13-09-20, 07:46 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| مقتطفات من سلسلة ما وراء الطبيعة كانت (شيراز) واقفة عند مدخل الحجرة ووجهها خارج دائرة الضوء ..! وسمعت ابنة (عماد) تزأر وقد وقفت في هلع ناثرة مكعباتها الخشبية من حولها. ـ " (بابا) .. إنها نفس الفتاة ! ..لقد عادت !". تصلبت أجسادنا جميعًا وشلت أفكارنا .. بعد لم نستطع استيعاب فكرة أننا نرى شبحًا وأن هذا الشبح يقف الآن معنا في غرفة واحدة.. كانت تتحرك ببطء ... ووجهها يدخل دائرة الضوء .. الآن نراه .. لن أصفه لك تاركًا الأمر لخيالك لكنني فقط أزعم أنه أبشع وجه رأيته في حياتي .. كانت الفتاة صادقة في ما قالته .. إنها تتحول فعلا إلى مسخ .. وبسرعة لا تصدق .. ومن أعمق أعماق الهاوية حيث أرواح المعذبين جاءنا صوتها المتحشرج الباكي : ـ "أنتم لم تنجدوني حين أتيت لكم طالبة العون ..". ونظرت بعينيها الحمراوين لي وهمست: ـ"الويل لكم ! .. الويل لكم !". __ (أسطورة البيت ـ ما وراء الطبيعة ـ د.أحمد خالد توفيق) | |||||||||||
07-11-20, 10:24 PM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| نظرت إلي (ماجي) وفى عينيها تلك النظرة الثابتة التى أخشاها ، وهمست : ـ للأبد ؟! ـ ماذا ؟ ـ قلت إنك باق معي للأبد .. فلماذا ترحل الآن ؟! ـ هل نسيت (إيوان فريزر) ؟! نظرت إلي فى ذهول .. ثم أخذت تضحك وهى تصفق بكفيها : ـ إذن أنت تغار من (إيوان فريزر) ؟ .. لم أدرك ذلك من قبل .. ولم أعرف أنك معدوم الثقة بالنفس إلى هذا الحد .. دع عنك هذه الخزعبلات يا (رفعت) .. لو كنت سأقع فى غرام كل من يحكى لى قصة مسلية ، فأنا لم أزل طفلة غريرة .. إنه مسل لكنه مهرج كبير وجزار .. فهل تظن أننى بلهاء إلى الدرجة التى لا أفهم فيها هذا ؟! ثم مدت سبابتها إلى أنفي مداعبة : ـ أنا لم أعد مراهقة .. إننى .. أقترب من حافة الأربعين .. ، والمرأة فى سن الأربعين تفهم ما هو الحب .. ـ لكننى .. ـ إن المرأة تحب رجلها ليس لأنه أقوى الرجال ، ولا أوسمهم ، ولا أغناهم ، بل لأنه هو .. هل تفهم هذا ؟ .. لأنه هو بضعفه وبقوته .. بهزاله وربوه وضيق شرايينه التاجية .. لأنه هو .. ، والحب ليس استعراض قوة لكنه طاقة عطاء مستمرة .. كيف أنسى نضالنا المشترك بهذه البساطة ؟ ازداد وجومى .. فمنطقها بارع ذكى .. لكنى لم أسترح بعد .. إلى أن قالت : ـ ثم إنك لست معدوم الحيلة إلى هذا الحد .. إنك قد أنقذتنى وأنقذت (إيوان فريزر) نفسه .. ، إنك فككت قيود حبيبتك كما يفعل (طرزان) مع (جين) فى نهايات أفلامه .. ، ومن أجلى قاتلت .. قلت فى حزن مواصلا كلامها : ـ وقتلت .. ـ لم تقتله لأنه هو الذى رمى نفسه أمام الوحش .. ثم إنه لم يترك لك الخيار .. وهذا هو الفارق بينك وبين (فريزر) الذى كان سيحكى احتراق (آنفريد) بالحمض فى فخر شديد لو أنه مكانك .. ارتجفت تأثرا ـ إعجابا بنفسي !! ـ وكاد البكاء يغلبني ، إلا إنى تمالكت نفسي ، وأخبرتها أننى يجب أن أذهب مرة أخرى ، لأن جذورى هنالك فى مصر .. عملى وأهلى وبيتي وقبري .. ، وأننى حين وعدتها بالبقاء معها لم أكن أدرى ما أقول .. وكنت مدفوعا ببركان عاطفي ، يقذف الوعود بلا حساب .. قربت وجهها من وجهي ، وهمست فى حزن شفاف : ـ للأبد .. ؟! ـ ماذا ؟! ـ ستظل تذكرنى .. إذن للأبد .. ؟ ـ وحتى تحترق النجوم .. وحتى .. أسطورة وحش البحيرة | |||||||||||
05-01-21, 11:24 AM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| - ( سلمى ) ... هل أنت متزوجة ؟ - لا .. أنا عانس إذا كنتم تستخدمون هذا اللفظ هنا .. - نتزوج إذن .. ! - اتسعت عيناها في ذهول .. فأخذت أبتسم في بلاهة .. لم لا ؟ سيكون هذا هو المخرج الوحيد لها على هذا الكوكب .. ثم تلك التجربة المثيرة أن يتزوج الرجل نسخته الأنثوية ... ! مهما توافقت طباع الزوجين فلابد من الاختلاف فالخلاف .. أما في هذه الحالة - حين يتزوج الرجل نسخة كربونية منه - فلن تحدث مشاكل .. مستحيل أن تحدث مشاكل .. امرأة تفكر مثلي، وتحلم مثلي .. دعك - بالطبع - من الفكرة النرجسية العتيدة لدى كل رجل .. لو أنه وجد زوجة تشبهه في كل شيء فلربما كانت أقل مللا وإزعاجا ! - صارحتها بخواطري .. فقالت بعد تفكير : - لحظة يا ( سالم ) .. أنت تخلط ما بين ( تشابه ) الطباع و ( تآلف ) الطباع .. - لا أفهم . - أردت أو لم ترد أنا أكبر منك سنا .. وأكثر حكمة ...، دعني أقل لك إن( تشابه ) الطباع لايخلق زيجة ناجحة.. ( تآلفها ) هو الذي يفعل ذلك .. - لا أفهم. - حسن .. عندنا فيلسوف لا أدري إن كان عندكم مثله أم لا .. يقول هذا الفيلسوف إن الزواج الأمثل، هو الذي يتم بين رجل لا يحب صدر الدجاجة، وامرأة لا تحب سوى صدر الدجاجة، هل تفهمني ..؟ لو أن كلا الزوجين يحبان صدر الدجاجة لغدت حياتهما جحيما .. - أنا أحب صدر الدجاجة . - وأنا كذلك .. هل فهمت المشكلة ؟ .. إن طباعنا متماثلة .. - لكني سأتنازل لك عن كل صدور الدجاج في العالم لو غدوت زوجتي ! - على كل حال يمكن دائما تقسيم صدور الدجاجة إلى نصفين .. #أحمد_خالد_توفيق # أسطورة أرض أخري | |||||||||||
10-06-21, 01:42 PM | #4 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| (مصر) في بدايات خريف 1967 كان الإكتئاب صديقاً أعرف ملامحه وآلف نبرات صوته ، وأدمن رائحته .. هذا الصديق كان موجوداً في كل مكان .. في مكان عملی .. في منزلي .. في الشارع .. في سماعة الهاتف ... وكنت أتأمل الناس من حولي ، فأجد في ملامحهم ذات التعبير الذي يوحي بأنهم وجدوا أصدقاء مماثلين .. كانت حرب (يونيو) قد انتهت بنهايتها المعروفة معلنة انكسار حلم الستينيات الوردي ، والمثقفون منهم من انكسر نهائياً مع الحلم .. ومنهم من فرّ إلى عالم آخر جغرافي أو خیالی ، يحاول أن ينسى فيه مرارة الهزيمة، بينما يردد صوت (عبد الحليم) في مرارة (عدى النهار).. إنها أيام لا تنسى .. سأظل أذكر من تلك الأيام حالة الاكتئاب الحادة التي داهمتني .. والصداع المزمن في مؤخرة رأسي .. وإدمانی القهوة إلى حد فلكي .. هزيمة على الصعيد القومي ، والصعيد الشخصي ، والصعيد العاطفى .. فيالها من أيام ! أسطورة رجل الثلوج - العدد 14 | |||||||||||
14-06-21, 03:31 PM | #5 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| قالت (هناء): - « أنت تعرف أن هؤلاء الغلمان ساديون حتى النخاع، مولعون بالإيذاء وإحداث الأضرار .. مجرد حيوانات شرسة تمشي مكشرة عن أنيابها ، وهي لا ترحم الضعف أو الوهن .. و(رامي) ضعيف واهن .. إنه لا يعرف شيئاً عن العالم الخارجي ولا يعرف كيف يتعامل معه ، وقد تربى على أرق المشاعر وأنظفها .. ليس له مكان في تلك الغابة القذرة ..» - « حتى لا أطيل عليك أقول : إنه تعرض للتحرش به في المدرسة .. هناك هذا الصبي البدين الذي يدعى (هشام) ، والذي قرر أن هدفه الوحيد في الحياة هو التنغيص على ابني الرقيق .. لقد تشاجرت مع أمه مرتين من قبل ، وهي امرأة بدينة مزعجة مثله ، وأعتقد أنه لو منحني أحدهم مدفعاً رشاشاً فإنني أعرف ماذا سأفعل به بالضبط .. سأجعل العالم مكاناً أجمل بعد خمس دقائق لا أكثر .. » فالذي حدث هو أن مشادة ما وقعت بين (رامی) و (هشام) دون أن تلاحظ المعلمة ، كانت نتيجتها هي لكمة في بطن (رامی) دون أن تلاحظ المعلمة ، ثم تمزيق كراسته دون أن تلاحظ المعلمة .. وفي اللحظة التالية انفجر (رامی) غضباً ووثب لينشب أنيابه ومخالبه في (هشام) ، وفي هذه المرة لاحظت المعلمة .. - الله .. الله ! لقد صار هذا ( سويقة ) وليس فصلاً .. » قالتها المعلمة طبعاً ، ولسبب ما تصر على لفظة ( سويقة ) للدلالة على الفوضى .. ثم بدأت المذبحة .. لا أدري حظ تلاميذ المرحلة الابتدائية اليوم ، لكن - في ذلك الزمن كان الجلد أسلوباً تربوياً شائعاً في المدارس .. وقد تلقی (رامی) عدداً من الجلدات على ظهره الصغير ، لكن أسوأ ما في الأمر هو أن هذا تم أمام ( هشام) .. (هشام) المتشفى الذي التمعت عيناه وحشية وتلذذاً .. والذي طبعاً لم يمسسه سوء .. لم يبك الصغير .. فيما بعد أجمع الجميع على أنه لم يبك .. فقط كانت هناك تلك النظرة في عينيه وهو يرمق المعلمة بعد انتهاء العقاب .. نظرة طويلة بلامعنى على الإطلاق ، أتبعها بنظرة مماثلة إلى (هشام) البدين .. وحين عاد إلى الدار أخبر (هناء) بالقصة كلها ، فصممت على أن تواجه المعلمة وتلقنها درساً لا بأس به أبداً .. إن الغد سيشهد مواجهة ديناصورين من ديناصورات ما قبل التاريخ .. صراع المردة .. وبعد الانتهاء من موضوع المعلمة سيكون علي (هناء) أن تمزق (هشام) وأمة بأسنانها ، هذا لن يجعل الغد شاقاً ، لكنه بالتأكيد يحتاج إلى الاستيقاظ مبكراً .. وفي الغد ذهبت (هناء) إلى المدرسة مع (رامی) هذه المرة و واتجهت إلى مكتب مشرف المدرسة (الناظر) ، وهو شيخ يصر على أن هناك سبباً واضحاً لتسمية الوزارة بـ (التربية ) قبل ( التعليم ) .. كان الجو في المكتب متوتراً فوق العادة ، وكان الرجل يضع سماعة الهاتف ، بينما وقفت معلمة أو معلمتان والذهول على وجهيهما لا بد أن واحدة من هاتين السفاحتين قد تسببت في قتل طفل آخر لم يفعل شيئاً ، أو فقأت عينه .. دخلت (هناء) المكتب ، وقالت في حزم أنها أم (رامی) وإن هناك كلمتين لا بد لها من أن تقولهما أمامه للمعلمة .. نظر لها المشرف للحظة ثم نظر إلى المعلمتين نظرة ذات معنى ، وقال : - « ثقى أنها لن تضايق ابنك ثانية ياسيدتي .. » - « هذا جميل .. ولكن من يضمن لي ؟ » تعبير غريب ارتسم على وجهه ، وهو يقول : - « هذه المكالمة كانت من زوجها .. إنها لم تصح من النوم قط .. إن جنازتها ستخرج بعد صلاة الظهر .. » وانفجرت معلمة في البكاء لدى سماع هذه الكلمات .. ببلاهة وقفت (هناء) تنظر إلى ما حولها ، وراح فمها ينفتح ويغلق كما تفعل سمكة الزينة في الحوض .. غريب هذا .. يا لها من مصادفة ! وبالطبع تبخر حقدها في لحظة .. فهي كانت من النوع الرقيق غير الحقود الذي لا يستطيع أن يحتفظ بكراهيته لخصم مات منذ ساعتين .. - « غـ .. غريب هذا .. لم أكن أعرف .. » قال وهو يشيح ببصره عنها وينهض من على مكتبه : - « طبعاً لم تكوني تعرفين .. لا أحد يعرف .. والآن لو سمحت وأخذت ابنك معك إلى الدار .. لن تكون هناك دراسة اليوم لأننا جميعا سنذهب لحضور الجنازة .. » وقالت إحدى المعلمتين وهي ترمقها بكراهية وتتهائف : - « الكل كان يحبها ! رحمها الله .. » شعرت (هناء) - ككل العصابيين - بتأنيب ضمير لا مبرر له كأنها بالفعل تسبيت في موت المرأة ، وساعات كلمات المعلمة التي تحمل معنى اللوم في جعل حالتها النفسية تسوء فأخذت (رامي) معها وغادرت المكان .. ولم تستطع أن تحبس دموعها بدورها .. أما (رامي) فلم يستوعب كدأب الأطفال إلا أن اليوم إجازة ، وأنه تخلص من المعلمة الشرسة التي كان - يرحمها الله - يكرهها كالشيطان .. فلماذا تبكي أمه إذن مع أن الحياة صارت أجمل بكثير ؟ وفيما بعد عرفت الأم أن المعلمة لم تكن تشكو من شيء. لم تكن تعاني أي مرض .. كلنا في الحياة سواء ، ولا يوجد قانون يمنع معلمة شابة سليمة الجسد من أن تبيت ليلتها في القبر.. - « بعد يومين .. لقد عاد (رامي) ليخبرني في سعادة أن (هشام) مات .. لمته على ما يقول واتهمته بالكذب .. بعد هذا اتهمته بالقسوة لأن ما قاله صحيح .. » « مات الصبي في حادث .. كان يعبر الشارع بدراجته أمام تلك الشاحنة .. رحمه الله .. يبدو أنهم عانوا كثيراً في جمع أجزائه .. » - « الثالث هو الأستاذ (مجدي) .. حسبت هذا مفهوماً .. » الأستاذ ( مجدي ) هو مدرس الرياضيات في تلك المدرسة ، وبلغة المدارس الابتدائية نقول إنه مدرس حساب .. وبالطبع كان (رامي) يكره الحساب ككل طفل آخر. وكان الأستاذ (مجدي) رجلاً ضخم الجثة كالقدر شرساً .. من ذلك الطراز الذي يتجمع اللعاب عند طرفي فمه مما يجعل النظر إلى وجهة عملاً بطولياً .. وكان يضع عوينات غليظة يستحيل معها أن ترى عينيه .. وفي ذلك اليوم بالذات أخرج الصبي إلى لوح الكتابة وناوله قطعة الطبشور وطلب منه أن يحل مسألة كسور معقدة على ما يبدو .. وقد وقف (رامی) المسكين كأنه مومياء (حتب حرس) عاجزاً عن الكلام أو البدء أو مجرد التفكير .. وهكذا أمسك الأستاذ (مجدی) بالصبي من أذنه وراح يعتصرها ، وهو يوجه له عبارات مهيئة للغاية على غرار : - « ماذا تفعل في البيت يا أبو جهل ؟ هل تبيع الكرنب على قارعة شارعكم ؟ » وكان اللعاب يتجمع أكثر فأكثر حتى صار النظر إلى وجهه عذاباً .. ولم يصدق الصبى أن أذنه على هذا القدر من المرونة التي تسمح لها بأن تدور حول محورها ست مرات دون أن تقطع .. و في النهاية تلقي صفعه علي خده مع أمر مباشر بأن يعود ( خيبه الله ) إلي مقعده .. لم يبك الصبي .. كل من رأي المشهد قال أنه لم يبك .. فقط نظر للمعلم نظرة طويلة صامتة ، ثم عاد إلى مقعده .. يقول من رأوا المشهد كذلك إن المعلم - للمرة الأولى - بدا مرتبكاً .. ارتج عليه الكلام ، وغزت رجفة ما شفتيه .. هناك من زعموا أن عينيه جحظتا لكنهم في الغالب كاذبون .. إذ من يستطيع رؤية عيني هذا الرجل خلف عويناته ؟ بعد هذا بيوم أصيب الأستاذ (مجدي) بنوبة قلبية وهو في غرفة المدرسين .. كان جالساً يقوم بتصيح بعض الكراسات ، والمدرسون واقفون يثرثرون .. ثم .. بوم ! استداروا ليجدوا الرجل وقد انكفأ رأسه على المنضدة وفقد النطق .. وهنا تضرب ( هناء ) كفا بكف ، وتقول في لهجة ذاهلة : - « قل لى الآن بربك ما رأيك ؟ هل هذه مصادفات ؟ هل ابني مبارك إلى هذا الحد، وإلى درجة أن كل من يضايقه يموت ؟ » هناء عبد الجليل ( من أقارب رفعت أسماعيل ) أسطورة طفل آخر العدد 46 | |||||||||||
23-06-21, 11:42 AM | #6 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| حكاية ليلة واحدة لقد وقعت القصة في ثلاثينات هذا القرن .. كان (كمال باشا) يملك قصراً في تلك المنطقة وكان طيب القلب ، إلا أن زوجته التركية المتغطرسة كانت تختلف عنه كثيراً ، ولم يتهمها أحد يوماً بالرقة أو حسن معاملة الفلاحين .. لكنها لم تؤذ - على الأقل - أحدهم قط .. وكان لهما إبن يدعى (شاكر) .. ، إبنهما الوحيد الذي يملك - بحكم الوراثة القريبة - كل هذه الضياع والأراضي والبشر ككل العاطلين بالوراثة كان مستهتراً فظاً ، وحين كنت تراه وهو يمتطى صهوة جواده مرتدياً قميصه الأبيض مفتوح الصدر تبرز منه خصلات شعره الأشقر ، وعضلاته تتشبث بلجام الجواد ، عيناه الزرقاوان الشريرتان تلتمعان في وجهه الوسيم .. كنت تظن أن هذا هو الشيطان ذاته قادماً ليملأ الأرض جوراً .. وكان السوط في يده يتلوى كالأفعى باحثاً عن ظهور ليمزقها .. أما (الحمزاوي) فهو أجير بسيط غلف كعباه بطبقة سميكة من ( القشف ) يضل فيها الثعبان طريقه بين الشروخ .. ، وفي عينيه اللتين أكل الرمد نورهما ترى نظرة قهر أزلية.. كان على النقيض من (شاكر) تماماً .. ولم يكن ثمة مجال لأية مقارنة أصلاً .. لكننا سنفهم كل شيء بعد قليل ... في ذلك اليوم كان أطفال (الحمزاوي) يلهون قرب القصر .. حين لمحوا (شا?ر) عائداً على صهوة جواده من سهرة حتى الفجر أمضاها عند المأمور .. وفي براءة أطلق أحد الصغار دعابة على (شا?ر) ... مجرد دعابة طفولية من التي يتجاهلها أي شخص متزن .. لكن (شاكر) لم يكن متزناً .. كان ثملاً تماماً كعادته في ساعات الصباح الأولى .. لهذا لم ير الأمور كما ينبغي أن يراها .. يقول الشهود أنهم رأوا النيران - كحقيقة لا مبالغة - تنبعث من عينيه ، واحمر وجهه .. وارتجف شاربه الأشقر الجميل .. ثم إنه ركل بكعبه بطن الجواد .. فانطلق هذا بين صفوف الأطفال يدوس هذا ويركل ذاك ، على حين استخدم (شاكر) سوطه ليزيد من جرعة الإيذاء مأساة قصيرة لا داعي لها أبداً .. لكنها حين انتهت كانت هناك أربعة أجساد صغيرة محطمة تتلوی في الغبار ، وكان (شاكر) يلهث منهكاً فوق صهوة جواده ، وقد بدأ يدرك - للمرة الأولى - بشاعة هذا الذي فعله .. وهرع الفلاحون ليروا ما حدث على صوت ولولة النسوة ، وكان من بينهم والد الأطفال .. (الحمزاوي) .. الذي احتاج لخمس دقائق ?ی بفهم ما حدث .. وكان القاتل قد ترجل من على صهوة الفرس .. ووقف مشوش الفكر لا يدري ما يفعل وكيف يفعله .. ، إن الأمر لم يكن يحتاج منه سوى الفرار إلى صديقه المأمور الذي سيصلح كل خطأ .. لكنه - كما قلنا - كان عاجزاً عن التفكير .. في تؤدة اقترب منه (الحمزاوي) وعيناه في عينيه .. لم تكن هناك نظرة عتاب ولا لوم ولا غضب ولا شيء على الإطلاق .. فقط نظرة ثابتة لا تتزحزح .. وفي رزانة قال : - ما كان يجب أن تفعل ذلك يا سعادة البيه !! حتى في موقف كهذا لم ينس أن يبجل سيده ! ، أما (شاكر) فكان يرتجف من الانفعال لكنه لم ينبس ببنت شفة .. - ما كان يجب ذلك ..!! إن الفأس في يده والقاتل أمامه .. لقد كان ما حدث متوقعاً .. متوقعاً أكثر من اللازم .. ولم يتدخل أحد لإنقاذ (شاكر) .. وحتى هو لم يحاول إنقاذ نفسه .. أما ما حدث بعد ذلك فلا داعي لذكره .. مطاردة الأب المذعور المكلوم في الحقول .. ، وكلاب المأمور ورجال الشرطة .. والجياد الثائرة الغضبی كان مشهداً لا يوصف لما يمكن تسميته ( صيد الإنسان ) .. ثم عادوا به مكبلاً بالحبال ووجهه متورم من جراء كعوب البنادق والركلات ، وتطوع كل من رجال الشرطة بإظهار حماسه لإرضاء المأمور بالمزيد من العنف .. وحُوكم (الحمزاوي) .. واُعدم .. فلم تكن أمامه فرصة نجاة .. وكانت هذه نهاية القصة .. أم هل أقول بدايتها ..؟ بعد ذلك بأعوام بدأت القرية تثرثر .. حكايات كثيرة عن شبح يجوب الحقول في الظلام .. جثة (عبد الودود) المذعورة التي وجدوها ، وجثة (محمد الحمزاوي) التي ارتسمت على وجهها أعتی علامات الهلع .. كل هذا نكر الناس بالحادث خاصة والأخير هو شقيق (الحمزاوي) .. وبدأت الإشاعات تسری : لقد كان (شاكر بك) يذكرهم بالشيطان أو - على أقل تقدير - بقوة شر كاسحة من دنيا ما وراء الطبيعة .. لهذا قالوا إنه عاد في صورة شبح ?ی ينتقم من القرية .. البعض قالوا إنه عاد في نفس صورته القديمة على صهوة جواده ليطارد الفلاحين البائسين بين الأحراش .. والبعض قالوا إنه يتخذ صوراً أخرى خادعة .. كطفل ضل طريقه .. أو فتاة حسناء تطلب العون .. أو خفير ساهر ينتظر ..! المهم أنهم أجمعوا على أنه يجذب الحمقی نحوه .. عندئذٍ تكون نهايتهم ، وفي الصباح الباكر يجدون جثة مذعورة في حقل ما .. وهنا يسأل البعض : - كيف تصف الضحية صورة الشبح بعد أن ماتت ؟! اسألوا عن ذلك (أم فكري) .. فهي - كما تزعم - أفلتت من ثلاث محاولات متلاحقة لقتلها من قبل الشبح ، وهي - بالمناسبة - أرملة (الحمزاوي) .. ولقد رأت فتاة جميلة ، وشابا وسيماً ، وشيخاً طاعن السن .. وكلهم طلبوا منها العون أو طلبت هي منهم العون ليلاً .. وعندئذ .. كان ذلك الشخص - أو الشيء - ينتظر حتى تدنو منه ويبدأ في التحول إلى حقيقته المريعة .. لكنها كانت تتوقع الشر دائماً وكانت أسرع انعكاساً في الفرار .. وأعلى صونا في الصراخ .. ولهذا ظلت حية حتى اليوم .. دارت الأيام .. وجاءت الثورة والتأميم .. ورحلت الأسرة إلى ( أوروبا ) ، وبدأت في القرية قوانين جديدة وعلاقات طازجة وأسر أخرى لا تعرف شيئاً عن هذه القصة .. لكن الرهبة ظلت حية في الأذهان .. إن الشبح لم يرحل مع عائلته بل استوطن القرية .. ، وظل يمارس هوايته القاسية مع الأهالي والغرباء .. بل وخاصة الغرباء الذين ترميهم حماقتهم في طريقه ليلاً .. ولا داعي للقول إن الخروج ليلاً صار نوعاً من ( التابو ) المحرم في هذه القرية يتوارثه الأبناء ولا يدرون سيبه ... فإن كان الخروج محتماً فليكن ذلك في جماعة .. والدرس الأكثر أهمية هو : لا تثق في مسافر متعب .. أو امرأة تستغيث بك .. أو طفل ضال .. أو - وهذا العلم - خفير ساهر لم تره في القرية قط .. حقاً إن حياة الأشباح لقاسية .. . _ حكاية ليلة واحدة حلقة الرعب العدد 10 | |||||||||||
23-06-21, 11:45 AM | #7 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| سألتها (غادة) وقد بدت منبهرة بكل هذه (العراقة): «وكيف تحفظين كل هذا؟» قالت (مها) في فخر، وهي تغلق الألبوم وتضمه لصدرها: «إنه التاريخ.. تاريخ السادة الذين حكموا هذا البلد..» هنا تصاعد الدم إلى رأسي.. أنت تعرف ضيق خلقي منذ أن ابتليت بهذه الكوابيس.. فتدخلت في المناقشة: - «لقد ظل هذا البلد قرونًا يعاني حكم هؤلاء السادة، وحكم كل بائع دخان في (الآستانة) جاء ها هنا ليجلد الفلاحين بالسياط.. الفلاحين الذين هم جدودي.. الحفاة العراة الجائعون..» صاحت (ايناس) في حرج محاولة إخراسي: - «(هـ)؟ لا تأخذ الأمور بعصبية..» صحت أنا وقد صار إسكاتي معجزة: - «أنا لا أملك جدًا اسمه (كتخدا) ولا (طومان) ولا (مراد أغا) .. لقد كان أجدادي هم (شلاطة) و(زينهم) و(بيومي) .. أراهن على أنهم ماتوا جميعًا بالسياط.. وإنني لفخور بهذا..» نظرة نارية اندلعت من عيني الأب.. لكنه تمالك أعصابه.. -#الجاثوم _ 29 | |||||||||||
27-09-21, 06:24 PM | #8 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ذات يوم ستعود لدارك يا مستر (شيلدون) شارد الذهن .. فأنت عاجز تماماً عن استرداد الدمية .. ولم تستطع أن تجد ( جابرييل) في أى مكان .. وحين ذهبت إلى مقر الأم (مارشا) لم تجدها .. ستفكر لحظتها في مدى خطورة تجاهل الأمر .. لم لا تتجاهله ؟.. إن الأمر كله مجرد كلام قاله د. (لوسيفر) ، وليس بالضرورة هو الصواب .. لماذا لا يكون هذا الأخير مجرد نصاب ؟.. وتنادى على (لندا) .. ـ (لندااا)! .. حبيبتى .. أنا قد عدت .. فلا تجدها .. تقول لنفسك إنها في المطبخ حتماً .. تصعد إلى هناك فلا تجدها كذلك .. هل خرجت ؟ .. هل تزور جارتك ؟ وأين ذهب الشيطان (جيمى) ؟.. لن تصدق ماحدث إلا حين ترى بقع الدم على (الموكيت) خارج غرفة النوم .. ستدخل .. وعندئد ترى كل هذا الهول على الأرض .. فوق الفراش .. وعلى الجدران . وآثار كفها المخضبة بالدم .. لم تستطع البائسة أن تفهم ما يحدث لها .. أما الشيء الذي سيثير انتباهك حين تهدأ العاصفة الأولى .. الشيء الذي ستراه مابين الدموع التي تغمر مقلتيك . الشيء الذي ستتذكره على الفور .. هو جورب أسود صغير نصف محترق يلتف حول عنقها .. الجورب الذى أعطيته لساحرة (الفودو) منذ شهر واحد .. وإلى جوار الجورب ترى ألياف كتان مألوفة الشكل .. وقد تلوثت بقطرات من دماء .. إن الأم (مارشا) لأمرأة أمينة قلَ أن تجد مثلها في هذا الزمن .. امرأة لا تنسى إعادة ما اقترضته !.. ( حكايات التاروت ) | |||||||||||
01-10-21, 11:32 PM | #9 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| رفعت عينى فوجدت ( مدحت) على الباب .. و على كتفه تتدلى حقيبة يد صغيرة .. أشرت له أن أدخل ففعل .. أشرت له أن اجلس فجلس.. أشرت له أن تكلم سريعاً .. فتكلم .. و كان ما قاله مثيراًً للاهتمام : ـ أنت تعرف يا د . (رفعت ) أننى من هواة التصوير ..ثمة شيء غير عادى لاحظته في تلك الرحلة التى قمنا بها معك الى القناطر قبل سفرك .. سقط القلم من يدى و نظرت له بإمعان .. فأردف : ـ كنت أشك فى الأمر حتى رأيت صورك و صور صديق آخر كان يحمل كاميرا هو الآخر ... هل تأملت الصور بعناية ؟! و مد لى يده حاملاً مجموعة من الصور أخرجها من الحقيبة .. فتناولتها منه دون أن أبعد عينى عن عينيه .. هل سيقول هذا الفتى شيئاً مما يجول بذهنى ؟ .. رحت أتصفح الصور دون كلمة .. لم أرى ما يثير كل هذا الوجل لديه .. كلها مماثلة لصورى أنا .. ذات الوجوه الضاحكة فى بلاهة .. قلت له محاولاً أن يبدو صوتى هادئاً : ـ ماذا تراه هنا و يثير ريبتك ؟ .. اتسعت عيناه و تناول صورة منها ليشير الى شخص يقف فيها : ـ هذا هو ( شريف السعدنى ) .. و هو يتحدث الى شخص ما ..، و هذه الصورة .. يبدو فيها ( ماهر) و هو يضع يده على كتف شخص ما .. ، أذكر هذه الصور جيداً لأننى لم ألتقطها بنفسى .. هناك صديق التقطها لنا ليظهرنى ضمن المجموعة .. ـ ان هذا ليس مبرراً كافياً للذعر فيما أرى .. ـ كلا .. أنت لا تفهمنى .. و فى لهجة أثارت الرعب فى قلبى غمغم : ـ أين أنت؟ .. لا أجدك فى أية صورة برغم أن ( شريف) كان يحدثك .. و ( ماهر ) كان يضع يده على كتفك أنت .. ! ! ...................... ! أسطورة عدو الشمس | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|