خبر وفاة جدي
 

عندما استيقظت , فتحت هاتفي المحمول . فرأيت اسم جدي يتصدر " قروبات الواتسب" , فأدركت أنه مات وهذا خبر رحيله . وكنت صائبا في هذا .
لقد مات في الصباح الباكر هذا اليوم قبل حلول الفجر . كنّا البارحة فقط نتسامر أنا و صديقي وقد أطلنا الحديث عن تحقيق النجاحات والانجازات في هذه الحياة . كان يقول لي سأبرع في عمل المواقع الإلكترونية والتطبيقات . لقد كان طَموحا ليصبح ذو شأن عظيم في هذا المجال . أما أنا ولكوني طالب طب عشق تخصصه من صغره فقد كنت أتكلم بحماسة عن أنواع الأمراض وأنواع العلاجات , وعن الاكتشافات التي توصل إليها العلماء فيه. كنا مستمتعين بهذا الحديث الذي يعبر عن حبنا وعشقنا للعلم والإنجاز .
نمت بعدها براحة ورضا ذاتي قلّما يحدث لي أثناء الخلود إلى النوم . فقد كان شعوري كشعور القلب في عالم السمو . شعور لم يأتي بسبب لذة انية كما هو الحال عندما تترقب أكلة لذيذة,, ذلك "الدوبامين" المتدفق كان أحلى وأشهى .
استيقظت ولم يذهب عني ذلك الشعور الجميل , لكن رؤيتي لخبر وفاة جدي في "قروبات الواتسب" وكيف أن الناس تعظم لنا الأجر وتواسينا أفقدتني تلك اللحظات اللذيذة . بكيت بحرقة وتذكرته كيف كان مبتهجاً قبل عدة أيام مضت لمجيئي إليه في مجلسه رغم ما يعانيه من أمراض أتعبته طوال هذه السنوات الاخيرة.
تذكرت في هذه اللحظة ,أني عندما مررت على مجلسه قبل يومين ووجدته فارغاً كئيبا و نافذته المغلقة دائماً كانت مفتوحة وكأن المجلس هُجر منذ فترة طويلة وقد كنت أعلم حينها أنه نُقل إلى المستشفى وأنه سيرجع إلينا كالعادة بعد قضاء وقت للعلاج والراحة هناك, تذكرت أن شعوري الكئيب ذاك كان في مكانه , وأن المجلس قد هُجر فعلا ولن يرد إليه صاحبه أبداً.
أكثر ما يذكرني عنه الان هو صلواته وتسبيحاته العالية وهو يصلي والتي دائماً ما أسمعها عندما أهمّ بالخروج إلى المسجد وكأن ذلك الصوت يخبرني كل يوم أن ليس لك من الحياة إلا هذا فلا تطيل الأمل.
قد كان أملي أن يبقى معنا لسنوات , لكن الموت خطفه منا . كان جزئا منا والان أصبح جزئا من شيء اخر لا أعلم ما هو .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هي قصة حقيقية ام من خيالك
على كل وأنا أقرأ في هذه القصة تذكرت جدي المتوفى منذ سبع سنوات
كنت في عمر العاشرة .... لن أكذب
ومع حبي له لم تسقط دمعة ..كنت مشوشة جدا ... وقد كان العيد"عيد الاضحى"
لم يبقى عليه سوى اسبوع ...
صدقا اشتقت لحكاياه ...عن الاستعمار الفرنسي للجزائر
وعن الشهداء ..وكذلك الحرك"الجواسيس"
وعن عمله عندما كان صغير ...
وعن العشرية السوداء وطفولة أبي...
لتلك القصص رائحة مميزة تكذبني ان قلت اني كنت اشم رائحتها والان فقط حين تذكرتها داعبة رائحتها أنفي ...
على كل قصة جميلة جدا ومعبرة
دام قلمك اخي الفيلسوف
تقبل مروري

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القصة حقيقية , مع بعض الأحداث المختلقة.
رحم الله اباءنا وابااءكم وأسكنهم الله فسيح جناته .
شكرا لك على مرورك الجميل اختي

لكم الصبر والسلوان وغمد روحه الجنان
لاتبقى ممن مضوا الاذكريات فاذكر طيبها وحكاويه لكم وتصدق له وعليه
دومت بخير وراحة بال