آخر 10 مشاركات
موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          النسيان (الكاتـب : jourouh - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الطاغية - ساره كرافن - روايات ديانا ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          القلب والروح والنفس تطلبها *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          انا طير .. (الكاتـب : المســــافررر - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          إن كرهتكـــــــ فلا تلوميني ... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي الثنائيات تُفضل
ليليان وجواد 146 77.25%
جسور وليلى 23 12.17%
معاذ ونيجار 32 16.93%
صهيب وأوليفيا 31 16.40%
صهيب وميتشا 9 4.76%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 189. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2458Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-21, 01:03 AM   #531

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي




مساء الخيرات


كل عام وأنتم بخير


مع بداية دقات عام جديد ربنا يجعله خير وسعادة على الجميع


سيتم تنزيل الفصل الخامس عشر من قيود العشق


قراءة ممتعة مقدمًا



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:05 AM   #532

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الخامس عشر
اتسعت عيناها بشدة متسمرة في مكانها بشلل غريب؛ ترى ذلك الثور الضخم الغاضب, مُتجهًا إليها بكل قوته,
تستمع لصوت جواد,
الذي هرول بفزع بقلب يكاد يتوقف رعبًا, مع صرخته المذعورة:" ليليااااااااان.."
فتشهق حين وجدت نفسها بين ذراعيَّ جواد, يطوقها بقوة,
وهي تتشبث بصدره بأظافرها حد جرحه, وكأنه طوق نجاتها
والثور يتنحى جانبًا, إثر دفع جواد له بجسده,
لكن ما هاله, رؤية الدماء التي لطخت جانبها, ثم شحوب وجهها, تثاقل جسدها,
وارتخاءه بين يديه, وسقوط رأسها للخلف فاقدة الوعي..
وصوته المذعور باسمها آخر ما سمعته:" ليليان.."
لا يدري كيف وصل إليها؟..
يجذبها إليه بقوة, والثور يكاد يصطدم بها, ساحقًا إياها, يُبعدها عنه, حاميًا لها بين ذراعيه, جسده يدفع الثور الغاضب بكل قوة, فيترنح للطرف الآخر,
يراقب وجهها المرتعب, مع ارتجاف جسدها مُرسلاً رجفة بجسده كله,
أظافرها تتشبث بقميصه, بل تنشب بصدره موضع قلبه, خادشة إياه بقوة غير آبه لما سيخلفه من جُرح, فخوفه عليها أكبر,
نظراتها المستنجدة, قبل أن تهبط بعينيها ناظرة لجانبها بحاجبين معقودين بألم,
فتتسع عيناها برعب, تعود لعينيه باستفهام شاحب, ثم تفقد الوعي كالموتى..
صوته الصارخ بهلع جعل المتواجدين بالمكان يتجمعون حوله, ينظرون لليليان فاقدة الوعي شاحبة شحوب الموتى,
وجواد يهزها بين ذراعيه, هامسًا بلهفة:" أنا هنا حبيبتي.. لا تخافي.."
لكن دون جدوى,
فيلتفت لأحدهم, صارخًا:" اخبر معاذ أن يأتي في الحال.."
مُصاحبًا حديثه, بحملها بين ذراعيه يضمها إليه بشدة, عيناه تنضحان بوجع غريب, ووجهه بملامحه الفزعة, يهرول للمنزل,
فتتسع عينا أنيسة برعب, تقفز مُسرعة إليه,
تسأله بهلع, عيناها تتفحصا ليليان:" ماذا حدث؟.."
منطلقًا للأعلى اتجاه غرفته, أجابها بحدة:" هاجمها الثور.."
فيسمع شهقتين انطلقتا من أنيسة, وأم عزة التي اقتربت ترى ما يحدث, تتحرك خلف جواد صاعدة الدرج,
وهو يصدح:" اتصلي بمعاذ أنيسة.."
وحين وصل لغرفته بلحظات, همّ بالدخول, فيجد أم عزة خلفه, فتوقف بطريقة جانبية, يسألها بحاجبين معقودين:" ماذا تفعلين؟.."
لا يُنكر وجهها المتوتر, وهي تخبره بقلق فضولي:" سأدخل لـرؤيـ......"
فتجفل منتفضة متراجعة للخلف برعب,
من عينيه المشتعلتين بغضب, وصوته الموبخ بجلافة:" هل هذا وقت فضولكِ يا امرأة؟.. ارحلي من هنا.."
فغرت فاها باستنكار مرتاع منه, خاصةً حين دلف, صافعًا الباب بوجهها,
فتعبس زامة شفتيها, مغمغمة بحنق:" كل ما أردته المُساعدة.. خيرًا تعمل, شرًا تلقى.."
التفتت حين سمعت صوت أنيسة, والبنتين خلفها, تخبرهما بصوتٍ مهزوز:" لا أعرف.. إنها فاقدة الوعي.."
انتبهت لوجود أم عزة أمام الباب, فسألتها بتعجب:" ماذا تفعلين هنا يا أم عزة؟.."
تنهدت دون أن تتغير ملامحها العابسة, تجيبها بعتاب نزق:" أتيت لأساعد السيد جواد, فأغلق الباب بوجهي.."
رمقتها كل من أمنية وأسماء بنظرات حانقة,
والأولى تمهمهم:" كم كنت أتمنى أن يُغلقه على أصابع يدكِ.."
وترد أسماء بنفس الخفوت الساخط:" بل على عينيها الفضوليتين الثاقبتين.."
زفرت أنيسة بغضب, تخبرها بصوتٍ مشدود:" الوضع كما ترين يا أم عزة.. وجواد متوتر.. لا تحزني.."
مصمصت شفتيها بعدم رضا, وأنيسة تقترب من الباب, مُمسكة بالمقبض كي تفتحه, فتجد أم عزة خلفها تود الدخول,
فتقبض بيدها أكثر,
موجهة حديثها لأمنية:" هيا ابقي مع أم عزة.. وضيفيها.."
باستهجان ارتفعت شفة أمنية العُليا ببلاهة, مُرددة:" ماذا؟.."
وأم عزة تُسارع بقولها:" ألن نبقى لنطمئن على الفتاة؟.."
رمشت بعينيها, تهدأ عصبيتها, وهي ترى تلك الفضولية تود البقاء للمعرفة, ونقل الأخبار, ومع توتر الموقف, قد يركلها جواد من النافذة, مُسببًا لها عاهة,
فعادت تنظر لأمنية الرافضة تنهرها بنظرة نارية, تأمرها من بين أسنانها:" هيا يا أمنية.."
ضربت أمنية قدمها بالأرض بحركة متذمرة, تكاد تبكي غيظًا,
قائلة بفتور:" هيا يا أم عزة.. تعالي معي.."
وأسماء تُمسك بذراعها, تسحبها بملامح متجمدة, مع ابتسامتها الصفراء, قائلة بتهكم:" أنرتنا والله يا أم عزة.. الخير على قدوم الواردين.."
لم تنتبه لسخرية أسماء, وعقلها شارد بما يحدث بالأعلى, تكاد تموت غيظًا وفضولاً,
فتقول لأسماء القريبة منها:" تُرى ماذا حدث بالضبط؟.."
كورت أمنية قبضتيها بنفاذ صبر, تكاد تهتف بها أن ترحل,
لكن أسماء تولت الأمر, وهي تقول بسماجة:" كما ترين.. لا نعرف كُنا بالأعلى, لكننا رأينا الثور لا يزال ثائرًا.."
اتسعت عيناها بخوف, تتحرك حدقتاها بكلا الاتجاهين, تسألها بتوتر:" هل لا زال حُرًا؟.. ألم يُقيده الرجال؟.."
قبل أن تُجيبها, انتفض ثلاثتهن على صوت جواد الصارخ بغضب,
لمعت عينا أمنية, تتحرك اتجاه المطبخ سريعًا, بعد أن غمزت لشقيقتها بالخفاء, وبعد ثوانٍ فرقع صوتٍ مدوٍ بالمطبخ,
فهتفت أم عزة بهلع:" ماذا يحدث؟.."
وصلها صوت أمنية من الداخل تهتف باهتزاز مصطنع:" يبدو أن الثور لا زال طليقًا, ويضرب الباب الخلفي من الحظيرة.."
اضطربت نظرات أم عزة,
وأسماء تُضيف بقشعريرة جسد زائفة:" كما تعرفين الحظيرة ملتصقة بالباب الخلفي للمنزل, وأحيانًا يتركه جواد مفتوحًا.. أذكر أن بعض الماعز كانوا يدخلون دون شعور منا.."
لتعلو الفرقعة مرةً أخرى, مع صوت أمنية الهادر بحدة
مصطنعة:" يا أسماء.. تعالي لتساعديني لغلق الباب, فالثور يركله بقوة.."
فتقفز أم عزة بوجل تتحرك تود الرحيل,
خوفًا على نفسها:" حسنًا سأرحل أنا يا أسماء, وألف سلامة على ليليان.."
مهرولة اتجاه الباب, هامسة:" لأرحل قبل أن يقتحم الثور المنزل.."
ومع رحيلها, أسرعت أسماء تُغلق الباب, لكنها وجدت مُعاذ بوجهها, فدلف, وأغلقته خلفه,
وهو يسألها:" ماذا حدث؟.."
أشارت له لأعلى, تجيبه:" لقد هاجم الثور ليليان, وهي فاقدة الوعي بالأعلى.."
هز رأسه, يتحرك للدرج مُهرولاً, مع خروج أمنية من المطبخ, تتساءل بنظراتها الصامتة,
لتُكمل أسماء:" وصل مُعاذ.. ورحلت الفضولية.."
زفرت أمنية بارتياح, قائلة بامتعاض:" رحمنا الله منها.. أنا لا أُطيقها.."
ضحكت شقيقتها بخفوت, تخبرها بمرح:" إن كنتِ رأيتِ وجهها حين ظنت أن صوت الفرقعة التي قمتِ به من الثور.. كادت تتطير رُعبًا.."
قلبت عينيها, متمنية بتضرع:" عسى أن يُقابلها فيركلها لتطير لمنزلها بلا رجعة.. هيا لنرى ماذا يحدث بالأعلى.."
***********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:06 AM   #533

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



هرولتا سريعًا, تقفان عند الباب الشبه مفتوح, تنظران بحذر, لما يحدث بالداخل, خاصةً مع ارتفاع صوت جواد, ومُعاذ..
بالغرفة أسرع مُعاذ يسألهما, يضع حقيبته جانبًا:" ما الذي حدث؟.."
ليجد جواد يهدر بحدة منفعلاً:" هل ستظل تسأل!.. قم بفحصها, إنها فاقدة الوعي منذ مدة, وأنت يا متخلف قد تأخرت.."
بسخط رماه بنظرة حانقة, يود شتمه, لكنه يرى جسده المرتجف توترًا,
تحرك اتجاه الفراش الساكن عليه جسد ليليان, يجلس على طرفه, يتفحصها بحرص,
وجواد يقف فوق رأسه مُظللاً عليه, وكأنه سيطبق على أنفاسه,
فلم يمنع نفسه من القول بجفاف:" حين اتصلت بي الخالة أنيسة تركت المريض الذي معي وأتيت, تنحى جانبًا قليلاً, تحجب عني الضوء.."
فترتطم ساق جواد المهتزة بساقه,
مع قوله الحاد بتحذير:" مُعاذ.."
زفر بقوة, مُمسكًا بمعصم ليليان, مُستشعرًا نبضها, فيجده ينبض بضعف شديد, وكأنها تكاد تلفظ أنفاسها,
فينعقد حاجباه, مُخرجًا جهاز الضغط من حقيبته, يقيس ضغطها,
ينظر لوجهها الشاحب, ثم سريعًا يتفحص جُرحها, فيجده ليس عميقًا, لكنه يحتاج لبعض القُطب,
ومع رفعه لطرف قميصها كاشفًا جزء من بطنها, سمع أنفاس جواد المُزمجرة بغيرة مفترسة,
وأنيسة التي جلست على الطرف الآخر تراقب وجه ليليان بأسى, تسأله:" ما الذي حدث لها؟.. تبدو أنفاسها بطيئة للغاية!.."
بطرف عينه نظر لجواد, يجيبها:" يبدو أن لديها فوبيا من رؤية الدماء.. لقد انخفض ضغطها.."
رمش جواد بعينيه بألم, خاصةً مع قول أنيسة الخافت
بحزن:" أجل.. كلما رأت الدماء, تُصاب بالذعر.."
هز رأسه بتفهم, ثم قال:" هذا يبدو واضحًا, سأعلـ....."
لكنه لم يُكمل كلمته حين وجد جواد يدفعه, مع قوله القاتم:" ابتعد.."
رفع وجهه ناظرًا إليه بتوجس, مُرددًا:" ابتعد!.. ألا تُريـ....."
لكن دفع جواد له بعنف, مع نظرته الصارمة بحدة, جعلته يتراجع لا شعوريًا, يراقبه بريبة مترقبًا,
يراه ينحني إلى ليليان, هامسًا بأذنها من بين أسنانه المُطبقة بتحذير شرس متشنج:" إياكِ أن تتركيني.. لن تفعليها أبدًا.. لن أسمح لكِ.. أسمعتِ؟.."
ودون إنذار تراجع قليلاً رافعًا ذراعه, مكورًا قبضته, ثم هوى بها على صدرها موضع قلبها بكل قوته,
فتشهق ليليان بعينين مفتوحتين باتساع مُخيف شاهقة, قبل أن ترمش بعينيها بتشوش غير واعية,
يُصاحبها شهقة أنيسة بارتياع من قوة الضربة, ناظرة لجواد باستنكار,
وشهقتان من الفتاتين عند الباب, واضعتان كفيهما على صدورهما,
وأمنية تهمس بإشفاق:" يا إلهي.. لقد ماتت ليليان بكل تأكيد.."
تُشابهها ملامح أسماء, وهي تومئ موافقة بأسى:" أشعر بأن الضربة ردت بصدري.. لقد فجر قلبها.."
هزتا رأسهما باستياء, تهمسان بوقت واحد:" رحمها الله.."
فيما تجمد معاذ بحاجبين مرفوعين ببلاهة, واضعًا يده على صدره, مفغور الفاه بشهقة صامتة, وكأنه قد لكمه هو,
هامسًا بصدمة:" يا إلهي.. لقد حطم قفصها الصدري.."
هز رأسه ينفض ذهوله, هاتفًا بتوبيخ لم يغادره الصدمة:" ما الذي فعلته أيها المعتوه!.."
بصدر مضطرب بأنفاسه اللاهثة, راقب جواد وجه ليليان, بحاجبيها المعقودين بألم فوق عينيها المغلقتين,
فيدفعه مُعاذ بقوة, مُسرعًا لليليان يتفحصها,
وأنيسة توبخه بحدة مهتزة:" ما الذي فعلته؟.."
لم يرد عليها, عيناه مُسلطتان على ليليان, يزفر أنفاسًا مرتجفة من أنفه,
ومُعاذ يهتف:" لماذا فعلت ذلك؟.."
ابتلع ريقه بصعوبة, يجيبه باضطراب:" لقد قلت أن نبضها ضعيف.."
بحاجبين معقودين نظر إليه, وكأنه ينظر لمعتوه,
قائلاً بحدة:" أخبرتك أن نبضها ضعيف, تحتاج إلى سائل مُغذٍ وستكون بخير.. لم أقل توقف قلبها وتحتاج لإنعاش, ولكمة تهشم عظام قفصها الصدري, مُسببة تمزق بالقلب, ونزيف داخلي يا غبي.."
هز رأسه بنفاذ صبر, متمتمًا بشتائم صامتة, فقط يُفرغ غضبه من ذلك الأحمق الواقف على رأسه,
يُخرج السائل من حقيبته, كان قد أحضره للضرورة, بتقدير طبيب, يضعه جانبًا, حتى ينتهي من تقطيب الجُرح,
عاد يرفع طرف قميص ليليان, كي يُنظف جرحها, يمسحه أولاً بمعقم, يتابع عمله بهدوء, لكن ما يفعله جواد يصيبه بالتوتر,
فهو يزفر, يدفعه كل لحظة بكتفه بجسده المُتشنج, يكور قبضتاه, حتى ابيضت سلامياته, لا يدعه بسلام,
مُنهيًا أفعاله بقوله القاتم بتحذير, مع تربيته على كتفه بقوة غاشمة:" تَعَجَّلَ, ولا تتَلَكَّأَ.. وعندما تنتهي ﻻ أريد رؤية وجهك لأسبوع؛ حتى أستطيع النسيان، ولا أحطم وجهك هذا.."
ومع جنونه وطريقته التي أتلفت أعصابه، نهض من مكانه, نافضًا يده, صارخًا بعصبية:" أقسم بالله أتركها.."
فيجده انتفض اتجاهه, مُمسكًا إياه من تلابيب قميصه, يهزه بعنف:" افعل ذلك.. هيا ارني.."
.. فلا يوقف جنونهما؛ سوى صوت أنيسة الهادر بتوبيخها المرتبك:" توقفا كلاكما.. هل هذا وقت حماقتكما؟.."
التفت إليها معاذ، دون أن يُفلت جواد أو يتركه الآخر،
صادحًا:" يوترني.. اخرجيه.."
فينال لكزة من جواد، ممتقع الوجه، مع قوله الحاد:" لا تصلح حتى طبيب بهائم يا مُتخلف.."
فيعود إليه معاذ، يركله بساقه، مع رده بغيظ منفعل:" من عاشر القوم تطبع بهم أيها الثور.. لقد حطمت قفصها الصدري.."
_والله أنا أستطيع معالجتها أفضل منك يا طبيب بالاسم فقط..
فيرمقه بنظرة ساخرة, مع قوله المتهكم:" وهل تظنها بقرة من بقراتك؛ ستستطيع التعامل معها!.. أم تُعاملها كزوجة لثور مثلك؛ فتعالجها بالنطح.."
فيًشدد جواد من قبضتيه على قميصه, يهزه بعنف أكبر,
هادرًا بوجهه:" سأريك.. ظلمك من أعطاك شهادتك.."
ارتفع حاجبه بنظرة متكبرة, يرد عليه بغرور:" وهل هناك من منعك من دخول كلية الطب؟.. أم تتبجح فقط؛ لإخفاء فشلك الدراسي.. وتتنمر على العباقرة أمثالي.."
فيُصدر صوتًا ساخرًا وقحًا، مرددًا بسخرية:" عباقرة أمثالك!.. رحم الله قفاك المتورم, من كثرة ضرب المعلمين؛ لغبائك المستحكم.."
ومع جدالهما العقيم, والذي سيتطور كالعادة, متناسيان تلك المسكينة المُلقاة أمامهما,
صرخت أنيسة بعنف أجفلهما:" يا إلهي.. يا إلهي هل ستظلان تتشاجران, وتتركاها هكذا!.. يا أحمقان.."
نظرا لوجهها المُحتقن بغضبها, تكاد تنهض لضربهما, فنفض جواد مُعاذ بعيدًا عنه, والأخير فعل المِثل,
يعود مُعاذ لتقطيب جُرح ليليان بوجه عابس, وبعد أن انتهى, علق السائل المُغذي بيدها,
ناهضًا من مكانه بعد أن اطمئن عليها,
موجهًا حديثه لأنيسة:" ستكون بخير حين ينتهي السائل.. وسأقوم بكتابة بعض المُسكنات لها.. وابعدي عنها هذا الأحمق.."
فينال منه صفعة على جانب رأسه, مع قوله الفاتر:" هيا ارحل.. انتهت مُهمتك.."
لملم أغراضه بالحقيبة بنزق, ثم وقف أمام جواد قاطعًا عليه الطريق إلى ليليان,
يمد يده إليه بصمت, فيعبس مستفهمًا:" ماذا؟.."
لم يُبعد يده, يرد عليه بفتور:" أريد مالي.."
لم يستوعب ما يُريده, يردد خلفه:" أي مال؟.."
أشار بأصابعه بحركة مفادها أن يُسرع ويُعطيه, موضحًا:" أريد ثمن زيارتي المنزلية, وفحصي لزوجتك.."
اشتعلت عيناه بنظرة إجرامية, يكاد يهجم عليه, يأمره بصوتٍ مكتوم:" ارحل مُعاذ قبل أن أجعلك ترقد بالفراش شهرٍ كامل.."
فيُشاكسه, كاتمًا ابتسامته, قائلاً بتبرم:" أريد مالي.. أكاد أكون طبيب حصري لمنزلك, فأنا آتي إلى هنا أكثر من عيادتي, وبيتي.."
لكن مع قبضة جواد التي ارتفعت, متجهة إلى وجهه, هرول ضاحكًا بخفة, هاتفًا:" بخيل.."
فيعقبه جواد بسبّة, جعلته يضحك أكثر,
***********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:07 AM   #534

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



حين وصل للباب فتحه رأى أسماء و أمنية أمامه, فيبتسم لهما بمرح,
مُرحبًا:" مرحبًا يا فتيات.. كيف حالكِما!.."
موجهًا حديثه لأسماء, متهكمًا على أمنية بمواراة:" كيف حال دراستكِ يا أسماء؟.. هل هي جيدة؟.."
ثم يرمق أمنية بطرف عينه, كاتمًا ابتسامته,
مُكملاً بجذل:" بالطبع لن اسألكِ يا أمنية, فأنا أعرف الجواب.. هل لا زلتِ تتحججين بالمرض؟.. أي مرحلة دراسية وصلتِ؟.."
مُتذكرًا حين تظاهرت بفقدانها النطق بالإعدادية, حتى تتهرب من التعليم, لكنه كشف كذبتها حين فحصها, يُمسكها عليها, يُذكرها بها كلما رآها,
امتقع وجه أمنية بنظرة مقهورة, عابسة بطفولية, ترفع يدها تلمس وجنتها, قائلة بتبرم شبه باكٍ:" ألن تنسى أبدًا؟.."
فتعلو ضحكته, مع هزه لرأسه بنفي, تُشاركه أسماء الضحك,
فتضرب أمنية الأرض بغيظ, تكاد تبكي حقًا, ترحل من المكان بخطوات ساخطة,
يتبعها صوت معاذ الضاحك:" انتظري يا فتاة.. أريد أن أطمئن على أحبالكِ الصوتية.."
وأسماء تكاد تغشى من الضحك أرضًا, حد خروج أنيسة من الغرفة, تنظر إليها بصرامة موبخة,
فترد عليها من بين ضحكاتها مُبررة:" لقد ذكر مُعاذ أمنية بتلك الحادثة, فهربت باكية.."
زمت أنيسة شفتيها, كابحة ضحكتها, لكن الابتسامة ظهرت على شفتيها,
قبل أن تقول بضيق مصطنع:" توقف مُعاذ عن إزعاجها, يكفي.."
فتزداد ضحكاته, وجسد أنيسة يهتز بضحكها المكتوم, تضرب أسماء على كتفها ناهرة,
حتى سمعا صوت جواد الهادر من الغرفة:" على ماذا تضحكون؟.."
هدأت ضحكات مُعاذ, مودعًا بقوله:" سأرحل الآن قبل أن يقتلني.. وسأطمئن على ليليان فيما بعد.."
هزت أنيسة رأسها دون حديث, ومع رحيل مُعاذ, التفتت لأسماء موبخة:" توقفي عن الضحك على شقيقتكِ.."
فتضحك أكثر بخفوت, وأنيسة قد احمر وجهها بضحكها, خاصةً مع عودة أمنية العابسة, وحين رأتهما,
هتفت:" توقفا.."
لتميل أسماء على أنيسة, تكتم ضحكتها في كتفها, وأنيسة تكبت ضحكتها,
فتعود أمنية قائلة بقهر:" لن تنسوها أبدًا.. هذا ظلم.. حسبي الله ونعم الوكيل.."
عائدة لغرفتها, هاتفة:" متنمرون.."
**************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:08 AM   #535

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



أيام مرت على تلك الحادثة, يُعاملها برقة, يهتم بها, يتألم مع كل تأوه يخرج منها, وكأنه يُصيبه بجُرحٍ بالغ داخل قلبه,
يُحاول التخفيف عنها بكل طاقته, حتى أنه بأول يومين لم يتحرك من جوارها, يُمرضها,
كلما لمست صدرها موضع قلبها, إثر لكمته, التي تركت أثر, يشعر بذنبٍ عظيم, يده تُسرع, مُمسدة المكان باعتذار,
مُخفيًا الأمر عن من بالعاصمة, حتى لا يُثير ذعرهم, خاصةً والدها الذي يتصل بها دومًا فلا ترد, ليتصل من هاتف مأمون عليه, فيُخبره بأن هاتفها قد تعطل, وسيُجلب لها هاتف جديد, حتى استطاعت أن ترد عليه, مُخفية بدورها, دون أن تمنع بكاءها, متعللة باشتياقها إليه..
وها هي الآن تبكي بشدة, ولا يعلم ما بها, يجلس مُحدقًا بها بضيق,
مد ذراعيه إليها, يجذبها إليه, يُجلسها على ساقيه, يحتضنها؛ فتدفن وجهها بعنقه, تبكي بخفوت أدمى قلبه,
رفع وجهه للأعلى يلتمس بعض الهواء, الذي يبدو أنه أصبح شحيحًا..
ثم أطرق برأسه ينظر لرأسها المنكس المختبئ بصدره, يُربت على رأسها, متخللاً خصلاته بنعومة مهدئة,
هامسًا بقلة حيلة:" ليليان أنا لا أفهم تقلبات مزاجك تلك.. أعلم أنكِ صغيرة, ولكني لن أستطيع أن أكون أباكِ حبيبتي.."
رفعت وجهها الباكِ تنظر إليه بعينين حمراوين, تتألم بعض الشيء من جُرحها, ثم تلك العادة الشهرية, والتي أتت لتُدمر نفسيتها المُحطمة, تشهق بتقطع كالأطفال,
جعلته يعقد حاجبيه بيأس, مكملاً:" رُغم كِبر سني, ولكني لم أنضج بعد، حقًا لا يمكنني لعب دور الأب، أنا شخصيًا أريد أمًا لتستطيع احتوائي.."
فيسمعها تهمس باختناق:" أنا أريد أبي، اعدني إلى عائلتي.. لا أريد البقاء هنا.."
أخذ نفسًا عميقًا, ثم زفره, مُشددًا قبضته عليها,
قائلا بخفوت:" ليتني أستطيع حبيبتي؛ ولكني كما قلت, أنا نفسي كالطفل؛ تعلقت بكِ, ولا أستطيع الابتعاد عنكِ.."
ارتجف جسدها بالغضب, ترمقه بعينين مشتعلتين, هاتفة بتحشرج حاد:" لست دميتك التي تتعلق بها أنا....."
لكنه قاطعها بضيق, يمط شفتيه بحنق, مُتنهدًا:" ربما لستِ دميتي؛ ولكنكِ زوجتي, أصبحتِ جزءً من حياتي, لا يتجزأ مني؛ بل لا أستطيع النوم والاستيقاظ؛ إلا وأنتِ بجواري, وبين ذراعيَّ.."
عادت تدفن وجهها بصدره, قائلة بضعف:" أنا لا أريدك.."
تنهد بتثاقل, وقد انحنت زاويتا عينيه, قائلا بألم:" ليس كل ما تريدينه يتحقق؛ أنا أصبحت فرضًا عليكِ, ولن أتركك ما حييت.."
عادت تبكي بصوت أعلى؛ جعل قلبه يتمزق, وتتغضن زاويتا عينيه بعذاب,
هامسًا باعتذار:" أنتِ تكرهينني, وأنا أحبكِ، وحبي لكِ متملك؛ ليجعلني ساديًا أقدم رغباتي على راحتكِ، عُذرًا حبيبتي؛ ولكن هذا ليس بيدي ستبقين معي، إما أن تحبيني, أو أموت, وتتحرري.."
نبرته التقريرية؛
جعلتها تهتف يائسة بنحيب:" أريد الموت, لم أعد أطيق.."
أظلمت عيناه, يجز على أسنانه, ينهرها بغضب وتسلط:" أنت لن تموتي، أخبرتكِ أنكِ لن تتخلصي مني سوى بموتي, أنا لن أسمح لكِ بتركي.."
كلماتها أغضبته بشدة, مجرد ذكرها للموت, وتركه جعل جنونه يتصاعد،
لِمَ كل من يحبهم يتركوه؟!..
إما برحيل،
أو بموت..
هل هذا كثير عليه أن يجد من يشاركه حياته؟..
ألا يستطيع أحد تحمله، والبقاء معه فيفضل الموت؟..
ولكن ليس ليليان, هو لم يخترها؛ بل وضعها القدر بطريقه،
لم يسعى للوصول إليها؛ لكنها أتت إليه وهو بمنزله، شاء القدر أن يجمعهما,
سبحان من جعل قلبه ينبض بحبها منذ أن وقعت عيناه على صورتها،
عاش حياته دون أي قيود, وأتت هي لتقيده بعينيها, طفولتها,
جمالها الهادئ المحبب إلى قلبه؛ ليجعلها بعينيه تضاهي الشمس بهاءً..
قلبت حياته رأسًا على عقب، ربما كان مجنونًا؛
ولكن معها أصبح أكثر جنونًا؛ بل لو كان هناك شيئًا أكثر من الجنون لسمي به؛
هي هوس بالنسبة إليه..
شعوره بالألم الشديد لنفورها منه؛ يجلده
لكن قيل أن الألم مُصاحب للحب؛ ما إن تختار أن تُحب عليك تجرع الألم؛
فهما متلازمان ملتصقان لا تستطيع فصلهما..
هو تقبل كل عيوبها وعليها ذلك بالمثل..
هو قدرها المحتوم, ولن تستطيع الهرب منه مهما حاولت؛ وهو لن يسمح لها بذلك أبدا..
أجفل على صوتها الهامس بيأس, وإعياء من كثرة البكاء:" أنت حقًا سادي.. لن أتخلص منك أبدًا.."
اهتز جسده بضحكة يائسة, قائلاً بتملك صريح لا يحتمل الجدال:" لن تتخلصي مني أبدًا؛ إما أن أموت, أو اقبلي بمصيركِ معي, وتقبلي حبي.. احبيني, وتنتهي المشكلة.."
وكلماته خرجت برجاء يائس,
يُحيطها بذراعيه, يُقربها إليه أكثر, يكاد يسحقها على صدره،
لتبكي مجددًا ببؤس من طريقته التملكية, يحتضنها بقوة تكاد تبتلعها،
يبدو أنه قرر وما عليها إلا التنفيذ؛
ولكن هل الفعل, بسهولة القول!..
***************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:09 AM   #536

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



وكما هو مُعتاد كان صوت مُهيرة يصدح بالمكان بشجارها مع مأمون, والذي انتهج معها البرود, بل يتعمد استفزازها بذكر زوجته الأخرى, مُسهبًا في الحديث عنها, وذكر محاسنها, مُتحسرًا على ضياع عمره بعيدًا عنها, وحظه السيء ببقائه معها,
ولا أحد الآن يُساندها بالمنزل بعد ما تسببت به لليليان, وجواد ومحاولتها لإفساد حياتهما,
خاصة وقد خسرت دعم زاهر لها, والذي يقف بصف مأمون, يُحذرها خوفًا على ابنته,
تدور وتدور حول نفسها تكاد تتفتت من الغضب الذي يموج بداخلها،
عيناها قاتمتين بحقدها المتصاعد على مأمون، لقد أنقذ الوضع، ولم يتعرض ذلك الحقير ابنه للأذى؛
بل عاد زاهر إليها غاضبًا ساخطًا عليها، كلما قامت بشيء ما وبخها،
حتى عمها رضوان يحذرها بكل خطوة تخطوها؛ خسرت كل دعمها وفاز به مأمون ولقيطه..
زفرت أنفاسًا مشتعلة تهز ساقها بعصبية، لم يعد من في البيت يتحدث معها..
حتى جسور..
ابنها هي كلما نظر إليها ترى عتابه الصامت ليزيد جنونها، وحين هدرت به متسائلة عما يريده،
هز رأسه بأسى، قائلا بقنوط:" لا شيء أمي.. لا شيء.."
أجل هي تشعر أنها باتت لا شيء بهذا المكان..
مأمون يُلقي لها بكلماته السامة, التي تسري بجسدها بسم زعاف، تُميتها ببطء،
ذلك الغضب بداخلها يتوهج، ظنت مع موت سُمية سترتاح، لكن كل يوم تتعاظم داخلها غيرتها الحاقدة،
فقد رحلت بجسدها لكن روحها، عشق مأمون لها لا زال باقيًا، وهي ينظر إليها كأنها عمله الأسود, الذي يُعاقب عليه صابرًا في الدنيا،
ستنفجر لا ريب، عليها أن تُفرغ غضبها بأحدهم، تلفتت حولها، تود البحث عم مأمون لتصب عليه سخطها،
لكن من وجدتها كانت ليلى التي هبطت من غرفتها ترتدي ملابس سهرة أنيقة، يبدو على وجهها الضيق الشديد،
اقتربت منها، فتحركت ليلى بوجه مقلوب تود الابتعاد عنها، فهي لم تصفو لها بعد ما سببته لشقيقتها،
لكن مُهيرة هتفت بتهكم:" السيدة ليلى لا ترى عمتها، تمر من جوارها دون سلام حتى؟.."
حوقلت دون صوت، تلتمس الصبر، قائلة دون النظر إليها:" ماذا تريدين عمتي؟.."
جزت على أسنانها بقوة، تجذب ذراعها بعنف تلفها لتواجهها، هادرة:" حين أتحدث معكِ تنظرين إليَّ.. لا تنسي من أنا ليلى.."
رفعت وجهها ناظرة إليها، قائلة بهدوء ظاهري:" وأنا الآن لا أتحدث معكِ؛ لأنني أتذكر أنكِ عمتي، ووالدة زوجي؛ لولا هذا لكان لي تصرف آخر.."
اتسعت عيناها بذهول من حديث ليلى الذي فاجأها،
مرددة:" تصرف آخر!.."
ثم تشتعل نظراتها بالغضب، صارخة:" تصرف آخر يا ليلى.. هل نسيتِ مع من تتحدثين!.. هل تظنين أن شوكتي قد انكسرت بهذا المنزل فتتمردين عليَّ، ظانة أنكِ ستكونين سيدة المنزل!.."
باستنكار تطلعت إليها وهي تُحور حديثها بهذه الطريقة،
ترد عليها بغضب بما يعتمل بصدرها:" أنا لا أريد أن أكون سيدة منزل أو غيره؛ فأنا لا أهتم لتلك المظاهر عمتي.. ما أتحدث عنه هي شقيقتي، وما تسببت به من مشاكل.. منذ خطبتها وأنتِ تسعين لتدمير حياتها، ولم تتوقفي بعد زواجها.. كنت أظنكِ كوالدة لنا تخافين علينا، لكنكِ لا تكترثين إلا لنفسكِ.. أنا حقًا آسفة عليكِ.."
نظرتها المُشفقة أججت نيران مُهيرة، بطريقة جعلتها تدفع ليلى التي اتسعت عيناها بذهول,
من فعلة عمتها الصارخة:" آسفة عليَّ؟.. أنتِ تأسفين عليَّ أنا مُهيرة مكادي!.. أنتِ من زوجتكِ ابني, وقربتكِ منه تقولين لي هذا؟.. جميعكم تقفون بصف ذلك اللقيط ضدي، وتأتين أنتِ تخبريني بتلك الكلمات.."
صدمة ليلى لم تُمكنها من الرد أو إبعاد مُهيرة عنها،
إلا حين ظهر جسد ما يُخفيها خلفه، دافعًا مُهيرة عنها،
هادرًا بشراسة:" إياكِ والاقتراب من ابنتي.."
صوت زاهر كليث مفترس يدافع عن صغاره،
جعل مُهيرة تتراجع منكمشة بعض الشيء دون أن يخف غضبها، وزاهر يرمقها بنظراته الغاضبة، جسده ينتفض بحماية لابنته الواقفة خلفه،
يقترب من مُهيرة قابضًا على ذراعها بقوة، آلمتها لتظهر على تعابير وجهها،
وهو يتوعدها من بين أسنانه:" اقتربي منها, أو من ليليان, وستكون نهايتكِ على يديَّ.."
حاولت التملص من قبضته, لكنه زاد من ضغطه عليها,
فصاحت:" دعني, هل جُننت؟.."
_بل أنتِ من جُننتِ..
وكلماته الهادرة القوية بوجهها,
جعلتها ترمش قليلاً أمام لهيب حديثه,
مُردفًا:" من أعماها غضبها عن رؤية أفعالها, كنت ألتمس لكِ العُذر, شقيقتي وقلبها مقهور من زوجها, تود تنفيس بعض غضبها, ولم أتحدث, بل ساندتكِ, لكن أن تقتربي من ابنتيَّ, لا يا مُهيرة, أنسى من تكونين.."
هل يُمكنها الشعور بالغيرة من شقيقها وابنتيه!..
بل حبه لزوجته الراحلة, فينتقل حبه وحمايته لابنتيه؟..
روحها المشوهة, تجعلها تمقت الجميع, حتى أقرب الناس إليها, فتهتف بنبرة حاقدة:" هل ستقوم بتمثيل هذا الدور عليَّ؟.. هل نسيت ما فعلناه سويًا؟.."
_مُهيرة..
وصوت زاهر بتحذيره أخافها قليلاً, وهو يكاد يحطم عظام ذراعها,
وليلى تحاول إبعاده, تتوسله:" اهدأ أبي أرجوك.. دعها.."
لكنها لم تكترث وهي تقول بصفاقة:" أنسيت ما فعلته لأجلي؟.. لأجل أن أعدك أن تتزوج ابنتك ابني, كي تتمكن من البقاء في الشركة, ما أعطيتك من مال كي تُغطي خسائرك.."
ابتسمت ابتسامة سامة, مُضيفة بفحيح:" لقد بعت ليلى قديمًا, وليليان الآن, فلا تُمثل دور الأب المثالي عليَّ.."
_أمي..
وتلك المرة كان صوت جسور الصادح من أوقف كلماتها, خاصةً وهو يرى وجه ليلى الممتقع الباكِ, فيتحرك بجسد متشنج, يقترب منهم, متسائلاً:" ما الذي يحدث هنا؟.."
فتهتف مُهيرة بتظلم تلتمس حمايته بمسكنة زائفة:" الجميع يتكاثر عليَّ, على والدك جسور, لا أحد يقف بصفي.."
نظر إليها بيأس, عالمًا بأفعالها, يغمض عينيه لثوانٍ, مُعذبًا, يفتحهما, فيجد ليلى بحضن زاهر تبكي بحرقة,
فيهمس بغضب مكبوت:" لِمَ تفعلين ذلك أمي؟.. لِمَ تُنغصين حياة الجميع؟.. لقد تعبت.."
ارتدت بوجهها للخلف, مفغورة الفاه بصدمة مصطنعة, تهمس بذهول زائف:" تُعاتبني أنا جسور!.. أنا والدتك, من ضحت بحياتها لأجلك, الجميع يكرهني, والآن ستنضم إليهم أنت؟.."
ابتلع ريقه بصعوبة, شاعرًا بالاختناق, يود الصراخ, يود مواجهتها بأفعالها, إخبارها أن تكف عما تقوم به, أن يبتعد عنها,
لكنه لا يستطيع, بالنهاية هي والدته,
رفع يده يفك عقدة رابطة عنقه قليلاً, فاتحًا أول زر بقميصه,
يُخبرها بإنهاك:" لقد تعبت يا أمي.. أقسم لكِ لقد تعبت.. منذ صغري وأنا مُتعب مما تفعلينه.."
_جسور..
ونظرتها تلك التي يعرفها جيدًا, تلك النظرة التي تُظهر الانكسار, مُخفية بداخلها جنونها,
فيهدر بقوة:" يكفي.. أتوسل إليكِ.. يكفي.."
فغرت فاها لتتحدث, لكن ظهور مأمون, واقترابه منهم,
مع قوله:" يكفي.."
جعلها تحول أنظارها, وتشتعل بتحفز, قائلة:" ها قد انضم إلينا السيد مأمون.."
اقترب منها مأمون, ناظرًا إليها بمقت, قائلاً بازدراء:" ألم تجدي من تُفسدي حياته, فتحولتِ لأهل البيت؟.."
انتصبت بجسدها, عيناها تزدادان قتامةً, ترد عليه:" أهل البيت!.. أي بيت هذا مأمون؟.. هنا, أم هناك مع حبيبتك الراحلة؟.."
ومع بداية حديثهما المُعتاد,
صرخ جسور بقوة أجفلتهم:" يكفي.. يكفي.. ألن تنتهيا أبدًا.."
التفت إلى والدته, موجهًا حديثه إليها:" أبي لن يُحبكِ أبدًا أمي.. استسلمي, رجاءً.."
ثم ينظر لوالده بألم, دون حديث, أوجع مأمون أكثر من ألف حديث, فيبادله النظر مُعتذرًا,
**************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:10 AM   #537

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



فيندفع جسور من المنزل, لا يرى أمامه, وخلفه ليلى, تُناديه بلوعة,
أما مأمون فنظر لمُهيرة, مكورًا قبضتيه,
يتمنى دق عنقها:" حاقدة, ذات نفسٍ سوداء, تُدمرين ابنكِ قبل الجميع.. تبًا لكِ.."
تاركًا إياها بعد أن رماها بنظرة مزدرية,
وفعل المثل زاهر, مُشيرًا بسبابته بوجهها مع تحذيره:" اذكري الماضي مُجددًا, ولن يُخلصكِ من يديَّ أحدًا.."
مُتبعًا مأمون لغرفة المكتب, تاركًا إياها تكاد تأكل نفسها من الغضب..
أما ليلى فركبت سريعًا مع جسور, الذي قاد السيارة مُسرعًا, لا يرى أمامه,
كل ما حدث معه يمر أمامه, فيشوش رؤيته, بغمامات سوداء, تقبض على صدره,
يصله صوت ليلى المتوسل بصعوبة:" توقف جسور, اهدأ أرجوك.."
تمد يدها تلمس يده المتشنجة القابضة على مقود السيارة, فينفضها هادرًا:" لا تلمسيني.. ابتعدي.."
ضمت يدها لصدرها, تبكي ألمًا عليه,
وهو يستمع لبكائها, فيزداد غضبًا, يطرق برأسه النافذة بجواره, كأنه يريد نفض ما بداخله, ينتفض كله,
ومع ازدياد سرعته أكثر وأكثر, تشبثت ليلى بمقعدها,
ترجوه باختناق:" توقف جسور.. انظر إليَّ.."
عادت تلمس يده مُجددًا, تهمس إليه بصوتها الناعم رُغم
بكائها:" حبيبي.. توقف.. انظر إليَّ.."
رمش بعينيه قليلاً, يلتفت إليها, فيرى وجهها المُغرق بالدموع, فتنحني زاويتا عينيه بألم مُضاعف, يمد يده يلمس وجنتها بظاهر يده,
هامسًا:" آسف ليلى.. أنا حقًا آسف.. لكني تعبت.."
هزت رأسها متفهمة, عيناها تذرفان الدموع, قائلة:" أعرف.. أشعر بك.. لكن توقف أرجوك.. ستتسبب بحادث.."
مال برأسه قليلاً, يتطلع إليها, قبل أن تتجمد ملامحه, ناظرًا للطريق, يداه تتشبثان بالمقود أكثر,
ضاغطًا البنزين أكثر؛ ليُزيد سرعة السيارة, يريد أن يُصفي ذهنه من كل ما يحدث, ذلك الاختناق الذي يشعر به يزداد, ويزداد, فيعود لفك رابطة عنقه الشبه معقودة, لكنه يشعر بها تلتف حول عنقه,
يرى تلك الأضواء أمامه, مع صوت بوق السيارة, فيرمش قليلاً,
وليلى تصرخ بقوة:" انتبه جسور.. توقف.."
لكن لسرعته لم يستطع تفادي السيارة, أو التحكم بسيارته, فيصطدما بعنف, جعل كل منهما تندفع باتجاه, وتنقلب سيارة جسور وليلى, بضع مرات, حتى توقفت مقلوبة, ومن بداخلها فاقد الوعي, مُدرج الدماء
****************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:11 AM   #538

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



اعتادت كل يوم أن تخرج من الشقة قبل غروب الشمس, رُغم عدم ظهورها بهذا الجو البارد الثلجي, تخرج تتجول قليلاً, ثم تُحضر مشروب ساخن لها ولصهيب..
ابتسمت بسعادة قد بدأت تغزو قلبها, فصهيب يبدو أنه قد اعتاد على وجودها معه, بل أحضر لها بعض الملابس الجديدة,
هبطت بنظراتها تتطلع لفستانها الشتوي الجميل, تتلمس قماشه الصوفي بانبهار لا يزال يُصاحبها,
لم يُخبرها حقيقة ما تسبب له بتلك الكدمات والجروح, فقط أنه قد تعرض لمحاولة سرقة, وحين لم يجدوا معه مال أبرحوه ضربًا,
أما ذلك المال الذي وجدته معه, لم تعرف مصدره, خاصةَ حين سألته,
ووجدته ملامحه تُغلق, وتلمع عيناه بالغضب, فآثرت الصمت,
لا تهتم الآن بشيء, سوى أنها مع صهيب, يُعاملها برقة كما كان, رُغم الحزن المرتسم بعينيه,
وعدم حديثه عن ليليان, كما كان يفعل,
وهي لم تحاول تذكيره بها أبدًا,
أخذت نفسًا عميقًا تزفره بقوة, مبتسمة رافعة وجهها للسماء مغمضة العينين, تشعر بندفات الثلج تتساقط عليه,
فتتسع ابتسامتها, قبل أن تفتحهما, تتحرك بالصينية التي تحمل عليها كوبين المشروب الساخن, لها وله, كما اعتادا منذ أيام,
تذهب هي, بناء على رغبته, خاصةً مع كدمات وجهه التي لم تُشفى بعد, فترق نظراتها بأسى,
تنفضه عنها سريعًا, متجهة إلى البناية,
تصعد الدرج بابتهاج, مُدندنة بأغنية بصوتها الرقيق,
قبل أن تجفل بارتياع من تلك القبضة التي أمسكت بذراعها بعنف, فترفع نظراتها, لتصطدم بعينين زرقاوين تعرفهما تمام المعرفة, لا يزالا يؤرقان أحلامها كثيرًا..
ارتعش جسدها, تنظر إليه بخوف, دون قدرة على الحديث,
وهو يأمرها:" تعالي معي.."
فغرت شفتيها المرتعشتين قليلاً, تود الحديث, لكنها تحركهما عبثًا لعدة مرات,
وحين استطاعت تكوين جملة, همست بتقطع:" مـ.. ماذا.. هـ..ـنـ...اك؟.."
لمعت عينا بيير بنظرة ذئبية مخيفة, يجيبها بفحيح, مع جره لها:" ستعرفين.. هيا معي للشقة.."
سحبها خلفه كشاه يقودها للذبح, فتتحرك دون إرادة من عنفه, وقد سقط منها الكوبين على الدرج,
ومع وصولها للطابق الذي به شقة صهيب, نظرت بلهفة إلى الباب, تود الهتاف باسمه, كي يفتح,
لكن بيير لاحظ, فجذبها بقوة أكبر, يدفعها أمامه بقوة أكبر,
قائلاً من بين أسنانه بنفاذ صبر:" تحركي.. هيا.."
حين وصلا للطابق, ومنه لشقته, دفعها للداخل, فدلفت بخطوات متعثرة,
تكاد تسقط على وجهها, ينسدل شعرها الأشقر, مُغطيًا ملامحها, دموعها تشوش رؤيتها, تستمع صوت غلق الباب,
وبيير يقول:" ها هي.."
بنظراتها المُطرقة ارضًا لمحت ثلاثة أزواج من الأحذية الثقيلة,
فرفعت نظراتها ببطء, لترى تلك الوجوه الناظرة إليها بتفحص, أثار القشعريرة بجسدها,
وبيير يُضيف:" ما رأيك خافيير؟.."
اتسعت عيناها الزرقاوين برعب, تتطلع لذلك الرجل الذي اقترب منها بخطوات متأنية, يتفحصها من أعلى رأسها لأخمص قدميها, وكأنه يُقيمها,
يدور حولها برفقة البقية كما يدور قطيع الذئاب حول فريستهم الضعيفة,
تهرب منها صرخة صغيرة, حين امتدت يد الرجل الضخم إلى كتف فستانها, يجذبه بقوة؛
حد تمزق جزء منه, ليظهر كتفها العاري, وجزء من صدرها, تنكمش على نفسها برعب,
وهو يقول بشفتين مطوطتين:" لا بأس بها.."
اتسعت ابتسامة بيير, يخبره بلهفة:" ألم أخبرك؟.. ستجد لها من يقدر ثمنها أضعافًا.."
اضطرب صدرها, تلهث بذعر, لا تستطيع التنفس بطريقة طبيعية, متسائلة عما يحدث هنا؟..
تتراجع للخلف قليلاً, ترى ذلك الرجل المدعو خافيير, يهز رأسه بملامح جامدة,
يمد يده لجيب معطفه, مُخرجًا حفنة من المال, يُلقيها باستهانة لبيير,
الذي تلقفها بعينين متلهفتين, يكاد يسيل لعابه عليه,
ثم يرفع رأسه بابتسامة مقيتة, قائلاً بسعادة:" إنها لك.."
قلبت نظراتها المتسعة بين والدها, أو ما يُدعى والدها,
وبين ذلك الـ خافيير, الذي أشار بصمت للرجلين اللذين معه, فتحركا اتجاهها, يُمسكان بها,
فتصرخ بقوة مرتعبة, وقد فهمت ما يحدث..
لقد باعها..
**************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:12 AM   #539

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



صرخاتها المرتاعة تكاد تصم الآذان، تتلوى محاولة التملص من تلك القبضات الغليظة المكبلة لها،
تتوسل الخلاص، وهم يسحبوها على الدرجات بعنف، ومن خلفهم يتحرك ببطء, يراقبها بجمود أقرب للبرود،
وهي تتوسله بصوت يكاد يكون مبحوح من فرط رعبها وصراخها:" اخبرهم أن يتركوني أبي.. أتوسل إليك.."
لم يعر حديثها اهتمامًا، بل زجرها بنظراته الحانقة مع صوته الساخط:" اصمتي.. لقد ضقت ذرعًا منكِ.."
دموعها تنهمر بشدة؛ ترجوه بعينيها الزرقاوين اللتين تحولتا لبركتين حمراوين،
مع قولها من بين شهقاتها:" سأجد عملاً.. سأجلب لك مالاً أكثر.."
التوت شفتاه بشبه ابتسامة، مع لمعة عينيه بجشع ينظر للنقود بين بيديه،
قائلاً:" إن عملتِ طوال عمركِ البائس, لن تعطيني هذا المال.."
ثم رفع نظراته فيصعقها بجليدهما، يأمرها بقسوة:" اخرسي صوتكِ اللعين.. وكوني مطيعة لهم.."
لكنها لم تكف عن الصراخ ومحاولة التملص،
تراقبها الأعين بتلصص من خلف الأبواب المُغلقة, دون قدرة على انقاذها، أو رغبة في التدخل..
لكن حين وصلوا للطابق الثاني، فُتح الباب سريعًا يطل منه صهيب مكدوم الوجه، ينظر لما يحدث بارتياع،
هاتفً بفزعا:" ما الذي تفعلونه؟.. اتركوها في الحال.."
متجها إليهم محاولاً تخليصها، وهي تستنجد به بطريقة مثيرة للشفقة:" ساعدني صهيب أرجوك.."
انكمشت ملامحه بأسى رغم إصراره على نجدتها، لكن ركلة قوية لمعدته،
مع صوت هادر بغلظة:" لا تتدخل يا فتى.."
متأوهًا أمسك بمعدته بألم، منحنيًا قليلاً، رمقه بغضب،
صادحًا:" لن أدعكم تأخذوها.."
فلا ينال سوى لكمة عنيفة من خافيير، جعلته يتقهقر, وينزف جرح شفته المكدوم،
قبل أن ينهال عليه ضربًا مبرحًا، وأوليفيا تصرخ برعب، يكاد خافيير يقتله، يضرب رأسه بالحائط فيختل توازنه, يترنح مشوش الرؤية, يهّم خافيير بالقضاء عليه,
حين لمعت عينا بيير وهو يقول, كأنه قد تذكر:" لا تقتلوه لا أريد للشرطة أن تحقق بالأمر.. خذوه معكم.."
نظروا إليه جميعًا بعبوس مستنكر،
وخافيير يهتف بغضب:" ما الذي تقوله؟.."
فيرُدف بابتسامته المقيتة:" ليس له أحد ليسأل عنه.. مكسب آخر لك.."
هزت أوليفيا رأسها نفيًا برعب، صارخة:" لا.. لا.. دعوه.."
لكن لا مجيب, بل كمم أحدهم فاها بقبضته، كاتمًا أنفاسها، فتتسع عيناها أكثر،
وهي تراهم يجذبون جسد صهيب الشبه فاقد للوعي بقوة،
قبل أن يلقوها بالجزء الخلفي للسيارة بعدم اكتراث، وبجوارها صهيب، يتأوه غير قادر على الحركة،
وصوت محرك السيارة يبدد صمت الليل القاتم، كقتامة أيامهما القادمة..

************





التعديل الأخير تم بواسطة pretty dede ; 01-01-21 الساعة 01:42 AM
pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 01:13 AM   #540

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهى الفصل الخامس عشر
قراءة ممتعة
وعذرًا على الأحداث مع بداية العام الجديد
لا تحرموني من تعليقاتكم وآرائكم
دمتم بود



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.