07-08-20, 12:08 AM | #1 | ||||
| برقيَّة . إلى ذاك البعيد المقرَّب!و الليلة مقمرة ، بدرُها يتوسَّط السماء المظلمة ، و نجومًا قليلة متفرِّقة تضفي جمالًا مرهقًا بجماليَّته . أهو غريب ؟ أن يكون الجمال مرهق ؟ حسنًا قد لا يكون هناك أحد من قبل اعترف بهذا و لكنه بالفعل كذلك ، لا زلتُ أذكر مرة أني شعرتُ من شدَّة الإرهاق بشيء يشبه الى حد كبير الإنهيار لدى رؤيتك ، انهارت الكلمات أولًا ، ثم الأشياء الأخرى حولك ، ثم الإنجازات الجميلة التي حملتها معي ، ثم انهارت عيناي فضاقت ، و أذناي فانضغطت ، ثم روحي بجلِّها ، انهارت في لوحة جمالك و سالت ، كلطخة ! لقد علمتُ وقتها ان الإستمرار في رؤية روحك عارية من حواجز ظن من حيطان ، من ستائر ، لهي الأمر الذي سيؤدي بي إلى كره العالم بما فيه نفسي ، و استئثارك بالحب جلُّه بالإنهيار المتواصل فيك . أنتَ لست أسطورة أعرف ، أنت فقط شيء حقيقي هذا الهذيان ، واقعي حدَّ الخيال ، أنتَ بالفعل تشبه القمر ، و إن كنتَ لا تعلم … ابتداءً من تواجدك الغير قابل للأفول ، ثم إلى نورك ، ثم إلى دورة الأيام الظاهرة عليك ، مرَّة هلال رشيق آسره و أخرى منتصف حافل ، و الأخيرة بدر واقف في وجه الظلام شامخ ! و أنا أحببتك كما أنت ، و لطالما كنتَ دومًا طور الإكتمال ، فلما اكتملتَ و غبت في منازلك الرمادية ، حتى عُدتَ لدورة تآكلك المهيبة ، و المدمِّرة بجمالها تدميرًا ! أنا لا أقبل ببقائك أبدًا بدرًا ، و لا ببقائك دومًا هلال ، أنا أبغيك قمرًا منيرًا كيف كان ، و كيفما بدا .. قمرًا منيرًا باردًا رغم ما بين منازله من دفء عامر . و أكتبك بينما تقف على النافذة ، هل أكذب إن قلتُ بأني ذُعِرتُ من تكشُّفي مقابلك بدون حواجز بيننا ؟ لن أكذب ! و هربتُ إلى النافذة ، حيثُ وقف الشباك منيعًا حريصًا ، حيثُ أطلَّيتَ بهيبة على نافذتي ، و استرقت قلمي فكتبتَ نفسك على أوراقي ، أوراقي الممتلئة بك ، أوراقي التي ما شهدت طقوس حياة كما أفعل بها عندما أكتبك ، آه عذرًا أنا لا أكتبك ، أنتَ تكتب نفسك بداخلي على الدوام كما تعرف . أيا أيها القمر المنير . و بعد أن صار بيننا شباك ، و نبتت بيننا الأشواك ، ملأ حبُّنا الأفلاك ، و صرنا نهيم و نسيل ، و نغيب و نبين ، فأنطفئ في حرقتي ، و تشع بقارسيتك ، من هي النجمة التي لمعت بجانبك ؟ إنها نجمة جديدة ، و نحن الإثنان نعرف ، و نحن الإثنان نتظاهر بأننا لا نعرف ، و نحن الإثنان نتباكى من خلف اللامعين بجانبنا ، و نحن الإثنين نؤدِّي الموت بطريقة فريدة ، و نحن الإثنان في ترصُّد لنوبات الإنهيار . نحنُ الذين عشقنا السقوط ، و أخلصنا للإنهيار ، نبحثُ عن مطارق ، عن كتل هاوية ، و أجراف ، أو حتى علو جيِّد كي نسقط بشكل مؤكَّد ! أنا التي خشعت لانهيارات الجمال ، أنتَ الذي شهدت انهيار الظلام في وجه الصباح المشرق و الشمس الحارقة ، نحن من عاش تفاصيل الإنهيار فقدَّسها ، نبحث عن انهيارات أقوى ، انهيارات أكثر احتفاءً ، أكبر حجمًا و أعمق أثرًا في أنفسنا ، من أين نجد لنا انهيارات و هذا الثبات لا ينقضي ، و هذا الوضوح لا ينتفي ، و هذا العالم لا يحتفي بالإنهيار ؟! عزيزي يا صاحب الركن المضيء : متى نعود لمشاهد الإنهيار حتى تقشعر أجسادنا من جديد ، حتى نرتجف من هول منظر بديع ؟! و يا ذلك القمر المنير : متى نلتقي مجدَّدًا ؟ أنا الشفق الأحمر ، و أنتَ البدر الجميل ؟ منازلك في سكون موحش رهيب ، أفقي في احتراق مكفهر باهت ، عُد . لننهار معًا ، عُد لنرمِّم سقوطنا على بعضها مجدَّدًا ، انهيار شفقي بنورك ، و بدرُك باحمراري ! و هذا اليوم كحليٌّ منطفئ ، ينقصك بدون نوافذ ، و بانهيار هائل … الشفق الأحمر الذي ما انفكَّ ينتظرك على شكل انهيار باذخ : آس . | ||||
08-08-20, 01:34 AM | #3 | ||||||||
نجم روايتي ونبض متألق بالقسم الأدبي وبطلة اتقابلنا فين
| أوافقك الرّأي يكون الجمال في أحيانٍ كثيرةٍ مرهقاً إلى حدٍّ بعيد فلا نعود قادرين على احتوائه أو إطلاقه . نادراً ما تكون انهياراتنا أشدّ جمالاً من آلامنا و عواصفنا المتخمة بشحنات من المشاعر و الأحاسيس المتراكمة و التي اكتفينا برميها عميقاً في مكان ما بعمقنا حتّى فاضت و طفت على أعيننا و صفحات وجوهنا لأنّا ما عدنا قادرين على كتمانها ما عدنا قادرين على احتوائها و تناسيها,, و أعيد القول يا آس أنّ هذا الألم المختلط بالجمال الذي تطرحينه هنا متوازنٌ تماماً و عادلٌ إلى حدٍّ لا يجعله أبداً مؤلماً أو متعباً بل على العكس تماماً, أجده لطيف كنسيم و رقيق كغصن شجرة مزهرة و رفيع, لكِ منّي عزيزتي كلّ الحبّ و التّقدير🌹🌺❤ | ||||||||
09-09-20, 07:18 AM | #4 | ||||||||||
مشرفة الأدبي،المجلة الشبابيةوعالمي خيالي وشاعرة ،نبضٌ متألّق ومميز وحي الكلمة ومحررة ورئيسة الجريدة، كاتبة،قاصة ،مدققة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام ،راوي القلوب،ملهمة كلاكيت
| سلمت سوسو على ما خطت أناملك | ||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|