22-08-20, 10:09 PM | #1 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| المشهدين الإضافيين لرواية ظل في قلبه بمنتهى الحذر و السكون ، سارت نادية تعبر الحديقة لتصعد للدور الأعلى من الفيلا حيث ستقيم بعد زواجها الذي لا يفصلها عنه سوى أقل من شهرين . الحاجة ميرفت تنتظرها الآن هناك بعد أن أرسلتها منذ دقائق لتحضر مزهرية من الخزف الصيني كانت اشترتها لها منذ أيام . حين رأتها نادية بعد أن أخرجتها من كرتونتها سحرت كليا بها و دون تفكير ذهبت فورا إلى ذلك الركن البعيد الخاص بحماتها كي تملأ المزهرية بباقة زهور تشكلها على ذوقها ناسية طبعا كل شيء عن كلب آصف الطليق . و الآن ها هي تتلفت حولها كالمجرمين فهي رغم أن آصف طمنأها مرارا و تكرارا أن كلبه مدرب و مسالم لكنها لا تقدر على الشعور بالأمان مع مخلوق يحمل طنا من الأنياب الحادة في فمه . كانت قد وصلت حيث أشجار الليمون حين وصلتها تلك الزمجرة الشرسة فتجمدت في مكانها فورا و بدت كأنها زرعت بدورها بين الأشجار . هكذا وجدها آصف الذي كان يتبع كلبه إليها فتعالت قهقهة عالية مستمتعة من عمق قلبه . - كفى " إيجل " كفى ، هل تريد أن تقتل الحلوة رعبا و أنا لم آخذ غرضي منها بعد ؟ وصل إليها تسبقه ذراعه لخصرها و حين صارت بين ذارعيه حينها فقط سمحت لنفسها بإطلاق نفس مسموع و هي تغمض عينيها المتسعتين براحة شاحبة . لم يقدر آصف أن يقاوم قربها الشهي و هي ترجف خوفا بين ذراعيه ، تنشد أمانها لديه فأحنى وجهه يقبل جفينها المسدلين بصوت خافت تمتمت و يداها تحاولان دفعه في صدره : - إذن تأخذ حاجتك مني ثم ترميني لكلبك ؟ هذا ما تعدني به آصف ؟ - حبيبتي ، تمتم ضاحكا و هو يتلمس الطريق لشفتيها ، و من أخبرك أني سأتوقف يوما عن أخذ غرضي منك ، أسكت ارتجاف شفتيها بقبلة و أضاف بصوت حار ، آصف سيظل يأخذ غرضه منك مرارا و تكرارا طول عمره . ضحكة خفيفة انبعثت من بين شفتيها و رفعت ذراعيها تطوق رقبته معانقة وَلَهَ نظراته بغرام ناعم ناعس بينما قلبها تتحول نبضاته من فزع لتأثر . للحظات ظلت تتجاوب معه ناسية كل الدنيا قبل أن تطلق شهقة و يده تتوغل إلى الأعلى . بسرعة ضربتها و هي تقول له بينما تبرق له بنظراتها : - آصف أبعد يدك عن مناطقي المحظورة . اتسعت عيناه بتسلية مستنكرة فأضافت متأففة بمبالغة بينما ترتب قميصها : - أنا أتعذب و هو يتحرش . جذبها آصف له ثانية لتصير ظهرها إلى صدره ، ضغطها إليه يكاد يعتصرها و هو يزفر أنفاسا ملتهبة فوق صدغها : - تتعذبين ؟ ماذا تعرفين عن العذاب ؟ العذاب الحقيقي هو أن تكون امرأتي ، حلالي في حضني و مع ذلك أنا محروم معها و هي تتكبر علي بمناطقها المحظورة . أطلقت نادية ضحكة أخرى ثم لكزته و بدأت تبتعد ، خطت خطوتين و تعثرت فاستندت على شجرة بقربها . بخطوة واسعة لحقها آصف و تصلبت ملامحه بقلق و هو يتأمل شحوبها الذي لم يزل ، صرف كلبه الذي لحقهما بصرخة صارمة ثم همس و هو يسندها إليه : - لا تقلقيني عليك أكثر حبيبتي أو سأضطر لأخذك للمستشفى حالا ، قبلها من طرف أنفها بحنان و همس مداعبا ، لا تنسي أني لم آخذ غرضي حتى الآن . هزت رأسها مبتسمة بيأس منه ثم تمتمت و هي تربت على وجنته : - أنا بخير و الحمد لله ، فقط نوبات فزعي تكون أطول من اللازم ، برقت عيناها بلمعة ذكرى فأضافت ، و على ذكر المستشفى حبيبي ، كيف أصبحت عمتك ؟ - عمتي ؟ - أقصد عمة والدك ، كيف حالها الآن ؟ عقدت حاجبيها بحيرة و هو يبادلها نظرة انعدم فيها الفهم فأضافت بشيء من الشك : - عندما كنا معا في آخر مرة جاءك اتصال و أنت أخبرتني أن قريبتكم تعرضت لأزمة صحية شديدة و أنا اتصلت بماما ميرفت و أخبرتني أنها عمة والدك لكني انشغلت بتجهيزات الزفاف و نسيت كل شيء عن الموضوع . ضمت المزهرية لصدرها و تمتمت : - أليس من المفروض أن أرافقك لزيارتها أو أتصل بها على الأقل ؟ كان آصف في الأثناء يحارب عضلات وجهه حتى يحافظ على تماسك ملامحه و لا تظهر ظلال الذنب بينها . - اطمئني حبيبتي ، عمتي بخير تماما و لا داعي لزيارتها فأنا سأعرفك عليها في حفل زفافنا إن شاء الله . كانت مجرد ...أزمة و مرت . أضاف و هو يقصد بها غير ما تظن هي ثم مال بوجهه نحوها ، كان يتجه ببطء متعمد إلى شفتيها حين قطع عليه كلبه الطريق و هو ينبح ثانية فأفلتها ملتفتا بغضب لكن أمه هي من أطلت عليهما . - نادية حبيبتي ، بادرتها الحاجة ميرفت بعد أن تلقت قبلة آصف المعتادة على جبينها ، قلقت عليك و سمعت نباح الكلب فنزلت لأطمئن عليك . - أشكرك ماما ميرفت ، همست نادية باختناق و قد زادها الحرج شحوبا ، الحمد لله آصف لحقني في الوقت المناسب . نقلت الحاجة عينيها بينهما بنظرة محرجة ثم استدارت تغادر مرتبكة الخطوات . لكزت نادية صدر آصف القريب و فحت بلوم و عيناها تتبعان ظهر حماتها المبتعد بسرعة واضحة : - أفعالك كادت تفضحنا . - فعلا ، كدت أفضح ، همس مبتسما بشرود و للمرة الثانية ينافي قصده ما فهمته . ************************************ و أخيرا اقترن اسمها باسمه ، و أخيرا سينتهي عذابه الحديث ، تنهد نديم براحة عميقة مضى عليه زمن طويل منذ جربها آخر مرة . أعاد رأسه للخلف و تأملها واقفة عند باب الصالون تتبادل همسات تتخللها ضحكات مع أختها الأكبر و صديقتها نادية . رآها تغلق الباب وراء جسديهما ثم تلتفت و تبدأ بالسير إليه فزفر بصوت مسموع و هو يشعر بها تتدفق بين أوردته . كور قبضته قليلا و عاد ليذكر نفسه بأنها ليلة واحدة فقط تفصله عن الزفاف يستريح بعدها من حريق جسده المنادي لها . وصلت مكانه و بخجل جلست بجانبه تاركة بعض المسافة فتصلب جسده و لم يحاول مثل كل مرة إلغاءها . طال صمته و جموده لحظات طويلة فكسرت بريهان حياءها و رفعت عينيها إليه بنظرة حملت حيرتها و ترقبها . رأت عينيه تضيقان لا إراديا ثم تقتمان جدا فارتجف كالعادة شيء غامض فيها و لم تقدر أن تحيد عنهما ، بداخلها يستوطن شوق غريب لأن يحصل وصال خفيف بينهما لكن ها هو يفاجئها جدا بعد كل تلك اللهفة التي كانت تشعرها منه على مدى شهري خطبتهما و يجلس الآن متباعدا ممتنعا حتى عن لمسة اليد التي عودها بها . أسدلت جفنيها بخيبة فتنهد نديم ثانية و تصلب جسده أكثر ، هو يعلم تماما ما تتوقعه منه في هذه اللحظة . كأنثى لم يكن في حياتها قبله تشتاق لأول لقاء عاطفي بينهما و ربما تلميحات البنات حولها ألهبت خيالها بالتوقعات . لكنه للأسف لن يقدر أن يلمسها الآن بأي شكل من الأشكال لأنه لو أعطى الإذن لشفتيه فرغبته ستفهم هذا الإذن بشكل أوسع . صبر أشهرا مرت عليه سنوات أفلا يصبر ليلة . لكنها ليست أي ليلة ، يعرف جيدا أنها ستمر عليه بطيئة متهالكة الثواني ، دقائقها عقود و ساعاتها قرون . أما فجرها فسيكون أبدي الانتظار . نظر إليها تتململ في جلستها فزم شفتيه بقسوة مجبرا إياهما على مزيد من قسوة الحرمان . فجأة تذكر كلمات شوكت له أنها دون بدايات فتجهم جدا و طفا انشغاله عليها فوق وجهه فبعد الزواج ماذا سيقدر أن يعطيها غير هذه الرغبة الحارقة التي يشعر بها نحوها . - لماذا وافقت على الارتباط بي بريهان ؟ رفعت عينين متسعتين مصدومتين إليه فلانت نظرته لها جدا ، هو نفسه مصدوم من نفسه فالسؤال لا محل له و لا إعراب الآن لكنه يحتاج كلماتها ، يحتاج أن يسمع منها ما يطمئنه عليها و على حياتها معه . المشكلة أنه في الشهرين السابقين كان يحاول طوال الوقت أن يبتعد عن غريزته و يتكلم معها في مواضيع جادة لكنه كان يجلس معها فلا يرى سوى لحظة ينالها . وضع ذراعه خلفها حريصا على ألا يلمسها و قال مثبتا عينيه في زرقة عينيها المتسائلة : - أنا معجب بك جدا بريهان و أشعر أنك أنت أيضا تشعرين بانجذاب نحوي أليس كذلك ؟ بريهان ؟ ناداها بنبرات خفيضة اكتسبت حميمية واضحة حين أطرقت برأسها بعد نظرة خاطفة منها لشفتيه . في الواقع لم يكن يحتاج منها كلمات تؤكد ما رآه بنفسه من قوة تأثير لمساته فيها كان يعرف طبعا أن لا شأن للحب بكل هذا ، هي فقط تلك الشرارة التي اندلعت في جسده و استطاع بأمانة أن ينقلها لها . - هل تريدين أن نتكلم في أي موضوع قد نكون نسينا ذكره الآن ؟ سأل و هو بالكاد يسيطر على أنفاسه الهائجة . - سنتكلم في ما قد كنا نسيناه بعد الزواج ، أمامنا عمر بحاله ، قالت بحسم رغم ارتجاف صوتها . ثم نظرت إليه ، في سماء عينيها تطفو غيوم عتاب و انتظار لكنه تصلب ثانية يرفض نداءها مع أنه نفس نداءه لأنه بعد كل صبره لن يقدر على الاكتفاء بمجرد تلامس عاطفي سطحي . كلا إما كل شيء أو لا شيء هذا طريق بلا منتصف ، فليقف إذن في بدايته . - تحب الحناء ؟ ضرب سؤالها المفاجئ جدا و الغير متوقع أبدا شروده فالتفت نحوها بشيء من الحدة . - أنا أسألك لأن الليلة ستكون ليلة الحنة . لم يكن يفضلها أبدا في الواقع و فتح شفتيه ليجيبها لكنهما عادتا لتنغلقا و هو يجد أخيرا شيئا يتشبث به ، شيئا يتحمله من أجلها . - افعلي ما تفعله أي عروس بريهان شبكت أصابعها ببعضها و همست بخجل مرتبك : - أنا لن أزين بها يداي إن كنت لا تحبها أنا سأتزين بها لك أنت فإن كنت لا تحبها ما هذا الابتزاز ؟ ألا يكفي نبراتها الناعمة اللاعبة بأعصابه حتى تضيف إليها هذه الكلمات ؟ لولا بقية من عقل لآمن أنها تريد تعذيبه . أغمض عينيه يودع كل قرار ت السيطرة و التحكم بالنفس ثم فتحهما بنظرة مختلفة . - بريهان ناداها بصوت أجش و في اللحظة التالية كان يأخذ شفتيها بحرارة رغبته و عمق حرمانه ، يعطيها ما كانت تحلم به لكن بالشكل الذي حلم هو به . ربما لم تتوقع هي بداية بهذا الشكل الحار الحر المندفع لكن من قال أن كل البدايات عليها أن تتشابه ؟ ******************************************** | |||||||
19-10-20, 11:52 PM | #3 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
وحشتني تعلقاتك و خفة دمك و الله | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|