آخر 10 مشاركات
كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          136 - وجه في الذاكرة - ساره كريفن (الكاتـب : pink moon - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          ♥♥ خـواطـر قلبيــه ♥♥ (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          *** شكرا لكم أيها الحمقى !!!! *** .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          178 - قيد الوفاء - سارة كريفن - روايات عبير القديمة(كامله)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          روزالــــــــــينـــــــــــــــدا ... "مكتملة" (الكاتـب : أناناسة - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-20, 10:41 PM   #71

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثامن
***
تظن أنك استثناء
حالة فريدة لن تتكرر
تترفع عن السقوط وتسخر ممن سبقوك
ربما أنتَ مُحق..
وربما هي مسألة وقت وستقع لامحالة..
في الحالتين أنتَ بين راحتي قدر وقدرك محتوم..
إما العِزة أو السقوط..
***
مأدبة طعام العشاء تجمع العائلة بأكملها، الجد على رأس الطاولة والبقية ملتفين حولها
غياب تام ل منصور وزاد اللذان يتناولان طعامهما في جناحهما الخاص..
تعمد مؤخرًا تغيير مقعده لمقعد مجاور حتى يواجهها أثناء الطعام، كلما رفعت رأسها عن طبقها وقعت عيناها في عينيه أسيرة فيغزل الغواية بعينيه حولها لتقع أكثر وأكثر..
لا يفعل شيئًا ملفتًا يثير الانتباه لكن الخجل يبتلعها وتتلفت حولها تتأكد من أنهما غير مراقبين..
بعد الطعام انفض كلٌ إلى ما يشغله
ف تهربت منه وتبعت جدها إلى مجلسه كي تحتسي معه قهوته..
وكالعادة تبرد القهوة وهي في أحضانه تثرثر وتكرر أنها تحبه ليتشبث بها قرب قلبه..
سألها مبتسمًا بوقار:
ـ ألم يأخذ مكانتي في قلبك؟
هزت رأسها نفيًا ومازحته:
ـ أنتَ حبيبي الوحيد.
رفع السيد سليمان رأسه وحاجبه إلى معتصم الذي دلف لتوه ليسمع تندر جده عليه:
ـ هل سمعت؟!
ابتسم معتصم بدوره وتقدم يجلس على مقعد مجاور لهما، لم تعتدل تلك المرة وابتسمت بنعومة، كانت تعلم بوجوده خلفها قبل قليل وتعمدت أن تمازحه..
احترم وجود جده ولم يناوشها بعينيه، اكتفى بنظرة عابرة إليها ورد عليه:
ـ لقد قبلت الزواج من أجل أن تبقى بصحبتك جدي.
مسَّد السيد سليمان خصلاتها بتتابع وقال بصدق:
ـ غيابها عني كان يضنيني.
تلك المرة لم يحرم عينيه عناقها، نظر إليها بتأمل وخاف عليها من عينيه لئلا تؤذيها،
عاد ينظر لجده المبتسم وأكد:
ـ لن تتركك مجددًا.
أمَّن جده من قلبه ورفع يده يمرر أناملها على لحيته وقال موبخًا:
ـ كيف تأخذها خارج القصر دون إذن ولي أمرها؟
ارتفع صوته ولوح بيده باتهام:
ـ بل وتعود بها في الثالثة صباحًا..
واجهه الآخر بتحدٍ لا يقل عن تحديه:
ـ زوجتي ليست قاصرًا.
اعتدلت بيسان ببطء تنظر إليهما بترقب
فلاحظت ارتفاع حاجبي جدها وزمة شفتيه غير الراضية قبل أن يفرض قراره بهيمنته المعتادة:
ـ لن يتكرر الأمر ثانية معتصم.
رد معتصم معاندًا دون تأخير:
ـ سيتكرر!
لم تنل الدهشة من الجد وظل جامدًا يسمعه بانتباه فأكمل معتصم يضغط على حروفه:
ـ لنتمم الزواج.
انتابها الخجل وأطرقت محترقة الوجنتين، نهض يقف أمام جده فرفع الآخر رأسه يطالعه بفخر خفي مستندًا إلى ظهر أريكته، أشار معتصم صوبها بكفه وقال:
ـ هل تسمح لي باختطاف زوجتي؟
ابتسمت برقة ولم ترفع رأسها، التقت حبات مسبحة الجد فأحدثت نغمًا مميزًا قبل أن يسأله بتعالٍ:
ـ هكذا ببساطة؟
نظر زوجها إليها بتقدير بالغ ابتسم وأشار نحو صدره وأقرَّ بصدق:
ـ لا ليس ببساطة، أعدك أن تكون ملكة في قلبي وحياتي ولن أظلمها ما دمت أتنفس.
رفعت عينيها تلك المرة إليه واتسعت ابتسامتها بسعادة لم تستطع إخفائها،
وسعادتها تلك لم تزن شيئًا مقابل سعادة السيد سليمان الذي أشار إليها قائلا بلين:
ـ هل أمنحه موافقة على اختطافك؟.
لم يمهلها معتصم لتقرر وجذب كفها يجبرها على النهوض فأطاعته بخجل متوجسة منه..
منحها نظرة تُقدرها حق قدرها
هي في عينيه زهرة دوّار الشمس
متألقة على مدى عصور وحضارات
في ألوانها سحر وبين أحضانها دفء وحياة
قدستها الثقافات
حورية الإغريق وإلهة الفراعنة، جسدها رقيق وهشاشته مغوية
خصلاتها كالذهب وعيناها تشتعلان بالوهج
وهو الملك
لا يجرؤ على عصيانه أحد
سحب كفها كما اعتادت ولم تعترض
ومن خلفهما شيعتهم نظرة الجد الغامضة والتوى ثغره بخبثٍ مبتهج..
كان قد وصل بها إلى غرفته ولم يمهلها لحظة إلا وكان ينتهك المسافة بينهما ويقتنص القبلات تباعًا
ها هنا لامجال للمفاوضة
هو يأمر ويُطاع
اقترب بحميمية ضربت حياءها في مقتل
فأبعدته بوهن
ـ ابتعد ..
ابتعد ينظر إلى وجهها بتفحص وابتسم،
رفع كفه يلامس بشرة عنقها بأنامله فكادت تشهق خجلة؛
هي وإن كانت راضية لم تعد تحتمل جرأته
وزاد الطين بلة حين انحدرت أنامله تحل أزرار ثوبها
لحظتها اعترضت بشهقة حقيقية ولكمة قابلها في منتصف الطريق بيده
حذرها بعينيه ألا تتمادى فسألته بارتجاف
ـ ماذا ستفعل معتصم؟
اتسعت ابتسامته العاشقة وقال بتحدٍ
ـ أنا هنا أفعل ما أريده ..
أسبلت أهدابها فترك مسافة بينهما يمعن فيها النظر:
ـ والآن أريد تحديد موعد للزفاف..
همَّت بالرفض حين رفعت رأسها إليه فبتر حروفها بحزم:
ـ لن أقبل أية أعذار أخرى، سنحدد الموعد اليوم.
تنهدت بعد زمة شفاه وابتسمت برقة:
ـ لنحدده الآن.
اتسعت عيناه ترقبًا :
ـ متى؟
همست بخفوت:
ـ بعد شهر!
***
فضلت العُزلة عن مخالطة العائلة، تعافت كليًا وعادت تلجأ إلى مسبحتها وسجادة صلاتها لازمتها هالتها المحببة إلى النفس ورائحتها الحميمية التي تهدهد قلب منصور وتزيد تعلقه بها، لم تبرح جناحها رُغم أنه شجعها مرارًا كي لا تترك نفسها لوحدتها تلك،
تم تأجيل شهر العسل بناءً على طلب الجد والأمر أراحها بشدة
كل صباح يتركها غافيةً ويذهب إلى عمله فقد فشل في استمالة قربها وانقضت الثلاثة أسابيع وتبعها أيام عديدة..
أمها تأتي تشاركها الفطور وتستغل كل فرصة ممكنة كي تخفف عنها ومعتصم يمر عليها كل يوم نصف ساعة يطمئنها أنه بجانبها وتقسم له أنها بخير..
اشتاق إليها جدها وأرسل لها خادمة تدعوها إلى مجلسه، أدت فرضها وارتدت ثوبًا فضفاضًا وحجابًا وهبطت الدرج، كل من قابلها حياها وهنأها بابتسامة بشوشة
طرقت بابه المفتوح بخفوت فنهض يقابلها بنفسه..
ضمها إلى أحضانه ومسَّد على رأسها بحنو ومن ثم جذبها من كفها إلى الداخل بصمت بعدما أغلق الباب..
ها هنا وإن حضرت إحدى حفيدتيه يتخلى عن كل جبروت وهيبة،
هاهنا يكون الجد الحنون الذي يغمر حفيدتيه بكل أمان ممكن..
رائحة البخور داعبت أنفها وأعادتها لطفولتها التي قضتها تلهو حوله، أجلسها وجلس بجانبها بابتسامة محبة،
صرخ اللوم في عينيها قبل أن تقول:
ـ إن كنت ستسأل عن حالي فأنا بخير.
مسَّد لحيته البيضاء وابتسم لها فبرزت تجاعيد وجهه:
ـ وحفيدي؟.
أشاحت بوجهها كيلا يرى انطفاء عينيها:
ـ لا أعرف.
مد كفه يقبض على يدها النحيلة فعادت تنظر إليه، ناظرها بصلابة وقال بحزم:
ـ سيكون بخير ما إن تكوني بخير..
توسعت حدقتاها المتخمتان بثقل ذنبها
باستنكار :
ـ وكيف هذا.. لن أكون بخير وأنا أخدعه.. كل يوم يراودني عقلي أن أحكي له..
نهرها بصلابة وقبض على كفها بقوة آلمتها، عيناه اتقدتا بتحذير أرجف أوصالها:
ـ إياكِ ونطقها مجددًا.
طأطأت رأسها وقد نشب حريق بصدرها، اختنقت أنفاسها فعجزت عن نطق حرف واحد،
مد يده يرفع ذقنها وقابل عينيها متنهدًا يلقنها بيت القصيد:
ـ عليكِ بالإيمان يا ابنتي..
ردت دون تأخير تؤكد سلامة نيتها:
ـ لم ينقذني من نفسي سوى الإيمان..
نفى بهزة رأس وقال بحكمة:
ـ تبقى أهم شيء..
ضيقت ما بين حاجبيها قبل أن تهز رأسها بعدم استيعاب:
ـ أي شيء!
عاجلها برد مؤكد يؤمن به رُغم شعوره نحو منصور:
ـ لم يستر الله الماضي حتى تفضحيه الآن..
ارتخت تقاسيم وجهها بوهن وأحرقتها عبرات عزيزة لم تسِل..
مد يده يريح رأسها إلى صدره فاستسلمت..
شرد أمامه صامتًا، عليه أن يثق في صحة مافعله تمام الثقة، هو ينقذ ضحية وعليه بثها الطمأنينة حتى تعيش ب سلام..
إن لم يؤمن هو بما فعلوا كيف ستؤمن هي؟
ـ لا تتركِ الماضي يفسد الحاضر والمستقبل..
اعتدلت تواجه صلابة ملامحه وتجلد نفسها بسوط حاد:
ـ ليس عدلًا أن أبني حياتي معه على خداع.
هز رأسه بنفي قاطع :
ـ وليس عدلًا أن تدفعي ثمن شيء لم تقترفيه.
رفعت كفها المرتجف إلى جبهتها بتعب واضح:
ـ كنت رعناء مندفعة..
ازدرد لعابه وضغط على حروفه بحكمة رجل لقتنه إياها السنون:
ـ لا تُجزى الرعونة بالموت حية.
ردت بصوت أبح:
ـ أنا أظلم منصور كما قال مصعب، كنت أعتقد أنني سأستطيع إسعاده لكنني كنتُ موهومة.
ـ عليكِ بالمحاولة مرات ومرات، ستسعدينه إن تصالحتِ.
تنهدت بعجز ولم ترد، بماذا ترد هي من تركتهم يخططون لها حياتها دون ممانعة كافية، عليها اليوم الاستسلام وإتقان الدور كما رسموه بالضبط..
..
عادت إلى غرفتها وقد نجح جدها في تسكين ضميرها الذي أضناها خلال الأيام الفائتة
استسلمت لغفوة طويلة واستيقظت على أنامله تداعب أناملها
فرقت أجفانها لتجده يشرف عليها من علو مبتسمًا، تصلبت أناملها ف راح يمسدها ببطء حنون حتى ارتخت قليلًا:
ـ لماذا تنامين ساعة المغيب.
ضغطت على أجفانها وحاولت تنظيم تنفسها الذي اضطرب، اعتدلت تستند على مرفقيها تتطلع إليه..
كان قد عاد لتوه من العمل بجانبه سترة حُلته وقميصه الأزرق الداكن محلول الأزرار، أعاد خصلاتها الناعمة المستريحة على كتفيها للخلف وقبَّل فكها فجاهدت كي تلين، ابتعد يبتسم لها:
ـ أنا جائع جدًا، انهضي لقد طلب الطعام إلى هنا..
نهضت وجذبت مئزرها ترتديه فمنعها بقبضة يد حازمة فوق يدها، رفعت رأسها إليه فسألها :
ـ هل تشعرين بالبرد؟ الشتاء لم يبدأ بعد.
سعلت بخفوت قبل أن تقول:
ـ أشعر بالبرد قليلًا.
اتسعت ابتسامته وناوشها :
ـ سأحتضنك.
خلعت مئزرها بأنامل مترددة ووضعته على الفراش أمام تفحص عينيه الجريء لها..
ذكَّرت نفسها كالعادة
هذا منصور
هذا منصور
اطمأنت قليلًا ونجح الأمر
بعد لحظات دقَّ الباب وذهب كي يفتحه للخادمة
وضعت الطعام على الطاولة وغادرت
وهو ذهب نحو الحمام مغمغمًا:
ـ سأعود سريعًا.
عاد بعد قليل بخصلات ندية بعد حمامه، وجدها جالسة على الفراش شاردة في اللاشيء أمامها، تلكأت عيناه على جسدها الرقيق وأخفى اشتياقه قدر ما استطاع، نعومتها راودته كي يمرر أنامله على كتفيها ويضمها لصدره،
تقدم صوبها فشعرت بوقع أقدامه، نهضت تقابله ودون تمهيد جذبها إلى أحضانه وعانقها، لم يمهلها لتجفل واعتصر جسدها في عناق مُشتاقٍ، جزء منها يحتاجه ويميل إليه فبادلته العناق بلهفة استغربتها في نفسها
شعر بها فتجرأت يده لتنحدر على طول جذعها واهتزت بقوة فقال بخشونة:
ـ سأُقبلك ولن أزيد..
نظر إلى زيغ نظراتها فأغمض عينيه واقترب يحوز منحة
ومنحة العاشقين قُبلة
وليس هادئًا قنوعًا يكفيه الفتات
هو نهمًا جائعًا يرضيه التهامًا
قبَّلها بتوق حتى أجفلت..
تصلبت فابتعد سريعًا يمسد كتفيها
عيناها تائهتان في صحراء قاحلة وأرض عجاف
ضمها لصدره يربت على ظهرها، يطمئنها يحتوي منها كل شتات..
منذ اتفاقه معها وهو يقترب ببطء حذر يحتضنها برفق تارة ويقبلها بشغف أخرى
يتعامل مع تجمد جسدها ببساطة كي يتخطى معها ذلك الوقت، وهي تحاول بكل ذرة منها تفعل،
تشاركا الطعام بين ثرثرته عن عمله وما يحب، كانت تبتسم له برقة رُغم انكماشها على نفسها
ـ لماذا لا تأكلين جيدًا منذ الزفاف.
أمعن النظر إلى عينيها مبتسمًا:
ـ تزدادين نحولًا.
لاكت طعامها ببطء وابتلعته ثم ردت له ابتسامته:
ـ النساء يحبون هذه الجملة.
سألها بغية استدراجها إلى الحديث معه أي حديث كان:
ـ وأنتِ ماذا تحبين.
لم تعد تفكر بتلك الطريقة فأجابته بخفوت:
ـ لاشيء.
شعر وكأنها لا تهتم بتلك الثرثرة ف غير الدفة سريعًا:
ـ أتعرفين يا زاد.. الحياة معكِ مريحة أشعر بسكينة تحتل قلبي حين نتحدث..
ابتسمت له بخفر فاستطرد:
ـ أود الوصول لنهاية العالم معكِ هنا نتحدث في أشياء مملة.
والمرأة مهما بلغت لطافتها هي امرأة في النهاية إن لم تجد الأخطاء واضحة تتصيدها، رفعت أحد حاجبيها وسألته بتشكك:
ـ أتقصد أنني مملة؟
أعجبته استجابتها فترك شوكته ونهض يتركها خلفه ويغمغم بتأفف مصطنع:
ـ أجل مملة.
صدمها ما قاله وطالعت ظهره بذهول لثوانٍ قبل أن تنهض وتصل إليه هاتفة بلا تصديق:
ـ أنا مملة يامنصور؟!
توقف وأخفى بسمته بأعجوبة، لوح بكفيه وهز رأسه تأكيدًا:
ـ هل أعزفها لكِ.. مملة.. مملة ..مملة!
شهقت بدهشة فأردف وكفه تتوقف بمحاذاة رأسها:
ـ وقصيرة!
رفرفت بأهدابها واستفهمت بهمس مصدوم:
ـ قصيرة؟!
تنهد وهز رأسه بقلة حيلة :
ـ ونحيلة!
انتهى عهد اللطف ووقفت على أطراف أصابعها بجسد متحفز، كزت على أسنانها ودمدمت:
ـ أعيدني إلى أبي.
فرد كفيه في الهواء ومرفقيه ملتصقان بجسده:
ـ فات الأوان زادي.
شعرت بمشاكسته لها وتفهمت أنه يحاول خلق حوار فهتفت تجاريه:
ـ لست مناسبًا لي، طولك يُقارب المترين وأنا قصيرة كما قلت.
ورفعت حاجبيها بأعين كانت شقية فيما مضى:
ـ ثم أن لا يوجد بشر عاديون طولهم مثلك!
لكزته في كتفه بمرفقها قائلة بنزق مصطنع:

ـ وأنت هو الممل يا منصور..
قبل أن يرد عليها قاطعهما صوت طرق على الباب،
رفع حاجبه ووجه سبابته صوبها بتهديد:
ـ انتظريني هنا سأعود وأنتقم.
ابتسمت برقة وأطرقت تنتظره ف عاد إليها ب صينية أعطتها له خادمة عليه كوب عصير أبلغته أنه للسيدة زاد،
اندهشت زاد من ذلك فقد احتست عصيرًا مع العشاء بالفعل، سألته بتوجس:
ـ ما اسم تلك الخادمة؟
هز كتفه بلا معنى:
ـ لا أعرف ربما هي جديدة هنا..
ألا تريدين العصير؟
هزت رأسها نفيًا فوضعه على الطاولة وعاد إليها يمازحها:
ـ ذكريني من هو الممل..
ضحكت بخفوت
ـ أنتَ..
***
تعاقب الفصول له أثره على شغاف القلب
بين كل فصل وفصل يُعاد شعور الفقد
كان يقبلها على حواف الخطر
ويقول أنه يضفي لذة للقبل..
وبالفعل كان مُحقًا
كان قلبها يدق بعنف وهي مستسلمة ل عناق شفتيه في الممر المؤدي ل غرفتها قرب الدرج ووقع الأقدام يصم أذنيها..
عادت لشرودها في الأفق من جلستها على رخام النافذة البارد،
الشتاء قد حان وذكرى القبلة الأولى معه قد حلت..
كانت في السابعة عشر في مرحلتها الثانوية، فتاة سمراء خصلاتها حريرية وعيناها بلون الغيوم،
لم ينتبه لها قبل ذلك رُغم نشأتها بينهم
عاد من جامعته الدولية في العاصمة يقضي إجازة شتوية قصيرة..
على الدرج قابلها كانت تصعد وهو يهبط
تلكأت عيناه عليها وشملها بتفحص هادئ
توقفت وتوقف:
ـ كيف حالك صبر.
انكمشت قليلًا من وقع جرأة نظرته وردت بخفوت:
ـ بخير سيدي.
هز رأسه مبتسمًا:
ـ لا تقولي سيدي نادني باسمي كالبقية.
علاقتها طيبة بالآخرين حد الصداقة أحيانًا..
اتسعت ابتسامتها :
ـ بخير مــــ....
لقاء آخر وتلك المرة مفتعل،
تمد قدمها إلى ماء البحيرة الاصطناعية بحذر
تغوص قدمه في الماء قبلها فتجفل
تتسع عيناها الواسعتان حين تلتفت نحوه فيغرق و
يهمس:
ـ عيناكِ جميلتان.
تعتبره اطراءً رُغم جدية نظراته فيخترق كل حاجز بذات الهمس:
ـ وشفتاكِ أيضًا..
زمت شفتيها خجلًا ونهضت تغادر حافية القدمين..
ومن خلفها كانت عيناه تنتقل من قدم لأخرى يتأمل نعومة باطن قدميها..
أسبوع مر وكل يوم بلقاء
ابتسامة خاصة واطراء يبدو عفويًا
مصافحة أولى عادية وثانية قبض على كفها ولم يحررها إلا حين توترت حدقتاها..
يوم خلف يوم وقلبها الغض في كل نظرة كان يهدم له حصنًا..
أليس من حقها الحب؟!
أحبته قبل أن ينقضي الشهر
وعيناها انشغلت بالبحث عنه
ذات مساء كان البرد مُشتدًا تلحفت بشال صوفي وارتقت الدرج حيث غرفتها جذبتها قبضته الصلبة إلى رواق جانبي هادئ تمامًا فسكن مقلتيها الهلع طمأنها بهمسه:
ـ اهدأي إنه أنا.
أومأت له بصمت وراحت تتلفت حولها، انثنى ثغره ببسمة بسيطة وتوسعت حدقتاه مع ارتفاع حاجبيه:
ـ نجرب شيئًا؟
سألته وعيناها متعلقتين به بوجل:
ـ ماذا!
علمتها أمها إن شعرت بالخطر تهرب، في تلك اللحظة لم تستطع تفسير ماهية الشعور فتسمرت قدماها..
تعلقت عيناه بشفتيها وسألها:
ـ هل قبّلكِ أحدٌ من قبل؟
هزت رأسها تنفي بسرعة.
فاتسعت ابتسامته حتى طلت نواجزه:
ـ جيد، ستكون القُبلة الأولى لكلينا.
وقبل رفض أو هروب امتلك الشفتين وحاز القبلة..
حين استعادت الذكرى عاد معها الشعور مجددًا
لم تكن تدري بسريان عبراتها ولا اختضاض جسدها،
احتضنت نفسها وارتكن ظهرها لحافة النافذة
النافذة التي ما انفكت عن انتظاره عندها
انحدرت أناملها من شفتيها إلى عنقها حتى جيدها
فإن كانت قبلات الشتاء مبتدئة يحبوان فيها سويًّا
كانت قبلات الصيف أكثر شوقًا وحرارة..
***
تعاقب الفصول لا يعنيها في شيء
ليست حالمة تتمنى الحب على مشارف الشتاء
ولا وردية انتظرته مع نسائم الصيف
ما انتظرت ورود الربيع حتى في الخريف تتساقط
فكل فصولها سيان
قذف لها عمها مظروفًا به نقود التوريد كما أرادت..
قذفها في وجهها متعمدًا عدم إيداعها في حساب بنكي
قذفها بكل سخط ممكن وكل رفض متاح..
أخذته بأعين متشفية تناظر الجميع حولها مؤكدة بكبرياء ألا بديل عن العِزة..
يومها ارتقت الدرج ورأسها في السماء مستقيمًا عنقها
نشوتها اكتملت كما خططت، انتظرت كي ينشغل كل منهم في أحواله وهبطت الدرج مجددًا متوجهة نحو غرفة سُهيل ، طرقت بابه بنفاد صبر ففتحه ووجدها فأظلمت تعابير وجهه وهم بغلق الباب في وجهها لكنها منعته بكف حازمة، دلف وتركها فدلفت خلفه بخطوات حادة
رفع أعينه إليها بتحفز:
ـ ماذا بعد!
قذفت على المكتب أمامها ظرف به ربع المبلغ الذي أخذته من عمها، التفت صوبها يكز على أسنانه سخطًا فقالت بمكر:
ـ نصيبك!
أشاح بوجهه عنها غاضبًا:
ـ لا أريد شيئًا.. كنت أساعدك ورد مساعدتي كان دنيئًا.
ردت بغطرسة :
ـ ساعدتني هكذا بلا ثمن؟ لا تصدق نفسك سُهيل كان بيننا اتفاقًا وها أنا أوفي به.
ناظرها بخيبة أمل كان يظنها أقل قسوة من ذلك:
ـ لم نتفق على الوشاية.
ابتسمت بسماجة مفتعلة:
ـ أنتَ من أردت الأموال حتى تسدد ديونك لصديقك وطلبتها مني وأنتَ تعلم أني سأغتنم الفرصة كي أسترد جزءً من حقوقي.
مسَّد ما بين حاجبيه بتعب كتم أنفاسه الغاضبة كيلا يطردها من غرفته ثم زفر بقوة :
ـ كنت أساعدك وفي نفس الوقت اعتبرتها مساعدة مشروطة لكن ما فعلتِه مُشين.
اجتاح عينيها السوداء ظلامًا فوق ظلام
وقالت :
ـ وماذا عما يحدث لي هنا، سأقتنص كل فرصة حتى أحرق قلبه، أمك لا تعنيني لكن أبيك هو عمي .
اتشحت عيناها بقسوة زادت وفاضت لتكفي قبيلة:
ـ عمي اللص.
قالتها وتركته خلفها مُطرقًا حزينًا عليها وعلى نفسه وعلى إخوته، هو أول من صدق عزة، يعرف أباه جشعًا وقاسيًا بالإضافة إلى بُخله ورغم ما فعلته عزة به والذي تسبب في طرده من المنزل ليلة أن وشت به ولولا توسل أمه لأبيه كي يعيده ل كان ينام على الرصيف لكنه خير من يعلم أن عزة مُحقة وما تفعله يشفى نذر يسير من غليلها..
..
صعدت إلى الشقة العلوية بروح مثقلة، تعلم أنها ظلمت سُهيل وورطته معها لكنه مثل رفقة نبت صالح مزروع في أرض خبيثة إن لم يصيبهما العطب اليوم ف في الغد سيفعل..
دلفت إلى غرفتها
وأمام مرآتها سحبت مقعدًا وجلست، فضَّت المظروف وأخرجت منه باقي النقود ترتبها أمامها..
اتكأت بمرفقيها على طاولة الزينة واحتضنت براحتيها وجنتيها وراحت تفكر، ماذا ستفعل بتلك النقود؟
هي لم تعتد الإنفاق فوق الحاجة؛
لديها عملها يكفي احتياجها الشهري وليست مهووسة بالتسوق
والنقود التي أمامها بالطبع لا تكفي لإنشاء مصنع مقرمشات الذرة التي تحلم بامتلاكه..
نهضت بزفرة يأس تخفيهم بين طيات ملابسها في الخزانة
وأغلقت بابها بانتصار، لم تسمح لليأس بأن يبدد فرحتها وقتها..
مرت الأسابيع بعد ذلك وأتاها الشتاء دون مقدمات،
استيقظت ذات يوم على صوت زخات طفيفة ترتطم بحافة النافذة الخشبية،
نهضت تفتح الشباك فلفح وجهها هواء بارد تبعه رذاذ المطر الذي بلله مشطت بعينيها الأفق البعيد فانتابها شعور غريب بأن
القادم في حياتها مختلف
راودها هاجس أن حياتها من الممكن أن تنقلب رأسًا على عقب في وهلة كحال الطقس تمامًا
..
مرت أيام عديدة وصديقتها المقربة حددت موعد زفافها
وهي لا تحب العريس المنتظر!
تراه ظلمها وتستنكر أن يتقبل أحدهم الظلم بقلب غض كما فعلت ليلى،
الحب ليس مبررًا للتعايش مع ذلك الوغد..
..
يوم حفل حناء ليلى استيقظت قرابة الخامسة مساءً والبرد كان شديدًا،
أخذت حمامها الدافئ وانطلقت بسيارتها إلى منزل ليلى
قابلت صديقتها أمل على الباب تحمل طفلتها كندة ، احتضنتها أمل بحنوها المعتاد:
ـ كيف حالك عزة.
ابتسمت لها بهدوء:
ـ بخير أمل، سأتولى الدعاء حتى لا يأتي الوغد ويخرب لنا السهرة.
لكزتها أمل في كتفها بقوة:
ـ لن تتغيري أبدًا.
ارتقتا الدرج سويًا ولم يغب نزق عزة المعتاد:
ـ ليلى ستتزوجه قبل أن تقول لنا ما الذي يعجبها به!
رفعت أمل رأسها تنظر لسقف الدرج ضاحكة:
ـ تنمرك على حذيفة سيوقعك في حفرة مشتعلة الأطراف.
رفعت عزة رأسها بخيلاء:
ـ لا يقع في الحُفر إلا البُلهاء!
هزت أمل رأسها تسرد بعقلانية :
ـ الكل مُعرض للسقوط لكن لكل طريقة تناسبه.
لم يعجب الأخرى حكمة أمل التي وجدتها مبالغ فيها،
فالحذر يكفي للحماية من أية خطر..
دقتا الباب فُفتح سريعًا
اكتنفهما دفء المنزل وحضور عائلة ليلى من النسوة،
اقتربت منهما السيدة ليلى والدة العروس واحتضنتهما كما العادة:
ـ العُقبة لكِ ياعزة.
ابتسمت لها تكز على أسنانها كي تخفي انفعالها:
ـ شكرًا لكِ خالتي ليلى.
احتضان تلك المرأة في كل مرة يستدعي غصة إلى قلب عزة،
عزة التي لا تُحبذ أن يعانقها أحدٌ لكن دفء أنامل السيدة ليلى يوقظ بداخلها غبطة نحو صديقتها، من أجل كل شيء..
وجودها أولًا ثم معاملتها اللطيفة لكل من يخص ابنتها وتهتم لأمره..
تم التعارف بالجميع ودلفن إلى غرفة العروس التي وشت عيناها بفرحتها البالغة،
ارتدين ملابس تليق بحفل الحناء
وهي وسط تلك الأجواء شعرت بالوحشة
هي لن تتزوج
لن تُحب
لن تجد من يُعامل صديقاتها برفق كالسيدة ليلى..
إن حدث وأقامت حفل حنَّاء ذات يوم سينتهي بكارثة أو فضحية؛
زوجة عمها ستقتل كل فرحة ممكنة قبل أن تصل إلى قلبها،
أخرجها من شرودها جملة إحدى قريبات
ليلى :
ـ لنُعلمها الرقص حتى ترقص ل زوجها .
وجدت نفسها دون وعي تنطق أغبي الجمل الممكنة:
ـ علموها.. لكن بالتأكيد لن تكون أول من يرقص له..
عضت لسانها فور نطق الجملة، وجدت الجميع يحدق بها باستنكار
أغرقها الندم وواصلت الضغط على لسانها حتى شعرت بمذاق قطرة من دمها، لم تسمع ماقيل بعد ذلك، أغضبها من نفسها أن ترى دموع في عيني ليلى بسببها وتبريرها بأن زوجها قد سبق له الزواج، وما تلا ذلك من تعليقات عقلانية من قريبتها
تقدمت صوبها بندم جلي:
ـ آسفة ليلى لم أقصد جرحك بتلك الطريقة لكن أنا متأكدة من حبه لكِ.
وناوشتها باسمة:
ـ لكنه لا يستحقك أنتِ كثيرة عليه.
هزت العروس رأسها نفيًا وأكدت بيقين:
ـ أنتِ تتوهمين ذلك.
***
يحب الشتاء
يعشق شعور الدفء بعد الصقيع
لا يمل من تأمل الجليد يتهاوى تحت وطأة النار..
وصله موعد زفاف صديقه
صديقه الذي لم يدعوه!
يريد دفن الماضي وبدء حياة جديدة بتلك البساطة!
وبالصدفة زفاف معتصم قد تحدد موعده أيضًا والفارق أسبوعًا
الجميع يتزوج
منصور سبقهما وهذان تبعاه
ربما هو موسم التزاوج!
وهو لا يأبه
هو يتزوج كل موسم..
مؤخرًا نصف وقته أضحى يقضيه في الطائرات
بين ذهاب وعودة
لم يعد يستطع التفريق
أيهما الذهاب وأيهما العودة
عاد إلى وطن أبيه
وطنه كما قالت رحيمة وجده سليمان وقد أعجبه أن يعود إليه..
أبلغهما عبر الهاتف أن عاد قبل موعده، سيحضر زفاف صديقه ويعود إلى القصر..
قضى الصباح بعد وصوله يتجول في شوارع العاصمة الباردة على قدميه بشكل عشوائي
يلتقط الصور للفتيات بمشاكسة حد هروبه ركضًا حين وجد نفسه سيتعرض ل مشكلة، أعجبته تلك الحياة العادية التي لم يختبرها من قبل وقرر أن يعود ويكرر تلك النزهة في عطلاته..
عاد إلى الفندق يأخذ قسطًا من الراحة قبل حلول المساء، تناول طعامه في مطعم الفندق المزمع إقامة عرس حذيفة فيه وهو نفس الفندق الذي اختاره كي يقضي به فترة مكوثه بالعاصمة..
وبعد الطعام ذهب إلى جناحه المحجوز واستسلم لغفوة طويلة..
***
صبيحة الزفاف استيقظت عزة مرهقة قليلًا، لم تتناول الإفطار وقضت معظم اليوم في فراشها دون حراك، حدثتها أمل عبر الهاتف وحثتها على أن تنهض وتتحضر لحفل المساء..
نهضت بتثاقل وتناولت بضع لقيمات من طعام كانت رفقة قد حضرته لها
رفقة الجالسة أمامها تدرس بصمت والتي رفعت عينيها عن كتابها حين سألتها عزة :
ـ تأتين معي حفل الزفاف؟
تحمست رفقة وسارعت بالاستقامة مُتهللة الأسارير:
ـ هل أنتِ جادة؟
هزت الأخرى رأسه بالإيجاب:
ـ أجل.
تركت الصغيرة الكتب من يدها على طاولة قريبة واندفعت نحو غرفتها، غابت عدة دقائق وعادت تحمل ثوبًا أنيقًا وأسندته إلى جسدها وسألتها:
ـ هل يبدو مناسبًا؟
أومأت عزة مبتسمة :
ـ مناسبًا جدًا.
مؤخرًا باتت تعاملها بلطف؛ بعد المواجهة مع عمها انتابتها الشفقة على رفقة وما شعرت به وقتها لاسيما وأنها لم تتركها وظلت بجانبها في مؤازرة صامتة..
تحضرتا في المساء وارتدت عزة ثوبًا كانت قد ابتاعته خصيصًا من أجل الزفاف، أثنت عليه رفقة التي ارتدت كامل ملابسها وتزينت بشكل أبرز رقتها:
ـ الثوب رائع عزة لكن....
ونظرت إلى جسد عزة بحرج فهي تحتاج إلى بعض اللمسات التي بإمكانها أن تزيدها أنوثة.
زفرت وغادرت غرفة عزة تاركة إياها أمام المرآة تتفحص الثوب عاقدة الحاجبين باحثة عن سبب ال لكن خاصة رفقة،
عادت إليها رفقة سريعًا تحمل في يدها قطعة داخلية مُبطنة وظيفتها إضفاء بروزًا للمفاتن ليظهر الجسد بشكل أكثر أنوثة، تطلعت إليها رفقة بتردد وخوف من رد فعلها فانفرج فم عزة بشهقة استنكار:
ـ هل تقصدين أن أرتدي هذا.
أومأت إيجابًا بترقب فصاحت فيها عزة بأعين مشدوهة:
ـ هل أنتِ مخبولة؟!
تلعثمت الصغيرة، أخفتها خلف ظهرها في عجالة وهزت رأسها نفيًا، انفعال عزة جعلها تتراجع بجُبن وتعود أدراجها تضع القطعة في خزانتها لتعود إليها مجددًا..
وجدتها متحفزة الجسد تحدجها باستهانة فابتسمت رفقة بخجل:
ـ لا بأس لن تهربي من لمساتي السحرية.
قطبت عزة واستفهمت:
ـ أي لمسات؟!
تقدمت رفقة صوب طاولة الزينة والتقطت قلم كُحل أسود اللون وبعض العُلب الصغيرة ، التفتت صوب عزة باسمة فارتدت الأخرى برفض ورمقتها بازدراء:
ـ ماذا!
قهقهت رفقة وقبضت على رسغها:
ـ لا تقلقي سنبرز لون عينيكِ فقط.
قبل أن ترفض عزة استحلفتها الأخرى بترجي:
ـ أرجوكِ لا ترفضي ربما يعجبك الأمر .
زفرت عزة بنزق ووافقت على مضض:
ـ هذه المرة فقط.
تهللت أسارير الصغيرة وقفزت بسعادة قلما تجتاحها وشرعت في تزيين وجه عزة التي جلست على مقعد قريب
انتهت بابتسامة راضية وأشارت نحو المرأة:
ـ تفقدي النتيجة.
نهضت عزة بهدوء ونظرت إلى نفسها، حول عينيها ظلال سوداء كثيفة منحتهما غموضًا وجعلها تبدو أكثر شراسة وقوة..
ابتسمت ل رفقة ومن ثم نظرت إلى شفتيها فوجدتها لامعها ولم يعجبها الأمر فطفقت تزيل طلاء الشفاه بأسنانها بحدة لتتقدم رفقة منها وتنهرها غاضبة:
ـ ماذا تفعلين عزة كان يليق بكِ.
حدجتها عزة بلا مبالاة وغمغمت:
ـ لست ذاهبة لاصطياد عريسًا.
***
كأعداء طبيعيين تناحرهم أرض الغابة حيث الفريسة الواحدة أما في البساتين تمتد بينهما أواصر الصداقة حيث خضار العشب والفرائس العديدة وحينها الكل ملزم باحترام العهد الذي لا خيانة فيه ..
قطع لحظة حذيفة وليلى صوت أجش ولغة عربية بلكنة غربية يبدو أن صاحبها بارعًا في الثبات:
ـ أنتِ هي ليلى التي جُنَّ قيس من أجلها ؟
الالتفات كان فرضًا والدهشة بعده واجبة،
نهض حذيفة المصدوم ولغة جسده تفضح تأهبه لنزال والآخر لم يهتز له جفنٌ وأكمل بعين تميل نحو صديقه بتهكم واضح:
ـ لكن الجنة ليست مكان الشيطان!
قهقه حذيفة ساخراً وقاطعه:
ـ لهذا ستطول إقامتك في جهنم .
شدَّ الضيف قامته المديدة فظهر طول جسده المائل قليلًا إلى النحافة قائلًا بخيلاء ملك:
ـ إن كنت سأتوج فيه الملك وحدي
فأنا موافق .
ناوش مصعب صديقه بعينيه التي انتقلت إلى الجالسة تغرق في الجهل ولا تفهم شيئًا
ـ ألن تعرفنا ؟
زفر حذيفة بعدم رضا ولأنه يعرف أن هذا هو العهد الذي لا خيانة فيه (من تخص الصديق لن تُمس ولو بنظرة واحدة)
تقدم منها خطوة:
ـ ليلى .. هذا مصعب.
وصمت لا ينوي تكملة إعمالا بمبدأ ماحدث في روما لابد أن يبقى هناك..
رُغم أن ماحدث قد حدث في برلين!
لكن المتنمر الوافد أكمل عنه وهو يقلب بصره بينهما:
ـ مصعب صديقه .
أومأت هي بلا مبالاة فلكزه حذيفة في خاصرته مُحدثًا ليلى:
ـ سأتحدث معه قليلًا.
لم تعيرهما اهتمامًا فانسحبا إلى منطقة منعزلة نسبيًا عن الضجيج ، توقف حذيفة بحدة ونهره مغتاظًا:
ـ لماذا أتيت الآن ؟
ضحك مصعب بحلاوة مشاكسًا إياه بطريقة لم يستطع فيها إخفاء لكنته الغربية
ـ جئت من أجلك حبي !
عض الغاضب شفتيه غيظًا واتشحت عيناه بالغضب:
ـ ورأيتني .. أرجوك انصرف إلى بيتك ؟
رفع المتطفل حاجبيه في نية لاستجلاب غضب صديقه:
ـ لقد جئتك خصيصًا .. هل من المعقول أن أسافر من أجلك تلك المسافة وتطردني
هكذا ؟
ابتسم بمكر وعيناه تناوش ليذكره بما تركه خلفه وكأنه لم يحدث:
ـ وهل يعتزل أحد دون مباراة اعتزال عار عليك يارجل ..
قاطعه حذيفة بسخافة:
ـ لقد تركت لك الملعب بأكمله وأتيت إلى
هنا .
هز مصعب رأسه يمينًا و يساراً بعدم رضا:
ـ لا حذيفة مباراة أخيرة وأتركك بعدها لحالك
زفر حذيفة قبل أن ترتخي قسمات وجهه ويبتسم بثعلبية أشعلت حماس الآخر ومن ثم دارت عيناه في المكان قبل أن تستقر فوق نقطة معينة تمثل له شوكة الورد فأمال برأسه نحو صديقه ملفتًا نظر الآخر إليها:
ـ انظر هناك.
لم ينتظر مصعب ثانية إلا وكانت عيناه مثبتة عليها في تفحص فج،
كانت أمامه نصف أنثى أو حتى لا ترتقي كما يراها هو، جسد ذو معالم أنثوية فقيرة نوعًا ما تتحرك بحدة وتتحدث بلا مبالاة والنظرة في عينيها جافة لا تحتوي على أي حنان
قطع تفحصه همس حذيفة الماكر:
ـ ماذا !
لم يرفع مصعب عينيه عنها وغمغم:
ـ خبيثة جداً يارجل، انظر للنظرة في عينيها !
رد له الصديق بضاعته:
ـ جناحاك أرجوك.
ابتسم مصعب بظفر متسائلًا:
ـ هل ستلعب ضدي ؟
نفى حذيفة بجدية
ـ لقد قلت أني اعتزلت، سأشاهد فقط.
ضحك مصعب يومئ برأسه متحمسًا:
ـ موافق .. ماهي الجائزة؟
زم حذيفة شفتيه في تفكير دام ثلاث ثوانٍ قبل أن يرد:
ـ هاتف ذكي ما رأيك ؟
اعترض الضيف يلوي شفتيه بعدم رضا:
ـ الهاتف الذكي عليك وعليّ أنا سماعة هاتف هي في نظري لا تستحق أكثر!
..
وقف على بعد خطوات منها يراقب خلجاتها بتمعن، عن قرب لديها لمعة خاصة تجتاح أعينها لوهلة ومن ثم تخفت، انطلقت بخطوات عادية نحو باب الخروج من القاعة فتبعها بخطواته المتراخية كأكثر الزواحف هدوءً وبطئًا
لم يجدها في الخارج فانتظرها بضع دقائق، لم تتأخر وأتت تُسرع في مشيتها غير منتبهة لوجوده
حمحم ثم لوح لها بكفه
ـ آنسة عزة!
ونطقها باستبدال حرف العين بألف
استغربت اللكنة وجرأته قبلها
وتوقفت تنظر له، رفعت أحد حاجبيها متوجسة، وردت بتهذيب:
ـ نعم!
ترجمت حيرتها بسؤال:
ـ كيف عرفت اسمي؟
لم يبتسم واقترب بثقة احتل مجال عينيها وأجبر انتباهها ليتقد:
ـ لا أحد يسأل مصعب زايد كيف عرفت.
زمت شفتيها وحاجباها ارتفعا باندهاش واستفسرت بجدية تهز رأسها:
ـ كيف أخدمك سيد مصعب زايد؟
عندها ابتسم ومد يده طالبًا المصافحة:
ـ أريد التعرف إليكِ آنستي
أصابها الغباء فتعلقت عيناها بكفه الممدودة ثم رمقته من أعلى رأسه لأخمص قدميه بعدم رضا ؛ لو قالوا لها قبل عشر دقائق أنها ستقف أمام شاب طويل القامة يبدو عليه الثراء الفاحش والدلال الزائد، حنطي بملامح شديدة الوسامة وخصلات شعر حالكة كثة أعلى رأسه وعلى الجوانب خصلاته قصيرة جداً
بل ويطلب التعرف إليها محدثا إياها بلغةٍ عربية ولكنةٍ غربيَّة لوصمتهم حتمًا بالجنون
سألته ببلاهة:
ـ لماذا لا تتحدث العربية بطلاقة؟
ابتسم بحلاوة وأعاد يديه بجانبه ثانية، أعجبه أن تفتح مجالًا للحديث بنفسها فرد بتعبير مُحايد:
ـ والدتي ألمانية الجنسية.
مال إليها قليلًا يحذرها بعينيه:
ـ لكن والدي جنوبيّ فلا تستخفي!
ضحكت باستهزاء وجالت عيناها عليه باستخفاف:
ـ هل تمزح .هل عدمت البلد شبابها ولم يبقى سوى صاحب ابن الألمانية صاحب الخصلات الناعمة !
أنهت كلماتها ترمقه باستهانة،
وإن انتظرت منه انفعالا فهي أدركت سريعًا أنها كانت واهمة..
تقدم إليها بلا تعبير صريح في عينيه التي سقطت فيها السماء الزرقاء بين أحضان خُضرة المروج..
أمال عليها قليلًا وحافظ على مسافة مناسبة
ـ أنا أهتم بخصلاتي لأنها ناعمة لكن لماذا تخفين خصلاتك خلف حجابك .. أ لأنها مجعدة ومشعثة؟
أغضبها تطاوله عليها واندفع الدم يفور من أوردتها حتى وصل رأسها فقالت بحدة وقلة تهذيب:
ـ لأن خلفك في القاعة رجالًا .. لم أرتديه لأجلك من الأصل.
ابتسم بلا مرح ولدهشتها ظل ثابتًا وسألها بنفس الملامح الخالية من أي انفعال:
ـ حسنًا . لا تعتبرينني رجلًا ؟
لم يربكها فأومأت بتعالي وقالت باستهزاء وتشفي:
ـ نعم . لم أشعر للحظة منذ وقفنا هنا أنك رجلًا
والانفعال كان تراخيًا لجانب شفته السفلى فقط، لكنه نبرته كان تفوح تحديًا ومكرًا:
ـ إذاً لنذهب إلى غرفة في ذلك الفندق واخلعي حجابك وأريني خصلاتك المجعدة ..
قالها وعيناه تدوران في المكان حوالهما ثم تعودان إلى عمق عينيها السوداويتين المظللتين بالكحل الاسود،
لا ينكر أن بريق التحدي فيهما يوقظ بداخله الغريزة البدائية الأقدم على الإطلاق
ارتدت للخلف بحدة وملامحها متلونة بحمرة قانية كان الغضب سيدها وهتفت بغلظة:
ـ هل جُننت ياهذا.
ابتسم لثورتها بصمت ولم تستطع تأويل معنى ابتسامته فقالت بسخافة متعمدة.
ـ يبدو أنك مجنون فعلا.
سأنصحك نصيحة إنسانية إذا حدث وقررت زيارة عائلتك في الجنوب إن كان لديك عائلة هناك
أرجوك اخلع عنك ذلك السلسال وارتدي ملابس فضفاضة،
حتى لا يدفنوك ويغسلون عارهم بيدهم .
تركته خلفها ورحلت بخطواتها الحادة الواثقة ولم ترَ كيف كانت عيناه تبرق فيهما ومضات الشتاء القاسي ..
دلف مصعب إلى القاعة مجددًا فوجد حذيفة الذي كان يعلم مسبقًا أن صديقه لن ينال من عزة سوى توبيخًا واستهانة ينظر إليه بتشفٍ فلوح مصعب بكفيه في الهواء بإشارة أنا أستسلم ..
***
في قاعة العرض وخلف الستائر تُحاك المؤامرات
القاعدة الأولى
لا تترك خلفك دلائل
استأجِر من تستطع حشو فمه بالمال
واجلس في مقعد المُخرج وشاهد بصمت..
خادمة جديدة تُقلب كأس عصير أثيرة
في ذات الموعد كل يوم، الصمت سائد لا ينتهكه سوى ارتطام الملعقة بحواف الكأس
تقليب مستمر
لحظة هدوء وبعدها سقوط حبة صغيرة كانت مُخبأة بعناية في كُم الخادمة
أنهت التقليب برضا ووضعت الملعقة جانبًا
حملت الكوب وغادرت مطبخ القصر، لم يشك فيها أحد فهي فتاة وديعة..
ارتقت الدرج وتهادت عبر الممر بانسيابية
طرقت الباب بخفوت وفتحه زاد بعد برهة
ابتسمت لها الخادمة الصغيرة بوداعة ولطف:
ـ تفضلي العصير سيدتي.
ابتلعت زاد دهشتها فهي لم تطلبه وتأتيها به تلك الخادمة كل يوم، أفسحت لها الطريق ودلفت،
وضعته على طاولة بجانب كتاب كانت تقرأ الأخرى


فصوله قبل قليل وراحت ترتب الغرفة باحترافية،
جلست زاد تعيد القراءة وتحتسي العصير تحت نظرات الخادمة المختلسة لها، بعد الانتهاء حملت الصينية بالكوب وغادرت في هدوء تاركة زاد خلفها
أغلقت الباب وانثنى ثغرها بابتسامة ماكرة..

والمخرج وصلته رسالة كُل يوم
توكد على أن خطته تسير في المنحنى الذي رسمه بدقة دون أن تحيد..

انتهى الفصل
قراءة ممتعة💙😍


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-20, 05:33 PM   #72

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية فيها غموض كتير .....مشوقة....شو قصة زاد🤔🤔🤔

Shadwa.Dy متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-20, 05:17 AM   #73

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shadwa.dy مشاهدة المشاركة
الرواية فيها غموض كتير .....مشوقة....شو قصة زاد🤔🤔🤔
نورتيني💙..حكاية زاد هتوضح بالتدريج ان شاء الله🥰

جولتا likes this.

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-20, 10:38 PM   #74

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل راااائع سلمت يمينك سمر ..
احداث مشوقة مثييرة جدا جدا للقادم ومعرفة ما يحاك من دسائس ومكر في ذلك القصر ضد زاد ..ومن الذي
المستفيد من وضع الحبوب في عصير زاد اليومي بدون طلب ..انا كنت شاكة في ام العصير 😬

وايضا اعتقد ان هناك شخصية اخرى (م) غير معتصم صبرة على علاقة بها 😎😎

عزة ولا زالت جذوة الانتقام تشتعل بداخلها ..رغم علمها ان سهيل ورفقة بذرة صالحة مغايرة لوالدهم ووالدتهم ..
مصعب وعزة ولقاء كما الزيت والماء ..النارية والبارد ..

زاد ومنصور ..
واستمرار الحياة بينهم وصراع ما بين العقل والقلب وحاضر وماض يقض مضجعها ويؤلم قلبها ويوقف عقلعا عن التفكير لتستمر مع منصور صامتة ..

يعطيكي العافية ..❤❤

جولتا likes this.

منال سلامة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-20, 03:08 PM   #75

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
فصل راااائع سلمت يمينك سمر ..
احداث مشوقة مثييرة جدا جدا للقادم ومعرفة ما يحاك من دسائس ومكر في ذلك القصر ضد زاد ..ومن الذي
المستفيد من وضع الحبوب في عصير زاد اليومي بدون طلب ..انا كنت شاكة في ام العصير 😬

وايضا اعتقد ان هناك شخصية اخرى (م) غير معتصم صبرة على علاقة بها 😎😎

عزة ولا زالت جذوة الانتقام تشتعل بداخلها ..رغم علمها ان سهيل ورفقة بذرة صالحة مغايرة لوالدهم ووالدتهم ..
مصعب وعزة ولقاء كما الزيت والماء ..النارية والبارد ..

زاد ومنصور ..
واستمرار الحياة بينهم وصراع ما بين العقل والقلب وحاضر وماض يقض مضجعها ويؤلم قلبها ويوقف عقلعا عن التفكير لتستمر مع منصور صامتة ..

يعطيكي العافية ..❤❤
ايوة بقى على التحليلات الجامدة
حبييت جدا يامنال تسلم دماغك😍😍

جولتا likes this.

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-20, 01:31 AM   #76

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع
***
لا تصدق الصورة فما حدث سيظل خلفها..
حتى حين!
***
هو كتلة جليد تحتضن جمرة
هو السكون والثورة
هو تناقض العالم في نفس اللحظة..
انتهى العرس وذهب مصعب إلى جناحه بالفندق منهك القوى، خلع عنه حُلته، أخذ حمامًا دافئًا وغادر الحمام،
وجد شاشة الهاتف تُضيء فتوجه صوب الطاولة المستديرة أمامه، التقطه فوجد بضع مكالمات فائتة من كازيا وواحدة من جود، اهتز الهاتف بين أنامله برقم كازيا فرد
عليها بتململ:
ـ أهلا كازيا.
على الطرف الآخر أغدقت عليه بالشوق في جمل مُرتبة ف استمع إليها دون تعليق، استشعرت جموده فهمست بدلال شعر بافتعاله:
ـ ألم تشتاق إليّ.
تنهد وأغلق عليها كل الأبواب:
ـ لا لم أشتاق.
تصنعت الغنج أكثر فزفر بغضب جم؛ رأسه لا تحتملها البتة:
ـ كازيا أنا مُتعب الآن.
أغلق الخط دون أن يسمع ردها..
التقط كوب ماء بارد تجرع منها ببطء ومن ثم استلقى على الأريكة الوثيرة مستندًا برأسه على عدة وسائد خلفه وطلب جود إلى مكالمة فيديو، ردت عليه من جلستها أمام المرأة تمشط خصلاتها برتابة، ابتسم لها بدعم خاص:
ـ كيف حالك؟
أمعنت النظر في الشاشة بجانبها فتلاقت عيناها بخاصته:
ـ هل زوجته جميلة؟
قطع تواصل العينين ونظر إلى السقف، لم يتمعن فيها واحترم عهد صديقه، عاد ينظر إلى محياها الثابت وأقرَّ:
ـ يُحبها.
راقب تغضن جبينها الذي استمر لوهلة لتعود تقاسيمها ترتخي برضا وتبتسم شاردة:
ـ لن يتزوج ويعلن زواجه هكذا إلا إن كان متولهًا بها.
ضحك مصعب بخفوت:
ـ أنتِ من اخترتِ الظل.
ابتسمت بأعين ناعسة:
ـ كنت أبحث عن السعادة .
رفع حاجبه وسألها دون مواربة:
ـ هل مكانها في الظل؟
نفت بهزة رأس واتشحت عيناها بجدية:
ـ السعادة مع من يستطيع منحها، ظل أو نور الفارق ليس كبيرًا.
مطَّ شفتيه قبل أن يتحدث بجدية:
ـ كل مرة أسالك تماطلين في الإجابة، لماذا الظل.
ناظرته بقوة تواجهه بحجتها:
ـ لماذا لا تعلن زواجك من كازيا؟
هز رأسه رفضًا، يرفض المقارنة:
ـ لستِ ككازيا.
ارتخى جفناها باستسلام وغمغمت:
ـ كنتُ له مثل كازيا بالنسبة لك.
تجعد مابين حاجبيه وتصلبت حدقتاه عليها وقال من بين أسنانه:
ـ ابنة رشيد عزام لا تحتاج للزواج بتلك الطريقة.
قاطعته باعتراف لطالما كررته:
ـ كان يمنحني ما أحتاجه وأكثر.
رفع حاجبه بعدم رضا واستنكر:
ـ ولماذا تركتِه؟
أطبقت شفتيها الممتلئتين بإغواء لامحل له بينهما، لا تتعمد إغوائه ولا ينتظر..
بدت في حالة شرود كئيبة مختلفة عن شخصيتها المانحة للسعادة لمن حولها على الدوام، واجه عينيها بتأكيد غرضه
وضعها أمام الحقيقة:
ـ لم تُحبيه جود حتى تتأثرين هكذا.
رمقته بصمت لثوانٍ، مزاجيته مُغلقة وحين تنغلق يفتش في دفاتر مهترئة فأمعنت النظر إليه جيدًا:
ـ ماذا حدث لك مصعب تبدو لي أكثر حدة.
تصلب وجهه كاملًا وبخل عليها بانفعال واضح:
ـ عزة عبد الرحمن الراعي.
تركت جود مشطها ببطء وانتبهت له كليًا:
ـ من تلك؟.. لم يمر عليّ اسمها من قبل.
انفصل ذهنه عن جود وسافر إلى لحظة خاطفة، وهج شرس قاسٍ كالبرق أتاه من مجرة معتمة، انفعلت عيناه بقسوة مماثلة:
ـ لم تنزلق أناملي بين خصلات سوداء مجنونة من قبل..
اتسعت حدقتا جود وقطبت مغمغمة:
ـ ويل لتلك المسكينة!
ابتسم بغموض:
ـ ليست مسكينة تمامًا.
***
الأصعب من الفراغ هو أن تعيشه في مكان خانق تجثم جدرانه فوق صدرك تحرمك التنفس براحة..
مزاجها سيء ورفقة تدرس والمنزل...
لا أحد مهم في المنزل!..
بعد زفاف صديقتها بيوم واحد قبل المغيب بعدة ساعات غادرته واستقلت سيارتها تجوب شوارع العاصمة..
الشتوية ذاك العام باردة، فتحت زجاج النافذة عسى أن يساعدها الهواء البارد كي تتنفس براحة،
الزحام متوسط ورُغم ذلك لكزت سيارتها سيارة من الخلف بارتطام بسيط لم يؤذها لكنها اهتزت بعنف لتتوقف بها عزة على جانب الطريق
عزة التي خرجت تلتقط أنفاسها خارج المنزل الآن ضاقت باشتعال مستعد ل حرق غابة بأكملها..
فتحت الباب وهبطت تغلقه بعنف وعيناها تبحث عن الذي حكمت عليه في مخيلتها بإهدار الدم.
هبطَّ من سيارته الحديثة بتباطؤ متعمد فانفلجت عيناها واصطكت أنفاسها، اندفعت صوبه كالطلقة ووقفت على بُعد خطوتين هاتفة:
ـ أنتَ مجددًا .
استند بساعده لسيارته يتأمل ثورة خلجاتها بأعين نصف مُغلقة يمضغ شيئًا لم تستطع تحديد كنهه من فمه المُغلق، تنهد يعتدل ويتمطى مُبررًا فعلته:
ـ لوحت لكِ مرتين عبر المرآة ولم تريني.
انفرج فمها تنفث هواء رئتيها الساخن
وهو في لحظة ذاب جليده واشتعلت ناره:
ـ وحين أُلوح.
صمت يعتقل ليل عينيها بنظرة حارة من عينيه ولوح بيده مرتين في الهواء بحدة:
ـ يتحتم عليكَ التوقف.
قبضت كفيها بجانبها وكزت على أسنانها بقوة ومن ثم سألته بسخرية لاذعة:
ـ والتحيَّة؟!
التوى ثغره ببسمة ماكرة:
ـ عليكِ تأديتها.
أومأت برأسها مرة قبل أن ترفع قدمها وتركل ركبته بحذائها الشتوي بعنف.
تعالت صرخة منه تزامنت مع قبضه بأنامل يمناه الخمسة على قماش ثوبها فوق كتفها،
كانا متقابلين لا يفصل بينهما سوى ثورة أنفاس
وشراسة مفترسين على استعداد لنهش بعضهما بعضًا ودون رفة جفن..
تبددت البرودة حولها وانبثق صيف حارق من جوف الشتاء،
زفر بقوة وتركها بالتدريج يُحدثها بهدوء مصطنع:
ـ حسنًا علينا الهدوء، سنحرق العالم إن لم نهدأ.
ابتعدت للخلف تسبه بفظاظة فناظرها بقسوة وجدت مردودًا في عينيها ليقول بتفكه:
ـ لماذا لم تصففي خصلاتك المجعدة بعناية كالأمس؟
نجح في تشتيت تركيزها فصاحت:
ـ وكيف عرفت ؟
أجابها برفعة حاجب خبيثة:
ـ حجابك نافر أكثر بقليل.
زفرت بقوة وأنفاسها تتلاطم:
ـ كيف عرفت أنها مجعدة؟
ارتكن إلى سيارته بجذعه وأمعن النظر في تفاصيل وجهها بتلكؤ، أشار بسبابته إلى حاجبه الأيمن وبعينيه إلى وجهها:
ـ حاجباكِ ورموشك مثل خصلاتك!
زمت شفتيها بقوة متسعة العينين ترفرف بأهدابها بغباء مما تفوه به
فهذا الأبله كارثة لا تعلم من أين حطت فوق رأسها..
تعالى صوتها المستخف:
ـ ماشأنك أنتَ.. ولماذا أراك الآن.
مد يده يطلب مصافحة بتعبير محايد:
ـ لنكون أصدقاء.
رددت خلفه ببلاهة:
ـ أصدقاء!
أومأت بالإيجاب وعيناه تتبع تعابير وجهها بتركيز:
ـ أجل أصدقاء.
لا تعلم ماذا دهاها وجعلها تهدأ وتقف معه في تلك اللحظة تسمع الهراء الذي يتفوه به سألته بعقدة حاجبين:
ـ وماذا يفعل الأصدقاء؟
ناوشت عينيه بسمة جاهد حتى لا تصل إلى ثغره:
ـ يفعلون الكثير..
رمته بنظرة حقَّرت من شأنه وعادت إلى سيارتها تتمتم:
ـ أحمق.
قالتها وزاد انفعالها:
ـ ولا تلمس ملابسي مجددًا.
أومأ بطاعة كاذبة فاستدارت
ما إن فعلت اشتعل في عينيه جحيم مستعر، وهي شعرت ب طاقة حارة وكأن جمرة تمركزت على ظهرها فالتفتت بحدة إليه، أغمض عينيه وتنفس بعمق ومن ثم فتحهما بنظرة غامضة، توجه صوبها بخيلاء استغربتها منه واستنكرت ذلك الاستغراب أيضًا هي لا تعرفه حتى تندهش من تصرفاته، وصلها قبل أن تفتح باب السيارة:
ـ اسمعيني عزة.. لدي صديقة بالفعل لماذا لا تكونين صديقتي مثلها.
ضربت معدن السيارة بحدة حتى لا تنفجر وتفتعل له فضيحة الآن، ابتسم من خلفها بغموض، يعجبه اشتعالها ذاك ويتلذذ بمراقبته يزداد اشتدادًا:
ـ ألا تريدين معرفة اسمها؟
واسمها غير مهم بالنسبة لها لكنها جارت جنونه والتفتت إليه تكز على أسنانها:
ـ ما اسمها؟
ـ افتر ثغره عن بسمة لم تتسع وأجاب:
ـ كـــــــــــ......
نطق حرفًا وقبل يُكمل غير الدفة إلى جهة أكثر أمانًا وإن كان مؤقتًا:
ـ جود.
***
الحب سرٌ إن ذاع صيته اجتاح الأفق وفاق المدى..
تختبئ في غرفتها منعزلة، تتعمد الانعزال مؤخرًا وهو لاحظ، لاحظ غيابها عن العائلة بأكملها ولم يعجبه انزوائها ذاك، مر شهر وأوشك الآخر على الانتهاء وهي على حالها مستسلمة لوحدتها الاختيارية..
وردها اتصال هاتفي قرابة العصر فتركت كتابها الذي كانت تقرأ منه على الطاولة أمامها والتقطت الهاتف، وجدت منصور فازدردت لعابها ببطء قبل أن تسحب شهيقًا عميقًا وتفتح الخط، صمتت ووصلها منه هدوءً ماطال كثيرًا حتى قطعه:
ـ السماء فوق شُرفتك صافية والشمس الآن نصف غاربة..
تطلعت أمامها حيث باب الشرفة المفتوح، ارتقت نظراتها إلى السماء بتلكؤ أغمضت عينيها وتنهدت:
ـ أين أنتَ؟
رفع رأسه إلى ذات النقطة التي كانت تنظر إليها قبل لحظة، سحابة صغيرة تلاشى بياض أطرافها بين الزُرقة..
ـ أُقلد روميو.
فتحت عينيها ونهضت بخفة تحكم شالها حول كتفيها ومازالت يمناها تثبت الهاتف على أذنها، وصلت إلى حاجز الشرفة المعدني قبضت بيسراها عليه وراحت تنظر إلى الأسفل فوجدته ينتظرها وابتسم حين طلَّت، انفرجت شفتاها فسمع تعثر أنفاسها..
وعنها ف كان قلبها يغص عجزًا؛ ترى تلك المسافة بينهما واقعية أكثر، يحبها وتعلم، يبذل ما بوسعه حتى يزيل جبال الجليد وقلبها يتألم..
ظنت الأمر هينًا من قبل لكنها مازالت واقفة عند ذات النقطة تريد منحه حياة سوية كما يريد لكنها تركض ألاف الأميال بنبضها دون أن تتقدم خطوة..
قال بهمس شارد:
ـ أنتِ عالية جدًا وبعيدة، كلما صعدت إليكِ لا أصل أبدًا..
تركزت عيناه عليها وسألها بحزن كبير:
ـ لماذا تكون حبيبي بكل هذا البُعد؟.
أطبقت شفتيها ومشطت الأفق بتنهيدة حارة قبل أن تنحدر عيناها إليه قائلة:
ـ هل أهبط إليكَ؟
ارتد برأسه أكثر تأملها وأجابها بخفوت:
ـ إذا كنتِ تريدين الهبوط.
شردت بهموم ثقيلة وردت بصدق:
ـ بالتأكيد أريد.
سعادة غامرة اخترقت قلبه فانعكست على مُحياه:
ـ أنتظرك.
عادت إلى غرفتها تُبدل ثيابها، غادرت غرفتها وهبطت الدرج ينزلق طرف ثوبها الشتوي المحتشم خلفها وجدت أمها وعمتها لبيبة جالستين في البهو تتسامران، ابتسمت لهما بتردد فنهضت أمها بابتسامة متسعة تقابلها:
ـ جيد أنك تركتِ غرفتك بُنيتي، تعالي شاركينا القهوة.
هزت رأسها نفيًا وقالت بخفر:
ـ منصور بالخارج سأذهب إليه..
قهقهت السيدة لبيبة من الخلف ومازحتهما:
ـ تعالي أنتِ يا رحيمة احتسي قهوتك، ابنتك هبطت من أجل زوجها وليس من أجلنا.
تطلعت إلى حماتها باستحياء وعضت شفتيها قبل أن تقول بتقدير:
ـ في الغد سأهبط من أجلك عمتي وسأتناول معكِ الغداء قبل القهوة.
ابتسمت الآخرى بمحبة وشجعتها:
ـ سأنتظرك لكن الآن اذهبي إلى منصور.
أومأت لها بتهذيب وغادرت بعدما قبضت على كف أمها تطلب مساندة خفية لم تبخل عليها بها أمها التي ربتت على كفها مبتسمة بحنو:
ـ الطقس بارد في الخارج لا تطيلي الغياب..
مرت زاد عبر أحد أبواب القصر الخلفية فوجدته يستند بجذعه إلى أحد الأشجار الشاهقة، خلف القصر حدائق غناء شاسعة وساحرة، تقدم صوبها والتقط كفها باترًا حضوها المتردد وسار بها على طريق عشبي طويل، وهي استسلمت وسارت جواره، لم يتفوه أحدهما بحرف ولمدة ربع الساعة، مشوا هكذا صامتين، شعرت بخلايا جسدها تنسجم مع الطبيعة تصير جزءً منها، شدد قبضه على كفها بلطف:
ـ يقولون إن السير فوق العشب يخفف الضغوط.
ابتسمت مُطرقة وسألته:
ـ من الذين يقولون؟
قطب وأحنى رأسه قليلًا مبتسمًا:
ـ هل تشككين فيما يقوله زوجك؟
نفت بهزة رأس وضحكة خافتة:
ـ بالتأكيد لا؛ فزوجي رجل يعرف كل شيء.
قهقه وارتدت رأسه للخلف:
ـ جيد.. أحب الزوجة المنافقة.
توقفت بغتة وتصلبت كفها بين قبضته، كفها التي كانت قبل ثانيتين باردة كالثلج زحفت إليها حرارة من النار التي شبَّت بجسدها للتو، هاله تبدل حالها فسبقها خطوة وواجهها بقلق جلي:
ـ ماذا حدث؟
جذب أنظاره ارتجاف شفتيها والذعر المتجلي في عينيها فعقد حاجبيه بريبة مما يراه:
ـ لماذا توقفتِ هكذا؟
ازدردت لعابها وراحت تغمغم بصوت مبحوح:
ـ لا أحب أن أكون منافقة..
ربت على رأسها بخفة وهادنها:
ـ لم أقصدها بالحرف.. أنا أمزح زادي..
تطلعت إليه ولم تستطع إخفاء خوف طفيف سكن مقلتيها فسألها بلين:
ـ لماذا تخافين؟
هزت رأسها وكأنها تنفي تهمة:
ـ لا أخافك منصور.
تطلع حولهما ولم يجد متلصصًا فمد يده تحتضن وجنتها لتُغمض عينيها لوهلة ومن ثم تفتحها ببطء وتسمعه يقول برفق:
ـ كنتِ تختبئين في غرفة أمي من أمك حين كنا صغارًا، واليوم تختبئين في غرفتنا ولا أعلم ممن..
وجِلت وناظرته بقلب مضطرب
هل يلاحظ؟
أجاب سؤالها غير المنطوق حين انحنى يواجه عيناها الدافئتين عن قُرب:
ـ أجل ألاحظ.
تهربت من ترصد عينيه لخلجاتها وأشاحت بوجهها يسارًا:
ـ لم أعد أحب مُخالطة الناس.
اعتدل في وقفته وأجبر وجهها على مواجهته حين احتوى ذقنها بأنامله وأدارها:
ـ ليسوا أناسًا عاديين، هما عائلتنا يازاد..
يأسرها بلطفه ولينه يشعرها أنها منه وله، يجعلها تتأهب للحرب ضد نفسها من أجله..
سألته بابتسامة صغيرة وأعين باحثة عن خلاص:
ـ ماذا تريدني أن أفعل.
ابتسم باتساع وهمس بصوت أجش:
ـ أن تختبئي!
زوت ما بين حاجبيها بلا فهم فاقترب خطوة وازت وقاحة عينيه:
ـ اختبئي منهم بين أحضاني.
رفعت أناملها الرقيقة بتردد تلكزه في صدره ضاحكة:
ـ أنتَ ممل.
انطلقت ضحكاته وأسر كفها يسحبها خلفه ويعاود السير:
ـ ممل متزوج من ابنة عمه المملة.. سننجب أطفالًا لايطاقون..
تبعته خجلة إلى جلسة هادئة وسط الطبيعة مخصصة للاستجمام، مقاعدها الخشبية مترامية بعشوائية قرب جدول ماء رقراق حوله زهور وأشجار منمقة بأشكال هندسية خاطفة تقدم بها صوب مقعد ثم أجلسها وجلس جوارها، أراح رأسه إلى كتفها الرقيق فاهتز جسدها قليلًا:
ـ هل سيتحملني كتفك.
كان قريبًا إلى حد أرجف قلبها، نظرت إلى عينيه التي زادت الحديقة فوق خُضرتها خُضرة،
ابتسمت له بحنان خالص وأومأت :
ـ أنتَ تتحمل ماهو أكثر.
اعتدل وحاوط خصرها بتملك يضمها إلى صدره فتلفتت حولها خيفة أن يراهما أحد فابتسم بمكر:
ـ بإمكاننا الصعود إلى غرفتنا في الحال..
انكمشت وهمست بخفوت:
ـ المكان هنا رائع.
تنهد وحررها، شرد أمامه متذكرًا ما أثار فضوله من قبل فسألها مباشرة:
ـ لماذا تركتِ الدراسة في المنتصف وعدتِ إلى القصر..
أعادها في لحظة إلى ثلاث سنوات مضت، إلى ماهربت منه وأمرها جدها وأخوها وكل ما يهمه أمرها أن تنساه، كانت تطالعه بملامح فولاذية كلما طفا انفعال على وجهه وأدته للتو
أقسمت ألا تفشل في اختبار الثبات ذلك رغم انتباهه لفوران المشاعر في عينيها قالت بصوت بذلت جل ما بوسعها ليكون محايدًا:
ـ لأنني لم أعد مهتمة بالعزف.
اندهش مما تفوهت به، فقد كانت ترتاد معهد يُدرس الموسيقى بإرادتها الحرة ورُغمًا عن أنف معتصم نفسه، زوى مابين حاجبيه وغمغم:
ـ لكنكِ مازلتِ تعزفين الناي!
غلف الحزن حدقتيها؛ هي وإن تخلت عن كل شيء فقد رافقها نايها الحزين..
بللت شفتها السفلى بطارف لسانها وابتسمت ببطء دون أن تصل البسمة إلى عينيها:
ـ الناي هو آلتي المفضلة ودونها فقد تعلمت مايكفيني..
هز رأسه بتفهم وطرق بابًا آخر:
ـ لماذا لم تدرسي في أي مجال غيره في جامعة هنا أو حتى تسافري للخارج ؟
كانت عيناه تحاصرها وهي وقفت أمام حصاره بثبات لم ترمش ولا تهتز لها خلجة، رأت أن تلتف حول سؤاله حتى لا تجيبه بشكل مباشر:
ـ هل تسأل تلك الأسئلة لأنك أتممت الدراسة في جامعة راقية وكنت ماهرًا فيها حد أن حصلت على شهادتك بسهولة؟!
كان مستندًا بكتفه إلى المقعد يناظرها بأعين نصف مغلقة وثغر مبتسمٍ:
ـ وهل تزوجت فتاة من طبقة أخرى؟
اعتدل تتشح ملامحه بجدية:
ـ أنا أريد أن أفهم لِمَ تتركين دراسة مولعة بها في المنتصف،إن كنتِ قد مللتِ فقد كان حَريًا بكِ التبديل لا الترك تمامًا.
واجهته بثقة لم تعرف من أين واتتها:
ـ اكتفيت منصور.. لم أعد مهتمة بأي دراسة هل لديك مانع؟
ضحك بخفوت ملتقطًا كفها واكتفى بهزة رأس نافية، التقط كفها وناوشها بوقاحة عينيه:
ـ حسنًا لنعود إلى حياتنا الطبيعية.
سألته بريبة:
ـ مابها حياتنا الطبيعية؟.
تلكأت عيناه عليها كلها بتعبير ذكوري خالص:
ـ ليست طبيعية.
عضت شفتها خزيًا
منه؛ هو محق صبره عليها طال ولا يتذمر بشكل يؤذها تنحنحت
بخفوت في محاولة للتماسك:
ـ أنا مستعدة لإرضائك قدر ما أستطيع.
لم تتحمل مواجهة عينيه فأطرقت، عيناه التي التقطت تورد وجنتيها فابتسم وشدد الضغط على يدها قائلًا بجدية وتقدير:
ـ يكفيني ماسمعته..
نهض وحثها لتتبعه إلى القصر فذهبت معه، تناولا العشاء مع العائلة بعدما جالسا الجد قليلًا ولاحظت الراحة البادية على محياه حين دلفا إليه سويًا، في المساء صعدا إلي غرفتهما، أتت إليها الخادمة الجديدة بكوب العصير الأثير وغادرت، الكوب الذي راحت تطالعه بتشكك كما تفعل كل يوم، قد سألت أمها إن كانت وصت الخادمة لتفعل وأمها نفت باستغراب مما زاد توجسها، ولولا استعدادات زفاف معتصم ل كانت أشركت الجميع في الشك التي يساورها، فضلت تأجيل إخبارهم لبعض الوقت والتخلص من العصير عبر المرحاض موهمة الخادمة أنها تشربه بانتظام حتى إذا كانت تُحيك شيئًا لا تبدل خطتها..
***
في كل صباح بداية تُنسج بعدها تفاصيل كثيرة تُشكل حكاية،
وحكايتها بدأت معه حين طلب يدها لزواج تقليدي وافقت عليه بتقليدية وخلف ذلك وجدت عاشقًا لم تستطع الصمود أمامه طويلًا..
في الحقيقة الحكاية بدأت قبل ذلك بقليل، حين طلب منها جدها أن تعود إلى موطنها وقد تشاورت مع أمها في ذلك الأمر كثيرًا ، أمها التي أخذتها صغيرة وسافرت بها للخارج كي تعمل في وكالة أنباء عالمية مقرها فرنسا، وقتها اشترط عليها السيد سليمان تربية الفتاة بشكل لائق يتماشى مع جذورها، وفي المقابل تحصل على كل ما تحتاجه من المال وأكثر، وإرث بيسان من أبيها يُدرج تحت وصاية جدها حتى تصبح مؤهلة لاستلامه..
في وقت ما وحين كانت تدرس في الجامعة طلبت من جدها الإرث ورفض بشكل قاطع متعللًا بأنها ليست مستعدة لإدارته وحدها فرضخت في النهاية لرأيه..
تمطت على فراشها الوثير بدلال، نفضت عنها غطائها الشتوي مبتسمة وأغلقت المنبه الذي أيقظها باكرًا وقبل شروق الشمس، قد تحدد موعد زفافها، واليوم تشعر بسعادة غامرة تسرقها من واقعها وتُسكنها عرشها، اقتربت منها قطتها فالتقطتها تحتضنها باسمة وهمست:
ـ أخيرًا يا بيلا سأتزوجه غدًا.
شردت أمامها بثقة تطبق شفتيها وابتسامة عينيها تتسع، تركت القطة مكانها ونهضت تتحضر وتنجز روتينها الصباحي، غادرت غرفتها وهبطت الدرج تتهادى برقة وطلة صباحية ناعمة، عاهدت نفسها على أن تشاركه كل تفصيلة أو روتين يفضله، ذهبت إليه حيث يقضي صباحه كل يوم، عبرت بابًا خشبيًا مفتوحًا على جلسة مكشوفة للسماء، وجدت أحد العمال يهتم بكلبين ضخمين يخصان معتصم وهو يجلس في مجلسه ينفث أرجيلته باعتيادية ويتحدث عبر الهاتف بصوت مرتفع يملي أوامره على الطرف الآخر بحزم رغم استرخاء ملامحه، وقفت تتأمله مبتسمة
كيف له أن يتناقض في كل أحواله هكذا
وتناقضه الأكبر حين شعر بها وابتسم نافثًا دخانه وأغلق الهاتف يلقيه أمامه بلا اهتمام، شعر الحارس بوجودها فرحل سريعًا، مد معتصم كفه نحوها كي تتقدم فعلت بغنج خاص جعل ابتسامته تتسع أكثر، وصلته فنهض لتعانقه وتتنهد براحة، ابتعدت قليلًا وجلست على مقعد وثير مقابل له:
ـ كيف تجلس في هذا البرد هنا بالخارج.
تلكأت عيناه عليها كلها جملة وتفصيلًا واتسعت ابتسامته أكثر تلبسها بريق الوقاحة:
ـ الطقس صار دافئًا الآن.
رفرفت بأهدابها عدة مرات قبل أن تفهم مغزى ماقال وتتورد وجنتيها، تهربت منه ونظرت صوب الكلاب تسأله باندهاش:
ـ لماذا تربي تلك الكلاب.
ناوشها مازحًا :
ـ هل أربي قطط؟
هزت رأسها نفيًا بضحكة خافتة:
ـ الكلاب أفضل.
أسعده أن تهتم به إلى ذاك الحد وقد فهم أنها استيقظت باكرة من أجله، سألها برفق:
ـ هل أعجبك الثوب.
أومأت بحماس فثوب الزفاف الذي اختارته ووصلها قبل يومين راقها وناسبها بشكل كبير، ارتكن إلى المقعد ينفث الأرجيلة مجددًا:
ـ هل ينقص شيء؟
هزت رأسها نفيًا ومالت بها قليلًا تستند بوجنتها على راحة يدها:
ـ هل أنتَ سعيد؟
ارتكن بمرفقيه إلى الطاولة ودغدغ أنوثتها بصوت أجش:
ـ مازلتِ تسألين؟
لم ترد وظلت تطالعه بعينين تفيضان بالرضا، شعرت وكأن حذافير الدنيا قيد حيزت لها الآن
قضت معه وقتًا لا بأس به واستأذنت حتى تعود إلى غرفتها وتستأنف نومها حتى تتحضر في المساء لحفل الحناء..
***
زيارتها إليه في الصباح أسعدته بشدة وحل المساء واحتفى القصر بحفل الحناء، اشتاق إليها وود أن يراها، ترك جلسة الرجال وتوجه نحو مجلس النساء الداخلي فوجد مصعب الذي حضر من العاصمة في الظهيرة يحاول التسلل إليهن، لكزه في خاصرته بعنف فالتفت إليه يتأوه:
ـ ماذا تريد.
رفع مصعب أحد حاجبيه ورد لا مباليًا:
ـ عمتي أرسلت إليّ يريدون إجباري على الزواج .
سخر منه معتصم بجدية:
ـ لماذا تطيعها وتأتي إلى هنا مادمت ترفض المبدأ.
اتشحت عينا مصعب المكر وابتسم بمجون:
ـ جئت للمعاينة ربما وجدت ما يثير....
وتنحنح ضاحكًا:
ـ اهتمامي!
كز الآخر على أسنانه وغمغم بغيظ:
ـ تبًا ل..... اهتمامك ذاك.
تقدم خطوة لداخل الممر ودفعه للداخل ، أشار إلى الباب الخشبي وحذره بحزم:
ـ إذا مررت عبر ذاك الباب سأحطمه فوق رأسك.
قهقه مصعب وانصرف:
ـ حظك جيد...لن أقع في غرامك!
سبه معتصم سبة بذيئة قبل أن يستدير ويقطع الممر الفسيح قابل خادمة في الطريق فأشار إليها:
ـ من فضلك استدعي لي الآنسة بيسان.
أطرقت بتهديب:
ـ حاضر سيدي..
ذهبت وتحرك خلفها نحو باب القاعة الداخلي المفتوح فأسر عينيه جنون لم يعتده من قبل، بيسان ترقص بجنون وتتقافز بحماس، اتسعت عيناه وابتسامته معا فلم يعهدها منطلقة هكذا، وصلتها الخادمة واستدعتها فتوقفت تنظر نحو وتهللت أساريرها ما إن رأته، خرجت من القاعة تاركة الحفل المحتدم خلفها
وقفت أمامه تنهت:
ـ أنا سعيدة معتصم.
سرقته بسحرها الخاص أسرته بلا غرادة فقبض على كفها يغادر بها فتملصت منه بدلال:
ـ لا لن تأخذني من الحفل.
ضحك بقوة:
ـ سأقبلك فقط ونعود.
عادت تخجل من جديد وأطرقت:
ـ أرجوك كفاكَ الآن سيتهامسون علينا..
نطقها وتلفتت حولها باستحياء فحررها راضيًا وتركها خلفه ورحل مغمغمًا:
ـ اليوم فقط وغدًا سأحتجزك في غرفتي!
***
احتفالات القصر تصيب قلبها غصة مع حقدها المستمر ف بداخلها نار مستعرة، وجع خالص وحرقة
لمَ لا يكون ذاك الحفل حفلها هي
لماذا لم تُزف إلى حبيبها
حبيبها الجبان
لا ليس جبانًا
هو قاسي ومُستغل
كانت مع إحدى الضيوف تتسامر في الخارج في جلسة النساء المفتوحة رُغم برودة الطقس، دلفت بثبات كاذب، غلالة دموع شفافة تحرق حدقتيها ولا توازي قلبها حُرقة
أثناء دلوفها بغير اتزان تفادى مصعب الارتطام بها، مصعب الذي ابتعد الملسوع يبتعد عندها مسافة ثلاثة أمتار على الأقل، الثلاثة أمتار التي أمره الحاكم أن يلزمها كمسافة بينه وبينها لا يجوز له اختراقها، ناظرها بكره شديد وقسوة
فالرجال يكرهون من النساء من تضعنهم في خانة عُبَّاد الشهوة؛
هو يحب النساء لكنها ليس عبدًا لغريزته..
رفعت عينيها إليه فرمشت لتسقط على كل وجنة من وجنتيها عبرة، لم تحرك فيه ساكنًا سوى البُغض واستدار يتركها خلفه ويرحل..
مسحت عبراتها بحدة والتقطت أنفاسها بقوة، فلن تسمح لأي كان أن يرى منها ضعفًا
بالداخل قابلها معتصم الذي أشار إليها جاهلًا بما يعتريها، ابتسم بلطف وأشار إليها بهدوء:
ـ صبر!
وصلته ووقفت أمامه على بُعد خطوتين تسمع أمره المتوقع الذي لم يتأخر:
ـ أرجوكِ اتبعيني إلى مكاني الخاص..
التقطت نفسًا وابتسمت بافتعال وأومأت:
ـ حاضر معتصم..
تركها وذهب إلى مكانه الخاص وهي في الخلف كان ترغي وتزبذ
لمَ لا ينشغل بعروسه ويتركها لحالها ربما تحتمي بغرفتها وتخلع ثوبها وتبكي حبها الضائع!
وعن ثوبها فنظرت إليه بعدم رضا خيفة أن يتجعد حين ترافقه!
تنهدت بأسى داخلي وتبعته بصمت
..
بداخل قاعة الفتيات الصاخبة انتاب بيسان الغضب من نفسها، كيف تصده هكذا وتغضبه في ليلة كهذه؟
تسللت وتركت الحفل، ستذهب إليه وتمنحه قبلته التي يريدها وتعود سريعًا للحفل بحثت عنه في الأرجاء ولم يدلها أحد
تساءلت أين قد يكون الآن
فكرت أن قد يكون فضل الانعزال قليلًا
وتوجهت بخطوات ثابتة نحو مكانه الخاص..
انتهى الفصل


قراءة ممتعة منتظرة تعليقاتكم💙🥰


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-20, 07:13 AM   #77

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رووووعة تسلم اديكي
بس النهاية مقلقة 🙈🙈🙈


Duaa abudalu غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-20, 08:30 PM   #78

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa abudalu مشاهدة المشاركة
الفصل رووووعة تسلم اديكي
بس النهاية مقلقة 🙈🙈🙈
الله يسلمك يادعاء🥰
دخلنا في الجد بقى🙊😂


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-20, 11:17 PM   #79

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
افتراضي

ياعين عليك يامعتصم ليلتك سودة تسلم ايديكي.الفصل حلو

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-20, 03:11 AM   #80

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nidal bayrakdar مشاهدة المشاركة
ياعين عليك يامعتصم ليلتك سودة تسلم ايديكي.الفصل حلو
الله يسلمك يااارب🥰


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.