آخر 10 مشاركات
خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12028Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-22, 12:30 AM   #2751

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,187
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضور عادل هيرجع ملك والا لا محمود يستاهل اكتر من كدة ويقول انتي السبب في هو عمله كدة

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 12:48 AM   #2752

ملكة حمادة

? العضوٌ??? » 288758
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,505
?  نُقآطِيْ » ملكة حمادة is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور بانتظار الفصل 🤗🤗🤗

ملكة حمادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 01:59 AM   #2753

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير \ صباح الفل
متابعين رواية طوق نجاة الحلوين
كل سنة وانتم طيبين
وعام دراسي سعيد على الكبار والصغيرين
موعدنا الان مع الجزء الثاني من الفصل ال28
اتمنى يعجبكم
انجوووووي

الفصل الثامن والعشرون
الجزء الثاني ...
بعد اربعة ايام ...

يخطو بتؤدة نحو ابن اخيه الجالس برواق المشفى كعادته يوميا مجاورا لغرفة ابنته التي لازالت تتلقى الرعاية الطبية اللازمة ، وجهه جامد بغضب يخفي من خلفه حزنه الشديد وملامح شاحبة بسبب صدمته فيما حدث .. صدمة لم يتمكن للان من تخطيها .
صدمة تضاعفت عندما اخبرهم الطبيب الذي تلقى غالية بعدما هرع بها حسام للمشفى في عربة الاسعاف التي طلبها لتنقلها للطوارىء وكلماته المتعثرة وهو يجيب ضابط الشرطة الذي حقق في الامر هو الذي وقف ينظر من حوله بتيه الم به : لا اعرف ماذا حدث ، دلفت للبيت فوجدتها هكذا ، حقا لا اعرف .
ليلتفت له يهرع نحوه بفزع حقيقي هامسا : غالية انتحرت يا عمي ولا ادرك السبب .. حقا لا اعرف ، ليتبع بهذر - اقسم لك اني لم اغضبها او اضايقها ، لقد هادنتها كثيرا ولكن لا اعرف ماذا حدث .. لا افهم كيف امر كهذا ، حقا لا افهم !!
القاها بعجز جعل الدموع تفطر من عينيه هو الذي تماسك حتى لا ينتحب امامه هو الذي حاول تهدئته مربتا على كتفه ليسال حسام بهذر الم به فلم يقوى على كتمانه : هل انا السبب ؟! هل زواجها مني من دفعها لان تقتل نفسها ؟!
هل هي تكرهني لهذه الدرجة كي تقتل نفسها لاجل ان تتخلص مني ؟!
اجاب يحيى بسرعة : بالطبع لا يا بني كيف تفكر هكذا ؟!!
رف حسام بعينيه لينظر له مليا قبلما يكتم انفاسه وتستحيل ملامحه امامه الى جمود وصلابة امتدت لحدقتيه اللتين اعتمتا بحزن ليهمس بصوت مختنق : بل انا السبب يا عماه للاسف انا وولدي السبب ، وغالية اخبرتني ولكني ..
صمت مختنقا بدموع التي تجمعت بحدقتيه فلم تنساب ولا تتساقط - انا اسف يا عماه كدت بغبائي وتعنتي ان افقدك ابنتك الغالية ، لذا اعذرني واقبل اسفي واعلم اني حينما تفيق غالية ساقبل راسها واعتذر منها وامنحها حريتها .

حينها هم بالحديث ولكن خروج الطبيب اجبره على الصمت وخاصة عندما تحرك حسام نحوه والضابط من خلفه ليسال عن الحالة فيجيب الطبيب بجدية : الحمد لله السيدة والطفل بخير ، ليس هناك شبهه جنائية ، فهي حالة انتحار لذا سنضع السيدة تحت الملاحظة النفسية لندرك السبب ، ليتبع وهو يهز راسه لحسام - حمد لله على سلامتها .
حينها هز حسام راسه بهزة باهته وهو يتراجع ليجلس للخلف فلم يجب الضابط الذي تحدث عن كونه سياتي ليتحدث معه مرة ثانية ليغلق التحقيق ليشكره يحيى وهو يرمق ابن اخيه الذي جمد مكانه كتمثال نُحت للتو فلم يتحدث مع اي منهم حتى امه التي حاولت مواساته لم يتعاطى معها بل صد الجميع ولم يستجب لمحاولات نادر او نبيل للحديث !!
ورغم انه اتخذ موقفا رافضا للحديث الا انه لم يغادر مكانه قط بجوار غرفة ابنته رغم انه لا يدلف اليها ، ابنته التي سالت عنه اكثر من مرة فلم يستطيعوا اجابتها هم الذين لا يدركون حالتها للان ، ولكنه بمفرده يعرف .. يدرك ويعلم !!
تنهد بقوة ليقترب من ابن اخيه الذي رف بعينيه عندما جاوزه يحيى جلوسا ليلتزم صمتا لاقى استحسان الجامد بجواره الى ان قرر اخيرا ان يقطع الصمت فيربت على فخذ ابن اخيه القريب بلطف لينبهه لحديثه وهو يتحدث بتروي : اريدك ان تعرف سرا لم اخبره لاحدا من قبلك ، حتى ابيك لا يعرفه .
التقط انتباه ابن اخيه ليبوح بعدما صمت لبرهة : هل اخبرك احدهم من قبل ان امي ؟! التفت اليه حسام بعبوس متعجب ليكمل يحيى بضحكة متالمة - الم يثرثر ابيك عنها من قبل امامك ؟!
هز حسام راسه بنفي فاكمل يحيى بضحكة ساخرة : غريبة كان يحب دوما يذكرها بكل خير .
تطلع اليه حسام بعدم معرفة ليكمل يحيى باختناق تام - فهو كان يكرهها للغاية وصدقا حقه ان يكرهها فما فعلته به وبماهي ليس بقليل .
التفت اليه يحيى ليساله : بالطبع تَذُكر ماهي ؟!
رد حسام سريعا : اكيد ماهي توفت لرحمة الله وانا في العاشرة تقريبا ، اتذكرها جيدا واتذكر رعايتها لي ولنادر .
صمت يحيى قليلا لينطق بتروي : هل تدرك انها كانت زوجة ابي الثانية؟!
هز حسام كتفيه : بالطبع ادرك ذلك فمن الطبيعي ان جدي تزوج منها بعد موت والدتك ففارق السن بينك وبين بابا كبير ، ومن الواضح انها كانت زوجة اب جيدة فانت كنت تحبها كثيرا وترعاها ايضا ، بل انا اتذكر انك من جاورتها في رحلتها العلاجية قبيل موتها .
اجابه يحيى : كنت اجاور اخي ولكن هذا لا يمنع ان معزة ماهي ومكانتها لدي كبيرة للغاية .
ران الصمت عليهما قليلا لينطق حسام بفطنة بعد برهة : ولكن كيف تخبرني انها عانت على يد والدتك وهي من تزوجت ابيك من بعد موت والدتك يا عماه .
رفع يحيى عيناه له بنظرة هادئة ليهمس حسام : اوووه ، اذا لم تتزوج من جدو بعد موت والدتك ؟!
هز يحيى راسه بالايجاب ليكمل حسام - اذا كيف احببت انت من سرقت والدك منك ومن امك ؟!!
زم يحيى شفتيه مفكرا بكيفية اخباره بالامر لينطق اخيرا : لان امي لم تكن زوجة وام كما ينبغي عليها ان تكون .
اتسعت عينا حسام بصدمة قوية حطت عليه ليكمل يحيى بجدية : امي كانت سيدة غير متزنة عقليا او هكذا اصبحت بعدما حملت بي ، والدها وابي لم يعترفا بذلك لاسبابهما الخاصة جدا ، خوفا من حديث الناس وثرثرتهم .. خوفا على مناصبهم .. خوفا عليها او نكرانا للامر ، حقا لا ادرك ولكن اهمالهما لحالتها جعلتها تزداد اكثر ، امي كرهتني منذ ان حملت بي واصابها اكتئاب الحمل ، ما فهمته فيما بعد ان ذاك الامر يصيب كل السيدات بتفاوت نسبي ولان والدتي لم تكن سعيدة كما ينبغي او كانت تعاني بالاساس او من الممكن جدا ان يكون المرض انتقل اليها وراثيا تطور الامر معها عندما اهمله جدي وبابا .
اتسعت عينا حسام برهبة ليكمل يحيى ببوح : يا الله كم كانت تكرهني ، فانا لازلت اتذكر ان طوال سنوات عمري الكثيرة معها لم ادعوها يوما بماما .. لم تضمني لصدرها مشجعة في شيء جيد فعلته او مشتاقة لولدها العائد من الخارج او حتى مواسية في حزن او مشفقة في مرض ، كانت تتفنن في التقليل مني ومعاملتي بطريقة سيئة ، وكانت تعكس خلافتها وعصبيتها وغضبها من ابي في ، كانت تخبرني بكرهها لي في طلعة كل نهار وعند انتهاء كل يوم .
صمت يحيى وكفيه ترتجفان ليكمل بصوت مختنق : لازلت اذكر همستها الناعمة بجوار اذني عندما كانت تاتي لتتمنى لي ليلة سعيدة كبقية الامهات ولكن والدتي مختلفة اختلاف تام فهي الوحيدة او هكذا اظن التي كانت تقبل راس ولدها لتهمس اليه " يا ليتك ما اتيت انا اكرهك "
ارتعد حسام برفض وعيناه تجحظ بعدم تصديق واستنكار واضح ليكمل يحيى بجدية : تلك الليالي التي كانت تغدق علي بأمومتها فيها لم يكن يزورني النوم ، كنت ابيت ارتجف من القهر والبكاء الى ان أتت ذات مرة فاغلقت بابي بوجهها واخبرتها اني لا اريدها تزورني فاذ كانت هي تكرهني انا الاخر اصبحت افعل .
تطلع اليه حسام بتساؤل ليكمل يحيى متهكما : هل تظنها توقفت ؟!
رف حسام بعينيه كثيرا فاتبع يحيى ببسمة متهكمة - ابدا لم تفعل ، كانت تتخذني متنفسا لها كي تفرغ طاقات الغضب والقهر والرفض الذي تشعرها نحو بابا الذي لم يكن يساعد ابدا بل كان بدوره انانيا .. جبارا .. وكثيرا من الاحيان فاسقا .
همس حسام رغما عنه : يا الله .. يا الله يا رحيم .
استدار اليه يحيى يساله بجدية : اشفقت علي ؟!
اغمض حسام عيناه ليهمس بعفوية : بل كل ما افكر فيه الان ، كيف انت هكذا وانت نتاج ابوين لا يجدر بهما ان يحملا هذا اللقب .
ابتسم يحيى بحنين وعيناه تغشى بشجن : لان ربك كريم ، هناك مثلًا مصريا يقول " يقطع من هنا ويوصل من هناك " وهذا ما حدث معي ، تربيت بحضن احن سيدة واعظمهن على الاطلاق ، مثال حي للامومة للرعاية والحب والعطاء .
تمتم حسام سريعا : بلبلة .
اوما يحيى وهو يغالب دموعه : رحمها الله واسكنها فسيح جناته .
تنهد متبعا - نبيلة كانت امي ومرفأي وموطني وملاذي ورغم اني لم ادعوها يوما بماما باوامر عليا من السيدة امي البيولوجية الا انها كانت ونعم الام لي ولابيك عندما احتاجها .
همس حسام سريعا : ولماما ايضا اذكر انها تتحدث عنها الان بكل خير .
وافقه يحيى : هي تستحق الخير والحب والدعاء .
تمتم حسام بدعاء خافت يترحم عليها لينطق بعد قليل : ما دخل كل ذلك بغالية يا عمي ؟!
زفر يحيى بقوة : منذ ان تغيرت غالية بتلك الطريقة واصبحت تتصرف بطريقة لا تشبهها وانا اشك بانها تعاني بشكل ما وانا اعترف اني اخطات عندما لم اتحدث معك من البداية ولم انبهك للامر .
تمتم حسام بعدم فهم : اي امر ؟!
رفع يحيى عيناه له لينطق بتودة : ان تكون غالية مريضة اكتئاب فالاكتئاب مرض وراثي للاسف مثله مثل السكري والضغط وامراض القلب وكل الامراض .
تصلبت ملامح حسام ليكمل يحيى باختناق : من الواضح انها تحمل المرض ومع ما نمر به موخرا وايضا الى جانب لخبطة الهرمونات بسبب الحمل ، اصيبت بالاكتئاب ، او نامل ان يكون اكتئاب حمل عادي سيمر ويذهب مع الولاده او فيما بعدها .
رف حسام بعينيه سريعا ليهمس بجدية : ثواني لافهم يا عمته حضرتك تخبرني الان ان ما تمر به غالية لا يوجد له سبب سوى هرمونات الحمل التي اظهرت الجين المتخفي بجيناتها ؟.
اوما يحيى براسه موافقا ليساله : هل لديك تفسيرا اخرا ؟!
تطلع اليه حسام مليا قبل ان يهمس بحرج : نعم .
عبس يحيى بتساؤل وتطلع اليه منتظرا فاكمل حسام بغضب مكتوم بداخله - انها تكرهني ولا تريد ان تكمل حياتها معي .
رمقه يحيى بذهول وقتي تحول لضحكة خافتة انفلتت من بين شفتيه قبل ان يقهقه بخفوت قدر ما استطاع وهو يهمس : اقسم بالله انت الاخر مختل عقليا كي تفكر بهذه الطريقة ؟!
اجاب حسام بحنق : هل ابنتك تركت لي عقل كبقية الخلق كي افكر به .
تعالت ضحكات يحيى رغما عنه قبيل ان يزجره بخفة : تادب يا ولد .
زفر حسام بقوة : اعتذر يا عماه حقا لم اقصد ولكن ..
صمت لا يجد ما يقوله ليهمس يحيى بمؤازرة : لا عليك ، ولكن اسمح لي يا حسام افندي هذا السبب الخائب الذي يسوقه لك علقك غير منطقي وغير مجدي فابنتي لو اتتني واخبرتني انها لا تريد الاستمرار معك لطلقتها منك حتى ان لم تقبل انت ساساندها الى ان تنال مرادها
اوما حسام بتفهم ليكمل يحيى بعتاب صريح : ثم ان غالية ليست بتلك الضعيفة التي تفضل الموت مهزومة على الانتصار بمعاركها يا سيد حسام .
اخفض حسام عيناه ليهمس باختناق : انا لا اقوى على النوم من حينها يا عماه ، كلما اغمضت عيني تراءى لي مظهرها وهي غارقة في دمائها فتقوم منتفضا مفزوعا والوم نفسي لاني ساهمت فيما عانته بشكل او باخر .
تنفس يحيى بقوة : مسبقا انت لم تساهم باي شكل يا حسام ولكن فيما هو قادم انت ستكون ركنا اساسيا فيما ستمر به غالية ، فاذا اردت ان تكن عونا لها جاورها .. وكن داعما لها ، اما اذا اردت الابتعاد يا بني فهذا حقك ولن يلومك احد .
ردد حسام باستنكار : الابتعاد ؟!! عمن وعن ماذا يا عماه ؟!
زم يحيى شفتيه قليلا ليهمس بعد برهة : كنت اقص لك عن امي لتدرك ان تطور الامر ليس بصالح احد وان من الممكن ان تتطور حالة غالية ويظل الاكتئاب مرضا مزمنا تتناول لاجله الادوية ويؤثر على حياتكما سويا .
تطلع له حسام بعدم فهم ليكمل يحيى بجدية - لذا انا اخبرك اذ كنت لن تقوى على تقبل نمط حياتكم بهذه الطريقة او لن تقوى على تحمل تداعيات اصابتها بالاكتئاب ، ابتعد من الان يا حسام وصدقًا يا بني لن يلومك او يعاتبك احد .تطلع اليه حسام بصدمة لينطق بذهول : ابتعد عن من يا عماه ؟! اترك من ولن اقوى على ماذا ؟! على الحياة مع غالية ؟! تطلع له يحيى دون رد فعل ليكمل حسام بسرعة - هل تظن ان ابتعادي تلك الايام لاني لا اقوى على الاستمرار معها او اريد الرحيل عنها ؟!
رمقه يحيى بتساؤل ليحرك حسام راسه نافيا : ابدا والله فقط كل ما فكرت فيه ان رؤيتي ستضر بها هي التي انتحرت لتتخلص مني ومن وجودي في حياتها ، انا اموت رعبا على غالية وانذوي ندما لاني اهملتها يا عماه .
ربت يحيى على كتفه ليهمس مؤازرا : لا للان انت لم تفعل ولكن فيما بعد عليك مراعاتها اكثر من ذلك ولا تبتعد عنها وارجوك لا تكن فظا قدر ما استطعت يا بني ، السيدات عامة توثر بهن كلمات طيبة ومشاعر صادقة وصدقني كل ما تبتغيه غالية هذه الايام هو الدعم والسند وان تشعر بانها محبوبة .
اوما حسام موافقا ليهمس بجدية : سافعل يا عماه باذن الله سافعل .
تطلع اليه يحيى بضحكة مكتومة لينطق بتهكم : حقا يا حسام لا اثق فيك بتلك الملامح الجامدة والعبوس الذي يزين محياك ولكن لا استطيع التشكيك في صدق نواياك يا ابن اخي .
عبس حسام اكثر ليهمس بحنق : اتقصد اني عبوس يا عماه .
اوما يحيى مجيبا ببساطة : نعم ونكد يا رجل الا تدرك الامر حقا ؟! والدك هو اول من اطلق عليك انك نَكَدْ مان وانت لازلت تتساءل .
تبرم حسام ليكمل يحيى مشاكسا - فقط تبسم للنبي وانهض معي لندلف الى غالية فهي سالت عنك اليوم ايضا .
انتفض حسام واقفا سائلا بلهفة : هل سالت علي ؟!
تطلع له يحيى بتعجب : كل يوم تفعل يا بني واكثر من مرة ايضا
هز حسام بانزعاج حقيقي : كيف لم تخبروني يا عمي ؟!
رمقه يحيى الذي نهض بدوره : بل فعلنا ولكنك كنت في دنياك الخاصة شاردا .. غاضبا يا ابن حاتم .
احنى حسام راسه ليكمل يحيى وهو يدفعه كي يسير معه بلطف : ما فات انتهى هيا بنا الان لنرى زوجتك .
***
تخطو نحوه بدلال تحمل قدح القهوة بين كفيها فينهض واقفًا عندما أقبلت عليه ليحمله من بين كفيها ليبعده عنهما وهو يمنحها قبلة على وجنتها ثم يتبعها بقبلة بجوار ثغرها هامسا بشقاوة : سلمت يداك .
ابتسمت برقة في وجهه لينظر اليها مستفهما : ترتدين ملابسك ؟! نظرت لنفسها فاتبع وهو يرتشف القهوة بعدما جلس وجذبها لتجلس بجواره - ذاهبة لمكان ما ؟!
تطلعت إليه بطرف عينها لتهمس بجدية : نعم ، سأمر على ماما واصحبها لنزور غالية ، سكن بجمود فهمست بجدية - أخبرتها أنها متعبة بسبب الحمل فاصرت أن تزورها وعندما كنت هناك البارحة استاذنت والدتك وتحدثنا للطبيب وأخبرنا أن زيارتها ليست ممنوعة .
اوما براسه متفهما لينطق بصوت مكتوم بعد قليل وهو يضع قدح قهوته ويعتدل بجسده الذي ابتعد عنها به ليواجهها في جلسته : لم تخبرينني .
تطلعت إليه وجهها يشحب تدريجيًا لتهمس بتلعثم : لا أفهم ما الذي أغضبك .
ردد دون أن يحيد بعينيه عنها : لم تخبرينني .
تطلعت اليه بتعجب : بالطبع كنت سأفعل يا نبيل .
نطق من بين أسنانه : عدت للبيت فجأة يا أسيل وأنتِ مستعدة للخروج دون أن تخبرينني .
عبست بتعجب لتجيب : ليس للخروج أنا سأمر على امي واذهب لزيارة شقيقتك وبالطبع كنت ساخبرك .
أطبق فكيه ليهدر بحدة : متى ؟! عندما تعودين أم عندما أهاتفك فتخبرينني عرضيا أنك بالخارج كما حدث من قبل .
أجابته بحيرة : كان الأمر غير مقصودًا يا نبيل ايضا ، ثم انا رددت لك مرتين اني كنت ساخبرك رغم انني للان لا افهم سر غضبك أو حدتك معي فالطبيعي أن أخرج وأذهب وأعود لتنتفض واقفة تنظر اليه وتتبع باستهجان - أم أنا سجينة منزلك يا نبيل باشا
رفع عيناه ليهمس بنبرة حازمة : تدركين انك لست كما وصفت الامر ، كما تدركين جيدًا أني لست ذاك الرجل الذي يسجن زوجته البيت ولكن عندما اشدد الا تخرجين دون علمي ، عليك كاي زوجة ان تنفذي رغبتي وتخبرينني عن تحركاتك قبل ان تفعليها ، صمت لوهلة ليتبع زاعقا - بحق الله أنا لم أخبرك أن تستأذنينني كل ما طلبته منك ان تخبرينني بانك ستغادرين البيت وأين ستذهبين
رفت بعينيها لتهمس باختناق : اخفض صوتك يا نبيل من فضلك ، تدرك أن إسماعيل يتحسس من الصوت العالي .
انتفض واقفًا ليهدر بحدة : سأغادر أفضل للجميع .
تطلعت إليه بصدمة هو الذي ارتدى سترته من جديد ليحمل اشياءه ويهم بالرحيل فتسرع خلفه تتمسك بساعده سائلة بجزع : ما الأمر يا نبيل ؟! اهدأ من فضلك وأخبرني .
زفر بقوة وهو يشيح بعينيه عنها في حركة غاضبة نادرًا ما تظهر عليه لتهمس بخفوت : نبيل .
اغمض عيناه وتنفس بعمق فاتبعت - فقط ابقى واشرح لي ما الذي يغضبك ؟!
تمتم بعبوس : لست غاضبًا .
تطلعت اليه بحيرة مزجت بعدم فهمها : إذًا ما الأمر ؟!
زم شفتيه بصمت قبيل ان يهمس : اسمعي يا اسيل ، أنا ولد تربى مع أمه التي تخبر أباه بكل تفاصيل حياتها ، لا تخرج دون إذنه
ولا تتصرف الا بشورته ، ادرك ان ليس الجميع مثلها ولا أطالبك بأن تكوني مثلها ولكني اطلب ادنى حدود المعرفة أن لا تخرجين لمكان لا تخبريني عنه وأظن أن هذا حقي
تمتمت بسرعة : بالطبع حقك وأنا لست معترضة على حقك وحقا هذه المرة لم أقصد ألا أخبرك فقط الأمر أتى مصادفة .
اوما براسه متفهما : حسنا ، حصل خير .
تطلعت إليه بحيرة عندما هم بالرحيل : ستغادر ؟!
أومأ برأسه ليهمس باحباط : نعم بقائي لا داعي له فأنتِ خارجة .
ضيقت عيناها بتركيز لتهمس بتساؤل عفوي : عدت لأجل أن تجلس معي .
ومضت عيناه بزرقة قانية ليرمقها من خلف رموشه دون صوت ، ارتفعا حاجبيها بذهول قبيل أن تتورد بخجل هامسة : اووه !!
توترت نظراتها لتهمس بصوت حيي : أبدًا انا .. صمتت قليلًا قبلما تجذبه من كفه تدفعه للعودة للداخل متبعة يهمس خفيض وهي تتحاشى نظراته الرامية بتوق - أستطيع ان أؤجل موعدي ساعة أو اثنين .
لتستطرد ببراءة عفوية تسعده : ام أؤجله للغد ؟!
قهقه ضاحكًا مرددًا بمشاكسة : للغد ؟! حقا انا اتمنى ان نبقى للغد ولكن هناك من يشكو من التعب وقلة النوم ويتحجج باسماعيل وينام باكرًا أيضًا
اختنقت خجلًا لتهمس بعتاب : نبيل .
تعالت ضحكاته أكثر قبلما يهمس بجدية هو الذي استوقفها عن جذبه ليقربها منه يحتضن ذقنها ليجبرها أن تنظر اليه : فقط أخبريني هل أثقل عليكِ في ذاك الأمر أم أصبحتِ تتقبلينه بطبيعية ؟!
ابتسمت برقة لتهمس ووجهها يتضرج بالاحمر القاني : بل واشتاق اليك ايضا ولكن أخجل أن أخبرك .
— اوووه هتفها بمرح ليكمل وهو يحتضن وجهها بكفيه ليرفعه إليه هامسًا بصوت أبح وهو ينثر قبلاته على كامل وجهها - بل أخبريني وأنا حينها سأترك كل شيء لاجلك .
ابتسمت برقة وعيناها تومض بسعادة : حسنًا سأوجل موعد ماما للغد .
اتسعت ابتسامته لتقف مترددة بعض الشيء فينظر إليها بتساؤل لتكمل - فقط تذكرت أنك لابد أن تذهب لغالية وتطمئن على الفتيات كما تفعل يوميا ولا أريد أن أستحوذ عليك أو أشغلك عنهم .
ابتسم باتساع لترمقه باستفهام
فهمس بلطف فرح : دعوتهم بالفتيات كما افعل .
لانت نظراتها وهمست برقة : أليسوا كذلك بالنسبة لك ؟!
اوما بعينيه : وسيظلون أبد الدهر فتياتي الغاليات ، ليتبع بهمس ثقيل - من قبل كن ثلاث والآن أصبحن أربع فتيات جميلات احميهم بنفسي وأبذل لأجلهم الغالي والنفيس.
رددت بدهشة : أربع ؟!
أومأ بعينيه لتتبع بحدس صادق وفرحة غمرتها - أنا الرابعة .
قهقه بلطف : بل الاولى ، فأنت زوجتي الأولى والأخيرة بإذن الله .
ضحكت برقة لتهمس بعتاب : كنت أتحدث عن إخوتك .
جذبها اليه بلطف ليهمس : أنتِ لست مثلهن ، كل منكن لديها مكانة وقيمة مختلفة عن الأخرى ولكن اسمحي لي أبدًا لن أضعك بنفس السلة معهن .
ارتعشت ابتسامتها وسألت بتروي : لماذا؟!
هز كتفيه ليهمس ببساطة : لأنه لا يستوي الأمر ، فما يدور بخلدي كلما نظرت إليكِ منافي لمبادئ الإخوة وفطرتها السليمة وضد الأخلاق والآداب العامة .
انطلقت ضحكتها مغردة لتدفعه بكتفها في صدره وتهمس : توقف عن المزاح يا نبيل .
أجاب بسرعة : أبدًا والله أنا لا أمزح بل صادق معكِ ووجودي هنا في وسط النهار تاركًا كل شيء لأجلك ولأجل شوقي لك خير دليل .
تطلعت إليه بعينيها الصافيتين لتهمس بصدق : أتعلم أني اغبطهم على نعمتك وأني بعدما امتزجت بأسرتك وتداخلت مع تفاصيلكم ، تمنيت كثيرًا أن يكن لي شقيق مثلك ومثل زين ، فأنتما الاثنين ونعم الاخوة والأشقاء .
ابتسم برضا لتتبع - وحقًا سعيدة ومعجبة بك بشدة يا نبيل أنت حامي أسرتك عامود العائلة داعمهم الأول ، ليس للفتيات فقط بل لزين ولوالديك أيضًا ، بل أنا لا أعتقد أني سأنسى أبدًا ثباتك وحسن تفكيرك في أمر غالية وكيف واسيت حسام وآزرته رغم أن آخرًا غيرك كان حمله ذنب شقيقته دون تفكير .
تطلع إليها بتعجب ليهمس بجدية : بغض النظر ان كلامك صحيح واني كنت سافعل الكثير لو الموقف حدث مع عالية او تالية الا ان ما ابدل موقفي ورد فعلي هو حسام نفسه وليس غالية .
تمتمت بتفكير : لأجل أنه ابن عمك ؟!
ضحك وهز راسه نافيا : بل لان حسام يعد -تقنيا- الكبير وانا اكن له احتراما وتقديرا اكثر من اي من ازواج اخوتي ، ولأني أدرك معدن حسام وشخصيته كما أعرف جيدا شقيقتي التي لا تتاثر بسهولة وبالطبع لن يوثر بها حسام لتلك الدرجة ، فغالية ليست تلك الصبية التي تغضب وتنطوي على نفسها وتكتئب لأن زوجها ضايقها أو أغضبها ، بل هي تلك السيدة التي تتراجع للخلف وتفسح له المجال ليتيه غرورا وكبرا وهي تضع خطتها وتعد عتادها لتهجم بشراسة كنسر جارح وتنهي المعركة من اول انقضاض .
اتسعت عيناها بصدمة ليضحك بخفة : نعم هي شقيقتي الغالية وكم من مرة جعلت حسام يدور من حول نفسه لأنها غاضبة او ضائقة منه ، وكم من المرات افقدته هو العاقل الرزين تعقله ، وكم من المرات دفعته للتصرف خارج حدود المنطق هو الراسي الثقيل ،
ضحك بخفة مكملا : غالية جبارة قولا وفعلا لذا عندما ابلغني بابا بما حدث كنت واثقا أنه أمر أكبر من طاقتها وليس له علاقة بحسام .
ظهر الإدراك على وجهها ليكمل وهو يخلع ملابسه بتؤدة : بابا نفسه أدرك الأمر قبل أن يخبره به الطبيب لذلك نحن مشفقين على حسام لا العكس .
تمتمت برقة : كان الله في عونه .
أمن على دعائها لتهمس اليه بحرج : ما رايك اطمئن على فتياتك إلى أن اهاتف ماما وابدل ملابسي .
اوما براسه ليتبع اليها : واطمئني على إسماعيل أيضًا .
ضحكت برقة وهي تغادر غرفة نومهما : سأفعل لا تقلق .
***
يعبس بضيق وهو يخطو لداخل تلك المشفى بذكرياتها القميئة على روحه ، يحث خطواته حتى كاد ان يركض وكانه بسباق يريد رؤيتها قبيل مغادرتها ، هو الذي لا يقوى على رؤيتها من تلك الليلة ، انتفض راسه برفض لتلك الذكرى التي لا تغادر عقله ابدا بل تسيطر عليه بطريقة أصبحت مرضية فلا يقوى على النوم او الصحو وهو يستعيد مراها واقعك ارضا فاقدة لمعالم الحياة ، لقد ظل ساكنا وكان روحه غادرته مع روحها التي انكسرت بسببه فاسقطتها صريعة صدمتها فيه ولكن صراخ ريم الذي أعاد اليه وعيه اجبره ان ينقذ ما يمكن إنقاذه فركض بها الى المشفى هو الذي لا يدرك للان كيف حملها ليضعها باريكة سيارته الخلفية لتجاورها ريم التي سكنت دون صوت والهلع يتجسد فوق ملامحها لتنطق اخيرا بعدما استقبلوهم في طوارئ المشفى ليأخذوها منه : لقد قتلناها يا محمود ، ابنة عمتك لم تتحمل الصدمة ، استدار اليها بفزع وصدمته تذهب بثباته فارتج جسده بقوة لتكمل ريم ودموعها تنهمر على وجنتيها - قتلناها يا محمود قتلناها
القتها لتبكي بحرقة هي التي وضعت كفيها فوق وجهها وانهارت على المقاعد الخلفية تنطوي على نفسها كما اتاحت لها بطنها المنتفخ قليلا لينظر اليها بتيه قبلما يستدير نحو الغرفة يتطلع بشَخَصْ للباب المغلق والمختفية خديجة من خلفه وكلمات ريم تنعاد على مسامعه فيشعر بقلبه ينقبض بقوة .. روحه تختنق .. وجسد اوشك على انهيار كاد ان يبتلعه لولا ذاك الصوت الذي صدح عاليا بلكنته المميزة وسؤاله المرتاب كعادته يصم اذنيه : ما بالها خديجة ؟! ماذا فعلت بها هذه المرة يا محمود لتاتي بها الى المشفى ؟!
تماسك بصلابه وراسه ترتفع بعنفوان استدعاه من اعماق روحه ليتحرك نحو عبد الرحمن الذي وقف يتطلع اليه بتساؤل وريبة مزجا بزرقاويتيه فيساله بدوره : كيف ادركت اننا هنا ؟!
ارتفع حاجب عبد الرحمن بتعبير ساخر اثار غضبه هو الذي تفاجئ من وجود عبد الرحمن لتزداد مفاجاته بصدمة اذهبت تعقله عندما صدح صوت رقية التي نطقت بغضب ومض بعينيها رغم خفوت صوتها : خديجة راسلتني كي نوافيها في البيت وعندما وصلنا اخبرنا حارس الxxxx انك غادرت بها وهي متعبة فتتبعناكم لهنا .
رف بعينيه كثيرا لتكمل رقية بنفاذ صبر : الن تخبرنا عم الم بخديجة ؟!
تلعثم بتلكؤ في حديث لا يستطع البوح به ولا يدرك كيف عليه قوله لتتبع رقية بتساؤل عابس : ومن تلك ؟!
تجمدت ملامح محمود واسقط في يده هو الذي اثر الصمت بينما تحكمت ريم في دموعها وبكائها لتشيح براسها بعيدا ورقية تنقل نظرها بينها وبين محمود الذي قابل تطلع الاثنين الواقفين امامه بتصلب شعره جليا ليهم بالحديث ولكن صوت الباب الذي فُتح والطبيب الذي خرج من خلفه هاتفا بجدية : حمد لله على سلامتها ، هي بخير والحمد لله ، سنجري اليها بعض الفحوصات لنطمئن عليها لا غير ، تستطيعون الاطمئنان عليها الان .
القاها وتحرك مغادرا لتسرع رقية بخطواتها نحو الغرفة ليتوقف عبد الرحمن ناظرا اليه قليلا قبيل ان يتحرك نحو الغرفة بدوره فيكح محمود سائلا باختناق : الى اين يا خواجة ؟!
توقف عبد الرحمن ليستدير اليه نصف استدارة من فوق كتفه مجيبا ببرود انجليزي عتيد : أطمئن على اختي .
تململ محمود بوقفته قبيل ان يتحدث بتروي : ادرك مكانتها عندك يا عبد الرحمن ولكن انت تعلم انني لا احبذ ذاك الامر .
رفع عبد الرحمن حاجبه برفض صريح اعتلى ملامحه ولكنه تنحى للخلف ليشير اليه بجدية : حسنا تفضل حضرتك ادلف قبلي واطمئن على زوجتك واخبرني بعدها عندما تكون مستعدة لاستقبالي .
رف محمود بعينيه كثيرا هو الذي تلكئ بالحركة ليهم بان يخطو نحو الغرفة بالفعل ولكن الباب الذي اغلق من الداخل اوقفه مكانه ليزفر بقوة ويهمس باختناق : من الواضح انها لا تريد ان ترى احدا سوى رقية .
استدار عبد الرحمن اليه كليا ليرمقه من بين شقرة رموشه مليا بطريقة اثارت انزعاجه قبيل ان يساله بصوته الرخيم : هذا يعيدني لسؤالي الاول ، ماذا فعلت بها كي ترفض ان تراك يا محمود بك ؟!
أشاح محمود بعينيه بعيدا قبل ان يجيب بزفرة قوية : لماذا تظن ان هناك ما حدث بيننا ؟! من الممكن انها مشاجرة عادية بين اي زوجين لماذا تفترض السيء في الاشياء ؟!!
ردد عبد الرحمن بتهكم واضح مقصود : مشاجرة عادية ؟!! ليومى برأسه قبيل ان يهمس بخفوت - هل هذا اخر جواب لديك يا سعادة القبطان ؟!
رفع محمود عيناه لعبد الرحمن الذي اعتمت زرقاويتيه فاضحتا قاتمة بسواد لم يراه من قبل ، عبس محمود وهو يشعر لاول مرة بالخشية من ذاك الذي توحشت ملامحه فلم تشفع له شقرته ولا وسامته كي يصبح بذاك الشكل المرعب ، عبد الرحمن الذي همس بشراسة وهو يخطو نحو ببطء وكانه يزن خطواته : اتعلم من هو خالد سليمان يا سيد محمود المنصوري ؟!
هز محمود راسه بالإيجاب ليكمل عبد الرحمن وهو يخطو خطوة اخرى نحوه : اتعلم من انا وماذا اعمل بغض النظر عن كوني مهندسا اعمل بمشفى خالك يا سيد محمود ؟!
تمتم محمود وهو يحنق من تراجعه الذي لا يدرك سببه : هل تعمل شيئا اخرا كونك مهندسا يا عبد الرحمن ؟!
رد عبد الرحمن بفحيح مرعب : باشمهندس عبدالرحمن سليمان يا سيد محمود ، الذي عندما فكر ان يناسب عائلتكم الموقرة ، القاها عبد الرحمن بسخرية اثارت غضبه ولكن عبد الرحمن لم يأبه له وهو يكمل – اجرى تحريات واسعة عنها ليدرك اي ارض يغوص بها واي نسب يمتزج به
ضيق محمود عيناه منتظرا بصبر ليكمل عبد الرحمن بجدية : ورغم ان الجميع شهد لجدك ولاسم عائلتك الا ان بعض الاناس ايضا تتحدث عن الاولاد الصالح منهم والطالح ولكني لم اهتم اتدرك لماذا ؟!
لم يجبه محمود ليكمل عبدالرحمن بجدية :لاني ادركت ان والد زوجتي رجل والنعم ، وليس بشهادة الناس بل بشهادتي انا شخصيا فانا من تعاملت معه على مدار سنوات وعاشرته فعليا ، حينها ايضا ادركت ان ذاك الرجل ذو المعدن النادر وحيد ابويه وولده وحيده مثله ، لذا عندما وضعت كفي بكفه لاتزوج من ابنته تعاهدت امام الله وامام نفسي اني ساكون له ونعم الابن ونعم زوج الابنة فاحنو على ابنته اراعيها وادللها واحملها تاج على راسي حتى ان اخطات تظل تاجي وراس مالي وعامود انارتي الذي استدل به في عباب الحياة يا سعادة القبطان ، لذا منذ الان يا محمود بك يا منصوري ، خالك الذي كسرته بدلا من المرة اثنتين ليس لديه ولدا واحدا بل لديه بكري يدعو عبدالرحمن عليك الحذر منه فإذ كان محمدا حليما صابورا كوالده انا لست مثلهما ولا يغرنك مظهري الخواجاتي فانا عندما اغضب انقلب صعيديا ، اتدرك كيف ياخذ الصعايدة بثارهم يا سيد محمود ام علي ان اخبرك ؟!
نطق محمود بصلابة : اتهددني يا عبدالرحمن ؟!
خطى عبد الرحمن نحوه بخطوة زائدة فتماسك محمود بثبات حتى لا يتراجع لينطق عبدالرحمن بثبات : المهندس عبدالرحمن سليمان يا ابن المنصوري .
القاها بازدراء واضح فاعتمت عينا محمود بجنون صرف ليدفع عبدالرحمن بغضب اذهب تعقله : اجروت على اهانتي يا ابن الخواجة ؟!
رد اليه عبدالرحمن دفعته بقوة اجبرته على التراجع للخلف فتنتفض الاخرى واقفة بشهقة عالية وهي تراقب ما يحدث امامها لتصرخ بفزع عندما انقض عليه عبدالرحمن بحركة خاطفه وهو يضغط بساعده القوي على عنقه ويلصقه بالحائط من الخلف هامسا بفحيح : واذا اردت الان ساوسعك ضربًا ولن يجرؤ احدهم على لومي يا سعادة القبطان فانت من بدات بالعدوان ومن بدا عليه التحمل .
اختنقت انفاس محمود وعبد الرحمن يضغط على عنقه بقوة ليكمل عبدالرحمن ببرود خافت : ولكن اتدرك لن افعل ، وخاصة بعدما ادركت كم يسهل التلاعب بك يا ابن المنصوري
ارخى ساعده عن عنقه ليكمل ببرود وهو يبتعد عن محمود يعدل من هندامه بكبرياء : ولاني لست همجيا ساستمتع وانا اتي بحق اختي منك دون ان انزل من قدري وقدرها امام من هو مثلك .
اطبق محمود فكيه بعنف لينتفض بعصبية عندما صدح صوتها الخائف : محمود انت بخير ؟!
هدر فيها بعنف وهو ينتزع ساعده من كفيها اللذين امسكا بساعده : بخير ، تراجعت للخلف وهي تحني راسها بابتسامة مرتعشة فزفر بقوة ليتبع وهو ينهت بغضب يقبض على حواسه - لا تقلقي يا ريم انا بخير .
استدار عبدالرحمن بنصف استدارة ينظر لكليهما باستهانة وبسمة ساخرة شكلت ثغره قبيل ان يفتح الباب وصوت رقية يصدح بتناغمه القوي : عبدالرحمن ، خديجة تريدك .
شد عبد الرحمن خطواته نحو الغرفة ليتبعه محمود بعصبية يهدر بحدة : ليس من حقك ان تدلف الى زوجتي دون اذني يا عبدالرحمن .
استدار اليه عبد الرحمن ببرود : امنعني ان استطعت .
دلف عبد الرحمن بالفعل فيتبعه محمود بالدخول من خلفه وهو يهم بالصراخ ولكنه توقف مبتلعا كلماته امام عيني رقية التي سدت عليه مدخل الغرفة هادرة بحدة رغم خفوت صوتها : خديجة ترفض رؤيتك.
صر على اسنانه فصدح صريرها حادا قويا هو الذي لم يتمكن من رؤيتها فيما بعد وخاصة بعدما اخبر اباه خاله بما حدث ، بل ان اباه فجر الامر كاملا لدرجة ان والدته حدثته غير مصدقة تساله عن ان كان ما تسمعه حقيقيا فيؤثر صمتا دفعها لثورة قوية هي التي بكت وصرخت الى ان وقعت مغشي عليها بسبب ارتفاع ضغطها ، بعدها حاول كثيرا محادثتها ولكنها رفضت وايت وخاصمته وهي التي لم تفعلها قبلا .
زفر بقوة وهو يفكر " الا يكفيه تلك التي ترفض رويته رغم عدم اخبارها لاي من افراد عائلتها عن الامر بل ظلت صامته ولولا ما فعله ابيه واخباره لابيها لظلت خديجة محتفظة بسره وصائنه لوعده "
زم شفتيه بتفكير عن احتمالية عدم رويتها ليشعر براسه ستنفجر من صداع قوي أصابه وخاصة عندما راى غرفتها بالفعل فارغة فيسال الممرضة عنها لتخبرك ببسمة بشوش : من انت وماذا تقرب اليها ؟!
اجابته بعصبية : زوجها اين هي ؟!
اتسعت ابتسامة الفتاة لتهمس اليه : غادرت في الصباح مبارة ما سيرزقكم الله به ، يتربى بعزك ان شاء الله .
***
انهى حمامه ليخرج منتعشا رغم ضيقه من عودة لا يحبذها ولكنه سيضطر اليها وخاصة بعد رسالة عبدالرحمن التي وصلته مقتضبه ويخبره فيها عن مرض والدتها اجبرته ورغم ضيقه الا انه اراد العودة فورا فينهيه عبدالرحمن بلطف ويخبره ان حالة حماته ليست بتلك الخطورة ولكن بالاخير هي تحتاج ابنتها بجوارها ، ولكنه صدقا يشعر بالقلق على حماته ولكنه استجاب لقول عبدالرحمن القاطع الذي هاتفه فزعا على حماته هاتفا فيه انه سيعود في التو واللحظة فينهره عبد الرحمن رافضا : عودا غدا او بعد غد يا سليم ولا تخبر امينة عن اي شيء عندما تصلا سالمان تحدث معي وانا ساخبرك عن الخطوة القادمة
حينها عبس بتعجب وتفكير فصوت عبدالرحمن الذي حمل غضب مكتوم لا يدرك سببه .. غضب يخاف ان يفكر في اسبابه او يتوقع نتائجه بل ان اسلوب عبدالرحمن الاستخباراتي والذي لم يتعرف عليه من قبل اثار شيئا بداخله اجبره على طاعة ابن الخواجة الغاضب على غير عادته فهو اكثر من يدرك هدوء توأمين الخواجة .. هدوء اقرب لبرود انجليزي عتيد يفقد المرء تعقله ورغم انه لم يعاني مع عمر لانه المرح فيما بينهما الا انه يدرك ان عبد الرحمن الثقيل .. الصامت .. الغامض في كثير من الاحيان والذي نادرا ما يغضب هناك ما اوصله لذاك الغضب المستعر بداخله
زفر بقوة وهو يصفف خصلاته المبلولة بعدما ارتدى بنطلون منامته البيتية الخفيف تاركا جذعه عاريا ليخطو للخارج بعدما استمع لصوت الموسيقى القديم الرائق الذي اتى متهاديا اليه مع رائحة طعام بيتية رائعة اصرت هي اليوم ان تعده بنفسها فتسللت داخل صدره فتلين ملامحه بسعادة ليتوقف قبلما يغادر الغرفة ويعود ادراجه وهو يتذكر انها تخجل للان من مظهره عاريا ويشعر بحرجها عندما يفاجئها بوجوده هكذا فيرتدي قميص منامته الذي التصق بجسده تلقائيًا قبيل ان يخطو نحوها وهو يشعر بسعادة غمرته عندما تبين الاغنية التي ادارتها ووقفت تطبخ له وهي تدندن برقة ومزاج رائق اعجبه فسكن حتى لا يقاطع انسجامها ووقف يراقبها مبتسما.
تقلب محتويات القدر وهي تشعر بنشوة خالصة تخيم عليها ، تبتسم باشباع عاطفي يغمر حواسها وأمنية جميلة رائقة تداعب عقلها هي التي اكتشفت ان موعد زائرتها الشهرية السخيفة مر بسلام فابتهج قلبها وهي من كانت تحمل هم اخباره بذاك الامر فتقاطع شهر عسلهما
لتومض عيناها بشقاوة وتقر بداخلها ان ذاك الامر كان من المؤكد سيزعجه هو الذي لا يقوى على الابتعاد عنها كما يخبرها مرارا فتتنهد برقة وعقلها يذكرها بكل المرات التي قررا ان يفعلا اشياء كثيرة تختفي تحت موجات شوقه العاتية وتذوب في لقاء وصالهما العاصف
تضرجت وجنتاها بحمرة قانية هي التي تعترف بعفوية انها الاخرى كانت ضائقة ان تاتيها دورتها الشهرية فتعاني من المها وهي معه بمفرديهما ، ليخفق قلبها بخفقات دوت بصدرها وخجلها يغمرها وعقلها يذكرها بان ليس الالم من كانت ستنزعج منه بل ابتعادها عن موجات دلاله التي تبهج روحها هو السبب .
تنهدت ثانية وهي تلامس سلسالها الذهبي بعنقها وتدندن مع وردة التي تصف شعورها معه وتقلب محتويات القدر وعقلها يعيد عليها كل ذكرياتهما القريبة فتشدو برقة :
حبك مفرحني فرحة طير بطيرانه
قربك مريحني راحة الروض لاغضانه
عطفك ساقيني الحنان كله بالوانه
ودك مهنيني .. قربك مخليني
انسان لقى نفسه فيك من بعد توهانه
قال ايه بيسألوني عنك يا نور عيوني
قال ايه بيسالوني عنك يا نور عيوني
معقول هكون بحبك اكتر من نفسي ليه ليه ليه
تحرك نحوها بجاذبية مغناطيسية تحركه وهو يشدو بدوره ليفاجئها بصوته القوى الشجي والذي تدرك هي جودته فتبتسم في وجهه بسعادة وخجلها يعتلي هامتها فاخفضت عيناها عنه حتى لا تقع اسيرة لنظراته التي التهمتها بتوق كعادته
حقيقي حيروني .. في الرد وغلبوني
عندي الاسباب كتيرة وهقول ايه ولا ايه
ضحكت برقة لتستدير فتولي اهتماما للقدر وهي تغمغم بخفوت : لا نريد للطعام ان يحترق .
قهقه بشقاوة وهمس بعدما حك راسه من الخلف بصيبيانية : حقا لا نريد فانا جائع .
لانت ملامحها بحنان هامسة : حقا ؟! المعذرة يا حبيبي ، امنحني فقط ربع ساعة وساطعمك .
تنفس بعمق هو الذي اقترب منها كثيرا ليقف خلفها يضمها اليه يدفن انفه بعنقها : لا استطيع الانتظار .
احنت راسها بخجل هامسه بعتاب رقيق : سليم .
تمتم وهو ينثر قبلاته على عنقها من الخلف : اخبرتك اني جائع واريد الطعام حالا حالا .
ضحكت برقة : هكذا سنحترق سويا ولن تتناول طعامك .
مد كفه ليغلق الموقد وهو يهمس بخفوت : انا حائل ولكن ليس للطعام يا امينة .
تمسكت بكفه توقفه عن اغلاق الموقد وهمست برقة : عليك ان تاكل جيدا يا سليم ، ليس من الجيد ان تعود من شهر عسلك فاقد للوزن ، حتى لا يظن احد افراد عائلتك انك لم تكن سعيدا كما ينبغي .
تعالت ضحكاته عالية قبيل ان يغمغم بشقاوة : بل سيفتخرون بولدهم الذي لم يكن يضيع وقته في تفاهات الاكل .
شهقت بعتاب وهي تتضرج بحمرة خجلها لتهمس باسمه في لوم قبلما تبتسم برقة وتعض شدقها من الداخل موثرة الصمت وعيناها تومض بنظرة لم يفهم معناها فيضيق عيناه بترقب لينظر اليها باهتمام هامسا بجدية : ما الامر يا امينة ؟! تطلعت اليه ببراءة فاكمل بجدية - هناك ما تخفينه عني .
اهتزت حدقتيها بتبعثر فحرك راسه الى ان اسر نظراتها ليغمغم باسمها في تساؤل فهمست وهي تحني راسها بحرج مزج بخجلها : اعتقد ان هناك خبرًا مفرحا سيجعلونهم يفخرون بك حقا ولكن كنت ساحتفظ به قليلا الى ان يمر الموعد بالفعل لاتاكد ثم اخبرك .
تراجع بجسده للخلف في ردة فعل فجائية هامسا بانفاس ذاهبة : لا تمزحي يا امينة ، في ذاك الامر خصيصا لا تمزحي معي .
تمتمت بسرعة وكانها تنفي عن نفسها اتهام خطير : ابدا والله لا امزح ، اتحدث بجدية ، فلو تذكر حينما تحدثت معي لتحدد موعد الزفاف اخبرتك عن موعدها مرغمة عندما سالتني حينها اجبتني اسبوعا كافيا ، على ذاك الموعد هي متاخرة خمسة ايام كاملة .
رف بعينيه كثيرا ليتصلب وجهه مانعا نفسه من فرحة من الممكن ان تكون غير حقيقية ليهمس بجدية : حسنا عندما ينقضي الموعد المحدد الذي عليه نستطيع التاكد اخبريني لاصحبك للطبيب .
انكسرت نظراتها لتهمس برعشة فاضت من نبراتها خاصة عندما ابتعد نائيا بنفسه عنها : بالطبع معك حق ، لازال الامر باوله ومن الممكن ان يكون اضطراب هرمونات ليس الا .
همس بجدية وهو يخطو مبتعدا اكثر : اعتقد انه ليس اكثر من ذلك بالفعل. .
اختنق حلقها ببكاء كتمته داخلها هي التي استدارت توليه ظهرها وتنشغل بالطعام تنحي نفسها عن التفكير في ردة فعله التي اتت مغايرة كليا عما توقعته فتكتم انفاسها وعقلها يرغمها على التفكير في كونه لم يتخطى ما مر به قبلا ، رفعت كفها بسرعة تمسح دموعها التي انسابت ببطء ما بين عقلها الذي ينتحب على خيبة الامل وقلبها يدافع ببسالة عن كونه محق في ردة فعله ، نظرا لما اصابه وقهرة قلبه بسبب امل ضاع واندثر لانه خُدغ من حقيرة تعمدت الكذب عليه .
فيزار عقلها هادرا باستنكار " مالك انت بها ولماذا يقارن بينكما هل يشكك بك وبمدى صدقك معه؟! "
نفضت راسها بنفي قوي وقلبها يصرخ بجزع : ابدا سليم لا يفعلها ولكنه خائف من الامر نفسه ، خائف ان يسعد بالامر قبيل ان يتاكد حينها سيرقص طربا انا متاكدة ، فسعادته ستاتي لا تشبه اي سعادة ماضية رايتها معه .
انتفضت من فوضى صراعها على همسته الخشنة باسمها فمسحت دموعها سريعا وهمست بصوتها الابح : عيوني .
ابتسم ساخرا هو الذي غضب من نفسه لتلك ردة الفعل المتطرفة وحنق من غباءه وذكرياته المؤلمة التي داهمته فافقدته منطقية التفكير ولباقة الرد ليهمس وهو يقترب منها : التي ابكيتها في شهر العسل .
ابتسمت مرغمة فيتطلع بملامحها البريئة وارنبة انفها المحمرة بقوة ، بقايا دموع عالقة برموشها فتجيبه هامسة : تبكيها تفرحها خاصتك وانت حر بها .
تنهد بقوة ليقترب منها زافرا : انا اسف يا امينة ، لم يكن يجدر بي التصرف هكذا ولكن ..
نفخ بقوة لتهمس بتفهم صادق وهي تستدير نحوه : اعلم يا سليم ، اعلم وادرك ما مررت به وبغبائي عرضتك له انا التي لم استطع حفظ لساني ، ولكن يعلم الله اني لم اكن لاخبرك الان كنت اريد الانتظار حتى اتيقن ولكنك من فطنت لافكاري رغم اني لم ابوح بها .
همس بمرح مختنق : نعم فانا استطيع قراءة افكارك وارى بقفايا ايضا ارايت كلي مميزات .
ضحكت بخفة لتهمس بشقاوة : وانا اشهد.
ضحك مرغما ليهمس اليها بعد برهة : فقط اريد ان اخبرك ان ردة فعلي تلك لا علاقة لها بك ابدا انا فقط خائف من التعلق بامل من الممكن الا يتحقق الان .
تنهدت بقوة لتجيبه بتفهم : اعلم .
زفر بقوة ليكمل بامل فاض من نبراته : فقط ليتحقق ذاك الامل وانا سافي بالعهد والوعد واقدم القرابين وانا مبتهج الهث بالحمد والشكر في الفضاء فرحا وسعادة
تمتمت بسرعة : اسعد الله قلبك دنيا وأخرة يا حبيبي .
تطلع اليها بانفاس مكتومة قبلما يجذبها لصدره هامسا بصوت اجش : انا اسف يا امينة ، انت لا تستحقين ذلك ولكن .. صمت ليربت على ظهرها بلطف - انه قدرك مع شخص مثلي معقد وغبي .
ربتت على قلبه برقة وهمست متعمدة المشاكسة : وغيور للغاية ايضا .
ضحك مرغما ليسالها مسايرا لها : اراك تعترضين يا سيدة امينة ؟!
ضحكت وهزت راسها نافية : ابدا انا سعيدة بان لديك عيوب ليس مليئًا بالمميزات فتختال علينا يا سيد سليم .
رفع حاجبيه وهو يبتعد براسه للخلف كي ينظر اليها : لا يحق لي ؟!
فتبتسم وهي تستند بذقنها على صدره وتهمس وعيناها تستقر بعمق عينيه : بل كل الحق لك .
ومضت عيناه بتوق اشتعل بحدقتيه فتاوه بخفوت هو الذي احنى راسه ليقبلها بقبلات متتالية ليبتعد عنها فجاة بعدما امتزجت انفاسهما التي تعالت بشكل ملحوظ صارخًا بقهر : يا الله يا امينة كيف ساقربك الان وانا خائف عليك واريد المحافظة على ذاك الامل الذي زرعت بذوره بصدري مهما تنكرت له وتناسيته .
شحب وجهها هي التي لم تدرك مقصده لاول الامر، وتوردت عندما استوعبت مقصده لتهمس بخفوت وهي تخفض راسها عنه في حرج انتابها : في رايي لا ضير من المحاولة ، فإذ لم يكن هناك املا بل هو محض وهم فتكرار المحاولات سياتي بالامل مجسدا اما اذا كنا رزقنا بالامل فعلا فارادة الله فوق كل شيء وحينها سينبته نباتا صالحا باذنه ومشيئته
رمقها بذهول اندثر عندما مد كفه ليغلق الموقد قبيل ان يجذبها اليه هامسا بخفوت شديد : هل علينا الذهاب لغرفة النوم ام تمنحينني نفسك الليلة كاملة وانا اعدك اني ابدا لن اؤذيك ؟!
التجئت لصدره تتمسك به وتهمس : انا لك كاملة يا سليم وواثقة انك لن توذيني ابدا .
انحني فجاة ليحملها للخارج يخطو بها لغرفة النوم فتنظر اليه متسائلة همس وهو يقبلها بقبلات متتالية : اريدك ان تكوني مرتاحة وراضية وسعيدة معي يا امينة
اجابته وهي تتعلق اكثر برقبته : انا مرتاحة وراضية وسعيدة وعاشقة يا سليم .
تأوه اخر خافت صدر منه هو الذي دلف لغرفتهما يشتعل توقه فيشعلها بسلاسة معه وصوت ثومة الذي صدح عاليا بعدما انتهت وردة من غنائها باغنية دارت بشكل عشوائي لم يختاره ايا منها تشدو بسلطنة غيمت من فوقهما
الحب كله حبيته فيك الحب كله
وزماني كله انا عشته ليك .. زماني كله
حبيبي قول للدنيا معايا .. ولكل قلب بدقته حس
يا دنيا حبي وحبي وحبي ..
ده العمر هو .. ده العمر هو الحب وبس
واسقيني واملا واسقيني تاني
اسقيني تاني من الحب .. منك .. من نور زماني
اسقيني ياللي من يوم ما شفتك
حسيت كاني اتخلقت تاني
حسيت كاني اتخلقت تاني
***
دلف من باب البيت الكبير القاطن بيت والديه الذي يجمعهم كلهم ، فوالده ابتاع تلك الارض عندما كان هو مراهقا ليبنى فيلا حديثة جميلة مكونة من عدة طوابق بحديقة كبيرة ومسبح خلفي وسطح مرتب بعنايه يتبع طابقه فهو الذي خُصص اليه ، فوالده اعد الطابق الارضي له ليسكن فيه مع والدته ويكون اصل البيت الذي يستقبل الجميع ، ليمنح الطابق الاول لشقيقه الكبير الذي يسكنه هو وعائلته المتواجدة على الدوام في الدور السفلي ، ثم الطابق الثاني الخاص به ، اما شقيقته فتسكن ببيت يبعد عنهم قليلا مع زوجها وطفلتها الجميلة التي تاسر روحه وقلبه .
اتسعت ابتسامه تلقائيا وصوت الصغير الذي اتى ركضا اليه يهتف بحروفه المتعثرة : كرم اتى .
انحنى اليه ليحتضنه بحبور وحفاوة يقبل راسه ووجنته ويهمس اليه : حبيب كرم والله ، كيف حالك وحال اخوتك .
اجابه الصغير : ناناه كونه.
عبس اكرم بعدم فهم اولي فيشير اليه الصغير نحو المطبخ الكبير البعيد عن بهو استقبال البيت : ناناه كونه .
لانت ملامح اكرم بادراك ليردد : ناناه تطهو المكرونة ، اوما الصغير بحماس ليكمل اكرم – بالطبع لاجلك فانت تعشق المكرونة .
اوما الصغير براسه في فرحة طفولية ابهجت قلب اكرم الذي استدار لامه التي هتفت بحنان : ولاجلك فابن اخيك يشبهك كلاكما تحبان المكرونة .
تهللت ملامحه بحماس وهو يقترب من امه : اذا هي المكرونة بالباشميل ؟!
اتسعت ابتسامتها : اكيد هيا أستعد لتتناول الطعام مع كريم فهو رفض ان يتناول الطعام معنا واخبرني انه ينتظرك .
عبس اكرم باهتمام لينزل ابن اخيه من فوق ذراعه سائلا : هل هو بخير يا ماما ؟!
اومات بالايجاب : نعم لا تخف هو فقط متوتر قليلا بسبب ما يحدث .
تطلع اليها اكرم بتعجب : وما الذي يحدث ؟!!
همت بالحديث ليصدح صوت ابوه الذي يزعق بغضب نادرا ما يظهر عليه فيسال بصدمة : ما باله بابا ؟!
زفرت بقوة لتهمس باختناق : ابوك يتشاجر مع عائلته .
لوى شفتيه ليسالها بنزق : لماذا ثانية ؟! لا تخبريني انه لاجل سعادة القبطان من جديد .
القاها بتهكم مزج بعدم رضا فابتسمت هنادي برقة لتساله بجدية وهي تشير اليه ان يجاورها للمطبخ : اخبرني يا اكرم ، لماذا لا تحبه .. ولم تتقبله كصديق طوال عمرك ، بل انا اتذكر منذ صغرك لم تتفق معه ، نعم لم تكن تتشاجر معه ولكن لم تكن مقرب اليه فهو الوحيد من سنك ولكنك ابدا لم تقربه اليك .
تطلع لوالدته قليلا قبلما يهمس ببوح متروي : لانه لم يتقبل كريم ، جمدت ملامحها بمفاجاة فاكمل شارحا – كان دوما متحفظا معه .. متباعدا عنه ، نعم لم يضايقه او يؤذيه ولكنه كان متعاليا عليه ويتجنبه في معظم الاوقات وكأن كريم مرض عضال سيصيبه اذا ما تباسط معه
عبست هنادي بضيق غزا ملامحها لتساله باهتمام : لذا رفضت ترشيحي لامينة كعروس لك ، كي تبتعد عنه .
ضحك اكرم ليسبل جفنيه يضع كفيه في جيبي بنطلونه هامسا بتفكه : الحقيقة انا لم افعل بالعكس راقني الترشيح وحاولت التقرب منها ولكن سعادة القبطان احس برغبتي تلك فهددني صراحة واخبرني انه لا يملك شقيقات للزواج من ابن الاجنبية .
سبة نابية بالفرنسية خافتة انفلتت من بين شفتي هنادي فاجبرته على القهقهة ضاحكا قبل ان يجذبها الى صدره من كتفيها هامسا بمشاغبة : كم اعشقك عندما تفعلينها .
ضربته وهي تضحك بدورها : انت قليل الادب يا ولد .
تمتم بافتعال : انا ابدا .
شمخت بانفها لتهمس بضيق لم تستطع الخلاص منه : لا تضايق نفسك هم الخاسرين .
اتسعت ابتسامة اكرم ليغمغم بسماحة نفس : بل هو حظ امينة التي كفاها الله بزواجها من الامبراطور ابن الراوي كما تلقبوه ، ثم الفتاة رقيقة وجميلة لماذا تتزوج من هو مثلي فاتعسها البقية الباقية من عمرها الا يكفي التعاسة التي المت بها قديما في كنف ذاك الاخ القاسي والغاضب على الدوام؟!!
ابتسمت هنادي وعيناها تنكسر بحزن دفين : لم تكن ستتعسها يا اكرم لا تقل هكذا يا بني .
ضحك بخفة : لا كنت سافعل اتعلمين لماذا يا ماما ، لانها اصيلة كانت ستصبر وتحتسب وتظل بجواري لاخر عمرها متنازلة عن كل شيء لاجل زوجها حتى وان كان ذاك الزوج زوج فقط وليس حبيب كل ما يجمعها به مودة ورحمة
ابتسمت هنادي برقة لترتب على قلبه بحنان : سيعوضك الله بكل خير يا حبيبي .
اتسعت ابتسامته : اكثر من هكذا عوض ، يكفي وجودي معك ووسطكم يا ماما ، انا سعيد بحياتي هكذا والحمد لله وهاك كريم وابناءه وكارمن وفتاتها يملئون البيت علينا بالصراخ
ضحكت هنادي فشاركها الضحك ليتوقفا سويا على زعقة هادرة من هشام الذي تعالى صوته بطريقة مرعبة اخافت الاولاد اللذين ركضوا نحو جدتهم ليسال اكرم بجدية : اين كريم يا ماما ؟!
زفرت هنادي : اصطحبته لين للاعلى منذ قليل عندما بدا يتوتر بسبب كثرة الاتصالات وصراخ ابيك .
زفر اكرم بقوة لينزل الصغير الذي حمله لتهدئته : حسنا اصحبي الاولاد للاعلى واجلسوا بالروف قليلا الى ان ارى ماذا يحدث واعمل على تهدئة سعادة المستشار .
اومات براسها وهي تحمل كنان الذي تعلق بساقيها لتحتضن كتف مروان الاوسط بين ابناء بكريها بينما ضغط اكرم على كتف ريان "بكري اخيه " هامسا : اعتن بناناه واخوتك الى ان اتبعكم .
اوما ريان براسه متفهما هو الذي دفع مروان الذي لا يفصلهما الكثير من العمر فيشبهان بعضهما كثيرا ليسير معه وهو يهمس بجدية : انزلي كنان يا ناناه فهو يقوى على السير وانا ومروان سنساعده فلا تقلقي عليه
راقب انصراف ابناء اخيه بصحبة والدته ثم يستدير ليخطو نحو غرفة مكتب ابيه يطرق الباب مرتين متتاليتين قبلما يفتح الباب ببطء يطل براسه مستاذنا دون صوت : هل اتي ؟!
اشار اليه هشام بالدخول فاطاع وهو يستمع لزمجرة ابيه غير الراضية والذي هدر بعصبية : اتق الله يا حاج ولا تغالط نفسك اكثر من ذلك ، اتق الله واعترف بخطاكم وجرمكم ليس في حق محمود فقط بل في حق شقيقتكم وابنتها قبله
انصت ابيه لوهلة قبلما يرعد بحزم : نعم أخطأتم يا حاج ، اخطاتم واذنبتم في حق الفتاة التي لم تفعل اي شيء سوى انها احبت ابن اخيك ووثقت فيه واسلمت اليه ، لم تفعل شيىء سوى انها وثقت في خالها وانه بمقام ابيها فأمنت انه سيخاف عليها ويراعيها كابنته ولكنه لم يفعل خان الامانة والعهد والثقة ونهش عرضه كذئب مسعور فاضر قبيلته قبل ان يضرها اعدائها ، يا الله حتى الذئب لا يفعل هذا بقطيعه يا حاج بل ان الضواري لا تاكل لحوم بعضها حية فقط الضباع من تفعل وبئس الضباع كنتم .. بئس الضباع انتم
عبس بغضب وحميته تعتلي هامته ليرعد ابيه من جديد : أغضب كما تشاء يا محمد وافعل ما شئت ولكن احذر انا لست محمود من تستقون عليه لانه وحيد بمفرده لا عزوة ولا عائلة ، نعم انا وحيد لا اخوة لي ولكن اياك ان تنسى ان المستشار القاضي هشام المنصوري لا يسهل الغدر بي ولا خداعي .
ران الصمت قليلا عليهما وهو يراقب ملامح ابيه التي تتشكل بصدمة جلية قبلما يهمس بذهول : هل تستمع اليك يا محمد ؟! حقا هل تفعل ؟! انت من تتحدث هكذا عن محمود ، محمود يا محمد من يقسمون باخلاقه ونفسه الطيبة تواضعه وخلقه ، اقسم بالله العلي العظيم ان من أوغر صدرك بهذه الطريقة ما هو الا خسيس دنيء النفس غيور وكاره لك قبل ان يكون كارها له ، فمن يضللك متعمدا يا محمد لا ينوي ابدا خيرا بل هو يريد ان تعم التفرقة ليكون هو الكاسب الوحيد ، عامة يا محمد حديثي انتهى ، ابنكم يطلق ابنتنا ويمنحها حقوقها كاملة والا اقسم بالله ساجبره على تطليقها رغما عنه
هدر ابوه ثانية : نعم هي ابنتي .. ابنة اخي فاذ كنتم تحامون لابن اخيكم رغم ان اخيكم نفسه يحامي لابنة شقيقته فانا ساحامي لابنة اخي وساكون عضد محمود وساعده اذا اراد ومنذ الان ساجاوره في كل شيء وساحمي حقوقه وحقوق ابناءه منكم فانتم غير مؤتمنين .. لا على عرض ولا ارض ولا مال يا محمد ، اتبع هشام بجنون مقاطعا حديث لا يستمع اليه – لا تتحدث عنه ثانية واعلم ان اخرا غيره كان طلق ابنتكم ورماها بالشارع على اخر الزمان بسبب افعالكم المشينة التي وشمتموها بها ولكنه رجل بزمن نَدُر به الرجال ، تقي وشهم يحب زوجته ويدرك مقدارها ويغليها حتى ان رخصتها عائلتها .
اربد وجه هشام بحمرة قانية ليجيب بغضب مكتوم : لا تظلم ابنة اختك اكثر من ذلك ، فالعار انتم من فعلتموه ولطختم جبين العائلة به وعليه ساقتص من الجميع ليس لاجل خديجة فقط بل لاجل اسم المنصوري الذي مرغتموه في الوحل يا محمد وغدا سترى ماذا سافعل بكم ؟!!
انهى الاتصال ليرمقه اكرم يراقب انفعالاته التي لم تهدا بعد ليهم بالحديث ولكن امر اباه الذي خرج صارما : استعد يا اكرم وانظر ما المطلوب كي توكلك ابنة عمك لتكن محاميها الخاص
فغر اكرم فاه ليهمهم بسرعة : امرك بالطبع يا بابا ولكني لا اعمل بقضايا الاحوال الشخصية انا .. رمقه هشام بنظرة اجبرته على الصمت ليومى براسه موافقا – امرك يا بابا ولكن هلا اخبرتني ما الامر؟!
اوما هشام براسه هامسا : فقط امنحني قليلا من الوقت وساخبرك .
اجاب اكرم بسماحة نفس : كل الوقت لك يا بابا .
***
اعتلى السلم الداخلي بين الطوابق ليدق باب طابق اخيه ويقف منتظرا الى ان اتاه صوت لين الرقيق قبيل ان يُفتح الباب فيبتسم بوجهها وهو يخفض بصره بعفوية : كريم مستيقظ ؟!
اومات براسها وهي تفتح الباب بطريقة مرحبة : وينتظرك ، ابتسم وهو يدلف وخاصة عندما اتبعت – هو من اخبرني انك قادم وانك من تدق الباب لا اعلم كيف يدرك كل مرة ولكن موقنه انه يشعر بك .
تمتم اكرم بسرعة : لا حرمني الله منه ولا من شعوره .
ابتسمت بترحاب : تفضل يا اكرم هو بصومعته كالعادة .
توقفت خطواته ليسالها باهتمام دون ان ينظر اليها مباشرة كعادته : غاضب ؟!
تنهدت بقوة : حزين لاجل ابنة عمكم .
اخفض راسه ليتمتم بجدية : حقه ، الفتاة صغيرة للغاية ولا تستحق ما حدث معها .
اشارت اليه : ادخل اليه وانا ساعد اليك قهوتك .
اشار اليها نافيا : لا تتعبين نفسك يا لين واستريحي قليلا يكفيك ثقل الحمل وشقاوة الاولاد .
تمتمت برقة : لست متعبة والحمد لله .
اجاب بجدية : صدقا لا اريد فانا لم اتناول الطعام للان واذ احتسيت القهوة وادركت نودا اني فعلت دون طعام ستغضب وتخاصمني
ضحكت برقة قبلما تهمس بحماس : حسنا ساعد الطعام وادفع كريم ليتناوله معك .
هم بالحديث ليصدح صوت اخيه الذي خرج من غرفته يفوقه طولا وعرضا : نودا اعدت المكرونة بالباشميل لاجل اكرم يا لين .
استدار اكرم لاخيه الذي فتح ذراعيه على وسعهما فارتمى اكرم داخل حضنه هامسا بمحبة اخوية : وحبيب اكرم انتظره لياكل معه .
ضمه كريم لصدره قليلا ليهمس ببساطة : تدرك اني لا اكل دونك ابدا .
ابتسم اكرم وهو يتمسك باحتضان أخيه : انت هكذا تثير غيرة لين .
__ لين تدرك جيدا .
نطقها وعيناه تشرد نحوها فتبتسم بتفهم وتومى له بعينيها فيخفض اكرم نظره عنهما الى ان جذبه كريم هاتفا بحماس طفولي لحد ما: تعالى انظر للفراش الجديد الذي صنعته .
ارتفعا حاجبي اكرم بتعجب ليتبعه بالفعل الى داخل الغرفة الواسعة التي يعمل بها شقيقه لينظر للفراش الوردي الصغير بتصميمه الرقيق ليغمغم بتعجب : واو انه رائع ، متى صنعته ؟! ليصمت اكرم لوهلة وهو يدور من حول الفراش ليسال بجدية – هل تاكدتم ان لين ستنجب فتاة ؟!
عبس كريم بتعجب ليجيب ببساطة : هذا لابنة خديجة .
تطلع اكرم اليه بصدمة ظهرت بصوته : من خديجة ؟!
نظر اليه كريم بغرابة ليتمتم اكرم : من تلك التي تتحدث عنها يا كيمو ؟!
اجاب كريم ببساطة وهو يتحرك بهمة يكمل تصميم الفراش : ابنة عمو محمود والخالة ديدي .
حرك اكرم راسه بتفهم وهو يصدر صوتا مدركا ليسال ببلاهة : كيف انجبت فتاة ما فهمته من بابا ان زواجها لم يمر عليه شهرين .
لم يجب كريم هو الذي توحد مع ما يفعله لبعض من الوقت ثم يسال بهدوء : كنت تتحدث يا كوكو .
زمجر اكرم بغير رضا بعدما جلس برضا منتظرا انتباه اخيه ليجيبه مرددا سواله ثانية فاجاب كريم بعفوية : لم تنجب انا من اصنع لها الفراش .
تطلع له اكرم قليلا ليهمس بصوت ابح : هل هي حامل ؟! لم يجبه شقيقه ليكمل اكرم بشجن – انت تتنبأ لها يا كريم.
لم يجب كريم قبلما يهتف سائلا : هل تراه سيعجبها يا اكرم ؟!
اجاب اكرم المنبهر بالفراش بالفعل : بالتاكيد يا حبييي .
نهض كريم واقفا ليهتف بحماس : حسنا أستعد لنذهب لها ساغلف الفراش بطريقة مميزة ونذهب اليها ، هيا يا اكرم .
تمتم اكرم سريعا : حسنا انتظر قليلا ساخبر بابا ونهاتف عمو محمود ونخبره ، بالاساس انا لا اعرف اين هي ؟!
اجابه كريم المنشغل : تصرف يا اكرم ، اريد ان اذهب اليها الليلة ، توقف لوهلة قبلما ينطق بشرود – خديجة تحتاجنا
تطلع اليه اكرم قليلا قبلما يتحرك بالفعل : حسنا سابدل ملابسي واخبر بابا واعد السيارة ، واتي لاحمل الفراش ايضا .
اشار اليه كريم : انا سافعل .
اوما اكرم وهو يغادر مسرعا دون ان يدرك السبب ليحدث لين التي نهضت ترى ما الامر : ساعديه في تبديل ملابسه يا لين الى ان استعد انا الاخر .
سالت لين بتعجب : اين تذهبان ؟!
اشار اليها اكرم بكفيه بعدم معرفة : سنذهب لزيارة خديجة كما امر زوجك .
***
تطلعت للفراش الوردي هي التي تجلس على الكرسي المنفرد بجوار شقيقه الذي يهذر بالكثير على غير عادته ، حديث متناثر بعضه مفهوم والاخر بعض من مجاملات يجيب بها على عمتهما التي جلست بجوار ابنتها المصدومة كما هو واضح عليها لترفع عيناها اخيرا بسؤال جاد ونبرة حادة : كيف ادركت اني حامل وبفتاة ايضا ، انا لم اخبر احد .
ران الصمت ثقيلا عليهم ليتململ في جلسته بدون رضا لاجل تلك النبرة الحادة التي وجهت لاخيه ليهدأ مرغما عندما اتت ابتسامة كريم واسعة هو الذي اجاب بسماحة نفس : حلمت بك .
اجفلت خديجة لتتراجع للخلف بعفوية بينما تهللت ملامح مديحة التي تحركت لتجلس بجوار اخيه فافسح لها مكانا فتربت على ساق شقيقه وتحتضن كفه وتساله بصوت مختنق بكاء : اخبرني يا كريم ، بما حلمت يا بني ومتى ؟!
استدار كريم يتطلع لخديجة كليا قبلما يهمس بصوت بُح تاثرا : حلمت بها تجلس وسط بستان كبير مليء بزهور ملونة .. نضرة وجميلة ، ومن حولها فتاة تركض بشعر بني طويل وبشرة حنطية لامعة تشبهها كثيرا وتدعى سلسبيل .
ارتجفت خديجة امام عيناه لينتبه لصوت انتحاب عمته فيقترب منها يجذبها بصدره بينما شقيقه يتبع وهو لا يغفل عن وجه خديجة الذي لان تدريجيا وشحوبه العادي يتراجع - كنت ضاحكة مستبشرة راضية في المنام وجهك يلمع كالقمر وعيناك تومض من جديد .
انسابت دموع خديجة تدريجيا فيكمل كريم بصوت رزين هو اكثر من يدرك تاثيره وكان نغمات نبراته تربط على القلوب الحزينة .. المكسورة .. المشوشة بانتهاك الخذلان : ستصبحين بخير ، لا تقلقي ستصبحين بخير .
سيطرت خديجة على دموعها بينما لهثت عمته بالدعاء وهي تنتحب فيجذبها نحو يضمها الى صدره ويقبل راسها هامسا : لا تقلقي يا عمتي ستصبح بخير ، كريم بشركم بها وستنالها باذن الله .
تمتمت مديحة بسرعة : ونعم بالله ، ونعم بالله .
تمتمت خديجة وهي تنهض لتقبل راس كريم كما المعتاد بينهما بعدما سيطرت على اختلاجات روحها: شكرا يا ابيه ، اتعبتك معي ، لتتبع بجفاء وهي ترمقه بتشوش - وحضرتك ايضا يا ابيه شكرا لك .
تطلع اليها مرددا بصدمة : ابيه ؟! ليكمل سريعا - انا لست ابيه ، انا اكرم فقط .
رمقته بانزعاج ولم تجبه لتقبل راس شقيقه ثانية : شكرا جزيلا لك يا ابيه على السرير ، انه رائع .
اجاب شقيقه وهو يربت على كفها الذي احتضنه بين راحتيه : اهتمي بنفسك وبسلسبيل .
همت بالحديث ولكن رنين جرس الباب الذي تصاعد من حولهم والطرقات العالية المتتالية اصابت الجميع بالتوتر الذي ظهر جليا على جلسة كريم الذي بدا في التململ والاهتزاز ليهتف اكرم باستياء وهو ينهض واقفا يتجه نحو اخيه يحاول ان يضمه الى صدره فيهتز الاخر برفض واكرم يسال : من الذي يطرق الباب هكذا ؟!
اجابته مديحة التي كادت ان تركض للخارج : لا اعرف يا بني .
شعر بتصلب خديجة التي وقفت تنظر بشخص للباب الذي سكنت طرقاته دليلا على السماح للطارق بالدخول ، فاندفع من تتوقع مجيئه هادرا بصراخ مرعب : انت تخدعينني يا ابنة محمود ، تخدعينني وتخفين عني حملك كي اطلقك ؟! جرؤت على استغفالي وعدم اخباري بالامر ، اذا اريني من سيطلقك او من سيجرؤ على تخليصك مني الان ، ساتركك هكذا كالوقف لا منك زوجة ولا مطلقة ، وعندما اريدك معي سارفع عليك قضية طاعة لاضمك لكنفي وحينها لن تجرؤ على الرفض .
__صه ، هدرت بها عمته التي أتت من خلف ذاك الذي يصرخ بجنون اجبره هو على الحركة والالتفاف من حول شقيقه ليضمه الى صدره ويهداه كعادته ، ورغم غضبه الذي يندفع لاوردته ونقمته على ذاك الذي يعد قريبا له الا انه صمت وانتظر بصبر حديث عمته الذي اتى غاضبا .. بانتفاضة أم عاتية : بل انت من جرو لتهدد ابنتي في بيتي وامامي يا ابن ماهر ؟! انت من جرؤ على اقتحام بيتي والصراخ فيه وانا متواجدة .. انت من جرؤ بعد كل ما فعلته يا عديم النخوة والمروءة والكرامة ان تاتي لتخبر ابنتي انك لن تطلقها ؟! اذا ليكن بمعلومك سأصحب ابنتي للمحاكم وادور بها فقط لآخذ حكم خلع سانشره بالجريدة وانا أقيم لها حفل طلاق انها تخلصت منك يا شبيه الرجال
رعد بجنون : انا شبيه رجال
لترفع عمته كفها وتلطمه بضربة اصدرت صوتا واضحا : نعم انت .. من يلتف ليدخل البيت من الخلف ويستغل ابنة خاله الصغيرة كي يتزوجها دون موافقة ابيها شبيه رجال .. من يكذب ..يخدع .. يخون شبيه رجال .. من يترك الاناس تلوك سيرة نساءه ومحارمه شبيه رجال من يقتحم البيوت في غياب رجالها شبيه رجال .
لتكمل بازدراء قوي صريح : مع كامل الاسف يا من كنت اتخذه بكري وولد لي في غياب ولدي انت شبيه رجال ولم تكن ابدا سوى شبيه رجال .. يا خسارة الايام والليالي والساعات التي كنت اتشاجر مع زوجي لاجلك .. يا خسارة الوقت الذي كنت اناقشه فيه لاقنعه بان يعدل عن رأيه فيك واحاول ان أجملك بعينيه ، يا خسارة على كل وقت وثقت به فيك وظننتك يوما ستحمي ابنتي وتكون امانها وسندها ، بل يا خسارة تلك الايام التي كنت اراعيك وانت طفل صغير لو فقط كنت اعلم بانك ستكبر لتكون هكذا لكنت جلست من فوقك وازهقت روحك وانت في مهدك
جمدت ملامحه بغضب اعماه عن حرقة عمته ونحيب قلبها ليهمس بتهكم : كان من الافضل ان تربي ابنتك افضل من ذلك فلا تمنح نفسها لاي شخص تحت اي مسمى او سبب ، شحبت مديحة من الصدمة التي اخنقت شهقتها بحلقها ليكمل محمود بسخرية لاذعة وهو يشير اليه والي شقيقه - والبيت الذي تنشدقين بقوانينه يستقبل الرجال في غياب سيده دون حاكم او رابط.
اخرس صرخة اخرى من عمته يتبعها لطمة اقوى وصراخ جنوني لم يدرك ماهيته وعمته تنفعل وتتفقد اعصابها فتدفع محمود بجنون وهي تطرده ، محمود الذي تراجع جراء الدفعة الاولى التي لم يتوقعها ولكنه تصلب في الثانية والثالثة فلم يتحرك قبيل ان يحاول ان يتخطى جسد عمته الصغير بالنسبة له هادرا : لن ابارح مكاني دون زوجتي ، ساخذها معي فانت لست راضيا عن بقائها لديكم .
حاولت مديحة التصدي له وهي تصرخ بجنون وخاصة عندما لم تستطع منعه من الاقتراب من ابنتها بينما تراجعت خديجة للخلف في فزع هي التي كانت ساكنة من الصدمة كل هذه المدة ليتحرك هو بسرعة ويقف حائلا بينهما زاعقا بخشونة لا تتناسب مع ملامحه : فكر ان تضع يدك عليها وسترى ماذا سافعل بك يا ابن عمي غير العزيز .
***
انتهى الجزء الثاني من الفصل ال28
قراءة ممتعة


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 02:38 AM   #2754

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,872
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

محمود ده ك ل ب فعلا وفعلا عمه الكبير هو اللي مقويه واعتقد انه هيشوف ايام سوداء من خاله والمستشار هشام واكرم عيل ق ل يل الادب واطي بيعاير عمته وبنت عمته اللي حبته يستاهل اللي قالته مظيحة لان جزء من خطأ خديجة السبب فيه امها . واعتقد كمان عبدالرحمن هيكون له دور . تسلم ايدك جزء رائع ومش صغير وممتع جدا

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 02:54 AM   #2755

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

الله ياخدك يا قبطان و يريح البشرية منك
و بس خلاص
اعصابي تلفت


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 07:34 AM   #2756

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

لا و اللا ذا اخذته اتم بعز ،،بدل ان يبكي و يطلب سماح ساتي و يهدد و يقول ياتركك معلقة و اطلبك للطاعاة تيا لك مهددة يعيبرها انها غير منربية..لكن كل فعل يقتل حيب خديجة..استبشرت يمنام كريم ستكونين بخير يا خديجة..اما انت يا محمود انتظر و ستري ستربي من جديد

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 08:59 AM   #2757

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي طوق نجاة

صباح الخير لو سمحتو نزل فصل جديد بالمس ما ظاهر عندي وشكرا لكم

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 09:48 AM   #2758

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي طوق نجاة

فصل راىع كالعادة تسلم ايدك ننتظر الفصول القادمة واحداث ها يعطيكي العافيه وشكرا

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 12:28 PM   #2759

yasser20
alkap ~
 
الصورة الرمزية yasser20

? العضوٌ??? » 192610
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,404
?  نُقآطِيْ » yasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل رائع ومحمود وقح ومافيه مرؤة يعّير إبنة خاله وعمته وزوجته فعلا ليس برجل .

yasser20 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-22, 05:16 PM   #2760

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,506
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


محمود انسان فاشل و تصرفاته تنرفز
تسلمي على الفصل الجميل جدا ويعطيك الف عافية



لبنى البلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعظم الارزاق ♡
دعوة رفعت بإسمك في ظهر الغيب ★
لاأنت طلبتها.... ولا حتى تعلمها ☆




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.