آخر 10 مشاركات
110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          وصية الزوج (الكاتـب : Topaz. - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          آسف زوجتى ..أريد الزواج من أخرى *_* (الكاتـب : بحر الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12028Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-20, 08:48 PM   #541

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samar mohammd مشاهدة المشاركة
الفصل اكتر من رائع كالعادة يا سولي وكاني عايشه معاهم
سلمتي وسلم قلمك 🥰😘🥰 احلي سولي
والقفلة قفلة اخراج من بتوع ملك 😁😁😎😎😎 حماااس جدااااا
يا هلا يا سمور
ازيك يا قلبي
عاملة ايه
منوراني بجد
مبسوطة اوي اوي ان الفصل عجبك يا حبيبتي
وعقبال الباقي
حبيبتي
لسه اصبروا على القفلات
احنا بنسخن
مستنياكي دائما يا قلبي ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 09:03 PM   #542

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 14 والزوار 27)
‏موضى و راكان, ‏tamy, ‏ام اسماء2, ‏Rasha kazem, ‏NoOoShy, ‏لبنى البلسان, ‏ورد الجناين, ‏سلافه الشرقاوي, ‏fatma ahmad, ‏مريم المقدسيه, ‏لولو73, ‏princess of romance, ‏Diego Sando, ‏laila2019


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 09:07 PM   #543

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة
الفصل جميل جدااا
الله يسعد قلبك ويعطيك ألف عافية
كنت انتظر انتقام ادهم يكون بطريقة اخرى رغم كرهي لمريم الحقيرة اتمنى ادهم لايكمل مايريد فعله ويكون انتقامه بشكل اخر واهم شئ لايتزوجها
يا هلا يا لبنى
منوراني يا جميل
اللهم امين واياكم يارب
تسلمي يا حبيبتي
اصبري ع ادهم
هنعرف الدنيا وصلت لغاية فين
اصبروا بس
الحبكات لسه مبداتش
مستنياكي دائما يا روحي ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 09:10 PM   #544

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الأمير مشاهدة المشاركة
تسلم اناملك السحرية يا ست الكل 😍😍😍😍
يا هلا يا جميل
منوراني بجد
الله يسلمك
سعيدة ان الفصل عجبك
مستنياكي دائما ❤❤
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shaymaa607 مشاهدة المشاركة
الفصل رائع. كالعادة يا سولي دمتي مبدعة
تسلمي يا شوشو
ربنا يخليكي يا قمرة
مستنياكي دائما
نورتيني ❤❤

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلااااااام مشاهدة المشاركة
رووووووعة
ابدعتي
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تسلمي يا جميل
منوراني ❤❤


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة holy مشاهدة المشاركة
فصل رائع كالعادة🤩🤩🤩
ميرسي يا جميل
تسلمي ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 09:18 PM   #545

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مولان روج 88 مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك يا قلبي 😍😍 الفصل خطير اوي اوي اوي 💙💙
مش عارفه بصراحة اتكلم عن مين ولا مين .
بس خليني اقولك أني حبيت ناجية اوي ظروفها ووجودها وسط عائلتين هي منبوذة منهم شعور صعب جدا . ورغم كدا قوية طوعت الإحساس دا بأنها تعيش حياتها بطبيعية وتتصرف بتلقائية وجودها مع مازن في الوقت دا حقيقي نعمة ليه .. على فكرة حبيت اوي جو الكافية والأغنية حسيت بجد اني معاهم على النيل 🥰🥰🥰.

حسام بحبه جدا عشان واضح وصريح لما حس أن في مشاعر مقدرش يخبي وكان صريح جدا ، بس كل مشكلتي مش قادرة افهم ليه في عداء بينه وبين حاتم ، بحس علطول أنه مشيل حاتم ذنب ودا بان كمان من كلام سارة معاه غير أن حاتم مع حسام غير نبيل تماما ..

أدهم 😔😔 زعلني اوي اوي اوي اوي صحيح أنا كنت خلاص قربت اكره مريم للي عملته في زين ولعبها على كل اتجاه شويه ، هي بشخصيتها دي مش عارفه هي عوزة ايه واعتقد أيا كان أدهم عمل دا عشان تتعلم الادب أو اوهمها بكدا في كلا الحالتين مريم قبل الموقف دا هتكون مريم تانية خالص من بعده ... بردو طريقة أدهم محبتهاش مينفعش يعاقب حد بالاسلوب دا ابدا ...

جيجي وسليم وأمينة ، يعني أنا تقريبا بكره اللي جيجي بتعمله لأن واضح أن عندها مشكلة في الحمل ويكاد يكون معدوم كمان بس بطريقتها دي صعب اوي يعني لما يعرف مش بس هتخسريه كله لا دا انتي هتكرهيه فيكي ..
سليم بقى يستاهل اللي جيجي بتعمله فيه عشان حقيقي أمينة صعبت عليا اوي كل موقف معاه بتصعب عليا مش ذنبها انك حاسس ناحيتها بحاجة كفاية القهر اللي عايشة فيه مع محمود ...

محمود وخديجة كسرتي قلبي بعملتك يعني كنت بقول أن الدكتور محمود هيدفعها لتصرفات مجنونة بتعنته معاها ورفضه لمحمود دون أي مناقشة ليها بس بردو عمر الجنون ما يوصل لكدا . للأسف هي بتهورها وهو بغبائه وعناده وتملكه هيخسروا كتير اوي اوي ...

زيد وأسيل ... بكره أسيل لأنها للحظة دي معلقة نبيل بيها ، يعني ميستاهلش ابدا منها كدا والمصيبة أنه خلاص قريب اوي هيدخل النار برجليه ويتصادم مع زيد ، زيد حقيقي بالنسبالي لغز مش بيخلص هل التفاصيل اللي بيحكيها لعمار دي بجد ولا مجرد رؤيته هو لقصة وفاة والده ووالدته !!!

نوران وعاصم وجعتي قلبي عليهم اوي إحساس عاصم وخوفه أنه يفقدها وجعني فكرني بولاء نفس الإحساس أنه يشوف الموقف ويراقب حاجة وأنه يتحط فيه حاجة تانية عشان كدا عاصم معذور في خوفه عليها جدا .

تالية وعز الدين حبهم لبعض والتفاهم اللي بينهم حلو اوي بس العقربة والدته للأسف اكيد هتعمل حجات لسا كتير اوي عشان تخرب ما بينهم مش هتفرح ابدا لحملها مع أن كان نفسها وبتزن على عز بس للاسف هي كارهه لتاليه بطريقة غريبة ..

آسيا مش عارفه اقول ايه بس حقيقي مستغرباها المفترض كانت بتحبه وهي اللي عرفته وجه يطلبها واتجوزوا كل دا بناءا على رغبتها يعني خلال الخطوبة محستش انها مش متقبلاه ولا هي فقط جسديا ، لأن حتى اللمسة العادية بحسها بتخاف منها .
موفقة جدا انها محتاجة طبيب نفسي لأن الموضوع غريب جدا .

نادر وسهيلة ... بحب اوي حبه ليها بس لو فكرنا وبصينا فعلا من وجهة نظرها هي صح ، هي مش هقدر تشوف نظرات شفقة أو حقد أن فنان مشهور ارتبط ببنت صماء ولازم هيتقال كدا إن مكنش من المقربين هيكون من اللي حواليهم ، بس منكرش أني حباهم اوي اوي مع بعض .

الكريزة بتاعتي بقى عادل وملك 😍😍😍😍 مش عارفه اقول ايه غير اني بحبهم اوي اوي اوي ومشاهدهم متعة كبيرة اوي بالنسبالي بحس بحالة هيام كدا وانا بقرأ مشاهدهم وزعلت لما عرفت انهم مش معانا الفصل الجاي 😔😔 طيب إن شالله مكالمة تليفون 🤭🤭.
سولي انتي مبدعة حقيقي بعيش معاكي كل مشهد وكأني معاهم حقيقي حفلة السبوع كانت تحفة حبيتها اوي اوي اوي كل المشاهد مميزة ربنا يزيدك يارب حبيبتي ويوفقك يارب 💙💙💙 وفي انتظار الفصل القادم ..

يا هلا يا جميل نورتيني
مبسوطة ان الفصل عجبك يا حبييتي
ناجية من احب البطلات لقلبي الجزء ده
احساسها صعب بس هي شخصية قوية جدا
هتعرفي موضوع حسام ده بعد شوية
اصبروا ع رزقكم
اصبروا للان مش عارفين ادهم برضه
عمل ايه
ولا شفنا الموضوع من ناحيته
عامة لسه بنقولها هادي
فاصبروا
جيجي ملهاش حق في اللي بتعمله اصلا
ولا سليم ليه حق في اللي بيعمله مع امنية
بس لسه هنشوف الموضوع هيمشي ازاي
اسيل معلقتش نبيل ابدا بيها
ولا تقربت منه
فكرة بقى انه متعلق بيها ده بتاعه هو مش هي السبب فيه
اممم خديجة غلطت
بس لسه هتحس بقيمة غلطها قدام
الف سلامة على قلبك
توتا وعز عساسيل اصلا
واصبروا ع اسيا
ايوة سهيلة معاها حق في وجهة نظرها
بس نادر مش شايف كدة
انا بحب عادل وملك جدا ومستمتعة معاهم زيكم واكثر
حبييتي سعيدة جدا جدا ان الفصول عجبتك
وسعيدة الريفيو تسلم ايديكي
ويارب دائما
مستنياكي على طول❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 09:31 PM   #546

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساءالخير والجمال
على متابعين رواية طوق نجاة الجُمال
موعدنا مع فصل جديد واحد جديد
متجمعين فيه كلنا في اروقة حكايا القلوب
الفصل النهاردة رغم انه مش ضخم لكن محوري جدا
اقروا كويس اقروا بعناية
مستنية ارائكم .. تعليقاتكم .. ومشاركتكم وريفيوهاتكم
كونوا بالقرب دوما

الفصل الثامن

__ صباح الخير .
التفت على وجهها الضحوك الذي لا يتبدل أبدًا ، فهي دومًا مبتهجة بهذه الطريقة ، ابتسامتها تشمل ملامحها كلها ، وحدقتيها اللامعتين بلون لا يستطيع تحديد ماهيته تجذباه حتى إن أنكر ، وهو يفعل كثيرًا .
زفر بحبور وهو ينظر لكوبين القهوة التي تحملهما بكفها والأخرى تحمل كيس به بعض المعجنات تأتي بها من خارج المشفى وتتقدم منه هامسة بخفوت – أتيت لك معي بالفطور ، أعلم أنك مناوب من البارحة وأنت لا تأكل من طعام المشفى ، ولا تحتسي قهوة المشفى .
عبست بتساؤل قفز لذهنها : هل تخاف العدوى ؟!
ضحك مرغمًا ليحمل ما بيديها هامسًا : إطلاقًا ، فقط لا أستسيغ الأشياء التي تُباع هنا .
زمت شفتيها لتشاكسه بأريحية أصبحت دائمة بينهما : أم أنك تحبذ طعام الماما .
أخفض رأسه يحتسي من كوب قهوته بعدما حملت كوبها : ليس دائمًا ، والدليل أني أتناول الفطور معكِ الآن .
زفرت بقوة : ونحن نسير بأروقة المشفى يا دكتور .
ألقتها بعتاب صريح فابتسم هامسًا : تعلمين أخر مرة جلسنا بغرفة المناوبين كنت سأتشاجر مع دكتور صهيب يا عالية .
لوت شفتيها لتغمغم : أخبرتك أن الأمر لا يستحق ، رمقها بطرف عينه مستنكرًا فأكملت بثرثرة عفوية – ثم أنه سمج مع الجميع ، هذه طبيعته .

توقف عن السير ليستدير اليها مواجهًا ينظر إليها بتفحص ، وعقله يتساءل بوضوح لم ينطق به " هل لا تدري حقًا أن صهيب مفتون بها ويثير المشاكل معه لأنه يشعر بقربها منه ، أم هي صادقه في حديثها ؟!" لتقابله بعينيها المتسعتين بنظرات مستفهمه فيجيبها بجدية : لا يا عالية ، هو ليس سمجًا مع الجميع !!
عبست بعدم فهم فأكمل بجدية شديدة : صهيب يغار من صداقتنا .
ارتفعا حاجبيها بدهشة افتعلتها لتهمس بخفوت وإنجليزيتها تحضر بقوة : اووه ، هل أصبحت أنا وأنت صديقين وأنا لا أعرف ؟!
قهقه بخفوت ليهمهم إليها بإنجليزية رغم متانتها إلا أنها تحتوي على لكنة تخصه : بل تدركين جيدًا ، أنكِ أصبحتِ my close friend .
ابتسمت بابتهاج : هذا شرف لنا يا دكتور محمد .
تمتم بعفوية وعيناه تتطلع بها : بل الشرف والاعتزاز والسعادة لي أنا يا عُليا .
هتفت بعدم فهم : ماذا ؟! لا أفهم هذا التحريف لإسمي .
تمتم وعيناه تومض بتساؤل حقيقي : ألا يعجبك ؟!
هزت كتفيها ببساطة : لا أعلم ، هل معناه مختلف ؟!
هز رأسه بحركة شقية نادرًا ما يفعلها : لا أعلم أعتقد أن عليكِ البحث يا دكتورة .
زمت شفتيها برفض وهمت أن تتدلل فانتظر دلالها العفوي بترقب يثير بهجته ليغمض عينيه بانزعاج لاح على ملامحه وصوت الآخر الذي أتى من خلفهما هاتفًا بسماجة شديدة : أوه الحبايب هنا ، أكمل ساخرًا وهو يستدير ليقف مقابلاً لهما – متجمعين عند النبي .
ضيقت عالية عينيها بعدم فهم تجلى على ملامحها بينما هو رمق الآخر من بين رموشه ليكمل صهيب : صباح الخير يا دكتورة عالية ، كيف أصبحتِ اليوم ؟!
تمتمت عالية بسرعة : أنا بخير والحمد لله ، هم صهيب بالحديث فأوقفته وهي تشير بسبابتها متسائلة – انتظر لم أفهم جملتك السابقة .
ابتسم صهيب فشعر محمد بأنه يريد لكم فكه الذي افتر ببسمة ماكرة وهو يجيبها : أية جملة تقصدين ؟! أشارت إليه فأتبع متفهمًا وكأنه أوجد حل لمعضلة لا يعرفها غيره – تقصدين " متجمعين عند النبي "
أومأت عالية برأسها في حماس فضحك صهيب ليعبس محمد بانزعاج حاول مداراته والآخر يجيب : هذه مقولة متداولة بمصر معناها أن نذهب لزيارة النبي صحبة بإذن الله .
تمتمت مرددة : زيارة النبي ؟!
أومأ صهيب برأسه : نعم أى العمرة والحج ، أن تذهبي وتزوري قبر النبي عليه الصلاة والسلام .
اتسعت عيناها بانبهار شديد لتهمس بحبور : بإذن الله يارب .
نطقتها بعربية سليمة فأجابها صهيب بمكر ومض بحدقتيه : نعم ونكون صحبة بإذن الله .
كح محمد بضيق لتضيق عالية عيناها قبل أن تسأله بصوت جادي ذكر محمد بتلك المرة التي عاتبته بها : كيف سيحدث ؟! أعتقد أن المرأة تسافر مع إحدى محارمها لقضاء الحج أو العمرة ، وعلى ما أذكر يا دكتور صهيب أنك لست أحد محارمي .
استدار محمد يرمقها بإعجاب وهو يكتم ضحكته التي أضاءت عينيه ليهمهم صهيب بتبعثر : هذه جملة مجاملة يا دكتورة .
أطبقت عالية فكيها لتجيب بنبرة باردة : للأسف هي مجاملة غير مقبولة يا دكتور ، لم أستسغها ولم أقبلها ولم تجد صدى لدي ، اكفهر وجه صهيب لتتبع هي بنبرة شعر محمد بها أنها تهدد الآخر الذي امتقع وجهه بالفعل حينما نطقت – وخاصةً وأني أعتقد أنك لم تقصد أن أكون زوجتك لا سمح الله ، فبارك الله لك بزوجتك انسانه خلوقة ومعالجة فيزيائية يشهد لها بالكثير من الصفات الجيدة .
تمتم صهيب بحرج : بالطبع ، أنا فقط كنت أمزح .
أجابته ببسمة باردة : نعم أعلم ولكن احذر يا دكتور أن تمزح بهذه الطريقة ثانيةً ، فيتناثر الحديث ويصل لزوجتك ، أعتقد أنك لا تريد ان يصل إليها هذا النوع من المزاح الغريب .
اختنق صهيب بحرج ظهر انعكاسه على ملامحه وهو يهمس : بالطبع ، بعد إذنكما .
ألقاها وهو يبتعد عنهما مسرعًا ليهتف محمد بصوت خافت : واو ، هل حقًا أنتِ من كنتِ تتحدثين يا عالية ، أم هي قرينتك ؟!
ضحكت بخفة وهتفت باستعلاء غير حقيقي : لدي الكثير لا تعرفه يا دكتور.
قهقه بحبور ليجيبها وهما يعاودا السير : وأنا أشهد بعدما رأيتك الآن ، أشهد وأبصم بالعشرة .
عبست بعدم فهم ليشير إليها بكفيه على أصابعه فتهز رأسها بتفهم قبيل أن يستدرك سائلًا : ولكن انتظري ، هل صهيب متزوج ؟! ظننته أعزب .
رمقته بتعجب : ألم تقابل صافي من قبل ؟!
ردد بتساؤل: صافي ؟! أومأت برأسها فأكمل بصدمة – تقصدين دكتور صفية، طبيبة العلاج الطبيعي ؟!!
أومأت برأسها ليسألها بتعجب : تدعينها بصافي ؟!
زفرت بقوة لتجيبه : نعم لأنها صديقتي ، اتسعت عينا محمد بصدمة تملكته لتكمل هي دون أن يسأل – وصهيب يدرك هذا جيدًا بالمناسبة .
تطلع إليها بأسئلة كثيرة ومضت بعينيه فابتسمت بلطف : هون عليك يا محمد ، هل كنت تعتقد أن صهيب يتقرب مني لأنه يريد الزواج مني أو شيء من هذا القبيل ؟!
اهتزت حدقتيه ليرمش كثيرًا وهو يزيح بعينيه بعيدًا عنها فتكمل هي بسماحة نفس : لا يا دكتور ، أنا أدرك جيدًا أن لا صهيب ولا غيره ، يفكرون بي بهذه الطريقة ،
عبس ليجيب بحنق : لماذا ؟!
هزت كتفيها : لأنهم يتخيلون أن سلوكي مشبوه ، يتخيلون أني بتربية منفتحة وأمر أني حصلت على شهادتي من الخارج يُخيل لهم أني فتاة أجنبيه الطباع رغم أني مصرية .
كح يطرد اختناقه : هذا غير صحيح يا عالية ، أنتِ فتاة طبيعية لا أرى فيكِ ما يعيب أو ينتقص ، بالعكس أنتِ كاملة .
توردت فأصبحت ملامحها أكثر فتنة فأخفض عينيه عنها مستغفرًا بداخله ليفيق على جملتها التي نطقتها باللهجة المصرية : الكمال لله وحده يا دكتور، ضحك لتكمل بمشاكسة – ولكنها مجاملة مقبولة أشكرك عليها .
قهقه بمرح ليسألها حينما وصلا لغرفة المناوبين : لدي جراحة هامة تريدين المشاركة ؟!
أومأت برأسها في حماس : بالطبع .
ليهمهم وهو يبتعد عنها يجبر عيناه على الانسلاخ بعيدًا : سأنتظرك بغرفة الجراحة .
ابتسمت بلطف : سأتبعك على الفور .
راقبته يبتعد فتخطو لتبدل ملابسها وهي تستعيد جملته التي خرجت صادقة أكثر مما تتخيل لتبتسم رغمًا عنها وهي تشعر بخجل شديد يغمرها وعقلها يهمس إليها " يراكِ كاملة يا عالية ، لا ينقصكِ شيء " فتزداد ابتسامتها أكثر وأكثر وثقة جديدة تنبت داخل قلبها فتمنحها شعورًا رائعًا لم تحسه من قبل.
***
أنهت حلقة برنامجها اليومية لتغادر الاستديو وهي تتنفس بعمق تتذكر انتظام عملها منذ ذاك اليوم الذي هدد بطردها فيها فخرجت من غرفة الإجتماعات بعينين مغرورقتين بدموع كثيرة عاصية ترفض أن تنهمر على وجنتيها فتقابلها مايا بنظرات متسائلة ترجمتها بكلمات كثيرة ثرثرت بها فأخبرتها وهي تلملم حاجيتها أنها ستغادر فالسيد سليم طردها !!
حينها شهقت مايا لتسألها بنفاذ صبر أن تخبرها عما حدث فتثرثر إلى مايا ما أخبرها به لتزعق بها مايا بجدية : أمينة انظري لي .
رفعت عيناها إليها فأتبعت مايا بضيق – هل جننت ، ستتركين العمل لأجل أنكِ لن تحضري المهرجان .
تمتمت بانهيار : لا أريد أن أترك العمل ولكن مستر سليم ..
صمتت فسألت مايا بجدية : هل تعرفين موعد المهرجان يا أمينة ؟!
هزت أمينة رأسها نافيةً فأكملت مايا – بعد أربعة أشهر ، حتى إن كنتِ لن تحضري المهرجان ما الذي يجعلكِ تتركين العمل الآن ؟!!
تمتمت بقلة حيلة : لأن مستر سليم قال ..
رمقتها مايا من بين رموشها : وكيف سيدرك مستر سليم بأن والدكِ رفض ؟!
تمتمت أمينة بتبعثر : بالطبع سيدرك عندما لن أذهب معكم .
تمتمت مايا بتهكم : نعم بعد أربعة أشهر .
تطلعت إلى مايا بذهول لتجلس على الكرسي أمامها لتسألها بعفوية : تقصدين ما فهمته يا مايا ؟! أومأت مايا برأسها إيجابًا فأتبعت بتساؤل – هل أقوى أن أكذب عليه ؟!
تمتمت مايا بضحكة مكتومة : لا تكذبِ ، أخبريه أنكِ ستحضرين بإذن الله وحاولي في هذه الفترة أن تقنعي والدكِ بالحضور وحينما يقترب موعد المهرجان أخبريه موقفه بالضبط وإذا أصر حينها على أمر ترك العمل أخبري مستر مالك سيتصرف معه .
حينها رفت بعينيها وتكتمت على أمر تهديده لها بإخبار السيد مالك ، ولكنها نفذت نصيحة مايا في اليوم التالي واستمرت بعملها لا تحاول الاحتكاك به نهائيًا ولا مقابلته حتى ولكن اليوم ستضطر أن تراه فهو دعي لاجتماع أخر لترتيب أمور خاصة بالعمل ، تحركت نحو مكتب مايا كعادتها لتجد الأخيرة تروح وتأتي أمامها وهي تتحدث لأحدهم بسماعة الهاتف الدقيقة لتشير إليها بالجلوس دون صوت لتنهي حديثها بطاعة صدحت بصوتها الهادئ : أمرك مستر سليم ، لا تقلق سيكون كل شيء بخير لا تقلق ، ومبارك مرة أخرى .
عبست أمينة بعدم فهم ونظرت إليها بتساؤل عن سبب المباركة فتجيبها مايا وهي تستلقي فوق كرسيها بارتخاء : إنه يلغي مواعيده للأسبوع القادم بأكمله ، لن يأتي ، حول بعض العمل للسيد مالك والبقية سيباشرها حسام ابن عمته، هل تعرفت على حسام بك من قبل ؟!
هزت أمينة رأسها نافيةً فهمست مايا بخفوت : أنه رجل محترم عابس قليلاً ولكنه هادئ الطباع وطيب القلب .
ابتسمت امينة لتتمتم باهتمام لم تدرك سببه : هل هو بخير ؟!
تمتمت مايا : مستر حسام جيد جدًا .
رمشت أمينة بعينيها لتهمهم بخفوت : بل أنا أسأل عن مستر سليم ، هل هو بخير ؟!
أومأت مايا برأسها إيجابًا : بالطبع بخير ،
اهتمت مايا بأشياء خاصة بالعمل كما تتوقع أمينة لتصمت لبرهة قبيل أن تسألها بحرج : إذًا لماذا لن يحضر هل هو مسافر ؟!
نظرت إليها مايا بتفهم : لا أبدًا ، لديه ظرف عائلي خاص بزوجته فسيجاورها الأيام القادمة ، حتى أعمال المؤسسة سيتابعها من البيت .
تمتمت أمينة بحلق جاف : هل هي مريضة؟
فتجيبها مايا بضحكة شقية : أعتقد أنها حامل أخيرًا ، فصوته المبتهج دليل قوي على خبر مفرح بُشر به على بكرة الصباح .
عم الذهول على ملامح أمينة لتهمس بتعجب : ليس لديه أولاد .
هزت مايا رأسها نافيةً : للأسف لا فمنذ اجهاضها المرة الماضية لم ينجبا ، يا الله كان كئيبًا للغاية حينها ونادرًا ما يبتسم ،
همهمت أمينة بصوت خافت : وهل هو يضحك الآن ؟!
سألتها مايا بعدم فهم : ماذا تقولين ؟!
تمتمت أمينة : لا شيء أكملي .
هزت مايا كتفها لتثرثر بخفوت : من الواضح أنها كانت تعاني من مشكلة ما وعُولجت منها أخيرًا .
تمتمت أمينة بسماحة نفس : أتم لها الله على خير وأسعد قلبه بها وبطفلهما.
اتسعت ابتسامة مايا : اللهم آمين يارب ، العقبى لكِ يا موني .
ابتسمت موني لتجيبها برقة : بل العقبى لكِ حينما أفرح بكِ يا صديقتي .
ألقتها ونهضت واقفةً تضحك برقة على مايا التي رفعت كفيها تدعو بحرارة لتشير إليها أمينة وهي تغادر المكتب وتفكر بأنه رُحمت من لقياه اليوم ، لتشعر بالرثاء قليلًا لأجله ثم تهمهم بدعاء سريع أن يبهج الله قلبه ويرزقه بالطفل الذي يتمناه لعله يجعله أسعد قليلًا عما تعرف
***
__ باشمهندسة خديجة .
التفتت على صوت أحد عمال المزرعة يهتف باسمها لتستدير تنظر إليه فيتبع بابتهاج – سعادة القبطان زوج حضرتك وصل ويسأل عليكِ .
ارتفعا حاجبيها بدهشة وهي تنظر لساعة معصمها قبل أن تتحرك بخطوات متسارعة تسأل العامل بجدية : أين هو ؟!
أجاب العامل بعفوية : ذهب لغرفة حضرتك بعدما فتحتها إليه سحر ليستريح بها ، فهو وصل من السفر للتو .
عبست بانزعاج والعامل يثرثر إليها بتفاصيل غريبة أن يكن على معرفة بها فسألته : كيف علمت أنه وصل من السفر للتو؟
اجاب العامل بفطنة : أنه يرتدي زيه الرسمي يا باشمهندسة ، بالطبع وصل للتو من سفرته وأتى ليراك .
زمت شفتيها بضيق لتهمهم بحدة : انتهينا يا صابر ، شكرًا لك .
خطت نحو غرفتها التي تسكن بها بعض الأحيان حينما تضطر للمبيت في المزرعة لأجل العمل ، لتفتح الباب وتدلف إلى الداخل تنظر لحقيبة سفره الموضوعة فوق الفراش الصغير ، مفتوحة فتظهر منها ملابسه وأشياءه ، تبحث بعينيها عنه فلا تجده لينبئها صوت مرش المياه المنهمر بداخل دورة المياه عن مكان وجوده فتزفر بقوة وهي تتعجب من وجوده الآن وهو من كان سيصل الليلة متأخرًا فأخبرها أنه لن يقوى على العودة بها كما اتفقا ، فهذا هو الوقت الوحيد الذي يقضيانه سويًا ، حينما يتزامن عودته من عمله وعودتها من المزرعة فمنذ عقد قرانهما وهما يلتقيان فقط بطريق السفر الذي يقضيانه سويًا عائدان للبيت الذي يجمعهما ولكنهما لا يتقابلان هناك، فهي حرصت بشكل جادي أن تتوقف عن التمرد الذي شعره والدها حتى تقوى على فسخ الخطبة التي كان يريد والدها توريطها بها ، ونجحت بالفعل أخيرًا أن تجبر والدها أن يتراجع عن موقفه وتعنته معها ويعتذر من ذاك الطبيب الذي كان يريد أن يزوجها منه ، فلم تُبلغ محمود الذي كان يتميز غيظًا الفترة الماضية منتظرًا انهاء تلك الخطبة المزعومة خوفًا أن يتقدم إليها فيرفض أبوها متحججًا بوجود الآخر ، رغم أنه كاد ينفجر غضبًا في وجهها حينما أنبهته لذاك الأمر إلا أنه استجاب وأطاعها في الإنتظار بعدما شعر بأنها محقة في أمر والدها ، ولكنها قررت أن تخبره وخاصةً مع انتشار خبر زواجها بين العاملين في المزرعة ، بعدما رأوه أكثر من مرة وهو ينتظرها ليعيدها للبيت ، فسأله أحدهم بفضول عن هويته فأخبره محمود بعجرفة " أنه زوجها " ، ورغم أنها تشاجرت معه حينها مشاجرة قوية أدت لخصامهما بضعة أيام صالحها هو في نهايتهم ، ولكنها لازالت غاضبة منه فتهوره بهذه الطريقة التي من الممكن أن تصل لأبيها عن طريق صديقه مالك المزرعة يجعلها تحيا في هلع أن يكتشف والدها الأمر قبل أن يأتي محمود بالعائلة ليتقدم إليها رسميًا كما اتفق معها .
انتبهت من أفكارها على صوت باب دورة المياه الذي يُفتح ليطل هو من داخله فتتسع عيناها بصدمة تملكت منها قبيل أن تستدير على عقبيها صارخة بضيق : محمود .
انتبه من تجفيفه لرأسه على صوتها الحانق فعبس قبل أن يزيح المنشفة من على رأسه يرمقها بتعجب ليسأل بضيق : لماذا تصارخين ؟!
رمق ظهرها الذي يقابله وصوتها الذي تلون بخجل واضح : ارتدي ملابسك من فضلك .
ارتفع حاجبيه بتعجب لينظر إلى المنشفة الكبيرة الملفوفة حول خصره فينتبه إلى جذعه العاري ليهمهم بحنق : نسيت ملابسي ولم أكن أدرك بوجودكِ ، ليتبع وهو يلتقط ملابسه – ثم بحق الله أنا زوجك ، حتى إن كنت عاريًا ما الأمر الجلل الذي حدث ؟!
تمتمت بضيق وهي تهم بالخروج من الغرفة ثانيةً : لم أصبح زوجتك بعد .
هدر باسمها في زعقة خشنة ليستوقفها مهمهمًا بغضب : لا تخرجي ، سأعود لدورة المياه ثانيةً .
زفرت بقوة لتجلس فوق الكرسي القريب منها بعدما صفق باب دورة المياه خلفه لتمسح وجهها بكفيها ثم تشد جسدها باعتدال وهي تنتبه لخروجه ثانيةً بعدما ارتدى ملابسه فتهمس بتساؤل : لماذا عدت مبكرًا ؟!
عبس بضيق ليهمهم متهكمًا : أجمل حمدًا لله على سلامتك يا حبيبي سمعتها على الإطلاق .
مدت شفتيها بضيق انتابها لتهمهم ببساطة : حمدًا لله على سلامتك يا محمود.
أغلق حقيبته بحنق : سلمكِ الله يا ديجا .
نفخت بقوة لتسأله دون مراوغة : ما الذي يغضبك الآن ؟!
أجاب وهو يستدير إليها : ناهيك عن استقبالك غير المرحب على الإطلاق ، أنا غاضب منكِ لأنكِ لم تخبريني أن خالي فسخ الخطبة يا خديجة .
هدر باسمها في زعقة قوية أجفلتها فتعرقت كفاها لتهمهم بخفوت : لم أرد أن أخبرك وأنت بالخارج فانتظرت عودتك .
رمقها بغضب اشتعل بعينيه لتكمل ببقية تماسك بثته لعروقها – لم أرى داعِ للعجلة يا محمود أن أخبرك وأنت بالخارج ، وخاصةً وأنك لن تأتي بالغد لتطلبني من بابا ، سيكون الأمر مكشوفًا أكثر من اللازم .
ضيق عيناه باستنكار : هل لازلتِ تخافين من خالي يا ديجا ؟! هل لازلتِ تخافين أن يكتشف أنكِ تحبينني ؟! هل لازلتِ خائفة أن تصرحي برغبتك في الزواج مني ؟! أشاحت بوجهها بعيدًا فأتبع هادرًا بصياح عالي – أجيبِ يا خديجة .
انتفضت واقفة لتهدر آمرة : أخفض صوتك يا محمود ، لا تصيح بي هكذا ، ولا تزعق بوجهي ثانيةً ، وخاصةً ونحن هنا ، لا تنس نحن بمكان عملي وأنا لن أسمح لك أبدًا لا هنا ولا بأي مكان بإهانتي .
تبادلا النظرات ليهمهم باختناق : أنتِ من تقومين بإهانتنا سويًا يا خديجة .
أغمضت عيناها لتجلس بإنهاك شديد حل عليها وهي تشعر بحواسها كلها على قرب الانهيار فتهمهم باختناق : أنت لا تفهم شيئًا ، لا تدرك ما أمر به يا محمود .
نفخ بقوة لتلين ملامحه وقلبه يخزه عليها ليسأل بجدية وهو يجلس أمامها على عقبيه : ما الذي يحدث معكِ يا خديجة ؟! أشعر بكِ نزقة منذ آخر مرة كنا سويًا ، حتى بعدما تصالحنا لم تعودي كما كنا أبدًا .
دمعت عيناها لتهمهم بصوت مختنق : أنا أحيا بهلع يا محمود ، هلع لا تدرك أنت مقداره ولا قوته ، أنا لا أقوى على النوم ، عقلي لا يمنحني الفرصة وإن فعلت وغفيت أنهض مفزوعة بسبب الخوف ، أنا خائفة بل أموت خوفًا .
اجهشت في بكاء قوي أجفله ليجذبها من كفيها إلى حضنه يدفعها ليضمها وهو يجلس أرضًا فيجلسها بين ساقيه يضم جسدها الصغير بأكمله ليركن ذقنه إلى قمة رأسها وهو يحاول تهدئتها ومنعها من البكاء الذي خفت تدريجيًا ليهمهم بعد قليل وهو يقبل رأسها : أنا آسف يا خديجة ، كان تصرف أحمقًا مني حينما أجبت الرجل بكوني زوجك ، فقط شعرت بالضيق منه وأنه يُلمح لشيء غير مستحب فأردت إخراسه .
مسحت وجهها بكفيها لتهمس بصوت أبح : أعلم ، لقد أخبرتني من قبل ولكن هذا لا يمنع النتيجة يا محمود .
قبل جانب رأسها ثانيةً ليهمهم بخفوت : أعلم ولكني أردت أن أذكرك بأني لم أقصد وإني معترف أنه تصرف أحمق مني .
زفرت بقوة ليهمس وهو يشد من ذراعيه حولها يضمها أكثر إليه : هاك أنا أخبرك أني أحمق وأنتِ لازالتِ عابسة .
ابتسمت وهمست بدلال : الاعتراف بالحق فضيلة يا كابتن .
ردد باستنكار : كابتن ؟!! أنا قبطان بحجم العالم الذي أصول وأجول به وأنتِ تدعونني كابتن ؟!
ضحكت لتومئ برأسها في دلال ليدفعها بعيدًا عن صدره قليلًا دون أن يفلتها من بين ذراعيه يرمقها بتعالٍ : أنا سعادة القبطان يا بنت ،
تمتمت بمزاح : نعم أعلم ، كابتن محمود .
زم شفتيه بضيق مفتعل : بل سعادة القبطان ، هيا رددي خلفي ، هزت رأسها نافيةً فيتبع بحنق مفتعل – بل سترددين خلفي سعادة القبطان ، هيا انطقي .
هزت رأسها نافيةً وضحكاتها تتعالى أكثر فأكثر فيدفعها وهو يحاول أن يتحكم في ضحكته يردد على مسامعها أن تطيعه لتحاول الافلات من احتضانه لها ليدفعها هو أرضًا ويشرف عليها وهو يقيد معصميها بلطف هاتفًا بتفكه : لن اتركك إلا إذا رددتي خلفي ، هيا انطقي .
لتجيب بعناد طفولي من بين ضحكاتها التي انطلقت مجلجلة : لن أفعل .. لن أفعل .
أشرف عليها بجسده يتأملها بافتتان ، يلتهم ضحكتها العفوية بعينيه ليقترب برأسه من رأسها فلا يفصله عنها سوى أنفاسهما وضحكتها تنحسر تدريجيًا وهي تطلع إليه بتساؤل فيحدثها بصوت خافت بعدما ترك معصميها فيسند جسده لإحدى كفيه والآخر يلامس خصلاتها فيبعدها عن جبينها : اشتقت إليكِ يا حبيبتي .ابتسمت ووجهها يتورد فتخفض عيناها بخجل فيتبع – هل مسموح لي أن ..؟!
صمت وعيناه تطالب باشتياقه لها فتلون وجهها بالأحمر القاني وتهمس : هيا لنغادر يا محمود ، لنعود للبيت .
أغمض عيناه وركن رأسه لرأسها ليهمس بصوت أبح أوضح مدى اقترابه في فقدان سيطرته على نفسه : لنمضي اليوم هنا يا خديجة ، أريد أن أشعر بأني معكِ بمفردنا ، أريد أن أحس بأنكِ زوجتي بالفعل ، أريدك بجواري وبين ذراعي وأعدكِ أني لن أتجاوز أبدًا .
اهتزت حدقتيها بتوتر ليهمس برجاء ترك عظيم الأثر في قلبها : فقط اليوم يا خديجة ، وسنغادر بالمساء كما تريدين .
همت بالرد لتعلو طرقات فوق باب الغرفة جعلتهما ينتفضا سويًا ليصدح صوت أنثوي من الخارج هاتفًا : باشمهندسة خديجة .. باشمهندسة خديجة.
نهضت خديجة واقفة تعدل من هندامها وترتيب شعرها بينما هو ابتعد ليستلقي على الفراش الصغير الذي لا يعلم كيف تنام به ليبتسم وعيناه تغزل تفاصيلها الأنثوية المختفية داخل ملابسها المحتشمة رغم عدم حجابها ، ليرمق خصلاتها الظاهرة بلونها البني الغامق والتي تعجبه للغاية ، ليستمع إلى صوتها الأبح تجيب السيدة التي طرقت الباب مرة أخرى : نعم قادمة .
ووجهها المورد أثار ضحكته التي صدحت في نبراته المبتهجة : اهدأي فوجهك يخبر الجميع بأن هناك ما كان يحدث .
رفت بعينيها لتسأله بعدم فهم : ما الذي كان يحدث ؟!
ضحك بخفة : لا شيء يحدث ولكنك ستمنحينهم تلميح خاطئ بسبب توردك.
احتقن وجهها أكثر لتجيبه باستنكار : اصمت يا محمود من فضلك .
تحكم في ضحكته حتى لا تنطلق بابتهاج ازداد حينما سمع صوت السيدة التي أدخلته من قبل للغرفة : الطعام يا باشمهندسة ،
تمتمت خديجة بعدم فهم : أي طعام يا سحر .
تمتمت السيدة بضحكة مكتومة : طعام الغذاء ، فكرت أن أحضره مبكرًا حتى لا أقلقكما بعد قليل ،
تحول وجهها للأحمر القاني وهي تحمل الصينية الكبيرة من بين كفيها فتشعر بثقلها لتضطرب وقفتها فينتفض واقفًا بسرعة يقف خلفها ويحمل الصينية من بين كفيها هاتفًا ببسمة رائقة : شكرًا لكِ .
ابتسمت السيدة وهي تشيح بوجهها وردت بخفوت قبيل أن تستأذن في الانصراف وتبتعد وخديجة تنظر إليها بذهول فيدفعها للداخل ثانيةً ويغلق الباب برجله خلفهما متحدثًا بمرح : الرائحة شهية .
رمقته بغيظ فانطلقت ضحكته عالية لتنفخ بضيق هاتفه بعتاب : محمود .
تحدث من بين ضحكاته : أنه غذاء عريس يا ديجا .
اتسعت عيناها بصدمة وهي تنظر إلى الصينية التي وضعها أمامها فترمق الأطباق المرصوصة بجوار بعضها تحتوي على الحمام وبط ومحشو ورقاق لتهتف بجزع : يا الهي ، لقد صدقوا كونك زوجي .
رمقها بعتاب صريح : أنا زوجكِ يا خديجة ، الجميع يصدق عداكِ .
أغمضت عيناها ونفخت بقوة فابتسم مضطرًا واقترب منها ليجلس مجاورًا لها على الكرسي الآخر أمام الطاولة : لا تقلقي يا حبيبتي سيمر كل شيء على خير ، وخالي سيوافق هذه المرة بإذن الله .
رددت بابتهال : بإذن الله .
فابتسم بوجهها ليهمس إليها بمشاكسة : هيا تناولي الطعام قبيل أن أصحبكِ ونخرج سويًا ثم نعد سويًا للبيت ، ابتسمت بوجهه لتومئ موافقة فيبدأ بإطعامها في مهادنة ولطف ومشاغبة أثارت ضحكتها من جديد فابتسمت ليهمس وهو يقبض على كفها القريب منه – أحبك يا خديجة لا تنسي أبدًا .
اتسعت ابتسامتها لتلامس كفه بإبهامها : لن أفعل أبدًا .
***
ترف بجفنيها وهي تشعر بعطش شديد يلح عليها .. ظمأ لا تدري سببه .. وبعض من البرودة تتخلل إلى جسدها الدافئ المغطى ، تشوش بسيط يخيم على عقلها وذاكرة غير مترابطة فلا تقوى على أن تدلها أين هي ؟! كيف عادت للبيت وخلدت إلى النوم أيضًا ؟! وكيف انتهى لقائها به ؟!! عبوس لاح على جبينها وهي تتحسس الغطاء القطني الخفيف الناعم من فوق جسدها العاري ..
كتمت أنفاسها بصدمة وهي ترفع الغطاء ببطء تنظر لنفسها بداخله فتتسع عيناها بذهول مُزج برعبها وبعض ومضات تخترق عقلها فتتسع عيناها أكثر بذعر بدأ يزحف لحواسها فيحتلها كعدو بارد القلب ، في ذبحها ببطء وهي تتذكره .. تتذكر ما فعله بها .. تتذكر قبلاته التي نثرها عليها .. لمساته لجسدها .. ووصاله لها .
سكن جسدها والرعب يتجسد على ملامحها فتوقفت عن التنفس وأصبحت كتمثال رخامي لا ينبض بالحياة ، ليبدأ عقلها في الاستيعاب رويدًا فتلطم وجنتها بكفها في لطمات متتالية تزداد أكثر فأكثر كلما تأكد ظنها وهي تولول : يا نهار أسود .. يا نهار أسود .
انتفض جسدها بوطأة الحدث لترفع الغطاء ثانيةً فتشهق بقوة وهي تنظر لقطرات الدماء التي لوثت قماش الأريكة الفاتح من تحتها لتلطم وجنتها ثانيةً ودموعها تطفر من عينيها الشاخصتين بفزع لتولول من جديد ، تريد أن تنهض .. تبحث عن ملابسها .. فتجدهم متناثرين من حولها فتُعاد الذكرى بعقلها وهو يخلع عنها فستانها يهمهم إليها بغزل جريء بجانب أذنها وهو يلامس جسدها ، انتفضت بموجة باردة ارتطمت بها فاحتضنت جسدها الذي بدأ في الارتجاف بالغطاء لتغطي عريها وهي تحمل فستانها بأحد كفيها وتبحث عن ملابسها الداخلية التي وجدت جزء منها داخل الغطاء والآخر مرمى على جانب الأريكة فتنتفض ثانيةً وهي تتذكر ملامسته لها .. مداعبته لمفاتنها .. والتي انتهت بوصاله الذي أوجعها .
لطمة أقوى لطمت بها وجنتها وهي تولول ببكاء اجهشت فيه وهي تسكن مكانها، يهتز جسدها بفزع وخوف وبكائها يزداد انهمارًا وهي تهمهم بخفوت : ضعت يا مريم .. ضعت وانتهى أمرك للأبد ، ضعت وانتهى أمرك للأبد .
...
بعد وقت لا تعلم مداه أمضته جالسةً بمكانها لا تقوى على النهوض وكيف تفعل وهي سقطت وانتهى الأمر ، خيم الظلام عليها وجفت دموعها عن الانهمار ارتجف جسدها من البرد الذي أحاطها و رنين هاتف قادم من بعيد أفاق عقلها وذكرها بوالدتها التي من المؤكد تهاتفها وتسأل عن مكانها .
تحركت بثقل تمسح دموعها بظهر كفها وتحاول السيطرة على أنفاسها المختنقة، تضم الغطاء على جسدها وتبحث عن هاتفها داخل حقيبتها الملقية أرضًا ، بقايا الطعام لازالت على الطاولة ، والزينة لازالت منثورة حولها ، وثقل شعرت به يطوق عنقها فتحسست نحرها بعدم استيعاب لتجد عقده الماسي لازال يزين رقبتها ، انهمرت دموعها أكثر ونشجت في البكاء وهي تسقط أرضًا بجوار حقيبتها تهمس بقلة حيلة : ماذا أفعل ؟! ماذا أفعل ؟!
انقطع رنين الهاتف ليستفيق عقلها تدريجيًا من بقايا صدمته لتهمس لنفسها بدعم واهي : أدهم لم يخدعني ، لن يفعلها ، زفافنا بعد أسبوعين ، لن يتركني أنا واثقة .
نهنهت من بقايا البكاء لتخرج هاتفها وتتصل به لتعبس بترقب قبل أن تستمع لصوت انقطاع الخط دون رنين ، نظرت إلى الهاتف ثانيةً لتعاود الاتصال به مرات عديدة لا تفسر عن أي شيء سوى انقطاع الخط دون رنين، انفلت الهاتف من كفها ليسقط وعيناها تدمع من جديد ، رنين الهاتف باسم والدتها أنبهها أنها تأخرت فأغلقت الخط على والدتها لتراسلها بأصابع مرتعشة عن كونها قادمة ، ثم تضع الهاتف من جديد بحقيبتها وتنهض بتثاقل لتخطو نحو دورة المياه فتتخلص من الغطاء الذي رمته أرضًا قبل أن تدلف تحت المرش فينتفض جسدها برعشة كبيرة وعقلها يستعيد الذكرى كاملةً .
تنهمر دموعها فتختلط بالمياه التي أغرقت وجهها فلامست ثغرها الذي نثر عليه قبلاته التي أفزعتها بأول الأمر فتناست ثقل رأسها غير المفهوم والذي أوعزته لقلة النوم وهي التي قضت ليلة الاختبار مستيقظة ، فتصلب جسدها برفض شعره بقوة ، دفعته بضيق وأبعدت وجهها عن مرمى أنفاسه فيزفر بسخونة وهو يضمها بذراعه يدفعها إلى صدره هامسًا بخفوت : هل تخجلين مني ؟!
تنهدت وهي تهمهم : ابتعد عني قليلًا .
اقترب بجسده منها أكثر ليهمس بجانب أذنها في عبث : لا أقوى على ذلك .
ابتسمت بخجل ليهمهم بخفوت: لا تخجلي زفافنا بعد اسبوعين ، الخجل لا مكان له الآن .
دفعته بمرفقها في صدره تهمس بدلال وهي تشعر بكفه الذي يلامس ذراعها الآخر بلمسات ساحرة : توقف عن ملامستي .
لعق شفته السفلية بحركته العابثة ليهمس بحرارة وهو يلامس وجنتها بطرف أنفه : لن أفعل ، ليتبع بإصرار وهو يضمها أكثر إليه – لا أريد أن أفعل.
توردت وأسبلت جفنيها ليقبل جانب فكها برقة : توقفي عن الرفض .. التصلب .. الابتعاد يا مريوم .
تمتمت وهي تحاول الافلات من فخه الذي ازداد اطباق عليها هجومه المتأني يشعل جسدها بطريقه لا تحبها ، بل توترها : أنا معك هنا يا أدهم ولكن علينا أن ننتظر للزفاف وأنت تعلم .
شفتيه تلامس جانب عنقها وهو يهمهم بصوت أجش : بالطبع سأنتظر يا جميلتي ، ولكن امنحيني بعض الزاد لأستطيع الصبر .
رفع رأسه لتتلاقى نظراتهما فرمقته بتوتر وحدقتيها تهتزان برفض انتهى حينما همس برجاء داعب أروقة قلبها المتيم وهو يتأملها بافتتان : لأجلي يا مريوم .
عضت شفتها السفلية بتفكير ولكنه لم يمهلهما وقت تقرر فجذبها بإصرار إليه ، يضمها بتوق إلى صدره العريض يميل بها يستلقي بجوارها ، شعرت باختناق يداهم حلقها ليرفع كفيها أمام وجهيهما يلامس ذاك الكف الذي يحمل خاتمه الماسي بأطراف أصابعه ليدفع الخاتم من بنصرها الأيمن يخرجه منه ليدفعه في بنصرها الآخر هامسًا : ما الذي يخيفك يا مريم ؟! حينها ارتعش جسدها بتوتر فأتبع بجدية وهو يقبض على كفها الأيسر يعتصره بقبضته هامسا – أنتِ زوجتي يا شامية ، زوجتي سواء أردتِ ذلك أم رفضتِ ، أنتِ من أردتها منذ فكرت أني أريد الزواج ، أنتِ من ارتأيت بها أنها تصلح أن تكون زوجة ابن سعادة الوزير ، أنتِ من ارتأيت أنها ستكون أُمًا جيدة لأحفاد وائل الجمّال ، أنتِ من أردتها يا مريم ، وأنا أحصل على ما أريد دومًا .
رفعت نظرها إليه بعدم فهم والآن عقلها يشعرها بأن نبرة صوته كانت تحمل الكثير لم يظهر بحدقتيه العسليتين ولا ابتسامته الشغوفة التي مست قلبها وهو يكمل وعيناه تلتهم ملامحها : أنتِ زوجتي يا مريم ، وأنا أريدك أكثر من أي وقت مضى ، رفت بعينيها وهي تشعر بالخجل يغمرها فأتبع بهمس أزاد من خجلها- هيا ابتسمي حتى تظهر لي غمازتك التي تفقدني صوابي ، ابتسمي لأشعر بشمسك الحارقة تلهب وجداني ، ابتسمي لأشعر بروحي ترفرف عالية ، ابتسمي حتى أشعر بالحياة تدب في أطرافي.
ابتسمت وهي تشعر براحة مؤقته تكتنفها حينما رأت توقه يتدفق من عينيه ثم ينثر قبلاته على وجهها بأكمله وخاصةً تلك الغمازة التي تزين وجنتها ، تمتمت باسمه في اعتراض حينما حاول أن يقبل ثغرها فهمس بشغف وهو يعيد تقبيل غمازتها : لا تتوقفي عن الابتسام فتختفي شمس حياتي ، دعيني فقط أتذوق ضوئها المبهر.
استجابت لرجائه فعاود تقبيلها ليمس بشفاهه وجنتها بأكملها وهو يهمهم باسمها في رجاء مس أنوثتها ، أشعل حواسها حينما تلاقت عيناهما ليجذبها في تيه ألّم بها وعيناه التي اشتعلت بضوء قوي أعمى بصيرتها وقبلاته التي امتدت لتطال كل ما يقوى على الوصول إليه ، يداه التي تجرأت على ملامستها فأشعلته واحرقتها معه ليدفعها بلطف ، يغيبها في عناق أحاط بعقلها وهو يشرف عليها لتسقط في بئره الغامض دون رجعة .
انتفض جسدها تحت المياه التي أصبحت أبرد من ذي قبل ودموعها التي جفت تلقائيًا وكأن استعادة الذكرى كاملةً صدمتها فلم تعد قادرة عن أن تفعل أي شيء، فتحركت بآلية بعدما أنهت حمامها، ارتدت ملابسها من جديد ..صففت خصلاتها وجمعت حاجياتها لتخطو للخارج وهي لا تعلم ما الذي عليها أن تفعل وكيف ستعود إلى بيتها ، انشغلت بهاتفها لتحاول أن تأتي بسيارة أجرة تعيدها لبيت عائلتها وهي تخطو عبر باب القصر لتتوقف وهي تنظر لهذه السيارة التي يمتلكها فتشعر بروحها رُدت إليها ولو قليلًا ، فهو موجود لم يتخلى عنها كما توسوس لها نفسها ، لتشعر بخذلان رهيب وهي تنظر لذاك الشاب ذو الملامح المتجهمة يقف أمام السيارة ليحدثها باحترام سائلًا : مريم هانم ، أومأت برأسها فأتبع بجدية – أدهم باشا أوصاني أن أعيدك للبيت ،
ابتسمت بتوتر لتومئ برأسها في تفهم فيتحرك رمزي بهدوء يفتح لها باب السيارة الخلفي : للأسف لقد اضطر للسفر من أجل العمل ولم يجد وقت ليخبرك ، ولكنه تركني لأجلكِ .
شعرت بالحرج يداهمها ليتابع الآخر وهو يركب بالمقعد الأمامي مكان السائق : أنا رمزي لا تقلقي وأنتِ معي أنتِ بأمان تام .
اغتص حلقها وهي تشعر باختناق تام يتملكها لتسأله بصوت أبح : أين سافر؟!
رفع رمزي عيناه لينظر إليها من خلال المرآة : لا أعلم ، لم يخبرني .
أومأت برأسها في تفهم لتسال ثانيةً : متى سيعود ؟!
ابتسم رمزي ليهز رأسه : لا أعلم أيضًا .
أومأت برأسها قبيل أن تركنه للزجاج العاكس فلا يظهر ما بداخل السيارة لتشرد عيناها للخارج وتنساب دموعها ببطء فلا تهتم حتى إن رآها رجله أو لم يفعل، فهي تنعي نفسها التي راحت دون رجعه .
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 09:32 PM   #547

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 51 ( الأعضاء 22 والزوار 29)

‏موضى و راكان, ‏فاطيمه 2000, ‏هند الشيمي, ‏Tokagahrieb, ‏سلوى١٩٨٤, ‏منة الله رفعت, ‏Mema11, ‏نونه بدران, ‏سلوى محمد محمد, ‏NoOoShy, ‏روئيااااات, ‏Diego Sando, ‏Shaima Esam, ‏shadow fax, ‏سلافه الشرقاوي, ‏fatma ahmad, ‏princess of romance, ‏tamy, ‏لبنى البلسان, ‏ورد الجناين, ‏مريم المقدسيه, ‏لولو73

تسجيل حضور لأحلى سلافة فى إنتظار طوق نجاة🌹😄


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 09:34 PM   #548

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد شهر
أنهوا الاجتماع لينشغل بأحد المهندسين والذي يناقشه في أمر هام يخص المشروع الجديد وعيناه لا تفارق حركتها الهادئة وحديثها اللبق مع آخر أوقفها ليناقشها في أمر معماري ما ، لم يهتم بالحوار الدائر بينها وبين الآخر ولكن كل ما كان يهمه ألا تنصرف دون أن يتحدث معها ، فهو ليس مصدقًا للآن أنها حضرت من الأساس ، رغم أنه من أرسل الدعوة لشركتها وأرسل بريدًا الكترونيًا رسميًا بموعد الاجتماع ولكنه توقع أنها ترسل المهندس التنفيذي كعادتها مؤخرًا ولكن حضورها صدمه وأثار تعجبه وهي التي أتت واثقة هادئة ترسم ابتسامة لبقة على شفتيها تخفي بها توتر حدقتيها الذي التقطه هو بسهولة بل هو استطاع أن يكتشف رغم زينتها المتقنة أن عيناها مظللة بهالات سوداء وكأنها لا تقوى على النوم ، وجهها الأنحف عن آخر مرة رآها بها يخبره بمدى انهاكها .. وجسدها الذي أصبح أكثر هشاشه يخبره أنها تعاني من شيء ما يريد أن يعرفه .. يريد أن يدركه .. يريد أن يقترب منها ويمنحها أمان لعلها تبوح وتخبره عم يخيفها لهذه الدرجة التي تجعل كفيها يرتعشان رغمًا عنها التقط تحركها الرزين وهي تحدث الرجل بلباقة فشعر أنها على وشك الانصراف ليستأذن محدثه ويسرع بخطواته يتبعها في رزانة تمسك بها حتى لا يركض خلفها ويثير تساؤلات الآخرين ليهتف حينما شعر بأنها ستنصرف دون أن يتحدثا : باشمهندسة أسيل ، انتظري من فضلك.
استوقفتها كلماته وصوته الجاد الذي اخترق مسامعها لتغمض عيناها برفض وتنهر جسدها الذي توقف مستجيبًا لندائه فاستدارت مرغمه حينما اقترب منها تجبر نفسها على ابتسامة لبقة وحديث سريع قررت أنها ستخبره به لترفض وجودها معه .. قربه منها الذي يومض بعينيه .. وأسئلته الكثيرة التي لا تملك إجابتها ، فهمست بخفوت : باشمهندس نبيل ، أعتذر منك ولكن لابد علي الانصراف .
عبس بغضب ومض برماديتيه ليتحدث بجدية : للأسف عليكِ التأخر قليلًا، فأنا أريد الحديث معكِ .
اهتزت حدقتيها بتوتر ظهر في فركها لكفيها لتنظر من حولها فيرمقها بانتظار وصرامة ليشير إليها بذراعه أن تتقدمه : لن اؤخركِ كثيرًا ، خمس دقائق في المكتب من فضلك .
أومأت برأسها ليفتح ذراعه الآخر خلف ظهرها بحركة عفوية ورغم أنه لم يلامسها إلا أن جسدها تصلب برفض في رد فعل عفوي أثار استهجانه
وزاد من عبوسه ليبتعد قليلًا عنها ويلملم ذراعيه بجانبه إلى أن فتح لها باب مكتبه الزجاجي لتدلف أمامه ليتبعها ويغلقه خلفه .
رحب بلباقة : تفضلي يا باشمهندسة ، أنرت المكتب ، كيف أضايفك ؟!
تمتمت بتبعثر : لا شيء ، شكرًا لك .
همهم بجدية : آتي بالقهوة أم بعصير ، كما تفضلين .
همست بخفوت : قدح من الشاي لو أمكن .
رمقها بتعجب ليهمس بمزاح : شاي بالنعناع إذًا ؟!
أومأت برأسها وابتسمت برقة : سيكون أفضل .
داعب شاشة أمامه ليرسل الطلبين وهو يهمهم إليها : سيأتي العامل بهما حالًا ، أخبريني كيف حالك ؟! وأين كنت مختفية الوقت الماضي ؟!
تمتمت باختناق : كنت متعبة قليلًا .
تحرك نبيل من كرسيه ليجلس على الكرسي المقابل لها فجلست باعتدال أكثر وشدت جسدها وكأنها تبتعد عنه على قدر المستطاع فيرمقها بذهول يخيم على رأسه وهو يشعر بترقبها الممتزج بخوفها ليهمس أخيرًا وهو يرفع عيناه إليها بتساؤل لم ينطقه : نعم أعرف وكنت أريد الاطمئنان عليكِ ولكني لم أستطع الوصول إليكِ .
تمتمت وهي تنظر من حولها : هاك أنا بخير لا تقلق .
شعر بتشتتها يزداد فهتف باسمها في صوت جاد : أسيل ، ما الأمر ، ما بالك ، هل أنتِ بخير ؟!
عادت عيناها لتتلاقى نظراتهما لتهمس بصوت أبح : نعم أنا بخير .
هز رأسه نافيًا : لا لست بخير ، أخبريني ما الأمر ، أخبريني سأساعدك إذا أردتِ .
__لا ، ألقتها على الفور بصوت جزع لتتابع حينما ضيق عينيه باستنكار لتتبع – لا تشغل رأسك يا باشمهندس ، ستكون الأمور كلها على ما يرام .
تطلع إليها بصدمة ليهمس بثبات وصلابة وشهامته تدفعه دفعًا نحوها فلم يدرك أنه يميل بجسده نحوها : سأكرر لك حديثي من جديد ، إذا أردتِ أي شيء اطلبيه مني ، إذا أردتِ أي مساعدة سأقوم بها ، إذا أردتِ الحماية سأمنحها لك ، فقط أخبريني ما الأمر ،
هزت رأسها بنفي والخوف يحتل حدقتيها ليتبع – أو لا تخبريني فقط أريد أن أعرف كيف أستطيع مساعدتكِ يا أسيل .
تمتمت باختناق : لن تقوى على أن تفعل ، وأنا لا أريدك أن تفعل يا باشمهندس ، أنا بخير لا تشغل رأسك بي ، أنا بخير
ألقتها ونهضت واقفة فنهض بدوره يحاول أن يستوقفها هاتفًا : انتظري يا أسيل وتحدثي معي .
تمتمت وهي تكاد أن تركض بخطواتها : لا أستطيع البقاء أكثر من ذلك ،
أسرعت في المغادرة بخطواتها ليقف بمنتصف مكتبه ينظر لرحيلها الغريب والمفاجئ إليه ليشعر بضيق يتغلغل بأوردته وخنقة تتحكم في حلقه ليزفر بقوة متحاشيًا أن يفكر في أمرها المريب
ولكن عقله لا ينفك أن يردد سؤال واحد ما الذي يخيفها بهذه الطريقة الفجة ؟!
...
دلفت إلى سيارتها لتهتف بصوت مختنق ودموعها تملئ عيناها : تحرك يا عم صابر من فضلك .
رمقها العجوز من خلال المرآة ليسألها بعد قليل : ما الأمر يا ابنتي ؟!
وكأن سؤاله كان القشة التي قصمت ظهرها فانفجرت في بكاء حاد موجع ترك عظيم الأثر في قلب العجوز الذي صف السيارة جانبًا ليمنحها الكثير من المحارم الورقية ويناولها زجاجة مياه هامسًا إليها : هوني على نفسكِ يا ابنتي .. هوني على نفسكِ .
خفت بكائها تدريجيًا لتهمس بصوت حمل اليأس بين نبراته : لم أعد أحتمل يا عم صابر .. لم أعد أحتمل .
تنفس العجوز ببطء ليهمس إليها بدعم : إنه قضاء الله يا ابنتي ، وقضاء الله نافذ .
انهمرت دموعها من جديد وهي تطلع للخارج من النافذة العاكسة فلا تظهر ما بداخل السيارة ولكنها تمنحها رؤية واضحة للخارج فتهمس بابتهال خرج من قلبها : يارب أنا ألوذ إليك ضعفي وقلة حيلتي .. يارب احميني ونجني أنا وابني ،
تردد صوته الرخيم في أذنيها: كيف أستطيع مساعدتك ؟!
لتنساب دموعها من جديد وهي تهمهم لنفسها لا تفكري به لا تقحميه في أمورك الشائكة .. لن تتحملي أن يحدث له مكروه .. فهو أنبل من أن يصارع زيد أو يقف بوجهه .. فهو أجمل من أن يُسحق على يدي هذا الكائن المحتل لبيتك وحياتك .. إنه نبيل كاسمه وروحه جميلة كشكله.. إذا اقترب سيدمره زيد دون أن يرف بجفنيه ، فتجد نفسها تهمس دون وعي : حفظه الله وحماه لعائلته.
***
أزيز ينبع من هاتفه ينبهه لرسائل متتالية وصلت له ليرفع الهاتف يرمق شاشته مليًا ينظر لهذا الرقم لأحد تابعيه ، يراسله عبر أحد التطبيقات ويمنحه صورًا متتالية ضاقت عيناه لمحتواها ليطبق فكيه بقوة وعيناه تلمع بغضب وهو يقلب بها بتوالي فتتصلب ملامحه مع كل صوره عن الأخرى قبل أن يبتسم بشر شكل ثغره وعيناه تومض بجنون صافي وهو ينظر لتاريخ اليوم فيحفظ الصور لديه قبل أن يداعب شاشة هاتفه يتصل بها متحدثًا بمرح أضفاه على صوته لينهي حديثه بلطف : لا تنسي يا حبيبتي عشاء الليلة ، لدي ضيف هام أريد الاعتناء به بشكل خاص جدًا .
***
تتطلع إلى جهازها اللوحي بصدمة من تلك الصورة التي التقطتها الكاميرات وهي تدرك هوية تلك السيدة التي كاد أن يركض ورائها شقيقها الأكبر ، تتسع عيناها بعدم تصديق وهي تتساءل كيف ارتبط نبيل بتلك السيدة التي تعرفها من خلال الحفلات المجتمعية التي كانت تحضرها مرغمةً مع والدتها ، تلك السيدة التي أثيرت من حولها ضجة كبيرة من سنوات بسبب خلاف نشأ بينها وبين زوجها ، ورغم أن اسمها لم يُذكر في كل الشائعات إلا أن الثرثرة التي حدثت في المجتمع المخملي حينها وصلت إلى مسامعها من النساء عاشقات النميمة اللائي تحدثن عن اشتباه انتحار الأخيرة يائسة من حياتها مع الوحش الذي تزوجت منه !!
طرق الباب طرقتين ليطل برأسه بعدما فتحه في دفعة بطيئة هاتفًا بجدية : غالية أنتِ هنا ؟! قابله الصمت ليعبس بتعجب وهو ينظر إليها تطلع بعينين متسعتين إلى شاشة جهازها اللوحي الخاص بالعمل ليكح بخفة هاتفًا ثانيةً – غالية .
رفعت نظرها بذهول استقر بعمق مقلتيها الفضيتين لتهمس بترحاب : ما هذا أنت هنا مبكرًا عن موعدك .
تطلع إليها بتعجب ليسألها : لم تستمعي إلي ؟!! هزت رأسها نافيةً فأكمل – ما الذي يشغل بالكِ ؟!
ابتسمت برقة في وجهه وهي تشير إليه بالجلوس وتنهض من خلف مكتبها : لا شيء هام ، أخبرني لماذا أتيت مبكرًا عن موعدك اليومي ؟!
ابتسم بوجهها ليهمس برزانة : أتيت لأتحدث معكِ قبل أن نزوركم ليلًا.
عبست بتعجب لتسأله بدهشة : تزورنا ليلًا ؟! تمتم بهدوء : لست بمفردي، جميعًا سنأتي إليكم ليلًا .
رفعت حاجبيها بتعجب : جميعكم ؟!! أومأ برأسه فرمقته بتساؤل فأكمل بضحكة شعرت بخجله بين طياتها – لهذا أتيت لأتحدث معكِ .
تمتمت بتساؤل : فيما يا حسام ؟!
رفع نظره إليها متحدثًا بجدية : أنا وأنت تقاربنا كثيرًا الفترة الماضية وأعتقد أنكِ أصبحتِ تعرفينني أكثر وزال ذاك الحاجز الوهمي الذي كان بيننا .
أومأت برأسها متفهمة : نعم أصبحنا أصدقاء .
ردد ببطء : أصدقاء ؟!!
أومأت برأسها : نعم أنت لم تعد ابن عمي فقط يا حسام ، بل أصبحت صديقي أيضًا ، نتشارك الوجبات والثرثرة والخروج ، كل هذه الأشياء تدل على صداقتنا التي توطدت الفترة الماضية .
رمقها مليًا ليردد : كل ما يحدث بيننا كان لأننا صديقين فقط ؟!
ابتسمت لتجيب بلامبالاة : بالطبع هل ترى له سببًا آخرًا ؟!
اكفهر وجهه لينظر إليها بملامح جامدة فرسمت دهشة مفتعلة حددت ملامحها وسألته بصدمة وعيناها تعكس ذهولها : لا تقُل يا حسام ، هل أحببتني ؟!!
اتسعت عيناه واختنق حلقه فلم يقوى على الإجابة ولكن عيناه أجابت بدلًا عنه لتتابع بتهكم ومض بعينيها – لا تجب يا حسام فأنا لا أسألك بالمناسبة لأني متأكدة من كونك تحبني
رف بعينيه اللتين اعتمتا باختناقه فأكملت باستخفاف والمكر يومض بعينيها بشكل ازاد من غضبه وعقله ينتفض بإدراك : بدليل الخاتم الذي يقبع في جيب سترتك الداخلية .
رفع كفه يتحسس موضع جيب سترته ليغمض عينيه برفة بسيطة قبيل أن يرفع نظره إليها من جديد ويجيب ببرود أظهره رغم دمائه التي تغلي بأوردته: نعم أنا أحبك و أتيت لأتقدم إليكِ ، وهاكِ أنا اسألك عن رأيك .
زمت شفتيها قليلًا : سيفرق جوابي حقًا ؟! هز رأسه بحركة غير مفهومة لتكمل بجدية – وإذ أخبرتك أني لا أحبك ولا أريد الزواج منك ، هل ستتراجع عن قرارك في الزواج مني يا حسام ؟!
شعر بعقله ينصهر من وطأة الغضب الذي داهمه ليضيق عيناه ينظر إليها ببرود مستفز ظهر بصوته الجاف : حقيقةً لا ، لن يفرق معي أي شيء ستخبرينني به يا غالية ، فأنتِ ستفعلين ما أريده وستتزوجين مني رغمًا عن أنفك الجميل هذا .
اشتعلت رماديتيها بنيران شعرها قوية حانقة : لن تقوى على إجباري .
نهض واقفًا ينظرها من علٍ يبتسم من بين أسنانه متهكمًا : سنرى يا ابنة عمي، أتبع وهو ينحني إليها يضع وجهه أمام وجهها : أريدك أن ترفضين عرض الزواج ليلًا يا غالية وأنا سأخبر عمي و أخيك عن كل شيء كان يحدث بيننا الشهور الماضية ، سأريهم صورنا سويًا .. وأحاديثنا وكل شيء ، ليس حسام الألفي من تتلاعبين به يا ابنة عمي ، لقد اخترت الشخص الخطأ يا حبيبتي.
اتسعت عيناها بعدم تصديق ليكمل بضحكة ساخرة زينت ثغره : لستِ الذكية بمفردك يا خبيرة النظم ، أراكِ ليلًا سلام .
***
ترجلت من سيارة الأجرة التي كانت تقلها من بيتها لهنا ، لتتوقف قليلًا تنظر للقصر الفخم الصغير فتشعر بغصة قوية تسيطر على حلقها وهي تتذكر أنه يشبه الآخر الذي خدعها بكونه سيصبح منزلهما سويًا ، ارتجف جسدها وهي تتذكر أنها المرة الأولى بعد ذاك اليوم تخرج من بيت عائلتها بعدما عادت ليلًا لتتفاجئ أنه هاتف خالها وأخبره بتأجيل الزواج بسبب سفرته التي أتت على غير موعد ، والتي كان من المفترض أن يسافر بها زوج شقيقته ولكن ولادة الأخيرة من أجبرته على السفر بدلًا عن شقيق زوجة خالها ، دمعت عيناها بقهر وهي التي لم تستطع الوصول له منذ ذاك اليوم ، فهو لم يهاتفها ولم يراسلها ولم يتحدث معها ، هي التي تحيا في بؤس ووحدة حتى ابنة خالها توقفت عن الاجتماع معها حتى لا تلتقط سهيلة ما يحدث معها ، والدتها التي تسألها باستمرار عما يحدث معها وجدتها التي حدثتها بوضوح عن كون هناك خلاف بينها وبينه هو ما الذي يكئبها هكذا فأجابتها كاذبةً أن سفره وغيابه يؤثران بها ، ورغم أن جدتها لم تقتنع إلا أنها صمتت وخاصةً وأن أدهم أكد على موعد العرس القريب الذي كان أخبر به خالها تيم من قبل ، ولكن اليوم ما حدث صباحًا وما صُدمت من اكتشافه هو ما أجبرها على الخروج وهي تكذب على والدتها بأنها ستخرج بحثًا عن فستان زفافها وأتت إلى هنا ، وهي التي لا تعلم كيف تستطيع الوصول إليه ، عقلها أتى بها إلى هنا ، إلى بيت عائلته لعلها تقوى على العثور عليه ، زفرت بقوة وهي تقترب من فردي الحرس اللذين يحرسان بوابة قصر المستشار وائل الجمّال كما خط بخط عربي أنيق على اللوحة المعلقة بجوار البوابة الحديدية الكبيرة فتسأل بصوت أبح عالٍ قليلًا : هل أدهم بك بالداخل ؟!
عبس بتعجب وهو ينظر للفتاة التي تقف قرب البوابة وكأنها متخفية من شيئًا ما، تتحدث مع الحرس عن شيء ما ليسأل بجدية سائقه الذي يتجهز للمغادرة بالسيارة : من هذه الفتاة ؟! هل تبحث عن شيءٍ ما ؟!
رد سائقه بجدية : أنها تسأل عن أدهم بك سعادتك .
ردد وائل بتعجب : تسأل عن أدهم بك ؟!! ليتبع بعد برهة – تحرك بالسيارة واقترب لأرى ماذا تريد ؟!
أطاعه سائقه بالفعل لتستدير الفتاة وتكاد أن تركض مبتعدة وهي تنظر للسيارة التي تمر عبر البوابة فيهتف هو بجدية آمرة : قف جانبًا وآتي بها يا عوض أخبرها أن سعادة المستشار يريدك .
توقف سائقه بالسيارة ليترجل منها سريعًا وهو يشير لفردي الأمن اللذان تحركا ليركض خلف الفتاة التي شهقت من الهجوم الفجائي عليها ليتوقف السائق حينما أمسك بها أحد الرجلين : تعالي يا ابنتي لماذا تركضين ؟! لا تخافِ، سيادة المستشار يريدك .
ازدردت لعابها لتسير مجبرة بجانب السائق وفردي الأمن يسيران من حولها إلى أن وصلت للسيارة فيفتح إليها عوض الباب الخلفي ويشير إليها بالركوب ليهم ليقف بجانب السيارة بينما تطلع وائل إليها بصدمة تجسدت بصوته الذي بُح : مريم ؟!!
رفعت وجهها الشاحب بملامح ذابلة وعينين دامعتين وأنفها المحمر من موجة بكاء لا تستطع التخلص منها ليسألها بقلق تملك منه : ما بالكِ يا ابنتي؟! ماذا أصابك ؟!
ارتعشت شفتيها وارتجف جفناها لتهمس بصوت أبح : لا شيء ، أنا بخير ، فقط كنت أسأل على أدهم .
رمقها مليًا ليسألها بتروي : لماذا ألا يهاتفك ؟!
رفت بجفنيها لتهمس باختناق : هاتفه كان مغلقًا وأنا كنت أريده لأمر ضروري
تطلع إليها ليسألها بصبر : حسنًا يا ابنتي ، هاكِ أنا موجود أخبريني عم تريدينه من أدهم وأنا سأفعله ، أشاحت بوجهها بعيدًا وهي تشعر بالتوتر يمتلكها ليتابع – لا تخجلي ، أنا مثل والدكِ ، بل مثل جدك ، فأنا أُعد سهيلة حفيدتي وأنتِ تماثلين سهيلة غلاة ومقدار ، هيا أخبريني ما الأمر الضروري الذي تريدينه من ولدي ؟!
هزت رأسها نافية لتهمس : لا تشغل بالك بي يا عماه ، أنا سأتصرف ، فقط أخبر أدهم أني أريده .
أخفض جفنيه مخفيًا أفكاره التي تتصارع بداخله فيعم الصمت عليهما قليلًا قبل أن يستل هاتفه ليداعب شاشته فيأتيهما سويًا صوت رنين الهاتف الذي صدح مدويًا من حولهما لتجفل بحرج حينما أتى صوت الآخر مرحًا مرحبًا باحتفاء : سعادة المستشار بنفسه يتصل بي ، ما هذا النور ؟!
تمتم وائل بجدية : صباح الخير يا بك ، أين أنت ؟!
ران الصمت قليلاً قبل أن يجيب أدهم : ما الأمر يا بابي ؟! صمت وائل قليلاً ليتابع أدهم بعد برهة – أنا بالمؤسسة كالعادة ، لدي اجتماع بعد قليل .
هدر وائل آمرًا : إلغه وتعال أنا أريدك في مكتبي بعد نصف ساعة على الأكثر .
عبس أدهم بقلق ليسأل باهتمام فعلي وهو ينهض من كرسيه : أمرك يا بابي ولكن لماذا ؟! ما الأمر ؟!
تمتم وائل بجدية : سأنتظرك .
نظر إلى الهاتف الذي أغلق بوجهه ليعبس بتعجب تملكه قبل أن يضغط الجهاز اللاسلكي هاتفًا : سامر ألغي الاجتماع أو أجله لدي أمر طارئ علي موافاته الآن
ليحمل أشياءه وهو يهاتف رمزي :سأغادر يا رمزي دع الحرس يستعد .
...
رمقها وائل مليًا ليهمس بعدما أغلق الاتصال : هاك فتح هاتفه وسيأتي أيضًا ، هل ستأتين معي ؟! أم من الأفضل أن تقصي لي ما حدث بينكما بمفردنا دون وجوده .
استدارت لتنظر إليه بخجل لون وجهها ببعض الحمرة لتجهش في بكاء حاد أثار ذعره ولكنه تماسك وهو يجذبها إليه يضمها إلى صدره ويربت على رأسها هاتفًا :اهدأي يا ابنتي .. اهدأي لا شيء يستحق دموعك ، اهدأي واعرفي أني سآتي لكِ بحقكِ كاملاً .
رفعت عيناها بعدم تصديق لون نبراتها : حتى من ولدك .
أطبق وائل فكيه ليهمهم بحنق : ومن أعين ولدي ، أخبريني ماذا فعل بكِ ؟!
ارتعشت شفتاها من جديد وانتفضت لتحني رأسها بعار كلل هامتها : أنا حامل.
***
__علي بك ، الآنسة مي تريد مقابلتك .
أجاب مساعدته بترحاب : دعيها تتفضل على الفور.
ألقاها ونهض واقفًا تحرك من خلف مكتبه ليكون في استقبالها فينتظرها بابتسامة مشرقة وعيناه تتأملها من اخمص قدميها بحذاء عالي أنثوي بلون القهوة الفاتحة .. ساقيها العارية لنصف ركبتيها ، ليخفي بقيتها تنورة فستانها بلونه الأخضر الغامق .. ضيق يحدد جسدها النحيف كالعارضات .. رسمي بصدر مغلق ونصف كم فيخفي كتفيها وذراعيها .. عنقها مريم بسلسال رفيع بدلاية تحمل حرفين ال aو ال m متشابكين بداخل بعضيهما فيظهرون للعين غير المدققة أنهما ثلاث أهرامات ولكن هو من صمم لها تلك الهدية التي أعجبتها للغاية يدرك ماهيتها جيدًا .
خصلاتها السمراء المموجة بشكل غجري فاتن مفرودة على ظهرها وبعض على كتفها الأيمن وذاك الطوق الذهبي الموضوع على قمة رأسها يمنحها طبيعية أعجبته وخاصةً مع زينة وجهها الهادئة وابتسامتها الأنثوية الناعمة التي قابلته بها وهي تحيه برقة : كيف حالك يا علي ؟!
مدت كفها لتصافحه فجذبها بخفه إليه وخاصة بعدما تأكد أن باب مكتبه أغلق خلفها ليقربها من صدره قليلًا دون أن يحتضنها فعليًا فيستنشق عطرها الخفيف الذي يشعر به يحتل أوردته هامسًا بصوت أجش : بخير طالما أنتِ هنا ، أنا بخير .
ابتسمت لتدفعه بصدره بخفة وهي تعض شفتها السفلية من الداخل هامسة بشقاوة : أصبحت تتجاوز يا شيخ علي .
ابتسم ليغمغم : نعم فأنا قاربت على فقدان تماسكي .
تمتمت وهي تجلس على الأريكة التي تواجه مكتبه تضع ساق فوق أخرى : تماسك يا علي .
تحرك ليجلس مجاورًا لها يفرد ذراعه من خلفها فوق ظهر الأريكة يستدير إليها بجسده نصف استدارة : لم أعد أقوى على التماسك يا مي ، اقترب بصدره منها أكثر ليهمهم إليها متبعًا – أنا أحلم بكِ يوميًا وأنهض من نومي..
صمت وعيناه تومض ببريق قوي فأكملت بمزاح وهي تداري خجلها في ضحكة واسعة طلت من عينيها : بالتأكيد تنهض من نومك مفزوعًا .
ضحك بخفة ليحك عنقه من الخلف هامسًا : بالطبع في سني هذا لابد أن أنهض مفزوعًا .
أخفضت وجهها بعدما احتقن بحمرة قانية لتهمهم بخجل ظهر بصوتها : الأمر يتوقف عليك يا علي ، فأنت تعلم رأيي جيدًا .
تنفس بعمق ليغمغم من بين أسنانه : أخبرتك أن تحددي لي موعدًا مع دكتور عارف .
رمقته باستهجان : ستأتي بمفردك .
اختنق حلقه ليجيبها : الزيارة الأولى فقط .
زمت شفتيها لتهمس : هذا الأمر غير لائق يا علي وأنت تعرف هذا جيدًا ومن المحتمل أن يثير ضيق بابا ويجعله يرفض الأمر برمته .
تمتم بصلابة : سآتي بمفردي أولاً ثم آتي بالعائلة كلها فيما بعد يا مي ، بل سآتي بالعائلة بفرعيها آل الجمّال وآل الألفي إذا أردتِ ، فقط أريد أن أتقدم لوالدكِ أولًا .
رمقته مليًا لتسأله بجدية : لماذا يا علي ؟!
تنفس بعمق ليسبل جفنيه هامسًا : أنه أمر خاص بي يا مي ، أنا أدرك ما أفعله جيدًا ، همت بالنقاش ليتبع مقاطعًا – اتركينا من هذا الأمر الآن وأخبريني .
رمقته بتساؤل فأكمل بشقاوة زينت ملامحه : ما هذا الجمال ، أنتِ تزدادين جمالًا أكثر فأكثر وقلبي لم يعد يحتمل .
ضحكت برقة فاقترب منها أكثر ليلامس كتفها بذراعه من خلفها فتنتفض بخفة وتهمس بدلال : علي ، توقف .
أجاب بمشاكسة : أريد أن أفعل ، تطلعت إليه بعتاب فأكمل – ولكني لا أستطيع .
تعالت ضحكاتها وهمت بالنهوض من مكانها وهي تهتف بمرح : لم تعد مؤتمن يا شيخ .
تمسك ببقائها جواره وهو يهمس إليها بجوار أذنها : لا تهربي مني .
دفعته ليبتعد قليلًا عنها وخاصةً حينما شعرت بحرارة جسده : لا أهرب فقط أنا ، شعرت بأنفاسه تلفح وجنتها لتتبع بخفر – علي ابتعد .
تنفس بعمق وهو يملئ رئتيه من رائحتها : ادفعيني بعيدًا يا مي ، فأنا بمفردي لا أقوى على الابتعاد .
ازدردت لعابها لتستدير برأسها قليلا فتتلاقى نظراتهما لتنفرج شفتيها بلهاث ساخن أثار توقه إليها أكثر فهم بأن يمتلك شفتيها في غفلة من وعيه .. من عقله .. ومن تماسكه الذي بعثر وهو يقع أسير نظراتها .. جمالها المغوي ببساطته ونفسه تهفو لتلك الشامة التي تزين شفتيها فيقترب اكثر لاغيًا كل ثوابته لينتفضا سويًا قبيل أن يمس شفاهها على صوت مالك الذي هدر باسمه : علي الدين .
***
أصوات كثيرة تصدح من غرفة الصالون التي اكتظت بأصوات رجال عائلتها الذين أتوا لهم على غير موعد ، فاستقبلهم والدها بحفاوة وتساؤل لمع بمقلتيه ولكنه اختزنه بصدره حينما صعد خالها وولده مع سعادة المستشار عمها هشام الذي هتف بجدية وهو يصافح والدها الذي رحب به : أتيناك في طلب يا طبيب ونتمنى أن لا تردنا خائبين .
فيبتسم والدها ويؤثر الصمت وفي ظل إصرار والدتها على إعداد عشاء فاخر يليق برجال العائلة الذين احتلوا غرفة الصالون فتتبع والدتها للمطبخ وتتجاهل تلك الأصوات التي تصاعدت بداخل الغرفة غير مغلقة الباب ، ارتجف جسدها وهي تستمع إلى صوته المميز ببحته الخشنة يهدر ردًا على حديث والدها على ما يبدو، فتوقفت عما تفعل ليست بمفردها بل هي ووالدتها وعمتها وابنة عمتها اللتان صعدتا بدورهما لتساعدا في إعداد الطعام، اقتربت أمينة منها بعفوية تربت على كتفها بدعم وتهمس : لا تجزعي ، سيكون كل شيء بخير .
ابتسمت بتوتر وهي تنظر لأمينة ببسمتها الداعمة لتسيطر على ارتجافها ولكنها لم تستطع وهي تشعر بأنها ستفقد وعيها إذ اشتد الخلاف بينه وبين والدها هذه المرة .
...
__ ليس لدي فتيات للزواج ، ران الصمت على الجميع حينما أجاب محمود حديث محمد " شقيق ماهر الأكبر " والذي طلب يد خديجة لأنه كبير العائلة الآن ، فيسأله هشام بهدوء متعجب - لماذا يا محمود ؟!
فيجيبه محمود ببرود : هكذا دون سبب ، محمود ابن شقيقتي الوحيدة ولكني لا أراه يصلح لأن يكون زوجًا لابنتي ، لأسباب كثيرة لن يتفهمها أحدًا لذا أحب أن أحتفظ بها لنفسي.
هدر محمود بغيظ وغضبه يتملكه : ولكن ابنتك تحبني وتريدني .
اكفهر وجه محمود ليرمقه هشام بغضب ويهدر ماهر مؤنبًا : اصمت يا محمود .
هدر محمود بجنون : لن أفعل ، ليتبع بحماقة وهو يشير لخاله بكفه في اشاحة حانقة – استدعي ابنتك و اسألها عن موافقتها من عدمها ليعلم الجميع بأنك تتعنت معي دون وجه حق .
رمقه خاله من بين رموشه ليجيبه بصوته الرخيم : حتى إن وافقت ابنتي أنا لا أوافق عليك ، يكفي أسلوبك هذا بالحديث معي دون احترام لي أو للكبار من حولك.
أطبق فكيه ليهتف ماهر بغضب اشتعل بعقله: اخرس فضحتنا ، طلبت منك الصمت طوال الجلسة .
ابتسم محمود ساخرًا : اتركه يا ماهر ، فابنك لا كبير له ، يحدثني كصديق له ويتساءل لماذا أرفض أن أزوجه ابنتي ؟!
لم يهتم بحديث خاله ولا بنظرة الغضب النارية في عينين والده ليكمل خاله بهدوء وهو ينظر للبقية من الرجال : ولكن لأجل وجودكم و زيارتكم لا ضير من أن تسمعون رأي ابنتي بنفسها ، لا ضير من أن يسمع رفض ابنتي بأذنيه ليفوق من أوهامه ، التفت لمحمد آمرًا – ادعو شقيقتك .
...
دلفت من باب الغرفة تنظر برهبة في كل الوجوه التي تنتظرها وتنظر إليها تترقب جوابها الذي ترجاها بعينيه أن تنطق به كما يريد ويرغب ليصدح صوت والدها بهدوء يسألها بجدية : ما رأيكِ يا ابنتي هل تقبلين به زوجًا ؟!
أخفضت عيناها وازدردت لعابها لتتحكم في جفاف حلقها قبل أن ترفع رأسها تتحاشى النظر إليه لتنطق بثبات : لا
***
وقف ينظر اليه يبتسم بلباقة ويشعر بعدم الارتياح في هذا العشاء الذي اضطر لتلبية دعوة الاخر بعدما اصر عليه موضحا انه يريد تعديلات ببعض تصميمات الفيلا تناسب الصغير الذي كبر ، انتبه عليه يشير اليه بلباقة : هاك الهانم وصلت ، انها الانسب لتتحدث معك فيما يخص التغييرات .
نهض واقفا بدوره مستقبلا زوجة الاخر بلباقة حتمية ليشعر باختناق قوي داهمه حينما اقتربت من جلستهما تهمس بالتحية دون ان تنظر له فيتجمدا سويا حينما تلاقت نظراتهما .
رف جفنه بطريقة متتالية لا اراديا وعيناه تلتقط كل ما يحدث امامه بدقه فيراقب كيف احتل خصرها بذراعه وقربها منه بامتلاك شعره يفوح منه امتلاك لم ترفضه ولم تقبله بل ظلت متيبسة كعود شجر عجاف سحب منه الحياة ليكمل الاخر ببسمة شعرها متشفية: اسيل هانم الحريري زوجتي وام ولدي وابنة عمي
تمتم نبيل بصوت مختنق : تشرفنا ، وبالطبع اعرفها ، فالسيدة اسيل مشاركة بشركتها في مشروع كبير يضم العديد من الشركات
ابتلعت غصة حلقها وخاصة حينما تحاشى النظر اليها فتحاول ان تعتذر اليه .. تستسمحه .. تطلب مغفرته على ذنبها الذي نطقه من بين اسنانه مشددا وهو يمنحها لقب السيدة ولكنه لم يتطلع اليها من جديد بل ظل بصره متمركزا على زيد الذي اجاب : بالطبع اعرف كل شيء .
اطبق نبيل فكيه اكثر ليهتف زيد بحبور تملكه فجاة : العشاء هيا بنا لتناول العشاء حتى لا يبرد .
اشار الى نبيل الى ان يتقدمه فيتاخر هو قليلا بعدما تركها ينظر اليها بتساؤل قبل ان يهمس : تعالي .
كان امره مخيفا فرجف جسدها لتستجيب فيكتنف كفها بقسوة المتها قبيل ان يبتسم في وجهها ليجلسها في مكانها مواجهة للاخر بعدما اشار اليه بالجلوس ليترأس المائدة متحدثا بخيلاء : بون ابتي
***
تشعر بتوجع شديد يداهمها فتئن بالم قبل ان تدفعه بجدية : سليم .. انهض يا سليم .
انتفض من نومه مفزوعا لينظر بتشتت من حوله هاتفا : ما الامر ؟!
هتفت وهي تكتم انات المها : انا اشعر بتوعك والم شديد باسفل بطني ، انجدني يا سليم
قفز واقفا بيدور من حول نفسه هاتفا : ماذا افعل هل اهاتف الطبيب ؟!
تأوهت بوجع حقيقي لتصيح بالم : لا اعرف انا اشعر بالم شديد .
تحرك سريعا نحوها ليزيح الغطاء من عليها فتشخص عيناه بفزع وهو ينظر لبقعة الدماء التي تتسع فلطخت ثوبها والفراش من اسفلها ، لينتفض على صرخة الم اخرى منها فيلملم الغطاء عليها ثانية قبل ان يحملها ويركض بها للخارج بعدما التقط مفاتيح سيارته ، وضعها بالمقعد الخلفي للسيارة لينطلق بها سريعا نحو المشفى القريب منهما وهو ينظر لملابسه التي تلوثت بالدماء ليحملها من جديد بعدما صف سيارته كما اتفق ويركض بها داخل المشفى صائحا : انها تنزف .
استقبله فريق الطوارئ ليهاتف الطبيب الذي ذهبت اليه من قبل يصرخ فيه : انجي تنزف يا دكتور ، اخشى ان تفقد البيبي .
اتاه صوت الطبيب هاتفا : انا بالمشفى يا سليم بك ، ساتي لكما على الفور.
...
جلس على احد مقاعد الطوارئ ينتظر خروجها بعدما اعلن طبيبها انها تحتاج الدخول لغرفة العمليات على الفور لينظر الى ساعة معصمه قلقا من تاخرها بالداخل لينتبه على قدوم احدهم سريع الخطوات ليقابله وجه عمر الفزع : ما الامر يا سليم ؟! ماذا حدث ؟!
اغمض سليم عيناه بعدما نهض ليصافح عمر : اعتقد انها تفقد الطفل للمرة الثانية .
همهم عمر ببؤس : يا الله ، لا حول ولا قوة الا بالله ، ليتبع وهو يربت على كتف سليم - عوضك الله خبرا فقط تصلب ولا تحزن ، سيمنحك الله من فضله ثانية .
همهم سليم : بابا يا عمر .
لوى عمر شفتيه ليهمهم : قادم انا فقط من اسرعت لأتفهم منك ماذا حدث، فهو يكتم غضبه منذ اتصالك بسوزي واخبارنا عن امر المشفى .
رفع سليم راسه يقاوم دموعه التي ملأت جفنيه مهمهما باختناق : ادرك أنه غاضب وادرك انه كان ينتظر الطفل اكثر مني ولكن ماذا علي ان افعل ، انا احترق يا عمر ، احترق .
تمتم عمر : اهدا يا سليم .. اهدا ، هذه الامور تحدث تفائل بالله خيرا .
همس سليم باختناق : ونعم بالله .
انتبه على وصول والده الذي حياه بتساؤل نطقه : ما الامر ؟! هل هي بخير؟! الطفل بخير .
اشاح سليم براسه بعيدا ليجيب عمر : اجلس يا عماه سيكون كل شيء بخير الان وسيطمئنا الطبيب
وعلى ذكر الطبيب الذي خرج اليهم فتحرك سليم نحوه باندفاع سائلا : كيف حالها ؟! هل هي بخير ؟! هل البيبي بخير ؟!
تنفس الطبيب بعمق ليهمس : للاسف يا سليم بك لم نستطع انقاذ الجنين وخاصة انه لم يكمل الشهران ، ولكننا استطعنا انقاذ الهانم بعدما سيطرنا على النزيف الذي كان حادا وقويا ،
اغمض سليم عيناه وعمر يربت على كتفه بدعم هامسا : لا حول ولا قوة الا بالله ، تمتم سليم مستغفرا بينما جلس بلال على الكرسي من خلفه بحزن خيم عليه ليكمل الطبيب بعد برهة - فقط اردت ان اخبرك يا سيد سليم بمضاعفات حدثت اثناء انقاذ السيدة انجي
انتبه سليم للطبيب الذي اكمل بهدوء : للاسف السيدة انجي لن تقوى على الانجاب ثانية ، فالنزيف ادى لتعقيدات اجبرتنا على كي قناتي فالوب، انا اعتذر منك ولكن ، عليك التماسك لأجل زوجتك
شخصت ملامح سليم بصدمة المت به ليهمس بصوت مختنق وهو يسقط جالسًا : لله الامر من قبل ومن بعد .
***

انتهى الفصل الثامن
قراءة ممتعة


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 10:04 PM   #549

هبه احمد مودي

? العضوٌ??? » 387744
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » هبه احمد مودي is on a distinguished road
افتراضي

مساء الهنا و السعادة احلى سولا
و احلى فصل و لا ايه
تسلم ايدك ❤️❤️


هبه احمد مودي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 10:05 PM   #550

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,954
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم.ايدك.سولي القمر عالقراءة فورا

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.