آخر 10 مشاركات
68 - قبل الغروب - آن ميثر (الكاتـب : فرح - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          075- رجل لكل العصور -جانيت ديلى(د.ك.ع)...حصرياً (الكاتـب : Dalyia - )           »          عدد ممتاز - شبابى والقدر - جين سومرز - روابات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          30-المريضة العنيدة -مارغو أمالفي -سوفنير (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحب الذي لا يموت - باربارا كارتلاند -روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي الثنائيات تُفضل
ليليان وجواد 146 77.25%
جسور وليلى 23 12.17%
معاذ ونيجار 32 16.93%
صهيب وأوليفيا 31 16.40%
صهيب وميتشا 9 4.76%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 189. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2458Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-22, 01:57 AM   #2441

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي




مساء الخيرات
سيتم تنزيل الفصل الثالث والخمسون والأخير من رواية قيود العشق الآن
قراءة ممتعة مقدمًا

Nana.k and shezo like this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 01:59 AM   #2442

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثالث والخمسون والأخير

لا يعرف كيف وصل لهذا المكان, كل ما يتذكره بتلك الليلة, ذلك الانفجار الذي تسبب به,
ومحاولة هروبه هو وأوليفيا, والتي لا تزال بحالة جمود من الصدمة, مما تعرضت إليه,
كل ما حدث تلاشى مع آخر ذرة وعي, حين حاول فتح تلك البوابة, والخروج من المكان,
لتهتز الأرض أسفلهما, ويدوي انفجار أكثر قوة,
جعل جسده هو وأوليفيا يترنحان بعنف, ثم يسقطان,
ويرتطم رأسه بالباب الصلد, ويفقد الوعي مستسلمًا للموت المُحتم لهما..
لكنه استيقظ بعدها, ليجد نفسه بغرفة بجدران بيضاء,
وعلى فراش صغير الحجم, بألم عظيم بكل عظمة بجسده, رأسه مُصاب بالدوار, فيرفع يده لرأسه, ليجدها موصولة ببعض المحاليل المُغذية,
مًطلقًا تأوه متألم مع انكماش ملامح وجهه, حين شعر بذلك الجُرح بجانبه, لا يستطيع الحركة..
أغمض عينيه للحظات, ثم فتحهما, يحاول التركيز, زافرًا بروية, فيزداد ألمه,
لكنه انتبه ليده الأخرى الساكنة بكف آخر, قابضًا عليه بقوة,
ببطء نظر للجانب الآخر, ليجدها أوليفيا,
تجلس على كرسي ملتصق بفراشه الطبي,
ناظرة إليه بعينين زرقاوين غريبتين, معقودة الحاجبين بتركيز,
ابتلع ريقه الجاف بصعوبة,
يهمس اسمها بخشونة مبحوحة مع رف جفنيه بطريقة لا إرادية:" أوليفيا.."
تحركت حدقتاها بطريقة شبه ملحوظة, قبل أن تسكن نظراتها المُسلطة عليه, دون رد,
عاد يبتلع ريقه بصعوبة أكبر, وعيناه تلمحان وجهها المكدوم بخدوش,
لا يعرف إن كانت من أثر الانفجار,
أم بسبب ما فعله بها آريس, ولم ينتبه له في خضم ما حدث تلك الليلة..
ومع ضرب كل الأحداث لعقله, مرة واحدة, انكمشت ملامحه, مطبقًا جفنيه بقوة, يعتصرهما, مطلقًا تأوه موجوع الروح, وليس الجسد,
يحاول سحب كفه من يد أوليفيا,
لكنها لم تتركه,
بل شددت من إمساكها به, حد غرس أظافرها بظاهر كفه,
فتح عينيه ناظرًا إليها, فيرى بانعكاس عينيها الباهتتين بجمود تبدلها,
مشهد هيئتها بتلك الغرفة مُلقاة مُمزقة الملابس مُنتهكة,
عجزه وفشله في حمايتها, ذبحها لميتشا,
ليُشيح بوجهه للجانب الآخر غير قادر على مواجهتها..
أما هي فتتذكر كل شيء, كل تفصيلة مما حدث تلك الليلة,
كل لحظة لا تزال حية بداخلها, منذ أن شرع آريس بانتهاك روحها قبل جسدها..
كل لمسة منه كانت كجمرات يُمررها على جسدها, يكبلها بقيود نارية تصليها الجحيم,
ولا قدرة لها إلا على الصراخ ألمًا, ينتفض جسدها برفرفة حمامة يتم ذبحها, فتصارع سكرات الموت بضعف,
ثم تستسلم للموت بتخاذل تام..
لا تعرف كم مضى عليها بتلك الغرفة, منتهكة ومُنهكة, عيناها شاخصتان للأعلى بلا رؤية..
أهذا ما شعر به آريس حين كان صغيرًا!..
أهذا ما لاقته ميتشا من انتهاك قصّه عليها آريس؟..
أهذا ما أرادها أن تشعر به, كي تفهم ما عانياه؟..
ألم يكفيه ما أخبرها إياه مُعذبًا روحها, ليجعلها تختبره بكل قسوة!..
كل ما كانت تصرخ به, وتناجيه هو اسم صهيب, كي يأتي وينقذها, لكنه لم يأتي..
كانت فريسة سهلة لآريس, التهمها بتلذذ, وبطء شديد,
ضحكاته المستمتعة بجنونه لا تزال تصم أذنيها, كلماته المُريعة لا تزال تطوف بعقلها..
عيناه الخضراوين المشعتين بنظرة الظفر, تلاحقها كلما أغمضت عينيها..
كلماته اللاهثة بضحكاته الخشنة بأذنها, وهو ينتهكها:" هل تشعرين بما شعرت به أولي؟.."
تُغمض عينيها, صارخة بكل قوتها, فيطبق على فكها لتختنق صرخاتها,
يجبرها على فتح عينيها, ناظرًا إليها,
قائلاً بقتامة مستخفًا:" هل ظننتِ أن جرذ صغير كصهيب سيُنقذكِ؟..
سينقذكما!..
أنتما لستما سوى جرذيّن بمصيدة مُحكمة, تدوران بمجرى قمنا برسمه لكما.."
يرتجف جسدها من الألم,
وهو لا زال يهذي:" كل من هنا يدور ويركض بمسار لا يحيد عنه.. وإن حاد عنه؛ أطبقت أنياب المصيدة على عنقه لتقطعه.."
تعود صرخاتها للارتفاع, صرخات باسم صهيب, طوق نجاتها,
لتعلو ضحكات آريس المستخفة, ينظر إليها بخبال,
وهو يخبرها بأسف مصطنع:" فارسكِ الأسود لن يستطيع الوصول إليكِ.. لن يستطيع تحريركِ مني.. أنتِ أصبحتِ لي.. تحت سيطرتي.. كما هو دُمية ميتشا, ستكونين أنتِ دميتي.."
وكي يُثبت كلماته رفعها, يُحركها كيف يشاء, يتحكم بها بكل سهولة,
وكأنها دُمية ماريوت يحرك خيوطها بتلاعب,
يقربها منه أكثر, هاسًا بأذنها:" دميتي.."
ليتركها بعدها ويخرج ببساطة, وكأن شيئًا لم يكن..
وهي بلا حول ولا قوة, ساكنة, شاخصة البصر,
فقط أنفاس بطيئة تخرج منها,
حتى شعرت بطيف يقف قرب الباب, لم تراه,
ولكن من بين الضباب المُحيط بها شعرت بأنه صهيب,
طيف أتى ورحل سريعًا, كأن عقلها هو من خيل لها ذلك..
لتنهض بعدها ببطء, عيناها تواجهان الأرضية,
يلمع بهما نصل مُلقى بجوار سترة آريس الذي لم يكترث لارتدائها,
وجدت جسدها يميل, فتسقط أرضًا على يديها وركبتيها, بقرب ذلك السكين,
تتحرك يدها بلا شعور اتجاهه, مُمسكة به..
تود أن تُنهي حياتها, تود التخلص من أنفاسها الخانقة, المُعبقة برائحة آريس, جسدها المُدنس الموسوم به,
دُميته..
هي باتت دُميته التي سيتلذذ باللعب بها..
رفعت يدها بالسكين, واضعة نصله الحاد على عنقها..
إن كانت جرذ بمصيدة آريس,
فلتنهي حياتها البائسة بنفسها, تضغط النصل فيمس بشرة عنقها الرقيقة, مُسببًا جُرح لم تشعر به أو بألمه,
وهي تُكمل,
لكن ما أوقف يدها عن إنهاء حياتها, كانت تلك الأصوات الصاخبة المتصارعة,
ثم صوت ميتشا التي تزجر آريس بترك أحدهم..
ميتشا..
ميتشا..
ميتشي.. رفيقة آريس منذ الصغر..
من تدور حياته حولها..
فتجد جسدها ينهض, مُسيرة بلا وعي, تتحرك لخارج الغرفة, اتجاه تلك الأصوات المتداخلة,
حتى وصلت للمكان, فتجد آريس يطوق عنق صهيب, يحاول قتله,
وهو يخبر ميتشا أن تختار أحدهما, فتختار آريس,
والذي أثبت حديثه أنهم ليسوا سوى دُمى, حين يملون يتخلصون منها..
تتحرك خلفها, ضحكة آريس تشوش عقلها,
تختلط ضحكاته المُشابهة لتلك التي كان يضحكها منذ قليل وهو ينتهكها..
ترتفع يدها بالسكين لتلفها حول عنق ميتشا, لتنحره..
كانت منذ لحظات ستنحر عنقها, ولكن الآن تنحر عنق ميتشا,
ميتشا كل شيء لآريس, فعل ما فعله, وتبدل كي يكون معها, ينتقم لها,
وهي ستنحره بها, كما نحرها..
تراقب جسد ميتشا يتهاوى, تختنق وسط صرخات آريس المذهولة,
يتوسلها أن تبقى معه, ثم يتجه إليها ليحاول قتلها, وصهيب يقضي عليه,
يرحلان من الغرفة, ليصلا لباب المبنى كي يهربان,
ثم ذلك الانفجار القوي والذي جعل صهيب يفقد الوعي,
وهي تسقط بجواره, ومن ثم فرق الانقاذ التي وصلت لتأخذهما..
يحاولون فصلهما عن بعضهما,
فتعلو صرخاتها الرافضة بطريقة أربكت الجميع بهستيريا غريبة,
جعلوهم يتركوها معه, حتى نُقلا للمشفى, يحاولون إبعادها عنه, فك قبضتها عن يده المتشبثة بها, لكنها ترفض صارخة..
تصرخ وتصرخ بجنون, حتى حقنوها بشيء ما لم تشعر بشيء بعدها سوى أنها سقطت بهوة عميقة,
لكن بتلك الهوة تلقفها آريس, ليُعيد انتهاكها مرارًا وتكرارًا,
تصرخ وتصرخ تحاول النجاة لكن لا تستطيع..
حتى استيقظت تصرخ بجنون, تصارع من حولها, تصرخ باسم صهيب فقط..
وكأنها لا تعرف سوى نطق اسمه..
تركض باحثة عنه, وهم خلفها..
يحقنوها مُجددًا, لتعود لآريس, وتستيقظ صارخة,
حتى ذهبوا بها لصهيب, لتجلس بجواره بسكون تام,
لا تتحدث أبدًا, لا ترد على أي أحد, لا تنظر سوى له, قابضة على كفه..
وها هو يستيقظ, ناظرًا لها بألم, يحاول ترك يدها, لكنها لا تتركها..
صهيب.. صهيب هو كل شيء لها, لقد أخذوها منه, لينتهكها آريس,
وهي هذه المرة لن تترك كفه أبدًا, ستظل متمسكة بكفه بكل قوتها..
بلحظات دلفت المُمرضة لترى أن صهيب قد استيقظ, ترى معدلاته الحيوية, تستدعي الطبيب ليتفحصه, دون أن يطلب ابعاد أوليفيا عنه,
فالجميع يعلم بحالتها النفسية, والتي شُخصت بصدمة عصبية,
لا تسكن سوى بجوار رفيقها, والذي استيقظ الآن..
لا يدري كم من الوقت مر, وأوليفيا لا تزال جالسة نفس جلستها, مقيدة يده, حتى دلف أحد رجال الشرطة, ليسألوه عما حدث هناك,
وماذا كان يفعل هو وأوليفيا الصامتة..
للحظات لم يرد عليهم, يحاول التفكير فيما سيقوله,
وعقله المُنهك لا يساعده على الإطلاق..
لكنه بعد لحظات أخبر المحققين بلغته الفرنسية والتي تعمد الحديث بها:" لقد اختطفنا, وتم بيعنا كرقيق.."
اتسعت عينا المُحقق والذي فهم لغته, ينظر لرفيقه بنظرة خاصة,
قبل أن يهز رأسه بتفهم, ومن ثم يتركوهما, ويرحلان سريعًا,
فيبدو أن الانفجار الذي حدث لم يكن ماس كهربي وبعض القتلى, لكن الأمر أكبر من ذلك..
بسرعة شديدة امتلئ المشفى بالكثير من رجال الشرطة,
وبعض الصحفيين, والذي تسرب إليهم الخبر بطريقة ما, يحاولون معرفة التفاصيل,
أو الوصول لذلك الشاب ورفيقته المُختطفيّن, مع تشديد الشرطة حول المكان..
أوليفيا صامتة, ولا أحد يستطيع أخذ معلومة مفيدة منها,
وصهيب مُصاب, لكن الشرطة تريد معرفة المزيد,
ولكنه مع الوقت استطاع التفكير, وانتقاء إجاباته بدقة, فلم يُخبرهم سوى بأنهما كانا مُختطفيّن,
تم بيعهما, يتنقلان من مكان لآخر, حتى انتهى بهما المطاف بذلك المكان, ولا يعرفان الكثير,
وأن صديقته قد تعرضت للاغتصاب على يد مُختطفيهم,
وهما انتهزا فرصة الانفجار ليلوذا بالفرار..
فقط كلمات مُنهكة, متصنعًا الوهن والتخاذل لمن هم بمثل حالتهما, ويساعده حالة أوليفيا المصدومة..
دون أن يحتاج للتنبيه عليها, ألا تتفوه بكلمة أكثر مما قاله..
أيام معدودة وعادا لفرنسا حيث موطنهما..
موطن ظن أنه لن يعود إليه,
ظن أنه سيبقى حبيس ذلك السجن الذي ألقي فيه, لكنه تحرر أخيرًا,
ولكن بثمن باهظ للغاية, كان روحه التي اُغتيلت هناك, روحه العالقة بذلك المكان يلفها السواد,
هو عاد بجسده, لكنه فقد ما كان يخوله لأن يكون انسان,
لا.. هو فقد انسانيته منذ أن وافق على تسليم تلك الصغيرتين بيديه؛ كي يُنقذ أوليفيا..
فخسرها, وخسر نفسه..
زفر بقوة, ينظر حوله لذلك المكان الذي وفرته لهما الشرطة مع أوليفيا,
والتي تتحرك خلفه كطفلة متشبثة بكف والدها, لا تنفصل عنه..
والشرطي المرافق لهما يُخبره:" هذا المكان آمن.. وبه كاميرات مراقبة,
دورية الشرطة ستمر عليكما بأوقات متفرقة.. لا تقلقا.."
تاركًا إياهما راحلاً, مُغلقًا الباب خلفه بهدوء..
وبمنتصف الردهة وقف صهيب مطرق الرأس, مُثقل الكاهلين,
يحاول جذب يده من أوليفيا لكنها رفضت..
أخذ نفسًا عميقًا يكتمه للحظات, ثم زفره بقوة محترقًا,
قائلاً بخفوت:" اتركي يدي أوليفيا.."
عقدت حاجبيها, تهز رأسها المُطرقة أرضًا رافضة, وهي تقترب منه أكثر, وتزيد من تشبثها به,
زفر بقوة أكبر, والغضب بداخله يزداد, وهي لا تتركه منذ أن استفاق, تحاصره, تكبله بقيد ذنبها,
فيأمرها مُجددًا:" دعيني قليلاً.."
لكنها تفعل العكس, وكأنما قوله أن تتركه, يتناقض بعقلها, ليزيدها تمسكًا به,
تشعر بارتجاف جسده غضبًا, وأنفاسه الثائرة, وهو يجذب يده بعنف منها,
قائلاً بحدة:" اتركيني.."
يتراجع للخلف بملامح وجه ساخطة, وهي تنظر إليه بعينين متأهبتين من خلف ستار شعرها الأشقر المسترسل..
تود الاقتراب منه, فيرفع يده موقفًا تقدمها,
مع قوله بنبرة مشتدة بلهاث يتصاعد وتيرته:" دعيني وشأني.. أنا لن أهرب.. كلانا عالقان بهذا المكان.."
يتحرك من أمامها قاصدًا أحد الغرف, ليدلف إليها, صافعًا الباب خلفه,
فتهرول, محاولة فتح الباب, صارخة باسمه,
فيصرخ بالمقابل من الداخل راكلاً الباب المُغلق:" اتركيني وشأني.. يكفي.."
يدور حول نفسه لاهثًا, صدره يعلو ويهبط بطريقة خرافية,
رافعًا كفيه يسد بهما أذنيه عن طرقات أوليفيا, وهتافها المُتكرر باسمه,
يُغمض عينيه, يعتصرهما بقوة, يحاول الهرب, فيلاحقه صوت أوليفيا,
وتهاجمه صورتها وهي منتهكة,
بل تلك الصغيرتين اللتين سلمهما..
لن ينسى نظراتهما أبدًا, نظرات ألقياها عليه, وكأنه جلادهما, سلمهما لمصير الهلاك..
يلهث ويلهث, شاهقًا بغير قدرة على التنفس, يهبط بكفه مضمومة,
ضاربًا بها صدره موضع قلبه بعنف, عله يستطيع التنفس ولو قليلاً, لكن لا فائدة,
يشهق بصوتٍ عالٍ, مرة والأخرى, ومرات..
ساقطًا على ركبتيه, رافعًا وجهه للأعلى, يعب الهواء لداخل رئتيه, فيُشعله..
تلفه القيود من كل اتجاه, تجعله عاجز, فيسقط أرضًا بتهالك,
جسده ينتفض كمن تخرج منه الروح, وعيناه مفتوحتان باتساع مُخيف, مسلطتان على الباب..
لحظات.. دقائق.. ساعات.. لا يدري,
فقط تراخى جفناه, مستسلمًا لهروب مؤقت رحب به وبقوة,
غافلاً عن الباب الذي فتحته أوليفيا, تراقب سكونه على الأرض بعينين جامدتين, قبل أن تجثو,
ثم تتسطح بهدوء لتنام بجواره, وكفها يقبض على كفه بقوة..
*************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 02:00 AM   #2443

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أيام مضت عليهما بذلك المكان, تراقبهما أعين الشرطة, ويتم نقلهما إلى مركز الشرطة كي يتم استجوابهما,
معرفة أكبر قدر من المعلومات التي يستطيعون الحصول عليها, علهم يصلون لشيء ما عن تلك المنظمة,
لكن صهيب لم يُخبرهم بالكثير, فقط ما قاله سابقًا لهم,
ولا زالت أوليفيا لا تتفاعل أو تتحدث مع أحد..
شهر مر على ذلك الحال, لكن اليوم كان مُختلفًا,
حيث وجد نفسه بغرفة مُغلقة بزجاج عازل للصوت ويحجب الرؤية عمن بداخلها, فقط من بالخارج يرى, يجلس على كرسي حديدي, وأمامه طاولة متوسطة الحجم,
ظل بمفرده لبعض الوقت قبل أن يجد الباب يُفتح, ويدلف أحدهم..
زفر بقوة حانقًا, دون أن يرفع رأسه كي ينظر لمن دلف للغرفة, شاعرًا بالملل, فالكثير والكثير من الأسئلة المُتكررة, والتي ما ينفكون يعيدونها عليه, وكأن اجاباته ستتغير مع الوقت..
مطرقًا برأسه, وهو يسمع صوت الكرسي وهو يتحرك على الأرض,
ويجلس عليه الوافد, واضعًا شيء ما على الطاولة,
لدقيقتين لم يتحدث الرجل, أو يوجه له كلمة, وصهيب مثله..
حتى نطق الرجل بهدوء:" مرحبًا صاهب.."
اتسعت عينا صهيب من قوله هذا الاسم, فرفع وجهه لينظر لمن أمامه,
فيزداد اتساع عينيه أكثر, وهو يرى وجه مُحدثه,
وجه كان قد رآه مرة واحدة من قبل,
ابتسم الرجل بوجهه ابتسامة ملتوية, وهو يرى نظرة صهيب, عالمًا أنه قد تعرف عليه,
فيقول بنفس هدوءه:" كيف حالك؟.."
تجمدت نظرات صهيب كملامحه, يرمقه بلا تعبير,
والرجل يضيف برضا:" أنا سعيد للغاية من موقفك.. ذكي.."
بالطبع يقصد ما قاله صهيب, وعدم اسهابه في ذكر ما رآه سابقًا..
فيتراجع الرجل بجلسته بأريحية, مُعدلاً رابطة عنقه,
مُردفًا بتحذير رزين:" ببعض الأحيان ادعاء الجهل نعمة.. نجاة لا يفهمها الكثير, ولكنك تبدو أنك تعلمت من الأفضل.."
أظلمت نظرات صهيب, يود لو افترس من أمامه,
ذلك الحقير يهدده بكل برود, وبلا اهتمام, رفع نظراته اتجاه النافذة الزجاجية الضخمة,
ففهم الرجل ما يجول بخاطره, ليترجمه لإجابة بسيطة:" لقد أغلقت زر الصوت, فلا أحد يستمع لحديثها البسيط.."
_ماذا تريد؟..
وكلمات صهيب المُقتضبة,
لمعت لها عينيَّ محدثه,
يجيبه بهدوء:" بالوقت الحالي لا شيء, سوى أن تُبقي فمك مُغلقُا كما تفعل الآن.. كي تحفظ سلامتك, وسلامة رفيقتك.."
عيناه تعلقتا بعينيَّ الرجل, فيكور صهيب قبضته بقوة من أسفل الطاولة, يود لو انقض عليه, وقد بدأ صدره يعلو ويهبط بانفعال,
ربت الرجل على الملف الموضوع على الطاولة أمامه, قبل أن يفتحه, مُقلبًا بصفحاته, يرى صورة صهيب وبياناته, ثم صورة أوليفيا وبياناتها..
وهو يقول ببطء مستفز:" مما أراه أمامي أنكما كنتما مُجرد نكرتيّن سابقًا, ولم يتغير الوضع كثيرًا.."
رفع الرجل نظراته عن الملف, ليثبتها على صهيب, قبل أن ترتخي أجفانه بنصف نظرة,
مكملاً باستهزاء وهو يمط شفتيه باحتقار:" كنت أظنك ذو قيمة, لكن تبدو لا شيء.."
جز على أسنانه بقوة, يكبح غضبه المُتصاعد, قائلاً كلمات ذات مُغزى:" ربما لدي بعض المعلومات ذات قيمة, احتفظ بها لوقتٍ ما.."
رمقه الرجل بنظرة قاتمة, يقيمه بصمت, قبل أن يسأله:" وهل قيمتها تساوي حياتك؟.."
_ربما.. فكما تقول أنا نكرة.. لا شيء, فلِمَ أكترث؟..
وكلمات صهيب الباردة,
جعلته يحدجه بنظرة غاضبة, قبل أن يُغلق الملف ببعض القوة,
قائلاً بجدية:" أين الأدلة لما ستقوله؟.."
حينها التوت ثغر صهيب بابتسامة ماكرة, متراجعًا بجلسته,
يجيبه ببساطة خبيثة:" بعض الكلمات كالرصاص الطائش, مجرد إطلاقها تُسبب فوضى.."
يأخذ نفسًا عميقًا, ويزفره ببطء,
مُكملاً وعيناه تسكنهما نظرة غموض مريبة:" وهذا الموضوع خاصةً يلقى رواجًا من الكثير, خاصةً الصحافة.."
ابتسم الرجل ابتسامة ساخرة,
يخبره:" كنت أظنك ذكيًا.. لكن بعد كلماتك تلك.."
قطع حديثه, يهز كتفه بيأس, مع تنهيدة خرجت منه, مردفًا ببساطة:" سنرى.."
هز صهيب رأسه موافقًا, مُرددًا:" سنرى.."
ثم باغته بسؤاله:" هل أنت قلق أنت يأتي ذكرك بالتحقيق؟.."
حينها اتسعت عينا الرجل, وقد بان الغضب على وجهه,
يحذره بخفوت:" إياك.. لا تعبث معي.."
لكن صهيب لم يتراجع, وهو ينظر إليه نظرة ذات مُغزى, مكملاً بلا اكتراث:" ربما ذكر بعض الحفلات, وما يحدث فيها.."
قطع كلماته لثانية, ثم عدل جملته بعينين لامعتين:" أو من يكون فيها, وما يفعله.."
اشتعلت نظرات الرجل أكثر, حتى ارتجف عرف فكه بطريقة ملحوظة, تتحرك حدقتاه بارتباك طفيف,
وهو يحذره مُجددًا:" أنت لا تعرف ما تُقحم نفسك فيه.. لا تعرف من نكون.."
فيجابهه صهيب بقوة:" ربما.. لكنكم خائفون.. قدومك إلى هنا بنفسك ليس إلا لشعوركم بالقلق.. الخوف.."
ضحكة ساخرة خفيضة انطلقت من الرجل, وهو يسأله باستهجان:" نحن نخاف منك أنت!.."
فيبتسم صهيب بدوره, وهو يهز رأسه موافقًا, مع كلماته المؤكدة:" أجل.."
اختفت ضحكة الرجل, وقد تبدلت ملامحه,
يسأله بقتامة وقد انحنى بجسده للأمام كي يقترب منه:" من قتل ميتشا وآريس؟.."
لم يحد صهيب بنظراته التي يُثبتها بعينيَّ مُحدثه, يجيبه ببرود جليدي:" أنا فعلت.."
رأى الرجل يكور قبضتيه من فوق الطاولة, يعود ليسأله:" هل أنت من افتعلت ذلك الماس الكهربي؟.. كيف استطعت الهرب من الجميع؟.. كيف وصلتم لمكان الحادث؟.. ماذا كنتم تفعلون هناك؟.. لم يكن مقر لكم.."
هز صهيب كتفه دون رد,
أثار جنون الرجل, والذي ضرب الطاولة بكفه المبسوطة بعنف,
هادرًا بشراسة:" اجبني.."
_تراجع..
وكلمة صهيب الصارمة بقوة آمرة,
جعلت جسد الرجل يتراجع دون شعور, وهو يستمع لصوت صهيب النافذ, مبتلعًا ريقه بقوة,
عيناه تلمعان ببريق شهوة معتاد,
خاصةً وصهيب يضيف بنفس نبرته بحزم, وعيناه تنفذان لداخله بقوة:" تراجع, واهدأ.."
أطاعه الرجل بطريقة مثيرة للتعجب, فيبتسم صهيب باستهزاء,
قائلاً برضا:" كلب مُطيع.."
ارتجف جسد الرجل, يبتلع ريقه بطريقة ملحوظة, وقد زادت حدة تنفسه,
لا يستطيع السيطرة على تلك اللذة التي ضربت جسده وهو يستمع لأمر صهيب, لقد اشتهاه من قبل بذلك الحفل, ولم يستطع الحصول عليه,
وها هو أمامه بعدما تخلص من ميتشا وآريس, ورغم غضبه وتحفزه, لكن لا يزال بداخله رغبة شديدة اتجاه صهيب,
وهو يراه جالسًا بهذه الطريقة المُسيطرة,
بلل الرجل شفتيه بطرف لسانه, يتراجع بجلسته,
يأخذ نفسًا عميقًا, يزفره بروية كي يهدأ من نفسه,
قائلاً بنبرة خافتة:" لا تعبث معنا صاهب.. نحن لسنا...."
فيقاطعه صهيب بنبرته التي اكتسبت هدوء غريب:" أعلم من تكونوا جيدًا.. لذلك.."
صمت للحظات, قبل أن يرفع يديه يستند بهما للطاولة مقتربًا قليلاً, مع قوله:" لذلك أريد منكم أن تدعوني وشأني.. وأن تجعلوا الشرطة تكف عن إزعاجي, أريد العودة لحياتي القديمة بهدوء.. هذا كل ما أريده منكم.."
تبادلا النظرات بصمت مطول,
وعينا صهيب ترسل إليه ما يريده بتهديد واضح,
جعل الرجل يزفر بقوة, ناهضًا من كرسيه, قائلاً بغضب مكتوم وقد تحولت شفتيه لخطٍ رفيع:" حسنًا.."
ساحبًا ملفه يتحرك اتجاه الباب, قابضًا على مقبضه,
قبل أن يُلقي على صهيب نظرة متوعدة من فوق كتفه,
ثم يفتح الباب ويخرج, مُغلقًا إياه خلفه بهدوء مناقض ما بداخله,
تاركًا صهيب يعود لصمته, وشروده مُجددًا,
وبالخارج قابله أحد المُحققين, يسأله باحترام فرضه عليه رُتبة الرجل:" هل كل شيء على ما يرام سيدي؟.."
انتصب الرجل بوقفته, يرد عليه بصوتٍ قوي:" لم يُخبرني بأكثر مما أخبركم به.."
فعاد المُحقق ليسأله:" إذًا!.."
فيُخبره آمرًا:" لا شيء.. فقط ابقوا على مراقبته لربما وصلنا لشيء ما.."
هز المُحقق رأسه بطاعة:" أمرك سيدي.."
تركه الرجل ورحل, وقد احتلت عيناه نظرة غامضة, يرفع هاتفه, ليتصل برقم ما, وحين أتاه الرد, قال باختصار:" انه الأمر.."
**************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 02:01 AM   #2444

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



عاد صهيب للمكان المُخصص له, ليجد أوليفيا تندفع إليه ما إن دلف من الباب,
تنظر إليه بعينين متسعتين مضطربتين, تتمسك به بقوة, هاتفة:" صهيب.."
زفر بقوة مغمض العينين, قبل أن يفتحهما, قائلاً برتابة:" أنا هنا.."
أبعدها عنه,
فتراجعت على مضض دون أن تنزع نظراتها عنه, وكأنه سيهرب منها,
حتى جلس على أحد الكراسي المتواجدة بالصالة الصغيرة نسبيًا..
مُريحًا رأسه للخلف, ناظرًا للسقف بشرود, يُفكر في مقابلته مع ذلك الرجل,
ربما استفزه بكلماته, لكنه لم يستطع أن يصمت, وأحداث الحفل الخاص تمر بعقله بشريط سريع للغاية..
كم هذا غريب, كيف لرجال بهذه المكانات العالية,
أن يقوموا بهذه الأفعال المضطربة بسادية مرضية!..
بل كيف استطاعوا أن يخفوا ما يفعلونه كل هذا الوقت, دون أن يعرف أحد بأفعالهم؟..
أغمض عينيه بقوة, وهو يتذكر كلمات ميتشا
أن الكثير من مسئولين الدول يعملون معهم, يسهلون تحركاتهم, وتعاملاتهم..
ميتشا.. تلك اللعنة التي لا تزال تجتاح كيانه, لا يستطيع التوقف عن التفكير فيها..
هل يمكنه القول أنه حين قتلتها أوليفيا تسمر مصدومًا؟..
أنه شعر بالأسى اتجاهها؟..
لم يُفكر أبدًا, أو يخطر على باله فكرة قتلها ولو للحظة..
ربما كانت تساوره الرغبة في التخلص من هؤلاء الحقراء بذلك المكان,
لكن ميتشا لم تكن بحساباته..
هل يمكن أن يكون قد انجذب إليها؟..
هل يمكن أن يكون قد أصيب بمتلازمة ستوكهولم, كي ينجذب إليها ويتعاطف معها؟..
عقد حاجبيه فوق عينيه المغلقتين مُفكرًا, وطيف مشهد موتها يباغته بقوة,
فيجفل فاتحًا عينيه بقوة,
ليجد أوليفيا تقف أمامه تراقبه كعادتها حاليًا..
زفر بقوة ونهض من مكانه دون حديث, متجهًا لغرفته, فهو بات لا يستطيع التعامل معها, لم يعد به طاقة لذلك,
كل ما حدث بسببها, وهو بعد كل ما فعله لم يستطع حمايتها..
دلف لغرفته مُغلقًا الباب بوجهها,
وهي نظرت للباب المُغلق بعينين جامدتين, متجهة لكرسي مقابل له, تجلس عليه بترقب ساكنة..
لا تدري كم مر عليها من الوقت دون أن تغفل أو تحيد بعينيها عن الباب,
والذي فتحه صهيب بمنتصف الليل ليذهب إلى المطبخ طلبًا للطعام الذي لم يتناوله منذ الصباح..
اتجه إلى هناك,
وخلفه أوليفيا كظله, يتجاهلها عن عمد, وهي تدور خلفه دون توقف,
حتى وضع الأطباق على الحاجز الرخامي, يقطع الخبز بالسكين, ثم يضعه جانبًا, يتناول لقيمات من الطعام بفتور شديد, شاردًا..
أما أوليفيا فعيناها تركزتا على ذلك السكين الموضوع جانبًا,
تلمع نظراتها كلمعة النصل, فتتحرك اتجاهه بلا شعور,
تمد يدها لتحمله قابضة عليه, تقلبه بيدها بحركة غريبة,
رمقها صهيب بطرف عينه, وهو يلوك الطعام ببطء,
لكنه توقف عابسًا, وهو يراها تتجه للموقد, تُشعله,
واضعة السكين عليه, تراقبه وهو يشتعل بين النيران, حد تحول لونه لآخر أكثر قتامة..
ثم ترفع النصل تُقربه منها, تميل برأسها قليلاً للجانب, وهي تقلبه,
قبل أن ترفع معصمها, مقربة منه نصل السكين الساخن كي تحرق به نفسها,
لكن صهيب تحرك سريعًا, يُمسك بيدها, مُبعدًا السكين عنها,
فيناله حرق, جعله يتأوه بألم, والسكين يسقط أرضًا,
وهو يهدر بها:" ما الذي تفعلينه؟.."
عيناها راقبتا السكين الساقط, ثم رفعت نظراتها الباهتة بجمود لصهيب, تراه يضع يده أسفل صنبور المياه كي يخفف أثر الاحتراق وألمه..
يلتقط قطعة قماش يُبللها, ويضغط بها على كفه,
وهو يواجهها, هاتفًا بحدة:" هل جننتِ؟.."
فتدهشه بسؤالها المُريب
بنبرتها الباردة:" هل يؤلم كثيرًا؟.."
عقد حاجبيه بعدم فهم,
وأوليفيا تُضيف بنفس سكونها:" كنت أريد أن أجرب شعور الاحتراق.. لقد أخبرني آريس عنه, كما أخبرني شعور الانتهاك.. جعلني أجرب الأخير, ولكن الاحتراق.."
ازداد انعقاد حاجبي صهيب, يهز رأسه, قائلاً:" ما الذي تهذين به؟.."
حينها رمشت بعينيها, تخبره ببساطة:" لقد أخبرني بقصته هو وميتشا.. وكيف احترقا سويًا.."
اقتربت منه أكثر, رافعة وجهها إليه, مكملة بهدوء مريب:" لقد أرادنا أن نحترق مثلهما.."
راقبها بتحفز مرتاب,
وهي ترفع ذراعها, تمد يدها نحو رأسه, تلمس جانبه بمنطقة ما,
وهي تقول:" هنا كان ندبة برأس آريس, لقد جعلني ألمسها.. هل لمست خاصة ميتشا؟.."
فغر صهيب شفتيه بإدراك, وهو يفهم ما تتحدث عنه أوليفيا, وتلك الندبة التي كانت بعنق ميتشا,
فيسألها بترقب:" هل أخبركِ بقصتهما؟.."
هزت رأسها إيجابًا, عيناها ساكنتان, وكأنهما بركتان من الجليد,
هامسة:" هل تُريديني أن أخبرك إياها!.."
أسرت عيناه عينيها, يهز رأسه موافقًا, فتقترب أكثر,
هامسة كمن يُخبر سرًا:" كان هناك طفليّن صغيرين.. أحدهما أتى من دار الأيتام ليكون شقيق لصغيرة,
لكنه لم يعرف أن ذلك البيت الجديد,
لم يكن سوى منزل وحوش مفترسة, التهمتهما ببطء, يجعلوهما يراقبان انتهاكهما,
ثم يوسماهما كي يعرفا قدرهما..
ليكبر هذان الصغيرين ويتحولا لوحشيّن مفترسيّن يلتهمان الجميع..
ثم يتسيدا العالم, ليذيقوا الجميع عذاب ما لاقياه.."
صمتت للحظة, ثم أضافت بعينين غائمتين:" ونحن كنا فرائس لهما..
لكن تحولنا مثلهما, وفتكنا بهما بدورنا.."
ارتعشت شفتها السفلى, وقد بدأت عيناها تمتلئان بالدموع كأول بادرة للشعور, هامسة بتهدج:" كنا جرذان, فحولانا لمفترسين.."
تنهمر دموعها وهي تستعيد لحظاتها مع آريس, مكملة:" لقد جعلني أفهم ما يعنيه.. لقد اغتالني.. كما فعلت بك ميتشا.."
رقت نظراته بألم,
يهمس اسمها:" أوليفيا.."
لكن دموعها تزداد مع شهقاتها التي تحررت بارتجاف جسدها,
تخبره باهتزاز مختنق:" لقد أخبرني أنني أصبحت دميته.. وهو محق.. إنه بات يسكنني.. لا يفارقني.. يهاجمني من كل اتجاه.."
لأول مرة يلاحظ عينيها الغائرتين بهالات سوداء, وكأنها لا تنام أبدًا..
فيحاول القول:" أوليفيا.."
تقاطع حديثه وهي تقترب أكثر, تنشج بدموعها, هامسة:" كنت أنا نقطة ضعفك, كما كانت ميتشا كذلك بالنسبة إليه.."
تجهش ببكائها بعنف, متمسكة بقميصه, صارخة بعذاب تفجر مرةً واحدة:" لقد فهمت ما كان يعنيه.. أنا دميته.. لم أستطع مقاومته.."
تهز رأسها بهستيريا, وقبضتاها تتشبثان بصهيب, جسدها يتشنج من فرط انفعالها,
صارخة بجنون:" ما قمت به كي تقيني منه حدث.. كل ما فعلته ضاع هباءً.. فارسي الأسود سقط بالظلام.. كلانا دُنسنا.."
تتسع عيناها بجنون, وهي تضيف بحقد لاهثة:" أخذتك ميتشا مني, أبعدتك عني. وهو انتهكني كي يجعلني أشعر بها..
كل ما كان يدور هناك حولها.. هي كانت السبب, وقد قتلتها.."
تتسع عيناها أكثر بنظرة مهووسة, تترك قميص صهيب,
ترفع كفيها باسطة إياهما, ناظرة إليهما, وكأنها ترى شيء ما,
قائلة بهذيان:" لقد قتلتها بيديَّ.. لقد رأيتها تموت.. وأنت.."
رفعت وجهها ناظرة لصهيب, أو من فوق كتفه لنقطة ما بالتحديد,
تسأله بحيرة:" وأنت قتلت آريس, لكن.. لكن لماذا لا يزال يطاردني؟..
لماذا يحتجزني طوال الوقت.. يغتالني مرارًا وتكرارًا.. لا أجد سوى الاحتماء بك,
فأرى عينيه من خلفك تنظران إليَّ باستهزاء.."
تشهق باضطراب أنفاسها, ترفع يديها لرأسها, تضغط كلا الجانبين, قبل أن تشد خصلاتها بعنف مجنون,
صارخة بدموع متفجرة:" لا زال يحتجزني بتلك الغرفة.. يداه تكبلاني.. يحركني كدمية كيف يشاء.."
راقبها صهيب بعجز, وقد تهدل كتفاه بقلة حيلة,
تدور حول نفسها وقد تشعث شعرها مع اقتلاع بعض الخصلات علقت بين أصابعها, تصرخ وتصرخ, حتى اصطدمت بالحاجز الرخامي, فتضرب به جسدها بلا وعي, غير شاعرة بالألم,
حتى اقترب منها صهيب, يحتجزها بينه وبين الحاجز الرخامي,
هامسًا:" أوليفيا.."
لم تنظر إليه غارقة بصرخاتها, حتى شعرت بكف تلمسها,
فانتفضت بذعر متحفزة, حتى رأته صهيب فهدأت قليلاً, تلهث بعنف, هامسة اسمه..
زم شفتيه بقوة, يراقبها بأسى, ودون شعور منه جذبها يطوق جسدها,
ثم يرفعه حتى أجلسها على الحاجز الرخامي, يقف أمامها
هامسًا بانكسار:" لم أستطع حمايتكِ.. لقد غرقنا سويًا.."
رأسه تدلى بتخاذل, حتى سكن على كتفها, وهي توقفت عن الصراخ, ناظرة لرأسه المنكس بعينين متسعتين باحمرار البكاء, ترفع كفها تحتضن جانب رأسه,
فيقترب أكثر, ليريح رأسه, بل يدفنه بعنقها,
أما أوليفيا فأحاطته بكلتا ذراعيها بقوة, تُريح رأسها على رأسه,
تحتضنه, متنهدة بارتعاش, شاعرة بحقد شديد,
فتهمس إليه بنبرة باردة:" أريد قتل بيير.. هو من فعل بنا هذا.."
_أجل..
وكلمة صهيب الشبة مسموعة,
جعلتها تهدأ,
وصهيب يلف ذراعيه حولها, يلصقها به, يستكينا سويًا..
منهكان..
ومنتهكان..
**********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 02:02 AM   #2445

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أيام مرت عليهما, كل منهما صامت, لكن أوليفيا لا زالت ملتصقة به,
تنتظر حتى ينام, ثم تدلف لغرفته وتستلقي بجواره, عيناها تنظران أمامها, تحدث ذلك الشبح المُتجسد أمامها, يضحك منتظرًا إياها بالظلام:" أنت ميت.. لقد قتلك.."
فتعلو ضحكاته بانتشاء, يرد عليها بتسلية:" لكنني أسكنكِ.. لن تستطيعي التخلص مني.."
تتسع عيناها أكثر, تلتصق بصهيب أكثر, منكمشة على نفسها,
وهي تخبره بهستيريا:" لا.. أنا.."
_دميتي..
وكلمته تتردد بقوة تحتلها بعنف,
يرتج لها جسدها, شاهقة بقوة, تهز رأسها نفيًا, تريد التخلص منه,
هامسة:" أنت لست هنا.. لست حقيقيًا.."
تراه يقترب منها حتى جثى أمام الفراش, وإصبعه ينقر جبهتها,
هامسًا بقوة:" أنا هنا.. ولن تتخلصي مني أولي.."
تغمض عينيها بقوة, وتسد أذنيها بكفيها, صارخة:" لست هنا.. أنت أكذوبة.."
تشعر بيده تعيث بجسدها فسادًا, تنتهكها مُجددًا, مع قوله:" بل هنا.. دومًا سأكون.. احتل كل جزء بجسدكِ.. لقد تطبعتِ وبصماتي وسمتكِ.."
تهز رأسها أكثر حد إصابتها بالدوار ولكنها لا تتوقف,
تئن بصمت, وهي تشعر بكفه يكبل فمها, يهمس بأذنها بلهاث مسعور:" لا أحد هنا سوانا.. صاهب سيرحل ويترككِ لي.. أنتِ لي.."
يشرع في متابعة انتهاكه لها, فتنتفض صارخة بعنف جالسة على الفراش, وبجوارها صهيب استيقظ على هيئتها المجنونة,
فيقول بخشونة:" أوليفيا.."
يده امتدت ليلمسها, فيجدها تنفر مبتعدة عنه, صارخة باسم آريس,
فيزفر بقوة, يتمسك بعضديها كي يجعلها تواجهه, هاتفًا بحزم:" أوليفيا.. انظري إليَّ.."
يهزها بقوة حتى ارتد رأسها, ناظرة إليه شاهقة, تتطلع حولها بهلع,
هامسة بارتياع:" إنه هنا.. آريس هنا.."
زفر بقوة ونوبات جنونها تزداد, فيقول بيأس:" مجرد كابوس.. ليس هنا, لقد مات.."
تبتلع ريقها بصعوبة, تلتقط أنفاسها بشهقات موجعة, ثم تنخرط ببكاء شديد مندسة بصدره,
وبعدها تهدأ بلا مقدمات, تستوي على الفراش بجواره بتجمد..
بإنهاك ألقى بجسده للخلف, ينظر لوجهها المقابل له لدقائق,
ثم يهمس:" سنتخلص من بيير في الغد.."
لم تتبدل نظراتها الفاترة, تهز رأسها موافقة, تقترب منه, مغمضة العينين..
**********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 02:03 AM   #2446

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أما باليوم التالي مساءً, كان صهيب قد عقد العزم,
وارتدى ملابسه, بمعطف أسود ثقيل, مُخفيًا ملامحه بقلنسوته,
ومعه أوليفيا, يتسللان من خلال الدرج الخلفي للبناية,
يراقب كل جهة, حتى اطمئن أن لا أحد قد رآه, خاصةً وبعد أن استطاع التملص من كاميرات المراقبة..
يتحرك ومعه أوليفيا خلال الطرقات التي يحفظاها عن ظهر قلب, حتى وصلا لذلك الحي..
حي كانا يقطناه منذ الصغر, وبناء زاد تهالكه, حتى أن أضواء البناية لا تزال ضعيفة,
يصعدان بهدوء مريب, متخفيان بملابسهما, حتى وصلا لباب شقة بيير, فدق صهيب الباب مرارًا..
ثم تنحى جانبًا, وبيير يفتح الباب ليرى من القادم, لكنه لم يجد أحد أمامه, يتطلع حوله, فلا يجد أحد..
فيدلف مُجددًا, مُغلقًا الباب بعنف..
مرة والأخرى, وصهيب يدق الباب ثم يتوارى مختفيًا,
وبيير يخرج شاتمًا, هاتفًا بكلمات نابية بمن يزعجه,
إلا أنه وقبل أن يُغلق الباب, وجد قدم أحدهم تمنع غلقه, ويلمح جسد أحدهم يقف أمامه,
فعقد حاجبيه بحنق, يفغر فاهه كي يتحدث,
لكن الصوت انطلق, وهو يدفعه
للداخل:" مرحبًا بيير.."
دلف صهيب ببطء, حاملاً حقيبة متوسطة الحجم على كتفه,
يتطلع إلى بيير, الذي دقق نظراته ليعرف من زائره,
فعجز مع تلك القلنسوة المُغطية لملامحه,
لكن زائر آخر دلف ليقف خلف الأول, وصوتها ينطلق:" مرحبًا أبي.."
اتسعت عينا بيير, وهو ينظر لذلك الرأس الأشقر,
لأوليفيا التي أرجعت قلنسوتها للخلف, بعد أن أغلقت الباب خلفها, تبادله النظرات,
فيعود بنظراته لزائره الأول, والذي فعل كأوليفيا,
ليظهر صهيب, ثم وضع الحقيبة أرضًا, يرتدي بيديه قفازين,
وهو يرمقه بنظرة ذئبية,
قائلاً بافتراس:" لقد عدنا.. ألم تشتاق إلينا؟.."
لم يخرج بيير من صدمته, وهو يراهما أمامه, لم يكن يتخيل أن يراهما مرة أخرى بعد أن باعهما..
فقال بدهشة:" كيف؟.. كيف استطعتما العودة؟.."
لم يجيبه أحدهما, وصهيب يتحرك ببطء مفترس, يتطلع للمكان حوله,
قائلاً:" لم تترك الشقة رُغم هذه السنوات, تعجبت كثيرًا حين راقبت المكان, ووجدت كما أنت.. بل لم يتغير شيء بك على الإطلاق, سوى زيادة قذارتك.."
ابتلع بيير ريقه شاعرًا بالقلق من هيئة صهيب,
وعيناه تتسلطان على أوليفيا,
التي سألته بحيرة:" تبدو الشقة قذرة.. أليس هناك من يقوم بتنظيفها؟.."
وقف بيير بالمنتصف, وهو ملابس داخلية, ملطخة ببعض الطعام, مع سروال,
يحدج أوليفيا وصهيب اللذين يتحركان حوله بطريقة دائرية,
كفريسة وقعت بالمنتصف,
لكنه رفع رأسه قائلاً بسخرية:" ربما عدتِ لتنظفيها أيتها العاهرة الصغيرة.. لقد تغيرتِ قليلاً.. هل قاموا بتعليمكِ هناك!.. وأنت تبدو مختلفًا.."
تجمدت أوليفيا بمكانها قليلاً,
لكن صهيب لم يكترث بكلماته, يدور ويدور وكأنه يفكر بشيء ما يدرسه من كل جانب,
قائلاً:" بالطبع أصبحت مختلفًا.. وهذا بفضلك.."
زفر بيير بملل, يحاول إخفاء توتره,
قائلاً:" ماذا تريد؟.."
_روحك..
وتلك كانت كلمة أوليفيا التي قالتها من بين أسنانها بقتامة محترقة,
جعلت بيير يتوتر,
مع اقتراب صهيب منه, حتى وقف أمامه,
هامسًا:" سنُذيقك بعض ما عشناه.. ببطء, ولكن أولاً.."
لكمة صهيب العنيفة أصابت منتصف وجه بيير, متسببة بكسر أنفه, ونزيفها, وهو يصيح بألم, متراجعًا للخلف,
فترفع أوليفيا سبابتها لفمها,
هامسة:" ششششش.. لا تُصدر صوتًا.."
واضعًا كفه على أنفه النازف, هدر بغضب:" أيتها اللقيطة.. سأ......"
لكن صهيب لم يتح له فرصة التكملة, فأسرع إليه يطوق عنقه بكفه, يدفعه للحائط, يضرب جسده به,
فيشهق بيير بارتياع من قوة صهيب الجسدية,
والتي تبدلت كثيرًا عما كانه منذ سنوات,
وصهيب يهمس بشراسة:" ولا كلمة بيير.. ولا كلمة إلا ما أريد أن تنطق به.."
بصعوبة ابتلع بيير ريقه بقدر ما يسمح له كف صهيب القابض على عنقه يخنقه,
وصهيب يسأله:" هل لا زلت على اتصال بذلك الحقير الذي بعتنا إليه؟.."
لم يرد عليه, فزاد من ضغط كفه حد احمرار وجه بيير واختناقه,
وصهيب يكرر:" هل لا زالت على اتصال معه؟.."
شهق بيير يهز رأسه موافقًا, هامسًا اسمه بتعثر:" خا.. خافيير.."
هز صهيب رأسه, يرخي قبضته قليلاً دون أن يتركه, مهمهمًا:" هذا اسمه.. خافيير.. حسنًا.."
مُباغتًا بيير, لكمه صهيب مُجددًا بجانبه, فتأوه منحنيًا بقدر ما سمح له صهيب,
وهو يقول:" اخبرني كيف تتواصلان؟.."
بشهقات متألمة التقط بيير أنفاسه, يخبره لاهثُا:" عـ.. عبر الهاتف.."
_كيف؟..
وتساؤل صهيب مع لكمة أخرى,
أجابه بيير بتعثر:" اتـ.. اتصل به.. لأسلمه الفتيات.."
وكلماته زادت جنون صهيب, يلكمه لكمات متتالية بأماكن متفرقة بجسده,
ليبصق الدماء من فمه, وحين يهم بالصراخ, يكمم صهيب فمه بكفه بقوة..
وأوليفيا تقول من خلفهما:" لا زلت حقيرًا.. تبيع الفتيات كما بعتنا لأجل بعض المال.."
شهق بيير بقوة, يتهالك أرضًا حين تركه صهيب, يرمقه من علو,
ثم أمره:" ستتصل به لتُخبره أنك تريد مقابلته هنا.."
رفع بيير وجهه ناظرًا لصهيب بإنهاك, هامسًا:" لا.. لا يمكنني.. سيقتلني.."
حينها ضحك صهيب ضحكة, ثم هدأت تدريجيًا, لتتحول لابتسامة,
وهو يخبره بدهشة:" وماذا تظنني سأفعل بك بيير؟.."
لكن بيير هز رأسه نفيًا, يرد عليه
بصعوبة:" لن تستطيع.. لست ممن يقتلون.. أعرفك جيدًا.."
وهنا عادت ضحكات صهيب تعلو أكثر,
وهو ينظر لأوليفيا بطرف عينه,
والتي شاركته الضحكات, مع قولها:" لم يعد كذلك.."
بلحظة اتجه إليه صهيب, يرفعه رفعًا, ليقف أمامه, يقرب وجهه منه,
هاسًا بقتامة:" ستفعل كل ما آمرك به, لربما أنهيت حياتك سريعًا.."
من نظرة عينيَّ صهيب القاتمة بجحيم,
ارتجف جسد بيير, وهو يرى تبدله الواضح,
هذا الفتى تغير, ونظرته تلك تبدلت من اللطيف, لقاتل مفترس,
فهز رأسه موافقًا, يخبره بخنوع
مرتاع:" سأفعل ما تريد.."
هز صهيب رأسه باستحسان, يتركه,
قائلاً:" نفذ.. اتصل به, واطلب منه أن يأتي إليك الآن.."
حاول بيير المراوغة بقوله:" لا.. لا يمكنني الآن.."
ليعاجله صهيب بركله لمعدته, جعلته يسقط متكورًا على نفسه ألمًا,
وهو يهدر به:" نفذ ما أقوله.."
بألم شديد سعل بيير, يهز رأسه مرارًا موافقًا, يحبو على ركبتيه ويديه بتهالك, حتى وصل لمنضدة قديمة, التقط منها الهاتف,
ثم طلب رقم بيير, ووضع الهاتف على مكبر الصوت منتظرًا الرد,
حتى أتاه الصوت الغليظ:" ماذا تريد؟.."
ابتلع بيير ريقه, وهو يخبره بصوتٍ حاول أن يجعله طبيعيًا,
خاصةً وهو يرمق ذلك السكين الحاد, بنصله الموجه إلى عنقه بيد صهيب,
قائلا:" أريد أن أقابلك خافيير.. بشقتي.."
فيعلو صوت بخشونة ساخطًا:" ما الذي تريده أيها الحقير الآن؟.. لست متفرغًا لك.."
رفع بيير نظراته الخائفة لصهيب الجاثي بركبته أمامه,
فيعود بيير ليقول كاذبًا:" لدي فتاة صغيرة التقطها منذ ساعة..
عليك القدوم لأخذها.."
زفر خافيير بحنق, متمتمًا:" أيها الخنزير الجشع, ألم تعطني فتاة منذ يومين, متى وجدت أخرى؟.."
تلعثم بيير, والنصل يجرح عنقه,
قائلاً:" وجدتها مصادفة.. هيا.. تعرف أنني لن أستطيع إبقائها هنا.."
ثم يضيف مٌنبهًا بكلمات صهيب:" لتاتي بمفردك.. لا أريد أن تزداد الشبهات, فكما تعلم الوضع مرتبك هذه الفترة.."
فيرد عليه خافيير باقتضاب:" حسنًا.. سأكون عندك بعد قليل.. سأتسلمها منك.."
همهم بيير بموافقة, مع قوله
المُعتاد:" سأنتظرك.. لا تنس مالي.."
فينال سُبّة من خافيير,
وهو يقول بحنق:" سأحضره لك أيها الوضيع.."
مُغلقًا الهاتف سريعًا, ناظرًا لصهيب بترقب مرتجف,
فيخبره باستحسان مبتسمًا:" جيد.. سننتظره.. أما أنت.."
تحولت ابتسامته لأخرى مفترسة, وهو يقبض على فك بيير, وبعنف يضرب رأسه بالأرضية,
مُسببًا له دوار شديد, تركه شبه مُغيب, لكنه يشعر بما حوله, يراقب بتشوش, جر صهيب له, تقييد يديه وساقيه,
ابتعاد صهيب قليلاً اتجاه الحقيبة, مُخرجًا منها بعض الأشياء,
ينزع معطفه الثقيل, يُسلمه لأوليفيا التي وضعته جانبًا, ويرتدي معطف آخر بلاستيكي, يحمل بيده بعض الأشياء يضعها جانبًا,
ثم يقترب منه, شاعرًا بألم أصاب جسده, ليجد صهيب يُمسك بسكينه, يُمرره على أنحاء متفرقة من جسده, فيحاول الصراخ,
لكن هناك ما يُكمم فمه, يشعر بجسده يتمزق ببطء مؤلم,
صهيب يتلذذ بتعذيبه,
قائلاً بخفوت:" سأريك ما شاهدته أول مرة بذلك المكان,
رأيت أحدهم يعذب طفلاً, بناء على رغبات المشاهدين,
وقتها لم أستطع التحمل, وفقدت الوعي أهذي لأيام..
لكن الآن أشعر بلذة, تفوق لذة ذلك الرجل وهو يعذب الصغير.."
مُثبتًا كف بيير, فاردًا أصابعه, هوى صهيب عليهم بفأس كان قد أخرجه من حقيبته,
فتجحظ عينا بيير تكاد تخرجان من محجريهما, وهو يصرخ صرخة مكتومة, حين شعر بقطع أصابعه,
وصهيب يكمل بعينين غائمتين:" كان يقطع كل جزء منه, والصغير عاجز عن المقاومة, فقط يصرخ مثلك صرخات مكتومة.."
ومع كل كلمة كان يقولها بحرقة ذكرى المشهد,
كان يقتطع جزءً من بيير العاجز عن الحركة,
وصهيب يقول باحتراق:" يقطعه.. ينظر للتعليقات ويمزق أجزاء الصغير أمام أعين الجميع المترقبين بانتشاء, ثم طهى الصغير, وأكل لحمه.."
عاد صهيب بنظراته المُرعبة لبيير المفزوع, ينفي مطمئنًا:" لا تخف هكذا.. لن آكلك.. لست من محبي لحوم البشر.."
تتبدل نبرته لسوداء مُخيفة مكملاً:" ولكني أتخلص من الحثالة مثلك.."
توقف صهيب, يتراجع بعيدًا عن بيير الذي بدأ يفقد الوعي
وقد شحب وجهه من تلك الدماء التي فقدها..
وأوليفيا تراقب بجمود, لا تُبدي أي شعور لما يحدث مع بيير,
لكن بداخلها تشعر بتشفٍ شديد من معاناته وعذابه, فهذا الحقير يستحق..
وقف صهيب, بجوار أوليفيا يراقب ما فعله ببيير برضا,
ثم وجه حديثه لأوليفيا قائلاً:" سأبقى بالخارج,
حيث يدق ذلك الرجل الباب افتحيه وتراجعي للجانب.."
هزت رأسها موافقة دون أن تنزع نظراتها عن بيير,
وصهيب يفتح الباب, ليخرج من الشقة, وبيده الفأس, منتظرًا مترقبًا بزاوية مظلمة..
أما بالداخل فاقتربت أوليفيا من بيير, تميل بجذعها تقابل نظراتها نظراته الزائغة,
هامسة بابتسامة منتشية:" لا تعرف ما هو شعوري وأنا أراك بهذا الشكل أبي.."
تتنهد بقوة مستنشقة, مكملة براحة شديدة:" كل ما فعلته بي, كل ضربة منك, كل جلدة من حزامك على جسدي,
غضبك عليَّ.. ثم بيعك لي مقابل بعض القروش.."
تعتدل منتصبة بظهرها معدلة كتفيها, وهي تقول:" الآن قد أخذت بحقي منك, ولكن ليس قبل هذا.."
رفعت يدها قابضة على سكين,
لمع نصله الحاد بعينيَّ بيير اللتين اتسعتا بهلع,
وهو يرى أوليفيا تجثو على ركبتيها بجواره,
قابضة على السكين بكلتا يديها, ترفع ذراعيها للأعلى, ثم تهوي بكل قوتها الجسدية بعنف غارسة السكين بمنتصف صدره,
منتزعة منه شهقة مكتومة, مع جحوظ عينيه, وهي تُدير النصل داخل صدره بكل قوتها,
تشعر بتخبط جسده جراء خروج روحه, جازة على أسنانها حد سماع صوت احتكاكهما,
هامسة بحقد:" لتتعفن بالجحيم أبي.. ستجد هناك آريس وميتشا أرسل لهما لعناتي.."
تاركةً إياه بجسد ساكن قد فارقته الروح,
فتنزع السكين بقوة, وتنهض بهدوء مريب,
تسلط نظراتها اتجاه الباب المُغلق, منتظرة لبعض الوقت..
حتى سمعت طرقات سريعة على الباب متتالية,
انتظرت لثوانٍ, تأخذ نفسًا عميقًا وتزفره, ثم ترفع ذقنها بوجه جامد, تفتح الباب متنحية للجانب,
وهي تسمع صوت خافيير يقول:" أين الفتاة بيـ...."
لكن اتسعت عيناه باترًا كلماته وهو يرى بيير مُمدد على الأرض يسبح بدمائه, شاخص البصر بشحوب الموتى..
فهمس بذهول:" ما الذي يحـ....."
لكن كلماته قُطعت مُجددًا, وهو يشعر بضربة عنيفة على مؤخرة رأسه,
يلتفت برأسه لينظر من فوق كتفه ببطء, ليرى صهيب, والذي عاجله بضربة أخرى لجانب وجهه المواجه له,
رافعًا ساقه, ليركل خافيير, ليندفع منكبًا على وجهه لداخل الشقة,
وصهيب يدلف خلفه, مُغلقًا الباب خلفه مُجددًا,
مبتسمًا ابتسامة وحشية, قائلاً:" مرحبًا خافيير.. سبق وأن تعارفنا حين اختطفتنا.. لكن الآن حان وقت تسديد الحساب.."
فيجد خافيير نفسه مكبلاً بجوار جثة بيير,
وصهيب يقوم بتقطيع أوصاله كما فعل مع المجاور له,
تختلط دماؤه السائلة مع دماء بيير التي بدأت بالتجلط,
وحين انتهى منه صهيب, رفع فأسه ليهوي بها بمنتصف وجه خافيير, يشطر جمجمته نصفين..
ثم يقف للحظات يراقب ما فعله, دون شعور بالذنب أو التأنيب..
يتراجع بهدوء, واضعًا فأسه بالحقيبة, نازعًا معطفه البلاستيكي ويضعه أيضًا, ومعه قفازيه المُلطخين بالدماء,
ويرتدي غيرهما, ثم يرتدي معطفه الثقيل,
يلملم ما حوله بتركيز وحذر شديدين, وحين انتهى,
وحمل الحقيبة على كتفه, نظر لأوليفيا يمد يده إليها,
فتُسرع لتتمسك بها, وهو يفتح الباب ويخرجان سويًا, ويغلقه على من بداخله, يهبطان الدرج,
فتحيد عينا صهيب حيث شقته, لكنه يُكمل طريقه دون توقف,
حتى عادا للشقة المُخصصة لهما من قبل الشرطة,
بعد أن تخلص من الحقيبة وما بها بحرقها بأحد الأزقة المهجورة..
وهناك دلف صهيب للحمام كي يتخلص من الدماء التي علقت به,
تاركًا المياه الساخنة تجلد جسده دون شعور بالألم,
وأوليفيا تجلس بسكون على أحد الكراسي,
ناظرة ليديها بقفازيه, المُلطخين ببعض دماء بيير, تنهض من مكانها متجهة للمرآة حتى وقفت أمامها,
ترفع كفها تُمررها على وجهها ببطء مغمضة العينين, قبل أن تفتحهما ناظرة لوجهها الدامي بالمرآة..
***************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 02:05 AM   #2447

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



بعد يومين كانت الشرطة بطريقها إلى صهيب وأوليفيا,
بعد أن عرفوا بمقتل بيير وخافيير بشقة الأول, ليتم استجوابهما,
خاصةً وهم يعرفون أن بيير هو والد أوليفيا,
لكن قبل أن يهبط المُحقق والضابط الذي معه من السيارة,
سمعا انفجار قوي من البناية,
ليهبطا من السيارة سريعًا, ينظران للطابق الذي انفجر, فيجداه الطابق الذي به شقة صهيب وأوليفيا..
دوريات الشرطة مع سيارات الاسعاف دوت بالمكان,
وعربات الإطفاء, وجميع من بالبناية يهرول خارجًا بصراخ مهتاج,
ورجال الانقاذ يدلفون سريعًا لرؤية المصابين,
لكن بعد إطفاء النيران وإخمادها,
كانت شقة صهيب وأوليفيا قد تفحمت بمن بها..
مُسدلاً الستار عن شخصيات كان قد أثير الكثير من الجدل حولها,
خاصةً بعد وصول بعض المعلومات للصحافة..
لتتصدر الصحف خبر
( مقتل شاب وفتاة نجاتهما من اختطاف دام لسنوات,
ليتم قتلهما بعد تورط عدد من الشخصيات المرموقة بقضيتهما الخاصة بتجارة الرقيق)
وتم إرفاق صورة صهيب وأوليفيا بجوار الخبر,
والذي تم كتابة مقالات كاملة بالتفصيل, بل وذكر بعض الشخصيات المعروفة بكثير من الدول..
***********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 02:07 AM   #2448

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



ثلاث سنوات قد مرت على سجن جواد, دار بها الكثير والكثير,
ولا يزال الحاج عثمان واولاده يهتمون بأعمال جواد,
تحت معرفة أنيسة بكل صغيرة وكبيرة,
والتي تزور جواد دومًا وتطلعه على كل شيء..
وليليان لا تزال تذهب معها, رُغم فتور جواد,
والذي رفض مقابلتهم بآخر ستة أشهر قبل خروجه,
مُسببًا لهم الحزن, والغضب,
آمرًا جسور ووالده ألا يدعا النساء يأتين مجددًا للسجن..
أما بالعاصمة كانت أسماء بالجامعة تتابع محاضراتها,
وحين انتهت همت بالرحيل, فاليوم آخر الأسبوع وهي ستعود للبلدة بمفردها, بعد أن أنهت أمنية سنوات دراستها منذ عامين..
زفرت بقوة منهكة فقد كانت محاضراتها كثيرة اليوم,
تريد العودة للمدينة السكنية كي ترتاح قليلاً, وبعدها ستسافر..
إلا أنها قبل أن تصل للبوابة, سمعت صوت إحداهن تناديها:" أسماء.."
قلبت أسماء عينيها بضيق, ملتفتة لزميلتها,
والتي قالت:" هل سترحلين الآن.. كنا سنخرج قليلاً, لِمَ لا تأتين معنا!.."
حركت أسماء كتفيها بحركة طفيفة, ترد عليها بفتور:" لا أستطيع.. سأعود للسكن الجامعي, وبعدها سأسافر.."
حينها انطلق صوت أخرى قائلة
بتعجب:" ستسافرين؟.. إلى أين؟.."
فتجيبها أسماء:" إلى بلدتي.."
وزميلتها الأولى توضح:" أسماء من بلدة بصعيد مصر.. تُسافر إليها كل إجازة.."
حينها رمقتها الفتاة الأخرى بنظرة مُقيمة من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها,
قبل أن تقول بتعالي:" لم أكن أعلم ذلك.. فملابسكِ لا تدل على أنكِ من بلدة بالصعيد.."
ونبرتها رن بها الاستخفاف بطريقة
جعلت أسماء تميل برأسها للجانب قليلاً, تسألها بنبرة ممطوطة:" وماذا بملابسي يجعلكِ تتعجبين هكذا لأنني الصعيد حبيبتي؟.."
هزت الفتاة كتفها ببساطة, ترد عليها موضحة بتعالٍ:" لا شيء.. فقط كنت أظنكم ترتدون تلك الملابس التي تظهر بالتلفاز.. هل لا زلتم تعيشون بتلك البيوت الطينية؟.."
قلبت أسماء عينيها بضجر, ترد عليها بسخافة:" لا حبيبتي.. لقد تبدلنا.. يبدو أنكِ متأثرة بمسلسل ذئاب الجبل, وتلك الأفلام التي لا تزال تعيش بالماضي.."
وهنا انضمت إليهم أخرى, ترمق أسماء بحقد,
قائلة:" على ذكر ذئاب الجبل, هل خرج ابن عمتكِ من السجن؟.."
علت الشهقات من حولهن, الجميع ينظر
لأسماء التي امتقع وجهها بشدة, وهي تنظر إلى مروة بغضب مكتوم, والأخيرة ترمقها بنظرة مستخفة,
مروة رفيقتها بالدراسة من نفس بلدتها, لكنهما لم يطيقا بعضهما البعض أبدًا,
وكل منهما تحاول التفوق على الأخرى,
ولكن أسماء كانت أكثر تفوقًا, لتدخل الكلية بدرجات عالية,
ومروة تدخل كلية انتساب بدرجات أقل, ويظل حقدها الغريب على أسماء دون سبب,
إلا أنها تراها أفضل منها, بل ومن عائلتها بالبلدة..
أما أسماء فأجابتها بقرف:" حين يخرج سندعوكِ وعائلتكِ للاحتفال معنا.. لا تقلقي سأحتفظ لكِ ببعض الطعام جانبًا.."
لتشتعل نظرات مروة بحقد, وأسماء تُذكرها بتاريخ عائلتها الفقير,
والذين كان جدها يُعطيهم من خيره, حتى فتح الله عليهم بطريقة ما, وصار معهم المال الوفير,
إلا أن الأصل يبقى متأصلاً, وشعور النقص لا يغذيه المال, بل يزيده رغبة في محو ماضيه كي لا يعرفه من حوله..
أما أسماء فانتبهت لزميلتها الأولى,
وهي تسألها مستفسرة, وقد تبدلت النظرة لأخرى متحفظة:" هل ابن عمتكِ بالسجن حقًا؟.. ولماذا؟.."
فتتولى مروة الرد:" لقد قتل أحدهم.."
تعالت الشهقات مع تراجعهن قليلاً, وكأن أسماء ستقتلهن,
وهن يهمهمن:" يا إلهي قتل!.."
ولكن أسماء لم تهتم بما يفعلنه, بل سلطت أنظارها بازدراء إلى مروة,
وهي تقول بهدوء:" أجل.. لقد قتل أحدهم حاول التهجم عليه.."
انضمت براء صديقة أسماء إلى الجمع وقد التقطت بعض الحديث, بل ورأت مروة وتلك النظرات المتبادلة بينهما,
فأسرعت بالقول موضحة, وهي تتمسك بذراع أسماء:" الأمر ليس كما يبدو
يا فتيات.. فابن عمة أسماء سُجن بتهمة القتل الخطأ, فقد تهجم عليه الرجل أولاً, ثم أن ذلك الرجل قد اختطف ابنته وقتلها.."
عادت الشهقات لتعلو,
وبراء تضيف بأسى:" ألم تسمعن منذ سنوات عن ليان الصغيرة التي اختطفت؟.. لقد كانت صورها تعج بمواقع التواصل.."
البعض أومئ موافقًا بإشفاق,
والبقية تبدلت نظراتهن لأسماء, فمن يدخل فرد من عائلته السجن توصم باقي عائلته بالإجرام,
خاصةً ومروة تُضيف بمزاح كاذب:" ربما.. ولكنهم معتادون على الدماء.. فجد أسماء قصاب, بل وأفراد عائلتها جميعهم.."
حينها ردت أسماء بفخر مرفوعة
الرأس:" أجل عائلتي كلها كذلك.. وجدي يعتبر أشهر قصاب بالبلدة,
بالتأكيد والدكِ وجدكِ يعرفون ذلك, واختبروا جوده وكرمه.."
حينها استعرت عينا مروة بغضب, تسألها بتحفز حاد:" ما الذي تقصدينه؟.."
هزت أسماء كتفها بخفة, تخبرها ببساطة:" كل يعرف أصله, وماضيه,
وكما تقول عمتي أنيسة.. الأنصاف قامت, والقوالب نامت.."
والمثل يعني التقليل من شأن مروة, لتذكرها بأصلها,
فتحفزت أكثر بهجوم, هادرة:" هل تقصدين أن أصلي وضيع يا أسماء؟.."
فتمط أسماء شفتها السفلى, ترد عليها ببساطة:" كل يفهم على هواه.. من على رأسه بطحة.."
اتسعت عينا مروة بقوة, هادرة:" هل تظنين نفسكِ أفضل مني؟.. على ماذا ترين نفسكِ؟.."
وأسماء تنتهج البرود, ترد عليها بثقة:" أنا بالفعل أرى نفسي أفضل, والفضل لعائلتي,
ولكن كل يرى بعين نفسه يا مروة.."
ومروة تتلظى غيظًا وحقدًا, تصرخ بوجهها, وقد بدأ البعض بالتجمهر لرؤية ذلك الشجار:" هل تعايريني بأصلي؟.. ألا تعرفين من أنا؟.. الجميع يعلم كم يمتلك أبي وعائلتي من أموال.."
زفرت أسماء بملل, وهي ترمقها باستخفاف, قائلة:" أجل الجميع يعلم.. كما يعلم كل فرد أي أصل وعائلة ينتمي إليها,
ولذلك يا مروة حاولي معالجة نقصكِ بعيدًا عني, ولا تزعجيني مُجددًا, وإلا..."
وتهديدها زاد اهتياج مروة, والتي تقدمت إليها, محاولة الهجوم عليها,
إلا أن براء وقفت بينهما, هاتفة:" يكفي.. هل جننتِ؟.."
إلا أن أسماء جذبت ذراع براء تُبعدها للخلف,
وهي تهتف بتحفز مواجهة مروة:" لتريني ماذا ستفعلين؟.. هيا لأريكِ مقامكِ.."
ومع تصاعد الشجار, جذب ذلك الذي كان يتحدث بالهاتف,
فنظر بفضول للفتيات, ليلمح تلك الفتاة مروة ابنة بلدته, والتي تحاول الهجوم على إحداهن,
زفر أحمد مُنهيًا المكالمة, مُتجهًا لموقع الشجار كي يفضه,
لكنه حين وصل وفغر فاهه ليتحدث, لمح أسماء هي التي تتشاجر معها, ليصله بعض الحديث,
خاصةً ومروة تقول باحتقار:" ماذا ستفعلين؟.. هل ستقتلينني كما فعل ابن عمتكِ؟.. بالطبع فأنتم عائلة سوابق.."
_مروة..
وصوت أحمد الهادر
علا على أصوات من حولهم,
فنظرت إليه مروة بوجل, وهي ترى غضبه, محاولة التراجع, هامسة:" دكتور أحمد.."
تراجع البعض, وأحمد يتقدم حتى وقف مقابلاً لها,
وهو يقول من بين أسنانه:" ما قلتِه كان وقاحة, وعليكِ الاعتذار الآن.."
أطرقت مروة برأسها بوجه ممتقع, هي تعرف أحمد فهو من بلدتها,
ومُعيد بالجامعة, مع تحضيره للدراسات العليا لدرجة الدكتوراه, وهي مُعجبة به للغاية, ليأتي ويراها بهذا الوضع,
لكن ما جعلها ترفع رأسها
هي نبرة اسماء الهجومية له:" وما الذي أدخلك بالموضوع, فتيات ويتشاجرن, لِمَ حشرت نفسك؟.."
اتسعت عينا أحمد بصدمة من حديثها,
مع بعض الهمسات المستنكرة لمن حولها,
وأحمد يقول بدهشة:" كنت أدافع عنكِ يا أسماء.."
لكنها عادت لتقصف جبهته:" وهل تراني بلا لسان لا أستطيع الدفاع عن نفسي لأوكلك محامٍ لي؟..
لدي لسان وأكثر من قادرة على رد حقي.. لا تتدخل.."
احمر وجه أحمد بحرج, وهو يرمقها بغيظ,
ومروة تقول بانشداه:" ألا تعرفين من يكون؟.."
فترمقها أسماء باستصغار, قائلة:" أعرف من يكون جيدًا,
فأنا أعرف عائلتي يا مروة, والدكتور أحمد ابن جدي الحاج عثمان,
لكن لا يحق له التدخل فيما لا يعنيه.. أما أنتِ فحاولي علاج نفسكِ من مرض النقص خاصتكِ اتجاهي,
أو ابتعدي عن طريقي كي لا أمرغ بكرامتكِ الأرض.."
تاركة الجميع خلفها بصدمة من كلماتها,
وبراء تركض خلفها, حتى وصلت إليها تتمسك بذراعها, وهي توبخها حين ابتعدا قليلاً:" لقد أحرجته كثيرًا يا أسماء.."
تابعت أسماء طريقها لخارج البوابة, وهي تقول بضيق:" لم يكن عليه التدخل.. لا أحب أن يقحم أحد نفسه فيما لا يعنيه.."
_ولكنه كان يدافع عنكِ..
وكلمات براء المستنكرة,
قابلتها أسماء باقتضاب:" لم أطلب مساعدته, والآن دعينا نرحل أنا متعبة, وأريد جمع أشيائي قبل السفر.."
***********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 02:07 AM   #2449

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



يوم خروجه كان الجميع ينتظره على أحر من الجمر بترقب شديد,
جميع من بالمنزل يقف متحفزًا لحظة وصول السيارة, حيث ذهب مأمون وجسور,
مع زاهر ومعاذ لإحضاره, وبقيت ليلى مع ليليان المتلهفة لرؤيته,
ومع انطلاق أبواق السيارات التي لحقت بسيارة جسور, رافضين الانتظار بالبلدة, علموا بوصولهم,
ومع تعالي الأصوات قرب الباب كانت أنيسة أول من هرولت من باب المنزل, مقتحمة الجمع, منقضة على جواد تحتضنه بقوة باكية, فيتلقفها, يضمها إليه باشتياق,
وهي تقول من بين دموعها:" حمدًا لله على سلامتك يا حبيبي.."
بمعاناة أبعدها عنه, وهي تتمسك بذراعه, يتحرك معها حتى دلف للمنزل,
وهناك انطلقت صيحات أمنية وأسماء بقوة, تركضان اتجاهه,
تقفزان كل منهما تتعلق به تحتضنه ببكاء حار, تتمتمان بكلمات شبه مفهومة, وهو يضحك مربتًا على رأس كل منهما..
تبكيان بعنف, وهما لا يصدقان أنه قد عاد للمنزل, جواد لم يكن ابن عمتهما فقط,
هو شقيقهما, والمسئول عنهما, يدللهما بمبالغة,
افتقداها بيُتم حين ابتعد عنهم لتلك الثلاث سنوات العجاف..
تحلقن حوله كأطفال أقبل عليهم أبيهم ليلة العيد بعد سفر طويل,
وهناك وقفت ليليان متجمدة بجوار ليلى, لا تصدق عينيها وهي تراه يخطو لداخل المنزل بعد تلك الغيبة,
عيناها تلتهمان تفاصيله بلهفة مفضوحة, دون أن تستطيع الاقتراب, وكأن هناك ما يكبلها بالأرض,
لتتقابل عيناها بعينيَّ جواد بشبه نظرة, قبل أن يقطعها هو,
وجسور يضع يده على كتف جواد,
هاتفًا:" مرحبًا بعودتك لبيتك يا أخي.."
التفت إليه جواد مبتسمًا, حين وجد جسور يُشير لأحدهم, وهو يقول:" تعال لتُسلم على عمكِ يا شهاب.."
تحرك شهاب البالغ خمس سنوات من جوار ليلى التي دفعته تحثه على الذهاب,
وهي ترحب بجواد, فيتحرك شهاب نحو والده, ينظر لجواد بتفحص, وكأنه يحاول تذكره,
فيبتسم جواد إليه بحنان, ينحني إليه ليحمله مقبلاً وجنته,
قائلاً:" مرحبًا يا ولد.."
فيضحك جسور مُحدثًا إياه:" انظر إليه كم كبر في غيابك.."
ولكن صوت معاذ يعلو من خلفه
قائلاً:" بل انظر إلى معتز.."
نظر جواد إلى معاذ, الذي دلف من الباب بعد دقائق,
يمسك بيده معتز البالغ من العمر أربعة سنوات إلا بضعة أشهر, ثم يميل ليحمله, مكملاً خطواته حتى وصل إلى جواد,
الذي رقت نظراته أكثر لرؤية معتز,
ومعاذ يقول:" هذا عمك جواد يا معتز.."
بتلقائية ارتمى معتز على جواد, وكأنه يعرفه, فحمله جواد سريعًا,
بعد أن أخذ جسور ابنه,
ومعتز يقول بنبرة طفولية:" العم جواد.. اشتقت إليك.."
فيضحك معاذ, وهو يربت على ظهر جواد بفظاظة,
يخبره بثقة:" بالطبع اشتقت إليه, فأنا من كثرة حديثي عنه صرت تحفظ اسمه أكثر من اسم خالك فاضل.."
اقترب معاذ أكثر, يضرب كتف جواد بكتفه,
مكملاً بفخر:" انتظر حتى ترى انتاجي الثاني.. ملك.."
فيضحك جواد بدوره, قائلاً:" المهم ألا تُشبهك, فستكون كارثة.."
تتعالى الضحكات,
وجواد يقبل معتز بين الحين والآخر بتلقائية, فتلتقي عيناه بعينيَّ ليليان المتسمرة بمكانها,
يرى تلك النظرة المتألمة, فيشيح بوجهه عنها شاعرًا بصدره يضيق,
يتحرك مع الرجال اتجاه المضيفة, حيث الجميع هناك,
ولم ينتظروا أن يرتاح ولو قليلاً..
التفتت ليلى إلى شقيقتها المتسمرة, تسألها بدهشة:" ماذا بكِ ليليان؟.. أنتِ حتى لم تُرحبي بجواد!.."
رفعت ليليان نظراتها تجيبها باختناق:" لا أعرف.. لقد تجمدت بأرضي.."
رفعت يدها إلى صدرها موضع قلبها, هامسة بوجع عليه:" يا إلهي أرأيتِ نظرته للصغار؟.."
رقت نظرات ليلى بإشفاق, تضغط على كف شقيقتها,
قائلة بمواساة:" ليليان.. أنا أتفهمكِ.. ولكن.."
قاطعتها ليليان, وهي تقول بألم:" أنا أشعر بالحزن عليه هو ليلى.."
فغرت ليلى شفتيها للحديث,
لكن أنيسة قاطعت حديثها قبل أن يبدأ, وهي تناديهما,
فيتحركان للمطبخ كي يساعدا في إعداد الطعام, وتجهيزه للضيوف القادمين, فينهمك الجميع مع الضيوف, حتى يحل المساء, وحتى بعد منتصف الليل,
فيسقط أهل البيت في النوم بإنهاك شديد,
والحال يستمر طوال أسبوعين دون انقطاع,
مع العديد من الزيارات, والهدايا المتعددة, والتي امتلئ بها البيت, والمضيفة, وتم نقلها للبيت الآخر,
وليليان لا ترى جواد سوى وقت النوم..
كل ليلة تُصبر نفسها أنها ستتحدث معه, سيهدأ الوضع بالمنزل, لكن يبقى الصخب,
بل وما اثار جنونها سفر جواد للمزرعة وبقاءه هناك لمدة أسبوع,
وكأنه يتحين الفرصة كي يبتعد عنها..
وقد عاد منذ أيام, تستمع للأصوات الصاخبة تصلها من المضيفة,
حيث الحاج عثمان وأولاده مع جواد, يجلسون, ويتحدثون فيما بينهم, والضحكات تعلو..
فالحاج عثمان يجلس بجوار جواد, واضعًا يده على ساقه,
وهو يقول بحب:" وأخيرًا يا جواد عدت لبيتك.. كان حملاً ثقيلاً ألقيته على كاهلي.."
فيبتسم إليه جواد بمحبة, مربتًا على كفه المُجعد, قائلاً بتقدير:" وكنت على قدره يا جدي.. أدامك الله لنا.. لن أوفي ما فعلته مع أهل بيتي أبدًا.."
فيعاتبه الحاج عثمان موبخًا:" هذا واجبي يا جواد.. أنت لا تعلم مقدار حبي لك, وحبي لجدك رحمه الله.."
ثم وجه حديثه لأبنائه قائلاً:" أتعلم يا محمد.. كنت سأسميك جواد على اسمه.."
فتتعالى الأصوات, ومحمد يسأله
بدهشة:" لهذه الدرجة تُحبه؟.."
ابتسم الحاج عثمان بمحبة, وهو يهز رأسه مؤكدًا،
فيُسارع محمد قائلاً وهو يمدح
جواد:" بالطبع فأخي جواد من أفضل الناس, ولابد أنه كان خلوقًا منذ صغره, ويجيد التصرف.."
حينها علت ضحكة الحاج عثمان, متذكرًا، يرد على ابنه بهزة رأس نافية من بين ضحكاته والتي لا تقلل من وقاره رامقًا جواد بطرف عينه:" والله ما رأيت أوقح منه، ولا مثل سلاطة لسانه،
لا يهاب كبيرًا ولا صغيرًا؛ ولكني كنت أحبه رغم ذلك.."
شاركه الجميع الضحك,
ومعهم جواد الذي انفجر ضاحكًا, وهو يعاتب الحاج عثمان بمرح:" قلبك أسود لن تنساها أبدًا.."
لا يتوقف عن الضحك, وهو يرمي جواد بنظرة ذات مُغزى, قائلاً باستهجان:" وهل يُعقل أن ننساها؟.."
التفت لأولاده يخبرهم:" حين كان صغيرًا تشاجر مع أحد الأولاد, فضربه الولد وفر هاربًا إلى منزله,
لكن جواد لم يسكت أبدًا, هرول خلفه, وحين لم يستطع الدخول بسبب الباب المُغلق,
قام بجمع كل حجارة الشارع وضرب بها الباب دون أن يتوقف حتى مع زجر جده له, كان يستيقظ صباحًا مرابطًا أمام البيت يرميه بالحجارة, حتى المساء,
ولم يرتاح إلا حين تعب والد الولد, وأخرج ابنه كي يضربه جواد ليأخذ حقه, حتى يتوقف عن ضرب باب البيت بالحجارة وتحطيم زجاج النوافذ.."
ثم يعود بنظراته لجواد, مُضيفًا بضحكة:" لقد حرمت عليهم الخروج للشرفات خوفًا من أن يصيبهم حجر.."
تعالت الضحكات أكثر,
حينها قال أحمد والذي كان
بالجلسة:" لقد ذكرتني بابنة خالك أسماء.. كانت تتشاجر منذ فترة بالجامعة, وحين حاولت التدخل لفض الشجار, أخبرتني ألا أتدخل بما لا يُعنيني.."
اتسعت ابتسامة جواد, وهو يخبره:" هذه هي أسماء.. إن كانت أمنية لربما كانت تراجعت قليلاً, لكن أسماء لا تدع حقها أبدًا.."
مع تأخر الوقت نهض الحاج عثمان, ومعه جواد احترامًا,
وتبعه أولاده, وهو يقول بابتسامة:" حمدًا لله على سلامتك بني.. وأدامك الله لعائلتك وحفظك من كل سوء..
والآن سأدعك, كما أخبرتك هذا الدفتر به كل الحسابات.."
مُشيرًا لذلك الدفتر الموضوع على الأريكة, هز جواد رأسه موافقًا,
وهو يلتقط كف الحاج عثمان بسلام حار, يودعه, حتى خرج هو وأولاده من المضيفة, وأغلق الباب خلفهم, ليعود ويجلس على الأريكة, يلتقط خرطوم نارجيلته بعد أن جدد فحمها, يقلب بالدفتر يراجع بعض الأرقام بتركيز, ساعة والأخرى,
ثم زفر بتعب وقد علم أنه لا مفر له من الصعود للغرفة حيث ليليان, متمنيًا أن تكون قد نامت..
*******
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 09-01-22, 02:09 AM   #2450

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أما بالغرفة كانت جالسة تهز ساقها بعصبية, وتأكل شفتها السفلى بغيظ شديد؛
شهر قد مر على خروجه من السجن, وهو بحالة برود تام من ناحيتها,
لا يقربها, وكلما حاولت الاقتراب منه, أو الحديث معه تحجج بالتعب، وهي تشعر بنفاذ صبرها وتشتاق إليه..
ماذا حدث له ليصير بهذا الشكل!..
أجفلت حين فتح الباب, ودلف جواد ملقيًا السلام,
وبعدها اتجه إلى الحمام ليستحم,
انتظرت خروجه، ترتدي قميصها الليموني القصير الذي يحبه, وقد تركت شعرها ينساب بتموجاته الطبيعية, الليلة ستغويه, ولن تتركه..
بعد دقائق خرج من الحمام, مُلقيًا نظرة عليها, يسألها بهدوء:" هل ستنامين الآن ليليان؟.."
عقدت حاجبيها وارتفعت شفتها العليا ببلاهة, مرددة:" أنام!.. والآن؟.."
تنهد بتثاقل يومئ برأسه,
قائلاً بتعب:" أجل.. كان يومًا شاقًا أشعر بالإرهاق.. تصبحين على خير.."
وأولاها ظهره, وانحنى يزيح غطاء الفراش, ليتسطح وينام..
بطريقة رفعت ضغطها, زمت شفتيها بقوة, وقد اتسعت عيناها بشراسة, متجهة إليه,
صادحة من خلفه بجنون:" ماذا حدث لك؟.."
التفت إليها يعقد حاجبيه بدهشة من ثورتها, ووجهها الأحمر المنفعل,
متسائلاً بحيرة:" ماذا بكِ ليليان؟.."
حدجته بنظرات مستعرة تنقض عليه بغضب؛ جعله يسقط بظهره على الفراش, وهي تعلوه مشرفة عليه,
هادرة بحدة:" بل ماذا بك أنت؟.. لقد مر شهر جواد.. شهر كامل وأنت تتجنبني.. ماذا هناك؟.."
نظر إليها بصمت متفحصًا إياها بنظرة جامدة, جعلها تستشيط غضبًا,
حين قال ببرود:" وماذا تريدينني أن أفعل؟.."
أسندت كفها على صدره, تنظر إليه نظرات إجرامية,
قائلة من بين أسنانها بتشديد
مشتعل:" ثلاث سنوات انتظرك حتى تخرج..
ثلاث سنوات أحلم بك, وبحضنك ودفئك.. وحين تعود لا أجد منك سوى ظهرك الذي تواليني إياه؛ وكأنني مزهرية تنام بجوارك!.."
زم شفتيه بقوة محاولاً منع ضحكاته من كلماتها, واستمتاعه باشتعالها ورغبتها به,
ثم تنحنح يبلل شفته السفلى بطرف لسانه, قائلاً بتنهيدة مثقلة:" ليليان.. لقد بلغت الأربعين.. أنا......"
لكنها قاطعته صارخة بكبت:" أربعين ماذا أيها الثور؟.. راعي مشاعري وأنوثتي المدفونة تنتظرك.."
اتسعت عيناها أكثر قائلة بتحذير وقد تشنج جسدها:" جواد لا تثر أعصابي فقد فاض بي الكيل.. هيا.."
ارتفع حاجبيه بدهشة, مرددًا بعدم
فهم:" هيا ماذا؟.."
أغمضت عينيها, واشتدت شفتاها حتى أصبحا كخط حاد, قبل أن تفتحهما,
قائلة بنفاذ صبر, وقد مالت عليه, حتى غطى شعرها وجهه:" أنا أريدك والآن.."
اتسعت عيناه بشدة من وقاحتها, ثم قهقه عاليًا بقوة,
هاتفًا بذهول:" ما أوقحكِ ياذات الأساور.. ماذا حدث لكِ؟.."
زمت شفتيها ومطتهما لكلا الجانبين بحركة شهيرة مستهجنة,
قائلة بنزق حانق:" ما حدث لي أنك تحولت من زوجي المجنون إلى أخي.."
ثم رمقته بنظرة ممتعضة مكملة وقد انقلبت شفتها السفلى,
بوقاحة فظة:" يبدو أن السجن قد أفقدك قدراتك.. لقد وضعت الكثير من الآمال عليك.. فلم أجد سوى آمال قريبة أحدهم.."
أظلمت عيناه, ورفع يده قابضًا على شعرها بقوة أمالت رأسها للجانب,
هامسًا من بين أسنانه بتحذير
شرس:" يبدو أن لسانكِ يحتاج إلى تنظيف ليليان, وقد تماديتِ في وقاحتكِ.."
عقدت حاجبيها بألم, دون أن ترفع يدها كي تفك قبضته عن خصلاتها, ترد عليه باستياء:" لقد نفذ صبري.. منذ أن تزوجنا وأنت تغدق عليَّ بمشاعر شتى.. كنا نعيش بجنون.. والآن.."
صمتت للحظة وقد رقت نظراتها, هامسة بنعومة:" اشتقت إليك كثيرًا جواد.."
ترك شعرها, مشيحًا بوجهه, غير قادر على مواجهة نظراتها,
قائلاً بخفوت مرير:" لم يكن هذا حديثكِ من قبل ليليان بعد وفاة الصغيرة.. وحين عدت إليكِ أخبركِ بقتل ذلك الحقير, انزويتِ بركن, وظللتِ تصرخين وتنظرين إليَّ برعب.."
انحنت زاويتا عينيها بألم, تحتقنان بتجمع الدموع بهما, تلوح الذكرى أمامها فتُدمي قلبها,
هامسة بعذاب:" كنت خائفة من الدماء.."
تساقطت دموعها على صدره العاري حين أطرقت برأسها,
مكملة باختناق مفجوع بحسرة:" وصغيرتي أيضا فقدتها.. لا أزال أتذكرها جواد.. جنتاها المكتنزتين بلون الخوخ, ورائحتها لا أزال أشمها.."
استندت بكفيها تتراجع للخلف, تنهض بعيدًا عنه, شاعرة بألم حاد بقلبها..
هامسة بضعف:" لا بأس.. يبدو أنك لا زلت غاضبًا, وأن ما حدث سيظل مُحدثًا شرخًا بيننا.."
لم تكد تنهض,
حتى وجدت ذراعيه يلتفان حول خصرها, يجذبها إليه بقوة, حتى سقطت على صدره مجددًا,
ناظرًا لعينيها الباكيتين المتألمتين, بشوق شديد, عيناه تعكسان مقدار صراعه النفسي,
هاتفًا بكبت:" بل أنا من كنت أخاف من نفوركِ مني؛ لذلك لم أقربكِ خوختي.. لا تعلمين كم أشتاقكِ, وأشتاق قربكِ, واحتضانكِ.."
كم يشتاقها, لقد كان يُحجم نفسه بشق الأنفس كي لا يحتضنها منذ خرج من السجن,
كل ليلة يتلظى بنيران الشوق, وهو يواليها ظهره كي لا يستسلم لذلك العناق الذي تستغيث به كل خلية من خلايا جسده, قلبه الهادر بقوة كل لحظة,
حين يشعر بنومها, يلتفت ببطء شديد, مكبلاً نفسه كي لا يقترب أكثر, خوفًا من نفورها منه..
خوفًا من حديث سيزيد عذابه أضعافًا.. كلمات ستقولها لتجلده بذنب لن يتخلص منه أبدًا..
ولكن الآن.. الآن هي من تطلب قربه, ويبدو أنه كان غافلاً بعذابه كي لا يفهمه..
أسبلت جفنيها, ترتعش شفتها السفلى, فرغم ما حدث, ولكن ذكرى موت ليان, وأحداث تلك الليلة تؤرقها..
لكنها أجفلت حين التف بها جواد, لتجد نفسها على الفراش مكانه, وهو يعلوها,
هامسًا بتساؤل مغوٍ:" هل لا زلت تريدينني خوختي؟.."
ابتلعت ريقها بصعوبة, عيناه تأسران عينيها, فتومئ برأسها إيجابًا بتلقائية..
فترى ثغره يلتوي بابتسامة متسلية بشغف, هامسًا بالقرب من شفتيها بوقاحة مشتعلة:" حسنًا يا ذات الأساور.. لنري وقاحتكِ إلى أي مدى قد وصلت, فأنا أحتاجها الآن وبشدة.. جاريني.."
فغرت شفتيها لتتحدث وقد اشتعلت وجنتاها,
ولكنه قطع حديثها قبل أن تبدأ بين شفتيه,
مهمهمًا بنفاذ صبر:" لا كلام.. فعل فقط.."
وكان ردها أن رفعت ذراعيها تطوق بهما عنقه, تقربه أكثر إليها تبادله قبلته بشغف, وجنون مشتاق..
لا يدري كم من الوقت مر عليهما وكل منهما يرتوي من الآخر بجشع لا ينتهي, حتى تهالكا,
وهي تضع رأسها على صدره مبتسمة برضا قطة قد نالت ما تشتهي حد التخمة,
وتدللت حتى شعرت بالاسترخاء الشديد,
وهو شدد من احتضانه لها, ناظرًا لوجهها المشتعل الذي ترفعه إليه,
تنهل من النظر إلى وجهه بابتسامة مشعة بوهج متألق,
هامسة بعبث مع أصابعها التي تتحرك بتلقائية على ندباته التي اشتاقتها
بجنون:" الآن فقط أخبرك.. مرحبًا بعودتك يا زوجي العزيز.."
ضحك يهز رأسه بيأس منها, قبل أن تتحول ضحكته لابتسامة,
وهي عادت لتضع رأسها على صدره موضع قلبه, مسبلة جفنيها قليلاً,
تناديه:" جواد.."
همهم دون حديث, فعادت تسأله دون إنذار:" هل أنت نادم؟.."
لم يفهم سؤالها, فحاول الاعتدال قليلاً,
لترفع وجهها, تلتقي بعينيه,
تسأله:" هل أنت نادم على قتل ذلك الحقير؟.."
تجمدت تعابير وجهه, حتى ظنت أنه لن يرد عليها,
لكنه قال بعد لحظات بخفوت
خشن:" قتل النفس ليس سهلاً, لكن ليسامحني ربي لست بنادم على قتله, فهو يستحق.."
ألقى كلماته بخوفٍ داخلي من رد فعلها, لربما كانت تنتظر منه ردًا آخر,
لكنها فاجأته حين لمعت عيناها بشدة, تلتصق به أكثر,
وهي تخبره بقوة:" وأنا لست نادمة على ذلك.. لقد أتيت بحق ابنتي ولم تدعه يهرب من عقابه.. كان هذا الجزاء العادل.."
انحنت زاويتا عينيه بأسى, قائلاً:" ليليان.."
لكنها رفعت إصبعها تضعه على شفتيه, قائلة:" أنا ممتنة لك لما فعلته..
وأحببتك أكثر من ذي قبل.. وقد أخبرت ليان بذلك.."
ألم مُعتاد ضرب قلبه, ظهر على وجهه المنكمش,
وهي تنطق اسم ليان, والتي لا تزال تزوره بأحلامه بضحكتها الطفولية الجميلة,
قبل أن تتحول بين ذراعيه لتلك العظام, فيتحول حلمه لكابوس مفزع يجعله ينتفض شاهقًا بوجع غير قادرًا على التنفس,
وليليان التقطت وجعه, فرفعت كفها تحتضن جانب وجهه,
هامسة برقة مواسية:" ليان ستبقى دائمًا بقلوبنا, سنزورها دومًا, لكننا سنمضي معًا, لنُكمل حياتنا مع أشقائها القادمين.."
لم يرد عليها,
وهي ابتسمت ترتفع قليلاً, مُقبلة شفتيه, هامسة بعشق:" أحبك جواد, وأحببتك أكثر حين أتيت بحق صغيرتي.. وسأحبك كلما مر علينا الوقت أضعاف.."
مرر أصابعه بخصلات شعرها, وهو يرد عليها بنبرة أجشة:" وأنا سأحبكِ للأبد يا ذات الأساور.."
***************

انتهى الفصل الثالث والخمسون الأخير

قراءة ممتعة

وإلى اللقاء مع الخاتمة ان شاء الله


m!ss mryoma, Nana.k, shezo and 3 others like this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.