آخر 10 مشاركات
6 - رجل بلا قلب - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          8 - نداء الدم - آن ميثر (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : pink moon - )           »          15 - ليالي الغجر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          10 - تعالي إلى الأدغال - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          14- الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مشاعر طي النسيان- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          ملك الظلام (14)الجزء الأول- للكاتبة ندى حسين*مميزة*كاملة&الروابط (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي الثنائيات تُفضل
ليليان وجواد 146 77.25%
جسور وليلى 23 12.17%
معاذ ونيجار 32 16.93%
صهيب وأوليفيا 31 16.40%
صهيب وميتشا 9 4.76%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 189. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2458Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-21, 10:23 PM   #911

بنت الغدير

? العضوٌ??? » 392752
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 559
?  نُقآطِيْ » بنت الغدير is on a distinguished road
افتراضي


جميل 💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓

بنت الغدير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:21 AM   #912

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات
سيتم نشر الفصل الواحد والعشرين من قيود العشق الآن
قراءة ممتعة

Nana.k likes this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:23 AM   #913

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الواحد والعشرون

ما يراه بهذا المكان الجحيم بمعنى الكلمة،
عالم آخر، بوابة مفتوحة على مصراعيها باتجاه واحدٍ فقط، إلى نيران الجحيم،
كلُ من بها يتلظى بشهوات، ملذات يقودها الأبالسة، وكأنهم نسل الشياطين يتراكضون بكل مكان،
هذا يوجه، وذاك يوسوس، أما ذلك الذي هناك, فيُشاهد بابتسامة مستمتعة راضية،
كأنه يجلس على عرشٍ، عرشُ من أرواح العاصين، قاعدته من عظام الراحلين، من استسلموا للذنوب, وماتوا فلم يكلف نفسه بدفنهم، بل تركهم يتحللون بعفنهم دون انزعاج من رائحتهم،
وكأن أنفه زُكّمَ من عطن الرائحة حوله فلا يميز بين عفن الراحلين والمستمرين في فواحشهم،
فرائحة الفاحشة تُغطي على رائحة عفن الموتى، وهو بعرشه المُشيد من العظام يتابع بانتشاء،
لكن من هو!..
هل هو فرد؟.. أم أفراد؟..
أم أنه عرش يتوافد عليه الكثير، وكغيره لا يدوم لأحد؟..
فيتغذى على شيطانه؛ حتى يذوي, ليأتي غيره وهكذا دواليك!..
لا مالك لهذا العرش، فقط تابعين له،
هو عرش المعصية, يتبارى كل من بالمكان بفُحش أفعاله؛ كي ينال فرصة الجلوس عليه،
هنا بعالم موبوء من بداخله مفقود, ولا سبيل للخروج منه،
لم يخطر على عقله أي من تلك المشاهد التي يراها بهذه اللحظة، ينظر مفغور الفاه جاحظ العينين،
معدته تتقلب منقبضة تصارع غثيانها، كم مرة تقيأ؟..
كم مرة كاد أن يفقد عقله لما يراه!..
لكن لا رحمة له كي ينال الجنون والهذيان، روحه البائسة معلقة بهذا المكان،
أراد لأوليفيا النجاة؛ فخطى بقدميه لنيران ميتشا، كالمستجير من الرمضاء بالنار،
ظن أن الأمر سيتوقف عندها، لكنها لم تكتفِ،
هل للسقوط نهاية؟..
حين تهوي من ناطحة سحاب, لا تستطيع التوقف؛ حتى ترتطم بالأرض مُهشمًا،
وهو لا يزال يسقط، ولا يدري متى سيصل للقاع؛
تجذبه لكل مكان، تُريه عالمها، وعالمه الجديد،
يقشعر بدنه حد وقوف شعيراته،
هنا نساء ورجال يفعلون الفاحشة بانتشاء، وهنا تتبدل صرخات المتعة بصرخات الألم والاستغاثة؛ لكن لا مُجيب،
وهناك ما جعل الله يقلب الأرض رأسًا على عقب بطرف جناح جبريل،
شذوذ، نساء ونساء سُحاق، رجال مع رجال لواط،
ينتفض ولا يستطيع السيطرة على جسده، عيناه دامعتان،
وميتشا تبتسم بزهو، يدها لا تترك ذراعه ملتصقةً به، تدفعه ليتحرك مُكرهًا،
تُشير لهذا وذلك وكأنها تفخر بأعمال فنية إبداعية، لوحات متجسدة بأجساد حقيقية،
كلُ يسير حسب إرادتها، وهو بات جزء منه..
تحركا سويًا بذلك الممر المؤدي لدرج, صعداه, حتى اختفت جميع الأصوات السابقة,
وجد صهيب نفسه بطابق مختلف كثيرًا, طابق يحتوي على غرف تُشبه مكاتب بشركة ما, موظفون يعملون بكل تفانٍ, وكفاءة,
كل منهم يجلس أمام حاسوب,
حين دلفت ميتشا, ألقوا عليها نظرة عابرة, مع هزة رأس, متمتمين اسمها,
ثم عادوا لعملهم, وهي وقفت تراقب الجميع,
قبل أن تتركز نظراتها على تلك الشاشة الكبيرة التي تحتل مُعظم الحائط,
شاشة تحتوي على بيانات غريبة, لم يفهم منها صهيب شيئًا,
أرقام تتوالى خلف بعضها بطريقة سريعة تكاد تلحظ الرقم السابق والذي يليه,
أجفل على صوتها وهي تقول بهدوء جاد:" مُعدل المُشاهدات يزداد ببعض الدول عن الأخرى.."
ثم تعبس بعدم رضا, مُشيرة لجزء بالشاشة, مُتابعة:" وهنا قلت عدد المُشاهدات عن الأسبوع الماضي.. ما السبب؟.."
تفاجئ بذلك الرجل الذي وقف بجوارها, يضع لفافة تبغ بين شفتيه, ينظر للشاشة بتدقيق,
قبل أن يرد عليها برعونة:" مُجرد انتفاضات ضد المواقع لبعض الوقت.."
التفتت إليه بجانب جسدها, ترمقه بحاجب مرفوع باستهجان,
فابتسم نصف ابتسامة قميئة, يضع يديه بجيبي بنطاله,
مكملاً بثقة غريبة:" مجرد أيام وسيعود ارتفاع المشاهدة للضعف ميتشا.. حدث ذلك من قبل.."
زفرت بنزق, قبل أن تتحرك لأحد الجالسين على مكتب خشبي, تميل عليه بجسدها,
ترى ما يشاهده, فتعود ابتسامتها, تليها ضحكة مرتفعة حين همهم إليها بكلمات لم تصل لمسامع صهيب,
قبل أن تعتدل متنهدة, وقد ابتهجت ملامحها, مربتة على كتفه, قائلة بتسلية:" يبدو يائسًا.."
فيرد عليها الرجل بسخرية باردة:" ذلك العجوز الأحمق.. هذا ثالث فيديو يُرسله.."
_دعه يُرسل جيمي.. ما الضرر؟..
وهزة كتفها اللا مُبالية, مع تكملتها بغمزة عابثة:" بل اخبره أن يزيد من الأمر أكثر.."
دفعت من بالمكان للضحك, حيث ذلك العجوز يُرسل فيديوهات يقوم فيها بالتحرش بأطفال صغيرة بطريقة فجة, بمكان عمله كصاحب صالة ألعاب وترفيه للأطفال,
وصهيب يقف بينهم كالأبله..
لكنه كاد يسقط حين دفع أحدهم كتفه بعنف, بجسده الضخم, بعد اقتحامه المكان بزوبعة مشتعلة,
جعل الجميع ينظر إليه باستنكار,
وهو يصيح بعصبية:" عاهرات.. سأقتلهن.."
زفرت ميتشا بضيق, تقترب من ذلك الضخم الغاضب, تقف أمامه, تسأله:" ماذا هُناك آريس؟.. لِمَ هذا الغضب؟.."
أظلمت ملامحه أكثر, تشتعل نظراته بغضبه, يزفر أنفاسه الملتهبة,
مع رده الساخط:" هذه ثالث حقيرة أجدها حامل هذا الأسبوع.."
ارتفع حاجبا ميتشا بتعجب, مع ترديدها:" ثالث واحدة!.. كيف؟.."
لكنه لم يرد عليها, بل اندفع اتجاه أحدهم, يده تقبض على مؤخرة رأسه, ضاربًا إياها بخشب المكتب أمامه, مُسببًا فوضى بسقوط الحاسوب, وصراخ الرجل المتألم,
والبقية يشهقون بارتياع مستنكر,
مع توبيخ ميتشا الحاد:" آريس.."
لم يترك رأس الرجل, بل عاد يرفعه, ثم يضربه بالمكتب مُجددًا, مع هديره الساخط:" ذلك الـ..... هو السبب.."
حول نظراته للرجل دامي الرأس بسببه, يسحق رأسه سحقًا, مع قوله من بين أسنانه بجنون:" كم مرة أخبرتك أن تُبقي سروالك اللعين مكانه, تبتعد عن عاهراتي؟.."
حاول الرجل الحديث, لكنه شهق متألمًا مُجددًا مع تكرار اصطدام رأسه بالخشب, وآريس يصرخ:" سأقتلك.. لا أحتملك.."
_آريس.. دعه في الحال..
وأمر ميتشا جاء مشتعلاً, ترمقه بنظرة ساخطة, لكنه لم يُبالي, يُتابع ضربه,
فما كان منها إلا انطلقت اتجاهه, تُبعده بالقوة,
مع صوتها الحاد:" قُلت لك دعه في الحال.."
دفعته فتقهقر للخلف, يلهث بغضبه, وميتشا تهتف بسخط:" توقف عن ذلك الجنون آريس.. كم مرة نهيِتك عن ذلك؟.."
فلا يرد عليها إلا بزمه لشفتيه بقوة, ينقبض عرق فكه بغضبه,
فتتحول لذلك الذي سقط أرضًا مُمسكًا لرأسه الدامي, متألمًا,
تزجره:" وأنت أيها الأحمق, كم مرة أخبرتك ألا تقترب من نساؤه؟.. المرة القادمة سأدعه يُجهز عليك.."
من بين لهاثه المتألم, تمتم بضيق:" ما الضرر من ذلك؟.. هن عاهرات, وظيفتهن إمتاعنا.. آريس يحتجزهم لنفسه.. أريد بعض المُتعة.."
لم يُعجبها قوله, فنظرت إليه بجمود قاتم, قبل أن تنظر لآريس بطرف عينها, متراجعة للخلف خطوة,
وبدون انتظار اندفع آريس للساقط أرضًا, يرفعه من تلابيب قميصه بكل قوته, حد ارتفاع قدميه عن الأرض, قبل أن يرمي بجسده بقوة, وكأنه لا يزن شيئًا, فيرتطم بجسده بالشاشة الكبيرة, فيسقط, وتسقط عليه مُحطمة,
فتستاء نظرات ميتشا, موبخة:" لقد حطمت الشاشة آريس.. انتبه المرة القادمة.."
ثم تحركت بخطواتها المتمايلة, حتى وصلت للرجل الذي يكاد يفقد وعيه, قائلة ببرود مُحذرة بصرامة:" المرة القادمة سأدعه يُجهز عليك.. أو ربما أريحك من سبب انزعاجك ورغبتك بالمُتعة.. احذر.. هذا آخر تنبيه.."
تاركة إياه, تتحرك للخارج, مع قولها:" هيا صاهب.."
تحرك خلفها مشدوه الملامح, لا يعي حقًا ما يحدث حوله,
لكن آريس خرج خلفهما, يرمقه بنظرة مريبة غامضة, قبل أن يسأل ميتشا بلغة غريبة لم يفهمها صهيب:" ماذا أفعل بالساقطات الحوامل؟.."
توقفت خطواتها, تميل برأسها مبتسمة,
مع ردها بعد تفكير بنفس لغته:" أريد واحدة فقط منهن حامل.. دع اثنتين يكتمل حملهما, والثالثة تخلص منها.."
هز رأسه موافقًا باقتضاب, ثم وجه أنظاره لصهيب, مع سؤاله الخشن:" ماذا عنه؟.."
حينها اتسعت ابتسامتها, مع رقة نظراتها, تُخبره بنعومة:" وما شأنك؟.. صاهب لي.."
مال آريس, حتى اقترب وجهه من وجهها, يتواجهان بالأعين
يهمس إليها بتحذير:" انتبهي ميتشا.. لست مُرتاحًا له.."
اقتربت منه حد امتزاج أنفاسهما, يدها ارتفعت تُمسد جانب فكه الصلب, مع ردها:" لا تقلق آريس.. لدي ضمان لولائه.. هيا عُد لعملك.."
هز رأسه بصمت, ينتصب بوقفته, ونظراته يوجهها لصهيب بقتامة شرسة, وكأنه يُحذره, ثم رحل عنهما بخطوات شبه سريعة..
أما ميتشا فعادت لصهيب, يدها تتعلق بذراعه بدلال, تتحرك معه, تراقب وجهه الشاحب, الغير مستوعب, فتضحك بمرح, يدها الحرة ترتفع مُتخللة خصلاته بحركة مغوية,
هامسة:" صاهب.."
التفت إليها بجانب وجهه ببطء متردد, عيناه مشوشتان بارتباك,
يسألها بخفوت:" ما هذا المكان؟.. ما الذي حدث؟.."
تتسع ابتسامتها لتشمل وجهها كله, تتوقف أمامه, ناظرة لعينيه بقوة,
مع قولها المُرعب؛ رُغم هدوء نبرتها ونعومتها:" هنا يا عزيزي, فردوس الشياطين.. نعيم المتمردين وجحيم العاصين لأوامرنا.."
***************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:26 AM   #914

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



استيقظ على صوت طرقات الباب, وحين نظر بجواره لم يجدها, لكنه انتبه لصوت جريان الماء, فعلم أنها بالحمام,
نهض بعد أن ألقى نظرة على هاتفه فوجدها الساعة التاسعة, لقد تأخر بالنوم كثيرًا هذا اليوم, لكنه كان قد عاد بعد صلاة الفجر, حيث اطمان على الماشية التي وصلت في الثانية صباحًا, من محافظة ما, وقام بجردها, وفحصها مع رجاله, وعاد ليصلي ثم نام حتى الآن..
عادت طرقات الباب من جديد, فتحرك اتجاهه يفتحه, ليجد أمنية أمامه تحمل بيدها صينية مُغطاة, ارتفع لها حاجبه باستفهام,
ردت عليه ببساطة:" لقد أرسلت لك عمتي هذه الفطيرة, مع بعض العسل, كي تأكلاها أنت وليليان.."
لم ينخفض حاجبه, بل لم يكلف نفسه لأخذ الصينية منها, يسألها باستنكار:" لِمَ لم تنتظرنا لنهبط ونأكل سويًا؟.."
قلبت أمنية عينيها بملل, تدفع إليه الصينية, مع اجابتها الملولة:" قالت عمتي أن تأكلا هنا, فقد حضر بعض النساء كي يُساعدن للتحضير ليوم الغد.."
فهم على الفور, وتبدلت ملامحه قليلاً, شاردًا, لكنه أجفل على,
صوت أمنية الحانق:" يا أخي.. جواااد.. لقد تخدرت يديَّ من حملها, خذها أريد الرحيل.."
عاد ينظر إليها, يأخذ منها الصينية بيد, وهي تحركت تنوي الرحيل, لكنها شهقت مُجفلة بارتياع,
حين شعرت بيد تُمسك بقلنسوة سترتها الخلفية, تكاد ترفعها عن الأرض,
فتنظر من فوق كتفها لجواد, تسأله بتوجس:" ماذا؟.. ماذا تُريد؟.."
جذبها أكثر إليه, يرمقها بنظراته الضيقة, وكأنه يتوعدها, فانكمشت ملامحها أكثر,
تسأله بنبرة شبه باكية متوجسة:" ماذا؟.. لِمَ هذا الوجه المُخيف؟.."
عض شفته السفلى بغيظ, وكأنه سيفترسها, ثم مال إليها قليلاً,
هامسًا بتوعد:" أمنية.. كم مرة أخبرتكِ ألا تُرسلي مندوبي الشحن للمتجر؟.. كل أسبوع أجد اثنين منهم.."
اتسعت عيناها محركة حدقتيها بارتباك, لقد وقعت بقبضته, وقد حذرها من قبل, وهي لا تتوقف,
لكنها مُجبرة, فهي تُرسلهم إليه كي يدفع هو, وتضع عمتها أمام الأمر الواقع, فحين أرادت استلام ما طلبته بالمنزل, أمسكت بها أنيسة, وعنفتها, بل دفعت للمندوب ثمن الشحن, وجعلته يُعيد طلبها معه, توسلتها, وكادت تبكي لكن أنيسة لم تُبالي, وتوعدتها إن كررت الأمر,
لكن هذا إدمان بالنسبة إليها, كيف تستطيع مقاومة ما تراه أمامها, ولا تطلبه؟..
وها هي وقعت بقبضة جواد, والذي يبدو أنه سيُعلقها من شعرها,
هزها مُجددًا, مع ترديده:" ألم أخبركِ من قبل؟.."
رفعت إليه عينين بوجه بريء للغاية,
ترد عليه ببراءة زائدة:" ليسوا لي.. لقد ظلمتني.."
ارتفع حاجبه بدهشة ساخرة, دون أن يُحررها,
يسألها بتهكم:" حقًا؟.. ولمن إذًا؟.."
_لزوجتك.. نصفهم لليليان.. حاسبها هي..
وزمها لشفتيها بنزق مفتعل, معاتبة بزيف,
لم ينطلي عليه, فيهزها بقوة أكبر,
مع تحذيره الجاد:" لكِ.. لها.. لا أكترث.. لا تُرسليه لمتجري أمنية.. سأخبر أنيسة.."
تاركًا إياها بنفضة من يده, فعدلت ملابسها بحنق, مع تمتمتها المُتبرمة:" إلى أين أرسله إذًا؟.. لا البيت ولا المتجر, هذا ظُلم.."
مال برأسه قليلاً, ناظرًا إليها بوجه شرير, مع قوله:" ظُلم أليس كذلك؟.. وماذا عن هذا المبلغ الذي دفعته منذ يومين؟.. يا تافهة, يا قليلة الأدب؟.."
عبست بوجهها بنزق, مستفهمة:" قليلة أدب!.."
زمجر بوجهها بقوة, مع قوله الحاد:" الفاتورة يا أمنية, ملابس نسائية.."
شهقت وقد احمر وجهها بشدة, متسعة العينين, تهدر مُدافعة بقوة:" ليسوا لي.. لليليان.. والله ليليان.."
مُلقية كلماتها, راكضة من أمامه مشتعلة بالخجل, تشتم ليليان ومشترياتها,
فيما هو ابتسم ابتسامة ملتوية, وقد التمعت عيناه بشدة, يتراجع للداخل بابتهاج, مُغلقًا الباب خلفه, يضع الصينية على الطاولة..
**********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:28 AM   #915

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

مُفكرًا فيما اشترته ليليان, والتي علا صوتها من داخل الحمام,
صوتها بالنسبة له يجذبه كالسحر, كصوت حورية البحر الجميلة, حين تُغني لتجذب إليها البحارة الأقوياء المسافرين؛ ليلقوا حدفهم بابتسامة راضية, مسلوبون الإرادة تحت قوة سحرها..
كان يعلم أن تلك الباريسية سترديه قتيلاً, ولكن قتيل عشقها؛
بل هو قد قُتل منذ أن أبصرت عيناه صورتها, بابتسامتها الخلابة, وعيناها اللامعتين بشقاوة..
منذ أن رآها وهو يحلم بها بقربه؛ ولكن ها هي معه؛ لكنها أبعد ما يكون؛ فهي تمقته, ولا ترغب به..
زفر بكبت, وصدره يضيق قهرًا, شاعرًا بلهيب حارق يكاد يمزقه ألمًا من هول مشاعره..
لكن أخرجه من تفكيره, راسمًا ابتسامة عذبة على شفتيه مقتربًا أكثر,
صوت غنائها الذي يرتفع كلما انسجمت مع كلمات أغنياتها؛
لتصبح نغماتها تتلاعب بأوتار قلبه, تسحبه إليها سحبًا؛ وكأنه يطير على بساط سحري يعلم اتجاهه..
تُخرجه من أفكاره, وكأنها تنبهه أنه لا يجب عليه؛ إلا أن يستسلم تاركًا أي تفكير سوى الرغبة التي تجعله يشعر؛ كأنه على آتون مشتعل يتوق إليها حد الجنون..
بعد لحظات خرجت من الحمام, ترتدي مئزر ثقيل, تلف شعرها المبتل بمنشفة, تراه أمامها, ناظرًا إليها بنظرة غريبة,
عبست لها, تسأله:" ماذا؟.."
لم يجبها على الفور, عيناه تمران عليها بتفحص دقيق,
وعيناها تلتقطان الصينية على الطاولة, فتعود لتسأله, مُشيرة إليها:" ما هذا؟.."
تنحنح, يجيبها:" إفطار.."
تحركت بفضول, مدفوعة بالجوع, ترى محتويات الصينية, فتلمع عيناها لرؤية الفطيرة ذهبية اللون, المُشبعة بالسمن البلدي, مع العسل الأبيض, وبعض الجُبن,
فتُسرع لتجلس على الكرسي, تتناول من الفطيرة, تأكل منها فتُغمض عينيها مستمتعة تئن,
تشعر بها تُرسلها لعالم آخر, ثم تفتحهما, تُغمس القطعة بالعسل, والجُبن, تأكلها بسرعة وكأنها بسباق,
وجواد جلس مُقابلاً لها, يراقب طريقة أكلها, بشبه ابتسامة مرحة, فهي تكون بعالم آخر حين تأكل, تنفصل عن الجميع,
لم يكن يظنها بهذا الشكل, ظنها ممن يخفن على رشاقة أجسادهن, يأكلن القليل, لكنها تُخالف توقعاته دومًا,
وهو لا يعترض, فمساءً حين يحتضنها, يشعر بالرضا, من هذه الزيادة التي تجعلها كوسادة لينة, شديدة اللين يود الغوص بها,
عاد ينظر إليها مع صوتها, متلذذة بطعم العسل مع الفطائر, وجهها يُظهر التقدير يراقبها بابتسامة رائقة,
لم يستطع منع نفسه من مد يده, يمسح بأنامله قطرة عسل, انسابت على طرف شفتها السفلى؛
فتجفل متراجعة تراه يضع طرف إصبعه بفمه, يمتص قطرة العسل,
ابتلعت ما بفمها تراقبه بحذر, يقترب منها يميل مقبلاً شفتيها عنوة ثم يبتعد مُجددًا,
ضاحكًا بانتشاء, قائلاً بابتهاج:" قُبلة بطعم العسل, مذاقها لا يُوصف.. ما أحلى هذا الصباح.."
أطرقت بوجهها المُشتعل عن نظراته, تخفي ذلك الارتجاف الذي مر بجسدها,
لا تستطيع تفسيره أكان نفورًا, أم شيء آخر لا تفهمه!..
يدها ارتفعت تلقائيًا لشعرها, لكنها وجدت المنشفة, فتنحنحت, ناظرة للطعام, تأكله, وكل لحظة تنظر إليه بطرف عينها, ترى نظرته الخبيثة,
قبل أن يتراجع مسترخيًا بجلسته, يقول بمكر:" اخبرتني أمنية أنكِ اشتريتِ بعض الأشياء.."
ارتفع وجهها سريعًا تنظر إليه بعينين متسعتين, ثم تتطلع بتلقائية إلى الخزانة خلفها,
قائلة بتعلثم:" أـ.. أجل.. بعض الأشياء.."
_بعض الأشياء؟.. وتُرسليها لمتجري!..
وتساؤله البطيء, مع نظرته,
اشتعلت وجنتاها أكثر, تشتم أمنية واقتراحها, لكنه قالت باقتضاب:" بعض الأشياء تلزمني.."
ارتفع ذقنه, وقد زاد مُعدل العبث بعينيه, ينهض من مكانه, مُتجهًا للخزانة, ينوي فتحها, وهي تراقبه بتوجس,
مع قوله:" يبدو أنها ضرورية للغاية.."
مد يده اتجاه الخزانة ليفتحها,
اندفعت قافزة من مكانها اتجاهه, صارخة:" إياك أن تفتحها.."
ارتفع حاجبه بمكر يرمقها بخبث مرة, والخزانة مرة أخرى,
ثم فتحها بتصميم أكبر ليرى ما بداخلها؛ فتلتمع عيناه مع ابتسامة كبيرة اعتلت ثغره,
وهي تغطي وجهها المشتعل حرجًا, صارخة بيأس:" لاااااااااا.. أنت حقًا....."
صمتت مغمضة عينيها, وهي تسمعه يقلب بملابسها الداخلية وغلالات شفافة,
صوته يصلها بوقاحة ضاحكًا:" كم أنا محظوظ بما أراه.."
تود البكاء, والانصهار حرجًا منه, مع صوته المتمتم برضا شديد,
هامسًا بعبث:" حسنًا.. الآن اقتنعت بما دفعته فيهم.."
انطلقت, تنزع قطعة ملابس سوداء, من يده بعنف, تُلقيها بالخزانة, صافعة الباب بقوة, تُغلقها,
مع قولها المُغتاظ:" كف عن ذلك.. بعض الخصوصية التي لا تعرف عنها شيئًا.."
فيحشرها بينه وبين الخزانة, يلصقها به, مع همسه الوقح بأذنها, بلمساته السافرة:" أي خصوصية تلك؟.. لقد رأيت كل شيء, ومع قميص كالأسود هذا سأرى أكثر.."
عضت شفتها السُفلى بقوة, وهي تراه يزداد جرأة, بمستوى يتجاوزها بمراحل, فدفعته عنها بصعوبة خرقاء,
هاتفة بعناد:" ابتعد عني, وهذه الملابس ليست لك.."
مال برأسه مبتسمًا باستفزاز, مع قوله الساخر:" ولمن إذًا؟.. هل ستتبرعين بها لعروس مُقبلة على الزواج, مصحوبة بالنصائح؟.."
_ربما..
وقولها موازيًا, لإشاحتها لوجهها بعيدًا عنه,
فتسمعه يقول بقلة حياء:" إن أردتِ نصائح مُجربة, بطريقة عملية, أنا أتكفل بها.."
رفعت وجهها إليه باشتعال مصدوم, فيغمزها بعينه, ضاحكًا, متلاعبًا بحاجبيه,
لا تدري هل تضحك, أم تبكي مما يفعله؟..
ويبدو أنه قد جُن مما رآه, فعاد يفتح الخزانة مُجددًا, يتطلع للملابس,
وهي يائسة, فلم تُحاول معاودة إبعاده, لكن رنين هاتفه أبعده قسرًا,
ليرى من المُتصل, فيجده والده,
أهداها ابتسامة عابثة, قبل أن يرد على هاتفه:" مرحبًا أبي.."
_مرحبًا بني.. كيف حالك؟..
وتساؤل مأمون المرح,
رد عليه بهدوء, دون أن يفقد ابتسامته:" بخير أبي.. هل ستأتي غدًا؟.."
انتبهت ليليان للحديث, مستفهمة, لِمَ سبب حضور مأمون في الغد,
مع تكملة جواد:" ستأتي أليس كذلك؟.."
**********
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:29 AM   #916

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



وعلى الطرف الآخر رد, مُتعمدًا رفع صوته لتسمعه:" بالطبع بني سآتي كالعادة.. فهذه ذكرى وفاة زوجتي الحبيبة.."
فيصله زمجرة جواد بنزق:" أمي.. رحمها الله.."
لتعلو ضحكات مأمون يشاكسه:" أجل.. أمك, وزوجتي.. ألقاك غدًا.."
حين انتهى من المُكالمة التفت إليها بابتسامة مستفزة, زادتها جنونًا,
وقد تعمد ما يقوله أمامها,
وهي تجلس مراقبة إياه بعينين مشتعلتين, هادرة بغل:" ستذهب وتقولها أمامي!.."
اقترب خطوتين, يرد عليها ببرود:" وهل سأخاف منكِ مثلاً؟.. سأذهب بالطبع.."
وهي تكاد تتفتت من الغيظ الحاقد, نظراتها تكاد تُرديه قتيلاً, لكنه لا يُبالي,
فهو هذه الفترة يتعمد إغاظتها, ورفع ضغطها,
كأن بفعلتها التي تسببتها لجسور وليلى, قد أنهت كل صبره عليها, وحِلمه,
فصاحت بسوداوية:" ماتت.. ماتت سُمية مأمون, وأنا من بقيت.. لن تُعيد الزمن كي تذهب لها.."
غامت عيناه بحنين, مع رده العاشق:" ربما رحلت كما تقولين, لكن تبقت سيرتها العطرة, ذكراها التي لن تنتهي, ذكريات مهما مر الزمن لن أنساها.."
عاد ينظر إليها بوجه مقلوب, مغمغمًا بقرف:" عكسكِ أنتِ بالطبع.. لا أدري ما أهميتكِ بالحياة حتى الآن.."
تنهد بقوة، مكملاً بتضرع خاشع:" عسى أن تلحقي بالسابقين مُهيرة، ولا تقلقي سأتصدق على روحكِ السوداء؛ عل أحدهم يدعو لكِ ليخفف عنكِ بقبركِ, مع أنني أشك أن أجد من يطلب لكِ الرحمة.."
جلس بجوارها واضعًا ساق فوق الأخرى ببرود يحرق أعصابها, يتأملها بنظرة فاترة مُعتادة, لم تر منه أي نظرة افتتان, او إعجاب, بل فتور, وازدراء يُزيدها غضبًا, لهثت بقوة, ينتفض عرق فكها من فرط جنونها,
تسأله بهسيس حاقد:" ولِمِ بقيت معي؟.. لِمَ تركت عزيزتك سُمية واخترتني؟.."
ارتفع حاجبه باستهجان دون أن تتبدل نظرة, يرد عليها بسخرية وإن شابها حقد مُشابه:" أنتِ تعرفين لماذا؟.. وإن استطعت لكنت أجهزت عليكِ بذلك الوقت.."
لمعت عيناها بنظرة ظافرة, قائلة بنبرة هادئة:" جسور.."
مال مُقتربًا منها, يهمس إليها بتأكيد:" جسور.. فقط جسور مُهيرة, ولأجله فقط تركتكِ لما تفعلينه, لأجله هو, لكن لا تدفعيني لتدميركِ, مسه بسوء مُجددًا, وسألقيكِ من ذلك الجُرف, أم نسيته!.."
تراجع للخلف بنظرته المُفترسة لها, وهي تجمدت ملامحها باضطراب, تبتلع ريقها بصعوبة,
قبل أن ترفع ذقنها بعجرفة, تسأله:" وها قد كبر جسور وتزوج, لِمَ تُبقيني؟.."
ابتسم بالتدريج لتتحول ابتسامته لضحكة, متنهدًا بثقل,
يرد عليها:" لي الأجر والثواب عند ربي, ولم أرد أن يُبتلى بكِ أحدًا بعدي.. فأنتِ ابتلاء من الله, على الفرد الصبر عليه واحتسابه عند الله.."
ارتعش فكها بحركة عصبية, تجز على أسنانها بقوة, تخبره بشماتة:" ابتلاء أم لا, ذهبت سُمية, وأنا الباقية.."
عاد يتنهد مُجددًا, ضاحكًا بهزء, قائلاً:" ها تُقارنين نفسكِ بسُمية؟.. لا وجه للمُقارنة مُهيرة, كلما نظرت لوجهكِ المقلوب هذا, يزداد عشقي واشتياقي لها.. انظري إليها وإليكِ.."
صمت للحظة, تلمع عيناه بفخر شديد, مُكملاً:" لقد ربت لي ابن أفخر به وبشدة, بل أعلم أنه سيكون بظهري سندًا لي, ولأخيه.."
عاد يصمت يرميها بنظرة مشمئزة, مُردفًا:" أما أنتِ لم أأمن على ابني معكِ, أنجدته منكِ قبل فوات الأوان, كان ليكون شخصية مريضة, مُذبذبة, حاقدة مثلكِ.."
يزيد الحطب للنيران, بقوله المُتحسر:" كنت أتمنى أن أتركه لسُمية تُربيه كجواد.."
اتسعت عيناها بشدة, حد الجحوظ, يعلو صدرها ويهبط بطريقة ملحوظة, مُرددة:" كنت تُريد إعطاء ابني لها؟.. والله كنت قتلتك وقتلتها.."
تجمدت نظرته مُجددًا, مع قوله القاسِ:" أم كنتِ قتلتِ جسور مُهيرة؟.."
لهثت بقوة, منفعلة شاعرة بتنميل خفيف مع وخز بشفتيها, حتى أنها رفعت كفها تتلمسهما, لا تستطيع الرد عليه,
أما هو فنهض من مكانه, وجسد مشدود, يرميها بنظراته المُحتقرة,
قائلاً:" كفي عن المقارنة بينكِ وبينها.. أنتِ بلا كرامة, فعلتِ المُستحيل كي تتمسكِ بي, وإن كان بدافع الغيرة, أما هي فكرامتها كانت أقوى, كرامتها من جعلتني أعشقها.."
رمش بعينيه, مُنهيًا حديثه:" كل ما ندمت عليه هو استماعي لأمر والدي واقتراني بكِ منذ البداية, كنا ارتحنا منكِ ومن شركِ.. لكنه عُمركِ الذي يُطيله الله كي يزيدكِ حقدًا وسودًا كي يُحاسبكِ عليه بعدالة.."
تركها بعد ان بصق الكلمات بوجهها, وهي وضعت يدها على صدرها موضع قلبها المُضطرب دقاته, تلهث متنفسة بصعوبة, دامعة العينين من الغل, تنهض من مكانها بروية,
تتحرك ببطء, قاصدة غرفتها, تود البقاء فيها, دون أن تخفت نظراتها السوداء..
****************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:30 AM   #917

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

بالروضة كانت تجلس بمكتبها عابسة الملامح ترمق من يجلس أمامها بوجه مقتضب غير راضية, تتفحص هيئتهما التي يبدو عليها رغد العيش, لكن بطريقة مُبتذلة مُبالغ فيها,
واضعة يديها فوق بعضهما على سطح المكتب, وأسفلهما ملف يخص طفل صغير بالخامسة, طفلهما,
بعد لحظات من الصمت, وحضور الصغير, الذي اندفع لوالده, يجلس على ساقه,
وجهت حديثها للرجل, قائلة:" لقد طلبت بحضوركما منذ أيام.."
ابتسم الرجل بتملق, يرد عليها بطريقة سمجة:" كنت منشغلاً للغاية سيدتي.. تعرفين الأعمال وكثرتها.."
ازدادت عقدة حاجبيها, تحاول التمسك بالحيادية, لكن منظرهما لا يجعلها تستطيع, هي لا تكترث لفقر أو غنى من أمامها,
لكنها تكترث للبيئة التي تربى فيها, وليس الجميع من ذوي الطبقات البسيطة تبدو بهذا الشكل,
فمن أمامها تعرف أنه صعد بطريقة سريعة, من الحياة القاحلة, للحياة المرفهة, دون أن يترك عاداته, وطريقته السوقية, بل تباهيه المُبالغ فيه بما يملكه,
طريقة ملابسهم المُبهرجة, حتى زوجته, والتي ترتدي ملابس باهظة الثمن, لكنها غير مُتناسقة, حتى زينة الوجه المُبالغ فيها, لا تُناسب النهار, أو الروضة التي هي بها,
فقالت بضيق محاولة اخفاءه:" مُعتصم يقوم بتصرفات غير لائقة, وقد حذرته أكثر من مرة, وقمت بلفت نظر لكما, مع تنبيه المُعلمات بالهاتف, وكتابته بدفاتره.."
حينها ردت المرأة بطريقة سوقية, مع تحريك يديها بالحديث, فتجلجل أساورها الكثيرة:" إنه صغير.. ما الذي يفعله يا أستاذة؟.."
زمت ليلى شفتيها قليلاً, تتحدث بمهنية مُعلمة:" مُعتصم طفل عدواني, يضرب زملائه, بل يتطاول على المُعلمات بالضرب, والشتائم.."
فيضحك والده بلزوجة, مُربتًا على صدر ابنه بفخر غريب,
مع قوله السخيف:" إنه يتدلل فقط.."
وتُكمل زوجته مُبررة بابتسامة كبيرة:" إنه الطفل الوحيد على ثلاثة فتيات يا أستاذة.. يُدلله أبو معتصم كثيرًا.."
زفرت بروية شبه ملحوظة, الكثير يُدلل أولاده, لكن ليس بهذه الطريقة الغير تربوية,
رمشت بعينيها, تهز رأسها بخفة, قائلة بهدوء:" الدلال الزائد يُفسد سيدتي.. ومُعتصم يتصرف بطريقة تؤذي غيره, لقد تسبب بجُرحٍ لزميله بالصف, ولم يعتذر أو يُبدي ندمًا.."
_هم أطفال سويًا, لا تُكبري الموضوع يا أستاذة..
ورد والده المُتباسط وكأنه شيء عادي, اتسعت له عينيها, مرددة بذهول:" أطفال سويًا؟.."
حاولت التماس الصبر لآخر ذرة, فسألته بترقب:" حسنُا سيدي.. إن أتى لك ابنك مُصاب بجُرح عند حاجبه, ماذا ستفعل؟.."
حينها تبدلت ملامحه لغاضبة, مع ضربه للمكتب بيده,
هادرًا:" كنت أقمت الدُنيا ولم أقعدها.. ابني إن لم يأخذ حقه بنفسه كنت فرمته.."
لولا تربيتها لكانت شتمته, هي عرفت سوء التربية ممن,
ولن تستطيع الجدال مع شخصية كهذا الرجل, أو إفهامه لتغيير طريقته,
فقالت بجدية حازمة:" هذا ملف مُعتصم.."
رفعت الملف تُريهما إياه, فعبس الرجل باستنكار,
وليلى تُكمل:" لقد حذرت أكثر من مرة على أسلوبه وطريقة تعامله.. ولن أستطيع إبقاءه بالروضة.."
شهقت المرأة باستهجان, مع قولها بصوتٍ عالٍ:" هل تطردين ابني من الروضة؟.. ألا تعلمين من يكون والده!.."
مُشيرة لزوجها وكأنه من الشخصيات الهامة, وهو رمقها بامتعاض,
وليلى ترد عليها:" هذه روضة أساسها التربية قبل التعليم, لن نُعلم طفلاً قيمًا, وأساليب تربوية, ليعود للمنزل ثم يقوم والداه بعكس ما نقوله.."
فتهتف المرأة بنبرة أعلى, وكأنها تتشاجر مع إحداهن بالشارع:" هل تنعتينا بقلة التربية؟.. هل تُريدين أن أريكِ قلة التربية على أصولها؟.."
حينها احتقن وجه ليلى, تنهض من مكانها, قائلة بحزم:" لا أسمح لكِ التحدث معي بهذه الطريقة, هذا ملف ابنكم, ابحثوا له عن روضة أخرى,,"
كادت المرأة تهتف بلسان لاذع, لكن زوجها زجرها بنظرة أخرستها بكبت مُغتاظ,
ينهض بدوره, مع قوله البطيء:" يا أستاذة.. لا نُريد للأمر أن يتطور هكذا.. فأنا أعرف السيد جسور, ولدينا عمل مُشترك.."
تجمد وجهها من تحذيره المُبطن,
لكنها قالت بشموخ لا تتنازل:" ما بينكما من عمل لا يخصني سيدي.. هذا ملف ابنك, لقد اشتكى الأطفال لذويهم, والكثير مُنزعج منه.."
رمقها الرجل بنظرة طويلة, قبل أن يسألها بترقب:" هل هذا نهاية حديثكِ؟.."
مدت يدها تُسلمه الملف, مع قولها المؤكد:" أجل.. تفضل.."
تناوله منها, بهزة رأس, مع ملامحه المحتقنة بغضب, يتحرك, آمرًا زوجته أن تأتي خلفه, فتبعته, لكنها رمت ليلى بنظرة نارية متوعدة, ساحبة ابنها من ذراعه بعنف,
وهي زفرت بقوة, تجلس على كرسيها, تهز رأسها بيأس ممن تقابلهم بهذه الروضة,
لقد وضعت الكثير من الشروط على الأطفال التي يتم قبولهم, ولا تدري كيف تم قبول طفل بهذا الشكل؟..
عادت لأعمالها, حتى انتهى اليوم الدراسي, وعادت للمنزل,
*************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:31 AM   #918

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



وعلى طاولة الغداء لم تجد أحد, لا والدها, أو عمها مأمون, وحتى جدها, وجسور, فالجميع بالشركة,
لم يكن لها رغبة للطعام, فنهضت, لغرفتها, مُقررة أن تنتظر عودة جسور وتناول الطعام معه,
وحين سألت عن عمتها, أخبرتها الخادمة أنها بغرفتها منذ الظهيرة, وأمرت ألا يُزعجها أحد..
بغرفتها دلفت, تتطلع حولها بكآبة تتلبسها بعض الأحيان, تنظر للساعة بشرود, متنهدة, تحاول نفض ما يعتريها بقوة,
فتُسرع للحديث مع ليليان, والتي عادت علاقتهما كالسابق,
وليليان تتعمد إضحاكها بشدة, تُسهب في الحديث عما حولها,
تتذمر من جواد كثيرًا, وما يفعله,
يحمر وجه ليلى حين ذكرت ليليان, أنه يدخل عليها الحمام دون استئذان, تشعر بالذنب اتجاه شقيقتها,
تغيم عيناها بحزن, تود الاعتذار عن تآمرها مع الجميع عليها, لكن ليليان لا تترك لها مجال للحديث, رُغم تذمرها,
لكنها تجد ابتهاج بنبرتها, وتقاربها مع أمنية وأسماء, والخالة أنيسة, والتي أحبت ليلى التعرف عليها كثيرًا من حديث ليليان,
وقبل أن تختم المُكالمة, لا بد من وقاحتها بكلماتها,
توصيها على جسور بكل شقاوة, ليس لشيء سوى لرفع ضغط مُهيرة,
تودعها على أمل لقاء قريب, تتمناه ليلى كثيرًا,
مع اقتراب موعد عودة جسور, أسرعت ليلى تأخذ حمامًا, تُعطر جسدها, ترتدي غلالة مُثيرة, جعلت وجنتاها تشتعلان,
فهي على عكس طباعها باتت تتفنن في إثارة جسور, تغويه بكل حركاتها بطريقة مُبالغ فيها,
بداخلها خوف من أن يمل منها, أن ينظر لغيرها, يُغير رأيه توقًا بالأطفال, ترتجف من الفكرة, فتشرد بهلع,
لم تلحظ دخول جسور المفتون بها, يتحرك بهدوء دون صوت, يصل خلفها, مُطوقًا خصرها بذراعه, فتشهق مُجفلة,
هامسة:" جسور.."
يهيم بها, نظراته لها بالمرآة تأكلها أكلاً, قائلاً:" قلبه.. ليلى لن يتحمل قلبي كل هذا.."
عضت شفتها السفلى بقوة, مسبلة الجفنين, تسأله بعدم ثقة:" هل أعجبك؟.."
لفها بين ذراعيه, يُبعدها قليلاً دون تركها, ناظرًا لها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها, نظراته متوهجة, هامسًا:" أبهرني.."
ابتسمت بارتعاش, ترفع نظراتها إليه بحذر, فترى عشقه الواضح,
قبل أن يميل دافنًا وجهه بعنقها, يستنشق عبيرها, فتتململ قائلة بخفوت:" جسور.. الطعام.. سيبرد, لنأكل أولاً.."
تأوه يُخبرها بصوتٍِ مكتوم:" لا تقلقي, ما بي من اشتعال يكفيني احتاجه باردًا.."
ضحكت حين دغدغتها لحيته النامية بعد يومٍ كامل, تدفعه بنعومة, تجذب يده لطاولة الطعام,
فيتحرك خلفها متأففًا, يفتح أزرار قميصه, يجلس على الكرسي, وهي ترفع أغطية الطعام, تضعها بالأطباق, تقدمهم له,
وهو يتقبلهم منها, يتناول الطعام, دون أن يُبعد عينه عنها,
لكنه قال:" لقد أتى لي السيد جمال اليوم.."
عقدت حاجبيها بعدم فهم, فوضح:" أبو معتصم.."
حينها تجهمت ملامحها بشدة, تُخبره بجدية:" لن أعيده للروضة جسور.. إنه طفل بلا تربية, بل والده ووالدته لا يصلحان كي يكونا وأبوين.."
ضحك بخفوت, يهدئها:" اهدئي قليلاً.. لم أطلب منكِ ذلك أعلم.."
زفرت بقوة, ولم يختفِ عبوسها, فأكمل:" أنا أعرف جمال وطريقته, وأتخيل كيف يكون طفله, لكنه أتى مُنزعجًا, مستنكرًا طردك لابنه.."
نظرت إليه بترقب, تسأله:" وماذا فعلت؟.. هل تأثر عملك معه؟.."
أشاح برأسه بخفة, قائلاً:" لا.. ربما هو غاضب من فعلتكِ, لكنه لن يستطيع ربط عملنا بذلك, هو يعرف مع من يتعامل.."
تهدل كتفاها بعدم رضا, تسأله بتبرم:" لا أدري كيف تتعامل مع أمثاله؟.."
ابتسم بهدوء, يجيبها بعملية:" سوق العمل يجعلني أتعامل مع جميع الطبقات حبيبتي.. لا تكترثي.. فقط أردت إخباركِ أنني أنهيت الوضع.."
ارتفع حاجبها, مستفهمة, فرد بمرح:" أوصيت له بروضة أخرى.."
ضاحكًا, وليلى تمتعض, مع قولها المُشفق:" مُشفقة على الروضة التي ستتقبله.. هذا الطفل مُريع, إنه يسب رفاقه بكلمات نابية, وكأنه يعيش بالشارع.."
فتعلو قهقهة جسور, مع قوله:" إذًا لم تري والده بالعمل.."
مسح يديه بمحرمة كانت على الطاولة, بعد أن أنهى طعامه, ينهض, غامزًا إياها , مكملاً:" دعكِ من معتصم, وأبوه, ولنركز سويًا بهذه الغلالة لؤلؤتي.."
احترقت وجنتاها تحت نظراته المفترسة, يقترب منها فتتراجع للخلف, حتى حاصرها, يطوقها, يقربها إليه, يميل, مقتنصًا من شفتيها اكسير حياته, ويداه تتبعان تفاصيل جسدها إدمانه,
تائهًا بها, حتى وجد باب الغرفة يُطرق بإلحاح,
حاول تجاهله, لكن الطرقات أتبعها نداء له,
فزفر بقوة, شاتمًا من بين أنفاسه المشتعلة, يتحرك اتجاه الباب, يفتحه بعبوس,
يجد الخادمة, فيسأله بخشونة:" ماذا؟.."
بارتياع ردت عليه:" السيدة مُهيرة.. لقد دلفت إليها ووجدتها ساقطة أرضًا دون حراك.."
اتسعت عيناه, يلتفت لليلى, قبل أن يُسرع من الغرفة قاصدًا غرفة والدته, وخلفه ليلى التي ارتدت مئزر محتشم على ملابسها,
فتجد مُهيرة فاقدة الوعي, وبجوارها جسور, يحاول إفاقتها, دون جدوى, فيهتف بالخادمة:" اتصلي بالإسعاف سريعًا.."
نصف ساعة وكان الجميع بالمشفى, وبعد الفحوصات, انبأهم الطبيب
(لقد أصيبت بجلطة بالقلب, فيبدو أنها قد تعرضت لغضب شديد, ارتفع له ضغطها, وتم حجزها بالمشفى بالعناية)
فقضوا الليلة هناك, وجسور يجلس مطرق الرأس على أحد المقاعد, بجواره ليلى, تؤازره,
فيما زاهر يجلس ببرود,
أما مأمون فلا يُصدق حقًا ما حدث لها, مصدومًا, أن دعاءه قد اُستجاب هذه المرة,
***********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:32 AM   #919

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

أما باليوم التالي بالبلدة كان الجميع على قدمٍ وساق, يعدون الطعام, والوجبات التي سيتم توزيعها على المساكين ككل يومٍ بمثل هذا العام,
دلف جواد للمكان يستمع للأصوات الصاخبة الآتية من المطبخ, فيُنادي على أنيسة, لكنها تُرسل إليه ليليان,
وحين سألها عن أنيسة, أخبرته أنها مشغولة, عبس بنزق, مقلوب الوجه, يُصرفها, فتحركت كي تعود, لكنه أوقفها,
بقوله:" انتظري.."
التفتت إليه بتساؤل, وهو يُشير إليها:" هل تبقين بالمطبخ بشعركِ هكذا؟.."
ارتفع حاجبها بغباء لحظي, وجواد يُضيف:" لا تتركِ شعرك هكذا.. ستفسدين الطعام.."
_ماذا؟..
وقولها المُقارب للبلاهة,
دفعه للقول بتجهم:" إن تساقط شعرك بالطعام ماذا سأفعل؟.. تعالي.."
مسيرة بعدم فهمها اقتربت منه, فأدارها لتواليه ظهرها,
مع قوله:" سأجدل شعرك.."
لم يدع لها فرصة للاستفهام أو الاعتراض, بل أمسك بخصلاتها الناعمة الحرة برقة, يقربها لأنفه مستنشقًا رائحته الزكية, مغمض العينين, تنتشر بداخله رائحة الخوخ الجميلة المنعشة..
وهي تعقد حاجبيها تسأله بريبة من حالته الغريبة:" ماذا تفعل؟.."
انتبه, يبدأ بتجديل شعرها بإتقان, حتى ترك جديلتها الطويلة على كتفها, مبتسمًا لعمله بنعومة غريبة,
وهي التفتت إليه, متمسكة بجديلتها, بإعجاب شديد, تسأله بانبهار:" كيف فعلت هذا.."
بشرود تطلع للفراغ, مع ابتسامته, قائلاً بذكري لاحت أمام عينيه بحنين حزين:" كنت أجدل شعر أمي يوميًا.."
لانت نظراتها لذلك الحزن بملامحها, ذلك الضخم المُشتاق, متأثرة, أجلت حنجرتها, قائلة بتلقائية مبتسمة:" إذًا سأدعك تجدل لي شعري دومًا, لقد اعجبتني هذه الجديلة.."
متلاعبة بجديلتها بسعادة, ثم نظرت إليه, عيناه أسرتا عينيها, يدنو منها, يكاد يلامس شفتيها بشفتيه, لكنهما أجفلا على صوت فرقعة آتية من المطبخ, جعلته ينتصب بوقفته,
مُجليًا حنجرته, مع قوله الخشن بجلافة:" عودي للمطبخ ولا تتلكئي هكذا.."
لكن قبل أن تدخل كانت أنيسة قد خرجت, ترى سبب تأخيرها,
تلمح تلك الجديلة بشعر ليليان, فتعلم من جدلها لها,
تعلم تأثر جواد بهذا اليوم, رُغم محاولته لمداراة مشاعره,
فتشاكسه:" أهلا يا حبيب أمك.."
رماها بنظرة فاترة، فيما راقبتهما هي بترقب،
أنيسة تقترب من ليليان, تتلمس جديلتها,
موجهة لها الحديث:" هل أخبرتك من قبل أنه كان ينام بجوار أمه دومًا!.."
رمشت بعينيها تهز رأسها نفيًا، ترد عليها بعاطفة
تلبستها اليوم:" ليرعاها أليس كذلك؟.."
زمت شفتيها للجانب مصدرة صوتًا ساخرًا، قائلة بنفي:" لا.. بل دومًا.. كالطفل الضخم الملتصق بصدر أمه.."
حدجها جواد بنظراته المحذرة، لكنها لم تكترث، بل اقتربت أكثر،
تضيف بسخرية:" كان ينام معها دومًا، حتى وبخه أبي وضربه أكثر من مرة، يخبره أن يكبر ويصير رجلاً، فينتظر حتى ينام أبي ويتسلل لغرفة والدته ليلاً؛ لينام بجوارها ملتصقًا بها كالغراء، يكاد يخنقها من قوة احتضانه.."
حينها اتسعت عيناها بذهول مع ضحكة مصعوقة وهي تنظر إليه بفاه مفغر,
قائلة بتعثر:" حقًا!.."
أشاح بوجهه بنزق بعيدًا عنهما كطفل عابس حانق..
لتنطلق ضحكتها بقوة، وحين هدأت ضحكاتها، تحركت حتى وقفت بجواره،
تهمس إليه بمكر قرب كتفه بعد أن استطالت على أطراف أصابع قدميها ولم تصل لأذنه:" يبدو أنها عادة قديمة، تحتضنني كما كنت تحتضنها.. يا مدلل والدتك.."
عضت على شفتها السفلى بقوة ووجهها يخبره بمدى استمتاعها، فمال إليها بدوره،
هامسًا بجفاف فظ:" رحمها الله أمي كانت محترمة محتشمة؛ ليست مثلكِ ترتدي ملابس لا تصلح حتى لتكون داخلية، تغريني بها متصنعة دور الراهبة.."
ومع قوله عبست بوجهه بسخط, لكنها عادت تضحك وهي تتخيل منظره مُحتضنًا والدته كما يحتضنها, ذلك الدب الضخم عاشق العناق,
تأفف بنزق, وصوت مُعاذ يناديه, فيرميها بنظرة ممتعضة, يخرج لمُعاذ, يتحدث معه قليلاً,
قبل أن يجد هاتفه يرن برقم والده, فيجيبه بتساؤل سريع:" لقد تأخرت يا أبي.."
لكن مأمون يخبره:" لن أستطيع الحضور اليوم بني.."
ورده دفع الاستنكار لملامح جواد, يسأله:" لماذا؟.."
لقد أُصيبت مُهيرة بأزمةٍ قلبية
قالها بالهاتف، وضحكاته المختنقة يهتز لها جسده، يسيطر عليها بصعوبة بالغة، لا يستطيع مداراة فرحته الطاغية,
وضحكاته وصلت إليه, فيتعجب مبتسمًا, قائلاً:" تبدو سعيدًا؟.."
فتعلو ضحكات مأمون أكثر وأكثر, قائلاً بتأكيد:" والله من فرط سعادتي سأصاب بأزمة قلبية.."
يقطع كلماته يحاول السيطرة على ضحكاته, التي يرمقه من حوله باستهجان بسببها, يشهق بقوة,
متنحنحًا, يُنهي المُكالمة:" حين ينفذ أمر الله بها, سآتي.."
_شفاها الله..
ودعاء جواد التلقائي,
جعل مأمون يصحح:" بل رحمنا الله منها.. وداعًا.."
مُغلقًا الهاتف, مع تعجب جواد, الذي نظر إليه مُعاذ, يسأله,
فيجيبه بتعجب من حالة والده:" لقد أصيبت زوجة أبي بجلطة.."
هز مُعاذ رأسه بخفة, مع قوله:" كلنا جنائز مؤجلة.."
رمقه جواد بحنق, مع قوله الساخر:" هل تعمل حانوتي كوظيفة ثانية!.."
لم يكترث لسخريته, يجذبه من ذراعه اتجاه المضيفة,
قائلاً:" أريدك بموضوع هام.."
تململ من قبضته, لكن معاذ أحكم قبضته, يدفعه دفعًا للمضيفة, مُغلقًا الباب خلفه, يخبره مُباشرةً:" لا أستطيع نسيان تلك الفتاة, لقد بتُ أحلم بها.. أريد أن أتزوجها, وأحتاج مُساعدتك.."
******************




pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:33 AM   #920

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



انتهى الفصل الواحد والعشرين
قراءة ممتعة
ألقاكن الأسبوع القادم بإذن الرحمن
دمتم بود


Nana.k likes this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.