناها تتبعان مسلسل الرسوم المتحركة الخاص بالجريمة والغموض، تقبل حضورها بقلب متخم بالسعادة، تصنع الامتعاض مشيرًا للشاشة:
ـ كونان!..
أومأت له ضاحكة ومدت يدها بحفنة من المقرمشات تطعمه إياها، تناولها من يدها وهز رأسه في عدم رضا:
ـ هذه الزيارة لا تروق لي، غدًا سأزورك وأمحو أثر زيارتك..
زارها في الليلة التالية وأحضر كوبين ابتاعهما بنفسه، برر ذلك برفعة من أحد حاجبيه:
ـ أكواب قهوة لا تصوريها، لا أريد لمتابعينكِ رؤيتها، كم أصبح عددهم:
ـ تسلمتهما من بين يديه تضمهما إلى صدرها بسعادة وتجيبه:
ـ صاروا ستة وثلاثين..
أومأ باستحسان:
ـ جيدًا، اقتربتِ من المائة ألف..
رقد جوارها وجذبها لتريح رأسها على صدره كما الأمس وقضى الليلة يحكي لها عن مقدار عشقه وسعادتها به، وأنه لا يريد أي شيء سواها، طلب منها أن تستمر فيما تفعله وأنه مشتاق لحياة سوية معها..
غفت جواره تشعر بأمان يغمرها كليًا، استيقظت على أنامله تداعب وجنتيها، اعتدلت تجلس أمامه باسمة ببقايا نعاس:
ـ لا تتمادي يا منصور، لم يجرؤ أحد على إيقاظي قط، هل ستسلب مني راحتي من البداية..
ضحك بقوة يشير للأسفل:
ـ اخفضي صوتك، الخادمة هنا، ستعرف أنني لا أسيطر..
ابتسمت مسبلة أهدابها وأومأت بتواطؤ:
ـ سأخفض صوتي حتى ترحل فقط، اتفقنا؟
مسد خصلاتها برفق وابتسم:
ـ لا تخبري أحدًا..
تناولت معه الفطور بعد وقت قصير ومن ثم جذب كفها يسحبها لترتقي الدرج برفقته:
ـ هيا اختاري لي قميصًا مناسبًا..
أخفضت رأسها مبتسمة وذهبت برفقته إلى غرفة تبديل الملابس، انتقت له قميص أزرق يناسب سرواله الجينز الذي اختاره، وحذاء جيد، أعجبه اختيارها أو لم يعجبه سيثني على ذوقها، كان يبالغ في الإطراء فتندرت عليه ضاحكة:
ـ أعرف تلك الطريقة..
تقدم صوبها يحتجز عينيها في نظرة عاشقة واحتجزها نفسها بينه وبين الخزانة التي يضع كفيه عليها خلفها، أطرقت تكتم تنفسها، سألها بصوت مبحوح:
ـ ماذا تعرفين أيضًا..
لم تجيبه فمال يهدهد جبينها بقبلة بسيطة:
ـ ارفعي رأسك لي، أنتِ قصيرة وظهري يؤلمني حين أنحني وأنظر إليكِ..
رفعت رأسها بحدة ترمقه بغضب:
ـ ليست مشكلتي..
رفع حاجبيه بمكر باسمًا:
ـ أريد قُبلة..
ارتجفت شفتاها وخفق قلبها واضطربت كلها كل ذلك عادي، الغير عادي هو أن تتقدم بعد دقيقتين تقف على قدميه وتشرئب حتى تصل شفتيه وتمنحه قبلة هادئة ناعمة كبداية تباعد بتلات الورد ليتفتح الزهر، تجمد مكانه متسع العينين، مال إليها إلى مستوى العينين تمامًا، وسألها بصدمة:
ـ زاد، هل تناولتِ حبوبًا للشجاعة!
طوقت خصره بذراعيها وحطت برأسها إلى صدره متنهدة تغمض عينيها بقوة تخفى تأثرها:
ـ أحاول أن أكون زوجة مطيعة..
أبعدها قليلًا يقبض على خصرها بكفيه ويرفعها للأعلى مقتنصًا قبلته الأولى التي بادلته إياها راضية..
..
حين يعشق البشر السحب لا يفقدون الأمل، فعندها يؤمنون بالمُحال وربما يتحقق وتسقط تغمر قلوب العاشقين.
أرسلت له في الصباح صورة فراش الغرفة التي لم يسكناها قط، تلك الحجرة التي تركها إلى أن تكون زاد مستعدة لتدلف إليها معه كزوجة فعلية، وصلته الصورة مع سؤال مقتضب:
ـ ما رأيك في هذا اللون، أبدله أم يعجبك..
خفق قلبه بقوة وفهم مقصدها، أرسل الرد سريعًا بلهفة تقاطرت من بين حروفه:
ـ بل رائع يا زادي، أحبك ولا يليق بكِ أقل من العشق..
أنهى أعماله واجتمع بمساعديه يؤكل إليهم كل شيء فجأة، طلب منهم ألا يزعجه أحد وأن يلجأوا لأي من المدراء الآخرين وعدم إزعاجه، عاد إلى المنزل وكله لهفة لالتهامها، وطأت قدماه المنزل فدغدغ أنفه رائحة البخور وعبق السكن، كانت جالسة تعبث بهاتفها على أريكة الصالة، ترتدي مئزرًا ورديًا رائعًا يناسبها، خصلاتها متدلية تغطي ظهرها، نهضت حين شعرت بحضوره، شبكت كفيها ببعض وأخفضت رأسها في خجل، لا تبذل مجهود خرافي فقد أصبحت بخير الآن، فخورة بنفسها وما وصلت إليه من هدوء وسكينة، وصل إليها وحملها دون مقدمات فترنحت في الهواء قبل أن تخفي ضحكتها في عنقه، عانق السحاب حين هبط إليه متمهلًا فليس متعجلًا طالما ستظل بين ذراعيه راضية عاشقة هكذا، سيطر على شغفه وجنونه بها كيلا يخسر بعد انتصار فمنصور وبعد طول صيام قد أفطر على زاده التي كانت تستحق انتظار نضجها، اقتنص نصيبه من اسمه وصاحبه النصر أينما ذهب حتى وإن أغواه القرب والتهم..
أول ما فعله صباحًا كان مهاتفة جده، تركها غافية في غرفتهما الجديدة، هادئة كملاك أخفض جناحيه له فقط، وصله صوت الجد القلق من مهافتة الصباح تلك يسأله:
ـ هل زاد بخير يا منصور؟
ابتسم منصور بسعادة وأخبره بصوت عاشق نال من زاده بتمهل حتى شبع:
ـ أردت طمأنتك عليها فقط، وأن أخبرك أنني لن أظلمها ولن أعشق غيرها، شكرًا لأنك سمحت لي بأخذها منك وأعلم كم تحبها..
تنهد الجد براحة وقد فهم، ابتسم أخيرًا بل ضحك:
ـ هنيئًا لك زادك يا بني، أنا مطمئن عليها معك، لقد زوجتها أفضل رجالي وأطيبهم قلبًا، سأبتهل كي يرزقك الله منها الذرية الصالحة..

انتهى الفصل
قراءة ممتعة


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 02:34 AM   #778

Om noor2
 
الصورة الرمزية Om noor2

? العضوٌ??? » 445147
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 267
?  نُقآطِيْ » Om noor2 is on a distinguished road
افتراضي

واخيرا منصور وزاد علي الطريق الصحيح كلاهما يستحق ...صبر رغم جرحها تجازف وتلعب بالنار وربنا يستر مش تتحرق بها ..رغم هدوء الفصل الا اني لا استطيع اخفاء قلقي من معرفة توليب بالحقيقة معرفش ليه ..تسلم الايادي

Om noor2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 02:42 AM   #779

Lool_a

? العضوٌ??? » 459620
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » Lool_a is on a distinguished road
افتراضي

مبدعة كالعادة ❤
كثير متحمسه لمواقف عزه ومصعب


Lool_a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 02:51 AM   #780

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 512
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع تسلمي سمر

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.