آخر 10 مشاركات
الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kay Thorpe A MAN OF MEANS (الكاتـب : رومنسيات - )           »          Anna DePalo - His Black Sheep Bride (الكاتـب : soul-of-life - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-20, 10:07 PM   #21

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع
................
أن ترتبط بشخص آخر تقتسم معه كل تفاصيل حياتك التي اعتدت أن تفعلها وحدها , وحينما تجد نفسك مدفوعا من باب الاحترام لتقدم مبررا لأفعالك أو حركاتك ..أشياء لم تكن قد فكرت فيها حياة حينما وافقت على الخطبة من يزن !
الآن وهي ترى أن تلك الخطوة الغير محسوبة العواقب لا من جانبه ولا من جانبها تأخذ حيز التنفيذ .. بكل جدية .. بدأت تفكر !
ماذا لو لم يتقبلها الأولاد كيف ستكون حياتهم وهل سيكون يزن في موضع يختار بينها وبين أولاده , أو أنه لن يفكر بالاختيار أصلا ؟
تنهدت , لينظر لها مهران فهي لأول مرة تبدو له مشتتة لهذا الحد , ولا بدّ داخلها يعج بالفوضى ..
-ما الأمر ؟
تساءل من باب الفضول , فقد أمضى معظم سنوات عمره معها وحدهما بعد وفاة والديهما , لذلك رؤيتها بهذا الشكل بالفعل كانت مثيرة للدهشة لطالما كانت واثقة متمكنة من كل الخيوط التي تدور حول حياتها ..
-أفكر !
اكتفت بهذه الكلمة التي قالتها بغيظ , وكأن التفكير بحد ذاته أمر يزعجها ..
-بشأن يزن ؟
مجددا أراد مهران أن يتطفل أكثر ويقتحم عقلها ليعرف كيف تفكر أخته الكبرى ..
تنهدت مجددا مما جعله يرفع حاجبيه مستغربا ..
حياة ليست على طبيعتها مطلقا .. ومجددا أصر
-ما الأمر ؟
تنهدت بحنق من تطفله وفضوله الغير مرغوب به حاليا من قبلها
-أنا أحاول التفكير هنا ألا ترى !
إلا أنها وبسرعة زفرت مستاءة كونه قطع سلسلة أفكارها التي عملت جاهدة على وصلها وسألت بدورها
-ألم يخبرك مجد ما قصة ابنة العم التي ظهرت فجأة من لا شيء ؟
-بلا ..
قال مهران وزم شفتيه مفكرا , متذكرا حديث مجد عنها
-تبدو عدائية غير متقبلة لهم ..
قال وهز كتفيه بلا اكتراث , ثم تلبست ملامح وجهه الجدية وهو يسألها
-دعك منها الآن , أخبريني , ما الذي تشعرين به نحو يزن ؟
واستدرك على الفور قبل أن تقول أي شيء
-كوني على ثقة أن علاقتي بمجد لن تتأثر بما يحصل بينك وبين يزن .
عبست حياة واعتدلت بجلستها تمرر كفها بشعرها الكثيف الذي صبغته حديثا باللون الأحمر فقط للتجربة , ثم تربعت مكانها لتنظر له
-أنا لا أعرف يا مهران , يزن رجل راق جدا بالفعل , لكنه جامد .. أنا وهو لا نليق ببعض ! هذا ما أشعر به ..
ضحك مهران من تفكير أخته التي بدت قلقة بالفعل ..
-حياة ! أنت بالفعل لم تجلسي معه بما فيه الكفاية حتى تعرفي عليه بشكل جيد , أتدركين ذلك ؟
-أدرك ذلك !
هتفت مغتاظة من مهران
-حسنا نحن لا نجد الوقت ..
-بل أنت !
قاطعها مهران ثم ندم على الفور فقد رمته بنظرة حانقة تهمس من بين أسنانها
-أنا ماذا أستاذ مهران أتحفني !
ابتلع ريقه بصعوبة من نظرات حياة النارية التي تنظر له وكأنها تنوي قتله
-هممممممم
همهم مهران وأجاب مبتسما بوسع
-لن يجد يزن من هي مناسبة أكثر منك .. أنت رائعة ..
لانت ملامحه بحب ونهض ليجلس قرب حياة يسحبها من كتفيها لصدره مداعبا شعرها الأحمر
-أنت كنت أختا رائعة , ستكونين أما رائعة للأولاد , ربما ستواجهك بعض المشاكل ولكن ..
رفع وجهها ليتبادلا النظرات
-أنا واثق يا حياة أنك ستجدين طريقة لتكسبي تلك العائلة لتكون جزءاً منها.
قبل جبينها مؤكدا
-أنا واثق ..
-أوه
تأوهت حياة لتقفز عليه ويقعا على الأريكة لتعلو ضحكات مهران
-أنت أروع أخ في العالم ..
-أوه بالطبع وأنا حاليا جائع جدا ..
مهران استمر بضمها والضحك بينما حياة جمدت حركتها لتبتعد عنه ببطء ثم هتفت بغضب
-أتقول أنك جائع !
قطب مهران اجبه بحيرة لا يفهم سبب غضبها منه الآن
-أتعلم كم انتظرتك على العشاء أين كنت للآن ها ! ألم أقل لك ألف مرة اتصل بي حينما تنوي أن تتأخر ؟
ثم نقرت رأسه بقبضتها بينما لا زال على الأريكة وهي تجلس على بطنه ثم انهالت عليه بالشتائم والضرب وانتهت بعضه في كتفه وهو يحاول الهرب منها مستمرا بالضحك معتذرا
-آسف آسف يا إلهي ...
ثم هرب مسرعا من قبضتها يدلك عضتها الشرسة
-أنا أشفق على يزن وأولاده منذ الآن ..
وفر هاربا منها قبل أن تصل الوسادة التي رمتها عليه ..
وحياة ظلت تراقب طيفه الهارب مبتسمة للحظة قبل أن تعود لعبوسها وتفكيرها بينما بتلقائية نهضت كي تجهز العشاء لمهران , وحديثه كله يعيد نفسه في خيالها , فهل ستكون فعلا أماً للولدين ؟
كيف ستقدر على ذلك ؟
هما ولدين وليسا مجرد طفلين فأحدهما مراهق تقريبا ..
-تعال وتناول عشاءك ..
نادته وتركت المطبخ متجهة لغرفتها تتمتم
-مع أنك لا تستحق !
..........................
-تبا ما الذي يجري !
يازد هتف بغضب , فهناك سيارة تزعجه على الطريق منذ أن توجه للطريق الفرعي المؤدي إلى منطقتهم الريفية ..
بحث عن هاتفه بين مجموعة الأوراق على المقعد المجاور له ..
-ها أنت ذا ..
هتف وزاد من سرعته , وقد تأكد أن تلك السيارة تستهدفه بالفعل ..
اللعنة ..-
هدر غضبا , حينما ضربته من الخلف وبصعوبة سيطر على سيارته وزاد السرعة بينما بجنون يحاول فتح هاتفه ليقول وعيناه على السيارة التي تتبعه بذات سرعته
-مجد أين أنت , هناك سيارة تتبعني على طريق بيتي , وأنا أحاول الهرب منها تعال بسيارتك بسرعة !
قال بسرعة بينما يأمل أن مجد بالبيت ولم يتركه طالما أن اليوم هو يوم عطلة بالفعل ..
وفجأة داس على الفرامل موقفا سيارته , مستمتعا بمنظر السيارة الأخرى التي ارتبكت من حركته , وبسرعة مجنون دار بسيارته بجنون ليصبح مواجها لها
-تريدون اللعب ؟ ومعي ! كم أنتم أغبياء !
السيارتان تواجهان بعضها بتحدي ..
يازد وبتهور , داس على البنزين وانطلق مسرعا نحو تلك السيارة التي فعلت مثله وظلت تتجه نحوه مسرعة دون أي تردد , وقبل أن يصل لها يازد حرك سيارته جانبا , لتلتف حول نفسها غير قادر على التوازن ..
ما لم يتوقعه يازد حينما خرجت سيارته عن الطريق , ونزل منها بينما يشعر بالدوار من حركته الرعناء , هو أن يضطر للانبطاح أرضا محتما بسيارته التي تم إغراقها بالطلقات النارية !
زحف مبتعدا عنها , حينما رأى الدخان يتصاعد من مقدمتها , منتبها كون السيارة الأخرى قد رت بعيدا .
-لا .. لن أسمح بأن يضيع كل شيء !
قصف صوته الغاضب يسيطر على الدوار الذي ضرب رأسه ..
وركض ليفتح الباب الأمامي لسيارته , ودون تردد سحب حقيبة أوراقه وحاسبه , والمحرك أطلق شرارة غاضبة ليشتم بحنق , ماسحا جبينه بكم قميصه , ليرى بقعة من الدم لا يعرف من أين أتت , وتحرك مبتعدا حينما فشل بالوصول لهاتفه , ليخطو مبتعدا بالكاد عشر خطوات ليسمع طقطقة سيارته , حاول الهرولة بعيدا عن المكان , لكن على ما يبدو أنه أثناء تهوره بسيارته قد تعرض لضربة على رأسه وهي السبب بما يحدث لدماغه من دوار في هذه اللحظة ..
كانت بالكاد دقيقة قبل أن يقع أرضا على حقبته التي بيده وقد أنهكه الدوار , مغمضا عينيه بشدة من صوت الانفجار الذي دوى في المكان !
انقلب على جانبه بسرعة عندما فتح عينيه ورأى قطعة ما تتجه نحو ..
لكنها أصابت ذراعه ليصرخ ألما يدفعها دون وعي بعيدا ..
لم يجد في نفسه القوة للنهوض من مكانه , ورغما عنه كان جسده ينهار شيئا فشيئا , بينما عقله لا يصدق أنه كان على موعد مع الموت في هذه اللحظة بالتحديد !
آخر ما فكر فيه وهو يتمسك بأطراف وعيه ..
من فعل هذا ولماذا ..
من سيجد وقتا للاهتمام بتلك الغبية بينما هم غارقون بخبر موته !
..........................
-يازد ..
نزل مجد من سيارته حينما رأى السيارة المشتعلة على جانب الطريق , هذا الطريق تحديدا يعتبر لأملاك خاصة لذلك لن تجد عليه أي سيارة إلا إذا كانت قاصدة للبيت ..
لكن منظر السيارة الآن جعل قلبه يقفز من مكانه ..
-يازد ..
صرخ مجددا , عيناه تجولان في المكان , ويده تدق رقم الطوارئ , يطلب منهم القدوم معطيا العنوان لهم ..
عاد لسيارته , بعد أن كان قد نزل متجها للسيارة المشتعلة ليأخذ أسطوانة الإطفاء الموجودة لديه في الخلف , ليحاول إطفار النار المتأججة في المقدمة .. بينما لا زال ودون وعي يصرخ مناديا أخاه الذي لا يرد ..
وما هي سوى لحظات حتى كان يزن يركض نحوه بعد أن جاء مسرعا إثر اتصال مجد به ..
-ما الذي يجري !
هتف يضرب رأسه بكفيه
-أين يازد يا إلهي ما الذي يجري ..
دار حول السيارة , ليتفقدها
-الباب مفتوح ..
هتف يتلفت حوله مجيلا نظره في المكان , ليترك مجد ما يفعله , ناقلا نظره قبل أن يشير
-هناك ..
ثم ركض ليبتعه على الفور يزن , وقد تمكنا من رؤية جسد يازد الساكن تماما , وهناك خط دماء من رأسه وحرق واضح على ذراعه ..
ركع يزن قرب رأسه يرفعه برفق , ليرى مدى تأذيه , ومجد يتفقد ذراعه المصابة
-إنها سيئة ..
قال مجد بألم , يكاد يلمس ذراع يازد حتى لا يؤلمه ..
-لماذا لا يصحو ..
قال بصوت متحشرج , ويزن يضرب خده برقة , يحاول إيقاظه ..
-يازد .. أتسمعني ؟
أنزله يزن على الأرض مجددا ليحضر عدة الإسعاف من السيارة منبها مجد بغصة
-لا تحركه .. نحن لا نعرف كيف أصيب وما مدى إصابته ..
وافقه مجد بهز من رأسه , مختنقا بالقهر
-ستصل بالوحدة الصحية قريبا ..
-يازد ؟
مجد مرر كفه على وجه يازد برقة شديدة يخشى إيذائه
-أرجوك أخي رد علي .. افتح عينيك .
ترجاه بصوت مختنق , بينما يداه لا تعرفان أين يلمسه , لا يقدر على تحريكه , لينحني فوقه يحاول ضمه لصدره
-فقط افتح عينيك ..
-لا تحركه ..
هتف يزن بحنق مبعدا مجد عن يازد , ليخرج القطن ويمسح الدم عن وجهه بحرص , ثم سأله وقد استعاد رباطة جأشه
-ما الذي جرى ؟
هز مجد رأسه بيأس , وهو يتناول المقص ليقص القميص عن إصابة ذراعه , ليغمض عينيه من منظر الحرق السيء ..
-لا أعلم , اتصل بي ليخبرني أن هناك سيارة ما تتبعه ثم أغلق !
أبعد القطعة المدنية المتفحمة التي ولا بد هي السبب بحرق يازد ..
ثم تناول القطن من يزن وبدأ بمسح المكان المحيط بالحرق دون أن يجرؤ على لمسه ..
يزن رش الماء على وجه يازد محاولا إيقاظه من جديد ..
ليتنهد , بعجز , منتبها لمجد الذي انتفض من مكانه حينما سمع صوت سيارة الطوارئ ليتجه نحو الطريق ليدلهم على مكان يازد ..
ويزن مسح على وجهه هامسا
-ستكون بخير , أعدك ..
ثم تركه للفريق الطبي , ليذهب لمجد الواقف مع الشرطي يخبره بما يعرفه مراقبا الذي يتفحصون السيارة , محاولين معرفة ما جرى ..
يزن نظر إلى حيث كان يازد , ليعبس منتبها لحقيبة الأوراق ..
فعاد لها على الفور , متذكرا أن باب السيارة كان مفتوحا , ليخبر الشرطي بذلك , ومجد تفقد الأوراق
-إنها أوراق العمل .. لا شيء غريب بها نحن نعمل عليها منذ بضعة أيام .
قال مجد ,وعينيه تتفحص بدقة الأوراق ..
لا شيء يدعو للريبة فيها بالفعل ..
لكن يزن تساءل بعبوس
-إن لم يكن لأجل شيء يتعلق بالعمل.. من سيحاول استهداف يازد ؟
سيظل التساؤل دون جواب حتى يفيق يازد ويعرفون منه ما جرى .
ساعات مرت قبل أن يحدث ذلك ..
لم يخبر يزن و مجد أمهما بما حصل بل تحججوا بأن لديهم عمل معا حتى وقت متأخر , ليرسل يزن عدي طالبا منه أن يأخذ الأولاد لحياة !
التي لم تناقشه إنما استقبلت الولدين في بيتها دون أن تدري ما الذي تفعله لهما , سوى أنها وضعت لهما ما قد يريدانه من مسليات , وقد غرق كلاهما بالواجبات الدراسية وقراءة الدروس !
هما حتى لم يحاولا الحديث معها ولو بفضول , نفذا فقط رغبة والدهما دون نقاش ...
حينما فتح يازد عينيه أخيرا تنهد كل من مجد ويزن , ليفسحا المجال لضابط الشرطة حتى يأخذ أقوال يازد بعد أن سمح الطبيب المعالج بذلك ..
طمأنهم الطبيب أنه بخير ويمكنهم أخذه معهم , وأن فقدان الوعي بسبب الضربة التي تلقاها على رأسه ..
كان الخشية من وجود نزيف داخلي , ولكن والحمد لله .. كل شيء كان بخير , خلال بضعة ساعات من المراقبة يمكنه أو يعود للبيت ..
ما إن أصبحوا وحدهم , حتى جلس يزن بالقرب منه
-ما الذي يجري يازد ؟
بتعب هز يازد يده السليمة
-لا شيء مهم !
هدر مجد بغضب من استهزاء يازد بما حصل معه
-لا تقل لا شيء مهم , هناك سيارة كانت تراقبك , تنوي الأذى لك , بل أذتك بالفعل بغاية التخلص منك , فلا تقل لي لا شيء مهم ..
سكت قليلا يدلك جبينه بتفكير , بينما يذرع الغرفة جيئة وذهابا , وأشار بسبابته نحو يازد
-أنا واثق أنه شيء ما من العمل مع هذا العمران .. لم أرتح له حينما جاء..
تأوه يازد متذكرا عمران
-اطلب من راكان أن يخبره بما حصل معي ..
صر مجد على أسنانه
-لا تفكر سوى بالعمل !
ثم خرج من الغرفة غاضبا , ليغلق الباب خلفه بعصبية , لينظر يزن نحوه بلوم
-لا يمكنك أن تخفي عنا ما يجري معك يازد ..
أمسك بيده يشد عليها
-نحن أخوتك ونريد الخير لك , لذلك رجاء لا تجعلنا نعيش الخوف عليك في كل لحظة !
-سيكون كل شيء بخير ..
قال يازد بضعف يغمض عيناه بشدة متألما ...
-المهم أني نجوت ..
تمتم بذلك , ليبتسم يزن ببرود ودون مرح يخبره بأمر لا طلب
-ومن اليوم لن تخطو خطوة واحدة لوحدك دون حراسة ..
أمرا لا يسمح ليازد بعدما حصل أن يناقش به
..............................
-ألا تجيدين صنع شيء !
تلقت شيرا ضربة على رأسها من كف أم محمود التي تنام عندها منذ يومين تماما , بعد أن جاء يزن مع يازد وقال هم عائلتها ولن يتخلوا عنها لم يظهر أي منهم مجددا ..
ومنذ ذلك الوقت وهي تشعر بالوحدة أكثر من ذي قبل , لماذا جاؤوها لها إن كانوا ينوون التخلي عنها لاحقا ..
الحزن بدا على ملامحها , لذلك حاولت أم محمود جاهدة حتى تخرجها من أفكارها وها هي ذي تحاول تعليمها شغل سنارة الصوف التي لا تفارق حقيبتها الضخمة لكن شيرا لم تتمكن من تعلم القطبة البسيطة على الإطلاق مما جعل أم محمود تضربها على رأسها المتوج بجديلة من شعرها ..
رفعت شيرا عينيها لأم محمود دامعة لتتنهد أم محمود وقد علمت أنها فشلت بتغيير مزاج الصغيرة بين يديها ..
-والله لا أعرف ماذا أفعل بك ..
قالت بعجز , وسحبت وجه شيرا لتمسح عينيها من الدموع التي تجاهد للنزول على خديها ..
-ما قصتك يا فتاة , لا أعرف لك برا ولا مرسى !
-اشتقت لأمي ..
قالت شيرا , وقد فهمت أم محمود ما تقوله , سامحة لها أن ترتمي على صدرها تبكي وحدتها وحزنها ..
وكل خذلا آخر قد تعرضت له منذ وعت لحياتها وحتى الآن ..
حينما أخذتها أمها قبل أعوام صغيرة لا تفقه شيئا , حينما رفضها زوج والدتها , لترسلها مرة أخرى إلى البلد الذي اقتلعتها منه رغم أن جذورها فيه .. البرود الذي رأته من والدها , عانقها مرة واحدة فقط .
كان العناق الأول والأخير , قبل أن يغرقها بالمال ليموت بعدها بكل هدوء , يتركها وحدها دون أن تدري ماذا تفعل ..
-لا أريد أن أبقى وحدي ..
قالت من بين دموعها لتربت أم محمود على رأسها مواسية
-لن تبقي .. أنت فقط اعملي على تعديل لسانك وكل شيء سيكون بخير .
رفعت شيرا رأسها من صدر أم محمود تخبرها شاكية
-لساني لا يؤلمني !
نظرت أم محمود لها بوجهها المحمر من البكاء وأنفها الصغير الذي تستنشقه كل حين , بينما تزم شفتيها ببكاء
-ليس فقط لسانك !
همست أم محمود , ثم وقفت وسحبت شيرا لتقف معها ..
-لا تفكري الآن بشيء وحاولي أن تمشي ..
لم تنفذ شيرا ما قالته , لتعبس أم محمود بعدم رضا , وركعت أرضا قرب قدم شيرا المصابة تتفقدها كما اعتادت منذ يومي وكما طلب منها يازد , وانتبهت أن التورم قد خف , والألم يبدو خف أيضا ..
لكن شيرا الجبانة التي تخشى الألم لا تجرؤ على السير عليها بعد ..
أمسكت يديها الاثنتين بعد أن نهضت ورغما عنها سحبتها لتجعلها تمشي رغم اعتراضات شيرا المتألمة بالهندية ..
لكن أم محمود لم تهتم وتابعت مهمتها بجعلها تمشي
-يكفي دلالا واسكتي ! أشعر أنك ببغاء أحمق اختلطت عليه الأصوات التي يقلدها ..
وأجبرتها على بضعة خطوات قبل أن تسمح لها بالجلوس لتهتف شيرا بقهر منها وقد عادت للبكاء
-أنت شريرة !
ارتفع حاجب أم محمود ..
-سكت دهرا ونطق كفرا !
علقت بذلك , وابتعدت قليلا لتعود بمنديل ورقي تمسح به وجه شيرا المليء بالدموع وأنفها بقوة ألمتها وجعلتها تتأوه ..
ثم عادت وسحبتها لتقف وأعادتها مشيا إلى حيث تفضل الجلوس دائما ..
-أترين كيف تساعدك هذه الشريرة أيتها الغبية !
جلست شيرا قرب النار تشعر بالبرد وبالألم في قدمها , لكنها لم تنجو من أم محمود التي رمت عليها السنارة والصوف مجددا
-افعلي شيئا مفيدا بدل من بكاءك .. قال شريرة قال ! تعلمي الكلام ثم أطلقي الشتائم ..
بدأت هي بإكمال القطعة التي تمل عليها
-الحق عليّ أنا التي تهتم بك ألا يكفي أنك خرقاء لا تجيد لا الحديث ولا فعل شيء ..
تركت ما بيدها ونكزت شيرا بكتفها ..
-لا تجيدين سوى البكاء والنواح ..
عادت لعملها بينما شيرا فركت كتفها ترمقها بعبوس , ثم عادت لتجاهد أن تنجح بالعمل المجهد المعذب الذي ترغمها عليه هذه العجوز ..
تراقبها بعين وتحاول تقليدها ..
لكنها لا ترغب بالعمل , رمت ما بيدها جانبا تبرم وجهها عنها لا تريد أن ترد عليها ..
-ابرمي شفتيك ابرمي .. لا تجيدين سوى ذلك !
أم محمود برطمت , لتطرق شيرا برأسها ثم التفتت لها , وسحبت تنورتها بيدها تسألها
-يزن ؟
ارتفع حاجب محمود , وهي ترى ملامحها المتسائلة ...
-من بين الكل تسألين عن يزن !
هزت كتفيها لا تعرف بم تجيبها
-مثلي مثلك لا أعرف عنهم شيئا ..
ثم تركت ما بيدها مفكرة , أن يازد طلب منها أن تبقى لدى شيرا حتى يطلب منها العكس , لكن لا يمكنها البقاء هنا دائما وبنفس الوقت لا يمكنها ترك هذه المشردة لوحدها , لكن ليس بالعادة ألا يتصل بها ..
داعبت شعر شيرا المجدل بعناية بشرود مفكرة بمصير هذه الفتاة ..
لا عائلة تهتم .. ولا مستقبل مضمون ..
-هل أنت جائعة ؟
سألتها أم محمود لتلمع عيني شيرا لهذا السؤال فمنذ جاءت أم محمود وهي تأكل أكلات غريبة شهية وغير مألوفة .. لكنها تجعله يأكل كثيرا وبشهية مفتوحة ..
-أكيد ..
تلك الكلمة الممطوطة حفظتها من أم محمود التي تريد بها أن تؤكد على شيء ما , وشيرا حفظتها منها وأعجبتها
-إذن تعالي لنجعلك تأكلي ولا تفكري بشيء حتى يأتي الوقت المناسب له , ولا تقلقي بمجرد لسانك الأعوج سيعاقبون بشكل جيد
ابتسمت أم محمود بخبث من أفكارها ونفذت ما قالته , مصممة على تعليم شيرا كيف تتحدث بشكل جيد
.......
ترك يزن يازد مع أمه التي ما زالت رغم مضي يومين تلومهم لإخفاء الحادث عنها , لم يخبرها أحد بحقيقة ما حصل ..
ضرب جبينه بكفه , متذكرا شيرا
-يا إلهي كيف ستثق بنا هذه الفتاة !
خرج للحديقة الضخمة دون أن يهتم بلبس معطفه السميك رغم البرد ..
عدي طمأنه أنه حل مشكلة السيولة ولم يعرف بعد ما الذي فعله فلم يمر على المعرض منذ أن وقع الحادث ل يازد , وكذلك هناك زفاف عائلة الوجدي الذي يجب أن يحضره بالغد ..
من الجيد أن مجد وراكان قد تدبرا أمر فريق حراسة ليازد .
من الجيد أنه يملك المال الكافي ..
اتصل هاتفيا بأم محمود حتى يطمئن على أحوالهما ويسألها إن كانت تحتاج شيئا تاركا يازد مع أمه ومع عمران صديقه ..
انتظر عمران حتى أصبحا لوحدهما ثم التفت بسرعة ليازد
-أخبرني الحقيقة ما الذي حصل معك ؟
يازد لم يجد بدا من إخبار عمران بما حصل , ليتنهد عمران بقلق
-ربما ما كان يجب أن تتسرع بالتحدي يا يازد أنت لا زلت جديدا في السوق !
لكن يازد لم يكن يفكر بذلك , بل زفر بضيق
-أريد منك خدمة يا عمران ..
أعطاه عمران كامل انتباهه
-أنا لها يا يازد , والدي لديه معارف في الشرطة ويمكنه أن يطلب تكثيف التحقيق في ..
قاطعه يازد بكف يده
-لا لا لا ..
اعتدل بجلسته لاعنا بهمس كون أمه لا تسمح له بمغادرة السرير وكأنه طفل صغير ,صحيح أن عضده محروق لكنه ليس معاقا وإصابته لم تكن بتلك الخطورة .. لكن من يقنعها بذلك ..
-ما أريده منك لا علاقة له بالحادثة ..
عبس عمران وقد زاد قلقه فهل تورط يازد بشيء لا يعرف عنه شيء ؟
تنهد يازد مدركا صعوبة ما يطلبه
-أنت تعرف البيت الذي اشتريته من عمي أليس كذلك ؟
عمران أومأ برأسه دون أن يعلق بشيء ..
-حسنا..
حك يازد رأسه لا يعرف كيف يطلب منه ذلك , هو أكثر الناس يعرف كم عانى عمران حتى تزوج نور ..
لكنه بنفس الوقت لا يقدر أن يرسل أمه , ولا يثق بزوجة عمه التي بالمناسبة لم يخبروها حتى الآن بأن شيرا لا تزال هنا ..
لذلك بكلمات منتقاة طلب منه أن يجعل نور تتعرف على ابنة عمه شيرا !
عمران أراد حقا أن يعتذر , فمما حكى له يازد شيرا نسخة من نور ولكن بنكهة غربية !
هل يجوز وضع الزيت قرب النار ؟
لكنه لم يملك إلا أن يوافق على طلب صديقه ..
..........................
تأفف مجد مستاء من المهمة الموكلة له ..
لما هو ؟
لديه عدي الذي يعمل كالخادم لديه بكل شيء , لما لا يحضرهم هو من المدرسة كما كل مرة ؟
لماذا الآن يريدونه ؟
كان وقت الانصراف , وقف قرب سيارته ينتظر أن يظهر دانيال وفاطر من باب المدرسة بملل , عقله دون إرادة منه يعود للتفكير بما حصل مع يازد , ما الذي كان سيحصل لو لم يرد عليه ؟
تنهد بينما ينقل نظراته بين جموع الطلاب المتدافعة , ليرى دانيال يخرج حاملا ورقة ما يناقش بها مع ..
اتسعت عينيه هامسا
-شبر القاع !
-دانيال .. فاطر ..
نادى ليجذب انتباههما له , وبالفعل اتجها له , بينما حلا وقفت تنظر له عابسة للحظة ثم قررت فجأة كونها لم تتعرف عليه بشكل شخصي من قبل
-سيد يزن ..
هتفت تناديه ليعبس مجد يراها تقترب منهم , لتقول بلطف لدانيال وفاطر
-هلا تركتمانا قليلا ؟
تساءلت , وعلى الفور وبكل أدب ابتعدا ..
لتنظر حلا على الفور نحو مجد بلوم
-أتعلم ؟ لو كنت تخصص لولديك القليل من وقتك كما تخصص للنادي الرياضي لكان ذلك أفضل !
حلا على الفور تذكرت أنه من رأته في النادي حين ذهبت لابن عمها هناك , حاول مجد أن يبرر نفسه ويخبرها أنه ليس والدهما لكنها لم تسمح له
-الولدين ليسا على ما يرام , كتومان .. ليسا اجتماعيان ..
هزت رأسها وطالبته بقوة
-اهتم بهما قليلا اجلس معهما أكثر أو على الأقل وظف مربية لهما إن كنت مشغول عنهما لهذه الدرجة ..
ثم تركته برأس مرفوع مبتعدة عنه ..
-شبر القاع تلك !
تمتم هامسا بينما عاد دانيال وفاطر للركوب بالسيارة ..
غير منتبهين لعمهم المشدوه بالنظر لقصيرة تتقافز بخطواتها على الأرض مبتعدة عنه بعد أن كالت عليه أكوام من الاتهامات
............................




Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 11:49 PM   #22

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
...................
دخل يزن لغرفة يازد بعد أن اطمأن أن ولديه قد ناما في غرفته القديمة , وأمه خلدت للنوم بدورها , والآن بعد أن هدأت الأمور قد حان الوقت ليفهم من يازد ما حدث معه ..
فهذا شيء لا يمكن السكوت عنه , إنها محاولة قتل مقصودة ..
دخل مجد الغرفة بعده بلحظات فقط , كان قد أخبره مسبقا عن ولديه ووضعهما في المدرسة , متجنبا ذكر سوء الفهم الذي حدث .
الأمر الذي جعل يزن يشعر بالسوء , مفكرا هل زواجه سيغير وضع الأولاد للأسوأ أم الأفضل ..
فوق هذا , هو ومنذ الحادث أهمل معرضه تماما تاركا كل شيء بيد عدي , هو يثق به بالطبع , لكن بعض الأحيان يتصرف بتهور ..
ومهما حدث لن يقدر على لزمه فهو من ترك كل شيء بيده وبيد حياة !
تنهد مجد بعد أن ألقى نظرة من النافذة للحديقة حيث تأكد من كون الرجال متوزعين بشكل جيد .
من الجيد أن يازد يملك مالا كافيا , وهو بنفسه لم يتصرف بثروته التي كانت حقه من ميراث والده ..
-أرسلت اثنين لمنزل شيرا ..
-أين سيقفان في هذا الجو ؟
تساءل يازد فهو يعرف أن لا مكان ليقفا فيه أمام باب البيت , خاصة وأن الجو شتوي بارد ..
ليطمئنه مجد
-في السيارة لا تقلق , سيبدلان المناوبات مع الرجال هنا كل أربع ساعات , بذلك يمكنهم أن يرتاحوا ..
-أنا سأكلف أحدا كذلك للولدين ولمنزلي ..
يزن علق , وجلس كل منهما على كرسي مقابلا ليازد الذي تنهد , فأخوته حاليا يبدون أسوأ من الضابط الذي أهلكه بأسئلته التي من الواضح لا يعرف أجوبتها ..
-الآن ..بعيدا عن كل شيء , وعن كل ما قلته للشرطة والذي لم يقنعني بشيء , من هؤلاء يازد ؟
فتح فمه ليعيد نفس الكلام , لكن يزن استبق نكرانه
-لا تقل لي أنك لا تعرف , إنها محاولة قتل يازد , هل تعرف معنى هذا ؟ لولا لطف الله لما كنت بيننا الآن ..
زفر يازد بحنق الآن , يده تؤلمه قليلا , ويشعر بالنعاس .. لكن كما يبدو يزن و مجد لا رغبة لهما بتركه يحصل على الراحة التي يريدها ..
-حسنا ..
قاطعه مجد مستدركا ..
-مما لاحظته خلال الفترة القصيرة التي كنت فيها معم في العمل هي أن استلمت عدة مشاريع , تعتبر مغامرة بالنسبة لشركة بسيطة مثل شركتك , هل يعقل أن أحدهم يرغب بإزاحتك من الطريق ؟
وافقه يازد بهزة من رأسه ..
-إنها مجموعة العبد لله للإنشاءات .
أمال مجد رأسه منتظرا منه أن كمل بينما يزن يحاول أن يتذكر إن سمع بهذه المجموعة من قبل , وطرأ على بال مجد
-هل صديقك عمران يعلم بذلك ؟
لاح في خياله , ذاك اليوم حين انتظره عمران في مكتبه لموضوع مهم , صحيح أنه لم يبقى معهما بعد أن جاء يازد , لكنه يتذكر متأكدا من ذلك أنه سمعه يطلب من يازد أن يتوخى الحذر , بعدها بيوم رست إحدى المناقصات على شركته التي دخل بها عمران شريكا بالتمويل ..
فيازد بدوره شارك والده قبل ما يقارب العامين في معرض السيارات الذي افتتحه بعد خروجه من العمل للتقاعد ..
-عمران حذرني من المنافسة في وقت مبكر!
-وأنت كالعادة , تغامر بكل شيء , حتى بحياتك فقط كي تثبت للآخرين أنك قادر على فعل أي شيء !
علّق يزن مغتاظا من يازد ليردف بعصبية
-والنتيجة أننا كدنا نخسرك ..
نقل مجد نظراته بين يازد ويزن ولكنه لم يتدخل في الحديث , يزن على حق بعد كل شيء ..
-أنت لا تعرف بما أحسست حين كلمني مجد خبرني عن ما حدث معك , عن حالتي حينما نزلت من سيارتي لأرى سيارتك متفحمة على جانب الطريق .. أحسست أن روحي ستفارقني بينما عشرات الصور لما سأجده عندما أصل قد مرت في خيالي ..
مسح يزن وجهه بكفيه يحاول تهدئة نفسه , بينما تجاهل ذكر منظر مجد الذي لا يذهب من باله وهو يترجى يازد ليقوم ..
-رجاء .. رجاء يا يازد فكر بنا وبأمي التي اضطررنا للكذب عليها.
يازد لم يجد شيئا ليقوله , ومجد أضاف
-الأمر كان مروعا ولا زلت لا أقدر على تخيل أنه حصل فعلا ..
-الأهم من ذلك ..
يزن أضاف مشيرا ليازد
-لن تخرج مجددا دون حراسة , لا أحد منا سيفعل ..
جلس مكانه وتنهد بتعب
-عدي يرى أن هذا كان يجب أن يكون منذ زمن ..
ابتسم ينقل نظراته بينهما
-يظن أننا عائلة مستهدفة لما نملك من ثروات ..
-ثروات !
كرر مجد خلفه بضحكة , و يازد شاركهما ..
-ربما هو على حق , لكن لم يسبق أن تعرض أحدهم للخطر لامتلاكه عدة هكتارات من الأراضي وبعض البيوت !
-أتحفني بسكوتك !
طالبه يزن .. ليزفر بصوت مسموع عائدا للموضوع الأصلي للحديث
-تلك المجموعة التي ذكرتها لن تتركك بشأنك , بما أنهم تخطوا كل مراحل الإنذار للقتل مباشرة ..
-توقف عن ذكر الأمر بهذه الطريقة لقد مر على خير !
قال يازد بهدوء مستفز بينما يتمدد بجسده ليحصل على وضع أكثر راحة , ثم لم يسمح لهما بالتكلم من جديد به , فلديه خطة للتعامل مع ما حصل ولا رغبة له بإشراك يزن بمشاكله الخاصة ..
ربما لهذا السبب سحب مجد لعمله حتى يكون بقربه حينما يحتاج قد كان واثقا من حاجته له ..
-هل تفقدتم شيرا ؟
وأردف بتساؤل مقطب الحاجبين
-ألا ترون أن أمي لا تسأل عنها ؟
سكت مجد تماما , رغم أنه تذكر أن ينظم لها موضوع الحماية إلا أنه لم يخطر على باله على الإطلاق أن يمر عليها , ويزن أخبره أنه تحدث مع أم محمود عند المغيب للتأكد من أن كل شيء متوفر لديهما ..
-بالمناسبة قدمها أصبحت أفضل ..
أخبره بذلك , و يازد هز رأسه بنعم
-على كل , لدينا الكثير لنفكر به , أولا إعادة شيرا للعائلة , والأهم أن نجد لها عملا تشغل نفسها به ..
-لديك الوقت لتفكر بعمل الفتاة اتي بالكاد تمشي ؟ يا إلهي فكر بكيف ستتخلص من تهديد هؤلاء ..
مجد تدخل بالحديث ليهدئ يزن الثائر من برود يازد
-مجرد خروجه بخير مما حصل سيجعلهم حذرين أكثر , في الواقع بغض النظر عن النتائج , ما حصل الآن أفضل من لاحقا على الأقل أدركنا أنهم لا يريدون لك الخير وستعر كيف ستتعامل مع أي قناع يضعونه في المستقبل ..
نظر يازد ليزن مبتسما بوسع
-اجلس يا أخي هل ستقفز كلما تحدثنا بشيء !
يزن تجاهله , واتجه نحو النافذة يتأكد من الرجال الموزعين في المكان , ثم زفر يشير لهما أنه لن يفكر بأي شيء لليوم , وغدا سيكون لهم حديث آخر من أجل شيرا ..
-سيكون من الجيد أن تتحلى ببعض الدم وتعرف بمدى خوفنا عليك ..
علق قبل أن يخرج موجها كلامه ليازد , وقد وافقه مجد بذلك قبل أن يغادرا الغرفة تاركين يازد , الذي تغيرت ملامحه على الفور للقسوة ليهمس بوعيد
-تريدون اللعب الخشن .. لكم ذلك ..
............................
أوقف عمران سيارته بتردد أمام العنوان الذي أعطاه إياه يازد ليتأكد من كون حقا هذا هو البيت المقصود , زفر عدة مرات , قبل أن يلقي نظرة على نور التي تنظر حولها بفم مبتسم بوسع , بالتأكيد ستكون كذلك , فالمكان ذكرها ببيت عائلتها هناك في القرية ..
طار نظراته نحو بطنها المتكور الصغير ليبتسم برقة ..
هنا في داخل أحشائها يختبئ طفله الصغير هانئا مطمئنا ..
-هل سننزل ؟
أفاق من شروده ببطنها على صوتها المتحمس , مما جعله يبتلع ريقه بتوتر , أي مصيبة أوقعتني بها يا يازد ! لما لم أرفض الأمر بكل بساطة متحججا بكون الحمل يتعبها ؟
مد يده ليمسك كفها الناعم يقبلها بحب
-انتبهي لنفسك .. إذا لم يعجبك المكان كلميني وسأعود لأخذك على الفور إنها ..
قاطعته نور قبل أن يكمل حديثه الذي حفظته عن ظهر قلب
-أعلم أعلم حبيبي ! إنها هندية لا تقلق سأتعلم الرقص !
ثم اقتربت منه لتقبل شفتيه وتنزل مسرعة من السيارة , يتبعها عمران على الفور منتبها لرجلين ترجلا على الفور من سيارتهما متجهان نحو نور التي لم تنظر لهما حتى الآن !
ومجددا , فكر عمران لما لا أضعها بالسيارة وأغادر بكل بساطة !
بالكاد أجبرها صباحا على غسل وجهها بالصابون كونها ظلت ساعة تتذمر تريد تسخين المياه فقط لتغسل وجهها !
-ما الأمر ؟
وجه حديثه على الفور للرجلين قبل أن يصلا نور التي وقفت قرب البوابة منتبهة لحديثه ..
اتجه نحوه أحد الرجال مجريا اتصالا هاتفيا على الفور , ليهمس مع عمران ببضع كلمات قبل أن يفسح الآخر بإشارة منه الطريق لنور ليفتح لها البوابة ويسمح لها بالدخول ..
ظل عمران يراقبها حتى وصلت للباب الزجاجي , حينها الرجل بابتسامة اعتذر منه مغلقا الباب ورائها , ليتجه نحو سيارته ويعود للجلوس فيها ..
جزء من داخل عمران كان ممتنا لأن يازد يخاف على ابنة عمه ويضع لها الحراسة بعد ما حصل وجزء آخر كان يشعر بالخوف لوجودها في مكان يحتاج للحراسة حتى يكون آمنا ..
لكنه في النهاية قرر ألا يكون مرتابا لهذه الدرجة , واتجه نحو سيارته ليغادر , وبعد أن أدار المحرك لعدة لحظات أطفأه ومسح وجهه بكفيه ..
هو لا يعرف إن كانت نور قد تخطت ما حصل معها قبل عامين ولكن هو بالتأكيد لم يتخطى ذلك بشكل كامل !
فكيف يتركها الآن خلفه دون أحد من عائلته أو عائلتها !
زمجر باستياء من التردد الذي هو فيه و أدار محركه ليغادر ..
لكنه ببساطة لم يستطع ليهدر من بين أسنانه
-تبا للكبرياء إلى أين أوصلني حبك يا نور !
ثم نزل من السيارة متجها نحو الرجلين , وبإحراج حاول مدارته أعطى أحدهما رقمه ليطلب متظاهرا بأن كل شيء عادي
-لو خرجت قبل أن أعود حاولا منعها واتصلا بي سآتي على الفور .
ثم غادر برأس مرفوع , بينما يتمنى من كل قلبه ألا تتصرف نور بتهور وتغادر من تلقاء نفسها إن لم يعجبها المكان !
بينما عندها ما أن تحت الباب لها تلك المرأة حتى فتحت فمها ببلاهة متمنية أنها لم تقبل القدوم !
-إنها عجوز !
تمتمت تحدق بها , بينما تحاول تذكر إن كان عمران قد قال لها عن عمر تلك الفتاة .. ومن الناحية الأخرى كانت أم محمود تحدق بها بحاجب مرتفع وانتظرت أن تقول أي شيء , وحين ملت من جمود هذه التي تقف أمامها قالت بفم مزموم
-أنت نور أليس كذلك ؟
تساءلت أم محمود موجهة الحديث لها حتى تتخلص من بلاهتها قليلا وتدخل فالجو بارد ولا رغبة لها بالمرض
-تتحدثين العربية !
هتفت نور لتهز أم محمود رأسها وتسحبها للداخل مغلقة الباب خلفها
-ادخلي هداك الله وأعان المبتلى ! شيرا في الصالة قرب المجمر ..
عبست نور , وهي تحاول استيعاب كلام أم محمود التي تجرها للداخل من كفها كما لو أنها طفلة صغيرة ..
-ها هي ذي ..
قالت أم محمود تشير لها على شيرا التي تنظر لهما بريبة من مكانها ..
-سأجهز الغداء بينما تتحدثان ..
أضافت لتريح رأسها من حديثهما والذي لا بد لن يكون شيقا ولا رغبة لها بأن تعمل كمترجم للاثنتين فليتحملا بعضهما ويتفاهمان بعيدا عنها ..
-بالمناسبة شيرا هذه نور أرسلها يازد لتسليك قليلا , نور هذه هي شيرا ..
ثم تركتهما وذهبت للمطبخ تبرطم مستاءة
-ألم يجد فتاة عاقلة ليرسلها !وكأن الهندية ينقصها جنون وبلاهة ..
ثم رفعت صوتها ساخرة
-لا تلعبا بالنار كالأولاد !
وسمحت لنفسها أن تبدأ بطهي الطعام , بعدم رضا تتساءل متى سيأتي يازد ويأخذها لتزور منزلها وأولادها الذين كما يبدو نسي يازد أنهم موجودون !
نور ظلت واقفة لعدة لحظات تتبادل التحديقات الغير مريحة مع شيرا , قبل أن ترفع رأسها و تتخلص من معطفها بما أن الجو دافئ , لتتقدم بخطواتها القافزة من شيرا الجالسة قرب المجمر دون أن تتحرك مستمرة بالنظر لها بريبة , نور جلست على الأرض قرب شيرا تطوي قدميها تحتها بكل رقي مبتسمة بنعومة , شيرا التي لم تشهد ما دث على الباب كانت حقا قد بدأت تعجب بحركات هذه الغريبة التي تبدو بغاية الرقة ..
أزاحت نور شعرها الذي طال لما بعد كتفيها برقة نحو الجانب ما زالت محتفظة بابتسامتها , ثم وبكل أدب وصوت خفيف ناعم نطقت
-شيرا .. أنا نور , زوجة عمران الذي يكون صديق يازد ابن عمك ..
عرفت نفسها بهدوء وبين كل كلمة وأخرى تسمح لكفها أن تلامس شعرها الذي صففته لها اليوم صباحا نهى من أجل هذا اللقاء في الواقع , وقد تمكنت من عدم إجراء مقارنة بين شعرها وشعر الفتاة أمامها الذي يمكنه أن يصنع بضعة شعور أخرى من شعر نور !
شيرا فهمت بالفعل ما قالته نور .. ربما كونها تحدثت ببطء ؟
فهل كانت نور تظن أن شيرا تعاني بطئا في الاستيعاب ؟
لا تعلم شيرا هل فهمت حديثها لأنها تتكلم بهذا الشكل الجميل أو كون دروس أم محمود في اللغة التي تجبرها عليها بالساعات قد أفادتها بالفعل , بركات أم محمود !
لوحت نور بيدها أمام عيني شيرا التي لا تبعد عيناها عنها , ثم همست
-هل تفهمين ما أقول ؟
شيرا رفرفت بعينيها قليلا , ثم أومأت برأسها تجيب نور بذات الهمس
-نعم أفهمك !
تدلى فك نور وهي تسمع طريقتها بالكلام , وكم تمنت أن تطلق سراح الضحكة التي تكاد تخنق حلقها وهي تعض شفتها لابتلاعها ..
-أين يازد ؟
سألت شيرا عنه بما أنها قادمة من طرفه كما فهمت من الحديث ونور فقط أجابت بما تعرفه دون مراعاة لشيء ..
-تعرض لحادث وكان على وشك الموت كما أظن لكنه بخير الآن !
نظرت لها شيرا بعدم فهم بعض الشيء وقد فهمت أنه فقط تعرض لحادث!
-كيف حاله ؟
ردت نور بفتور من غباء البنت أمامها
-قلت لك بخير !
تربعت نور بعد أن تعبت من جلستها ولم تعرف بما يجب عليها أن تحدثها , لذلك فكرت قليلا قبل أن تبدأ بالحديث عن والدها !
تحكي الكثير من الطرائف التي مرت معها لها لتضحكا معا ..
أم محمود خرجت على صوت الضحكات من المطبخ , ووقفت تراقبهما , نور تتحدث وتشير بيدها محاولة توضيح ما تقوله لشيرا التي انسجمت معها , تنظر لها بإعجاب واضح ..
ارتفع حاجبيها للأحاديث السخيفة التي تضحكان عليها لتهز رأسها بأسف
-حسرة على هذا الجيل لا فهم ولا منطق !
وتركتهما , دون أن تسمع نور التي هتفت بعد بعض الوقت
-أحببتك !
وبالفعل هي أحبت شيرا التي تسمع لكل ما تقوله دون أن تقاطعها , دون أن تنظر لها بأن هذا لا يجب وغيره من الأمور التي تمقتها نور وبخاصة من عمران الذي ينبهها على أغلب تصرفاتها ..
ظلت تتقاتل معه حول حجابها حتى تخلصت منه هي لا ترغب به حاليا !
لذلك لم يجبرها متذكرا الطريقة التي فرضه به عليها ..
متأكدا أنها ولا بد في مرحلة ما ستعقل وتلبسه من تلقاء نفسها , كما يأمل بالطبع , بحثت عن هاتفها في الحقيبة الصغيرة التي كانت بيدها , لتريها صورة لها مع والدها
-هذا هو أبي !
قالتها بفخر جعل شيرا تنظر لها بحزن بعض الشيء , فهي لا تملك أي ذكريات مع والدها على عكس كتلة النشاط أمامها والتي لا تتحدث سوى عنه ..
-ما بك ؟
تساءلت نور بقلق حينما انتبهت على دمعتي شيرا الصامتتين , لكنها فقط لم تعرف بما تعبر لها عن ما بداخلها , لذلك نور مسحت على شعرها بحب
-لا بأس كل شيء بخير !
لم تعرف ما تقوله لها أو كيف تواسيها ..
بل لم تعرف ما الذي جعلها تبكي الآن ؟
غير منتبهة أبدا أن كل حديثها كان عن والدها بينما التي أمامها لم تعش شيئا مما حكته نور ..
تناقض كبير بين حياة كل منهما ...
انتبهت نور على هاتف شيرا المرمي بإهمال بالقرب منها واقترحت
-لنأخذ أرقام بعضنا ؟
شيرا مسحت عينيها وهزت موافقة لتسجل نور الأرقام على كلا الهاتفين
-الآن بإمكانك أن تتصلي بي متى ما شئت , سأكون صديقتك ..
اتسعت ابتسامة شيرا بفرح , ففي هذا البلد كان نور هي الصديقة الأولى التي تحصل عليها , بل والتي تجلس معها كل هذا الوقت اذا استثنينا أم محمود التي لا يبدو أن لديها أي نية لتتركها في القريب ..
عاد الصمت ليحتل المكان بينهما ونور تفكر بينما تدقق النظر لشيرا , ألم يقولوا أنها هندية ؟
لما لا تبدو مثلهم إذن ؟ ثم ما بالها من لما جاءت وهي لا تتحرك من مكانها , لقد توقعت أن تضع الأغاني ويرقصان معا ..
لكنهما الآن فقط تجلسان تحدقان ببعض دون أن تعرفا بما سيتحدثان ..
الأمر بدأ يشعرها بالملل قليلا في الواقع ...هزت أنفها مستنشقة الرائحة الشهية التي تصلها من المطبخ ..
-شهية !
همست لتنتبه عليها شيرا عليها معلقة بدورها
-أم محمود طعامها شهي جدا ..
اتسعت ابتسامة نور ولم تمنع نفسها من القول
-طريقتك بالكلام مضحكة !
ضحكت شيرا معها
-أم محمود تقول هذا أيضا !
سحبت نور يد شيرا التي خافت وحاولت سحبها لتضعها على بطنها
-أنا حامل !
اتسعت عيني شيرا تحرك كفها على بطن نور الغير ظاهر جيدا بعد , ربما فرحتها الآن تقارب فرحة نور حينما علمت
-هل سأراه حين تلدي ؟
تساءلت بأمل لتؤكد نور ذلك
-مؤكدا عزيزتي , سنربيه معا أنا وأنت وديمة وعبير وحتى نهى ومنال والقرد أحمد !
نور ذكرت الأسماء حتى لو لم تكن تعرفهم شيرا ..وربما تناست عمدا ذكر عمران بعد كل النصائح التي حشا أحمد رأسها بها عن عدم السماح لعمران بالتدخل في تربية الطفل .
لا بأس بذلك هي ستعرفها عليهم واحدا تلو الآخر ..
وعاد الصمت مجددا , شيرا تنظر لنور , وبعد كل ما حكته نور لها , تجد أن حياتها غاية المثالية ..
تراها قوية حصلت على ما تريد و بل وتحمل طفلا كذلك في أحشائها , لذلك كانت قد قررت بالفعل أنها ستتخذ منها مثلا لها وستفعل ما تخبرها نور به , وكانت أول نصيحة قدمتها لها بعد أن حكت لها ما حصل معها منذ جاء يازد لأول مرة وحتى الآن
-أحسنت اضربيه بكل فرصة فهو يستحق الضرب لكن ليس بحذاء الفرو ! يا بلهاء يمكنك ضربه بقطعة خشب من المجمر !
انتفضتا كلتاهما على صوت كفي أم محمود التي تصفق لهما
-سبحان الله التفاهم .. تعالا لتأكلا لن أحمل الطعام إلى هنا !
نور قفزت من مكانها على الفور تتبع المكان الذي خرجت منه المرأة , التي بدورها اتجهت نحو شيرا لتساعدها بالوقوف
-سيفيدك أن تغيري مكانك ! بدأت أشعر بأنك ملتصقة بالأرض من مؤخرتك المسطحة هذه !
...........................
ابتسمت حياة حينما انتبهت ليزن ينتظرها في استراحة المعرض الخاص به , كانا أخيرا قد اتفقا على اللقاء وتمكنا من ذلك دون أن يخرب شيء عليهما ذلك !
تنفست الصعداء , واتجهت نحوه تشجع نفسها على الأمل , كما قال مهران , هي بالتأكيد قادرة على التعامل مع الوضع الجديد المقبلة عليه ..
-كيف حالك ؟
سألت ما إن وصلت تسلم عليه وتجلس مقابلا له
-بخير , وأنت ؟
ابتسم لها , بينما يتمعن النظر لها , منتبها لأول مرة كم تبدو جذابة !
إنها المرة الأولى التي يشعر بأنه يجد الوقت ليتأملها دون أن يتوه عن التفاصيل الصغيرة التي بها , تماما كشعرها الآن .. الأحمر !
متى أصبح أحمرا ؟ حسب ما يذكره لون شعرها كان بني داكن !
-جميل لون شعرك ..!
علق رغم عدم اقتناعه ولكنه بالتأكيد لن يخبرها أن اللون لا يعجبه ؟
أم عليه فعل ذلك ؟
بالتأكيد لا .. لن يفعل ذلك ولا يجرؤ في الواقع !
-حقا !
هتفت حياة وزفرت نفسا كانت تحبسه
-أتصدق ! كنت أشعر أنه لا يليق بي , كنت أفكر بتغييره ..
وهنا نظر لها بصدمة وكم تمنى أن لو كان أخبرها أنه يفضل اللون القديم على هذا الجديد وتنفس بارتياح عندما أردفت
-على كل حال أفكر بأن أعيه للونه القديم فهذا اللون لم يعجبني بالفعل !
-افعلي ما ترتاحين له ..
أردف محتفظا بابتسامته الناعمة , حقيقة لم يعرف كيف يفتتح أمر الزفاف معها , لكنها هي من اختصرت الأمر بالتحدث عنه , وعن زفاف ابنة الوجدي الذي يجب أن يحضرانه , واتفقا على ما سيلبسانه , ومتى سيلتقيان وكم من الوقت سيبقيا ....
تردد يزن قبل أن يقول بحرج قليلا
-حياة ... أريد منك خدمة لأجلي !
................................
مجد كان متحمسا لأول مرة وتبرع بكل تفان بأن يذهب بنفسه ليحضر فاطر ودانيال من المدرسة , لا يقدر على منع نفسه من الابتسام وهو يتذكر شبر القاع تلك بكل جنونها ..
يريد رؤيتها ومعرفة ما في جعبتها من كلام أكثر وأكثر ..
........................


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-20, 05:48 PM   #23

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,014
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

شكرا على الفصل لي عودة بعد القراءة

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-20, 10:23 PM   #24

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
أوقف مجد سيارته أمام باب المدرسة منتظرا أن يظهر الولدين , وصل قبل الوقت المحدد ببع دقائق لذلك , عليه أن يتحمل فضوله الذي لم يقدر على كبحه لرؤية تلك الآنسة الرقيقة التي لا تبالي برمي كلامها على مسامعه , ابتسم شدة حينما بدأ الطلاب بالخروج ودعا من كل قلبه أن يتأخر فاطر ودانيال بالخروج ..
لكن ابتسامته ذبلت حينما رأى فاطر يخرج من الباب متوجها له , وبحاجب مرفوع اقترب من عمه الذي بات يهتم بهم بشكل زائد عن الحد في الفترة الأخيرة
-مرحبا عمي !
قال بلا ابتسامة ولا ترحيب جدي , ليجعل من مجد يفكر بأن كلام أنستهم فيه الكثير من الحقيقة لذلك جذب عنقه تحت إبطه وهو يشعث شعره بينما ينتظران دانيال ليخرج بدوره
-ابتسم يا ولد من قال أننا سنأخذ منك غرامة على الابتسام ؟
فاطر بالفعل قهقه بمرح , بينما يفتقد تصرفات عمه الذي التهى مؤخرا بالنوادي الرياضية ..
-اشتقت لك يا عمي !
قال فاطر وهو يرفع وجهه لمجد الذي عاد ليبعثر شعره الطويل , ويعبث بوجهه كاسبا الكثير من الضحكات المرحة التي افتقدها من فاطر تحديدا , وما هي سوى لحظات حتى سمعا صوت دانيال الراكض لهم بينما يهتف بمرح
-وأنا .. أنا دعوني ألعب معكم ..
فتح مجد ذراعه الثانية ليرفع دانيال بيد واحدة , جاعلا الكثير من الطلاب والأهالي ينظرون لهم بحب من هذه العلاقة الجميلة ..
دانيال يشبه مجد بعض الشيء , لذلك من يلوم حلا وهي تظنهم أبناءه ..
حلا كانت تراقبهم حينما خرجت من باب المدرسة ولم تقدر على منع ابتسامتها من الظهور لرؤيتها لهما يضحكان بمرح ..
كانت حقا تشعر بالقلق عليهما ..
تشعر بالقلق أكثر على الحياة التي ستعيشها كحلا معهما ..
انتبه مجد لها لينزل دانيال بينما عيناه عليها ..
نفسيا استعد للمدح منها أو حتى التحية ..
لكنه أبدا لم يتوقع أن تمر بالقرب منه دون أن نظر له حتى بل أكملت طريقها وكأنها لم تره على الإطلاق !
مجد وقف مذهولا .. هل للتو تم تجاهله ؟
-عمي أنا جائع جدا !
انتبه من شروده بالفاتنة التي غادرت للتو على صوت دانيال الجائع ..
نقل نظراته بين فاطر ودانيال اللذان ينظران له بأمل ..
وعادت كلمات الأنسة ترن في أذنه , ليجد نفسه يهتف بمرح ليجعلهما يشاركانه ..
-سنأكل طعاما جاهزا ولن نأبه بتحذيرات يزن عن كونه ممنوع , وسنذهب لمدينة الملاهي ولن نهتم للدروس !
أشرق وجه فاطر بالحماس وإن لم يعبر عنه بالقفز فرحا كما فعل دانيال الذي على الفور ركب في المقعد الخلفي , حينما أشار لهما مجد ليجلس هو بالقرب منه عمه الذي قال بتواطؤ
-طبعا لن نخبر يزن عن هذا التمرد , ولن نأخذه بجدية ! نحن فقط سنمرح!
نظر لدانيال تحديدا
-بعد اللهو سنعود لدروسنا ..
ولفاطر حذّر
-والأطعمة الجاهزة لن تكون دائما فقط اليوم .
وبصوت هامس أضاف مدعيا الخوف
-لا نريد ليزن أن يعلق مشنقتنا !
ضحكا فاطر ودانيال بصوت عال .. ضحكة لم تخرج بهذا الصدق منذ فترة طويلة مما جعل مجد يشعر بدوره بالسعادة متمنيا من كل قلبه أن تكون حياة نعم الأم البديلة لهما ..
........................
دخلت سراء للمكتب الذي تعتمده حياة في عملها , والذي يجلس فيه مهران بعد الظهر أغلب الأوقات بعد انتهاء دوام وظيفته ..
وبالفعل كما توقعت كان مهران في المكتب ولوحده , توقعت أن يكون مجد معه , ولكن حتى حياة ليست هنا , مهران الذي كان يجلس بملل خلف المكتب يقرأ بعد الطلبات التي جاءت لحياة من أجل التنظيمات التي تقوم بها , والذي كما يبدو يجب أن يكون مساعدا لها بهذا العمل ..
لكنها حقيقة لا تأخذ رأيه في العمل .. وإن كان يحشر نفسه في كل مكان تذهب إليه ..
-لوحدك ؟
تساءلت سراء وهي تجلس على الكرسي المقابل للمكتب , ليزم شفتيه بملل
-قولي مرحبا أولا !
تنهدت سراء بتعب , تضع يدها على جبينها
-لا أشعر أنني بخير ..
قالت وحاولت أن تستقيم بجلستها وقد غلبها فضولها
-أين حياة ! ومجد ؟ عادة لا تكون لوحدك في مثل هذا الوقت !
دوّر مهران الكرسي الذي يجلس عليه بملل
-مجد لم أره اليوم .. وحياة مع يزن !
-هل حقا ابنة عمهم هندية ؟
تساءلت متناسية تعبها , لينظر لها مهران بحاجب مرفوع من فضولها الذي لا تتمكن من وضع حد له ..
ثم سأل لمجرد تمضية الوقت
-ولما أنت هنا حتى الآن ؟
زفرت واستندت بظهرها على الكرسي وقد عادت لتدليك جبينها
-كان لدي محاضرة متأخرة .. لكن مهران لا تتهرب أجبني أريد أن أتعرف عليها حقا !
نهض مهران ليغيب قليلا في غرفة صغيرة بالخلف تستخدمها حياة كمطبخ مصغر ليحضر كوب من الماء , ثم بحث بجوارير المكتب حتى وجد أقراصا للصداع ناولها لسراء التي تأوهت بامتنان وشكرته فقد كانت حقا تحتاجه الآن ..
وحتى يوفر لنفسه المزيد من التساؤلات
-قلت لك مسبقا يا سراء ! أنها ابنة موسى وهي تتكلم العربية , مجد أخبرني أنها فقط تعاني مع اللهجة العامية ..
-بذكر مجد ..
سراء استغربت
-ألا تظن أنه تغير في الفترة الأخيرة ؟
مهران زفر مستاء من تدخلها فيما لا يعنيها , لذلك وقف وقد مل من البقاء هنا دون سبب , فلا عمل ولا شيء لفعله سوى انتظار لا شيء !
أشار لسراء لتنهض معه
-دعينا نذهب ..
أرادت أن تجادله لكنه لم يسمح لها إذ قال بكل صراحة
-سراء ! توقفي عن البحث في إثر مجد , ما كان بينكما قد انتهى ..
ثم نظر في عينيها متظاهرا أنه لم ير ألمها الذي تحاول إخفاءه عنه وحتى عن نفسها
-لذلك إن كان سيحب ابنة عمه فهو شيء لا يمكننا فعل شيء حياله .
أمسك كفها يمسده بلطف
-ولا تظني أن مجد يمارس الرياضات الخطرة حتى ينسى ما كان بينكما ..
ابتسم بحزن للدمعة التي نزلت ببطء من عينها , يراهن نفسه أنها لم تشعر بها وتنكرها
-كانت مجرد فترة مراهقة يا سراء ولم يكن الموضوع جديا وحقا لا أعلم كيف أصبح جديا بالنسبة لك ..
كلام مهران كانت الحقيقة التي تتجاهلها سراء منذ وقت طويل ..
سماع ما قاله في وجهها جعل كل الأكاذيب التي كانت تصدقها تبهت فجأة , ومع ذلك لم تملك إلا أن قالت بكبرياء ..
مبتسمة دون مرح , ومازالت الدمعة المنكرة على خدها
-أنت تتوهم يا مهران أنا فقط أشعر بالفضول نحو جيراننا لا شيء أكثر ..
مهران أراد أن يقول أنهم ليسوا جيران بالواقع , لو كانوا جيرانا لما تأخر يزن بالتعرف على حياة كل هذا الوقت , لكنه فقك التزم الصمت مراعيا مشاعرها قليلا بعد ..
يوما ما ستتخلص مما تشعر به ولن يؤلمها الأمر مجددا ..
...................
وقفت حياة أمام المرآة في صالون التجميل الذي اختارته كي تجهز نفسها فيه من أجل الزفاف ..
كان حضور الزفاف حاليا ترفا لا حاجة له بالفعل , لكنها تذكرت ما قاله عدي لها , ولم تقدر على التخلي عن فكرة أن مجرد الحضور قد يساعد يزن ..
تنهدت وهي تنظر لنفسها من شعرها المسدل على كتف من جهة واحدة بينما سحبته تماما من الجهة الأخرى وقد ثبتت المزينة ورودا ناعمة جميلة عليه , وقد أعادت صبغه بالأحمر !
رغم أنها لم تحب اللون فعلا ..
زينة وجهها كانت ظاهرة بشكل لم تحبه ولكنه مناسب للسهرة ..
ضيقت عيناها مفكرة وقد ضحكت
( يبدو أن لا شيء يعجبها أو يرضيها )
نبهتها المزينة أن الساعة قد أصبحت الثامنة لذلك أخذت نفسا عميقا تسألها
-كيف أبدو ؟
-كالأميرات ..
أجابتها لتبتسم حياة مفكرة ( ما أشطر الناس بالمجاملات ! )
ثم رفعت طرف فستانها , لتتجه نحو خارج الصالون حيث أخبرها يزن برسالة أنه ينتظرها , كما اتفقا ..
وحقا كان , واقفا أمام سيارته ينظر لهاتفه يفكر بأن يستعجلها فهو ينتظر منذ بضع دقائق ويجب أن يطلقا في الحال إن لم يحبا أن تفوتهما دخلة العروس , لكنه رفع رأسه للحظة ينظر للمدخل ثم عاد لهاتفه , قبل أن تتجمد يده عما كان يفعله ..
ببطء رفع رأسه بينما يحاول أن يصدق ما يراه أمامه ..
فعلى المدخل على بعد خطوات قليلة منه فقط ..
كانت حياة تقف .. وكأنها إحدى جنيات القصص الخيالية !
فستانها الفضي يلمع من الإضاءة المتساقطة عليه , وقد بدا قدها النحيل واضحا وبخاصة خصرها المرسوم بدقة ..
وجهها المزين ... شعرها .. حتى الكعب العالي !
كم تمنى لو يملك كاميرا في هذه اللحظة حتى يلتقط عشرات الصور لها !
لم ينتبه لنفسه وأنه سارح النظرات ... معجب بخطيبته !
-ما شاء الله !
همس بشجن , وهي تخطو نحوه مبتسمة ..
أيقع الآن في شباك هوى خطيبته ؟
قلبه يدق بقوة , ألم يكن ينظر لها من قبل ؟ لما لم أرها بهذا السحر سابقا ؟
تساءل ... لكنه فقط تذكر الآن أن هذه الجنية الساحرة قد خلبت لبه في حفل زفاف أحدهم !
ولوهلة تساءل ( كيف ستبدو في زفافنا ؟ )
-أعجبك ؟
عيناه لم تتزحزح عنها حتى بعد أن وقفت أمامه ..
هل قال أن الأحمر لا يليق بها ؟
كذب ! وكل من فكر مجرد تفكير بذلك كاذب !
إنها رائعة ... شعلة من نار ألهبت حواسه
-وكأن القمر سقط أرضا فتكون فيك !
همس بصوت شجي , وبجرأة لم يعتدها بنفسه مد ذراعه ليحيط خصرها يسحبها نحوه معجب بشهقتها المذعورة من تصرفه , بينما مال برأسه مقبلا خدها
-ومذنب أنا .. لو تركت القمر يفر دون أن أرويه بقبلاتي ..
رفعت كفيها تضعهما على صدره مأخوذة بكلماته التي تذيب مفاصلها لتهمس بدورها بخفر
-تملك حسا شاعريا اليوم يا يزن !
حاولت دفعه لكنه فقط لم يطلق سراحها ..
لا يصدق حقا كل هذه الفترة من الخطبة ويشعر أن هذه أول مرة يراها حقا , يشعر أنها أول مرة يحبها ..
سحب كفها التي تحمل محبسه بفخر ليقبله
-محظوظ أنا ...
وقبل خدها مجددا هامسا في أذنها
-محظوظ أني حظيت بالحياة كلها لي !
عضت شفتها تطرق برأسها , وكلماته تجعل قلبها يدق بجنون مطلقا آلاف الألعاب النارية التي ستجن وتخرج من قفصها الصدري لو لم يتوقف عن غزله الذي حط فجأة من حيث لا تدري ..
-سنتأخر !
أجبرت نفسها على تذكيره , بينما قلبها يطفو على غيمة من السكر !
بل جسدها كله الآن وكأنه غزل البنات يكاد يذوب من رقة غزله ولمسة كفه , تنهد يزن يحيط خصرها بكفيه الاثنين حتى تواجهه
-أتعلمين ؟ هذه أول مرة نخرج كخطيبين معا لمجرد الخروج وليس من أجل النقاش بشيء ؟
حديثه لا زال هامسا , لا زال مسحورا ..
وهي لا تملك قدرة الجنيات للهروب من قبضته حتى لو كانت إحداهن في هذه اللحظة ..
-يبدو ذلك !
علقت متفاجئة من مدى حقيقة هذا الأمر
-تقصير سنعوضه مستقبلا ...
لو الأمر ليزن لما ترك هذه الوقفة أبدا , بل ولما سمح لها أن تنتهي , لكنه وعى لنظرات الناس من حوله , ليفلتها على مضض , مكره على الابتعاد , فقد تأخرا بالفعل بما يكفي ..
-أميرتي ..
انحنى بطريقة الأفلام , يفتح الباب لها لتضحك بسعادة تنحني بدورها كالأميرات حقا
-شكرا لك أيها الرجل النبيل ...
استقرت في مقعدها ليغلق الباب ويتجه نحو مقعد السائق مفكرا أنه الآن وفي هذه اللحظات تفكيره أبعد ما يكون عن النبالة ..
تأكد بنظرة خاطفة أن سيارة الحرس خلفهم قبل أن ينطلق نحو الصالة ..
هناك حيث أبهرت الجميع بتنسيقها .. كما أبهرته بطلتها ..
بينما تتحدث مع هذا وتوجه ذاك دون أن تنسى البحث بعينيها عنه لترسل له ابتسامة تجعله ينفخ صدره فخورا بكون هذه الفتاة العتيدة له دون غيره .
.........................
تنبهت شيرا أن الباب يطرق !
أم محمود كانت تشخر متعبة وقد نامت على الكرسي بشكل غير مريح ولم تتمكن من السهر معها ولو قليلا .. لذلك لا يبدو أنها سمعت الباب ..
وقفت بهدوء وحرص وكما اعتادت مشت ببطء حتى وصلت للباب وفتحته , وهناك وجدت يازد الذي ينظر لها مستاء ليزجرها
-ألا تسألين من ! كيف تفتحين الباب بهذه البساطة ؟
شيرا لم تفهم سبب عصبيته عليها , لكنها رجعت للخلف تسمح له بالدخول , بينما تنظر لذراعه المتأذية من الحادث
-أين أم محمود ؟
سأل وهو يدخل لا ينتظر إجابة من شيرا التي راقبت مشيته العرجاء لتبتسم بقوة مفكرة أنه أصبح يعرج مثلها ..
ثم تنبهت أنها لا تزال على الباب لتغلقه وتدخل خلفه ..
وكالعادة أخذ محله على الكرسي الهزاز , يبدو الألم على ملامحه , وكما انتبهت شيرا , لا بد أيقظ أم محمود قبل أن يجلس لأنها الآن تمدد جسدها تئن من نومها الغير مريح ..
حاولت شيرا كثيرا أن تتذكر ما يجب قوله له في هذه الحالة لكن الكلمات لم تسعفها لتصيغ الجملة المناسبة وبالتأكيد لن يفهم ما تقوله بالهندية !
أم محمود قالت بتثاؤب
-سأحضر القهوة حتى أفيق بشكل جيد !
يازد لم يعطها أي رد , وشيرا اقتربت لتجلس في مكانها المعتاد على الأرض قرب المجمر , فانتبه يازد على شعرها المجدول ..
-أنت لم تمت هذا جيد !
قالت شيرا بابتسامة , ليضحك يازد ملء شدقيه من كلامها
-تريدين أن أموت ؟
تساءل بضحك عن السبب الذي يجعلها ترغب بموته , فهل بدا سيئا لها لهذا الحد ؟
لكن قبل أن يفكر كثيرا كانت تنفي بيديها ما قاله لتقول
-أنا أقول هذا جيد !
اعترضت بقوة وقد احمر وجهها بخجل , ليسمع صوت أم محمود من خلفه تقف مراقبة لهما بانتظار الماء ليغلي لتصنع القهوة
-سيدة الفطنة والذكاء ! بركات الأجانب يا كبدي .. لا بد أنها تقصد الحمدلله على سلامتك , لكن تعليمها العالي وفهمها الكبير لم يساعداها !
علقت بملل وقد اعتادت فعلا على كلامها بحيث أصبحت تفهم ما تقصده , ثم عادت للماء الذي بدأ يغلي بالفعل ..
يازد ما زال مبتسما وإن توقف عن الضحك بالفعل , مفكرا أن أم محمود تقول ما تريده بكل حرية دون أن تبالي بأحد ..
لكنه لا يملك إلا أن يشكرها كونها تبقى مع شيرا في هذا الوقت بالتحديد ..
-شكرا لك يا شيرا ..
قال بمرح قبل أن تعود الجدية لملامحه
-أنت بخير ؟ هل تحتاجين شيئا هنا ؟
هزت رأسها بلا وقد جاءت أم محمود بالقهوة تعطيه فنجانه ليحدثها بصوت منخفض
-كيف الأوضاع هنا ؟
ردت بذات الصوت المنخفض
-لا تقلق , كل شيء بخير حقا , وهي هادئة جدا , ستكون بخير معي ..
وضع فنجانه ليمسك يدها
-شكرا لك حقا , لا أعرف كيف أجازيك ..
ربتت على كتفه ليلاحظ أنها لم تحضر فنجانا لشيرا فبررت
-لا وألف لا ! لن تشرب القهوة في هذا الوقت !
ارتفع حاجب يازد بريبة فهل تتنمر أم محمود على شيرا أمامه ؟
ولكنها أردفت
-ستسهر كالخفاش طوال الليل وستقضي النهار نائمة ..
شيرا لم تعلق بشيء ..
تنقل نظراتها بينهما بصمت , ولكن في داخلها شعرت بالارتياح ..
يازد هنا بعد هذه الأيام من الغياب ..
ألا يعني هذا أنه لم يتخلى عنها ؟
..........................


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 08:18 PM   #25

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
قد لا أملك ما تريد كما هو ..
لكنني أملك ما أريد تقديمه ..
* * * * *
حينما تلقى الدعوة لحضور الزفاف لم يكن ينظر للموضوع كصفقة تجارية تماما كما فعل عدي , لكن الأحاديث التي خاضها والناس الذين تعرف عليهم بالفعل كما توقع عدي ستحدث فارقا في عمله في الوقت الحالي ..
عاد ولديه الكثير من المواعيد التي من شأنها أن تؤمن التمويل اللازم ليطلب ما يريده من السبائك ..
أول شيء لفت نظره حينما دخل متأخرا للمرض -فقد كان يخوض نقاشا مع يازد حول نزوله للعمل – هو أن المعرض يبدو مختلفا ؟
نعم مختلف تماما وحياة تجري بعض التعديلات مع عدي ؟
في معرضه ؟
دون أن يخبره أحدهما !
هل سيبدو مغفلا لو سألهم ما الذي تفعلانه ؟
لكنه لم يشعر بنفسه بينما نطق السؤال بالفعل !
حياة انتبهت له لتهديه إحدى أرق ابتساماتها التي لم يرها قبل الآن على الإطلاق , في حين أن عدي المتوتر تركهما دون أن يجيب التحية حتى !
ارتفع حاجب يزن بعجب وهو يراقبه يبتعد عن صالة العرض , وحياة تقترب منه ترتدي فستانا أبيضا حتى ركبتيها بنصف كم وحذاء أبيض اللون كذلك !
مجددا لما اعتقد في البداية أن الأحمر للشعر ليس جميلا ؟
لأنها الآن تبدو رائعة باختصار !
لم يملك إلا أن يبتسم في وجهها , لتتنهد حياة براحة , فبعد حديثها في ذاك اليوم مع عدي , علمت أنها تحتاج للسحر وليس فقط للإقناع لتجعل يزن يتقبل ما فعلته مع عدي ..
اقتربت منه لتعدل ياقة قميصه الأبيض الرقيق ما زالت ترسم الابتسامة الرقيقة على شفتيها
-تأخرت أيها الوسيم !
عاتبته برقة و وقبل أن يجد فرصة للرد , سحبته من يده
-تعال وانظر ما فعلت مع عدي ..
ضيق عيناه متذكرا أن هذا هو الشيء الوحيد حاليا , لا فستانها ولا ساقيها اللامعتين , ولا حتى شعرها المسدل على كتفيها برقة
-نعم انتبهت أن هناك ما يحدث ..
علق بينما يجول بعينيه في الصالة دون أن ينكر أن المجهود المبذول بالفعل قد أحدث فرقا رائعا في صالة العرض , خاصة مع المخمل الأحمر الذي يتموضع تحت كل قطعة معروضة للبيع ..
الورود الصناعية الناعمة الزهور كذلك بدت بتوزيعها لفتة رقيقة في المكان
-لا زال يجب أن نجد حلا للإضاءة , أخبرت عدي أننا بحاجة لتخفيفها , يجب أن تكون مثيرة , النساء تهوى هذه الأجواء ..
أخبرته حياة محاولة قدر الإمكان تجاهل تقطيبه المركز على الأشياء المعروضة متمنية أن يتأخر بالسؤال على الأقل حتى تخبره بما تخطط له مع عدي مفكرة بنفس الوقت عن السبب الذي جعلها تنساق خلف كلام عدي وتنفذ ما يريده !
-انظر .. سنجعل المخمل الأبيض للمصوغات الأكثر خصوصية , أتعلم إن هذه التفاصيل الصغيرة تفرق كثيرا عند النساء صدقني !
يزن لم ينظر لما تشير له , بل بدا وكأنه يقوم بجرد سريع من خلال عينيه لما يوجد في الصالة ..
-حينما ننتهي من العمل ستكون الصالة وكأنها معرض فني وليست مجرد صالة مجوهرات عادية ..
يزن ما زال على عبوسه رغم أنه يستمع لكل ما تقوله , لكنه في النهاية قال
-هناك بعض الأعمال الناقصة .. لا أذكر أنه قد تم طلبها ؟ يجب أن أسأل عدي عنها ..
لم ينتبه لارتباك حياة من حديثه , بل اقترب مبتسما لها ليسحبها من خصرها يطبع قبلة سريعة على خدها
-لكنني أكثر من ممتن كونك تعملين هنا من أجل أن يرتقي عملي , في الحقيقة هي لفتة لامست قلبي منك ولا أعرف كيف سأشكرك ..
-أممم أنا أعرف ..
تمتمت حياة مطرقة برأسها وقد احمر خداها خجلا ..
ليست معتادة على التغييرات التي حصلت على شخصيته بعد من ناحيتها , أن يتحول لكتلة من المشاعر بعد أن كانت على مر الأشهر الماضية كل لقاءاتهما شبه رسمية ..
إنه لأمر مربك لمشاعرها حقا !
سمح لها أن تبتعد بعد أن تململت بين ذراعيه
-ما الأمر
أخذت نفسا قويا , زفرته ببطء وتوتر , مما جعل حاجبه يرتفع بارتياب ..
( ما الذي يحدث هنا ! ) فكر بصمت منتظرا منها أن تقول ما تريد لأنه وعلى ما يبدو له ليس جيدا على الإطلاق قلّما رأى حياة بهذا التوتر من قبل ..
-حقيقةً ...
حاولت أن تعترف , لتعض شفتها , تشتم عدي بسرها , ما شأنها وكيف يحل يزن مشاكله ..
نفس عميق .. خطوة مترددة ..
اقتربت مبتسمة منه , لتمد يدها تمسك كفه بكلتا يديها وقد زاد قلقه مما سيسمعه أكثر وأكثر
-عدي اقترح أن نجد حلا لما يمر به المعرض ..
تمتمت ببطء , لتضيف بشبه همس لا جرؤ على النظر بعينيه
-اقترح أن نتخلص من القطع التقليدية ونعيد صياغتها .. أنت تعلم ..
شوحت بيدها تحاول أن تشرح له , لتترك يده حينما لاحظت صمته المطبق وتعابير وجهه الجامدة
-عدي كان قلقا جدا على العمل , لم يرد أن يطلب منك مجددا شراكة أحد , لذلك حينما اقترح الأمر فكرت به ووجدت أنه على حق ..
كان لا زال على صمته ينظر لها بتدقيق وعيون ضيقة دون أن ينبس ببنت شفة ..
-أرجو ألا تغضب , أعني أعلم أننا تصرفنا بعملك دون أذن منك ..
حكت عنقها بتوتر تاركة أثرا أحمرا من أضافرها من فرط توترها , فهل تمادت هي وعدي بالتصرف ؟
-كل ما في الأمر أننا أردنا أن نخفف عنك هذه الضغوط ..
نظرت لعينيه مباشرة
همست بترقب وقلق من جموده
-قل شيئا ..
لكنه فقط كان ينظر لها بتركيز عميق مفكرا بكل كلمة قالتها , مما زاد قلقها وجعلها تفكر أنها ربما فقط زادت الأمر سوءا ..
-مجددا ..
همس بينما نظر لباب الصالة ليتجه نحو بخطوات ثقيلة جعلتها تعيش على أعصابها وهي تراه يغلق الباب بالمفتاح , منتظرة أن يصرخ بوجهها ..
وهو يقترب وقد تعجلت خطواته بعدم صبر جعلها ترجع للخلف خطوة قبل أن يصل وقد اعتقل جسدها هذه المرة بأكمله بين ذراعيه
-مجددا جميلتي , لا أعرف كيف سأرد لك بالشكر عن ما تفعلينه لأجلي , لكنني قررت الآن في هذه اللحظة أن نتعجل بالزواج .. لا أريد أن أرتكب الخطايا والذنوب .. فلنتزوج بسرعة دون تأجيل ..
كلامه باغتها , هما بالفعل يخططان لما سيفعلانه بالزفاف وإن كان لا زال من المبكر عليه حتى الآن ..
-ما رأيك أن تتعرفي على أولادي اليوم على الغداء ؟
ارتفع حاجبا حياة وقد عجزت عن الرد سوى بإيماءة بسيطة ..
( ذهبت السكرة وأتت الفكرة )
فكرت بينما تحاول مجاراة حماسه وقد انتقل الموضوع تغييرا جذريا من العمل لحياتهما !
أمر لم تكن مستعدة له .. لكن كما قال مهران لتدع كل شيء يسير لشأنه والأيام ستوضح كل شيء !
* * * * *
شدت نور من معطفها السميك الذي أصر عمران عليها لارتدائه منذ الصباح , ثم أشارت لشيرا التي تحررت اليوم من حصر أم محمود وقد تحسنت قدمها بشكل ملحوظ ..
-أنت مستعدة ؟
بطريقة ما كانت نور تفهم كل ما تقوله شيرا وتجد في نفسها القدرة على تقوله تلك كذلك !
ربما تشابهتا بالكلام بعض الشيء , فقدرة نور الفذة بالكلام تقارب قدرة شيرا في الأصل وكل منهما تملك في حياتها ما يكفيها لتجعل لغتها فريدة من نوعها ..
-بالطبع !
شيرا كانت تشع حماسا لعدة أسباب في هذا اليوم , أولا يازد قد زارها رغم مرضه و جالسها لبعض الوقت وإن كان صامتا , لكن وجوده جعلها تشعر بالأمان , ثانيا أم محمود كانت في إجازة مما يعني أنها حرة اليوم من دروسها الكثيرة التي تحاول فيها تحويلها لأنثى كما تقول وتكرر دائما ! والأهم من كل ذلك !
أنها الآن تتجه مع نور نحو المكتب الذي تملكه خطيبة يزن كما فهمت من يازد , حتى تحصل على العمل الذي وعدها به !
نور نظرت لها مكشرة من ابتسامتها الواسعة مفكرة
( أحقا هذه البلهاء سعيدة بالعمل ! أنا كدت أطير فرحا حينما طلب مني عمران تركه على الأقل أصبحت أنام أكثر )
لكنها بملل من تصرفات الطفلة التي خلفها قالت
-اتبعيني .. لا تبتعدي عني ..
إنها تتصرف معها وكأنها أمها ! تحاول أن تقلد نهى في تصرفاتها , وشيرا حقا تبدو مذهولة بها ومعجبة جدا ..
ربما هذا ما كان يخشى منه عمران في المقام الأول !
شيرا حقا كانت تمشي خلفها إلى حيث الشارع العام , يازد أخبرها بالأمس أن هناك سيارة ستقلها أينما أرادت منذ اليوم .. وعمران كرر على مسامع نور الا تفتعل المشاكل وأن تركب السيارة بصمت , فالسائق يعرف تماما وجهتهما ..
وكم تمنت أن تغيظ مروان وألا تركب معه !
المشكلة بالفعل أنها الآن تتحمل مسؤولية شيرا ..
الفكرة بحد ذاتها مضحكة , أن تعتبر نور نفسها مسؤولة من شيرا ! حتى وقت قريب وربما حتى الآن نور ليست مؤهلة لأن تحمل مسؤولية نفسها
-لا أعرف لم السائق والسيارة !
تمتمت مغتاظة وهما تغلقان الباب متجهتان نحو السيارة
شيرا سمعتها وقالت بابتسامة واسعة
-يمكننا الذهاب بالباص ..
لكن نور التي رقص قلبها طبا لهذه الفكرة تظاهرت بالاستنكار وهتفت توبخ البنت خلفها
-لا يجب أن نثير قلق الرجال علينا شيغي ! تعلمي ذلك بالفعل !
هي بالفعل لم يعجبها اسم شيرا بل تناديها ( شيغي ) كما في اللغة الفرنسية , فهي تجده أسهل في اللفظ , وربما يحوي على دلع أكثر ..
وشيرا حقا أحست بتأنيب الضمير بعد توبيخ نور التي ربتت على كتفها تخبرها أن لا بأس فهي ستفعل كل ما بوسعها كي تجعلها أفضل مم هي عليه ..
شيرا بالفعل كانت حمقاء , في لحظة ما , أحست وكأنها طفلة صغيرة ..
نسيت دراستها الجامعية , بل كل الدراسة التي مرت فيها وهي تترك نفسها لهم بالدور ( ليعيدوا تأهيلها ! )
في الواقع .. الأمر لك يكن يزعجها بعد الركود الطويل في حياتها على مر العامين الماضيين ..
والأجمل من كل هذا ..
مساء ستزور بيت عمها !
الحماس حاليا يجعلها تشعر وكأنها ترفرف من السعادة ..
ركبت مع نور في السيارة من الخلف , بينما سائق ومرافق آخر له ركب بالقرب منه لينطلق دون أن ينطق بحرف !
هو بالفعل يعرف الوجهة التي يجب أن يتجه لها , فهذا ما جاء له خصيصا يازد , ليعطيه المزيد والمزيد من التعليمات .
-يجب أن تسألي عن أوقات العمل , طبيعته ..والراتب !
نور نصحتها وهما في الطريق لتوافق شيرا بهزة من رأسها لتعبس نور مكملة الحديث
-حاولي ألا تتحدثي عن أحد بصوت مرتفع حتى مع نفسك !
أردفت عن خبرة في المجال !
-لا تعطي رقم هاتفك لأي أحد يخرج في طريقك ولا تصنعي صداقات إلا مع الأشخاص الذي يعرفهم الجميع بالفعل ..
شيرا كانت تنصت باهتمام
-لا تصدقي كل ما يقوله أحدهم عن نفسه !
نصائح نور بالفعل كانت ذهبية , مفيدة لو طبقتها شيرا , وكانت ستكون مفيدة أكثر لو أن نور نفذتها فيما مضى عوضا عن الاستماع وهز الرأس بنعم ثم النسيان ..
نور عبست أكثر تخشى أن شيرا قد تنسى ذلك أو تتغافل عنه !
-هل فهمتِ ما قلته ؟
سألتها مؤكدة عليها قبل أن تجبرها على إعادة الحديث الذي قالته مبتسمة برضا كونها حفظته ثم ربتت على كتفها كما لو أنها طفلة صغيرة !
الطامة الكبرى .. أن شيرا بالفعل تنظر لها وكأنها منقذة لها !وقد حصلت على صديقة أخيرا ..
ثم التفتت لبطنها المكور , تعد الأيام ربما أكثر من نور ليأتي هذا الطفل وتربيه معها ..
وكأن عمران سيسمح بذلك ؟
هو حقا يشعر بالقلق في هذه اللحظة بعد ما حصل مع يازد , وها هو يجلس بالقرب منه في مكتبه وقد خرج من الفراش بكل عناد ليباشر عمله وكأن شيئا لم يكن ..
-ما الذي ستفعله ؟
تساءل بفضول ليعرف ما يفكر به يازد , الذي ابتسم بخشونة ودون مرح
-اتصلوا بي بالأمس ..
أقر أخيرا ..
-مجموعة العبدلله تريد مني أن أنسحب من مشروع سكن الشباب في المنطقة !
-هل ستفعل ؟
تساءل عمران بينما يحاول قراءة ملامح يازد الذي انتفض مستنكرا
-بالطبع لا ! أنا مصر على انشاءه الآن أكثر من أي وقت مضى ..
مجد الذي كان يقف على الباب مستمعا للحديث تدخل
-ماذا لو حاولوا قتلك مجددا ؟
أشار عمران بسبابته نحو مجد وكأنه يؤيد تساؤله وقلقه ليرد يازد بحنق
-يا رب العرش ! أنتما الاثنان ! لدي الآن فرقة حراسة شخصية وقد زدت التدابير الأمنية في كل مكان حولي ..
نظر نحو مجد مغتاظا
-أنت بالفعل قمت بكل شيء ! ألا ترى أننا حتى بالغنا بعض الشيء ؟
-لا !
خرج الرفض من عمران ومجد في نفس اللحظة , ليبتسما لبعض ويكمل عمران
-أنتم لم تبالغوا يا يازد , إنها حياتك التي على المحك ..
تنهد ينظر للساعة مفكرا أن نور وابنة عمه لا بد وصلتا للمكان الذي يقصدانه , ابتسم بوسع
-ستصبح من أثرى الناس في المدينة خلال سنوات ..
-أنا بالفعل كذلك !
وضح يازد بملل , ثم نظر لمجد بحاجب مرتفع ليتأفف مجد ويغادر المكتب مغلقا الباب خلفه تاركا للأصدقاء حرية الحديث
-اليوم ستزورنا شيرا في البيت ..
قال يازد ليعطيه عمران اهتمامه
-ما الخطأ في ذلك ؟
تساءل ليعطيه يازد الجواب على الفور مصحوبا بتنهد خرج من عمق قلبه
-لا خطأ في الأمر , زوجة عمي ستعلم بالتأكيد وستعلن الحرب علينا وعلى أمي تحديدا ... شيئا لست مستعد له بشكل جيد ..
عمران اقترح ببساطة
-أجِّل الأمر قليلا ..
لكن يازد رفض حالا دون تفكير ليبرر
-لا أقدر على حرمان شيرا من التواجد ضمن العائلة يا عمران , أنا أشعر بالذنب حقا على السنتين الماضيتين رغم أنني لم أكن أعلم عنها أي شيء !
لم يعرف عمران بما يعلق على الأمر لكنه وافق بكلل سرور على عرض يازد الذي قدمه له للتواجد مساء على العشاء , يخبره أن وجود نور التي باتت على معرفة مع شيرا أمر سيجعلها تشعر بالارتياح أكثر ..
* * * * *
مساء ..
مجد كان يشعر بحماس مقارب لحماس شيرا , بداية أصبح مسؤولا عن عودة شيرا كل يوم للبيت , الممتع في الأمر ؟
أن الآنسة العتيدة حلا والتي لا تهتم له على الإطلاق هي صديقة حياة المقربة , فهل يدرك أحدهم كم سيكون له فرصة في لقائها في الأيام القادمة ؟
حينما وصل كانت شيرا جاهزة بانتظاره على الباب , بل حتى أنه بالكاد دخل من باب البيت الخارجي بسيارته حتى رآها تنتظره في الممر الزجاجي الذي يعتبره بدعة حقا وقد أحسن يازد بإضافته للبيت ..
قفزت على الفور متجهة نحو السيارة لتركب معه ما إن توقف ..
مجد لم يملك إلا أن ضحك بقوة
-مرحبا مرحبا بصغيرة العائلة !
رحب بها ممازحا رغم أنها ليست أصغر الأفراد حقا , لكن كلامه جعلها تبتسم بوسع ..
-أحدهم يشعر بالحماس !
علق مغادرا بسيارته , وبالفعل خلفه انطلقت سيارة أخرى على الفور بينما بقيت إحداهما أمام المنزل , شيرا في وقت لاحق ربما ستسال عن سبب تواجد هذا السيارة هنا لأجلها ..
لك ليس اليوم , ليس وهي تتجه لتجتمع بعائلتها ..
حينما لم تسعفها الكلمات لترد عليه , ضحك مجددا ليرفع صوت الأغاني وتبادله الابتسامات الواسعة ..
والطريق تقربهم أكثر وأكثر حتى الدار الكبيرة حيث يقبع بيت وليد إبراهيم عمها !
-مرحبا بك بين عائلتك شيرا !
رحب مجد مجددا ملتفا لها بجسده بعد أن توقفت السيارة , لتفتح فمها بعدم تصديق وهي ترى من تعرفه ومن لا تعرفه يقف عند المدخل في نهاية الدرج بانتظارها على ما يبدو !
الأمر الذي جعلها تبكي رغم فرحها ...
عند المدخل كانت تقف ختام , يزن , يازد , حياة وحتى أم محمود إضافة لعمران ونور , وولدين ..
غصت شيرا بدموعها وغرقت في مقعدها وقد استبد بها القلق والرهبة من رؤية كل هؤلاء دفعة واحدة ..
مشاعرها كانت واضحة على ملامحها المرتبكة , السعيدة الخائفة ..
لذلك نزل مجد من مكانه والتف حول السيارة ليفتح لها الباب وينحني كما لو أنها أميرة مشجعا بلطف , وقد أحس بالشفقة نحوها بالفعل
-هيا يا جميلة إنها عائلتك .. بيتك .. لا تتردي الآن ..



Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 10:53 PM   #26

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,014
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

هل توجد رواية خاصة بنور وعمران

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 08:53 PM   #27

مروى شيحه

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوبطلة اتقابلنا فين ؟ومُحيي عبق روايتي الأصيل وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية مروى شيحه

? العضوٌ??? » 375851
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 640
?  نُقآطِيْ » مروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond reputeمروى شيحه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
هل توجد رواية خاصة بنور وعمران
نور وعمران لهم رواية اسمها ابنة أبيها , نزلتها على الجروب الخاص فيي , حبي


مروى شيحه غير متواجد حالياً  
التوقيع
نــصــيـــبـــك فـــي حـــيـــاتـــكــ مـــن حـــبـــيـــب ... نـــصـــيـــبـــك فـــي مـــنـــامـــك مـــن خـــيــــالــ
رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 01:36 AM   #28

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
* * * * *
حاول ألا تبقى غريبا حتى مع نفسك ..
الغربة مؤلمة مهما ادّعيت أنك أحببتها واعتدت عليها ..
* * * * *
حياة كانت تفكر بكل ما عانته شيرا حتى وصلت إلى هذا الحد من السذاجة بحيث أن أشياء بسيطة جدا ومجرد كلمات قليلة قد تسعدها ..
تنهدت وهي تنظر لكل من فاطر ودانيال اللذان يقفان بالقرب منها ومن يزن بانتظار وصول شيرا , الفتاة الغريبة العقل والتصرفات والتي يريدونها أن تعمل معها ...
أمر مقلق ؟ كل ما كرت فيه حين قبلت بالأمر لأجر خاطر العائلة هو بكيف ستتواصل شيرا مع من يطلبون خدمات مكتبهم للتنظيم !
ربما سيجد الناس أنها فكرة غريبة وقد تروق لهم , وقد تزعجهم ..
فهم عادة يعتمدون عليها لتفهم ما يريدون من أشياء لا يعرفون كيف يعبرون عنها , فما بالك , مع فتاة يحتاجون لترجمة حديثهم لها !
زفرت بإحباط من مجرد الفكرة !
لا تنكر أن الفتاة ظريفة نوعا ما , لكن ليس في العمل حقيقة !
حانت منها التفاتة عابرة لتجد الصغير دانيال ينظر لها بطرف عينه وكأنه يخشى النظر حقا , فابتسمت ومدت يدها تسحبه رغما عن تردده لتضع ذراعها على كتفيه وتجعله يقف بالقرب منها ..
نوعا ما , التعامل مع دانيال على ما سيبدو سيكون أسلس من التعامل مع فاطر الذي ينظر لها بكل صراحة أنها مجرد متطفلة ..
اقتربت من يزن لتهمس في أذنه رغم أنها لن تترك دانيال بل سمح لنفسها أن تبعثر شعره المصفف للخلف ..
-هلّا ضمما فاطر بذراعك يا يزن ؟ أنت بعيد بالفعل عنهم !
يزن انتفض من ملاحظتها وقد كان غارقا في أفكاره حول شيرا وما د تفعله زوجة عمه حين تعلم باستقبالهم لها ..
أومأ برأسه , وبالفعل نفذ ما قالت ليضم فاطر جاعلا منه يقف أمامه حيث وصل رأسه عند صدره تماما ..
فابتسم لظرافة الأمر ..
-هل أنت متحمس لرؤية شيرا ؟
تساءل , لتنضم حياة للحديث قبل أن يجيب فاطر
-يجب ذلك ! فرد جديد في العائلة سيجعل الأمر أكثر مرحا ..
لم ينظر لها فاطر أبدا ليرفع عيناه لوالده
-هل ستفهم ما نقوله ؟
تساءل بفضول , ليتدخل دانيال بحماس مفرط
-بابا هل ستعلمنا شيرا كيف نرقص مثل الأفلام ؟
ختام التي بدت متحمسة أكثر من الجميع
-سترقص لنا بالتأكيد يا دانيال !
يزن تنهد محبطا مفكرا أن أمه تزيد الأمر سوءا بتعليقاتها , حياة ضحكت وقرصت خد دانيال
-لا يجب أن ننظر لها وكأنها كائن فضائي داني هممم ؟ إنها فتاة رقيقة وجميلة و سنفعل الكثير معها إن شاء الله اتفقنا ؟
هز دانيال رأسه بنعم , وفاطر ينظر لهما بعبوس غير راض أبدا عن الطريقة التي تضم حياة بها دانيال .. حتى أنه فكر أن اختصار اسم دانيال مجرد ابتذال منها غير لطيف على الإطلاق ...
دانيال بدا أكثر من سعيد رغم تردده وعدم ثقته الكافية بها بعد ..
ختام التي كانت تعلم أن شيرا ستصل في أي لحظة كانت عين على الطريق وعين على نور وعمران اللذان يقفان بالقرب من يازد الذي ما زال الحرق ظاهرا على ذراعه واضطراره على لبس النصف كم في هذا البرد , وقد طلبت منه الانتظار بالداخل لكنه رفض الأمر ..
-وصلت !
هتف دانيال , لتبعد عيناها عن نور وتنظر للطريق حيث ظهرت سيارة مجد التي ما لبثت أن توقفت أمام الدار لتتسع ابتسامة الجميع خاصة حين دار مجد حول السيارة وفتح لها الباب يشجعها ..
-لا تخافي شيرا .. تعالي معي ..
مد مجد يده ليساعد شيرا على النزول من السيارة بعد أن راقب تعاقب الانفعالات على وجهها , لتضع يدها بتردد في كفه الضخم , يازد حينما رأى ترددها على الفور قرر أن يطلب من أم محمود أن تجهز نفسها لتعود معها اليوم للبيت , ثم عبس متسائلا
( هل تنام عندهم اليوم أم أنها تحتاج أن تكون لوحدها بعد هذا اللقاء ؟)
ربما يجب أن يسألها عن رأيها في الأمر ..
نظرت شيرا لمجد بقلق , وتساءلت بخفوت
-هل يحبونني ؟
قهقه مجد بمرح يسحبها معه مراعيا لترددها
-هيا يا أميرة ! أبهريهم ودعي الجميع يحبك ..
للحظة ظنت شيرا أنه يتعامل معها وكأنها طفلة صغيرة بهذه الألقاب رغم أنها أحبتها حقا !
ابتسمت بتوتر حين رأت نور لترتاح قليلا .. تذكرت حياة المرأة التي ستعمل معها , يزن الرقيق الذي أخبرها أنها ضمن عائلتها لذلك وجدت نفسها دون شعور تتجه نحوه مباشرة بينما ابتعد فاطر من حضنه حين حشرت نفسها على صدره هامسة
-أنا خائفة ..
مغمضة عينيها بشدة لا تجرؤ النظر للبقية , مجد أخفى ضحكته مع يازد , بينما ختام هزت رأسها من دلع هذه الفتاة هامسة بخفوت
-وما أدراك من الدراما التي يستطيع الهنود الخروج بها !
نور التي سمعتها اقتربت منها
-ستحبينها خالتي ..
ختام لم يكن لديها شك في الموضوع , وبالطبع لن تقدر أي فتاة أن تأخذ مكانة نور في قلبها وخاصة أنها تجد بها تسلية عظيمة فهل ستنضم شيرا لتسليتها ؟
مسح يزن على شعر شيرا ليبعدها عنه قليلا ..
حياة لاحظت على الفور كيف ينظر فاطر لتصرفات والده وابتسامته لشيرا حتى دانيال الذي كان متحمس بدا وكأنه يشعر بالغيرة !
-دعيني أعرفك على العائلة , أنت تعرفين البعض بالفعل ..
ثم وبذراعه حول كتفيها يحاول احتواء خوفها وتوترها , عرفها على الجميع بابتسامة , قبل أن يضيف
-نحن عائلتك !
( عائلتك ) هذه الكلمة من يزن كانت تشعر قلب شيرا بالسكينة والحب !
لم تقدر على قول شيء ليضحك يازد
-لندخل شيرا , وسنتحدث أكثر في الداخل ..
ودخل الجميع بالفعل للصالة الضخمة حيث تم إعداد عشاء فاخر على شرف شيرا ..
محاولة التأقلم الأولى لشيرا في محيطها الجديد كانت مربكة , تحاول قدر الإمكان أن تتابع أحاديثهم الكثيرة والتي كانوا يشركونها فيها , وقد تولت نور الترجمة لها في بعض الأحيان مما جعل عمران يراقبها بحب وفخر , رغم تصرفاتها التي لا زالت طفولية حتى الآن إلا أنه يشعر وكأنها تغيرت كثيرا بالفعل ..
أليس قدرتها على التفاهم مع شيرا بحد ذاته يثبت كيف تغيرت ؟
-متى سترقص لنا ؟
دانيال سأل حياة , فقد كان يجلس بالقرب منها وهي تهتم بوضع الطعام في طبقه , وذلك جعله يشعر بأنه مدلل !
شيء افتقده بالفعل ..
أجابته حياة بصوت هامس
-لا يجب أن تقول ذلك .. انظر لها إنها متوترة , ما يجب علينا الآن هو أن نشعرها بالراحة , وليس أن نطلب منها أشياء قد تربكها اتفقنا ؟
فاطر علق بفظاظة على حديثها
-لا يبدو أنها بالأساس تجيد فعل شيء ! لما يجب علينا أن نقبل أحدا جديدا في العائلة ؟
حياة لم تكن غبية وقد أدركت أن فاطر نوعا ما يقصدها هي بالحديث لذلك منحته إحدى ابتسامتها الجميلة ..
-لأن الحياة الصحية اجتماعيا هي الحياة التي تعج بأناس جدد , نحن دائما نحتاج لشخص جديد في مرحلة ما مهما تظاهرنا بالعكس ..
يزن الذي سمع رد حياة أمسك بيدها ليشد عليها بحب وقد أدرك أن نظرته الأولى لها كانت صحيحة , بغض النظر عن إعجابه وتلك المشاعر التي بدت تطفو على السطح مجددا ..
ابتسم مشيرا لها بحاجبيه لأمه التي تراقب كل تصرف تقوم به شيرا بفضول جعل ابنت تزداد توترا ..
لكن ما المتوقع في اللقاء الأول ؟
قدر الإمكان , شيرا كانت قد قررت أن تنسجم مع الجميع هنا , لا تمل من النظر للجميع وحفظ كل لحظة من هذا اللقاء , وكل كلمة تقال , لا تعطي سعادتها لأحد ..
هي توقعت ربما لقاء عاطفيا أكثر , حضنا عميقا من زوجة عمها ربما ..
لكن بدا أم الكل يتعامل معها وكأنها فرد من العائلة منذ سنوات كثيرة وكأن الفترة التي قضتها وحدها غير موجودة ..
ها قد أصبح لديها الكثير من الذكريات في ليلة واحدة !
ختام التي ملت من السكوت قامت من مكانها لينهض مجد معطيها مقعده بالقرب من شيرا ضاحكا فيبدو واضحا أن أمه لم تعد قادرة على كبت فضولها أكثر من ذلك ..
يازد كان قلقا من حماس أمه المفرط , متخيلا أنها ستطلب منها القيام بأحد العروض الهندية .. لكنه تفاجأ حين قبلت وجنتيها
-أنت جميلة ورقيقة جدا .. لا أعرف كيف كنت بعيدة عنّا , لكن كل ذلك انتهى الآن ..
يزن كان فخورا بأمه .. يازد تنهد بارتياح .. ومجد كان سعيدا ..
قدر الإمكان .. شيرا حاولت جعل نفسها جزءا من لعائلة التي فتحت لها أبوابا جديدة في حياتها الراكدة
ولكن ما جعل ابتسامتها تتسع هو حينما مرّ مجد بسيارته في طريق عودتهم للبيت ليصطحب أم محمود معهم !
لقد اشتاقت لها حقا !
ما إن دخلتا البيت تودعان مجد الذي حرص على التأكد من الرجلين في السيارة والحديث معها قليلا قبل أن يغادر ..
شيرا خلعت حذائها ووضعته جانبا ملتفتة لأم محمود التي تنظر للبيت بعد رضا , شيرا لم تمس أي عمل فيه وقد عاثت نور فيه فسادا بدعوى الترتيب !
-أنا سعيدة !
هتفت واحتضنت المرأة التي حاولت كبت ابتسامتها وهي تشعر بالامتعاض من كون لديها الكثير من لعمل في هذا البيت ..
لكنها كانت تشعر بالسعادة لأجلها .. بعد كل شيء , لا أحد يستحق أن يعيش كما كانت هي تفعل !
ربتت على ظهرها بعناية
-افرحي افرحي .. ثم أبعدتها عنها هاتفة بغيظ
-وبما أنك سعيدة لهذا الحد بالتأكيد لا تشعرين بالنعاس وأنا لن أنام في بيت متسخ كهذا ..
تضاءلت ابتسامة شيرا قليلا
-لكن أنا سعيدة !
بطريقة ما أرادت أن توصل لأم محمود أنها ترغب في الاحتفال , لكنها وجدت نفسها في الحمام مع ليفة وأدوات التنظيف
-لا بأس عزيزتي يمكنك أنن تفرحي وترقصي بينما تنظفين لن يطير الفرح مع الكلور !
زمت شيرا شفتيها مستاءة وتركت ما بيدها تلحق أم محمود
-لكن أنت لم تعرفي ما حدث معي !
أم محمود كانت تضرم النار في المجمر , فعلى ما يبدو أن سعادة شيرا لم تجعلها تشعر بالبرد حتى الآن !
زفرت بملل
-وما الذي حدث أتحفيني !
-كان الجميع هناك ينتظرني !
شيرا قال بحماس مفرط وام محمود تنظر لها ببلادة
-نعم بانتظار الأميرة أكملي يا بعدي !
-مجد قال لي ذلك !
هتفت شيرا مجددا مما جعل أم محمود تقول بحزم وصرامة
-هل يمكنك أن تتحدثي دون أن تقفزي وتجني ؟
أحنت شيرا رأسها متسائلة ( لما دوما تقول أني مجنونة ؟ )
لكنها رغم ذلك أكملت حديثها تتبع أم محمود التي بدأت بالتنظيف وتحكي لها منذ أن وصلت وحتى اللحظة التي رأتها فيها ..
المرأة البالغة الصبر انتهى بها الأمر تعصب رأسها من الصداع الذي أصابها من ثرثرة الفتاة التي لم تظهر أي رغبة بالنوم حتى الآن ..
-الحق عليّ أنني قومت لسانك الأعوج ! ومالي ومال لغتك المريضة كان أفضل لي !
برطمت أم محمود التي شدت شيرا من يدها ترميها في غرفة النوم
-وقت النوم .. ثرثارة .. ربي بما ابتليتني , معقدة نفسيا معووجة اللسان غريبة التفكير ..
أغلقت الباب ثم عادت لتفتحه مهددة
-سأقص لسانك هذا إن سمعت حرفا أريد النوم !
* * * * *
منذ الصباح كان منزل وليد إبراهيم يعج بالصراخ كيف لا و نجاة التي التقطت الخبر عما حدث في الأمس ببيتهم جاءت ولا يبدو أنها تنوي الخير..
يازد كان يقف قرب الدرج يستمع لسيل شكواها ليأتي مجد ويقف بالقرب منه بدوره يمرر كفه بشعره متوترا ..
-لم أتوقع أن تشتعل النيران بهذه السرعة ..
يازد الذي كان لا زال لم يستيقظ بشكل جيد بعد
-أما أنا فقد توقعت !
تنهد بتعب فها قد بدأت المشاكل .. وليس لديه الطاقة ليحل مشاكل النساء !
-هل يجب أن ننزل لمساعدة أمي ؟
تساءل مجد , ليتبادل النظرات هو ويازد ..
من المؤكد أن ختام ستحتاج لكل دعم ممكن تقديمه في مواجهة نجاة التي تتهمها بأنها فقط تريد أن تظهر نفسها بكونها الطرف الجيد في العائلة ..
متجاهلة تماما ما فعلته بتلك الفتاة وكيف تخلت عنها في بلد لا تعرف فيه أحدا ولا تجيد به فعل شيء ..
متخلية بذلك عن انسانيتها متمسكة بأنانيتها التي سمحت لها ان تكره ابنة زوجها من زوجته الأولى والتي يجب أن تكون الأولى في وجودها مع والدها بعد كل هذا الفراق ..
ومن حيث لا يعلمون ...
بدأت تنبت المشاكل !


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 10:39 PM   #29

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,014
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

متشوقة لاحداث الفصل الجاي

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 12:38 AM   #30

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع




-ما الأمر ؟
مجد اختار أن يترك المشكلة الصباحية التي افتعلتها نجاة وقد انتظر أن تهدأ نجاة قليلا لكن على ما يبدو أنه لا تنوي ذلك , فوجد نفسه ينزل الدرج ببطء , متجها نحوهما متجاهلا تحية الصباح , مبديا مدى انزعاجه من هذه الفوضى التي لا يحبذها في الواقع ..
أمه زفرت بارتياح تشي نحو دخيلة الصباح
-هي من تفتعل المشكلة بني !
انتفضت نجاة في مكانها وقد ساءها ما قالته ختام هاتفة بعصبية
-افتعل ؟ أنا أفتعل ؟ أم أنتم !
وجهت نظرات الاتهام لكليهما ليمسح يازد وجهه بكفيه متكلما بهدوء أجبر نفسه عليه
-ما المشكلة التي افتعلناها ؟
تظاهر بكونه لا يعلم ما بها ولا ما الذي جعل جنونها يجن بهذه الدرجة , بينما هي أعطته نظرة قاتلة من الحقد
-تلك الحشرة التي أدخلتموها لبيتكم بكل بساطة دون أي اعتبار لي ولأولادي ..
أراد يازد أن يقاطعها لكنها لم تسمح له وهي تردف
-على الأقل كرمى لعمكم الذي قتلته بوجهها المنحوس ..
-استغفر الله من لسانك !
ختام هبت واقفة في وجه نجاة
-ما هذا الكلام الذي تقولينه إنها مجرد فتاة ..
نجاة لم تبدو أنها تريد أن تتفهم ما فعلوه وهي تكمل اتهاماتها
-لكنها نحس ! وجه شؤم ما إن جاءت حتى توفي زوجي ..
يازد اكتفى من جنون نجاة وصوتها العالي , صراخها بهذا الكلام الذي لا معنى له ولا يتقبله لا عقل ولا منطق ..
-موت عمي لا شأن له ب شيرا يا زوجة عمي !
قال ببطء مستفزا أعصابها بشكل أكبر لتقف أمامه بكل تحدي ومن الواضح عليها أنها تريد ضربه وبشدة , بينما هو يقف أمامها رغم البرد بنكزة قطنية نصف كم وقد خف الحرق على ذراعه المصابة وبنطال خفيف للنوم ..
وهل تجرؤ على توجيه ملاحظة له وهي من اقتحمت المكان قبل أن يصحو دجاج الحي ؟
-وابنة عمي ليست حشرة ..
مجددا أضاف وقد استفزته هاته الكلمة
-إنها ابنة عمي , لحمي ودمي وأنا لن أرميها في الشارع لمجرد أن الأمر يزعجك ..
أرادت أن تجادله , لكن ختام وقفت لها تهاجم بدورها
-تزوجت منه وأنت تعلمين بأنه يملك ابنة في مكان ما , فما الذي تغير الآن ؟ ما اعتراضك على الأمر ..
نجاة هزت رأسها بعدم تصديق تشير لنفسها
-هل ترون أنني مخطئة لأني أحمي بيتي ؟
-تحمين بيتم ممن يا امرأة ؟
هتفت ختام باستنكار
-أمن فتاة لا حول لها ولا قوة ؟ ألا يكفي كذبك علينا بأنها عادت لأمها ؟
ختام ازداد غضبها بينما يازد أراد حقا أن يذهب لها ويقبل رأسها كونها قالت ما يحاول هو قوله بشكل غير مباشر بكل صراحة ..
بل و أكملت تشفي غليله
-ما ذنب المسكينة لتعاني ما عانته خلال هذين العامين بسبب أنانيتك ؟ ما الذي كان سيحل بها لو لم يكتشف يازد أمرها صدفة ؟
-عمتي ..
يازد قاطع نجاة قبل أن تقول أي شيء , لقد اكتفى حقا من هذه المسرحية , لذلك قرر انهائها ..
-شيرا ستظل جزءا من العائلة نقطة نهاية السطر !
أشار لها بيده ليسكتها ولم يسمح لها أن تقول أي شيء ..
-من حق شيرا أيضا أن تتعرف على أخوتها , هذا شيء لا تملكين منعه , فقد تقرر وانتهى .. يزن سيجمعهم قريبا ببعض بغض النظر عن أي حجة قد تخرجين بها ..
كان كلامه واضحا جعلها تفتح عييها بعدم تصديق واستنكار مما تسمعه
-بالمناسبة عمتي .. نحن لم نتحدث بعد عما تستحقه شيرا من إرث عمي ..
ابتسم بخبث في نهاية كلامه ثم بكل بساطة تركها خلفه وعاد لغرفته بكل خيلاء وكأنه لم يفجر قنبلة للتو في وجهها ..
-هل سمعت ابنك !
قالت بدهشة تشير ليازد حيث ذهب واختفى عن ناظريهما
-هل سمعت هذا الجنون !
ما زالت لا تصدق ما تفوه به يازد من كلام لتجلس ختام على الأريكة خلفها بابتسامة مستفزة
-يازد دائما يعرف ما يقوله يا نجاة .. ويعنيه تماما !
زفرت نجاة أنفاسها بقوة وغضب , لتحمل حقيبتها وتخرج غاضبة من البيت بينما تبرطم بكلام لم تتبينه ختام ولكنها متأكدة من كونها تشتمها هي وابنها الآن ..
تنفست بهدوء لتريح أعصابها بعد ما حصل ..
ثم تذكرت ما قالته لها و هو الشيء الذي لم تعرف كيف وجدت في نفسها الجرأة لتقوله , مما جعلها تقهقه بمرح تنظر للساعة مقررة أنها حصلت على ما يكفيها هذا الصباح , تثاءبت و عادت لغرفتها فخورة بنفسها كونها تمكنت من قول تلك الكلمات لنجاة ..
فخورة بنفسها جدا لدرجة أن ترفع رأسها بغرور , رغم رغبتها بالنوم !
.........................
يزن أصبح يوما بعد يوم يعتمد أكثر على عدي في العمل , يأتمنه على عمله وكأنه موجود بالفعل , خاصة وأنه قد أظهر الحكمة في التصرفات عدة مرات من قبل , وهو حقا يستحق هذه الثقة ..
لذلك ها هو مجددا يترك المعرض على عاتق عدي ويتبع حياة لعملها ..
ربما هو فقط متحمس أكثر من اللازم لرؤية كيف ستتأقلم شيرا في العمل معها ؟
وفي الحقيقة عدي لم يبدي أي تذمر حول الأمر , هو فقط يبدأ العمل على التصاميم التي يسهر يزن على رسمها ..
تلفت يزن حوله في المكتب حيث حياة ومهران يراقبان العامل الذي ينظف الواجهة الزجاجية ومرة أخرى فكر كم أن عدي يوفر عليه الكثير من الجهد بالاهتمام بالتفاصيل التي ينساها أو لا ينتبه لها ..
حياة بدت حريصة على أن تكون الواجهة لامعة , مكتبها الصغير من غرفتين أحدها خاص بها والأخر وكأنه غرفة استقبال حيث يجلس هو حاليا لا يمل من النظر لها ..
خاصة بكنزتها البيضاء التي ترتفع مع كل حركة لها ..
ترتفع ؟
عبس مستاء وقد ظهر القليل من جلد بطنها ليجد نفسه دون شعور يهب واقفا , ثم سحبها مبتسما لمهران
-أريدك بأمر ..
مهران أومأ له , ولم يهتم كثيرا في الواقع , بل كان يفكر إن كان بالإمكان أن يفرش بعض العشب الصناعي أمام الواجهة , مع بعض الزينة الخاصة بالطرقات ..
-ما الأمر ؟
تساءلت حياة متعجبة , فهو يعبس بشدة , بطريقة لم تره فيها من قبل
زفر يكبت أنفاسه الغاضبة .. الغاضبة بشدة بينما عقله يحاول تذكر إن كان أي أحد قد مر بالقرب من المكان ؟
هل رآها أحد ؟
-في مكتبك ؟
سألها ودون انتظار الرد سحبها نحو المكتب تحت نظرات مهران الذي ارتفع حاجبه بعجب مفكرا أن عائلة إبراهيم بأكملهم معقدين نفسيا يصعب فهمهم , من صديقه مجد أصغرهم للأكبر يزن , والذي يكون خطيبة أخته التي كانت مضربة عن الزواج قبل أن توافق عليه بمعجزة ..
رغما عنه قهقه على الأمر , بينما دخل ليرى إمكانياتهم المالية لفعل ما فكر به , وفي الداخل كانت حياة بملامحها المشدوهة تنتظر من يزن الذي يمرر كفه بشعره مغمضا عينيه , بينما كفه الآخر على خصره ..
-أنا ..
حاول البدء بالحديث لكنه بالفعل لم يعرف كيف سيوجه لها الملاحظة !
جلست حياة خلف مكتبها منتظرة منه أن ينطق الجوهرة التي علقت في حلقه !
ويزن اقترب منها ليقف بالقرب منها , ثم وبحركة استغربتها حياة , نزل على ركبتيه قرب الكرسي الذي أدارها له ليمسك كفيها , قائلا بخفوت , كابتا غيرته ..
-لا أريد أن أبدو متحكما , ولا أن أقيد حريتك , أنت بالفعل حزت على انتباهي لأنك أنت كما أنت .. لكن ..
سحب كفها ليطبع قبلة على ظاهره
-لكن .. هل يمكنك لأجلي , فقط أن تنتبهي للباسك أكثر ؟
كان يطلب منها برقة وحينما فتحت فمها لتقول شيئا سارع وأضاف
-قبل قليل في الخارج .. حينما رفعت يدك ... ظهر جزء من بطنك ..
عض على شفته ليهمس بصدق
-للحظة , شعرت بأنني أحترق لمجرد فكرة أن أحدهم قد رأى شيئا منك ..
حياة ابتسمت له , هو لا ينفك يفاجئها في كل مرة بتصرف جديد , تصرف يجعلها تشعر بأنها أنثى مدللة , مرغوبة ..
لأول مرة , فكرت أن الغيرة شيء جميل , مختلفة تماما عما كانت تسمعه ممن حولها , وعما كانت تفكر به !
سحبت إحدى كفيها ومسحت على خده برقة ووجدت نفسها تنحني لتقبله بسرعة على خده ..
-أي شيء , يجعل قلبك لا يحترق سأفعله ..
ثم ضحكت ووقفت ليقف بدوره معها لتسحب عن ظهر كرسها ثوب رقيق مفتوح من الأمام وطويل يغطيها حتى ردفيها ..
ليبتسم برضا , وهي أضافت
-أنا حقا أقدر مدى حرصك عليّ يزن ..
أراد أن يقول شيء ما لولا صوت مهران الذي يناديها ليخبرها أن شيرا قد وصلت , وحينها زفرت لتخرج من الفقاعة الرومانسية التي كانت بها تنظر ليزن بقلة حيلة
-أنا حقا لا أعرف ما العمل الذي قد أوكله لها يا يزن ..
كانت محتارة بحق مردفة
-لا تجيد التواصل مع الناس بشكل جيد , كما إنها مترددة وصامتة ..
أرادت أن تكمل الصفات التي تجعل من الصعوبة بمكان عمل شيرا معهم لكنها سكتت و طوحت يديها بقلة حيلة , ليبتسم لها يزن مشجعا
-هيا , أنا متأكد أنك لن تعدمي الحيلة !
أحنت كتفيها وخرجت من مكتبها يتبعها يزن الذي فتح ذراعيه حينما رأى شيرا , ولم يتوقع أبدا أنها سترمي نفسها مجددا بين ذراعيه !
مسح على ظهرها برقة قبل أن يبعدها مرحبا بها ..
كانت تنظر له وكأنه فارس ظهر لها لإنقاذها !
ذلك جعله يشعر بالحيرة لكنه لم يفكر بسؤالها , مفكرا أنه لو كان وحده لسنتين قد يفعل مثلها و أكثر ..
-كيف استعدادك للعمل ؟
سألها لتنظر لحياة بعينين واسعتين متأملتين , جعلتا حياة تبتسم بعجز عن المصيبة التي ألصقت بوجهها !
مهران كان ينظر لشيرا بعيون متسعة , وقد تعرف أخيرا على ابنة العم المجهولة التي تحدث له مجد عنها ..
-سأعرف شيرا على عملها !
قال فجأة من حيث لا شيء , لتنظر له حياة ببلاهة , أي عمل يقصده ؟
لكنه لم يقل الكثير , فقد دفع حياة مرة أخرى لمكتبها
-اجلسي مع خطيبك وأنا سأعلم شيرا على عملنا ..
-ولكن ..
حاولت حياة الاعتراض لكنه لم يسمح لها , فقد سحب بالفعل معه ليجلسا على الأريكة في غرفة الاستقبال الملحقة بالمكتب , بينما مال يزن باتجاه حياة يقول بهمس ضاحك
-لا يبدو أنك بحاجة لتفكري , مهران يظن نفسه أمام ممثلة هندية ..
ضحك ضحكة مكتومة لتشاركه حياة الضحك ..
-ما رأيك بفطور مبكر أنا بالفعل جائعة جدا ؟
ثم لمعت عيناها ضاحكة بصوت أعلى
-سأجعل من شيرا خادمتي الخاصة ..
اختفت ضحكة يزن من كلمات حياة المازحة , هو يعلم تماما أنها تمزح حول الأمر لكن مجرد الكلمة أزعجته جدا ..
هل حقا وضعوا شيرا في مكان ليس لها ؟
تنهد وحاول أن يبعد انزعاجه من الأمر , منتبها أن حياة تطلب فطورا شعبيا شهيا كما هو واضح ..
وفي الخارج مهران بابتسامته الواسعة التي أظهرت أسنانه
-ربما لا تعرفينني , بل من المؤكد ذلك !
قال ببلاهة ضاحكا على نفسه , لتضحك شيرا معه , رغم أنها لم تفهم ما قصده بكلامه ؟
عض شفته بحماس , ضاحكا مجددا على غبائه ..
ما الذي سيعلمه لها ؟
حك رأسه , وسألها
-هل تعرفين طبيعة عملنا ؟
شيرا بكل فخر هزت رأسها بلا , لتخبره أن زيارتها المرة الماضية مع نور كانت سريعة فقط لرؤية المكان الذي ستعمل به , وربما كانت فقط لجعلها تتأكد من حسن نية يازد حول العمل ..
لذلك وجد نفسه يحضر حاسبه الشخصي , شارحا لها طبيعة عملهم , وقد نجح على الحصول على اهتمامها ..
-نحن نعمل على تنظيم الحفلات , ليس الزفاف فقط , بل مختلفها , كل منسبة يرغبون بتحويلها لحفلة نحن نتولى أمر التنظيم ..
شيرا على الفور أنصتت لكل كلمة يقولها مهران , بينما لم تخجل من سؤاله عن بعض الكلام الذي لم تفهمه , ومهران لم يشعر الضيق من شرحه لها لكل ما يقوله تقريبا ..
حقيقة كان يشعر بالسعادة , لم يتوقع أن شيرا قد تنسج معه في الأمر , وقد استغرب من كمية المعلومات والأفكار التي تملكها , وهو الذي اعتقد أن أفكار حياة منفردة .. لو أنها تسمع ما تقوله شيرا الآن فقط ..
شيرا تحدثت بطلاقة , رغم كلامها الأعوج _ كما تقول أم محمود _ إلا أن مهران تمكن من فهم ما تقوله , وهي تخبره عن دراستها للتمثيل , وزياراتها لمواقع التصوير , وبعض العروض التحضيرية التي تدربت عليها مع أصدقائها أثناء الدراسة ..
كانت تبدو سعيدة جدا وهي تحدث عن ذكرياتها ..
الكثير من الذكريات التي غرقا بها شيرا حتى سرحت نظراتها وسكتت تماما , غارقة في بحر من الأفكار ..
لأول مرة منذ أن أجبرت نفسها على عدم الشعور , عدم التفكير ..
تذكرت أمها التي لم تفكر بالتواصل معها ولو لمرة واحدة خلال الشهور الفائتة .. الأمر يؤلمها .. يؤلم أكثر مما توقعت ..
-ما بك ؟
سألها مهران بفضول وقد لاحظ تبدل ملامحها وانطفاء شعلة الحماس في عينيها , لكنها هزت رأسها
-لا شيء !
لم يجادلها أكثر , بل بدأ يعرض عليها الصور التي التقطوها لتنظيماتهم من قبل وهي تراقب بفتور ... وقد أحست الآن فقط ..
الآن فقط أنها يتيمة الوالدين حقا !
-مرحبا !
التفتا كلاهما للصوت المرح على الباب , حيث كانت حلا تقف , وقد خرجت مبكرا من عملها , متفرغة من حصصها المدرسية لهذا اليوم ..
مهران ابتسم لها بمودة فقد اعتاد على زيارة حلا لهم في المكتب حيث تبقى مع حياة لما تبقى من النهار, لا تمل من مراقبتها أثناء عملها , لذلك أشار برأسه
-مرحبا آنسي الجميلة .. حياة في الداخل ..
مهران ربما نسي أن يذكر لحلا التي نظرت نحو شيرا بفضول أن يذكر لها كون يزن في الداخل , ابتسم لها مرضيا فضولها
-شيرا ابنة العم المجهولة ..
عضت حلا على شفتها بحماس مقتربة منهما
-مرحبا أنا حلا !
عرفت عن نفسها لشيرا التي وقفت بتردد , ولم تعرف ماذا تقول لها ..
ليشير مهران لها بحاجبه أن تمد يدها للمصافحة ..
بدت بلهاء حقا !
حلا فكرت ألم تكن تتعرف على أناس جدد حيث كانت تعيش ؟
فحسب معلوماتها أن تقديم النفس واحد عند الجميع ..
لكنها أعجبت حقا بارتباك الفتاة وخجلها لتعفيها من ذلك تاركة لهما
-سأرى حياة ..
بفضول سألت مهران
-أليس هناك أي زفاف اليوم ؟ أريد أن أرافق حياة لاختيار الكعكة ..
ابتسمت بخبث ليضحك مهران من قلبه متأسفا
-لا يا شرهة ... لكن يمكنني أن أطلب لك إن أردت ..
وحلا التي يعرفها لن ترفض طلبا كهذا
-سيكون لطفا منك ..
شيرا تدخلت تنظر لمهران بعيون كعيون الجراء
-أنا أيضا ؟
مهران بالطبع .. قطعا لن يرفض ذلك !
حلا ضحكت على توريطها لمهران الشهم في موقف كهذا , وكعادتها ..
فتحت باب مكتب حياة بقوة
-أنا أتيت يا عروس !
لكنها توقفت عن الدخول , وقد فتحت فاها بذهول من الرجل الذي يجلس قرب حياة على الأريكة أمام طاولة فطور ..
رجل لا تعرفه حلا وبالتأكيد ليس يزن والد الطفلين ..
لكن حياة التي استقبلتها كالعادة بمرح
-مرحبا مرحبا .. تعالي لأعرفك أخيرا على يزن خطيبي ..
حلا وقفت مكانها بفم مفتوح , تنظر ليزن المبتسم بهدوء يمد يده لمصافحتها بعدم تصديق ..
إن كان هذا هو يزن .. فمن الذي كان يصطحب الأولاد من المدرسة ؟
ضربت نفسها بتفكيرها تحاول تذكر ما كانت ترميه على ذاك الرجل من كلمات ...
( ما الذي فعله تسرعك يا حلا ! )
.....................
أم محمود كانت تراقب المدخل بين لحظة وأخرى تنتظر عودة شيرا ..
لا تعرف لما تشعر بالقلق عليها , لكن تلك الفتاة تبدو لها مظلومة وتحتاج للحماية , ليس وكأن بإمكانها حمايتها من زوجة والدها لو قررت فعل شيء لإيذائها ..
أعدت الغداء , قد حضرت عدة أصناف من الحلويات احتفالا بعمل شيرا الأول .. ضحكت تقول لنفسها أنه لن يكون الأخير ..
شيرا لا تصلح للعمل .. تصلح للزواج والدلال والرقص فقط ..
بنت المحظوظة تملك هزة خصر خلاعية , تجعل صاحب أكبر رأس من الرجال يخضع لها , ستجعلها ترقص لها اليوم ..
لما تتفرج على فيفي عبده وهي تملك الهندية ؟
...............................
راكان دخل على مكتب مجد بوجه مكفهر , لا يفسر ومجد لم يجد في نفسه سوى القلق , لقد اعتاد العمل مع راكان بالفعل , لكن مع غياب يازد في هذه الفترة عن العمل , أصبح الضغط على كليهما ..
-هل يجب حقا أن نخوض بهذا الأمر ؟
راكان مستاء جدا ..
مجد بدوره أخذ الأوراق والتي كانت للمناقصة التي طرحتها مؤسسة الإنشاءات السكنية , من الواضح أن مجموعة عبدالله كانت تحتكر السوق لوقت طويل , ودخول يازد في هذا المجال جعل بعض الأعين تتفتح عليهم , تنهد بتعب , ليس بيده فعل شيء !
يازد مصر على خوض المغامرة , بل يعتبرها من حقه ..
وهي كذلك بالفعل !
فمن يملك حق منعه من إنشاء عمله الخاص , وخاصة إن كان مستوفٍ لجميع الشروط الواجب توافرها ؟
-ما نسبة أن نفوز بهذه المناقصة ؟
مجد تساءل بينما يطلع على جميع الأوراق المطلوبة , دفتر الشروط , أوراق يازد الخاصة بعمله , والأرقام التي ينوي خوض المناقصة بها ..
-لا أعلم !
راكان وقف بالقرب من مجد يعيد معه مراجعة الأوراق ..
-مجموعة العبدلله , دائما ما كانت تحصل على مناقصات كهذه , الأمر أنه لم يسبق أن رست على سواهم !
كان من الواضح تماما أن المجموعة لها طرق غريبة في الحصول على ما تريده , ومما حصل مع يازد أصبح لديهم فكرة عن الأمر ..
عالم الأعمال محيط يغرق فيه من لا يقدر عليه ..
-على ما أعتقد استوفينا الشروط اللازمة ..
تمتم مجد , ليضع المصنف جانبا ..
-متى آخر موعد للتقديم ؟
سأل راكان الذي مسح وجهه , ليفكر قليلا
-بضعة أيام ومن المؤكد أن يازد سيذهب بنفسه ..
سكتا كلاهما لبعض الوقت , قبل أن يستدرك راكان
-مجد , أنا بحاجة لشخص ما يساعدني .. على الأقل تسجيل المواعيد أثناء عملي وتدقيقي للأوراق ..
زم شفتيه مفكرا كم مرة اضطر لإعادة العمل محاولا تذكر أين كان , بسبب الاتصالات الهاتفية وطلبات يازد التي لا تنتهي ..
مجد ضيق عينيه قليلا , قبل أن تتسعا بابتسامة أثارت ارتياب راكان
-لدي أحدهم !
-من ؟
تساءل راكان بفضول , لكن مجد لم يجبه , بل نهض يسحب جاكيت بذلته دون أن يلبسها ..
-دعني فقط آخذ رأي يازد ..
ثم غادر محتفظا بابتسامته , تاركا خلفه راكان الذي يشيعه بنظرات مستغربة , بينما يجول في خاطره أن عائلة إبراهيم ربما , على الأرجح عائلة من المنفصمي الشخصية ..
قهقه على أفكاره , ليترك المكتب بعد أن رتبه يازد لا يحب الفوضى على الإطلاق ..
.........................
يازد قاد سيارته بجبين عابس , مفكرا بما قاله مجد ..
آخر شيء فكر فيه هو هذا الأمر , هو على الإطلاق لم يرغب بذلك , لكن مجد بدا مقنعا جدا حينما أخبره بما خطر على باله ...
حك عنقه بملل , لينظر من المرآة للسيارة خلفه
( فريق أمني خاص ؟ )
استهزأ يازد بمبالغة يزن , لكنه لا يملك الاعتراض حقا فآخر ما يريده أحدهم هو أن يدخل في جدال مع يزن , وهو على الأغلب لم يفز ولن يفعل بأي جدال خاضه معه ..
لكن مجددا .. فريق أمني خاص .. أهو وزير دولة أم ماذا !
تنهد بتعب من الخطوة التي على وشك أن يقدم عليها يتابع القيادة بهدوء ..
..........................
شيرا وقفت مع أم محمود في المطبخ , تخبرها أنها لم تفعل أي شيء اليوم , كان اليوم الثاني من العمل لها مع حياة ..
لكن لا شيء ..
-طوال الوقت .. حديث حديث حديث ..
اشتكت وتربعت على الأرض في المطبخ , تراقب أم محمود التي تعد العشاء , بينما شعرها كان مجعدا طويلا يستريح على ظهرها وكتفيها ..
بدت لأم محمود مجرد مدللة , ارتفع حاجبها مستنكرة من دلع البنت
-ألم تكوني من أيام تشتكين جلوس البيت , والآن من أول يومين عمل بدأت تشكتين أنك لا تفعلين شيئا ؟
التفتت لها ترميها بنظرة حانقة
-يجب أن تكوني شاكرة أنك تخرجين من البيت أصلا ليس وكأنك تجيدين بالفعل العمل بإتقان لو حصل وطلب منك ذلك !
أم محمود كانت صريحة , واضحة وغير مجاملة , وشيرا زمت شفتيها لتعبس بعدم رضا و حتى لو كان الأمر حقيقة لا زال سماعه من شخص بشكل مباشر , مزعج بعض الشيء ..
نفخت شيرا خديها ولم تكمل الحديث , خاصة مع نظرة الانتصار على وجه أم محمود التي اتجهت نحو مسجل الصوت لتشغله قائلة قبل أن ترفع الصوت
-ارقصي يا بنت .. لا تجيدين شيئا سوى هز خصرك ..
شيرا لم تكن تنوي فعل ذلك , أم محمود لا تنفك تخبرها أن وزنها قد زاد قليلا عن أول مرة رأتها فيها , أطرقت رأسها حتى كاد يلامس صدرها , تحاول تجاهل أم محمود ..
لكن بعد لحظات لم تقدر على التحمل ..
المطبخ كان واسع بعض الشيء , بدأت بهز كتفيها دون شعور , تتسع ابتسامتها بشكل عفوي ..
تسترجع ذكريات الرقص والمسرح والتمثيل التي كانت تؤديها مع أصدقائها في الهند ..
الهند ... توقفت حركاتها متسائلة بتفكير تعب
( لأي بلد تنتمي .. من هي ؟ ما هويتها ؟ )
ابتلعت ريقها , ولأول مرة منذ جاءت للبلد هنا , فكرت بأنها ستشتري حاسب شخصي , بحكم أنها لا تملك واحد ..
ثم ستحاول التواصل مع أصدقائها القدامى , كان من الخطأ أن تقفل على نفسها في صومعة لا نافذة فيها ..
ستتفقد بريدها وترى إن كان هناك أي رسائل من أمها , أخوتها ؟
حكت شعرها المجعد ولم تنتبه لأم محمود التي أخفضت الصوت منتبهة للفتاة التي هدأت وتغيرت ملامح وجهها من المرح الذي كان قبل قليل للكآبة ..
انحنت بالقرب منها بعد أن خففت النار تحت الأرز وانتهت من إعداد السلطة , كان شيئا للعشاء بما أنهما لم يحظيا بوجبة غداء فهي كانت في بيتها وشيرا كانت في العمل .
أبعدت الشعر عن وجهها
-والله كنت أعلم أنك من الناس المعقدين الذين ينتقلون بثانية بين الضحك والبكاء , ما الذي حصل الآن ؟
رغم كلماتها التي بدت في ظاهرها ساخرة إلا أن نظراتها كانت مهتمة جدا , لتغص شيرا بدموعها
-أيعقل أن أمي لا تشتاق لي ؟
سألت بصوت مختنق , لتزفر أم محمود تمسح على وجهها مبتسمة بسماحة تحاول مواساتها
-شيء لن تعرفيه يا شيرا طالما أنك أغلقت كل الأبواب على نفسك ..
كانت حقيقة شيرا تدركها لتهمس بخفوت
-لكنني خائفة ..
أم محمود لم تعرف بم ترد وشيرا تكمل
-أخاف أن أعيد تشغيل حسابي الشخصي فلا أجد شيئا منهم , و أخاف أن أشغله وأجد ..
عضت شفتها السفلى تكبح دموعها وصوتها أصبح أكثر خفوتا
-في النهاية .. هم فقط تخلصوا مني !
وكانت تلك الحقيقة التي تؤلم شيرا أكثر من أي شيء آخر ..
الحقيقة التي جعلتها تتمسك بالعائلة التي قدمها لها أولاد عمها
-كنت أعرف أنك وجه بوم !
تنهدت أم محمود ووقفت تسحب شيرا معها لتقف موبخة بمزاح , تحاول أن تبعد هذا الجو النكدي , وأن تخفف عن البنت بعضا من آلامها ..
-ارقصي لي يا بعدي ارقصي , محظوظ من سيضع يده على خصرك ..
أعادت رفع صوت الأغاني , تنتظر من شيرا أن ترقص وتندمج مع الموسيقى
-نعم محظوظ وسيكون مجرد أعمى قلب , فاتح العينين , فلا علم ولا فهم !
هي مصرة بالفعل أن شيرا مجرد صغيرة لا تفهم شيئا في هذه الحياة ..
ضحكت حينما بدأت شيرا بالرقص منسجمة مع الموسيقى ..
وقد نست كل شيء أو تحاول تناسي كل شيء ..
-ارقصي ارقصي ... ما أبشعك وأنت مكشرة يا بنت ..
وبانسجامهما في الرقص والصوت المرتفع , لم تسمعا الباب الذي طرق عشرات المرات , قبل أن يفتح الباب داخلا بعبوس وضيق ..
متسائلا عن هذه الضجة التي تصدر من البيت , ليتبعها نحو المطبخ , حيث رأى ابنة عمه الغريبة تميل بخصرها على نغمات شرقية , بينما ترفع شعرها بكفيها فوق رأسها .
فتح فمه بعدم تصديق , يراقب تمايلها الرقيق ..
وأم محمود قربها تضحك لها وتشجعها وتهز ردفيها بشكل مضحك ..
أمر لم يتوقع أن يراه على الإطلاق ..
وشيئا فشيئا اتسعت ابتسامته ليتركهما لوحدهما ..
ويذهب ليجلس في الصالة منتظرا الطعام الذي تطهوه أم محمود كما يبدو , وبعدها سيتحدث مع شيرا بما فكر به مجد ..






noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.