آخر 10 مشاركات
مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree532Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-21, 02:13 PM   #41

في السويداء.
 
الصورة الرمزية في السويداء.

? العضوٌ??? » 489318
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » في السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هلا وغلا كاتبتنا الغاليه منوره المنتدى

وإن شاء الله يطيب لك المقام وتلاقي التفاعل اللي يسرك

وتسلم يمينك على تنزيل البارت


هلا فيك والله

منور فيكم عيني..


في السويداء. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 02:16 PM   #42

في السويداء.
 
الصورة الرمزية في السويداء.

? العضوٌ??? » 489318
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » في السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
واخيرا في ...لاتطولين علينا بالبارت الجاي وزين صارت المياه تعود لمجاريها بين عزيزة وليال وعلمتها عن الارض
سؤال كم بقى من بارت وتنتهي الرواية ؟

هلا فيك حبيبتي

البارت الجديد نزل, ولسه ماحددت نهاية الرواية.

يمكن باقي سبعة أحزاء مو متأكدة.


في السويداء. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-21, 10:52 PM   #43

في السويداء.
 
الصورة الرمزية في السويداء.

? العضوٌ??? » 489318
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » في السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond reputeفي السويداء. has a reputation beyond repute
افتراضي




بسم الله

__

الجزء الثلاثون

__


بعد أسبوع رجع عبد الله ومها من السفر وكانت سارة في استقبالهم في المنزل، عانقت أبيها

وملئت كتفه بدموعها ثم سلمت على مها وقبلتها بمودة وفرحة صافية.

مها تأثرت بعمق وهي تخلع عبائتها تذكرت دخولها الأول لهذا المنزل وتعجبت من تقلبات الدنيا،

كانت غريبة ومتوترة لدخولها منزل غريب ولم تكن تعلم أنها ستعود إليه لتكون من صميم أهله.

جلست سارة تقهويهم وكانت الطاولة مليئة بأصناف شهية جعلت عبد الله يتسائل مازحا: ما شاء

الله ياسارتي وش هالحركات الزينة.

سارة: حركات ليال، الله يجزاها خير مرتني مع سليم وساعدتني والا انا على حطة يدك يبه

ماعرف.

قلب الفنجان بيده وكمل: وفناجيل جديدة بعد.

ضحكت سارة وقالت: لا تفشلنا يبه عند مها،

وكملت وهي تنظر لمها: خلاص الحين عندك مرتك هي تتكفل فيك وفي بيتك انا بتفضى لدراستي

ومالي شغل فيك.

مها: من أولها ياسوسو أعمال شاقة.

عبد الله بإستنكار مازح: انا أعمال شاقه، الله يالدنيا.

سارة: والله يبه شماغك لحاله مجموعة أعمال، كيف عاد باقي لبسك

عبد الله: الله يخلي لنا لوردس شايلة البيت وما عمرها شكت.

خلع شماغه ورماه على سارة فداهمتها رائحة بخور ممزوجة برائحة دهنية فخمة تختلف عن عطور

أبيها الرجالية الحادة وقال: ع طاري شماغي قومي علقيه

حملته ساره وهي تضحك وابيها كرر خلفها: علقيه زين بطلع بعد شوي

التفت لمها وهمس بحنان: تعبانة؟ قومي ارتاحي بغرفتك.

رحلتهما كانت رائعة في كوخ هادئ بين أحضان الطبيعة في مدينة لكنها ختمت بنهاية متعبة جدا

بعد أن حصل لخبطة في تذاكرهم مما اضطرهم الى تزانزيت طويل وشاق لمدة ساعات.

ابتسمت وعيونها الناعسة وضحت بشكل كبير وردت: ماقدر افتح عيوني من النوم بقعد مع سارة

شوي وبقوم.

عبد الله: لا تنتظريني نامي احتمال أتأخر.

مها: أول يوم وتتأخر.

عبد الله وهو يلعب بخصلة من شعرها: الشغل متراكم واللي بالمكتب ما يدبرون شي، بخلص

المهم وبرجع.

عادت سارة واستلمها عبد الله أسئلة عن اسبوعها الذي قضته في بيت عمتها، نظرت إليه بعتب

وقالت: ليش توافق عمي ياخذن من بيت عمتي؟

عبد الله: وش فيها اذا رحت لبيت عمك؟

استمرت تنظر إليه دون أن ترد فسألها بحده خفيفه: صاير شي؟

لا تريد إخباره وهو للتو راجع من السفر لكنه لن يفهم إلا بهذه الطريقة: ايه انت تعرف زوجته ما

تحب احد يجي بيتها.

وامتلئت عيناها بالدموع وكملت: مافي لحظة الا وترمي علي كلام.

في موضوع منيرة يعرف أن ابنته لا تكذب أبدا، مد يدها وضمها إليه وقال: بالطقاق لا تهمك.

سارة: وش لا تهمني تقول ابوي راميني عليهم وما يهمني.

مها تضايقت وشعرت بتضايق عبد الله وعجزه عن الكلام لكنها ماتدخلت لإنه أخطأ حين جامل أخاه

على حساب ابنته.

سارة: مو بكرا ترجع تقولي بدر وبدر والله لو ماتزوج ابد ماخذته.

عبد الله يهديها: خلاص يابوي اللي تبين بس انت وقفي هالدموع.

سارة مسحت عيونها وابتعدت عنه وعبد الله ابتسم لها مع ان قلبه يحترق.

تغيرت الإحاديث بعدها ثم خرج عبد الله عائدا إلى جدول أعماله وأكملت مها جلستها مع سارة

وقالت لها: بكرا أهلي بيجتمعون روحي معي.

ابتسمت سارة وقالت: لا مها انت بتزورين وش دخلي اروح معك.

مها: منين تستحين نهلة وربى تعرفينهم.

سارة امتنت لمبادرتها مع أنها ليست مكلفة فيها فهي كبيرة اعتادت دائما على البقاء وحدها،

ردت: مشكورة خليها بعدين اذا رجعت روان وجت ليال.

مها: اذا رجعت روان بنتجتمع بشاليه وبتروحين معي اكيد ان شاء الله.

أومأت سارة وقالت مها: زين، امش معي بعطيك هدايا ابوك.

نهضت معها سارة وذهبوا لجناح مها، دخلوا وكانت شناط مها الثقيلة موضوعات قريبا من الأريكة،

أخرجت من أحدها تشكيلة ملابس وعطور وأعطتهم سارة التي تشكرتها ثم خرجت وتركت مها

لتستريح.

أذن لصلاة العشاء، صلت وبدلت تيورها الناعم ببجامة حرير وجلست على الاريكة تنتظر عبد الله

ولم تشعر بنفسها إلا وهي تستلقي وتغوص في أعماق النوم.

عاد عبد الله في العاشرة، وجد سارة وحدها فسألها: وين مها؟

سارة: بغرفتها.

عبد الله جلس وخلع شماغه وخلل أصابعه بشعره وقال: روحي ناديها يابوي.

طرقت الباب ونادتها وما حصلت رد فعادت إلى ابيها: ماترد يبه.

نهض عبد الله وقال: زين يابنتي انا متعشي برا، بشوف مها اذا بتطلع تتعشى معك اذا ماطلعت

فهي نايمة لها يوم كامل ما نامت.

دخل غرفتهم وكما توقع وجدها نائمة، تأمل شعرها القصير يغطي جانب وجهها وابتسم بشوق،

كان شعرها أول شيء فتنه فيها بخصلاته الكستنائية وكثافته.

لم يخطئ حدسه حين رآها لأول مرة في هاتفه كانت فعلا كما بدت له رقيقه وناعمة وحنون.

ناداها: مها

لم ترد فجلس على ركبته ورفع شعرها وناداها: مها.

فتحت عيناها ونظرت إليه لحظة ثم أغلقتها، ابتسم كانت تصحى لأدنى حركة وصوت، أزاح شعرها

وداعب أرنبة أنفها متقصدا إزعاجها.

حكت وجهها وقالت بضيق: عبد الله.

رد عليها: قومي نامي بسريرك.

مها ماردت وتركته هائما في ملامحها، فجأة داهمت أفكاره ضحكة فهد وانطفئت ابتسامته وخمدت

كل مشاعره.

طيلة الإسبوع نجح في إبعاده ولايعلم أي شيطان أحضره لذهنه هذه اللحظة.

توعده في قلبه لن يتركه ليهدم سعادته معها، سوف يؤدبه، هذا الإنسان الذي تجرأت عيناه ليراها

ويتصافق برؤيتها أمامه، سوف يربيه وسيعلمه أن الموت أقرب إليه منها، فقط ليتجرأ وسيكون له

حساب يختلف تماما عن باقي الحسابات.


*
*

محاط بأخواته وأمه، وعدد لا بأس به من أسماء البنات تمر بمسمعه ليختار إحداهن للزواج، كان

ينظر للموضوع أمامهن ببرود لكنه مجبر أن يستمع لهن وأن يظهر أمام الناس أن حياته كاملة

وطلاقها لم ينقصه كما أن وجودها لم يكن يزيده.

هذا ما يتظاهر به لكن ناره في كل ليلة تزيد اشتعالا، خروجها أحدث في حياته حقد مريعا وقهرا

أسودا وخاصة حين رأى زوجها.

يريدها بجنون، يريد أن يؤدبها ويعاقبها وينتقم منها، يريد أن يجدد عشقه في قلبها ثم يرميها هو
متى ما أراد.

سمع اخته أم سطام: الريم أحسن وحدة، اصغر واجمل وقريبة لحمولة نهلة بنت اخوها، يعني اكيد

مها بتشوفها بالمناسبات وبتموت قهر اذا شافتها.

اختها نوال: انا اشوف عبير اللي طلقها سلمان اجمل، ومنها تقهر سلمان وعمته، مامعها عيال

ومزيونة.

فهد بحدة: لا هذي الغيه مابقى الا اخذ طليقة هالكلب.

وبدات الإسماء والمواصفات تنهال عليه حتى رن هاتفه بمساعده الإيمن يخبره أنه عند الباب،
أ
دخله المجلس وسأله مباشرة: وش صار؟ لقيت اللي ابي.

متعب: لقيتهم طال عمرك، ثنين فاهمين وايدهم خفيفة.

فهد: اهم شي اذا طاحوا هم يحملون الموضوع ترى رقبتك قبل رقابهم بتطير ان طلع اسمي.

متعب بلع ريقه: لا يهمك، هم حتى مايعرفون من يخاطبهم، اتفقت معهم على كل شي عن طريق

شرايح مسروفة وفلوسهم بتوصلهم بس مايدرون من وين.

فهد: زين، وش اتفقت معهم عليه.

متعب: بيبدون بالمستودع اللي ب طريق ... اكبر مستودعاته اوكثرها بضايع بس الخوف من

كاميرات المراقبة والسكيورتيه.

فهد وهو يقلب سبحته بين يديه: لازم واحد من عمالهم يتعاون معنا.

قال متعب: صعبة طال عمرك مافيه احد نضمنه منهم أخاف يفضحونا وتخرب السالفة كلها.

فهد: انا ماتهمني هالتفاصيل انا ابي المستودع رماد معك مهلة يومين.

متعب: سم.

أشار له فهد بالإنصراف وعاد إلى أخواته وتحريض جديد بكيفية قهر مها تتردد بين كلامهم دون أن

يهتمن أنهن يغذين نارا أصبح إطفائها مستحيلا وباتت سوداء من الحسد والغل والحقد.


*
*

وصلوا وقت العصر ومن المطار مباشرة إلى بيت خالها حيث كانوا مجتعين في انتظارهم، سلمت

عليهم وجلست مع جدتها تنتظر على جمر أن يأخذها سلمان إلى بيت أمها.

في مجلسهم الشعبي همست له: يالله سلمان تأخرنا.

سلمان كان مشغولا بالتحدث مع أبيه نظر إليها بإستفهام: وين؟

شعرت أنه يستفزها بسؤاله، عصبت وردت: امي تنتظرنا.

سلمان: انتظري شوي.

ومرت ساعة وهو يتحدث مع أهله وهي تتجمل بالحديث مع جدتها وخالتها حتى أذن صلاة العشاء

فنهض مع خالها ذاهبا للصلاة.

نادته: سلمان وين رايح؟

سلمان: بعد الصلاة خلك جاهزة.

تفرق الجميع وبقيت عند جدتها تنتظر بملل وغيظ عودة سلمان الذي تأخر لساعة أخرى وحين

ركبت أخيرا كانت تفور من الغضب.

رقعت باب السيارة فنزرها: شوي شوي.

روان: ليش تأخرت؟

سلمان: انشغلت.

قهرها بروده وعرفت أنه يتقصد مضايقتها لسبب لا تعلمه، صمتت غاضبة وبعد دقائق سألها: يعني

لازم تنامين الليلة؟

حين يمضي أمر لا يعجبه أمر فإنه ينتقم ببرود، فهمت الآن سبب حركاته لانه لم يعجبه نومها ببيت

أمها تعمد إغاضتها.

ردت: بقعد زيادة يومين.

سلمان: وش قلت؟

تسلل إليها سرور خبيث بغضبه وكررت: مايكفي يوم ابي اقعد عند امي.

رد: أقول اعقلي بس الليلة برجع اخذك.

ردت مفجوعة: وش الليلة الليلة خلصت ببركاتك.

سلمان: خلاص بكرا بمرك ولا يكثر.

صمتت خوفا ان ينفذ كلامه، وصلوا لمنزل أبيها سلمت عليه واختصرت زيارتها لساعة بسبب التوتر

بين أبيها وبين سلمان، ودعته وقبل أن تخرج ناداها ابوها: رواان

سبقها سلمان الى السيارة وهي ذهبت الى ابيها مبتسمة: سم.

قهد: قولي لامك لا تعشم حيل بهال... ايامها معه ماراح تطول.

كانت تتوقع كلاما حانيا من أبيها وخاصة وهي منذ فترة طويلة لم تجلس معه، لكنه صدمها بعبارته

وشتيمته القبيحة، نظرت اليه بحزن وخرجت وهي تدعو له.

*
*

استقبلتهم مها مع عبد الله في مجلسهم وكان سلامها لإمها طويلا يغلبه بكاء ودموع سلمان

خجل من عبد الله وقال وهو يجلس: الله يعينك ويعيني.

عبد الله ابتسم واقتربت مها تقهويهم: وشلونك سلمان وشلون سفرتكم؟

سلمان ابتسم بمودة: ممتازة ياعمة عندهم جو جنة الارض.

دار الحديث حول لندن وجوها الجميل واسواقها وحدائقها حتى وقف سلمان بعد فترة واستأذن

منهم للذهاب.

عند الباب نادى: روان.

نهضت روان إليه فقال لها: تروحين معي؟

ضحكت روان وردت: لا تسمعك امي بس.

سلمان القى نظرة خاطفة على عمته وقال يقهرها: امك لاهية بعبودي مادريت عنك.

روان: محاولة فاشلة.

ابتسم وقال يستعطفها: تسمح نفسك تخلينن لحالي بالبيت أخاف.

روان لا تزال ضحكتها مستمرة وقالت تجاريه: نم عند خالي علي ماراح يجيك شي

ورفعت حواجبها تغايضه بدلع: لإني انا بنام بحضن ماما.

رد: نامي بحضن ماما وانبسطي لانها اخر مرة.

وخرج وهو يسمع ضحكتها المتحدية والتي لعبت برأسه بشدة ولولا عمته لرجع يأخذها رغما عنها.

اكتملت السهرة بحضور سارة وذهبوا للصالة، عبد الله مكث معهم قليلا وغادر، روان سألت أمها:

قالت لك امي نورة؟

مها: لا وشو.

روان: بنطلع لشالية الجمعة الجاية.

مها: والله وصارت علوم تجي منك ياروني،، للحين ماسمعت شي.

ابتسمت روان: لسه ماحجزوا شاليه، توه الخبر فرش.

والتففت لسارة: تراك بتروحين معنا مافي تتعذرين هالمرة.

سارة ابتسمت منحرجة، تستحي الذهاب مع مها لإهلها ولا تستطيع ردها للمرة الثانية: ان شاء

الله يسير خير.

روان: ابي افهم وش تستحين منه، كل اللي فيه بنات كبرنا.

وكملت بدلاخة: شوفي انا جيت بيتكم وبنام عندكم وماستحيت.

سارة ضحكت وقالت: هذا غير بيت امك ياخبلة.

روان: وهذاك بيت..

توقفت قليلا تحاول ربط علاقة سارة ببيت خالها والتفتت على أمها وقالت: ماما بنت زوجك وش

تسمينها.

مها طالعت سارة بحب وقالت: اسميها بنتي.

كان شي في قلب سارة تفتح وأزهر وهي تستشعر صدق مها ومودتها طيلة الإيام الفائتة، تشعر

بحياتها تتغير جذريا بوجودها وهذا ليس شعورها وحدها بل واثقة أن شعور أباها أيضا هكذا.

ابتسمت دون أن تجيب وبعدها بساعة استأذنت سارة، وذهبت مها لغرفة روان

مها: وشلون سلمان معك يابنتي.

روان: الحمد لله يمه كل شي زين بس في شي مخوفن.

طالعتها مها تستفهمها فكملت روان: اشك ان عبير تكلمه يمه، كذا مرة يدق جواله ويطلع يكلم برا.

مها قرصها قلبها فمثل عبير لا يستسلم حتى وان تطلقت عشرات المرات: يعني اذا طلع يكلم برا

تسير عبير؟ اكيد تتوهمين.

روان نزلت دمعتها بقهر: ماتوهم يمه، يرجع بعد المكالمة معصب ومتضايق، ما اتحمل يرجع لها يمه

حتى لو مكالمة ماتحمل.

ابتسمت مها: لا تخافين ياقلبي ماظنتي سلمان يرجع لها طلاقها بائن مافي امل بس انتبهي منها

الله يكفيك شرها.

جلست قربها على السرير وكملت سوالفها مع أمها حتى أذن الفجر وطلعت مها حتى تقوم عبد

الله للصلاة.

رأته يخرج من دورة المياة وابتسم حال دخولها وقال: من لقى أحبابه نسى أصحابه.

ابتسمت مها على العتاب المبطن خلف لهجته، أخذت مناديل من الطاولة أمامها واقتربت منه

تمسح وجهه المبلول وقالت: أنت كل أحبابي وأصحابي.

عبد الله: ايه هين.

كتمت ضحكتها وسألت: وش ايه هين ذي؟

عبد الله وضع عينه بعينها بسؤال صامت يعني ألست صادقا؟

مها اقتربت أكثر وهمست تجيبه: الله يسامحك.

تجاوب مع اقترابها، التفت يداه حولها ووضع رأسه فوق كتفها، مها أغمضت عينيها

وبثواني كانت تصرخ: أي.

عبد الله ضحك وهو يرفع أسنانه منها قائلا: عقاب سريع، مستعجل بعد الصلاة حسابك.

وخرج ضاحكا وهو يسمع تأوهها وتوعدها له.

*
*

دخل شقتهم الصغيرة وبحثت عيناه تلقائيا عنها، كان دائما يجدها مع مذكراتها في الصالة أو مكانها

الآخر في المطبخ، لم يجدها في احدهما فذهب لغرفة النوم وتفأجا حين وجدها نائمة.

اقترب وناداها: ليال.

كرر نداءه فاستجابت ليال وردت عليه بنظرات متعبة.

محمد: قومي يابنت وش عندك نايمة هالوقت.

ليال لم تستطع التحرك لاتزال متعبة وكأنها لم تنم العصر والمغرب

جلس قربها وبقلق سمى عليها، كانت هذه خامس مرة يراها نائمة في أوقات غير معهودة.

ناداها: ليال.

كانت تسمع صوته لكن الدنيا تدور بها وجسمها ثقيل وكأنها ترقد تحت أرطال طينية، مدت يدها

فمسكها ورفعها تجلس.

شعرت بالخجل والتقصير لنومها المتكرر في أوقات غير النوم وإهمالها له ولكثير من اشغال البيت،

قالت: معليش ما سويت عشاء.

محمد: من سال عن العشاء، انا أسالك وش فيك نومك مو طبيعي.

يعرف أن أعراض الإكتئاب لديها تمثلت بنوم كثير ونومها هذا أخافه خاصة وهو يرى مظاهر التفكير

والهم ترتسم عليها دائما.

ليال غرقت بإفكار بعيدة كل البعد ومناقضة لإفكاره، الإكتئاب ليس هو ماتشك فيه لإن أعراضها

عضوية واضحة خاصة مع تأخر دورتها لكنها غير متأكدة وتستحي من إخباره شيء غير واثقة منه.

ابتسمت تطمئنه: مافيني شي محمد بس كذا دوخة خفيفة.

جذبها بخفة ليوقفها قائلا: قومي نروح لدكتورتك.

ليال رفضت: والله محمد طيبة مافيني شي.

وعادت تستند على ظهر السرير بتعب، محمد وهو يرى تعبها الذي لا تستطيع التخلص منه حتى

قال: تقومين والا وشلون؟

ليال وهي تعود لمخدتها: الحين بقوم بس خمس دقايق.

خرج محمد منها وبعد دقائق كان ينتظر أمام بيت خالته التي ما إن ركبت حتى سألته: وش فيه

محمد؟ ليال وش فيها؟

ندم على اخبارها عندما رأى رعبها لكن مع تكرار بكاء ليال ونومها خاف أن يكون مقدمات لمرض

الإكتئاب ويتطور كما حدث سابقا ولا حل أمامه إلا خالته عزيزة فهي من تعامل مع مرضها بكل

مراحله.

محمد: مافي الا كل خير ياخالة بس صايرة تنام كثير وخفت صراحة.

عزيزة: وشلون تنام كثير؟

محمد: اول شهر ما كانت كذا بس لها أسبوعين تنام كثير وتقوم أحيانا بالليل تصيح.

عزيزة بذعر: تصيح.

محمد: وحنا بماليزيا قلت عشان فاقدتكم، بس بعد مارجعنا ماشوفها تجيكم كثير يعني

احتار في التعبير عنها فاختصر: مادري وش فيها.

عزيزة: وينها الحين؟

محمد بضيق: طلعت وهي نايمة.

دخلت بيت ابنتها، كانت هذه أول مرة تدخله بعد زواجها، المرة الأولى كانت قبل الزواج حين جائت

مع ليال وجود لترتيب أغراضها وهذه هي الثانية.

بتردد ورعب دخلت مع محمد غرفة النوم وامتلئت عيونها بالدمع فجاة وهي تراها نائمة، كان منظرا

طبيعيا لكن مع عزيزة المرعوبة دائما والمثقلة جدا بضميرها وخوفها ناحية ليال لم تتحمل أن تراها

هكذا.

هدأت نفسها وجلست قربها: ليال.

لا إجابة واشتد الخوف في قلب عزيزة وكررت: ليال.

محمد من خلفها قال: نومها ثقيل.

بنفاذ صبر سحبتها عزيزة من ذراعها ففتحت ليال عينيها وطار والنوم والدوار منها وحل مكانهما

اندهاش شديد حين رات أمها قربها، ضيقت عيناها لتتأكد هل هي تحلم أم أن هذه فعلا أمها.

عزيزة اطمئنت قليلا من نظرات ليال، تعرف متى تكون ابنتها مريضة أو لا من

عيونها ولا شي هنا في ملامحها سوى الدهشة والإستغراب، قالت لها: قومي يابنتي.

ليال رفعت جسمها ببطء وطالعت محمد وسألت: وش فيه؟

عزيزة عادت إلى قلقها وردت: محمد يقول انك تعبانة وش فيك ليال وش تحسين فيه يمه؟

ليال: مافيني شي يمه والله.

محمد: طيب وش هالنوم؟

ليال: ما نمت امس بالليل ونمت العصر.

محمد: مو بس هاليوم ياليال كل الأيام اللي فاتت صاير يومك كله نوم، هذا غير قلة الاكل وهدة
الحيل.

ظهر الضيق في عيونها ولم تحب أسئلتهم وكأنها في تحقيق، طالعته وبدت تستوعب حضور أمها

وانحرجت من وجودها، بالتأكيد رأت حالة البيت، لا يقال عنه بشع لكن مقارنة بترتيب أمها يعتبر

سيء جدا.

ردت: وش تبي محمد كنت تعبانة ونمت.

عزيزة كأنها عثرت على ماتريد: وش فيك تعبانة وش تحسين؟

أمها لم تكن تسألها بل كانت تترجاها أن تخبرها، رحمت أمها وبقوة وردت: يمه والله العظيم مافيني

شي.

محمد: طيب امش للمستشفى خالتي اخذت لك موعد.

ليال: ماراح اروح لمكان.

المشكلة عندها لم تكن في الذهاب للمستشفى لكن المشكلة دائما في خوف محمد عليها كأنه

يراها ضعيفة المناعة في كل شيء وحتى في النوم يأمرها الذهاب في المستشفى، تشعر أنها

تثقل على كاهله

وتخاف يوما أن يمل من هذا الثقل.

عزيزة وعيناها تلتمع بالدموع قالت: الله يرضى عليك قومي يابنتي معنا.

نكست رأسها وقالت: سمي

ونظرت لمحمد تكمل: بغير ثيابي وبلحقكم.

غادر محمد ونهضت عزيزة فمسكت ليال يدها وقالت: يمه فيه شي مو متأكدة منه.

عزيزة أسرعت تجلس وقالت: وشو؟

تهربت من نظرات أمها وقالت بخجل: الدورة متأخرة معي.

عزيزة كان تفكيرها في أشياء مخيفة فطالعت ابنتها لثوان تحاول استيعاب كلامها وفجأة اختفت كل

ملامح الشحوب من وجهها وارتسمت عليه ابتسامة عريضه ولم تشعر ليال الا وامها تحضنها بكل

قوة.

عزيزة من بين دموعها كررت: يابعد عمري ليش ما تكلمت؟

ابتعدت ليال عنها محرجة وقالت: مادري وش أقول مو متأكدة.

عزيزة: غيري ثيابك بنأجل الدكتورة رشا اليوم ونروح لدكتورة نساء.

ليال نهضت مرغمة وارتدت عبائتها وخرجت لتجد ابتسامة محمد العريضة تستقبلها، صدت عنه

بخجل

وطالعت أمها التي لا ترتدي عبائتها فقالت: ماراح تروحين يمه؟

عزيزة: لا روحوا أنتم وعلمون وش يصير عليكم.

بعد ساعتين كانا في السيارة ورن هاتف محمد فرفعه ضاحكا وهو يقول: وش تعطينن بشارة يا
خالة.

عزيزة حمدت الله في أعماقها وببسمة عريضة ردت: يالدب ترا انا اللي بشرتك بالبيت البشارة لي.

محمد: والله ياخالة تستاهلين اكبر بشارة.

عزيزة: وينكم الحين؟

محمد: هذانا راجعين للبيت.

عزيزة: لا تسرع الله يحفظكم شوي شوي.

كانت تضع يدها على بطنها تريد الإتصال بهذا المخلوق الذي لا يرى من خلال أناملها، تريد ايصال

مشاعرها له وكيف يهزها الشوق له في ساعات معرفتها

الأولى بوجود داخلها.

دخلت منزلها وشعرت بغرابة لكن سعادتها تعظمت حين رأت أمها تخرج إليها وتستقبلها بدموعها

وتضمها قائلة: البركة يانظر عيني، الله يتممه لك على خير حبيبتي.

استقرت على صدر أمها تبكي بفرح، قبلت رأسها عزيزة وذهبت تبارك لمحمد الذي ضمها حين رأى

دموعها قائلا: الله يبارك فيك يا خالة ويخليك لنا.

محمد شم الرائحة القادمة من المطبخ وليال لاحظت الترتيب واللمعان في بيتها فقالت: يمه ليش

تعبت نفسك.

عزيزة: ماسويت شي الشغل كله سوته سيرما.

جلسوا في الصالة المقابلة للمطبخ المفتوح وعزيزة سألت ليال: بأي شهر؟

ليال: ببداية الثاني.

عزيزة: الله يسهل عليك يامي.

محمد اسنتشق عميقا وقال: الريحة تدخل القلب سيدا وش طابخة خالة؟

طالعته ليال وعزيزة: مقلوبة وايدام وسلطة.

محمد: يابعد عمري ياخالة.

ليال افتشلت من أمها وقالت: قبل أسبوع طابخة مقلوبة.

محمد: ومن بعدها ونا عالمطاعم.

ثم نظر لخالته وهو يتصنع البراءة وكمل: توي افهم كلمة الطريق الى قلب الرجل يبدأ من معدته، ما

تخبرين لي وحدة طباخة يا خالة اثني بها على ام صالح.

ليال لا تدري أيهما صدمها أكثر هل احراجها وهو يظهر اهمالها عند أمها أو طلب الزواج أو اسم

صالح الذي أصاب معدتها بالمغص.

عزيزة: مافي الا ام صالح وحدة عرس وغيره شله من راسك.

ليال ردت: يمه تكفين، وش ام صالح ذي؟

عزيزة ضحكت وردت تغايظها: مادري اسألي أبو صالح.

محمد برر لها: والله انا من طلعت على الدنيا والناس تسميني أبو صالح.

ليال: انا وش دخلني بالناس، هذا ولدي واسمه بيصير اسم ثاني لي، بعدين خلاص انا مسميته.

محمد: وش سميتيه طال عمرك؟

ليال: عبد العزيز.

دمعت عيني عزيزة وطيف تفتقده بوجع مر بذهنها، تمالكت نفسها وقالت خوفا من عنادهم: اذا

جاء وقته وولدت بالسلامة يصير خير ان بغيتوا تهاوشوا، الحين اهتمي بنفسك وبس.

محمد: عندي حل اذا ولد انا اسميه واذا بنت انت تسمينها وش قلت.

رفعت ليال حواجبها: ولد والا بنت هذولا عيالي انا اسميهم انت وش قططك معنا.

ضحك محمد ورد: وشلون وش قططك القطة كلها مني، انا اللي بوكلهم وبشربهم وبشري

اغراضهم.

عزيزة هزت رأسها بيأس منهم وقالت: االله يعين اللي بيجي بينكم.

محمد استمرت ضحكته: اجل وش رايك فيها تقول وش قططك يا خالة وهم منين جايين.

ليال انحرجت من أمها وقالت: محمد قم نم.

غمز لها بخفة وهمس: والمقلوبة

ثم كأن تذكر شيئا فقال: الله يصلحك نسيتين ابشر امي.

وبثوان كان يتحدث مع امه وينقل لها الخبر بسعادة صاخبة أشعلت الفرحة في قلب ليال من جديد

بالرغم من اسم صالح الذي تردد بكلامه، باركت لها خالتها وباركت لعزيزة وأغلقت منهم.

دخلت سيرما: مدام وين احط عشاء؟

عزيزة نهضت فسبقتها ليال قائلة: والله ماتقومين انا اروح معها.

حين خرجت سال محمد بإهتمام: يعني يا خالة نومها هذا طبيعي؟

عزيزة: ايه لا تخاف، فترة وحام أشهر الأولى وبتخف بعدين.

عزيزة وهي تراها تخرج من المطبخ أردفت: بس حساسيتها يمكن تزيد، الحمل يقلب النفسية

فخف عليها يامحمد.

محمد: ابشري ياخالة ولا يهمك ام صالح بعيوني.

تنهدت من صلابته: واضح واضح افحمتنا بهالصالح قبل مانشوفه.

وقفت: بروح اشوفهم.

دخلت على المقلط الصغير وكانت ليال تصف الصحون والمناديل على الطاولة بجانب كل كرسي

وعلى وجهها ظهر ضيق عميق سرعان ما انتقل الى عزيزة.

سألتها: أساعدك بشي؟

انتبهت ليال وردت: لا خلصنا، استريحي يمه بنادي محمد واجي.


*
*

محمد وقف قائلا: أكرمك الله يا خالة

لاحظت من طرف عينها نزول ليال رأسها، طيلة العشاء كانت فقط تلعب بأكلها دون أن تأكل وكأنها

تجلس على صفيح ساخن، ابتسمت له عزيزة بإقتضاب وقالت: وخيرك ياعيني.

كمل: بروح أنام توصين على شي ياخالة وراي قومة بدري.

عزيزة: لا الله يحفظك انا هذاي بكلم سليم.

خرج وعادت عزيزة تنظر لإبنتها وقالت: نادي سيرما تشيل الصحون وتغسلها قبل مايجي السواق.

بعد عشر دقائق كان يقف عند الباب فذهبت إلى المطبخ وقالت لليال: سليم جاء تبين اخلي

سيرما عندك اليوم.

ليال: لا يمه مااحتاجها.

عزيزة طالعت سيرما: يالله سيرما البسي عباية وجيبي عبايتي.

ليال قبل أن تخرج قالت بتردد: انت اقعدي يمه؟

عزيزة: اقعد؟

لا تريد ان تتوسلها لكنها لم تطق خروجها بسرعة، تريد أن تفرح معها وتتحدث معها وتسألها عن

أشياء كثيرة تقلقها وتخيفها، تحتاج نصائحها وخبرتها، وجودها وما فعلته كان جميلا جدا ولا تنسى

كيف كانت سعادتها حين دخلت بيتها ورأتها لا تزال موجودة، زهور روحها تفتحت وهواء بيتها تغير

وصار خفيفا وساعاتها لم تعد ثقيلة.

ردت: مر الوقت بسرعة وماشفتك زين.

عزيزة: جود لحاله بالبيت...

ليال قاطعتها: خليها تجي.

عزيزة: البيت صغير صعبة النوم ونضايق محمد.

قلبت ليال شفتها ودخلت سيرما ومدت لها عبائتها أخذتها عزيزة وقالت وهي تنظر الى ليال:

روحي

سيرما انا نوم هنا اليوم.


__

لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين..
__

انتهى.

شهرزاد 2000 likes this.

في السويداء. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-21, 12:49 AM   #44

مالي أسم

? العضوٌ??? » 489007
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 115
?  نُقآطِيْ » مالي أسم is on a distinguished road
افتراضي

اول شيء الت مررررة حلو
أولا الحمد عبدالله إن شاء الله أقتنع أن سارة ماتبغى أبن عمها
ويبعد من تفكيرة فهد ويكون حاط إحتياطاته على المستودعات حقه
ثانيا مبررررررروك لليال الحمل
والحمد لله أنه عزيزة بتنام عندها


مالي أسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-21, 12:58 AM   #45

مالي أسم

? العضوٌ??? » 489007
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 115
?  نُقآطِيْ » مالي أسم is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مالي أسم مشاهدة المشاركة
اول شيء البارت مررررة حلو
الحمد عبدالله إن شاء الله أقتنع أن سارة ماتبغى أبن عمها
ويبعد من تفكيرة فهد ويكون حاط إحتياطاته على المستودعات حقه
ثانيا مبررررررروك لليال الحمل
والحمد لله أنه عزيزة بتنام عندها
وسليمان الله يسعده مع روان ويبعد عنه عبير


مالي أسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 07:31 PM   #46

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله

_

الجزء الواحد والثلاثون.

_


في منزل ليال اشتعلت الفرحة بقلبها حين وافقت أمها على المبيت عندها، رفعت راسها بإبتسامة

عميقة.

عزيزة ردت على ابتسامتها: بس ماراح نقعد لين ننظف المطبخ.

ليال أجابت: مخلصين من كل شي بس باقي اغلف الاكل اللي بياخذه محمد وبيعطيه عمال البقالة.

جلست على الكرسي واستندت على الطاولة العريضة مرهقة تراقب ابنتها ترتب باقي الاكل في علب

المنيوم بينما هي تدق على جود التي سرعان ماردت: وينك يمه مليت لحالي.

عزيزة: ماراح اجي اليوم بقعد عند ليال.


جود: وش فيها؟

عزيزة وقلق جود يصلها ابتسمت وردت: مافيها شيء الحمدلله توها جاية من المستشفى وطلعت حامل.

كانت ليال تستمع لهم وبعد لحظات مدت لها أمها الهاتف: تبيك.

أخذته وردت: هلا.

جود: هلا وغلا البركة البركة ياقلبي ربي يتمم لك على خير.

ليال: الله يبارك فيك.

جود بحماس: كيف الشعور.

ليال بإتسامة عريضة ردت: مايوصف.

جود كأنها تتكلم مع نفسها: يالله ماصدق بعد كم شهر بيتنا بيصير فيه بزران وصجة.

وكملت سعيدة بعودة المياة لمجاريها مع ليال: بعد زواجك صار مرة كئيب البيت بس انا وامي، تخيلي

احيانا اجي من الجامعة متأخرة ماشوفها الا ساعتين.

ليال: الله يعينكم اجل نظامكم بيتغير.

جود: ايه من الحين بقولك يوم ينام عندنا ولدك يوم ولد ديم.

لاتتخيل أن تفرط بطفلها ساعة كيف بيوم ابتسمت دون أن تعلق، جود سالت: ليش عزيزة بتنام عندكم

وتخلين.

ليال: قلتله تناديك بس عيت.

جود: والله؟

ليال: تعالي ماراح انام الحين وبكرا احتمال كبير اغيب.

عزيزة أشارت لها بالرفض ومدت يدها تأخذ الهاتف: خلك مكانك الحين بتجي سيرما واذا خايفة دقي ع

ديم تجيك.

جود كانت فعلا خائفة لكنها تعرف أمها لم تكن لتتركها إلا لسبب وطبعا ليال أقوى سبب، عزيزة سألتها:

وين رحت؟

جود: موجودة.

عزيزة: زين شوفي بدرجي الأول علاجاتي ارسليهم مع سليم مع ملابس لي.

جود: سمي.

عزيزة تراضيها: يالله ياقلبي بكرا اذا رجعت من الجامعة بتلقينن بوجهك.

جود بضيق: ماروح أقول شي بس لاتعودينها والا خوذين معك.

عزيزة: ان شاء الله يالله تصبحين على خير ولاتنسين علاجاتي.

*

*

صوت عالي شق هدوء جلستها في الصالة، محتاسة بين كتبها ومذكراتها وبسبب انقطاعها أسبوعين

عن الجامعة تأثرت درجاتها كثيرا.

نهضت متضايقة تغلق هاتف سلمان بعد أن تأخر بالرد وعند الباب سمعته يرفعه ويقول: سمي.

توقفت عندما قال: سمي الحين بجيك.


صمت لحظة ثم قال: لا تخافين ماعليك ان شاء الله دقايق ونا عندك.

دخلت فأغلق الهاتف وتوجه الى الشماعة يلبس ملابسه، سألته: وين بتروح هالوقت؟

سلمان صد بنظراته عنها وقال: واحد من الربع سيارته متعطلة وبروح له.

لم تحتمل كذبه عليها وامتلئت عيناها بالدمع وقالت: بتروح لعبير؟

توقفت يداه عن اغلاق أزاريره ونظر إليها متسائلا فقالت: سمعتك تو تكلم مره

وكلمت بسخرية: مو واحد من الربع على كلامك.

سلمان كان مستعجلا فقال وهو يخرج: عن اذنك يالقافطة اذا رجعت يسير خير.

خرج ورمت روان المذكرة التي بيدها بغيظ، جلست تحاول تهدئة نفسها لكنها فشلت فأخذت هاتفها

واتصلت على أمها.

مها: هلا.

ردت ببكاء: طلع كلامي صحيح يمه توها عبير كلمته وطلع لها.

مها: من اللي كلمته؟

روان: دخلت على سلمان تو يكلم وحده ويقولها سمي هذاي جيت لك، يقولها سمي يمه ونا ماعمري

سمعته منه.

مها تنهدت لم تكن بمجال لتضحك فيه على ابنتها، ردت بغيظ: انا اللي دقيت عليه ياخبلة وهو جاي لنا

الحين

انتبهت لنغمة الحزن في أمها وقالت: وش فيك يمه.

مها: مستودع عبد الله محترق وطلبت يجي يروح معه.

روان ضربت جبينها بيدها وقالت مذهولة: وشو؟

مها بحزن: مستودع محترق وخفت عليه يسوق بالليل وهو متضايق ودقيت ع سلمان يوديه، يالله

بروح اشوف عبد الله وخلي عنك هالخبال.

روان: اسفه يمه، بجي لك الحين.

مها: الوقت متأخر بكرا تعالي.


*
*

أغلقت منها عزيزة وكانت أيضا متضايقة من ترك جود لوحدها، سمعت ليال تقول: محمد نايم ماراح

يتضايق ولا شي خليها تجي ولا تقعد لحالها بالبيت.

عزيزة: ماعليها خلاف الحين بتنام.

أخرجت كيس كرتوني ووضعت علب الأكل وعزيزة انشغلت بمحادثة ديم تخبرها عن ليال، ديم طلبت

ليال وباركت لها ثم أغلقت.

انتهت ليال وقالت: وين تبين نجلس؟

عزيزة: افرشي لي بالمجلس حتى ماتوصل أصواتنا لمحمد.

ليال: ليش منزعجة من محمد نايم وجناحنا معزول يمه

عزيزة: ولو يابنتي.

ليال: لا أخاف افرش وتنامين.

ابتسمت عزيزة: من دون فرش انا اقولك اول ماغمض عيوني بنام.

ليال: اجل بسوي قهوة تصحصك.

عزيزة: لاتسوين الله يرضى عليك تعرفيني ماشربها بالليل.

نهضت وكملت: تعالي بالصالة.

ليال: ببدل ثيابي واجيك.

غيرت ملابسها ببجامها قطن، واقتربت من محمد بهدوء ونادته: محمد.

كان للتو غافيا، ورأها تنحني فوق رأسه كحلم جميل، ابتسم وجذبها تجلس قريبة منه

ليال: بقولك امي بتنام عندنا الليلة.

حدق فيها بلا استيعاب وجذبها نحوه لكنها ابتعدت وهي تبتسم وقالت: امي بتنام عندنا، انتبه الحين

تطلع بملابسك.

عادت لإمها، عزيزة كانت ايضا بالكاد تفتح عيونها لم تنم منذ استيقاظها لصلاة الفجر لكنها تجاهلت

تعبها وإرهاقها من أجل خاطر ليال المتحمسة لوجودها.

سألتها: وش ودك تجيبين ولد والا بنت؟

ليال ابتسمت: اكيد بنت.

عزيزة رفعت حاجب لم تتوقع أجابتها لإنها عندما اختارت اسم عبد العزيز ظنت أنها ترغب بولد وردت:

توقعت تبين ولد.

ليال: لا لا ابي تسع بنات والعيال واحد يكفي.

وكملت حين رأت دهشة أمها: البنات حنونات ومع امهن دايم، العيال اذا وصل الخمس طعش سلمي

عليه.

لم ترد امها فسالتها: وانت وش تبين نجيب؟

عزيزة ردت: اهم شي يكون طيب ومعافى بس ودي تجيبون كلكم عيال.

هنا كانت دهشة ليال لم تتوقع أبدا إجابتها، ظنت أنه لا فرق عندها واللي من الله حياه الله،

سألتها: ليش؟

عزيزة: البنت من تحملين فيها وانت شايلة همها، تخافين عليها وترحمينها ضعيفة وتعزز ضعفك

والولد تخافين عليه وتهتمين له لكنه ركن تعتمدين عليه ويشيلك اذا كبرت حلو يكون بكرك ولد.

مع أنها فهمت احتياج أمها لولد لكنها ماحبت منطقها، كأنها تقول انهم غير كافين وسيتركونها اذا

كبرت.

ردت: حتى البنت تشيل أمها وتقوم به.

عزيزة: اكيد بس البنت تلهى ببيتها وعيالها ودائما يستمر احتياجها لإهلها عكس الولد

خلاص اذا كبر يشيل نفسه واذا فيه خير شال كل اهله معه، شوفي خالك علي كيف قايم بامي وفينا كلنا

حتى ونا كبيرة اعتمد على محمد.

ليال بغير اقتناع: ممكن.

عزيزة: ان شاء الله بتجيبين عيال وبنات وبتشوفين الفرق بينهم، البنت فرحة وسعادة بس دمعتها اذا

نزلت جمرة بقلبك تهتمين بكل شي يخصها.

ليال: خلاص اجل ابي خمس بنات وخمس عيال.

عزيزة ضحكت: يعني لسه مصممة على العشرة.

ليال: اذا فيه إمكانية بجيب أكثر.

عزيزة: جيبي جيبي بكرا اذا شفت الولادة بتقولين خمسة نعمة.

ليال بتساهل: دائم مهولينها انت وخالاتي، ماضنها صعبة لهادرجة؟

طبعا لن تقلق ابنتها بموضوع فعلا مهول، سوف ترى بنفسها وستحكمها التجربة ستحكمها بشكل

مفجع وسترى.

رن جرس المنزل فوقفت ليال: شكله سليم.

جائت ومدت لها حقيبة صغير فيه ملابس وأدوية وقالت: بجيب مويا.

أحضرت لها الماء وذهبت للغرفة الصغيرة الموجودة في جناحها وأخذت مفارش وفرشت لإمها في

المجلس وحين عادت لإمها وجدتها تغمض عينيها وخطوط التعب ترتسم بوجهها.

اقتربت بهدوء: يمه نمت؟

فتحت عزيزة بنظرات مليئة بالحنان وقالت: لا ياقلبي.

تشجعت ليال وجلست قربها وقالت: اليوم البيت مرة غير، ليتك تجلسين عندنا دوم.

كملت: بس يوم رجعت من العيادة فشلت وانقهرت انك اول مرة تجين عندي وتشتغلين بالبيت

وتطبخين.

عزيزة: بيتك نظيف ياقلبي ماتعبت ولا سويت شي يسوى.

ليال: كان بنيتي اعزمك انت وخواتي بس عجزت القى يوم.

مسكت عزيزة يدها وجذبتها نحوها: حنا مهب غريبين نجيك بعدين ان شاء الله، اهم شي انتبهي لنفسك

يامي.

وهما تتحدثان خرج اليهم محمد بوجه متضايق ووجه حديثه لهما: سلمان كلم تو مستودع عبد الله

محترق وبروح اشوفه.

سألته عزيزة مفزوعة: عسى ماجاهم شي؟

محمد: مادري والله هذاي بروح له.

عزيزة: وقف بروح معك لمها.

ليال: ونا بروح لسارة.

ناظرها محمد مقطب وقال: امسكي ارضك مافي طلعة.

ليال: تكفى محمد.

والتفت لخالته: حتى انت ياخالة لا تروحين بكرا موعدنا بدري بالعيادة، وبعد يمكن خالتي للحين

ماتدري.

عزيزة: طيب طمنا عليهم تكفى.

خرج وهو يعقم ازرايره ويقول: ابشري


*

*

عاد محمد بعد صلاة الفجر ووجد خالته في الصالة وحدها.

محمد: هلا خالة.

عزيزة: هلا بك ياولدي بشر عنهم.

هز رأسه بيأس وقال: المستودع راح كله، واثنين من العمال بالمستشفى واحد حالته خطرة.

عزيزة: لا حول ولا قوة الا بالله.

محمد جلس وازاح غترته وكمل: الله يعوضه خسايره كبيرة والله.

عزيزة: وش سبب الحريق.

محمد: للحين مابان شي.

والتفتت ناحية غرفته وقال: وين ليال؟

عزيزة: صلت وقلت لها تروح تنام، وانت رح نم يابوي عندما موعد مع الدكتورة رشا الساع تسع.

محمد أغمض عينيه بتعب ثم نهض واقفا وقال: تدرين عن خالتي مها؟

عزيزة: ايه كلمتها اول ماطلعت، كانت توها عارفة بالحريق، الله يعينهم.

محمد: امين.

تذكر شي فقال: قومينا ثمان ياخالة.

وأشار الى غرفته مبتسما: يالله يالله يمدينا نقوم ام صالح.

ضحكت عزيزة: ماراح ترتاح لين تجنن بنتي.

محمد غمز لها: هي اللي جننتن.

تجاهلت تعليقه وقالت: رح اصبح وافلح.

غادر محمد وعزيزة استمرت ابتسامتها للحظات طويلة، لطالما دعت الله أن يوفق ليال بمثل هذا البيت

ومثل هذا الزوج ورؤية دعائها مستجاب بهذا الشكل أشعلها امتنانا وشكرا لله.

في الصباح كانت ليال هي من أيقظهم وتعبت جدا حتى أيقظت محمد.

قالت وهو يتوجه للحمام: بلبس عباتي وبنتظرك مع امي، استعجل محمد بيفوت الموعد بسببك.

*

*

عند الدكتورة رشا قالت لليال: لازم نستبدل علاجاتك بعلاجات ثانية.

ليال اعترفت ببساطه: انا وقفتها اول ما شكيت بالحمل.

سألتها الدكتورة: من متى تقريبا؟

ليال: أسبوعين.

انصدموا جميعا ومحمد قال: اول ماشكيت بالحمل مفروض جيت هنا علطول.

عزيزة أعطته نظرة وهزت رأسها تطلب منه التمهل ثم سألت للدكتورة: طيب العلاجات الجديدة هل لها

تأثير على الجنين؟

رشا: للإسف لها تأثير لكن مو خطر، راح اصرف اخف الأنواع اللي تناسب وضع ليال ومافي شي اقدر

اثبته من ناحية التأثيرات.

نظرت لليال باستياء وكملت: الحمدلله اننا بآخر مراحل العلاج والجسم توعد على انسحاب الدواء والا

كان تعبت كثير ياليال من انقطاع العلاج المفاجئ.

ليال: طيب اذا رفضت اخذ العلاج وش راح يكون الوضع؟

نظر اليها الجميع بإندهاش كانها ذكرت معلومة غريبة تنافي كل قوانين الطبيعة،

د. رشا ردت: بتتعبين.

ليال: مو مشكلة.

د. رشا: مانقدر نعرف كيف تعبك بيكون، ممكن لا سمح الله تكون انتكاستك قوية وحتى الطفل

يتضرر منها.

ليال: بصبر وبتحمل الاكتئاب مو شي يموت، انا ماراح اشرب شي يضر طفلي.

محمد نزرها بحدة: وشلون ماتاخذين العلاج مجنونة انت؟

كانت نزرته صادمة لهم وفورا انتقلت عصبيته لليال، نظرت اليه بغضب لكنها اختنقت من نظراته

الغاضبة فصدت عنه تحاول ابتلاع صدمتها، ربما هذه أول مرة ينفعل منها هكذا وأمام الجميع.

عزيزة: محمد.

محمد بنفس الغضب: ماتسمعينها خالة، ماتبي تأخذ علاجها، تبي كل شي تدبره وتسويه بنفسها لان حنا

مانفهم.

الدكتورة وضعت قلمها وتراجعت للخلف تتأمل ليال ومحمد، وبالرغم انها صورة مزعجة لزوجين

غاضبين الا أن الصورة أعجبتها جدا.

محمد كان غاضبا خوفا عليها وهي غضبت وانزعجت لإنها لم تحتمل غضبه منها باختصار كلاهما

نقطة ضعف جميلة للآخر.

قالت: أستاذ محمد لو سمحت العصبية ما راح تساعدنا بشي.

عاد بنظراته للدكتورة وسالها: ممكن اسأل عن تأثيرات الدواء على الجنين.

د. رشا: احتمال يكون نموه الجسدي اقل من غيره وممكن يكون عنده اضطرابات عصبية او تتأثر

المعالجات الحسية للجنين لكن هذي كلها غير مؤكدة.

ليال: تاركتهم من أسبوعين دكتورة الحمد لله ماحس بتعب.

د. رشا: هذا شي غير مضمون ياليال، ممكن تتعبين بعدين و

ليال: انا ماراح اخذ أي دواء يضر طفلي ارجوك دكتورة ساعدين، عطيني نطائح اطبقها حتى ابتعد من

الاكتئاب بس لا تقولين دواء.

محمد: ليال.

قاطعته الدكتورة: اذا ليال ماتبغى العلاج مانقدر نضغط عليها أستاذ محمد، وفي هالحالة لازم تتوفر لها

بيئة مريحة جدا حتى تولد.

محمد نظر لليال وقال: اللي تقولينه مو معقول ياليال، الاضرار مو اكيدة على الطفل لكن ممكن انت

ليال نست من حولها وقالت تقنعه: حبيبي انا متوكلة على ربي، ماراح اتعب ونا اصلي وادعي ربي.

محمد التفت لخالته عزيزة واستغرب من صمتها فقال: خالة قولي شي.

عزيزة كانت خائفة ومحتارة قالت: كلكم معكم حق يامحمد

والتفت لليال تحسم موقفها وقالت: محمد صادق لازم تاخذين علاجك.

انزعجت من موقف أمها، توقعتها ستؤيدها وتقف في صفها، دمعت عينها وهزت راسها رافضة.

دكتورة رشا لما شافت الموقف رجع يتازم برأي عزيزة أنهت الجلسة وطلبت تجلس مع ليال وحدها

وبعدها جلست مع محمد وعزيزة وأقنعتهم بالقبول لإن الضغط على ليال في أخذ الدواء ليس في

مصلحتها ولا مصلحة الجنين.

ومع توصية الدكتورة لمحمد وعزيزة بعدم الضغط على ليال رضخا الإثنان لرأيها واستمعا لتوصياتها

في التعامل مع ليال ثم خرجا الى صالة العيادة حيث كانت ليال

تنتظرهما.

في السيارة سألتهم: وش قالت لكم الدكتورة؟

محمد: قالت لنا ضربتوا بجدار صلب ومالكم الا الصبر.

التزمت ليال الصمت وعادت تنظر الى النافذة.

عزيزة: ودن بيتي يامحمد.

ليال: باقي على رجعة جود تعالي معنا.

عزيزة: مانمت من امس، انت ارجعي للبيت واستخيري وفكري بكلام الدكتورة، تناقشي مع محمد

بعدين قرري، لا تقررين فجأة من دون تفكير.

ليال: سمي.

عزيزة: لا انا راضية ولا محمد راضي بس سكتنا عشان مصلحتك، فكري زين الله يرضى عليك وعلمين

بالليل وش تجزمين عليه.

كانت تعرف قرارها جيدا مع ذلك ردت: سمي.


*

*

اسبوعان مرا على الحريق دون الوصول الى نتيجة واضحة، التحقيقات أثبتت أنه مفتعل لكن لم يعثروا

على الجاني وأكثر ما ضايق عبد الله أن الحريق دمر المستودع بإكمله واثنان من موظفيه في العناية

المركزة.

مها وضعت صينية القهوة في الصالة وكلمت عبد الله: هلا وينك قلبي.

عبد الله: توي طالع من الشرطة وبمر المستشفى.

مها: طالع من الصبح ولا تغديت تعال تقهوا على الإقل.

عبد الله: معليش مها بعدين.

وأغلق الهاتف وهو يشعر بضيق شديد يشتعل فيه، بعد الحريق اختفى تماما من منزله وعائلته، يخرج

من الصباح للشرطة ثم المستشفى ثم يذهب يتفقد مستودعاته الإخرى ويتأكد من حراستها ومكالمات لا

تنتهي مع عملائه القلقين على بضائعهم، وفي آخر الليل يذهب مرة أخرى لتفقد مستودعاته ثم يعود

منهكا لا يكاد يغلق عيني قبل أن يصل لسريره.

سافر إلى الصين وتعاقد مع المصانع هناك لتعويض بضاعته المدفوعة أموالها من الزباين وأكلها

الحريق قبل أن تصل إليهم، عاد بعدها ليغوص في دوامة أعماله المضطربة بسبب الحريق.

مها أغلقت الهاتف وعرفت سارة من وجهها أنه لن يأتي فقالت: أزمة وتعدي يامها لا يضيق صدرك.

مها: متضايقة عشانه يا سارة أهلك نفسه بالشغل والتفكير.

سارة هزت رأسها متضايقة ايضا من غياب ابيها وماحدث معهم، قالت تغير الموضوع: بتجي روان

بكرا؟

مها: ايه نسيت، قالت لي اقولك تنادين ليال.

وتذكرت مشادتهم البارحة وكملت: سبحان اللي غيرها.

سارة ابتسمت: أي والله.

مها تاملتها قليلا ثم سألتها: بس احس ياسارة ليال للحين ما صفت من ناحيتها.

سارة أسرعت تنفي: بالعكس يامها ماتشوفين روان اندمجت معنا، لو ليال ماتبيها ولا واحد بالمية

بتسمح لها تدخل بيننا، يمكن ماتعودت عليها بس ماتشيل ناحية روان بشي حرام مها لا توسوسين.

مها استغفرت، لم تكن تتهم ليال لكنها فعلا تحس بمجاملتها لروان فهما دائما تجتمعان بمنزل ليال من

دون روان.

تذكرت مناقشتها مع روان بالإمس.

روان: يمه قولي لسارة تنادي ليال بكرا.

مها ردت عليها: تبينها انت قولي لها ليش خايفة.

روان: ماخفت يمه بس يمكن اذا قلت لها انا ماتجي.

مها: اذا ماتبيك خلاص لا تلاحقين وراها.

روان: والله انت غريبة يمه، يوم اني اضايقها كنت تزعلين وتهاوشين والحين يوم تصافينا بعد تزعلين.

كانت تعرف أن ابنتها لن تفهمها ولا تظن أن أحدا سيفهمها: يابنتي للحين أقول كلكم بناتي، بس مابيك

تطيحين نفسك وهي تتجمل عشاني او عشانك يعني اذا فعلا هي مارتاحت لك افهمي هالشي، اتركيها

واذا هي تبيك هي تتواصل معك.

روان: انا ماقلت انها ما تبيني قلت أخاف ماتجي.

مها غيرت الموضوع حين شعرت بتضايق روان، تخاف من عودة العداوة بينهما لأنه اذا كانت ليال

تتجمل معها مشاعرها الحقيقية ستظهر يوما ما وهي لا تريد أن تتعرض ابنتها لمثل هذا الشعور بالنبذ

وهي لا تزال حزينة من موقف بنات عماتها، كانت فعلا تتمنى أن ليال ترغب بصداقة روان مثلما روان

ترغب بصداقتها.


*

*

تراجع بكرسيه مبتسما برضى وقال: ابي الضربة الثانية تكون مباشرة، مابيه يتنفس منها.

متعب بيده الدله مد فنجان لفهد وقال: فيها مخاطرة طال عمرك.

وكمل حين رأى نظرة فهد الحاده: الشرطة قالبة الدنيا وواضح يدرون ان الحريق متعمد، صعبة نتحرك

بهالوقت.

فهد بحقد: دبر نفسك، ابي المستودع الثاني رماد بعد يومين ابيه تلحقه جلطة مايقوم منها.

ظهر القلق بوجه متعب وخاف، رئيسه ظهره قوي ولا دليل ضده أمام هذه العملية لكن هو ان سقط

ستكون نهايته، وتخيل نفسه في قابعا في زاوية السجن ينتظر ضهور المشيب وأن تمر سنين عمره

الجميلة حتى يخرج.

مالذي يجبره على تحمل حقارة فهد وأوامره الخطيرة وهو يتعامل معهم بدونية وحتى مبلغ العملية

الإخيرة ذهب كله للفاعلين ولم يأخذ ريال زيادة على راتبه.

فهد: وش عندك واقف.

متعب: اللي تامر فيه طال عمرك.

وخرج وهو يفكر بطريقة تنقذه من فهد ومن السجن.

*

*

في تمام الساعة الثانية دخل وجلس بثقل على الإريكة وأغمض عينيه، شم رائحة عطرها ففتح عينيه

ونظر إليها.

برغم ما يعانية هذه الإيام وجودها يخفف كثيرا من ضيقته وحزنه، ربما رؤييته لها لا تتجاوز الساعة

والساعتان آخر اليوم الا أن نظرة حانية من عينيها كافيه لتنسيه همومه ومشاكل يومه.

مها: بجيب عشاك واجي.

عبد الله: تعالي تعالي متعشي.

مها: لحظة.

خرجت وعادت بعد خمس دقايق بصينية ووضعتها أمامه وقالت: من تزوجنا ماكلت شي من يدي، كل

يوم اطبخ وما ياكل الا انا وسارة عاد اليوم بتاكل غصب.

ابتسم لها بعشق، وامتدت يده واخذ الملعقة، لم يكن جائعا لكن الرائحة الشهية ونظراتها الجميلة أزاحت

عنه شعور الشبع وانسداد الشهية

عبد الله: تسلم هاليدين يارب، ادري يامها اني مقصر معك بس تخلص هالتحقيقات وارتاح وبعوضك

ياقلبي.

مها: العمر قدامنا وبتعوض هالخسارة، لا تضغط على روحك ياعبد الله انقهر مره اذا شفتك تضغط على

نفسك وتهلكها من الصبح لاخر الليل.

عبد الله: لا تخافين متعود يامها.

رن هاتفه فوضع الملعقة ورد: نعم.

صوت غريب: أستاذ عبد الله حبيت احذرك مستودعك بمنطقة بيتعرض لحريق.

عبد الله وقف وصرخ: من انت؟

اختفى الصوت قبل أن يكمل سؤاله وركض عبد الله للباب، لحقته مها ومسكت يده وبخوف: لا تطلع كذا

انتظر ادق على سلمان.

عبد الله ودون أن يشعر أزاحها عن طريقه وخرج مسرعا نحو الباب.


*

الله أكبر كبيرا

والحمدلله كثيرا ولا اله الا الله بكرة وأصيلا

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


شهرزاد 2000 likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 28-07-21, 08:06 AM   #47

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله

الجزء الثاني والثلاثين

__


اخترق صوت هاتفها أرجاء الصالة، رفعت يدها ببطء وطالعت سارة بقلق ثم ردت: الو.

وصلها صوت أمها الحاد: وينك؟

أغمضت عينيها وقالت: بالبيت.

احتدت عزيزة أكثر وسألتها بسخرية: بالبيت؟

وكملت: ليال كلهم اجتمعوا، امي بس تسأل عنك.

ليال: تعبانة يمه ماقدر اجي.

عزيزة تنهدت: أقول تعوذي من الشيطان وتعالي، يالله انتظرك، اذا ما شفتك بعد نص ساعة ياويلك.

أغلقت الهاتف ورمته قربها وهي تقول: حيوانة.

فايزة قالت: وشفيك على البنت؟

عزيزة: تقول ماراح اجي.

فايزة: وش تسوي ذابحها الوحم وطول الوقت تستفرغ وين تجي.

عزيزة: انا عارفة وش بلاها.

كملت: ضيقة الصدر راجعه لها وتخاف ندري ونلومها ليش ترفض العلاج، تخيلي له أسبوعين ماجت

وكل يوم تتعذر بعذر.

فايزة: لاتوسوسين ياعزيزة شايفته قبل يومين ومالاحظت شي وحتى محمد.

عزيزة: محمد وش دراه كل النهار هو بدوامه وهي بجامعتها وذا شاف شي بيظنه تعب الوحام، انا

اعرفها من عيونها وصوتها يافايزة، اخر زيارتين لاحظت تعبها.

فايزة بدا لها أن اختها صادقة حين تذكرت ليال قبل يومين، كانت مختلفة لم تأكل ولم تتكلم كثيرا

وأرجعت هذا الى تعب الحمل.

انظمت لهم مها فتحول الحديث عن عبد الله واسألتها فائزة: وشلون عبد الله ماجد شي معكم؟

مها: والله لا ليله ليل ولا نهاره نهار بس يفكر باللي متقصده لو مالحق على المصنع الثاني كان بيروح

بعد.

امها: والله بعذره المال شعرة القلب يابنتي.

فايزة: طيب ماعرفتوا مين هذا اللي كلم وحذركم.

مها هزت رأسها بالنفي: حاول عبد الله يجيب اسمه بس ماقدر.

فايزة: الحمدلله بعد اهم شي موضفينكم طلعوا من المستشفى.

كررت أمها وعزيزة الحمد ومها أضافت: أي والله كل هالشهرين وهو بحالة لين طلعوا.

كان البنات في جهة وسألت سما: خالة عزيزة وين ليال؟

عزيزة: تعبانة وقالت بتتأخر.

مها: سارة الصبح تقول ليال ماراح تجي اليوم.

تغير وجه عزيزة وماردت.

دخلت روان وهي أخر من أتى، سلمت عليهم وجلست مع خالاتها، نادتها ربى: مدام روان يعني تزوجت

صرت ماتجلسين معنا؟

ابتسمت روان: مشتاقة لخالاتي انت كل يوم اشوفك.

ربى: وخالاتك كل يومين تشوفينهم.

أم علي: وش تلقى عندكم، الا الهرج بالناس هذي لبست وهذي فصخت.

شهقت ربى شهقة درامية وقالت: افا يا ام عليي، حنا مانتكلم الا باللبس، الفصخ هذا مانعرفه.

سما: وش معنى فص فف فس

وحاولت تتهجى الكلمة تحت ضحك البنات.

نهض البنات وجلسن قرب الجده أم علي وبدأت مشغابتهم المعتادة.

جود جلست قرب روان: وشلونك روان؟

روان: الحمد لله.

في كل اجتماع كانت تحاول الإقتراب منها والتحدث معها، تدين لها بإعتذار حقيقي يختلف عن اعتذاها

البارد المبطن باتهامات وتكذيب لكنها تزوجت ولم تجد فرصة.

جود: روان.

طالعتها روان فأضافت: انا اسفه.

تفاجأت روان وسألتها: وش عليه؟

جود احمر وجهها وهي تجيب: غلطت عليك واعتذرت بس احس اعتذاري بايخ.

روان: يووووه ياجود خلاص لا تحطينها ببالك مشكلة ومرت ووقتها كنت استاهل.

جود: يعني جد مو زعلانة من.

روان: لا والله لو زعلانة بتدرين علطول ماعرف اكتم زعلي.

ابتسمت جود وسقط جزء كبير من همها، خجلة جدا من تصرفها وزاد حرجها بعدما تأكدوا من برائتها.

وحتى تثبت صدقها وتضهر لها أن كل شي على مايرام طالعت ديم التي تمشي بتثاقل وقالت بعفوية: ديم

باي شهر؟

جود: بالشهر التاسع وليال دخل شهرها الرابع.

روان: الله يعينهم.

والتفتت حولها وقالت: وينها ليال ماشوفها؟

جود: تو كلمتها وتقول تعبانة بس عرفت ان سارة عندها، والله لو تدري امي ياويله.

ابتسمت روان ابتسامة لم تتجاوز شفتيها، سارة دائما عند ليال وليال دائما مع سارة، تحاول جاهدة

الوصول الى ليال لكنها مكتفيه جدا بسارة، تخرج معا وتدعوها الى بيتها.

تعلقت بليال بقوة لدرجة أنها لم تعد تحزن لابتعاد بنات عماتها، لكن ليال احتفظت بمسافتها وكل ماتفعله

هو التجمل معها من أجل خاطر القرابة وخاطر أمها ليس الا.


*

*

نظرت للساعة أمامها وكانت تشير الى الثانية صباحا، بالتأكيد الجميع غادر منزلهم وامها بالتأكيد

غاضبة منها بل وتغلي من الغضب، ندمت أنها لم تذهب لإجتماع أهلها، وضعت الفوطة من يدها

وجلست على طاولة المطبخ، واتصلت عليها واستمر الرنين حتى انقطع.

فتحت تطبيق الرسائل وأرسلت: هلا يمه، نايمة؟

عزيزة كانت تجلس مع ديم تنتظران قدوم ماجد، تجاهلت اتصال ليال لإنها بهذا الغضب خافت أن تقسو

عليها.

قرأت الرسالة وردت: قاعدة مع خواتك.

ليال: عارفة انك زعلانة علي وما جان النوم.

عزيزة: ماجاك نوم لانك طول اليوم نايمة، زعلي ما يقدم ولا يأخر عندك.

تأخرت رد ليال لعشر دقائق مما جعل عزيزة تندم على كلمتها.

سمعت جود: يمه وش قلت؟

نظرت نحو ابنتها بتساؤل فردت جود: بعد يومين بنجتمع مع البنات ببيت خالي علي.

عزيزة: يسير خير اذا جاء وقته ذكرين.

وقفت ديم وهي تغلق هاتفها: يالله يمه تصبحون على خير ماجد عند الباب.

عزيزة: الله يحفظك ياعيني انتبهي لنفسك يمه.

ديم: سمي يالغالية.

واقتربت وقبلت رأس أمها وخرجت.

جود: ونا بروح انام تصبحين على خير مامتو.

عزيزة هزت رأسها، عند الباب التفتت نحو أمها التي تمسك الهاتف: ماراح تصعدين؟

عزيزة وعيناها لا تزال بالهاتف: شوي واجي.

خرجت جود وعزيزة لم تتحمل فاتصلت بليال.

ردت: سمي.

للفور استطاعت تميز البكاء في صوت ابنتها فقالت: هلا وين رحت؟

ليال مسحت دموعها وقالت: انشغلت انظف المطبخ.

عزيزة بضيق: مو زين تشتغلين بالليل روحي نامي والصبح كملي شغلك.

ليال: سمي.

عزيزة: وش فيك صوتك ماعجبن؟

مسحت دموعها بصمت، لا تستطيع إجابة سؤال أمها لانها ستعرف ببساطة أنها تبكي.

نادتها عزيزة: ليال.

ليال: محمد ينادين يمه اكلمك بعدين.

تركتها عزيزة تذهب، غدا ستتصرف، أخطئت حين سمحت لها بترك الدواء، لن تتحمل أن تذبل عيناها

مرة أخرى، يجب أن تتصرف وأول عمل ستعمله هو التحدث مع محمد والدكتورة رشاء.


*

*

لا يستطيع كتم حماسه، ركبت السيارة فسألها مباشرة: هاه وش قالت؟

ليال طالعته بغيظ، منذ دخل شهرها الرابع وهذه هي المرة الثانية التي يأخذها للدكتورة حتى يعرف

جنس المولود: مو واضح.

بان الغيظ على وجه محمد وقال: وشلون مو واضح.

ليال: مادري مابان شي بالسونار، ولدك مدري بنتك مسكر على نفسه ومو واضح.

محمد بتشدق: حياوين عيالي على ابوهم.

ليال بسخرية: الله أكبر.

وكملت: وبعدين اذا دريت وش بيصير ليش هالحماس انا اقولك وش بيجي ياولد يا بنت.

محمد: ههههههه، تصدقين ماكنت ادري الحمد لله ريحتين.

طقطق بيده على المقود ونظر نحوها بطرف عينه وقال: قصدك يا فايزة يا صالح.

نظرت اليه ليال مصدومة وقالت: وين اللي يقول اسم الولد لي واسم البنت لك.

محمد: انت رفضت وضاعت عليك الفرصة وقررت يكونون كلهم لي.

ليال: هههههه مو على كيفك.

محمد: يسير خير ياحلوة.

حتى نزاعاتها الخفيفة مع محمد والتي تنتهي بضحكة عميقة منها الآن أصبحت تتعبها وترهقها لكنها

تضطر أن تمثل الضحك والإنبساط حتى لا ينتبه لتعبها وضيقها.

ليال: متى بتمشي؟

محمد: بعد يومين ان شاء الله، بس شوفي موعدك مع الدكتورة رشاء حتى اوديك قبل ما امشي.

ليال: مو مشكلة اروح مع امي.

محمد: باقي معي يومين، احجزي عندها بكرا والا بعده.

تكره ذهابه معها للدكتورة، تشعر بنقصها حين تسمع توصياتها له، تتحسس من مرضها وتشعر أنه

يراعيها ويداريها أكثر بسبب مرضها.

ليال: مايخالف رح بدري احسن مابي اشغلك.

محمد بحسم: خلاص قلت انا بوديك.


*

*

كان الوقت مساء حين نزلت سارة وسمعت أصوات في قسم الرجال، دخلت المطبخ وسألت مها: غريبة

ابوي بالبيت.

مها: عمك دق عليه وقال بيجي فقعد ابوك ينتظره.

سارة: أي عمومتي.

كانت مشغولة بتحضير صينية مانتبهت لقلق سارة وردت: عمك صالح.

سارة عضت شفتها: اف لا تقولين.

استدارت نحوها مها وقالت: وراك خفت؟

سارة جلست أمام مها تأخذ من قطع الحلا المصفوفة أمامها وقالت: أخاف يفتح موضوع بدر لابوي.

صبت لها مها فنجان قهوة وقالت: خلاص انت انهيتي الموضوع مع ابوك،

سكتت حين دخل عبد الله وقال: وين القهوة؟

مدتها له مها: سم.

طالعته سارة فصد عنها وأخذ الصينية وخرج.

جلست مع مها في الصالة وقالت: الحين تأكدت، يارب يخيب ظني.

مها: لا تخافين ابوك ماراح يجبرك.

سارة: ادري ماراح يجبرن بس بيضغط علي ونا مالي خلق.

مها: الدنيا كلها شد وجذب ياسارة لازم تتعودين على هالنوع من المشاكل وتعرفين كيف تاخذين حقك،

استخيري واذا انت متأكدة من قرارك تمسكي فيه.

مسكت سارة يدها وقالت: تكفين مها وقفي معي واقنعي ابوي، عنده اضعف

وأخاف اقتنع بكلامه واوافق.

مها التي جربت شراسة ام الزوج وتأثيرها في الحياة الزوجية، شدت على يد سارة وقالت: لا تخافيين

ياقلبي، ادع الله يصرفهم عنك.

بعد ساعة دخل عليهم ابوها فقالت مها: راح أبو بدر؟

عبد الله وعينه على سارة: ايه جاء هو وبدر وطلعوا.

سارة كانت تتشاغل بهاتفها وحين سمعت اسم بدر فهمت تمهيد أبيها فنهضت لتخرج.

عبد الله: اقعدي سارة ابيك بموضوع.

أعطت مها نظرة بمعنى أخبرتك، وجلست متحفزة تنظر لإبيها الذي قال: عمك رجع يخطبك لولده ونا

وعدتهم خير.

سارة: وانت بعد وعدتن خير وقلت اللي تبينه يصير، ووقتها قلت لك لو اموت ماخذت بدر.

عبد الله حاول يكتم غضبه وقال: وش اعتراضك على ولد عمك، شاريك شرا، ليش الدلع.

سارة: ماعترضت على ولد عمي اعترضت على امه انا ماراح اخذ ولد منيرة لو هو احسن رجل

بالعالم.

عبد الله بحدة: بنت.

امتلئت عيناها بالدموع لاتصدق أن اباها ينقض وعده ويحتد معها من أجلهم.

عبد الله بملاينة: الرجال ماتباع عشان امهاتهم، تضيعين ولد عمك عشان هالسبب، انت ببيت وامه ببيت

وماراح تشوفيها الا بالاسبوع مرة او بالاسبوعين.

نظرت سارة لمها تطلب مساعدتها فقالت: اللي فيها شر ياعبد الله شرها بيوصل لو كل وحدة بمدينة.

عبد الله أعطاها نظرة غاضبة لكن مها ماهتمت، شعرت بحاجة سارة وضعفها، وزوجها كأغلب الرجال

معمي بقرابة ابن أخيه وخوفه من غضب أخيه.

سارة: مو موافقة يبه تكفى لا تضغط علي.

عبد الله: انا ماضغط عليك يابوي انا ابين لك ان اسبابك مو كافية حتى ترفضين بدر عشانها.

مها: مو لازم يكون عندها أسباب يا عبد الله سارة استخارت ومارتاحت.

اشتعل الغضب بعين عبد الله ورد عليها: مها لا تتدخلين.

سارة: انا طلبت منها تتدخل.

نهضت فأمرها: اقعدي انا ماخلصت كلامي.

عادت تجلس وعبد الله اقترب منها قليلا وقال: انت شوفيه واذا مارتحت مانكمل يابنتي.

دمعت عيني سارة، ابوها يمشي معها خطوة بخطوة حتى يقنعها وتخاف أن يتغلب عليها، هزت رأسها

برفض وقالت: لا

نهضت وهربت من المجلس فناداها بحده لكنها أكملت طريقها وخرجت من الصالة.

مها قالت: اذا تعبت بحياتها ماراح تلوم غيرك، انت اللي رميتها.

عبد الله: ماسألتك.

أجفلت من حدته، نظرت إليه بهدوء فكمل: لو تقنيعيها بدل ماتعصينها علي.

مها: ماعصيتها عليك يا عبد الله، انا ابيك تشوف الموضوع من وجهتنا سارة حساسة حرام ترميها

على منيرة.

عبد الله بقسوة: لا تقيسين تجربتك الفاشلة ببنتي.

مها ابتسمت بعتاب ووقفت تنهي المحادثة بينهم، ردت: بالعكس تجربتي ما كانت فاشلة، نجحت فيها

وبجدارة، والفشل الحمدلله نصيب الطرف الثاني مو نصيبي.

كلامها كان راقية وواثقا دخل قلبه بقوة، تعوذ من الشيطان وتابعتها نظراته النادمة وهي تخرج من

الصالة.

*

*

*

بعد يومين دخلت بيت أهلها هي ومحمد، حمل حقيبتها حتى الباب الداخلي ووقف عنده وقال: يالله

حبيبتي توصين على شي.

دمعت عيناها، وبصعوبة تغلبت على الغصة داخلها وردت: لا بس دق علي اول ماتوصل.

مسح دمعتها وقال: ان شاء الله.

وكمل: علمين وش يصير معك فاهمة.

هزت رأسها بإنصياع فأضاف بحنق: مخليك على كيفك عشانك حامل، اذا ولدت كل هالدلع بطلعه من

عيونك.

ليال: انا ماشفت دلع وينه.

محمد: افااااا.

ابتسمت ومسحت دمعة أخرى منها فقال: مشغلتن ابي انام عند اهلي وابي انام عندهم والدموع انهار

عند الباب طيب ادخلي عالاقل.

ابتسمت: ابي انام عندهم وانت قريب من مو بعيد.

قربها منه وهي وضعت راسها على صدره تبكي بهدوء حتى سمعت صوت أمها يقترب منهم وهي

تقول: محمد ادخل مافي احد.

ابتعدت ليال عنه وسلمت على أمها التي قالت دون ان تنظر لها: بالمطبخ سلة القهوة جهزتها لمحمد

جيبيها وحطي معها تمر.

ما ان ذهبت حتى قال محمد: لا اوصيك ياخالة رفضت كلش تروح معي خوذيها واقنعوها تأخذ الدواء

حتى لو تغصبينها.

عزيزة بتصميم: ان شاء الله لا تخاف.

سألته: وين بتروح؟

محمد: بروح اسلم على امي وسيدا للمطار.

عزيزة باستغراب: يعني صدق بتسافر؟

بعد كلام عزيزة مع الدكتورة، اقترحت على محمد ترك ليال عند أهلها لربما تتحسن نفسيتها مع أمها

وأخواتها، وكان هذا باتفاق ثلاثتهم، وعزيزة ظنت انه سفرته غير حقيقية فقط حتى يحضر ليال.

محمد: ايه صدق ياخالة فيه دورات بالشرقية كنت مأجلها، واستلمتها.

عادت ليال تحمل سلة قهوة صغيرة، فقالت عزيزة: الله يحفظك ياعيني، انتبه لنفسك.

محمد قبل رأسها وضم ليال اليه مرة أخرى ثم خرج.

سبقت أمها لغرفة الجلوس، وعزيزة وقفت عند المطبخ وأمرت عاملتها: سيرما شوفي شنطة ليال برا

وديها غرفة.

دخلت صالتهم وانتبهت لابتسامة ليال العريضة، ابتسمت وسألتها: وش عندك.

ليال: تذكرت وحدة من صديقاتي بالجامعة سافر زوجها سوت عيد بالقاعة مابقى الا ترقص، قالت ان

سفره إجازة عند أهلها، وتجديد للمشاعر بينهم، قلت له مانتي صاحية، بس الحين كاني احس

باحساسها.

اتسعت ابتسامتها بنشوة وهي تكمل: الحين اقدر انام على كيفي وماوراي هم ومسئولية.

ضحكت عزيزة وقالت: واللي يشوف دموعك تو على كتفه.

ليال بحرج صدت عن أمها: كل امس اصيح عشانه بيسافر بس المسئولية غير، اذا نمت كل اليوم

وقمت ونا ماطبخت ولا رتبت يضيق صدري مره.

استلقت على الاريكة وقالت: الحين بس بنام.

عزيزة اقتربت منها وشدت يدها وقالت: حلم ابليس بالجنة، قومي قومي.

ليال جلست باعتراض وقالت: يمه اتركين تكفين.

عزيزة شدتها أكثر حتى وقفتها: تعالي بوريك.

نهضت مع أمها كانت الستائر على الشباك العريض مسدله وتغضي الحديقة بأكلمله، سحبت عزيزة

الخيط وأزاحت الستائر السكرية ليضهر المنظر الجميل أمام عيني ليال.

ليال شهقت: الله.

أسرعت تفتح الباب المؤدي للحديقة وخرجت اليها تتأمل جمال الأشجار الجديدة التي أضافتها أمها.

خرجت معها عزيزة وقالت: وش رايك؟

كان المكان فتنة، الأشجار الجهنمية بورودها الخلابة وأشجار الياسمين انتشرت على طول الجدار،

وشكلتا بألوانهما الزهري المتفاوت والأبيض ورائحتهما العطرة غابة صغيرة أبهرت أنفاس ليال.

من الأعلى تدلت العرائش الخضراء بأوراقها الصغيرة اللامعة وانتشرت على سقف الجلسة الخشبي ثم

امتدت طولا لتلتقي مع الثيل الأخضر الذي جدد للتو، وفي آخر الفناء كانت هناك جلسة عزيزة الإرضية

والتي كانت أيضا مزدانة بالنخل القصير وأشجار الليمون.

اسنتشقت بعمق رائحة الياسمين وقالت ترد: تجنن يمه متى سويتيه.

تألق الفرح بعيون ليال انعكس على عزيزة فابتسمت وكأنها ترى المكان لأول وأجابت: قبل أسبوعين.

ليال: بس الأشجار كبيرة شلون كبروا بسرعة.

عزيزة: شريتهم كبار يافاهمة.

ليال: اممم فظيعة، غريبة خواتي ماصورها ولا قالوا شيء.

عزيزة: قايلة لهم لا يصورون، ابيها مفاجأة.

ليال: تجننن فنانة انت يمه.

عزيزة كملت بعتاب: سويتها عشانك مع انك ما تستاهلين، أسبوعين منقطعة عنا.

عزيزة جلست على الأريكة فجلست قربها وقالت: والله كنت تعبانة.

عزيزة: تعبك مامنعك عن بيت خالتك، صح؟ ولا منعك تجين لامي بعد، بس امك مو لازم يكفي شوفتها

عند الناس.

أمها محقة، انقطعت عن بيت أهلها لانها خافت أن تعرف أمها بمرضها لذلك اكتفت برؤيتها باجتماعتهم

العامة في بيت خوالها، كانت تظن امام الناس لن يتضح لإمها شيء، ولا تعلم أن أمها تعرف بعودة

مرضها منذ بدايته.

طلعت عليهم سيرما تحمل صينية فيها شاهي ومعجنات وضعتها على الطاولة.

عزيزة قالت: اكيد ماتغديتي تعالي كولي شي.

فتحت التغليق وانتقلت لليال رائحة صلصة الطمائم ولا شعوريا انكمشت ملامحها ووضعت يدها على

فمها وهي تقول: ماقدر يمه ماقدر.

ثم أسرعت لدورة المياة تتخلص من نوبة الغثيان التي داهمتها.

خرجت من الحمام فوجدت أمها تنتظرها، أخذت الفوطة منها وذهبت الى الصالة واستلقت على الإريكة.

عزيزة عادت ومعها رداء غطت به ليال، نظرت الى انسحاب الجهد والطاقة من ابنتها وسألتها: اجيب

لك شي.

ليال أبعدت وجهها عن أمها ووضعت يدها على عينيها تخفي دموعها وقالت: لا يمه مابي شي بنام.

غادرت عزيزة الى المطبخ، غرقت في الهم والخوف وأخذت تفكر في طريقة تقنع بها ليال على أخذ

العلاج، خافت أن تتصعد حالتها مع وضعها المتأزم وقلة الإكل.

دخلت سيرما وقالت: مدام فييه رجال جوا مجلس.

عزيزة: رجال؟

سيرما: ايوه كلام كول يو.

استغربت وذهبت هناك وغمرتها دهشة عظيمة حين رأت عمها أحمد جالسا ينتظرها، تزوره بين فترة

لكن لا تذكر متى آخر مرة زار منزلها.

عزيزة: ياحي الله هالزول، هلا عمي يالله حيه.

أقبلت نحوه وقبلت رأسه، وجلست وألف فكرة وفكرة تدور برأسها حول سبب زيارته.

ابتسم لها ابتسامة لم ترحها وبعد دقائق كانت تغمض عيناها لطلبه الذي لم يعجبها أبدا.


*

*

ولذكر الله أكبر..

لا إلله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-02-22 الساعة 08:19 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-08-21, 10:26 PM   #48

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله

الجزء الثالث والثلاثين

__

يده تقلب في هاتفه وتتنقل بين الإغاني والصور ومقاطع سخيفة يضيع بها وقته في كل ماهو مقرف.

كانت امه تتكلم وتخبره بما حصل وعندما انتهت ضحك بسخرية وقال: بالله يمه مالقيت الا جدي يروح

يخطب، من زود المودة بس، هو مايطيقهم وهم ما يطيقونه.

امه: من يطيقهم أصلا؟ معهم قرش وشافوا انفسهم عالفاضي، بعدين جدك اللي مستخف فيه يالخبل هو

اللي بيجيبهم.

سالم: وانت محتره من قروشهم وبتورطين ولدك عشان هالقرش.

ام سلطان: كم قرش؟؟ اذا عماير حي تسميها كم قرش فأنت ماتعرف للقروش ياولدي.

جذبت انتباهه فكملت بخبث: لو انك شايفها ما قلت هالكلام.

تعرف ضعف ابنها عند أي اثنين المال والإناث وكل ما يحتاج اليه اغراء أكثر حتى يمشي معها، وبغباء

رفعت هاتفها وقالت: امك تبي مصلحتك وبتجيب لك وحدة غنية تريحك وانت تتطنز عليها، تعال.

اقترب من امه وأخذ الهاتف يتأمل صور جود، اجتمعت أمام عينيه طفولة عذبه وأنوثة فاتنة، خليط

صاعق بينهما جعلته عيونه تتأملها بتركيز خبيث.

لاحظ ابتسامة امه الماكرة فأعاد لها الجوال وقال: الله يخلي المكياج.

فاطمة: هذي هو شكلها كل ما شوفها بمكياج او بدونه، عاد انا وشوله احر قلبي كانك ماتبيها سلطان

حاضر...

قاطعها: لا وش حاضر، هالصور لا يشوفها أحد، والا تدرين ...

وأخذ هاتف امه وأعاد ارسال الصور لهاتفه دون أن يبين لها ثم مسحها من هاتفها وأعاد لها الجوال

قائلا: مسحتهم ماضمنك ياام سلطان.

فاطمة بغيض: يعني وش قلت تبيها والا لا.

سالم: الا ابيها بس كيف بتطيع أمها وهي ماعطتك وجه؟

فاطمة بحقد: انا مايقهرن الا امهن، صاكه عليهن كنه مافي بالدنيا بنات غيرهن، ضيعت منا ليال وقهر

تروح منا ذيي.

سالم: أيه اجل ابوك ماراح يقدر يسوي شي.

فاطمة: ياللي ماتستحي اسمه جدي مو ابوك.

سالم بوقاحة: اللي هو هو وش بيسوي مع امهن.

فاطمة: بيضغط عليها من جهة اننا عائلة ونبي نقترب اكثر ومافي الا النسب يقربنا وبيمدحك ومن

هالامور، الحين يجي جدك ونشوف وش سوى.

سالم: مو باكر كل ماصار شي قال عطن انا اللي تسببت لك بهالفلوس، من هالحين اقولكم فلوس مرتي

ماحدي يشاركني فيها.

فاطمة: اجل توكل ورح اخطب لنفسك بنفسك.

سالم: انت غير يمه بس ابوك.

وحين رأى غضبها أسرع يراضيها: جدي طماع ومابيه ينط ببابي كل يوم.

صمت حين رن جرس الباب ودخل الجد عليهم فقام له وقال: هلا والله بجدي الغالي نور بيتنا وحينا

والله.

جده صد عنه: جدك الغالي ونا ماذكر متى شفتك اخر مرة.

فاطمة قطعت كلامهم وقالت: بشر وش صار يبه عسى قدرت على عزيزة.

جلس أبوها وقال: لا من يقدر عليها ذيك النسرة، صرفتن وقالت بنتها مخطوبة ومحجوزة من زمان.

فاطمة بغضب: تكذب كذا سوت مع ليال.

أبوها: أدري انها تكذب بس يوم شديت عليها قالت ان عمت زوجها حاجزه البنت من زمان وهي

مسميتن له من سنين.

فاطمة التقطت هاتفها وهي تقول بحقد: والله ماخليها لافضحها وافضح كذبها.

انتظرت ثواني حارقة حتى أتاها صوت مرحب، ابتسمت بخبث وأشارت لإبيها وابنها بما ستفعل وبعد

السلام والتحفي مع المرأة قالت: البركة خطوبة ولد لولوة، سمعت انها خطبت جود ولد أخوها لولدها.

*
*

استيقظت بعد ساعتين من نومها، وضعت يدها على قلبها وتنفست بعمق، نزلت دموعها حين بدأ الوجع

يشتد ودقات قلبها تضرب صدرها كأنما قلبها يريد الخروج من مكانه، حالتها زادت وخاصة في الليل أو

حين تكون وحدها، لا تريد التفكير بالعلاج لكنها تشعر باحتياج شديد له.

تذكرت وصية محمد فتوضأت وصلت ركعتين، أخذت مصحفها وحاولت أن تقرأ لكن لسانها كان ثقيلا

في القراءة ولم تستطع اكمال آية.

لم تكن هكذا مع القران نزلت دموعها بعجز واستلقت على مصلاها وقبضة شديدة لا تزال تعصر قلبها

وتؤلمه.

خرجت من غرفتها لتذهب إلى غرفة أمها ثم تراجعت بسبب موعدها مع الدكتورة غدا، بالتأكيد تعبها

سيكون فرصة كبيرة لإمها حتى تقنعها بالعلاج.

نزلت وتوجهت الى الحديقة وعند الباب شعرت بخوف شديد وهي ترى الظلام يحيطها، ضلال الإشجار

وحفيف الهواء بينهما جمد قلبها وأحست بشي مخيف سيحل عليها إن خرجت.

تراجعت إلى الخلف وعادت أدراجها إلى الإعلى، ترددت في الدخول لغرفتها أيضا خائفة من البقاء

وحدها مع الضيقة التي تخنقها ولم تشعر بنفسها الا وهي تستلقي على أريكة الصالة.

هنا ستكون قرب أمها وجود وسيسمعونها إن احتاجت لهم.

عند الفجر خرجت عزيزة تصحي بناتها للصلاة، ارتاعت عندما رأت ليال نائمة وسط الصالة من دون

غطاء ومخدة، اقتربت منها ولاحظت التعب وقبضتها المشدودة الى صدرها حتى وهي نائمة كانت تبدو

متعبة جدا.

تنهدت وذهبت تصحي جود للصلاة.

قالت لها: روحي شوفي ليال نايمة بالحر وبالصالة، قوميها تصلي الفجر وخليها تروح غرفتها.

جود والنوم لايزال يغطي عيونها: وراه نايمة بالصالة.

عزيزة بقهر: امس بعد لقيتها نايمة بالصالة اكيد تعبت وغيرت مكانها.

*
*
*

باعتراض هتفت: وشلون تقولين كذا يمه؟

عزيزة: حجرن بكلامه ياديم، انتم منقطعين عنا وما تبوننا ونبي نقوي قرابتنا ببعض، وسالم ولد بنتي

وش فيه تردينه.

ديم: وش هالقرابة اللي يبي يقويها وانت اذا زرتيه مع خالاتي يقولون مو موجود ومايطلع لكم.

عزيزة: انا معك بس هذا عمي ماقدر ازعله ونا ما كذبت عمتك لولوه بزواج ليال جت وقالت تبي جود

لولدها عاد ماجا ببالي اسكته الا بكذا.

ديم: وانت بتوافقين يمه جود تروح بعيد.

عزيزة: اكيد مو موافقة، قلتها تسكيته لعمي.

ديم وضعت يدها على بطنها لما أتتها رجفة مفاجئة، وعزيزة كملت: هالكلام بيني وبينك ياديم لا يطلع

لين اسأل خالك علي وأشاوره.

بعد ساعة دخلت ليال من الجامعة وابتسمت وقالت: منورتنا ديوم؟

ديم: اول ما عرفت انك بتنامين عند اهلي، شلت أغراضي وجيت.

عزيزة شرحت: معها أوجاع رحنا للمستشفى.

ليال: بسم الله عليك عسى مافيك شي؟

عزيزة كملت: الدكتورة قالت انقباضات بسيطه وتوها الولادة، روعتنا عالفاضي.

ديم: اذا هذي انقباضات بسيطة اجل الولادة وشي يمه.

ناظرتها أمها بحنان وقالت: يسهلها ربك يابنتي.

نظرت لليال وقالت: العصر موعدنا مع دكتورتك.

بمحاولة للهرب من زيارة الدكتورة والهرب من ضغط أمها واقناعها الذي تشنه منذ قدومها بالأمس

قالت: توك جاية من المستشفى وتعبانة، خليها يوم ثاني ماحتاج مو لازم نروح اليوم.

عزيزة نهضت وقالت: ايه ما تحتاجين انا اللي احتاج، تجهزي بس.

رفعت ديم حاجبها بمعنى لا تحاولين، راقبت ليال خروج أمها، كان واضحا من نظراتها وكلامها أنها

غاضبة منها.

أخذت الرداء المطوي على ذراع الإريكة والذي أصحبت تستخدمه كثيرا وقالت: مفطرة بالجامعة ومابي

غدا لا تقومونن.

دخلت جود وابتسمت بفرح حين رأت ديم وقالت: هلا هلا واوو خواتي كلهم هنا وناسة والله.

قبلتها جود، جلست ونظرت لليال النائمة وهمست: ياقلبي شوفي وشلون صارت، امي مرة متضايقة كل

امس تقنع فيها بس لييال ماجابت خبر.

هزت ديم رأسها بضيق: معها حق خايفة على طفلها وامي بعد معها حق خايفه عليها.

جود: الصراحة انا مع امي كل امس تستفرغ، قالت لها امي انت تضرين طفلك ماتنفعينه.

تململت ليال وقالت: ماتخلون الواحد ينام كل هرجكم يصب باذني.

ديم: اللي بينام ينام بغرفته مو بمكان الجلوس.

ليال: اقنعي امي رافضة اروح غرفتي الا وقت النوم.

دخلت عزيزة وقالت: قوموا تغدوا.

ليال سحبت شرشفها إلى الإعلى وقالت: انا شبعانة.

عزيزة صدت عنها ونظرت لإبنتيها وقالت: وانتم؟

جود: تعبانة يمه الشمس اليوم حفرت راسي حفر، ماشتهي والله الا فراشي ومكيف.

ديم: اجل بس انا اللي بتغدا معك يمه.

عزيزة برضى قالت لها: الله يوفقك انت البارة بينهن.

جود: افا يمه جحدتينا.

ليال بعينيها المغمضة قالت: هي تقصدني بالعقوق بس مراعاة للوضع الإنساني

دخلتك معي شراكة.

عزيزة ردت بلؤم: الله لايحرم صالح من خفة دمك وضرافتك.

رمت ليال الشرشف عنها وقالت لإمها: من صالح؟

ديم ردت عن أمها: مين يعني ولدك.

مسكت بطنها وكملت: انا ولدي اسمه غسان.

نهضت ليال ولحقتهم وهي تقول: ليش ديم تختار ونا لا، هي اول حفيد هي المفروض تسمي صالح

ليش انا اللي اسمي.

جلست عزيزة على رأس المائدة وقالت: يحصلك تسمين على الشيخ صالح ال

ليال: عاد كنه بيطلع على عمي صالح اذا سميت.

عزيزة: اكيد انت امه ومحمد ابوه وش بيطلع توأم العناد ورفع الضغط.

ليال تحسست قليلا، أمها من الامس وهي تزيد العيار معها إما غضب او سخرية، قالت بعتاب: الله

يالدنيا محمد اللي ماتشوفين أحد مثله صار الحين يرفع الضغط.

عزيزة: سبحان الله من أخذتيه صار مايعجبن.

كلمة أمها كانت قوية عليها، جرحتها وقهرتها ومع إنها تمزح إلا أنها شعرت بإن أمها فعلا تقصدها.

انتبهت عزيزة لقسوة كلمتها، كانت مقهورة منها لعنادها وتشبثها بكلامها، نزلت نظراتها وقالت: اقعدي

تغدي.

ليال أعطتهم ظهرها عائدة الى صالة الجلوس وقالت: قلتلكم مابي

التفتت لبناتها وقالت متضايقة: شتفوا وش تسوي.

ديم: اذا جاعت بتاكل اتركيها على كيفها يمه.

جود: اكيد اكله بالجامعة.

عزيزة عصبت: انتم ماتفهمون، ببطنها طفل ياكل من اكلها وغذائها اذا ماهتمت هي بتتعب وهو بيتعب.

وبغضب تركت عزيزة المائدة وصعدت للإعلى.

*

*

*

تتأمل الجلديات الإنيقة على مكتب الدكتورة ثم تنتقل بنظرها إلى الشهادات الفخرية المصفوفة على رف

بني خلفها، كانت تضيع نظراتها في كل شي عدا الدكتورة.

سألتها: وشلونك ليال؟

ردت: تمام الحمد لله.

د/ رشاء: كيف النوم؟

ليال: تمام.

ركزت نظراتها على ليال ثم قالت: واكلك كيف؟

نفخت شفتها ليال بتضجر خفيف وردت: الحمد لله زين.

طالت أسئلة الدكتورة وتعمقت فيها وليال تجيبها بإختصار وتعرف أن لدى الدكتورة أجوبة تختلف عن

أجوبتها الكاذبة من أمها الجالسة أمامهم.

أخيرا وضعت د. رشاء القلم على المكتب وقالت: بصراحة يا ليال وضعك ماعجبن ولازم تاخذين العلاج،

بدأت تكتب على دفتر صغير مكملة: بكتبلك..

قاطعتها ليال: بس أنا عاجبن وضعي يادكتورة ومااحتاج علاج.

عزيزة تدخلت بعدم رضى وقالت: ليال.

أومأت الدكتور لعزيزة بالصبر وقالت: دخلت الشهر الرابع من دون علاج ممتاز، الحين الجنين تشكلت

أعضاءه وحجمه زاد والتأثير ان وجد بيكون قليل ومو مهم.

عادت ليال تقاطعها: شكرا دكتورة انا بخير صدقين ماحتاج.

نهضت بعدما قاربت مدة الجلسة على الانتهاء وقالت لإمها: بطلع.

وصلت الباب وسمعت أمها تعتذر من الدكتورة: اعتذر دكتورة، ماعليك اكتبي العلاج وانا بتفاهم معها.

ركبت السيارة ولحقتها أمها وأول ماغلقت الباب قالت: انت ماتستحين تقاطعين الدكتورة كل ما قالت

حرف نطيتي فيها ماحتاج وماحتاج، انسانه اكبر منك وعلمها وفهمها يتعداك بسنين.

ليال بحدة: ايه ماحتاج مابي.

مشت بهما السيارة في جو متكهرب يفيض بالغضب والتوتر، عزيزة مدت ورقة لسليم وقالت: سليم

جيب علاج من صيدلية.

ليال: لاتخسرين نفسك عالفاضي، ماراح اخذه.

وأضافت بسخرية تفيض بالتحدي: ماحتاجه.

عزيزة بنفس سخريتها ردت: واضح ماتحتاجينه ونومك بالصالة كل ليله عاجبتك؟

كانت تظن أن جود فقط من يعلم بنومها خارج غرفتها، صرت على أسنانها وقالت: ايه عاجبتن واذا

ماعجبتك علمين أرجع لبيتي وانام بغرفتي.

ثارت أعصاب عزيزة وبجنون، ليال تستخدم أسلوب التهديد بالعودة إلى منزلها حتى تمشي كلامها ولا

تدرك الخطر الذي يحيط بها ولا تفهم أن الإكتئاب قد يتطور فجأة وبلا مقدمات ليصبح مميتا وقد تتعرض

للإجهاض أو ولادة قيصرية مبكرة أو ماهو أشد فيكون علاجها قويا وصعبا جدا.

المصيبة أمام عزيزة أن يدها مكبلة بالحمل ولا تستطيع الشد عليها خوفا من ردة فعل غير متوقعة، لو

كانت في حالة غير الحمل لأجبرتها دون مشاورة.

نزل سليم ودخل إحدى الصيدليات.

عزيزة حاولت تهدئة نفسها وقالت: ياقلبي ياعمري افهمين...

ليال بدأت أعصابها ترتجف، وضعت يدها على قلبها وبلا شعور صرخت على

أمها: خلاص.

ارتجفت كلماتها وهي تكمل: مابي اسمع صوتك.

هدأت عزيزة واضطرت للصمت، أدركت وهي ترى يد ليال تضغط على قلبها أن ابنتها دخلت في مرحلة

أخرى من الإكتئاب.

اقتربت وقالت: خلاص على راحتك اللي تبين.

تفاجأت بتراجع أمها وانفجرت ببكاء قوي فجر كل الخوف بقلب عزيزة.

سحتبها وضمتها بحنان وقالت: بسم الله عليك ما صار شي.


ليال زادت خنقتها فخلعت النقاب واستلقت على فخذ أمها وغطت وجهها في حضنها بحيث لا يرى من

الخارج.

اعترفت: تعبانة يمه.

بردت أطراف عزيزة لكنها ردت بتماسك: تبين نروح للمستشفى يمكن تحتاجين مغذي.

ليال: لا بس اقري علي.

كررت حتى تشعرها بالإمن: مثل ماتبين.

ليال بحزن: اسفه صرخت عليك.

نزلت دموع عزيزة وبصعوبة كتمت شهقاتها، هاهو المرض الكريه يعود ابنتها لابنتها مثلما ظل يعود

إليها لسنوات، شعرت بالجزع والرعب يحيط بها.

هل سيكون قدر ابنتها مثل قدرها مع هذا المرض الخبيث؟

عزيزة: لايهمك حبيبتي.

أرخت الطرحة من جوانب وجه ليال حتى ترتاح أكثر، وبثوان كان الهدوء يعود للسيارة واختفى كل

التوتر حين وضعت عزيزة يدها على جبين ليال وبدات بالقراءة عليها.

*

*

تلقائيا ابتعد برأسه عن مسار القلم المتجه إليه من رئيسه، كز على أسنانه وهو يسمع صراخه: ياحمار

من شهرين وانت تردد نفس الكلام.

متعب: مشددين الحراسة ياطويل العمر أكثر من مرة ونعجز.

فهد: تدري كم خسرت على محاولاتك الفاشله.

متعب صد عنه وهز رأسه بإقرار لكلامه.

فهد: جب لي عنوان بيته.

خاف ان يأمرهم بحرق بيته فقال بسرعة: وش تبي فيه؟

ارتفعت حواجب فهد وقال: أنت تسألني؟

خاف من نظراته الشرسة وأسرع يقول: لا طال عمرك ماعاش اللي يسألك، اليوم بيصير عندك العنوان.

وخرج تسبقه خطواته، مديره هذه المره كان مخيفا جدا حتى أنه كاد أن يعترف على نفسه، لن يتدخل

ولن يحذر عبد الله كما فعل في المرات السابقة، فهد إن كشف خيانته لن يرحمه وسيحرقه بدلا من

مستودعات عبد الله.

فهد ظلت أنفاسه تخرج بغضب كمن ينفث نارا حارة، اليوم يوم زواجه لكنه لا يشعر بشي سوى السخط

وكلما مرت الإيام زادت رغبة الإنتقام بداخله خاصة حين سمع همسا بين أمه وأخواته بأن مها حامل.

خبر حملها اذا انتشر سيكون ضاربا لسمعته وسيقول الجميع بأنه هناك عيبا فيه، مع انه لا يوجد أي

عيب فقط هو يكره الأطفال ولا يستحمل وجودهم ولهذا منع مها واي زوجه له من الحمل لكن من

سيصدق هذا الكلام وخاصة في مجتمع يرى الحياة بوجود الإطفال.

*

*

رفعت عيونها تترقب ردة فعلهم بعدما انتهت من كلامها، ديم كانت متماسكة وتفكر أما جود فعيونها

تدمع بقوة.

عزيزة: مثل ماقلت لكم مابيها تحس بشي، تعاملوا معها طبيعي بس انتبهوا وحتى المزح خففوا منه،

من جت ونا اضغط عليها بس بعد ماطلعنا من العيادة انتبهت انها تتحسس من كل شي.

تأففت وهي تتطلع إلى جود وقالت: الحين وش قاعدة أقول؟

جود: مقهورة يمه عليها مامدانا نفرح بانها خفت يرجع لها المرض.

ديم رأت حزن أمها فردت عنها: وبترجع تخف ان شاء الله، كل انسان مبتلى بهالدنيا

عزيزة: صادقه ياديم ليال بلاها بي وبهالمرض.

ديم: انت مالك دخل يامي.

عزيزة طالعت الإشجار حولها بحسرة وردت: وشلون مالي دخل ماحد تسبب له بهالمرض غيري.

منذ فترة طويلة لم تسمعا امهم تلوم نفسها مع أنهما تعرفان أنها لم تخرج من حالة التانيب يوما وهاهي

ترجع للندم ولوم النفس وحين تفعل لا يستطيع أحد اقناعها بغير ذلك.

وضعت ديم يدها على ركبة أمها وقالت: لا تتضايقين ياقلبي بتفرج ان شاء الله.

خرجت ليال نحوهم وسلمت وأخذت مكانها قرب ديم.

ردوا عليها السلام وديم بالرغم من تحذير أمها بالتعامل معها بشكل طبيعي، وضعت يدها على كتف ليال

بحنان وسألتها: وشلونك مع التعب؟

ليال: الحمد لله.

انتبهت لجود فسألتها: وش فيك؟

صمتت قليلا تفكر ماذا تقول، مسحت دموعها حين تذكرت احدى زميلاتها في القاعة وردت: صديقتي

توفي اخوها فجأة بحادث.

ليال بحزن: الله يغفر له ويرحمه.

عزيزة وديم: امين.

ليال: أفجع شي الموت فجأة، مره يخوف.

اكتست نظرات عزيزة بالحزن، ليال تقصد أبيها بالرغم من انها وبسببها لم تعش معه كثيرا لكنها أكثر

بناتها حزنا وتذكرا له.

صبت ديم فنجان مدته لليال وقالت تغير جوهم: ذوقي حلاي مسويته انا وغسون.

فعلا تغير جوهم وابتسمت جود وهي تقول: اذا تبين نفسك لا تاكلينه دام غسون بالسالفة.

ديم مدت الصحن لليال وردت على جود: بكرا بتلاحقينه يذوقك اكله ولدي بيطلع علي بالطبخ وبيسير

اسنع منك يالخكرية.

ليال أخذت قطعة صغيرة من الحلا وقالت: اذا بيطلع عليك فهو بيسير اسنع منا كلنا.

جود: الناس تقول ولدي بيطلع شيخ، امام، دكتور، وانت تبينه طباخ.

ديم: ان شاء الله بيطلع كلهم شيخ وامام ودكتور وطباخ مافيها شي.

جود بسخرية: وامام للحرم بعد.

ديم بثقة: ان شاء الله، ربي يعطي جنة عرضها السموات والأرض وش امنياتنا ذي عند كرم ربي.

كان كلامها جميلا مشبعا بالأمل ثبت قلوبهم المحزونة والغارقة بهمومها ومسح خيوط اليأس التي

ابتدئت تنسج شباكها بقلب عزيزة.

ليال: يمه اليوم بقول لسارة تجي، عادي؟

استغربت سؤالها وضايقها، ليال لم تكن تستاذنها يوما بقدوم سارة بل كانت تخبرها فقط، لماذا تستأذنها

ألان كأنه ليس منزلها.

نظرت إليها وقالت: ايه عادي يمه الله يحييها بأي وقت.

سألتها جود: بتنادين روان؟

كان سؤالها عفويا لكن ليال عقدت جبينها بضيق وقالت: لا ليش اناديها؟

جود: مادري عشانكم بالفترة الإخيرة دايم مع بعض وهي سألت عنك قبل كم يوم، قلت يمكن بتجي.

ليال تصحح لها: اذا رحت لسارة القاها موجودة بس انا مالي دخل فيها.

عزيزة: متى بتجي.

ليال: اليوم.

لاحظت شيء بكلام ليال معها وأنكرته بقوة، عادت تسألها: قولي لسيرما تسوي قهوة.

رفعت ليال عيونها لإمها رمشت نظراتها بتوتر ثم أشاحت عنها بسرعة وهي تجيب: قلت له.

تأكدت مما رأته ونكست رأست ترتجف من شكوكها، ليال حين تحدثها لا تنظر إليها كأنما تحذرها أو

تخاف منها.

*

*

*

كانتا تضحكان بعمق تشاركهما مها بإبتسامة واسعة، رن هاتف سارة فرفعته وهي تبتسم وقالت: ليول

تدق.

روان بلا شعور قالت: افتحي السبيكر وقولي له تجي.

هزت رأسها سارة وجائهم صوت ليال: اهلين.

سارة: هلا وغلا بام صالح.

سارة هي الثالثة بعد أمها ومحمد الذي يغايضها باسم صالح، لاتعلم وهي ترى محاولاتهم اللئيمة أصبح

الأمر يضحكها لاغير.

ضحكت ليال بتعب: كإنه معجبك الاسم خلاص سمي مثلي، على العم صالح.

روان غرقت في الضحك لخبث ليال وسارة قطبت جبينها تحاول فهم قصدها

ولروعتها انتبهت فعلا أن عمها أبو بدر اسمه أيضا صالح.

ردت بغيظ: حيوانه.

ليال: امممممم تعاليي اليوم.

سارة: عندنا روان تعالي انت.

بحالتها المتعبة لم تكن تريد أن ترى أحدا لذا لم تفهم ايحاء سارة الواضح وقالت: مالي خلق اشوف

احد، تعالي انت مشتاقه لك.

أغلقت سارة السبيكر وقالت: زين بشوف.

مها راقبت تعابير ابنتها التي اختفت ابتسامتها عندما تجاهلت ليال ايحاء سارة بدعوتها معهم، بعذر كان

قاسيا جدا عليها.

أغلقت سارة الهاتف والتفتت محرجة فابتسمت روان بروح عالية وقالت: سلمي لي عليه.

قلبت سارة شفتها بأسف وقالت: بروح واخليك معليش.

روان: وش معليش، عادي ياقلبي انا جايه اقعد مع امي.

ودعتهم سارة وخرجت.

رفعت روان نظراتها وانتبهت لنظرات أمها فابتسمت كإنه لا يهمها لكن مها تعرف جيدا مشاعر ابنتها

وتعرف حبها الوليد لليال وتعلقها فيها.

تعرف أن بنات عماتها يحاولن بإصرار العودة اليها مرة أخرى وتتلقى دعواتهم يوميا لكنها ترفض

بلطف وتتعامل معهم إذا رأتهم في بيت أبيها بحذر، لاتزال مصدومة منهم حين جفوها وقطعوها في أشد

وقت كانت تحتاجهم فيه وتحاول دائما أن لا تنسى أن من قطعك بسبب سيقطعك مرة أخرى دون سبب.

مصدومة منهم ومجروحة وترى في ليال تعويض جميل عنهم لكن ليال لا ترى فيها غير ابنة خالة لها

ماضي سيء معها ولا تريدها.

قالت تخفف عن ابنتها: مريضة عشان كذا ماتبي احد.

معتادة على الصراحة مع أمها ردت: أدري كان ودي اشوفها واتطمن عليها بس

وتركت جملتها فارغة لكن أصدائها وصلت الى مها مليئة بالوجع والندم، ربما ليال سامحتها لكن ستظل

تعاملها بحذر ومجامله مثلما هي تفعل تماما مع بنات عماتها.

*

*

كانتا تتحدثان بكل شي وكعادتهم الجميلة بالحديث كل صورة أو موقف مرت به أحدهما تحكيها للإخرى

فيتحول معهم الى أحاديث تحليليه وشيقه حتى لو كان الموقف والحدث بذاته تافها.

ليال هذه المرة كانت مستمعة أكثر من كونها متكلمة، وكانت ابتسامتها الدليل الوحيد لتجاوبها.

صمتتا قليلا تتأملان الجو الساكن في هذا الوقت من الليل، تنفست سارة بعمق ثم قالت: الصراحة امك

فنانه، كنت دايم اعشق جلستكم هذي بس بعد التصميم الأخير خلاص

وأشارت الى غصن صغير لايكاد يرى في الشجرة اللي تضللهم من الإعلى وكملت: ببني كوخ صغير

فوق هالغصن واعيش بهالجنة.

ضحكت ليال لمخيلة صديقتها التي تستلزمها أن تكون بحجم النملة حتى تنفذها وقالت: بنأجرها عليك خمسين الف

بالسنة.

سارة: يالخايسة الشجرة كلها نص متر بنص متر خير تنهبين من خمسين الف.

ليال: خلاص لا تزعلين عشانك صديقتي بخليها ب تسع وأربعين الف وتسعمية وتسع وتسعين.

سارة: كرمك اوفر حبيبتي.

رفعت هاتفها وقالت: وخري بس بصورها لابوي.

أخذت ليال منها الهاتف وقالت: فكينا من تصويرك انا اصور وارسله بنفسي لخالتي مها.

أدخلت الرمز بهاتف سارة وبدت تصور، على ذكر مها استغلت سارة الفرصة وقالت: طلعت من البيت

وكانت فيه روان فيه.

همهمت ليال وماردت.

سارة كملت: ليتك ناديتيها معنا.

ليال رفعت حاجبها وقالت: وش فيك انت وجود كل وحدة تبيني اناديها، انا حرة ومابيها.

سارة: هدي ليش عصبت مجرد اقتراح.

ليال بعصبية أكثر: لا تقترحين.

وكملت: اذا متضايقة عشانك طلعت وخليتها مرة ثانية لاتجين اقعدي عندها.

طالعتها سارة بذهول نزعت هاتفها من يد ليال وقالت: حقك علي، مرة ثانية بننثبر ببيتي وماراح اجي

واغثك باقتراحاتي.

ليال:

__


(( ولذكر الله أكبر ))

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

انتهى.




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-02-22 الساعة 08:20 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-08-21, 11:29 PM   #49

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بسم الله
__

الجزء الرابع والثلاثون
__

في مكان اختفت كل ذرات جماله بسبب الغضب وسوء الظن

طالعت صديقتها وأكملت: اذا متضايقة عشانك طلعت وخليتها مرة ثانية لاتجين اقعدي عندها.

طالعتها سارة بذهول نزعت هاتفها من يد ليال وقالت: حقك علي، مرة ثانية بننثبر ببيتي وماراح اجي

واغثك باقتراحاتي.

ليال: يكون أحسن.

أخرستها نظرة غير مصدقه من سارة، ليال شعرت بخطأها الكبير لكن غصة كبيرة منعتها من الإعتذار،

كانت مصدومة من نفسها وانفلات قدرتها على تمالك اعصابها، تنفجر فجأة دون أن تشعر ثم تعود

للهدوء بنفس السرعة التي ثارت بها.

اليوم صرخت بأمها، والآن غلطها وكلماتها القاسية مع سارة جعلت كل مشاعرها المبسوطة بوجودها

تتحول لرماد أسود كئيب.

مسحت جبينها ونظرت لسارة منحنية على هاتفها وتكتب فيه.

خرجت عليهم جود وقالت: بنات تعالوا تعشوا.

ابتسمت لها سارة وقالت: معليش ياقلبي ابوي بالطريق.

فتحت فمها لتعتذر لكن سارة نهضت ودخلت هناك عند أمها وأخواتها.

سألتها عزيزة: وراك مستعجلة يابنتي، اسهري مع البنات.

ابتسامة روبرتية ارتسمت على وجه سارة وهي ترد: مرة ثانية ياخالة.

كان هناك غرابة في ابتسامة سارة وكلماتها ونظراتها الساهمة منع عزيزة من الإصرار عليها، كانت
تتهرب منهم

بالنظر لهاتفها كل ثانية وعلى ملامحها الانزعاج من تأخر أبيها.

رن هاتفها وكلمها يخبرها بوصوله نهضت بهدوء وسلمت عليهم.

بعد مغادرتها دخلت ليال من الحديقة وذهبت مباشرة إلى غرفتها دون التحدث

معهم.

لحقتها عزيزة بعد ساعة ووجدتها في غرفتها جالسة على سريرها تتكلم مع محمد: والله طيبة الحمدلله

والدكتورة قالت كل شي تمام.

مرت لحظات طويلة وعزيزة واقفة تستمع لإكاذيبها مع محمد، قالت: متى تجي اشتقت لك؟

محمد: بعد خمس أيام ان شاء الله واحتمال امدد.

ليال: لا تقول.

محمد: حصلت عروض تدريبية من شركات مهمة فرصة كبيرة ياليال بترفعني بهالمجال، باخذ الدورات

المهمة وبحاول اني ما أتأخر والباقي بقسمها على جداول زمنية وبين فترة وفترة بسافر.

ليال: الله يوفقك حبيبي.

محمد: امين ياقلبي، قولي لي وش قالت الدكتورة رشا بالضبط.

تنهدت وردت بثقل: نفس كل مرة وحددت موعد لجلسة جديدة بعد أسبوعين.

محمد: وش فيك صوتك متضايق؟

ليال: مافيني شي.

محمد: ليال؟

مسحت دمعة حارة وتبعتها دموع جعلت محمد يناديها بحدة: ليال.

ردت بحزن: غلطت على سارة اليوم وطلعت من بيتنا زعلانة.

صمتت وظل ينتظرها تكمل حديثها، ليال كانت مخنوقة وندمها يلتف حول قلبها كسلسلة من جلمود

تكبله عن كل شي حتى عن الاتصال بسارة والإعتذار منها.

علاقتها بسارة ليست علاقة صديقة بصديقتها ولا أخت بإختها بل علاقة نفس بهواها وقلب بدقاته

وروح بأطمئنانها وسكينتها.

محمد هذه الصداقة الراقية وإن كانت تضايقه أحيانا لكنه يشجعها ويدعمها لإنه يعرف أخلاق سارة

وتأثيرها في زوجته وهي بأشد الحاجة لها الآن.

قال له: بكرا دقي عليها واعتذري ولا تكبرينها عشان ماتكبر.

ليال: ان شاء الله.

انتبهت لوجود أمها فأنهت المكالمة بهدوء وعقده كبيرة ملونة بسواد قاتم عادت تظلل وجهها وتزيل

سناء الفرح الكاذب الذي كانت تتظاهر به قبل لحظات حين كانت تكلم محمد.

عزيزة تجاهلت كل كذبة سمعتها: وشلون محمد؟

ليال: الحمد لله، لاهي بالدورات ويتلقى ثناء كبير من الممولين.

عزيزة: يستاهل محمد، الله يوفقه يارب.

ليال: أمين.

عزيزة جلست قربها وسألتها: وش صاير بينك وبين سارة؟

وكملت حين رأت تساؤل ليال: تو سمعتك تحكين مع محمد.

ليال بصراحة صادمة: طردتها.

عزيزة أغمضت عينيها والذهول يعتريها: ليش يابنتي.

مسحت دموعها وأجابت: سبب تافه.

بتلقائيية وضعت رأسها على فخذ أمها، هذه الإيام لا تستطيع الابتعاد عنها أبدا، سفر محمد جاء في

وقته وما كانت تقوله للتو عن شوقها وافتقادها كانت تعنيه لكنها فعلا مرتاحة بالبقاء عند أمها.

كملت: قالت لي روان عندهم وليتي ناديتها معها، مادري وش صار معي يمه عصبت عليها وماحسييت

بنفسي ونا أتكلم معها...

عزيزة تحثها: ايه؟

ليال: زعلت وكلمت ابوها يجي ودخلت عندكم لين جاء.

عزيزة: دقي عليها الحين واستسمحي منها.

ليال: أخاف.

عزيزة بإعتراض حاني: تخافين من سارة ياقلبي عليها اكيد اول ماتشوف رقمك هي اللي بتعتذر.

رفعت هاتفها وطلبت رقم سارة مرات عديدة ولا اجابه، بيأس رمت جوالها على السرير وقالت: ماترد.

عزيزة: بكرا تلقينها ان شاء الله.

أغمضت عينيها وذرفت دموعها وقالت: مو قصدي مابي روان او اني اكرهها بالعكس احب اقعد معها

واحب كلامها بس تعبانه وسارة متعودة عليها تجي ونا تعبانة عكس روان، صايرة كريهه يمه، مادري

وش فيني.

عزيزة: انت تدرين وش فيك ياليال.

أكملت حين رأت صمتها: إذا تغلينن وتبين رضاي خوذي العلاج.

ابنتها تتلاشى ويجب أن تكون حازمة قبل أن يسبقهما الوقت، نهضت لتخرج وقالت: بخلي باب الغرفة

مفتوح اذا تعبت لا تنامين بالصالة، تعالي عندي او روحي لجود.


*

*

*

بحماس راحت تضع لمساتها الإخيرة في التزين، فرحتها لا توصف حين كلمها سلمان وأخبرها أن

تتجهز لإنه حجز في فندق وسيأخذها للعشاء هناك.

مع أنها قضت أغلب عمرها في مثل هذه التمشيات والمطاعم مع صديقاتها وقريباتها لكن هذه الطلعة

لها نكهة خاصة تختلف جدا عن غيرها. أولا لإنها مع سلمان، وثانيا لإنه هو من بادر ودعاها للخروج،

لاتزال تستحي منه وتهاب أن تطلب منه أي شي لذلك هو دائما مشغول بمكتبه وهي أيضا مشغوله

بدراساتها ومع أمها وبيت خالها.

سعيدة جدا حتى أنها انتقدت على نفسها هذه الفرحة كأنها طفلة لم تخرج يوما وستذهب لإول مرة

لمتجر الحلويات.

دخلت الحمام لتضع ملابسها وخرجت دون أن تنبته لمن دخل بعدها، وفي خروجها اصطدمت بالخادمة

المتجهة للحمام واقشعرت كل أجزائها حين امتدت يدا الخادمة لتمسك جسمها من السقوط.

*

*

*

استلم رسالة نصية من المحكمة، فتحها وبرزت عروقه من الغضب الجامح الذي اشتعل فيه وهو يقرأ

اشعار رسمي من المحكمة وفيها انذار بالحجر على قصره وبعض ممتلاكاته بسبب التجار اللذين أعادوا

رفع القضية ضده لانه ماطل بالتسديد ويطالبون بحقوقهم منه.

كلم محاميه وأخبره أنها ليس فقط منزله بل حتى معاملاته أوقفت وجمدت أرصدته وكثير من أملاكه

وقعت تحت الرهن، وبسبب تجاهله الذهاب لجلسات المحكمة صارت أملاكه تحت تصرفها.

أغلق من المحامي وعاد يتصل واللعنات والشتائم تسابق أصابعه، سلمان في هذه الإثناء كان يركن

سيارته أمام

المنزل ليأخذ روان، رن هاتفه فعبست ملامحه وهو يرى الإسم في الشاشة.

أجاب: السلام عليكم.

فهد المشتاط جدا أجاب: الله لا يسلم فيك عرق ولا نفس.

ضحكة باردة من سلمان زادته اشتعالا ورد: وش دعوة ياخال.

فهد: البيت جاء عليه حجر والتجار يطالبون بفلوسهم ورفضوا يعطوني مهلة

قاطعه سلمان: ديوني والا ديونك.

فهد صرخ أبوك غدر بوعده ونقض اتفاقنا..

سلمان عاد يقاطعه بحده: اتفاقنا تميناه على أكمل وجه وبلاويك أنت دبرها مالنا شغل فيها وابوي اصح
تجيبه على

لسانك اقطعه وابلعك إياه.

أجابه فهد بشتائم عليه وعلى ابيه جعلت سلمان يغلق الإتصال ف وجهه والشتائم

تخرج منه بنفس الغضب المجنون الذي انتقل إليه من أب زوجته.

دخل جناحه على صرخة روان: ابعدي ياحيوانه.

ملامحها كانت كثير الشبه بملامح هيلين الخادمة السابقة لروان وهذا ما جعلها تجد صعوبة كبيرة في

مسك رجفة أعصابها.

تراجعت الخادمة خائفة من عصبية روان وملامحها المرتعشة، دائما أتعاملها بابتسامة لطيفة وهذه

أول مرة تتعرض لغضبها

أكملت: من سمح لك تدخلين، انقلعي برا.

روز: سوري مدام.

روان: برااا.

خرجت بسرعة على دخول سلمان، روان رأت عصبيته فصدت ومشت خطوات تحاول تمالك دموعها

وخوفها.

سلمان: أنت ماتستحين تصرخين بوجه المسكينة كذا.

روان: دخلت من دون استئذان.

كأنه ينتظر جوابها ليقفز بصرخته: الله اكبر واذا دخلت من دون استئذان هي متعودة تدخل على عبير

كذا وماعمرها قالت له شي.

هل يقارنها بعبير أم أنه يمتدح زوجته السابقة وأخلاقها مع الخدم؟

استعرت النار بداخلها حين شعرت بطيف حنين بين حروفه للمدعوة عبير.

روان بغضب فشلت في ايقافه: انا مو عبير ولا عمرك تقارنن فيها.

سلمان: أكيد انت بنت ابوك نفس الطينة والأخلاق.

انقضت عليها كلماته كصقر جارح أدمت قلبها وجرحته بشراسة، عيونه وهو ينظر إليها امتلئت بالتقزز

والإحتقار بينما عيونها امتلئت بالدمع وروحها بالقهر والعجز الذي شلها عن الرد.

سلمان أضاف بقسوة: انا بالسيارة اذا تأخرت بروح واخليك مو فاضي لدموعك.

وخرج وهو يغلق الباب بأقوى ماعنده.

بوجه أحمر وعيون متقرحة جلست ببطء على سريرها، محمومة بإفكارها وغاب عنها الزمان والمكان

عن أي شيي، فقط هي وكلامته المجرمة بحقها.

ماذا فعلت له حتى يعايرها ويضعها في كفه ظالمة مع أبيها؟

هل سيظل الإمر معه هكذا وعند أي مشكلة سيضعفها ويذلها بأبيها، ربما يكون أبوها سيء لكنها لا

تسمح لإحد مهما كانت مكانته أن يتطاول عليه أمامها، لن تسمح لسلمان أن يحجمها بهذه الكلمة ولن

تغفر له هذا الظلم.

قاطعها صوت الهاتف رفعته لتجد اسم سلمان فيه، تنفست قهرها عميقا وردت: نعم.

سلمان بهدوء: وينك؟

ببرود سألته: وش تبي؟

كان يحاول أن يكون هادئا لكن كلمتها عادت تؤججه: انزلي انتظرك.

روان: لا تنتظرن ماراح انزل.

سلمان: روان ترا اذا جيتك ماراح يصير خير.

روان قبل أن تغلق الخط قالت: تعال ماهميتني.

عرفت أنه غادر من دونها فخرجت لصالة جناحها تصاحب دموعها وماهي الا ثواني حتى رأته يقف

أمامها ويغلق الباب.

وقفت بسرعة وانسحبت منها كل تلك الشجاعة التي كانت معها حين كلمته، تذكرت ضربه لأبوها

وتذكرت ضرب أبيها لإمها وشعرت وهي ترى غضبه أنها لحظات قليلة وستكون تحت يديه.

اقترب منها: ليش مانزلت.

استغلت اقترابه فالتفت حول الإريكة وبكل سرعتها كانت تركض لتخرج من جناحهم الى غرفة البنات.

وجدت نفسها تصطدم بخالتها أم سلمان الخارجة من جناحها فتوقفت واشتعلت خجلا منها وقالت: اسفه

خاله.

بدرية لاحظت دموعها ووجها الحزين وتقوست حواجبها بقلق وهي تتذكر ركضها المذعور كأنها

تهرب.

بدرية: بسم الله عليك وش فيك؟

سمعت باب جناحها ينفتح فنظرت للخلف ورأت سلمان يخرج غاضبا وبسرعة اختبئت خلف خالتها

وهي تبكي: خالة

الحقي علي سلمان بيضربن.

سلمان توقف حين سمع كلماتها ونظرات أمه الغاضبة نحوه، كان هذا اخر شي

توقعت بدرية سماعه أو صدروه من ابنها سلمان الرزين.

*

*

*

استعدت هذه الليلة للعودة الى منزلها وبانتباه راحت تستمع لتوصيات أمها: أول ماتحسين بشي دقي

علي يمه.

شعرت أن أمها تعبت كثيرا في الفترة الإخيرة من الإحداث المتتالية لهم، أولا تعب ليال ثم سقوطها

وتعبها هي طيلة

أشهر حملها ثم الآن رجوع المرض لليال وانشغالها التام بها، جزمت في قرارة نفسها بإنها لن تخبرها

إذا حانت ولادتها وان احتاجت إلى أحد ستخبر إحدى خالاتها فائزة أو مها لكن أمها يكفيها التعب الذي

يجتاحها في كل وقت منهم.

قالت تريحها: سمي يمه لاتهتمين اول ماحس بشي بجيك علطول.

قبلت رأس أمها وتوجهت نحو جود وودعتها قائلة: مع السلامة؟

بعد خروجها صفى المكان لجود بالحديث وانهمرت بالحديث مع أمها عن صديقاتها ومايحدث في

الجامعة من مواقف وقصص بين البنات.

بشجن تأملتها عزيزة وهي تتحدث، تراها صغيرة جدا ويتضح هذا على ملامحها الطفولية، كيف

تزوجها وهي بالكاد تعرف مسئولية نفسها.

قالت: عمتك لولوه خطبتك لولدها.

رفعت جود رأسها متفاجئة، هذه أول مرة تتحدث معها أمها بشأن خطبة، تعرف أن هناك خطاب لها

وامها تردهم مباشرة وهي لم تكترث يوما.

ماصدمها أكثر هو خجلها برغم إنها تزعجهم دائما بسيرة الزواج لكن حين لمست جدية أمها استحت

منها.

ردت: مافكر يمه توها دراستي.

ارتاحت عزيزة من هذا الجواب لإنها محرجة جدا من رد عمة زوجها للمرة الثانية، لكن برفض جود

انزاح عنها هذا الهم.

جود سألتها بعد لحظات: انت دايم تردين الخطاب قبل التخرج وش معنى عمتي شاورتين.

عزيزة تنهدت وأجابت: لإنها خطبت ليال ورديتها وبعد ماخطبتك واستحيت اردها قلت اشاورك اذا

موافقة انا بعد ماعندي مانع.

جود: مابي اروح بعيد ماما.

عزيزة بثقل: ونا اقدر اخليك تروحين عن، هو موظف بالرياض وسألت خالك علي عنه ومدحه بس انا

مو مقتنعة، اخاف يجي يوم ويقول ابي ارجع لاهلي.

جود: لاتخافين ماما ما افكر ابد بالزواج واذا بتزوج ماراح اطلع من الرياض.

عزيزة تنهدت براحة شديدة، رفض ابنتها سيجعلها تحسم ترد هذه الخطبة دون تردد، ربما أنانية منها

أن تؤثر برأيها على جود لكنها فعلا لا تفكر ابدا أن ترحل صغيرتها بعيدا عنها، حتى ديم وليال وهم

متزوجات من أبناء أختها واقرب مايكون لها لم تتأقلم مع ابتعادهم عنها.

أما سالم فقد حسمت أمره نهائي حتى قبل أن يخرج عمها من منزلها، لن تقبله حتى لو فرش طريق ا

بنتها بالورود المتلئلئة، هي لا تعرفه لكنها واثقه تماما أن أمه ستجففها وستجفف معها حياة ابنتها ا

البريئة، يكفيه أن امه فاطمة وهي تعرف جيدا من هي فاطمة.

اقتربت منها جود ووضعت رأسها على فخذ أمها وكعادتها دائما في أخذ الإمور بمزح واستهبال قالت:

شكلك يمه ارتحت من بناتك وتبغين تتخلصين من مثلهم.

عزيزة: ايه ارتحت بس باقي اثقل وحدة منهم وبفتك منها قريب.

كانت تعرف أن أمها تمزح لتغيضها ومع ذلك انقهرت، رفعت رأسها بإعتراض وقالت: ماما والله

أصدق.

مسحت على شعر ابنتها بحنان وقالت: ياحسافة عمري اللي راح كانك صدقت يالخبله.

أصدرت صوت فيه فيه دلع على أمها وهي تقبل يد أمها.

عزيزة غرقت بإفكارها نحو ليال وقالت: لا تنسين تخلين بابك مفتوح اذا جيتي تنامين.

جود: سمي.

قالت: قومي يمه بروح أنام.

جود: زين.


*

*

*

جلس مع أمه يتحدث معها عن خطبة عمه لجود، أم علي كشرت بوجهها وطوحت بيدها إعتراضا على

العم وقالت: ليتها ما قالت لعمها جود محجوزة، الخبر انتشر بين أهلنا وهي راده الولد.

علي: هذا المفروض بس ارتبكت منه ومالقت تعتذر منه الا بكذا.

أم علي وتعود بها لذكريات تحاول أن تنساها وتدفنها في قلبها وقلوب أبنائها، قالت: وهذاها فاطمة

نشرت خبر الخطبة بين الناس، الله يكفينا شرهم ويرد بلاهم عنا.

أم سلمان قالت: لا تعطونهم أكبر من حجمهم يا خالة كل عمرنا مانشوفهم الا

بالمناسبات هم بحالهم وحنا بحالنا.

زوجها رد عن امه: بس هم يبون يدخلون بيننا باي طريقة، خطبوا نهلة وخطبوا ليال والحين جود.

أم سلمان: انتم حاطين لهم مكانة مالها داعي، خلاص ام ديم ردتهم وانتهى الموضوع وهم اخرتها

بيملون ويكفون.

أم عل: ان شاء الله يابنتي انه يملون.

دخل عبد الرحمن سلم عليهم وانتبه للكدر الواضح في وجه الجده فقال: مسيك بالخير يام علي، وش

عندك تهوجسين والوجه احمر، يالله قولي من سعيد هالحظ هالمرة.

ضربته علبة المناديل الموجهة اليه من أبيه والتي كانت ستكون الفنجان لولا أنه سمع ضحك امه على

كلامه فخفف العقوبة.

عبد الرحمن وهو يشارك جدته الضحك: وش دعوة يبه يقولون قطع الإعناق ولا قطع الإرزاق.

أم سلمان نبهته بهمس: تراها واصلة مع ابوك اعقل لا تجيك الدلة.

رفع حاجبه وهمس: وش صاير؟

أخبرته ام سلمان بتفاصيل المشكلة التي تضايق جدته وأبيه وحين انتهت قال: من صدقهم يتضايقون

عشان كذا؟

أم سلمان: بينهم مشاكل مع عمهم حمد بس ماعمرهم حكوا عنها.

عبد الرحمن: طيب جود من بتتزوج الحين؟

أم سلمان: عمتك ردتهم كلهم.

عبد الرحمن بإستغراب وصل لمسامع أبيه: خلاص ردتهم وين المشكلة ليش محزنين؟

أم سلمان همست: أنت ماتعرف عمك حمد راعي مشاكل وعياله مثله ومايهمهم يتكلمون بمشاكلهم عند

الناس عادي،

عكس اهلك اللي مايطيقون شي يخصهم يطلع لاحد عشان كذا بيعيدون ويزيدون بهالموضوع وابوك

مايطيق شي يمس خواته.

أبو علي ونظراته تغوص في وجه ابنه قال: وش صار عليك مع ام عزام، كلمتيها؟

عبد الرحمن توترت حواسه واكتست ملامحه بالجديه، أمه ستخطب له ومن المقرر أن تكلمها قريبا،

نظر لإمه وهي تجيب: أخذت رقمها وبكرا ان شاء الله بكلمها.

أبو علي قال: لا تكلمين مايحتاج.

وأضاف وهو ينظر لابنه: عبد الرحمن بيتزوج جود.

نظر الجميع إليه متفاجئين وبالذات ابنه، فقال له بجدية: اذا مانت موافق على بنت عمتك بكرا نكلم ام

عزام.

عبد الرحمن ظل لحظات طويلة ينظر للإرض يفكر في ملامحها المرسومة بوضوح في ذهنه، قبل أيام

قليلة لمحها مع ربى في المطبخ، كانت تجلس على الطاولة وتضحك بنعومة لم يعهدها من ربى.

ابتعد بسرعة قبل أن يلاحظه أحد وحاول طرد صورتها من رأسه لكن صورتها انغرست بعناد طفل

مشاغب وتشبثت بمخيلته وخاصة تلك الابتسامة الطفولية البيضاء.

بغرابة شديدة وكأن نفسا أخرى تتحكم بحواسه رفع رأسه وأجاب: لا ماعندي مانع نخطب جود.


*

*

*

شتمت نفسها بحنق، كيف جنت على نفسها وأعطت ابنها تلك الصور، كانت تريد التأثير به لكنها

وبكامل الغباء سملته لعزيزة وابنتها.

لطالما كانت عزيزة أبغض مخلوقات الإرض لها، كانت تؤذيها وتتقصد إيصال الإذى لها عن طريق

ممارسات روحية فيها حسد كبير وكانت تعرف جيدا التعب الذي ينال عزيزة من عيونها ومع ذلك

استمرت بحقدها وحسدها.

منذ طفولتها وهي تحسد كل شي فيها، نبوغها ومكانتها العلمية والعملية، هي وقفت عند الصفوف

الدنيا في الابتدائية بينما عزيزة شقت طريقها عاليا وبنت لها اسما مرموقا بين الجميع.

تحقد على نجاحها في حياتها الزوجية وحب زوجها ولو نظرت أنها فقدته وترملت بسن صغيرة وبناتها

تيتمن لرحمتها ورأت أنها أحسن منها بطرق أخرى لكن الحسد أعماها فجعلها لاترى الا نجاحها

وتفوقها، تحسد جمالها وجمال بناتها ونجاحهم الشبيه بنجاح

امهم، تحسد أخواتها ومحبتهم لبعض.

كانت هي وعزيزة طرفي نقيض بين الكمال والنقص وكان أكثر شي يثير جنونها هذا الاستمرار في

النجاح بالرغم من كل التعب والإذى الذي تمر فيه عزيزة.


*

لله در الحسـد ما أعـدلــه بدأ بـصاحبـه فـقتـلـه.

*

انتبهت لابنها الغاضب وقالت: بالطقاق هي وبنتها الخسرانين بكرا اخطب لك اللي تسواها بالزين

والادب.

سالم انتفخت أوداجه: قسم بالله ماتروح لغيري ونا ولد ابوي.

عاد الحقد من رفض عزيزة لإبنائها يفترش قلب فاطمة فقالت بسخرية: ايه ووش بتسوي ياولد ابوك؟

هز رأسه: بكرا تشوفين بنت عمك مو راح توافق وبس الا بتحب ايدها قدام وقفا لأننا تنازلنا ورجعنا

نخطب بنتها.

خافت من تهور ابنها فقالت: انتبه ياسالم تتهور، هذي مو سهلة وراها اخوها وعيال أخوها وخواتها.

سالم: لا تخافيين، قدامها بطلع الفارس الحامي راعي الفزعة والشهامة وحتى عيال اختها ماراح

تشوفهم شي عندي.

فاطمة: وش عندك؟

سالم: البنت اذا طلعت سمعتها ماحد يبيها، صح؟

فاطمة فهمت عليه وخافت من تفكيره: لا يا سالم كله ولا هالموضوع، اذا انكشفت بياكلونك حي

ياولدي.

ظهرت على فمه ابتسامة غاية في القبح اشمئزت منها حتى أمه، مسح بيده على شنبه ولحيته الخفيفة

وقال: لا تخافين يام سلطان بلفها هي وبنتها باصبعي ورفضها لي بتدفعه غالي بس انت اصبري.

رفع هاتفه وفتح مجلد خاص محمي بكلمة مرور في استديو الصور، تناقضت الصور البريئة التي

ظهرت له مع الإفكار القبيحة الدائرة في عقله.

قال بثقة مريضة: بعد أسبوع بنرجع نخطبها وبتجيك الموافقة بنفس اللحظة وانتبهي ابوك يدري.

فاطمة كانت خائفة جدا من تهوره لكن الطمع في قلبها والرغبة المجنونة في اذلال عزيزة وأن تكون

بموضع تتطلع فيه بفوقيه نحوها طغى على صوت العقل الضئيل في رأسها.


__

ولذكر الله أكبر
__
لا إله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين.
__
انتهى..


شهرزاد 2000 likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-02-22 الساعة 08:33 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-08-21, 01:29 AM   #50

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 827
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

بطيتي علينا يا في💔

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.