آخر 10 مشاركات
زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          2- مرارة الإنتقام - روايات رومانس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          39- الأغنية المتوحشة - سارة كرافن- ع.ق (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : أمل بيضون - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-20, 08:18 PM   #1

الانسان الفيلسوف

? العضوٌ??? » 476984
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 77
?  نُقآطِيْ » الانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond repute
افتراضي قصة قصيرة عن الانسان ووهم السعادة


قصة قصيرة عن الانسان ووهم السعادة

كان الجميع يتحدث عن تلك الجبال العملاقة التي تجاور القرية , الأطفال والشباب والشيوخ , رجالاً ونساءً .. الاعتقاد الشائع حول تلك الجبال أن من يركبها سوف يسقط في أغلب الاحتمالات لكثرة منحدراتها الضيقة ولكن من ينجح في الصعود على قمة أحدها سوف يلقى سعادةً مطلقة لا حدّ لها .. وهذا ما يرجوه كل إنسان في هذا العالم فضلاً عن تلك القرية المليئة بشتى أنواع البؤس و المعاناة. كانت هناك أساطير أيضاً يتداولها الناس منهم من يصدّقها ومنهم من يكذّبها .فيُحكى مثلاً أن الناس في الماضي اختاروا من بينهم رجلاً ليصعد على قمة أحد الجبال .. فصعد الرجل الجبل وهم يراقبون تحركاته بين فترة وأخرى ..وصل إلى القمة بعد ثلاثة أيام فأخذوا يصفقون له لنجاحه و يتعانقون فرحاً لبقائه حيّاً . لكن بعد أيامٍ قلائل وجدوا جثته عند أسفل الجبل وقد أصبح واهن الجسم أشيب الشعر وفي عينيه المنطفئة حزنٌ عميق . لكنهم اعتقدوا ببساطة أنه عندما أراد أن ينزل سقط ميّتاً ولا أحد حاول أن يتحقق بما حدث له في الحقيقة.
بعدها بسنوات طوال أراد أحد رجال القرية أن يحقق مثل ذلك الرجل ويبلغ تلك السعادة ويبقى هناك إلى أبد الابدين . وهو رجلٌ قوي البنية , يتصف بالإرادة القوية والحيوية والحماسة.
فحاول أن يصعد احد الجبال .كان أصغرها في الحقيقة تنتشر على جداره الأشجار الصغيرة والحشائش ,بحيث يخال لرائي الجبل من بعيد أنها محطات يرتاح فيها الصاعدون. فتغلب على كل مخاوفه بمساعدة رجل عجوز يعتبره أستاذه في الحياة . كان يعتقد ذلك العجوز أن كل القمم سوف تعطيه السعادة .. والسعادة هي نفسها على جميعها . فأخذ معدّات الصعود من حبل ومعول وقفازات وأخذ قليل من الملابس الصيفية والشتوية اتقاء تغيّر المناخ في الطريق إلى القمة. . قرر أن يصعد الجبل سراً دون علم أحد إلا أستاذه ذاك . فبدأ مسيره هذا عند شروق الشمس ليستفيد من نورها أكبر استفادة و حتى إن أتى الليل يكون قد تعوّد الصعود على المسارات المتعرجة وصخور الجبل المتناثرة .
توجّه للجبل ووقف عنده " أنت كبير وأنا كبير .. " هكذا أخذ يخاطب الجبل بثقة كبيرة .أحسّ في بداية صعوده أن الأمر سهل و اعتقد أن هذا الحال سوف يستمر.
وهكذا سار متطلّعاً نحو القمة مسروراً وبأمل قوي ولم يواجه أية عائق .. حيث صار يمشي على مسارات منحدرة للأسفل قليلا أو كثيراً بعضها عريض يصل عرضه أكثر من متر بقليل وكثيراً منها يكاد لا يكفي حتى لموضع الأقدام ,وصار يقفز على الأحجار الصغيرة والكبيرة الثابتة والغير الثابتة. عندما كانت الشمس تبدأ بالزوال وصل الرجل إلى حافة منبسطة من الجبل تكفي مساحتها للمكوث عليها ,و كانت تقع أعلى بقليل من أسفله .حيث لا يزال عليه الصعود ثلاثة أضعاف المسافة ليصل إلى القمة. جلس هناك يمسح عرقه تحت ظل صخرة ضخمة مترسخة في الأعلى في جدار الجبل . أخرج القليل من الطعام ليأكل. وراحت تراوده أفكار عن السعادة التي سوف ينالها قريباً وكيف ستصبح حياته حينها , وتذكّر مقولة لأستاذه الشيخ أن السعادة لا تنال إلا باجتهاد .. " ها أنا ذا اجتهد وأسعى وسوف أحصل على السعادة لا محالة لأني أستحقها ." ثم غفى قليلا . وبعدما استيقظ هم مباشرة ليكمل سيره نحو الأعلى . بحث عن أول صخرة قريبة منه يستطيع أن يضع قدميه عليها لكن لم يجد فأحسّ عندها بقلقٍ.. لكن أخيراً بعد بحث دام نصف ساعة استقر رأيه أن يصعد صخرة قريبة منحنية قليلاً للأسفل وكانت منفصلة عن الجبل . " لأصعد هذه الصخرة بحذر وبعدها سيكون السير طبيعياً . فهناك مسار طويل سيقطع بي مسافة طويلة إلى الأعلى .." . وضع قدم واحدة بحذر على تلك الصخرة وعندما وجدها ثابتة لم تتحرك بالرغم من ضغطه عليها وضع قدمه الثانية .. وفعلاً استطاع أخيراً بلوغ ذلك المسار بنجاح وعادت إلى نفسه البهجة مرة أخرى . أكمل مسيره في الطريق -الذي كان واضحاً - نحو الأعلى .
عندما بلغ نهاية المسار كان قد قطع نصف الجبل . وقف عند نهايته ونظر للأسفل " أحسب أنني قطعت نصف المسافة, الناس يهولون الأمر كثيراً ." , وقف يبحث عن مسار اخر .. لكن لم يجد مسارا قريباً منه هذه المرة . جلس يستريح ويراقب غروب الشمس وحمرة السماء " أما الان سوف أسير في الظلام . ولحسن الحظ أن القمر بدرا " . أراد أن يكمل السير , لكن التعب أرهقه . فأخذه النوم , ولم يستيقظ إلا والقمر في منتصف السماء بعدما كان في الأفق. ولحسن حظه أن القمر كان بدراً .تذكر أنه كان يبحث عن طريق ولم يجده .. أخذ يتفحص الأحجار والنتوءات القريبة منه لعلّه يرى ما يمكن أن يوصله إلى مسار اخر .
وبينما هو كذلك اتت ريح متوسطة القوة باردة هبت على وجهه فأحس باضطراب. جلس يتدثر بملابسه التي في حقيبته الى ان سكنت الريح بعد فترة وجيزة . قام حينها يجيل عينيه بين النتوءات والصخور مرة أخرى , واخذ هذه المرة يدقق فيها . لحسن الحظ رأى حبلاً أصفر اللون معلَّقا بين الصخور مربوطاً من أعلى بنتوء في جدار الجبل ,لكنه كان بعيدا " يا للمصادفة الجميلة ,هذا الحبل قد ينفعني في الخروج من هذا " فأخذ المعول وراح يوجهه نحو الحبل لكن دون جدوى .فالحبل بعيد . فكر قليلا ثم أخذ حقيبته وربط المعول بخيطها الشريطي بحيث أصبح الان من الممكن ملامسته.. أمال جسمه ومرجح الحقيبة والمعول .
بعد عدة محاولات أمسك به .اتى به اليه بنجاح و تحسسه بيده عابساً, فقد كان الحبل يبدو أنه ضعيفاً مهترئاً لكن بالرغم من ذلك حاول ان يختبره بشده اليه بقوة عدة مرات .
اعتقد أن الحبل يحتمل وزنه ,فنظر الى مسار قريب يستطيع هذا الحبل ان يوصله اليه . جمع أغراضه . اخيرا تأرجح بخفة وللمرة الاولى تمكن من الانتقال الى هناك . نظر حوله ثم تابع المسار وهو يشع فرحاً تحت ضوء القمر بالرغم ان عليه الان ان يسير نصف المسافة التي سارها .. ثم توقف فجأة أمام أشجار , فلربما هناك يكمن الخطر الحقيقي .
ما ان دخل في عتمة الاشجار ذات الأوراق الصغيرة الناعمة حتى صرخ متألما ً وعاد مسرعا إلى خارج الأشجار بجروح بسيطة ,كان الشوك يتدلى من الأشجار الناعمة ليزحف على الأرض وكأنها أعمدة من شوك في منتصف التجويف منتشرا تحت الأشجار .
راودته افكار مخيفة في بداية الامر ، كأن يُجرح بجروح عميقة وينزف حتى يموت وحيداً.
فكّر للحظات ثم اسرع يخرج من حقيبته ملابس . غطى وجهه ويديه بملابس عدا عينيه ودخل مجددا من بين الاشجار وسط الظلام يمشي بحذر ، واضعا اقدامه بخفة على الارض تارة وعلى الشوك تارة اخرى . خرج من بين الاشجار ولاحظ ان اشجار الشوك لا تزال هناك تخرج من داخل جدار الجبل تزحف لتلقي اطرافها لتتدلى على حافة ارض المسار، ولكن الان يستطيع الرؤية .. سار بخطوات اسرع الى ان رأى نهايتها بعد امتار قليلة . اسرع في خطواته ورفع عن وجهه اللباس لكن شبث الشوك في سرواله السميك فسقط وكاد الشوك ان يغرس اسنانه الحادة في وجهه لولا ان تلقف الارض بيديه .
نهض واكمل سيره بحذرٍ أكبر .. وما ان تجاوز الشوك قفز بإثارة واغتباط وكأنه فاز لتوه في مسابقة صعبة . كان الفجر قد اقترب وما بقي اقل . سار لبقية المسار وفكّر " عجبا لهذا الجبل .. كأنه يقول اني وضعت هذه الطرق لأساعدكم للوصول الى قمتي ".
انبلج الفجر وهو بعد لم يصل الى نهاية هذا الطريق . صار يركض , لكن توقف مرتاعاً لرؤيته نسرٌ كبيرٌ يهرب من أمامه ويطير إلى الأعلى بصفيرٍ حاد وكأنه خارجٌ من بطن الجبل .
مر أمام العش بحذر و هو تارة ينظر إلى البيوض البيضاء الكبيرة وتارة يراقب السماء ترقّبا لهجوم النسر .. أراد أن يتوقف قليلاً ويستغل فرصة غياب النسر لينظر إلى تلك البيوض الكبيرة لكنه غيّر رأيه وأكمل طريقه .
بعد فترة وجيزة وهو يسير وصل الى النهاية ..وكان وصوله متزامناً مع شروق الشمس . كان الطريق التالي يبدو أنه الطريق الاخير وكان منفصلا عما قبله قليلاً بحيث تتوسطهما حجارة ثابتة . هذا الطريق كان اعرضها وابسطها بل اجملها ..بحيث يخيل للرائي انه في حديقة جميلة . كان مفروشا بالزهور الملونة بشتى الألوان تهبُّ فوقه نسيما وعطرا فواحا مشبعا برائحة الزهور. " إنها النهاية ..نعم النهاية" صاح الرجل بحماسة بالغة .. كان قلبه ينبض فرحاً واثارة .. كان يود أن يصرخ للعالم كله قائلا : انظروا , لقد وصلت إلى القمة.." . كانت الشمس تضيء الأرض المزهرَّة , والزهور تتراقص وكأنها مبتهجة بوصول الرجل . ركض مسرعاً , وبعد ساعة فقط ,وصل أخيرا إلى القمة . كانت قمة عريضة منبسطة تكسو أرضها شتى أنواع النباتات كأنها حديقة غنّاء .
أحس أن قلبه خرج من صدره الضيق محلقاً في الأفق الرحب الواسع . أخذ يصرخ ويردد جَذِلاً "إني وأنا واقف على هذه القمة أقف على قمة السعادة وأشفق على من هم في الأودية والحفر " أخذ يتأمل الناس الذين يسيرون على أراضي القرية السهلة وهو يشعر بمشاعر احتقار عظيم اتجاههم , وفي الحقيقة كانت هذه المرة الأولى التي يشعر فيها بمثل هذا الشعور اتجاه الناس.
جلس على أرض القمة يراقب تارةً السماء التي كانت تتزين بقطع من الغيوم البيضاء المنتشرة فيها وكأنها ثلجٌ يطفو على بحرٍ أزرقٍ صافٍ ويتأمل تارة أخرى النباتات والأزهار الجميلة . كان هناك أنواع كثيرة من النباتات تضفي على الأرض جمالاً اخاذاً كنبات النعناع البري والميرمية والياسمين والورد الأحمر و أشجار الرمان و وغيرها من النباتات الملونة ذات الرائحة الزكية.. مرّت على ذهنه فكرة ,يكاد أن يؤمن بها " لعلّي لا أخطئ إذا اعتقدت بأنّ هذه هي الجنة .." فضحك بقلبٍ فاض سروراً . ثم أخذ يأكل طعامه ولم يخفت من سعادته شيئاً بل كانت تزداد وتزداد .. لكن فجأة تذكَّر أن ما أخذه معه من الطعام لا يكفيه إلا ثلاثة أيام .. فخالجه بسبب ذلك خوفٌ شديد, إذ أن ذلك سيضطره أن ينزل من على الجبل . فكّر في حل ليبقي نفسه على هذه القمة ما دام حياً .." نعم ..هنا نباتات تثمر فواكه يانعة لذيذة وأعشاب مفيدة .. أما الماء ,فهنا يكثر المطر , فيعطيني ماءاً نقيًا لا تشوبه أية شائبة وهذا ما أحتاج إليه " . طمأنت هذه الفكرة نفسه . وأخذت السعادة تعود إليه . مضى أيامه على هذه القمة التي تتميز بالسعة والانبساط بالرغم من ارتفاعها . كان طوال أيامه إما يراقب السماء و الطبيعة بشغف أو يغني ويتراقص من شدة الفرح على العشب الأخضر الندي الناعم وكان يحاول ألا يلتفت إلى أسفل الجبل و كان في الليل إما يراقب النجوم , أو يتمشى بين الأشجار والنباتات تحت نور القمر . كان ينام في الليل. وإذا نام , نام قليلاً . لأن النوم يحرمه من الشعور الكامل بالسعادة التي كانت تغمر نفسه . لم يشعر بالوحدة مطلقًا .
مرّت ثلاثة أيام وهو على هذه الحال , إلى أن انتهى طعامه وماءه " أما الان فسأنفّذ خطتي .." راح يدور على النباتات والأشجار وينتزع منها بعض الفواكه والأعشاب ويجمعها في حقيبته ويضعها في مكان جلوسه .. راح يأكل منها و إذا أكل خفف الأكل . وكان يروي ظمأه إما من ماء الفواكه الطرية أو ماء المطر النقي الذي كان يأتي غزيراً في بعض الأحيان .
أمضى أيامه على هذه الحال , إلى أن بدأ العد العكسي لنهاية الطعام وبدأ يَنفذ تدريجياً كلما مر يوم. لم يكترث ولم يلتفت إلى هذا الواقع , إذ كان غارقاً في لذة الإحساس بالسعادة . لكن ما لبث ان التفت إلى ذلك بعد أيام قليلة وبعد ان كان نقصان الطعام واضحاً . بدءا من هنا, أحس بقلق يدخل قلبه .. وكلما مر يوم زاد القلق ونقص الشعور بالسعادة .. كان يعلم أن السعادة موجودة وتحيط به ,و لكن نفسه كانت تغلق قلبها ويصبح صدره أضيق كلما مرّ عليه يوم . فكّر وهو محاط بهذا الهاجس , هاجس انتهاء السعادة وعودة الحزن والتعاسة ..فكّر كيف يبقى تحت نفحات السعادة .
فراح يقطع أرض القمة ذهاباً وإيابا باحثاً عن طعام هنا أو هناك " لعلني أجد في هذا النبات حلاً , لعلني أجد فيها ما يسد جوعتي إلى الأبد ". فقطّع النباتات وقطف الأزهار وأوراق الأشجار . فراح يقّلب فيها ويشمها ويمضغ أجزاءاً منها. لكن لا جدوى .. كل هذه النباتات المقطوعة والأزهار المقطوفة لا تعطي ثمرا كالسابق ولا تصلح للأكل .."لكن ستسد جوعتي وهذا هو المطلوب " قال ذلك بأملٍ ما زال في قلبه . وجد الماء من بعضها فأروَ قلبه الملتهب بمائها ,لكن فقط لبعض الوقت كما أصبحت هي نفسها الطعام بالنسبة إليه . فوزعها على أيام ليبقى على القمة لأطول فترة ممكنة.. مرّت الساعات تلو الساعات وهو يحاول أن يفتح قلبه للسعادة ويتناسى الواقع المؤلم الذي سيؤول إليه في النهاية .
مضى اسبوعٍ كامل , أصابه الوهن وأصبحت صحته في تدهور إذ كان يأكل قليلاً جداً في اليوم الواحد ولا يشرب الماء الذي سوف تجف منابعه عما قريب إلا مرة كل ثلاثة أيام . أصبح مصمماً أكثر وأكثر على البقاء على القمة وراح يوجد لنفسه شتى المبررات لذلك.
أخيراً نفدت كل مصادر الطعام وجفت منابع المياه . الان ماذا يفعل .. " أنتِ لا تساوين شيئاً مالم تكوني سعيدة .. إن السعادة هي سر الحياة ومعناها .." أخذ يخاطب نفسه غاضباً منها إذ خذلته .
برزت عظامه من الجوع ويبست عروقه من الظمأ .. لكن لم يَفتَر ولم يغيّر رأيه . بل كان يستشعر السعادة التي يعلم بوجودها و أنها مازالت تملأ المكان . وهو على هذه الحال صرخ " أيها الجسد النحيل , أنت لا تستحق العيش , إذ تمنع قلبي الظمئان عن التحليق في أجواء هذه الجنة " أخذت شتى الأفكار تراوده عن الحياة ومعناها .. فجأة خطرت على ذهنه فكرة غريبة .." مالي لا اكل هذا الجسد النحيل وأبقى حياً لأطول فترة ممكنة.. فأنا - على كل حال- أنازع الموت الان " أخذ سكينةً حادةً من حقيبته , وأخذ يغرسها في لحم رجله المتبقي لينزع منها لحماً يأكله .. صرخ بشدة من فظاعة الألم .. لم يستطع أن يكمل .ترك السكين , لكن الان أصبح موته أقرب إذ نزف جرحه العميق دماً كثيراً ولا شيء كان يوقفه .
نظر إلى السماء وهو يتأوه بوجهٍ ينم عن تحسّرٍ بالغ ,, تحسرٍ من فقدان تلك السعادة ومن انقضاء حياته وهو في ريعان شبابه .
فقد كثيرا من دمه ولم يستطيع جسمه من مقاومة الموت. بقي ينازع الموت ساعةً كاملة لكن أخيراً غادرت روحه جسده الواهن بعينين مليئتين بالدموع !


الانسان الفيلسوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 09:22 PM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد والياسمين.... تم نقل مشاركتك إلى قسم القصص القصيرة لإنه مكانها الصحيح ....

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 06:38 PM   #3

في الجنة نلتقي

? العضوٌ??? » 475329
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,141
?  نُقآطِيْ » في الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond reputeفي الجنة نلتقي has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم اخي الفيلسوف
واااااو ...القصة روعة
ترى ماذا خلف كواليسها
الصراحة لو كنت مكانه لنزلت من الجبل وما صعدته أصلا
السعادة تنبع من داخلنا.... السعادة لا توجد على سطح جبل
ولا في سفحه.....السعادة احساس نشعر به
خاف ان يفقد السعادة فمات ...ما الفائدة اذن
كان سيأكل لحمه...الله يصلحك اخي كنت راح أرجع ...
هذه المشاهد لا أحبها
بحث عن السعادة وهي أمامه.....هذا ما يمكن ان اقوله
تقبل مروري اخي واعتذر عن ما بدر مني سابقا فكل حر في تصرفاته وشكرا


في الجنة نلتقي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[COLOR="Navy"][/COLORسأعود باذن الله
رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 07:46 PM   #4

ثابت
 
الصورة الرمزية ثابت

? العضوٌ??? » 477149
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » ثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond reputeثابت has a reputation beyond repute
افتراضي

السعادة بالأسباب
والحذر اهمها فلا ينغمس وينسى نفسه ولا يحرم نفسه
التوسيط او الوسط رحمة
طاب مسائكم🌹


ثابت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 06:13 PM   #5

الانسان الفيلسوف

? العضوٌ??? » 476984
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 77
?  نُقآطِيْ » الانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة في الجنة نلتقي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اخي الفيلسوف
واااااو ...القصة روعة
ترى ماذا خلف كواليسها
الصراحة لو كنت مكانه لنزلت من الجبل وما صعدته أصلا
السعادة تنبع من داخلنا.... السعادة لا توجد على سطح جبل
ولا في سفحه.....السعادة احساس نشعر به
خاف ان يفقد السعادة فمات ...ما الفائدة اذن
كان سيأكل لحمه...الله يصلحك اخي كنت راح أرجع ...
هذه المشاهد لا أحبها
بحث عن السعادة وهي أمامه.....هذا ما يمكن ان اقوله
تقبل مروري اخي واعتذر عن ما بدر مني سابقا فكل حر في تصرفاته وشكرا
وعليكم السلام أختي الكريمة ,
ربما أسهبت في التفاصيل التي لم تكن ضرورية لذلك الحد , ولكن أحببت أن أورد فيها بعض المغامرة(واتمنى اني نجحت ولو قليلا ) ووصف الطريق المؤدي لقمة الجبل ( بما يحتويه من صعوبات تارة ومن ترحيب للاتي تارة أخرى )لكن العبرة بما خلف القصة ( المعنى) .
وربما كل قارئ سيفهما بما يحمله من مفاهيم للحياة .أما قضية أكله للحمه ; حبيت أن أشير إلى الطمع أو الجشع و الجهل بالحياة بطريقة مؤلمة ومأساوية .

شدعوة تعتذرين , أنت لم تسيئي لي .. وهذا حقك في التعبير وكلٌ له رأيه ..

مع تحياتي


الانسان الفيلسوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 06:15 PM   #6

الانسان الفيلسوف

? العضوٌ??? » 476984
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 77
?  نُقآطِيْ » الانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثابت مشاهدة المشاركة
السعادة بالأسباب
والحذر اهمها فلا ينغمس وينسى نفسه ولا يحرم نفسه
التوسيط او الوسط رحمة
طاب مسائكم🌹
أحسنت عزيزي ثابت

طاب مسائك


الانسان الفيلسوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 10:09 PM   #7

Kingi
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية Kingi

? العضوٌ??? » 455114
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 4,867
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Kingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond reputeKingi has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
كن جميلا ترى الوجود جميلا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لكم احزننى حالهم السعادة مفاهيم لكل شخص مايسعده دون عن اخر ولكن بالمشاركة والأحساس بالسعادة الغير تطرب النفس ايضا الم يشعر وهو يشق طريقه للجبل بكل الصعاب وكيف ذللها فقط ليصل لهدفه !ماذا لو فعل وشق طريقه هو ومن يبحث عن السعادة بمكانه وانطلق بارض الله الشاسعة بدل تسلق الجبل والبقاء وحيد وتوفر ذلك الاكل اللذيد ثم اختفائه هو والماء يحمل الكثير من الدلائل لما لم ينزل عندما شعر بالقلة ربما انقذ نفسه ولكن الأنسان خلق هلوعا وهوطمع وتحصل على نتيجة طمعه
بتعريف ارسطو للسعادة يقول انها(اللذةهى مايتم تفسيرها بأعتبارها غيابا واعيا للألم والأزعاج ومرتبطة بالتفكير والتأمل) ربما هذا مكان يراه ذلك العجوز ومؤمن به

دومت بخير


Kingi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.