10-01-20, 04:22 PM | #1 | ||||||||||
| العلم الدفين ذكر ان اعرابيا قد سافر لبلاد العجم ليتلقى العلم وحينما وصل للمنشود استقبله الجمود فقد كان لزاما عليه التدوين والبحث عن المقصود فوقف في طابور عظيم بين طلاب متلهفين يستمع بكل حنين ويمضغ الذكريات في تصميم فقد ذكر ان له علما وذكاءا فلم يرد ان يهدره في بلاد لا تعرف سوى التشدق والتصفيق لمن يعلو على جثث المتجمهرين من المهرجين سافر في ألم وأنين الى بلاد العين والجيم ليصدم بما يراه من طلب العلم النديم فقد ذكر رئيس المتجمهرين من الطلاب والمعلمين بعد هذا الطابور المهين ان اصرخ بصوتك وابحث بصبرك عن معلمك بين المتفرجين جرى العربي بكل حماس يسأل ويقفز هنا وهناك وكان له صوت جميل يدغدغ كل المتسمعين فكان اذا نادى معلمه التفتت له الاعناق في استماع مبجل وعظيم مر الوقت سريعا وقد ازداد يقين ان معلمه الخفي لن يلبي ندائه الا بعد جهد جهيد او ليحلفن ويتوقفن بعد حين اجلسه التعب والعناء الى احدى مقاعد تدعى بفناء الغذاء لاحقا بالجمع الغفير الذي يدخل صفاف صفا الى الفناء الوحيد لعل ان يجد دليلا او ييأس في مكان يعمه العلم فلم يدر الا وهو يبكي في غضب وعمي شديدين قرر ان يعود الى بلاد الحمير ليعيش حمالا او يموت موتة الكلب بعد مضيه هذا بلا تأنيب بال ولا ضمير فقد ارهقه التعب وساورته الشكوك ان هناك معلما يدرس مادته او طالبا يشاركه هوياته فلم يستجب كلا الطرفين وايقن باليأس الشديد استقبلته صاحبة المكان بابتسامة ولؤم يجعلك تستغرب المكان لكن صاحبنا لم ينتبه اذ غرق في بحر من الاحزان رأته منكبا على وجهه حزينا فمسحت يدها على المريلة في حياء وصمت وركضت لداخل المكان تجلب شيئا او ساورنا الجنون نحن الاثنان احضرت صحنا معدنيا مليئا بالرز الغير مجهز ووضعته برفق عند رأس الفتى المنكب رأى الصحن وبلا تفكير صرخ كما يصرخ من في بلاد الحمير اتهزأين؟ لم اطلب طعاما ولا هذا الرز اللعين! اني هنا ارمي حزنا وامضي الى حيث تدفن روحي ويشوى ضميري امسكت برأسه في تصميم وقالت ارقب الارز ايها الغبي النهيق [١٧/١٢ ٧:٠٤ ص] روز: انظر فيه تمعن للونه الغريب الا يذكرك بشيء تنشده ايها السمين؟ عاد اليه رشده مع الرنين يطبل رأسه بكثير من السين والجيم وقف مذوهلا يشير :كيف صار لونه ذهبيا؟ بل كيف يبدو قديما وجديدا؟ بالله عليك لا تهزئي بفتى نحيل واجيبي بلسان صدق لا بتعليل رمقته بلؤم فاحصة عرفت من اين أنت حضرت وترعرت اهكذا يسئل اهل العوير؟ اما جعلت من المظاهر محدثا ولم تقعد متأملا فيها قد تراها بغير جوهرها ايها الثخين؟ رمته بنظرات النارية وحملت الأرز الذهبي ورجعت قافلة الى حجرها وهي تمتم في غضب وسخرية شديدة اهذا اقصى حدودك يا فتى العربية؟ عاد اليه عقله بعد حين وقد مضت البائعة في طريقها بلا رجعة وقعدت تخدم باق المتفرجين قال في نفسه بعد ان اعيد تفكيره ونظم نفسه وقل سعاله اهذه أنت يا إبنة اللئيمين؟ دخل الى مخزنها الخاص وهي تقف على اعلى السلم تحضن صحنها الثمين ويصرخ فمها بلا صوت اعاد عقلك بعد ان برح في مكان عليل؟ سألها بالله أهي معلمته الغائبة عن العين؟ ولماذا لم تحضري حتى اجدك وارتقي بعلمك وتهدأ نفسي قبل القعدة مكتأبا وقد تخيلت حالي ميتا في بلادي البعيدة هزت رأسها وهي تداعب جنينها الأرز الذهبي اللعين فسألها كيف جعلته هكذا ذهبيا شديدا لا فرق بينه وبين ذهب قصور السمان العرب المتحذلقين قالت وهي تخبئ وجهها في الصحن ابحث عن العلم لا لتقعد وتنتظره ليبحث عنك فلو انك عدت الى بلادك لما عرفت سر الارز المذهب هذا احدى تجاربي معه وبه أستعين في أمور شتى رجوته ان يبقى معي ابد الدهر ففعل الجمائد بيننا تشعر وتسمع الا تعرف بجزر سليمان البعيدة؟ انهم لا يقطعون الشجر الحية فإن ارادو قطع واحدة اجتمعوا عليها مثل سوار اليد وبدأو بشتمها طيلة اليوم العتيق وفي اليوم الموالي تموت حزنا وتبذل بذرتها تشبه تماما البشري الوسيط هكذا أحييته واستمر معي الى الان واليك يكمن باقي اسرار علمي فلا تخبئ لتموت معي ولا تسرى لعبد غبي الفهمِ سألها : كيف علمتِ اني طالبك المنشود وأنت تجلسين هنا بعيدا عن الأعين وتخدمين؟ ألم تسمع يا فتى العربية بنداء يفهمه الاعجمية قاله مدير المكان بصوت رنان هناك مكان منشود يقصده الجمع الغفير بعد لقاء معلمه والرفيق هنا يقصده الجميع ومجيئهم انا استطعت رؤية احدهم مكسور الخاطر منهك القوى جالس في ركن عسير هذا هي طريقتي في التعليم فمن يأس ولم يجدني رحل الى حيث جاء ومن تمسك في أمل ولحق الجمهور الى حيث تتعارف الاسماء وينقل العلم بين العالم والمتعلم فتعال احدثك بعلمٍِ اجهد رواده بما فيه من العلم المعتصمين عن نتائجه ونشرها للعالم اجمع وانا ههنا في مكان جميل اكسر قواعدهم وانشر العلم للمتعلمين فتعال احدثك بالعلِم الجليل فهل حرزتم ما نوعه ايها القراء ام اضع سهما يعيدكم الى حيث بدء اللقاء لتعلموا اي علم حٌدث عنه رزان عتين | ||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|