آخر 10 مشاركات
212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          روايات الكاتب عبد الله البصيّص (الكاتـب : Topaz. - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          أزهرت بساتين الورد (2)..سلسلة حكاية بلا نهاية *مكتملة* (الكاتـب : Heba aly g - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12030Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-20, 08:52 PM   #1

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب










مساء الخير والفل والياسمين






على عيون الحلوين
متابعين سلسلة حكايا القلوب
وها قد حان موعدنا مع اخر رحلة
تخص الحكايا
بعد ثلاث رحلات اتمنى انهم كانوا ممتعين
وها قد بدا القطار في الانطلاق
فانضموا الى الركب
والحقوا بالمقدمة
مقدمة تتحدث عن الصراعات
وتكشف الازمات
مقدمة ليست زمنية
ولكنها محورية
اتمنى تحوز على اعجابكم
ومستنية ارائكم
ويليها استهلال للاحداث
يسبق الفصول
والتي سنكون على موعد معها
في اول احد من شهر اكتوبر

لذا كونوا بالقرب دوما


***





رابط الجزء الأول أمير ليلى
https://www.rewity.com/forum/t354777.html

رابط الجزء الثاني فرصة اخيرة
https://www.rewity.com/forum/t356681.html

رابط الجزء الثالث حبيبتي
https://www.rewity.com/forum/t472524.html



تواقيع الابطال والبطلات في المشاركتين التاليتين



المقدمة والاستهلال.. في اسفل الصفحة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع ج1
الفصل الرابع ج2
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر ج1
الفصل الحادي عشر ج2
الفصل الحادي عشر ج3
الفصل الثاني عشر ج1
الفصل الثاني عشر ج2
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر ج1
الفصل الرابع عشر ج2
الفصل الخامس عشر ج1
الفصل الخامس عشر ج2
الفصل الخامس عشر ج3
الفصل السادس عشر ج1
الفصل السادس عشر ج2
الفصل السابع عشر ج1
الفصل السابع عشر ج2
الفصل السابع عشر ج3
الفصل الثامن عشر ج1
الفصل الثامن عشر ج2
الفصل الثامن عشر ج3
الفصل التاسع عشر ج1
الفصل التاسع عشر ج2
الفصل العشرون ج1
الفصل العشرون ج2
تابع الفصل العشرون ج2
الفصل العشرون ج3
الفصل العشرون ج4
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون ج1
الفصل الثاني والعشرون ج2
الفصل الثاني والعشرون الجزء الأول
الجزء الباقي
الفصل الثالث والعشرون ج1
الفصل الثالث والعشرون ج2
الفصل الثالث و والعشرون ج3
الفصل الثالث والعشرون ج4
الفصل الرابع والعشرون ج1
ج2
ج3
الفصل الرابع والعشرون ج4
الفصل الرابع والعشرون ج5
الفصل الخامس والعشرون ج1
الفصل الخامس والعشرون ج2
الفصل الخامس والعشرون ج3
الفصل الخامس والعشرون ج4
الفصل الخامس والعشرون ج5
الفصل السادس والعشرون ج1
الفصل السادس والعشرون ج2
الفصل السابع والعشرون ج1
الفصل السابع والعشرون ج2
الفصل السابع والعشرون ج2 كامل
الفصل الثامن والعشرون ج1
الفصل الثامن والعشرون ج2
الفصل الثامن والعشرون ج3
الفصل الثامن والعشرون ج4
الفصل الثامن والعشرون ج5




التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 02-11-22 الساعة 12:23 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 08:56 PM   #2

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي تواقيع الابطال















التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-08-20 الساعة 09:28 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 08:56 PM   #3

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي تواقيع البطلات























التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-08-20 الساعة 09:20 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 08:56 PM   #4

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي المقدمة

المقدمة




جميعنا عالقون بين اليابسة والبحر
في ذاك الجزء الفاصل بينهما
ذاك الشريط الرفيع بين سعادة مرجوة ..أو هلاك محتمل

تلك الحافة التي تفصلنا بين ما نرتضيه وما نرفضه ..
ما سعينا إليه وما نهرب منه ..

لقاء القمة بين صراع العقل و دوامات القلب ،
فهل نقوى على النجاة إذا رمي إلينا الطوق
أم سنتمسك بالغرق ؟!


***
صرخت بجنون وهي ترمي ملابسها في حقيبتها وهو يقف يشرف عليها بنظراته الغاضبة : أنت لم تحبني يومًا .. كنت مجرد تسوية ترضيك وتغذي غرورك ، أتبعت بصوت مختنق وعيناها تلمع بدموع غزيرة لم تجرؤ على ذرفها : قلبك لم يدق لي بل ظل كما كان مملوكًا لها .
أجابها بغضب صدح بصوته : لم يكن قلبي ضمن المعادلة في الأصل ، ظننت أننا متفقان .
أومأت برأسها إيجابًا وهي تتحداه بعينيها : معك حق ولكن للأسف أنا خللت بالاتفاق ، طلقني .
***
تقف تنظر لنفسها بالمرآة تطلع إلى وجهها المشوه بآثاره الظاهرة عليه شفتها السفلية المشقوقة .. وجنتها المتورمة بأصابع يده المطبوعة كأنه ختم تلقته فوقها .. كدمة عينها .. والزرقة التي تزين جبينها .. خصلاتها المبعثرة وبعضها متشابك سويًا فتشعر بألم فروة رأسها يعاد من جديد ودموعها تنهمر دون إرادة منها تئن كحيوان لا يقوى على لعق جراحه لتتسع عيناها بقهر .. غبن .. وكراهية موجهه لنفسها قبله فتخرج مقص حاد من درج مرآة زينتها لترتعش برفض قبل أن تقصقص خصلاتها بطريقة عشوائية وهي تبكي .. تنتحب .. وتئن .. وتتألم وخصلاتها تطاير من حولها.
***

لا ترحلِ ، يكفي بعاد وهجر .
ألقاها بصوت مختنق أجش فأجابته بضيق وهي تتحاشى النظر إليه : بقائي ليس جيدًا لكلينا ، الرحيل هو الحل .
هدر بعنف : بل هناك مائة حل غير الرحيل ولكنك جبانة وتحبذين الهرب .
أجابته بلا مبالاة : سمه كما شئت فلن أعارضك .
قبض على كفها : ابقي ، هل أتوسل إليك لتبقين معي .
ملصت كفها من قبضته : مصيرنا ليس واحدًا ، مصيرنا الفراق .
صاح بجنون : لا .
ابتعدت للخلف : إلى اللقاء .
***
يدور من حول نفسه يستعيد ما قرأه وحديث الآخر الذي نزل عليه كالصاعقة لتتعالى أنفاسه وأوداجه تنتفخ غضبًا فيندفع للخارج يقف أمام البحر الواصل لشرفة الشاليه خاصته فيزأر بقوة .. يصرخ بقهر .. يمنع نفسه من البكاء ويلعن غباءه وتفكيره .. ليشعر برأسه سينفجر من كم الذكريات التي اندفعت متتالية في رأسه فيركض على اللسان الحجري حتى يصبح في عمق البحر فيرمي بنفسه إليه حتى يُطفئ من فوهة البركان الذي ينفجر بداخله
****

دلف مسرعًا وصوت الصيحات يرتفع من الداخل وصرخة قوية يدرك صاحبتها ارعبته فركض إلى الداخل ليجدها ملقاة على الأرض والدماء تنبثق منها وصوت والدته الصارخ يهتف بصياح حاد وجنون محتلي مع أناتها التي تهتف به ان تنجدها : لقد قتلته .. أجهضت ولدكما ، قتلته.
***
لم أفهم ماذا تعني بحديثك هذا ؟!!
رف كثيرًا بعينيه ليهمس باختناق : لطالما تمنيت واحدة تشبه والدتي ، تشبهني .. تشبه عائلتنا ، أكون عندها الدنيا وما فيها ، وأول أولوياتها .
ابتسامة باهته رسمت على ثغرها لتهمس بصوت أبح : فهمت ، وأنا ..
قاطعها ليهتف سريعًا: أنت رائعة .. بل أكثر من رائعة .
ابتسامة ساخرة شكلت ملامحها لتكمل ببساطة : لكني لا أطابق خيالك ورؤيتك عن شريكة حياتك ، فهمت .
نهضت واقفة لتتابع بجدية : فرصة سعيدة ولقاء أسعد .
***


هدر بغضب رغم كتمانه له إلا إنها استشعرته: من هذا الذي كنتِ تتحدثين معه ؟!
عبست بعدم فهم : إنه معجب كالبقية .
تمتم من بين أسنانه : ألم أخبرك أن تتوقفي عن التقاط الصور أو الحديث مع أي أحد في الشارع .
زفرت بقوة : لا أستطيع أن أحرج معجبيني .
قبض على مرفقها ليهدر بجنون التمع في بنيتيه : لكن تستطيعين أن تحرقينني حيًا أليس كذلك ؟!
انتزعت مرفقها من قبضته وكتمت تأوهها لتجابهه بتحدي : أنت من تحرق نفسك بنفسك ، وعليه فلتحترق بمفردك قبل أن تحرقني معك.
****
وقف أمامها يمنعها عن الابتعاد عنه ليهمس بصوت مختنق : أنا أحبك لن تجدي من يحبك مثلي ، هو لا يحبك أبدًا لا يفعل .
ارتعش ثغرها بابتسامة حزينة : أعلم ، ولكن لا مفر .
صرخ بقهر : لماذا ؟!
اخفضت عيناها لتهمهم ببكاء حاولت ألا تذرفه : لم أعد اصلح إلا له.
***

يتأرجح جسده بين الأمام والخلف وهو ينظر إلى السماء فوقه ، سماء سوداء معتمة لا أثر للضوء بها ، تعكس شعوره المزعج وقلبه المتألم وهو يستعيد حديثها الأخير " لن أستطع الاستمرار .. لا أقوى على المحاربة .. لقد تعبت !!"
***
سألت بعدم فهم وهي تنظر لمن تقف خلفه : من هذه ؟!
ابتسم بلا مبالاة : ألا تعرفيها ؟!!
رفت عيناها كثيرًا لتتمتم بصوت أبح : أعرفها بالطبع ، أقصد أني أعرف اسمها وهويتها ولكن متعجبة لرؤيتها معك .
همس ببرود وابتسامته تظهر غمازتيه : معي لأنها صديقتي .
***
ابتسمت بسخرية ومضت بعينيها لتهمس ببساطة : هل أحببتني ؟!
اختنق حلقه وآثر الصمت فأتبعت : أنا لا أسألك بالمناسبة أنا متأكدة من كونك تحبني .
رف بعينيه اللتين اعتمتا باختناقه فأكملت باستخفاف : بدليل الخاتم الذي يقبع في جيب سترتك الداخلية .
أجاب ببرود تملكه : نعم أتيت لأتقدم إليك ، وهاك أنا أسألك عن رأيك .
زمت شفتيها قليلاً : سيفرق جوابي حقًا ؟! هز رأسه بحركة غير مفهومة لتكمل بجدية - وإذا أخبرتك أني لا أحبك ولا أريد الزواج منك، هل ستتراجع عن قرارك ؟!
ضيق عيناه لينظر إليها باستفزاز قبل أن يجيب ببرود : لا ، ستتزوجين مني رغمًا عن أنفك الجميل هذا.
***
دلفت من باب الغرفة تنظر برهبة في كل الوجوه التي تنتظرها وتنظر إليها تترقب جوابها الذي ترجعها بعينيه أن تنطق به كما يريد ويرغب ليصدح صوت والدها بهدوء يسألها بجدية : ما رأيك يا ابنتي هل تقبلين به زوجًا ؟!
أخفضت عيناها وازدردت لعابها لتتحكم في جفاف حلقها قبل أن ترفع رأسها تتحاشى النظر إليه لتنطق بثبات : لا
***




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-08-20 الساعة 09:19 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 08:59 PM   #5

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي







استهلال
تخطو بخطوات أنيقة غير متسارعة تدق الأرض بدقات خافتة تصدر من كعبي حذائها العالي الفخم والذي يناسب طاقمها الرسمي العملي ، تدير بصرها من حولها تبحث عن القاعة المقام بها ملتقى المعمارين لهذه السنة وهي تشعر بفرحة تتسلل إليها بعد ابتعاد تام عن عملها .. حياتها .. وشغفها التام بدراستها التي تعشقها ، سنوات مضت كرستها لحياة وحيدها الذي كبر ونمى أمام عيناها المرتعبة عليه خوفا من تهديد زيد والذي من الواضح أنه تراجع عنه فهو بعدما تركهما وتوقف عن العيش معهما لا يقترب منهما بتاتًا بل هي بعض الأحيان تنسى أنها متزوجة ورغم بعاده إلا أنها لم تطلب الطلاق منه بل هي راضية عن الانفصال الرسمي بينهما والذي أقره هو ببعده عن حياتها هي وطفلهما، ولكنها لا تستطيع أن تأمن جانبه فتستعين بحراسة كثيرة وتمنع إسماعيل عن أي نشاط خارجي لا تكون معه فيه واليوم ورغم تخوفها من حضور الملتقى إلا أن إقامته في مصر ونظام الأمن الجديد الذي استحدثته في بيتها منحها رفاهية أن تتابع ولدها وهي هنا ولا تغفل عنه نهائيًا .
تقدمت من القاعة الكبيرة التي تضم الجميع وهي لتبتسم بسعادة طفولية ،تتنفس بعمق وعيناها تدور بانبهار في القاعة المزخرفة بفخامة أعجبتها لتنتبه من أفكارها على صوت مألوف لديها يهتف بمرح وترحاب : هل أعجبتك القاعة يا آنسة ؟! استدارت لتتسع ابتسامتها وهي تلتقط وجهه الذي لم تنساه قط فيكمل : سعيد جدًا بحضورك ووجودك .
توردت مرغمه : مرحبًا مجددًا يا باشمهندس ، سعيدة بمقابلتك .
مد كفه ليصافحها : أنا الأسعد يا آنسة أسيل ، أخفضت عيناها بخجل فاكمل بجدية : دعيني أدلك على مكان جلوسك ، ما رقم مقعدك ؟
تمتمت سريعًا وهي تجاور سيره بجدية: لا اعلم لقد سجلت بأخر يوم للتقديم ولم أتبين حقًا رقم مقعدي .
حاد بخطواته وهو يشير إليها بجدية: لا مشكلة، سنرى الآن
تحدث مع أحد الشباب القائمين على التنظيم : ابحث عن رقم مقعد الآنسة أسيل ..
صمت وهو يستدير إليها سائًلا عن بقية اسمها فتمتمت سريعًا باختناق : الحريري .
عبس بانزعاج قوي ليسأل بعفوية : هل تقربين لزيد بك الحريري أم أنه مجرد تشابه أسماء ؟!
اختنق حلقها ووجهها يشحب تدريجيا لتجيب أخيرًا بهمس : أنه ابن عمي .
أومأ بابتسامة متشنجة ليمنحها البطاقة المخصصة إليها قبل أن يهمس بترحاب : شرفتنا بوجودك يا هانم .
ابتسمت برقة في وجهه وهي تحاول أن تستنتج ردة فعله الغامضة على قرابتها لزيد : الشرف لي يا باشمهندس .
***
يخطو بخطوات واسعة يحي برأسه كل من يمر به في طريقة جذابة يرى مردودها في أعين الفتيات العاملات بإذاعته التي يديرها ويمتلك نصف أسهمها أيضًا ، دلف إلى مكتبه الخاص لتدلف من خلفه مساعدته تمنحه التحية بترحاب وهي تحمل قدح قهوته الأمريكية السريعة وهي تهتف به : سليم بك ، تأخرت اليوم هل نسيت موعد اختبار المذيعات الجدد ؟!
عبس بتفكير ليظهر الندم بعينيه سريعا قبل أن يزفر بقوة هاتفا : يا الله لم أتذكر على الإطلاق ، والمفكرة لم تنبهني ، أتبع سائلا بجدية :هل نسيت يا مايا أن تسجلي الموعد عليها ؟!
توردت بحرج لترمش بعينيها مهمهمه : بل أعتقد أني سجلت الموعد يا سيدي .
ألقى مفكرته الإلكترونية على المكتب هاتفًا بمزاح : هاك المفكرة انظري العطب الذي جعلها لم تنبهني بموعد الاختبار ولكن وأنت تبحثين عن العطب أبلغي بقية اللجنة أن يكونا مستعدان في غضون عشر دقائق لنبدأ اختبار الأصوات.
أومأت برأسها وهي تلتقط مفكرته وتغادر مكتبه سريعًا ليضحك بخفة وهو يستلقي فوق كرسيه يحتسي قهوته بتروي وينظر إلى هاتفه يتفحص بريده الإلكتروني وينظر إلى رسائله ليطبق فكيه حينما أتته رسائلها المتتالية عن الدعوة التي تلح عليه ليحضرها معها فيغمض عينيه ويتحاشى أن يجيبها برفضه الذي أبلغها به أكثر من المرة ثلاث مرات ولكنها لا تكل ولا تمل نهض واقفًا وهو يقرر أن يذهب لمكان إقامة الاختبار ليتأكد من ضبط أجهزة الصوت بنفسه فيمنح الممتنحات حيادية يؤمن بها ، فيخطو للخارج وهو مستمر في النظر إلى رسائله الهامة فيلتقط بعضا منها تخص العمل الجديد الذي يخبره به علي وبعض من الأمور يخبره بها نادر عن شركة الإنتاج فانهمك بها ليرفع رأسه بنظرة سريعة كل ثانيتين ليرى مسلكه ليفاجئ في المرة الخامسة بتلك التي تعود برأسها وهي مرتبكة وكأنها دلفت إلى مكان خاطئ وخاصة بوشاحها السماوي الملفوف به رأسها فيحاول أن يستفهم فحوى الحديث بينها وبين مايا ولكنه لم يستطع أن يفعل أي شيء سوى الثبات بمكانه حينما استدارت أمامه فجأة ليحبس أنفاسه وهو ينظر إلى هذا الوجه الذي كان فيما قبل طيفًا بخياله ولكنه مجسدا الآن أمامه بحقيقة لم يستطع تصديقها إلا حينما ارتطم به الطيف دون قصد ليسكب القهوة فوق قميصه ليشهق بألم ووجهه يحتقن احمرارًا وهو يكتم تأوهه وذاك الطيف الذي لم يعد طيف يهمس بصوت أذناه لم تقوى على إدراك ماهية نعومته : آسفة .. أنا آسفة
***
يقف مستندًا إلى حافة مكتبه الواقع خلفه يضمها إلى جانب صدره فيلتف ذراعه حول خصرها فتلتصق بجانبه بصدرها ذراعها تضه إليها وكفها الأيسر يسترح بغنج فوق صدره ، يتلقى دلالها إليه بتوق وكانه محروم طعام مُنح وليمة ضخمة له بمفرده فيستقبل قبلاتها المتناثرة على وجهه نزولا إلى رقبته فتقبل عرقه النافر وتفاحة ادم خاصته البارزة بدلال يكاد يشعل تماسكه إلى أخره فلا يملك إلا أخر ذرة من تعقله حتى يدفعها بلطف مهمها باسمها في صوت محشرج : توقفي يا بوسي أنتِ تدفعينني لحدودي القصوى وهذا خطر .
عبست بتعجب لتهمس بصوتها الأبح المغوي : لا أفهم نوع الخطر الذي تتحدث عنه يا أدهم
أتبعت سائلة وهي ترفع راحتها تحتضن بها جانب وجهه الأبعد لتدفعه بلطف أن ينظر نحو ملامحها الفاتنة فتغويه بنظراتها الماكرة : ألا تشعر بمَ يحدث بيننا ؟!
اشتعلت عيناه وهو ينظر لفمها المدود بطريقة تفقده صوابه ليجيبها بصوت أبح يشي بمدى تأثيرها عليه : بل أفعل ولكن ما تريدينه أنت لا أقوى على فعله ، كادت أن تقبل شفتيه وخاصة حينما أحنى عنقه نحوها لتتوقف باستهجان رسم ملامحها فأتبع بجدية وهو يشد جسده واقفًا: أخبرتك من قبل أنا لا ارتكب الكبائر .
رفعت حاجبيها باستنكار لتسأله بتهكم : وما يحدث بيننا منذ مدة ماذا تسميه إذًا ؟!
ابتسم بمكر ليهمس ببساطة : كل هذا لا يندرج تحت الكبائر .
عبست غاضبة وهمت بأن تبتعد عنه ليحتفظ بها داخل محيط صدره مستديرًا إليها يحتضنها بقوة يلصقها بتوق أسرى بعروقه فانتقل إليها بسلاسة لينطق بصوت رجولي أجش: ثم لماذا نفعل شيئًا حرام ونحن نستطيع أن نفعل كل شيء بالحلال ؟!
رمقته باستنكار لتتسع عيناها بدهشة حينما قرأت ما يقصده بعينيه الوامضتين ببريق رغبة صريحة لتهمس بعدم تصديق : حقًا يا ادهم أنت لا تمزح ؟!
هز رأسه نافيًا ليحتضن وجهها بكفيه يقربها منه أكثر يمس شفتيها بثغرة في قبلة خاطفة ليعاود ضمها إليه مسيطرًا على جسدها وهو يهمس بخفوت مقرنًا قبلاته نطقه بكل كلمة يقولها : لنتزوج لن نخسر شيئًا .
تشنج جسدها برفض وهمت بالاعتراض ليتابع وشفتاه تنتقلان إلى رقبتها يضمها بقبلة عميقة تخبرها بعمق رغبته بها : رغم أني أُفضل أن نتزوج رسميًا ولكن لأجلك لنتزوج عرفيًا ، ووقتما نريد نفسخ العقد دون إجراءات و تعقيدات لا داعي لها .
تأوهت برقة وهي تخضع لتأثير لمساته التي تقر بمفعولها السحري عليها وقبلاته التي تدفعها أن تشتهيه أكثر لتهمس باسمه في لوعة حينما رفعها ليضعها فوق مكتبه وهو يشم كل ما يطاله من مقدمة نحرها العاري بقبلاته العميقة فتتمسك به برغبة نجح في إثارتها بقوة لتشهق بإحباط حينما توقف ليبتعد ينظر إليها من علٍ مبتسما بمكر ويسألها بلهاث : ما رأيك ؟
زمجرت باعتراض وحاولت أن تجذبه لاستكمال ما بدأه ليجذبها من كفيها اللذين تمسكا بيديه ليوقفها ثانية يعدل لها وضع ملابسها وهو يهمس بخفوت متشدقا بابتسامة ساحرة : لم أسمع موافقتك يا بوسي.
نظرت إليه بعتاب ليضمها إلى صدره يقبل وجنتها برقة ويلامس عنقها بأنامله في حركة طولية يعلم تأثيرها عليها جيدًا : وافقي وسأمنحك كل ما تشتهين اليوم مساء .
رفت بجفنيها لتهمس بتشتت: اليوم مساءًا انه لموعد قريب جدًا .
مط شفتيه بتفكير ليبتعد بجدية عنها هامسا : حسنًا على راحتك وقتما تريدين أبلغيني بالموعد أو برفضك كما تشائين.
اهتزت حدقتيها بتبعثر لتهمس بإدراك بعد وهلة : هل تخيرني بين الزواج أو الابتعاد يا أدهم؟!
سحب نفسا عميقا ليهز كتفيه بإحباط : لا أقوى على الاقتراب دون الغوص يا بسمة والغوص دون بدلة غطس وقناع يحميني وأسطوانة أكسجين تمدني بالهواء لهو انتحار وأنا أُفضل العيش والتمتع بملذات الحياة يا روحي عن انتحر دون فائدة .
ابتسمت بتهكم : والزواج هو ما سيمنحك الحياة .
احنى رأسه بهزة بسيطة : من وجهة نظري نعم .
رفعت حاجبها باعتراض فتحرك بعنجهية يجلس فوق كرسي مكتبه ليسرد لها ببساطة منطقه : حينما تكونين زوجتي لن أشعر بأني أفعل شيء خاطئ .. حينما تكونين زوجتي ستكونين خاصتي وعليك أن تتفهمي أهمية وجودي بجوارك .. حينما تكونين زوجتي سأمنحك الأمان الذي تحتاجينه في بيتي وأنت ستمنحينني نفسك كاملة دون قيد أو شرط.
عبست بغضب: انت متملك يا أدهم .
أكمل ببساطة : وغيور جدًا للعلم ، شحبت ملامحها بالتدريج لينظر لها من بين رموشه متبعًا : أنا قدمت عرضي يا بسمة هانم وعليك الموافقة أو الرفض .
تحركت بدلال تقترب منه تدور حول مكتبه لتصبح قريبة منه فيدور بكرسيه مواجهًا لها لتسأله برقة : هل ستقوى على الابتعاد ؟
هز كتفيه ليجيب بإحباط : أفضل لي من الهلاك .
اقتربت خطوتين فأصبح جسدها ملامسا لركبتيه : أدهم أنا أحبك .
ومضه خاطفة مرت بعينيه ليشد جسده جالسًا يجذبها ويحبسها فوق ساقيه ويهمس وهو ينظر لعمق عينيها: وأنا أريدك.
تنهدت تطرد مخاوفها: لا حل سوى ذاك.
هز رأسه بقلة حيلة فبللت شفتيها لتهمس باضطرار : حسنًا موافقة .
احتضن وجهها بين كفيه ليبتلع بقية موافقتها بجوفه يهديها قبلة محمومة أودع بها كل رغبته بها ليدفعها بعد أن تركها لتنهض واقفة مترنحة بين ذراعيه فيضحك بخفة وهو يساندها ليهمس لها : انتظريني ليلًا سآتي إليك .
تمسكت باحتضانه لها لتضم جسدها المرتجف إلى صدره تشم رائحته فيعاود الضحك وهو بدفعها أن تقف باستقامة هامسا : هيا اذهبي لتستعدي لي ، ستكون ليلة لن تنسيها أبدًا .
نظرت له بشك لتهمس بعدم فهم : ألم تخبرني أني الأولى بحياتك ؟!
التوى ثغره بابتسامة ماكرة ليقربها منه يهمس بجوار أذنها بصوت ماكر أشعل عقلها : سترين رغم أنكِ الأولى لدي إلا أني أفضل ممن عرفتهم قبلي .
رفعت عيناها تنظر نحوه بتعجب لتهمس بصدق : أنا معك أشعر بكل شيء مختلف يا أدهم .
ابتسم بغموض : في المساء ستتأكدين أن كل شيء مختلف ولم يسبق له مثيل في حياتك بأكملها ، هيا اذهبي واستعدي لي .. لزوجك .
تنهدت بقوة لتقترب منه تحتضنه برجاء قبل أن تهمس : سأنتظرك لا تتأخر .
قبل وجنتها قبل أن يسير إلى جوارها نحو باب مكتبه الذي وجده مواربًا ومن الواضح أنه لم يغلقه جيدا حينما استقبلها بأول زيارتها التي أتت بها لتبارك له مكتبه الجديد بالمؤسسة فيهتف بها : لن أفعل ، أراك مساءًا .
تعلقت برقبته لتقبل وجنته هامسه بصوت أبح : سأكون بالانتظار.
***
يجلس بغرفة الصالون القريبة من باب شقة خاله كالأغراب ، مغلق عليه الباب وينتظر دخول خاله إليه ، إنها المرة الثالثة التي يأتي بها اليه ليطلب منه يد ابنته ولكن خاله في كل مرة يراوغ حتى لا يرفضه صراحة ويتحدث عن دراسة ابنته الصعبة وأنه لا يريد أن يشغلها عن مستقبلها ولكن هذه المرة لن يستطع أن يتحجج أو يراوغ أو حتى يعترض فخديجة تخرجت ومنذ سنة كاملة واستلمت عملها بطاقم تدريس الجامعة وقدمت أيضًا لتحصل على قطعة أرض تستصلحها زراعيًا.
وتقيم مشروعها الذي طالما حلمت به ، إنه يعرف كل شيء .. يخطو معها كل خطوة تريدها .. بل ويدفعها أيضًا لتحقيق كل شيء يخصها ، يسعى بجنون ليحصل عليها فيرضيها ويراضيها ليضمن موافقتها ويضمن بطاقة رابحة أمام رفض خاله الذي يدركه جيدًا ، تنفس بعمق وهو يغمض عينيه يتماسك ويتمسك بثباته وهدوء أعصاب يعلم جيدًا أنه أبعد ما يكون عنه ، ولكنه اليوم سيتحكم في عصبيته بضراوة حتى لا يمنح خاله أي فرصة لرفضه ، لتومض عيناه ببريق ماكر وعقله يزين له أنها ستكون فرصته إذا رفضه خاله ، تلك الفرصة التي ستمنحه حلمه على طبق من ذهب ، فإذا رفضه خاله رفضًا صريحًا سيكون لديه سبب فعلي أن يذهب إلى العائلة يشكو لهم ويجمعهم ليجبروا خاله على الموافقة وحتى إذا لم يستطيعوا إجباره هو سيكون له الحق حينها أن يمنعها من الارتباط بآخر غيره فهو لن يحلها من ارتباطه بها أبدًا.
زفر أنفاس صدره كاملة ليهز رأسه نافيًا وهو يستبعد الاحتمال الأخير فموافقة خديجة التي يضمنها لن تدفعه لهذا المسلك الذي لا يريده ، فهو يريدها .. يريد الاستئثار بها .. امتلاكها .. يريد أن يتزوجها وتكون له خالصة ، لذا يريد موافقة خاله وليس رفضه ، وسيفعل أي شيء ليمنحه خاله الطبيب موافقته ، انتبه على مقبض الباب الذي يدور فيعلن عن وصول خاله ليشد جسده بحزم يرفع رأسه بعنجهية ويبتسم بصبر وهو يستقبل خاله بتحدي ومض بعينيه ، تحدي لم يستطع أن يكبته بداخله !!
***
يجلس في انتظار موعده مع الطبيب الذي يتوق لرؤيته .. يعلم أنه شقيق الآخر ولكن لا ضير أن يزوره كما تريد زوجته العزيزة وخاصة وهو مشهود له بالكفاءة وحسن السمعة والنجاح ، وصيته الذائع سيجعل ابنة عمه العزيزة أن تثق بحديثه الذي سيخبرها به ، بأنه بدأ في رحلة علاجه كما أرادت وطلبت ، وأنه يستحق أن يكون معها ومع ولده الذي أتم الثلاث سنوات ونصف ، كم يشتاق إليه ..يريد أن يبقى معه ويجاوره .. يصادقه ويعتاد الصغير عليه ، حتى يتأكد أنه سيقوى على أخذه معه ، فما أسكته عنها السنوات الماضية لم يكن سوى صغر سن ولده الذي كان يحتاج إلى رعايتها أما الآن فهو لم يعد بحاجتها ، ولكنه لن ينتزعه نزعا من بين أحضانها ويضمه إلى كنفه في عنوة ، بل سيتسلل إلى حياته تحت موافقتها ورضاها ليأخذه منها تحت موافقتها ورضاها ولو خطوة الطبيب هي من ستعيده لحياة ولده وتمنحه مرورًا شرعيًا له ، سيقوم بها حتى لو افتعالًا لأجل أن يقنعها بأنه يستسلم لها ولأوامرها ويمنحها صك حماية فتأمنه وهي تظن أنها المتحكمة بكل شيء إلى أن تعود تحت رحمته وحينها لن يرحمها أبدًا !!
صوت الممرضة التي نادت رقمه أنبهته لتبتسم في وجهه هاتفه : دكتور عمار بانتظارك .
فيبتسم بلباقة وينهض واقفًا ليدلف إلى مكتب الآخر الأنيق والذي رحب به بحفاوة فيتشكل ثغره بابتسامة ساخرة وعمار يصافحه : أنرت العيادة يا بك .
نظر عمار للجهاز اللوحي فوجده دون اسم فيرفع عيناه باستفهام قبل أن يهتف ببشاشة وهو يشير إليه بالجلوس : إذ لا تفضل أن تخبرني اسمك لا يهم ، يكفي أن تخبرني عن مشكلتك وتمنحني أسماء مستعارة .
جلس أمامه يتطلع إليه يقيمه بنظراته فيبتسم ساخرًا وهو يشعر بهالته القوية التي تخصه والمختلفة كليًا عن شقيقه وابن عمه وكأن أعضاء هذه العائلة يولدون بهالاتهم الخاصة ليجيب بهدوء وهو يضع ساقًا فوق أخرى : لا أبدًا أنا لا أخشى أن أذكر اسمي ، فأنا أثق بك أنت طبيب نفسي ذائع الصيت وبالتأكيد لن تخون ثقة مرضاك .
أجاب عمار سريعًا : بالطبع .
ليومئ برأسه متفهمًا قبل أن يهتف به : زيد الحريري ، مؤكدًا سمعت عني .
ضيق عمار عينيه ليبتسم بحيادية تامة هامسًا : في الحقيقة لا ولكني مستعد لأسمع ، تفضل يا زيد بك ، افضي بم تريد .
***
صف سيارته خارج المنزل ليهم بالترجل ولكنه توقف وهو يضيق عينيه اللتين التقطتا وصول السيارة التي يدركها جيدًا .. سيارة ابن عمها الذي ذكرته من قبل والذي حاول الاعتداء عليها طبقا لما أخبرته به ، أطبق فكيه وجسده يستنفر بحمية عفوية وخاصة حينما تسارعت خطوات الآخر إلى الداخل فأتبعه بتروي حتى يفهم سبب مجيئه في هذا الوقت المتأخر من الليل !!
خطى بتروي وحفيف خطواته الهادئ لا يُسمع وهو يتبع الآخر الذي دلف إلى الشقة بعفوية وكان من بالداخل تنتظره .. اختنق حلقه وعقله يعمل سريعًا ليقترب من الباب الذي تركته الآخر مواربًا فيلتقط صوتها الهادئ دون خوف أو هلع ترحب بزائرها الذي هتف بجدية : ما بالك يا لارا ؟ توقعت أن هناك شيء هام لذا أتيت مسرعًا حينما هاتفتني .
عبس بعدم فهم سرعان ما اندثر وحدسه يستنتج ما يحدث والذي تأكد منه حينما هتفت هي بطبيعية : فقط اجلس أولاً لنتحدث .
دفع الباب بلطف لينظر من خلال شق أكبر إلى جلسة الآخر الذي أتت أمام باب الشقة وهو يهتف بجدية : فقط سريعًا فأنا لم أخبر زوجتي بأني سآتي اليكِ ، توقعت أنك لن تحتاجين إلي بعد المرة الماضية .
تمتمت سريعًا : أنا لست في حاجة إليك بالفعل ، وبالطبع لست هبلاء لآتى بك وأغامر بأن يعرف عادل بأي طريقة أنك كنت هنا .
تمتمت الآخر سريعًا : إذًا ما الأمر ؟
تنفست بعمق لتهتف بجدية : أريد عقود الشركة حتى أستطيع أن أحسب نصيبي فوالدك يماطل ولا يمنحني أي شيء يثبت أحقيتي برأس المال والمال الذي يضعه بحسابي كل شهر ما هو إلا الفتات وأنت تدرك هذا جيدًا ، أتبعت بغضب : أبوك العزيز يضغط علي كي أبيعه نصيبي بالقدر الذي يريده دون أن اعرف كم هو نصيبي الفعل من المال .
مط شفتيه ليهمس بهدوء : ولماذا علي مساعدتك ؟
رفعت حاجبها وتنظر له مليًا لتهمس : ليس هذا السؤال الصحيح؟
ابتسم بمكر ليهتف : نعم معك حق ، اضطجع في جلسته متبعا - بماذا سأستفيد إذًا ساعدتك ؟!
ابتسمت وأجابته : هكذا نستطيع التفاهم ، أتبعت بعد لحظة - سأمنحك عشرة بالمائة مما سأحصل عليه .
هم بالحديث فأشارت بكفها : لا تطمع وتذكر أني استند على ابن الخيال .
همهم ابن عمها بحنق : لا تهدديني به يا لارا فأنت تدركين جيدًا اني أستطيع إخباره باتفاقنا وكيف خدعته ؟
أجابت ببساطة : لن تفعل فما تجنيه من خلفي كثير يا ابن العم .
مط الآخر شفتيه بتفكير اعتلى ملامحه لينهض واقفًا وهو يهتف : حسنا سآتي لك بالعقود الأصلية وأتوسط لك بعملية البيع أيضًا ولكن هذا بنسبة أخرى غير العشرة بالمائة .
ابتسمت وأومأت موافقة وهي تنهض بدورها : حسنًا اتفقنا .
تحركت بجوار ابن عمها نحو الباب لتوصله فيشد جسده بعنفوان ويقف باستقامة أمام الباب الذي جذبته لتتسع عيناها بصدمة ويتشنج جسد الآخر وهي تهتف بعدم تصديق : عادل .
ابتسم وعيناه تعتم بغموض أسرى الخوف بأوصالها وخاصة حينما تحدث بصوته الرخيم : مساء الخير.



لا تنسوا موعدنا في اول احد من اكتوبر
مع اولى فصول طوق نجاة
قراءة ممتعة
كونوا بالقرب دوما 😉




سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 09:56 PM   #6

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا سولي وبالتوفيق إن شاء الله 💖💖💖💖

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 09:56 PM   #7

اميرة حجازى

? العضوٌ??? » 388344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » اميرة حجازى is on a distinguished road
افتراضي

١٠٠٠٠٠٠٠٠٠مليون مبروك على المقدمة

اميرة حجازى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 09:58 PM   #8

fatma ahmad

? العضوٌ??? » 341296
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 688
?  نُقآطِيْ » fatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond repute
افتراضي

ده رد فعلي علي المقدمة 😂 أنا مش عارفة اخمن مين ولا مين وايه كله ضرب وخيانة وطعنات لا بصراحة كان معاكي حق تحذرينا بس برده احنا حديد 💪 شكرا يا كيوت 😢 شكرا يا بسكوتة 😰
بس ده لا يمنع اني حاسة بالأثارة ومتشوقه خالص لبداية الفصول مبروووك يا حبيبتي وبالنجاح


fatma ahmad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 09:58 PM   #9

هبه احمد مودي

? العضوٌ??? » 387744
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » هبه احمد مودي is on a distinguished road
افتراضي

مبرووووك يا سولا
موفقة حبيبتي⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩
عقبال الروايه الالف سكرتي


هبه احمد مودي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 10:54 PM   #10

ولاء وحيد

? العضوٌ??? » 363681
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 556
?  نُقآطِيْ » ولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond repute
افتراضي

مبرووووووووووك ي سولي ف انتظار اكتوبر ع نار 🔥❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ولاء وحيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.