آخر 10 مشاركات
متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] بسمة مدفونة في خيالي ، لـ ضاقت انفاسي (الكاتـب : Topaz. - )           »          منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-20, 05:46 PM   #1

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي تراقصت على جمر الجور (8) .. سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة *مكتملة *مميزة*





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفني ان أعود لكم بعملي الثاني
تراقصت على جمر الجور



الجزء 8 من سلسلة *لؤلؤة في محارة مشروخة*
قصة رغم صعوبتها اتمنى ان تنال اعجابكم

هي حكاية مستوحاة من واقع جائر 😒😒
لأنك أنثى...
هل كتب عليك الذنب
ام هم من اذنبوا
تمردي...
انتفضي...
ثوري على اعرافهم...
وكوني النور...






المقدمة





من أين تبدأ الحكاية؟
من يوم التقتها! ام ترويها كقصة حياة كتبت بغصة ودموع
جميعهن وجدن العوض
جانيات كن او مجني عليهن كانت أكبر الخسارات قابلة للتعويض فماذا عنها؟
هي التي لم تحاكم يوما بذنب لكنها سجنت
هي التي لم يحوي سجلها تهمة واحدة لكنها قبعت طويلا خلف القضبان
من بداية مأساتها تبدأ
ام ترويها كما روتها صاحبتها شظايا من كرب ويسر تتزاحم فيفيض منها بشاعة اعرافنا وجور مجتمعنا.
ربما تبدأ من هناك من تلك الكلمات التي انتفضت كهاجس في صدرها مع ما كان من أحداث
مع كلمات خطتها اناملها لكنها رأتها تنبض بالحياة في ملامح نهاية والفتيات اللاتي تتبناهن

فتحت ذاك الملف على حاسبها تمر نظراتها على الكلمات كأنما الحروف تناديها

اصرخي….
صوتك لعنان السماء اطلقيه
لا تخضعي للذل…
للوأد لم تخلقي
تمردي..
على الظلم….
على أعراف الجهل..
ثوري…
حرة انت خلقت
فلا تتقوقعي…
روحك الأبية لا تقمعيها
للخوف لا تستسلمي
شمس كوني او قمرا لا يهم
أنت قبس النور
فلا تخبو روحك خلف غيوم أحكامهم
مهما كان إسمك
ربى او مجد او اسراء
انت لك في الحياة حق كما لهم
انت اللؤلؤة في محارتهم المشروخة
انت النبض ودونك ما لحياتهم من حياة





روابط الفصول

المقدمة .... اعلاه
الفصول 1، 2 ، .... بالأسفل
الفصل الثالث.... بالأسفل

الفصل الرابع والخامس نفس الصفحة
الفصل الأخير



ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 08-09-20 الساعة 04:49 PM
هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 05:52 PM   #2

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

ألففففففففففففففففف مبروووووووووووووووووووك حبيبة قلبي بالتوفيق يا رب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 2 والزوار 7)
‏ضحى حماد, ‏Hadaldal


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 06:00 PM   #3

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول







في احد الأحياء الهادئة على أطراف العاصمة، توقفت السيارة أمام مبنى مكون من طابقين، تحيط به حديقة صغيرة وسور مرتفع تتوسطه بوابة حديدية سوداء كبيرة، انفتحت بمجرد أن ترجلت وداد من سيارة الأجرة التي أوصلتها، وأمامها وقفت امرأة بالخمسين من العمر او ما قارب ذلك، تشي التجاعيد التي حفرت بشرتها بعمر من المشقة وأثر ندب يمتد من أعلى جفنها الأيمن ويتوارى تحت غطاء رأسها فلا يعلم إلى أين يمتد ، معتدلة الطول ، نحيلة الجسد.
مدت وداد يدها مصافحة ومعرفة بنفسها، ردت عليها نهاية بكلمات مختصرة ، والتردد كان يظهر جليا عليها، بعد بضع كلمات من المجاملة المعهودة تبادلاها، بادرتها وداد السؤال مشيرة للمبنى خلفها :
" اهذه هي دار الرعاية التي انشأتها؟"
انطلقت تعبيرها بفخر لا يخطء مجيبة
" هذه داري وميلادي الثاني"
عاد التوجس لملامحها وهي تتابع القول:
"لا أفهم فيما تهمك حكايتي، لست ممن يحملن الرايات الخفاقة ولا مشاعل النور، ما انا إلا جسد يحمل في الظهر رصاصة وفي الرأس جمجمة مشوهة."
ابتسمت وداد برقة وعيناها تلمع بظفر، هاقد وجدت أخيرا ضالتها، كان الوصول لنهاية الأصعب بين كل النساء الاتي بحثت عنهن لكتابها المنشود، باسمها المميز وملامحها التي عجنها الألم وانضجها البأس ، كانت تراها كروح تحررت بعد طول أسر، ما علمته عن حكايتها كان يشحذ همتها ، لن تتوقف الان….
اشتدت عزيمتها وهي ترى أمامها آثار الظلم على صفحة وجه محادثتها، اقتربت منها تمسك كفيها بمؤازرة لم تنطقها بالكلمات وإنما نظراتها من تولى الحديث.
لدقائق ساد الصمت المشحون بالتصميم ،لتتنهد نهاية وتستجيب أخيرا
"اذا دعينا نذهب من هنا، لنذهب لبداية الحكاية"

تحت شمس أيلول الحارقة رفعت رأسها بشموخ، عيونها لا تفارق السماء، تقف بثبات، دقائق تمر طويلة، كأنها تناست تلك التي تنتظرها لتبدأ حديثها بصبرٍ عظيم
" اكثر من عشرين عاماً ومازل ذاك اليوم يطاردني…
لم انسى أنا وهم أيضا مازالو يذكرون…
لم يكن الزمن كفيلا بمداواة الجراح…
ولا الايام التي فرقتنا رممت في القلوب الطعنات…
يومها انتهينا…
او ربما يومها ابتدأ المخاض العسير لحياتنا
حياة مابعد كفى ونهاية…
حياة بميلاد جديد….
لذا..
دعيني اروي لك الحكاية من بدايتها، من هنا.. منها…. "
هبطت انظارها لكومة من الحجارة يحيط بها العشب الجاف والاشواك من كل جانب، بينما ابتسمت بحنين لذكرى تعصف بها ونظراتها تكاد تحتضن تلك الحجارة، تتلمسها بحنان ، قالت:
"كانت جميلة جدا، أجمل طفلة رأتها عيني، ولدت في يوم حار، يشبه هذا اليوم، بيضاء بعيون واسعة، كأنها تختزن الكون فيها، دائمة الابتسامة، رقيقة جدا، كان عمري حينها عشر سنوات، فرحتي بها لا توصف، فقد حظيت أخيرا بشقيقة بعد أن كنت الوحيدة بين اشقائي الأربعة ، كانت كنزي، دميتي الصغيرة، كنت اخطفها من فراشها بجانب امي، لاضمها لصدري وأغفو على أنفاسها، عرفت معها معنا الأمومة، وبها عشتها "
غامت عيناها بغلالة من الدموع وقفت كجنود متأهبة على حدود اهدابها، تزفر انفاسا ثقيلة كأن السنون ألقت بحمالها على صدرها فما عاد التنفس أمرا يسيرا
" كانت هي شعلة الحياة في بيتنا، تنشر السرور والضحكات مع كل التفاتة، وفي كل موقف تبدد جدية ملامحنا بابتسامة منها او قبلة تطبعها ببراءة على وجنة أبي او أحد أشقائي"
ابتسمت لذكرى خطفتها من عالمها ورقت ملامحها كثيرا فيما تجنح نظراتها للسماء بينما تتابع حديثها بهدوء يناقض اشتعال المشاعر في عينيها
" ظفائرنا السوداء الفاحمة كانت الصفة الوحيدة التي جمعتنا، عدا ذلك كنا على طرفي نقيض، شكلا وطباعا، أميل لأن أكون خفية عن الانظار بينما كان سعيها الدائم أن تكون محور الاهتمام، كنت اشعرها تكملني، توازن خجلي الدائم بجرأتها، واضبط طيش طفولتها بتعقلي، المرة الأولى التي أدركت فيها انها تخفي عقلا لماحا خلف فوضى برائتها كانت في السادسة من عمرها….
يومها سألتني لما اختار والدي اسمينا ( نهاية وكفى) سؤال لم اجرؤ يوما على طرحه ، بل اني لم افكر به قبلا!
لم تنتظر اجابتي بل تابعت تقول وهي تلعب بحاشية ثوبها ان أبي لم يرغب بإنجابنا، تملكني الذعر حينها وبختها بشدة وقابلت ذعري بابتسامة غريبة تحمل إدراكا لم أفهمه في ذاك الحين قبل أن تقول بثقة : أسماكِ نهاية علك تكونين نهاية الاناث في العائلة وانا كنت كفى لانه اكتفى باثنتين ولا يريد المزيد.
كلماتها حفرت عميقا في داخلي، حاولت مقاومتها لكن مع كل موقف صغير كانت تعود تدوي في اذني، مع كل نظرة سخط منه تجاهنا بينما تلتمع عينيه فخرا باشقائي أو كلمة مديح يمتنع عن نطقها نحونا ويجود بها على اخوتي، رغم ذلك بقيت اكافح ذلك الشعور البغيض بان أبي لم يرغب بي، لم يكن الأمر هينا وهي تلمح ان اشقائي يشاركون أبي نظرته نحونا، تخبرني انهم لا يحبوننا ثم تركض بعد لحظات لأحدهم تقبل وجنته وتتدلل عليه فتزرع الشوك في صدري ثم تقتلعه، لكن دوما كان اثره يبقى وان لم يظهر كنت أشعر به كجرح صغير ينزف في ثنايا روحي. "

" كانت فتاة ذكية ربما رأت ابعد من الظاهر" بهذه الكلمات قطعت وداد الصمت حين شعرت ان نهاية انسحبت بعيدا ب أفكارها عنها
ارتفعت شفتي نهاية بما يشبه ابتسامة في حين التمعت الدموع في عينيها، دموع سرعان ما تراجعت كأنما لم تكن بينما تنظر بعيني وداد التي بقيت ملامحها ثابتة، تمسك بيدها جهاز تسجيل صغير ضاقت عيني نهاية حين رأته للحظات ، لتعود بعدها للنظر في عيني وداد وهي تقول : " انت لا تستخدمين هاتفك لتسجيل حديثي "
كانت لهجتها تحمل تعجبا ، وشيئا اخر يشبه الاعجاب،" مر زمن طويل منذ رأيت جهازا مثل هذا، ما يزيد عن عقدين من الزمن، كان منقذ شقيقي الأصغر، يحمل معه جهازا يشبهه طول الوقت أقدم من هذا الذي تملكين، يسجل عليه محادثاتنا اليوميه، اهازيج والدتي التي ترددها بينما تحضر الطعام، صراعات اشقائي التي لا تنتهي حول من سيفوز في مباراة المصارعة الحرة التي تعرض على التلفاز القديم الذي كنا نجتمع أمامه كل مساء، صوت كفى تردد قصيدة تحاول حفظها قبل اختبار اللغة العربية، وحدة أبي حين يصف ايامه في الجيش، كان يسجل كل شيء، ويقضي الليل يستمع لما سجل في النهار حتى يغرق في النوم "
راقبت وداد نهاية تسدل اهدابها ويعم السكون المكان ، لوهلة أرادت ان تقاطعها وتعيد الحديث نحو كفى او ما حدث معها لكن ملامح نهاية بينما تروى تلك الذكريات منعتها، ربما يكون الحديث عن تلك الذكريات البعيدة هو السبيل لدفع محدثتها على البوح بكل شيء ، لم يطل انتظارها اكثر من دقيقة انسحبت بها نهاية عنها تلامس الأحجار التي شكلت شاهدا للقبر بأصابع مرتجفة، تمررها على الحواف حتى وصلت التراب تربت عليه كهدهدة أم لطفلها، قبل أن تفرغ عليها قارورة المياه التي كانت تحملها بينما تحرك شفتيها بدعاء صامت، لتلتفت إليها ثانية وتومئ لها للمسير خارج المقبرة
" شكرا….
لأنك رافقتني هنا، اعتدت القدوم إليها عدة مرات خلال الأسبوع منذ أن خرجت من السجن، أحدثها، اعاتبها، ألومها، ابكيها وابكي عمرا سلبوه مني، أقص عليها كل ما يحدث معي ، هنا أعود دوما وهذا المكان كان أول وجهة لي بعد أن عادت لي حريتي."


طريق العودة للدار التي تديرها نهاية بدى طويلا جدا وهي تتجنب الحديث عن الماضي، كانت مستنزفة المشاعر بشكل ظاهر، اكتافها منحنية بأسى بات أصيلا فيها ،حتى تلقت اتصالا قلب حالها للنقيض، فتارة تضحك واخرى تتدلل، حتى بدت لوداد امرأة أخرى، سعيدة لا تحمل للدنيا هما دقائق رأت بها رجوعها لنهاية القديمة تلك التي كانتها في زمن اخر, لوهلة ظنت انها استراحة محارب سرعان ما تنتهي وتعود آثار سني الظلم للظهور على ملامحها، لكن وللمفاجئة أنهت نهاية محادثتها وتنهدت برضا، وابتسامة دافئة تعانق شفتيها، نظراتها تركزت على الزجاج الأمامي تتأمل الأفق بسعادة تجلت بصوتها بينما تقول :
" انه أصيل، ابن أخي، زفافه بعد أيام، أخبرني انه ينتظرنا في الدار مع مخطوبته"
ابتسامتها اتسعت بينما تفرد كفيها على صدرها تأخذ انفاسا عميقة تهدئ بها خافقها و تتابع :
"لا أصدق ان أخي الصغير قد كبر والان صغيره أتى يدعوني لزفافه.
سأخبرك سرا؛ هو الحب لقلبي بين أبناء اشقائي، كل من يعرفه يقع في حبه، بشوش الوجه دائم المزاح، حمدا لله هو النقيض لوالده المتجه دوما."
تقطع حديثها بضحكة بالكاد تسمع وكفها يرتفع ليغطي فمها بطريقة طفولية رافقت التفاتها بكامل جسدها تجاه وداد وهي تقول :
" عندما التقيته أول مرة إرتمى بين ذراعي يطالبني بأن أعوضه دلال عمته الذي حرك منه عشرين عاما، قال لي يومها؛ هيا عانقيني وقبليني، واحضري لي الحلوى. وقفت حينها مشدوهة من جنون حديثه، لكنه لم يستسلم لجمودي او يتركني دون أن أنفذ طلباته.
تخيلي رجلا بالغا طوله فاق ال180 سم يطالبني بقصة ليلى والذئب ارويها له قبل النوم بينما أصابعي تمسد فروة رأسه.
اجبرني ان اعيش معه كل ما فاتني من طفولته، كان كل يوم يأتيني بشيء جديد، تارة ألبوم صور يحوي صوره رضيعا، واخرى شهاداته في المدرسة الابتدائية، ويطلب مني أن اخاصم والده لأنه وبخه على سوء علاماته وحرمه من المصروف لأسبوع. "
لم تستطع وداد الا ان تشاركها الضحك على تصرفاته ثم سألتها :" وهل وبخت شقيقك؟ "
قهقهت نهاية حتى دمعت عيناها، فرفعت كفها تمسح تلك الدموع قبل أن تنساب على خديها،وبابتسامة عريضة وعينين تلمعان بالفرح هزت رأسها بالإيجاب
" بلا وبخته وخاصمته وكانت تلك اول مرة أشعر بها بأني حقا فرد من العائلة، منقذ حينها وقف مشدوها أمام حنقي وغضبي منه وما ان عرف سبب انفعالي حتى خلع حذائه وركض به خلف أصيل يحاول ضربه به.
كانت لحظات لا تنسى، تعالت ضحكاتي واستمرت حتى فقدت القدرة على التنفس، ثم بدأت بالبكاء…
بكيت طويلا وشهقاتي العالية أوقفتهما ليقتربا مني يحتضناني، يشاركانني الدموع.
بكيت حتى غفوت على الاريكة التي كان منقذ قد جذبني إليها يضمني لصدره، يخفى فيه دموعي، ودموعه هو تبلل شعري، لم استيقظ سوا في اليوم التالي، ولا اعرف كيف فتحت عيني في غرفتي التي خصصوها لي في منزلهم، كل ما ادركه هو استيقاظي بابتسامة للمرة الأولى بعد أكثر من عقدين، كنت افتح عيني كل صباح خلالهما على دموع القهر.


بمجرد وصولهما للدار كانت خطوات نهاية تتسابق حتى دخلت مكتب الإدارة، شاب طويل القامة ممتلئ الجسد اندفع من مقعده يقطع المسافة نحو الباب بخطوتين واسعتين وربما ثلاث، كان بعدها يجذب نهاية في عناق قوي يغرسها بين ذراعيه، يقبل قمة رأسها بعدها يبعدها ضاحكا
"يكفي هذا، كيف تندفعين لذراعي أمام خطيبتي بهذا الشكل الا تخجلين؟!"
تدفعه نهاية في صدره ممازحة
"ابتعد من أمامي حتى اسلم على المسكينة التي ابتلاها الله بك"
تقولها وتتحرك نحو خطيبته تعانقها بمحبة صادقة وسط ضحكات الجميع، كانت عيونه تحيط عمته بمحبة وشيء من القلق لم يخفى على وداد التي راقبت كل خلجاتهم بتركيز شديد.
استمرت الضحكات باستمرار مزاح أصيل الذي توقف للحظات يشكر فيها وداد على ما تفعله ويشجع عمته على المضي قدما والتحدث عن كل ما فات علها بذلك ترتاح وتخفف بالبوح بعض الثقل الجاثم على صدرها ، كان يجلس بجانب نهاية يريح ذراعه على كتفها يبقيها قريبة منه، يمنحها دعما واحتواء كانت تتلقاه منه بسعادة وجوع لوجود السند الذي غاب عنها طويلا.
لم يطل وطيبته الجلوس متعللين بانشغالهم بتجهيزات الزفاف، تاركين المجال لنهاية ووداد لمتابعة حديثهما، لكن قبل خروجه أعطى أصيل بطاقة جميلة مزينة بورود ذهبية، لنهاية، كان يمسك كفيها بين يديه ويرجوها بصوت متحشرج من فرط عاطفته
" أريدك أن تكوني بجانبي يوم زفافي، ارجوك لا ترفضي، الا تريدين ان تريني عريسا سعيدا؟"
تحرك نهاية رأسها رافضة بينما الدموع تنهمر من عينيها، افلتت إحدى يديها من قبضته ومدتها تمسد وجنته الحليقة
" كلا حبيبي، لن أتي، تعلم جيدا ما سيحدث لو لمحني عمر أو…
ياسر"
نطقت اسم الاخير بصعوبة ومشقة زادت لها دموعها، الأمر الذي اثار غضبه فارتفع صوته بينما يجذبها لصدره
" لم ادع اي منهم، ولن افعل، اتفقت مع أبي على ذلك، كلانا يريدك ان تفرحي وترقصي في زفافي"
تراجعت خطوة عنه تطوف عينيها على ملامح وجهه الحبيبة لقلبها قبل أن تهتفزبخطيبته قائلة
" خذيه من أمامي الان قبل أن أزين وجهه الجميل بقبضتي، يريدني ان ارقص وانا بالكاد أقوى على الوقوف، اتهزئ بي يا ابن منقذ؟ "
قهقه ضاحكا من مناداتها له بتلك الطريقة
" لن ارحل حتى تقتنعي بالحضور" شع التصميم من كلماته فرق قلبها لحديثه وعادت تربت على صدره
" ادع اعمامك يا أصيل، هم عزوتك وسندك بعد الله، لا تخسرهم "
هم بالرفض فاسكتته ترفع كفها تمنعه من التفوه بما قد يندم عليه لاحقا
" أعدك سأشاركك الفرحة و اكون معك يوم زفافك لكن عدني ان ترسل لعميك الدعوة، ان لم يكن لأجلي فلأجل ابيك افعل ذلك بني، ولا تقلق اظن اني أملك الحل الذي يرضينا جميعا ويضمن جهلهم مكاني "

لم يكن اقناعه أمرا يسيرا لكنه رضخ اخيرا لرغبتها وغادر بعد تعهده بتنفيذ رغبتها ليعود تركيزها كاملا لوداد، تجلس أمامها لا يفصل بين مقعديهما سوا منضدة منخفضة وضعت عليها وداد آلة التسجيل وقد أعادت تشغيلها
اه خرجت حارقة منها، وصدرها يرتفع بشهيق عميق، تحدثت بصوت مرتجف
" لو كان أبي قد زوجني لأي ممن تقدم لخطبتي قديما، كنت…."
بترت عبارتها تنفض عنها تلك الفكرة.
شربت كوب الماء الموضوع أمامها دفعة واحدة، لتنزل برودته تطفء بعض النيران التي تتقد في حشاها، ثم قالت :
كان الخطاب قد بدأو بطرق بابنا منذ أتممت السادسة عشر من عمري، يستقبلهم ابي ثم يرفضهم متعللا بصغر سني، كنت اسعد برفضه لهم حينها. "

اخفضت نظرها للبساط وملامحها تنبسط لترسم ابتسامة حالمة على محياها، وتابعت كلامها
" لطالما حلمت بمتابعة دراستي الجامعية، وايضا كان لدي حلم اخر…
شيء لا أذكر كيف ابتدئ، سري الصغير…
مشاعري التي تعلقت بابن الجيران، صديق اشقائي الذي يكبرني بخمس سنوات "
التفت ذراعيها حول جذعها تحتضن نفسها، وجهها كان يتورد على استحياء وانخفضت نبرتها لتقارب الهمس
" مثنّى..
كان قلبي يخفق بجنون كلما لمحته او سمعت اسمه، وكنت امنع نفسي من التفكير به أو حتى تخيله يأتيني خاطبا.
لم اره يوما ينظر لي؛ كان فارس أحلامي الذي لا يراني، وكنت تربيت على الخجل الشديد، وكل أمور العاطفة كان من المحظور الحديث بها، الحب كان عارا في وقتنا، فلم اجرؤ حتى على ترجمة مشاعري تجاهه او تفسيرها لنفسي سوا انها خجل فقط الخجل.
مع كل خاطب يرفضه ابي متعللا بصغر سني كان حلم الجامعة يتجسد أمامي، استمر هذا الحال حتى ظهرت نتائج الثانوية العامة، نجحت بمعدل مرتفع يؤهلني للإلتحاق بالجامعة، فرحتي وصلت عنان السماء، شاركني اهلي الفرحة، رأيت اشقائي يرقصون فرحا بنتيجتي، وتوافد المهنون من الأقارب والجيران لبيتنا لتناول الحلوى والإحتفاء بي…
فرحتي قتلت بعد انتصاف تلك الليلة… "
انسكبت دمعة واحدة من عينها لم تكترث لمسحها بينما تتابع بقنوط
" بعد أن رحل جميع المهنئين وبقينا وحدنا جلس ابي في مكانه المعتاد يراقبنا نتحرك سويا نعيد ترتيب المنزل وتنظيفه، طلبت من ياسر ان يأتيني بطب التحاق للجامعة، لتصفعني صرخة ابي الرافضة!
رفض الأمر تماما حتى أنه اقسم ان قدمي لن تطء ارض الجامعة التي دعاها ببؤرة الفساد والانحلال، نقلت نظراتي بين اشقائي لأجدهم يشيحون بوجوههم بعيدا عني، لم يكن صوت يعلو في بيتنا فوق صوت أبي ، ولم يكن أينا يجرؤ على مناقشته بشيء قد قرره، اخفضت رأسي بإنكسار عرفته للمرة الأولى يومها، لأرفعه سريعا ونظري تعلق بها، كفى..
صرخت بأبي تنعته بالظالم في حين صمت اشقائي، قالت تلومه كيف تمنع عنها حلمها في الحياة، الحلم الذي نعلم جميعا كم تعبت للوصول اليه وكان جواب أبي لها صفعة تركت أثرا على وجهها الغض، نظرتها له لم تكن نظرة طفلة في الثامنة من عمرها، كانت مزيجا من رفض وقهر، حتى أن الكره تجسد فيها وهو ما اعلنته قبل أن تركض هاربة من بطش غضبه تحتمي بظلمة غرفتنا.
بضعة ايام انقضت ، كنت فيها مثالا للبؤس، أو هكذا ظننت، كنت انهي أعمال المنزل باكرا واجلس بجانب والدتي اراقبها بينما تعمل على آلة الخياطة، الصوت الرتيب للألة كان يشتت انتباهي عن التفكير بحلمي الضائع، يومها عاد ياسر من عمله مبكرا، طلب مني اعداد الشاي له ولوالدي، نفذت طلبه وحين وضعت اكواب الشاي الساخن أمامها وهممت بالعودة لمكاني قرب والدتي أمرني ابي بالجلوس ثم أشار لياسر بالحديث
قال موجها حديثه لي :" أحضرت لك أوراق التقدم للجامعة."
شهقت ونظرت لأبي بغير تصديق ليتابع أخي حديثه
" لن تتقدمي سوا لكلية….. الخاصة بالفتيات ،. هذا شرط ابي ليسمح لك بمتابعة الدراسة، وسيرافقك عمر ذهابا وايابا، لن تذهبي دونه مهما حصل"
عاد الأمل لقلبي من جديد رغم أنها لم تكن ما حلمت به، لكني اكتفيت بها فرحة بعد الحزن الذي سكنني في الأيام الماضية.
بعدها ببضعة ايام كان بيتنا يشهد مقتل حلمي الثاني، حين جاء مثنى برفقة والده واشقائه لخطبتي ، كنت أقف قرب باب الغرفة التي يجلسون بها، استمع لحديثهم وقلبي يحلق فرحا حتى جاء الرفض من أبي مجددا
" نهاية مازالت صغيرة وتريد متابعة دراستها، ومثنى قد حصل على بعثة ليتابع دراسته خارج البلاد كما علمت، لذلك أرى أن هذه الخطوبة ليست في الوقت.."
قاطعه والد مثنى " لذلك اريد تزويجه قبل أن يسافر بعروسه لخارج البلاد، فتكون له الصحبة التي تؤنسه في سنوات بعده عنا "
رد والدي بمودة لا يصطنعها لصديق عمره وجاره
" يا أبا أحمد مثنى ابني كما هو ابنك وأريد له الخير لكن انا ايضا لا أقوى على فراق ابنتي، ربما لو كانت أكبر قليلا ما كنت ترددت لحظة بالقبول "
كان قلبي يتحطم لشظايا شعرت بها تمزق صدري مع كلمات ابي وتصميمه على نبذ حلمي السري
ثم كانت تلك الجملة التي قلبت حالي مجددا
" ابا ياسر اذن دعنا نكتفي بقراءة الفاتحة ، فلن أغادر بيتك اليوم الا ونهاية لمثنى حقا، اتذكر يوم مولودها حين اخبرتك اني اريد مصاهرتك، حينها انت اخترت مثنى من بين اشقائه ووعدت ان تكون له"
" وهي له ان كان راغبا بالزواج بها بعد أن يعود من سفره"
لم اسمع باقي حديثهم ولم اهتم فما سمعته كان يكفي ويزيد، الحلم المستحيل لم يكن كذلك…
كنت موعودة لمثنى منذ مولدي، من أحببته كنت له دون أن ادري….











هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 06:05 PM   #4

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
ألففففففففففففففففف مبروووووووووووووووووووك حبيبة قلبي بالتوفيق يا رب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 2 والزوار 7)
‏ضحى حماد, ‏hadaldal
ضحضوحتي الحلوة ربي يبارك فيك يا قلبي وما يحرمني منك 😘😘😘😘😘


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 09:48 PM   #5

Asmaa mossad

? العضوٌ??? » 429548
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 810
?  نُقآطِيْ » Asmaa mossad is on a distinguished road
افتراضي

شكرااااااجزيلاااااا

Asmaa mossad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-20, 06:12 PM   #6

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني

. رتيبة هي دقات الساعة، عبارة كانت تؤمن بها فيما مضى، واليوم باتت تشعر بها بشكل مختلف، كل ثانية هي لحظة فاصلة، كل ثانية تمضي لن تعود ولكن؛ تلك الآثار…
تلك الندوب التي يتركها لنا الزمن…
عادت تنظر إلى الساعة بجانب السرير الذي تجلس عليه، كان الوقت يقارب منتصف الليل، و ثيابها لم تبدلها بعد منذ أن عادت للفندق الذي تنزل به بعد أن تركت نهاية قبل ساعات، حاسبها المتنقل مفتوح أمامها، تحدق بشاشته ، لم تتمكن من الكتابة، امر لم تمر به سابقا، ان تشعر بالحروف ناقصة، ظالمة، لا تحمل اللغة في طياتها ما يكفي ليصف ما رأته وشعرته، تنظر لألة التسجيل بتوجس، تفكر هل ترفق كتابها بتسجيل صوتي يحوي كلمات نهاية، هل حرقة صوتها وهي تروى ما حدث اقسى ام ملامحها وانتفاض جسدها، للحظات شعرت بالندم، وعادت تذكر نفسها بسبب بحثها عن هؤلاء النسوة، عن غايتها ورسالتها التي يحملها هذا الكتاب، النور دوما يبدد الظلام.
برغم شعورها بالارهاق وطاقتها التي استنزفت تماما ، أمسكت يدها آلة التسجيل وضغطت احد ازرارها لينبعث صوت نهاية بنبرته المميزة، عميق خافت بعض الشيء، ذاكرتها القوية كأنما تحررت بفعل ذاك الصوت فلاح خيال نهاية أمامها على ذاك المقعد، تركت آلة التسجيل وتحركت اناملها تطبع كل كلمة تصل للمرة الثانية لمسامعها
" كنت له دون أن ادري…."
تنهدت ورفعت رأسها للأعلى كأنما تستعد لخوض معركة مع ذكرياتها
" أتعلمين كيف للفرحة ان تثمل الإنسان، تذهب بعقله، تعيد تشكيل ملامحه، هكذت كنت لحظتها، شعرت بجسدي متقدا وطاقتي كأنها تجددت ولا تنضب، لأيام بقيت اتحرك في المنزل مثل نحلة دئوب وابتسامة بلهاء لا تفارق وجهي، استيقظ فجرا واقوم بكل أعمال المنزل وحدي، حتى اني بدأت اساعد والدتي في العمل على آلة الخياطة، هل رفض والدي اقتراح العم ابو احمد قراءة الفاتحة ام قبل وأنا الان مخطوبة لمثنى! لا أعلم!
لم اجرؤ حقا على السؤال، وكل من حولي يتصرفون كأن تلك الزيارة لم تحدث، كنت أقنع نفسي ان أبي لن يرفض طلب صديقه، لن انكر ان بدء العام الدراسي كان مصدر الهاء لي، شغلني عن التفكير بأمر خطبتي وسفر مثنى الذي كان اقرب مما توقعت، عالم جديد فتح أمامي، للمرة الأولى اكون وحيدة في مكان غريب علي لااعرف أحدا فيه، كطفل يقف على قدميه لأول مرة، كنت اتعلم التوازن وحدي بين دراسة أصعب بكثير مما توقعت، وملاحظات عمر التي لا تنتهي حول ملابسي وصديقاتي الجدد، وما علي من واجبات في المنزل وطلبات اشقائي التي تبدأ بمجرد عودتي ولا تنتهي حتى أسقط في فراشي من شدة الانهاك والتعب، استيقظ فجرا كل يوم احاول إنهاء أعمال المنزل قبل خروجي، كفى كانت تستيقظ معي، تنظر لي بنظرات فخر وانبهار، بينما أحدثها عن يومي في الكلية بادق التفاصيل، شقيقتي الكسولة أصبحت تساعد في أعباء المنزل طوعا، واخبرتني انها تفعل ذلك لأجلي، لأجلي انا فقط. "
اغمضت عينيها تمنع دمعة هاربة، فأوان الدموع لم يحن بعد…
" مهما تحدثت لن أتمكن ابدا من وصف العلاقة بيني وبين كفى في تلك الفترة بالذات، كانت تتعلق بي كرضيع لا يريد الإبتعاد عن أحضان والدته، وكانت لي الصديقة الوحيدة التي لا يخفى عليها شيء من احوالي، كان قد مر اسبوعان على بدء دراستي، عندما عدت للبيت لأجد كفى تبكي في فراشها، انقبض قلبي بشدة لمرآها، اقتربت منها اربت على كتفها على أنجح بتهدئتها او معرفة سبب بكائها لكن ما حصلت عليه هو عناق كدت اختنق به وتصريحها بأنها تكره والدي، بل تكرههم جميعا وتحبني انا….
تقسم ان تنتقم منهم بحنقها الطفولي الذي اعتدته…
كانت طفلة! أعلم ذلك وظننت حينها انها لا تعني حقا ما تقول، رفضها ان تخبرني سبب بكائها وجهل والدتي بالسبب ولد جذوة من التوجس في صدري..
ولم ينقض ذاك اليوم الا بخبر سفر مثنى، وهو ما حطم قلبي حقا.

سفره كان مفاجئ لي، أدركت ان والدي قد ردهم خائبين من بيتنا، بدأت اهرب للنوم في كل فرصة، اتجنب الحديث قدر الإمكان، واتخذ الدراسة عذرا . "
سكون فقط ما صدر عن آلة التسجيل لما يقارب الدقيقتين، وقت كانت به نهاية تنهض عن مقعدها، تتجرع كأس من الماء تتبعه بآخر وبضعة حبوب من المسكنات والأدوية ، شاحبة متعبة ، عادت لمكانها تستأنف حديثها…
" بضعة ايام فقط عشت فيها حزني وخيبتي فإن كنت فقدت حلما ما كنت بقادرة على فقدان الاخر..
التفت لدراستي ، أصبحت شغلي الشاغل، مشاعري عدت اخفيها عميقا لكن هذه المرة كان اليأس مريرا، غياب مثنى سيستمر لسنوات، وإن عاد لا اظنه سيتقدم لخطبتي مجددا.
يوما تلو الاخر تناسيت الأمر ومر العام دون أحداث تذكر، العام التالي لم يختلف عن سابقه ،. كل يوم اذهب برفقة عمر نستقل الحافلة يوصلني متذمرا لكليتي ثم يمضي لعمله، وفي تمام الثالثة بعد الظهر اكون قرب باب الكلية أقف بانتظار وصوله لنعود سويا لبلدتنا، وها قد قارب الفصل الدراسي من الانتهاء..
كعادتي أقف داخل أسوار الكلية بانتظار عمر، رأيته قادما من بعيد، ضممت كتبي لصدري واخفضت بصري للارض انظر لموضع خطواتي وسرت باتجاه، حين توقف أمامي شاب لا أذكر ملامحه ولا حتى ما كان ينطق به، بلمح البصر كان الشاب مكوما على الأرض وعمر يكيل له اللكمات والركلات وسيل من الشتائم التي أخجل من تذكرها تخرج من فمه، احتاج الأمر تدخل ثلاثة من أمن الكلية ليخلصو الشاب من بين يدي شقيقي قبل أن يقتله، حينها امسك يدي بقسوة وتحرك بخطواته الواسعة وانا أكاد اركض لأجاريه، طلبت منه أن يبطء قليلا ليهدر بي صارخا (اخرسي)...
كان غضبه مهولا لدرجة ان من ينظر لوجهه يبتعد من أمامه، وصلنا المنزل بعد أن كاد الدم يتجمد في عروقي خوفا منه، وما ان خطوت لداخل المنزل حتى صفق الباب بشدة بيده والأخرى كانت تهوى على وجنتي بصفعة اسقطتني أرضا، وصفير يدوي في اذني، ليتبعها بصفعة أخرى، خرج على صوتها واثق من غرفته التي يعتكف بها قبل امتحانات الثانوية العامة، حاول أن يبعد عمر فنال منه لكمة تورمت عينه على اثرها، جسد والدتي الذي اندس بيني وبين عمر في غفلة منه هو ما اوقفه عن متابعة ضربي او حسب قوله تأديبي، تحاملت على ألمي ووالدتي وواثق يدخلانني لغرفتي لأتهاوى على الفراش من شدة الألم، حتى صدر القرار تلك الليلة،
صوت ابي وهو يقول : صدق المثل (دلل بنتك بتخزيك، ودلل ابنك بيغنيك) الي هنا ويكفيها دلالا، ولن تخطو خطوة أخرى تجاه تلك الكلية.
وهكذا صدر الحكم، دون نقاش او مراجعة، دون الاستماع لدفاعي، واي ذنب ارتكبته لاملك له دفاعا….
كل ذلك لا يهم….
لن أعود للكلية مرة أخرى وهذا هو المهم …..
كان وقع هذا الخبر على أشد من ضرب عمر لجسدي فأصبت بحمى لازمتني ثلاثة أيام كانت كفى ووالدتي تتناوبان على العناية بي خلالها، اذكر اني كنت اسمع صوت ياسر فيها يسأل عن حالي، ومنقذ يتسلل لغرفتي يسمعني ما سجل من أحاديث، يد واثق التي كانت تتلمس بحنان كدمات وجهي من الأمور التي لم انساها يوما، حتى ابي كنت أشعر به يقف بباب غرفتي صامتا، وحده عمر من غاب عن الصورة….
في اليوم الرابع كنت لا ازال طريحة الفراش وان كانت الحمى قد زالت، يومها أتى ياسر لغرفتي تتبعه كفى بكوبين من الشاي الذي يحبه اكثر من اي شيء آخر في هذه الحياة، أمر كفى بالخروج وإغلاق الباب خلفها، وحين أصبحنا وحدنا قرب مني كوبا من الشاي لاشربه وطلب مني أن اخبره ما حدث، أمسكت الكوب بكلتا يدي
ولم يمنع ذلك اهتزازه، أخبرته بكل ما حدث بينما يشرب كوبه،بصمت، حتى أنهيت حديثي، ربت حينها على كفي ووعدني اني سأعود لمتابعة الدراسة، ليس في ذاك العام، لكن حين يهدئ غضب عمر وينسى ما حدث، أخبرته ان أبي هو الذي يرفض عودتي فابتسم وقال ما أن يرضى عمر يكون اقناع ابي بعودتي يسيرا ، وهكذا تعبي لاشهر بالدراسة ضاع وانتهى الفصل الدراسي برسوبي في جميع المواد بسبب الغياب، انقضى عام والذي يليه ولم اعد للكلية، تزوج خلالهما ياسر وسكن في شقة بناها فوق بيتنا وعمر كان قد عقد قرانه على فتاة جميلة من بلدتنا، فتاة تمكنت مع والدتي من اقناعه بتركي اكمل دراستي، هذه المرة كان واثق رفيقي في الذهاب والإياب، على العكس من عمر كان الطريق برفقة واثق متعة لا تنتهي، منذ خروجنا وحتى اخر لحظة لا يتوقف عن الحديث والمزاح، عدت للكلية وكل صديقاتي قد تخرجن منها لاجد نفسي وحيدة مجددا ودون ادنى رغبة بتكوين اي صداقات جديدة ، كنت اكتفي بشعور الحرية الذي احياه فقط داخل أسوار الكلية، برغم سروري بالتقارب الذي ازداد بيني وبين واثق لكن كنت أشعر بعينيه تراقب تصرفاتي، ربما كنت مخطئة في ذلك وربما لا من يدري "
على خلاف عمر كنت اخرج مع واثق في السابعة صباحا والتقيه عند باب الكلية بعد الخامسة، لذلك استغللت الوقت الطويل المتاح لي وكثفت جدولي الدراسي، كنت أخاف ان يغير ابي رأيه في اي لحظة ويعود لمنعي من التعلم."

"وهل أتممت دراستك؟ " تسائلت وداد وكلها لهفة لمعرفة المزيد
" اجل اتممتها وباسرع مما كنت أتوقع وجدت نفسي حبيسة جدران منزلنا من جديد كان المتنفس الوحيد لي هو الزيارات الصباحية التي اقوم بها برفقة والدتي، خصوصا لجيراننا عائلة ابو احمد، نظرات ام احمد تجاهي وكلمات التودد التي كانت تخصني بها دوما تشعل وجهي بحمرة الخجل وقلبي بلهيب الحسرة، عمتي هند اعتادت ان تزورنا فقط في المناسبات قد تمر أعوام ولا نراها كان أبي يزورها باستمرار برفقة امي واشقائي في بعض الأحيان، عند عودتنا من إحدى زيارتنا انا ووالدتي وجدناها وزوجها يجلسون برفقة ابي ،كما هو متوقع سادت حالة من التأهب خارج غرفة الجلوس التي كانو فيها، وبدأت وكفى الاستعداد لإعداد الغداء وتجهيز غرفتنا التي تتحول لغرفة ينام فيها الضيف في مثل هذه الحالة، نسيت ان اخبرك ان عمتي تسكن في مدينة تبعد عنا بضع ساعات في السيارة، لذا كان مبيتها أمرا محتما في كل مرة تزورنا، زيارتهم هذه المرة كانت لأجلي، عمتي لديها ابن في السابعة والعشرين من عمره، اجل كانت تريدني عروسا له، كنت حينها في الخامسة والعشرين من عمري، بذاك الوقت وفي مجتمع كمجتمعنا كنت على أعتاب العنوسة، وكان طلب عمتي فرصة لفتاة مثلي ، لم يتبقى لها من أحلام في الحياة سوا طفل تحمله في رحمها وتضمه ذراعاها أصدرها متى أرادت، كيف لا وكل من اعرفهن من فتيات في عمري قد تزوجن وانجبن الا انا، ورغبتي بأن اكون اما كان يغذيها كل يوم رؤية أطفال شقيقي عمر وياسر، ومجددا كان الرفض من ابي، والسبب أصابني بالصدمة، اني مخطوبة لابن الجيران، مثنى!!
جادلته عمتي بخصوص الخطبة المزعومة التي تمتد لسنوات دون أن يزور الخاطب مخطوبته او يتم الزفاف، تسائلت واعترضت بأي حق يتركني ابي معلقة بخطبة والخطاب في بلد اخر لا يعلم حين عودته ان كان سيتم الزفاف ام سيلغي هذه الخطوبة ويبحث عن عروس ملائمة اكثر خاصة وقد تقدم بي العمر واصبحت عانس على حد قولها، ابي لم يتزحزح موقفه ابدا حتى انها قالها صريحة أمامي للمرة الأولى نهاية لمثنى منذ ولدت وستبقى حتى يأتي اليوم الذي يخطب به غيرها……
رغم غضب عمتي التي احبها وخروجه وزوجها من بيتنا بعيد ساعات قليلة من وصولهم، كانت ابواق الفرح تصدح في صدري…..
ونظرات كفى الغاضبة تشتعل كلما لمحت ابتسامتي، تلك الليلة قبل أن ننام كانت تخرج من بين ثيابها احد أشرطة التسجيل التي تخص واثق، قامت بتشغيله وهي تقول : توقفي عن سذاجتك واستمعي، كان تسجيل لتلك الليلة التي خطبني بها مثنى….
دقيقة تلو الأخرى كنت استمع ودموعي تنهمر رفض ابي كان قاطعا، انا ام أكن مخطوبة لمثنى وعادت فرحتي وتلاشت كانقشاع الضباب أمام نور الشمس….

توقفت نهاية عن الحديث وقد انهكت تحت وطئة الذكريات وشهقات بكائها تعالت وهنا كان التسجيل يصل لنهايته

**********


صرير خافت ونسمات هواء جافة كانت أول ما شعرت به بينما تودع طيف النوم وتستعد لتفتح عينيها على ضوء الصباح، بقيت لدقائق تحدق بالمروحة المثبتة بالسقف تدور بينما صريرها المميز تلاشي من حولها وهي تبدا التفكير بما يحمله لها هذا اليوم، ازاحت نظرها لساعة يدها ترى xxxxبها تشير للسادسة صباحا، عبست وهي تستشعر حرارة الجو ترتفع منذ الصباح الباكر " هو مجرد يوم آخر، لن يكون أسوأ مما فات، مجرد يوم وسوف يمضي ليبقى منه الذكريات"
حديثها لنفسها تكرره كل يوم تشحذ به روحها لمجابهة الكون بأسره، هي من واجهت الموت وعادت لن تسقط ابدا بل ستسند نفسها وكل من تصادف في دربها، "هيا نهاية يكفيك هذا حان وقت مجابهة الحياة " عادت تحدث نفسها بينما تنهض مغادرة غرفتها الصغيرة.

اليوم لن تتراجع، ستروي تفاصيل ذلك اليوم، تعود لبيت طفولتها، لأمها واشقائها ولو بالذاكرة، تعود لذاك الذي منع عنها الموت دون أن يدري انه بذلك يشق طريق عذابها.


في وقت لاحق ذاك الصباح كان لقائها الثاني بوداد، تأملتها بعينيه التي انتفخت ووشت بسهرها الطويل وربما بعض الدموع التي ذرفتها
تذكر انها اخبرتها ببعض ما حصل لها خلال نوبة بكائها واليوم ستقص عليها الأحداث بالتفصيل…
مجددا وجدت وداد نفسها برفقة نهاية في مكتبها وبينهما اكواب الشاي وبضعة قطع من المخبوزات الطازجة

زفرت نهاية بحدة ثم بصوتها الذي بح طلبت من وداد تشغيل آلة التسجيل
" كانت عشرة الأعوام كاملة انقضت على سفر مثنى، ذهبت ذاك الصباح برفقة والدتي لبيتهم زيارة كنا نقوم بها كل أسبوع تقريبا، استقبلنا شقيقته الصغرى والفرحة تشع من وجهها قادتنا لداخل البيت وهي تنادي والدتها صارخة ببهجة تخبرها بوصولنا، لم تكن ام احمد بأقل فرح من ابنتها، اخذتني في عناق دافئ بعد أن افلتت والدتي من احضانها ثم صدحت بالزغاريد، لتعود وتضمني مجددا تقبل وجنتي وتقول موجهة حديثها لأمي اليوم يا ام ياسر سنزوركم ولن نغادر حتى نحدد موعد زفاف نهاية ومثنى، سنحتفل بعودة ولدي وخطوبته اليوم ولن نرضى بغير ذلك، وليكن بعلمك ان الزفاف سيكون خلال اسابيع فقط يكفينا صبرا حتى الآن، نريد الفرح ان يعم بيتنا وبيتكم.
كنت ارتجف بين ذراعيها، يختض جسدي حرفيا، لا أصدق ما يقال حولي ووالدتي تهنئها بسلامته، وانا….
انا…
أردت الهرب لشدة الخجل، حين وجدته أمامي يتكئ على حافة الباب، ينتظرنا بابتسامة ضاقت لها عيناه البندقية، اعتدل في وقفته وهو يرد تحية والدتي وتهنئتها له بالعودة سالما والشهادة التي تحصل عليها، مع دخوله الغرفة عادت زغاريد والدته ووالدتي معها ترتفع، كان يقترب منا وانا كفأر مذعور حاولت الخروج من المكان والهروب لغرفتي حتى اطلق لفرحتي العنان…
وقف أمامي يخاطبني للمرة الأولى في حياتي، قال لي وابتسامة عابثة تعلو وجهه؛ " الن تهنئيني بالعودة سالما ياخطيبتي؟"
شهقت ووليت هاربة من بيتهم وضحكته ترافقني بينما والدته توبخه لانه قام بإحراجي، تسارع نبضي حتى شعرت بصدري يضيق به وكل خلية في جسدي تتراقص وتغني، حثثت السير لبيتنا ولولا الخجل كنت ركضت وتقافزت كالاطفال….
ومن دون سابق إنذار..
كانت تلك الصرخات، ذاك الصوت الذي اعرفه تمام المعرفة، وكلمات بذيئة تنطلق ركضت افتح باب بيتنا واراه…..
ثم دوى صوت الرصاص.





هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-20, 06:27 PM   #7

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa mossad مشاهدة المشاركة
شكرااااااجزيلاااااا
الشكر الك يا قلبي 🌹🌹


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-20, 06:53 PM   #8

حزينة جدا

? العضوٌ??? » 365994
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » حزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond repute
افتراضي

روايه مشوقه نفسي اعرف ايه الي حدث لنهايه وكفى

حزينة جدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 05:08 AM   #9

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزينة جدا مشاهدة المشاركة
روايه مشوقه نفسي اعرف ايه الي حدث لنهايه وكفى
شكرا يا قلبي 🌹🌹🌹
رح تعرفي بسرعة لان النشر يوميا الساعة 5 بتوقيت مصر
6 بتوقيت السعودية
ويا رب تكون عند حسن ظنك


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-20, 06:00 PM   #10

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث




. ترتجف كطفل يعاني من الحمى، وتخنق الدموع في اجفانها المطبقة، تحاول عبثا الحديث، صوتها يختنق وتخنقها غصة الماضي، تتجرع كوبا من الماء، وتضم جسدها المهتز بذراعيها
" خرجت من بيتهم وليس في فكري سوا انه يريدني..
بعد هذه السنوات ما زال يريدني…
حتى وانا في الثامنة والعشرين يريدني…
مثنى يريدني انا..
ان كان جسدي يتحرك بهدوء اجبر نفسي عليه
قلبي لم يكن يخضع…
شعرت بكل جسدي يغني ويرقص ويفرح حد الثمالة
وكان صوته..
بالبداية لم اميزه…
كل ما كنت اسمعه هو صراخ غريب تداخل مع كلمات مثنى التي ظلت تتردد في عقلي
ثم كان صوته يعلو ويتضح مع كل خطوة اخوها باتجاه بيتنا
قطعت الأمتار القليلة المتبقية لبيتنا ركضا ما أن سمعت صوت كفى تصرخ "لا….
ارجوك لا…."
رعب دب في صدري، وصوته يصرخ بكلمات كنت اسمعها ولا أعي من يعني بها
" فاجرة…
خاطئة…
عا…."
فتحت الباب ولهاثي يعلو لأراه
كتلة مشتعلة من الغضب، بدا لي كأنه اكبر حجما، بشرته أشد سمرة، ملامحه خلت من اي حنان، كان كتلة قسوة، صوان نحت وشكل ملامح وجهه…
وكانت هي هناك تتكوم على الأرض تتمسك بساقه التي تركلها…
تتوسله العفو…
وتبكي…
جمدني الخوف على عتبة الباب….
لكن جسدي ما عاد يطيعني…
اريد ان ادخل.. إن أحول بين جسدها الهش وجسده
ثم….
ذلك الصوت..
ساعده كان ممدودا باتجاهها..
كلا بل كان متصلبا…
وذاك الشيء الاسود القبيح فوهته تشير لها…
صرختها كانت قصيرة مخنوقة…
وانا انا كنت فقط انظر بينما بقعة حمراء بدأت تظهر أسفل جسدها…
وهي تتشبث بساقه اكثر تتوسل..
"سامحني ياسر"
اسمه بصوتها كان آخر ما سمعت قبل أن تنطلق الرصاصات مجددا متتالية لم أعلم عددها…
وهنا عاد صوتي الذي فقدته منذ وصولي بيتنا
صرخت باسمها..
وانا أرى جسدها ينتفض كشاة نحروها بينما اظافرها تنشب في بنطاله وساقه لا تفلتها….
الدماء كانت تفترش الأرض اسرع من قبل…
وهو…
رفع انظاره عنها..
عيناه حمراوان بلون الدم…
وفمه مبيض اللون
نفض يديها عنه وداس على دمائها يتجه نحوي…
يرفع سلاحه باتجاهي..
ادرت ظهري له ووليت هاربة…
خطوة واحدة لم اخطو بعدها الثانية…
وكان ذاك الصوت مجددا
شعرت بخنجر من نار ينغرس في ظهري
كانت رصاصته الأخيرة…
سمعت صوت ضغطه على الزناد مرة واثنين وثلاثة قبل أن اسمع ارتطامه بالحائط
رأيت حذائه مغموسا بالدم…
دم شقيقتي…
دم كفى قلبي….
وابنة روحي….
شهقت بينما يمسك شعري من تحت غطاء الرأس الذي كنت أضعه، ثم يضرب رأسي بالأرض صارخا
"موتي…. موتي"
فجأة تركني ونهض
بدأت ازحف والألم قوي..
قوي جدا..
دموعي تنهمر…
لا أفهم ما يحدث…
اظافري تحفر في الأرض..
اجذب نفسي زاحفة للأمام….
بعيدا عنه…
وعنها…
جسدي كان ثقيلا جدا…
والأرض أسفل مني تمتلئ بالحجارة..
والدم ينزف من اظافري التي كانت تنغرس في التراب وتشدني بعزمها الواهي الي الأمام
" إلى أين تهربين انت الأخرى؟"
هدر صوته من خلفي
وازداد ذعري..
تحاملت على ألم جسدي وحاولت رفع نفسي بذراعي..
رأيته أمامي يأتيني راكضا…
صارخا..
"ياسر توقف…"
حينها هوى بالفأس شجت جبيني…
ظلال غشيت بصري..
كستارة حمراء اسدلت على عيني…
كانت دمائي"
يدها تتحرك بارتعاش ترتفع لتكشف عن رأسها، لتظهر تلك الندبة بالكامل، خط طولي يبتدئ فوق حاجبها ويمتد راسما خطأ يخلو من الشعر حتى أعلى رأسها
دموعها….
شهقات بكائها…
عويلها…
وهي تضرب بقبضتيها على صدرها
والأهات تخرج منها بحرقة…
ابكت وداد التي وقفت عاجزة أمام مظهرها ذاك ، بينما اندفعت فتاة صغيرة تحتضن نهاية
"ماما نهاية لا تبكي….."
وفتاة تلو الأخرى من فتيات الدار دخلن المكتب يحتضن نهاية، يشاركنها الدموع ، وقت طويل مر وهي على هذا الحال، تبكي وهن يحطن بها في مشهد مهيب، حلقات من الحب التفت حولها تضمها، تواسيها، تربت على قلبها الموجوع، حتى اتو…
كانو ثلاثة…
متقاربين في الملامح وشكل الجسد…
انفض الجمع من حول نهاية وخرجت الفتيات لتبقى وداد تراقب المشهد أمامها
رجلين حفرت التجاعيد ملامحهم وساد الشيب رأسيهما حتى ما عاد يعلم لشعرهما لونه الأول، جلس كل منهما على جانب نهاية، لتميل على كتف أحدهما تبكي وهو يمسح على رأسها، يهمس لها بكلمات تهدئ نشيجها، كانت وداد على وشك المغادرة وترك الأخوة وحدهم، لكن أصيل كان له رأي آخر.
طلب منها ان تبقى، ان تستمع لتتمة الحكاية ، وافقته وعادت لمقعدها تراه يأخذ مجموعة من المناديل، يجفف فيها دموع نهاية ويمسح اليلل عن وجهها كأنها طفل صغير، يعيد غطاء رأسها لمكانه، ويقبل جبينها، يفعل كل ذلك بابتسامة حانية وصمت تام، تتحرك انامله برقة يختصها بها، ويحتوي ألمها بفرط رجولته، ما أن أنهى ما كان يفعله حتى نهض من أمامها لتقف فورا تلقى نفسها بين ذراعيه، وكل من اخويها يناظرها بعيون تغشاها الدموع…

***********



تتوسط شقيقيها بينما يجلس أصيل على المقعد المقابل لها، بجانب مقعد وداد، تمالكت نفسها اخيرا وعادت تتابع حديثها
"تقولين اني لؤلؤة في محارة مشروخة!
واذا كان الشرخ طال اللؤلؤة هل يبقى لها قيمة؟"
يد واثق أمسكت بيدها يستحوذ على انتباهها
" لم يكن ذنبك انت، قيمتك لم تنقص يوما في قلبي او عيني، بل نحن من خسرنا يوم…."
كانت حنجرته تتحرك دون صوت، يبتلع الكلمات عوضا عن نطقها، يعجزعن المتابعة، ليكمل شقيقه
" يوم عجزنا عن الدفاع عنك او الاخذ بحقك "
صمت مؤلم حل عليهم، والكلمات كانت أثقل من أن تنطق، وسؤال ظل معلقاً طويلا على شفتي وداد حتى هدمت به صرح سكوتهم
" لماذا؟ "
كلمة واحدة زلزلتهم جميعا…
لماذا لم يدافعو عنها؟
لماذا لم ينصروها؟
لماذا لم يأخذو بحقها؟
لماذا خذلوها؟
والأهم لماذا فعلها ياسر؟

مطرقا برأسه مشيحا به بعيدا عنهم، قبضتاه على ركبتيه وظهره انحنى للأمام، العرق بدأ يتفصد على جبينه، صوته بدا قادما من هوة سحيقة، مكتوما ، مختنقا، مثقلا بالحرج والخزي اجابها واثق
" كان يوم عطلة…
ياسر كان خارجا من منزله في غير موعده، رأها تخرج من البيت تتلفت حولها، ظنها في البداية تبحث عن نهاية او والدتي، لكنها فتحت بوابة الحديقة وخرجت ، تبعها…
رأها تدخل شارعا فرعيا ضيقا بينما تلتفت يمنة ويسرة، ثم تنحني أرضا ترفع حجرا كبيرا نسبيا ملاصقا لسور احد المنازل، ثم تعيده مكانه، وتعود متسللة للمنزل كما خرجت. "
كف نهاية ربت على ركبته والتف حول قبضته، كانت تحثه على المتابعة بينما دموعها تنساب بصمت
" بعد أن تأكد من عودتها للمنزل عاد ورفع الحجر ليجد ورقة مطوية بخط يدها، رغم انها لم تذكر اسمها عليها لكن..
كنا جميعا نعرف خط يدها، لطالما عرضت علينا دفترها وأوراق اختباراتها، كنا قادرين على تميزه بسهولة.."
سعل يجلو حلقه من ذاك الوهن الذي أصابه وبدأ الغضب جليا على ملامحه
" كانت على علاقة بشاب ما،. لم نتمكن من معرفة هويته ابدا، كانت تخبره انها تحمل طفله..
لك ان تتخيلي حجم الغضب والصدمة التي شعر بها ياسر "
لم تكن بحاجة للتخيل، فهاهي ملامح الأشقاء بعد هذه السنوات تشتعل غلا وتنضح قسوة، والغضب يعمي ابصارهم والخزي رداء يلتصق بهم
" عاد للبيت يكذب عينيه، يرتجي ان يكون واهما، ان تكون تلك الورقة التي يحملها، خدعة، أو كذبة ، أو أي شيء سوا الحقيقة
واجهها…
وضع الورقة أمامها…
وهي انتفضت…
انكرت في البداية بلسانها وجسدها يقر بالحقيقة
ترتجف متراجعة بعيدا عنه
تتحرك بتوتر وعشوائية
وهو يكرر سؤالها..
هل ذاك خطها…
وهي ترتجف وتبكي وتحاول الإبتعاد عنه
امسك بها
صرخت رعبا…
وحينها تيقن انها مذنبة
صفعها…
ركلها…
وهي كانت ترجوه…
وكل حرف منها كان يشعل ناره اكثر…
قولي الحقيقة صرخ بها…
ارادها ان تنكر…
ان…
لكنها طلبت منه أن يسامحها….
تت…. "
تلعثمت حروفه وأي كلمات قد تفي ما كان، نهض من مكانه واتكأ بكفيه على حافة النافذة عيونه تحدق بالسماء يجاهد ليبقى ثابتا.
" تركها ودخل غرفة والدي، جلب سلاحه وعاد لها لتمعن هي في نحر شرفنا اكثر..
توسلته ان لا يقتلها…
تخبره ان ذاك النذل سيتزوجها..
تريد أن يتركها تحيا..
تتوسله السماح والعفو
.
.
.
والباقي رأته نهاية "

رغم ادراكها قسوة الأمر ، كانت على يقين ان فرصة كهذه لن تتكرر، لن تجد الأخوة على استعداد للبوح مجددا، فنحت مشاعرها جانبا، وتجاهلت ذاك الشعور الذي يطالبها بالشفقة على حالهم وسألتهم:
" وانتم ماذا فعلتم؟ "
هذه المرة كان منقذ من يجيبها
" لم يكن اي منا في المنزل حينها…"
تحشرج صوته وهو يضيف…
" ربما لو كنا هناك كانت نهاية نجت من…"
حركت نهاية رأسها ناحيته، تميل بكليتها لتسند جسدها على جسده، تقول
"ما كان شيء ليتغير، كنتم ستقومون بقتلها وربما أيضا نجحتم في ما عجز عنه ياسر"
تابعت وهي ترى انتفاضة جسده واتساع عينيه بذعر، وفمه الذي فتحه دون أن ينبس ببنت شفه، بينما وداد كان تركيزها اكبر مع مع واثق الذي هز رأسه بإقرار قبل أن يخفى وجهه بكفيه
" لست الومكم الان، لكن هو عمر من الخذلان…
لولا قدوم مثنى في تلك اللحظة كنت ما عشته ولا…"
وجعه كان أكبر من أن يبقى على ثباته ويخفي مشاعره اكثر، فضمها لصدره
" وكلنا مدينون له بحياتك، مثنى حين سمع صوت إطلاق النار والصراخ، خرج من بيتهم راكضا، حاول منع ياسر من ضربك بالفأس لكنه لم يتمكن من ذلك، ما استطاع فعله هو منعه من محاولة فعلها ثانية حتى أتى باقي الجيران وقاموا بإسعافك، واسعاف والدتي.."
قطبت وداد بحاجبيها ،فأدركت نهاية تساؤولها الصامت واجابتها
" والدتي تبعت مثنى فهي أيضا أدركت انه صوت ياسر، ورأته وهو يغرس الفأس التي لطالما استخدمها في حديقة منزلنا لغرس الورد والزرع في رأسي هذه المرة، فسقطت مغشي عليها ليتبين لاحقا اصابتها بسكتة دماغية تسببت بشللها لباقي حياتها، وانا….
استفقت بعد أكثر من ثلاثة أسابيع لا أدرك أين أنا…
ولا اذكر ما حدث…
استيقظت علي صرير حاد يخترق دماغي وهمهمات مبهمة تأتي من بعيد، احاول فتح عيني لكن جفوني تأبى الانفتاح، كأنما الصقت او خيطت فلا امل للنور بالتسلل من خلالها، ظلام مخيف يحيط بي، وضغط مهول يعتصر رأسي، الألم فوق حدود الاحتمال ، والرعب يشل حنجرتي فلا ينبثق لي صوت ولا يشعر بنحيبي الصامت احد، أين أنا لا أعلم!!
ولا املك القوة على تحريك عضلة واحدة من جسدي قيود خفية تثبتني، بل هو ثقل عظيم يجثم على صدري يغطيني فتنسحق تحت وطئته همتي للنهوض ، انادي امي…
ابي….
اخوتي….
……
….

وتدوي الصرخات من حولي…..
بل هو صوتي ما صدح….
بصرخة رعب….
بألم…
من غدر من كانوا يوما الأمان…
حتى كانت الأحداث تعود و تتوالى كزخات مطر تعصف بصحراء ذاكرتي "

واثق لم يحتمل سماع المزيد فغادر الغرفة يخفى دموعه بينما كان منقذ اكثر منه ثباتا او انه لم يشعر بدموعه التي بدأت تتسلل من عينيه لتختفي في لحيته البيضاء، كانو يستمعون لنهاية وقلوبهم تتلوى بأسف وندم، مزيج من الحسرة والاسف شعرته وداد بينما تكمل نهاية رغما عن الدمع والأهات ويديها التي تضغط على جانبي رأسها دون ادراك
"استيقظت في غرفة العناية المشددة، ولا احد حولي، فقط صوت الأجهزة الطبية ما يسمع، ورائحة مواد التعقيم تزكم الأنف، وعطش رهيب…
اتوق لقطرة ماء…
ولا احد…
لا أحد يروي عطشي…
اسبوع اخر قضيته في المشفى دون أن أرى احد من اهلي، فقط محققان من الشرطة وكادر التمريض والأطباء يطالعونني بنظرات تفاوتت بين الشفقة والاتهام..
وانا بقيت كل اغفاءة انادي ابي….
امي…..
ياسر…
عمر….
منقذ…
واثق…
واستفيق وتستفيق ذاكرتي ما أن اناديها..
كفى!!!














هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.