نبضات مسروقة -قلوب أحلام قصيرة- [حصرياً] - للكاتبة آية أحمد *مميزة*كاملة https://upload.rewity.com/do.php?img=165399 صباح/مساء الخير للجميع... دي أول مرة أنشر في قلوب أحلام و أتمنى أن تتقبلني القلوب هنا و أكون ضيف خفيف عليكم... إن شاء الله أول خطواتي هنا حتكون قصة قصيرة بطابع مرح رومانسي آملة أنها ترسم بسمة على وجوهكم... نبضات مسروقة فلتكوني بداية لطيفة لي هنا... شكر كبير من قلبي للجميلة أم زياد اللي شجعتني على التواجد هنا و اللي دايما متواجدة في معظم خطواتي ممتنة لكِ حبيبتي... شكر كبير ل noor 1984 على التصاميم المميزة كتابة وتدقيق:: آية أحمد تصميم البنر الإعلاني::Gege86 تصميم الغلاف والفواصل وتعبئة وتجهيز الكتاب الالكتروني:: noor1984 إشراف القصة:: Fatima Zahrae Azouz بعد انتهاء القصة قراءة ممتعة لا تحرموا كاتبتنا من تعليقاتكم أستودعكم الله التي لا تضيع ودائعه |
مبارك ايوش وأول تهنئه اهوه 😁 |
صباح الخير مرحبًا بك آية في قلوب، متحمسة لقصتك واثقة أنها ستكون رائعة كالعادة نوور متألقة في تصاميمها، سلمت أناملها تحياتي وودي |
الف مبروووك يا اية وبالتوفيق دائماً ان شاء الله متابعة معاك حبيبتي 😘😘😘😘 |
الف مبروووووك آية 😘🌹🌹🌹🌹🌹 ان شاء الله بالتوفيق والتميز لقصتك ❤❤ متابعة معك ان شاء الله ..✋❤ |
الف مبروووك يا يويو بانتظارك ان شاء الله😘❤❤ |
ايه المفاجأت الحلوة دى مليون مبروك ياجميل واضح انها نوفيلا ظريفة وكوميدية فى انتظارك ان شاء الله ياقمر |
اليوم التالي... يجالسها في هذا المطعم الصغير الخاص باللحم!!... يناظرها امامه تجلس بشهية مفتوحة بعدما طلبت ما تود اكله... لقد ذهبا قبل قليل لمحل بصريات و اشترت له نظارة عوضا عن التي تهشمت... و بعدها اخبرته انها تود دعوته على الطعام لكنه لم يكن يعرف انها ستجلبه هنا بالذات... تلاقت عيناهما فرفعت حاجبيها تسأله بتهكم... (ما بك هل تشعر بالقرف يا خيبة؟!) حرك ياقة قميصه القطني بحرج يقترب من الطاولة قائلا... (لا ابدا لكني متعجب من قدوم فتاة مثلك الى هنا بل و تطلبين الطعام بتلذذ عجيب) استندت مثله على الطاولة تقول بصدق... (لو جربت طعام عم "عطوة" لن تقول ما تقوله... الرجل أحسن رجل في البلد يطبخ لك لحوم الجاموس و البقر بطريقة سحرية) هز رأسه تفهما لها و حينما لمح النادل يقترب بصينية الطعام ابتعد كما فعلت هي يفسحا له المجال... رص الاطباق امامهما لتضيق عيناه بقوة غير مصدقا بالمرة انها ستأكل هذه الاجزاء من البقرة... امسكت الملعقة تسكب في طبقها بلهفة و تأكل بشهية نهمة عجيبة... راقبها بحاجب مرتفع و حينما لاحظت توقفه عن الأكل تركت ما بيدها تهز رأسها بسؤال متحير... (ماذا مجددا هل ستظل تحملق في خلقتي هكذا و تترصد كل لقمة اتناولها؟!) هز رأسه بحرج فتحركت يدها لتختار له ما سيأكله على ضمانتها...همهمت بتفكير حينما حلت يدها فوق طبقا ما... (اممممم.... لا أظن لحم رأس البقرة هو الخيار الأمثل) تنقلت يدها لطبق آخر فهمهمت من جديد... (و لا حتى امعاء البقرة تُعد في حالتك خيارا صالحا) نظرت له يتمعن في وجهها لتقول بلهجة مُستفَزَة منه... (أنت تحتاج لشيء يرمم عظامك اللينة و يبدل الهواء داخل عضلاتك المزورة هذه بالأعصاب و الشحم) عادت تنظر للطبقين المتبقيين أمامهما تقول... (لا هذا ثقيل جدا عليك تناوله اولا اصلا ربما لو عرفت اي جزء هو في البقرة ستموت حرجا..) ابتسم دون ان تلاحظه و كأنه يستمتع بمراقبتها و حيرتها في اختيار طعام له... صاحت بنزق غاضب بينما يدها تسحب هذا الطبق الساخن نحوه... (و كأنك طفل صغير اقسم بالله و ابحث لك عما يلائم عمرك!!!... خذ يا رجل و اشرب هذه بتلذذ علَّها تعيد ترتيب هرموناتك من جديد) الطبق أمامه كان هلامي الشكل دون مبالغة فسألها بتوجس... (ما هذا؟!) التقطت قطعة لحم بيدها تحشو بها فمها قائلة... (انه حساء سيقان البقرة يا رجل ألا تعرفه؟!) دفع نظارته الجديدة للداخل كي لا تنزلق قائلا... (أعرفه بالطبع لكن هذا مختلفا... يبدو كشيء رخوي مقرف) رفعت نظراتها له بفم ممتلئ تقول باشمئزاز منه... (مقرف!!!... لا يا ناصح ليس مقرفا هو هلاميا بسبب هذا) التقطت الملعقة تصطاد قطعة من ساق البقرة ترفعها أمام وجهه... ادخلت طرف الملعقة الرفيع في فجوتها تخرج اشياء بيضاء رخوية تقول... (هذا نخاع العظم يبدو دسما و لذيذا... هيا تناوله فهذا مشروب الطاقة للرجال) كبح ضحكته على مظهرها الفوضوي... ليتناول الملعقة و يبدأ في شرب حساء سيقان البقرة اللذيذ من وجهة نظرها!!!... * * * * * بعد فترة... تحسس فوق بطنها اثناء سيرها جواره في الشارع تقول بلهجة تخمة راضية... (معدتي امتلأت تماما... كلما أحب أن ادلل نفسي آتي الى هنا و آكل) ضحك بخفوت يهز رأسه قائلا... (اوه حقا الأكل كان شيئا خياليا!) توقفت تناظره بعدائية قائلة... (تسخر مني؟!) توقف يقابلها ببسمة صغيرة قائلا... (ابدا يا معلمتي... صحيح متى ستحين حصتنا الثانية في الملاكمة؟!... و بالمناسبة تلعبينها بشكل محترف) ضحكت بسخرية مستهزئة تستكمل سيرها قائلة... (هل يزال في عظامك جزءا لم يتهشم بعد؟!... لقد اكتسحتك بالأمس!!) صدر صوته المصمم يقول... (أريد أن اتعلم) تأففت بنزق لتتوقف ثانية تضع يديها فوق ذراعيه تقول بنبرة غريبة و قد تلبست دور الحكماء و الناصحين.... (يا بني مجال السرقة ليس مجالك صدقني ابحث لك عن عمل غيره… مثلا اعمل كمهندس حاسب آلي تبدو وسيما بنظارتك الغبية هذه و غرة شعرك اللعينة) اتسعت بسمته ليقترب منها ينحني حتى واجه وجهه وجهها فقال بهدوء سمج... (لا لقد أحببت العمل معكِ معلمتي) هتفت بغضب في وجهه... (تبا لك أنت و معلمتك) و قبل أن يشتد الشجار بينهما استمعا لصوت رجل مخيف يقول بنبرة غدر... ( و أخيرا يا حُسنة تقابلنا... لي عندكِ ثأر و لا بد من أخذه) لقد لاحظ انتفاضتها حينما سمعت صوت هذا الرجل الاجرامي... انتبه لهمستها الخافتة بينما تتراجع للخلف... (إذا أردت أن تعيش أركض بكل قوتك) شعر بعظم الأمر فتجهز لأن يهرب معها من هنا... ركضا فورا من أمام الرجل الذي اهتاج غاضبا فصاح في رجاله ليركضوا خلفهما... (من هؤلاء؟!) صوته اللاهث يسألها بعدم فهم لكل ما يدور الآن... انهما يركضان بلا توقف و يدخلان في شوارع جانبية بلا نهاية... الرجال خلفهم تبدو نيتهم خالصة في القبض عليها... صدر صوتها المتعب المتقطع تقول... (هؤلاء... يريدون القبض... عليّ لأنني... نصبت عليهم ذات... مرة) توقفا فجأة حينما انتهى الشارع الضيق بحائط سد... نظرا لبعضهما بعدم تصديق و لا يعرفان حقا ما هي الخطوة التالية... صوت هرولة الرجال بات واضحا جدا فتيقنا من اقترابهم منهما... التفتت بأعين مضطربة تراقب الشارع بتفكير سريع... عليها الهرب منهم لو امسكوا بها لربما ضاع كل شيء... استمعت الى صوته الغريب الذي بدا متحفزا و واثقا من قراره... (تعالِ الى هنا و دعيني ارفعكِ) عادت تنظر له فوجدت كفيه متشابكين و ممدودين اليها كي تتسلق فوقهما و تعبر الحائط... استحسنت فكرته فأسرعت اليه تستند على كتفه و ترفع قدمها فوق كفيه و قبل ان يدفعها للأعلى شددت من تمسكها بكتفه تنظر في عينيه من خلف نظارته تقول بجدية... (إذا رفعتني من سيرفعك أنت؟!... هكذا سأتركك لهم!!) صوته كان آمرا بجدية تامة... (لا تهتمي بي هيا اقفزي) رفضت و كادت تنزل قدمها ارضا لكنه اسرع في تشبثه بها ليقذفها دون رغبتها الى اعلى الحائط... صرخت به تعنفه رافضة تركه يواجه هؤلاء الرجال لكنه أصر بالقول انه سيجد طريقة ما و يلتقي بها... بوجه متوتر عبرت الحائط الى شارع ضيق آخر لا يوجد به أحد... هل ستكون غريبة لو قالت انها خائفة؟!... لكنها كذلك بالفعل غير شعورها بالذنب تجاه "خيبة"... يا الهي انها لم تعرف اسمه الحقيقي بعد؟!... اتخذت خطواتها في هذا الشارع بحذر و ترقب و كانت محقة فلا تعرف من أين ظهروا هؤلاء الملاعين... ابتلعت ريقها بوجل تتراجع للخلف و نظرة الرجال لها منتصرة مخيفة... همهمت بصوت مهتز بقلق... (دعونا نتفاوض قبل أي شيء ليست رجولة أن تضربوا امرأة) ضحك الرجال بتهكم و كأن كلماتها لم تُقال... يتقدمون و تتراجع... تحاول ايجاد مخرج بوضع بعض الحلول لكنهم يرفضون... حتى تعثرت قدمها في هذا النتوء الغير مستوي فوق الأرض و وقعت لتصطدم رأسها بقوة فيها... تأوهت بوجع حقيقي و قد رفعت رأسها تراقب الرجال الذين لا يزال يتقدمون... قلبها في هذه اللحظة انقبض رعبا و قد ظنت انها هالكة لا محال... كادت تصلها يد واحد منهم لكنه ابتعد عنها بفعل هذه الركلة القاسية التي نالها من.... خيبة!!!!! اتسعت عيناها بقوة و هي تراه قد أتى لها... يضرب الرجل بقوة و قسوة و كأنه مصارع محترف... حركاته سريعة و ضرباته قاضية هل حقا هو نفسه خيبة ذو الغرة اللعينة؟!!!... بعدما اوسعهم ضربا فروا هاربين من امامهما ليتجه هو نحوها يمد كفه لتلتقطه و تستقيم... جذبه لها كان قويا مما جعل حركتها تختل و تكاد تسقط لولا ذراعيه... حاوطها بينهما لتتقابل الأوجه و تلامس البشرة الانفاس... تغوص الاعين في جولة تعريفية لملامح كل منهما... انه يبدو رجوليا أكثر دون نظارته الغبية... غرته تتطاير مع نسمات الهواء فتسمح لجبهته ذات الخطوط المتعرجة بفعل الغضب أن تظهر... هل هذا حقا خيبة؟!!!... تنحنح بقوة ليبعدها عنه حينما شعر بأن عينيها قد اثرت عليه كليا... بعدما دفعها بعيدا عنه امتقع وجهها قليلا خصوصا حينما عاد لحركات الفتاة العذراء الخجولة من جديد ... انحنى يلتقط نظارته التي سقطت اثناء الشجار و يضعها فوق عينيه يناظرها بترقب قلق... توجس حينما اقتربت منه تضرب ذراعيه بقوة قائلة بنبرة سعيدة فخورة... (لم لأكن اصدق لولا انني رأيت بأم عيني... لقد اتى حساء سيقان البقرة بثماره يا خيبة... اصبحت بطلا منذ طبقك الاول... أرأيت نصائحي ماذا تفعل؟!) بهتت ملامحه بغباء يراقب هذه المعتوهة التي تصدق ان حساء سيقان البقرة مده بالقوة... همهم من بين اسنانه بخفوت... (و الله لا يوجد بقرة هنا غيركِ!!) انتبه لصوتها الحماسي حينما قالت... (انظر لقد اعجبتني قوتك التي هي في طريقها للنمو لذا سأساعدها و اتبنى موهبتك المدفونة... سأستمر في تدريبك و غدا مساء ستأتي معي في اول عملية رسمية لك) شعور بأنه بات قريبا مما يريد جعله يبتسم قائلا بحماس... (جيد جدا) تحركت امامه في الشارع تقول بعزة نفس و خيلاء... (لا داعٍ لتشكرني على تفعيل وضع الرجولة بداخلك... كله بفضل حساء سيقان البقرة من العم عطوة) ضحك بخفوت يراقب مشيتها الصبيانية قائلا بسخرية... (أكيد يا له من حساء فعال!!!) * * * * * * اليوم التالي مساءً في أحد الملاهي الليلية... حسنا تعلم منها ان اول قاعدة لهما معا هي ألا يسأل ماذا يحدث لكنه حقا لا يعرف ماذا يحدث؟!!!... ها هي تقف جواره بكامل اناقتها التي اظهرت انوثتها بصورة مفرطة دفعته للتحديق بها طويلا حينما ظهرت امامه... عيناها تراقب شخصا بعينه طوال الوقت و تدرس خطواته جيدا لكنه لا يعرف السبب... مال على اذنها يسألها بخفوت... (لماذا نحن هنا؟!) حدقته بغضب جعله يتراجع و يعدل من وضع نظارته فصبغت بسمة مفتعلة تلائم الاجواء هامسة... (ما بك تسأل نفس السؤال منذ جئنا؟!... اسمعني ان لم تحفظ قواعدي سأتخلى عنك) تنهد بصمت بعدما منحها نظرة غير مطمئنة... مطت شفتيها بضيق فحاولت ان تخفف من تفكيره و تلهيه في شيء ما فقالت بنظرة تقييمية... (تبدو وسيما بهذه الملابس العصرية... فقط لو تنزع نظارتك و تقصر غرتك هذه ستكون رائع) مال عليها يقول ببسمة سعيدة... (هل حقا اعجبتك؟!) اومأت تجيبه ببسمة مجبرة شاكرة ذكائها في تغيير تفكيره عن سؤالها كل فترة... (بالطبع... ربما تخرج من هنا منتصرا بفتاة ما) انهت كلامها حينما لمحت الرجل الذي تراقبه يبتعد عن طاولته... وقفت بسرعة تقول له بلهجة آمرة... (سأذهب للحمام ابقَ هنا و لا تتحرك) راقبها حتى اختفت ناحية الحمام فعاد ببصره الى طاولة الرجل المقصود فلم يجده... توجس حينما لمح احد حراسه يتحركون في نفس الاتجاه الذي سلكته هي قبل لحظات... تسحبت بخطوات هامسة تتنصت على الرجال بالداخل و تستمع لكل ما يقولونه بشأن عملية سرقة كبيرة ستكون ضربة قاصمة للشرطة التي لم تفلح للآن في ايجاد طرف الخيط لوكرهم او رئيسهم... اخرجت من حقيبة يدها الصغيرة كاميرا تلتقط صورا لهم في كل الاوضاع و عقلها يخزن كل ما تسمعه كمعلومات هامة جدا... دون قصد تحركت فاصطدمت بصندوق قمامة موضوع خارج الغرفة مما جعل من بالداخل ينتبهون لوجود غريب بينهم... فزعت حينما تجهز الحرس للبحث عن المتلصص.... دست كاميراتها في حقيبتها و هرولت بخطوات سريعة تبتعد عنهم... و قبل ان تتخذ منحنى جانبي استمعت لصوت حارس منهم يقول... (انها فتاة تعالوا الى هنا...) جفت الدماء في عروقها و لا تعرف أين المفر... وقفت في نهاية الممر تفكر بجدية كيف تتخلص منهم لكنها جُذبت بقوة لزاوية صغيرة مظلمة نوعا ما تحوي عددا من عاملات الملهى مع بعض الزبائن السُكارى... ارتفعت عيناها بخوف لتصطدم بوجه خيبة المتحفز و الذي أشر لها بأن تصمت كي لا تجذب الانظار... اخرجت رأسها للخارج تراقب الحراس فوقعت عينيها على ثلاثة منهم مما دفعها لأن تشهق بجزع و ترجع للخلف... سمعت اصواتهم تقترب فالتفتت تقول له بجدية (قبلني) (ماذا؟!) سؤاله كان مصدوما لكن صدمته هذه لا تساوي شيئا بصدمته التي تلتها... لقد جذبته من قميصه بقوة لتلصق شفتيها بشفتيه و تغمض عينيها راجية ان تنطلي خدعتها هذه على الحراس فيظنوا انها من عاملات الملهى...لم تكن قبلة مطلقا فقط تلامس شفتيه بشفتين ترتعشان رعبا... عيناها المغمضة ترتجف من الخوف و يدها المتشبثة بقميصه لم تكن سوى طلبا للعون... عيناه توجهت خلفها يحدق الحرس الذين وصلوا بنظرة مخيفة جعلتهم يعتذرون برؤوسهم عن مقاطعة أحد الزبائن لما يفعل... عاد ببصره لها لتلين تلك النظرة المخيفة و تتحول لأخرى متفحصة... وجهها قريب للغاية منه و انفاسها تختلط بأنفاسه فتذيب جزء ما بداخله... جزء لولا شخصيته لظن حقا بأنها نجحت في نيله... نبضاته تعالت متزامنة مع ارتعاشها قربه و قد كانت نبضات مسروقة نجحت في سرقتها هذه اللصة الجميلة... تحركت يداه فوق ظهرها يقربها منه ببطء متغاضيا عن رجفتها المحسوسة... اغمض عينيه على صورة وجهها الخائف لتتعمق قبلته دون شعور منه... انتفاضتها تحت يديه شعر بها لكنه كان اضعف من ان يبتعد... زمجرتها الشرسة سمعها لكنه لم يتمكن من اخراجها من بين يديه... دفعته بقوة للخلف تخلص نفسها منه فابتعد بشق الأنفس يناظر وجهها الغاضب بخجلها المميت... تحركت يدها تمسح شفتيها بحدة قائلة بصوت هادر.. (أيها الدنيء مستغل المواقف من تظن نفسك؟!!!...) كان ثملا بمذاق قبلتها فظل صامتا لفترة... و بعدها اتسعت بسمته بقوة ليقول بهدوء... (كنت اجاري خطتك فقط!) اقتربت منه تضربه بعنف فوق صدره تهدر... (لا بل كنت تستغل الموقف ايها الشاذ اللعين) اتسعت بسمته اكثر فاقترب بوجهه منها لتنكمش هي بحرج فيهمس... (هل لا زلت شاذا في نظركِ بعد هذه القبلة؟!) توترت ملامحها فأبعدت عينيها عنه تقول بتلعثم... (ما بك فقط بالأمس كنت تتلمس طريق تصحيح مسار رجولتك؟!!!) عاد للخلف يضحك قائلا... (الحق يُقال كله بفضل حساء سيقان البقرة من العم عطوة) مال مجددا اليها يأسر وجهها بنظراته الغريبة هامسا... (لقد نفعني جدا يا معلمتي... طبق واحد فقط فعل بي الاعاجيب منذ الأمس و أنا اشعر بتغيرات رهيبة بداخلي) خفت صوته أكثر ليكمل... (و رغبات ذكورية تتفجر داخلي و تجعلني أود لو...) (سأقتلك لو اكملت حرفا واحدا بعد هذا) جملتها التحذيرية جعلته يبعد عنها كاتما ضحكة ملحة... يدها تقبضت فوق حقيبتها تقول بنبرة دفاعية رغم توترها آمرة... (عد لبيتك بمفردك لدي عمل هام و لا تفكر أن تتبعني كما فعلت قبل قليل) رفع حاجبيه بتعجب يسألها... (ألم أنقذكِ منهم؟!) احمرت خجلا لتصيح به... (بل كنت تتصيد الفرصة المناسبة لتمارس تلك الرغبات الذكورية المقرفة ايها اللعين...) كمم فمها بيده بعدما جذب صوتها النظرات لهما... هز رأسه متفهما حرجها الذي تمر به فهمس ببسمة خبيثة... (حسنا لكِ ما تريدين لن اتبعكِ فأنا متخما الآن بشعور قبلتكِ و الحركة ستكون صعبة عليّ) زمجرت اسفل كفه لتضربه بحقيبتها بقوة في جانبه مما جعل ضحكته تعلو مجددا... ابعد يده يناظرها بعينين غريبتين ثم يلوح مودعا إياها تاركها تتهاوى خلفه بضعف لم تمر به من قبل لتغمغم بخفوت بينما تلامس شفتيها... (فقط كان بالأمس مجرد خيبة ماذا حدث له؟!!!) * * * * * |
منتصف الليل... واقفا في نهاية الشارع مرتديا قبعة سوداء يراقب هذه التي جاءت بقدمها للرجال الذين كانوا يطاردوها بالأمس... لقد رأى نظرة الشر في عيونهم في بادئ الأمر لكنها احتوت غضبهم بطريقة ما لا يعرفها... تكلمت معهم لفترة من الوقت ثم اعطتهم شيئا ما و ها هي تحيّهم و ترحل!!!... اتجه اليهم بوجه متجهم يسألهم دون مماطلة... (ستقصون لي كل شيء حدث قبل قليل؟!) بسمتهم المتهكمة جعلته يخرج سلاحه من اسفل ملابسه يوجهه اليهم قائلا... (ستقصون الحكاية كاملة بما يرضي الله أم اسمعها منكم بما لا يرضي الله) توجسوا خيفة من سلاحه فتقدم كبيرهم يقول... (ألم تكن معها بالأمس لا بد من انك تعرف عن نيتها؟!) ضيق عينيه يسأله بترقب... (عن أي نية تقصد؟!) ابتلع الرجل ريقه يقول... (اسمع نحن لم نكن نعرف حقيقتها غير الآن ... لقد جاءت تعيد لنا الأموال التي سرقتها منا و تطلب مقابلها عنوان لبيت الرئيس يبدو تحتاج اوراقا هامة من هناك) انصت لباقي الحكاية و قد اتسعت عيناه بصدمة ليدخل سلاحه مجددا و يهرول خلف هذه المتهورة... (ايتها الغبية المتسرعة من تظنين نفسكِ؟!!) * * * * * في بيت الرئيس... زفرت نفسها برضا بعدما دلفت البيت بسهولة... تحب مهارتها و ليونتها العالية هذه جدا... توجهت الى مكتبه كما وصف لها الرجال قبل قليل... امتدت يدها تقلب في اوراقه حتى وصلت لما تريد بعد فترة ليست بقليلة... دست الاوراق داخل قميصها الداخلي و توجهت الى النافذة لتخرج لكن صوت سيارة الشرطة اوقفها... جزعت ملامحها بقلق فحاولت الخروج دون خطة محكمة كل ما تفكر به انها حصلت على ما تريد و ستفضح أمر هذه العصابة... تعلقت فوق الشجرة القريبة من نافذة المكتب و لكنها لم تحسب حساب كلاب الشرطة التي نبحت حينما لمحتها... قلبها انقبض بعدما سمعت امر الضابط المخيف... (سلم نفسك المكان كله محاصر) * * * * * في قسم الشرطة... دفعها الضابط بقسوة داخل المكتب لتتوقف خطواتها امام الرجل الجالس يوليها ظهره... ابتلعت ريقها بوجل رهيب خوفا من القادم... انتبهت له يتحرك بكرسيه و حينما وقعت عيناها عليه اتسعت بصدمة جلية كحاله هو ايضا لتهمس بحروف قلقة... (أبي!!!) صدمته كانت كبيرة للغاية... هذه الفتاة الهوجاء الصبيانية المندفعة بلا تريث ما الذي ورطها في أمر عصابة السرقة هذه... و الله سيموت يوما بسبب ابنة مثلها... (ماذا تفعلين هنا إيلاف؟!!!) زفرت بتوتر تقول... (بل لماذا من بين كل رجال الداخلية يحقق معي أبي؟!!!) ضرب المكتب بقبضته يقول.. (إيلاف جاوبي سؤالي!!... بهدوء اريد ان افهم ما دخلكِ أنتِ بهذه العصابة) بللت شفتيها تتجهز للإفصاح عن جريمتها التي ستودي بحياة والدها... (أبي تعرف بشأن جريدتي الجديدة و التي لا تزال مغمورة حتى الآن... لقد وقعت اوراق العمل الخاصة بك تحت يدي ذات مرة و ما فهمته انكم تبحثون عن عصابة سرقة و تترصدون حركاتهم... فكرت انه لو تمكنت من القبض عليهم و فضح امرهم قبل اي أحد سيكون سبق صحفي حصري لجريدتي و ستفتح الشهرة لي ابوابها... لذا تنكرت كلصة و دخلت بينهم و كدت اصل للمعلومات الهامة لولا القاء القبض علي الليلة!!) رفع الرجل كفه يضعه فوق صدره بتعب قائلا... (سأموت بسببكِ... ما دخلكِ أنتِ بكل هذا كيف تعرضين نفسكِ للخطر هكذا؟!!!) تكلمت بجدية تدافع عن عملها... (انا صحفية يا أبي و هذا واجبي ان اكشف الحقيقة... تخيل معي لو تمكنت مع حصد هذا السبق الصحفي سأصبح اشهر صحفية في البلاد) (بل ستصبحين متهمة بقضية سرقة و مسجونة خلف القضبان) صوته المهدد جعلها تتوتر و تسأله... (بالتأكيد لن تسجن ابنتك يا أبي... كنت اساعدكم اقسم لك و اساعد نفسي لأنجح في مهنتي... أبي انا لست لصة فلمَ ستلقون التهم عليّ كما انه كل ما سرقته من الناس اعدته ثانيةً لهم من مالي الخاص يمكنك سؤالهم بنفسك!!!) استمعا الى طرقات الباب اثناء حديثهما فأذن والدها للطارق بالدخول... اتسعت عيناها بصدمة اكبر حينما رأته هو امامها... مختلفا تماما عن صورته التي عرفتها... يصفف شعره للخلف و قد اخفى غرته اللعينة... لا يرتدي نظارته الطبية الغبية... ملابسه تحولت تماما لشيء رسمي مهيب... حتى ملامح وجهه و صوته الذي خرج منه بينما يؤدي تحية والدها بشكل رسمي... (إذا سمحت يا فندم انا هنا لأجل هذه الصحفية هي ليست لصة و هذا ما عرفته قبل قليل) صوت والدها خرج ليزيد ذهولها... (لا بأس رائف فأنا خير من يعرفها جيدا) ضيق رائف عينيه يسأله بترقب... (عفوا؟!) تنهد والدها يقول... (انها ابتلاء الزمن لي... ابنتي إيلاف) اتسعت عيناه بصدمة حقيقة يهمس... (ابنتك!!!) تدخلت هي تقول بلهجة تعاني الغباء... (لحظة من فضلكم من هو؟!) تكلم والدها بينما يقف من خلف مكتبه... (هذا المقدم رائف تم تعينه في مهمة سرية ليكشف لنا العصابة لكننا لم نكن نعرف انكِ ستكونين هناك كفرد منهم!!) همهمت بمفاجأة... (مقدم... و اسمه رائف!!!) اتجه والدها نحو الباب يقول بأمر... (رائف هذه المتهورة بالتأكيد حصلت على شيء مهم من بيت رئيس العصابة سأدعها لك لتعرف ماذا معها... أما أنا سأتابع سير مطاردة القوات للعصابة اعتقد الليلة سنتمكن منهم) اومأ له بجدية ليخرج والدها من المكتب فتتبع هي وقفته المهيبة بعينيها... ابتلعت ريقها حينما رمقها بنظرة تخيف فأسرعت تجاه الباب تنادي بوجل... (أبي... انتظر لا تتركني معه) اوقفها حينما قبض على يديها بقوة يسحبها تجاهه قائلا بهدوء يرعب... (هنا لا يوجد أبي... هنا الكل سواسية أمام القانون) ابتلعت ريقها تهمس بقلق... (ماذا ستفعل خيبة أقصد رائف؟!!) ضحك بتسلي يقول... (كل خير... معلمتي) * * * * * بعد ساعتين... يكاد يشد شعره من الغضب... تجلس أمامه في غرفة مكتبه التي لا تحوي سواهما... يحاول مرارا ان يستخرج منها معلومة واحدة لكنها عنيدة... تخبره بأنها لن تمنحهم تعبها الذي غامرت لأجله و لأجل اسم جريدتها... شدد فوق شعره يقترب بجسده منها قائلا... (إيلاف الأمر ليس مزحة دعيني اطلع على الأوراق التي قلتي انكِ وجدتها) هزت رأسها رفضا و وجهها المتذمر يزيدها حلاوة بات يلتقطها بسهولة... مال كثيرا قرب وجهها يهمس... (لو لم أصل للورق سأعيد قبلتكِ لي اليكِ) انتفضت فوق الكرسي فوقفت سريعا تبتعد عنه قائلة بتحذير... (فقط افعلها لأخبر أبي عنك!) اعتدل يتجه نحوها ببطء متلذذ بنظرة الخوف في عينيها حتى حاصرها عند الحائط... رفع ذراعه جوار رأسها ليميل بوجهه قائلا... (وقتها سأخبره انك من طلبتي القبلة) ابعدت وجهها للجانب الآخر تهمس... (كانت حالة طوارئ ألا تفهم؟!) تحرك وجهه مجددا اليها ليرفع ذراعه الآخر يحاوطها تماما قائلا... (و هنا ايضا حالة طوارئ... يبدو أنك لا تعرفين ان الضباط يمتلكون وسائل عدة لاستخراج المعلومة من المتهم) احتدت نظرتها التي واجهت عينيه الآن لتهمس بشراسة... (المسني فقط مرة و سأجعلك تندم لا تنسى أنني اجيد الدفاع عن نفسي) زادت بسمته بتسلية يقول بتعجب... (من قال سألمسك أنا فقط... سأقبلك) ابتلعت ريقها بحرج تدفعه بعيدا عنها و تتجه مجددا نحو الكرسي... كادت تجلس عليه لكنه جذبها بقوة لترتطم بصدره تتأوه بصوت مسموع... مال جوار اذنها يهمس بخفوت... (ها ماذا تختارين قبلة أم تسليم الأوراق؟) عاندته تقول بتحدٍ... (لا تستطيع تقبيلي) اخرسها بقبلة طويلة فوق وجنتها لتتسع عيناها بتوتر... ابعد وجهه يراقب وجهها المضطرب فيتجه نحو وجنتها الأخرى يمنحها قبلة اكثر دفئا من الاولى... انفاسها تعالت بصورة واضحة فتراجع للخلف ينظر لشفتيها و يتقدم منها ببطء جعلها تقول بتلعثم.. (لو فعلتها صدقني... سأوسعك ضربا) همس بخفوت... (هاتِ الورق و لن افعلها!) هدرت به بغضب... (لا يعني لا) مط شفتيه بلا حيلة يقول.. (إذًا لا تلومين سوى نفسك!) اقترب منها بنية واضحة في تقبيلها... اغمضت عينيها بغضب لتهتف بزمجرة لاعنة... (ايها اللعين... حسنا سأمنحك الورق فقط ابتعد عني) ابتعد بنظرات دافئة يراقبها توليه ظهرها و ترفع بلوزتها تستخرج الاوراق من تحتها... التفتت تمد يدها بنزق له فقال مشاغبا... (مكان رائع للإخفاء) احمرت خجلا مما دفعه ليتقدم منها قائلا بوعد صادق داعب قلبها... (لن اسمح لمجهودكِ ان يضيع) منحها قبلة اخيرة بين حاجبيها ليتحرك بعدها بالأوراق خارج الغرفة تاركا إياها خلفه بقلب يخفق... * * * * * بعد أيام.... حفل رسمي يتم فيه تكريم فريق العمليات الذي تمكن بقيادة المقدم رائف من القبض على عصابة السرقة و التخلص نهائيا منهم... وقف والدها بمكانته الكبيرة يراقبها تقف بخيلاء بين الصحافة بعدما تم تكريمها و تكريم صحيفتها تقص لهم عن مغامرتها المتهورة... رغم كونها هوجاء طائشة متسرعة و رجولية التصرف لكنها ابنته التي يعتز بها... انشغل مع اصدقائه من القيادات العليا فلم يلحظ رائف الذي توجه نحوها يقول بلهجة رسمية للصحافة... (حسنا هذا يكفي من فضلكم نريد الآنسة إيلاف في امر هام) تفهم الصحافيون أمره و ابتعدوا تاركين اياهما بمفردهما... منحته نظرة غاضبة لتتحرك الى شرفة مطلة على النهر لتبقى بها بعيدة عن الناس... دلف بعدها الشرفة يراقبها في هذا الفستان الملائم لعنفوانها... تقدم يستند على اطار الشرفة قائلا... (ألم أفي بوعدي لك لماذا غاضبة مني هكذا؟!) تكلمت ببرود... (أريد أن ابقى وحدي) اقترب منها فدفعها للتوتر حينما همس... (لمَ؟!... هل وجودي جوارك يجعلك تشعرين بعدم الاتزان مثلي؟!) نال منها بسؤاله فتهربت تقول... (ما الذي؟!) (تزوجيني) طلبه صدمها فجعلها صامتة لفترة ما... دفعه صمتها للتكلم بحرية مشاغبة... (يعني قد تعرفنا كفاية و اعتقد لا يوجد رجل يحب ان يتورط مع فتاة مثلك رجولية متهورة و لديها خبرة في السرقة ما شاء الله لذا قررت ان اضحي و اتزوجك) تحفزت ملامحها فكانت على وشك الانفجار فلحقها بقوله... (ترى كيف سيكون اطفالنا؟!... اخشى ان يكونوا مثل امهم!) تكلمت بسخرية... (اطفالنا!!) فلتت منه ضحكة عالية ليميل اليها متسائلا... (لا تخبريني انه لا يزال يراودك شك في قدراتي؟!) كتمت ضحكتها بصعوبة فابتسم يقول... (صدقيني أنا بكامل قوتي حتى من دون حساء سيقان البقرة) فلتت ضحكتها تبعد عينيها عنه هامسة بحرج.. (لست عادلا بالمرة... لماذا تحاصرني هكذا؟!) قالها بصدق جلي... (لأنني احبك... و أنت) تمكنت من السيطرة على نبضاتها بصعوبة تسأله... (أنا؟!) اقترب من وجهها يقول برجاء... (قولي أنك تحبيني) ارتفع حاجباها بعناد تقول... (انا لست احب...) كمم فمها يقول بتحذير... (اقسم بالله سأقبلك لو لم تفعلي) ظنته يمزح لكنه كان جديا جدا فمال ينوي تقبيلها بعدما ازاح كفه فهتفت بسرعة توقفه... (حسنا احبك... انا احبك لذا توقف) قضم شفتيه بفرحة قرأتها من عينيه صريحةً هز رأسه قائلا... (احسنتِ... دعيني اكافئك) عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم لم يطل كثيرا حينما مال يقبلها بنعومة ساحرة... و إذا كانت محترفة و سرقت نبضاته سيكون محترفا ليسرقها هي نفسها... تمت بحمد الله |
الساعة الآن 02:30 AM |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.