آخر 10 مشاركات
الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          305 - في عينيك اللقاء - لي ولكنسون (الكاتـب : عنووود - )           »          389 - رقصة على ايقاع الحب - سوزان ستيفنز (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          343 - غرقت في بحر الشوق - جيسيكا ستيل (الكاتـب : سيرينا - )           »          83 -حائرة - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة (كاملة &الروابط)** (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          طفلة في الحب (19) للكاتبة المُذهلة: بيـــــان *كاملة & مميزة* (الكاتـب : تماضر - )           »          302 - الحب وحده لايكفي - كلوديا جايمسون - ع.ج** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12065Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-21, 04:02 PM   #851

holy

? العضوٌ??? » 408632
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 161
?  نُقآطِيْ » holy is on a distinguished road
افتراضي


فصل جميل جدا
كان نفسي عادل فكروا يتغير من ناحية قلبه بس مستنية بقية الاحداث.
معقول رمزي ممكن يكون بيحب اسيل ولا مشفق عليها.

fatma ahmad likes this.

holy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-21, 09:24 PM   #852

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل روووعة سولي القمر ما بن محمود المتصوري وبين عيلتو وعز الدين وزوجتو وامو ياللي مخططاتها مستمرة للتفريق عجبني بعد نظر اسيا ونظرتها للموضوع
خديجة ما فيها تحط الذنب فقط عا محمود هيي مشتركة معو ما غصبها ابدا لكن ارتأت هيك اريح لشعورها بالذنب وانو فعلا اخطات تحملو ياه كلو اول مرة بخس بمحمود الصغير انو فعلا انكسر من خديجة ومن كل ؤالي حواليه وهاد مو يعني اني عم ببرر غلطو او اعذرو لكن يمكن مر بلحظة شعف وتخلي عن المنطق للفوز بحبو
زيد وشر مطلق مخبي كتير وراه
ادهم بتعجبني مصارحتو ومصالحتو لنفسو واقعي وما عندو وجهين ياللي ببالو بيعملو وما عندو شي مخبا ياترى راح يقول للمستشار هل جود راح تكون مكسر العصا بين الكل هل لما تحي اسيا ادهم راح يكسر قلب جود ما بتمنى جود من احب الشخصيات لقلبي نقية وحبها قوي ما بتمنى تكون الضحية بينن
ابدعت سولي تلقمر


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-21, 01:37 AM   #853

Roramory

? العضوٌ??? » 438482
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 390
?  نُقآطِيْ » Roramory is on a distinguished road
افتراضي

هو زيد الزفت دا مفيش مصيبه تاخده والطبع الفصل رووووعه 😍😍😍😍😍😍😍😍😍

Roramory غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 06:40 PM   #854

Ghadoosha

? العضوٌ??? » 444120
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 102
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Ghadoosha is on a distinguished road
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

تسجيل حضور لأجمل رواية وأجمل كاتبة 😍😍😍🤗🤗♥️♥️♥️
Diego Sando and fatma ahmad like this.

Ghadoosha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 06:55 PM   #855

فاطيمه 2000
 
الصورة الرمزية فاطيمه 2000

? العضوٌ??? » 382105
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » فاطيمه 2000 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور فى انتظار الفصل بعد الهبد

فاطيمه 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 07:46 PM   #856

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووور💕💕💕

Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 08:57 PM   #857

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

يا مساء الورد
انا اللي هنزل فصل انهاردة ان شاء الله
دقائق و الفصل ينزل


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 08:59 PM   #858

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي




الفصل الثاني عشر
الجزء الثاني
بعد ثلاثة ايام ...
تقف أمام ماكينة القهوة تنتظر أن تنتهي لتصب كوب قهوتها ككل يوم صباحًا ، تنظر من خلال نافذة المطبخ التي تطل على حديقة صغيرة تتبع المنزل المؤجر الذي تعيش فيه منفية بعيدًا عن دفء العائلة وحضن أبيها واعتناء أمها ، بعيدًا عن شقيقها الوحيد الذي يزورها شبه يوميًا يأتي في المساء يطمئن على حالها ويأتي بطعام فاخر من المطاعم وكأنها كأي عروس جديدة عائلتها ترسل إليها الطعام معد للأكل ، فتبتسم ساخرة وهي تفكر في أن الطعام أصبح مكدسًا لدرجة أنها أخبرت محمد ألا يبتاع الطعام لأجلهما ثانيةً ، فلا هي تأكل ولا زوجها أيضًا !!
غصة قوية استحكمت حلقها وعيناها تدمع تلقائيًا وهي تفكر أنها حُرمت من تلك الفرحة التي كانت تشعر بها من قبل حينما يحدثها محمود عن كونه زوجها .. أو حينما كانت تتخيل أنها ستزف إليه في زفاف ضخم يجمع العائلة .. لقد شوهت صورة حلمها حينما تعجلته فحُرمت من تأبط ذراع والدها وسيره معها ليسلمها لزوجها .. زوجها الذي يحيا معها كالأغراب منذ ذاك اليوم الذي غفت داخل صدره ونهضت من نومها فلم تجده إلى جوارها ليخبرها بعد استيقاظها بصداع مميت أن شقيقتها وضعت طفلتيها فتتجهز لتذهب معه ليباركان لرقية وعبد الرحمن مولودتيهما ، وكأنه يقر بجدية وصرامة وجودهما سويًا .. ليس أمامها فقط بل أمام العائلة التي كانت متواجدة بالفعل كلها ما عدا والدها ، ورغم عدم الترحاب الذي قوبل به من قبل الجميع ما عدا والدته وشقيقته الذي رحبتا به ، إلا أن الأمر كان مختلفًا بالنسبة لها ، فالجميع رحب بها ما عدا والدتها وشقيقتها ، شقيقتها التي تقبلت تهنئتها بفتور ووالدتها التي تحاشت الحديث معها ، بينما خالها وشقيقها وزوج أختها رحبوا بها واهتموا بها كثيرًا ، وعمتها وابنة عمتها ضمتاها لأحضانهما وآزروها في حزنها البادي على وجهها ، يومها وقفت تنظر في وجوه الجميع تسألهم بعينيها عنه .. عن عدم وجوده .. عن اختفائه ليجيبها محمد وهو يضمها إلى صدره أن والدهما لديه عمل هام وهذا أفضل الآن للجميع حتى لا يتصاعد الأمر بينهما ثانيةً فتهز رأسها بتفهم وتحني رأسها بخزي استقر بعمق روحها ليهمس إليها عبد الرحمن بصدق : نحن معكِ يا خديجة ، إذ احتجت أي شيء هاتفي أحد منا أو كلانا ، فمحمد لن يقوى على إجابتك اوقات عملياته الجراحية ، أما أنا سآتي لكِ بأي وقت حتى لو على رقبتي .
تساقطت دموعها رغمًا عنها لتنتفض بقوة على صوته الذي هدر بعصبية : هل تبكين ثانيةً ؟!
مسحت وجهها بكفيها لتنتبه أن الماكينة فصلت فتصب قهوتها وتحمل قدحها وهي تقرر أن تنعزل بغرفتها الصغيرة كما تفعل ، فلا تخرج إلا عندما يزورها محمد لتتوقف خطواتها وهو يقف بمدخل المطبخ يسده بجسده الضخم على جسدها الصغير ويهمهم بجدية : إلى أين ؟!
لم تجبه بل ظلت على صمتها متحاشية النظر إليه ليتنفس بعمق ويتبع بجدية – اجلسي يا خديجة ولا تختبرين صبري أكثر من ذلك ، فكما تعلمين أنا لست صبورًا من الأصل .
لم تمتثل بل ظلت واقفة على عنادها ليقبض على مرفق ذراعها الذي لا تحمل به شيئًا ويدفعها بلطف نحو الكرسي المجاور لطاولة الطعام الصغيرة الموضوعة في ذاك المطبخ الكبير ليهمس آمرًا : اجلسي أنا أريد الحديث معكِ .
وضعت قدح القهوة مرغمة وجلست بالفعل وهي تطرق رأسها لأسفل لا تنظر إليه بل تتحاشى وجوده وهو الذي وقف أمامها قليلاً يرمقها بثبات قبل أن يزفر بقوة ويتحرك في المطبخ بحركات سلسة أجبرتها أن تنظر إلى ما يفعله وخاصةً وهو يقطع المكان سيرًا يمينًا ويسارًا ، فترفع حاجبيها بتعجب وهي تدرك أنه يعد الإفطار لكليهما وخاصة حينما بدأ بوضع الأطباق أمامها ليجلس أخيرًا بعدما صب قدح قهوته الصغير وهو الذي يعشق القهوة التركية ولا يستسيغ تلك القهوة المغرمة بها فيسألها وكأنه قرأ أفكارها : هل مذاق القهوة جيد ؟! هل الماكينة تعده بطريقة جيده ؟!
رفت بعينيها لتنظر لقدح القهوة مليًا قبل أن تحرك رأسها إيجابًا دون صوت فيبتسم ويثرثر إليها : جيد ، اشتريت الماكينة من إيطاليا آخر مرة كنت بها لأجلك ، أوصيت ماما تأتي لي بها من البيت ليلة المشفى لكوني أعلم أنكِ تفضلين مذاق القهوة منها ، سعيد أنها جيدة وأعجبتكِ القهوة منها .
رمقت الماكينة بتفكير وهي تتذكر الآن أنها لم تكن متواجدة بالفعل أول يوم لهما هنا ، بل بدأت بإعداد القهوة عليها من صبيحة اليوم الثاني لهما بالشقة بعدما اكتشفت وجود أقراص القهوة التي تفضلها ، اختنقت فلم تقوى على إجابته ليتابع هو بعد قليل : أريدك أن تصحبيني منذ الغد لنذهب للبيت ونرى ما الذي ينقصه لأستكمله وننتقل إليه ، فلن نحيا طوال عمرنا هنا .
اتسعت عيناها ورفعتهما إليه بصدمة فيتطلع إليها بثبات ويكمل بتروي : تذكرين لي شقة أعددتها بالفعل وينقصها بعض الأشياء البسيطة ، إذا أنجزتها قبيل موعد سفري القادم نستطيع الانتقال لها ، فأنا لن أترككِ هنا في بيت مؤجر بمفردك ، على الأقل تكونين بالقرب من محمد إذ احتجتِ شيء يصل إليك سريعًا ، أو يقضي معكِ ليلة أو ليلتين .
اهتزت حدقتيها برفض فأكمل بجدية : لقد تزوجنا وانتهى الأمر يا خديجة ، عصفت عيناها بغضب فتابع سريعًا – أعلم أن الأمر ليس سهلاً .. وأنه ليس بالشكل الذي أردته أبدًا ، أعلم أنكِ حزينة وأنا الآخر ، لست وحدكِ يا خديجة في هذا الامر بل نحن معًا .. سويًا ، عائلتكِ غاضبة منكِ وأنا الآخر أبي غاضب مني وطردني أمامك ، ولكن هل سنظل هكذا ؟! هل سنغرق في الحزن والرفض وعدم التقبل ، أم نحاول أن نحيا ونتقبل الأمر الذي أصبحنا في غمرته .
تمتمت أخيرًا باختناق : وما السبب في هذا الأمر الذي أصبحنا في غمرته يا محمود ؟!
سحب نفسًا عميقًا ليجيب بثبات : أنا .. أنا السبب ، هل هذا سيريحك ويجعلك أكثر تقبلاً لي ؟!!
تغضن جبينها بحزن لتشيح بعينيها بعيدًا فيهمس إليها بصدق وهو يقترب منها بجسده يحتضن كفيها المشبكين ببعضهما وملقيان فوق فخذيها : أقسم بالله لم أكن أتخيل أن خالي سيفعل ما فعل ، لم يخطر ببالي أنه سيدرك بهذه الطريقة ، كل ما فكرت به أن محمد سيخبره أني أريد الزواج منكِ ويقنعه وأنا سأتقدم لكِ من جديد ، زفر بقوة وأتبع – بل كنت سأفعل بالفعل هذه المرة حينما أعود ، سأعاود التقدم إليكِ واستسمحه أن يرضى وأقبل رأسه وكتفه ويده لأجعله يوافق ، أنا أحب خالي مهما تعنت معي يا خديجة .
رفت بعينيها ودموعها تنساب ثانيةً فوق وجنتيها ليهمس وهو يقترب أكثر يجلس فوق ركبتيه ليكون قريبًا للغاية منها : وأحبك أنتِ أيضًا ، أحبك جدًا بشكل لا تعي مقداره ، ولأني أحبك سأذهب لخالي وأستسمحه وأراضيه وأتوسل إليه أن يعفو عنكِ وعني ، وأستأذنه أن أقيم زفاف لكِ فأنا لا يرضيني أن أتزوج منك دون زفاف هكذا .
لانت ملامحها رويدًا وعقلها يخيل إليها الصورة من جديد ليكمل وهو يقبل راحتيها هامسًا بداخلهما : ستظلين خطيبتي العزيزة إلى أن يوافق والدكِ برضاه وليس مجبرًا .. ستظلين ضيفتي في البيت هنا ولن نخطو لبيتنا سويًا إلا بموافقة والدك ورضاه وبعد زفاف مهيب يقام لكِ وتحضره العائلة كلها ، لن أقبل أبدًا أن يحني خالي رأسه ولا أقبل أن تخفضي رأسك بخزي أبدًا يا خديجة .
انهمرت دموعها ليقترب منها أكثر يحتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهاميه ويهمس بخفوت وهو ينظر لعمق عينيها المطفئتين بحزنها : توقفي عن البكاء يا خديجة ، توقفي يا حبيبتي ، سيكون كل شيء بخير ، أعدكِ بذلك .
نهنهت بضعف فتنهد بقوة وقبل رأسها ثم تطلع إليها هامسًا : أرجوكِ توقفي عن البكاء والحزن فأنا أتألم لحزنك هذا ، أشعر بالعجز لأني لا أقوى تبديد حزنك أو التخفيف عنكِ ، لذا لأجلي توقفي عن البكاء وأنا سأذهب لخالي غدًا وأتحدث معه وسأحاول أن أصالحه وأصالح عمتي أيضًا .
رفت بعينيها وهزت رأسها بالموافقة ليبتسم بوجهها ويقبل رأسها ثانيةً : حسنًا هيا تناولي الطعام ثم ارتدي ملابسك لنخرج سويًا ونبتاع الهدايا للصغيرتين ، بارك الله فيهما قمرتان ، تشبهان خالتهما .
ابتسمت مرغمة لتهمهم سريعًا : لا طبعًا إنهما جميلتان أكثر مني بكثير .
لامس وجنتاها بإبهاميه ثانيةً وهمس بصدق وهو يتأملها بحب : لا أحد جميل مثلك ولا أحد يشبهك أنتِ خوختي الجميلة التي تضوي ببهاء يخطف نظري ويأسرني إليه .
توردت واخفضت عيناها ليهمس بخفوت شديد متبعًا – كم أتمنى أن أقبلكِ ولكني عاهدت نفسي على إلا ألامسك إلا حينما يرضى خالي ، وأخاف أن اقترب منكِ فلا أقوى أبدًا على الابتعاد يا خديجة .
تخضب وجهها بحمرة قانية لتغمغم بخفوت وهي تشيح برأسها بعيدًا في خجل : حسنًا لا تفعل .
ابتسم بلطف وأفلتها بعدما قبل رأسها ثانيةً وعاد لكرسيه فتهمهم وهي تعتدل بجلستها : هيا لنتناول الطعام سريعًا لنقوى على التسوق والذهاب لرقية في الليل ، أومأ بالموافقة فأتبعت بتفكير – فهي لن تقوى على حضور حفل زفاف علي ومن الممكن أن يذهب عبد الرحمن فأكون بجوارها حتى لا تكون وحيدة .
ابتسم وأومأ برأسه متفهمًا لتصمت قليلاً ويتغضن جبينها بحزن أثار قلقه لتهمس : أو لعلها لا تريد ذلك .
تنهد بقوة : سأتحدث مع عبد الرحمن وأسأله يا خديجة ، واستفسر أيضًا هل عادت رقية لبيتها أم لا زالت عند خالي ؟!
أومأت برأسها متفهمة وهي تبتلع اللقمة التي دستها في فمها مرغمة لتهمس بتفكير : أرى أنك وعبد الرحمن تقاربتما قليلاً .
حك طرف ذقنه وهو يتناول الطعام ليغمغم : رغم أنه لا يطيقني ويصرح بها أيضًا وأنا في المقابل لا أطيقه وأصرح بها بدوري ، إلا أنه ساندني كثيرًا وآزرني كرجل مصري أصيل بطريقة مخالفة لما كنت أظنه عليه ، ابتسم بخفة ليكمل – بل إنه هددني صراحة لأجلكِ يا خديجة عندما أوصلنا لهنا.
تطلعت إليه بترقب فأكمل بخفة مرحة : وبدلا من أن أتشاجر معه حينها وجدتني أتقبل التهديد وأنا أتطلع لنظرة الإخوة التي تتألق بعينيه والتي رأيتها بعيني محمد من قبل ، فأومأت برأسي وتمتمت إليه أن لا يقلق عليكِ فأنا سأراعيك ولن أضايقك أبدًا .
ابتسمت لتغمغم باختناق : لطالما أخبرتك أنه يعدني أخته الصغيرة ولكنك لم تكن تتقنع يا محمود .
ابتسم بوجهها ليربت على كفها القريبة بلطف : وهاكِ أنا أقتنع يا حبيبتي ، هيا انتهي من طعامك فأنتِ لم تتناولين شيئًا الأيام الماضية .
تمتمت وهي تدس بعض اللقيمات بفمها : لا تقلق سآكل جيدًا حتى أقوى على التسوق اليوم .
أومأ بتفهم ليغمغم : وسأدعوكِ للغذاء خارجًا فمحمد أخبرني أنه لن يمر علينا اليوم لأجل حضور الزفاف .
تنفست بعمق : نعم أعلم أنه سيحضر حفل زفاف مي وعلي الدين ، لقد اعتذرت لمي حينما أرسلت لي الدعوة من قبل واليوم سأراسلها أيضًا لاعتذر لها عدم حضوري متحججة بولادة رقية .
عبس بتعجب : تعرفينها ؟!
أجابته بتعجب : كانا زميلي بالمدرسة ، هي تكبرنا بعام وعلي زميل مقاعد الدراسة .
تمتم بتعجب : يتزوجها وهي تكبره .
ضحكت مرغمة : بل مي تصغرني بالعمر ولكنها كانت متقدمة في الصفوف لأجل أنها كانت تعيش خارج البلاد لفترة ما من عمرها .
أومأ بتفهم : إذًا هما حبيبان منذ أيام الدراسة .
أومأت برأسها : نعم وأيضًا دكتور عارف والد مي صديق وشريك لبابا في المشفى ولدكتور أحمد الجمّال أيضًا خال علي الدين العريس .
توقف عن مضغ الطعام ليسأل بجدية : علي الدين هذا هل أعرفه ؟!!
ابتلعت طعامها بتروي لتهمس : بالتأكيد رأيته من قبل يا محمود ، ضيق عيناه بتفكير فأكملت – أخو ملك .
جمدت ملامحه بقسوة أمامها ليغمغم : أها تذكرته الشاب القصير في ثلاثتهم ، ليس ذاك المتعنطز المنفوخ الطويل .
كحت بخفة لتهمس : لا هذا أدهم ،
أومأ بتفهم : نعم من يمتلك خصلات سوداء ناعمة تزين جبينه ويحدث الناس من فوق أنفه ،كتمت ضحكتها ليكمل – أذكر أن هذا العلي متزن ورزين وذو خلق .
تمتمت بخفة : كنا ندعوه الشيخ علي لالتزامه ، وهو بالفعل كما وصفته يا محمود .
أومأ بتفهم ليغمغم : لولا ما نمر به لكنا حضرنا زفافه .
تمتمت : لن أقوى يا محمود .
ابتسم بلطف في وجهها : أعلم يا حبيبتي ، هيا انتهي وارتدي ملابسكِ وأنا سأنهض لأبدل ملابسي وأتحدث الباشمهندس لعله اليوم يجيب دون سؤاله المعتاد ، أكمل وهو يقلد صوت عبد الرحمن " هل خديجة بخير ؟!"
ضحكت برقة ليضحك معها ويهم بالابتعاد ولكنه توقف ليعود إليها ينحني يقبل رأسها هامسًا بصدق : سعيد للغاية لأنكِ ضحكتِ ، ليتبع بغيرة صادقة – رغم أن السبب عبدالرحمن بك ولكن لا يهم لأجل إضحاكك سأغفل عن كل شيء .
ابتسمت في وجهه لتهمس بخفوت : أنا آسفة يا محمود .
تنهد بقوة ليجذبها يوقفها على قدميها قبل أن يضمها إلى صدره بقوة وكأنه يهدأ لوعة قلبه .. يتخلص من كل آلامه التي شعرها الأيام الماضية .. ويعدها قبل أن يعد نفسه أن الأزمة ستمر .. والضيق سينتهي .. والحزن سينفرج ، ليبعدها بعد وقت ليربت على وجنتها بلطف : انتهي من طعامك يا حبيبتي ليكمل بمشاكسة تعمدها – فوزنك نقص كثيرًا وهذا ليس جيدًا على الإطلاق.
هدرت بحزم : محمود .
فيقهقه ضاحكًا وهو يشير إليها بكفيه هامسًا : أنا فقط أبدي ملاحظتي .
تمتمت بغضب : اذهب يا محمود من فضلك .
أومأ برأسه وهو يغادر بالفعل لتجلس ثانيةً تنظر لطعامها بجفنين مسبلين فتعد لها شطيرة صغيرة وهي تقرر أنها ستهاتف شقيقها وتتحدث إليه كما تفعل يوميًا لعلها تستطيع اليوم أن تلتقط أي حديث عن والدها الذي يتعمد محمد ألا يأتي بسيرته ولا يجيبها عن أسئلتها عليه إلا بكلمة " بخير " فتشعر أن هناك أمر ما يخفيه عليها محمد ولكنها لا تستطع التوصل إليه ، تنهدت بقوة ونهضت تعيد ترتيب المطبخ قبل أن تلتقط هاتفها وتداعبه لتتصل بشقيقها متمنية أن يجيبها اليوم بطريقة أخرى تُسكن لوعتها على أبيها المشتاقة إليه .
***

يقف بجوار فراش ابيه في دور المتفرج رغم ارتداءه لمئزره الأبيض الخاص يرمقها من بين رموشه تراجع بيانات والده لتباشر في الكشف الدوري عليه لتهتف بحبور وبلغتها الأقرب لقبلها : رائع الحالة اليوم مستقرة للغاية والحمد لله يا دكتور ، سأصرح لك بالخروج غدًا على شرط أن تلتزم بعدم الحركة لمدة أسبوع ولا تعد للعمل قبل أسبوعين على الأقل .
تمتم محمود بصوت هادئ : كثير يا عالية .
رفعت حاجبيها برفض: اتفقنا أنك ستلتزم يا دكتور محمود .
زفر محمود بقوة ليهادنها بالقول : حسنًا عشرة أيام كافية .
ابتسمت برقة لتشاكسه بوجهها : بل أسبوعين ولأجلي ستجعلهم ثلاثة أسابيع .
ضحك محمود مرغمًا ليجيبها : بل لأجل عينيكِ الجميلتين أمكث شهر في البيت دون ملل يا ابنتي .
تململ محمد في وقفته ليهمس بتفكه سمج : من الجيد أنكِ من تعالجيه يا دكتورة فهو سيمتثل لأجل عينيكِ لا لشيء آخر ، لو أنا من كنت أعالجه كان زجرني كطفل صغير لأصرح له بالخروج قبل انتهاء علاجه ولأسمح له بالعودة للعمل قبل أن يتم شفاءه على خير .
رمقه محمود بطرف عينه ليجيب بمشاكسة : من الجيد أنك لست طبيبي المعالج ، فكيف يقارن القمر بالنجوم الصغيرة .
رمقه محمد بدهشة وهو يعاتبه بصريح القول : هكذا يا بابا ،
لتغمغم عالية برزانة وهي تخفض عيناها عن محمد الذي يرمقها مليًا : بل الدكتور محمد نجم جراحة القلب يا دكتور ، ونحن نتعلم على يديه ،
ضحك محمود ليتحدث بمكر : وهل قلت غير هذا ، هو نجم الجراحة وأنتِ القمر يا قمر .
كح محمد بقوة ليهدر من بين أسنانه : حذار أن تستمع إليك ماما يا دكتور فتشعر بالغيرة من كونك تغازل الدكتورة .
تخضب وجه عالية بحمرة قانية ليغمغم محمود باستنكار : بالطبع لن تفعل والدتك وهي تدرك جيدًا أن عالية مثل ابنتي ، ليتبع وهو يتطلع لعالية - أنتِ تدركين أني أشاكسك يا عالية أليس كذلك ؟!
تمتمت وهي تطبق فكيها بقوة ترمق محمد بغضب ومض بعينيها : بالطبع يا عماه ، ولكن من الواضح أن دكتور محمد لا يدرك الفارق بين المشاكسة والغزل الحقيقي .
شحب وجه محمد تدريجيًا ليغمغم سريعًا : بل بالطبع أنا أدرك الفارق بينهما ولكني كنت أمزح ،
هدرت بغضب حقيقي : بل لم تكن تفعل ، لو كنت تفعل لم تكن لتهذي بهذا الحديث وكأنني سأقف أتضاحك مع مريض عندي حتى وإن كان والدك واستمع إليه يغازلني دون أن أردعه .
رف بعينيه وأسقط في يده فلم يجد ردًا ملائمًا ليتحدث محمود بجدية : بالطبع لم يقصد يا ابنتي ، محمد كان يمزح ،
استدارت لتنظر لمحمود بوجه مكفهر وتتحدث بصرامة : لا يا عماه لم يكن يفعل وليست هذه المرة الأولى التي يلمح فيها لشيء كهذا ، ولكن هذه المرة لم يزعق بي لأنك متواجد ولأن من يغازلني كما يقول والده .
اتسعت عينا محمود بإدراك وخاصة حينما تحرك ولده ليقف أمامها مواجهًا : عالية لا تخلطي الأوراق ببعضها ، المرة الماضية اعتذرت لكِ عنها بدل المرة ثلاثة مرات وأنتِ لم تتقبلي الإعتذار رغم أني شرحت لكِ أسبابي وعدم فهمي للأمر وتعاملت معي بطريقة رسمية احترمتها وتقبلتها رغم أني لست موافقًا عليها ، ولكني منحتك وقتكِ كاملاً لتتقبلي الإعتذار ولكني الآن لا أسمح لكِ أن تتحدثي بهذه الطريقة معي أو عني، عبست باستنكار فأكمل بوضوح وملامحه تتشكل بحزم – فأنا لا أسمح لكِ أبدًا أن تشككي في قول أخبرتكِ عنه ولا أسمح لكِ بأن تتحدثين عني بكوني أهذي ، فأنا لم أفعل ، وحينما أخبرك أني أمزح تصدقين دون تفكير ، فأنا لست هذا الرجل الذي سيجبن أن يخبرك بحقيقة ما فعل
كتفت ساعديها أمام صدرها لتساله بجدية : إذًا أنت كنت تمزح هذه المرة؟!
رد بإيباء : لن أكرر حديثي ،
تطلعت إليه بثبات : حسنًا ولكن عليك الإجابة على سؤالي الذي تراوغ حتى لا تجيبه ، ضيق عيناه فسألته مباشرة - هل المرة الماضية كنت تمزح أيضًا ؟!
مط شفتيه ليزدرد لعابه ليجيب أخيرًا : بل تضايقت وغضبت لأني لم أستسغ طريقة مزاح نادر معكِ وخاصة وهو ابن عمك الذي يكبرك ، همت بالحديث فأشار إليها بحزم - لا يهمني أنكما تربيتما سويًا أو نشئتما معًا وهذه هي طريقتكما المعتادة أنا أتحدث هنا عن سبب غضبي الذي أدى لصياحي غير اللائق بوجهكِ .
تمتمت بثبات : جيد أنك تدرك أنه لم يكن لائقًا ،
أجابها بحزم : لو لم أكن أدرك لما اعتذرت يا عالية ، رفت بعينيها التي تشكلت بسؤال سطع بها بوضوح فأشاح بنظرته بعيدًا ليغمغم - أتمنى أن تكوني تقبلتِ الاعتذار الآن ،
رفعت عيناها بضجر : ما الذي أخبرك أني لم أتقبله من المرة الأولى ؟!
تمتم بغيظ : طريقتك يا عالية ، تصرفاتك الغربية معي .
أشاحت بوجهها بعيدًا لتغمغم بضيق : كنت غاضبة منك لتأخرك في الإعتذار يا محمد وليس من الموقف نفسه .
منع نفسه بالكاد من الابتسامة على اسمه الذي عاد دون حرف الحاء فأدمغته بحروفها غير المنطوقة ليهمس إليها : ليس بيدي أقسم لكِ .
أومأت برأسها فهمست بخفوت : حسنًا حصل خير ، ألا تقولونها هكذا ؟!
تمتم بمرح وعيناه تشرق بفرحة : بل نقولها هكذا .
ابتسمت برقة فشعر بأنفاسه تختلج داخل رئتيه لتغمغم بحرج : أعتذر يا عماه أقلقناك دون داعي .
أغمض عيناه وهو ينتبه أن الأمر بأكمله حدث أمام والده ليتحاشى النظر لأبيه الذي أجابها بضحكة خافتة : أبدًا يا ابنتي ، ليتبع بنبرة مميزة - بالعكس أنا سعيد لأني كنت السبب في تصافيكما .
ابتسمت لتهمهم : حسنًا سأغادر أنا لأستطيع أن أستعد لأذهب للزفاف ، ستحضر يا محمد أليس كذلك ؟!
أومأ برأسه موافقًا : بالطبع بدلاً من بابا أيضًا فيكفي أنه لن يقوى على الحضور، أومأت برأسها فأتبع سريعًا بخفوت وهو يقترب منها - هل ستذهبين مباشرةً بعد المشفى ؟!
أجابته بخفوت مشابه : نعم فلا أملك الكثير من الوقت ،
رمقها قليلاً قبيل أن يحدثها بجدية : إذا أردتِ أستطيع أن أصحبك معي فأنا سأغادر إلى هناك بعدما أنتهي من عملي .
هزت رأسها بموافقة : حسنًا لا مشكلة ، حدثني حينما تنتهي .
ابتسم بوجهها : سأفعل ، غادرت فأغلق الباب خلفها ليستدير ببطء يواجه والده الذي يبتسم بثقة يرمقه من بين رموشه ليغمغم محمد - بابا
فيضحك محمود مرغمًا ويشير إليه بالاقتراب : تعالى أريد أن أفهم الأمر كاملاً منك .
أومأ محمد برأسه ليتابع محمود بحزم : وإياك أن تردد على مسامعي حديثك الماضي فاقد المذاق ، أومأ محمد برأسه ليجلس مجاورًا لوالده الذي سأله بجدية : هيا أخبرني ما الذي يدور بينكما ؟!
ازدرد محمد لعابه : حاضر يا بابا .
***

خطت نحو باب مكتبه لتقف به وهي تنظر لمايا التي تسرد عليه الكثير من الأشياء بتتابع سريع أدهشها وخاصة وهو يجيب مايا بذهن متقد ويعدل لها جدول أعماله على ما يبدو للأيام القادمة ليزمجر بضجر هادرًا : أخبرتك مئة مرة أن تدوني المواعيد على المفكرة الإلكترونية يا مايا لأنكِ تنسين بعض الأحيان .
احتقن وجه مايا بحرج لتهمهم : المعذرة يا مستر سليم ولكن ..
قاطعها بشكل جادي وهو يشير بكفه : انتهينا يا مايا ، راسلي مكتبهم وأنا سأتصل بالسيد راضي بنفسي لأعتذر له عن الموعد .
أومأت مايا برأسها في طاعة ليهم بالحديث ثانيةً ولكنه توقف وعيناه تشرق بنظرة مرحبة وابتسامة لبقة رُسِمت على ثغره وهو يهتف بترحاب : أمينة ، تفضلي .
رجفا جفناها بتوتر لتهمهم بصوت مختنق : ظننت أن حضرتك متفرغًا لمناقشة موضوع الحلقة غدًا ولكن من الواضح .
قاطعها بلطف : بل أنا كنت أنتظرك بالفعل ، تعالي .
همت بالدخول لتتوقف وتسأل بذوق : لن أعطل حضرتك ؟!
ابتسم فأسبل عيناه حتى لا يتطلع بها ليجيب بعد برهة : لن تفعلي .
شعرت بوجهها يحتقن بتورد أسرى السخونة بوجنتيها فهفت حول وجهها بحركة تلقائية أثارت ابتسامته التي سيطر عليها بجدية ليحدث مايا : هيا يا مايا ولا تنسي ما أخبرتك عنه وآتي بكوبين من القهوة بعد إذنك ، من البُن الخاص بي .
تحركت مايا للخارج ليتابع هو بصوت خافت وهو يتحرك من خلف مكتبه يشير إليها أن تتجه نحو الجلسة الجانبية - أم أنكِ لازلتِ لا تشتهي القهوة؟! آتي لكِ بما تفضلينه .
همست بخفوت وهي تتحاشى النظر إليه : لا أريد أن أتعب حضرتك .
__أمينة ، دعاها بنبرة أثارت انتباهها فرفعت رأسها لتنظر إليه وهو يكمل - أين نحن؟!
همست بإجابة خافتة : في مكتب حضرتك .
—لماذا ؟!
—لنناقش حلقة الغد من البرنامج
__هل هناك آخرين غيرنا ؟! هزت رأسها نافية فأتبع ونبراته التي تشعر بكونها مختلفة دون سبب وجيه من وجهة نظرها - إذًا علام اتفقنا ؟!
اختنق حلقها لتهمهم : ولكن يا مستر..
رمقها بثبات فهمست ووجهها يتضرج بحمرة قانية : يا سليم .
أسبل جفنيه وهو يتحكم في أنفاسه : ردديها ثانيةً .
هزت رأسها بنفس طفولي أضحكه بخفوت ليهمس بثبات : أمينة.
فهمست بعفوية : سليم لا أستطيع .
كز على شفته السفلية من داخل فمه ليخرج أنفاسه ببطء شديد من أنفه قبل أن يجيب بلطف : بل تستطيعين ، أنتِ زميلتي ، طالما نتناقش بأمر يخص العمل ولا أحد حولنا ، ستكونين أنتِ أمينة ، وأنا سليم .
رفعت عيناها لتهمس ببوح : أخاف أن أعتاد فأنطقها بين الناس .
تطلع لعينيها الواسعتين وهو يفكر في أنهما رائقتان بصدقها .. شفافتان بعفويتها .. وصافيتان كروحها ليجيب بثبات : لا يهم انطقيها كما تريدين ، لا أحد يملك أن يحاسبك سواي وأنا لن أحاسبك أبدًا إذ دعوتني أمام العالم باسمي .
أسبلت جفنيها وهي تشعر بالخجل يغمرها وكأن مايا شعرت بها فأتت بالقهوة لتنقذها من ذاك الشعور الذي لا تفهمه .. لا تدرك أبعاده .. ولا تقوى على تسميته ، شعور فريد يحتلها وهي بجواره .. مزيج متنوع من السعادة والراحة والتناغم ، شعور تفتقده حينما يبتعد ، فتنتظر موعد لقائهما القادم بشوق ولهفه تخبو تدريجيًا حينما يبزغ أمامها .. يشرق أمامها كشمس ساطعة قوية فيبهج روحها بسطوعه في مدارها.
وضعت مايا القهوة أمامهما ليشكرها سليم بلباقة فتخبره مايا بكلمات سريعة عما فعلته فينصت لها باهتمام ليومئ برأسه متفهمًا قبيل أن ينتبه إليها من جديد ويشير : اشربي القهوة يا أمينة .
أومأت برأسها وهمت بأن تحمل الفنجان دون أن تنتبه أنه يحمله ليناوله لها فارتجفت حينما أتى كفها تحت راحته لتنتفض كلها وتقفز واقفة بعدما كادت أن تسكب الفنجان الذي أنقذه بحزم فلم ينتثر على كفه سوى القليل من رذاذ القهوة
شهقت بقوة لتسأله بفزع وهي تقترب دون دراية منه تتعدى الحد المسموح الذي تضعه بينهما دائمًا : هل أنت بخير ؟!
ابتسم بلطف وهو يجذب بعض المحارم الورقية : نعم لا تقلقي ، ضحك بخفة وهو يتبع بمرح - ذكرتني بعمتي .
عبست أمينة بعدم فهم ليكمل وعيناه تتطلع لها بحنين : شهقت مثلها واقتربت مني بخوف حقيقي مثلها وسألت بحنان يشبه حنانها المشهورة به
اتسعت ابتسامتها لتثرثر بخفة : من المؤكد أن تقصد الخالة ليلى .
تطلع إليها بصمت فلملمت ضحكتها ووجهها يتورد لتتبع: أنا آسفة كنت أتوقع أنك تعلم بمعرفتي لعائلتك .
رمقها من بين رموشه ليجيب بخفوت : بالطبع أعلم وكنت أزور خالك البارحة في المشفى مع عمو أمير وعادل .
تمتمت بتساؤل : تقصد دكتور عادل الخيّال ؟!
أومأ بعينيه وهو يناولها فنجان قهوتها بعدما جلس ثانيةً فجلست بدورها : نعم ابن عمتي الطبيب .
همست بعفوية طفولية صادقة : أنه مخيف .
قهقه ضاحكًا فرفعت عيناها تطلع إليه بنفس الانبهار الذي لم يتغير عن المرة الأولى لتخفضهما سريعًا عندما نظر بعمق عينيها وتهمس بخفوت : المعذرة لم أقصد ، أنا آسفة .
تعالت ضحكاته أكثر ليجيبها بمرح : علام تعتذرين ؟! ارتشف قهوته ليهدأ من خفقات قلبه القوية متبعًا _ عادل نفسه معترف بكونه مخيف .
أسبلت جفنيها لتهمس : حتى إن كان لا يصح أن أتحدث عنه هكذا أمامك .
ابتسم وأسبل جفنيه ليسألها بتروي : وأنا كيف ترينني يا أمينة ؟!
تطلعت إليه بذهول لتجيب بصوت مختنق حرجًا : أراك كيف ؟!
ثرثر ببساطة : أنتِ وصفت عادل بالمخيف ، لذا أسألك عن وصفي .
تلعثمت ووجهها يزداد احمرارا لتخفض بصرها فيبتسم سائلاً بتفكه : ترينني مخيفًا أنا الآخر .
تمتمت بعدم وعي : ومهيبًا أيضًا .
تعالت ضحكاته ثانيةً فضحكت هذه المرة بعفوية وهي تهمهم باعتذار سريعًا ، ليشير لها بخفة : لا عليكِ يا أمينة ، هيا أخبريني عما أعددته للحلقة قبيل أن أغادر فلدي زفاف نهاري علي أن الحق به .
أومأت برأسها فسألها بتروي : ألن تذهبي للزفاف ؟! أعتقد أن آل المنصوري مدعوين
هزت رأسها نافية بسرعة لتغمغم : لا أحبذ حضور الحفلات الكبيرة بهذه الطريقة .
أومأ بتفهم ليشير إليها أن تبدأ بعرض ما أعدته وهو يستمع إليها بإنصات شديد وراحة تتغلغل لأوردته رويدًا رويدًا
***
خطى إلى خارج غرفة ملابسه وهو يرتدي سترته يتأكد من هندامه وهو يجيب مازن من خلال السماعة الصغيرة المعلقة بأذنه : انتهيت وقادم يا مزون ، الوقت لازال مبكرًا يا بني وأنا لم أتأخر لهذه الدرجة ، ضحكة خافتة أفلتت منه ليجيب بمرح – لا تقلق يوم زفافك لن أذهب للعمل سأجاورك من الليلة السابقة لزفافك وأكون اشبينك عن حق .
سحب نفسًا عميقًا وهو يستمع عتاب مازن الصريح فيجيب بجدية : كنت مع علي البارحة يا مازن ولم أتأخر عليه أبدًا ولكني منحت الفرصة لأبناء عمومته اليوم بالاحتفال به .
سحب نفسًا عميقًا ليغمغم باختناق ظهر بصوته جليًا : لا أتحاشى وجود زين يا مازن لماذا تفكر بهذه الطريقة لا أفهم ؟! ضغط شفتيه ببعضهما ليزفر بقوة قبيل أن يهمس وهو يضع رابطة عنقه بجيب سترته - هلا أغلقت الاتصال كي أنتهي وآتي من فضلك فأنت من تعطلني الآن .
ضحك بخفة ليحدثه بتفكه : بل انتهيت من كل شيء ما عدا رابطة عنقي كالعادة ، سآتي لك لتربطها لي ،
ضحك بسبب مزاح مازن ليتوقف عن الضحك وهو ينظر لمن تقف بوسط غرفته ومن الواضح أنها تنتظره ليغمغم بجدية : حسنًا سلام يا مازن .
أغلق الهاتف دون أن ينتظر إجابة ابن عمه ليرمقها قليلاً قبل أن يحدثها بنبرة اختفى منها المرح : مرحبًا .
ابتسمت بلطف وأجابت تحيته ببرود لمع بعينيها ليسألها بجدية : تريدين شيئا؟!
مطت شفتيها المطلتين بلون أحمر قاني لا ينكر أنها أجادت استخدامه مع زينتها المثقلة والتي تليق كثيرًا مع فستانها المناسب لزفاف ابن عمته النهاري بلون وردي باهت أضفى توهج خاص على بياض بشرتها انتبه على إجابتها الجادة : أنتظرك لنذهب سويًا .
ارتفعا حاجبيه بدهشة مفتعلة : نذهب سويًا ؟!! لماذا نذهب سويًا ؟! توقعت أنكِ لا تريدين التواجد معي بأي مكان ولا تريدين أن تستمر حياتنا الزوجية سويًا ، فلماذا بهذا الأمر خصيصًا تريدين الذهاب سويًا ؟!
ازدردت لعابها ببطء لترفع عيناها الرماديتين ترمقه بنظرة طويلة ظن أنها لن تنتهي إلى أن أجابته وهي تتقدم نحوه فرمقها بترقب : اسمع يا أدهم ، رفع حاجبه وضحكة ساخرة تشكل ثغره حينما تحدثت بهدوء وثقة – أنا لا أتراجع بموقفي معك ولكن مظهرنا أمام الجميع هام لأجلك قبلي فأتمنى أن تحافظ عليه .
ضيق عيناه بتفكير ليتصلب جسده حينما سحبت رابطة عنقه لتدنو منه أكثر فينهر نفسه ألا يتراجع للخلف بنفور سرى بأوردته حينما أصبحت داخل محيط جسده وهي تضع له الرابطة حول عنقه جبهتها قريبة من طرف ذقنه بعدما منحها كعب حذائها الرسمي سنتيميترات كثيرة فتهمس بخفوت شديد وهي تربطها إليه بالفعل : أعتقد أنك تهتم بمظهرك يا سيادة النائب ، أم ستخسر كل شيء لأجل لا شيء .؟!
قبض على كفيها وهو يشعر بعقدة الرابطة تضيق حول عنقه ليجبرها أن تفك قبضتها عن طرفي رابطة عنقه ليجذبها نحوه بخفة ينظر لعمق عينيها مجيبًا بفحيح ساخر : حياتي .. سعادتي .. عمري هم كل شيء يا مريم هانم ، أنا أخسر كل شيء أمام هذا اللاشيء الذي لا تهتمي به ، ولكني أهتم .
تبادلت النظرات معه لتسأله بجدية : هل ستتزوج حقًا ؟!!
أجابها بجدية : نعم ألم توافقي منذ أيام قليلة ؟!
تنفست ببطء لتهمس : وإذا رفضت الآن
أغمض عيناه يخفي غضبه ليسألها ساخرًا : هل ترينني صغيرًا لهذه الدرجة أن تتلاعبين بي يا مريم ؟!
أجابته بجدية : بل أنا أدرك مكانتك جيدًا يا ادهم وإلا ما كنت تزوجت منك ولكني توقعت أنك تهددني فقط حتى ..
قاطعها هادرًا بغضب وهو ينفض كفيها : حتى ماذا يا مريم ، حتى أجبركِ أن تكونين لي ، لمع الإيجاب بعينيها ليكمل ساخرًا – هل توقعت أني سأقترب منكِ بعد أمر زين يا هانم ؟!
تمتمت بغضب جاد : لا تحشر زين بالمنتصف يا أدهم ، وأنت تعلم ..
ومضت عيناه ببريق جنوني أخافها فصمتت مصغرة ليحدثها هو بنبرة باردة : لقد توقعت كل شيء يا مريم ، كل شيء منكِ أصبح ممكنًا ، لكن أن تقفي بثبات وتريدين مناقشتي في أمر حبيبك السابق هذا ما لم أتوقعه أبدًا ،
هدرت بقوة : ليس حبيبي لم يكن أبدًا ، كتف ذراعيه فأكملت بثبات – زين لم يكن سوى صديق وعريس جيد ليس أكثر .
أطبق فكيه ليهمس ساخرًا : وأعدته لجهات اتصالك لأنكِ تبحثين عن عريس جيد ؟!
تمتمت بتلعثم راودها : لا بالطبع لا .
رمقها من بين رموشه ليسألها بجدية : ماذا تريدين يا مريم ؟! فبالتأكيد أتيت لشيءٍ ما .
مطت شفتيها لتجيب بجدية : هلا أجلت أمر الزواج هذا فليس من الطبيعي أن تسبب لي بفضيحة كهذه ، أو تساؤلات تثار من حولي أمام عائلتي ونحن من تزوجنا قريبًا ،
ابتسم ساخرًا ليجيبها باختناق : لا تقلقي يا مريم هانم ، لن أدع التساؤلات تثار من حولك .
سألته بلهفة : لن تتزوج ؟!!
استدار يرمقها مليًا : بل سأفعل وزواج رسمي معلن أيضًا
ومضت عيناها بشراسة : وستخبر عائلتك هكذا ببساطة ، ابتسم ساخرًا فاتبعت – هل تظن أن يتقبلوا هذا الأمر ببساطة ؟!
أجابها بتهكم : لا تشغلين رأسك بعائلتي أنا كفيل بهم .
تمتمت بجدية : وعائلتي ؟!! ضيق عيناه قليلاً لتهمهم – هكذا سيدركون الأمر كله يا أدهم ، وأنت تعلم أني لا أريدهم أن يعرفوا .
تحرك ليقف أمامها مواجهًا : لماذا يا مريم ؟! إذا أردت سأطلقك ولتبحثي عن عريس مناسب فأنا لم أكن مناسبًا لكِ على ما يبدو .
رفت بعينيها ليصمت قليلاً قبل أن يهمس بإدراك : أنتِ لا تريدين الطلاق أليس كذلك؟!
أشاحت بعينيها بعيدًا فاقترب بتؤدة نحوها ليسأل بجدية : أخبريني لماذا ؟! فأنا أشعر أن هذا السبب الأساسي لإقبالك على الزواج .
تمتمت بجدية : لا شأن لك يا أدهم .
هز كتفيه بلا مبالاة : حسنًا على راحتكِ ، ولكني لا أقوى على فعل أي شيء .
رفت بعينيها لتجيب بعد قليل : لا أريد العودة للبيت ثانيةً .
رمقها مليًا ليهمس بخفوت : حسنًا ، سأرى ماذا يمكنني فعله لأؤخر لهم الخبر يا مريم .
أومأت برأسها لتهمس بجدية : حتى إن علموا لا توافق على عودتي يا أدهم .
اتسعت عيناه بصدمة سرعان ما تداركها ليغمغم بوعد صادق : لن أفعل ، لن تعودي لبيت عائلتكِ إلا حينما تريدين ذلك .
هزت رأسها بتفهم لتهمس : إذا أردت أن أعقد لك تلك الرابطة .
هز رأسه نافيًا : لا شكرًا لكِ ، هيا إذا أردتِ الذهاب معي فأنا تأخرت عليهم بالفعل .
تحركت للخارج قبل أن تتوقف لتسأله بتوتر : هل أستطيع أن أذهب لوالدك وآتي معه للزفاف فأنا أذهب للزفاف مبكرًا هكذا فلا أعتبر صديقة للعروس حتى .
رف بعينيه ليبتسم رغمًا عنه : بالطبع أستطيع أن أوصلك لبابي وتأتي معه أيضًا كما تفضلين ، أليس هذا ما أردته منذ البداية يا مريم ؟! أن تدلفي إلى الزفاف برفقة بابي .
تمتمت سريعًا بدفاع : ليس لكونه سعادة المستشار ، إذ كنت تلمح إلى ذلك.
هز رأسه نافيًا : لا لم لكن ألمح لذلك ، بل لأني أتفهم الآن مقدار بابي عندكِ.
تمتمت بصدق : حفظه الله وبارك في عمره ولا حرمك منه أبدًا .
***

الزفاف
يقف يستقبل المدعوين لفرح ابنته يجاوره مالك عابد الذي يحدثه بلطف بين الفنية والأخرى أو يعرفه على أحدهم لا يعرفه لتتجمد ملامحه وهو ينظر لمن أتت تتهادى بفستانها المكشوف وزينتها الكاملة ، تضوي ببهاء لازال يترك أثره قويًا فوق قلبه وتهفو روحه لها ولكن عقله وكرامته تأبيان الاقتراب منها ولو قيد أنمله ، ابتسم بترحاب وهي تهتف بلغتها الأم : أوه عارف اشتقت إليك يا حبيبي.
ارتفاع حاجبي مالك المجاور له أنبهاه أنه يدرك اللغة الألمانية فيبتسم برزانة وهو يتقبل احتضان أولجا وقبلتها التي زينت وجنته بعدما تحاشى أن تقبل فمه ليتحدث بجدية وبألمانية طليقة هو الآخر : أولجا يا سيد مالك ، أتبع وهو يرمق مالك مليًا - والدة مي .
الدهشة التي اعتلت ملامح مالك أثارت ابتسامته ومالك يتدارك سريعًا فيرحب بها بألمانية هو الآخر ليتبع عارف بجدية : السيد مالك عابد يا أولجا والد العريس
فتقبل أولجا بترحاب تقترب من مالك وكأنها تنوي أن تصافح مالك بنفس الطريقة فيتمسك بها عارف بجدية مشيرًا لها بعينيه فتهتف بسعادة : أووه مرحبًا يا سيد ماليك ، سعدت بالتعرف عليك ، أتبعت بمرح - أخبرني هل ولدك يشبهك هكذا ؟!
كح عارف بحرج ووجه مالك عابد يتضرج بحمرة قانية ليغمغم عارف بعتاب : أولجا .
ضحكت بمرح لتقترب منه تقف بجواره وهي تلف ذراعها حول خصره في حميمية وكأنها لم تندثر بينهما : أنا أمزخ يا عارف .
نطقتها بعربية مكسرة أثارت ابتسامة مالك الذي أجاب العربية بدوره : لا عليكِ يا أولجا هانم .
ابتسمت أولجا في وجهه بأريحية لتستدير نحو عارف الذي احتضنها مرغمًا تهمس بخفوت شديد ولغة عربية بلكنة غربية : اشتقت إليك كثيرًا يا آري ومستاءة منك لأنك منذ مدة لم تأتي وتزورني .
كح مالك بخفة ليهمهم بلباقة : بعد إذنك يا دكتور عارف سأذهب لأرى هل انتهيا من التقاط الصور أم لا ؟!
ابتعد مالك بخطوات سريعة ليستدير عارف يرمقها بطرف عينه يهمهم من بين أسنانه وملامحه ثابتة لا تتغير : ألن تتوقفي يا أولجا أبدًا ؟!
تبرمت بضيق وهي تدفعه في صدره بدلال : ماذا فعلت الآن ؟!
رمقها بيأس ليغمغم بمهادنة لأجل ألا يتشاجر معها متذكرًا زفاف ابنته : كنت ستُقبلين الرجل وأنتِ من تدرك جيدًا أن ليس الجميع يصافحون هنا بهذه الطريقة .
هزت كتفيها لتجيبه بلا مبالاة : ظننته متفتحًا كونه مخرج ومنتج سينمائي كما أخبرتني مي .
رمقها بتعجب ليزفر بقوة وهو يدفعها بعيدًا عن حضنك فتبتسم بدلال وهي تتمسك بطرفي سترته : هل لازلت تغار علي يا آري ؟!
أغمض عيناه ليقبض على كفيها ويبعدهما عن سترته : بل أحافظ على مظهري ومظهر ابنتك يا أولجا ، أم لا تهتمي برأي أبو عريسها فيكِ ،
أشاحت بكفها في ضيق : تعلم أني لا أهتم .
غمغم ساخرًا : لذا أنا أفعل .
نفخت بقوة ليسألها متبعًا- أين زوجكِ لماذا لم يأتي معكِ ؟!
عبست بضيق لتغمغم بحنق وهي تلجأ للغتها الآن : من أخبرك عنه ؟!
تنهد بقوة وأجابها بلغتها حتى يضمن أن لا يدرك الكثير حديثهما : مي أخبرتني عندما عادت أنها تركتكِ لأنكِ أخبرتها بأنك مقبلة على الزواج .
لوت شفتيها لتغمغم :لم نتفق ،
رمقها بطرف عينه ليوجعها متعمدًا : لم تتفقا أم تركك بعدما حصل على ما يريد يا أولجا.
اكفهر وجهها لتهدر بغضب : وأنت ما شأنك يا عارف ، ألم ترفض بدل من المرة خمس مرات أن نعود سويًا .
عبس وعيناه تلمع بغضب نادرًا ما يظهر عليه ليغمغم بصوت خفيض : هل كنت تتوقعين أني سأرضى بكِ بعدما تزوجت من أخر بعدي يا أولجا ، هل كنت تتوقعين أني سأقترب منكِ ثانيةً بعدما تزوجت بدل المرة ثلاث مرات هذا غير عدد الرجال الذي لا أدركه والله وحده يعلم عددهم بين صداقات وليالي عابرة تكوني فيها مخمورة وتفتقدين الحنان والرعاية ، كيف صور لكِ عقلك اني سأنظر إليكِ من جديد أو سأذل نفسي لكِ بعدما فعلتِ ما فعلته.
ومضت عيناها بحزن : لازلت تحبني يا عارف لا تنكر .
تنهد بقوة : ولم أنكر يومًا يا أولجا ، ولكن الحب شيء والزواج شيء يا حبيبتي ، فالأول لا أملك فيه شيئًا ولكن الأخير أملكه بأكمله ، أملك اسمى وسمعتي وحياتي التي لن أستأمنتك عليها ثانيةً أبدًا .
تمتمت باختناق : لم تنسى قط أليس كذلك ؟!
أخفض عيناه ليغمغم باختناق : هذا أمر لا ينسى يا أولجا .
همهمت بصدق :كنت مخمورة وغاضبة وحزينة لأنك بعيد يا عارف ، قاطعها متبعا : نعم لأنك كنت بعيد يا عارف لأنك أهملتني يا عارف لم تعد تحبني ، فارتميت بحضن صديقك يا عارف .
قبض على مرفقها ليجذبها نحوه يغمغم بغضب أمام عينيها : ليس هناك مبررًا للخيانة يا أولجا ، ليس هناك مبررًا أبدًا .
دفعها بلطف ليغمغم بجدية : أما إجابة سؤالك عن كون ما شأني ، فليس لي شأن سوى ابنتي ، ابنتي التي تذوي بسببك وبسبب ما تفعلينه وبسبب تخبطك ، ابنتي التي تدفع يوميًا ثمن كونك أمها ، ابنتي التي لم تشأ أن تفرح اليوم دونك فدعتكِ رغم ممانعتي فتأتين أنتِ لتتسببي لها بفضيحة مع عائلة زوجها العريقة فيستسصغروها ويعايروها فيما بعد بكِ
اكفهر وجهها لتهمس باختناق : لا لا أنا أريد سعادتها ، صدقني وأتيت وأنا فرحة بها لأنها تتزوج ممن أحبته .
هدر بحزم : إذًا التزمي بالتقاليد التي تدركينها جيدًا يا أولجا وتوقفي عن لا مبالاتك التي ستدفعها مي بمفردها .
همست بطاعة : سأفعل فقط لا تغضب مي .
أومأ بتفهم ليزفر بقوة ويحدثها مضطرًا : تعالي لأصحبكِ لها أعتقد ستفرح بوجودكِ ، أتبع وهو يشير بجوارها - لا تُقبلي عريسها ولا أي رجل تقابلينه في الزفاف ، أشيري من بعيد دون مصافحة إذا أردتِ فبعض الرجال لا يصافحون النساء .
أومأت برأسها متفهمة وهي تسير بجواره وكل ما تفكر به ابنتها التي ستراها عروسًا اليوم .
***
زفر بقوة ليغمغم بضيق : توقفي عن البكاء يا إيمان من فضلكِ ، سيكون الموقف غير لائقًا إذا رآك أحدهم وأنتِ تبكين بهذه الطريقة .
هدرت باختناق : ألم ترى زوجة ابنتك يا مالك ؟! ألم ترى فستانها ؟! يا الله كيف سيتزوج منها بالله عليك ؟!
رمقها مالك من بين رموشه ليغمغم بتفكه تعمده : كما يفعل الجميع يا حبيبتي أنها فطرة خلقها الله بداخلنا .
تخضب وجهها بحمرة قانية حينما أدركت ما يرمي إليه لتهتف بضيق : لم أقصد ما تتحدث عنه ، بل قصدت كيف سيتعايشان سويًا وهما مختلفان هكذا .
تطلع إليها مليًا ليغمغم ببساطة : كما فعلنا نحن يا إيمان ، كيف تعايشنا سويًا وأنجبنا طفلين وهاكِ نزوج ابننا الصغير وبعد أيام قليلة سنزوج الفتاة ، الأطفال كبرت يا إيمان وأصبحا كبار بما فيه الكفاية لتتوقفي عن الخوف عليهما ، لتطلقي سراحهما وتتركيهما يعتمدان على أنفسهما ، الفتاة أصبحت عروس جميلة والصبي أصبح رجلاً يعتمد عليه ويهابه الناس ، وزفافه الضخم الكبير يشي بمكانته ومقداره يا إيمان ، وكل ما يريده اليوم وكل أمنيته التي يرددها على مسامعنا منذ اسبوع أن يشعر بقرحتنا له ، هل ستبخلين عليه بهذه الفرحة لأجل فستان العروس ولأجل زفاف نهاري مفتوح يخالف الزفاف التقليدي بخيالك ،
تنهدت بقوة ولانت ملامحها فأكمل وهو يجذبها إليه : هل ستكسرين فرحة علي الدين بهذه الطريقة حقًا يا إيمان ؟! هل سيهون عليكِ علي يا أم علي ؟!
هزت رأسها نافية وهي تلجأ لصدره فيحتضنها بقوة مُقبلاً رأسها ليهمس بخفوت جانب أذنها : الولد أصبح عريسًا يا إيمي وسيأتي لنا بأحفاد يقفزون من حولنا ويملئون العالم بضجيجهم .
تنهدت بشوق وعيناها تلمع بلهفة : يا الله يا مالك ، كم أتمنى أن يرزقه الله بالذرية الصالحة ويقر عينه بهم هو وأخته ، أمن على دعائها لتهتز حدقتيها بتوتر وتتبع بخفوت – ولكن أخاف أن لا تربيهم زوجته كما أتمنى .
تنهد بقوة ليضمها أكثر ويهمس : بل ستفعل الفتاة جيدة جدًا ، اتركي اختلافها الواضح جانبًا ، ولكن معدنها جيد ونقي وعارف من الرجال المحترمين الموثوق بهم ، هي فقط متحررة قليلاً بسبب تربيتها في الخارج وخلفية والدتها الأجنبية .
لوت إيمان شفتيها ليكح مالك بخفة فتنتبه لأنه يريد الحديث فتنظر له بتساؤل فيكمل – بمناسبة أمها ، أتمنى أن ترحبي بها جيدًا ، وتذكري حينما ترينها أنها اجنبية يا إيمان .
ضيقت عيناها بعدم فِهم فهم بالحديث ليطرق باب الغرفة فيهمهم بسرعة : اغسلي وجهك يا إيمان وانظري كيف ستعالجين احمرار أنفك هذا ، ليكمل حينما نظرت لنفسها بالمرآة – ولا تضعي الزينة من فضلكِ .
ضحكت بخفة لتغمغم : ألست والدة العريس يا مالك ؟!
أجاب بعبوس : لا أفهم والدة العريس تنافسين العروس بزينتها ، ثم أنتِ لا تحتاجين أي زينة من الأصل يا إيمي ،
رفت بعينيها لتجيبه بدلال : سأضع القليل من الكحل وملمع الشفاه .
هز رأسه نافيًا لتدفعه برقة : اذهب لتفتح الباب ولا شأن لك بي وبما سأفعله .
اتسعت عيناه ليجيبها بضجر : شأن من إذًا ؟!
ضحكت برقة ولم تجبه ليفتح هو الباب ينظر لمازن الذي همهم : المعذرة يا عماه ولكن علي انتهى من التصوير وأعتقد الزفاف سيبدأ في الحال .
أومأ مالك برأسه ليهتف بصوت عالٍ : هيا يا إيمان ، فولدك من الواضح أنه متعجل .
تحركت عائدة له بوجهها الصبوح لم تضع الزينة كما طلب منها ليجذبها إليه ناسيًا مازن الذي لم ينصرف فيضمها إلى صدره ويهمس بجدية : أفكر أن نجدد شهر عسلنا بعد زواج ملك .
ابتسمت ووجهها يحتقن خجلاً ليأتيه صوت مازن الذي تعمد مشاكسته : أعتقد لنلحق بالزفاف الآن يا زوج عمتي ثم افعلا ما تريدا .
كتمت إيمان شهقتها في صدر مالك الذي قهقه ضاحكًا ليسأل مازن بخفة : أنت لازلت هنا ،
فيجيه مازن بمرح : والله خشيت أن أترككما فتتأخرا وكان ظني في محله .
هدرت إيمان بعتاب : مازن .
قهقه مازن ضاحكًا وهو يجذبها إليه يضمها بقوة ويُقبل رأسها ووجنتها ليهمس إليها بخفوت : اضحكي لأجل علي ولا تحزني أبدًا الليلة لأجل خاطري .
ضمته إيمان بأمومة تشعرها دومًا نحوه : لا تقلق يا حبيبي ، سأفرح له وبه كما سأفعل معك بإذن الله ليلة زفافك .
صاح مازن بمرح : يارب يا عمتو يارب .
ضحك مالك بخفة ليسأله : متى تنوي بإذن الله فلا أعتقد أن هناك ما يمنعك الآن ؟!
هز مازن رأسه : أعتقد أني سأحدد موعدًا مع سيادة السفير لنذهب إليه عندما يعود من سفرته بإذن الله .
ربت مالك على كتفه : بإذن الله يا بني .
تمتمت ايمان : إذًا أوقعت بك قطعة الشيكولاته يا مازن .
ليجيبها مازن بخفة : وقعت على فمي يا عمتي ولم ينجدني أحد ، فقط هي توافق .
عبست إيمان باستنكار : وهي ستجد مثلك أين ؟!
هز مازن رأسه وهو يشير لمالك الذي هز رأسه بيأس : انظر نفس جملة لوما، الشباب كثيرون يا عمتو .
أجابت إيمان بثقة : ولكن ليس مثلكما ، بارك الله فيكم وحفظكم يارب .
تمتم مالك مؤمنًا على الدعوة ليصدح صوته من خلفهم : هل الدعوة تشملني أيضًا ؟!
استدارت لترمقه بعتاب : بالطبع تشملك يا ابن الغالي رغم أنك لا تستحقها .
اتسعت ابتسامة أدهم ليقترب منها يحتضنها بمرح ويجبرها أن تستكين بصدره وخاصةً حينما بدأت بدفعه : ابتعد يا ولد أنا غاضبة منك .
فيقهقه بخفة ويجيبها : أعلم ولذا أصالحك ، دفعته بعناد فهدر بحزم وهو يقلد صوت والده القريب للغاية من صوته – توقفي عن المعافرة يا إيمي .
تنهدت بقوة لتقرصه بخفة في ساعده : توقف عن التأثير علي .
تأوه ضاحكًا ليقبل رأسها مستسمحًا : لم أفعل شيئًا أنتِ سامحتني منذ وقع بصركِ علي ، لا تنكري .
تنهدت بقوة لتضمه إلى صدرها بأمومة : معك حق ، ولكني بالفعل عاتبة عليك يا أدهم .
قبل وجنتها ليشاكسها بخفة : حقكِ على رأسي يا حبيبتي .
تأفف مالك بصوت مسموع ليهدر بجدية : يا سعادة النائب القادم بإذن الله، اصحب ابن عمك واذهبا للعريس أعتقد أنه يحتاجكما معه .
تعالت ضحكاتهما ليرفع ادهم كفيه وهو يبتعد عن عمته : اعتذر يا فنان ولكن كما تعلم أنا لا أقوى على غضب جميلة آل الجمال .
رمقته بعتاب لتجيبه : هذا واضح يا أدهم بك بدليل أنك لم تلبي دعوة الغذاء .
زفر بقوة وهمهم: كنت مشغولاً والله يا عمتو ، سآتي المرة القادمة بإذن الله.
تمتمت بتأنيب : سنري يا ابن وائل .
تعالت صوت الدفوف ليشير مازن برأسه لهم : هيا بنا حتى لا يقف علي بمفرده .
خطى أدهم مجاورًا لمازن وهما يسبقان خطوات عمتهما التي تأبطت ذراع زوجها لتدمع عيناها تلقائيًا وهي تنظر لولدها الذي يقف بمكانه المخصص ينتظر عروسه فتسمي الله وقلبها يخفق بقوة لتخطو سريعًا نحو ابنها الذي تحرك هو الآخر بخطواته يقترب منها ليتلقفها بين ذراعيه يضمها بقوة لصدره يقبل جبينها فتهمهم بصوت باكي : مبارك يا حبيبي ، مبارك يا علي .
اختنق حلقه ليجيبها بسعادة : بارك الله فيكِ يا ماما ، ولا حرمني الله منكِ ، نهنهت في البكاء ليغمغم برجاء- أرجوكِ يا ماما لا تبكي ، لأجل خاطري .
تمتمت وهي تمسح وجهها بكفيها : لا أبكي ، أنا فرحة لأجلك .
أشرق وجه علي بفرحة غمرته ليضمها ثانيةً لصدره : حبيبتي يا ماما ، وستظلين حبيبتي التي لم أحب قبلها أبدًا .
تمسكت به في غيرة أمومية : لن تأخذك مي مني .
شاكسها خفة ليجيب بصدق : ولا العالم بأسره يستطيع أن يأخذني منكِ يا أم علي .
ضحكت برقة لتضمه ثانيةً قبل أن تعدل من وضع سترته ورابطة عنقه وتتأكد من ترتيب هندامه ثم تدفعه برقة : هيا اذهب واستلم عروسك من والدها وأسعد كما لم تسعد يومًا يا حبيبي .
قبل رأسها ليغمغم بشقاوة : دعواتك لعلي يا أم علي .
تمتمت بصدق وعيناها تطلعان إليه بمحبة : وفقك الله وأسعد قلبك يا بني.
فيسحب علي نفسًا عميقًا ويزفره ببطء ليستدير لأبيه الذي بارك له وضمه بصدره ليغمغم إليه : كن رجلاً يا علي كما ربيتك واعتني بزوجتك جيدًا أن .
تمتم علي بخفة مشاكسًا : لا تقلق يا بابا ، سأرفع رأسكم عاليًا كما يقول أدهم .
ضحك مالك ليلكزه بخفة : تأدب يا ولد ، ولا تراوغ أنت تفهم ما قصدت .
تنفس علي بعمق ليغمغم : أعلم ولا تقلق ، سأكون كما ربيتني وكبرتني يا بابا، وسأتمسك بحلمي الذي يتحقق الليلة أخيرًا ولن أفلته أبدًا .
ربت مالك على كتفه ليدفعه بلطف : هيا اذهب وانتظر فوالد عروسك قادم.
تحرك علي لمكانه من جديد وصوت الزغاريد تتعالى من حوله فيزدرد لعابه ببطء وهو ينظر بثبات لعارف الذي أتى مقبلاً وابنته تتأبط ذراعه يسيران بتؤدة وبطء فيشعر علي بقلبه يخفق على وتيرة خطواتها التي تقترب منه رويدًا رويدًا ، يتأملها من قدميها المزينتين بحذاء ستاني أبيض يضوي ببريق كلما سارت ، فستانها الطويل بطبقات التل الكثيفة في تنورته الواسع ، ضيق الخصر وجذعه مزين بورود بيضاء صغيرة تضوي بلون لؤلؤي ورغم أن طبقة التل الخفيفة تمتد لحدود عنقها وتغطي ذراعيها في كمين يتسعان من عند المرفق لينغلقا في الأخير بأسورتين من الورود إلا أن الفستان يكشف عن أول صدرها وكامل نحرها وذراعيها الظاهران منه وخاصة مع اسمرار بشرتها المضاد للون الأبيض فيشعر بها كهدية مغلفة بطبقات التل الذي يتوق لتخليصها منه .
اختنق حلقه وعيناه تطلع إلى وجهها بزينته الهادئة النهارية والتي رغم بساطتها تبرز جمال ملامحها ، خصلاتها السمراء الفاحمة مفرودة على كتفيها وظهرها في انسيابية رقيقة وهي من تركتها طبيعية ورأسها مزين بتاج من اللآلئ يضوي بتضاده مع لون شعرها فيزيد من فتنتها الطاغية .
كح بخفة يجلي حلقه ليجيب عارف الذي بارك له فصافحه علي باحترام ليهمهم إليه عارف بجدية : اعتني بها .
فيجيبه وهو يتطلع لمي التي لم تلجأ لوشاح يغطي وجهها : بعيني يا دكتور لا تقلق .
تركها عارف إليه فيحتضن كفيها براحتيه ليقربها منه كثيرًا يُقبل جبينها بخفة ويهمهم : حبيبتي ، مبارك يا حبيبتي .
ابتسمت وهي تخفض رأسها بخجل ليغمغم متبعًا – كم أتوق لأن أضمك إلى صدري .
فترفع رأسها إليه ترمقه بحب : أنا أصبحت لك يا علي .
تعالت أنفاسه ليضمها إلى صدره بقوة فتتعلق برقبته حينما حملها وهي تضحك بصيحة فرحة ليدور بها في فرحة غمرته لتتعالى صيحات المحيطين بهم والصافرات تتعالى والزغاريد تصدح بقوة ليعيدها للأرض ثانيةً وضحكته تملأ وجهه فينتبه لإشارة منسقة الزفاف التي تخبره أن يقفا لتبدأ الزفة في البدء ، فيستجيب وهو يحتضن كف مي براحته ويجذبها لتكون قريبة منه
فتتأبط مي ذراعه وهما يقفان سويًا فيبتسمان لأضواء الكاميرات الكثيرة التي تلتقط لهما الصور والتي ستنشر فيما تحت عنوان زفاف المنتج السينمائي المعروف علي الدين عابد بالوجه الدعائي الجميل مي عارف زيدان .
***

__ علي انحرف يا بشر .
ألقاها عمار مازحًا وهو الجالس بجوار عاصم يتابعان ما يحدث بقاعة الزفة من خلال الشاشة الكبيرة التي تعرض لهم كل أحداث الزفاف فيضحك عاصم بخفة ليغمغم ببساطة : حقه ، من كان يصدق أن ترتضي عمتك باختياره .
زفر عمار بقوة ليغمغم : أنا لا أفهم لماذا تعترض من الأصل .
ابتسم عاصم برزانة ليجيب بخفة : لأن علي يحبها يا عمار ، أنسيت ماما .
أطلق عمار صوتا متأففًا ليغمغم بتهكم : أنسى ماما كيف وهي للآن تكايد نوران ونوران تكايدها وكأنهما الاثنتين زوجتيك .
قهقه عاصم ضاحكًا ليتبع عمار بتفكه – كم أحمد الله أنها لا تفعل كذلك مع يمنى .
أسبل عاصم عيناه ليجيب بمرح : بل تفعل ولكن بحذر حتى لا تثير غضب المهرة أو الأدهى تثير عقلها فتنقلب عليكما يمنى بعقاب تعلم الياسمينة جيدًا أنك لن تتحمله يا موري .
ضحك عمار ليصيح بمرح : بارك لنا الله في عمر الياسمينة التي تدرك جيدًا أن قلبي رهيف ولا أتحمل .
ضحك عاصم ليهمس : اللهم آمين قبل أن يتبع بمشاكسة – ثم أنت ماكر يا دكتور عمار ، هادنتها بتسمية بكريتك على اسمها ثم أتيت بسمية خالتك لتكسب رضاهما الاثنتان .
فيجيبه عمار بمشاكسة : وهل هناك أغلى من رضا الأم يا عاصم باشا .
تعالت ضحكات عاصم الذي تحدث من بينهم وهو يراقب اقتراب أدهم منهما : بالطبع لا .
صمت قليلاً ليسأل عمار بجدية : هل تحدثت معه ؟!
التقط عمار قصد عاصم ليهز رأسه نافيًا : لا ، كلما هاتفته أو حاولت رؤيته يتهرب مني كالزئبق ، وبأخر مرة سببته بصراحة فراوغ كعادته وصالحني بطريقته لينهي الحديث بعدما وعدني أنه سياتي لي إذا احتاج شيئًا .
رمقه عاصم باهتمام وهو يتحدث مع مازن الذي يلتفت من حوله وكأنه يبحث عن أحدهم : أدهم ليس سعيدًا يا عمار .
تمتم عمار : ولا مرتاحًا يا عاصم ، ولا أفهم للآن ما السبب ،
تحدث عاصم بجدية : منذ زواجه وهو متبدل بشكل غريب ، متباعد ومنطوي حتى أحمد يشتكي منه أنه لا يزور أميرة التي اشتكته لي بدورها ، وأنا للآن أهادنه حتى لا أصطدم به .
اعتدل عمار بجسده ليغمغم : إياك أن تفعل يا عاصم ، أدهم لن يأتي بالاصطدام والشجار ، بل هو سينتهزها فرصة ليبتعد أكثر ، لذا عمك بنفسه يهادنه رغم ضيقه منه ، أدهم يحتاج الآن لتصادقه ولن تحصل منه على أي شيء لن يرغب في الحديث عنه ، أتبع عمار وهو يشير نحو مازن – انظر له وهويقف مع مازن ، رغم أن مازن يعتبر أقربنا إليه وسره مع أدهم وروح أدهم معلقه به ، ولكن هو متباعد بحركة جسده ، مازن سلس ويتحدث بانطلاق ولا يفكر في الحديث بل يثرثر على مسامع أدهم بعفوية وبساطة ، أما أدهم يشد جسده بصلابة ويضيق عيناه ورغم أنه ينصت لمازن جيدًا بكل جوارحه إلا أنه يبحث عن شيء يشغل عقله المتقد بتفكير يخفيه عن مازن الذي يشعر به ولكنه لا يسأله لأنه يدرك جيدًا أن أدهم لن يجيب .
التفت عاصم لعمار يتطلع له بذهول امتزج بفخر ليغمغم بتفكه : أثمرت فلوس بابا في تعليمك يا عمار بك .
قهقه عمار ضاحكًا ليغمز بعينه في شقاوة : أعجبك ، ضحك عاصم ليهز رأسه بتفكير وهو يتطلع لابني عمه ثانيةً قبل أن يبحث بعينيه عمن يبحث عنه أدهم الذي رفع رأسه باعتداد لا يحتاجه ولكن على ما يبدو موجه للأخر الذي شد جسده بكبر وكأنه يتحدى أدهم فيغمغم عاصم بعدم فهم : زين؟!
ضيق عمار عيناه ليسأل بجدية : ما باله مازن ؟!
صمت عاصم وهو يرمق زين الذي لم يتحرك من مكانه وكأنه يقف متحديًا أدهم الذي ابتسم باستهانة تعمدها ليسأل عمار سريعًا : هل هناك ما يحدث بين أدهم وزين يا عمار ؟!
غمغم عمار وهو يرمق ما يحدث أمامه باهتمام : لا أعلم ، ألم يكونا صديقين؟!
مط عاصم شفتيه : أعتقد هذا ، أتبع سريعًا وهو يلتقط تحرك أدهم – انهض يا عمار وآتي بابن عمك فتحركه يقلقني .
قفز عمار واقفًا بالفعل يخطو نحو أدهم ومازن بعدما نادى أدهم بصوت عالي لينتبه إليه أدهم ويستدير إليه مازن مرحبًا فيقف يثرثر معهما وهو يقبض على مرفق أدهم ويعاتبه بمرح واضح وصريح للعيان لينهض عاصم بدوره وهو يبحث بعينيه عن نبيل المختفي منذ آخر حديث لهما.
***
سأل عمار بوضوح : أين زوجتك يا أدهم باشا ؟!
تمتم أدهم من بين أسنانه : ستصل مع عمك بعد قليل .
عبس عمار بتفكير : ولماذا لم تأتي معك ؟!
مط شفتيه ليغمغم : لم ترغب أن تأتي مبكرًا ، وآثرت أن تأتي برفقة بابي .
غمغم مازن بعفوية صادقة : مريم تعشق عمي .
ليضحك أدهم بخفة ويهمس ساخرًا : ومن لا يعشقة يا مازن بك .
تبادل عمار مع مازن النظرات ليهتف مازن بمرح : سأذهب لأستقبل ناجية فهاك هي وراجي وجدتها وصلوا .
تمتم عمار : سنأتي لنرحب بها بعدك يا مازن .
أومأ مازن برأسه ليخطو سريعًا نحو من وصلت للتو ليرمق عمار أدهم من بين رموشه ليسأله مباشرةً : ألن تقص لي ما يحدث معك يا أدهم باشا ؟!
غمغم أدهم وهو يشيح بعينيه بعيدًا : لا أفهم لماذا أنت مصر أن هناك ما يحدث معي ؟!
ابتسم عمار ليلكزه بخفه في كتفه : لأن عبوسك واضح للعيان يا صغير .
زفر أدهم بقوة ليجيب : لا يحدث معي شيء يا عمار ، هم عمار بالحديث ليتبع أدهم بجدية – حينما أشعر بحاجتي للحديث سآتي لك يا عمار .
نفخ عمار بقوة ليكمل أدهم وهو يلتقط وصول والده ومعه عائلة زوجته كلها على ما يبدو : واسمح لي سأذهب لاستكمل زوجتي وعائلتها وأجلس معهم .
رمقه عمار من بين رموشه ليهز رأسه متفهمًا وهو يراقب حركته نحو من وصولوا بالفعل بتفكير عميق أخرجه منه رنين هاتفه ليبتسم بلطف ويهتف وهو يتلقى اتصالها : أين أنتِ يا حبيبتي ؟! ليتابع ضاحكًا – أخبري الفنان أنكم تأخرتم فعلي باشا بدأ الفرح وها هو يراقص عروسه أيضًا ،
استمع إليها ليغمغم بخفة : هيا تعالي لترافقيني بدلاً من وجودي وحيدًا فكلاً معه وليفته وأنا بمفردي يا مهرتي .
تعالت ضحكاته ليغمغم إليها : سأتأدب إلى أن نعود للمنزل ، أعدكِ .
صمت قليلاً ليغمغم إليها : أغلقي يا موني ، فوالدك وصل وأنا سأذهب لأرحب به وبخالك وإيني ، إلى أن يظهر مالك الذي اختفى لا أعلم أين ، تمتم منهيًا الحديث – سلام يا حبيبتي .
***

يجلس بجوارها بعدما رحب براجي وجدتها التي جاورت لمياء جلوسًا بعدما أصرت الأخيرة عليهم أن يشاركوهم الطاولة فانضمت جنى إليهم وخاصةً مع مجاورتها لفتيات من الصباح وهي التي قامت بدور الأخت الكبرى للعريس وباتفاق مسبق بينها وبين أميرة أن تجاورا العروس التي لا أخوات لها وتكونا برفقة ملك أيضًا الشقيقة الوحيدة للعريس .
فيسأل جنى بمشاكسة : أين الجنية الصغيرة يا جانو ؟!
ابتسمت جنى لتجيبه : مع عادل بالطبع منذ أن عاد وهي تبيت ببيت الخيال مجاورة له وهو أكثر من مرحب ومتمسك بها ويخبرني في كل مرة أن أدعها وخاصةً وهو لم يعد للعمل للآن .
اتسعت ابتسامة مازن ليغمغم بشقاوة : بل يأخذ كفايته منها لأنه يعلم بأنه سينشغل عنها فيما بعد لأجل زفافه .
فتجيبه جنى بجفة : العقبى لك .
فيجيب بمرح مشاكس : يارب .
كتمت ناجية ضحكتها ووجهها يتورد ليحدثه راجي بجدية : بمناسبة العمل، هل ستعتذر عن الرحلة القادمة أيضًا ؟!
رمق ناجية بطرف عينه ليجيب : هل ناجية اعتذرت عن السفر ؟!
رمقه راجي من بين رموشه ليجيب نافيًا فيتابع مازن ببساطة – إذًا كيف سأفعل يا دكتور راجي ؟! حتى إن لم يكن لي فائدة في الرحلة بالطبع لن أترك ناجية بمفردها .
اعتدل راجي بجسده ليقترب من مازن مغمغمًا بمزاح : وناجية كيف كانت تسافر قبلك يا مازن بك .
فيجيبه مازن بخفة : ما قبلي انتهى يا دكتور راجي ، الآن أنا هنا وسأظل بإذن الله ، ابتسم راجي ليكمل مازن – أعتقد أنك أنت من صممت على وجود سيادة السفير يا راجي .
فيغمغم راجي ببساطة : أنا أمنح ابنتي وقتًا للتفكير .
رفع مازن حاجباه ليرمق ناجية التي ترمق عمها بعتاب : حقًا ، تحتاج نوجا للتفكير .
فنهضت ناجية بخفة لتهمهم : نوجا تشعر بالعطش ، بعد إذنكما .
ابتسم مازن لينهض بدوره هاتفًا : انتظري سآتي معكِ ، ليتبع بمشاغبة – حتى لا تضلين الطريق .
تبادلت النظرات مع عمها المبتسم قبيل أن تجيب مازن بخفة : لا تقلق علي.
احتضن كفها وشبك أصابعه بأصابعها ليجيب بصدق : بل سأفعل ، رغمًا عني أفعل .
ابتعدا بخطواتهما ليلتقط كأسين عصير فيناولها أحدهما ليحتسياه وهما يتبادلان الحديث وهما ينظران لعلي ومي المنغمسان ببعضهما في رقصة هادئة ليغمغم وصوته يختنق بعاطفة قوية : تعالي وارقصي معي .
هزت رأسها نافية وعيناها تومض بشقاوة : لا ، عبس باستنكار فأكملت - راجي سيغضب مني .
عبس بضيق ليغمغم : لماذا إن شاء الله ؟!
همست بخفوت : أنه يغار .
رفع حاجبه بتعجب ليسألها بجدية : يغار، مني ؟!! ابتسمت برقة فأتبع بدهشة - لماذا ؟!
ضحكت برقة وهمست إليه : لأنك سرقتني منه .
ابتسم باتساع فظهرت غمازتيه ليجيبها بشقاوة : هل فعلت ؟!
تمتمت بمكر : هذا ما يتخيله راجي
اقترب منها بجسده في حركة شقيه فتوردت بعفوية أمام عينيه ليهمس بمكر وعيناه تلتهمانها : حقًا راجي يتخيل ؟!
رفت بعينيها لترفعهما له وتهمس : ماذا تظن ؟!
اختنق حلقه وهو ينظر لمقلتيها البنيتين ببؤبؤ هما الأسود اللامع ليهمس بخفوت شديد : أرى أن نرقص سويًا يا نوجا .
لم يمهلها حرية الرفض وهو يلتقط كأسها ليضع الكاسين على أقرب صينية يدور بها أحد الندل ثم يقبض على كفها في لطف ويسحبها معه نحو الدائرة الصغيرة التي وقف بها علي ومي يرقصان بالفعل على نغمات الأغنية الأجنبية الهادئة والتي انتهت حينما وصلا لتكتم ناجية ضحكتها وتهمس : من الواضح أن رفض راجي يأتي بثماره .
رمقها بنزق لتدوي موسيقى لأغنية أخرى ذات نغمات أجنبية سريعة لحدٍ ما فيهمهم إليها وهو يجذبها خلفه : هذه أفضل ،
رفعت حاجبيها وهمست : أنا أحب هذه الأغنية .
فيشاكسها وهو يجعد أنفه هامسًا : لأنها تليق بك يا سنيوريتا.
***
غمغمت بنزق في الهاتف : أين أنت يا عادل ؟!
فيجيبها صوته الضاحك بمرح : أنا وصلت منذ مدة ولكن الزفاف مزدحم كثيرًا يا ملك ولا أستطع الوصول إليكِ وخاصة أنكِ لم تجيبِ اتصالي .
نظرت إلى هاتفها فتغمغم بضيق بعدما وجدته هاتفها أكثر من مرة بالفعل : المعذرة لم أستمع إليه ، هاك أنا اقترب من طاولة عائلتك وأنت ليس متواجدًا عليها .
فيغمغم بمرح وهو يتمايل بابنة أخيه المتعلقة برقبته : لأني أراقص جيني بعيدًا عنهم قليلاً .
أدارت عيناها تبحث عنه لترمقه من بين رموشها يحمل ابنة أخيه المتعلقة به منذ أن عاد من سفره ، فيدللها ويهتم بها كعادته وها هو يراقصها أيضًا بدل عنها لتهمس إليه من بين أسنانها عندما وقفت أمامه : أراك سعيد مع الجنية الصغيرة .
استدار إليها ببسمة واسعة مجيبًا بابتسامة واسعة يرمقها بنظره سريعة ثم يمد كفه مصافحًا : مبارك زفاف شقيقك يا موكا ، ابتسمت وأجابته بلباقة فأكمل – طبيعي أن أكون سعيدًا مع جيني ، أتبع وهو يحتضن ابنة أخيه بقوة يستنشقها بحب - لقد اشتقت إليها كثيرًا ،
فتجيبه جنة برقة وهي تلف ساعديها حول عنقه : وأنا اشتقت إليك كثيرًا كثيرًا يا دوله.
ألقتها بميوعة أثارت ضيق ملك وخاصة مع تلك القبلة التي طبعتها الصغيرة على خد عادل فيبادلها تقبيلاً وهو يمرغ انفه بعنقها مهمهمًا : حبيبة دوله أنتِ وروح قلبه .
ابتسمت ملك من بين أسنانها لتغمغم بمرح مفتعل : حسنًا سأذهب لخالي أنا الأخرى ليدللني .
استدار عادل سريعًا ليقبض على ساعدها مستوقفًا بغمغمة سريعة مرحة : لا إياكِ أن تفعلي لو اقتربت من سعادته لن أراك ثانيةً فهو يعمل كحائط صد أكثر من جيد.
ضحكت ملك بخفة لتسأل بمرح : لماذا ظننت أني أتحدث عن سعادته لدي ثلاثة أخوال .
فيغمغم بشقاوة : اثنين منهما يعتبراني ابنهما فلن يثيران ضيقي أبدًا ، دكتور أحمد أنا ابنه الروحي ، وديدو حبيبي لن يشاكسني بكِ أبدًا وهو يدرك حجم غيرتي ، صمت لوهلة قبل أن يتابع من بين أسنانه – أما سعادته فهو إنسان فريد من نوعه ، يكايدني متعمدًا ويثير غيرتي قاصدًا ويرمقني بنظرته الماكرة باستفزاز وهو يعلم أني لن أقوى على الرد عليه لأني أقدره مهما فعل معي .
اقتربت بخفة وعيناها تومض بمكر لتتعمد استفزازه : لأنك تقدره أم لا تقوى على تحديه يا دكتور .
كح بخفة ليحني عنقه يتطلع لصفاء زرقاويتيها هامسًا بخفوت : عادل الخيال يقوى على كل شيء وأي شيء يا أرنبة ، ولكني أدرك جيدًا مقام الناس وأضع اعتبارات كثيرة أهمها أني أقدر سعادته بالفعل وهو الآخر يفعل .
ابتسمت لتغمغم بصدق : هو يفعل لا أنكر ، هو يقدرك كثيرًا ومعجب بك أيضًا ، لا أفهم لماذا فهو لم يخبرني ولكن ما شعرته أن مشاكسته لك نابعة عن حب وتقدير ، رغم أنه يقدر أسعد كثيرًا ولكنه لا يشاكسه مثلما يفعل معك .
ضحك بخفة ليغمغم : لأن أسعد ببساطة لا يضحك .
ضحكت لتجيبه : بل يفعل ، ولكن لجنى فقط .
تعالت ضحكاته ليجذبها من كفها بذراعه الخالي من ابنة أخيه الذي يحملها على ذراعه الآخر ليغمغم إليها بصوت أبح : أعتذر أن كنت أهملتكِ الأيام الماضية لأجل أن أعتني بجيني، لوت شفتيها فأتبع بضجر – أنتِ الأخرى كنتِ منشغلة بزفاف علي يا ملك فلا تتذمري .
ابتسمت فهمس بصوت خفيض وهو يبعد جنة عن مدارهما : سأتركها لأسعد وأعود إليكِ .
تمتمت برقة وهي تمأ بالموافقة : سأنتظر خاصةً وأنك لم تخبرني للآن لماذا عدت باكرًا دون سابق إنذار ؟!!
رف بعينيه ليبتسم بوجهها هامسًا : لأني اشتقت إليكِ يا موكا .
رفعت حاجبها بعدم تصديق لتغمغم بنبرة مميزة : يا عادل .
تشكلت ملامحه بضحكة مشاكسة وهو يشيح بعينيه بعيدًا ليهمس بخفوت : انتظري سأعود إليكِ .
ابتسمت بتفهم وهي تراقبه بعينيها في قلق راودها لتهمس بداخلها في خوف " عادل قلق " اتسعت عيناها بإدراك فتغمغم دون وعي: ما الأمر الذي يقلقه؟! لتتبع وهي تشعر بخوف حقيقي يتملكها - ما الذي يقوى على إخافة عادل ؟!!
تمتمت بعفوية : استر يا الله .
***

يقف جانبًا يستعد للغناء وهو الذي سيفتتح حفل زفاف علي بشدوه بناء على رغبته بعدما اعتذر لعلي عن كونه سيغادر بعد الغناء على الفور فلديه عمل هام لم يقوى على الاعتذار عنه فتقبل علي اعتذاره على مضض وقام بتنسيق الأمر مع منسقة الزفاف ليفتتح هو الزفاف النهاري بصوته ، سحب نفسًا عميقًا وهو يُهدأ من خفقاته التي تقفز بقوة ، يشعر بتوتر يجتاحه من مجرد التفكير أنها متواجدة بنفس المكان المتواجد به .. قريبه منه .. وأنه إذا بحث عنها بعينيه سيجدها ويراها ، اختنق حلقه وعقله يهدر بزئير غاضب " أفق يا زين إنها تحضر برفقة زوجها ، زوجها الذي قام بتهديدك صراحةً حينما وقعت عيناه عليك ، يهددك وهي لم تكن وصلت فماذا سيفعل بك إذا رمقتها دون قصد ؟! "
تمتم زين بنقمة : فليذهب إلى الجحيم هو وتهديده .
لتصيح روحه بصراع يطحنه بين فكيه : أنت لست ذاك الرجل يا زين ، أنت لست الرجل الذي يتطلع لما ليس له .
فيئن قلبه بحزن : بل هي لي وهو من اختطفها مني .
فيزأر عقله بهدير قوي هذه المرة مخرسًا الجميع : بل هي فضلته عليك .
فيعاند قلبه : أرغمها هي من أخبرتني بذلك ، ليسكت صوت عقله وقلبه يتبع بثقة – نعلم جيدًا من هو وماذا يفعل حينما يريد شيئًا .
فتعاود روحه الصياح : لا يا زين أنت مخطئ هو لم يفعل .
فيعاند قلبه بإصرار : بل فعل وهي من حقي ، هو لا يستحقها ،
فتصارع روحه : حتى إن كان سيئًا أنت لا تنحدر لفعل لا يليق بك ، أنت زين الألفي لا يتطلع لإمرأه رجل آخر .
فيهدر قلبه بألم : أريد أن اطمئن عليها ، فقط نظرة واحدة لن تضر .
أسكت كل حواسه وهو يغمض عيناه مهمهمًا بإقرار : فقط نطمئن أنها بخير وإذ كانت لن نفكر بها ثانيةً .
انتبه على صوت مساعد منسقة الزفاف يناديه : هيا يا زين بك .
أومأ ب برأسه ليزفر أنفاسه كاملة ليخطو خلف الرجل الذي تقدمه وموسيقى أغنيته الجديدة يصدح عاليًا فيشدو بصوته وهو يبتسم بسعادة شكلت ملامحه وهو يخطو نحو حلقة الرقص فيتهلل الشباب بوجوده ليومئ لعلي ويبارك لمي بعينيه قبيل أن يغني بصوته الأبح ونبراته الفرحة تعلن عن شعوره القوي بتوحده مع موسيقاه :
ده حتة من الخيال
قلبي قال ده آية في الجمال
ولا داب و لا مال ولا قال
و تعبني و سابني بسأل مليون سؤال
مشافتش زيه عين من سنين
و ده أصلاً جاي منين ودة إيه و ده مين
و لفين هايخدني يا قلبي
ده أنا حالي والله حال
***
اعتدل أدهم بجلسته المجاورة لأبيه وعيناه تلمع بغضب انتبه له وائل ليلكزه وائل بطريقة مخفاة حتى لا ينتبه المجاورين لهم به فيلتفت أدهم برأسه لأبيه الذي سأله بجدية : ما بالك ؟!
غمغم باختناق وهو يرمق زين بنظرات صقرية ليتأكد من كونه لا يشدو لها رغم أن كلمات الاغنية صريحة لا تحتاج لتفكير : لا شيء .
رمقه وائل بعينيه دون فهم لتهتف فاطمة التي تتمايل برأسها على الأغنية : أدهم اصحب مريم واذهبا لتشركا العريسين الرقص كما يفعل مازن وناجية يا حبيبي .
التفت هو وأبوه يرمقانها بغضب ليطبق أدهم فكيه مؤثرًا الصمت لتهمهم مريم بسرعة : لا يا تامي ، أنا لا أريد الرقص .
تطلع وائل لولده بعدم فهم وهو يشعر بجسده المتخشب بغضب يسري بعروقه لينتبه على صوت فاطمة التي تثرثر لمريم بحنو : لماذا يا حبيبتي ؟! أنتما لا زلتما صغيران متى سترقصان إن لم يكن الآن .
ابتسمت مريم لتهمس بخفوت : فقط أشعر أني لست بخير .
برقت عينا فاطمة بحماس لتسألها دلال هذه المرة باهتمام : ما بالكِ يا حبيبتي ؟!
لتسأل فاطمة بوضوح كعادتها : هل أنتِ حامل يا مريم ؟!
اعتدل وائل بجلسته بترقب لإجابة مريم التي قاطعتها ضحكة ولده القوية التي صدحت مجلجلة فالتفت لأدهم هادرًا : علام تضحك يا ولد ؟!
أشاح أدهم براسه بعيدًا وهو يشير بلا شيء لتغمغم مريم باختناق وهي تخفض رأسها بحرج : لا يا تامي ، أنا فقط أشعر بالتوعك ليس أكثر .
رمقتها فاطمة بتعجب وهي تنظر لابنها ذو الابتسامة الساخرة لتلوي دلال شفتيها بإحباط قبيل أن تربت على كف ابنتها : سيرزقكما الله قريب
فيجيب هو بضحكة خافتة : بالطبع يا خالتي ، ليتبع وهو يرمقها بطرف عينه – أليس كذلك يا عزيزتي ؟!
امتقع وجهها فيتطلع لهما وائل بدهشة لتكح بخفة وتنهض واقفة مهمهمه بخفوت : بعد إذنكم .
هدر بحدة : إلى أين إن شاء الله ؟!
صاح وائل بغضب : ما بالك يا ادهم ؟! تحدث باعتدال يا ولد .
صاح أدهم بدوره : لم أفعل شيئًا لتصيح بوجهي يا بابا ، أنا أسأل الهانم الى أين ستذهب بمفردها .
رفع عيناه لمريم بتوعد فأجابته سريعًا : سأذهب لدورة المياه ، وإذا أردت تعال معي .
نقل وائل نظراته بينهما ليغمغم بتروي : الأمر لا يستحق يا ابنتي ، اذهبي ..
قاطعه أدهم بثورة : بابا من فضلك ، صمت وائل وهولا يدرك حقًا ما الجنون الذي يحدث بينهما ليكمل أدهم وهو ينتفض واقفًا - نعم سآتي معكِ ، تفضلي .
أخفضت رأسها بحرج لتخطو بالفعل أمامه ليسير معها لينظر وائل بأثرهما في صدمة لتسأله فاطمة بعينيها عما يحدث فيشير إليها بعدم معرفة ثم يغمغم بخفة وهو يلتقط وجه دلال الشاحب : لا تؤاخذيه يا هانم ، فقط أدهم غيور كثيرًا ومريم تستحق أن يغار عليها .
تمتمت دلال بحرج وهو تنظر من حولها تحمد الله أن تيم ووالدتها ليسا مرافقين لهم : بالطبع أعلم يا باشا ، رزقهما السعادة .
غمغم وائل مؤمنًا وهو ينظر ثانيةً بأثر ولده في تفكير خيم عليه وهو يشعر بأن عليه أن يجبر أدهم على الحديث فتصرف أدهم غير طبيعي بل وغريب على شخصه فلأول مرة بعمره كله يشعر أن ابنه فاقد للثقة !!
***

غمغمت بضيق : الأمر لم يكن يستحق أن تفعل ما فعلته يا أدهم .
هدر بغضب : اصمتي من الأفضل لكِ .
برمت شفتيها بضيق : لم أفعل شيئًا لكل هذا يا أدهم .
زعق بخشونة وهو يقبض على مرفقها بقوة : أخبرتك أن تصمتِ من الأفضل لكِ يا مريم ، ألا تفهمين ؟!
زمت شفتيها ليتبع بفحيح غاضب – وإذ لا تدرك ما فعلتهِ حقًا أخبرك أنا يا هانم عما فعلته وأفقدني ثقتي بكِ وأحرق كل فرصة لنا سويًا .
دفعها بلطف ليوقف خطواتها جانبًا بعيدًا عن الجميع هادرًا بفحيح غاضب : أنتِ لم تحترمي كونكِ على ذمتي .. كونكِ خاصتي .. وكونكِ زوجتي ، وفتحتِ باب لأخر تدركين أنه يحبك يا مريم .
رفت بعينيها لتشيح برأسها بعيدًا وتؤثر الصمت فيكمل بهدوء : ورغم ما فعلته أنا لم أحاسبك يا مريم ، رجل آخر كان سيفعل الكثير كردة فعل لما اقترفته يا مريم .
ابتسمت هازئة لتجيبه : نعم ولكنك انتقمت بطريقتك المثلى فأتيت وأخبرتني انك ستتزوج من أخرى .
رمقها مليًا : نعم سأفعل ، لأني بعد تفكير توصلت أننا لن نستمر سويًا ، وهاك أنا أكرر لكِ إذا أردتِ سأطلقك .
اهتز جسدها بعصبية لتغمغم : اتفقنا على كل شيء يا أدهم أم أنك تتراجع الآن ؟!
مط شفتيه ليهز رأسه نافيًا : لا لم أتراجع ولكني أحذرك يا مريم إياكِ أن تتجاوزي حدود أنتِ من وضعتها بيننا ، أو تفكري يومًا أنك ستقوين على لي ذراعي ، فأنا إذا وصل الأمر سأكسر ذراعي وأجبره إلا يجبرني أحدًا على شيء لا أريده .
ازدردت لعابها ببطء ليرمقها بتساؤل أجابته بهزة طائعة من رأسها ليشير لها بلباقة : جيد ، أكثر من جيد أيضًا ، هيا بنا .
تحركت بجواره وهي تشعر بخنقتها تزداد لتلتقط في غفلة منه نظرات الآخر التي ترمقها باهتمام مزح بحبه الذي لم ينمحي لها فتخفض نظرها سريعًا وهي تشعر بالرهبة أن يلتقط أدهم نظرته فيهدم العالم فوق رأسها .
***
بعد منتصف الزفاف ...
اقترب منها ليبتسم بلطف وود يسري بينها منحها كأس العصير ليسأل بجدية : ما بالكِ يا إيني ؟!
ابتسمت بوجهه لتجيب بتعجب : ما بالي ، هاك أنا بخير .
رمقها مالك مليًا ليصدح صوت حاتم الذي اقترب منهما : أنها مشغولة بسفرها لأسيا يا مالك .
ابتسم مالك ليغمغم : اشتقت إليها كثيرًا ، أبلغيها سلامي .
أومأت برأسها ليغمغم حاتم بمرح : وأنا الآخر وقبلاتي أنا أيضًا .
ضحكت إيني وأومأت بالإيجاب ليغمغم حاتم وعيناه تومض ببريق حماسي دب بأوردته : لماذا لم يغني نادر للآن ؟!
تمتم مالك : أعتقد ينتظر ظهور علي ومي .
ابتسم حاتم بمشاكسة : وأه من مي يا مالك ، الفتاة صاروخ ، لماذا لا نستعين بها في الدعاية لا أفهم .
رمقه مالك بعتاب فهمهمت إيناس : توقف يا حاتم ، تعلم أن علي غيور إياك أن تتحدث هكذا أمامه .
عبس حاتم باستنكار : بالطبع لن أفعل ، ولكن بالفعل الفتاة موهوبة وأنا رأيت لها أكثر من مقطع مصور فتعجبت أنها لا تعمل لصالح المؤسسة ، كيف أغفل سليم عنها ؟!
هز مالك كتفيه : لا أعلم ، ولكن كما يبدو أنها لم تتواصل معه .
تمتم حاتم بتفكير : هاك سليم سأساله ،
هتف مناديًا سليم بصوت عال فأقبل سليم عليهم يبتسم لهم ينظر لحاتم بتساؤل فيعيد عليه حاتم حديثه ليجيب سليم بعد تفكير : الحقيقة أن علي لم يتحدث معي إطلاقًا وهي لم ترسل أى شيء رغم أننا نشرنا إعلانين مؤخرًا .
تمتم حاتم بإحباط : خسارة ، كانت ستكون أكثر من مناسبة في الفيلم الذي تعده لأجل نادر .
زم سليم شفتيه بتفكير ليجيب : لم أنتقي إحداهن للآن ، ليتبع بعدما غمز لحاتم – انتظر أن ينتهيا من شهر العسل وسأتحدث إليها لأفهم هل تريد المشاركة أم أن علي لا يحبذ أن تستمر بعملها فأنسحب دون أن أعرض عليها العمل .
هز حاتم رأسه بتفهم ليكح بخفة وهو يجذب سليم قريبًا منه يسأله بخفة : هل تعرف تلك الفتاة يا سليم ؟!
التفت سليم من حوله ليسأل سليم بتعجب : أية فتاة ؟!
غمغم حاتم بضيق : لا تنظر من حولك هكذا فتلفت انتباهها أننا نتحدث عنها .
ارتفعا حاجبي سليم بدهشة ليضحك مالك رغمًا عنه بينما تأففت إيناس بضيق : ماذا تفعل يا حاتم وعلام تسأل أنت ؟! اعتدل بدلاً أن أخبر سارة عنك .
تمتم حاتم باستياء : وهل فعلت شيئًا الآن ؟!
رمقته إيناس بغضب لتغمغم وهي تبتعد عنهم : أنا مخطئة أني أقف معك .
ابتعدت بالفعل ليغمغم حاتم بضيق : عمتك هذه لن تتخلى عن طبعها هذا.
فيجيب سليم بخفة : ولماذا تفعل ، الطبع لا يندثر يا زوج عمتي .
زفر حاتم بيأس : حسنًا يا حبيب عمتك ، شكرًا لك استغنيت عن خدماتك .
ضحك سليم ليومئ برأسه متفهمًا : حسنًا وإجابة لسؤالك ، لا أنا لا أعرفها .
لوى حاتم شفتيه ليحدثه مالك بعدما ابتعد سليم : ماذا تفعل يا حاتم ؟!
نفخ حاتم بقوة : لا أفعل شيئًا ، أنا أنظر من حولي فقط .
رمقه مالك بعتاب فيشيح حاتم بعينيه بعيدًا فيهز مالك رأسه بيأس قبل أن يحذره بجدية : فكر جيدًا يا حاتم قبل ان تقم بأي تصرف يخسرك الكثير ، وإياك أن تفسد زفاف ولدي فلن أنساها لك أبدًا .
تمتم حاتم بضيق : لا تقلق يا أبا العريس ، لن أفسد شيئًا .
***
جاور ابن عمته ليغمغم وهو يبحث بكثب عن حسام بعينيه ليسأل عادل بجدية : أرأيت حسام يا عادل ؟!
عبس عادل بتعجب ليجيبه : نعم كان مع خطيبته منذ قليل وأعتقد أنه كان يتشاجر معها أو يتحدث لا أفهم بالضبط فقد كان عابسًا كالمعتاد .
تمتم سليم من بين فكيه : هو عابس وأبوه يغازل فتاة تصغر آسيا سنًا .
استدار عادل بصدمة تشكلت بعينيه ليشير إليه سليم نحو الفتاة التي تضاحك حاتم بخفة ومن الواضح أنها الأخرى تشاغله فيهمهم عادل : لا أصدق حقًا ، كتم سليم ضحكته ليصدر عادل صوتًا معترضًا قبيل أن يهمهم بمكر - الفتاة من تشاغله يا سليم ، زوج عمتك رجل محترم والفتيات من تترمى عليه كالعادة .
قهقه سليم ليكمل عادل بمزاح : لنا الله والله .
تعالت ضحكات سليم أكثر ليرمقه عادل بطرف عينه قبيل أن يستدير إليه يتطلع إليه ويهمس بمشاكسة : أرى أنك بخير ، وتحررت من القيد ، فلا ترتدي خاتمك ولم تصحب الهانم معك .
ابتسم سليم بمكر ليجيب عادل : الهانم متعبة جراء فقدانها للطفل يا دكتور ، أشفقت عليها أن تحضر حفل الزفاف من أوله فأرسلت لها ان تأتي على راحتها فأنا كنت مرافقًا لعلي منذ الصباح .
تشكل ثغر عادل بابتسامة ماكرة ليجيبه بخفة : فيك الخير يا ابن خالي ، هكذا يكونون الرجال .
سيطر سليم على ضحكته ليكمل عادل بيقين : ولكن ليس هذا ما يفرحك يا سولي ، عبس سليم بتساؤل فتابع عادل بجدية وهو يربت على صدره الأيسر – هناك شيء ما يسري هنا .
أسبل سليم جفنيه ليمازحه متعمدًا : وأنت طبيب عقول أم قلوب ؟!
فيجيبه عادل بمشاكسة : بل طبيب روحاني يا مريب .
تعالت ضحكاتهما سويًا ليهتف سليم بخفة : حسنًا يا مخيف ، اهتم بشؤنك .
عبس عادل ليردد باستنكار : مخيف ؟! أنا ؟!
ضحك سليم بخفة : اسأل نفسك ماذا تفعل لكي يدعونك الناس بها ؟!
تمتم عادل بتفكير : أنا لست مخيفًا ، بل أنا رائع .
أشار سليم لملك التي تقترب منهما : هاك ملك اسألها .
استدار عادل ليسأل ملك بسرعة : هل أنا مخيف حقًا يا ملك ؟!
ارتفعا حاجبي ملك بتعجب لتجيب بمكر وهي تلتقط نظرات سليم المتسلية : بالنسبة لي لا على الإطلاق .
التفت عادل لسليم : أرأيت ، أنا لست مخيفًا .
ليسألها سليم : وبالنسبة لمن لا يعرفه يا ملك .
هزت رأسها بتفكير : لو من الفتيات أنه لشيء جيد أن تراك الفتيات مخيفًا يا دكتور ، هل لديك اعتراض ؟!
تمتم عادل سريعًا وهو يجذبها نحوه بمشاكسة : وهل أجرؤ ؟!
تمتمت بسيطرة مفتعلة : ظننت أن لديك اعتراض أو شيء من هذا القبيل.
هز رأسه نافيًا : أبدًا يا موكا .
كح سليم بخفة ليسأل بجدية : أين علي يا ملك ؟!
تمتمت سريعًا : يبدلان ملابسهما ، فبقية الزفاف سيكون غير رسمي .
تمتم عادل بعدم فهم : كيف غير رسمي ؟!
تمتمت ملك بحماس : صدقًا أعجبتني الفكرة ، ستبدل فستانها لفستان عروس ولكن غير منفوش وأعتقد أنها سترتديه قصيرًا ومفتوحًا قليلاً ،
تمتم عادل بتعجب : مفتوحًا أكثر من الماضي .
تمتمت ملك باستياء : لم يكن مفتوحًا كثيرًا .
تطلعا إليها عادل وسليم سويًا بصدمة لتكمل – ما علينا ، وعلي سيبدل سترته الرسمية لسترة غير رسميه أعتقد لونها أزرق سماوي وقميص وبنطلون أبيضين .
أومأ عادل رأسه بتفهم ليغمغم سليم : لماذا لم يقيمان الزفاف على البحر ؟!
زفرت ملك بقوة لتجيب بنزق : ماما رفضت .
تمتم عادل بتفكير : هل تريدين زفافك على البحر يا موكا ؟!
هزت رأسها نافية : لا طبعًا ، البحر تزداد به الرطوبة وأنا أعاني مع الرطوبة ، أتبعت وهي تغمض عيناها - أنا أريد زفاف فخم وتقليدي ليلاً وينتهي فجرًا .
هدر عادل بصدمة : فجرًا ، من سينتظر للفجر إن شاء الله ؟!
بالكاد استطاع سليم أن يسيطر على ضحكته لتسأل ملك بعفوية : ينتظر ماذا ؟!
ليقهقه سليم ضاحكًا فيهدر عادل بغضب : انصرف يا سليم .
غمغم سليم من بين ضحكاته : كنت سأفعل دون أن تطلب .
ابتعد سليم بالفعل لتهمس ملك بعدم فهم : ماذا حدث أنا لا أفهم شيئًا ؟!!
تنفس عادل بقوة : لا شيء ، لم يحدث شيء ، سأقيم لكِ زفافًا كما تريدين ولكن سينتهي عند منتصف الليل .
لوت عنقها بطريقتها الطفولية لتسأله : لماذا منتصف الليل ؟!
ليشاكسها بملامحه هامسًا : لأني سأقوم بدور الأمير وأنتِ اختاري أي أميرة إذ لا تعجبك سندريلا .
حركت عيناها بتفكير : إذ كنت ستنقذني من البرج المحبوسة بداخله إذًا أنا ريبونزل .
عبس باستياء : ولكني لست يوجين ، أنا أمير ابن الأمير يا موكا .
هزت كتفيها : وأنا ملك ، لا أحب أن اكون أميرة من أميرات الحكايات .
احتضن كفيها ليقربها منه أكثر هامسًا : ماذا تحبين إذًا ؟!
تمتمت على الفور : أن أكون مليكتك أنت يا عادل .
تنهد بقوة ليضغط على كفيها بلطف : ستكونين كل شيء يا موكا ، مليكتي وزوجتي وسيدة حياتي ، لينظر لعمق عينيها ويتبع بهمس خافت – وارنبتي.
ضحكت برقة ليهمس إليها : شقيقك ظهر أخيرًا .
تمتمت بدلال : أريدك أن تراقصني .
أومأ برأسه وهو يشير على عينيه بسبابته ليمد لها مرفقه فتتأبطه وهما يقتربان من ساحة الرقص الذي بزغ بها نادر وهو يشدو بأغنية ذات رتم هادئ نوعًا ما وعيناه تبحث عمن اتفق معها أن تقف بجوار أمير ابن خالته ليترجم لها ما يشدو به كالعادة
يا فرحة في وقتها جاتلي .. يا بكرة اللي مادد لي ايديه
يا احلى حاجة حصلت لي .. يا حب سنين حلمت الاقيه
حبيبتي وانتي حواليا .. بعيش دنيا من الاحلام
مليتي الدنيا حنية .. وشيلتي الخوف من الايام
يا نسمة شوق في ليل محبة .. يا غنوة بتحلى حبة حبة
يا حلم جميل مبيعديش
بشوفك تحضنك عنيا .. يسلم قلبي مش ايديه
وروحي تروح مترجعليش .
نسمة شوق – حماقي
تعلقت مي في رقبة علي الذي يراقصها بتناغم وسعادة تغلفها سويًا ليهمس بجوار أذنها مرددًا مع نادر الغناء فتبتسم برقة وتهمس إليه : أنت تغني يا شيخ علي .
تنهد ليضمها بقوة إلى صدره : لأجلكِ سأفعل أي شيء .
دفعها بلطف لتبتعد قليل قبل أن يجذبها إليه ليتمايلا بخفة ليهمس إليها بخفوت وهما يغرقان سويًا : أحبك يا مي .
تنهدت بقوة لتحتضنه بدورها وتقبل جانب فكه بخفة : وأنا أحبك يا علي .
شاكها بطرف أنفه : ألا نستطيع الرحيل ؟!
ضحكت لتجيبه بدلال : الزفاف لازال بمنتصفه يا علي .
تمتم باعتراض مرح : ولكني مشتاق يا قلب علي .
تمايلت برقة معه لتجيبه بمشاغبة : هانت لم يتبق الكثير .
تمتم بخفة ونادر ينهي الأغنية : الصبر جميل .
ضحكت برقة لينتبها سويًا على رتم الأغنية السريع الذي بدأ في الصدوح لأغنية لنادر كلاهما يعرفانها فيتمايلا بخفة وتناغم ونادر يدعو الجميع ليشاركوهما الرقص ، ليراقصهما هو الآخر وهو يشدو بسعادة شعت من صوته
عارفة أحلى حاجة فيكي إيه .. بتحلي أي شي عينيكي تيجي فيه
قمر ده إيه اللي تتساوي بيه
وتعالى أقولك أحلى حاجة فيكي إيه .. ولا إنت فاهمة قصدي واللي بالي فيه
فيكي اللي ياما أنا حلمت بيه
ليالي يلاه
إن شاء الله أموت في هواك إن شاء الله
ده كثير عليّ الحب ده والله .. هأتمنى أكثر من كده إيه
اشتعلت حلقة الرقص برقص الشباب من الجنسين أصدقاء كُلاً من علي ومي الحاضرين الزفاف لينسحب نادر للخلف وهويقف بطريقة ما تخفيه عن طاولة عائلتها لينتقل إلى ميكرفون صغير علقه بأذنه ليشير إليها أن تنتبه له وهو يتبع شدوه بعدما أشار إليها أن تشعل جهاز الذبذبات وأمير الذي ابتعد من تلقاء نفسه وهو يكتم ضحكاته على ابن خالته الذي فقد عقله فيقف يغني لسهيلة وهو يترجم لها كلمات الأغنية بنفسه ، متناسيًا عائلتها التي تحضر الزفاف بجوارهم
حد بالبراءة دي مفيش .. ولا في الغلاوة دي أنا ما عنديش
أنا كل ليكي ما تكذبيش
عينيكي قلبي عقلي روحي عمري .. دول ليكي مش حردهم من عمري
ولحد اخر يوم في عمري شاريكي
ليالي يلاه
إن شاء الله أموت في هواك إن شاء الله
ده كثير عليّ الحب ده والله
هأتمنى أكثر من كده إيه
احلى حاجة فيكي – حماقي
أنهى غناءه ليهرع إليها بخطوات مرحة سعيدة لينتحي بها جانبًا يسألها عن الأغنية ورأيها فيها وهل شعرت به حينما ترجم لها كلماتها فتتخضب وجنتاها بحمرة خجل لتشير إليه بسرعة أنها ستعود إلى عائلتها ، حاول استبقائها ولكنها لم ترضى وهي تخطو سريعًا بعيدًا عنه ليرمق أثرها بتفكير ليتبع خطواتها بترقب سيطر عليه ليسحب نفسًا عميقًا ويشجع نفسه حينما يلتقط وجود أبيه مرافقًا لخاله جالسان مع جدها وأبو أخواته ليقترب منهم بخطوات رزينة فيرحب به أمير باحتفاء : تعالى يا فنان ، كيف حالك؟!
ابتسم نادر بخفة : بخير يا عماه ، أنا بخير .
عبس بلال بتعجب ليسأله حاتم بجدية : ما الأمر يا نادر ؟!
كح نادر مجليًا حلقه ليتحدث بجدية : لدي طلب وأتمنى أن يلقى قبول عند خالد باشا .
ابتسم حاتم ليعبس بلال بتعجب ليرمقه أمير بتفهم فيشير إليه بعينيه وخالد يترقب ما سيقوله ليهتف بثقة : خالد باشا ، أنا اطلب يد ابنتك .
ارتفعا حاجبي خالد مرددًا بتعجب : ابنتي .
ليغمغم حاتم بولولة سريعة ليرمقه أمير بعتاب وبلال يضحك مرغمًا فيصحح نادر سريعًا : عفوًا حفيدتك ، أعذرني اختلط علي الأمر كنت أريد ان اقول ابنة ابنتك .
تحكم بلال في ضحكته التي كادت أن تجلجل بقوة ليتحدث أمير بجدية : ما رأيك يا خالد ؟ نادر عريس لا يُرفض .
تمتم خالد بلباقة ورفضه يستقر بعمق زرقاويتيه : لست مخولا بالموافقة يا أمير وأنت تدرك هذا جيدًا ، سهيلة لديها والد لابد أن يقول رأيه في أي شيء يخصها .
اعتدل بلال ليحدث خالد برزانة : إذًا انت موافق يا خالد باشا وليس لديك أي تعليق أو رفض من تجاهك على شخص نادر .
ابتسم أمير بتسلية وهو يشير لبلال بعينيه بدعم ليغمغم خالد بجدية : بالطبع لا ، نادر شاب ممتاز .
هتف أمير بجدية : حسنًا على بركة الله ، سنأتي لزيارتكم أخر الأسبوع القادم، لنتقدم لحفيدتك رسميًا .
رمقه خالد بعتاب واستنكار مزج بعينيه ليهتف حاتم سريعًا : سأذهب لأخبر يحيى ، ليتبع وهو يدفع ولده – اذهب لحماتك وأخبرها يا ولد أن خالد باشا وافق على استقبالنا أخر الأسبوع القادم .
تحرك نادر سريعًا وحاتم يسرع هو الآخر نحو طاوله اخية ليردد خالد بدهشة : حماته ، من حماته ؟!!
جلجلت ضحكات بلال الذي شاركه أمير الضحك ليشير لبلال الذي ابتعد عنهما ليهدر خالد بضيق : تورطني يا أمير ،
تعالت ضحكات أمير أكثر ليربت على ركبة خالد مهدئًا : اهدأ يا أبا أحمد واعلم أني لا أفعل أبدًا ، ولكن أنت تدرك أن الولد يريدها ويحبها وهي الأخرى تميل له .
زفر خالد بقوة : نعم أدرك ولكن سهيلة وضعها خاص يا أمير .
أومأ أمير بعينيه : نعلم يا جد سهيلة ، ونادر يدرك جيدًا الأمر وراضي به وقانع أيضًا فلماذا الرفض ؟! برم خالد شفتيه ليكمل أمير – لن تجد من يقدرها مثله ، الفتى تربى على يدين ليلى وأخو لأبنائي ، وأنا أثق به ، ثق أنت به الآخر وادعم موقفه أمام تيم يا خالد .
أومأ خالد متفهمًا ليغمغم أخيرًا : على بركة الله .
ليصافحه أمير بصداقة : سعيد أني أصاهرك رغم أنه ليس ولدي ولكنه أخو أبنائي .
ربت خالد على كفه : وأنا الآخر سعيد بهذه المصاهرة ، يكفي أنه أخ لعادل وأسعد والمهرة يا أمير .
تحدث أمير بثقة : سيراعي سهيلة ويعتني بها يا خالد لا تقلق .
أجاب خالد بصدق : أنا أثق بك يا أمير وأثق بأرائك ، سأدعمه لأجلك ، ولكن تيم من يملك الموافقة .
ضحك أمير ليغمغم : تيم ستقنعه هنا ، أترك أمره لها .
أومأ خالد برأسه : ليفعل الله ما يريد .
***
يقترب بخطوات هادئة برتم بطيء متحدثًا بنبرة سعيدة : اووه عاصم باشا ، اشتقت إليك يا رجل ، ابتسم عاصم بلباقة وهم بالحديث ولكنه تابع دون أن يمهله الفرصة - ونبيل بك أيضًا ، من الواضح أن حظي سعيد برؤيتكما معا .
أطبق نبيل فكيه قبل أن يبتسم بخفة : نحن أسعد يا زيد باشا ، كيف حالك؟!
تمتم زيد بتساؤل متهكم : حالي بمفردي ؟! عبس نبيل بعدم فهم ليضيق عاصم عيناه بترقب فأتبع زيد بهدوء - أنا أسألك تسأل عني بمفردي أم تسأل عن أحوالي وأحوال عائلتي ، زوجتي ..
صمت لثواني وأكمل : وابني .
جمدت ملامح نبيل ليتحدث عاصم بجدية : وكيف حالهم يا زيد باشا ؟! وخاصةً حال الباشمهندسة فهي توقفت عن حضور الاجتماعات الخاصة بالمشروع الجديد المشاركة به .
التفت اليه زيد يرمقه مليًا ليسأله : حقًا لا تعلم حال الباشمهندسة ؟!! تبادل عاصم النظرات معه فيتبع زيد بمرح وهو يسبل جفنيه هامسًا - اسأل ابن عمك .
رف عاصم بعينيه ليتراجع زيد بخطواته للخلف خطوتين ينظر لهما من بعيد وكأنه يقيمها سويًا قبل أن يسأل : هل أنتما أصدقاء من الصغر ؟! أعتقد أن عاصم يكبرك بسنوات قليلة يا نبيل بك ، آثر عاصم الصمت وهو يشير بعينيه لنبيل أن لا يجيبه فيكمل زيد بخفوت وهو يقترب برأسه منهما ثانيةً - ولكنكما تشبهان بعضكما ، لا أحد فيكما يجرؤ على مواجهتي ، أو الوقوف أمامي .
ابتعد بجسده للخلف وهو ينفخ صدره بزهو : أتعلمان أنا مشفق عليكما كثيرًا ، تختبئان خلف أقنعة كثيرة لا تقويان على خلعها عنكما ، أما أنا فلا ، أنا حر .. طير جارح ووحش كاسر لا أتخفى أبدًا وسعيد بكوني من الضواري بل وأفتخر أيضًا .
ابتسم نبيل ليجيبه بتهكم لمع بزرقاويتيه : حتى الضواري تصطاد فرائسها بشرف يا زيد بك ، ولكن هناك أناس لا يمتلكون أدنى مراحل الشرف فيتجبرون على ولاياهم .
أطبق عاصم فكيه زاجرًا نبيل بعينيه لتتسع ابتسامة زيد تدريجيًا : أووه مرحى أنت لا تشبه عاصم كما توقعت .
ابتسم عاصم ببرود وهم نبيل بالإجابة ليلتفتا ثلاثتهم على صوت أدهم الذي صدح من خلف زيد متحدثًا بطريقة تشبهه : وما باله عاصم يا زيد بك؟! اقترب أدهم بحركة جسد عدائية صريحة ليقف مواجهًا لزيد متماثلان في طولهما رغم بنية أدهم الرفيعة عنه - وهل هناك من مثل عاصم .. أو شبه عاصم .. او يجرؤ على مناطحة عاصم يا بك ؟! أنه عاصم الجمّال إذ لا تدرك .. كبير آل الجمّال إذ لا تعرف ، والعائلة كلها تفديه بأعناقها إذ أرادت .
قهقه زيد بخفة ليسبل جفنيه وثغره يتشكل بمكر : ستفعلون ولن تكفوا تسديد الدين أبدًا يا أدهم بك، ومضت عينا أدهم بتحدي قابله زيد بتحدي مماثل ليهمهم دون أن يغفل عن نظرات أدهم - مبارك زفاف ابن عمتكم يا بكوات ، والعقبى لكم .
هم بالابتعاد ليتوقف قليلاً ويتحدث بخفة ممازحًا : بالمناسبة يا عاصم باشا، أحببت أن أهنئكم بالصغير ، أتبع وهو يرمق أدهم بطرف عينه - لقد أجدتم تربيته ، ولكن احذر فالضواري بعض الأحيان تتشرس على المقربين منها أولاً .
تحرك مخلفًا ورائه ثلاثتهم ليراسل أحد رجاله آمرًا : نفذ الآن .
***

راقبه عاصم وهو يبتعد بالفعل ليزفر نبيل بقوة بينما تمتم أدهم بسبة نابية ليهدر عاصم بحزم : ما الذي يدور بينكما يا أدهم ؟!
مط أدهم شفتيه ليغمغم بضيق : لا شيء .
هم بالابتعاد ليطبق عاصم على مرفقه ويهدر بجدية : بل هناك شيء ، لقد ذكر شيء عن مكان أسيل وأنك تعرفه .
أسبل أدهم جفنيه وهمس بحدة : أخفض صوتك يا عاصم ، نحن بوسط الزفاف .
تنفس عاصم بقوة ليغمغم إليه آمرًا : حسنًا أخبرني .
ليتساءل نبيل باهتمام : هل تعرف مكان أسيل هانم حقًا يا أدهم ؟!
رمقهما أدهم سويًا قبل أن يجيب : نعم .
تبادلا النظرات ليغمغم عاصم بخوف حقيقي : ما الذي فعلته بنفسك ؟! كيف تتصرف من نفسك يا أدهم ؟!
أغمض أدهم عيناه ليجيب بجدية : اهدأ يا عاصم ، اهدأ واعلم أني لم اتورط بل أنا مدرك لما أفعله ، اتسعت عينا عاصم بهلع ليكمل أدهم بجدية – لن نقوى على الحديث هنا وليس هذا بوقته ، سأرتب أموري وسأخبركما بموعد محدد لنتقابل ونتحدث ولكن ليس الآن ولا بالوقت القريب فالأمر محتاج تروي وخاصةً مع ذاك الحقير الذي يتربص بنا .
هدر عاصم آمرًا : حالاً ستخبرني حالاً يا أدهم .
مط أدهم شفتيه ليشير إليهما بعدما أشار لرجل من رجاله : حسنا امنحني دقيقتين لأتأكد أن لا أحد سيسمعنا .
تحرك مبتعدًا لينظر نبيل لعاصم ويهمس : ماذا يحدث يا عاصم .
نفخ عاصم بقوة ليغمغم : ما يحدث هو زيد الحريري يا صديقي، اهتزت حدقتي نبيل ليكمل عاصم – هل أدركت ما أخبرتك عنه الآن ؟!
أومأ نبيل برأسه متفهمًا : نعم أدركت ، ربت عاصم على كتفه ليكمل نبيل بجدية وحزم – ولكني لن أتراجع عن موقفي يا عاصم .
أغمض عاصم عيناه ليزفر بقوة متمتمًا : أعانك الله يا نبيل .
***
__
إلى اين نذهب ؟!
ابتسم رمزي وهو يرمقها من خلال المرآة تظهر الراحة على وجهها مجيبًا : مكان آخر يا هانم سيعجبك .
أومأت برأسها في تفهم لتسأل ثانيةً : سحر لن تأتي ؟!
تنفس رامزي بجدية : ستجدينها هناك حينما نصل .
أومأت برأسها لتسأل بعد برهة : هل زيد توصل لمكاني لذا تنقلونني لأخر ؟!
ومضت عينا رمزي بإعجاب ليجيبها : لا تقلقي يا هانم ، أنا معكِ فلا داعي للخوف .
تمتمت ببوح : لم أعد أخاف ، الحياة من الموت لا يفرقان ، فقط أريد أن أضم إسماعيل قبيل موتي وأخبره أني لم أحب أحدًا مثله .. وأن لا يصدق أي هراء علي .. وأني كنت أحيا لأجله وإذا أراد موتي سأموت لأجله
اختنق حلق رمزي ليجيب بحشرجة ظهرت في نبراته : بعد الشر عنكِ يا ابنتي .
ابتسمت برقه لتغمغم بخفوت : ابنتي ؟!! ذكرتني بسائقي وحارسي
غمغم بعفوية : الحاج سعيد ؟!
انتبهت لتشد جسدها باعتدال : تعرفه، أومأ برأسه ايجاب إيجابًا لتغمغم وهي ترتكن برأسها لزجاج النافذة : اشتقت إليه ، أتبعت بجدية - ولكن ما عمرك لتدعوني بابنتك ؟!
كح بخفة وأجاب : سبعة وأربعين عامًا .
اتسعت عيناها بصدمة حقيقية لتهمهم بانبهار : أووه لا يظهر عليك ، ظننتك بالثلاثين أو بمنتصفها على الأكثر .
ابتسم ليجيبها برزانة : مجاملة مقبولة يا هانم .
تمتمت بلطف : لا أجاملك أنا أخبرك بالحقيقة ، مظهرك العام يوحي بشاب في مقتبل شبابه .
شاكسها بعفوية : إذًا أنا عجوز ؟!
تمتمت سريعًا : أبدًا والله لم أقصد أنا فقط .
ضحك بخفة ليجيبها : لا عليكِ كنت أمازحك ، أعتذر .
همست وهي تعود بنظرها للنافذة : أبدًا لا تفعل .
ابتسم لتتجمد ابتسامته وهو ينظر من خلال مرآة السيارة الخلفية التي بزغت في أفقه ليهدر بجدية : اربطي حزام الأمان يا هانم ، ولا تخافِ أبدًا ، السيارة مصفحة وأنا معكِ ، لن يقوى أحدهم على المساس بكِ وأنا معكِ يا ابنتي .
تمتمت أسيل وهي تشعر بالتوتر يغمرها : ما الأمر ؟!
ضغط بقدمه لتندفع السيارة تنهب الأرض : لا شيء فقط لا تخافِ.
همهمت أسيل برجاء : أرجوك لا أريد ان أعود إليه .
ليجيبها بوعد صادق : لن يحدث إلا على جثتي .
***




rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 09:08 PM   #859

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,188
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل الدخول مستني الفصل

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 09:32 PM   #860

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في انتظار الفصل ياسولا

هبة الله 4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.