آخر 10 مشاركات
457 - الحب خط أحمر ـ تريش وايلي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وداعاًللماضى(99)لـ:مايا بانكس(الجزء الرابع من سلسة الحمل والشغف)كاملة*تم إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] الثلاثيني الملتحي / للكاتبة عذاري آل شمر ، عراقية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-20, 08:00 PM   #41

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثالث
وكان اللص يقبع ببراءة مُلقى على الأرض.. عبارة عن عدة مشابك نائمة ببراءة على أرضية الشرفة، تنهدت نيرة بارتياح سائلة بحنق "عمتي! أهذه أنت؟ لقد أفزعتينا"
"أعتذر فالشباب يوشكون على تركيب زينة الحي لاستقبال رمضان وأردتكما أن تشاهدوهم معنا.. فوجدتها أسرع طريقة لاستدعائكم" تحدثت فاطمة بحماس.
شكرت نيرة فاطمة وأخبرت لمار أن اللص ما هو إلا بعض من مشابك العمة فاطمة التي ألقتها على الباب لكي يخرجوا للشرفة.
"ألقي إليّ بالمشابك نيرة وإياكِ أن يقع أحدهم من الشرفة" قالتها فاطمة وهي ترفع اصبعًا محذرًا في وجه نيرة.
"حاضر عمتي " أجابت نيرة متعجبة من أهمية مشابك الملابس لدى معظم ربات المنازل، تتذكر عندما كانت تساعد جارتهم الطيبة في تعليق الملابس على أحد الأسلاك في الشرفة ، ووقع أحدهم منها نالت توبيخ من عمتها وكأنها ارتكبت جريمة.
الحقيقة تُقال ما أخرجتهم فاطمة لرؤيته كان مذهلاً، فها هم شباب الحي ومعهم أيهم وماهر وخالد والتي علمت أنهم يسكنون ذات الحي وأصدقاء منذ الصغر؛ قد أحضروا فانوس رمضان مزين بطريقة تخطف الأنفاس ..والفانوس كان كبير بداخله مصباح يعطي إضاءة بيضاء مذهلة، له ماسك من أعلى على شكل هلال، وله قاعدة مربعة جوانبها مستطيلة الشكل، يتكون الفانوس من قطعتين السفلى مربعة يتخذ كل وجه من أوجهها شكل المعين، بينما العليا تبدو كغطاء للسفلى معينة الشكل ذات أربع وجوه أيضاً لها شكل المعين، وكل وجه في الفانوس يبدو وكأنه أحد مشربيات القاهرة القديمة مطلي بلون الذهب.. وقد اتفقوا على أن يُعلق في منتصف الحي والذي كان وللتحديد أمام شرفة نيرة.. همست لمار التي تقف بجوارها متسائلة وهي تشير برأسها لماهر "ماذا يفعل هنا هذا الوسيم المتحذلق"
ابتسمت نيرة مجيبة ببساطة "الوسيم المتحذلق أحد أبناء الحي"
عقدت لمار بين حاجبيها متفكرة وهي تتأمله يقف بين الشباب.. يشاغب هذا ويضحك مع هذا.. بابتسامة بسيطة رأتها جذابة ومليئة بالحيوية.. ثم انتقل إلى حيث يقف خالد مع أيهم وبين أيديهم أشرطة طويلة من الزينة الملونة.
بينما خرجت النساء إلى شرفات الحي ليشاهدوا أبناءهن وأزواجهن وهم يقومون بتلك المهمة الممتعة، في حين صعد الشباب إلى شرفات الطابق الثالث لتركيب الأوراق الملونة والأشرطة ذات المصابيح الصغيرة مختلفة الألوان بشكل متعرج ومنتظم.. اقتربت فاطمة من السياج المقابل لسياج شرفة نيرة.. تدقق النظر لأسفل لتسألها نيرة بحيرة "عما تبحثين عمتي؟"
ردت فاطمة وعينيها تأخذها إلى حيث يقف ماهر وخالد دون أيهم "لا أعلم إلي أين ذهب أيهم؟"
همت نيرة أن تجيبها أنه دخل الشرفة.. ويتسلل خلفها عندما هز رأسه بشقاوة يمنعها من الحديث.. ليكمل تسلله وهو يعانق فاطمة من الخلف قائلًا بمزاح "هنا يا بطة"
شهقت فاطمة بفزع وهي تقول بعتاب "أيهم أخفتني"
ابتسم باتساع وهو يُقبّل وجنتها قائلًا بمراضاة "آسف ماما لم أقاوم عندما رأيتك"
ضحكت بمرح قائلة بحنان وهي تضربه برقة على صدره "لم تقاوم إخافتي"
قبّل رأسها التي تصل لكتفه قائلًا بحب "بل احتضانك يا ماما"
ابتسمت له بأمومة صافية قائلة تحت أنظار تلك المنبهرة بتلك العلاقة السامية بينهما "ماذا تفعل هنا؟"
ردّ وهو يحررها منه "سأعقد حبال الزينة ثم أنزل ثانيةً حتى أساعدهم بالأسفل "
ابتسمت له وهو يبعدها عن مكانها برقة حانية وهو يرفع صوته قائلًا "أنا مستعد يا محمد ألقها"
ألقى الشاب ما يحمله من سلاسل زينة ملتفة على بعضها، التقطها أيهم ببساطة وهو يقول لنيرة بخفة "دكتور انظري إليّ كيف أعقدها حتى تفعلين مثلي"
أومأت موافقة ليبدأ بفك السلاسل عن بعضها وهو يستعد لربطها.. همست نيرة بتردد خجول "أيمكن أن أطرح عليكَ سؤال؟"
لم يرفع بصره إليها وهو يقول بهدوء "طبعًا"
"كيف كنتم تعلقون الزينة سابقًا وأنا أعلم أن الشقة كانت غير مسكونة"
نظر لها بتساؤل حائر، لتشير إلى الشرفة وهي تقول "أقصد هنا"
ابتسم قائلًا ببساطة "كنت أقفز إلى الشرفة من شرفتي وأعلقها "
وما إن أنهى جملته حتى انفجر ضاحكًا على ملامحها المصدومة.. ليقول بشقاوة مميزة "كنت مشاغب وأنا صغير"
ردت بعفوية دون أن تنتبه "هذه أفعال قرود وليست مشاغبة"
نظر لها بصدمة لتفلت منه ضحكة أخرى وهو يقول برقة "شكرًا لمجاملتك"
وضعت يدها على فمها بصدمة قائلة بعدما استوعبت ما قالته "آسفة والله لم أنتبه"
ابتسم لها برقة قائلًا بحنو "لا عليكِ والآن ركزي معي فيما أفعله"
بدأ بعقد الأشرطة حول السياج بمهارة، تسارعت دقات قلبها بطريقة خرقاء وهي تراقب حركات يديه، وانعقاد حاجبيه بتركيز شديد فيما يفعل وكأن الكون سيخرب إن فشل في مهمته، ثم ألقى بالأشرطة إلى الشاب في الشرفة المقابلة، فعقدها مثل أيهم تمامًا ثم ألقى بها إليها.
بدأت بربطها مثلما علمها أيهم وهو يحدق بها وبحركات يديها التي لم تخطئ وكأنها خبيرة وليست المرة الأولى لها، كانت تعلم أنه يراقبها مما أدى إلى اندفاع الدم إلى وجهها فيبتسم لتلك الحمرة الشهية.. ابتهج داخله قائلًا بسرور "ممتاز متأكدة أنها ليست مرتك الأولى"
هزت رأسها نفيًا وهي تجمع باقي الزينة محاولة إلقاءها ولكنها فشلت "نعم ولكن رأيتك كيف فعلتها؟ ليست صعبة لتلك الدرجة.. لا أستطيع رميها للشرفة المقابلة إنها بعيدة للغاية"
مد يده لها قائلًا بخفة "أعطيني إياه"
ناولته له ليلقيه بكل قوته للشرفة البعيدة نسيبة فالتقطها الشاب بسهولة وبدأ بإكمال ما ابتدأه الشباب.
وفي الأسفل صاح خالد "لقد أحضرت السلم "
"وأنا سوف أعلق الفانوس" حدد ماهر وظيفته.
" كالعادة هيا اصعد لتركيبه بينما يكملون تركيب ما تبقى من الزينة، وأنت أيهم انزل حتى تثبت معي السلم كي لا يقع" قال خالد مخاطبًا ماهر وأيهم.
وأجابه أيهم من الأعلى وهو يلقي بقبلة لوالدته "دقيقة وسأكون عندكما"
صعد ماهر السلم وما أن رفع عينيه حتى وجدها تقف أمامه دمار ذات الحفرة في وجنتها، أجفل حتى أنه أوشك على السقوط لو لم يتمسك بالسلم سريعًا، وهو لا يصدق أنها تسكن نفس الحي، كاد أن يضرب جبهته في حافة السلم مؤكدًا لنفسه أنه غبي بالتأكيد ستقيم مع صديقتها.. من الجيد أن فاطمة تعتبره ابنًا لها ربما تقبل باستضافته الفترة القادمة.. نفض عقله من التفكير وشرع في بدء مهمته وهو يختلس النظر إليها وكلما تلاقت نظراتهما كانت تشيح بعينيها بعيدًا بعد أن تنظر له بشراسة أولًا.
أكمل ماهر مهمته وأضاف بعض القطع الفضية ذات شكل الهلال لتحاوط الفانوس من جميع الجوانب ، بينما أكمل الشباب تركيب الزينة في الحي بأكمله في جو من المرح والبهجة ليبدو الحي خلابًا بديع المنظر.. بتلك الاضاءة المتلألئة البهيجة والمحبة التي تسود الأجواء.
..........................
"رمضان كريم غدًا هو أول أيام رمضان كما أعلنت دار الإفتاء"
انطلق صوت العم رجب صاحب القهوة يؤكد أن غدًا هو الموافق لبداية شهر رمضان، تبادل الرجال والنساء والشباب التهاني بمناسبة قدوم شهر الرحمة، وانطلقت الأغاني المرحبة به من كل مكان.
"كل سنة وأنتِ طيبة يا بطتي"
قالها خالد بمرح وقبل أن ترد فاطمة تهنئته كان يتأوه نتيجة اصطدام كتفه بطرف عصا رحيم التي يستند عليها.
"آه أنا بمثابة ابنك رحيم ستضيع شبابي ومستقبلي ذات مرة" تحدث خالد بألم مصطنع وهو يضع يده على كتفه.
"خالد هل أنت بخير؟" هتفت فاطمة بخوف على ابنها الصغير الحبيب
"نعم بخير بطتي لا تقلقي" تحدث خالد يطمئن قلقها الكبير دائمًا عليهم
"آخر مرة تغازل فيها فاطمة أتفهم؟" قالها رحيم وهو يرفع عصاه يحذر بها خالد.
"لا لست أفهم هي بطتي ودائمًا بطتي، وأنزل تلك العصا التي لا أعرف لمَ تستخدمها فأنت أقوى من ابنك" تحدث خالد وهو ينظر لرحيم بتحدي معتاد بينهما.
بينما فاطمة التي سمعت آه تخرج من فم خالد هتفت بتوتر "سأنزل لأطمئن عليه"
"لا تقلقي ماما سوف أتأكد أنه بخير" أجابها أيهم بشر نضح من نظراته المثبتة على خالد.
"رحيم الصلاة سنتأخر عليها، أنا ذاهب" ألقاها خالد وركض هاربًا عندما لمح اقتراب أيهم، لينفجر الحي في ضحك متواصل لموقف صار يتكرر كل سنة حتى أوشك أن يكون عادة رمضانية.
"جبان" نطقها أيهم من بين أسنانه.
"وماذا تنتظر من خالد ؟" أجابه ماهر وهو ينظر إليه ليدخلا الاثنان في نوبة ضحك على منظر هروب خالد.
"شباب هيا للصلاة لقد أقامها الإمام وبعدها نبدأ دورتنا الرمضانية" ألقاها ماهر بجدية حتى لا يتأخروا على الصلاة.. التي نادي بها المؤذن منذ قليل.. وهذه أول صلاة قيام ولا يجب أن يضيع منها ثانية في مباهج الحياة.
.........................
كانت الفتاتان بالشرفة تتابعان الأجواء بانبهار شديد واستمتاع كبير.. ابتسمتا الفتاتان ولمار تسأل برقة "عمتي هل تصلين بالمسجد؟"
"في العادة نعم ولكن اليوم سأصلي بالبيت عزيزتي ولكن لماذا؟" أجابت فاطمة بمودة.
"يمكن أن تصلي معنا أنا ونيرة وبذلك لن تفوتك صلاة الجماعة" اقترحت لمار ووافقت فاطمة بسعادة فهي سوف تنال ثواب صلاة الجماعة .
.........................
بعد انتهاء الصلاة تجمع الشباب في ساحة الحي وتم تكوين فريقين للعب كرة القدم وبدء الدورة الرمضانية ، في أحد الفريقين كان يوجد أيهم وخالد والفريق الآخر كان يضم ماهر وعادل، الذي هاتفه ماهر يخبره ببدء الدورة فحضر على الفور.
في حين أن الأطفال كانوا يدورون في حلقات ممسكين بفوانيسهم الصغيرة وهم يغنون (وحوي يا وحوي)، وفي الشرفات خرجن السيدات لمشاهدة المباراة وهن يتبادلن أطباق الحلوى من مختلف الأنواع احتفالًا بتلك المناسبة المباركة.
تركت نيرة الشرفة حيث تقف مع فاطمة ولمار تتابعان استعدادات المباراة الخماسية البسيطة في الأسفل.. حيث بدأ الشباب برسم حدود للملعب الصغير.. تبادلا نظرة دهشة انمحت من على وجه لمار ونيرة تعود ثانية.. صائحة بصوت مرتفع منادية على خالد "كابتن خالد"
انتبه أيهم على صوتها المرتفع ومناداتها لخالد وليس له أن يشعر بضيق يجثم على صدره.. نفض رأسه يبعد هذا الضيق وهو يعود بجسده للحديث الدائر بين ماهر وعادل.. بينما عقله وآذانه متأهبة لسماع ما تريده من خالد.. الذي أجابها برفق "رمضان كريم دكتور أتريدين شيء؟"
"الله أكرم كابتن، التقط تلك الشوكولاتة و وزعها على الصغار الذين يلعبون عندك" قالتها نيرة وهي ترمي له بالشوكولاتة التي أحضرتها صديقتها لكي تشارك في ذاك الاحتفال المبهج للروح.
التقطها خالد بالفعل بينما ارتسمت ابتسامة خفية على فم أيهم.. ليتجه بعدها خالد لحيث يجلس رحيم.. تاركًا خلفه الشباب يتناقشون أي الفريقين تكون مرماها في الجهة اليمنى.. وقف أمام رحيم واضعًا العلبة على الطاولة الصغيرة أمامه قائلًا برجاء "هلا أوزعت هذه على الصبية؟"
ابتسم رحيم قائلًا بطيبة "بالطبع"
رد خالد بمرح "ويمكنك أن تعطي للفتيات قطعتين والأولاد قطعة واحدة"
رفع رحيم حاجبه متسائلًا بتعجب "لماذا؟"
رد خالد ببديهية "لأن الفتيات ألطف بكل تأكيد"
ضحك رحيم قائلًا باستسلام "سأرى"
غادر خالد لينضم للشباب الذين ينتظرونه لبدء مباراتهم.. ليعود ثانية بعد خطوتين يفتح العلبة يلتقط منها قطعة.. ثم يفتح يد رحيم ويضعها بها قائلًا "سأتركها في أمانتك وسأعود لأخذها بعد انتهاء المباراة"
عبس رحيم قائلًا باستغراب "تريدها لك!!"
هز خالد رأسه نفيًا ليتساءل رحيم ثانية "لفاطمة!!"
وأيضا نفى خالد برأسه قائلًا باضطراب وصورة لفتاة جميلة ترتسم بعقله "إنها لـ.. لـ.. فقط احتفظ بها لأجلي"
ابتسم رحيم قائلًا بحنان "حسنًا سأفعل اذهب ستبدأ مباراتكم"
.......................
بعيدًا قليلًا همس ماهر مترجيًا أيهم "أيهم اتركني أفوز اليوم أرجوك"
نظر له أيهم باستنكار وهو يقول باستياء "كلا عزيزي إذا أردت الفوز فابحث عنه بنفسك لا تطلبه"
"غليظ وأكرهك" تحدث ماهر متذمرًا فقد أراد الفوز وابهار تلك المشاكسة المتابعة بالأعلى.
قهقه أيهم وهو يجيب بمرح "أعلم" ثم أضاف بجدية "ماهر إياك واللعب الخشن اليوم"
"لماذا؟ هل أنت خائف لأني الوحيد القادر على إيقافك" رد ماهر بشماتة وهو يظن أن أيهم خائف منه.
في حين نظر إليه أيهم بسخرية أتاه صوت عادل يقول باتزان "كلا لأن مبارياتنا تلك الفترة هامة للغاية، والفريق لا يريد خسارة أيًا منا، كما أننا لا نريد لأحد الشباب أن يذهب للمشفى اليوم"
أومأ ماهر برأسه وغادر وهو يغمغم بضع كلمات غير مفهومة.
......................
بدأت المباراة وبدأ معها صياح الشباب وهتافهم، أثناء المباراة كانت الأصوات تعلو ما بين تهليل واحتفالات بالأهداف وأحيانًا زمجرات غاضبة لضياع الكرة، لتنتهي المباراة بفوز فريق أيهم وخالد بفارق كبير، وخالد يرقص فرحًا بطريقة طفولية أمام ماهر وهو يقول "نعم.. نعم .. وبالنسبة لك ماهر بئسًا بئسًا سحقًا سحقًا "
ركض ماهر خلفه لينال منه وسط ضحكات أهل الحي على تصرفات الأطفال التي يقومون بها .
......................
"مذهل يا إلهي الأجواء هنا رائعة عمتي" قالتها لمار بسعادة
لتضيف نيرة "لم أشاهد في حياتي مثل تلك الألفة والمحبة محظوظ من يسكن هنا عمتي"
نظرت لهما فاطمة وهي تدعي أن يكونا زوجات لأبنائها ، دعت وعقدت العزم على ذلك.. ويجب أن تبرز لأبنائها الاثنين مميزات الفتاتين وأخلاقهما.. ستضع خطة بسيطة وستنفذها
....................
بعد انتهاء التدريب
خرج أيهم من النادي ليجد ماهر ينظر إلى شيء ما، التفت ليجد كل من نيرة ولمار يقفان وأمامهما شاب صغير، وسيم ذو عيون عسلية يرتدي بنطال ذو لون أحمر داكن يعلوه قميص أبيض، يبدو من ملامحه أنه شاب لم يتجاوز العشرين من عمره.
اشتعلت النيران بصدر أيهم وهو يجد ذاك الشاب يعانق نيره بقوة، وهي تتعلق به تحتضنه بحنان رغم حجمها الصغير.. ثم ابتعد ليقول شيء للمار لتنتقل النيران إلى صدر ماهر، ثم ما لبثت أن تحولت النيران إلى ثقل يجثم على أنفاس أيهم عندما اندفعت نيرة لتحتضن ذاك الشاب، بعدما أخبرها بشيء ما، تحرك الثقل ببطء إلى أن استقر على أنفاس ماهر يطبق عليها بقوة حيوان مفترس، عندما وجده ينظر إلى لمار وهو يبتسم ثم انحنى لها بطريقة مسرحية، هتفا الاثنان بغضب ما إن أبصروهما يرحلان برفقة ذاك الشاب "من هذا؟ وما علاقته بهما؟"
أتى صوت خالد من خلفهما وهو يقول "أعتقد أنه قريب للدكتور نيرة فهو يشبهها قليلاً"
"أيعقل أن يكون أخاها عمر؟" تساءل أيهم بهدوء وقد هدأت العاصفة بداخله لذلك الخاطر.
"إذا كان قريب للدكتورة نيرة لماذا يعامل دمار بتلك الأريحية؟"
ألقاها ماهر بعنف ليجفل خالد ويتراجع وهو ينظر إليه باستغراب، بينما كان أيهم يحدق فيه بإمعان وهو عاقد بين حاجبيه، غادر ماهر دون أن يسمع ردهما وشياطين العالم السفلي تلاحقه.
"ماذا يحدث معه؟" تساءل خالد بتعجب ليهز أيهم كتفيه بعدم فهم.
"هيا لنذهب وبالمناسبة ماما تخبرك أنك ستفطر معنا اليوم" قالها أيهم وهو مغادر ليبتسم خالد وهو يمني نفسه بوجبة شهية.
زمجر أيهم بسيارته وهو يقول "هيا خالد لن نبقى طويلاً هنا"
"قادم" توجه خالد ليجلس بجانب أيهم في المقعد الأمامي وينطلقا عائدان إلى الحي.


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 08:01 PM   #42

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

...................
قبل وقت قصير أمام النادي
"اهدأي نيرة لا داعي لهذا التوتر، عمر مجتهد ومتفوق ولا خوف عليه" تحدثت لمار بهدوء لكي تخفف من توتر نيرة، ولا تدري كيف تخفف من توترها هي، فعمر كما هو شقيق نيرة هو أيضًا شقيق لها وهي خائفة للغاية عليه.
"أسعدني إطراءك للغاية لولو"
أتى الصوت المرح من أمامهما ليهتفا وهما يرفعا رأسيهما جهة مصدر الصوت "عمر"
اندفع يعانق نيرة وقد اشتاقها بجنون فهي تمثل له كل ما هو جميل في الحياة، ثم التفت إلى لمار قائلًا "أنتِ أختي وأنا أشتاقك بجنون ولكن لا أستطيع احتضانك لأن اسم والدينا مختلف هذا ليس عدلًا"
ضحكت الفتاتان على ملامحه المتذمرة "أنا أيضًا أشتاقك كثيرًا أخبرني ماذا تفعل هنا؟ وما هي نتيجتك؟ تبدو سعيدًا للغاية"
قالتها لمار مبتسمة وقد اطمئن قلبها لرؤيته سعيدًا
"أردت أن أخبر نيرة بالنتيجة بنفسي وأرى علامات الفخر والفرح على وجهها وأنا أخبرها أني حصلت على 95% " قالها عمر بسعادة لتندفع نيرة تعانقه بقوة، وهي تلهج بحمدالله كثيراً ليشدد من احتضانها.
"مبارك عمر واليوم اسمح لي أن أكون استغلالية كالعادة، واستغل تلك المناسبة وأورطك في دعوتنا إلى الإفطار في أحد المطاعم" قالتها لمار بشقاوة.
ابتسم عمر وفتح ذراعيه وهو يثني إحدى ركبتيه قليلاً بطريقة مسرحية "سمعًا وطاعة، عمر تحت أمركما"
ضحكت الفتاتان وهو يصحبهما لتمضية اليوم معًا.
...........................
في شقة أيهم قبل أذان المغرب
ينظر إلى والده وخالد كلاهما يرتدى ملابس منزلية مريحة ويتشاجران كالأطفال على من تحبه فاطمة أكثر.
"كفى رجاءً الكل يعلم من تحبه فاطمة فلا تتشاجرا" قالها أيهم وكأنه يحادث أطفال.
صاح خالد بنزق "إذًا أخبرني من هو؟"
رد بثقة "أنا طبعا"
نظر أيهم إلى علامات الرفض المرتسمة على وجه كليهما ليصيح مناديا "أمي"
ردت وهي قادمة "نعم أيهم أتريد شيء؟"
"لا أمي فقط اشتقتك كثيراً"
قالها وهو يحتضنها فقبلت كتفه وهي تقول "وأنا أيضا بني"
زمجر رحيم بغيرة "ابتعد عنها يا ولد"
رفع أيهم عينيه إلى رحيم بتحدي ثم عاد بنظره إلى أمه وهو يسألها "من حبيبك أمي؟"
نظرت فاطمة إلى رحيم بحب فابتسم لها بحنان، ثم أعادت نظرها إلى أيهم وهي تقول "أنت حبيبي"
ابتسم رحيم بهدوء في حين زفر خالد بغيظ.
"ما بكَ خالد؟" تساءلت باهتمام.
"لا شيء بطتي فقط جائع للغاية، كم بقى على أذان المغرب؟" ابتسمت بحنان لخالد فهو يشبه الأطفال في تصرفاته.
"فقط دقائق أيها الطفل" ألقاها أيهم باستخفاف
تأملت فاطمة المكان باهتمام قائلة بجزع "ماهر؟ أين ماهر؟ لماذا لم يأتي إلى الآن؟ فتلك ليست عادته كان دائمًا يحضر مبكرًا حتى يساعدني في أعمال المطبخ"
قاطعها أيهم قائلاً بدفء "اهدأي أمي هو لم يعلم فقد أخبرته منذ وقت قصير دقائق ويكون هنا"
وما إن أنهى جملته حتى انطلق رنين الجرس "لقد جاء أمي"
فتح أيهم الباب وهو يقول بعتب "لقد أقلقت ماما عليك"
دفع ماهر أيهم في كتفه ومر من جانبه دون أن يلقي التحية
"وعليكم السلام ورحمته وبركاته" تمتم بها أيهم وهو يغلق الباب ردًا على تحية لم تُلقى عليه.
اتجه ماهر إلى فاطمة مباشرة وعانقها وهو يقول باعتذار "آسف بطة أقلقتك بتأخيري"
فاطمة تعتبر ماهر وخالد بمثابة أبناء لها؛ فخالد توفى والديه في حادثة انقلاب قطار، وهو في الخامسة وانتقل للعيش مع فاطمة ورحيم، فوالده ورحيم كانا أصدقاء مقربين وعاش معهما إلى أن بلغ الثامنة عشر فاستأذنهما للعودة إلى شقة والديه، ومازالت غرفته في منزل رحيم مفتوحة تحرص فاطمة على تنظيفها دائمًا فهو أحيانًا يبيت عندهم، أما ماهر على الرغم من أنه عاش مع والدته إلى سن العشرين، ولكنه يعتبر فاطمة أمه الثانية، ويعيش الآن مع والده وأخته الصغرى دارين.
أبعدته فاطمة قليلًا عنها لتهمس له باهتمام "ما بك بنى؟ تبدو عابسا"
"لا تقلقي نفسك أنا بخير متعبًا قليلًا" ثم اتجه إلى رحيم قبّل يديه وهو يلقي عليه التحية ليجلس في مقعده.
خلال الإفطار لم ينطق ماهر بكلمة، فقط شرب كوب من العصير وتناول بعض اللقيمات، لم يستجيب إلى مزاح خالد كان شارد في عالمه كئيبًا على غير عادته، تحمّد الله ثم قام.. تساءلت فاطمة باهتمام وهي من كانت تراقبه أثناء شروده "إلى أين ماهر؟ أنت لم تأكل شيء"
قبّل رأسها وهو يقول "شبعت حبيبتي سلمت يداكِ، سأخرج للشرفة لاستنشاق بعض الهواء"
راقبته وهو مغادر ثم عادت بنظرها إلى خالد و أيهم قائلة بصرامة "الآن وحالًا أريد أن أعرف ماذا حدث معه؟"
سرد خالد كل ما حدث أمام النادي ومغادرة ماهر النادي غاضبًا.
" سوف أذهب لأتحدث معه، وأنت أيهم ارفع الطعام، وخالد أعد القهوة لرحيم والشاي بالنعناع لأيهم ولكَ ما تريد"
نظرا إليها بتوسل أن تقول أمزح معكما لتضيف فاطمة بصرامة "إن عدت ولم أجدكما فعلتما ما قلته فسوف تقومان بتنظيف الأواني"
نظرا لها صاغرين وهما يتمتمان بحاضر، وما إن غادرت حتى انطلقت ضحكة رحيم بقوة وهو الذي كان يكتمها خوفًا من أن تُسند إليه مهمة، زفر أيهم وقام ليباشر مهمته، في حين اتجه خالد إلى المطبخ ورحيم ما زال يضحك.
....................
يقف في الشرفة ساهمًا يحدث نفسه "ما بك ماهر أنت فقط تعرفها منذ عشرين يوم، لماذا كل ذلك الغضب؟"
أغمض عينيه وهو يعود إلى تلك المرات القليلة التي تقابلا فيها بالصدفة.. ورغم عنه كانت تخطف بصره ونبضة من قلبه.. وتترك بروحه أثر لا يُمحى وهي التي لم يعرفها إلا منذ أقل من شهر.
ابتسم وهو يتذكر تلك المرة التي رآها فيها في مدخل المنزل، كان ذاهب إلى أيهم ووجدها تطعم قطة صغيرة بعض اللبن وتمسح على ظهرها بحنان ويبدو أن القطة مستمتعة بذلك، نظر إليها باشمئزاز وهو يصيح "ماذا تفعلين؟ مقرف!"
نظرت إليه بشراسة وهي تجيب بردها المعتاد "وما شأنك أنت؟"
ثم تركته واتجهت إلى السلم ،نظر إلى القطة التي أهدته نفس نظرة صديقتها ثم غادرت، لم يتحكم حينها في ضحكته التي انطلقت قوية.
وتلك المرة التي كان فيه الشيخ محمد إمام المسجد مريضًا للغاية، وبعثوا خالد ليحضر دكتورة نيرة على رغم من كونها دكتورة نفسية ولكنها قد تفعل له شيء حتى تحضر سيارة الإسعاف، كان يشعر بتوتر أيهم بجانبه ابتسم في نفسه فأيهم غبي إلى الآن لا يعرف طبيعة مشاعره تجاه نيرة، لكنه انتفض واقفًا حين رآها تدخل مجلس الرجال ولم يتمالك نفسه وهو يصيح بها "ماذا تفعلين هنا؟"
نظرت إليه وهي تقول ما كان يتوقعه وكاد يردده معها "وما شأنك أنت؟"
أعاد أيهم السؤال ثانيةً برفق فأجابت بهدوء "إن نيرة تتعامل مع النفس البشرية والعقول التالفة _نظرت إلى ماهر وهي تقول تلك الكلمات وكأنها تقصده ،أشاح بوجهه بعيدًا حتى لا ترى ابتسامته ثم أضافت_ أنا هي التي تتعامل مع الجسم البشرى فأنا أيضًا طبيبة"
قامت بفحص الشيخ على أكمل وجه وطلبت نقله إلى المستشفى وعندما أخبروها أن سيارة الإسعاف في الطريق، طلبت بعض المحاليل وقامت بتعليقها له.. في المستشفى تأكد أنها بارعة في عملها فبدون تلك المحاليل كان الشيخ قد انتقل إلى رحمة الله، هكذا أخبرهم الطبيب المشرف على حالته.
ولقاءاتهم القليلة أمام النادي في تلك المرات التي تمر بها على نيرة يُلقي عليها التحية فتردها بخفوت، ابتسم بإعجاب عندما رآها تتكلم بلين مع طفل صغير يبدو عليه التشرد، يبدو أنه قد أخبرها شيئًا جعل عيناها تدمع قبل أن تضم الطفل إليها بحنان وتعطيه مبلغ من المال، أخذه منها ثم انطلق يركض سعيدًا وهي تشيعه بنظراتها.
وتلك المرة التي كان يتحدث مع أخته في الهاتف في شرفة أيهم، وبعد أن أنهى مكالمته انتبه لوجودها جالسة في شرفة شقتها تمسك هاتفها، ويبدو أن ما تفعله يجذب انتباهها لدرجة لم تلحظ وجوده وهو يتأملها، استند على حافة السور وهو يراقب انفعالاتها فتارة تضحك، وأخرى تعبس وهنا تزم شفتيها وكأنها تمنعها من التفوه بكلمة سيئة، ثم كانت تلك الشهقة التي تلتها تساقط دموعها وانفجارها في البكاء.. سأل ماهر بلهفة لتنتبه لوجوده "أنتِ لماذا تبكين؟"
"وما شأنك أنت؟" أجابت بصوت باكي.
"بحق الله لقد مللت ذلك السؤال، أخبرينى لمَ تبكين؟" سألها بحزم حتى تجيبه.
"لقد مات" قالتها ورجعت إلى بكاءها ثانيةً.
"مات! من الذى مات؟" تساءل بجزع وهو يرى انهيارها.
"بطل الرواية مات"
ما إن سمع إجابتها حتى عاد إلى الداخل وأغلق باب الشرفة بعنف فلو بقى دقيقة أخرى لكان قذفها بشيء مسببًا لها عاهة، أما هي فضحكت بشدة على التعبير الذي ظهر على وجهه.
وعاد ليتذكر آخر مرة رآها كان حينها قادم للإفطار عند أيهم ، ووجدها تصعد السلم بصعوبة يبدو عليها التعب والإرهاق بشدة، حاول مساعدتها ولكنها رفضت بحزم، ظل خلفها يراقبها خائف من أن تفقد الوعى فتسقط من على السلم، إلى أن وصلت إلى شقتها ففتحت لها نيرة الباب لتسألها عن حالها، ابتسم فنيرة كانت مشغولة بصديقتها لدرجة أنها لم تلحظ وجوده من الأساس، حينها طرق بيت رحيم وهو مطمئن عليها.
ولكن الأغرب والذي يفكر فيه منذ أيام، ما الذي تحاول فاطمة فعله فهي ما إن تراه جالس مع أيهم، حتى تبدأ حديثها عن نيرة ولمار وعن أخلاقهما وتبقى تتحدث عنهما إلى أن يتركاها ويغادروا، سؤال يلح عليه أفاطمة تتقصد ذلك أم تفعل ذلك بعفوية؟.
أخرجه من شروده يد فاطمة التي وُضعت على كتفه وصوتها يتساءل بنبرة مباشرة "تغار؟"
تناول منها عصير الفراولة الذي يعشق ثم عاد بنظره إلى الطرقات الخالية، لم يدّعي عدم الفهم فمؤكد أن خالد قد أخبرها بكل شيء، فأجاب مباشرة "لا أعلم إن كنت أغار ولكن ما رأيته اليوم كان فوق طاقتي"
"أهذا هو من رأيته اليوم؟" سألت فاطمة وهي تشير برأسها إلى من تتحدث عنه، التفت ليجد لمار ونيرة قادمتان مع نفس الشاب، ونيرة تتعلق بساعده وهو يتحدث معهما بانطلاق، هز برأسه إيجابًا.
"إنه عمر شقيق نيرة" تحدثت فاطمة بهدوء.
"هذا ما استنتجه أيهم اليوم ولكن ما علاقته بـلمار؟ وأنتِ من أين تعرفينه؟" سأل ماهر بعدم فهم والإجابة لم تمنحه الراحة التي ينشدها.
"شاهدت صور له مع نيرة" نظر لها مطالبًا بإجابة على سؤاله الأول.
"انظر ماهر لمار يتيمة الأبوين توفي والديها في حادث، أتعلم أنه نفس الحادث الذي أخذ يزيد وزوجته والدي خالد"
"غير معقول!! كيف عرفتِ" قاطعها بعدم تصديق والشفقة تملأ قلبه عليها.
"لمار أخبرتني بتاريخ الوفاة ومكان الحادث ومطابق تمامًا لحادثة يزيد وزوجته" قالتها بحزن على صديقتها والدة خالد التي عرفتها مدة قصيرة ثم فارقتهم.
"أكملي ما كنتِ تقولينه" قال يشجعها على الحديث.
"كانت وقتها في الحادية عشر وقد أخذتها عمتها لتعيش معها، بعد ذلك الحادث انعزلت لمار عن البشر وفقدت كثير من مرحها وشخصيتها، وعمتها لم تساعدها على الخروج من تلك العزلة فقد تركتها تفعل ما تريد، كانت توهب وقتها للدراسة فقط، وعندما كبرت قليلاً وأنهت دراستها الثانوية أرادت عمتها أن تزوجها من ابنها، ولكنها رفضت وأصرت على إكمال تعليمها، وفي الجامعة قابلت نيرة وشذا ونشأت بينهم صداقة قوية أعادت لمار إلى تلك التي كانت قبل الحادث، مع تلك الصداقة تكونت علاقة أخوة قوية بين لمار وعمر، حتى اعتقد الناس أنهم أخوة فعلاً"
كان يستمع بتركيز شديد إلى كل كلمة قالتها فاطمة وكل جزء في كيانه يتفاعل مع ما يسمعه، شعر بالحزن الشديد على تلك المراهقة التي انغلقت على نفسها ولم تجد من يساعدها، ورغبة ابن عمتها بالزواج منها وهي ما زالت صغيرة فقط في الثامنة عشر، أحس بالغضب، ورغبة داخله تغريه بقتل ابن عمتها، و بالراحة عندما علم علاقتها بعمر، وبالغباء فهي أكبر من ذاك العمر الذي يبدو أنه طفل بملابسه الحمقاء تلك ولكن مهلاً "من شذا تلك؟" تساءل بهمس
ردت فاطمة ضاحكة "يطلقون عليها الحارس الشخصي" هز رأسه بشرود.
"أخبرك شيئا؟"
نظر إليها يشجعها بعينيه فأردفت قائلة "عندما رأيت تلك الفتاتان أحببتهما للغاية وتمنيت أن يكونا نصيبك أنت وأيهم"
ضحك وهو يقول بيقين "الآن فهمت سر حديثك عنهما دائمًا في وجودي أنا وأيهم ولكن ماذا عن خالد ألم تتمني واحدة منهما له؟"
ردت ببساطة واثقة "بغض النظر أنهن أكبر منه لكن خالد يحب هنا"
استند ماهر بذراعه على السياج متسائلًا بعدم فهم "لا أفهم لماذا لم يتقدم إليها حتى الآن والحي بأكمله يعلم بحبه لها"
أجابت بصدق "لأن ابنى غبي وجبان، يخاف أن ترفضه"
نظر لها بتعجب وهو يقول بخفوت "ادعي له"
ردت بصدق "أدعو لثلاثتكم براحة البال في كل صلاة"
التفت ينظر إليها سائلًا بحيرة "ماذا أفعل يا أمي؟"
تعلم أنه لا يناديها أمي إلا عندما يكون ضائع وغير قادر على تحديد وجهته، ربتت على كتفه بأمومة خالصة قائلة وهي تربت على صدره "استفتي هذا، وابحث في داخل قلبك حبيبي وهو سيرشدك"
أومأ بشرود وكلماتها تثير داخل قلبه زوبعة من الأسئلة.. وهو يستفتيه حقًا كما أخبرته.. لتسأله بشوق "متى ستأتي دارين يا ماهر"
رد بحنان "في يوم العيد يا ماما"


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 08:01 PM   #43

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

استيقظت من نومها لتحضير طعام مناسب للسحور، و قررت إيقاظ صديقتها فيما بعد فاليوم كان يبدو الإرهاق عليها بشدة، وما أن مرت من جانب غرفتها حتى سمعت همهمات مكتومة، فتحت الباب لتجدها تصارع الأغطية وتغمغم بكلمات كثيرة غير مفهومة ويتصبب العرق غزير من وجهها وكل جسدها، كابوس من كوابيسها المعتادة تهاجمها وتقتات على روحها، جسدها كله يرجف بعذاب رهيب، منذ عرفتها أيام الجامعة وتلك الكوابيس تلازمها، وعندما تحاول إيقاظها ترفض الاستيقاظ متشبثة بهذا الألم، رافضة بكل قوتها أي فرصة للعلاج ومتمسكة بمعاناتها، لم يسبق أن قابلت إنسان يعشق الألم لنفسه مثلها ،ولكن ما يجعل الدهشة تتملكها أن تلك الكوابيس تأتيها عندما تكون في حيرة من أمرها.. ومن بعدها تتخذ قرارها دائما.. أو تأتيها بعد كل حدث في حياتها سعيدًا كان أو حزينًا كان.. وكأنها تشاركها فرحتها أو حزنها، تنهدت بحزن واتجهت إلى السرير تجلس بجوارها منادية عليها وهي تهزها برفق.
وتلك التي كانت تتقلب من شدة الألم داخل قلبها قامت من نومها فزعًا، لتأخذها في احضانها وهي تقرأ عليها آيات من القرآن الكريم، أغمضت عينيها التي مازالت تذرف الدموع.. وقلبها يدق بألم لا تعلم سببه.. ألم يستقر بعمق روحها لا يفارقها مهما فعلت.. وهي للحقيقة لا تسعى لفعل ما يخفف عنها هذا الألم.. بل على العكس تمامًا تتمسك به..لا تستطيع التخلي عنه مطلقًا إنه جزء من هويتها.. جزء منها مرتبط بها ..كيف لا تعلم.. كل ما تعلمه أن نصف روحها يشاركها هذه الكوابيس.. وبدونها هي ناقصة غير مكتملة.. ظلت تستمع للآيات القرآنية حتى هدأت انتفاضة جسدها، تساءلت صديقتها بهمس حتى لا تفزعها "نفس الكابوس"
تنهدت وهي تهز رأسها بنعم والرعب يرسم ملامحها بإتقان.. رغم عدم قدرتها عن التخلي عنها ولكنها أيضًا تخافها.. فما تراه في تلك الكوابيس يفزع روحها.. رغم أن ملامحه تُمحى من عقلها فور استيقاظها كأنه لم يكن.. زفرة حارة خرجت من فمها وهي تقول بنبرة مجروحة "كابوس لا أعلم محتواه كالعادة.. لكن نعم إنه نفس الألم المعتاد"
همست الأولى قائلة بخفوت "لم ترينه منذ مدة حتى ظننت أنك تخلصت منه"
عندئذ ردت صديقتها بأعجب وأقسى إجابة ممكنة "نعم وكنت أشعر بالنقص والتيه.. كنت أتساءل لماذا تركني وحمدًا لله لقد عاد ثانيةً واكتملت هويتي"
انعقد لسان الأولى بعدم تصديق هاتفة بذهول "هل جُن عقلك أخيرا؟"
ابتعدت عنها تهز كتفها بقسوة نادرًا ما تظهر وهي تقول ببساطة "بل العكس تمامًا أنا أجن عندما تبتعد كوابيسي"
عضت شفتيها حتى كادت أن تدميها قائلة بغل "أنتِ تعشقين الألم"
ردت الأخرى بخفة ومازالت دموعها تتساقط.. والألم يسحق قلبها بقدر ما يشعرها بالاكتمال "كلا بالطبع من يحب الأذى لنفسه ولكن لن تفهمي هذا الألم مختلف"
هزت رأسها قائلة بسخط "أنتِ مختلة بالكامل"
ابتسامة مريرة لم تفهمها صديقتها ارتسمت على فمها قائلة ببساطة "معكِ كل الحق لم تخطئي "
زفرت الأخرى بغضب قائلة بأمر "يكفي حماقة اذهبي وصلي ركعتين حتى أحضر السحور"
هزت رأسها وهي تخرج من الغرفة متجهة إلى الحمام لتتوضأ.. وبعد وقت قليل كانت تفرد السجادة أمامها.. تصلي بخشوع ودموعها تتساقط دون إرادة.. تشكو لخالقها ما لم يفهمه مخلوق على الأرض.. تشكيه حرقة قلبها الدائمة دون سبب.. تدعوه وتدعوه وهي لا تعلم ما الذي يخرج من فمها من كلمات.
.......................................
فجر عيد الفطر
استيقظ من نومه على رنين الجرس بشكل مزعج ، وهو يتمتم "أقسم أن أقتلك خالد"
فتح الباب وهو يصيح بغضب "ماذا تريد أيها المزعج؟"
دخل خالد وهو يقول ببساطة "صباح الخير لكَ أيضًا وعيد مبارك هيا كي لا نتأخر على الصلاة"
"صلاة ماذا خالد؟" سأل أيهم من بين أسنانه وهو يمنع نفسه من توجيه لكمة إلى أنفه مباشرة ، فهم يحتاجونه في المباراة القادمة.
"صلاة العيد بالطبع" أجاب خالد سريعًا.
"صلاة العيد يتبقى عليها ساعتين وأنا لم أهنئ ببضع دقائق من النوم، انظر خالد افعل ما تريد وأنا سأذهب للنوم قبل أن أفعل ما لا يحمد عقباه" قالها أيهم والتفت مغادرًا إلى غرفته وهو يصب فوق رأس خالد لعنات كثيرة.. بينما اتجه خالد إلى التلفاز لتشغيله لتصدح تكبيرات العيد من التلفاز وهو يرددها معه.
"صباح الخير خالد"
التفت وهو يقول بحب "صباح الخير بطتي"
كانت متأكدة أنه جالس يستمع إلى تكبيرات العيد فتلك عادته منذ الصغر، كما أنها تحمد الله أن أيهم لم يقتله على فقرة الإزعاج الصباحية التي قام به منذ قليل ..سألته فاطمة باهتمام "هل أحضر لك الإفطار؟"
هز رأسه إيجابًا وهو يتمتم "أحبك"
ابتسمت عند سماع تمتمته فهو صغيرها الحبيب.
.............................
بعد صلاة العيد خارج القاهرة
انطلق الأطفال بملابسهم الجديدة منهم من يلعب، ومنهم من يردد تكبيرات العيد التي مازالت تصدح، وهذا يشتري حلواه المفضلة، أم ذاك فيبدو أنه قابل أحد قريب له وها هو يعطيه مبلغ من المال فيما يسمى (عيدية العيد)، وها هي محلات البقالة قد فتحت وأخرجت كل بضائعها فاليوم مصدر رزق غني لهم.. انطلق صوت مفرقعات من جانبها لتنتفض فزعًا.
"اهدأي لولو"
قالها عمر مهدئًا لمار التي كانت ترتدى جلباب أزرق له فتحة مثلثة قليلًا من أعلى، مطرز بأشكال فضية اللون، يضيق من عند الخصر ليتسع قليلًا من أسفل سامحًا لها بحرية الحركة، بكمين عريضين يطلق عليهما جناحي فراشة، ووشاح أبيض تنتشر فيه دوائر زرقاء، بينما كان عمر يرتدي جلباب أبيض اللون .
"آسفة عمر" قالتها لمار بهدوء .
" لمَ الأسف؟" سأل عمر بدهشة.
ردت لمار بأسف "كان من المفترض أن تخرج مع أصدقائك لا أن ترافقني إلى البيت"
"أنتِ وأختي من نفس فصيلة الحمقاوات لا عجب أنكما أصدقاء" قالها عمر بهدوء مغيظ.
التفت إليه لمار بصدمة وهي تقول باستياء "فصيلة الحمقاوات! أنا حمقاء يا عمر!"
هز رأسه وهو يقول مؤكدًا "نعم حمقاء هل تعتقدين أني سوف أتركك تعودين للبيت بمفردك، أو أني سأخرج بتلك الملابس؟ كلا أنا سوف أبدلهم أولًا ثم أخرج"
نظرت له بتقييم وهي تقول برقة "تبدو رائعًا لماذا تريد أن تبدلهم؟"
أجاب حانقًا "رائع! هراء أنا أشعر بعدم الراحة وكأنني لا أرتدى شيئاً وفقط تنقصني العمة لأبدو كشيخ القبيلة"
انطلقت ضحكتها بقوة دون سيطرة فيقول بحزم "اصمتي لمار قبل أن أقتل أحد المارة"
انتبهت إلى ضحكتها العالية في الشارع، فاحتقن وجهها خجلًا وهي تمتم باعتذار.
"عمر أين عمى سليم؟" سألت وهي تتجه إلى الطابق الأول من المنزل حيث تقيم مع نيرة، وانتقل عمر مع سليم إلى الدور الثاني حتى يعطي للفتاتين حرية التحرك.
"في المقابر" ألقاها عمر بعدم اكتراث ولا مبالاة وهو متجه إلى غرفته دون أن يضيف أي كلمة.
"ما بكَ عمر؟ لماذا عبست عند ذكر والدك؟ ولماذا أشعر أن هناك عداوة بينك وبينه؟" أسئلة كثيرة تدور بعقلها ولا تعلم لها إجابة فقط الأيام كفيلة بإجابتها


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 11:24 PM   #44

نور مرزوق

? العضوٌ??? » 476816
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » نور مرزوق is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع كالعادة يا سارة..دافئ جداااااا جدا جدا😍..حقيقي وانا بقرأه حسيت بوحشة لتلك الايام والعادات الرمضانية والاسرية وفي العيد..وتذكرت قول الامام علي رضي الله عنه "تأتي عليكم أيام تصبح فيها اعيادكم كأيامكم"..اعذريني لو اللفظ مش دقيق في قوله الشهير..الذاكرة😀😀🥺..وحقيقي اغلب ده راح من مدة طويلة وللأسف وجت الكورونا السنة دي روحت الباقي منه..فتعسًا لنا..انا حبيت نقار الاطفال اللي كان في الرواية لاقصى درجة..اظن ان مدى دفء القلب يقاس بمدى مرونتك وطفولتك وتعاملك السلس مع الاحداث..وشوفت ده بالرواية..استغربت جدا مشهد الفتاتان والكابوس..وحيث اني مش متذكرة اغلب الاحداث🙃☺..ياتي عليا وعلى جمالي😅..فاسمحيلي افتي شوية او اعمل نفسي مش واخدة بالي وافتي..الفتاة صاحبة الكوابيس اما هي مازوخية وده شوية مستبعد..مظنكيش حابة تكتبي عن شيء سيء كذلك..او انها بتشوف في كوابيسها حاجة كانت يومًا قريبة جدا لقلبها وراحت من حياتها..فالحاجة او الشخص ده بيوصلها لحالة من الاكتمال..واظن ده ربما حقيقي😂..فعلا مش متذكرة اوي..استلذذت الغيرة في الفصل ..وحبيت ان ماهر قدر يحدد مشاعره بدقة واريحية وبلا تردد كصاحبه ..مش حابة اسميه غباء زي ما اعتدنا سويا نفعل..بس حابة اسميه تردد او عدم ثقة او تشوش او انعدام رؤية..وفي الواقع ده مش سيء بالكامل..لانه فعلا ملحقش يتأكد من حبه..ويفترض علميًا ان الاعجاب لا يدوم اكثر من 4 شهور بينما الحب عكسه يدوم ما شاء الله له ان يدوم..حابة اتعرف اكتر عن هنون☺😍..النسمة الظريفة حبيبة النسيم الاظرف🥰..في نقطة انا لم استسغها واتذكرتها الان..ليه الصدفة بان يكون حادث والدي خالد هو حادث والدي لمار..ما من داعي لتلك الصدفة برأيي..وانا مش من الاشخاص اللي بتتفهم اوي الصدف الكتيرة..خاصة اني فاكرة كويس ان فيه حاجات اولى اكتر بذكر الصدف فيها فيما بعد في مجريات الاحداث..عدا عن ذلك هو كان فصل رائع والفصل قبله كذلك..عذرا اني معرفتش اعمل كومنت ..بجد سوري لذلك..ملحوقة بإذن الله😍..دمتِ بحب غاليتي😘

نور مرزوق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 11:42 PM   #45

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور مرزوق مشاهدة المشاركة
فصل رائع كالعادة يا سارة..دافئ جداااااا جدا جدا😍..حقيقي وانا بقرأه حسيت بوحشة لتلك الايام والعادات الرمضانية والاسرية وفي العيد..وتذكرت قول الامام علي رضي الله عنه "تأتي عليكم أيام تصبح فيها اعيادكم كأيامكم"..اعذريني لو اللفظ مش دقيق في قوله الشهير..الذاكرة😀😀🥺..وحقيقي اغلب ده راح من مدة طويلة وللأسف وجت الكورونا السنة دي روحت الباقي منه..فتعسًا لنا..انا حبيت نقار الاطفال اللي كان في الرواية لاقصى درجة..اظن ان مدى دفء القلب يقاس بمدى مرونتك وطفولتك وتعاملك السلس مع الاحداث..وشوفت ده بالرواية..استغربت جدا مشهد الفتاتان والكابوس..وحيث اني مش متذكرة اغلب الاحداث🙃☺..ياتي عليا وعلى جمالي😅..فاسمحيلي افتي شوية او اعمل نفسي مش واخدة بالي وافتي..الفتاة صاحبة الكوابيس اما هي مازوخية وده شوية مستبعد..مظنكيش حابة تكتبي عن شيء سيء كذلك..او انها بتشوف في كوابيسها حاجة كانت يومًا قريبة جدا لقلبها وراحت من حياتها..فالحاجة او الشخص ده بيوصلها لحالة من الاكتمال..واظن ده ربما حقيقي😂..فعلا مش متذكرة اوي..استلذذت الغيرة في الفصل ..وحبيت ان ماهر قدر يحدد مشاعره بدقة واريحية وبلا تردد كصاحبه ..مش حابة اسميه غباء زي ما اعتدنا سويا نفعل..بس حابة اسميه تردد او عدم ثقة او تشوش او انعدام رؤية..وفي الواقع ده مش سيء بالكامل..لانه فعلا ملحقش يتأكد من حبه..ويفترض علميًا ان الاعجاب لا يدوم اكثر من 4 شهور بينما الحب عكسه يدوم ما شاء الله له ان يدوم..حابة اتعرف اكتر عن هنون☺😍..النسمة الظريفة حبيبة النسيم الاظرف🥰..في نقطة انا لم استسغها واتذكرتها الان..ليه الصدفة بان يكون حادث والدي خالد هو حادث والدي لمار..ما من داعي لتلك الصدفة برأيي..وانا مش من الاشخاص اللي بتتفهم اوي الصدف الكتيرة..خاصة اني فاكرة كويس ان فيه حاجات اولى اكتر بذكر الصدف فيها فيما بعد في مجريات الاحداث..عدا عن ذلك هو كان فصل رائع والفصل قبله كذلك..عذرا اني معرفتش اعمل كومنت ..بجد سوري لذلك..ملحوقة بإذن الله😍..دمتِ بحب غاليتي😘
يا روحى كالعادة كومنت منعش ومبهج كالعادة .. بحبك يا بنت
أيهم مش متردد ولا حاجة بس مش عارف يتعرف على مشاعره
ماهر واضح وصريح كعادته رغم انه معطهاش اسم
تصدقى انا مش فاكرة سبب الصدفة دى ايه
خالد وهنونته ياختاااى عليهم وعلى جمالهم
بس هبل يا بت اكتبي الكومنت فى اى وقت


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-20, 01:14 AM   #46

soso#123

? العضوٌ??? » 456290
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 389
?  نُقآطِيْ » soso#123 is on a distinguished road
افتراضي

ثرياقداح
رجعتيني للروايه السابقه كيف كنت مبهرة بهؤلاء الرجال
الان انا مبهرة بهؤلاء الشباب
ياالله على كم هالحب والمودة المتمكنه منهم يجعهم اب رحيم واسمه رحيم وأم حنون فاطمة أحن ام شفتها
رجعتيني لايام في الزمن الجميل زمننا عندما كنا نستمتع بأيام رمضان وعيده وحب الجيران والتفاهم والحب الذي يجمعهم
عم اقرأ وانا مستمتعة بغيرتهم رحيم يغار على فاطمة رغم كبرهم ماهر يغار على لمار من شب صغير وواضح انه يصغرها
حبيت هذا الصدق في التعامل مع فاطمة عندما سألته هل تغار لم ينكر وبدأ بالحديث معها والله نعم التعامل والتربيه
اشتقت لهنا وحكايتها مع خالد
ياترى ماقصة كوابيس لمار ولم هي سعيدة بعودتها وإحساسها بالنقص من دونها
أشكرك سارة لسعادتي وأنا اقرأ فصلك
سلمت يداك


soso#123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-20, 03:13 AM   #47

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soso#123 مشاهدة المشاركة
ثرياقداح
رجعتيني للروايه السابقه كيف كنت مبهرة بهؤلاء الرجال
الان انا مبهرة بهؤلاء الشباب
ياالله على كم هالحب والمودة المتمكنه منهم يجعهم اب رحيم واسمه رحيم وأم حنون فاطمة أحن ام شفتها
رجعتيني لايام في الزمن الجميل زمننا عندما كنا نستمتع بأيام رمضان وعيده وحب الجيران والتفاهم والحب الذي يجمعهم
عم اقرأ وانا مستمتعة بغيرتهم رحيم يغار على فاطمة رغم كبرهم ماهر يغار على لمار من شب صغير وواضح انه يصغرها
حبيت هذا الصدق في التعامل مع فاطمة عندما سألته هل تغار لم ينكر وبدأ بالحديث معها والله نعم التعامل والتربيه
اشتقت لهنا وحكايتها مع خالد
ياترى ماقصة كوابيس لمار ولم هي سعيدة بعودتها وإحساسها بالنقص من دونها
أشكرك سارة لسعادتي وأنا اقرأ فصلك
سلمت يداك
عارفة مجرد ما اعرف انك بتقرئى ليا بفرح تلقائى
مبسوطة جدا جدا بوجودك وسعيدة برأيك كالعادة
رحيم وفاطمة بعشقهم
ماهر ده الروح من جوه
خالد وهنا الفصل الجاى باذن الله
الكوابيس مهمة معنا شوية مرتبطة بروح صاحبتها


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 08:08 PM   #48

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع
في شقة رحيم
يجلس ثلاثتهم أمام التلفاز المفتوح أمامهم، وكحك العيد والتسالي العديدة موضوعة أمامهم.. التقط خالد بعض من التسالي أمامه يلقيها في فمه بعدم انتباه.. وهو يشاهد ما يعرض على التلفاز باهتمام.
"خالد أعطني جهاز التحكم" تذمر ماهر من خالد الذي يجبرهم على مشاهدة مسرحية (العيال كبرت)، فهي مسرحيته المفضلة وعنده استعداد أن يشاهدها طوال اليوم ولا يمل.
"اصبر ماهر فقد أوشكت على الانتهاء" تحدث أيهم بهدوء.
هتف ماهر بغيظ "فيلمي على وشك البدء"
"أي فيلم؟" سأل أيهم بتفكه.
Baby 's Day Out""
رد ماهر وهو يفكر في طريقة ليجد جهاز التحكم، الذي أخفاه خالد كي لا يجده.. بينما نظر له أيهم طويلاً غير قادر على النطق ثم صاح بغيظ "إنه فيلم للأطفال ماهر"
أجاب ماهر وهو يشيح بيديه بعدم اكتراث "لا يهم، أعطني جهاز التحكم خالد"
هز خالد رأسه بالنفي وهو مندمج مع المسرحية، حتى أنه أخذ يردد الحوار قبل أن يُقال، تمتم أيهم بحنق "أطفال"
ارتفع رنين الهاتف الأرضي ليترك أيهم ماهر وخالد لشجارهما الهزلي.. واتجه للهاتف يجيبه بهدوء "السلام عليكم"
رد بعد ثوانٍ من الصمت "حسناً دقيقة فقط"
رفع صوته منادياً بخفة "ماما مكالمة لكِ"
تقدمت فاطمة بجلبابها الأسود الأنيق المزين بخطوط ذهبية رائعة وحجاب أسود رقيق.. هدية من أيهم ،أخذت الهاتف منه بابتسامة رقيقة قائلة بحنو فطري "السلام عليكم"
ليأتيها الصوت الأنثوي الرقيق "مرحباً عمتي آسفة لكوني أهاتفك باكراً، ولكنني أحببت أن أهنئك بالعيد"
"مرحباً حبيبتي لا عليكِ فأنا كنت على وشك الاتصال بك عيدك مبارك لمار"
ما إن سمع اسمها حتى التفت جهة فاطمة بلهفة واشتياق يسطع من عينيه، ودّ لو أخذ الهاتف من فاطمة ليسألها كيف ذهبتِ دون أن أراكِ دون أن أودعكِ، كم أشتاق إليكِ دماري.
استمرت الثرثرة إلى أن هتفت فاطمة "لقد اشتقتُ إلى المشاغبة الأخرى سوف أهاتفها"
ردت لمار بخفة "لن تجيب إلا بعد الظهيرة، من قبل الصلاة وأنا أحاول إيقاظها ولكني فشلت، فهي تقدس أيام الإجازات وتستغلها في النوم"
"أنتِ عند نيرة؟" سألت فاطمة بدهشة.
"نعم عمتي فأنا منذ التقيت نيرة وأنا أقضي معها الأعياد في منزلها، وعمتي لا تعترض على ذلك" بررت لمار بمرارة.
أشغل أيهم نفسه في قراءة رسائل التهنئة التي وصلته والرد عليها، عندما سمع كلمة مشاغبة من والدته علم من تقصد فوراً، وهل هناك مشاغبة يعرفها غيرها.. وعند سماعه اسمها لم يستطع أن يمنع نفسه من النظر إلى والدته، وحمد الله أنها كانت تعطيه ظهرها، ألجم لسانه حتى لا يسأل عن أحوالها، يتذكر منذ خمسة أيام عندما علم أنها عادت إلى بلدتها التي لا تبعد كثيراً عن العاصمة تملّكه غضب شديد، لماذا لم تخبره أنها مسافرة؟ استنكر عقله هذا الغضب ليعنفه كثيراً، وما شأنك أنت بها؟، وأعطى أوامر إلى قلبه بعدم التفكير بها ولكن أعلن القلب عصيانه وها هو حائر بين قلبه وعقله.
أنهت فاطمة مكالمتها ثم اتجهت إلى ماهر قائلة بشوق "ماهر متى ستعود دارين؟ لقد اشتقتُ إليها كثيراً"
ظهر اشتياق ماهر لأخته الوحيدة بوضوح على وجهه، هي ابنته وربيبته فهو من رباها، ولقد سافرت هي ووالده لزيارة أهلهم منذ منتصف رمضان.
"من المفترض أن تعود اليوم بطتي"
ما إن أنهى ماهر جملته حتى ارتفع طرق صاخب على الباب، هتف خالد بحب أخوي صافي وهو يتجه للباب "إنها دارين"
فتح خالد الباب لفتاة في السادسة عشر من عمرها، جميلة للغاية بملامح مشاغبة ذات فتنة بريئة، وشعر اسود يصل إلى خصرها، صاحت مهللة بفرحة "خالد اشتقت إليك"
"وأنا الأخر دارو هيا لقد قاربت المسرحية على الانتهاء" قالها خالد لصديقته الصغيرة.
"خسارة" قالتها بأسف مصطنع، نداء باسمها جعلها تتجاوز خالد وهي تندفع إلى أخيها ليحملها وهو يقول "اشتقت إليك ديدي ، هنتُ عليكِ كل تلك المدة الطويلة"
أجابت مبررة وهي تلف يدها حول عنق ماهر "وأنا كذلك ماهر ولكن بابا أراد أن يكمل رمضان هناك ولم أستطع تركه وحده"
"حمدًا لله على سلامتك داري "
رفعت رأسها لتقول بفرحة "أبيه أيهم اشتقت إليك"
أجاب مبتسماً بحنان فهي طفلتهم الصغيرة "وأنا كذلك صغيرتي"
تحدث ماهر حانقاً "هو أبيه أيهم وأنا ماهر فقط لمَ لا تحترميني مثله"
رد خالد مازحاً "لأن أيهم مخيف يشبه مصاصي الدماء"
"ابني ليس مخيف خالد، دارين ابنتي" همست فاطمة بشوق
أنزلها ماهر لتسرع وتحتضن فاطمة وهي تقول "اشتقت إليك أمي كثيراً"
"وأنا أيضا ابنتي، لن أسمح أن تغيبِ عنى مرة أخرى"
قالتها فاطمة وهي تضمها إليها أكثر فهي من ربت دارين، وكذلك دارين لم تعرف أماً غيرها، فعندما كانت صغيرة ظلت مع فاطمة لترعاها، فوالدتها كانت مريضة ولم تستطع أن تعتني بها.
"تلك هديتك داري" نظرت إلى الهاتف الذي قدمه لها أيهم بمناسبة العيد بانبهار، كان هاتف صغير بلون أحمر أنثوي وما لبثت أن صرخت فرحى وهي تشكره كثيراً، ليبتسم لها فهي مدللتهم جميعاً.
"وتلك مني" نظرت إلى خاتم ذهبي عبارة عن حلقة ذهبية تنتهى بقلب صغير.. لتهمس بتأثر وهي تأخذه منه "إنه رقيق للغاية خالد"
"لا يليق إلا بكِ حبيبتي"
احمر وجهها خجلاً وهي تتمتم بكلمات الشكر، نظر خالد إلى ساعته وهو يقول "يجب أن أذهب الآن، ولكن أعدك أن أحضر لكِ محل البقالة وأنا عائد"
وقبل أن يصل إلى الباب ناداه أيهم وهو يقول بجدية "خالد لا تتأخر يجب أن ننضم للمعسكر بعد ساعة"
هز رأسه وهو مغادر بموافقة.. ودارين تسأل بتعجب "إلى أين هو ذاهب؟"
تبادل أيهم مع ماهر نظرة متفكهة.. مجيباً وهو يبتسم بسخرية "موعده السنوي"
عبست بدهشة ثم التفت إلى ماهر الذي قال بحنان "هديتي في غرفتك"
"رأيتها بالمناسبة أين رحيم؟" سألت دارين وهي تبحث بعينيها في المكان.
"في القهوة بالأسفل" أجاب أيهم بهدوء.
"حسناً سأنتظره" قالتها واتجهت إلى الأريكة لتمسك بجهاز التحكم، صاح ماهر وهو متجه إليها "اتركي جهاز التحكم دارين"
...................................
بعد يومين بغرفة نيرة
"ماذا تفعلين؟" سألت لمار وهي تعطيها كوب من القهوة.
"أتابع المباراة؛ الفريق عنده مباراة هامة اليوم" قالتها نيرة وهي تتابع التلفاز باهتمام.
"أقصد لمَ الورقة والقلم؟" جلست لمار بجوارها وهي تعاود السؤال.
ردت نيرة بهدوء "لأسجل حالة اللاعبين"
ظهرت معالم عدم الفهم على وجه لمار، فأردفت نيرة شارحة " انظري رغم ثبات مستوى خالد وتألقه إلا أنه يبدو مضطرباً حزيناً، وكما أن هناك لاعبين يحتاجون إلى جلسة فالتوتر ظاهر عليهم بوضوح"
جلستا الاثنتان تتابعان المباراة ونيرة تسجل ملاحظاتها بدقة، حتى شهقت لمار بخوف، التفت نيرة إلى التلفاز لترى في لحظة الإعادة تدخل عنيف من ماهر مع لاعب من الفريق المنافس، انطلقت ضحكة نيرة وهي تقول "لا تخافي فطريقة لعب ماهر عنيفة نظراً لمركزه"
"يا إلهي لقد كاد أن يكسر له ضلع أو رجل أو ذراع" ضحكت لمار وهي غير مستوعبة ما تشاهد.
ضحكت نيرة ثانيةً ثم استدارت إليها وهي تقول " أتحملين مشاعر له لمار؟"
نظرت لمار إلى الشاشة تتابع المباراة لتقول بذهول " لا أعرف أشعر بالسعادة عندما أراه.. وعندما يشاكسني يخطف شيء من قلبي لا أعرف ما هو"
ابتسمت لها نيرة ثم استدارت تتابع المباراة مجيبة ببساطة "يسعدك عندما يشاكسك ويخطف شئ من قلبك!! يا فتاة أنا اسأل عن مشاعرك نحوه"
ردت لمار بنزق "لقد أخبرتك عن مشاعري"
ردت نيرة بخفة دون أن تنظر إليها "ذلك تأثيره عليكِ والسؤال كان عن إحساسك به"
أخفضت لمار عينيها بتفكير عميق ثم التقطت كوبها.. تديره بين يديها قائلة بعد تنهيدة حارة "صدقاً لم أحدد مشاعري نحوه بعد.. ولكن طلته تبهرني، مواقفه معي رغم أنها قليلة ولا تتجاوز تبادل التحية ولكني لا أنساها.. تعيدها عليّ ذاكرتي مرارًا فأبتسم كالبلهاء، قلبي عندما يراه بعد فترة غياب عدة أيام فقط يدق بشدة، يعني هكذا وأشياء أخري لا أعرف كيف أشرحها"
ضحكت نيرة قائلة دون أن تنظر إليها "أنتِ حمقاء يا لمار"
جعدت لمار ملامحها باستياء متسائلة بخفوت "وأنتِ أتحملين مشاعر لأيهم؟ ما أعرفه أنه حلم المراهقة كنت تتابعين أخباره دائماً "
نظرت لها نيرة وهي تقول بصراحة "أعتقد ذلك تبهرني شخصيته، يستطيع أن يفهمني جيداً، وعندما ينظر إليَّ أشعر بالتوتر وأشعر أن وجهي تحول إلى ثمرة طماطم ناضجة.. أحب الحديث معه كثيرًا، ورؤيته أثناء اللعب.. والأهم أني أحب أمه" .
نظرت لها لمار بذهول وهي تنفجر ضاحكة على جملتها.. ثم ردت قائلة بمحبة "نعم سيدة رائعة"
شردت ملامح نيرة في ذكريات غير مرئية قائلة بنبرة مترددة "عيناها ليست غريبة.. وكأني رأيتها من قبل كثيرًا"
عبست لمار بعدم فهم قائلة "عيناها فقط"
هزت نيرة رأسها قائلة بغرابة "خضرة عينيها مميزة ومألوفة كثيرًا لمار"
التفتت لها لمار بكلها متسائلة "ماذا تعنين؟"
هزت نيرة رأسها بضيق قائلة باختناق بدأ يصيب قلبها "لا أعلم ولا أفهم شيء.. الشيء الوحيد الذي أعلمه أني أحب تلك السيدة كثيرًا"
ردت لمار بصدق "نعم سيدة رائعة"
....................................
اليوم التالي في ساحة التدريب
انتفض ماهر عندما ألقى خالد حقيبته بغضب بجواره "اللعنة خالد! ما بكَ منذ يوم العيد وأنت تبدو خائف حزين مرتبك"
زفر خالد وهو يقول بسخط "لا شيء ماهر أنا بخير"
"منذ متى وأنت تكذب؟"
قالها أيهم وهو يضع يده على كتف خالد وأردف قائلاً باهتمام "أنت لست بخير ما بك؟ لقد تركتك أسبوعاً كاملاً، والآن ستخبرني ماذا بك؟"
أغمض خالد عينيه ثم استدار واحتضن أيهم بشدة، فدائمًا ما كان أيهم يمثل له حصن الأمان، عندما كان صغيراً وتأتيه الكوابيس كان يتجه إلى غرفة أيهم، ويندس بجواره على الفراش، ولم يمانع أيهم فقد كان يدثره جيداً ويقرأ عليه آيات من القرآن، وهو يداعب شعر خالد حتى يستغرق في النوم وحينها ينام أيهم وهو يحتضنه.
"هنا" تحدث أيهم برفق وبإقرار أكثر منه سؤال.. ليهز خالد رأسه إيجاباً ،ربت أيهم على كتفه وهو يقول "لا تقلق سأحل كل شيء فقط لا تقلق"
رفع رأسه ليسأل أيهم عما يقصده حين "كابتن خالد"
نادته نيرة وكانت قريبة منهم وشاهدة على تلك الألفة بينهم، ابتسمت بإعجاب يتزايد داخلها تجاه أيهم، التفتا خالد وأيهم إليها ،خالد بملامح متسائلة ماذا تريد، وأيهم بشوق وهو الذي لم يراها منذ مدة طويلة.
"هل يمكن أن نتحدث قليلاً" هز برأسه موافقًا وهو يتبعها إلى المكان المخصص لها.
"أشعر بك تدبر شيء أيهم لا أعلم ما هو؟" سأل ماهر متوجساً وهو يعلم أن أيهم يدبر شيء منذ أيام.
ابتسم أيهم ابتسامة ماكرة وهو يقول "هيا لنذهب وسأخبرك"
..................................
"ماذا بكَ كابتن؟" سألت نيرة مباشرةً بعد أن جلسا.
ابتسم خالد بسخرية وهو يقول بابتسامة جانبية "أيبدو عليَّ الحزن لتلك الدرجة؟"
"كابتن خالد" قالتها نيرة بلهجة خاصة أن (أجب سؤالي).
ابتسم بحزن وهو يشرد بعينيه بعيداً إلى يوم العيد، بعد أن خرج من عند فاطمة واشترى الشكولاتة المفضلة عندها، ذهب إلى بيته مباشرةً يعلم أنها في ذلك الوقت تنتظره على السلم ليحتفي معها بالعيد كما كان يفعل وهما أطفال، ابتسم عندما وجدها جالسة على السلم، جارته الفاتنة ذات عيون البحر الهادئ، تسبح بين أمواجه طيبة العالم كله.. ووجنتين ممتلئتين وشفاه مكتنزة وبشرة خلابة خاصةً في وجود ذلك الاحمرار الطبيعي الدائم، تشع بهاء وهالة نورانية من النقاء تلفها، ترتدي فستان بلون الورد مع حجاب أبرز جمال بشرتها.
"هنا" رفعت رأسها تنظر إليه وهي حزينة ثم أخفضتهما ثانيةً.
جلس بجوارها على السلم وهو يضع ما أحضره لها في حجرها، ابتسمت وهي تقول برقة "شكراً ،كنت أنتظرها"
"ماذا حدث لماذا أنتِ عابسة؟" تساءل خالد باهتمام.
مطت شفتيها بحزن قائلة بخفوت "لا شيء"
حزن لأجلها ليقول بنبرة حانية "هل قطع ابن أختك رسمتك الجديدة ثانيةً"
هزت رأسها بلا ليسألها بقلق "ماذا حدث إذًا؟"
ردت بألم وهي تتمسك بقوة بأشيائه في حضنها "تقدّم لي شاب ذو صفات مناسبة وأنا لا أجد سبب للرفض ولا أعلم ماذا أفعل؟"
انقبضت عضلة قلبه بألم وتغضن وجهه بانزعاج.. كان يجب أن يعلم فهي تعدت الثامنة عشر.. يستطيع والدها أن يزوجها لمن يجده مناسب.. حتى إن رفضته هو؛ فأبيها من هؤلاء الذين يفضلون زواج المرأة على تعليمها.. أراد أن يطمئنها.. أن يبوح بما في داخل قلبه.. ولكن خوفه من المستقبل كبَّل لسانه.. خوف ينهشه دون أن يقاوم.. نظر في ساعته ليقول بغصة مؤلمة "يجب أن أذهب، إلى اللقاء"
راقبت انصرافه بألم ودمعة تسيل من جانب عينيها وهي تحتضن ما أحضره لها.. تقبض على نظرته الأخيرة الحانية بين جدران قلبها.. تدعي ربها من أعماق أعماق قلبها أن يكون نصيبها.. تحبه بقلبها البريء الذي شبّ على حبه.. لا تريد ولا تتمنى غيره ولكن ماذا عساها تفعل مع والدها إذا تقدم لها شاب مناسب؟
"كابتن خالد"
صوت نيرة مع فرقعة أصابعها أمام وجهه أعاده من شروده بها.. ليهب واقفاً وهو يقول باحتياج "يجب أن أرى فاطمة"
تأملته لوهلة لتهز رأسها موافقة، تركها وأخذ أذن وغادر قبل انتهاء التدريب بساعة.
............................
بعد وقت في شقة رحيم
وقف يتأملها وهي تتحرك في المطبخ، منذ أن عاد من المعسكر وهو يقيم في شقة رحيم في غرفته القديمة، ويقف يراقب فاطمة وهي تحضر الطعام ،رؤيتها فقط كفيلة أن تُذهب حزنه بعيداً، لطالما كان وجودها كفيلا أن يذهب ضيق روحه، فاطمة واحته الخضراء المليئة بالراحة، القلب الذي يمتص أحزانه منه وتحملها عنه.
لم ينتبه في ظل شروده إلى فاطمة التي التفتت تتأمله في وقفته المسترخية ظاهريًا مستندًا بجسده على الباب.. وفى داخل روحه تدور معارك هي أدرى الناس بها.. وكيف لا تفهم ما يدور داخله وهو حبيب بل توأم روحها.. تأملت ملامحه الأثيرة لقلبها والحبيبة لروحها.. عينيه السوداء العميقة المليئة بالطيبة والحنان.. وجهه السمح بلونه الفاتح المائل للبياض يفيض بحنان فطرى.. خصلاته السوداء الغزيرة الطويلة تكمل مظهره الطفولي المحبب.. ملامحه ككل تدل على طفل بملامح رجل.. طفلها الحبيب حزين ويتألم وهي تخمن السبب.. وتعلم أنه أتى للحديث معها واستشارتها في سبب هذا الحزن، أجلَت حنجرتها قائلة بصوت حاني "أنهيت تأملك خالد؟"
ابتسم بحنان وهو يدخل إلى المطبخ قائلًا بمرح مفتعل "لا أصدق تقطعين البصل بنفسك"
ضحكت وهي تقول بحنو "كنت أجهزه لك هيا تقدم لتقطيعه"
أخذ السكين منها وجلس أمام الطاولة يقوم بمهمته، بينما انشغلت فاطمة بتنظيف الأواني وهى تقف مقابلة لحوض الغسيل تعطيه ظهرها.. بعد فترة لا بأس بها من الصمت.. قالت فاطمة بيقين "هنا"
أجاب بصوت مختنق "تقدَّمَ لها شاب"
"ما الغريب في هذا خالد؟ الفتاة ذات خلق وجمال ونسب شريف وصغيرة بالعمر.. طبيعي أن تكون مرغوبة ويتقدم لودها الكثير"
قالتها بهدوء تود إخراجه عن هدوئه وجعله يغضب حتى يخبرها بكل ما يعتمل بصدره.. يبوح بألمه وحزنه حتى تخفف من حرقة روحه، تجاهل ما قالته وهو يلقي جملته بهدوء، متجه إلى الصنبور لغسل وجه، ثم اتجه إلى الموقد وأشعله ووضع البصل عليه وبدأ بتقليبه "لا تجد عذر لرفضه"
راقبته وهو يتحرك من حولها بهدوء، وفكرت إذًا فكرة الاستفزاز فكرة غير مجدية، كانت تعلم ولكن ما الضير من المحاولة، إذًا الهجوم هو ما يفيد "تحبها لمَ لا تتقدم لها لا أفهم"
أجاب بهدوء وهو ما زال يقلب ما أمامه "نعم أحبها كثيراً، ولكن إذا تقدمت لها من يضمن موافقتها، وإذا وافقت من يضمن لي أن تستمر الحياة بيننا بدون مشاكل تنتهي بالطلاق، وإذا استمرت من يضمن لي ألا تموت قبلي تاركة لي أبناء أربيهم، أو أموت أنا تاركاً إياها بمفردها تواجه الحياة، أو نموت كلينا تاركين أبناء لنا بمفردهم يواجهون شرور الدنيا دون حائط صد يمنعها عنهم، ثم من يضمن أن أكون زوجاً صالحاً أو تكون هي زوجة صالحة، أخبرينى فاطمة ما الضمان؟"
في بداية كلامه كانت تعطيه ظهرها ثم التفت إليه ببطء و عينيها تتسع شيئًا فشيء، كانت تعلم أنه خائف ولكن ما ألقاه أمامها لا يقول غير أن ابنها خائف من الحياة بشكل عام، خائف أن يعيش، اتجهت إليه وهي حاملة ملعقة خشبية كبيرة كانت تنظفها، ضربته بها على صدره وهي تهتف بسخط "ابني ليس جباناً، أنا لم أربى جباناً خالد"
أشاح بعينيه بعيداً عنها بخزي، ولكنها أعادت عينيه إليها ثانيةً وهي تضع يدها على وجنته بحنان قائلة بحكمة وفطنة كبيرة "انظر حبيبي لا يوجد ضمانات في الحياة، هي دائمًا ما تضعنا في اختبارات دون النظر إلى قدرتنا على تحملها أو لا، الشجاع فقط من ينجو من معركة الحياة بخسائر أو دونها ولكن ينجو، ولكن حبيبي ذاك الخوف داخلك قادر على قتلك حياً، الخوف لن يوقف xxxxب الساعة ويمنعها من الحركة، xxxxب الساعة ستتحرك وتتركك خلفها هرمًا عجوزاً خائف أن يحضر كوب ماء لنفسه خوفاً من أن يقع فتكسر رقبته ، أعلم أن حادثة والديك تركت داخلك أثر لن يمحى، لكن حبيبي لست الوحيد الذي تعرض لمآسي في حياته، فقط لو تعرف ما عايشته قبل زواجي برحيم لأشفقت عليّ وهانت عليك مصيبتك، لذلك اطرد ذلك الخوف بداخلك وعش حياتك وتمسك بحبك قبل أن يضيع منك وتعض أناملك من الندم، أنت لن تتحمل أن تراها تزف لغيرك"
هز رأسه بنفي ودمعة تفر من عينيه عند تذكر والديه، وتلك البطاقة باحتمال خسارتها تلوح فوق رأسه كغراب ناعق، مسحت دمعته بيديها وهي تجذبه إلى حضنها الأمن، ألقى برأسه على كتفها وهو يفكر نعم خائف أن يفشل في حياته ولكنه عاد ونهر ذاته متى فشل في حياته، ها هو يوشك على التخرج من كلية التجارة بجانب ذلك هو أصغر حارس تولى حراسة مرمى المنتخب، ولكن تبقى ماذا لو تلك الحياة مرعبة ومخيفة؟ ليجيب باختناق "هل تظنين أني سأكون زوج جيد لها ولن أظلمها"
ربتت على ظهره برقة قائلة بثقة تامة "مائة بالمائة يا حبيب روحي.. ستكون زوج لا مثيل له وأب رائع للغاية"
ابتسم باتساع ابتسامة رائعة، كان يعلم أنه سيجد دواء روحه بين ذراعيها، يا الله!! لو بقى عمره كله ساجدًا شكرًا على وجوده لن يكون كافي، قبّل كتفها بحب ثم رفع عينيه ينظر إلى القدر الموجود على النار وهو يقول بمزاح "بطتي هل ينفع بصل أسود بدل من الأصفر؟"
أبعدته وهي تقول "ماذا!"
نظرة واحدة إلى ما وراء ظهرها حتى عرفت قصده، فخالد أحرق البصل "تخلص من ذاك المتفحم واصنع غيره الآن"
"راعي حالتي أنا حزين ومكتئب" قالها يتصنع الحزن وقد عاد المرح إليه فهو أخيراً أدرك ما يريد.
"هيا خالد رحيم وأيهم على وشك الوصول ويجب أن أكمل الطعام"
بدأ خالد في إعداد البصل من جديد.. وبعد وقت دخل أيهم إلى المطبخ نظر إلى خالد بسخرية فعبس خالد في وجهه.. نظرت له فاطمة لتقول بأمر صارم وأيهم يخرج له زجاجة عصير "أيهم أعد السلطة رحيم سيصل بعد قليل "
رد باعتراض "أنا متعب يا ماما"
لوت شفتيها بعدم رضي قائلة بصرامة "الآن اخرج مكوناتها وابدأ بتقطيعها"
ضحك خالد بمرح وأيهم يغسل حبات الطماطم.. رشقه أيهم ببعض الماء بيده غيظًا.. لتزداد ضحكة خالد وأيهم يناظره ببسمة حانية ونظرة غامضة.
..........................................


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 08:11 PM   #49

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

..................................
أنهى خالد ما يقوم به ثم خرج وهو يقول باستعجال "سأذهب للتحدث مع رحيم"
قبل أن يصل خالد إلى الباب ناداه أيهم التفت إليه متسائلًا.. ليجيبه أيهم ببساطة "رحيم سيأتي بعد قليل ماذا تريد منه؟"
"سأخبره أني أريد الزواج بهنا حتى يتقدم للعم إسماعيل" أجاب خالد بابتسامة عريضة متحمسة.
نظر إليه أيهم وأجاب بخفة مرحة "أه نسيت أن أخبرك رحيم معه الآن ليعلم هل وافقت على الزواج أم رفضت؟"
فغر خالد فاهه وحاول التحدث ولكن هناك شيء يمنع عقله من العمل واستيعاب ما يقوله أيهم، نطق أخيراً بعدم استيعاب "لا أفهم موافقة من على الزواج ممن؟"
"ماذا خالد؟ هل توقف عقلك عن العمل، موافقتها على الزواج منك بالطبع" أجابه أيهم بسخرية.
انمحت الدهشة من على وجه خالد وحلّ محلها الغضب ليقول بحدة "وما أدراك أني سأوافق، هل تخطب لي دون معرفتي؟ هل تراني فتاة أيهم"
وضع أيهم يده على كتفه قائلًا بجدية "كلا لست بفتاة ولكنك غبي، هل تعتقد أني لا أعلم لمَ عدت للعيش بشقة والديك؟"
همّ خالد أن يرد ولكن أوقفه أيهم وهو يقول بيقين "أخبرك أنا، أنت انتقلت لأجلها، لأجل أن تراها وتعيش بجوارها، أتظن أني لا أعلم شيء عن ذهابك إليها كل عيد حتى تهنئها وتتمنى لها عيد مبارك وهي تكون بانتظارك، أتعتقد أني لا أعلم لما عدت للإقامة معنا في خلال الأسبوع المنصرم، وتلك الحالة التي كنت عليها في ذلك الأسبوع، وبعد كل ذلك تريدني أن أقف مكتوف الأيدي ولا أفعل شيء، أنت واهم خالد"
نظر إليه خالد بدهشة، أكان مكشوفاً أمامهم ليهمهم بذهول "كنت تعلم أني أحبها"
"الحي بأكمله كان يعلم خالد، وأنت أيهم تخطط أنتَ ووالدك من خلفي" أتى صوت فاطمة التي كانت تقف ورائهم شاهدة على حب أبناءها وتربيتها لهم فقط ينقصهما الثالث.
ابتسم أيهم وهو يقول بصوت مرح "والدك! أنتِ غاضبة أمي"
قبل أن ترد سمعوا رنين الجرس "مؤكد أنه رحيم"
قالها خالد بلهفة وهو يتجه إلى الباب، فتح الباب وهو يقول بلهفة "ماذا كان... ماهر!"
أزاحه ماهر وهو يقول باستهزاء "نعم ماهر من كنت تنتظر؟"
اتجه إلى فاطمة يحتضن كتفيها وهو يقول بحنان "هل عندنا عرس أم لا؟"
التفت ناحيته قائلًا بعتاب "أنت الأخر كنت تعلم؟"
رفع ماهر يده يشير إلى أيهم قائلة بنذالة "هو أخبرني اليوم"
نظر إليه أيهم شذرًا وهو يتمتم "نذل"
رقص ماهر حاجبيه له بإغاظة وخالد يقول بنفاذ صبر "أين رحيم، أليس من المفترض أن يعود الان؟"
رد أيهم بتندر "انظروا من يتحدث ألم تكن غاضب منذ قليل؟ _وأكمل حديثه موجهاً إلى ماهر_ هناك مباراة مثيرة اليوم في الدوري الإنجليزي هيا لنشاهدها"
تركتهم فاطمة واتجهت إلى المطبخ لتكمل إعداد الطعام، بينما جلس أيهم وماهر يتابعون المباراة، وخالد يتنقل ما بين الشرفة وغرفة الجلوس.
............................
بعد مرور ساعتين
شاهدا خلالها ماهر وأيهم مباراة في الدوري الإنجليزي ثم انتقلا لمشاهدة الدوري الإسباني، بينما ظل خالد يذهب إلى الشرفة ويعود إلى غرفة الجلوس، بقلق ولهفة تستقر بقلبه ،هل حقاً حبيبته ستكون له، فلربما رفضه والدها، ماذا سيفعل حينها؟ تجعد جبينه بقلق وهو يخرج أنفاسه بحدة، بينما هتفت فاطمة بحنق وهى آتية باتجاههم من المطبخ "ألستم جائعين؟"
أجابها ماهر باستغراب "وماذا عن رحيم؟"
ردت بغضب "رحيم لن ننتظره فليأكل حيثما هو، لقد تأخر موعد الطعام كثيرًا"
رد أيهم بدهشة "أنتِ غاضبة منه حقًا"
أجابته فاطمة بحنق "أليس من حقي الغضب عندما يخطب لابني دون معرفتي"
ليأتيها صوت خالد ساخراً إنما محمل بالقلق "أعلم أنه يريد أن يعذبني رحيم لن يترك فرصة كتلك، أن يجعلني أنتظره على أحر من الجمر، فمؤكد عرف أن أيهم أخبرني"
رفعت حاجبها بدهشة مجيبة بسخرية "ألم تكن خائف منذ قليل ولا تريد الزواج"
انطلقت ضحكات ماهر وأيهم بقوة بينما خالد يمتاز غيظاً، التفتت إليهم فاطمة وهي تقول بصرامة "أهناك ما يُضحك؟"
ابتلع أيهم ضحكاته وهو يقول بصوت مختنق من ضحكاته "انظر ماهر ذاك الحكم منحاز إلى فريق بعينه فبعد الهدف الغير صحيح إطلاقاً، ها هي ضربة جزاء مشكوك في صحتها"
ليوافقه ماهر بهزة من رأسه "نعم أنا أرى ذلك"
ابتسمت فاطمة فهي تعلم أنهم يراوغونها ويكيدون خالد، واستمر خالد في حركته بقلق، ارتفع رنين الجرس ثم سمعوا صوت المفتاح يتحرك في الباب، دخل رحيم بملامح لم يتبينوا منها شيء، ثم اتجه إلى فاطمة ولف ذراعه حول كتفيها قائلا بأسف" آسف حبيبتي مضطر أن أخبرك الحقيقة و رد هنا"
سكت رحيم فوقع قلب خالد بين قدميه ، حثته فاطمة على التحدث بلهفة "ماذا رحيم هل رفضت؟"
أجابها رحيم بنفس النبرة المعتذرة "حبيبتي عديني أنك لن ترهقي نفسك في التحضير لزفاف ابنك"
"أخفتني رحيم"
قالتها فاطمة ليحتضنها برفق بينما وقف خالد بعض الوقت ليستوعب ما قاله رحيم ثم اندفع ليحتضن رحيم وفاطمة معًا، مازحه رحيم بالقول وهو يضم خالد وفاطمة إليه "سأزوجك حتى تلتهي بزوجتك ولا تفسد لحظاتي الرومانسية مع زوجتي كما تفعل الآن"
احتقن وجه فاطمة باللون الأحمر و خالد يقول بتحديه المرح "سأظل أفسدها رحيم حتى إن تزوجت"
ضحك أيهم وماهر وقد كانا يقفان صامتين.. وهما يراقبون فرحة أخيهما الصغير بسعادة، ترك خالد فاطمة ورحيم واتجه ناحيتهما ليحتضن الاثنان سويا وهم يهنئونه ،همس خالد بامتنان "أشكركما كثيرًا لوجودكما في حياتي"
ابتسم أيهم وماهر الذي همس بدوره "لا تتفوه بهذا الهراء ثانيةً أنت صغيرنا"
ابتعد عنهما وابتسامته تنير وجهه وفاطمة تسأل رحيم بعتاب "لماذا تأخرت رحيم لقد أخفتني كثيرا"
رد بصوت هادئ وهو ينظر لخالد بمكر "لقد رأيت خالد أثناء عودته ورأيت الحالة التي كان عليه.. فأرادت معاقبته قليلًا على سلبيته، كيف تعلم أن شاب تقدم لحبيبتك وتقف تشاهد هكذا؟"
أجابه خالد بذهول "كيف علمت؟"
أجابه أيهم الواقف بجواره بعتاب "كنت تهذي بها أثناء نومك ونحن بالمعسكر.. وانتظرتك أن تخبرنا أنا وماهر ولكنك صمتت.. فأخبرت أبي بكل شيء وهو أخبر والدها برغبتك"
هرش خالد رأسه بحرج قائلًا بنبرة ممتنة "كنت متردد في اتخاذ قراري.. شكرًا على ما فعلته رحيم"
رد رحيم بانزعاج "توقف عن الهراء يا ولد"
ليسأل أيهم بهدوء "متى سنذهب لقراءة الفاتحة والاتفاق على كل شيء أبي؟"
أجاب رحيم "يوم الجمعة"
صاح الثلاثة باعتراض "يوم الجمعة غير مناسب أبداً"
سأل رحيم بتعجب "لماذا؟"
أجاب ماهر بهدوء "لأن يوم الجمعة موعد مباراتنا الأولى في أفريقيا هذا الموسم، وقبلها عندنا معسكر مغلق لمدة يومين، والمباراة الساعة الثامنة مساءً وعندما تنتهى ونغادر الإستاد ستكون الساعة الثانية عشر منتصف الليل، هل نذهب للناس بعد منتصف الليل"
هز رحيم رأسه بتفهم قائلًا بحنو "سأتفق مع الحج إسماعيل على موعد أخر، كم خالد لدينا؟"
رد خالد بنبرة مضحكة "أنا فقط"
..............................
يوم الاتفاق في منزل الحاج إسماعيل
يجلس الحاج إسماعيل مع رحيم وأيهم وماهر وخالد الذي تأنق اليوم، وارتدى بنطال جينز ذو لون أزرق غامق وقميص من نفس اللون وجاكيت رمادي اللون، بينما اتجهت فاطمة إلى الداخل لرؤية العروس المنتظرة، بدأ رحيم الحديث برصانة "انظر يا حاج إسماعيل نحن جيران منذ مدة طويلة، تعرف أخلاقنا ونعرف أخلاقكم، وخالد ابني ليس بغريب عنك، أنا أتيت اليوم ومعي أبنائي لنتقدم لابنتنا هنا"
ابتسم الحج إسماعيل وهو يقول بود "نسبك لا يُرَد رحيم، خالد بمثابة ابني وأنا لن أجد أفضل منه لابنتي"
قال رحيم وهو يرفع يديه "إذاً اليوم قراءة الفاتحة والجمعة القادمة نعقد قرانهم"
أومأ الحج إسماعيل موافقاً ورفع الجميع أيديهم لقراءة الفاتحة، كانت ابتسامة خالد عريضة وهو يجلس بين ماهر وأيهم المبتسمين بسعادة لأجل خالد.. عاود رحيم الحديث "سنحدد ميعاد العرس عندما تصبح شقة خالد جاهزة"
أجاب إسماعيل بدهشة "لماذا ألن تتزوج في شقة والديك"
ابتسم خالد وهو يقول بهدوء "كلا عمى لن أتزوج في شقة والديّ ، سأتزوج في شقتي في بيتنا"
ردد الحج إسماعيل بدهشة "بيتكم!"
تطوع أيهم بالرد قائًلا بزهو "نعم عمى المنزل لثلاثتنا، قد اتفقنا نحن الثلاثة منذ كنا صغار على الزواج بنفس المنزل"
أكمل ماهر عندما لاحظ علامات الاستغراب على وجه الحاج إسماعيل "انظر عمي تلك كانت فكرتنا منذ الصغر، ومنذ ما يقرب من ثلاث سنوات قمنا بشراء قطعة أرض ذات مساحة واسعة، وأنهينا بناء ثلاث طوابق وبصدد بناء الرابع، الطابق الأول بمثابة غرفة استقبال كبيرة تمكننا من إقامة أي احتفال بها، كما أنه يوجد بها غرفتين للضيوف ومطبخ على أحدث طراز، ودورة مياه وهذا الطابق تم إنهاء تجهيزاته بالكامل، أما باقي الطوابق فستكون على شاكلة واحدة غرفة نوم كبيرة وغرفتين للأطفال كل منهم ذات دورة مياه خاصة بها، وغرفة استقبال كبيرة للضيوف ومطبخ كبير، وبما أن خالد هو من سيتزوج أولا فالطابق الثاني أصبح ملكه، يتبقى أن تراه العروس حتى تختار ألوان دهان الحوائط، وشكل أرضية الغرف"
صمت ماهر يلتقط أنفاسه فأكمل أيهم "والبيت محاط بسور كبير مزود بأجهزة حديثة للحماية ضد السرقة، كما أن السلم سيكون خارج البيت وتم تركيب مصعد كهربائي بجانبه لتخفيف حمل الصعود والهبوط على السلم، وتم تنسيق المدخل على هيئة حديقة كبيرة بها جلسة عربية تحيط بها الأشجار من جميع الجوانب لتوفر خصوصية طبيعية، وأيضًا هناك طاولة كبيرة إن أردنا يوماً أن نتناول طعامنا سوياً، وخلف المنزل تم إنشاء ملعب مصغر للعب الكرة، وحمام سباحة داخل غرفة مغلقة حتى نمنح نساءنا حرية التصرف، وكل ذلك تم الانتهاء منه"
نظر لهم الحاج إسماعيل بذهول وتراقص الفخر في عيني رحيم وهو ينظر إلى أبناءه، يعلم أن أبناءه سيظلون بجانب بعضهم دائما، فهم لم تجمعهم صلة الدم ولكن جمعهم الحب والتربية الصالحة.
"أبناءك كنز بحق محظوظ بهم رحيم" قالها الحج إسماعيل براحة وهو مطمئن على ابنته الصغرى.
أجاب رحيم بسعادة "هم كنزي وفخري في الحياة"
قام كل من أيهم وماهر بتقبيل يد ورأس رحيم، وجلس خالد بجانبه وهو يقول بابتسامة طيبة "تعلم أن الاحترام بيننا ليس له معنى"
ابتسم رحيم وهو يعلم مقصده وقبل أن يستوعب الآخرين ما يقوله، كان قد هجم على رحيم يحتضنه بقوة وهو يقول بصدق "أحبك أبي"
ابتسم رحيم بسعادة وهو يربت على كتفه.. ثم أبعد يديه بنزق مفتعل قائلًا بسخط ليس حقيقي "ابتعد يا ولد، كدت أن تخنقني، إن ضممت الفتاة هكذا مؤكد ستختنق منك"
انطلقت الضحكات الرجولية صاخبة واحتقن وجه خالد غيظاً، وهو ينظر إلى رحيم بتوعد ورحيم يبادله النظر بتحدي لذيذ..
................................
أتت فاطمة من الداخل لتبارك له وقد ترقرقت الدموع في عينيها، احتضنها بقوة وهو يقبل كتفها لتهمس له بفرحة "خطيبتك قادمة خلفي كما القمر ليلة تمامه"
رفع رأسه ينظر إليها وهي تتهادى إليه في فستان ذو صدر ذهبي منقوش ضيق بعض الشيء، يتسع من أسفل في تنورة واسعة ذات لون زيتي وحجاب ذهبي أنيق.. وجهها يكاد ينفجر من شدة الاحمرار من الخجل بالإضافة إلى لونه الأحمر الطبيعي، تسارعت دقات قلبه وهي توبخه أكنت ستتركها تزف إلى غيرك أيها الغبي، ابتسم عندما رآها تبعد عينيها عنه وابتسامة صغيرة تزين شفتيها الورديتين..
خرجت خلف فاطمة تكاد تسقط من شدة التوتر، والمشروبات التي تحملها بين يديها على وشك السقوط من شدة ارتجافها، نهرت نفسها ما بكِ إنه خالد، رفيق الطفولة حلمك الأغلى، لم تكوني تخجلي منه ماذا حدث الآن، أخبرتها نفسها أن ما حدث أنه أصبح خطيبك وبعد وقت سيكون زوجك، اندفعت الدماء غزيرة إلى وجهها على أثر فكرتها تلك.. بعد أن ألقت التحية بنبرة خجولة وردت التهاني التي تلقتها.. أخبرها والدها أن تأخذه إلى الشرفة ليتحدثوا قليلاً، أشارت له فخرجا إلى الشرفة التي كان مقعد والدها يسمح له برؤيتهما بها.
همس خالد بحنو "مبارك هنا"
غمغمت بشيء يبدو وكأنه رد للمباركة، وقف ينظر إليها يحاول التحدث في شيء ما، ولكن عقله الغبي لم يسعفه.. ليقول بحماقة "لماذا أنتِ صامتة؟"
ردت بسؤال يماثله حماقة "ماذا يقولون في هذه المواقف؟"
هز كتفه قائلًا بغمغمة "لا أعلم لم أخطب من قبل"
أجابت هنا بصوت رقيق "ولا أنا هذه أول مرة لي أيضًا"
جعد ملامحه قائلًا بخفوت "هل تريدين معرفة أي شيء عني؟"
ردت هنا بحيرة "هل هناك شيء لا أعرفه عنك؟"
أجابها بنبرة صادقة "كلا"
ابتسمت هنا قائلة بوداعة "هل تريد معرفة أي شيء عني؟"
ابتسم لها قائلًا يجاريها "هل هناك شيء عنك لا أعرفه؟"
أجابت بصدق "كلا"
تبادلا كلاهما نظرات شغوفة ضاحكة وهما يطلقان ضحكة رائعة وهنا تقول بحنو "حسنًا هيا لندخل نحن نعرف بعضنا جيدًا.. لا داعي لهذه الجلسة"
أومأ برأسه فأفسحت له الطريق ليمر، وقف أمامها ثم همس بحرارة "أحبك أحبك كثيراً هنا صدقينى"
ابتسمت بخجل لتتمتم بعد خروجه "وأنا أيضاً أحبك خالد"
...............................
تتحرك في ردهة المستشفى بتوتر، والدها في داخل الغرفة ومعه الأطباء، تتذكر عندما دخلت إلى غرفته لتجده ممددًا على الأرض فاقداً للوعى، صرخت تنادي على ماهر وهي لا تعلم ماذا تفعل.. حمله ماهر إلى المستشفى سريعاً وها هو بين أيادٍ الأطباء.
وقفت أمام ماهر الجالس على مقاعد المستشفى وهي تقول بصوت مرتفع "ألست خائف عليه؟ لمَ لست قلقاً ؟ لمَ أنت بارد إلى تلك الدرجة؟"
رفع لها عينين قلقتين وهو يقول بصوت خافت يخفي غضب مكتوم "اخفضي صوتك دارين عندما تتحدثين معي، قلقي على والدي ليس لك دخلاً به، يبدو أن كثرة الدلال أفسدك"
شعرت بالندم لما تفوهت به، تعلم أن تلك طبيعة ماهر يستطيع التحكم في انفعالاته جيدًا، وقبل أن تعتذر خرج طبيبين من الغرفة.. اتجه إليهما ماهر ليقول أحدهما بطريقة عملية باردة "ارتفاع في مستوى السكر في الدم، وأوشك على الدخول في غيبوبة سكر نتيجة إهمال في الدواء، أرجو أن تنتبهوا لمواعيد الدواء"
أجابته دارين بتعجب "كيف؟ أنا أعطيه دواءه في موعده"
"لا أعلم انتبهوا له فقد يكون يلقيه ولا يأخذه"
قالها الطبيب ثم غادر وبقى الطبيب الآخر الذي كان يضع كمامة على أنفه وفمه، ونظارة كبيرة على عينيه.. جلس ماهر على المقاعد ثانيةً اتجه إليه الطبيب ووقف أمامه، تكلم ماهر دون أن يرفع عينيه "سيكون بخير لمار أليس كذلك؟"
أزالت الكمامة والنظارة من على وجهها لتقول بابتسامة حلوة، ونظرة حانية بعيدة عن نظراتها الشرسة إليه "نعم لا تقلق أنا المشرفة على حالته"
انطلق صوتًا من حولهم فقالت لمار "حالة في الطوارئ يجب أن أذهب"
همس قبل أن تذهب "شكراً"
ردت بابتسامة جميلة "لمَ إنه واجبى؟"
ذهبت تحت أنظار دارين المذهولة، من تلك التي يكلمها أخيه بتلك الأريحية، وقبل أن تتحدث وقف ماهر قائلا "أيهم وخالد سيصلان بعد قليل، ابقي هنا سأذهب لشرب فنجان قهوة أحتاجه كثيراً"
وتركها وغادر تحت نظراتها المستنكرة.
..............................
خرج من غرفته وهو يغلق قميصه بعشوائية لتقول فاطمة بقلق "ما بك أيهم؟ لمَ العجلة؟"
أجاب سريعاً "ماهر بعث برسالة أن عمي عبدالرحمن بالمستشفى، وخالد ينتظرني بالأسفل سنذهب لرؤيته"
هبّ رحيم واقفاً وهو يقول بحزم "عبد الرحمن مريض؛ انتظرني أنا قادم معكما"
"لا داعى أبي.."
قاطعه رحيم بصرامة ينهي النقاش "أنا قادم لا داعي للمجادلة"
"حسناً سأنزل لخالد وأحضر السيارة ريثما تجهز"
............................................


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 08:13 PM   #50

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

................................
أحضر القهوة وهو عائد مر بقسم الطوارئ تمتم بجزع "يا إلهي تلك ليست بحالة إنه حادث"
وقف يراقبها وهي تتنقل بين الحالات تأمر بطلب طبيب بعينه فتلك الحالة تحتاجه، وتلك الحالة تأمر بتقطيب جرح المريض بعدد معين من الغرز، وتعين تلك وتواسي طفل مصاب تخبره أن إصابته بسيطة وقريباً سيشفى ويزول أثره، وتلك حامل على وشك الولادة تصرخ بإحضار دكتور نساء وتوليد في الحال، راقبها وهي تتنقل بين الحالات ومن الواضح أنها ماهرة في عملها.. فكر بها تقف بين كل تلك الدماء غير مهتمة بشيء غير سلامة مريضها كم هي شجاعة، لو أنه في مكانها لكان حتمًا فقد الوعى في الحال.. ابتسم بهيام وهو يتمتم باستسلام "أحبها"
خرج من المستشفى وركب سيارته لينطلق بها سريعاً تاركًا دارين بالأعلى عالمًا أن خالد وأيهم قادمان قريبًا
....................................
"دارين"
التفتت على صوت رحيم، فأسرعت تُلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها إليه في حنو أبوي.
"أين ماهر؟" سأل أيهم عندما لم يجد ماهر.
"ذهب إلى المقهى ليحضر قهوة" أجابت دارين بصوت مختنق من البكاء.
"سأذهب لأراه" قالها خالد واتجه يبحث عنه.
بعد مرور بعض الوقت عاد خالد ثانية قائلا بتعجب "ليس في المقهى وسيارته غير موجودة"
سأل أيهم بتكشيرة قلقة "أين ذهب إذًا؟"
..................................
رن ماهر الجرس وعندما لم يجب أحد، أخرج نسخته من المفتاح ودخل يبحث بعينيه عن أحد، إذًا رحيم ذهب إلى المستشفى، وفاطمة في الغالب عند نيرة، ألقى مفاتيحه على الطاولة وجلس على المقعد ووضع قدميه على الطاولة وألقى برأسه إلى الخلف عله يحظى بنوم قليل.
بعد مرور ساعة عادت فاطمة لتجد ماهر نائم في غرفة الجلوس، ابتسمت بحنان وأحضرت غطاء دثرته به. اعتدل جالسا قائلًا بصوت أجش "لست نائم بطتي"
"ماذا حدث؟ والدك بخير لقد علمت من لمار عندما هاتفت نيرة" ردت فاطمة باهتمام وهي تجلس بجانبه.
"نعم بخير ولكني أحبها فاطمة أحبها كثيراً" قالها بابتسامة حالمة جميلة.
"أين المشكلة تزوجها" تحدثت فاطمة براحة وسعادة ابنها الثاني وجد طريقه في الحياة يتبقى الثالث.
ضحك وهو يقول بثقة "بالطبع سأتزوجها فاطمة"
ربتت على يده قائلة باهتمام "ماذا هناك تبدو مشغول البال؟"
"هل أنا أشبه والدي فاطمة؟" سأل بتوجس.
"ما قصدك من السؤال؟" تعلم أنه لديه عقدة من أن يشبه والده، تنهدت بقوة الأول خائف من الحياة، والثاني خائف من أن يشبه والده، ما هي مخاوفك أنت الأخر أيهم؟
جلس أمامها على ركبتيه وهو يقول بهدوء خادع "أنا لم أكن يوم بغافل عن المشاكل بين والديّ فاطمة، أعرف أنهم لم يكونا يومًا متفقين، فقط يتشاجران وعندما يحل السلام بينهما لا يتبادلان الأحاديث مثل البشر الطبيعيين، وإلى الآن لا أفهم لماذا لم ينفصلوا إذا كانت تلك حالتهم؟"
ابتسمت بحنان وهي تمسح على رأسه مجيبة بصوت حكيم محتوي "بسبب ذاك الحب الذي جمعهما يوماً، المشاكل كانت بسبب رغبة والدتك بالعمل وإصرارها في ظل رفض والدك، هي كانت عنيدة رحمها الله صديقتي وأعلمها ما إن تعقد العزم على أمر لا تتراجع عنه"
"لا أفهم لماذا رفض أن تعمل إن كانت رغبتها؟" سأل بعدم فهم.
"لأن والدك كان يغار بشدة، لا يحب اختلاطها بأحد، ووالدتك كانت تعلم ذلك ولأجل أن تثير غيرته ويظل يحبها ويغار عليها أصرت على أن تعمل، ومع مرور الوقت لم يفهم أحدهما الآخر فزادت الفجوة بينهما، ومع ذلك حبهما ظل موجود لم يمت، وأنت ترى حزن والدك على وفاتها إلى الآن"
هز رأسه بتفهم لتكمل بحنان "الحب الصادق بقدر ما هو قادر على خلق السعادة.. يمكنه أن يسبب الألم العميق والمشاكل التي لا تنتهي.. يجب أن تحدد طريقتك لتتعامل معه"
أومأ متفهمًا متشربًا ما تقول لتباغته بالسؤال "هل هناك مشكلة مع عملها؟"
أجاب سريعاً بنفي وحب كبير "كلا بطتي عملها ما جعلني أكتشف حبها، عندما رأيتها تعمل وتتنقل بين المصابين وكأنها ملاك للرحمة، أردت أن أركض إليها أضمها وأخبرها أنها تسكن قلبي منذ رأيتها، ولذلك أبداً لن أعارض عملها سأكون بجانبها أدعمها دائمًا"
ابتسمت بحنان وعينيها تحمل كل معانى الفخر والسعادة بابنها لتقول برقة "بالمناسبة أنت لا تشبه والدك أنت تشبه رحيم ليس في الشكل فهو أورث ملامحه لأيهم، ولكن طباعه أنت من أخذتها فطبيعة أيهم بعيدة كل البعد عن طبيعة رحيم"
قبّل رأسها وهو يعتدل في جلسته قائلًا بعزم "إذًا سأتحدث مع والدي، عبدالرحمن سيفرح كثيرًا.. دائمًا ذات السؤال متى ستتزوج يا ماهر؟ وأيضا سأخبر رحيم أنا من سأخبره فاطمة لا تخبريه، هل يمكنك الحصول على عنوان أو رقم هاتف عمتها؟"
هزت رأسها بالموافقة متسائلة بحنو "جائع؟"
ضحك بقوة وهو يقول بمزاح "لو علم طبيب التغذية بالفريق بما نأكله هنا وعدد الوجبات التي نأكلها، لترك الفريق وانتحر"
"أنا من سيجعلك تنتحر بعد أن أشبعك ضرباً"
التفت إلى أيهم الذي كان غاضباً ليجيبه بسخرية "وما هي الجريمة التي فعلتها لأستحق الضرب"
تقدم منه أيهم يهم بضربه بينما تعلق به خالد من الخلف يمنعه التقدم "وتجرؤ على المزاح، تركت أختك بمفردها في المشفى، وغادرت دون أن تخبر أحد وتركت القلق ينهشنا ونحن نفكر ماذا حدث معك"
"أختي قليلة التهذيب"
زمجر أيهم بغضب قائلًا بتحذير "ماهر إياك وإهانة دارين هي أختي ولا أسمح لكَ أو لغيرك بإهانتها"
أجاب ماهر بغضب بارد "الآنسة تكلمت مع أخيها الأكبر بطريقة غير لائقة اليوم وحسابها فيما بعد"
"لن تجرؤ أن تمسها ماهر و لماذا لا تجيب على هاتفك؟" رد أيهم بغضب.
هز ماهر كتفيه وهو يقول ببساطة "نسيته في السيارة"
زمجر أيهم بغضب في حين قال خالد بحزم "كفى لم يحدث شيء لكل هذا اهدأ أيهم"
"اتركهم خالد يبدو أن وجودي غير كافي" هتفت فاطمة بغضب.
غمغم الاثنان بأسف ليقول ماهر بصدق "آسف حقا"
هز أيهم رأسه وهو لم يتخلص من غضبه بعد، فهو كاد أن يجن من قلقه عليه لا يعرف أين هو ولا يجيب على الهاتف، ولا أحد يعرف لمَ غادر أو إلى أين غادر، وماذا حدث معه أفكار كثيرة عصفت برأسه وهو يتخيل أنواع الحوادث التي قد تعرض لها، ليجده يضحك ويمزح مع فاطمة.. تنهد خالد قائلا بتبرير "لا تغضبي فاطمة كنا قلقين للغاية عليه وأيهم تعلمين لا يتحكم في أعصابه"
"وذلك ما يجعلك تُطرد من الملعب كثيرًا" همهم ماهر بسخرية.
"إياك واستفزازي الآن ماهر ،بصعوبة أحاول التحكم في أعصابي" حذره أيهم بغضب يحاول التحكم فيه.
وقفت فاطمة تنظر إلى أبنائها الثلاثة أيهم ذو الغضب الناري، وماهر ذو الغضب البارد، أما خالد فشخصيته فريدة من نوعها لم تجد لها تصنيف، غادرت فاطمة تعلم أنها دقائق وينهون الشجار بينهم.
"ماما سأذهب أنا وماهر إلى المستشفى، سأحضر أبي ودارين وماهر سيبقى مع عمي" صاح أيهم لتعلم أن الشجار قد انتهى.
.................................
في المستشفى
خرج من غرفة والده ينوي إحضار مشروب له، يساعده على تمضية الباقي من الليل مستيقظًا.. فتح عينيه بدهشة ونظر إلى ساعته يتأكد منها لقد تخطت منتصف الليل.. هل جن ويتخيلها أمامه بهذا الوقت ليصيح بذهول "دمار"
وصلها نداؤه باسمها لا ليس اسمها إنما ذلك اللقب الغبي الذي يناديها به، التفت تنظر إليه لتقول بشراسة "لمار، لمار، اسمي لمار"
ضحك وهو يقول بفكاهة "هل قلت غير ذلك؟"
نظرت إليه تود قتله ليسأل سريعًا بخشونة مهتمة "ماذا تفعلين هنا إلى الآن؟"
"وما شأنك أنت؟" أجابت الإجابة المعتادة.
تنهد مجيبًا بملل "ذلك ليس إجابة سؤالي"
"مناوبتي قد بدأت" أجابت باستسلام.
"كيف بدأت وأنتِ هنا منذ مدة طويلة" سأل بحيرة.
"أنا أتيت باكرًا لأحضر عملية كان يقوم بها دكتور محمد وأردت مشاهدتها، وفحصت والدك لأن دكتور أمجد كان معه حالة أخرى، ثم كانت الحادثة فلم أستطع المغادرة وعدم تقديم المساعدة، وها هي مناوبتي قد بدأت ،بعد إذنك" شرحت ببساطة ثم التفتت مغادرة.
ناداها ماهر باهتمام "لمار هل أكلتي شيئًا؟"
هزت كتفيها وهي تقول أثناء مغادرتها "لا أتذكر حقًا"
همس لنفسه وهو عاقد حاجبيه مخرجًا هاتفه يطلب عدة أرقام "لا تتذكر متى أكلت، مؤكد مجنونة"
نهاية الفصل


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.