آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          2015- وسط الصحراء المحرقة -سوزان ميشيل- روايات عبير 2000 [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          2014-اخذ و عطاء - كاتى والكير - عبير 2000 -دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          2013 -الحب الضال -فلورا كيد -روايات عبير 2000 -دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          2012-الحب المفقود -فاليري بارف -عبير 2000 -دار الكتاب العربي (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          2011- الأحلام المحطمة - جنيفر ويليامز- دار الكتاب العربي -عبير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2010 - لاشىء إلاحبك - سالى كوك - عبير 2000 -دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          2009-مجال القوة - جين دوثيلي - د.ك.ع ( عبير 2000 )** (الكاتـب : جروح - )           »          نعم يا حبيب الروح (17) الجزء1س عائلة ريتشي-للآخاذة أميرة الحب*مميزة -حصرية**كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          2008-الليالي الحالمة -كارول هالستون عببر دار كتاب العربي** (الكاتـب : وردة بابل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12065Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-21, 04:23 AM   #1841

3Samar

? العضوٌ??? » 400893
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » 3Samar is on a distinguished road
افتراضي


سلامات مافي فصل اليوم

3Samar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 04:39 AM   #1842

شجن المشاعر

? العضوٌ??? » 412460
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » شجن المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

سلافة فين الفصل 🥰🥰🥰🥰

شجن المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 04:50 AM   #1843

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير على الجميع
بعتذر لكم جدا على التاخير
بس حصلي ظرف عائلي طارئ
ارجز المعذرة
ان شاء الله هنستكمل الجزء الثاني من الفصل العشرين دلوقتي
الجزء كبير وضخم
ارجو ان يحوز على اعجابكم
قراءة ممتعة

الفصل العشرون /تابع الجزء الثاني

يقف بشرفة غرفة مكتبه الزجاجية ينظر لحديقة منزله الفارغة حتى من ارجوحة زوجته أو طقم الجلوس فيمنى تلملم الاشياء حتى لا تبتل من المطر إذا امطرت السماء والتي رغم كونها غائمة إلا أنها لم تمطر بعد ، يحتسي قدح قهوته الكبير نسبيًا وهو الذي يرتدي ملابسه مستعدًا للرحيل ، بعدما أنهى الغذاء الذي تناوله اليوم معها ومع طفلته التي أعادها من المدرسة بنفسه تحت أنظار يمنى المتسائلة ولكنه لا يجب فلا تلح عليه بل تمنحه وقته كاملًا قبلما تحاصره ليبوح ، ابتسم بمكر وهو يتذكر أنه لا يبوح إلا بما يريد وهي تدرك ذلك جيدًا وتحترمه كثيرًا فيقدر إليها مساندتها إليه في كل الأوقات ، يفكر في أي شيء يشغله عن استدعاء النيابة الرسمي والتحقيق الذي سيمتثل له بعد قليل هو الذي تعجب الموعد المسائي ولكنه لم يشغل رأسه كثيرًا بل استغل الوقت قبيل جلسة التحقيق فاستيقظ باكرًا وأعاد الإستماع إلى كل الجلسات التي دارت بينه وبين الآخر ليعاود تشخيص الحالة ثانيةً فيتوصل لنفس النتيجة التي توصل إليها من قبل ، شرد في الشمس التي قاربت على الغروب وتذكر حديثه مع عاصم الذي اتسعت عيناه بصدمة قوية عندما أخبره بأمر زيد الحريري ، ليغمغم عاصم بمسبات كثيرة تفاجئ بها عمار الذي لم يتخيل يومًا أن شقيقه الأكبر قد يلجأ اليها لينتفض عاصم واقفًا ويقبض على ذراعه هادرًا : ارتدي معطفك واتبعني للجاليري فأنا لا أريد لأحد أن يستمع إلى حديثنا سويًا .
حينها شعر بخوف شديد يموج بداخله ولكنه اتبع شقيقه دون نقاش لينظر الى عاصم مصدومًا وهو يدور من حول نفسه وغضبه الذي يفوح منه ليزأر بقوة سائلًا : ما مدى تورطك معه يا عمار؟!
رف عمار بعينيه ليجيب سريعًا يحاول أن يحتوي ثورة شقيقه : لست متورطًا من الأصل ، أنه مجرد مريض يزور عيادتي يا عاصم .
هز عاصم رأسه نافيًا : أبدًا ، هو أبدًا ليس كذلك .
حينها ردد متسائلًا : ليس مريض ؟!!
تطلع إليه عاصم ليغمغم باختناق : لا ليس مجرد مريض ، بالطبع زيد هذا مريض ، أن لم يكن في الأساس هو أصل المرض النفسي ، لم يتمالك عمار نفسه ليقهقه بخفة فيرمقه عاصم بعتاب قوي ليقترب عمار منه يسأله بمشاكسة – أنت خائف علي ؟!
أطبق عاصم فكيه ليجيبه بعد برهة : أيها الغبي الأحمق ، هل لدي غيرك لأخاف عليه ؟! لماذا تورطت معه ؟!
تمتم حينها ببساطة : لم أفعل ، لقد زج بي في الأمر ، ولأني لم أدرك أن هناك خلفيات من الأصل بيننا وبينه إلا متأخرًا لم أتخذ أي اجراء معه .
ضيق عاصم عيناه ليسأله باهتمام : إذًا في مرحلة ما أدركت أن هناك أمر بينه وبيننا ، أومأ عمار برأسه فأتبع عاصم بسرعة – كيف أدركت الأمر ؟!!
لوى عمار شفتيه ليغمغم بجدية : رأيته يتحدث مع أدهم في حفل المؤسسة وأعتقد أنهما كانا يتحدثان عنك .
تمتم عاصم بغيظ : أدهم وحماقة أدهم ورعونة أدهم والوبال الذي سينزل على رؤوسنا جميعًا بسبب غباءه .
عبس عمار بعدم فهم ليكمل عاصم بضجر : أنه يتعمد الاحتكاك به وإثارة جنونه وكلما تحدثت معه يخبرني أنه يحاول تقويضه حتى لا يمنحه فرصة للانتقام منا وأنا لا أدرك ما الذي دفعه للتفكير في هذا الأمر من الأساس ، ولماذا ينتقم زيد منا بعد أخر احتكاك بيننا وهو سافر وعاد بعد سنوات والأمر انتهى قبيل سفره .
زم عمار شفتيه ليغمغم بتروي : رغم أني لا أدرك الأمر الذي كان بينك وبين زيد يا عاصم ، ولكني لا أعتقد أبدًا أنه انتهى من وجهة نظر زيد على الأقل ، في ذاك الأمر ادهم محق ، زيد عاد من الخارج وهناك مخططًا برأسه يريد تنفيذه كاملًا وبعد حديثك هذا أنا موقن أني مجرد بيدق في خطته ، بيدق مستهدف .. صمت ليسحب نفسًا عميقًا قبلما يكمل ببطء وصوته يختنق مرغمًا – بل أعتقد أننا جميعًا مستهدفين .
اتسعت عينا عاصم برعب ليغمغم : ماذا تقصد يا عمار ؟!
زفر عمار بقوة ليغمغم بخفوت : هناك فخ معد ومرتب لأجل الجميع ، لا أستطع أن أتكهن بماهيته .. مراده .. أو الغرض منه ولكني أشعر به وليس منذ الآن بل منذ أن أخبرني عن ..
صمت وهو يكتم حديثه فيتساءل عاصم : عماذا ؟!
هز عمار رأسه بنفي : لن أقوى على البوح .
تطلع إليه عاصم بخوف بدأ في التدفق لحدقتيه : والحل ؟!
نفخ عمار بقوة ليتطلع لعمق عيني شقيقه : نقفز إلى الفخ ، عبس عاصم وهو يتطلع إليه بصدمة فأتبع عمار بجدية – أتدرك الفرق بين الوقوع والقفز يا عاصم ؟!
ضيق عاصم عيناه والتفكير يعتلي جبينه ليومئ إليه عمار برأسه دون حديث قبلما يكمل بجدية : سأذهب وأدلو بشهادتي ولكن لابد أن نتكاتف ، لابد أن نفهم إلآم يخطط أدهم وإلى أي حد وصل معه لنكمل من حيث وقف أدهم .
تراجع عاصم للخلف يتطلع إليه بمفاجأة : هل جننت يا عمار ؟! هل ستحذو حذو أدهم ونقلبها حرب؟!
حينها ومضت عيناه بغضب: هي حرب بالفعل يا عاصم، حرب شعواء سيحرقنا فيها زيد إن لم نكن مستعدين له ، حرب شئنا أم أبينا نحن طرف فيها وطرف هام أيضًا .
اهتزت حدقتي عاصم برفض ليكمل عمار بجدية : سنكون معًا ، متكاتفين كعادتنا يا عاصم لا تخف .
همهم عاصم باختناق : لست خائفًا على نفسي يا عمار .
أومأ عمار برأسه متفهمًا : أعلم أنك خائف على الجميع عداك.
حينها تنفس عاصم بعمق وظل صامتًا قليلًا قبل أن يهمس : بعد موعد شهادتك علينا أن نجتمع مع ابن عمك ولنرى ماذا سنفعل
أومأ عمار برأسه ليسأل : هل ستخبر بابا أو عمي ؟! هز عاصم رأسه نافيًا ليكمل عمار – مازن أو علي ؟!!
حينها صمت عاصم قليلًا قبلما يهمس بضيق لم يفهمه عمار : علي ..
ضيق عمار عيناه ليسأله : ما باله علي يا عاصم ؟!
ابتسم عاصم ساخرًا ليغمغم بتروي : لا شيء .. لا تشغل رأسك به ، نظر له عمار متشككًا فيكمل عاصم - أنا سأتحدث معه ولكن بمفردينا فهو وأدهم يتناقران كالديوك وأنا لا أريد أن يحتكا ببعضهما فهذا سيؤدي للشقاق ليس أكثر .
همس حينها سريعًا : لا لا نريد شقاق ، أهم شيء الآن أن نكون متكاتفين .
تمتم عاصم بتفهم : دع علي لي ، أومأ عمار برأسه متفهمًا ليكمل عاصم – أما مازن ، ليس متورطًا في الأمر من الأساس ولكني سأضعه تحت الحماية وأرى كل شيء يخصه بنفسي حتى القضية التي تورط فيها بحمق سأخبر أحدهم أن يتقصى عنها لنتأكد هل السبب فيها ذاك القذر أم لا ؟!!
أومأ عمار موافقًا ليهم عاصم بالحديث قبلما يأتيه صوت ولده الذي وقف بباب الجاليري : أنتما هنا ؟!
التفتا سويًا اليه ليرتفع حاجبي عمار بدهشة وهو ينظر للصغير الذي يحمل ابنته بعدما ألبسها قلنسوتها ومعطفها وهو الآخر ارتدى معطفه وقبعته ليسأل عاصم بجدية : لماذا أتيت خلفنا ؟!
أجاب نور وهو يدلف بغطرسة للداخل : لم أتبعكما لقد أتيت بمفردي ، فأنا أحب أن آتي للجاليري ، ولي لي أيضًا تحب المكان هنا .
ضحك عمار ليغمغم إليه : هل تستطيع الرسم يا ولد ؟!
عبس نور مفكرًا ليهمس بعدم معرفة : لا أعرف ولكني أحب الألوان كثيرًا ، ليتبع وعيناه تحيدان نحو الصغيرة التي يحملها بين ذراعيه – وأعتقد أن لي لي تحبها فهي تضحك كثيرًا عندما أنثرها أمامها فوق الأوراق أو حتى على جهازي اللوحي .
حينها همس عاصم بحنو وهو يهم أن يحمل الصغيرة من بين ذراعي ولده : الجو بارد عليكما هنا يا نور ، تعالى لنعد للداخل يا نور الدين .
زم نور شفتيه ليبعد الصغيرة عن يدي عاصم هاتفا بضجر : حسنًا سنعد للداخل .
تطلع إليه عاصم ليغمغم آمرًا : هات ابنة عمك يا ولد .
عبس نور ليغمغم بنبرة رافضة : لا أريد أن أمنحها لك ، أتيت بها وسأعود بها للداخل .
تحكم عمار في ضحكته ليهدر عاصم حانقًا : أنها ابنة أخي يا ولد ، اتركها لي.
رفع نور نظره لأبيه ليهمس بضيق : وابنة عمي لا أفهم لماذا أتركها لك أنا سأعود بها .
لم يستطع عمار أن يمنع نفسه من الضحك على وجه عاصم الذي اربد بغضب فيتدخل فيما بينهما : بعد إذنكما سويًا ، تطلعا إليه بنفس العبوس تقريبًا ليقهقه ضاحكًا ويتبع وهو يحمل لي لي – أنها ابنتي وأنا أولى بها .
هدر نور بضيق : أرأيت ، هاك شقيقك أخذها ؟!
هتف بمرح وهو يسبقهما بعدما احتضن لي لي : ابنتي وأنا حر بها .
ليقهقه ضاحكًا وهو يستمع إلى شقيقه الذي دفع ابنه هادرًا بنزق : تحرك لنعد لأمك يا ولد .
ابتسم مرغمًا عندما انتبه على من تتمسك بساقه لتقف فينظر للأسفل هامسًا بحبور بعدما وضع قدح القهوة من يده : حبيبة بابي ، اشتقت إليكِ ، متى استيقظت من النوم ؟!
ابتسم بحبور مضاعف عندما صدح صوتها الذي أتى قريبًا وهي التي اقتربت منه ، احتضنته من خصره لتضم ظهره لها هامسة : استيقظت منذ قليل، أطعمتها وبدلت لها ملابسها لتأتي زحفًا إلى هنا وكأنها تشعر بك وتدرك أن هناك ما يقلقك فأتت لتسري عنك ، قبل رأس ابنته ليضمها إليه ثم يحملها على ذراعه البعيدة فتتبع يمنى بتساؤل مهتم - ألن تخبرني عم يشغلك يا عمار ؟!!
ابتسم بلطف ليجذبها من كفها إليه يضمها إلى صدره يقبل جبينها هامسًا : لا تقلقي .
تطلعت إليه مليًا قبيل أن تساله : هل هي نفس الحالة التي حدثتني عنها من قبل ؟!
ابتسم بإعجاب ليغمغم إليها بشقاوة : أخبريني هل تستطيعين قراءة أفكاري أم أنتِ تخترقي عقلي بقوى سحرية لم تخبريني أنكِ تمتلكينها ؟!
ضحكت برقة لتهمس إليه : أنت تراوغ يا دكتور .
شاكسها بملامحه : لا تروقك المراوغة .
ضحكت لتهمس إليه وهي تشد جسدها تقف على أطراف أصابعها وتلف ذراعيها حول عنقه : تروقني كثيرًا ولكني أريد الاطمئنان عليك .
ضمها من خصرها إليه هامسًا : لا تقلقي سيمر الأمر على خير .
ضمت نفسها إلى حضنه لتقبل شفتيه بقبلة رقيقة خفيفة تمنحه مساندة راقت له ليبتسم وهي تهمس له : حفظك الله لي ولبناتك .
— ولا حرمني منكم يا حبيبتي ، أتبع متبسمًا - بمناسبة البنات ، هل حدثتك لولا ثانيةً في أمر الولد ؟!
أغمضت عيناها بتعب لتضحك بخفة وهي تحمل لي لي منه : بالطبع ، ألم تفعل معك ؟!
قهقه بخفة وهي تبتعد عنه فيتبعها وهو يعدل من وضع رباطة عنقه : بالطبع فعلت لقد دعت لي كثيرًا أن يرزقني الله بولد يحمل اسمي وتقر عيني به ولكنها أخبرتني بعدما أنهت دعائها أن ننتظر قليلًا حتى تتم لي لي العام ونصف أولًا .
هزت رأسها بيأس : أكثر الله خيرها ماما والله أنها تفكر في أمر لي لي .
تعالت ضحكاته ليقترب منها يحتضنها بخفة من ظهرها ، يقبل جانب عنقها هامسًا : أنا فرح بك وبالبنات يا مونتي ، ولا أفكر في أمرًا الولد هذا نهائيًا .
رمقته بطرف عينها لتغمغم إليه : بالطبع أنت لا تفعل فحضرتك سعيد بمملكة الفتيات التي أنت ملكها .
قبل ثغرها هامسًا بشقاوة ليشاكس لي لي بملامحه فتقهقه الصغيرة ضاحكة : أحلى مملكة .
ضحكت برقة ليغمغم بجدية : هيا سأذهب أنا .
وضعت ابنتها في المكان المخصص إليها لتلهو فيه قبل أن تتبعه تتمسك به بجدية : إلى أين فأنا أشعر أنك لست ذاهبًا للعيادة .
صمت قليلًا ليهمس بجدية : نعم لا عيادة اليوم ، لدي شيء سأنهيه وأعود ، ما رأيك أن أصحبكم خارجًا بعدما أعود ؟!
تمتمت وهي تنظر إليه بتساؤلات كثيرة لم تنطق بها وخوف سكن عمق نظراتها فتجاهل أن يتطلع إليها لتهمس إليه أخيرًا : أعتقد سيكون الوقت متأخرًا وأنت تدرك أن الفتيات تنام مبكرًا لأجل الروتين اليومي .
ابتسم بتفهم ليغمغم مقترحًا : ما رأيك نترك الفتيات لديدو الليلة ونقضيها سويًا خارجًا ؟!
تنهدت بقوة لتغمغم إليه : كيفما شئت رغم أني لا أحبذ أن أقلق استقرار جاسمين ولكن أنا موافقة ، أو إذا أردت نمضي الليلة سويًا هنا بعدما أطلب المربية لتهتم بلي لي بينما أهتم أنا بك .
تنفس بعمق ليقترب منها يضمها إليه هامسًا بصوت أجش وهو يتطلع إلى ملامحها بعشق : ستدللينني ؟!
ابتسمت بشقاوة : سأفعل .
همس بخفوت : موافق ، لا تعدي العشاء سآتي بالطعام وأنا عائد .
أومأت برأسها موافقة لتهمس إليه وهي تتمسك به قبيل مغادرته : اعتني بنفسك .
همهم وهو يمنحها قبلة جبين : لا تقلقي أراكِ على خير .
همس باعتياد : لا إله إلا الله .
فيجيبها بعفوية : محمد رسول الله .
***
تعض شفتها بخفة وهي تنظر لشاشة هاتفها التي تومض برسائله التي تتوالى عليها في عادة أصبحت يومية بينهما بعدما سمح لها أباها بتبادل الحديث معه ، والدها الذي بدأ فعليًا في اخبار أعمامها بأمر تقدم سليم لها بل أنه يتخذ خطوات جادة في إقناعهم بالأمر وكأن أمر مرضها أتى لصالحها فأبوها يحنو عليها ويهتم لأمرها كثيرًا بل أنه أخبرها أنه متقبل أمر خطبتها لسليم وأنه لا يرفض سليم لشيء ما يخص شخصه بل أنه متخوف من زيجته السابقة ، اغتص حلقها وهي تتذكر حديثها مع والدتها التي منحتها بعض الوقت قبلما تسألها بوضوح عن أمر هاتفها فلم تقوى على الكذب عليها ولكنها جملت الأمر على قدر ما استطاعت وهي تخبرها بأن زوجة سليم السابقة أرسلت إليها تضايقها وتكيد إليها بسبب خبر تقدم سليم إليها كما أخبرها سليم ، فنصحتها والدتها بعدم تصديقها وأن لا تنساق وراء ما تحيكه الأخرى حتى لا توقع في الفخ الذي تنسجه الأخرى لها ، رفت بعينيها كثيرًا وهي تفكر في أن حديث والدتها وانها محقة وان السيدة التي استطاعت خداع سليم بنفسه وايهامه كما فعلت هي قادرة على أن تقودها للجنون إذا أرادت ، ارتجفت بخوف انتشلها منه برسالته الصوتية التي وصلت لهاتفها فتنصت إليه وهو يتساءل باهتمام صادق : فيم تفكرين يا أمينة هانم ؟!
عبست بتعجب لتبتسم بتوتر داهمها فصدح بنبراتها هي التي سجلت إليه : كيف تدرك ما الذي افعله دومًا رغم أنك لا تراني ؟!!
قهقه ضاحكًا ليراسلها بدوره وصوته منغم بتسلية اتقدت بعينيه : أرى بقفايا .
ضحكت رغمًا عنها فتأتيها رسالته التالية بأمر واضح – أخبريني فيما شردت عني ؟!
تنهدت بقوة لتهمس إليه ببوح : أفكر فيما سيحدث مستقبلًا ؟!
عبس قليلًا ليجيب بمشاكسة تعمدها : ماذا سيحدث مستقبلًا ؟! صمت لبرهة قبلما يتبع – سنتزوج بالطبع ونأتي بالكثير من الأطفال .
رمقت الرسالة التي وصلت لتتورد وهي تسمعها لتدار الرسالة التي أتبعها بها على الفور : كم أتوق لأن نرزق بالأطفال يا أمينة ؟!
احتقن وجهها لترف بعينيها كثيرًا قبل أن تطبع إليه وهي تشعر بصوتها يختنق بخجلها : الوقت متأخر يا سليم ، بابا سيغضب إذا اكتشف أنك تراسلني الآن .
اتسعت ابتسامته وهو يدرك أنها لن تجب كالعادة كلما شاكسها ليطبع إليها وهو يدور بكرسي مكتبه : الساعة لم تتعدى العاشرة يا أمينة وأنا لازلت بالمكتب .
عبست بتعجب لتطبع سريعًا : لماذا ؟! ما الذي يؤخرك ؟! لماذا لم تغادر للآن ؟!
راسلها صوتيًا وهو يتحكم في ضحكته : هل أشم الغيرة بين طيات حروفك يا أمينة ؟!
توردت لتجيبه بطباعة سريعة : أبدًا أنا قلقة عليك ليس أكثر .
تنهد بقوة ليغمغم إليها وهو يراسلها صوتيًا من جديد : لدي بعض من العمل لم أنهيه للآن ، وفي بعض الأحيان أغادر من المكتب بعد منتصف الليل .
اتسعت عيناها بصدمة لتطبع بعفوية : تتأخر كثيرًا يا سليم .
كز على شفته قبل أن يجيب بشقاوة زينت ملامحه : هذا لأني – الآن – لا أجد من أعود إليه ، ولكن فيما بعد سأعود من المغرب لأمكث في البيت بجوارك .
احتقن وجهها بحمرة قانية لتراسله صوتيًا بدورها هامسة بخفوت حيي : تصبح على خير يا سليم .
قهقه ضاحكًا ليضغط زر الاتصال فلم تجبه قبلما تأتيه رسالتها التي قرأها بانتباه ليشد جسده بترقب ويطبع إليها سريعًا : طمئنيني بعدما تنهي حديثك معه .
***
يمر من صالة بيتهم نحو غرفته التي تقع بأخر الرواق ، بعدما نزل من سطح البناية ، كان ينتظرها أن تصعد ليعرف أخبارها ولكن من الواضح أن خبر عودته اليوم تناهى إليها فامتنعت عن الصعود أو خاله من منعها لا يعرف ولكنه سيدرك الأمر عندما يقابل خاله ، هو الذي اتفق مع والده اليوم أن عليه حل أمر زواجه المعلق من خديجة وليرى ما الذي يرضي خاله ويسعدها بل أنه سيحاول استرضائها .. محايلتها .. والاعتذار إليها كلما استطاع أن يفعل ، يريد استمالتها من جديد وأن يحصل على حبها وقربها من جديد .. والأهم يريد موافقة خاله الذي لازال غاضب منه فيخبره أباه أنه سيتحدث معه وسيحدد معه موعدا ليقابلاه سويًا وهو يؤكد عليه أن عليه استمالة خاله والاعتذار إليه وأن يرجوه مسامحته والغفران له وأن يمنحه ابنته برضى ويوافق على إتمام زيجته من ابنته ، تنهد بقوة وهو يفكر في أن أصل المشكلة الآن لا يكمن في خاله بل يتوقف على خديجة التي تخاصمه منذ ذاك اليوم الذي قصت عليه أمر أمينة وانفجارها القوي في وجهه ، شعر باختناقه يتزايد فنفخ بقوة وهم بتخطي غرفة شقيقته التي تعتزلهم منذ وصوله اليوم ومن الواضح انها خائفة منه ومن موقفه بعدما أخبره والدهما عن موافقته على زيجتها من ذاك الشاب الذي لا ينكر إعجابه به رغم عدم قبوله بزواجه من شقيقته ، ولكن أن يواجههم سليم بكل هذه الشجاعة وكل هذا العنفوان وكل هذا الإصرار وليست مرة واحدة بل مرات متتاليه وصلابة كما أخبره أبوه فيجبرهم على الإعجاب به وبصفاته الحسنة وأنه لو كانت ظروفه مختلفة كان سيقبل به زوجًا لشقيقته غير آبهًا بكل هذه التقاليد البالية التي كان متمسكًا بها ولكنه الآن وبعد حديثه مع أبيه نفضها عن نفسه وكسر قيودها ووافق أباه الذي حذره من الرفض وخاصة بعدما منح سليم موافقته فيومئ بطاعة وهو يفكر أن عليه الاستماع لأبيه هذه المرة وطاعته ليس لأجل أمينة فقط ، بل لأجل خديجة التي تنتظر ردة فعله في ترقب فيدرك أن ما سيفعله سيكون إما البوابة التي سيعبر منها إليها من جديد أو الحائط الذي سيبنى بينهما ويقطع آخر أمل لهما معًا .
توقف بتفكير يعتلي ملامحه لينظر إلى باب غرفة شقيقته الموصد أمامه فيشعر بضيق يحط عليه وهو يتذكر أنهما لم يكونا مقربان قط ، فأمينة رقيقة .. هادئة .. طيعة تتقوقع على نفسها وتنطوي دومًا ، وهو كان دائمًا المتباعد .. الجاف .. الخشن .. أخوها الأكبر فكانت تتجنبه .. تتحاشى أي صدام بينهما .. وتوافقه دومًا ولا تعارضه ، وهذا جعلها نوعًا ما ليست قريبة منه فيقارن للتو علاقته بها مع علاقة ابن خاله مع شقيقتيه ، فلا يجد أي ما يجمعهما إلا المناسبات العائلية ، لا أحاديث .. لا مزاح .. ولا حتى شجار ، على عكس علاقة ولد خاله بشقيقتيه سواء الكبرى التي رغم أنها بكرية خاله إلا أنها تقدر محمد وتحترمه ومحمد يقدرها كثيرًا ويغليها على نفسه ولا الصغيرة المدللة التي يدللها الجميع ويحبها محمد بطريقة كانت تشعره بالغيرة في الكثير من الأحيان.
زفر بقوة وهو ينظر لباب غرفة شقيقته المغلق قليلًا قبل أن يرفع قبضته يدق برتابة من فوقه فيأتيه صوت شقيقته المتوتر تسمح له بالدخول فتح الباب على استحياء وطل برأسه في حرج انتابه وهو يفكر بأنه لم يأتي لغرفتها منذ أن كبرت فيهمس بخفوت : هل أستطيع الدخول يا أمينة ؟
ارتبكت .. انتفضت .. وارتجفت بخوف أحزنه أمام عينيه لتهمس إليه باضطراب جلي : تفضل يا محمود .
ابتسم بلطف في وجهها وهمس باهتمام حينما التقط احمرار وجهها القوي : تبكين ؟!
ارتعش ثغرها لتهمس بخفوت وحرج : لا أنا فقط أعاني من المناخ البارد كعاداتي.
شعر باختناق قوي يحكم حلقه ليشعر باضطرابها يتجلى حينما صدر رنين خافت من هاتفها فارتبكت أمام عينيه ليسألها بلطف وهو يجلس على طرف فراشها بهدوء : سليم من يحدثك ؟!
شهقت بوجل لتهمهم بكلمات مبعثرة دون معنى فيبتسم بوجهها ويشير إليها : أخبريه أن ينتظر قليلًا فأنا أريد الحديث معك .
اتسعت عيناها بصدمة وقلقها يتجلى بعينيها فهمس ضاحكًا : إذ لم تفعلي سأفعل أنا ، هزت رأسها نافية برفض فيتبع يحثها بلطف – حسنًا أخبريه أن محمود عندي وأني أريد الحديث معك .
رمقته بعدم تصديق فأومأ إليها بعينيه لتراسل سليم بكلمات كثيرة متتالية قبل أن تزيح الهاتف جانبًا فيشير إليها شقيقها هاتفا : تعالي وجاوريني جلوسًا يا أمينة أريد أن أسألك عن بعض الأمور .
تحركت بتوتر تحكم في كل حركة تصدر عنها لتجلس على طرف الفراش جواره ولكنها بعيدة عنه فيبتسم بحزن سكن عيناه ولكنه تغاضى عنه وهو يحث نفسه على الاقتراب منها كما يريد فسألها بهدوء : أنتِ موافقة على الزواج من سليم ، أليس كذلك ؟!
شحبت ملامحها وهمت بالحديث فأكمل مطمئنًا: لا تخافي ولا تجزعي أنا أريد أن أفهم فقط ، أنتِ موافقة على الزواج من سليم أليس كذلك ؟!
أومأت برأسها إيجابًا ليهمهم متعجبا : رغم كونه كان متزوج من امرأة أخرى؟!
تمتمت بصوت خفيض : لم يكن يحبها كان زواجًا تقليديًا وانفصل عنها منذ مدة وبالأخير طلقها.
ابتسم وحلقه ينغلق بكومة من الدموع أثارتها برقتها وأثارت عطفه عليها ليسألها بصوت خشن مرح : ويحبك ؟!!
توردت أمام عينيه ليشعر بالشفقة تحتل مشاعره على شقيقته الرقيقة .. الهشة ، فيكمل بصوت هادئ : وأنتِ تحبينه ؟! توترت أمام عينيه فهمس بمنطقية – بالطبع لابد أنكِ تحبينه فكيف ستقبلين بأن تكوني زوجته الثانية إذ لا تحبيه؟!
تلعثمت لترفع عيناها وكأنها توازن حديثها الذي تريد اخباره به لتهمس بعد وقت ليس بقليل : سليم رجل جيد يا محمود ، أعلم أن بدايته أمامكم كانت سيئة ولكنه لم يكن يريد عدم تطليقها بل كان لديه بعض من الأمور المعلقة كان ينهيها فقط ليس أكثر
رفع حاجبه بتفكير ليسألها بعفوية : إذ كان سيطلقها لماذا تسرع وأتى قبيل أن يفعل ، كان من الممكن أن ينتظر إلى أن يصبح خالي الوفاض ، كان حينها سيكون لدينا اعتراضات بالطبع عليه وهو من كان متزوج من قبلك ولكن ليس بقوة اعتراضنا حينها على كونه لازال متزوج .
تضرج وجهها بحمرة قانية وأخفضت رأسها بخجل شكلها أمامه من جديد ليتطلع نحوها بذهول محى وإدراكه يضرب عقله بقوة ليهتف بثقة : كان يثبت حسن نيته لك كما ألقاها زوج عمته بفخر ، كان يثبت إليك أنه لا يتسلى بك ، كان يؤكد إليك جديته .
رفت بعينيها كثيرًا لتهمس بخفوت : نعم لقد اتهمته بأنه كاذب ومخادع فأتى بعائلته ليريني أنه صادقًا معي .
صمتت قليلًا قبل أن تهمس بحشرجة وبكائها يمتزج بنبراتها : ولكن كل هذا لا يهم فأعتقد أن الزيجة لن تحدث بالأخير ، تطلع إليها بتعجب فأكملت بثرثرة عفوية – فكما أعتقد أن بابا وافق مضطرًا بسبب مرضي وموافقة بابا لا تعني أن أعمامي سيفعلون وإذا وافق الجميع أنت لن تفعل فسواء هو جاد وصادق أو لا ، لا يهم .
عبس بتعجب ليسألها : من قال أني رافض للأمر ؟!!
رفعت رأسها لتنظر إليه بصدمة قبل أن تهمهم بعدم تصديق : بالطبع أنت لست موافقًا على زواجي من سليم يا محمود؟!
هز راسه نافيًا : هذا ليس صحيح ، رفعت عيناها بعدم تصديق فأكمل – بالطبع أول الأمر كنت رافضًا أن يتخذك زوجة ثانية وخاصة أنه لم يؤكد أنه سيطلق زوجته يا أمينة ، لكن وفقًا لما تقوليه أنتِ الآن ، أنا لست رافضًا إذ كان طلق امرأته كما يقول وأنهى أموره العالقة معها وأتى ليتقدم إليكِ من جديد أعتقد أن حينها لن يرفضه أحدًا منا ، فرغم كل شيء ورغم تعقيداته وظروفه التي لا يقبل بها أحد ، هو رجل جيد وشاب ممتاز وعائلته نسبها مشرف .
تطلعت إليه بذهول لتهمس بعفوية اضحكته : محمود أنت لست مريض، أليس كذلك ؟!
انطلقت ضحكته رغمًا عنه لتبتسم بعفوية بدورها ، حدثها بجدية : لا لست مريض أنا أتحدث معك بجدية شديدة ولا بارقة لأي مزاح في حديثي
هتفت بعدم تصديق : حقًا أنت موافق يا محمود ؟!
أومأ برأسه إيجابًا : نعم إذا تخلص السيد سليم من كل ما يتعلق بزيجته الأولى ، أنا موافق على زواجك منه .
انتفضت بفرحة طفولية عارمة لتتعلق برقبته تحتضنه بعفوية : أحبك يا محمود ، أنا أحبك جدًا يا أخي
ارتجف بأول الأمر دون اعتياد ليشعر بقلبه يلين وروحه تختنق وجلًا قبل أن يرتفعا ذراعيه دون تحكم منه ليضمها إلى صدره بحنان أخوي : وأنا أحبك يا أمينة أنتِ شقيقتي الوحيدة وأنا سأكون معك دائمًا و أبدًا بإذن الله.
انفرجت ملامحها بفرحة قوية لتتساقط دموعها رغمًا عنها ليتابع وهو يسمح وجهها بكفيه : بالله عليكِ يا أمينة توقفي عن البكاء ، غدًا سأتحدث مع بابا وخالي أيضًا ولنحاول أن نصل لحل مع أعمامي حتى يكون الارتباط بينكما رسميًا ، فقط يهمني أن أعلم لماذا طلق زوجته وما الأسباب التي دفعته لتركها ؟!
عضت فمها من الداخل لتهمس وهي تحني رأسها : ليس مسموح لي بالإفصاح يا محمود ، سليم استحلفني بالله أن لا أفعل وأنا سأبر بقسمي له
لمعت عيناه بضحكة صافية ليربت على رأسها بحنان : لذا أنا احترم هذا السليم ، وموافق عليه ، أنه رجل وسيحافظ عليكِ ، توردت ليتبع منبها – فقط أخبريه أن الأمر مسألة وقت وخاصة أن بابا منحه كلمته .
أومأت برأسها متفهمة ليربت على وجنتها بحنو : هيا نامي ولا تقضين الليل مستيقظة وتوقفي عن الحديث في ذاك الوقت المتأخر معه ، أومأت برأسها موافقة ليتوقف قبل أن يغادر ويسألها بجدية – سأتحدث مع بابا أيضًا في أمر عملك ولكن إياكِ أن تتعدي الحدود يا أمينة ،
هتفت بسرعة وهي تقترب منه : أبدًا لن أفعل ولكني أريد أن أعود للعمل يا محمود ، أرجوك اقنع بابا .
ابتسم وأومأ برأسه برزانة : ليفعل الله ما يريد.
اتسعت ابتسامتها وهي تراقب شقيقها يغادر ويغلق الباب خلفه لتركض إلى هاتفها تريد أن تبلغه بموقف شقيقها الذي لم تتوقعه يومًا !!
***
اقترب منها هي التي تجلس أمام المسبح متقوقعة على نفسها في جلستها ، ترتدي سترة صوفيه ثقيلة وتضع قلنسوة صوفية تخفي خصلاتها من الأعلى رغم تهدلها من حول وجهها ، تضم ساقيها لصدرها وتنظر للأمام ، تضم بين كفيها قدح كبير تنبعث منه بعض الأبخرة فيستنتج انها تحتسي الشكولاتة الساخنة كما تفضل ، ابتسم بلطف واقترب منها يحمل بين كفيه غطاء صوفي كبير ليضعه فوق كتفيها، رفعت رأسها إليه باستفهام قبلما تبتسم وهي تشعر بدفئها يزداد وخاصة عندما جلس مجاورًا لها لينضم إليها تحت الغطاء الذي وضعه على كتفيه بدوره هامسًا : أتيت لأجاورك بالجلسة فأنتِ تجلسين بمفردك منذ كثير .
تنهدت بقوة لتهمس إليه بإحباط : عالية ترفض التواصل فتركتها على راحتها ووالديك يشاهدان التلفاز كنت أشاهده معهما ولكني مللت فتركتهما وأتيت لأتحدث مع تالية وأطمئن على حال تميم ، ثم هاتفت ماما وبعدها نبيل لأطمئن عليه .
سأل باهتمام : وكيف حالهم ؟!
ابتسمت لتثرثر إليه : جميعهم بخير ، الحمد لله .
رمقها بطرف عينه ليسألها : قلقة على نبيل ؟!
اختنق حلقها لتهمس : كثيرًا يا حسام ، تلك السيدة .. أغمض عيناه ليتحلى بالصبر وهي تتبع - أنا لا أرفضها ولا أتخذ موقف ضدها ولكن من يقترب منها يعرض نفسه لخطر كبير .
زفر بقوة : نبيل يعي ما تقولينه جيدًا يا غالية ، وهو ليس بطفل صغير لتقلقي عليه .
تمتمت بتعجب : فقط لا أعلم ما الذي يجذبه إليها؟!
أجاب بعفوية : قلوبنا ليس لنا عليها سلطان .
استدارت إليه بتفحص : هل أحببت من قبل يا حسام ؟! التفت إليها متعجبًا فأكملت بتهكم - على اعتبار أنك تحبني كما تقول !!
رفع حاجبه باستنكار : نعم أنا أفعل رغم أني لا أعرف لماذا ولكني أفعل
عبست بضيق لتغمغم إليه : وهل تريد سببًا لتحبني يا حسام ؟!
لوى شفتيه بنزق ليجيب : بل أنتِ من تبحثين عن أسباب للحب يا غالية، رغم أنكِ تدركين جيدًا أنه يأتي دون حسبان ، كضيف ثقيل يحط رحاله ولا ينوي الرحيل .
عبست لتردد باستنكار : هكذا تشعر بحبك لي يا حسام أنه ضيف ثقيل عليك؟!
قلب عينيه ليغمغم إليها : لا لم أقصد حبك لي أنا أصف الحب عامةً .
مطت شفتيها دون رضا قبيل أن تسأله باهتمام : إذًا هل أحببت قلبي ؟!
رمقها باستنكار : بالطبع لم أفعل ، أنا بالأساس أحببتك في غفلة مني
استدارت إليه بصدمة رسمت بعينيها فالتقطت بسمته التي شكلت ثغره لتهمهم بغضب : توقف عن غلاظتك يا حسام .
تمتم بمرح : أنت من تدفعينني لأشاكسك ، وخاصة وأنتِ تدركين أني بالطبع لم أحب قبلك ، كيف أفعل وأنا لا أقترب من النساء ؟!!
ابتسمت لتغمغم بمكر : أنت لا تفعل ولكن بالتأكيد هن يفعلن ، فيا ابن عمي العزيز بعضهن يعشقن من هو مثلك .
ردد بتعجب : مثلي وكيف يكون من هو مثلي ؟!
أومأت برأسها لتشكل وجهها بتكشيره لتجيبه بخفة : يكون هكذا .
ازداد عبوسه ليغمغم بضيق : أنا لا أفعل هكذا .
شاكسته بتعمد : اه لو أملك مرآه لكنت وضعتها أمام وجهك لترى أنك أسوء من هكذا .
زم شفتيه بغضب فضحكت برقة : لا أفهم هل أنت والابتسام أعداء ؟!!
غمغم بنزق : ولماذا ابتسم ، هل هناك ما يدعو للابتسام؟!
تمتمت بيأس : أنك تجلس معي .
لانت ملامحه قليلًا ليغمغم بمنطقية : في ذلك الأمر معكِ حق .
تمتمت ببساطة : أرأيت ، لعلمك أنت رائع حينما تبتسم
تطلع إليها ليقترب دون وعي ويهمس وهو يقترب برأسه منها : حقًا ؟! أومأت برأسها ليهمس متسائلًا - وأكون سيئًا وأنا عابس .
ابتسمت لتهمس بمكر : بل تكون رائعًا أيضًا ، أنت رائعًا في كل أحوالك يا حسام .
سأل باهتمام : ما الذي يعجبك أكثر ؟! وأنا أبتسم أم وأنا عابس ؟!
همست بخفوت وهي تنظر له : تعجبني في كل أحوالك .
لانت ملامحه بابتسامة مشاغبة قلما ترتسم على وجهه ليهمس إليها : أنتِ الأخرى تحبينني يا غالية ، أليس كذلك ؟!
رفعت حاجبها لتجيبه بسماجة : بل تزوجت منك لأجل بابا وعمي .
عبس باستياء اندثر رويدًا مع إدراكه أنها تعاتبه لما قاله لها ذات مرة فيخفض عيناه مفكرًا قبلما يهمس إليها ببوح : أنتِ غاضبة لأجل هذه المرة ، تنهدت بقوة وأشاحت بعينيها بعيدًا ليكمل وهو يلامس ذقنها فيجبرها أن تستدير إليه - لعلمك أنا الآخر ضائق منكِ لأجل حديثك ليلتها ، فأنا شعرت بأنكِ تشككين في حبي لك الذي تدركينه جيدًا يا غالية والذي أخبرتك عنه بوضوح وصراحة ولم أراوغك أبدًا فيه .
ابتسمت بتفهم لتجيبه : لم أكن قاصدة أن أضايقك .
سأل باهتمام : ماذا كنتِ تفعلين إذًا ؟!
تنهدت بقوة لتنطق ببوح : كنت أريدك أن تحتويني وتهمس لي بحبك .
تطلع إليها بذهول ليسأل بصدمة : فقط هكذا ؟!!
أومأت بعينيها ضاحكة : فقط هكذا .
غمغم بترقب وهو يقترب منها بجسده : ذاك الاحتواء معناه أن احتضنك بقوة وأخبرك أني أحبك ولم أحب أخرى غيري ، أومأت برأسها فأتبع بمشاكسة - هل مسموح فيه بالقبلات ؟!
ضحكت مرغمة وتوردت لتجيبه بهمس : أعتقد مسموح فيه بالقبلات .
سألها بجدية : هل تريدين أن أحتويكِ الآن ؟!
تعالت ضحكاتها فيشاركها الضحك لتهمس بمكر : أنت ماذا ترى ؟!
اجاب بمشاكسة : أنا أرى أني أحتاج لمن يحتويني .
تعالت ضحكاتها أكثر ليجذبها نحوه هامسًا بخفوت وعيناه ترسم ملامحها : اشتقت إليكِ يا غالية ، اشتقت إليكِ كثيرًا .
تنهدت بقوة لتميل نحوه ، تدس نفسها بين ذراعيه وتجيبه بهمس صادق : أنا الأخرى اشتقت إليك كثيرًا يا حسام .
ضمها إلى صدره بقوة ليقبل رأسها ويهمس : الجو بارد ما رأيك لندلف إلى الداخل نجلس أمام المدفئة وأعد لكِ الفشار ونشاهد التلفاز .
رفعت رأسها بعدم فهم : لا توجد لدينا مدفئة .
أجاب ببساطة : نعم المدفأة عندنا .
برقت عيناها لتهمس بمشاكسة : أنت لا تغويني يا حسام بك لانضم إليك في شاليه والدك ، أليس كذلك ؟!
اعتلى الحرج ملامحه ليغمغم سريعًا مدافعًا عن نفسه : بالطبع لا ، تعالت ضحكاتها ليزفر بقوة ويرمقها بتوعد قبل أن يكمل بمشاكسة - ولكني أريد أن أمنحك الاحتواء كاملًا ولا يصح أن اقبلك هكذا خارجًا فيضبطنا بابا ويشاكسني بالأمر ما تبقى من عمري .
ضحكت برقة لتهمس وهي تنهض بالفعل : أنا موافقة على الدعوة ، سنشاهد التلفاز ونتناول الفشار .
نهض بدوره وهو يحمل الغطاء : ونتبادل القُبل ، نظرت إليه بصدمة وتوردها يزداد فيتابع بجدية وعبوسه يزين جبينه من جديد- الاتفاق اتفاق يا غالية .
ضحكت لترمقه بيأس قبل أن تقترب منه فيضمها إليه بعفوية وهو يضع الغطاء على كتفيها فتسأله : اشتقت لي لهذه الدرجة ؟!
أومأ برأسه ليهمس بصدق : وأريد إتمام الزواج يا غالية ولكن الظروف من حولنا لا تساعد .
ابتسمت دون رد فهمس وهو يدفعها إليه ثانية بلطف : ها ندلف إلى الداخل ؟!
أومأت برأسها لتهمس بتحذير : القبل فقط يا حسام .
فيجيب بعفوية : بالطبع لن أقوى على المزيد بسبب حالتك الخاصة .
عبست بعدم فهم ورمقته بتساؤل فتطلع إليها قليلا لتتسع عيناها بصدمة وتهمس بمفاجأة : حسام ، متى أصبحت وقحًا ؟!
ضحك بخفة ليقبض على كفها ويجذبها معه : لم أفعل فقط أجيبك بصراحة .
أجابته بعدم رضا : هذه وقاحة يا حسام بك .
دفعها معه للداخل بالفعل ليترك فرجة بسيطة في زجاج الشرفة فلا يكون مغلقًا لآخره: حسنًا نعتذر عن الوقاحة يا غالية هانم .
رمقته بإيباء وهي تتخلص من الغطاء من فوق كتفيها لتضعه على طرف الأريكة المجاورة للمدفئة : عفونا عنك .
سألها بجدية وهو يتحرك بردهة الشاليه الواسعة إلى حدٍ ما : ما رأيك نتناول الطعام أيضًا ، أعد إليكِ بعض الشطائر.
تطلعت إليه وهي تتبعه : تستطيع أن تفعل .
أومأ برأسه فهمهمت بإحباط : جيد فأنا لا أقوى على فعل أي شيء بالمطبخ .
ابتسم ليرمقها بحنان تلونت به نبراته : لا يهم أنا سأفعل .
اقتربت منه لتجاوره قبل أن تنطق بسلاسة ودون تفكير : أنا أحبك يا حسام .
استدار يرمقها بصدمة حطت على ملامحه هي التي وقفت تطلع إليه بوجه محتقن خجلًا تعض شفتها بحرج ليشعر بأنفاسه باتت ثقيلة وقلبه يخفق بجنون عيناه تتسع بعدم تصديق صدح بصوته الذي سألها : حقًا تفعلين ؟! أومأت برأسها وعيناها تومض بفضية ذائبة فأتبع وهو يقترب منها ثانيةً يهمس بتردد - تحبينني أنا يا غالية ؟!
رفعت وجهها إليه هو الذي وقف أمامها يحتضنها من مرفقيها : ولم أحب غيرك أبدًا ولن أفعل أبدًا .
سحب نفسًا عميقًا لينظر إليها بعدم تصديق قبل أن يهتف بسعادة صادقة : وأنا أحبك وأحبك وأحبك ولم أحب غيرك وأعدك أني لن أفعل بعدك أبدًا أبدًا .
تمتمت باختناق : وأنا أصدقك وواثقة بك .
همس باسمها وأنفاسه تتعالى ليدفعها للخلف يلصقها بالثلاجة الكبيرة من خلفها ليحنو رأسه وهو يلتقط شفتيها بقبلات متتالية كثيفة وكأنه يرتشف حبها الذي اعترفت له به ويمنحها حبه الذي يكنه لها بداخله ، ليتوقف عندما شعر بها تحتاج لأنفاسها فيبتعد قليلًا عنها هامسًا : آسف لم اقوى على منع نفسي .
ابتسمت وركنت رأسها بصدره ليضمها أكثر اليه قبلما يهمس وهو يدفعها بعيدًا قليلًا : سأعد الشطائر فأنا جائع .
ضحكت برقة وهمست : وأنا الأخرى جائعة .
سألها بجدية : إذا أردتِ أن أطلب لكِ الشاورما أو البيتزا كيفما تفضلين .
هزت رأسها نافية قبل أن تجيبه برقة : سأكتفي بشطائرك ، هيا أعدها إلى أن أعد الفشار بالميكروويف.
أومأ برأسه موافقًا فيتحركان معًا بحماس وسعادة خيمت عليهما إلى أن انتهيا ليحتلا الأريكة ، انتقت أحد الأفلام الرومانسية ليشاهداه معًا فتهمس إليه بتحذير عندما بدأ الفيلم هو الجالس بجوارها : هذا الفيلم جيد ولكنه للكبار فقط ، إذ لا تريد أن نراه سأختار غيره .
اقترب منها بخفة لتنتفض عندما التصق بها هامسًا وهو يحتضنها من خصرها : ماذا يعني أنه للكبار فقط .
ضحكت بخفة وهي تترك بقية الطعام مغمغة بتحذير: لا تتواقح .
رقمها من بين رموشه قبل أن يهمس بخفة وهو يخلصها من قلنسوة رأسها: أكملي طعامك .
تمتمت وهي تتمطئ : شبعت والحمد لله .
أجابها بجدية : حسنًا تعالى .
جذبها وهو يستلقي بها ليفرد عليهما الغطاء فتهمس إليه : ماذا تفعل ؟!
تمتم ببساطة : سنشاهد الفيلم ونتدفأ
استلقت على جانبها ليحيطها من الخلف دون أن يلتصق بها رأسه تعلو رأسها فيرمق شاشة التلفاز بصمت منغمسًا بأحداث الفيلم مفكرًا في كونها اختارته عشوائيًا أم أن هناك رسالة مخفاة عليه أن يلتقطها ابتسم عندما أدرك أنها غفت في نومها فيضمها بذراعه أكثر إلى صدره ويقبل رأسها ويدثرها جيدًا ليكمل مشاهدته للفيلم .
انتبه بعد مرور الكثير من الوقت على باب الشرفة الذي فتح وأبوه العابس على غير عادته والذي هم بالحديث فأشار إليه أن لا يفعل فيرمقه حاتم بصدمة ثم يشير إليه هامسًا بصوت خافت : ماذا تفعل يا حبيب أمك ؟!
تحكم حسام بضحكته ليشير على فمه بالصمت قبل أن يهمس بخفة : لم أفعل شيئًا والله ، ابنة أخيك تناولت الطعام ونامت .
رمقه حاتم بتشكك فابتسم حسام وهمس بصدق : أقسم لك هذا ما حدث
زفر حاتم بقوة ليهمس آمرًا : انهض يا حسام فهذا الوضع غير لائقًا ، وابنة عمك أمانة معنا .
ابتسم حسام وتحرك بخفة ليغادر الأريكة بالفعل وهو يحافظ عليها نائمة يدثرها بحنان ليخطو نحو أبيه يرتدي سترته الثقيلة ويشير لأبيه أن يجاوره خارجًا قبل أن يجبه : بالطبع يا بابا لم لكن لأقضي ليلتي بجوار غالية ولكني كنت أمنحها الأمان التي تحتاجه لتخلد إلى النوم، فهي لا تنم جيدًا بسبب ظروف عالية وبسبب ما يحدث عموما، ابتسم حاتم بفخر ليربت على كتفه متفهما قبلما يتابع حسام - إذا أردت أن أنقلها للغرفة بشاليه عمي سأحملها لهناك .
هز حاتم رأسه نافيًا: لا حتى لا تصاب بالبرد ، فقط دثرها جيدًا وإياك أن تجاورها بالنوم .
ابتسم حسام بخفة : سأنقلها لفراشي وأقضي ليلتي بالأسفل يا بابا وإذ أردت أن تقضي ليلتك معنا ، على راحتك .
أجاب حاتم بجدية : لا فأنا أثق بك .
هم حاتم بالابتعاد ليسأله حسام باهتمام : ما الذي أتى بك من الأساس ؟!
ثرثر حاتم : كنت أراكما جالسان بالخارج وفجأة اختفيتما ، صمت حاتم قليلًا ليتبع بمشاكسة متعمدة - بأول الأمر فرحت أنك استطعت أن تؤثر بها وتجذبها معك لتشغلها وتشاكسها كأي خطيب يفعل مع خطيبته ولكن عندما شعرت بأن الوقت أصبح طويلًا وأنتما مختفيان قلقت عليها وظننت فيك السوء.
هز حسام رأسه بيأس ليكمل حاتم بإحباط : لآتي وأجدك تشاهد التلفاز والفتاة نائمة .
ضحك حسام : آسف أني أشعرتك بالإحباط يا بابا .
هز حاتم رأسه بيأس : أنت يا ولد مربك ، رغم أني أشعر بأن هناك شاب وقح بداخلك أنت تتحكم فيه بضراوة إلا أني معجب بأنك تحافظ على ابنة عمك .
همس حاتم بجدية : لا تخف يا بابا ، ولا تقلق غالية أمانة برقبتي لن أخل بها .
تطلع إليه حاتم قليلًا قبلما يهمس بجدية : أمك اجادت تربيتك يا ولد .
ضحك حسام ليشاكسه متعمدًا : جيد أنك لم تضع تأثيرك علي .
هدر حاتم بغضب مفتعل : تأدب يا حسام، ابتسم حسام في وجهه ليتبع حاتم مشاكسًا - جيد أنك تبتسم من الواضح أن هناك ما حدث قبيل تناول الطعام والنوم دفعك للابتسام من جديد .
أشاح حسام برأسه فيكمل حاتم بخفة : أنت ولدي مهما أنكرت يا حسام بك.
همس حسام بخفة : تصبح على خير يا بابا .
أجاب حاتم التحية وهو يأفل عائدًا فيدور حسام على عقبيه ليدلف إلى الشاليه ويغلق الباب من خلفه ، يتحرك بسرعة للدور العلوي يأتي بأغطية ثقيلة ليدثرها بأحدهما ويلامس خصلاتها مربتًا على رأسها مقبلًا جبينها قبلما يعدل من وضع الكراسي بجوارها ويستلقي بداخل الكرسيين الذين أعدهما ويتدثر بدوره قريبًا منها يحتضن كفها القريب الخارج من الغطاء ليدفئه ويغلق التلفاز ليغفو بدوره بجوارها .
***



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 21-09-21 الساعة 12:08 AM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 04:56 AM   #1844

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

أمريكا – اليوم التالي – عصرًا
تخطو بجدية وخطوات حازمة .. تدق الأرض بكعبيها في سير متزن مشهورة به ، تحيي برأسها كل من يقابلها وتدرك هويته في طريق انصرافها بعدما أنهت عملها فتنتبه على صوت رئيسها المباشر يدعوها بجدية : بروفسيور جوان، استدارت بتساؤل لتتحرك نحوه عندما أشار إليها فيقبل عليها بدوره متحدثًا بلباقة – جيد أني لحقت بك قبلما تنصرفين .
ابتسمت في وجهه لتسأل بلطف : ما الأمر ؟!
ابتسم الرجل باتساع ليهمس إليها بجدية : أردت أن أعرفك على زميلك الجديد والذي أتى ندبًا لنا هذا الفصل الدراسي ، أعتقد أنك تعرفينه فهو خريج نفس جامعتك.
اختنق حلقها ووجهها يشحب تدريجيًا وهي تكذب حدسها الذي يخبرها بهوية من يحدثها عنه رئيسها لتنهار داخليًا عندما طل من خلف الرجل مبتسمًا باتساع هامسًا بترحاب ولهفة ومضت بحدقتيه : مرحبًا يا جوان ، اشتقت إليكِ.
...
يجلس أمامها يتأملها بتروي .. يملئ عيناه بوجودها .. يشعر بانه اشتاقها لدرجة لا يستطيع وصفها لها ، غير مصدقًا لاستجابتها لدعوته التي ألقاها في وجهها أمام رئيسهما فوافقت في عدم وعي كافي منها وهي التي ظلت تنظر إليه برهبة وكأنها رأت شبح ، يبتسم بداخله وهو يدرك حجم المفاجأة التي احتلتها عندما رأته أمامها وخاصةً بعدما حاولت خداعة عن طريق صديقتها التي اخبرته عن عودتها للوطن ولكنه أدرك بعدما أجرى بعض اتصالاته أنها لم تنتقل للجامعة بالوطن كما أخبرته الأخيرة التي من الواضح أنها كانت اتفقت معها لتخبره بشيء غير صحيح فبحث عنها بجدية إلى أن وجدها انتقلت لتلك الجامعة التي تقع بولاية أخرى وانتقلت بعيدة عنه .. هاربه منه ومما فعله بها .
تنفس بعمق ورمقها برجاء خفي بينما هي التي ترمقه بضيق وغضب تجلى بصوتها : ماذا تريد مما تفعله يا زياد ؟! أخبرني .
تمتم بصدق : أتيت أبحث عنك بعدما تركتني وغادرت يا چو .
رفت بعينيها لتهدر بضيق : لماذا ؟!
همس باضطراب : لأن حياتي بعدما غادرت كانت خالية دون رونق.
ابتسمت هازئة وأشاحت بعينيها بعيدًا ليهمس إليها : فقط أخبريني ما الذي علي فعله لأستعيدك وأنا سأفعل ؟!!
رددت باستنكار : تستعيدني ؟! أنا لم لكن لك من الأصل يا زياد لتستعيدني ، نحن لم نكن سويًا وما حدث بيننا خطأ .. لم يكن من المفترض أن يحدث ، خطأ بدأته أنت ووقعت فيه أنا .
هذر بسرعة : لنصحح الخطأ ، أخبريني كيف وأنا سأفعل .
ضحكت هازئة لتدمع عيناها وتهمس بصوت مختنق : أو تظن أني أعلم كيف علينا إصلاح الخطأ يا زياد ؟!! أو تظن أني أعرف كيف أنهي ذاك العذاب الذي أحيا فيه منذ أن غادرت وابتعدت ؟! أو تظن يا زياد أني أعلم كيف علي أن أجبر نفسي على النوم كل ليلة وأنا الذي أحيا في أرق دائم ويحتلني الندم لأني ...
صمتت باختناق أحكم حلقها ليهمس باختناق : أنا الآخر لا أستطع النوم .. الأرق لا يتركني وأشعر ..
هدرت بحدة : لا تقارن نفسك بي.. أبدًا لا تفعل يا زياد ، تطلع إليها بصدمة لتهذر بجنون ومض بعينيها فأتبعت – أنت أبدًا لن تشعر بما أشعر به .. لن تعاني أبدًا مثلما أعاني .. أبدًا لن تكون مثلي فلا تقارن نفسك بي.
همس بمهادنة : اهدئي يا چو .. اهدئي ، فهاك أنا هنا لأعتذر منك وأفعل ما تريدين لتصفحي عني وتعودي معي .
صاحت بحدة وهي تتراجع بجسدها للخلف : أنا أبدًا لن أكون معك .. ولن أعود إليكِ .
عبس باستنكار : لماذا ؟! ما الذي أخطأت فيه لتنفري مني بهذه الطريقة؟!
تطلعت إليه مليًا لتهمس ببوح وصوتها يقطر وجعًا : أنت لم تفعل شيئًا يا زياد ، أنا من فعلت .. أنا من أخطأت ، لقد خذلت نفسي .. وهويت لتلك الحفرة التي دفعتني إليها باستسلام مخزي فلم أرفض .. لم أنتفض .. ولم أحاربك ، بل أعلنت استسلامي وأسلمت إليك وأنت ..
رفعت عيناها إليه لتهمس باختناق : وأنت حقير استغلّتني واستغلّت مشاعري التي تدركها وموقن منها .. لقد خدعتني يا زياد .. لم تكن منصفًا معي وعليه أنا الأخرى لن أكون منصفة معك وأبدًا لن أسامحك ، أبدًا لن أسامحك .
ألقتها وهي تنهض واقفة ليتمسك بكفها : انتظري يا چوان ودعينا نتحدث.
انتزعت كفها منه لتهمس برفض : لم يعد هناك حديثًا بيننا يا زياد ، أرجوك عد من حيث أتيت ، فوجودك هنا خطأ جديد يضاف لرصيد أخطائنا سويًا .
أجابها برجاء : بل أنا هنا لأصحح ذاك الخطأ الذي يؤرق راحتنا سويًا .. أنا هنا لأعتذر لكِ وأطلب عفوك يا جوان ، أنا هنا لأجلك .
رفعت رأسها برفض صريح : وأنا أخبرك أن تعود من حيث أتيت يا زياد فما أتيت لأجله لن تحصل عليه .
***
بعد اربعة ايام ...
مستلقي على الفراش السيء بتلك الزنزانة المفردة التي وضعوه بها .. زنزانة خاصة جدًا لا تفتح إلا للكبار .. الشخصيات الهامة والعامة الذين عندما يسجنون لا يتساوون مع البقية وخاصة عندما يكون حبسهم احتياطيًا مثله ، هو الذي لم يرأف به وكيل النائب العام الذي يجري معه التحقيق وحبسه ولم يستجب لطلب محاميه بالإفراج عنه بكفالة أو حتى تحويله للمشفى النفسي بعدما دفع الأخير بعدم اتزانه العقلي فيرمقه وكيل النيابة بتفحص قبلما يهمس إليه بخفوت : أنا لا أرى أن موكلك يعاني من الجنون يا سعادة المستشار ولكن إذا يضايقه وجوده في السجن رغم الزنزانة الأنيقة التي يقضي فيها حبسه لنضعه مع البقية وحينها سنكتشف حقًا هل هو يعاني من عطب ما في عقله أم هو عاقل كما يبدو لي؟!
حينها ضيق عيناه وتفحصه مليًا ليبتسم ببرود وخاصة عندما تحدث محاميه : نحن لا نعترض على الزنزانة يا سيدي .
غمغم وكيل النيابة بسماجة : إذًا ما وجه الإعتراض يا سعادة المستشار؟!
أجاب محاميه : فقط كنا نطمع ب ..
قاطعه وكيل النيابة بحدة : القانون لا يُطمع به وتحقيق العدالة لا رياء فيه يا سعادة المستشار والمفترض أن موكلك يدرك ذلك جيدًا إذ أنه رجل ذو نفوذ ويعد من رجال الدولة .
غمغم محاميه سريعًا : نحن فداء العدالة وتحقيقها سعادتك .
ابتسم وكيل النيابة ويهدر بحزم : يحبس أربعة أيام على ذمة التحقيق .
حينها نهض وهو يتطلع لوكيل النيابة مليًا قبلما يهمس إليه وهو يغادر برفقة العسكري : إلى اللقاء سعادتك .
ابتسم بمكر وهو يراقب المواقع الإخبارية على جهازه اللوحي المسموح له باستخدامه داخل زنزانته يكاد أن يقهقه ضاحكًا وهو يلتقط ذاك العنوان الصغير عن حادث إنقلاب سيارة على الطريق السريع وقع البارحة ، سيارة تخص أحد وكلاء النائب العام الذي لم يلقى حتفه ولكنه في حالة خطرة .
فيشعر بالسعادة تغمره وخاصة مع رسالة محاميه التي وصلت إليه صباحًا عن تغيير وكيل النائب العام المختص بقضيته لأخر هو من سيقوم بالتحقيق معه اليوم ، متمنيًا أن يكون ليس متعتنًا كسابقه ويمنحهم إفراج سراح مشروط بكفالة أو بتحديد إقامته بأي مكان .
زفر بقوة ووضع الجهاز جانبًا ليغمض عيناه باسترخاء وهم يهمهم لنفسه : لن نبقى هنا كثيرًا ، سنخرج هذه المرة .
صوت العسكري الغليظ الذي فتح زنزانته هادرًا بجدية : زيد الحريري .
نهض بتكاسل ليرمق العسكري من بين رموشه فيهمس إليه العسكري بتزلف: المعذرة يا باشا ولكن أنت تدرك الأوامر ، أومأ زيد برأسه فيكمل العسكري – سنذهب لسراي النيابة لعلهم يمنحوك اليوم إفراج سراح مشروط .
تمتم زيد برزانة وهو يمد كفيه للعسكري : سيحدث اليوم .
تمتم العسكري بعفوية : بإذن الله يا باشا ، فمن مثلك لا يستحق السجن، سيعز علينا فراقك يا باشا .
ابتسم زيد في وجهه ليغمغم إليه : لا تقلق ، ستشملك رعايتنا دومًا يا عبد المقصود.
هلل العسكري : لا حرمنا الله من رعايتك وعطفك يا باشا ، ليمنحك الله ما تريد ويرضيك بعودة ولدك إليك يارب .
تمتم زيد بجدية : سيعود يا عبد المقصود ، شاء أو أبى سيعود إلى كنفي عن قريب .
تمتم عبد المقصود وهو يسير معه للخارج : حفظه الله وحماه يا باشا .
***
تجلس على كرسي الشاطئ تنظر للبحر أمامها .. تبتسم لأشعة الشمس الدافئة والمحببة لها .. تحررت من سترتها الثقيلة لتظل بذاك الفستان الصوفي القصير الذي بالكاد يلامس ركبتيها وهي تشعر بدفء الظهيرة يحاوطها فترتسم ابتسامة شقت ثغرها بعفوية وهي تفكر هل المياه دافئة في ذاك الوقت من العام أم باردة فلا يقوى المرء على السباحة فيها ، تطلعت مليًا أمامها قبلما تبدأ بخلع حذائها الرياضي وتتبعه بجوربيها قبل أن تنهض مقررة أن تشعر بالمياه تداعب قدميها ، لامست الرمال بقدميها فتعجبت من كونها باردة وهي التي دومًا تكون حارقة في الصيف فتخطو من فوقها برقة، تسير على اطراف أصابعها لتقف أمام الامواج التي تضرب الشاطئ بهدير قوي يفرح قلبها ، رفعت ساقها اليمنى لتغمس أطراف أصابعها داخل المياه بتردد لتضحك بخفة وهي تشعر ببرودة المياه تحكم فوق أوردتها لتهمس بحبور : اووه أنها باردة حقًا
تراجعت للخلف ثانيةً ورمقت المياه بشقاوة دبت في روحها وهي تنظر للأمواج التي تأتي متتابعة واحدة خلف أخرى تنحسر للخلف قبل أن تندفع بقوة ثانيةً فتتراجع هي للخلف بخفة قبل أن تركض وكأنها تطارد الأمواج عندما تنحسر ، مرة فالثانية لتتعالى ضحكاتها وهي تنغمس في لعبتها الطفولية التي أعادت إليها مرحها وضحكاتها التي غابت عنها ، لتتوقف بعد كثير عندما شعرت بالتعب ينهك أطرافها فتعود للخلف وتجلس على الرمال بعيدًا عن المياه حريصة ألا تبتل ملابسها .
تنهدت بقوة واحتضنت نفسها بذراعيها هي التي هربت من الجميع وأتت لهنا بعدما شددت على شقيقتها ألا تتبعها فأطاعت غالية صاغرة فهي الوحيدة التي لا تستمع إليها فعمها وزوجته وابن عمها الأكبر ينزلون على رغبتها في البقاء بمفردها إلا شقيقتها التي تحاوطها وتجاورها ، ممتنة هي لما تفعله غالية ولكنها تريد البقاء بمفردها .. تريد أن تصفي ذهنها .. وتستعيد ثباتها الذي سحق تحت وطأة تجربتها القاسية .
اختنق حلقها وهي تشعر بدموعها التي توقفت منذ تلك الليلة عن ذرفها تهاجم مآقيها من جديد فتمنحها الحرية أخيرًا في الهطول، هي التي منعت نفسها عن البكاء بعد تلك الليلة التي انهارت فيها بحضن شقيقها الأكبر بعدما استفاقت ووعت لما مرت به مع ذاك الحقير الذي أراد تحطيمها ، لتتوقف عن البكاء بعدها .. في صلابة أصرت عليها وتمسكت بها ، ولكن وهي هنا وحيدة .. بمفردها سمحت لنفسها أن تبكي وهي تتخفف من سيطرتها على مشاعرها فتجهش في البكاء وهي تحتضن نفسها .. تضم جسدها بذراعيها .. وتردد من بين دموعها : أنتِ قوية .. لا أحد يقوى على هزيمتك .. لا أحد يقوى على كسرك .. أنتِ قوية يا عالية .. قوية يا عالية .
انتفضت بخوف حقيقي عندما شعرت بأحدهم يضع كفيه على كتفيها ليهمهم حاتم سريعًا : اهدئي يا حبيبتي أنه أنا ، أتبع بمرح وهو يجلس بجوارها - توما .
ابتسمت عالية من بين دموعها لتمسح وجهها سريعًا بظهر كفيها : أنا بخير يا عماه .
ردد باستنكار : عماه ؟!!
فتبتسم بخفة : أنا بخير يا توما.
تطلع إليها حاتم مليًا قبلما يهمس بجدية : أعتذر إن كنت اقتحمت خلوتك ولكن .. صمت ليكمل بعد برهة - أتيت لأجاورك دون أن أدرك السبب ، إذا أردتِ أن أغادر سأفعل وإذا أردتِ أن تتجاهلي وجودي فلا تهتمي بي.. ولكن إذا أردتِ البوح يا عالية ، أنا هنا بجوارك حاضرًا .
نهنهت تسيطر على موجة بكائها لتسأل بصوت محشرج : بم أبوح ؟! أنا حتى لا أعرف ما الذي عليّ قوله ، هل علي أن أبوح بالوجع الذي يسكن داخلي .. أم علي أن اصف مدى الدمار الذي اُلحق بروحي ؟!
لانت عيناه بحنان ليهمس بصوت مختنق : تحدثي عن أي شيء ، أخبريني بأول ما يتبادر لذهنك يا عالية .
استدارت تطلع إليه قليلا قبل أن تهمس بتلقائية: أنا خائفة .
أطبق فكيه بقوة وغضبه يتملك حواسه لتهمس بوجع انتقل إليه بسلاسة : الخوف يمتلكني فلا أقوى على الفرار منه ، كلما أغمضت عيني أشعر بأنفاس قريبة ترتطم بوجهي .. وكلما غفوت أرى انعكاس وجهه في أحلامي ، أنا أسير التفت من حولي خائفة أن أجده ذات مرة أمامي .. أنا خائفة ومهما حاولت أن أتماسك أو أتظاهر بالقوة يحدث شيء صغير يهدم ثباتي ويزعزع ثقتي بنفسي .
دمعت عينا حاتم تلقائيًا ليجذبها إليه يضمها إلى صدره هامسًا بحنو : ما عاش من يخيفك يا حبيبة عمو .. ما عاش من يمسك أو يفقدك الثقة بذاتك .
بكت من جديد لتهمس بانهيار : بل عاش يا عماه ويعيش وسيعيش حتى إن كان مسجونًا هو باقي وذكراه لا أقوى على محوها أبدًا .
ضمها حاتم إلى صدره بقوة ليهمس إليها بجدية وثبات وهو يبعدها عنه قليلًا : اسمعي يا عالية ، هل تريدين التخلص من خوفك ؟!
أومأت برأسها إيجابًا في سرعة : لابد أن تواجهين نفسك يا ابنتي ، تواجهينها أن ما حدث لها ليس بالشيء الهين، ولن تستطيعي الخلاص منه في أيام قليلة ، بل هو شيء جلل لابد أن يأخذ وقته كاملًا لتستطيعي أن تتغلبي عليه ، فإدعاء القوة لا يفيد .. التماسك والصلابة لن تفيد، المواجهة فقط هي ما ستفيد ، والبحث عن حلول للتخلص من الخوف سيفيد .
همست باهتمام : كيف أفعل ؟!
تنهد بقوة : أولًا توقفي عن لوم نفسك ، ومعاتبتها على شيء لا يد لكِ فيه، رفا جفناه فأكمل بجدية وصرامة شكلت ملامحه - أنتِ لم تخطئِ في شيء .. لم ترتكبين ذنبًا .. وبالطبع لم تدفعيه لفعلته الدنيئة معك ، بل ما فعله يعود إليه، لأنه نذل ..حقير ..قذر .. وذو نفس ملتوية فآذاكِ وأنتِ أبدًا لم تؤذه ولم تخطئي معه .
اهتزت حدقتيها فيكمل حاتم بصلابة : وقوفك في وجهه أول الأمر كان صحيحًا مائة بالمائة ، ولكنه من يمتلك نفس مشوهه ، أما ما فعلته أنتِ صحيحًا يا عالية .
أخفضت عيناها ليحتضن حاتم ذقنها ويرفعها له ينظر إليها هامسًا بجدية : ولعلمك حتى إن كانت أخرى غيرك ، تتصرف بطريقة مغايرة أو ترتدي ملابسها بطريقة مختلفة ، كان سيؤذيها فذاك الحقير الذي آذاكِ يؤذي الجميع ، أنت لم تدفعيه للتحرش بك يا عالية ، وبالتأكيد لم تمنحيه إشارة من قريب أو بعيد أن يحاول اغتصابك.
تمتمت باختناق : لماذا فعل إذًا ؟!
تطلع إليها حاتم بصدمة سرعان ما سيطر عليها ليهدر بحدة : لأنه مريض يا عالية ، نفسه مشوهه وإنسانيته معدومة .
رجفا جفناها بتوتر ليهمس بجدية : لقد تعاملت مع كل أنواع النساء .. احتككت بهن .. غازلتهن .. وصداقتهن .. وبعض الأحيان كانت تجمعني بهن علاقات عابرة ، رفعت عيناها بمفاجأة ليومئ برأسه موافقًا - نعم عمك كان عابثًا قديمًا ..
ليصمت لوهلة قبل أن يغمغم بخفة مرحة : وحديثًا أيضًا
اتسعت عينا عالية بتعجب ليكمل حاتم بمرح تعمده : ولكن الأمور لا تتطور – الآن - أكثر من بعض أحاديث مرحة ، فأنا لا أحبذ إغضاب سارة ولكن
تنهد ليتمتم بإنجليزية سريعة : any way ، دعك مني فما أتحدث عنه الآن أنه حتى الرجل لو كان عابثًا يقبل بقول لا .. فلا تعني لا عليه بعدها أن يتراجع حتى لو السيدة أمامه عارية يا عالية .
احتقن وجهها بقوة فابتسم ليغمغم إليها : لم أكن لبقًا ، هزت رأسها نافية فأكمل بخفة - تعمدت أن أكون وقحًا لأفهمك أن الأمر لا يتعلق بك ، بل بالذكر الذي تخلى عن رجولته واكتفى فقط بذكوريته وعاد لكونه حيوان أجرب بموسم تزاوج منطلق في الطرقات .
ضحكت رغمًا عنها ليشاركها الضحك الذي اندثر من عينيها بعد برهة فيرمقها متسائلًا لتغمغم باختناق : إذا كان هو حقير بتلك الطريقة التي تصفها يا عمي ، لماذا آزرته زوجته ودافع عنه الجميع واتخذوا جانبه ؟!
تنهد حاتم بقوة ليغمغم بهدوء : لأنهم جبناء يا عالية ، زوجته اتخذت جانبه وآزرته لأنها أجبن من أن تواجه نفسها بحقارة زوجها .. أجبن من أن تهدم بيتها ، فقبلت بحقارته وأصبحت حقيرة مثله عندما أقنعت نفسها أن النساء من حول جوزها هن من يطاردنه ، وأنهن جميعهن سيئات وأن زوجها لا يوجد مثله لذا تردن النساء سرقته منها ، فتشعر بسمو غير متواجد من الأساس، سمو مزيف يمنحها مكانة هي تفتقرها في علاقتها معه
أومأت بتفهم لتغمغم : والناس ؟!
ابتسم بخفة ليغمغم بجدية : الناس نوعان ، النساء منهم يغبطنك على شجاعتك ويحسدنك عليها ولكن لا يستطعن الإشادة بك فيحبطون من عزيمتك ويميلون أن يجعلوك سيئة حتى لا تكوني متفوقة عليهن ، أما الرجال فيميلون لتصديق انك السيئة فذاك الخاطر يمنحهم الحلم العظيم في كونك لقمة سائغة يستطيعون بدورهم أن يتذوقونها .
اهتزت حدقتيها بصدمة لتهمس بعدم تصديق : ما هذا العالم الحقير ؟!!
ضحك حاتم ليغمغم هازئًا : للأسف يا عالية ، هذا هو العالم المحيط بنا، هذه هي أرض الواقع يا حبيبتي .
اختنق حلقها لتهمس برفض : ولكني لا أقوى على أن أحيا هكذا يا عماه .. لا أقوى أن أتعامل مع كل هذا الزيف والمرض والحقارة .
تمتم حاتم بجدية : عليكِ أن تتعلمي وتتأقلمي يا عالية .
رفت بعينيها كثيرًا قبل أن تهمس باختناق : أريد العودة للخارج يا عمي .
زفر بقوة ليهمس بجدية : ليس هكذا تُحل الأمور يا حبيبة عمو ، فذاك الواقع متواجد بكل العالم ، ألم تقابلين مرضى بالخارج ومتنمرين ومتعصبين ؟!
تمتمت سريعًا : بالطبع قابلت ولكن ..
أجاب بجدية : ولكن التجربة لم تكن قاسية بهذه الطريقة ، لذا عليكِ المحاربة يا عالية ، لم يربيكِ أبواك على الاستسلام يا ابنتي لتفعلي الآن .. أشاحت برأسها بعي بعيدًا ليكمل حاتم - عليكِ المحاولة ولكن إذا فاض بك الأمر ولم تستطيعي التأقلم لن يمنعك منا أحد .
أومأت برأسها متفهمة فيكمل بجدية : عليكِ التروي في قرارك يا عالية والمحاولة أكثر من مرة .
تنفست بعمق وابتسمت برقة في وجهه ليغمغم إليها بشقاوة : ما رأيك أدعوكِ على الغذاء اليوم ، أنا وأنتِ بمفردنا ؟!! ابتسمت ليكمل مشاكسًا - ونلتقط الصور وأنشرها على حسابي الرسمي فتنقلب الميديا بصورة القمر التي تجاور حاتم كامل وهل هي مغامرة جديدة أم ماذا ؟! لنعد من الخارج فنجد حسام يطلق النيران من أنفه ويعبس بغضب سيحرقه يومًا ما بعون الله .
تعالت ضحكاتها لتهمس برقة : من فضلك يا عمو انا أقدر حسام كثيرًا ولا أرضى عليه .
تمتم ضاحكًا : حقًا لا أفهم كيف يستميل الجميع في صفه رغم عبوسه المريب هذا ، فأنتِ تقدرينه وتالية تعتز بأخوته والجميلة الفاتنة تحبه وأنا للآن لا أعرف كيف تقع في حب القفل العابس هذا ، أتبع بهذر متعجب - من المؤكد أن شقيقتك وقعت على أم رأسها وهي صغيرة فأصيبت وكان ناتج هذه الوقعة عشقها لحسام .
تعالت ضحكاتها من جديد ليتأملها بفرحة صادقة تلألأت بعينيه قبل أن يهمس : أنا سعيد لأني أسمع ضحكاتك من جديد يا لولو ، ابتسمت برقة فأشار إليها برأسه وهو ينهض واقفًا ليجذبها معه - هيا بنا سنذهب الآن.
نفضت الرمال عن فستانها وهمست بعدم تصديق : هكذا بملابسنا الممتلئة بالرمال .
أومأ برأسه إيجابًا قبلما يهتف بها : فقط اتركي نفسك لي ولا تعتلي هما سيكون يومًا رائعًا أعدك .
ابتسمت ووضعت كفها براحته ليجذبها معه فتعد نفسها بأنها ستستمتع اليوم وتترك كل شيء من خلفها ، لتكن فقط سعيدة اليوم برفقة عمها .
***

تقف تتطلع إليه بوجل للآن لم يختفي من عمق حدقتيها رغم أنه أصبح بخير ، نعم وجهه لم يستعيد رونقه المعتاد ، وابتسامته لم تعد تضيء كالسابق ولكنه بخير يتحرك أمامها دون تباطء ويتحدث بطريقته العادية ولكنها أكثر من يعرف أن زوجها الذي يقف أمامها الآن ، ليس مالك الذي كان قبيل ما فعله بهما ولدهما ، اختنق حلقها وهي تقترب منه تهمس بتساؤل سألته له أكثر من مرة وهو يجيبها بنفس الإجابة ولكنها تسأل من جديد لعلها تجبره على الرجوع عن قراره الذي لا تعرفه ولكنها تشعر به بحدسها : مُصر أن تذهب للحفل يا مالك ؟!
أغمض عيناه بصبر ليبتسم وهو يستدير اليها هامسا بأريحية : بالطبع لقد انتهيت من ارتداء ملابسي أيضًا ، ألم تنتهي أنتِ بعد ؟!
تطلعت إليه بتساؤل لا تجرؤ على النطق به فلا يجيبها بل يرمقها بزرقاويتيه العاكستين لمرآها فلا تقوى على النفاذ إلى داخله فتهمس باختناق : يتبقى وشاحي فقط.
ابتسم بلطف في وجهها : حسنا ارتديه إلى أن أرى هل انتهتا الفتاتان من ارتداء ملابسهما أم لا ؟!
زمت شفتيها بتعجب وهي تضع الوشاح على رأسها : لا أفهم لماذا صممت أن تحضر ملك معنا فلا تنتظر إنهاء عادل لعمله وتأتي معه ؟!
ابتسم وهو يسبل جفنيه : عادل سيتأخر في الحضور وليس لائقًا أن تتأخر ملك بهذه الطريقة فبالأخير هذا حفل ابن خالها الكبير .
تطلعت إليه عبر المرآة لتهمس بجدية : ليس هذا السبب الوحيد يا مالك.
ابتسم ليجيب ببساطة : بالطبع يا إيمي ، هناك سببًا آخرًا .
استدارت تسأله : وهو ؟!
أشار بذراعيه : أن أدلف إلى الحفل كسلطان زماني وأنتن معي وتحاوطنني .
ضحكت برقة لتجاريه في حديثه : إذًا أنت تريد التباهي بالفتاتين ؟!
همهم بمشاكسة : الشقراء .. والسمراء يا إيمي ، لا توجد من تماثل أيًا منهما في جمالها .
اقتربت منه بعدما انهت ارتداء وشاحها : وأنا ؟!
جذبها إليه ليهمس بعفوية : أنتِ مليكة قلبي يا أم .. صمت وحلقه ينكتم قبلما يسيطر على غضبه متبعا – يا أم ملك .. يا حبيبة مالك ورفيقة دربه .
دمعت عيناها وقلبها يئن وجعًا لتحتضنه كما استطاعت وهي تهمس داعية بصدق : لا حرمني الله منك أبدًا يا حبيبي .
تنفس بعمق ليغمغم بمرح : سنتأخر هكذا ، هيا انتهي واتبعيني سأرى الفتاتين .
ابتسمت برقة وهمست : على الفور يا حبيبي .
تحرك خارجا لتتنفس بعمق وهي تنشغل في إنهاء استعدادها للحفل تحاول أن تنفي ذكرى ولدها من عقلها ولكن عقلها لا ينفك أن يذكرها بما فعله بها وبأبيه فتفكر كيف ستستطيع أن تنظر إليه أو تلقاه الليلة!!
***
تحرك باتجاه غرفة ابنته والغرفة الأخرى التي تسكنها مي بدلًا من ولده الذي غدر به وهو الذي لم يتخيل أبدًا أن يفعل به ما أقدم عليه ، ليشعر بالاختناق يعاوده وقلبه يئن بوجع حارق لم يغادر صدره أبدًا ولكنه يكتمه ويتكتمه ويضمره في روحه ليظل محتفظًا بجذوة الغضب وامضة .. متقدة إلى أن يعاقبه على ما اقترفه في حقه وحق والدته ، تنفس بعمق ورسم ابتسامة سعيدة بطريقة محترفة لطالما انطلت على الجميع فهو بالأخير ممثل بارع حصل على جوائز عديدة لقيامه بأدوار كثيرة كان يؤديها خلف الكاميرا ولكن اليوم .. بل الليلة حان دور أن يحصد جائزته عن أهم دور سيلعبه في حياته .
طرق باب غرفة ابنته ليهتف بمرح وهو يفتح الباب بتؤدة ويغمض عيناه : هل مسموح لي بالدخول ؟!
اتسعت ابتسامة مي لتهتف بمرح مماثل : تعالى يا لوكا.
أطلق صفيرًا خافتًا وهو ينظر إليها هاتفا بمرح : ما هذا القمر ؟! اللهم بارك يا رب ، هل تسعين للحصول على عريس يا مي هانم أم ماذا ؟!
تمتمت بمرح وهي ترفع راسها بدلال : إذا وجدت أحدهم جيدًا سأخلع ولدك وأتزوج منك .
قهقه ضاحكًا ليجيبها بمرح : يستحق وأنا موافق .
ضحكت برقة لتشاكسه بدورها وهي تتمسك بطرفي سترته : أنت تغطي على نفسك يا باشا ، من الواضح أنك من تسعى لإيقاع الفتيات وتبحث عن أخرى تختطفك من ماما ، وإلا ما كنت اهتممت بنفسك هكذا ، وأطللت علينا كالقمر هكذا ، أتبعت بخفة – ما شاء الله حتى لا تقل أني أحسدك .
تعالت ضحكاته ليجذبها يضمها إلى صدره هامسًا بمشاكسة : اصمتي يا بنت قبل أن تستمع إليكِ إيمان فتحيل أيامي وليالي جحيمًا مجسدًا من الغيرة المفرطة.
تمتمت ببساطة ضاحكة : حقها يا مالك ، حقها أنت تستحق أن تغار عليك وتأسرك إلى جوارها أيضًا .
اتسعت ابتسامته ليغمغم بعفوية : أنا أسيرها دون أي شيء .
هتف مي ضاحكة : يا سيدي .
ضمها مالك لصدره ليُقبل رأسها : سعيد بتقاربكما ، بل سعيد للغاية .
تنهدت مي لتهمس : وأنا سعيدة جدًا لوجودي معكما يا لوكا .
هم بالحديث ليصدح صوت ملك التي خرجت من غرفة الملابس تهمس بغيرة مفتعلة : يا سلام يا سي بابا، الآن تضم مي وتدللها بدلًا مني غدا تنساني لأجل السيدة مي .
قهقه ضاحكًا وهو يخطو نحوها : أبدًا وهل أستطع يا حبيبة بابا ؟! أنتِ حبيبتي وأميرتي يا ملك .
اتسعت ابتسامتها لتخطو نحوه فتختبئ بصدره ليضمها إليه ويقبل جبينها فتهتف مي بسماحة نفس : مي ستغادر قبلما تعلني عليها الحرب يا ملك هانم .
ضحكت ملك ليتمسك بها مالك : لا تتضايقي يا مي فملك غيورة كأمها.
ابتسمت مي بخفة : أعلم وحقها تغار عليك يا لوكا ، وانا لست ضائقة بل أنا شخصيًا أغار عليك ولكني سأذهب لأرتدي حذائي وأكون مستعدة.
أومأ برأسه متفهمًا فيتابعها تغادر بالفعل ليلتفت إلى ابنته التي ابتسمت برقة في وجهه فيجذبها ليحتضنها بحنان قبلما يدفعها بعيدًا قليلًا يتطلع إليها مليًا ثم يهمس إليها بتواطئ : أخبريني يا ملك هل تنوين أن تفقدي عادل عقله الليلة ؟!
لوت ملك شفتيها بدلال : وهل ظل به عقل يا بابا لقد أفقدته له منذ زمن بعيد ؟!!
تعالت ضحكاتهما قبلما يضربها مالك بخفة على رأسها من الخلف هامسًا بعتاب : بنت يا ملك زوجك سيد العاقلين .
ابتسمت ووجهها يتورد هامسة بصدق : وسيد الناس كلهم يا بابا ، لا يوجد أبدًا من يماثل عادل.
اتسعت عيناه ليهمس بغيرة مفتعلة : يا سلام ، وتصرحين هكذا أمامي دون حياء .
ضحكت لتهمس برأس مرفوعة : زوجي يا بابا وحقي أن أصرح بكل شيء يخصه أمام العالم كله .
تطلع إليها مالك قليلًا ليغمغم وهو يهز رأسه بيأس : ليس هينًا ، لقد أخبرتك يا حبيبة بابا قبل الزواج ولكنك انتفخت وتهكمت وهاك النتيجة.
توردت لتتلعثم وتهمس وهي توليه ظهرها : ما بالها النتيجة ؟!
ضحك بخفة ليحتضن كتفيها بكفيه ليضمها إلى صدره ويقبل رأسها : النتيجة مبهرة ، أنا سعيد لأنك سعيدة تحت ظل الطبيب .
تنهدت بقوة وهمست : الحمد لله يا بابا .
أومأ برأسه فرحًا قبلما يهمس مشاكسًا : إذًا اتركيني أغازل مي على راحتي واكتفي بحضرة الطبيب الذي سيدور من حولك الليلة بسبب ذاك الفستان الخطير .
ضحكت ملك لتغمغم ببساطة : لا عادل أرزن من أن يدور حولي يا بابا ، وأثقل من ذلك أيضًا .
تمتم مالك مشاكسًا : واثق من نفسه ابن الأمير .
أسبلت ملك عيناها : يحق له .
هدر مالك هذه المرة بتحذير حقيقي : بنت يا ملك دفاع آخر وسأهاتفه ليأتي ويصحبك من هنا ، فأنا لن أصطحبك معي .
تعالت ضحكتها لتشاكسه بخفة : اووه شعرت بالغيرة يا فنان ، أومأ برأسه في صراحة لتهمس إليه بكيد متبعة – لتدرك شعوري وأنا أسمعك تغازل السيدة مي من دوني .
تعالت ضحكاته ليشير إليها بكفيه : حسنًا فهمت ، ولكنكِ لا تتعنتي معي واتركيني أدلل الفتاة التي لا تملك أحدًا يدللها.
أومأت برأسها لتهمس : أنا أشاكسك فقط ، ومي تستحق يا بابا .
تنهد مالك بقوة ليغمغم بجدية : نعم أنها تستحق الكثير ولكنها تزوجت ممن لا يقدر ولا يفهم .
أسبلت ملك جفنيها لتهمس اليه : علي الدين ليس سيئًا يا بابا هو فقط .. صمتت وتنهدت بقوة قبلما تتبع- أنه أحمق وعنيد كالتيوس ولكنه ليس سيئًا .
اختنق حلقه ليرمق ابنته التي تحب شقيقها وتأمن له فلا يحاول أن يعدل إليها فكرتها عن أخيها الذي توحش وتشرس فأول من تهجم عليه والديه ليتنفس بقوة وهمس بجدية : سامحه الله وأصلح له حاله .
تمتمت بصدق : اللهم آمين يارب ، هي فقط فترة وقت وستنتهي بإذن الله يا بابا ، سيعود ويصالحك أنت وماما ويصالح مي ويستعيدها أيضًا .
ابتسم مالك وآثر الصمت قليلًا قبلما يهتف بجدية : حسنًا هيا بنا حتى لا نتأخر .
أومأت برأسها وهي تهتف بمرح : هاك أنا انتهيت ، ما رأيك نلتقط إلينا صورة يا باشا وأنت كالقمر هكذا .
ابتسم مالك ليقف بجوارها فتلتقط لهما الصورة وهو يحتضنها بصدره فتقبل وجنته برقة ليسبل جفنيه هامساً بمشاكسة : أشعر بأنكِ تشاكسي أحدهم يا ملك هانم .
تعالت ضحكاتها لتبرق عيناها بشقاوة : بالطبع افعل يا بابا .
تعالت ضحكاته ليدفعها بخفة فتسير معه : أنتِ شقية ولكن عادل يستحق ما تفعليه به .
أسبلت جفنيها لتهمس بمكر:بالطبع يستحق .
***
يقف بأسفل السلم بعدما أنهى حديثه مع رمزي الذي أبلغه بأخر المستجدات الخاصة بتأمينه وتأمين الحفل الذي استعد إليه وينتظر إطلالتها التي اخذت الكثير من الوقت فهي منذ بداية النهار مختفية ومشغولة عنه هو الذي عاد فلم يجدها باستقباله وعندما سأل عنها أخبرته مدبرة المنزل أنها تستعد لاحتفال الليلة ، حتى عندما افتقدها وحاول رؤيتها منعته تلك الخادمة الصغيرة التي أخبرها من قبل أنها وصيفتها وهي تجيبه بكلمات متعثرة نصفها عربي والنصف الآخر إنجليزي عن كونها مشغولة ولن تستطيع مقابلته فأفل عائدًا للغرفة البعيدة التي أعدت إليه ليرتدي بها ملابسه ويستريح بها فزوجته استولت هي ومن يعدونها للاحتفال على جناح نومهما، فاستعد بضجر يخيم عليه وهو يفكر فيم تفعله ويستلزم أن يمنعها عنه بهذه الطريقة !!
انتبه من أفكاره على صوت كعبي حذائها والذي نادرًا ما يستمع إليه فهي لا تفضل ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي لأنها لا تستريح بهم كما استنتج ثم أن طولها الأهيف المناسب لطوله لا يحتاج أن تزيده طولًا، ومع حرصها الشديد على حملها -مؤخرًا- دفعها أن تستغنى حتى عن تلك الكعوب الصغيرة التي كانت ترتديها بعض الأحيان لأجله في الليالي التي يسهران بها سويًا فتعمد لتدليله بطريقتها الخاصة وتسعده بطلات مختلفة دومًا كانت تلقى استحسانه ، رفع عيناه بعفوية لترف بمفاجأة قوية وهو يتطلع لها تخطو بتؤدة وبسمة مترددة تزين شفتيها ، تتطلع إليه بخوف غريزي وتقيس ردة فعله الأولية على مظهرها فيجيبها بردة قوية صادقة انطلقت من فمه الذي صدح بصفير إعجاب مميز وعيناه تتوهج بإعجاب حقيقي وهو الذي تأملها من اخمص قدميها في حذاء أنيق عالي من قماش التل المفرغ فيظهر قدميها كلما خطت من أسفل تنورة الفستان المضيء بلونه الفضي الألق .. تنورته منفوشة قليلًا وخصره منضبط محدد بحزام من الفضة اللامع متجانس مع قماش الفستان المشغول والذي يضوي بتدرجات فضيته البراقة .. جذعه يجسد تفاصيلها ويظهر هشاشة كتفيها رغم انغلاقه إلى ما بعد ترقوتيها ليأتي تأخر كتفي الفستان بسبعة أفقية مفتوحة أظهرت أول كتفيها رغم عدم انزلاقهما لتظهر عنقها الجميل بطوله المميز والذي أزاد رونقه ذاك الحلق المدلى بشكله الجميل ، كميه الكاملين متسعتين قليلًا يظهران ذراعيها من أسفلهما ، خصلاتها ملومة للأعلى في تسريحة أنيقة أظهرت وجهها الصبوح وتفاصيله المليحة بزينتها المختلفة والتي أظهرتها بإطلالة راقية أعجبته
ابتسمت برقة وهي تنزل درجات السلم ببطء ليمد كفه اليها قبل أن تصل نحوه فتضع يدها فيها بأريحية ليجذبها بخفة إليه فتشهق بخوف وهي تتعثر وتشعر بأنها كادت أن تسقط ولكنه حملها ليضمها إلى صدره يطبع قبلة شقية خفيفة داخل ترقوتها هامسًا : هذا الفستان مكشوف يا چود .
توردت وهي تتمسك بكتفيه ليدور بها وينزلها أرضًا فتهمس بخفوت : أنه انتقائك يا أدهم .
ومضت عيناه بتوق ليغمغم بعدم رضا افتعله : تراجعت عنه ، لم أكن أعلم انه سيكون رائعًا ومغريًا هكذا .
ازداد توردها لتسأل بعفوية صادقة : حقًا أعجبك ؟!!
تنهد بقوة ليحتضن وجهها بين كفيه مغمغمًا بصوت أجش : رائع لأنكِ من ترتديه ، ابتسمت بصدق وروحها تنتعش فيكمل بخفوت وهو يضع رأسه برأسها – رائع لدرجة أني أفكر أن ألغي الحفل ولنحتفل معا بمفردنا، فلماذا نذهب ليتطلع الجميع إلى حسنك وينظرن لما هو ملكي بمفردي ؟!
تهلل وجهها بسعادة غمرتها قبل أن تنطق باتزان : ولكنه هام لأجلك .. لأجل حلمك وحملتك يا أدهم .
لوى شفتيه ليغمغم بضجر : لا أعلم كيف وافقت على إقامته ؟!
تمتمت بتعجب : لأنه يفيد حملتك .
أومأ برأسه ليغمغم بجدية : نعم هو مفيد لي كثيرًا ، ولكن الآن وأنا انظر إليكِ وأفكر أن الجميع سوف ينظرون لك أشعر بأنها لم تكن فكرة صائبة.
تطلعت اليه بذهول لتسأل بعدم تصديق : تغار علي ؟!
ارتفعا حاجبيه بتعجب وهم بإجابتها ليتعالى رنين هاتفه فيزم شفتيه بتفكير قبيل أن يجب فيأتيه صوتها الساخط : أين أنت يا باشا ؟!
تمتم بهدوء : سنتحرك من البيت يا آسيا .
أغمضت آسيا عيناها بعدم رضا لتهمهم بضيق : أدهم أنت تدرك أنك متأخر أليس كذلك ؟!
كح بخفة ليغمغم بمرح افتعله : ليس أنا ولكن الحلوى من تأخرت وأنا كنت أنتظرها .
أتته ضحكة آسيا الراضية : آها إذا كان الأمر هكذا سأتغاضى من أجل حلوى الباشا وعيون حلوى الباشا ، ولكن هيا لا تتأخر أكثر فبالطبع لن أقف استقبل المدعوين بمفردي يا أدهم
تمتم سريعًا : بالطبع لا ، سنتحرك حالًا ولن نتأخر .
أجابته سريعًا وهي تنتبه لإشارة أحد العاملين معها : ننتظركما .
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 04:58 AM   #1845

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

دلفت إلى جواره تتأبط ذراعه بعدما ساعدها في النزول من السيارة ، تضع ذاك الفراء غالي الثمن بلونه الأبيض الأنيق فوق كتفيها ليمنع عنها برودة الجو في ذاك الجزء الصغير الذي فصل وقوف السيارة عن دخولهما لمكان الحفل الذي تقف في مدخله آسيا التي تتحدث مع أحدهم بحماس عن شيء ما فلم تنتبه لوصولهما فتشعر بحلقها يجف وهي تتأملها من اخمص قدميها بحذائها المخملي المغلق ولونه الأحمر القاني يزين قدميها بلونهما الأبيض الشاهق والظاهران بطريقة طفيفة قبل ساقي البنطلون السمني بلمعة رائقة واسعتين يعبث الهواء بهما فيظهر شقي بنطالها الطولي ويكشف عن بياض ساقيها الشاهق إلى ما بعد ركبتيها لتنتهيا بأسورتين تحدد كاحليها ، مزخرفين بشكل راقي من لألئ بألوان مختلفة ولكن الأحمر ظاهر فيما بينهم ، رفعت عيناها لتنظر لبلوزتها الحمراء المخملية بلون الحذاء ولكنها تضوي بألق ناري مغلقة الرقبة وبكمين كاملين لولا تلك الفتحات التي تظهر منها كتفيها ، خصلاتها البنية بوهجها الأشقر ملفوفة في خصل مجعدة من حول وجهها ذو الزينة الرائقة التي أزادتها جمالًا ، رفعت عيناها سريعًا لتنظر إلى من يجاورها فتقيس ردة فعله التي أتت لا مبالية وخاصة مع اقتراب آسيا منهما مرحبة بحفاوة لتمتدحها برقة ورقي قبلما تهمس بشقاوة : تأخذين العقل يا جوجو ، سيجنون بك وعليكِ .
ابتسمت جود برقة وهي تستقبل احتضانها الدافئ ليشاكسها أدهم غامزًا : أرأيت كان معي حق ؟! عبست آسيا بتساؤل فأتبع أدهم بخفة – أخبرتها أن علي أن ألغي الحفل ولكنها اعترضت .
تمتمت آسيا بخفة : حقك ولكن لديك بقية العمر يا أدهم باشا لتفعل فيه ما تريد ولكن الآن علينا حفل علينا الفوز به ، أومأ بعينيه متفهمًا قبلما تتبع آسيا – هيا امنحونا بعض اللقطات قبل أن تدلفا سويًا دون توتر أو خوف .
اقتربت من جود تهمس إليها : ارفعي رأسك وسيري بخيلاء فأنتِ زوجة أدهم الجمّال
تنفست جود بعمق وأومأت برأسها في تفهم لتشير إليهما آسيا بعدما أشارت للمصورين : هيا اسرقا الأضواء .
***
يخطو بخيلاء وهو يمر من بوابة القصر الذي لا يفضل التواجد فيه .. لا يحب أن يزوره .. ولا يستسيغه دون سبب معروف له ولكنه من الواضح أنه لازال يحتفظ بذاك الجزء المتحفظ بداخله لتلك العائلة التي لا يفضلهم ، لا يكرهم ولا يحبهم .. ورغم العمل الذي يجمع بينه وبينهم إلا أنه لازال هناك جزء من روحه لا ينغمس به معهم .. فيظل وهو معهم يشعر بحذر لا يفهم مصدره .
تنفس بعمق وهو يرفع رأسه يستقبل أضواء الكاميرات ببسمة رزينة ويستجيب لنداء الصحافيين فيستدير إليهم ليلتقطوا الصور إلى أن اقترب أحدهم منه مرحبًا فيشير إليه سليم ببسمة لم تخرج صادقة فيسأله الأخير : تحضر بمفردك يا سليم ، أين الهانم ؟!
ابتسم سليم برزانة ليهمس بجدية : لا يوجد هانم .. من الواضح أن معلوماتك قديمة للغاية ، من رأيي أن الصحفي الناجح لابد أن يكون مواكبًا للأحداث .
ألقاها وهو يتحرك مستغلًا مفاجأة الصحفي الذي تطلع في أثره بعدم تصديق ليتوقف ثانيةً وأضواء الكاميرات تلتقط وصوله قبلما تستقبله إحدى مضيفات الحفل كما توقع لترحب به وتصحبه للطاولة المزينة باسمه فيشكرها بلباقة قبلما يستمع إلى صوت آسيا الذي صدح من خلفه : أنرتنا بحضورك يا إمبراطور .
التفت إليها مُرحبًا : أتيت خصيصًا لأجل عينيكِ .
ضحكت برقة : أعلم ، وسعيدة جدًا لقدومك وكنت أتمنى أن تصحب السكر معك ولكن المرة القادمة بإذن الله .
تمتم بصدق : بإذن الله يارب ، ولكن صدقًا لن آتي بأمينة لحفلات كهذه أبدًا .
عبست آسيا ترمقه بارتياب : لماذا ما أعرفه أنها تعمل مذيعة بالإذاعة ؟!
ابتسم بخفة وهمس إليها : أمينة لا تتفق مع هذه الأجواء وخاصة في حفل كهذا الحفل .
تطلعت إليه آسيا مليًا لتغمغم بعدم تصديق : يا الله يا سليم ، لا تخبرني أنك ستتحول مع الوقت لتصبح شبه خالو .
قهقه سليم بخفة ليشاكسها : سأخبره .
أشارت آسيا برأسها نافية لتهمس برجاء : لا تفعل أرجوك ، فرغم كل شيء أنا أحب خالو ولا أحب أن أغضبه .
قهقه سليم ضاحكًا ليهمس إليها : جبانة .
رفعت كفيها : أعترف مع أبيك .. أنا جبانة جدًا .
اتسعت ابتسامته ليلتفت من حوله : من حضر .
أجابته : الجميع ، أنت من أتيت متأخرًا ، فالنجوم لا يحضرون مبكرًا يا باشا ، تعال معي لأصحبك بجولة وأريك مجهوداتي في الحفل .
أومأ برأسه موافقًا قبلما يهمس بجدية وعيناه تقع على مالك الواقف بمفرده : سأفعل يا آسيا ولكن امنحيني بضعة دقائق سأتحدث مع مالك في أمر هام وبعدها سأكون تحت أمرك .
أومأت برأسها في تفهم : حسنًا سآتي ثانيةً .
أومأ لها ليتحرك نحو مالك الذي ابتسم بوجهه فيقترب منه سليم ليرحب به مالك ويحتضنه فيضمه سليم بود واحتفاء قبلما يسأله عن أحواله يتبادل معه بعض الحديث ثم يهمس بعد قليل : أنت متغيب عن المؤسسة هذه الأيام يا مالك ، لماذا ؟!
التفت إليه مالك بتعجب : متغيب كيف ؟
رمقه سليم من بين رموشه ليغمغم بجدية وهو يشد جسده بصلابة : بمعنى متغيب ، أنت لا تأتي نهائيًا .. ولا تباشر العمل حتى عن طريق الهاتف، كنت أظنك مسافر ولكن تفاجأت من ملك أنك تمكث بالبيت وتفاجأت أكثر عندما أرسلت أوراق اعتماد ميزانية الفيلم الجديد الذي سننتجه فوقع عليها علي بمفرده، رغم أن علي لا يملك حق التوقيع عليها.
صمت مالك قليلًا ليغمغم إليه بخفة : فقط أحببت أن أرتاح لأيام معدودة .
رمقه سليم مليًا ليغمغم : جيد هذا جيد ولكن هل منحت لعلي حقوق التوقيع النهائية أيضًا ؟!
اختنق حلق مالك ليشيح برأسه بعيدًا فيصمت سليم لوقت قليل قبلما يهمس بجدية : ماذا حدث يا مالك أخبرني ؟! أنا ذراعك الأيمن .. من تربيت على يديك .. ومن كبرت تحت جناحك ، بالتأكيد لن تخفي عني أمورك .
التفت مالك يرمقه مليًا : ستكتم السر وتساعدني .
همس سليم بسرعة وصدق ومض بعينيه : وأفديك بعنقي يا مالك وأنت تعرف .
أومأ مالك برأسه هامسًا : جيد فأنا كنت سأخبرك على كل حال لأني أريد مساعدتك .
تمتم سليم باهتمام : فيما ؟!
تنهد مالك بقوة وهو يشعر بقلبه يئن من جديد : سأخبرك .
***

دلف إلى الاحتفال المهيب الذي يقام على شرف ابن خاله الذي يشق طريقه بعالم الساسية ، فأتى بآسيا لتمهده إليه وتزيل العثرات من طريقه تحت دعم عاصم التام وبمساندة من سليم الذي منحه دعم غير مشروط لا يجد له سببا سوى أن آسيا مديرة حملة أدهم الدعائية ، فهو أكثر من يعرف سليم ويدرك جيدًا أنه لا يفضل عائلة والدته ، رغم تقديره الصريح لعاصم واحترامه لمكانة خاله سعادة المستشار ، إلا أن أدهم من الاشخاص غير المفضلين لسليم لذا هو تعجب للدعم الذي وجده منه وتساءل كثيرًا إلى أن توصل إلى السبب الذي تراءى له الآن أمام عينيه ،هي التي أقبلت عليه بكامل بهائها وابتسامتها اللبقة واحتفائها المعهود منها: علي الدين بك، أنرتنا بحضورك يا صديقي .
اتسعت ابتسامته ليستقبل ترحابها : الحفل منير بك يا صديقتي .
ضحكت آسيا بخفة لتسأله : كيف حالك ؟! وأين أنت مختفي يا بني ؟! أنا لا أراك نهائيًا .
أجابها علي بود : فقط بعض مشغوليات العمل ، كيف حالك أنتِ ؟!
تمتمت برقة : بخير والحمد لله ، أتيت متأخرًا رغم وصول الجميع منذ بداية الحفل .
ابتسم ليجيب برزانة : فقط انشغلت قليلًا ولكن هاك قد أتيت ، الحفل رائع من الواضح .
اتسعت ابتسامتها لتهمهم : نعم أنا سعيدة به ومردوده جيدًا للآن .
همس بصدق : موفقة دومًا يا آسيا .
همت بالحديث ليصدح صوت مازن الذي اقترب من خلفها : اوه انظر من هنا ، علي باشا أخيرًا تعطف وطل علينا بمحياه غير الوسيم .
ضحكت آسيا ليغمغم علي بمزاح : تركنا لك الوسامة يا سي مازن .
تمتم مازن بخفة : طوال عمري وسيم ، التفت ليسأل آسيا بشقاوة – أليس كذلك يا قمر ؟!
ضحكت آسيا لتهمس إليه : اترك القمر في حالها فلديها العديد من الأشياء عليها فعلها ليس من ضمنها مغازلتك .
لوى مازن شفتيه بإحباط : يا خسارة .
ضحكت آسيا بخفة لتغمغم إليهما سويًا : سأذهب لأجاور أدهم في حديثه مع الشباب ، سعدت برؤيتك الليلة يا علي .
تمتم علي بصدق : أنا الأسعد يا عزيزتي .
هتف مازن بمرح : لا تنسي وعدتيني تراقصيني .
أشارت اليه : لم أفعل وبالطبع لن أفعل .
شاكسها مازن بخفة : بل ستفعلين .
أشاحت إليه بكفها وهي تخطو بسرعة مبتعدة لينظر إليه علي بتساؤل هامسًا باستفهام : آسيا ؟!!
عبس مازن بعدم فهم : ما بالها ؟! هز علي كتفيه بعدم معرفة ليتبع مازن بإدراك – أنها آسيا يا علي مكانتها لدي كملك ، بالطبع أنا أشاكسها فقط ليس أكثر .
أومأ علي رأسه بتفهم ليهدر مازن بضيق : ثم أنت تسأل وتستفسر فيما يا شيخ علي ، أنت لم تهاتفني ولا مرة لتطمئن علي والآن تسألني عن آسيا .
أجابه علي باعتذار صادق : المعذرة يا مازن ولكن انشغلت قليلًا .
رمقه مازن بضيق حقيقي : لا يا علي حقًا أنا غاضب منك ، وخاصة وأنا أشعر بك تقاطعنا دون سبب مفهوم لي ، وإياك أن تتحجج بأدهم ومناقرتكما سويًا ، فلطالما تناقرتما ولكن أبدًا لم يبتعد أحدنا عن الآخر .
تمتم علي بسرعة : بالطبع أنا لم أبتعد يا مازن ، فقط هي أمور العمل .
أجاب مازن بعتاب قوي : ليس لهذه الدرجة يا علي ، لقد اتصلت بك أكثر من مرة بل ألححت عليك بالمقابلة وأنت تهربت مني .
ردد علي بانزعاج : تهربت ؟! بالطبع لم أفعل فقط كنت مشغول والله .
رمقه مازن مليًا ليشعر بأن هناك شيئًا خاطئًا فيه ليغمغم متجاهلًا شعوره : حسنًا جيد أنك أتيت الليلة ، هيا انتشر وسلم على الجميع وبارك لأدهم قبلما تعود لي لنتحدث كالعادة ، فأنا اشتقت للثرثرة معك .
أومأ علي الدين برأسه متفهمًا قبلما يبتعد عن مازن الذي راقبه يحاول أن يدرك ما الذي حدث لابن عمته فيشعر به متبدلًا هكذا ولكنه لا يقوى على الوصول لسبب تبدله الذي يفوح رائحته منه .
***

بعد منتصف الحفل ...
اقترب من أبيه يهتف بالتحية فيرمقه أمير من بين رموشه ليتحرك عادل واقفًا بجواره يحاوطاهما حرس أبيه الذي حضر بطريقة مهيبة وبصفه رسمية أثارت تعجب عادل : لم أتوقع حضورك يا بابا .
رمقه أمير بطرف عينه ليغمغم بجدية : لا تشغل رأسك بي وبحضوري وأخبرني عنك وعن ذاك الشيء الذي أردت أن تتحدث معي فيه .
اختنق حلق عادل ليجيب بعد برهة : المكان غير مناسب يا بابا .
استدار أمير برأسه ينظر إليه قبلما يهمس إليه بفحيح جاد : بل أكثر من مناسب يا عادل ، أفضي بما لديك دون أن تخاف من ردة فعلي فعلى الأقل سأحافظ على مظهرنا أمام الناس .
تنفس عادل بعمق ليجيب بتروي : لست خائفًا فقط لا أريد لملك أن تدرك الامر .
رفع أمير حاجبه ليبتسم بمكر هامسًا بتهكم : خوف من نوع آخر .
تمتم عادل ببساطة : سمه كما شئت يا بابا .
سأله أمير مباشرة : هل عادت السيدة لارا للظهور من جديد ؟!
أجفل عادل قبلما يهمس بمنطقية : بالطبع عرفت فهي أتت عند البيت والبيت عندنا مراقب .
مط أمير شفتيه ليغمغم بلا مبالاة : بل بيوتكم جميعًا مراقبة ، ارتفعا حاجبي عادل بمفاجأة ليغمغم أمير – وبعض الأحيان أنتم نفسكم مراقبين يا عادل .
رجف حلق عادل فيغمغم أمير بجدية : لا تنسى أنت تعمل على مشروع قومي وأخوك مهدد لأجل عمله وأنا ..
تمتم عادل بسرعة : حفظك الله لنا يا بابا .
تنفس أمير بعمق ليغمغم : وحفظكم لي وبارك فيكم ، هيا أخبرني ماذا تريد بعدما ساعدت السيدة لارا وأدخلتها للمشفى .
تنهد عادل بقوة : أريد التخلي عنها يا بابا .. أريد أن أتخلص منها ومن وجودها في حياتي .. أريدها أن تبتعد دون أن أشعر بالذنب لأني لم أساعدها عندما لجئت لي .
رمقه أمير باهتمام : ولماذا تشعر بالذنب يا عادل ؟!
تمتم عادل سريعًا : لأنها سيدة وتلجأ لي تحتمي بي
تطلع إليه أمير مليًا فاختنق عادل وصمت ليهمس أمير بحزم : ما الذي يشعرك بالذنب يا عادل ؟! بل الأحرى ماذا فعلت بالسيدة لارا لتشعر بالذنب نحوها فتحاول أن تساعدها رغم أنك تدرك أنها تستحق ألا تساعدها أو تنقذها يا عادل ، تنفس عادل بعمق ليكمل أمير – أعتقد أنه حان وقت أن تخبرني بما حدث بينكما المرتين الماضيتين .
رف عادل بعينيه ليهمس امير بنبرة لا تقبل النقاش وهو ينظر للأمام منتظرًا : أنا أستمع يا عادل.
...
ران الصمت وخيما عليهما رغم صخب الحفل من حولهما أمير يطبق فكيه بغضب يضمره بداخله بينما يشيح عادل بعينيه بعيدًا قبلما ينطق أمير من بين أسنانه : لا أصدق أنك من تتحدث .
تنفس عادل بعمق ليغمغم باختناق : كنت آخذ حقي يا بابا .
هدر أمير بحنق رغم خفوت صوته : حقك ، أين حقك هذا يا عادل بك؟!
استدار إليه عادل بغضب اعتلى جبينه ليهدر بغضب مكتوم : بعد كل ما أخبرتك عنه تسألني أين حقي ؟!
هدر أمير بعصبية نادرًا ما تتملك منه : وهل كل ما أخبرتني به حضرتك يستحق رد فعلك المرعب هذا ؟! هل ما فعلته السيدة يستحق ما تسببت فيه أنت لها ؟!!
رفع عادل رأسه بشموخ : رد فعلي كان انعكاس لفعلها يا بابا .
تمتم أمير بعدم رضا : رد فعل متطرف يا عادل لا يقبله الله عز وجل ولن تفلت منه أبدًا دون عقاب من خالقك ، رد فعل أنا لا أتقبله وليس من المفترض أن يصدر منك ، أنت خاصةً ابني الذي ربيته على أشياء كثيرة لم تراعيها حضرتك في رد فعلك أو دعنا نسمه باسمه الحقيقي في انتقامك يا عادل .
تطلع عادل لأمير قليلًا قبيل أن يتحدث بجدية : ما ربيتني وما كبرت عليه يا بابا لا يتماشى مع الحياة التي نعيش بها ، فمع أول موقف اصطدمت به في حياتي العملية اكتشفت أن ما نشأت عليه لا يليق بما ألقاه ممن حولي ، فالجميع لا يحملون أخلاقك يا أبي .. ولم يربون أبنائهم على أخلاق الفرسان مثلك .. الجميع مراوغين .. خادعين .. كاذبين ،وعصر الفرسان انتهى منذ زمن ، والأخلاق أصبحت عملة نادرة بل ويُسخر منها أيضًا .
ابتسم أمير ساخرًا ليغمغم بحزن : فقررت أن تصبح مثل الجميع بدلًا من أن تتمسك بمبادئك .
أجاب عادل بكبر : بل قررت أن أحمل النصفين يا بابا ، نصف مثلما أردت أنت والآخر مثلما يستحق الآخرون ، قررت أن أصبح معدلًا .. متطورًا .. مبتكرًا لأجل أن أستطع التعايش مع أصناف البشر المختلفة التي أراها .. قررت ان ابطش بمن يستحق فلا أترك حقي .. وأن أكون حليمًا مع من يستحق ومراعيًا أيضًا ، لقد حورت نفسي وحولتها لأكون عادل الخيّال كما حلمت وأردت فيصبح لي اسمي وثقلي لأرهب من يملك نفس ضعيفة فيهاب أن يغضبني وأكون حانٍ عندما أريد وأسمح .
تطلع إليه أمير بعدم تصديق وذهول طفيف يحتل حدقتيه ليهز رأسه بيأس ويهمس باختناق : والآن يا عادل بك يا خيال ، ماذا تريد من أبيك الذي يحيى في عصر لا يماثله ؟!
تنفس عادل بعمق : أريد مساعدتك يا بابا ، أريد الخلاص من لارا دون أن تدرك ملك وجودها .
لانت ملامح أمير ليغمغم : تفرق معك ملك ومعرفتها لهذه الدرجة ؟!!
هدر عادل بغضب : بالطبع يهمني يا بابا ، وتهمني حياتي التي أسستها .. وأسرتي التي أسعى لإنشائها .. يهمني الثقة التي جمعتنا يا بابا وظهور لارا الآن سيهدم كل شيء .
ضيق أمير عيناه ليغمغم : ولماذا لا تخبر ملك بم حدث وتنهي الأمر ؟! اهتزت حدقتي عادل برفض فيغمغم أمير بتفهم – أنت خائف أن تدرك ملك ما حدث بينك وبين لارا قديًما يا عادل ، أليس كذلك ؟!
لم يجب وأشاح برأسه بعيدًا ليكمل أمير سائلًا : هل أنت قلق أن تخافك ملك أم أن تدرك أنك كنت خاطبًا للارا ثلاث سنوات كاملة وأنت مقررًا عدم زواجك بها يا عادل ؟!
زفر عادل بقوة ليغمغم بجدية : أنا لا أريد لملك أن تدرك الأمر كله يا بابا لا أريدها أن تعرف تفاصيله أو يخيم علينا أشباح الماضي فتقلق سعادتها معي ، ملك ليست هينه ورأسها لا تتوقف عن التفكير لن تكتفي بما سأخبرها به ، بل ستبحث في أعماق الأمر وأنا .. أنا لا أريدها أن تفعل .
رفع أمير حاجبه ليتشكل ثغره ببسمة رائقة ليغمغم بعدم تصديق صادق : أنت تخاف الصغيرة ، زفر عادل بقوة فقهقه أمير ضاحكًا رغمًا عنه ليتابع – لها حق والدتك تغار منها ، فأنا لا أصدق أنك بنفسك تقف أمامي ترتعد فرائصك لأجل ملك .
ألقى اسمها وهو يشير بيده بعلامة تدل على قصر ملك فيبتسم عادل مرغمًا ليهمهم بجدية : لا أخافها يا بابا ، أخاف عليها وعلى حياتي التي لا أريد لأي شيء يزعزع ثباتها .
رمقه أمير من بين رموشه ليغمغم اليه بجدية : بل تخاف أن تكتشف ما تخبئه أنت يا عبقري زمانك .
تطلع إليه عادل قليلًا ليهمس بعدما تجاهل حديث أمير بتعمد : ستساعدني يا بابا ؟!
ابتسم أمير متهكمًا : هل لي خيار آخر ؟!
هز عادل رأسه نافيًا ليومئ أمير برأسه هامسًا : حسنًا أخبرني عن خطتك يا عبقري .
***
يقف بجوارها يستمع بإنصات لحديثها المنغم هما اللذان وقفا يتحدثان مع بعض الكبار فيشرح لهم بعض نقاط برنامجه الذي يسعى إليه فيحصل على تأييد جديد يضاف إلى رصيده ، ابتسم بسعادة حقيقية وهو يرحب بالمتواجدين من جديد ليهمس بفخر : الحفل جيد يا آسيا ومردوده رائع .
تمتمت بصدق : الحمد لله ، لقد تحدثت مع الجميع تقريبًا يا أدهم ، تبقى فقط مجموعة الشباب التي أتيت بها من الحزب ، أنهم ينتمون للطبقة فوق المتوسطة ولكنهم من مواليد الدائرة هنا لذا عليك أن تستمع إليهم وتمنحهم دعمك فتكسب ثقتهم .
أومأ برأسه متفهما ليغمغم بجدية : بل وأساعدهم أيضًا إذ يحتاجون للمساعدة .
اتسعت ابتسامتها لتهمس بفخر : جيد هم بالفعل لديهم بعض المطالب.
تمتم بجدية : لنرى ما الذي أستطيع فعله لهم ؟!
همت بالحديث لتصمت وصوت أدركته بسهولة رغم مرور السنوات يصدح من خلفها : لم أصدق عيناي حينما رأيتك أمامي ، لقد عدت من لندن خصيصًا لأقابلك .
التفتا سويًا لتنظر بدهشة لمن وقف أمامها قبلما تسيطر على مفاجأتها فتتسع ابتسامتها المرحبة بحفاوة بينما هو أطبق فكيه وهو يتطلع لمن وقف أمامهما يعود من ذاكرته البعيدة ، ذاكرته التي قفزت على السطح عندما هتفت آسيا بنبرة ممطوطة مدللة باسم الآخر وهي تصافحه برقة : داود ، كيف حالك ؟!
رفع كفها ليقبل ظاهرها بطريقة أنيقة ويقترب منها بخفة : بخير ، طالما رأيتك أنا بخير يا آسيا .
ضحكت برقة وهي تسحب كفها من راحته بينما رفع حاجبه بضيق تملكه مرغمًا ليتبع داود ببسمة مرحة صادقة : أدهم بك مبارك على الترشح .
ابتسم أدهم بلباقة ليجيبه : بارك الله فيك ، حمدًا لله على سلامتك يا بك.
تمتم داود مجيبًا : سلمك الله ، هم بالحديث لتصدح صوت ضحكة أنثوية أثارت انتباههم ليطبق أدهم فكيه وهو يتطلع لجود التي تعالت ضحكاتها ومن الواضح أنها تتمايل مع عمه ليغمغم سريعًا : سعيد برؤيتك يا داود بك ، ولكن أعذرني لدي شيء هام علي فعله .
راقبه داود يبتعد ليستدير ثانيةً إليها تتألق عيناه بلهفة : أخبريني كيف حالك ؟!
أجابته ببسمة هادئة : بخير والحمد لله .
اقترب أكثر ليهمهم بمكر وخفة : وكيف وجدت مصر عندما عدتِ ؟!
ضحكت لتثرثر بخفة : كما تركتها والحمد لله .
تأملها مليًا ليهمس بعفوية : اشتقت إليكِ يا آسيا واشتقت لمعرفة أخبارك، أخبريني عنك
ابتسمت لتسأله بتهكم : أين زوجتك يا داود بك ؟!
رفع كفاه الخاليتان من أي شيء بهما ويجيبها بشقاوة مماثلة : تطلقت .
ضحكت بخفة وأجابته : بصرة .
تعالت ضحكاته ليهمس بسعادة : أعلم ، أخبرتك أني أتيت من لندن خصيصًا عندما علمت بعودتك .
أسبلت جفنيها لتبتسم بمكر وتسأله بنبرة ساخرة مرحة : كيف حال والدتك يا داود بك ؟!
أسبل داود عيناه لينطق من بين أسنانه ساخرًا : تسلم عليكِ .
رفعت حاجبيها بصدمة افتعلتها : اووه ميمي بنفسها تسلم علي ، رمقها داود بعتاب فأكملت بخفة – أخر معلوماتي عنها أنها لم تكن تطيقني ونعتتني بابنة المغنية .
أصدر صوتًا ضجرًا ليجيبها : ألازلتِ تذكرين يا آسيا ، قلبك أسود .
فضحكت لتجيبه : جدًا .
رمقها بطرف عينه ليجيب : ليس عليكِ القلق من ميمي ، فهي تغيرت .
تطلعت إليه بصدمة افتعلتها : حقًا ، لا تخبرني كيف حدث ذلك ؟! ما الحدث الكوني الذي جعلها تتغير ؟!
ابتسم بألم ليغمغم بجدية : طلاقي .
جمدت ملامحها لتشعر بغصة قوية تستحكم حلقها قبل أن تهمس بمرح افتعلته : لماذا ؟! هل يعايرونك أيضًا بطلاقك ؟!
رفع عيناه ليغمغم بثبات : بل بقلبي .
تخشب جسدها وابتسمت بتوتر لتغمغم إليه بسرعة : سعيدة بملاقاتك الليلة يا داود ، نورت مصر بعودتك.
تحرك ليمنعها من الابتعاد هامسًا : إلى أين ؟!
تمتمت بسرعة : أنا المسئولة عن الحفل لذا لا أمتلك الوقت الكافي للثرثرة لذا أعتذر منك سأذهب لأباشر أمور الحفل المتبقية .
لوى شفتيه ليغمغم بسرعة : بالطبع أتفهم متطلبات عملك الليلة ولكن ، أنا اشتقت إليكِ بالفعل لنتقابل يومًا آخرًا ونثرثر على راحتنا .
رفعت عيناها بتوتر ملحوظ لتهمس بسرعة : حسنًا يوم اخر بإذن الله ، أراك على خير .
ألقتها وابتعدت بسرعة دون أن تمنحه الفرصة ليجيبها فيتنهد بقوة ويغمغم لنفسه : يوم أخر يا آسيا ، فأنا عدت لأجلك ولا يوجد ما يشغلني عنك .
‏***



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 20-09-21 الساعة 11:51 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 05:25 AM   #1846

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

تجلس على الطاولة المخصصة لهما هي وزوجها الذي ابتعد ليتحدث مع بعض الكبار كما همست آسيا التي أشارت إليه أنه لابد أن يذهب لأولئك الرجال فوافقها بعدما سألها أن كانت ترغب في مرافقته فأشارت له بالنفي فاستأذنها بعدما قبل رأسها ليبتعد عنها ويتركها بمفردها ، هي التي وقفت تطلع لما حولها .. الاحتفال راقي .. ضخم وصاخب ، يشي بمكانة زوجها ومكانة عائلته الأرستقراطية .. عائلته التي استقبلتهما بترحاب فتوافدوا عليهم تباعًا ليرحبوا بهما بدءًا من والدته التي أشادت بإطلالتها في فخر ، شقيقته الكبرى التي رحبت بها بطيبة والصغرى التي ابتسمت لها بترحاب وباركت لها حملها بسعادة حقيقية رغم جمودها الغريب مع شقيقها الذي شاكسها فلم تلين إليه ، ليتوافد عليها البقية ما عدا والده ، الذي جلس بعنجهية وشموخ على طاولته يجاوره عاصم الذي على ما يبدو حذي حذو عمه وحميه فتشير إليه آسيا برأسها وتهمس بصلابة : اصحب جود إليه يا أدهم ، أم تنتظر أن يأتي سعادته إليك ليرحب بك ؟!
حينها همست إليه بخفوت : أنها محقة يا أدهم ، علينا الذهاب لسعادته، فبالطبع لن ننتظر أن يأتي إلينا والدك .
أومأ برأسه موافقًا قبلما يصحبها إليهما فيرحب بهما عاصم الذي نهض واقفًا يشير إليها برأسه في رسمية قبلما يرفع وائل رأسه لابنه الذي أقبل عليه ليبتسم بلباقة ويشير إليهما برأسه في تحية شعرتها فاترة ثم يرمق ابنه بنظرة مطولة فيبتسم أدهم بوجهه قبلما يهمس بحدة : لنعد يا جود.
فتطيعه وتعود معه لطاولتهما ليبدأ الحفل والذي امتلأ بالناس رويدًا رويدًا ، بعضهم أتوا مرحبين منفرجين السرائر يرحبون بها في صفاء وسماحة نفس والبعض الآخر يرمقونها بنظرات رافضة رغم بسمتهم المتسعة والتي تكون موجهة لأدهم أكثر منها ، ولكنها تمسكت بصلابتها كما أخبرتها آسيا من قبل وهي تهمس إليها بدعم : إياكِ وأن تشعريهم أنهم قادرون على التأثير بك .. حافظي على ابتسامتك .. وتمسكي بثباتك ، ومهما حدث لا تخافِ ، لن يجرؤ أحدًا على المساس بك ، فهم يخافون آل الجمّال ومن يمس طرف أحد أفراد آل الجمّال كأنه مس العائلة بأكملها ، وأنتِ صرت من آل الجمّال يا جود ، بل من بعد الحفل لا تجفلي أو تتعجبي أن يدعونك بجود الجمّال ، فهذا متوقع وطبيعي
وهاك هي تنفذ نصيحة آسيا وهي تشعر بأن رهبتها اندثرت وبدأت بالانغماس في فقرات الحفل الذي أحبته بتنظيمه الرائع والعائد لسنوات قديمة فائتة أثلجت صدرها هي من تعشق كل ما هو قديم .
ابتسمت برقة وهي تنتبه على اقتراب عم زوجها منها يسير من خلفه أحد النُدل الذي يحمل صينية عليها أطباق الطعام وكأسين من العصير ليضعهم عليها ووليد يجلس مجاورًا لها هامسًا بشقاوة : كيف حالك يا جوجو ؟! ابتسمت برقة وهي تغمغم إليه بالحمد ليتبع سائلًا باهتمام – أعجبك الحفل ؟!
أومأت برأسها لتهمس بانبهار : رائع .
تنفس وليد بعمق ليرمق آسيا الواقفة بجوار ابن أخيه تتحدث بسلاسة فتجذب الأنظار كعادتها وتسيطر على العقول بحديثها المرتب ،فيغمغم بعفوية : نعم أنه رائع وصاخب أيضًا ، وأعتقد أنه سيأتي بمردوده المرجو منه في الأخير .
أومأت جود بتفهم لتهمس بصدق : آسيا بارعة في عملها ، بل صدقا هي بارعة في كل شيء ،
صمتت لبرهة قبلما تهمس بنبرة أثارت انتباه وليد : أنها رائعة كالحفل الذي أعدته .
ضيق عيناه وهو ينظر إليها متشككًا ليسيطر على أفكاره ويهمس إليها سائلًا : لماذا تركت أدهم بمفرده ؟!
هزت كتفيها بلا معرفة لتجيبه : لا شيء سوى أنه يتحدث بالعمل وأنا .. لا أعلم شعرت بأن وجودي سيكون غير ضروري .
عبس وليد بعدم رضا ليتنهد بقوة وهمس بجدية : بل وجودك في كل الأحوال ضروري يا جود فلا تتركي مكانك بجواره أبدًا .
استدارت ترمقه برهبة استقرت بقلبها ليهمس بجدية وثبات هو الذي أخرج سيجاره الكوبي ليبدأ بتجهيزه : لا تنسي ابدا انك زوجته ووجودك جواره ضروري فأنتِ من ستأتين بولي العهد المنتظر .
ابتسمت بتوتر لتهمس بارتعاش مفضوح : من الممكن أن تكون فتاة يا عماه .
عبس بتفكير ليرمقها مليًا بطرف عينه قبل أن يجيب بثبات : لا أنتِ تحملين طفلا ذكرًا ، تنفس بعمق ونفث دخان سيجاره - ستأتين بولي العهد يا جود ستكونين الملكة الأم وما دونك لا شيء .
اختلجت أنفاسها لتطلع إليه بعينين متسعتين بمفاجأة ليلتفت نحوها يرمقها بثبات هامسًا بجدية : أدركِ موضعك ومكانتك يا جود هانم .. أنتِ الزوجة .. أنتِ الملكة .. أنتِ كنة بيت وائل الجمّال وأم حفيده .. أنتِ من حفرت جذرك بالأرض وثبتِ أقدامك فلا تتركين مكانك أبدًا ، حافظي عليه ودافعي عنه بضراوة، تلعثمت وعيناها تسطع بتساؤل جبنت أن تنطقه فيتبع برزانة - وإن لم يكن لأجلك ، حاربي لأجل من ستأتي به وسيكون مكانه محفوظًا .. سيكون الملك القادم في حكم أدهم الجمّال ووريث عرشه .
تمتمت بخفوت : أنا لا أحب الصراعات يا عماه .. لا استطيع التأقلم معها، أنا بسيطة ولا يهمني أي شيء سوى أن أكون بجوار أدهم وأسعده .
ابتسم بلطف ليحتضن كفها القريبة منه : أعلم وأدرك ما تشعرين به ، ولكن يا جود بعض الأحيان يُكتب علينا الصراع والقتال ليس لأجلنا بل لأجل أحبائنا ، لا تتخلي عن مكانك لأجل أي شيء حتى ان كان لأجل أدهم نفسه ، وحافظي على وجودك لأجل ولدك القادم ، اعلمي أنك الحقيقة والبقية سراب وأوهام ولا يمتون للواقع بصلة .
تساءلت بعفوية والرهبة تستقر بمقلتيها : هل أقوى أن احتفظ بأدهم رغمًا عنه يا عماه ؟!
ابتسم وليد بمكر :ولماذا رغمًا عنه ؟! ستحتفظين بأدهم لأن هذا ما يريده أدهم ، أنتِ لا تحتاجين أن تبذلي اي مجهود للاحتفاظ بادهم يا جود هانم ، فأدهم متعلق بكِ .. روحه معلقه معكِ وأنتِ تستولين عليه.
تنفست بعمق لتهمس بخفوت وصوتها يحشرج ببوحها : ولكني لا أحتل قلبه .
أجابها بمشاغبة : ولكنكِ تحتلين روحه وحياته.
تنهدت بعدم اقتناع استقر بعمق روحها فضيق وليد عيناه بتفكير ليسألها : ما دليل الحب يا جود ؟! هزت كتفيها بعدم معرفة ليتبع بمنطقية- الغيرة أليس كذلك ؟!
تمتمت بعدم معرفة : كما أظن .
تطلع إليها وابتسامته الماكرة تشكل ثغره : تستطيعين التمايل ، أليس كذلك ؟!
فغرت فاها لتهمس بسرعة رافضة : بالطبع ولكن لا أقوى أن أفعلها .
تمتم بحنق : هل أطلب منك الرقص ؟! أنا أخبرك أن تتمايلي فقط معي ، بكتفيك هكذا واضحكي معي وانتظري النتيجة ، ولا تخشي شيئًا .
هزت رأسها رافضة لتغمغم بخفوت : لا أستطيع يا عماه ، أدهم سيغضب وأنا لا أقوى على إغضابه .
رمقها وليد من بين رموشه ليتمتم بحنق : فليغضب ويحترق من الغيرة ، ستنبهرين من النتيجة ، اسألي مجرب .
تمتمت بدهشة : بعد الشر عنه يا عماه ،لوى وليد شفتيه بضيق فأكملت سائلة - مجرب ؟!
ضحك وليد بخفة ليغمز لها بعينه : فقط استمعي لي ، سيعجبك الوجه الآخر لسيادة النائب .
هزت رأسها برفض فأشار اليها ليغمغم بدندنة رائقة مع الأغنية التي تصدح من حولهما : استمعي لهذا المقطع من الأغنية خطير ، أتعلمين أنا أحب الأغنية بصوت نجاة ولكن حسين الجسمي أداءه بها رائعًا .
ضحكت برقة لتهمس إليه : أنا أعرفها وأحفظها ، بابا رحمه الله كان يحبها بصوت الجسمي أيضًا .
ترحم وليد على أبيها ليشير إليها بعينيه : هيا دندني معي أعتقد أنكِ تحفظينها
اتسعت ابتسامتها وهو يشدو بصوت رائق :
حبيبي لما لقاني .. مريت قباله
شال طرف شالي وسقاني وطرف شاله
طرفلي عيني بس بهداوة
أما براوة .. أما براوة على الهداوة
لتستجيب بالفعل في الإعادة الثانية مرددة الأغنية معه وهي تبتسم باتساع وكتفيها تتمايلان برقة ليناغشها وليد بملامحه فتنطلق ضحكتها عالية فيهتف وليد بخفة : يا سيدي .
انتبهت لصوت ضحكتها التي صدحت عالية فوضعت كفيها سويًا على فمها لتكتمها رغمًا عنها ، عبس وليد بضجر اندثر سريعًا وخاصة حينما صدح صوت أدهم زاعقًا بعتاب : ماذا تفعل يا عماه ؟!
استدار وليد ينظر إليه ببراءة ليجيبه ببسمة ضاحكة : ما الأمر يا ابن أبيك؟! لماذا عروقك منتفخة علينا هكذا ؟!
زفر أدهم بقوة بعدما عاتب وليد بعينيه ليلتفت إليها يرمقها بعتاب غاضب فتخفض وجهها بحرج وخاصة حينما هدر بضيق: منذ متى تضحكين هكذا يا جود ؟!‎
نهض وليد واقفًا ليدفعه في كتفه بجدية : لا شأن لك بها ، كانت تتضاحك معي ما الأمر ؟! ما المصيبة التي حدثت لتأتي وتزعق بنا ، هاك أنت تقف هنا وهناك تتضاحك مع تلك وتتحدث مع ذاك وتركتها بمفردها.
اتسعت عينا أدهم بصدمة ليغمغم مبررًا : أنا لم أضحك مع أحد ، وأتحدث بأمور تخص الحملة .
رمقه وليد من بين رموشها ليهدر بضيق معاتب : ولكنك تركتها بمفردها .
تمتم أدهم سريعًا مدافعًا : أخبرتها أن تأتي معي رفضت وتمسكت بالجلوس يا عمي ، التفت لجود – لم أقصد أن أتركك أبدًا .
ابتسمت بلطف وهمت بالحديث ليقاطعه وليد بجدية : ولكنك فعلت ، فأتيت أنا لأسري عنها .
زفر أدهم بقوة ليجيب عمه بنبرة ذات مغزى : وهاك أتيت يا عماه ، شكرًا لخدماتك الجليلة ، سأهتم بزوجتي منذ هذه اللحظة دون أن الفت الأنظار كلها إليها .
سأله وليد ببرود : وما الأمر أن يلتفت الناس لها ؟! أليست كالبقية ؟!
هدر أدهم بعبوس زين محياه : لا يا عماه ليست كالبقية ، زوجتي ليست كالبقية .. زوجتي لا ينظر إليها أحدهم وإلا سأخلع عيناه برضا تام ، زوجتي لي .. خاصتي ، وأنا لا أرضى أن يلتفت الجميع إليها .
رفت عيناها والفرحة تغمر ملامحها ووجهها يتورد بخجل وخاصة حينما غمز إليها وليد بطرف عينه البعيد فلا يراه أدهم فتكتم ضحكتها بداخلها وقلبها ينتفض بسعادة كللت هامتها ليتمتم وليد بنزق مفتعل : غيور .
تنفس أدهم بقوة : نعم يا عمي أنا أغار وبشدة أيضًا وجود تعلم ، لذا أنا ضائق من ضحكها وتمايلها معك وخاصة وهي تعلم أن هذه الأمور ليست مقبولة لدي وليست مألوفة منها .
تمتمت برقة وهي تلامس عضده : أعتذر يا أدهم فقط اندمجت مع الأغنية وديدو ولم أتخيل أن الأنظار ستلتفت لي .
لانت ملامحه وهو يدور لها برأسه ليعاتبها بعينيه فتعتذر له برقة وهي تربت على ساعده ، همهم بجدية وهو يستدير إليها بكليته : لنا حساب سويًا عندما نعود للبيت يا جود ، ليس الآن .
أخفضت رأسها بخجل لتهمس بتلعثم : لا تغضب أرجوك .
تنفس بعمق ليرفع ذراعيه يضمها إلى صدره بقوة يقبل أعلى رأسها وهو يهمهم بخفوت : لست غاضبًا ولكن هذا لا يمنع أن أحاسبك على تلك الضحكة التي لم أستمع إليها من قبل فتفاجئيني بها وسط الناس فلا أدرك ما الذي علي فعله ؟! هل أسرع إليك لألتهم شفتيك فأتذوق سعادتك أم أزعق بك لأسكتك حتى لا يسمعك غيري
تمتمت بدلال لم تتعمده : فزعقت بي .
دفعها بعيدا عنه قليلًا ليسألها بجدية : هل سترضين أن أقبلك امام الجميع ؟ والله أفعلها إذا قبلت بها .
ابتعدت عنه على الفور لتهز رأسها بوجه محتقن خجلًا : بالطبع لا .
فيضحك بخفة : إذًا سأفعل عندما نعود ، ستضحكين ثانيةً بالبيت لأجلي بمفردي وحينها سأريك وقع ضحكتك على حواسي .
ضحكت برقة وأخفضت رأسها ليصدح صوت وليد من خلفه هاتفا ببرود : وهل تظن أنك تستطيع اضحاكها مثلي يا ولد ؟! استدار أدهم بعبوس لعمه الذي أصدر صوتًا ساخرًا ليكمل بتباهي – أنت تحشر نفسك بمقارنة ستخسر فيها حتما يا أدهم باشا
كتمت ضحكتها وهي تلتقط مشاكسة وليد لأدهم الذي عبس بغيرة حقيقة ليهدر بضيق وهو يرمقها بحنق : حقًا يا جود ؟!
نظرت إليه ببراءة فيهتف وليد بخفة : ما بالها جود يا أحمق ؟! أنت المعني بالأمر ، إذ كنت تستطيع اضحاكها هكذا من قبل لكنت استمعت إلى تلك الضحكة التي لم تكتشفها من قبل ، ليتبع وليد يكايدًا متعمدًا – يا ابن أخي الحبيب هذه قدرات أنت لا تمتلكها .
ألقاها وليد وتحرك مبتعدًا ليغمغم أدهم بصدمة : قدرات لا أمتلكها.
التفت يسألها بضيق : ما هذه القدرات يا هانم التي لا أمتلكها ؟!
انطلقت ضحكتها رغمًا عنها ثانيةً ليهدر بضيق : جود .
فتضع كفيها فوق فمها قبل أن تلتجئ إلى صدره هامسة سريعًا : آسفة والله آسفة ولكن لم أستطع أن أتمالك نفسي وخاصة أن عمك يشاكسك متعمدًا .
لوى شفتيه ليزفر بقوة قبل أن يضمها إلى صدره ثانيةً : نعم أعلم ولكن هذا لا يمنع أني غاضب لأنه محق في كونه انتزع ضحكاتك ، ليتبع بغيرة حقيقية – وهذه ليست المرة الأولى .
تنهدت لترفع رأسها تسأله بصدق : تغار علي حقًا ؟!
لانت نظراته ليهمس بلطف : ألست زوجتي ؟! أومأت برأسها فأجابها ببساطة – غيرتي عليكِ فرض عين يا جود .
ابتسمت وضمت نفسها إلى صدره أكثر لتهمس : أنا أحبك يا أدهم .
احتضنها بقوة لينتفض سويًا على صوته الهادئ ذو البحة الرخيمة : مساء الخير .
تشنج جسدها بخوف فطري فربت أدهم على ظهرها قبل أن يبتعد عنها مرغمًا مجيبًا بجدية : مساء النور يا بابي .
ارتعشت قبل أن تبتسم وهي ترفع رأسها ببطء فيضغط على مرفقها بلطف ويجذبها لتجاوره فتجيب بصوت أبح متلعثمًا : مساء الخير يا باشا.
رمقها وائل من بين رموشه ليتحدث بجدية لأدهم : عاصم يبحث عنك يا أدهم ، توترت وقفتها ليرمق أدهم أبيه بتساؤل فيتبع مغمغمًا وهو يجلس على كرسي بالطاولة – اذهب إليه لترى ماذا يريد .
لوى أدهم شفتيه برفض قبل أن يومئ برأسه متفهمًا ليهمس إليها قبل أن يغادر : لن أتأخر سأعود سريعًا ، رفت بعينيها ليتبع بجدية خافتة – لا تخشي شيئًا .
أومأت برأسها في تفهم لتتبعه بعينيها وهو يبتعد عنها بعدما منحها قبلة رأس لتستدير مرغمة بعد وهلة لذاك من جلس مهابًا أمامها ليشير إليها بجدية : اجلسي حتى لا تتعبين من الوقوف ، وحتى لا تضرين بنفسك وطفلك أيضًا .
ازدردت لعابها ببطء وهي تستجيب بتمهل ليغمغم بجدية بعدما استقرت بجلستها : مبارك الحمل .
تمتمت بخفوت : بارك الله فيك يا باشا .
سألها بوضوح : كم كدة حملك ؟!
تطلعت إليه بخوف وهي تحيط بطنها بكفيها قبل أن تجيب : شهران ونصف كما أعتقد .
تساءل بتعجب : ألم تذهبين للطبيب ؟!
أجابت سريعًا : بلى فعلت وهو من أخبرني حينها .
رفع حاجبه : هل أخبرك عن جنس الجنين ؟!
هزت رأسها نافية : لا ليس بعد ، لم يستطع أن يتبين حينها .
أومأ متفهما ليسود الصمت عليهما قليلًا قبل ان ينطق بثبات : لم أعتاد أن أنافق أحدهم .. ولا أن أغير تفكيري بسهولة ، بل ما اعتنقه من أفكار تكون صارمة كحقائق كونية ثابتة غير قابلة للتغيير ، لذا أعتذر أني لا أقوى على تغيير أفكاري نحوك ، أخفضت رأسها بحزن خيم عليها فيتبع بجدية – ولكني أتحدث عن أفكاري وليست تصرفاتي، الفارق كبير أتمنى أن تكوني متفهمة حديثي .
رفعت عيناها بتساؤل فيغمغم بجدية : لن أسمعك حديثا واضحًا سيؤذيك ، لأني لست هذا الشخص ، وأنتِ لست الفتاة التي تستحق أن أوذيها هكذا ، ولن أخبرك أن لأجل ولدي سأصمت بل لأجل ولدي أنا أتحدث معك ، فكرتي نحوك لا أقوى على تغييرها للأسف ، لكني مرغمًا على تقبلك ، وليس لأجل ادهم ولا بسبب أنك تحملين طفله .
سألت بخفوت : إذًا لماذا ستتقبلني حضرتك ؟!
ابتسم ليجيب ببساطة : لأنك تستحقين التقبل ، أنتِ فتاة منحك الله القبول ، نعم لن أنكر أني لست راضيًا ولكني الآن لست رافضًا أيضًا ، وخاصة مع التبدل الذي أشعره بولدي ، فولدي هادئ النفس وهو معك .. رائق المزاج .. يخطط جيدًا لمستقبله .. ومستقرا بجوارك . وأنا لست بالأحمق الذي يهدم عالم ولدي الذي يكد لبنائه ، فاذ كنت أنت مفتاح الوصول لحلمه الذي يعدو لتحقيقه ، فلماذا أرفضك ؟!
اتسعت عيناها بمفاجأة ليتبع بجدية : فقط سأطلب منك شيئًا ، انتبهت إليه باهتمام فاكمل بجدية -اهتمي بأدهم وراعيه وساعديه لتحقيق أحلامه .
ابتسمت جود برقة لتهمس بصدق : أنا أفدي أدهم بنفسي .. وأبذل روحي لأجله ، وإذا أراد يومًا أن يضحي بي لأجله سأقبل .
رفع وائل حاجبه متعجبًا ليغمغم بجدية : أدهم لن يفعل ، أبدًا لن يفعل ، أليس ولدي وأعلم عيوبه جيدًا ولكنه أبدًا لن يضحي بك ، من يقف بوجهي لأجلك سيقف بوجه نفسه لأجلك .
اقترب من الطاولة بجسده ليتبع : أنتِ تمتلكين شيء خاص بك يجذبه نحوك ويجعله شرسًا لأجلك ، سيجاهد كثيرًا لأجل إنجاح حياتكما فكوني عونًا له .
هتفت بصدق : سأفعل قدر ما استطعت سعادتك .
تمتم بجدية : عماه .
رفت بعينيها فتمتم بجدية : ناديني عماه ، ألست تدعين بها وليد وأحمد؟ أومأت برأسها إيجابًا ليتبع ببساطة – إذًا أنا أولى بها .
ابتسمت برقة : شكرًا لك .
تنهد بقوة ليغمغم وكأنه يلقي الكلام مضطرًا : لا داع للشكر .
أومأت برأسها متفهمة ليتبع : لا أعلم هل أخبرتك فاطمة أم لا ولكن سترسل إليك بعض العاملين يساعدونك في شكل حياتك القادمة وخاصة بعد ذاك الاحتفال ستتبدل حياتك كثيرًا فارجو ان تكوني مستعدة لذاك التغيير يا جود هانم .
تنفست بعمق لتهمس بجدية : سأكون بإذن الله .
نهض واقفًا فنهضت بدورها ليهمس إليها بجدية : موفقة .
وضعت يدها على صدرها تتنفس بعمق وهي تتابعه بعينيها لا تصدق أنه أخبرها بتقبله لها .
زفرت بقوة وهي تشعر بقلبها يخفق بجنون وفرحتها تغمرها لتضع كفها فوق بطنها غير البارز لتهمس بخفوت شديد وسعادتها تخيم عليها : لقد تقبلنا جدك ، أخيرًا قبل بنا وتقبلنا بعائلته يا بني ، ستأتي شامخًا مثله ومثل أبيك ، ستكون ولد الجمال اسمًا وفعلًا يا حبيبي ، وسيفرحون بك كما يفرحون بأولادهم ويتقبلونك بينهم ، فلتأتي سالمًا وتقر عيني بوجودك .
***
قرب انتهاء الحفل ...
تقف بجوار مازن الذي يرمقها بطرف عينه بتساؤل لا تجبه هي التي تختبئ من الآخر الذي يدور من حولها بطريقة تثير أعصابها فيهتف إليها مازن بمرح : ما الأمر يا آسيا ؟! لماذا أنت متوترة هكذا ؟!
لوت شفتيها لتغمغم بضيق : لا شيء ولكني أريد العودة للبيت لقد تعبت اليوم .
عبس مازن بتعجب ليهمس إليها : أعتقد أن الحفل قارب على الانتهاء ، فهذا المغني هو الأخير كما أعتقد .
أومأت آسيا برأسها ليغمغم مازن بجدية : حفل رائع حقًا يا سوسو وانتِ مديرة رائعة .
ضحكت بخفة لتهمس إليه بمشاكسة : بل أنت الرائع يا طبيب الغابات لذا ترى العالم كله من حولك رائعا مثلك .
تعالت ضحكاته ليشاكسها بشقاوة : بما أني رائع وأنتِ تختبئين في هكذا من ذاك اللزج الذي يدور من حولك ، إذًا ما رأيك يا سوسو ، تعالي لنضع خيبتك فوق خيبتي ونصنع خيبة كبيرة؟!
ارتفعا حاجبيها بدهشة لترمقه بضحكة مرحة سائلة : ولماذا قررت أن لدي خيبة سأضعها فوق خيبتك ؟!
تطلع إليها بتعجب ليجيبها ببساطة : بالطبع لديكِ خيبة وكبيرة أيضًا ، وإلا لماذا تطلقت وعدت إلينا ؟!
ضحكت مرغمة لتهمس بتفهم : معك حق ، وجهة نظر تحترم ،
أومأ برأسه متفهمًا ليثرثر بود : وخاصة وأنك تدركين خيبتي جيدًا فلن تسألي ولن تستفسري عنها .
ضيقت عيناها بتفكير قبل أن تومئ له بتفهم ليكمل بإحباط : ولكن لدينا مشكلة عويصة يا آسيا
التفتت إليه باهتمام لتسأله : ألا وهي ؟!
أجاب بفم ملوي : أنا لا أحب الشقراوات .
ألقاها وانفجر ضاحكًا فتعالت ضحكاتها معه لتغمغم ببساطة بدورها : وأنا الأخرى ، لا أعتقد أني سأعيد التجربة ثانيةً .
التفت إليها بذهول مفتعل : بالطبع لن تعيدي التجربة ثانيةً ، وهل ستجدي مثل زوجك السابق ، أنه كان يضيء في الظلام يا آسيا ، قهقهت ضاحكة ليكمل بخفة – أنا نفسي كنت مستعد للزواج منه فهو كان رائعًا .
لم تتمالك نفسها فانفجرت ضاحكة لتغمغم إليه بعفوية : كيف كنت ستفعلها ؟!
تطلع إليها وهمس بمشاكسة وقحة : ألم يكن .. ؟!
ابتلعت ضحكتها لتهز رأسها نافيًا ، ارتفعا حاجباه بدهشة ليغمغم : اوه حقًا ، مظهره كان مثير للشك ولكن من الواضح أني كنت مخطئًا ، يا حرام ظلمته وظننت به السوء .
تمتمت بعتاب قوي : تأدب يا مازن ، ابتسم بخفة فأتبعت بجدية – زياد كان رائعًا بكل جوانبه ولكنه النصيب .
تطلع إليها بإعجاب : اوه وتدافعين أيضًا من الواضح أني كنت مخطئا .
ضحكت برقة لتجيبه : بالطبع أنت مخطئًا وهذا لا يعد دفاعًا بل قول حق .
تنفس بعمق ليحدثها بجدية : تدركين أنه خسر الكثير بسبب طلاقكما .
اختنق حلقها لتهمس بعفوية : لقد خسر بسبب زواجنا أكثر ولكن لا يهم دعك مني وأخبرني ما الذي فعلته دفع الشكولاتة للابتعاد عنك .
تطلع إليها بتعجب : أنتِ تعرفين ناجية ؟!
أجابته ضاحكة : نعم يا مازن أنسيت لقد عرفتني عليها في زفاف عادل؟!
ضرب جبهته براحة يده : نعم تذكرت .
تطلعت إليه بتساؤل : إذًا ما الأمر ؟! كيف أغضبتها يا ابن الجمّال ؟!
ضيق عيناه ليغمغم : لماذا أشعر بكونها سبه ؟!
تمتمت بمرح : لأنها بعض الأحيان تكون كذلك ، فأنتم عائلة تستحق ..
صمتت ليقهقه ضاحكًا فتشاركه ضحكاته فيشاكسها : يا سيدتي جاملينا قليلًا ، أو على الأقل اشعري ببعض الخوف وأنتِ واقفة بعقر دارنا وتسبين العائلة بأكملها هكذا .
قلبت عيناها بملل لتهمس : ليست العائلة بأكملها طبعًا ، همست وهي تقترب منه متبعة – فأنا استثني الكبار لأنه لا يليق وعاصم .
تعالت ضحكاته من جديد ليغمغم إليها : أكثر الله خيرك يا آسيا هانم .
لكزته بمرفقها في خفة : أخبرني كيف أغضبت الشكولاتة ؟!
تشكلت ملامحه بحزن : إذا فعلت ستساعدينني ؟!
أومأت برأسها : إذ أستطع سأفعل .
تنفس بعمق : لنأخذ رأي نسائي في الأمر لعلك تقربين بين وجهات النظر .
أجابته بدعم : أخبرني وأترك أمر وجهات النظر هذا فيما بعد .
سحب نفسًا عميقًا ليهمس إليها : حسنًا أنصتِ لي .
***
يتحدث مع عاصم ونبيل الواقف مجاورا يولي حلقة الرقص المشتعلة بالشباب المتفاعلين مع هذا المغني الشاب الذي يشدو بصوت غريب لا يفهمه ولهجة غير مصرية مميزة ولكنه من الواضح أنه محبوب من الشباب بأغانيه سواء الحديثة أو أغاني ذاك المطرب الذي كان يغني في الحقبة التي يقام الحفل تبعًا لها ، فهي اختارته بعناية كما أخبرته قبلًا فبحثت عما سيثير حماس الشباب فوافقها ليكتشف أنها محقة فذاك الذي لا يعرفه هو لديه شعبية وخصيصًا بين أبناء طبقته الذين انطلق صفيرهم مع انهاءه لأغنيته قبلما يبدأ بواحده جديدة وهو يهتف بحماس في الميكرفون : انضمي إلينا يا آسيا من فضلك .
انطلقت صافرات الشباب وخاصة زملائهم من الجامعة وتصفيقهم الحاد يضج بصخب هي التي لم تستجب إليه لتشير بالنفي وهي تتمسك بوقوفها بجوار مازن الذي يشاكسها بخفوت فيشدو الآخر بشقاوة لمعت على ملامحه المليحة : يا بنت الناس ردي علي .. يا أحلى ما شافت عيني
تنفس بعمق تحت نظرات عاصم المتسائلة فيشير بالنفي وهو يعود للحديث مع نبيل الذي اندمج معه في الحديث والموسيقى من خلفه تشتعل بلحن صاخب قبل أن يبدأ الآخر بالشدو في انسجام اجبره أن يلتفت إليه وهو يغني بتلك الكلمات التي أثارت انتباهه
كل يوم أنا بتمنى بوجودي تحسي ..تطلعي من بين الناس وتشوفيني انا وحدي
كل يوم انا بستنى بدور حوالي حوالي .. لبين انتي تبيني والفرحة بتبان علي
ردي يا بنت الناس .. الكل فهموا علي إلا انتي ما فهمتي
يا بنت الناس – عزيز مرقة
تعالت ضحكتها صاخبة منطلقة قوية وخاصة مع اقتراب الآخر منها وهو يكمل شدوه ، فتتمايل معه برقة وابتسامتها تزين ثغرها فيشعر بحلقه يزداد اختناق فيستدير ثانية متجاهلًا ما يحدث خلفه وخاصة مع صخب ابن عمه الذي يشاكس آسيا بطريقة غير مسبوقة له فيغمغم بحدة انفلتت من سيطرته : أعتقد أن هذا الحفل استمر أكثر من اللازم .
رمقه نبيل بعدم فهم ليسبل عاصم جفنيه هامسًا برزانة : المغني لم ينتهي بعد يا أدهم ، أعتقد عليك اصطحاب زوجتك ومشاركة الثنائيات رقصهما .
زم شفتيه ليجيب بحدة : زوجتي لا تقوى على الرقص ثم انها حامل لن أغامر بها .
رفع عاصم عيناه ليجيبه بجدية : أنت راقص ماهر يا باشا ، لن تقع وهي بين ذراعيك أبدًا ، أتبع وهو يرمقه بصرامة – اصحب زوجتك التي أقمت الحفل لأجلها وتوجها ملكة كما أردت يا ابن عمي .
ليكمل عاصم آمرًا : أجبر ذاك الذي يشدو بأن يغني لأجلكما أغنية هادئة أو اطلب أغنية هادئة اختتم بها الحفل يا أدهم واصحب زوجتك وعد لبيتك فالحفل والحمد لله حقق ما أقيم لأجله ومردوده أكثر من جيد ، فمديرة حملتك ممتازة وملمة بتفاصيل عملها جيدًا .
نفخ أدهم بقوة قبل أن يجيبه ببرود مفتعل : سأصحب فعلًا زوجتي وأعود بها للبيت يا عاصم باشا ، نشكرك لاستضافة الحفل بقصركم الفخم .
أجاب عاصم برزانة : أنه قصرك أنت الآخر يا أدهم بك .
تمتم بجدية وهو يدور على عقبيه : تصبحان على خير .
عبس نبيل بعدم فهم وهو يراقب ابتعاده ليسأل بعفوية : ما باله أدهم ؟!
ابتسم عاصم ليجيبه : لا شيء لا تشغل رأسك ، أخبرني كيف حالك وما أخر أخبارك ؟!
رفع نبيل عيناه ليجيب باتزان : لقد أفرجوا عنه اليوم بكفالة ، تنفس عاصم بعمق ليتبع نبيل – على ذمة القضايا ولكن أخلى سبيله .
تمتم عاصم بجدية وهو يتحكم في توتره الذي انتابه من سيرة الآخر : أنت مستعد له يا نبيل ، أليس كذلك ؟!
ابتسم نبيل : لا تقلق ، لن يغامر بفعل أي شيء الآن ، فهو يريد حضانة الولد وأي خطوة خاطئة منه كفيلة بأن تنتزع منه ابنه للأبد .
تنفس عاصم بعمق : لقد استدعوا عمار للشهادة.
أومأ نبيل برأسه مجيبًا : أعرف وشهادته في التحقيق أخبرني المحامي أنها في صالح قضية القتل والحمد لله .
احتل التفكير حدقتي عاصم ليغمغم برزانة : بإذن الله يكون القضاء في صفكم .
تمتم نبيل بأمل أضاء زرقاويتيه : بإذن الله خير .
***
يقف أعلى سفح جبل المقطم ورغم قدم المكان وأن هناك أماكن أكثر رقيًا الآن إلا أنه يحب ذاك المكان لأنه يمنحه رؤية رأسيه للعاصمة القديمة بأكملها فيأتي إلى هنا دومًا ليقف ويشرد مفكرًا ، ولكن اليوم أتى فرحًا بقرار الإفراج عنه والذي أتى بكفالة ضخمة ومنع من السفر ولكنه لم يأبه لأي شيء فقط ما كان يقلقه أن يحددوا إقامته ولكن وكيل النيابة لم يفعل فقط اكتفى بمنعه من مغادرة البلاد وخاصة بعد شهادة عمار التي أتت كما توقع بالضبط أنه ليس مجنونًا ، ابتسم بمكر ومض بعينيه وهو يفكر في طبيبه النفسي الذي شهد في التحقيقات بالحق كما أقسم ولم يتحدث عن التفاصيل والتي لو سردها عمار لسلم رقبته للمشنقة ولكن ذاك الطبيب الجيد لم يفشى بأسراره ، فشهد بتشخصيه لحالته وأقر بانه ليس مجنونًا بل مريض نفسي يعاني من اختلال نفسي وليس فاقدًا لعقله أو اتزانه ورغم أن شهادة عمار تدينه في قضية الشروع في القتل التي رفعتها عليه زوجته المصون إلا أنه لا يأبه بل لا يهتم فتلك الشهادة التي ثرثر بها عمار فأدانته تلك المرة ستفيده المرة القادمة أمام المحكمة ليخرج من تهمة القتل عندما يليها محاميه ويجعلها مفيدة لصالحه أيضًا
تشكل ثغره ببسمة متلاعبة ليرفع ساعده ينظر لساعته وهو يفكر فيما تأخر الآخر فالحفل من المفترض أنه انتهى منذ ساعة كاملة ليزفر بقوة وهو يستمع إلى صوت محرك السيارة التي تقترب من مكانه ليستدير فيستقبل من وصل وترجل من سيارته مرحبًا بحفاوة : كفارة يا باشا ، أنرت العالم بخروجك يا زيد .
ابتسم زيد بحفاوة ليتحرك نحو من اقترب منه يضمه إلى صدره هادرًا : العالم منور بك وبوجودك يا داود ، ليتبع زيد وهو يربت على ظهره بقوة – كم اشتقت إليك يا ولد ، لم أستطع أن أجلس معك كثيرًا منذ أن وصلت مؤخرًا .
قهقه داود ضاحكًا : هاك أنا لن ابتعد سنقضي الأيام المقبلة سويًا بإذن الله أخبرني كيف حالك ؟!
اجابه زيد بجدية : بخير ، لا تشغل رأسك بي أنا بخير ، أخبرني كيف الأحوال معك ؟!
ابتسم داود بشقاوة : كل شيء بخير ، لا تقلق
ضيق زيد عيناه بتساؤل فهمهم داود بسمة شقية : هذا أول لقاء بيننا يا زيد بعد عودتي .
غمز إليه زيد بطرف عينه ليغمغم : رأيتك تفعل الكثير منذ أول لقاء يا داود ، أم فقدت بريقك يا ولد ؟!
أخفض عيناه ليزفر بقوة : لا لم أفقد بريقي ولكن ذاك البريق يؤثر على العوام ، وآسيا ليست من العوام ، رفع زيد حاجبه باهتمام ليستدير إليه بكليته ناظرًا بتساؤل فيجيبه دون تردد – اسيا ملكة متوجة سأكون محظوظًا لو فزت بها يا زيد ، فقط هي ترضى .
مط زيد شفتيه مفكرًا ليهمس إليه : عليك اقناعها يا داود ، أو إجبارها حقا لا أهتم ، فقط أبعدها عن ابن الجمّال فهي تشكل مركز قوة أضاف إليه ، وهو لا ينقصه مراكز قوى جديدة .
ضيق داود عيناه ليسأل بجدية : لا أفهم أمر مراكز القوى هذا ولا أدرك حقا ما الذي يحدث بينك وبين أدهم يا زيد .
أطبق زيد فكيه ليغمغم من بينهما : ما يحدث بيني وبين أدهم دعك منه ، أما أمر مراكز القوى هذا يخص الانتخابات أنا لا أريده أن يفز بالانتخابات التي سيكتسحها إذ لم اقطع له ساقيه اللذين يجعلاه واقفًا باستقامة وغطرسة لا يتخلى عنها .
تطلع إليه داود قليلًا قبيل أن يهز رأسه بتفهم : سأحاول مع آسيا فقط ادعي ان تتركني ميمي وشأني.
ابتسم زيد باتساع : كيف حالها ؟!
تمتم داود بعتاب : تسأل عنك ، أشاح زيد برأسه بعيدًا ليكمل داود باهتمام – أنت بخير يا زيد أم هناك ما يزعجك ؟!
تنفس زيد بعمق ليكمل داود باستفسار : هل لازال الأمر الذي أخبرتني به ونحن خارج البلاد قائمًا ؟!
رف زيد بعينيه : أنا أستطيع التصدي لكل شيء يا داود لا تقلق .
مط داود شفتيه برفض قبل أن يجيبه بهدوء : حسنًا فقط لا تنسى أنا هنا متى ما احتجتني ستجدني بجوارك .
أومأ زيد رأسه بتفهم قبل ان يغمغم بهدوء : فقط لا أريد أن تلفت الأنظار إلينا قبيل أن تفوز بملكتك ، فإذا انتبه أدهم لصلة قرابتنا سيمنعها عنك بالقوة .
ضيق داود عيناه بتفكير وهم بأن يخبر زيد بشعوره الشائك نحو علاقة أدهم بأسيا ولكنه كتم الأمر بداخله وهو يتطلع له مليًا قبيل أن يهمس برزانة : أدهم لا يقوى على إجبارها أو منعها ولكني سألتزم الحذر إلى أن أصل لبر امن معها وبعدها سأخطفها وأهرب للخارج ، فلن أبقى بجوار ميمي التي ستحيل حياتي الى جحيم ثلاثي الأبعاد وخاصة مع رفضها لأسيا.
رمقه زيد بطرف عينه ليساله متهكما : ألن تكف عن الهرب يا داود ؟!
أجاب داود باختناق حقيقي : الوطن خانق يا زيد ، أنا لا أقوى على الحياة بداخله .
لاح التأثر على وجه زيد ليهمس إليه : لازلت تتذكر .
فيهمس داود باختناق : ولن أنسى قط .
لانت ملامح زيد بأخوة : أعتذر أني طلبت منك العودة .
ابتسم داود بشقاوة : كنت سآتي دون طلبك ، منذ أن أدركت أنها تركت زوجها، أتيت لاختطافها قبل ان يقتنصها أحدهم .
غمغم زيد بوقاحة : وهي تستحق الحقيقة الفتاة طلقة خرجت من مدفع سريع الطلقات.
عبس داود ليغمغم بضيق : زيد .
قهقه زيد ضاحكًا ليهتف بمرح : حسنا سأصمت ، ابتسم داود ليتبع زيد بجدية – لا تنسى أن تخبرني دومًا بما يستجد بينكما .
‏أومأ داود براسه : سأفعل لا تقلق .
‏‏احتضنه زيد مودعًا : أراك على خير .
‏فيهتف إليه داود وهو يشير إليه بالوداع قبيل أن يدلف إلى سيارته : أراك على خير يا ابن خالتي .
***
يقف بمنتصف المسرح المهيب يعزف من خلفه اوركسترا كبير لديه شهرة واسعة ، تدوي الموسيقى بصوت عبق يحمل تراث موسيقار قديم ينتمي لنصفها الحلو كما كان يخبرها دوما .. موسيقار يحيى ذكراه في يوم مولده وهو نجم الحفل الذي سيشدو بصوته المنغم أغاني الراحل الذي أثرى الفضاء بأغانيه وألحانه
تتطلع إليه بنظرات تقييمية وبعض من الاشتياق يراود نفسها إليه بوقفته الخيلاء .. مظهره الأنيق البراق .. وسترته الرسمية التي منحته هاله قوية ذكرتها بإعجابها القديم به ، هو الذي لم يتوقف يوما عن مراسلتها بذاك العداد الذي يحصده كل يوم ويخبرها به عن أيام عدتها التي تنقضي والذي ينتظر انقضائها بفارغ الصبر، فتبتسم برقة بعدما كانت تنزعج لأجل تلك الرسائل التي لم تجبها للآن ، ولكنها باتت تنتظرها بترقب وبعض الأحيان لهفة تداعب حواسها عندما يتأخر ولو قليلًا ، تنفست بعمق وهي تستمع إليه يشدو بلهجتها الأقرب لقلبها، تلك اللهجة التي كان يحبها والدها فكان يصر عليها التحدث بها كوالدتها لينطلق صوته الحنون المنسجم مع الموسيقى كعادته :
بيتغيرو هالناس بيتغير شكل الحب .. لكن عندي الاحساس بيضل
منبدل الامان ومشاعر الحنان .. بلعبة ثواني منتعب ومنمل
ومنقول ضاع الحب وخلص ..تنكتمل مندور ع النقص
ع حب عابر نتصيد فرص .. ومنشتري ومنبيع
لحظات سعادة او فرح .. واسرار بالعتمة ما بتنفضح
ومنحس بالاخر في شي نجرح جواتنا وعم بيضيع
نبض صوته بحزن لمع بعينيه واعتلى جبينه فآلمها قلبها وهي تشعر بأنه يشدو إليها كالعادة تلك الأغنية التي مست جروح روحها وهو يكمل بصوته المنغم المتأثر :
حزينة.
حزينة السعادة الـعذابا ناطرها
وحيدة.
وحيدة الايادي الـمدودة لاخرها
حبيبي واعدني بفرحة قريبة .. لوينك اخذني بهالرحلة الغريبة
دخيلك رجعني لبيتي ونصيبي
حبيبــي
يا حب وصداقة
يا عشق وخيانة
يا حب التملك
يا طبعي الاناني
يا عشرة طويلة،
منبيعا بثواني بثواني
حبيبي
حبي الاناني – مروان خوري
اختنق حلقها بألم قوي وهي تراقب بسمته المهتزة التي تشكلت على ثغره وكأنه يعاني بصراع غير مفهوم للكثير ولكنها تدركه جيدًا لتلين عيناها وتشعر بروحها تهفو له فتهم بالتقاط هاتفها ولكنها تقبض عليه بقوة وتغمض عيناها مانعة نفسها من أن تتواصل معه هي التي تريد الاعتذار منه استسماحه وطلب عفوه ، تريد أن تقر بأخطائها في حقه وتتوسل رضاه ولكنها تتوقف وهي تتذكر أنها لم تصبح حرة نهائيًا بعد فهي بأيام عدتها التي لم تنتهي ، فتتذكر أنها لن تخطئ بحق نفسها هكذا ولن تخطئ بحق أدهم الذي لم يؤذيها ثانيةً بل كان داعمًا قويًا لها وبسببه استردت جزء من حقها ومكانتها التي سعت لها بكامل طاقتها ، أدهم الذي رد دينه كاملًا وأقر بخطيئته في حقها ومنحها ما يساوي اعتذار كبيرًا عما فعله بها فتركته وهي راضية بما وصلت إليه بعد تجربتها القوية معه .
انتبهت بعد انتهاء الأغنية لكونه يصفق لتلك العازفة الماهرة التي تعرف فوق أله كبيرة تشبه القيثارة فتعبس بتعجب وهي تلتقط إشارته لها بدعم مختفي قبل أن تنطلق الموسيقى من جديد فيتأهب هو لأغنية جديدة فتتابعه عن كثب وهي تشعر بأنه اختار أغانيه بعناية شديدة لأجلها .
***
خطى للخارج يقف يستند لجانب السيارة الفخمة التي ستقله لتعيده إلى الفندق الفخم الذي يسكنه يداعب هاتفه ليراسلها صوتيًا هذه الليلة يردد إليها أغنيته التي أنهى بها حفلته اليوم فضج المسرح بتصفيق صاخب ليطلب منه جمهوره أن يعيد الغناء فيستجيب بأريحية وانسجام قبل أن ينهي الحفل تحت الهتاف والورود التي رميت فوق رأسه ليردد إليها تلك الكلمات التي اقتصها من الأغنية وهو يسجل إليها صوتيًا :
لكن ما راح اسمح هواك يضيع .. و يمرق عليا بكرة من دونك
تاشتري حبك عمرا راح ابيع .. وكحل عيني بلفتة عيونك
وبعرف راح تنزل دمعة .. دمعة تطفي هالشمعة
ضوينا بها هالعتمة .. ويطل نهار
وتشتي علينا تشتي .. ايام واحبك انتي اكتر من كل شيء وخلي هالليل يغار
صمت قليلًا ليتبع بصوت أبح صادق – اشتقت إليكِ يا شامية .
رجف قلبها وهي تستمع إلى صوته الأبح بغنائه الذي استقر بعمق روحها لتتعالى أنفاسها عندما أعلن عن اشتياقه الصريح إليها ليتبع بعد برهة برسالة أخرى : متى تكوني لي من جديد ، لقد تعبت من البعاد .
رفت بعينيها كثيرًا وهي تحيا بصراع قوي تمنع نفسها جبرًا من الرد عليه .. مراسلته .. إجابته ، لترمي الهاتف من كفها وتضع رأسها على وسادتها لتغمض عيناها تجبر نفسها على النوم .
ابتسم بمكر وهو ينظر للهاتف يتأكد من كونها استمعت إلى رسائله وهو يقف منتظرًا من طلت عليه تخطو نحوه بغنج فتتسع ابتسامته ويفتح ذراعيه على وسعهما ليستقبلها باحتضان قوي وقبلة وشم بها وجنتها هامسًا بتلاعب شقي : اشتقت إليكِ يا حبيبتي .
فتح باب السيارة لتدلف قبله وهي تجيبه : وأنا الأخرى اشتقت إليك كثيرًا، أخبرني أنك لن تذهب سريعًا هذه المرة يا زين .
تنهد بقوة : سأعود بعد يومين ، لوت شفتيها بضيق فأكمل بخفة – سأنتظرك بمصر ، لقد اتفقنا .
أومأت برأسها موافقة : نعم سأتبعك فقط أنهي ارتباطاتي هنا .
شاكسها بعينيه ليغمغم إليها وهو يقترب منها يجذبها لحضنه : دعك من الحديث عن السفر وأخبريني كم اشتقت إلي .
تعالت ضحكاتها المغناج لتهمس بلغة فرنسية منغمة : كثيرًا كثيرًا .
فيغمغم بخفة وصوت أبح متأثرًا : كم أعشق تلك الكثيرًا من بين شفتيك .
همست وهي تدفعه برقة واهية : زين نحن بالسيارة .
فيهمس بمشاكسة : لن يرانا أحد ، تطلعت إليه بتوق فأكمل وهو يجذبها إليه أكثر – لا تخافِ أنا حريص كثيرًا أن لا يرانا أحد .
تمتمت وهي تستجب باحتضانه القوي : أعلم .
فيرمقها بتساؤل لتقترب منه أكثر وتومض عيناه بتوق أودعه بأكمله في قبلته التي التهمت شفتيها فسلمت له أمرها دون ممانعة فألهبت حواسه بفتنتها الطاغية التي ليست المرة الأولى التي ينغمس بها .
***
انتهى الجزء الثاني من الفصل العشرون
انجووووي


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 06:58 AM   #1847

Rody R

? العضوٌ??? » 406383
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 237
?  نُقآطِيْ » Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R
افتراضي

هههههههههههههههههههههههه

Rody R غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 07:54 AM   #1848

فاطيمه 2000
 
الصورة الرمزية فاطيمه 2000

? العضوٌ??? » 382105
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » فاطيمه 2000 is on a distinguished road
افتراضي

فصل دسم جدا بالاحداث واخيرا عرفنا مين داود وانه منطرف الجاثوم
اللى خرج وشكل اللى جاى هيكون جامد جدا واللعب مع عمار .... عمار مش سهل برضوا وفرحت لحسام وغاليه وبعض التقدم من عاليه اللى حاسه انها هتكون اقوى وادهم بيغييييييير على الاتنييين ياعينى عليه
يلا ما علينا بس اللى مكنش متوقعاه ان زين يفضل مستمر فى علاقاته حتى بعد انفصال الشاميه وادهم بس مش عارفه حاسه انه هينتقم من مريم بزواجه منها وتكون زوجه تانية علشان تحس بوجعه ....مش عارفه بس باتمنى انه ميرجعوش يجرحوا فى بعض
والف مليييييون سلامه عليك ياقلبى وتسلمى بابداعك الرائع
وصباح العسل على عيونك


فاطيمه 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 08:20 AM   #1849

Rody R

? العضوٌ??? » 406383
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 237
?  نُقآطِيْ » Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R Rody R
افتراضي

هههههههههههههههههههههههه

Rody R غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 02:31 PM   #1850

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

عادل يا عادل علاقتك بماك ستهتز بالفعل ستدفع تمن كما قال امير اتمني ان تكون ملك قوية اعتقد ان ارنبة سستحول لبؤة
ادهم يا ادهم روحك معلقة بجود و لكن حقا انا حائرة هل مازلت تحب اسا اعتقد انك مازلت متعلق بها من غيرتك عليها عليك مواجهة نفسك ووضع حد رغم اني متاكدة انه يقع في حب جود دون غن ينتبه واسيابقت له وهم و حلم ام يححقه كما قال وليد و لن يستفيق من زهم الا بصفعة خسارو جود اما جود انا متاكدة وراء هذه الرقة و ضعفها لادهم ستنهض بقوة طعنقاء من رماد و هي من ستنفصل عن ادهم عندما توجهه انه مازال يحب اسا ففي كا امراء ة عنقاء تنهض عندما تنكسر انا متشوقة لروية جود قةية
اخيرا زين حقا كنت مفضل لدي و لان بعد ان تححرت من تحب اصبحت تخدعها و تخونها مع اخري اي حب تكنه لمريم و انت تقول لاخري حبيتي و تحضنها و تقبلها و تتوق اليها حبك مشكوك بامره و حسب انها ليست مرة اولي فهو يعرفها منذ قدم وهي تفسها التي حدته ادهم عليها اما اذا اراد انتقام ربما ياخدها زوجة 2 اما يتركها فالنسبو لي مريم عانت كتير رغم انها اخطات و اذ حطمها زين ايضا بان يعلقها به تم يخونها اتمني ان لا تعود اليه الذي يحب حتي لو اخطا المحبوب لن يتعمد اذاه خيبت ظني زين كل هذ الادعاء لترد صاع صاعين امريم اتمني ان تتعذب


ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.